Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫مركز املشروعات الدولية اخلاصة‬

‫حرية تداول املعلومات‬

‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬


‫كآلية لتعزيز الدميقراطية وحرية التعبير‬

‫بقلم‪ :‬حسني عبد املطلب األسرج‬


‫باحث اقتصادي مصري‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كآلية لتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير‬ ‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‬

‫الفساد‪ ،‬وممارسة الضغط على الحكومة‪ ،‬والتأثير في‬ ‫في وقت تعصف فيه رياح التغيير بالعالم‪ ،‬أصبح دعم‬
‫الرأي العام‪ ،‬وصناع القرار السياسي‪ .‬ولعل التصويت‬ ‫الحريات وتحقيق العدالة االجتماعية والديمقراطية‪ ،‬هو‬
‫اإللكتروني في العملية االنتخابية يعد أبرز تطبيقات‬ ‫الخيار الوحيد أمام الدول لتحقيق طموحات وآمال شعوبها‪.‬‬
‫الديمقراطية اإللكترونية‪ ،‬على الرغم من أنه ال يزال‬ ‫والواقع أن اندماج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مع‬
‫محفو ًفا بالمخاطر‪ .‬كما أن وتيرة االختراعات المتسارعة‬ ‫العمل السياسي‪ ،‬أدى إلى إيجاد آليات وطرق عمل جديدة‬
‫في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ذاته‪،‬‬ ‫لممارسة الديمقراطية والعمل السياسي‪ ،‬فيما يمكن أن‬
‫قلصت بشكل كبير تكاليف الحصول على هذه‬ ‫نطلق عليه ديمقراطية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫التكنولوجيات‪ ،‬مما سمح بإضفاء طابع ديمقراطي على‬ ‫أو "الديمقراطية اإللكترونية أو الرقمية"‪ ،‬التي تعد‬
‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫نتاجًا للتكامل بين قيم وجوهر الديمقراطية –كمفهوم‬
‫من قبل الفقراء الذين يستخدمونها لتحسين سبل عيشهم‪،‬‬ ‫سياسي واجتماعي– وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫كما سهل األخذ بهذه التكنولوجيات في برامج الحد من‬ ‫–كآلية ووسيلة لتعزيزها‪.‬‬
‫الفقر‪.‬‬
‫وتعد البنية التحتية للمعلومات واالتصاالت األرضية‬
‫وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬فإن ثورة المعلومات الحقيقية من‬ ‫الصلبة التي تنمو عليها الديمقراطية الحقيقية‪ ،‬باعتبارها‬
‫الصعوبة بمكان تحقيقها داخل مجتمعات غير ديمقراطية‪،‬‬ ‫الفكر أو الفلسفة التي تتيح للشعب آليات هامة لممارسة‬
