50 Opportunities COP28 ARA

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 48

‫طبعـة خاصة بالمؤتمر الثامـن والعشرين لألطراف في‬

‫تغّير المناخ ‪COP28‬‬


‫ّ‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن‬
‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫تمهيـــــد‬

‫رزان المبارك‬ ‫خلفان جمعة بلهول‬


‫رائدة األمم المتحدة للعمل المناخي‬ ‫الرئيس التنفيذي‬
‫لمؤتمر األطراف الثامن والعشرين‬ ‫لمؤسسة دبي للمستقبل‬
‫(‪)COP28‬‬

‫خالل هذه المرحلة المحورية في تاريخ كوكبنا‪ ،‬وما نشهده من تحديات بيئية‬
‫خطيرة مثل ارتفاع درجات الحرارة العالمية‪ ،‬وزيادة معدالت وقوة الكوارث الطبيعية‪،‬‬
‫وتبّدل أنماط الطقس وتناقص الموارد‪ ،‬يجب على الحكومات والدول البحث عن‬ ‫ّ‬
‫إجراءات فعالة للحد من تلك التداعيات والحفاظ على كوكب األرض‪ ،‬ومواصلة‬
‫النمو واالزدهار وتحسين جودة الحياة لإلنسان في كل مكان‪.‬‬

‫مسؤوليتنا تحتم علينا اليوم تطوير أطر جديدة للتعاون على جميع المستويات‬
‫لمواكبة التقدم المفاجئ في كل نواحي الحياة‪ ،‬ومواجهة التحديات واالستفادة من‬
‫الفرص المتاحة في الوقت المناسب إذا أردنا أن نصل إلى المستقبل الذي نتطلع‬
‫إليه لنا وألجيالنا من بعدنا‪.‬‬

‫ونحن نؤمن بأن االبتكار هو المحرك األساسي الذي سيعيد تشكيل مستقبل‬
‫العالم‪ ،‬ونسعى من هذا المنطلق ضمن جهودنا المشتركة إلى ترسيخ ثقافة‬
‫االبتكار‪ ،‬ومشاركة رؤيتنا للمستقبل في ظل التحوالت التي ستغير نظرة العالم‬
‫للمفاهيم األساسية والقيم اإلنسانية والثقافية واالجتماعية‪ .‬ويسرنا أن نقدم‬
‫لكم اليوم طبعة خاصة من تقرير "الفرص المستقبلية‪ 50 :‬فرصة عالمية"‪ ،‬الذي‬
‫أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل عامي ‪ 2022‬وعام ‪ 2023‬وشمل اإلصداران ‪100‬‬
‫فرصة مستقبلية عالمية استكشفت اإلمكانات غير المحدودة لإلبداع البشري في‬
‫مختلف القطاعات الحيوية‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫وتس ّّلط هذه الطبعة الخاصة الضوء على ‪ 12‬فرصة مستقبلية تتمحور حول‬
‫االستدامة والطبيعة واستعادة النظم البيئية بالتزامن مع إعالن دولة اإلمارات‬
‫عام ‪ 2023‬عامًاً لالستدامة‪ ،‬وفي إطار استضافة دولة اإلمارات لمؤتمر األطراف‬
‫الثامن والعشرين (‪)COP28‬؛ القمة السنوية التي تنظمها األمم المتحدة‬
‫ويشارك فيها ممثلو ما يقرب من ‪ 200‬دولة لمناقشة سبل تجنب تغير المناخ‪،‬‬
‫والتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة‪ .‬ويهدف مؤتمر األطراف هذا العام إلى قياس‬
‫التقدم المحرز في مسيرة تحقيق األهداف المناخية المشتركة‪ ،‬وأن يكون‬
‫بمثابة نقطة تحول لتوحيد الجهود العالمية لتحقيق نتائج ملموسة في العمل‬
‫المناخي‪ ،‬وتقديم حلول واقعية لمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز ‪ 1.5‬درجة‬
‫مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية‪.‬‬

