‫اإليمان والغيب‬ ‫‪ . ...

‬مدخل التزكية ‪:‬‬

‫حكم اإليمان بالغيب‬

‫ما أخبر به الوحي من غيب هو من مقتضيات اإليمان كاإليمان باهلل ومالئكته والجنة والنار‪ ،‬فهو تكليف لكل مكلف‬
‫‪.‬بأن يصدق بخبره ‪ ،‬دون أن يشاهد ما صدق بحواسه‬
‫الغيب والعلم‪ :‬لما أخفى هللا تعالى الغيب عن الخلق نجعل السبيل إلى العلم به بعثة الرسل بالحق ‪ ،‬ليتعرفوا إليه‬
‫بما علمهم من علم ليختبر الوفاء بالعهد الذي أخده عليهم في علم الغيب قال سبحانه‪َ ":‬و ِإْذ َأَخ َذ َرُّبَك ِم ْن َبِني َآَد َم‬
‫ِم ْن ُظُهوِر ِهْم ُذ ِّرَّيَتُهْم َو َأْش َهَدُهْم َع َلى َأْنُفِس ِهْم َأَلْس ُت ِبَرِّبُك ْم َقاُلوا َبَلى َش ِهْد َنا َأْن َتُقوُلوا َيْو َم اْلِقَياَم ِة ِإَّنا ُك َّنا َعْن َهَذ ا‬
‫َغ اِفِليَن (‪")172‬األعراف‪172:‬‬
‫أثر اإليمان بالغيب على النفس وعاقبة التكذيب به‬
‫ــ الغيب والوجود اإلنساني ‪1‬‬
‫الغيب واقع حياتي بحياة الناس‪ ،‬فاإلنسان عاجز عن اإلحاطة بعلم كل المحسوسات فكيف بعلم الغيب وعوالمه‬
‫الخفيات ‪ ،‬ومن قضايا الغيب التي شغلت اإلنسان ‪:‬حقيقة الروح وغموض الموت ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ":‬و َيْس َأُلوَن َك َع ِن‬
‫" الُّر وِح ُقِل الُّر وُح ِمْن َأْم ِر َر ِّب ي َو َم ا ُأوِتيُتْم ِمَن اْلِع ْلِم ِإاَّل َقِلياًل‬

‫‪ :‬ــ أثر اإليمان بالغيب على النفس ‪2‬‬

‫يحرر فكر اإلنسان من االنشغال بأسئلة و قضايا تتجاوز إمكاناته ووسائله ليشتغل بما هو مطلوب منه للقيام ‪-‬‬
‫‪.‬بخالفة األرض و عمارتها‬
‫يعطي معنى إيجابيا للحياة في هذه الدنيا‪ ،‬فاإليمان باهلل حقيقة يساعد على تقدير األحكام و قبولها ‪-‬‬
‫يجعل اإلنسان ال يصيبه اليأس وال القنوط بسبب كثرة المصائب‪ ،‬وال يحزن على ما فاته‪ - .‬يشعر اإلنسان أنه‪-‬‬
‫ليس مهمال و أنه لم يخلق عبثا و لم يترك سدى فيغدو إيجابيا و يأتي بصالح األعمال إرضاءا لخالقه و طمعا في‬
‫‪.‬جنته‬
‫‪ -‬يحصن المسلم من الوقوع في شراك الخرافات و الشعوذة‪ ،‬قال صلى هللا عليه و سلم ‪ " :‬من أتى عرافا فسأله‬
‫عن شيء لم تقبل له صالة أربعين ليلة "‪.‬‬
‫‪:‬ـ عاقبة التكذيب بالغيب على النفس ‪3‬‬
‫‪ -‬عدم اإلحساس بالكرامة‪ :‬ألن الكافر بالغيب لم يستشعر كمال العبودية له سبحانه الذي يقتضي اإلستغناء عما‬
‫سواه‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف وعدم األمن ‪:‬ألن النفس البشرية تنعم باألمن واإلستقرار في رحاب اإليمان وتتحرر من الخوف من فقد‬
‫األهل والمال والولد‪...‬‬
‫‪ -‬إشاعة البغضاء والفرقة ‪ :‬ألن ارتكاب ما حرم هللا يفسد الحياة كلها وتنشأ عنه الشقاء والعداوة بين األفراد‪- .‬‬
‫جهل حقيقة الحياة والكون والمصير‪.‬‬
‫‪:‬ـ كيف أؤمن بالغيب وأصدق بما أخبر به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من وحي ‪4‬‬
‫أؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره وأؤمن أن ما جاء به محد صلى هللا عليه‪-‬‬
‫وسلم حق وأن الجنة حق وأن الميزان حق وأن الحساب حق وأن الحوض حق وأن الصراط حق وأن النار حق‬
‫‪.‬وأن هللا يبعث من في القبور‬