‫كما أن فرص السماح لها بحرية البقاء ‪-‬وما يترتب عليه‬ ‫حقوقه السياسية‪ ،‬وأهمها آليات الحوار والتعبير عن‬
‫من اعتبار تداول المعلومات أحد وسائل حرية التعبير‬ ‫الرأي‪ ،‬والتصويت في االنتخابات التشريعية واالستفتاءات‪،‬‬
‫عن الرأي‪ -‬إنما يتوقف على مرونة تلك الحكومات‬ ‫واستطالع الرأي العام‪ ،‬والتنظيم السياسي الميداني‪.‬‬
‫وهامش الحرية المتاح الذى يصبح أمام أمرين‪ :‬األول‪ ،‬إما‬
‫أن يسمح هذا الهامش لتكنولوجيا المعلومات واالتصال‬ ‫وتتألف عناصر هذا المحور من أدوات المعلومات‬
‫بالبقاء واالستمرارية والمنافسة االجتماعية والسياسية‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬حيث الهواتف التقليدية‪ ،‬والمحمولة‪،‬‬
‫ال مطروحًا بحجة‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وإما أن يكون القمع بدي ً‬ ‫والحاسبات الشخصية المتوفرة في البيئة الوطنية‪ ،‬والتي‬
‫الحفاظ على األمن العام والقومي‪ ،‬لمواجهة أى مخاطر‬ ‫تعد معيارًا على مقدار توظيف تقنية المعلومات في‬
‫قد تهدد المؤسسات الحاكمة ومصالحها‪ ،‬التي ال تقتصر‬ ‫الدخول إلى اإلنترنت‪ ،‬أو التطبيقات الميدانية‪ .‬يضاف إلى‬
‫على كبار مسئولي الحكومة فقط‪ ،‬وإنما تشمل كبار‬ ‫ذلك أنواع تقنيات المعلومات السائدة في البيئة الوطنية‬
‫رجال األعمال والمؤسسات االقتصادية الكبرى‪ .‬وبالتالى‬ ‫التي تسهم في االستثمار األمثل لتدفق المعلومات‪ .‬كذلك‪،‬‬
‫فإن مفهوم األمن اتسع ليشمل التهديدات التكنولوجية‬ ‫يؤخذ بعين االعتبار مستوى سيادة خدمات الحكومة‬
‫الناتجة عن ثورة االتصاالت التي يجب اتخاذ موقف دفاعي‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬وحجم اإلنفاق على البنية التحتية للمعلومات‪.‬‬
‫بشأنها‪ ،‬ومن هنا فإن العديد من الحكومات ترى في‬
‫وقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أداة‬
‫عملية تدفق المعلومات عبر الحدود غير الخاضعة للقيود‪،‬‬
‫اتصال مباشرة بين الحاكم والمحكومين‪ ،‬بل أصبح‬
‫ال ألمنها القومي‪ ،‬خاصة فى حالة اتحاد هذا‬‫تهديدًا محتم ً‬
‫لألفراد دور مؤثر عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات‬
‫التدفق المعلوماتي مع كل من حالة الجمود االقتصادي‬
‫واالتصال في الرقابة على األداء الحكومي‪ ،‬ومكافحة‬
‫والتخلف النوعى للبلدان النامية من ناحية‪ ،‬ومع غياب‬

