Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 69

‫‪1‬‬ ‫علم املنطق‬

‫علم املنطق‬ ‫‪2‬‬


‫‪3‬‬ ‫علم املنطق‬
‫علم املنطق‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫علم املنطق‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫ِ‬
‫وأبنائه اخلري‬ ‫هلل احلمد والتعظيم‪ ،‬وعىل رسوله الصالة والتسليم‪ ،‬وللوطن‬
‫العميم‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فهذا كتاب الطالب وفق املنهج احلديث يف املنطق‪ ،‬دعانا إىل وضعه‬
‫خدمة أبناء الوطن‪ ،‬وبيان األغراض الصحيحة من مباحث هذا املنهج التي ُع ِّمي‬
‫بعضها عىل بعض اإلخوان ِجلدَّ هتا‪ ،‬أو لعدم وجودها يف الكتب املتداولة‪.‬‬
‫ً‬
‫فضل عليهم؛ ألن الفضل يف هذا يرجع إىل الفرصة السعيدة‬ ‫وال ندعي‬
‫ملم بكل ما أريد منه‪،‬‬
‫عضوا يف اللجنة التي وضعته‪ًّ ،‬‬
‫ً‬ ‫التي أتاحت ألحدنا أن كان‬
‫ولآلخر تدريس هذه املادة بضع سنني‪.‬‬
‫وقد أوجزنا يف القول دون إخالل باألحكام‪ ،‬وقفينا عىل كل باب بتدريب‬
‫يثبته يف األفهام‪.‬‬
‫فإن كنا قد وفقنا إىل ما إليه قصدنا‪ ،‬فذلك من فضل اهلل علينا‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪6‬‬

‫مقدمات‬

‫* جممل تاريخ علم املنطق‪:‬‬


‫كان علم املنطق يف كالم األقدمني ً‬
‫مجل متفرقة‪ ،‬مل هتذب طرقه ومل جتمع‬
‫مسائله‪ ،‬حتى ظهر يف بالد اليونان طائفة السوفسطائيني الذين أرادوا قلب نظام‬
‫املجتمع من طريق تضليل العقول بقضايا خادعة‪ ،‬كقوهلم‪ :‬احلسن ما تراه حسنًا‪،‬‬
‫قبيحا‪.‬‬
‫والقبيح ما تراه ً‬
‫فانربى هلم بعض املفكرين أمثال سقراط الذي سلك طريقه احلوارية إلنارة‬
‫العقول وإظهار احلقائق بوسائل اإلقناع‪ ،‬ثم نسج عىل منواله تلميذه أفالطون‪.‬‬
‫وملا جاء إرسطو هذب مباحث املنطق‪ ،‬ورتب مسائله‪ ،‬وجعله مقدمة‬
‫لدراسة العلوم العقلية‪.‬‬
‫وظلت احلال كذلك حتى نقل العرب علوم األقدمني إىل لساهنم‪ ،‬فكان فيام‬
‫نقلوه علم املنطق الذي تناولوه بالبحث والرشح‪ ،‬وأ َّلفوا فيه كتبهم التي ال تزال‬
‫تدرس‪ ،‬بيد أهنم مل يزيدوا عىل ما رسم إرسطو شيئا يذكر‪.‬‬
‫أما علامء الغرب فقد مكنتهم دراسة العلوم احلديثة باملالحظة والتجربة من‬
‫استنباط قوانني جديدة سموها‪ :‬املنطق احلديث‪ ،‬وأضافوها إىل املنطق القديم‪.‬‬

‫* احلاجة إىل علم املنطق‪:‬‬


‫إن طالب اللغة يتمكن من التكلم هبا عىل وجهها إذا عرف قواعدها‪،‬‬
‫وقارض الشعر يتقي عيوبه إذا عرف أوزانه‪ ،‬واملعلم والقايض واملحامي ال يتقن‬
‫‪7‬‬ ‫علم املنطق‬

‫كل منهم مهنته إال إذا عرف القواعد التي تعصم ذهنه من اخلطأ يف الفكر‪ ،‬ذلك‬
‫مرارا‪ ،‬وكذلك القضاة واملحامون إذا‬
‫بأن املعلم إن ساعدته فطرته مر ًة فقد خيطئ ً‬
‫مل يكن هلم مقياس فكري ِيزنون به أحكامهم ويرجعون إليه إذا استغلقت مسالك‬
‫األمور‪.‬‬
‫أال ترى أن البائع واملشرتي إذا اختلفا يف مكيل أو موزون رجعا إىل‬
‫القسطاس املستقيم‪.‬‬

‫* فوائده‪:‬‬
‫(‪ )1‬تربية القوى الفكرية وتنميتها بالبحث واالستنباط‪.‬‬
‫(‪ )2‬متييز احلق من الباطل واخلري من الرش؛ ليسعد اإلنسان يف الدارين‪.‬‬
‫(‪ )3‬وضع األشياء يف مواضعها وأداء األعامل يف أوقاهتا‪ ،‬فليس من املنطق‬
‫تكليف إنسان ما ال يطيقه‪ ،‬وال إرجاء عمل اليوم إىل الغد‪.‬‬

‫* تعريفه‪:‬‬
‫هو قواعد كلية تعصم مراعاهتا الذهن من اخلطأ يف الفكر‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪8‬‬

‫التجريد واملعاين املجردة‬

‫* التجريد‪:‬‬
‫هو إدراك أي معنى من املعاين دون إثبات يشء له أو نفيه عنه‪ ،‬كإدراك معنى‬
‫احلرارة والربودة والعلم والنفس‪.‬‬

‫* املعاين املجردة‪:‬‬
‫هي التي ال تدرك بحاسة من احلواس‪ ،‬وال يتحقق وجودها يف اخلارج إال‬
‫يف ضمن جزئياهتا‪ ،‬كالعدل والظلم والفضيلة والرذيلة واجلامل والقبح والسواد‬
‫والبياض‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫علم املنطق‬

‫الكيل وأقسامه‬
‫ّ‬

‫الكيل‪ :‬هو ما يصدق ً‬


‫عقل عىل أفراد كثرية‪ ،‬مثل‪ :‬إنسان وفرس وقلم‬
‫ومدرسة‪.‬‬
‫وهو مخسة أقسام‪:‬‬
‫(‪ )1‬النوع‪ :‬وهو املساوي للامهية الصادق عىل أفراد حقيقة واحدة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫إنسان وصاهل ومثلث ومربع‪.‬‬
‫(‪ )2‬اجلنس‪ :‬وهو جزء املاهية الصادق عىل أفراد حقائق خمتلفة‪ ،‬مثل‪ :‬حيوان‬
‫ٍ‬
‫مستو بالنسبة للمربع واملثلث‪.‬‬ ‫بالنسبة لإلنسان والصاهل‪ ،‬ومثل‪ :‬شكل‬
‫(‪ )3‬الفصل‪ :‬وهو جزء املاهية الذي يميز أفرادها من غريها‪ ،‬مثل‪ :‬ناطق‬
‫بالنسبة لإلنسان‪ ،‬ومثل‪ :‬قائم الزوايا متساوي األضالع بالنسبة للمربع‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪10‬‬

‫(‪ )4‬اخلاصة‪ :‬وهي صفة كلية خارجة عن املاهية يتصف هبا أفراد حقيقة‬
‫واحدة‪ ،‬مثل‪ :‬ضاحك بالنسبة لإلنسان‪ ،‬ومثل‪ :‬املنصف لزاوية الرأس منصف‬
‫للقاعدة بالنسبة للمثلث املتساوي الساقني‪.‬‬
‫العرض العام‪ :‬وهو صفة كلية خارجة عن املاهية يتصف هبا أفراد‬
‫(‪َ )5‬‬
‫حقائق خمتلفة‪ ،‬مثل‪ :‬حساس بالنسبة لإلنسان‪ ،‬ومثل‪ :‬جمموع زوايا الشكل‬
‫الرباعي يساوي أربع قوائم بالنسبة للمستطيل‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫علم املنطق‬

‫تعدد األجناس واألنواع‬

‫(‪ )1‬اجلنس الذي ليس فوقه كيل يسمى‪ :‬اجلنس البعيد‪ ،‬كاجلوهر‪.‬‬
‫جنسا قري ًبا‪،‬‬
‫(‪ )2‬اجلنس الذي ييل النوع مبارشة وفوقه أجناس يسمى‪ً :‬‬
‫كاحليوان فإنه ييل اإلنسان‪ ،‬وفوقه اجلسم النامي‪ ،‬ثم اجلسم‪ ،‬ثم اجلوهر‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما بني اجلنسني البعيد والقريب يسمى‪ :‬األجناس املتوسطة‪ ،‬كاجلسم‬
‫النامي‪ ،‬واجلسم‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪12‬‬

‫(‪ )4‬أما النوع الذي ليس فوقه َّإل اجلنس العايل كاجلسم فإنه يسمى‪ :‬النوع‬
‫البعيد‪.‬‬
‫(‪ )5‬والنوع الذي ليس حتته َّإل األفراد اجلزئية كاإلنسان يسمى‪ :‬النوع‬
‫القريب‪.‬‬
‫(‪ )6‬ما بني النوعني العايل والقريب يسمى بـ‪ :‬األنواع املتوسطة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫احليوان‪ ،‬واجلسم النامي‪.‬‬
‫تنبيـه‬
‫وكذلك الفصل يكون‪:‬‬
‫(‪ )1‬قري ًبا‪ ،‬وهو فصل النوع‪ ،‬كالناطق بالنسبة إىل اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )2‬وبعيدً ا‪ ،‬وهو فصل اجلنس‪ ،‬كاحلساس‪ ،‬فإنه فصل اجلنس الذي هو‬
‫حيوان‪.‬‬

‫* املعاين الواضحة‪:‬‬
‫هي الرضورية أو البدهية‪ ،‬وهي‪ :‬ما ال حتتاج إىل فكر ونظر‪ ،‬بل يدركها من‬
‫كان سليم العقل‪ ،‬كاحلرارة والربودة والكل واجلزء والصغري والكبري‪.‬‬

‫* املعاين الغامضة‪:‬‬
‫هي النظرية أو الكسبية‪ ،‬وهي‪ :‬ما حتتاج إىل نظر وفكر‪ ،‬كتصور النفس‬
‫والعقل والعلم‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫علم املنطق‬

‫التعريف‬

‫التعريف (ويسمى‪ :‬املعرف‪ ،‬والقول الشارح) هو املقصود بالذات من قسم‬


‫التصورات(((‪ ،‬أما الكليات اخلمس فقد ذكرت لتوقفه عليها؛ ألنه مركب منها‪.‬‬
‫وهو ما يستدعي تصوره‪:‬‬
‫(‪ )1‬إما تصور اليشء بحقيقته‪ ،‬وهذا هو احلد التام‪.‬‬
‫(‪ )2‬وإما امتيازه من مجيع ما عداه‪ ،‬وهو‪ :‬احلد الناقص‪ ،‬والرسم بنوعيه‪.‬‬

‫((( التصور‪ :‬إدراك املفرد‪ ،‬والتصديق‪ :‬إدراك النسبة‪.‬‬


‫علم املنطق‬ ‫‪14‬‬

‫* أقسامه‪:‬‬
‫ينقسم التعريف قسمني‪:‬‬
‫األول‪ :‬احلد‪ :‬ما كان بالذاتيات فقط‪.‬‬
‫وهو صنفان‪:‬‬
‫(‪ )1‬تام‪ :‬وهو ما كان باجلنس والفصل القريبني‪ ،‬مثل‪« :‬حيوان ناطق» يف‬
‫تعريف اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )2‬ناقص‪ :‬وهو ما كان باجلنس البعيد مع الفصل القريب أو الفصل‬
‫القريب فقط‪ ،‬كـ‪« :‬جسم ناطق» أو «ناطق» فقط يف تعريف اإلنسان‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬الرسم‪ :‬وهو ما كان بالذايت والعريض‪ ،‬أو العريض فقط‪.‬‬
‫وهو رضبان‪:‬‬
‫(‪ )1‬تام‪ :‬وهو ما تألف من اجلنس القريب واخلاصة‪ ،‬مثل‪« :‬حيوان ضاحك»‬
‫يف تعريف اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )2‬ناقص‪ :‬وهو ما تألف من اجلنس البعيد واخلاصة أو اخلاصة وحدها‪،‬‬
‫مثل‪« :‬جسم ضاحك» أو «ضاحك» فقط يف تعريف اإلنسان‪.‬‬