‫األفكار الواردة في هذا التقرير أشبه بنافذة صغيرة نستكشف من خاللها‬


‫إمكانات المستقبل وتحوالته‪ ،‬إلحداث تغيير جذري في طريقة تفكيرنا وعقلياتنا‬
‫وسلوكياتنا ومفاهيمنا‪ .‬ومع استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر‬
‫األطراف‪ ،‬فإننا نمد أيدينا إلى العالم‪ ،‬وندعو المبتكرين ومصممي المستقبل‬
‫ومصممي السياسات ورواد األعمال والمعنيين لدراسة هذه الفرص واآلراء‬
‫واألفكار‪ ،‬وإطالق العنان للخيال نحو مزيد من األفكار التحولية من أجل‬
‫مستقبل أفضل لنا ولكوكب األرض‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫الفهــــــرس‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمــــة‬
‫الـفــــرص‬
‫‪8‬‬ ‫إعادة بناء الطبيعة‬
‫‪11‬‬ ‫موارد مستدامة للمياه‬
‫‪14‬‬ ‫طاقة ال تنفد‬
‫‪17‬‬ ‫استعادة الغطاء الجليدي‬
‫‪20‬‬ ‫محطات بحرية دولية‬
‫‪23‬‬ ‫خطط مئوية لكوكب األرض‬
‫‪26‬‬ ‫الحياد المناخي‬
‫‪29‬‬ ‫تنقية الهواء من الجسيمات الدقيقة‬
‫‪32‬‬ ‫استجابة تنظيمية سريعة‬
‫‪35‬‬ ‫التغّير المناخي‬
‫ّ‬ ‫حاسبة‬
‫‪38‬‬ ‫إعادة توظيف المنشآت المهجورة‬
‫‪41‬‬ ‫تقليل اعتماد الزراعة على المياه‬

‫‪44‬‬ ‫شكر وتقدير‬


‫‪45‬‬ ‫نبذة عن مؤسسة دبي للمستقبل‬
‫‪46‬‬ ‫نبذة عن مؤتمر األطراف الثامن والعشرين‬
‫‪47‬‬ ‫إخالء المسؤولية‬

‫‪4‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫مقدمــــــة‬
‫يهدف تقرير "الفرص املستقبلية‪ 50 :‬فرصة عاملية"‬
‫إىل استكشاف فرص جديدة لتعزيز النمو واالزدهار‬
‫تصّور اإلمكانيات‬
‫ّ‬ ‫وتحسني جودة الحياة‪ ،‬وذلك عرب‬
‫واألفكار املستقبلية اليت من شأنها أن تمهد الطريق‬
‫ٍد أفضل‪ .‬وقد أطلقت مؤسسة دبي للمستقبل‬ ‫لغ ٍ‬
‫إصدارين من التقرير عامي ‪ 2022‬و‪.2023‬‬
‫يف كل تقرير‪ ،‬نقوم بتصنيف الفرص املستقبلية وفق املحور الرئييس الذي ترتبط به‪،‬‬
‫ويعد محور "الطبيعة" من أبرز املحاور يف التقرير حيث ترتبط نحو ‪ 30‬فرصة بشكل‬
‫مبارش أو غري مبارش بالطبيعة واالستدامة‪ ،‬ويمكن أن تسهم يف الحد من تداعيات‬
‫التغري املناخي وتحقيق املرونة الالزمة للتكيف مع التغريات‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫وقد دعت مؤسسة دبي للمستقبل‪ ،‬خالل إعداد هذه الطبعة الخاصة من التقرير‪،‬‬
‫نخبة من الخرباء والباحثني واملبتكرين إىل مشاركة آرائهم وخرباتهم‪ ،‬لالستفادة من‬
‫املتنّوعة عىل املستويني املحيل والدويل حول ‪ 12‬فرصة من الفرص املتعلقة‬
‫ّ‬ ‫وجهات النظر‬
‫بالطبيعة‪ ،‬واليت تتناول كل منها مفهومًاً ومنظورًاً فريدًاً للميض قدمًاً نحو املستقبل‬
‫الذي نتطلع إليه‪.‬‬

‫الجدير بالذكر أن الـ ‪ 100‬فرصة املستقبلية الواردة يف إصداري تقرير "الفرص املستقبلية‪:‬‬
‫‪ 50‬فرصة عاملية" تركز جميعها عىل تحقيق النمو واالزدهار وتحسني جودة الحياة‪ ،‬وهو‬
‫ما من شأنه أن يسهم بطريقة أو بأخرى يف الحفاظ عىل كوكب األرض ونظمه البيئية‪،‬‬
‫وليس األمر مقصورًاً عىل الـ ‪ 12‬فرصة املذكورة يف هذه الطبعة الخاصة فقط‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫‪ 29‬ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ‬


‫‪ 33‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ‬
‫‪ 37‬ﻻ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ »ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ‪...‬؟«‬

‫ﺗﺤﺴــﲔ ﺍﻟﻨ‬
‫‪2022‬‬

‫‪ 38‬ﻏﺬﺍء ﺩﻭﻥ ﻫﺪﺭ‬ ‫ﻈـــﻢ‬


‫ﺍﻻ‬
‫‪ 41‬ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎﻫﺮ‬
‫‪ 50‬ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ‬
‫‪2023‬‬
‫ﺑﺘ‬
‫ﻜﺎﺭﺍ‬