‫‪-2-‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كآلية لتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير‬ ‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‬

‫في مشاكلها االجتماعية‪ ،‬وعرقل مسيرة إنشاء وتطوير‬ ‫الديمقراطية الحقيقية ونقص التعددية وتراجعها وازدياد‬
‫تكنولوجيا محلية‪ ،‬وتطويع التكنولوجيا المستوردة‪،‬‬ ‫معدالت الكبت السياسى من ناحية ثانية‪ .‬ومن هنا فإن‬
‫والتي تتطلب تفكيرًا إبداع ّيًا ومهارات ابتكارية‪ ،‬إلى‬ ‫االستفادة الحقيقية من وفرة المعلومات وثورة االتصاالت‬
‫جانب ضعف الهياكل األساسية لتكنولوجيا المعلومات‬ ‫ال يمكن أن تتوافر إال بشروط جوهرية‪ ،‬أهمها على‬
‫والمتمثلة في شبكات االتصال ونظم التقييس‪ ،‬والعمالة‬ ‫اإلطالق‪ :‬حرية التعبير والديمقراطية الفعلية‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫المدربة‪.‬‬ ‫ذريعة "األمن" التي تتخذها الحكومات في الدول النامية‬
‫سببًا لقمع حرية التعبير عبر وسائل االتصاالت المختلفة‪،‬‬
‫فضال عن عدم مالئمة التشريعات في مصر لالنفتاح على‬ ‫تعد ذريعة واهية‪ ،‬حيث أضحى مفهوم األمن بهذا الشكل‬
‫مستجدات العصر‪ ،‬وغياب سياسات علمية واستراتيجية‬ ‫مفهومًا ضي ًقا للغاية؛ ألنه صيغ خصيصًا من أجل أمن‬
‫واضحة المعالم تسير جنبًا إلى جنب مع الخطط التنموية‪،‬‬ ‫المؤسسات والحكومات ومصالح القائمين عليها فقط‪،‬‬
‫وهو ما سيؤثر في الخطوات األولى إلرساء مجتمع‬ ‫دونما إعطاء أية أهمية لحرية األفراد في الحصول على‬
‫المعلومات‪ .‬وإن لم يتم تدارك هذه النقائص واستيعاب‬ ‫المعلومات الحقيقية‪.‬‬
‫المتغير المعلوماتي‪ ،‬ومحاولة إيجاد موقع لنا ضمن زمرة‬
‫الدول التي سبقتنا إلى هذه النقلة النوعية‪ ،‬فإننا سنجد‬ ‫وخالصة األمر‪ ،‬فإن الديمقراطية الرقمية ‪-‬بمعنى توظيف‬
‫أنفسنا خارج دائرة األحداث‪ .‬وال مبالغة في القول بأن‬ ‫أدوات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الرقمية في‬
‫جميع أجهزة اإلعالم في مصر كانت تخضع لسيطرة‬ ‫توليد وجمع وتصنيف وتحليل وتداول جميع المعلومات‬