‫تنبيـه‬
‫من التعريف باخلاصة‪:‬‬
‫(‪ )1‬التعريف اللفظي‪ :‬وهو تبيني معنى اللفظ بلفظ أوضح منه‪ ،‬كتفسري‬
‫الرب بالقمح‪ ،‬والعسجد بالذهب‪.‬‬
‫(‪ )2‬والتعريف باملثال‪ ،‬كقولك يف تعريف الكيل‪ :‬إنه مثل إنسان‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫علم املنطق‬

‫* رشوطه‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون التعريف مساو ًيا للمعرف‪ ،‬فال يكون أعم منه وال أخص‪،‬‬
‫فال يصح تعريف املثلث بأنه سطح مستو؛ ألنه يدخل املربع وغريه‪ ،‬وال تعريفه‬
‫بأنه ذو ثالث زوايا إحداها قائمة؛ ألنه خيرج حاد الزوايا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن يكون التعريف أوضح من املعرف‪ ،‬فال يصح التعريف باملساوي‬
‫يف الوضوح وال باألخفى‪ ،‬مثل تعريف العلم بام ليس بجهل‪ ،‬واحلركة بام ليس‬
‫بسكون؛ للتساوي يف املعرفة واجلهالة‪ ،‬وال تعريف اهلواء بأنه جسم لطيف يشبه‬
‫الروح؛ ألن الروح أخفى منه‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك ال يدخل املشرتك التعريف َّإل إذا كانت قرينته مانعة‪ ،‬مثل‬
‫تعريف العني بأهنا ما تدرك هبا صور املرئيات‪ ،‬وال يقبل تعريفها بأهنا شفافة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون خال ًيا من الدَّ ْور‪ ،‬فال يصح تعريف العلم بأنه وصول‬
‫صورة املعلوم إىل الذهن؛ ألن املعلوم تتوقف معرفته عىل العلم‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪16‬‬

‫التصنيف وأنواعه وفائدته‬

‫التصنيف‪ )Classification( :‬وهو مجع األشياء املتناسبة وتنسيقها؛ ليعظم‬


‫االنتفاع هبا‪ ،‬ويسهل الرجوع إليها‪.‬‬
‫فمثلها كمثل الفصول يف املدرسة‪ ،‬واألدوية يف الصيدلية‪ ،‬إذا مل يضم كل‬
‫صنف إىل مالئمه قلت الفائدة وساءت النتيجة‪.‬‬

‫* أنواعه‪:‬‬
‫يمكن إرجاعها إىل أصلني مها‪:‬‬
‫(‪ )1‬يف املحسات‪ ،‬مثل‪ :‬ترتيب فصول املدرسة وأوقات الدراسة واملكاتب‬
‫واملتاحف والصيدليات واملعارض‪ ،‬إىل غري ذلك مما يتوقف عليه نظام احلياة‬
‫العملية‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف املعنويات‪ ،‬ويكون بتبويب املعلومات وتنسيقها وتبسيط مسائلها؛‬
‫ليسهل االنتفاع هبا‪ ،‬مثل‪ :‬العلوم والفنون ومعجامت اللغة التي تنوعت طرقها‬
‫الختالف مقاصد مصنفيها‪.‬‬

‫* فوائده‪:‬‬
‫(‪ )1‬األمن من الوقوع يف اخلطأ‪ ،‬كام يف الصيدليات‪.‬‬
‫(‪ )2‬االقتصاد يف املال والزمن يف احلياتني العملية والعلمية‪.‬‬
‫(‪ )3‬عظم الفائدة مع قلة املجهود لتناسب القوى يف الفصول املدرسية‪.‬‬
‫(‪ )4‬العون عىل حتصيل العلوم ومسائل الفنون يف الكتب املنسقة‪.‬‬
‫(‪ )5‬سهولة البحث واملراجعة وإنجاز األعامل يف أوقاهتا‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫علم املنطق‬

‫تداريب‬

‫(‪ )1‬اذكر مخسة أمثلة للتصور البدهي‪ ،‬ومثلها للنظري‪.‬‬


‫(‪ )2‬ما الفرق بني اجلنس والعرض العام؟ م ِّثل ملا تقول‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما الفرق بني الفصل واخلاصة؟ مثل ملا تقول‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما الفرق بني اجلنس والنوع؟ مثل ملا تقول‪.‬‬
‫قسم ينقسم اجلنس؟ مثل ملا تقول‪.‬‬
‫(‪ )5‬كم ً‬
‫قسم ينقسم النوع؟ مثل ملا تقول‪.‬‬
‫(‪ )6‬كم ً‬
‫(‪ )7‬هل للفصل أقسام؟ مثل ملا تقول‪.‬‬
‫(‪ )8‬اذكر جنس اإلنسان وفصله وخاصته وعرضه العام مع التمثيل‪.‬‬
‫(‪ )9‬بامذا تسمي اجلنس الذي ييل النوع مبارشة وفوقه أجناس؟ مع التمثيل‪.‬‬
‫(‪ )10‬ما الفرق بني اجلنس املتوسط واجلنس العايل؟ مثل‪.‬‬
‫جنسا ونو ًعا باعتبارين خمتلفني؟‬
‫(‪ )11‬هل يكون املثلث ً‬
‫جنسا متوس ًطا‪ِّ ،‬‬
‫وبي جنسيه القريب والبعيد‪.‬‬ ‫(‪ )12‬اذكر ً‬
‫(‪ )13‬اذكر نو ًعا متوس ًطا‪ ،‬وبني نوعيه‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬
‫(‪ )14‬ملاذا احتاج اإلنسان إىل تعريف األشياء؟‬
‫(‪ )15‬ما أنواع التعريف؟‬
‫(‪ )16‬ما الفرق بني احلد والرسم؟‬
‫(‪ )17‬ملاذا كان التعريف باجلنس والفصل القريبني حدًّ ا تا ًّما؟‬
‫علم املنطق‬ ‫‪18‬‬

‫(‪ِّ )18‬بي أنواع تعريف الفرس فيام يأيت‪:‬‬


‫(أ) حيوان صاهل‪.‬‬
‫(ب) جسم صاهل‪ ،‬أو صاهل فقط‪.‬‬
‫(ج) حيوان ال تستغني عنه اجليوش‬
‫(د) جسم ال يستغنى عنه يف احلروب‪.‬‬
‫(‪ )19‬ما رشوط التعريف؟‬
‫(‪ )20‬من أي نوع من أنواع القول الشارح التعريف اللفظي والتعريف‬
‫باملثال؟‬
‫(‪ )21‬إىل أي حد تتوقف حياتنا العملية عىل التصنيف؟‬
‫(‪ )22‬اذكر ثالثة أمثلة للتصنيف يف املحسات‪.‬‬
‫(‪ )23‬اذكر ثالثة أمثلة للتصنيف يف املعنويات‪.‬‬
‫(‪ )24‬ما املضار املرتتبة عىل إمهال النظام يف احلياة املدرسية؟‬
‫(‪ )25‬ما املضار املرتتبة عىل إمهال التصنيف يف املكتبات املدرسية؟‬
‫‪19‬‬ ‫علم املنطق‬

‫األحكام والقضايا‬

‫(‪ )1‬األحكام‪ :‬مجع حكم‪ ،‬وهو إثبات يشء ليشء أو نفيه عنه‪ ،‬كاحلكم عىل‬
‫املتهم باإلدانة أو الرباءة‪ ،‬أو عىل اليشء بأنه نافع أو ضار‪.‬‬

‫(‪ )2‬القضايا‪ :‬مجع قضية‪ ،‬وهي كل مركب تام احتمل الصدق والكذب‪،‬‬
‫ض خري من كذب َي ُ ّ‬
‫س‪ ،‬إذا انترشت الرتبية يف‬ ‫ٌ‬
‫وصدق َي ُ ّ‬ ‫مثل‪ :‬الدين النصيحة‪،‬‬
‫أمة قلت اجلرائم‪ ،‬من يفعل اخلري ال يعدم جوازيه‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪20‬‬

‫* أقسامها‪:‬‬
‫تنقسم القضية قسمني‪:‬‬
‫(أ‌) محلية‪ :‬وهي ما خلت من أداة الرشط‪.‬‬
‫وتنقسم قسمني‪:‬‬
‫(‪ )1‬موجبه‪ :‬وهي ما حكم فيها بثبوت املحمول للموضوع‪ ،‬مثل‪ :‬آفة الرأي‬
‫اهلوى‪.‬‬
‫(‪ )2‬سالبة‪ :‬وهي ما حكم فيها بنفي املحمول عن املوضوع‪ ،‬مثل‪ :‬ال رأي‬
‫ملن ال يطاع‪.‬‬
‫(ب‌) رشطية‪ :‬وهي ما اشتملت عىل أداة رشط‪.‬‬
‫وهي نوعان‪:‬‬
‫(‪ )1‬موجبة‪ :‬وهي ما حكم فيها بصدق قضية عىل تقدير صدق قضية‬
‫أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬كلام َجدَّ الطالب قوي األمل يف نجاحه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سالبة‪ :‬وهي ما حكم فيها بعدم صدق قضية عىل تقدير صدق قضية‬
‫أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬ليس ألبتة إذا كان هذا حيوانًا كان مجا ًدا‪.‬‬

‫* أجزاء القضية احلملية‪:‬‬


‫ترتكب القضية احلملية من ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫(‪ )1‬املوضوع‪ :‬وهو املحكوم عليه باإلثبات أو النفي (الفاعل ونائبه‪،‬‬
‫واملبتدأ)‪.‬‬
‫(‪ )2‬املحمول‪ :‬وهو املحكوم به إثباتًا أو نف ًيا (الفعل‪ ،‬وخرب املبتدأ)‪.‬‬
‫(‪ )3‬النسبة بينهام‪ ،‬وتسمى رابطة‪ ،‬وهي‪ :‬مورد اإلجياب والسلب‪ ،‬وال بد‬
‫‪21‬‬ ‫علم املنطق‬

‫هلا من دال يدل عليها‪ ،‬وهذا الدال عند املناطقة ضمري الفصل‪ ،‬مثل‪ :‬الكالم هو‬
‫اللفظ‪ ،‬أو «كان»‪ ،‬مثل‪ :‬العلم كان النافع‪.‬‬
‫وعند النحويني حركات اإلعراب‪ ،‬وقد اكتفى بذلك بعض الكتب احلديثة‬
‫يف املنطق‪.‬‬

‫* أقسام القضية احلملية‪:‬‬


‫تنقسم كل قضية محلية موجبة أو سالبة باعتبار موضوعها أربعة أقسام‪:‬‬
‫(‪ )1‬شخصية‪ :‬ما كان موضوعها جزئيا (أحد املعارف)‪ ،‬مثل‪ :‬أنت جمد‪،‬‬
‫وليس كذلك صديقك‪.‬‬
‫(‪ )2‬كلية‪ :‬ما كان موضوعها كليا وسورت بالسور الكيل‪ ،‬مثل‪ :‬كل نا ٍم‬
‫حمتاج إىل الغذاء‪ ،‬وال يشء من النامي بجامد‪.‬‬
‫(‪ )3‬جزئية‪ :‬ما كان موضوعها كليا وسورت بالسور اجلزئي‪ ،‬مثل‪ :‬بعض‬
‫العدد فرد‪ ،‬وبعض املعدن ليس بذهب‪.‬‬
‫(‪ )4‬مهملة‪ :‬ما كان موضوعها كليا ومل تسور بسور‪ ،‬مثل‪ :‬عدو عاقل خري‬
‫من صديق جاهل‪.‬‬

‫* سورها‪:‬‬
‫للداللة عىل الكلية واجلزئية يستعمل ما يسميه املناطقة بالسور؛ أخذا من‬
‫«سور املدينة»‪.‬‬
‫وهو أربعة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬سور القضية احلملية املوجبة الكلية‪ :‬وهو كل ما يدل عىل ثبوت‬
‫املحمول جلميع أفراد الوضوع‪ ،‬وألفاظه‪ :‬كل‪ ،‬ومجيع‪ ،‬وعامة‪ ،‬و«أل» االستغراقية‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪22‬‬

‫الثاين‪ :‬سور القضية احلملية املوجبة اجلزئية‪ :‬وهو كل ما يدل عىل ثبوت‬
‫املحمول لبعض أفراد املوضوع‪ ،‬مثل‪ :‬بعض‪ ،‬وقليل‪ ،‬ومعظم‪ ،‬وكثري‪ ،‬وأكثر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬سور القضية احلملية السالبة الكلية‪ :‬وهو كل ما يدل عىل سلب‬
‫املحمول عن مجيع أفراد املوضوع‪ ،‬مثل‪ :‬ال واحد‪ ،‬وال يشء‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬سور القضية احلملية السالبة اجلزئية‪ :‬وهو كل ما يدل عىل سلب‬
‫املحمول عن بعض أفراد املوضوع‪ ،‬مثل‪ :‬ليس بعض‪ ،‬وليس كل‪ ،‬وبعض ليس‪،‬‬
‫وما كل‪.‬‬