‫‪ 18‬ﺃﻫـﺪﺍﻑ ﻛﻮﻧﻴـﺔ ﻣﺸﺘـﺮﻛﺔ‬


‫ﻭﻥ‬

‫‪2023‬‬
‫ﺕ ﺍﻟـﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬

‫‪ 19‬ﺣﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ‬


‫ﻌــــﺎ‬

‫ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫‪40‬‬


‫ﺭﻭﺑﻮﺗﺎﺕ ﻭﺃﻧﻔﺎﻕ ﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻞ‬ ‫‪43‬‬
‫ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻣﻮﺍﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬ ‫‪44‬‬
‫ﺍﻟﺘ‬

‫ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﺭﺽ‬ ‫‪47‬‬


‫ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬ ‫‪49‬‬
‫ﺍﻟ‬
‫ﻄﺒ‬
‫ﺕ‬

‫ﺘﻤ‬
‫ﻌﺎ‬

‫ﳌﺠ‬ ‫ﺔﻭ‬
‫ﻴﻌ‬

‫ﲔﺍ‬ ‫ﺍﻻ‬
‫ﺗﻤﻜ‬ ‫ﺳ ﺘﺪﺍ‬
‫‪2022‬‬
‫ﻣﺔ‬
‫ﺁﻛﻼﺕ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ‬ ‫‪1‬‬
‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭ‬ ‫‪2‬‬
‫ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪3‬‬
‫‪2022‬‬ ‫ﺗﺨﻀﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍء‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 11‬ﻃﺎﻗﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺩ‬ ‫ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ‬ ‫‪5‬‬
‫ﻃﺎﻗﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﺪ‬ ‫‪6‬‬

‫‪2023‬‬ ‫‪2023‬‬

‫‪ 32‬ﻋﻤﻞ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻣﺪﻓﻮﻉ ﺍﻷﺟﺮ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‬ ‫‪22‬‬


‫‪ 33‬ﻗﻴﺎﺱ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ‬ ‫‪23‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﺧﻄﻂ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫‪24‬‬
‫ﻏﻼﻑ ﺟﻮﻱ ﺫﺍﺗﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﻢ‬ ‫‪25‬‬
‫ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﻄﺎء ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ‬ ‫‪26‬‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ‬ ‫‪27‬‬
‫ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ‬ ‫‪28‬‬
‫ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‬ ‫‪29‬‬

‫المجموعة ‪1‬‬

‫مجموعة من الفرص المستقبلية‬


‫الواعدة المتعلقة بالطبيعة في تقرير‬
‫"الفرص المستقبلية‪ 50 :‬فرصة عالمية"‬
‫والتي تتناول منظورًاً فريدًاً للحد من آثار‬
‫التغير المناخي والتأقلم معها ومواكبتها‬

‫‪6‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫المساهـمـــــون‬
‫هــــدى الشكــــــــعة‬
‫مديرة قسم االستراتيجية والتخطيط الحضريين‬
‫في شركة "جيهل أركيتكس‪ ",‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫يوســـوك مايـــدا‬
‫رئيس مجلس اإلدارة والمدير التنفيذي‬
‫في شركة "ووتا بوكس"‪ ,‬اليابان‬

‫دكتور طوني رولستون‬


‫قسم الهندسة‬
‫جامعة كامبريدج‪ ،‬المملكة المتحدة‬

‫فرانسيس بورتر‬
‫مدير أول في قسم االستدامة‬
‫في شركة "موت ماكدونالد"‪ ،‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫ريبيكا هوبارد‬
‫مديرة تحالف أعالي البحار‪،‬‬
‫أستراليا‬

‫جوانا بيرشيز هاتفيلد‬


‫مديرة مجموعة االستدامة في إفريقيا‪،‬‬
‫جنوب إفريقيا‬

‫ليلى مصطفى عبد اللطيف‬


‫المديرة العامة لجمعية اإلمارات للطبيعة‪-‬الصندوق العالمي للطبيعة‪،‬‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫الدكتورة ديانا فرنسيس‬


‫رئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة‪،‬‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫كرستين موريسون‬
‫كبيرة المحللين في مجال النمو األخضر في المعهد العالمي للنمو األخضر‪،‬‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫بوشبام كومار‬
‫مستشار اقتصادي أول في برنامج األمم المتحدة للبيئة‪،‬‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‬

‫جيسيكا روبنسون‬
‫مسؤولة التمويل المستدام في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا في‬
‫شركة "إرنست أند ويونغ‪-‬بارثينون"‪ ،‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫الدكتور سعيد الحسن الخزرجي‬


‫مؤسس شركة "مانهات"‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫‪7‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو أعدنا كوكب األرض‬