‫واحتكار الحكومة‪ ،‬سواء الصحف القومية التى تخضع‬ ‫والبيانات والمعارف المتعلقة بممارسة قيم الديمقراطية‬
‫لسيطرة الحكومة من خالل المجلس األعلى للصحافة‪ ،‬أو‬ ‫وآلياتها المختلفة‪ -‬ال تعني في نهاية األمر اختراعًا لنوع‬
‫اإلذاعة والتليفزيون اللذين يخضعان للحكومة من خالل‬ ‫جديد من الديمقراطية‪ ،‬بل تعني ممارسة للديمقراطية‬
‫قانون اتحاد اإلذاعة والتليفزيون‪ ،‬هذا باإلضافة إلى مراقبة‬ ‫المعروفة بأدوات وآليات جديدة‪ ،‬وهو ما يشترط وجود‬
‫الحكومة الستخدام شبكة المعلومات الدولية (اإلنترنت)‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬كي يتم تحويلها إلى رقمية‏‪ ،‬أي‬
‫ديمقراطية تقليدية أص ً‬
‫ولما كانت حرية المعلومات واإلعالم تعتبر أحد الشروط‬ ‫قيام المواطنين والحكومات معًا باستخدام منجزات ثورة‬
‫الضرورية الستكمال التحول الديمقراطي المصري‪ ،‬فإن‬ ‫المعلومات واالتصاالت كوسيلة فعالة في تفعيل جوهر‬
‫تحرير وسائل اإلعالم من السيطرة الحكومية يعد مطلبًا‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬
‫أساس ّيًا للقوى الديمقراطية‪ ،‬ويدخل فى إطار برنامج‬
‫التحول الديمقراطي في مصر‪.‬‬ ‫ونحن في مصر‪ ،‬مثلنا مثل كل دول العالم الثالث‪ ،‬نواجه‬
‫تحديات جديدة إلى جانب القضايا والمشاكل المتراكمة‬
‫وحيث إننا نبدأ عملية صياغة الدستور الجديد‪ ،‬فإنه‬ ‫التي تزيد في اتساع الفجوة العلمية‪ ،‬وفجوة نظم المعلومات‪،‬‬
‫من الضروري االستقرار على كيفية حماية الدستور‬ ‫والفجوة التقنية‪ ،‬مما يستدعي صياغة اتجاهات جديدة‬
‫للحق في حرية التعبير وحرية الوصول إلى المعلومات‪.‬‬ ‫تراعي التركيز على تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬كأساس‬
‫كما أن هناك ضرورة ألن يتضمن الدستور المصري‬ ‫للديمقراطية والتنمية الشاملة‪ ،‬خاصة أنها لم تستخدم‬
‫الجديد تعري ًفا واسعًا لحرية التعبير‪ ،‬بحيث يشمل الحق‬ ‫حتى اآلن بشكل كافٍ وصحيح‪ .‬وفي ظل حقيقة أننا بلد‬
‫في طلب واستالم ونشر المعلومات واألفكار‪ ،‬وأن يشمل‬ ‫مستهلك للتكنولوجيا وليس صانعًا لها‪ ،‬األمر الذي زاد‬