‫* القضية الرشطية‪:‬‬
‫القضية الرشطية قسامن‪ :‬متصلة‪ ،‬ومنفصلة‪.‬‬
‫(أ‌) املتصلة‪:‬‬
‫وهي‪ :‬ما حكم فيها بصدق قضية عىل تقدير صدق قضية أخرى يف اإلجياب‪،‬‬
‫نحو‪ :‬كلام كان هذا إنسانا كان قابال للتعليم العايل‪.‬‬
‫أو بعدم صدقها عىل تقدير صدق قضية أخرى يف السلب‪ ،‬مثل‪ :‬ليس ألبتة‬
‫إذا كان هذا طائرا كان قابال للتعليم العايل‪.‬‬
‫‪ -‬أجزاؤها‪:‬‬
‫ترتكب كل قضية رشطية متصلة من جزأين‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬فعل الرشط‪ ،‬ويسمى‪« :‬مقدما» لتقدمه‪.‬‬
‫وثانيهام‪ :‬جواب الرشط‪ ،‬ويسمى‪« :‬تاليا»‪.‬‬
‫مثل‪ :‬إذا مل يتبع املريض إرشاد الطبيب عرض حياته للخطر‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫علم املنطق‬

‫‪ -‬أقسامها‪:‬‬
‫تنقسم باعتبار األحوال واألوضاع (ألهنا يف الرشطية مثل األفراد يف‬
‫احلملية) أربعة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬املخصوصة‪ ،‬وهي‪ :‬ما حكم فيها باللزوم يف حال معينة أو زمن‬
‫كذلك‪ ،‬نحو‪ :‬إذا سافرت إىل أسوان شتاء متتعت بجو ديفء‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬الكلية‪ ،‬وهي‪ :‬ما حكم فيها بالصدق أو عدمه يف كل األحوال‬
‫واألزمان وسورت بالسور الكيل‪ ،‬نحو‪ :‬كلام كان اجلسم ناميا كان حمتاجا إىل‬
‫الغذاء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اجلزئية‪ ،‬وهي‪ :‬ما حكم فيها بالصدق أو عدمه يف بعض األحوال‬
‫واألزمان‪ ،‬مثل‪ :‬قد يكون إذا ركب اإلنسان سفينة كان معرضا للخطر‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬املهملة‪ ،‬وهي‪ :‬ما حكم فيها بالصدق أو عدمه ومل تسور بسور‪،‬‬
‫مثل‪ :‬إن زرتني أكرمتك‪.‬‬
‫(ب) املنفصلة‪:‬‬
‫وهي‪ :‬ما حكم فيها بالتنايف بني طرفيها يف حال اإلجياب‪ ،‬ورفع هذا التنايف‬
‫يف حال السلب‪.‬‬
‫مثل‪ :‬إما أن يكون العدد زوجا وإما أن يكون فردا‪ ،‬ليس إما أن يكون هذا‬
‫كاتبا أو شاعرا‪.‬‬
‫‪ -‬أجزاؤها‪:‬‬
‫ترتكب من جزأين‪ ،‬مها‪ :‬املقدم والتايل‪ ،‬كالرشطية املتصلة‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬أقسامها‪:‬‬
‫تنقسم باعتبار األحوال واألزمان أربعة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬املخصوصة‪ ،‬مثل‪ :‬إما أن يكون طالب السنة اخلامسة الثانوية يف‬
‫قسم العلوم‪ ،‬وإما أن يكون يف قسم اآلداب‪.‬‬
‫مذكرا‪ ،‬وإما أن يكون مؤن ًثا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الثاين‪ :‬الكلية‪ ،‬مثل‪ً :‬‬
‫دائم إما أن يكون االسم‬
‫الثالث‪ :‬اجلزئية‪ ،‬مثل‪ :‬قد يكون إما أن يكون اجلو بار ًدا‪ ،‬وإما أن يكون غري‬
‫بارد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬املهملة‪ ،‬مثل‪ :‬إما أن يكون اليشء أبيض‪ ،‬وإما أن يكون غري أبيض‪.‬‬
‫‪ -‬سورها‪:‬‬
‫دائم‪.‬‬
‫(‪ )1‬سور الكلية املوجبة‪ً :‬‬
‫(‪ )2‬سور الكلية السالبة‪ :‬ليس ألبتة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سور اجلزئية املوجبة‪ :‬قد يكون‪.‬‬
‫دائم‪.‬‬
‫(‪ )4‬سور اجلزئية السالبة‪ :‬قد ال يكون‪ ،‬وليس ً‬
‫‪25‬‬ ‫علم املنطق‬

‫تداريب‬

‫(‪ )1‬عرف القضية احلملية‪ ،‬وبني ما ترتكب منه‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬


‫(‪ )2‬اذكر أقسام القضية احلملية من حيث الكيف واملوضوع‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما سور القضية احلملية؟‬
‫قسم تنقسم الرشطية‪:‬‬
‫(‪ )4‬كم ً‬
‫(أ) من حيث االتصال واالنفصال؟‬
‫(ب) ومن حيث الكيف واألحوال واألزمان؟‬
‫(‪ )5‬ما الفرق بني سور كل من احلملية والرشطية؟‬
‫علم املنطق‬ ‫‪26‬‬

‫تقابل القضايا‬

‫هو عبارة عن النسب التي بينها‪.‬‬


‫وقد اصطلح علامء املنطق عىل تسميتها بام يأيت‪:‬‬
‫َّأو ًل‪ :‬التضاد‪ :‬هو تقابل القضيتني بحيث ال تصدقان م ًعا‪ ،‬وقد تكذبان‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬التناقض‪ :‬هو تقابل القضيتني املختلفتني يف الكم((( والكيف(((‪ً ،‬‬
‫تقابل‬
‫يقتيض صدق إحدامها وكذب األخرى‪.‬‬
‫انظر مربع التقابل‪.‬‬

‫مربع التقابل‬
‫(((‬
‫ ‬

‫((( الكلية واجلزئية‪.‬‬


‫((( اإلجياب والسلب‪.‬‬
‫((( رسم هذا املربع صاحب البصائر‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫علم املنطق‬

‫* رشوط التناقض‬
‫ال يتحقق التناقض بني القضيتني إال إذا كانت النسبة اإلجيابية يف إحدامها‬
‫هي التي سلبت يف القضية األخرى‪.‬‬
‫وهذا يقتيض االحتاد فيام يأيت‪:‬‬
‫(‪ )1‬املوضوع‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬حممد فاهم‪ ،‬وعيل ليس بفاهم‪.‬‬
‫(‪ )2‬املحمول‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬حممد ذكي‪ ،‬وحممد ليس بغبي‪.‬‬
‫(‪ )3‬الزمان‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬حممد كاتب اليوم‪ ،‬وحممد ليس بكاتب أمس‪.‬‬
‫(‪ )4‬املكان‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬حممد نائم يف البيت‪ ،‬وحممد ليس بنائم يف‬
‫املدرسة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف القوة والفعل‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬العنب خل (بالقوة)‪ ،‬والعنب ليس‬
‫بخل (بالفعل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬الكل واجلزء‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬السوداين أبيض (أي بعضه)‪ ،‬والسوداين‬
‫ليس بأبيض (أي كله)‪.‬‬
‫(‪ )7‬الرشط‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬حممد ينجح «إن اجتهد»‪ ،‬وحممد ال ينجح «إن‬
‫تكاسل»‪.‬‬
‫(‪ )8‬اإلضافة‪ ،‬فال تناقض بني‪ :‬إبراهيم متقدم عىل «يوسف»‪ ،‬وإبراهيم‬
‫ليس بمتقدم عىل «صالح»‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪28‬‬

‫* تناقض القضايا احلملية‪:‬‬


‫املثال‬ ‫نقيضها‬ ‫املثال‬ ‫القضية‬
‫بعض اجلسم ال يتمدد‬ ‫كل جسم يتمدد‬
‫سالبة جزئية‬ ‫املوجبة الكلية‬ ‫‪1‬‬
‫باحلرارة‬ ‫باحلرارة‬
‫بعض األجسام‬ ‫ال يشء من األجسام‬
‫موجبة جزئية‬ ‫السالبة الكلية‬ ‫‪2‬‬
‫ينكمش باحلرارة‬ ‫ينكمش باحلرارة‬
‫ال يشء من األجسام‬ ‫بعض األجسام يتمدد‬
‫سالبة كلية‬ ‫املوجبة اجلزئية‬ ‫‪3‬‬
‫يتمدد باحلرارة‬ ‫باحلرارة‬
‫كل األجسام تنكمش‬ ‫بعض األجسام ال‬
‫موجبة كلية‬ ‫السالبة اجلزئية‬ ‫‪4‬‬
‫باحلرارة‬ ‫تنكمش باحلرارة‬

‫* تناقض القضايا الرشطية املتصلة‪:‬‬


‫املثال‬ ‫نقيضها‬ ‫املثال‬ ‫القضية‬
‫ليس كلام كان هذا‬ ‫كلام كان هذا إنسانا‬
‫سالبة جزئية‬ ‫املوجبة الكلية‬ ‫‪1‬‬
‫إنسانا كان حيوانا‬ ‫كان حيوانا‬
‫قد يكون إذا كان هذا‬ ‫ليس ألبتة إذا كان هذا‬
‫موجبة جزئية‬ ‫السالبة الكلية‬ ‫‪2‬‬
‫إنسانا كان مجادا‬ ‫إنسانا كان مجادا‬
‫ليس ألبتة إذا كان هذا‬ ‫قد يكون إذا كان هذا‬
‫سالبة كلية‬ ‫املوجبة اجلزئية‬ ‫‪3‬‬
‫إنسانا كان حيوانا‬ ‫إنسانا كان حيوانا‬
‫كلام كان هذا إنسانا‬ ‫قد ال يكون إذا كان‬
‫موجبة كلية‬ ‫السالبة اجلزئية‬ ‫‪4‬‬
‫كان مجادا‬ ‫هذا إنسانا كان مجادا‬
‫‪29‬‬ ‫علم املنطق‬

‫* تناقض القضايا الرشطية املنفصلة‪:‬‬


‫املثال‬ ‫نقيضها‬ ‫املثال‬ ‫القضية‬
‫قد ال يكون إما أن‬
‫دائام إما أن يكون‬
‫يكون العدد زوجا‬ ‫سالبة جزئية‬ ‫املوجبة الكلية‬ ‫‪1‬‬
‫العدد زوجا أو فردا‬
‫أو فردا‬
‫ليس ألبتة إما أن‬
‫قد يكون إما أن يكون‬
‫موجبة جزئية‬ ‫يكون العدد زوجا‬ ‫السالبة الكلية‬ ‫‪2‬‬
‫العدد زوجا أو فردا‬
‫أو فردا‬
‫ليس ألبتة إما أن‬
‫قد يكون إما أن يكون‬
‫يكون العدد زوجا‬ ‫سالبة كلية‬ ‫املوجبة اجلزئية‬ ‫‪3‬‬
‫العدد زوجا أو فردا‬
‫أو فردا‬
‫قد ال يكون إما أن‬
‫دائام إما أن يكون‬
‫موجبة كلية‬ ‫يكون العدد زوجا‬ ‫السالبة اجلزئية‬ ‫‪4‬‬
‫العدد زوجا أو فردا‬
‫أو فردا‬
‫علم املنطق‬ ‫‪30‬‬

‫عكس القضايا املستوي‬

‫هو حتويل القضية إىل قضية أخرى يكون فيها موضوع القضية األوىل حمموال‬
‫يف الثانية‪ ،‬وحمموهلا موضوعا‪ ،‬مع بقاء الصدق والكيفية‪.‬‬
‫هلذا جيب أال يفيد أي طرف من طريف العكس االستغراق((( إال إذا أفاده يف‬
‫األصل‪.‬‬
‫وإليك األمثلة‪:‬‬
‫(أ) يف القضايا احلملية‪:‬‬

‫مثاله‬ ‫العكس‬ ‫مثاله‬ ‫األصل‬


‫بعض املعدن ذهب‬ ‫موجبة جزئية‬ ‫كل ذهب معدن‬ ‫املوجبة الكلية‬ ‫‪1‬‬
‫ال يشء من الدائرة‬ ‫ال يشء من املثلث‬
‫سالبة كلية‬ ‫السالبة الكلية‬ ‫‪2‬‬
‫بمثلث‬ ‫بدائرة‬
‫بعض الذهب معدن‬ ‫موجبة جزئية‬ ‫بعض املعدن ذهب‬ ‫املوجبة اجلزئية‬ ‫‪3‬‬
‫ليس بعض املعدن‬
‫ال عكس هلا‬ ‫السالبة اجلزئية‬ ‫‪4‬‬
‫ذهبا‬

‫((( االستغراق‪ :‬أن يتناول احلكم مجيع األفراد التي يصدق عليها االسم‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫علم املنطق‬

‫(ب) يف القضايا املتصلة الرشطية‪:‬‬


‫مثاله‬ ‫العكس‬ ‫مثاله‬ ‫األصل‬
‫قد يكون إذا كان‬
‫كلام سخن اجلسم‬
‫اجلسم متمددا كان‬ ‫موجبة جزئية‬ ‫املوجبة الكلية‬ ‫‪1‬‬
‫متدد باحلرارة‬
‫ساخنا‬
‫ليس ألبتة إذا كان هذا‬ ‫ليس ألبتة إذا كانت‬
‫سالبة كلية‬ ‫السالبة الكلية‬ ‫‪2‬‬
‫مثلثا كان دائرة‬ ‫هذه دائرة كانت مثلثا‬
‫قد يكون إذا كان هذا‬ ‫قد يكون إذا كان هذا‬
‫موجبة جزئية‬ ‫املوجبة اجلزئية‬ ‫‪3‬‬
‫حساسا كان حيوانا‬ ‫حيوانا كان حساسا‬
‫قد ال يكون إذا كان‬
‫ال عكس هلا‬ ‫السالبة اجلزئية‬ ‫‪4‬‬
‫هذا إنسانا كان مجادا‬
‫علم املنطق‬ ‫‪32‬‬

‫تطبيقات‬

‫(‪ )1‬ما املقصود من تقابل القضايا؟‬


‫(‪ )2‬ما الفرق بني التضاد والتناقض؟‬
‫(‪ )3‬ارسم مربع التقابل وبني النسب بني القضايا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما رشوط التناقض؟‬
‫(‪ )5‬اذكر موجبة كلية وبني ما يناقضها وما يضادها‪.‬‬
‫(‪ )6‬انقض القضايا اآلتية‪:‬‬
‫(أ) كل جسم أخف من اهلواء يطفو فوقه‪.‬‬
‫(ب) ليس ألبتة إذا كان هذا إنسانًا كان مجا ًدا‪.‬‬
‫متعلم كان راق ًيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(ج) قد يكون إذا كان اإلنسان‬
‫(د) قد ال يكون إذا كان اجلسم نام ًيا كان مجا ًدا‪.‬‬
‫(‪ )7‬عرف العكس املستوي للقضايا‪.‬‬
‫(‪ )8‬ملاذا اشرتط يف العكس بقاء الصدق والكيفية؟‬
‫(‪ )9‬اذكر عكس القضايا اآلتية‪:‬‬
‫(أ) كل حديد معدن‪.‬‬
‫(ب) كلام تعلمت األمة ارتقت‪.‬‬
‫(ج) ال يشء من اخلائن بمؤمتن‪.‬‬
‫(د) ليس ألبتة إذا كان هذا خائنًا كان موثو ًقا به‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫علم املنطق‬

‫(هـ) بعض املجدين ناجحون‪.‬‬


‫ناجحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(و) قد يكون إذا كان هذا جمدً ا كان‬
‫(‪ )10‬ملاذا ال تنعكس الرشطية املنفصلة؟‬
‫(‪ )11‬ملاذا ال تنعكس السالبة اجلزئية؟‬
‫علم املنطق‬ ‫‪34‬‬

‫التفسري‬

‫وهو رشح األشياء‪ ،‬وتوضيح معناها‪.‬‬

‫* تفسري الظواهر بعللها وقوانينها‪:‬‬


‫يرى اإلنسان من حوادثه املتكررة أن بعضها يرتبط ببعض ارتباط السبب‬
‫باملسبب‪ ،‬فهو يشاهد أن الطعام ُيذهب اجلوع‪ ،‬وأن املاء يطفئ الظمأ‪ ،‬وأن اهلم‬
‫يضعف اجلسم‪ ،‬وأن الدواء يزيل الداء‪ ،‬وأن احلرارة متدد األجسام‪ ،‬وأن الرياح‬
‫تسوق السحاب‪ ،‬وأن املاء العذب يذيب الصابون وينضج البقول‪ ،‬يرى هذا‬
‫وغريه‪ ،‬فيدرك أن لكل يشء سب ًبا‪ ،‬ولكل معلول علة‪.‬‬
‫ومتى أدرك السبب واملسبب أو العلة واملعلول استطاع أن يأيت بقانون عام‬
‫تندرج حتته هذه الظواهر‪.‬‬
‫وإليك مثال ذلك‪:‬‬
‫(‪ )1‬إذا أبرص اإلنسان جتربة الكرة النحاسية متر من احللقة وهي باردة‪ ،‬وال‬
‫تنفذ منها وهي ساخنة‪ ،‬أدرك أن النحاس يتمدد باحلرارة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذا إذا كرر أمثال هذه التجربة عىل سائر املعادن‪ ،‬وجتارب أخرى‬
‫عىل السوائل والغازات استطاع أن يأيت بقانون عام‪ ،‬وهو كل األجسام تتمدد‬
‫باحلرارة‪.‬‬

‫* تفسري القوانني بقوانني أخرى‪:‬‬


‫هو عبارة عن تفسري قانون خفي بآخر أوضح منه‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫علم املنطق‬

‫مثال ذلك‪ :‬إذا خفي عىل املخاطب قانون عام أو حكم من األحكام‪ ،‬وليكن‬
‫قولنا‪ :‬العامل حادث‪ ،‬فإننا نستطيع توضيحه بقانون آخر أوضح منه‪ ،‬ذلك بأن‬
‫نقول له‪ :‬أنت تشاهد تغري اإلنسان واحليوان والنبات واجلامد من حال إىل حال‪،‬‬
‫وكل ما شأنه كذلك فهو حادث‪ ،‬وإ ًذا يتضح لك القانون األول‪ ،‬وهو‪ :‬العامل‬
‫حادث‪.‬‬

‫* خطأ التفسري عند القدماء والشعوب الساذجة‪:‬‬


‫إن أهم أخطاء املتقدمني والشعوب التي مل تزل عىل الفطرة األوىل‪:‬‬
‫(‪ )1‬جهلهم ما حييط هبم من الظواهر الكونية‪ ،‬كالزوابع والزالزل واألمطار‬
‫والرعد والربق فنسبوها إىل عامل غري عاملهم‪ ،‬واعتربوها من غضب اآلهلة عليهم‪،‬‬
‫فقربوا القرابني‪ ،‬وضلوا سواء السبيل‪.‬‬
‫(‪ )2‬وشدة متسكهم بمحاكاة أسالفهم‪ ،‬وإلغاء عقوهلم‪ ،‬حتى فيام ظهر‬
‫خطؤه ووضح بطالنه ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭼ‪.‬‬

‫* التفسري باألساطري‪:‬‬
‫طريقة درج عليها األقدمون واستخدموها يف هتذيب النفوس وتربية العقول‬
‫كام فعل صاحب «كليلة ودمنة»؛ ألهنا يف الظاهر فكاهة تثري الشوق والوجدان‪،‬‬
‫ويف الباطن حكمة تنري البصائر واألذهان‪.‬‬
‫وال يأباها املتأخرون متى كانت يف دائرة املعقول‪.‬‬

‫* التفسري بالقوى اخلفية‪:‬‬


‫ورث اإلنسان فيام ورثه من آبائه األقدمني التجاءه إىل القوى اخلفية إذا‬
‫حزبه أمر أو اشتد به كرب‪ ،‬فنراه يسعى إىل العرافني واملنجمني يسرتشد بعلمهم‬
‫مرارا‪.‬‬
‫الباطل ورأهيم الفاسد؛ ألهنم إن أصابوا مرة أخطؤوا ً‬
‫علم املنطق‬ ‫‪36‬‬

‫* التفسري بالسحر‪:‬‬
‫إذا عرفت حال هؤالء ودرجة تفكريهم سهل عليك أن تدرك قوة تأثري‬
‫املشعوذين الذين استغلوا بساطتهم‪ ،‬حتى جعلوا أنفسهم وسطاء بينهم وبني‬
‫آهلتهم وأرواح اخلري والرش التي يف مقدورهم تسليطها عليهم بالنفع أو الرضر‪،‬‬
‫فنرشوا بينهم الرقى والتامئم التي ال يزال يتأثر هبا الكثريون منا إىل يومنا هذا‪.‬‬

‫* التفسري باخلواص الومهية لألشياء‪:‬‬


‫أيضا بقية من بقايا القرون األوىل‪ ،‬كاعتقاد بعض األمهات‬
‫ال شك أن هذا ً‬
‫أن ابنها مل يمت َّإل لتقصريها يف الوفاء بنذرها‪ ،‬وأن فالنًا ما نجح يف جتارته أو‬
‫زراعته أو صناعته َّإل بفضل ما حيمله من التامئم‪ ،‬وأن املريضة مل تربأ من علتها َّإل‬
‫بدق الطبول ونرش البخور يف حفلة زور (زار)‪.‬‬

‫* التدرج إىل التفسري باملعقول‪:‬‬


‫إن سنة النشوء واالرتقاء هي التي نقلت اإلنسان من حال إىل حال‪ ،‬فبعد أن‬
‫كان خيشى املاء والنار واهلواء‪ ،‬ويفرق من الزالزل والزوابع واألمطار‪ ،‬ويعدُّ ها‬
‫من عمل األرواح وغضب اآلهلة‪ ،‬رشع ينتفع بام حوله‪ ،‬ويفك قيوده شي ًئا فشي ًئا‪،‬‬
‫قليل ً‬
‫قليل‪ ،‬فكفر بآهلته التي ال تنفع وال ترض‪ ،‬وأخذ يسخر ما‬ ‫ويستخدم عقله ً‬
‫حوله يف منفعته‪ ،‬فاستخدم النار يف طهي الطعام وصهر املعادن وصنع األدوات‬
‫املختلفة‪ ،‬بعد أن كان يتخذها من األشجار واألحجار‪ ،‬وركب متن املاء‪ ،‬وانتفع‬
‫ومص األمصار‪ ،‬وأخذ يبحث‬
‫ودون جتاربه‪َّ ،‬‬
‫باهلواء‪ ،‬وشق األرض وبذر احلب‪َّ ،‬‬
‫يف العلل واملعلوالت‪ ،‬ويفهم األسباب واملسببات‪ ،‬حتى وصل إىل التفسري‬
‫باملعقول‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫علم املنطق‬

‫وآية ذلك ما نشاهده من األمم املختلفة والشعوب املتباينة يف تقبل احلضارة‬


‫واملدنية‪ ،‬فمن وصل منها إىل التفسري باملعقول والعلم الصحيح قطع يف املدنية‬
‫شو ًطا بعيدً ا‪ ،‬فشارك الطيور يف اهلواء‪ ،‬واألسامك يف املاء‪.‬‬
‫ومن استولت عليه اخلرافات واألباطيل‪ ،‬فإنه ال يزال يتخبط يف دياجري‬
‫اجلهل‪ ،‬حتى يقيض اهلل له من خيرجه من الظلامت إىل النور‪ ،‬وهيديه سواء السبيل‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪38‬‬

‫الربهان‬

‫وهو ما يتألف من قضايا يقينية أولية‪ ،‬مثل‪ :‬األربعة زوج‪ ،‬واخلمسة فرد‪،‬‬
‫أو من قضايا منتهية إىل األولية‪ ،‬وهي القضايا املجهولة املكتسبة بطريق النظر من‬
‫القضايا اليقينية األولية‪ ،‬مثل‪ :‬العامل حادث‪ ،‬املكتسبة من قولنا‪ :‬العامل متغري‪ ،‬وكل‬
‫متغري حادث‪.‬‬

‫* الفرق بني االعتقاد والعلم‪:‬‬


‫‪ -‬العلم‪ :‬هو صور املدركات باحلس أو العقل‪ ،‬عىل جهة اليقني أو الظن‪،‬‬
‫كالعلوم الطبعية واالجتامعية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد‪:‬‬
‫(أ) إن طابق الواقع كان ح ًّقا وصد ًقا‪.‬‬
‫(ب) وإن مل يطابقه كان ً‬
‫باطل وكذ ًبا‪.‬‬
‫فمن األول نشأت العلوم والفنون‪ ،‬ومن األخري َ‬
‫نشأت اخلرافات واألباطيل‪،‬‬
‫كاالعتقاد بالكهانة والعرافة والسحر‪.‬‬