‫‪-3-‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كآلية لتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير‬ ‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‬

‫اجتماعية شعبية سلمية‪ ،‬إنها ثورة ‪ 25‬يناير التي لعبت فيها‬ ‫ذلك كافة أنواع طرق التعبير ووسائل االتصاالت‪ .‬كما‬
‫أدوات االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات دورًا رئيس ّيًا‪،‬‬ ‫يجب التأكيد على أن يتضمن الدستور الجديد كيفية‬
‫خاصة شبكات التواصل االجتماعي التي فجرت الشرارة‬ ‫حماية حرية وسائل اإلعالم وحرية التعبير عبر تكنولوجيا‬
‫األولى للثورة‪ .‬وكما غيرت الثورة العديد من المفاهيم‪،‬‬ ‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬كما ينبغي أن يمنح الدستور هذا‬
‫بل والنظرة إلى المستقبل‪ ،‬غيرت أيضًا رؤية المصريين‬ ‫الحق لكل شخص‪.‬‬
‫ألدوات االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات التي أصبحت‬
‫منبرًا مه ّمًا لحرية الرأي والتعبير‪ ،‬ومنف ًذا جيدًا للمشاركة‬ ‫وينبغي أن يشترط صراحة أن تكون أية قيود على الحق‬
‫في الشأن العام‪ ،‬وفي إيجاد حلول للقضايا المجتمعية‪.‬‬ ‫في حرية التعبير متوافقة بشكل صارم مع االختبار ذي‬
‫الثالثة أجزاء المنصوص عليه في القانون الدولي‪ ،‬فالقانون‬
‫وقد ساهم في تعظيم التأثيرات السياسية اإليجابية السابقة‬ ‫الدولي بشكل عام يسمح بوضع بعض القيود على الحق‬
‫لإلنترنت عوامل عدة‪ ،‬فباإلضافة إلى اتساع نطاق النفاذ‬ ‫في حرية التعبير لحماية المصالح المختلفة‪ ،‬إال أن مدى‬
‫لإلنترنت وحجم الشرائح االجتماعية المستخدمة له‪ ،‬فقد‬ ‫شرعية أي تقييد لهذا الحق األساسي ينبغي تقييمها وف ًقا‬
‫تركز هذا التوسع داخل قطاع الشباب باألساس‪ ،‬حيث‬ ‫للمعايير الدولية‪ .‬فجميع المواثيق الدولية‪ ،‬مثل اإلعالن‬
‫حدث ‪-‬على ما يبدو‪ -‬تحو ًال واضحًا في أنماط استخدام‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬والعهد الدولي للحقوق المدنية‬
‫الشبكة في العالم العربي خالل السنوات األخيرة‪ ،‬في‬ ‫والسياسية‪ ،‬واالتفاقية األوروبية واالتفاقية األمريكية‪،‬‬
‫اتجاه ارتفاع معدالت استخدامها كوسيلة وكساحة‬ ‫والميثاق اإلفريقي‪ ،‬تقدم "اختبارًا مكونًا من ثالثة أجزاء"‬
‫للعمل السياسي‪ ،‬األمر الذي يطعن في مقولة إن اإلنترنت‬ ‫لتحديد مدى مشروعية أية قيود يتم فرضها على حرية‬
‫يمثل عالمًا سياس ّيًا افتراض ّيًا‪.‬‬ ‫التعبير‪ .‬كما أن جميع المحاكم في البلدان التي صدقت‬
‫على هذه الوثائق ملزمة بتطبيق هذا االختبار الثالثي عند‬
‫لهذا‪ ،‬يجب تطويع أدوات االتصاالت وتكنولوجيا‬ ‫التعامل مع قضايا تتعلق بحرية التعبير‪ :‬القيد األول من هذا‬
‫المعلومات لالشتباك اإليجابي مع قضايا المجتمع‪ ،‬وإيجاد‬ ‫االختبار‪ ،‬يقتضي أن يكون القيد المفروض منصوص‬
‫حلول تكنولوجية مبتكرة لها‪ ،‬بمعنى أن يكون قطاعًا‬ ‫عليه مسب ًقا في القانون‪ ..‬والثاني يشترط أن يكون القيد‬
‫يحمل رؤية مجتمعية تنطلق من مبدأ ليس فقط تطوير‬ ‫يعمل على خدمة هدف مشروع‪ ..‬أما الثالث فيشترط أن‬
‫القطاعات الخدمية للمواطنين بقدر ما هو تغيير للعقلية‬ ‫يكون القيد ضرور ّيًا في مجتمع ديمقراطي ‪.‬‬
‫اإلدارية للدولة ومؤسساتها التي تقدم الخدمات المختلفة‬
‫للمواطن‪ ،‬بشكل ينقل مصر لمرحلة يسودها مفاهيم‬ ‫فالعالم اليوم يعيش ثورة حقيقية في مجال االتصاالت‬
‫المواطنة الرقمية والمجتمع التكنولوجي‪ ،‬ويتناسب وحجم‬ ‫وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ولم يعد بإمكان أي دولة اآلن‬
‫ونوعية التغير السياسي واالجتماعي الذي حدث في مصر‬ ‫تتطلع لإلنجاز والتطوير بهدف تحقيق التنمية المستدامة‬
‫بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫على كافة األصعدة‪ ،‬أن تحقق ذلك دون أن يكون هذا‬
‫القطاع أحد ركائزها األساسية‪.‬‬
‫ولجني ثمار الفرص التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬فمن الضروري أن يتم العمل على تحديد‬ ‫وفي خضم هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية‪ ،‬شهدت‬
‫مجموعة من السياسات الرامية إلى التشجيع على استحداث‬ ‫مصر في مطلع عام ‪ 2011‬ثورة من نوع آخر‪ ،‬ثورة سياسية‬

‫‪-4-‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كآلية لتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير‬ ‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‬

‫المعارف ونشرها واستخدامها‪ ،‬وهو ما ينبغي أن يشكل‬


‫معمقة موجهة إلى شبكة من صناع السياسات‪ ،‬وقادة‬
‫األساس الستراتيجية ترمي إلى تحقيق النمو المستدام‪،‬‬
‫األعمال‪ ،‬واإلصالحيين المدنيين‪ ،‬واألكاديميين‪ ،‬وغيرهم‬
‫ويمكن في هذا الصدد التأكيد على ثالثة مجاالت ذات‬
‫من المهتمين بالقضايا ذات الصلة باإلصالح االقتصادي‬
‫أولوية‪:‬‬
‫وعالقته بتنمية الديمقراطية‪.‬‬
‫التحول‪ :‬جعل التنمية أكثر انفتاحًا وأكثر خضوعًا‬
‫ترسل المقاالت بالبريد اإللكتروني‪ ،‬ويتم نشرها على‬
‫للمساءلة‪ ،‬وتحسين الخدمات عن طريق تسهيل قيام‬
‫الموقع‪ .‬فلو أردت االشتراك‪ ،‬مجاناً‪ ،‬نرجو أن تشترك في‬
‫المواطنين بتقديم معلومات تقييمية إلى الحكومة‬
‫شبكة مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬وذلك بإدخال‬
‫ومقدمي الخدمات‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬
‫بريدك اإللكتروني في الموقع‪ wwww.cipe.org :‬أو‬
‫‪www.cipe-arabia.org‬‬
‫الربط والتوصيل‪ :‬زيادة إمكانية الوصول الميسور‬
‫التكلفة إلى تكنولوجيا النطاق العريض‪ ،‬وإتاحة ذلك‬
‫يرحب المركز بالمقاالت التي يقدمها القراء‪ .‬على أن‬
‫للنساء‪ ،‬والمواطنين المعاقين‪ ،‬والمجتمعات المحلية‬
‫تتراوح عدد كلمات المقال ما بين ‪ 1000‬إلى ‪3000‬‬
‫المحرومة‪ ،‬والسكان في المناطق النائية والريفية‪.‬‬
‫كلمة‪ ،‬وسوف يُنظر فقط إلى المقاالت ذات الصلة‬
‫برسالة المركز المتمثلة في بناء مؤسسات ديمقراطية‬ ‫االبتكار‪ :‬تطوير صناعات خدمية تنافسية تستند إلى‬
‫تخضع للمساءلة من خالل إصالحات تعتمد على السوق‪،‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وتشجيع االبتكار في مجال‬
‫وذلك على أساس قيمة المقال‪.‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في مختلف قطاعات‬
‫االقتصاد‪ ،‬مع التركيز على إيجاد فرص العمل‪ ،‬خاصة‬
‫يعمل مركز المشروعات الدولية الخاصة "‪"CIPE‬‬
‫للنساء والشباب‪.‬‬
‫على تعزيز الديمقراطية حول العالم‪ ،‬من خالل اإلصالح‬
‫االقتصادي الموجه للسوق‪ .‬المركز جزء من غرفة التجارة‬
‫األمريكية في العاصمة واشنطون‪ ،‬وال يهدف لتحقيق الربح‪.‬‬ ‫اآلراء الواردة بالمقال تعبر عن وجهة نظر كاتبه‪ ،‬وال‬
‫وهو أحد أربعة معاهد للصندوق الوطني للديمقراطية‪ .‬وقد‬ ‫تعكس بالضرورة رؤية مركز المشروعات الدولية‬
‫دعم المركز ألف مبادرة محلية في أكثر من مائة دولة‬ ‫الخاصة‪ .‬ويسمح المركز بإعادة طباعة المقاالت الواردة‬
‫نامية‪ ،‬تعامل فيها ‪-‬على مدى ‪ 25‬عامًا‪ -‬مع قادة األعمال‪،‬‬ ‫في سلسلة قضايا اإلصالح‪ ،‬و‪/‬أو ترجمتها‪ ،‬و‪/‬أو نشر‬
‫وصناع القرار‪ ،‬والصحفيين‪ ،‬لبناء المؤسسات المدنية‬ ‫المقاالت األصلية‪ ،‬بشرط‪ )1( :‬نسبة المقال إلى كاتبه‬
‫األساسية للمجتمع الديمقراطي‪ .‬ومن القضايا األساسية‬ ‫األصلي‪ ،‬وإلى مركز المشروعات الدولية الخاصة‪)2( .‬‬
‫التي يتعرض لها المركز‪ ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬والمشاركة‬ ‫إخطار مركز المشروعات الدولية الخاصة بموضع نشر‬
‫في السياسات‪ ،‬وجمعيات األعمال‪ ،‬وحوكمة الشركات‪،‬‬ ‫المقال وإرسال نسخة منه إلى مكتب المركز في‬
‫والحوكمة الديمقراطية‪ ،‬وإتاحة الوصول للمعلومات‪،‬‬ ‫واشنطن‪.‬‬
‫والقطاع غير الرسمي‪ ،‬وحقوق الملكية‪ ،‬وحقوق المرأة‬
‫سلسلة "قضايا اإلصالح االقتصادي"‪ :‬خدمة على‬
‫والشباب‪ .‬وتدعم الوكالة األمريكية للتنمية الدولية برامج‬
‫اإلنترنت يقدمها مركز المشروعات الدولية الخاصة‬
‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‪.‬‬
‫لنشر للمقاالت اإللكترونية‪ .‬تطرح تلك الخدمة مقاالت‬

‫‪-5-‬‬

You might also like