‫* جمرد الدعوى‪:‬‬
‫كل قضية يراد إثباهتا أو نفيها تسمى دعوى‪.‬‬
‫وهي قسامن‪:‬‬
‫(‪ )1‬دعوى ال يؤيدها برهان وال يقوم عليها دليل‪ ،‬مثل‪ :‬نور القمر مستفاد‬
‫من نور الشمس‪ ،‬فهذه دعوى جمردة من الدليل‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫علم املنطق‬

‫(‪ )2‬الدعوى املؤيدة بالدليل‪ ،‬ولتأييدها بالدليل نقول‪ :‬نور القمر مستفاد‬
‫نظرا لقربه منها أو‬
‫من نور الشمس؛ الختالف أشكاله النورية وتعدد أوضاعه ً‬
‫مستديرا عند‬
‫ً‬ ‫بعده عنها‪ ،‬ومثل‪ :‬األرض ِ‬
‫كر ّية الشكل؛ ألننا نرى ظلها عىل القمر‬
‫خسوفه‪.‬‬

‫* االقتناع املبني عىل املالحظة أو عىل املشاهدة‪:‬‬


‫أس املحاكاة العمياء‪ ،‬أخذ يكسب معارفه عن‬
‫ملا حترر عقل اإلنسان من ْ‬
‫طريق املالحظة أو املشاهدة‪.‬‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫وجيل أن االقتناع إذا كان أساسه املالحظة أو التجربة كان اقتنا ًعا‬
‫يطمئن به القلب وتسرتيح له النفس‪.‬‬
‫فبمالحظته املجردة اقتنع بأن اإلحراق يتوقف عىل اهلواء‪ ،‬وبتجربته التي‬
‫حل هبا اهلواء إىل عنرصيه اقتنع بأن اإلحراق يتوقف عىل األكسجني‪.‬‬
‫وعىل هذا يقاس كل اقتناع أساسه املالحظة أو املشاهدة والتجربة(((‪.‬‬

‫((( تنبيه‪ :‬انظر املالحظة والتجربة (صفحة ‪.)54-52‬‬


‫علم املنطق‬ ‫‪40‬‬

‫الربهان باالستدالل‬

‫* أمهية االستدالل‪:‬‬
‫إن االستدالل هو املقصود األسمى من علم املنطق؛ إذ به ينتقل اإلنسان‬
‫من املعلوم إىل املجهول‪ ،‬ومن العلة إىل املعلول‪ ،‬حتى ينال غرضه ويدرك قصده‪.‬‬

‫* تعريفه‪:‬‬
‫هو انتقال الذهن من أمر معلوم إىل أمر جمهول‪ ،‬باستخدام املعلوم وسيلة‬
‫للوصول إىل املجهول‪.‬‬
‫وهذا هو االستدالل النظري‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫علم املنطق‬

‫ومتى انتقل الذهن من املعلوم إىل املجهول‪ ،‬من غري احتياج إىل معرفة‬
‫الطريق التي وصلت به إىل ذلك‪ ،‬سمي استدالال رضوريا‪ ،‬مثل‪ :‬األربعة زوج‪.‬‬

‫* أقسامه‪:‬‬
‫االستدالل قسامن‪:‬‬
‫(أ‌) رضوري‪ ،‬وقد تقدم‪.‬‬
‫(ب) نظري‪ ،‬وهو قسامن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قيايس‪ ،‬وهو‪ :‬ما استخدم الذهن فيه عند انتقاله من احلقائق املعلومة‬
‫إىل احلقائق املجهولة قواعد مسلام بصحتها ليصل هبا إىل مقصوده‪.‬‬
‫وهو نوعان‪:‬‬
‫(‪ )1‬استثنائي‪ :‬وهو ما تركب من مقدمتني‪ ،‬أوالمها رشطية‪ ،‬وأخرامها‬
‫مقرونة بكلمة «لكن»‪ ،‬وهذه عني أحد طريف الرشطية أو نقيضها‪.‬‬
‫نحو‪ :‬كلام كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا‪ ،‬لكن الشمس طالعة‬
‫فالنهار موجود‪.‬‬
‫(‪ )2‬اقرتاين‪ :‬وهو ما مل يشتمل عىل كلمة «لكن»‪.‬‬
‫وهو رضبان‪:‬‬
‫(أ) محيل‪ :‬وهوما تركب من احلمليات فقط‪ ،‬مثل‪ :‬النحاس معدن‪ ،‬وكل‬
‫معدن موصل جيد للحرارة‪.‬‬
‫(ب) رشطي‪ :‬وهوما اشتمل عىل رشطية‪ ،‬نحو‪ :‬كلام جد الطالب زاد‬
‫حتصيله‪ ،‬وكلام زاد حتصيله قوي األمل يف نجاحه‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪42‬‬

‫ثانيا‪ :‬استقرائي‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬


‫(أ) تام‪ :‬وهو االستدالل املبني عىل دراسة مجيع اجلزئيات املمكنة التي‬
‫يتكون منها الكيل‪ ،‬وإجراء حكمها عليه‪ ،‬مثل‪ :‬الكلمة‪ :‬اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف‪.‬‬
‫(ب) ناقص‪ :‬وهو االستدالل املبني عىل تصفح ما يمكن تصفحه من‬
‫اجلزئيات‪ ،‬وإجراء حكمها عىل الكيل الشامل هلا ولغريها‪ ،‬نحو‪ :‬كل حيوان ذي‬
‫قرنني جمرت‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫علم املنطق‬

‫القياس وأجزاؤه‪ :‬أو مقدمات االستدالل‬

‫يشتمل القياس عىل ثالثة ألفاظ‪ ،‬تسمى حدوده الثالثة‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫(‪ )1‬احلد األصغر‪ :‬ما كان عند أخذ النتيجة موضوعا أو مقدما هلا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫«النحاس»‪.‬‬
‫(‪ )2‬احلد األكرب‪ :‬ما كان عند أخذ النتيجة حمموال أو تاليا هلا‪ ،‬مثل‪« :‬موصل‬
‫جيد للحرارة»‪.‬‬
‫(‪ )3‬احلد األوسط‪ :‬وهوما كان مكررا بينهام‪ ،‬مثل‪« :‬معدن وكل معدن»‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪44‬‬

‫ويشتمل أيضا عىل ثالث قضايا‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫(‪ )1‬املقدمة الصغرى‪ :‬ما اشتملت عىل احلد األصغر‪« ،‬النحاس معدن»‪.‬‬
‫(‪ )2‬املقدمة الكربى‪ :‬ما اشتملت عىل احلد األكرب‪« ،‬كل معدن موصل جيد‬
‫للحرارة»‪.‬‬
‫(‪ )3‬النتيجة‪ :‬ما تكونت من احلدين األصغر واألكرب‪.‬‬

‫* أشكال القياس‪:‬‬
‫تقدم أن القياس يرتكب من ثالث قضايا‪ ،‬ومن ثالثة حدود‪ ،‬منها احلد‬
‫األوسط يذكر يف كل من املقدمتني‪ ،‬واحلدان اآلخران يظهر كل منهام مرة يف‬
‫املقدمة ومرة يف النتيجة‪.‬‬
‫ووضع احلد األوسط يف املقدمتني خمتلف‪ ،‬فتارة يكون موضو ًعا فيهام‪،‬‬
‫ً‬
‫حممول فيهام‪ ،‬وأحيانًا يكون يف إحدامها موضو ًعا ويف أخرامها‬ ‫وطورا يكون‬
‫ً‬
‫ً‬
‫حممول‪.‬‬
‫فالشكل‪ :‬هو هيئة القياس التي يوضع عليها احلد األوسط يف املقدمتني‪.‬‬
‫واألشكال أربعة‪:‬‬
‫ً‬
‫حممول يف الصغرى موضو ًعا يف الكربى‪،‬‬ ‫األول‪ :‬أن يكون احلد األوسط‬
‫مثل‪:‬‬
‫املقدمة الصغرى‪ :‬كل علم مفيد‪.‬‬
‫املقدمة الكربى‪ :‬وال يشء من املفيد بمذموم‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬ال يشء من العلم بمذموم‪.‬‬
‫ورشط إنتاجه إجياب الصغرى وكلية الكربى‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫علم املنطق‬

‫ً‬
‫حممول فيهام‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫الثاين‪ :‬أن يكون احلد األوسط‬
‫الصغرى‪ :‬ال يشء من اهلواء بمتامسك األجزاء‪.‬‬
‫الكربى‪ :‬وكل صلب متامسك األجزاء‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬ال يشء من اهلواء بصلب‪.‬‬
‫ورشط إنتاجه اختالف املقدمتني يف الكيف مع كلية الكربى‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون احلد األوسط موضو ًعا فيهام‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الصغرى‪ :‬بعض املخلوق متغري‪.‬‬
‫الكربى‪ :‬وكل خملوق يفنى‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬بعض املتغري يفنى‪.‬‬
‫ورشط إنتاجه إجياب الصغرى وكلية إحدامها مع جزئية النتيجة‪.‬‬
‫ً‬
‫حممول يف الكربى‪،‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن يكون احلد األوسط موضو ًعا يف الصغرى‬
‫مثل‪:‬‬
‫الصغرى‪ :‬كل نبات نا ٍم ‪.‬‬
‫الكربى‪ :‬وكل مثمر نبات‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬بعض النامي مثمر‪.‬‬
‫ورشوط إنتاجه‪:‬‬
‫(‪ )1‬كلية الصغرى إذا كانت الكربى موجبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬كلية الكربى إذا كانت إحدى املقدمتني سالبة‪.‬‬
‫(‪ )3‬جزئية النتيجة إذا كانت الصغرى موجبة‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪46‬‬

‫ملخص األشكال‪:‬‬

‫األشكال‬
‫الرابع‬ ‫الثالث‬ ‫الثاين‬ ‫األول‬
‫احلدود‬
‫م‪-‬ص‬ ‫م‪-‬ص‬ ‫ص‪-‬م‬ ‫ص‪-‬م‬ ‫احلد األصغر (ص)‬

‫ك‪-‬م‬ ‫م‪-‬ك‬ ‫ك‪-‬م‬ ‫م‪-‬ك‬ ‫احلد املشرتك(م)‬

‫ص‪-‬ك‬ ‫ص‪-‬ك‬ ‫ص‪-‬ك‬ ‫ص‪-‬ك‬ ‫احلد األكرب(ك)‬


‫‪47‬‬ ‫علم املنطق‬

‫البدهي واملسلم به‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬البدهي (ويسمى‪ :‬الرضوري)‪ :‬ما ال حيتاج إىل نظر واستدالل؛ ألن‬
‫العقل السليم يرتضيه ويؤمن به‪.‬‬
‫والرضوريات ست‪:‬‬
‫(‪ )1‬أوليات‪ :‬وهي القضايا التي حيكم هبا العقل بمجرد تصور الطرفني‪،‬‬
‫نحو‪ :‬الكل أعظم من اجلزء‪ ،‬والواحد نصف االثنني‪ ،‬األربعة زوج‪ ،‬اخلمسة فرد‪.‬‬
‫(‪ )2‬مشاهدات‪ :‬وهي القضايا التي تدرك باحلس الظاهر‪ ،‬نحو‪ :‬الشمس‬
‫مرشقة‪ ،‬والنار حمرقة‪ ،‬الورد ذكي الرائحة‪ ،‬العسل حلو الطعم‪ ،‬والبلبل حسن‬
‫الصوت‪.‬‬
‫(‪ )3‬الوجدانيات‪ :‬وهي التي تدرك باحلس الباطن‪ ،‬نحو‪ :‬اجلوع مؤمل‪،‬‬
‫سار‪.‬‬
‫اخلوف مزعج‪ ،‬النجاح ٌّ‬
‫(‪ )4‬املجربات‪ :‬وهي القضايا التي حيكم هبا العقل بعد تكرار املشاهدة‪،‬‬
‫نحو‪ :‬الفحم مذهب للعفونات املعدية‪ ،‬زيت اخلروع مسهل‪ ،‬والسليامين مطهر‪.‬‬
‫(‪َ )5‬‬
‫احلدْ سيات‪ :‬وهي قضايا حيكم هبا العقل بحدس قوي يف النفس مفيد‬
‫للعلم‪ ،‬مثل‪ :‬نور القمر مستفاد من نور الشمس‪ ،‬وكاحلكم بأن األرض مستديرة‪.‬‬
‫(‪ )6‬املتواترات‪ :‬وهي التي حيكم هبا العقل بالسامع من مجع يؤمن تواطؤهم‬
‫عىل الكذب‪ ،‬مثل‪ :‬قناة السويس تصل البحر املتوسط بالبحر األمحر‪ ،‬واخلرطوم‬
‫يف السودان‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪48‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬املسلم به‪ :‬وهو النظري املكتسب من البدهي‪ ،‬مثل قولنا‪ :‬النحاس‬
‫موصل جيد للحرارة‪ ،‬فهذا احلكم مكتسب بالنظر واالستدالل من مقدمتيه‬
‫البدهيتني املسلم هبام‪ ،‬ومها‪ :‬النحاس معدن‪ ،‬وكل معدن موصل جيد للحرارة‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫علم املنطق‬

‫االقتناع‬

‫هو اطمئنان النفس بأي حكم من األحكام‪ ،‬مثل‪ :‬رأس احلكمة خمافة اهلل‪.‬‬

‫* االقتناع املبني عىل النص‪:‬‬


‫دونه أسالفنا يف‬
‫مهام صدقت مالحظاتنا وكثرت جتاربنا فإننا ال نستغني عام َّ‬
‫العلوم والفنون‪ ،‬وإال انقطعت الصلة واستحال تقدم العلوم ورقي الفنون؛ ألن‬
‫اخللف يبنى عىل ما تركه السلف‪ ،‬فيكمل نقصه‪ ،‬ويصلح خطأه‪ ،‬ويوسع دائرته‪،‬‬
‫ويضيف إليه ما متكن إضافته مما كسبه من مالحظاته وجتاربه‪.‬‬
‫هذا إىل أن املدون نوعان‪:‬‬
‫نوع نؤمن به لصدق نصه‪ :‬كالكتب الساموية‪ ،‬والتوقيعات الرسمية‪.‬‬
‫وآخر جيب أن نزنه بميزان العقل‪ ،‬ونعرضه عىل حمك النقد؛ لنميز حقه من‬
‫باطله؛ كي نصل به إىل إقناع أنفسنا واطمئنان قلوبنا‪.‬‬

‫* االقتناع املبني عىل رأي الثقات‪:‬‬


‫ال يصبح إنسان ثقة يف علمه أو فنه إال إذا صقلته احلوادث وقومته التجارب‪،‬‬
‫ومن كانت هذه حاله وجب أن يكون رأيه حجة وقوله هو الفصل‪ ،‬يبعث يف‬
‫النفوس اقتنا ًعا ويف القلوب اطمئنانًا‪.‬‬
‫فإذا ذهب مريض إىل إخصائي يف مرضه‪ ،‬ومل يقتنع برأيه‪ ،‬ومل يعمل‬
‫بنصيحته‪ ،‬زادت علته‪ ،‬وذهبت صحته‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪50‬‬

‫* االقتناع املبني عىل العرف‪:‬‬


‫لكل أمة أخالق وعادات درجوا عليها وخضعوا هلا‪ ،‬حتى صارت هلم‬
‫قانونًا ينزلون عىل أحكامه‪ ،‬وعر ًفا ينسجون عىل منواله‪.‬‬
‫لذلك عول عليه كبار العلامء والفقهاء‪ ،‬كاإلمام الشافعي ‪-‬ريض اهلل عنه‪-‬‬
‫فإنه غري بعض أحكامه الفقهية حينام انتقل من بغداد إىل القاهرة؛ الختالف‬
‫العرف يف البلدين‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫علم املنطق‬

‫التمثيل (‪)Analogy‬‬

‫هو االستدالل باشرتاك أمرين يف صفات عىل تشاهبهام يف صفات أخرى‪.‬‬


‫كاالستدالل باشرتاك أخوين يف األبوة واألمومة والرتبية املنزلية واملدرسية‬
‫عىل أن أحدمها ذكي متى كان اآلخر كذلك‪.‬‬
‫ويسمى املشبه به‪ً :‬‬
‫أصل‪ ،‬واملشبه‪ :‬فر ًعا‪.‬‬
‫وعىل هذا يقاس كل مشبه ومشبه به؛ ألن التشبيه هو التمثيل‪.‬‬
‫وبذا يتضح أن التمثيل نوع من أنواع االستنباط االستقرائي الناقص‪ ،‬فهو‬
‫ال يفيد اليقني؛ جلواز أن تكون يف األصل مزية ال تتحقق يف الفرع‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪52‬‬

‫املالحظة والتجربة‬

‫* املالحظة‪:‬‬
‫إن ربط األسباب بمسبباهتا والعلل بمعلوالهتا يستدعي معرفة أحوال‬
‫اليشء ورشوطه‪.‬‬
‫من أجل ذلك وجب قبل كل يشء دقة املالحظة ومجع اجلزئيات التي‬
‫حل واف ًيا للوصول إىل أوجه الشبه بينها‪ ،‬ونبذ‬ ‫وصلت إىل النتيجة‪ ،‬وحلها ً‬
‫األحوال العرضية التي ال شأن هلا يف إجيادها‪ ،‬فال نحكم بأن املادة تتمدد باحلرارة‬
‫إال بعد مالحظات مجة يف أجسام خمتلفة‪.‬‬
‫ويقع اخلطأ يف املالحظة من جهات ثالث‪:‬‬
‫(‪ )1‬أسباب مادية‪ ،‬وهي كل ما يعوق احلواس عن إدراك ما تراد مالحظته‪،‬‬
‫كالسحاب يف رؤية اهلالل‪.‬‬
‫(‪ )2‬عوامل جسمية‪ ،‬كالضعف يف أعضاء احلس‪ ،‬وكل ما يعوق اجلسم عن‬
‫تنفيذ ما يريده العقل‪.‬‬
‫(‪ )3‬عوامل نفسية‪ ،‬كتوجيه االنتباه إىل القليل من األمثلة وإمهال الكثري‬
‫فهم ال يطابق الواقع‪.‬‬
‫منها‪ ،‬فيؤدي هذا إىل اخلطأ‪ ،‬وكفهم املحسات ً‬
‫* التجربة‪:‬‬
‫عرفنا أن املالحظة‪ :‬هي مراقبة وقوع احلوادث الكونية‪ ،‬دون إحداث تغيري‬
‫فيها من قبلنا‪ ،‬وليست كذلك التجربة؛ فإهنا أثر من عمل اإلنسان يأتيه جللب‬
‫‪53‬‬ ‫علم املنطق‬

‫منفعة أو دفع مرضة‬


‫فهو بمالحظته املجردة علم أن اإلحراق يتوقف عىل اهلواء‪ ،‬ولكنه بتجربته‬
‫التي حل هبا اهلواء إىل عنرصيه أدرك أن اإلحراق يتوقف عىل أحد عنرصيه وهو‬
‫األكسجني‪.‬‬
‫وظاهر أن اإلنسان ليس يف استطاعته إحداث تغيري يف كل الظواهر الكونية‬
‫ٌ‬
‫كثريا منها ال سبيل إىل العلم به إال بطريقة‬
‫وإجراء التجارب العملية عليها؛ ألن ً‬
‫املالحظة‪ ،‬كالكواكب والرياح واملد واجلزر‪.‬‬
‫ولو اقترص اإلنسان عىل املالحظة وانتظار وقوع احلوادث الكونية وتدوين‬
‫ً‬
‫ضئيل‪ ،‬هلذا وجب عىل اإلنسان‬ ‫ما يعلمه عنها لكان سري التقدم بطي ًئا واالخرتاع‬
‫أن يعنى بالتجربة؛ لقدرته عىل احلل والرتكيب‪ ،‬وإحداث أي تغيري جديد جيد‬
‫فيه فائدة لوصوله إىل غرضه‪ ،‬كام يفعل الكيمياوي يف حل املواد وتركيبها‪ ،‬ومل‬
‫يكن غري ًبا أن كثرت االخرتاعات منذ ابتدأ العلامء يف جتارهبم العلمية يف الكيمياء‬
‫والطبيعة‪.‬‬
‫أثرا يف كشف أرسار الطبيعة‪،‬‬ ‫ومن أجل ذلك يتضح أن التجربة أكرب ً‬
‫وكسب العلم الصحيح من املالحظة املجردة‪ ،‬وال غرابة يف هذا؛ ألن التجربة‬
‫مالحظة مضاف إليها ترتيب األشياء للعلم بخواصها‪.‬‬

‫* رشوط املالحظة والتجربة‪:‬‬


‫للمالحظة والتجربة رشوط جتب مراعاهتا جلني ثامرها وحتقيق غايتها وهي‪:‬‬
‫(‪ )1‬تكرار املالحظة وتنويع التجربة‪ :‬فعىل الزارع أن يكرر أثناء زرعه‬
‫مالحظته‪ ،‬وعىل الكيمياوي أن يمزج العنارص بعضها ببعض لريى نتيجة املمزوج‬
‫اجلديد‪ ،‬وعىل املريب أن يدرس غرائز األطفال وصفاهتم الوراثية بمالحظة آثارها‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪54‬‬

‫(‪ )2‬الدقة وضبط العمل‪ :‬فيجب يف كل مالحظة ويف كل جتربة دقة العمل‪،‬‬
‫وضبط احلكم بتوجيه االنتباه إىل موضوع البحث وكل ما يرتبط به من األشياء‬
‫التي يف بيئته‪ ،‬وال بد من استخدام اآلالت العلمية الدقيقة التي تساعد احلواس‬
‫عىل إدراك خواص األشياء‪.‬‬
‫(‪ )3‬عزل موضوع البحث عن غريه‪ :‬فيجب يف دراسة األشياء أن تعزل عن‬
‫كل ما يكون له تأثري فيها‪ ،‬فإذا أراد طبيب أن يعرف أثر دواء اقترص عليه‪ ،‬وعرف‬
‫ً‬
‫معلول ألكثر من علة‪.‬‬ ‫الغذاء الذي يتناوله املريض؛ حتى ال يكون األثر املطلوب‬
‫(‪ )4‬بناء املالحظة والتجربة عىل أساس علمي‪ :‬فيجب عىل املالحظ والقائم‬
‫بعمل التجارب أن يبحث فيام له اتصال علمي بموضوع البحث‪ ،‬فعىل الطبيب‬
‫ِ‬
‫مرضه‬ ‫إذا أراد أن يشخص بعض األمراض أن يالحظ أحوال املريض وأعراض‬
‫قديم من‬
‫معتمدً ا يف ذلك عىل علم األجسام والطب‪ ،‬ال عىل ما كان يعتقده الناس ً‬
‫تأثري الكواكب يف صحة اإلنسان‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫علم املنطق‬

‫ا ْل َف ْر ُض‬

‫إذا أردنا أن نعرف علة ملعلول من املعلوالت‪ ،‬أو نتيجة للعلة أو للعلل التي‬
‫فروضا‪ ،‬وأن نبحث عن األدلة التي تثبت‬
‫ً‬ ‫تراد معرفة آثارها‪ ،‬لزمنا أن نفرض‬
‫صحتها أو بطالهنا‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫(‪ )1‬يوجد املجني عليه‪ ،‬فيفرض املحقق أن اجلاين هو عدوه‪ ،‬ثم يسري يف‬
‫طريق اإلثبات حتى يقوم الدليل عىل صحة فرضه أو بطالنه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يفرض املجرب نتيجة معينة لتجربته‪ ،‬ثم يسري فيها حتى حيصل عىل‬
‫طلبته أو خييب فأله‪.‬‬
‫وكلام عظمت مقدرة بني اإلنسان كثرت الفروض التي هي نواة االخرتاع‪،‬‬
‫أال ترى أن سقوط تفاحة من شجرهتا أرشد «نيوتن» إىل كشف قانون اجلاذبية!‬
‫كثريا ما‬
‫هذا‪ ،‬وال يقلل من أمهية الفروض عدم الوصول إىل املطلوب؛ ألنه ً‬
‫اهتدى الباحثون يف أثناء جتارهبم إىل خمرتعات مل تكن ختطر عىل باهلم‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪56‬‬

‫روح النقد واستخدامها‬

‫* النقد‪:‬‬
‫بيان حماسن اليشء ومساويه‪.‬‬

‫* فوائده‪:‬‬
‫لوال النقد ما ارتقت العلوم‪ ،‬وال تقدمت الفنون‪ ،‬وال حسنت إدارة‪ ،‬وال‬
‫يبصه هبا الناقد اخلبري‪.‬‬
‫أتقن عمل من األعامل؛ ألن اإلنسان ال يرى عيوبه حتى ِّ‬
‫* رشوطه‪:‬‬
‫ال يأيت النقد بالفوائد املرجوة من ُه ّإل إذا روعي فيه ما ييل‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن يكون الناقد عىل بينة مما ينقده؛ حتى ال يندس فيه من ليس من أهله‪.‬‬
‫خملصا يف نقده‪ ،‬ال يبغي غري الوصول إىل احلقيقة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن يكون الناقد ً‬
‫(‪ )3‬أن يكون بعيدً ا عن التحزب والتشفي؛ حتى ُينتفع بنقده‪.‬‬
‫(‪َّ )4‬أل يقصد من نقده إظهار علمه وفضله للحط من كرامة غريه‪.‬‬
‫(‪ )5‬وجوب اإلذعان إىل احلقيقة متى وضحت سبيلها‪.‬‬
‫يف مثل هذا تستخدم روح النقد للوصول إىل احلقيقة خالصة من كل شائبة‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫علم املنطق‬

‫مترينات‬

‫(‪ )1‬عرف الربهان‪ ،‬ومثل له بمثالني‪.‬‬


‫(‪ )2‬ما الفرق بني االعتقاد والعلم؟‬
‫(‪ )3‬عرف الدعوى وبني أدلتها‪.‬‬
‫(‪ )4‬ارسم شجرة االستدالل‪ ،‬واكتب عليها أقسامها‪.‬‬
‫(‪ )5‬عرف االستدالل ومثل لنوعيه الرضوري والنظري‪.‬‬
‫(‪ )6‬ما الفرق بني القياس واالستقراء؟‬
‫(‪ )7‬عرف القياس احلميل والرشطي‪ ،‬ومثل لكل منهام‪.‬‬
‫(‪ )8‬ما الفرق بني االستقراء التام والناقص؟‬
‫(‪ )9‬ارسم شجرة القياس‪ ،‬واكتب أجزاءه عليها‪.‬‬
‫(‪ )10‬ما حدود القياس؟ وضحها بمثال‪.‬‬
‫قياسا وبني فيه قضاياه‪.‬‬
‫(‪ )11‬اذكر ً‬
‫(‪ )12‬ملاذا انحرصت أشكال القياس يف أربعة؟‬
‫قياسا من الشكل األول‪ ،‬صغراه موجبة جزئية‪ ،‬وكرباه موجبة‬
‫(‪ )13‬اذكر ً‬
‫كلية‪.‬‬
‫قياسا من الشكل الثاين‪ ،‬صغراه موجبة جزئية‪ ،‬وكرباه موجبة‬
‫(‪ )14‬اذكر ً‬
‫كلية‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪58‬‬

‫قياسا من الشكل الثالث‪ ،‬صغراه موجبة كلية‪ ،‬وكرباه سالبة‬


‫(‪ )15‬اذكر ً‬
‫جزئية‪.‬‬
‫قياسا من الشكل الرابع‪ ،‬صغراه سالبة كلية‪ ،‬وكرباه موجبة‬
‫(‪ )16‬اذكر ً‬
‫كلية‪.‬‬
‫(‪ )17‬اذكر أقسام البدهي‪ ،‬ومثل لكل قسم‪.‬‬
‫(‪ )18‬ما الفرق بني البدهي والنظري؟‬
‫(‪ )19‬بامذا يكون االقتناع؟‬
‫(‪ )20‬ما الفرق بني االقتناع املبني عىل النص واملبني عىل رأي الثقات؟‬
‫(‪ )21‬هل للعرف اعتبار يف نظر علامء املنطق؟‬
‫(‪ )22‬هات ً‬
‫مثال للتمثيل‪ ،‬وبني فيه األصل والفرع‪.‬‬
‫(‪ )23‬من أي نوع من أنواع االستدالل يكون التمثيل؟‬
‫(‪ )24‬ما الفرق بني املالحظة والتجربة؟‬
‫(‪ )25‬ما عوامل اخلطأ واملالحظة؟‬
‫(‪ )26‬اذكر رشوط املالحظة والتجربة‪.‬‬
‫(‪ )27‬وازن بني املالحظة والتجربة من حيث آثارمها يف تقدم العلوم‪.‬‬
‫(‪ِّ )28‬بي الصلة التي ْبي الغرض واالخرتاع‪.‬‬
‫(‪ )29‬هل يقلل من أمهية الفرض عدم وصول الباحث إىل غرضه؟‬
‫(‪ )30‬ما مزايا النقد؟ وما رشوطه؟‬
‫‪59‬‬ ‫علم املنطق‬

‫اخلـطــأ‬

‫مل يوضع علم املنطق َّإل الجتناب اخلطأ يف األحكام وعصمة الذهن من‬
‫التورط يف األوهام‪ ،‬وانتشال الناس من مضار اخلرافات واألباطيل‪ ،‬وتوضيح‬
‫سبيل احلق للسالكني‪ ،‬وبناء قواعد العلوم ومسائل الفنون عىل أساس متني‪.‬‬
‫وإليك أهم أسبابه‪:‬‬
‫(‪ )1‬الترسع يف احلكم‪ :‬حثت الرشائع الساموية والوضعية‪ ،‬وتضافرت‬
‫العقول عىل وجوب الرتيث قبل احلكم‪ ،‬ومعرفة األسباب واملسببات‪ ،‬واستقصاء‬
‫البحث والدرس؛ كي يصيب اإلنسان كبد احلقيقة‪ ،‬فال يلحقه الندم‪ ،‬من ذلك ما‬
‫ورد يف القرآن الكريم‪ :‬ﭽﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ‪ ،‬ويف ِ‬
‫احلكم‪« :‬العتاب قبل العقاب»‪،‬‬
‫ويف األمثال‪« :‬سبق السيف َ‬
‫العذل»‪ ،‬ويف «كليلة ودمنة» أمثلة مجة كحكاية‬
‫احلاممتني الذكر واألنثى‪ ،‬والناسك وابن عرس‪ ،‬وكلها رصحية يف وجوب الرتيث‬
‫وعدم الترسع الذي هو مطية اخلطأ يف األحكام‪.‬‬
‫(‪ )2‬سهولة التصديق‪ :‬من الناس من هو رسيع التأثر سهل التصديق‪ ،‬يؤمن‬
‫بكل ما يسمع‪ ،‬ويصدق كل ما يقرأ‪ ،‬فهؤالء وأمثاهلم عبدة األوهام ورصعى‬
‫اخلرافات‪ ،‬ذلك بأهنم يلغون عقوهلم ويعطلون أفكارهم‪ ،‬فيكونون هد ًفا للخطأ‬
‫وغرضا للضالل‪ ،‬ولو أنصفوا أنفسهم وحكموا عقوهلم جلعلوا ما يلقى عليهم‬
‫ً‬
‫من الكالم موض ًعا للبحث والنقد واألخذ والرد‪ ،‬حتى يتبني هلم الرشد من‬
‫الغي؛ ألن سوء الظن من احلزم‪ ،‬ويظهر أثر هذا جل ًّيا يف أعامل املصارف والربيد‬
‫ّ‬
‫علم املنطق‬ ‫‪60‬‬

‫واملتاجر واملصانع وكثري من أعامل احلكومات‪ ،‬وغري ذلك من األعامل احليوية‬


‫التي أساسها احلزم وسوء الظن‪.‬‬
‫(‪ )3‬التحزب للرأي‪ :‬من آفات احلقائق ومقوضات دعائم العلوم وهادمات‬
‫أسس املدنية الصحيحة التحزب للرأي بعد وضوح خطئه وظهور فساده؛ ألن‬
‫الرجوع إىل احلق فضيلة‪ ،‬والتامدي يف الباطل رذيلة‪ ،‬هذا إىل أن التعصب للرأي‬
‫ينايف العلم ويذهب بمزايا النقد‪.‬‬
‫(‪ )4‬تأثري العادة‪ :‬إذا سلمنا بأن العادة طبيعة ثانية أدركنا مقدار خطرها‬
‫وبالغ أثرها يف أعاملنا وأحكامنا؛ ألن من شب عىل يشء شاب عليه‪ ،‬فمن اعتاد‬
‫عدم التبرص يف العواقب‪ ،‬وفقد متحيص اآلراء‪ ،‬قل صوابه وكثر خ َط ُله‪.‬‬
‫(‪ )5‬ترابط املعاين‪ :‬إن من أطلق لنفسه العنان‪ ،‬وحلق يف جو اخليال‪ ،‬تنازعته‬
‫الفكر اخليالية وأصبح ينتقل فيها من ميدان إىل ميدان ألقل مناسبة وأدنى مالبسة؛‬
‫ألنه عاجز عن حرص فكره يف متحيص احلقائق‪ ،‬من أجل هذا يكون اخلطأ حليفه‬
‫واخل َطل أليفه‪ ،‬وما أشبهه يف هذا بالناسك الذي مل يفق من أوهامه إلَّ بعد أن سال‬
‫جرتِه التي كرسها بعكازته‪.‬‬
‫السمن والعسل عىل وجهه من َّ‬
‫(‪ )6‬امليول والشهوات‪ :‬إذا مل ِّ‬
‫يقوم اإلنسان ميوله ويقف يف سبيل شهواته‪،‬‬
‫بامتالك عواطفه والترصف باحلكمة يف أموره غلبه اهلوى‪ ،‬وحال بينه وبني‬
‫إدراك احلقيقة‪ ،‬وأصبحت أحكامه مبنية عىل امليول والشهوات ال عىل األسباب‬
‫واملسببات‪ ،‬وما أصدق قول القائل‪« :‬آفة الرأي اهلوى»‪.‬‬
‫(‪ )7‬حب املخالفة‪ :‬إذا متكن حب املخالفة من نفس إنسان صده عن حماكاة‬
‫الناس يف أفعاهلم‪ ،‬وجماراهتم يف أحكامهم ‪-‬ولو كانوا عىل احلق‪ -‬ألنه ال يريد أن‬
‫يكون مثلهم؛ حتى ال يندمج يف غامرهم‪ ،‬فيفقد أمنيته الباطلة‪ ،‬وهي حب الظهور‬
‫‪61‬‬ ‫علم املنطق‬

‫عمل بقول القائل‪« :‬خالِف تُعرف»‪.‬‬


‫ً‬
‫(‪ )8‬حب الرائع‪ :‬من الناس من يغرت بام ظهر‪ ،‬ويغفل عام بطن‪ ،‬فإذا رأى‬
‫منظرا رائ ًعا ‪-‬ولو كان هبرجا زائ ًفا‪ -‬استوىل عىل ُلبه‪ ،‬وران حبه عىل قلبه‪ ،‬وحكم‬
‫ً‬
‫له بام هو براء منه‪ ،‬ولوال تأثره بروعته وغفلته عن حقيقته ألدرك أنه ِمن‪« :‬خرضاء‬
‫الدِّ َمن»‪.‬‬

‫* األشكال الرئيسية للخطأ يف االستدالل‪:‬‬


‫اإلنسان عرضة للزلل يف أثناء تفكريه فقد يقع يف أغاليط تفسد عليه ما يصل‬
‫إليه من النتائج‪ ،‬وقد يغالطه خصمه ليتغلب عليه ويلزمه احلجة‪.‬‬
‫من أجل ذلك وجب معرفة طائفة من األغاليط املنطقية؛ ليكون الباحث‬
‫عىل بينة من أمرها‪ ،‬فيتحاشاها يف بحوثه ويفطن هلا عند جدله‪.‬‬
‫(‪ )1‬إثبات غري املطلوب‪ :‬من املغالطات املنطقية أن يطلب من الشخص‬
‫إثبات يشء بعينه‪ ،‬فيعمد إىل إثبات غريه؛ لعجزه عن إقامة الدليل‪ ،‬كأن يسأل‬
‫عن أعامل حممد عيل باشا يف مرص‪ ،‬فيجيب عن نشأته وطريق توليته احلكم‪ ،‬وكأن‬
‫القبعثرى مع احلجاج‬
‫َ‬ ‫يغالطه غريه فيحمل كالمه عىل غري ما أراده منه‪ ،‬كام فعل‬
‫حني قال احلجاج له‪ :‬ألمحلنك عىل األدهم (يريد القيد) فقال‪ :‬مثل األمري حيمل‬
‫عىل األدهم (يريد اجلواد) واألشهب‪ ،‬فقل احلجاج‪ :‬أردت احلديد (املعدن‬
‫املعروف) فقال‪ :‬ألن يكون حديدً ا (رسيع اجلري) خري من أن يكون بليدً ا‪ ،‬ومن‬
‫هذا القبيل املثل املشهور‪« :‬سئل البغل‪ :‬من أبوك؟ فقال‪ :‬خايل الفرس»‪.‬‬
‫(‪ )2‬االعتامد عىل املشهور‪ :‬ليس كل مشهور صحيحا يوصل إىل احلقيقة‬
‫التي يرمي إليها علم املنطق‪ ،‬بل بعضه صحيح كقولنا‪« :‬العدل حسن‪ ،‬والظلم‬
‫قبيح»‪ ،‬فإن أمثال هذه القضايا اشتهر بني الناس بالصدق‪ ،‬وبعض املشهورات‬
‫علم املنطق‬ ‫‪62‬‬

‫غري صحيح كاحلكم بأن أكل السمك مع اللبن ضار‪ ،‬وكاالستشفاء بقياس األثر‬
‫وتعليق التامئم‪ ،‬وكالتربك ببعض األحجار‪ ،‬وغري ذلك من عادات األمم املختلفة‬
‫كثري‪ ،‬كإحراق املرأة إذا مات زوجها يف اهلند‪ ،‬أو حبسها مدة عدهتا يف واحة ِس َيوه‪،‬‬
‫فمثل هذه املشهورات إذا مل يفطن هلا املنطقي يف بحثه وجدله ز َّلت قدمه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وضع املطلوب إثباته أو املشكوك فيه موضع املسلم به‪ :‬قد يضع اإلنسان‬
‫اليشء الذي يطلب إثباته موضع املسلم به‪ ،‬ويبني عىل ذلك أحكامه فتكون‬
‫خاطئة؛ ألنه مل يكلف نفسه مشقة البحث والتنقيب حتى يصل إىل احلقيقة‪ ،‬مثال‬
‫ذلك إذا انترش مرض من األمراض كان أول واجب عىل الطبيب البحث عن‬
‫جرثومة هذا املرض‪ ،‬أهي من املاء أم من الفاكهة الفاسدة أم من غري ذلك؟ فإذا‬
‫س َّلم بأهنا من املاء ً‬
‫مثل رشع يف العالج عىل غري أساس إذا ثبت أهنا من الفاكهة أو‬
‫غريها‪ ،‬وكذلك يقع يف اخلطأ إذا وضع املشكوك فيه موضع املسلم به‪ ،‬كالتلميذ‬
‫الذي يستذكر بعض دروسه املشكوك يف أن االمتحان قد جييء منها‪ ،‬أو الزارع‬
‫ربحا مشكوكًا فيه وينفق عىل حسبه‪ ،‬وكذلك التاجر والصانع‪ ،‬فإن‬
‫الذي يقدر ً‬
‫أمثال هؤالء يقعون يف األخطاء بجعلهم املشكوك فيه موضع املسلم به‪.‬‬
‫(‪ )4‬الترسع يف التعميم‪ :‬من عوامل اخلطأ االكتفاء باألمثلة القليلة يف‬
‫استنباط القواعد العامة التي جيب أن يكون سبيلها االستقراء بقدر الطاقة مع‬
‫عرف اإلنسان بأنه‪« :‬حيوان‬
‫صدق املالحظة؛ حتى ال يقع فيام وقع فيه ذلك الذي َّ‬
‫ال ريش له»‪ ،‬ف ُقدم إليه ديك خلو من الريش‪ ،‬وقيل له‪ :‬هذا إنسانك!‬
‫(‪ )5‬إمهال ِ‬
‫املرء بعض احلقائق واالقتصار عىل ما يؤيد دعواه‪ :‬من هذا كل‬
‫دفاع أمام القضاء‪ ،‬فإن املحامي يبذل أقىص جهده يف اجتناب كل ما يكون عونًا‬
‫خلصمه من عنارص دفاعه؛ ليقيم حجته‪ ،‬ويظفر بطلبته‪ ،‬فإذا مل يكن القايض فطنًا‬
‫‪63‬‬ ‫علم املنطق‬

‫ملثل هذه األمور التي تركت أخطأ يف حكمه‪.‬‬


‫(‪ )6‬استعامل اللفظ الواحد يف معان خمتلفة‪ :‬من املغالطات املنطقية أن يكون‬
‫ً‬
‫مستعمل يف إحدى املقدمتني بمعنى ويف األخرى‬ ‫احلد األوسط مشرتكًا لفظ ًيا‬
‫(مشريا إىل ينبوع من املاء) وكل عني مبرصة‪ ،‬فإن‬
‫ً‬ ‫بمعنى آخر‪ ،‬مثل هذه عني‬
‫احلكم املرتتب عىل هذا وهو‪« :‬املاء مبرص» حكم خاطئ‪.‬‬
‫(‪ )7‬وصل القضايا التي ال تستتبع إحداها األخرى ِ‬
‫بـ«لَ َّن» أو «إ ًذا»‪ :‬وذلك‬
‫يف كل قياس فسدت مادته‪ ،‬مثل‪« :‬هذا جزاؤه اإلعدام؛ ألنه قاتل»‪ ،‬ووجه اخلطأ‬
‫يف هذا أن كل قاتل ليس جزاؤه اإلعدام؛ الحتامل أنه جندي يدافع عن وطنه‬
‫أو معتدً ى عليه يدافع عن نفسه‪ ،‬ومثل هذا‪« :‬مسابق بطيء؛ إ ًذا يفوز كام فازت‬
‫السلحفاة عىل األرنب»‪ ،‬ووجه اخلطأ يف هذا أننا أثبتنا لكل بطيء ما ثبت لبطيء‬
‫خاص يف حال خاصة‪.‬‬
‫(‪ )8‬خلط صدق قضية بصدق عكسها‪ :‬بأن تستعمل العكس مكان األصل‬
‫صفحا عن خصوصية ك ٍُّل‪ ،‬مثل‪« :‬كل معدن ذهب»‪،‬‬
‫ً‬ ‫لصدق كل منهام‪ ،‬ضار ًبا‬
‫وجيل أن هذه ال تفيد استغراق املوضوع وال‬
‫ٌّ‬ ‫فإن عكسها‪« :‬بعض املعدن ذهب»‪،‬‬
‫املحمول وليس كذلك األصل‪ ،‬فإهنا تفيد استغراق املوضوع‪ ،‬فاستعامل إحدامها‬
‫موضع األخرى قد جير إىل الوقوع يف اخلطأ‪.‬‬
‫(‪ )9‬الذهاب إىل صحة قضية استنا ًدا عىل صحة بعض نتائجها‪ :‬ذلك بأن‬
‫يفقد القياس رش ًطا من رشوط إنتاجه‪ ،‬مثل‪ :‬ال يشء من املثلث بدائرة‪ ،‬وال يشء‬
‫من الدائرة بمستطيل‪ ،‬فالنتيجة‪ :‬ال يشء من املثلث بمستطيل‪ ،‬وهي صادقة‪ ،‬ويف‬
‫مثل‪ :‬ال يشء من النبات بجامد‪ ،‬وكل مجاد جسم‪ ،‬فالنتيجة‪ :‬ال يشء من النبات‬
‫بجسم‪ ،‬وهي نتيجة خاطئة‪ ،‬والسبب يف هذا فقدان رشط إجياب الصغرى‪.‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪64‬‬

‫تطبيقات‬

‫استخلص النتائج يف األقيسة اآلتية وبني أماكن اخلطأ فيها‪:‬‬


‫(‪ )1‬فالن بنى مستشفى‪ ،‬وكل من بنى مستشفى عامل بالطب‪.‬‬
‫(‪ )2‬السموم تباع يف الصيدليات‪ ،‬وكل ما يباع فيها يشفي من األمراض‪.‬‬
‫السري‪ ،‬وكل من كان كذلك ال يعول عىل‬
‫(‪ )3‬املؤرخون يصدقون كل ِّ‬
‫كالمه‪.‬‬
‫(مشريا إىل أرض بارزة يف املاء) وكل رأس َق ْط ُعه يسبب‬
‫ً‬ ‫(‪ )4‬هذا رأس‬
‫املوت‪.‬‬
‫(مشريا إىل صورة عىل احلائط) وكل فرس صاهل‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪ )5‬هذا فرس‬
‫(‪ )6‬بني وجه املغالطة يف قول شخص سئل عن أبيه فقال‪ :‬خايل العمدة‪.‬‬
‫(‪ )7‬من املشهور عند العامة أن ماء اآلبار شتا ًء أسخن منه صي ًفا‪ .‬بني اخلطأ‬
‫يف هذا‪.‬‬
‫(‪ )8‬يرى بعض الناس خطأ فرد من طائفة فيحكم عليها بام حكم به عىل‬
‫هذا الفرد‪ .‬فمن أي نوع من أنواع اخلطأ هذا؟‬
‫(‪ )9‬ما الرضر الذي ينشأ من حتزب اإلنسان لرأيه بعد ظهور خطئه؟‬
‫(‪ )10‬ما األرضار التي تصيب اإلنسان إذا كان سهل التصديق أو رصيع‬
‫الوهم؟‬
‫(‪ )11‬يقولون‪« :‬آفة الرأي اهلوى» وضح ذلك وبني أثره يف األحكام‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫علم املنطق‬

‫(‪ )12‬يقولون‪« :‬خالف تعرف» بني ما يف هذا من رضر‪.‬‬


‫(‪ )13‬هل يمكن أن تكون العادة ً‬
‫عامل من عوامل اخلطأ؟‬
‫(‪ )14‬بني نوع املغالطة يف قول القائل‪.‬‬
‫فهي الشـــــهادة يل بأين كامل‬ ‫وإذا أتتـــــك مذمتي من ناقص‬

‫( تـم )‬
‫علم املنطق‬ ‫‪66‬‬
‫‪67‬‬ ‫علم املنطق‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع ‬

‫خطبة الكتاب‪5....................................................‬‬
‫مقدمات ‪6........................................................‬‬
‫جممل تاريخ املنطق ‪6...............................................‬‬
‫احلاجة إىل علم املنطق ‪6............................................‬‬
‫فوائده ‪7...........................................................‬‬
‫تعريفه‪7...........................................................‬‬
‫املنهج‪8...........................................................‬‬
‫التجريد واملعاين املجردة‪8..........................................‬‬
‫الكيل وأقسامه ‪9...................................................‬‬
‫تعدد األجناس واألنواع ‪11........................................‬‬
‫املعاين الواضحة ‪12................................................‬‬
‫املعاين الغامضة ‪12.................................................‬‬
‫التعريف وأقسامه ورشوطه ‪13.....................................‬‬
‫التصنيف وأنواعه وفائدته يف احلياة العملية والعلوم‪16..............‬‬
‫* تداريب ‪17.....................................................‬‬
‫األحكام والقضايا ‪19..............................................‬‬
‫القضية احلملية والرشطية ‪20.......................................‬‬
‫علم املنطق‬ ‫‪68‬‬

‫املوجبة والسالبة ‪20................................................‬‬


‫أجزاء القضية احلملية ‪20...........................................‬‬
‫أقسام القضية احلملية ‪21...........................................‬‬
‫سور القضية احلملية ‪21............................................‬‬
‫القضية الرشطية ‪22................................................‬‬
‫الرشطية املتصلة ‪22................................................‬‬
‫الرشطية املنفصلة ‪23...............................................‬‬
‫* تداريب ‪25.....................................................‬‬
‫تقابل القضايا‪26...................................................‬‬
‫املتضادة واملتناقضة‪26..............................................‬‬
‫رشوط التناقض ‪27................................................‬‬
‫تناقض القضايا احلملية ‪28.........................................‬‬
‫تناقض القضايا الرشطية املتصلة‪28.................................‬‬
‫تناقض القضايا الرشطية املنفصلة‪29................................‬‬
‫القضايا املتعاكسة ‪30...............................................‬‬
‫* تطبيقات ‪32....................................................‬‬
‫التفسري ‪34.........................................................‬‬
‫تفسري الظواهر بعللها وقوانينها ‪34.................................‬‬
‫تفسري القوانني بقوانني أخرى ‪34...................................‬‬
‫خطأ التفسري عند القدماء والشعوب الساذجة ‪35...................‬‬
‫التفسري باألساطري ‪35..............................................‬‬
‫التفسري بالقوى اخلفية‪35...........................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫علم املنطق‬

‫التفسري بالسحر‪36.................................................‬‬
‫التفسري باخلواص الومهية لألشياء ‪36...............................‬‬
‫التدرج إىل التفسري باملعقول ‪36.....................................‬‬
‫الربهان‪38.........................................................‬‬
‫الفرق بني االعتقاد والعلم ‪38......................................‬‬
‫جمرد الدعوى ‪38...................................................‬‬
‫االقتناع املبني عىل املالحظة أو عىل املشاهدة ‪39.....................‬‬
‫الربهان باالستدالل‪40.............................................‬‬
‫القياس وأجزاؤه أو مقدمات االستدالل‪43.........................‬‬
‫أشكال القياس ‪44.................................................‬‬
‫البدهي واملسلم به ‪47..............................................‬‬
‫االقتناع‪49.........................................................‬‬
‫االستدالل املبني عىل التمثيل‪51....................................‬‬
‫املالحظة والتجربة ‪52..............................................‬‬
‫الفرض‪55.........................................................‬‬
‫روح النقد واستخدامها ‪56.........................................‬‬
‫* مترينات ‪57.....................................................‬‬
‫اخلطأ ‪59...........................................................‬‬
‫أهم أسباب اخلطأ‪59...............................................‬‬
‫األشكال الرئيسية للخطأ‪61........................................‬‬
‫* تطبيقات ‪64....................................................‬‬

You might also like