‫إلى حالته الطبيعية؟‬

‫إعـــادة بنــــاء‬
‫الطبيـــــعة‬
‫الفرصة ‪ ،22‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫يسهم التوقف التدريجي عن االستخدام المفرط‬


‫لألراضي وما ينتج عنه من تقليص للغطاء النباتي‪ ،‬في‬
‫التنّوع البيولوجي والنظم البيئية الطبيعية‬
‫ّ‬ ‫استعادة‬
‫تغّير المناخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والحد من المخاطر الناجمة عن‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫ارتفاع تكاليف الغذاء‪ ،‬ونزوح سكان‬ ‫الحّد من تأثيرات تغير المناخ وتحسين‬
‫ّ‬
‫األرياف والمزارعين وخسارتهم لمصدر‬ ‫جودة الهواء وتوفير بيئة أفضل‬
‫دخلهم وثقافتهم‪.‬‬ ‫لإلنسان والحيوانات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫انخفاض التكاليف االقتصادية الناجمة‬
‫عن التدهور البيئي والتأثيرات المناخية‪،‬‬
‫وارتفاع القيمة المحصلة من خدمات‬
‫النظام البيئي‪ ،‬وعكس االتجاه السائد‬
‫حاليًاً والذي يهدد بخسارة الموطن‬
‫األصلي لحوالي ‪ ٪80‬من أنواع‬
‫الحيوانات البرية حول العالم‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫هـدى الشكــــعة‬
‫مديرة قسم االستراتيجية والتخطيط الحضريين‬
‫في شركة "جيهل أركيتكس"‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫كانت الحدائق في أوروبا في الماضي وتحديدًاً في القرن الخامس عشر عبارة عن‬
‫مساحات طبيعية مصممة لتوفير الراحة واالسترخاء ألفراد المجتمع‪ ،‬وكانت تقع‬
‫أراٍض طبيعية غير مزروعة وال تحظ باالهتمام الذي كانت‬
‫ٍ‬ ‫هذه الحدائق وسط‬
‫تحظى به الحدائق نفسها‪ .‬بل كانت متروكة ألغراض أخرى مثل الصيد أو تجميع‬
‫مياه األمطار ونحوها‪.‬‬

‫هذا المفهوم الجديد المتمثل في إعادة إحياء األراضي الطبيعية والحياة البرية‬
‫يعد نقلة نوعية في العالقة بين الطبيعة والجنس البشري‪ .‬ورغم أن تعريف‬
‫عملية إعادة إحياء الحياة البرية ما زال في طور النقاش‪ ،‬إال أن أحد أهم مبادئها‬
‫المجمع عليها هو استعادة ديناميكيات الطبيعة ونظمها البيئية وتوازنها‪ ،‬بما‬
‫يسهم في عكس مسار التدهور البيئي الناتج عن األنشطة البشرية في المواطن‬
‫الطبيعية والمنظومة البيئية‪ .‬أما في المدن‪ ،‬فقد تشمل أنشطة إعادة الحياة‬
‫البرية تصميم مساحات طبيعية مشتركة يجد فيها اإلنسان ذاته وراحته دون‬
‫الحاجة لتبديل هذه الطبيعة وتغيير حالتها األصلية‪ .‬وستسهم أنشطة إعادة‬
‫التنّوع الحيوي من خالل توفير‬
‫ّ‬ ‫إحياء األراضي الطبيعية والحياة البرية في حماية‬
‫مواطن صحية لمختلف أنواع الكائنات‪ ،‬باإلضافة إلى توفير تجارب طبيعية‬
‫وغير اصطناعية‪ ،‬لالستفادة من الفوائد العديدة التي توفرها المنظومة البيئية‪،‬‬
‫بشكٍل مستمر في البيئات األخرى ‪ -‬ال سيما‬‫ٍ‬ ‫واستعادة توازن الطبيعة ودمجها‬
‫البيئات الحضرية‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫شهد العقد الماضي تطوير مساحات طبيعية تتميز بطابع الحياة البرية الطبيعية في‬
‫أماكن مختلفة حول العالم‪ ،‬مثل الغابات المستصلحة في جنوب آسيا‪ 1‬والمسطحات‬
‫فهًما‬
‫ً‬ ‫الخضراء داخل مدن مثل دبلن‪ 2‬ولندن‪ 3‬وباريس‪ 4.‬وتتطلب هذه العملية‬
‫متعمًقا للظروف واالحتياجات المحلية‪ ،‬وكذلك التعاون مع المجتمعات المحلية‬
‫ً‬
‫والخبراء في القطاعات المعنية‪.‬‬

‫ورغم أن أهداف إعادة إحياء األراضي الطبيعية والحياة البرية تتماشى مع نتائج‬
‫األبحاث المستجدة حول أثر التعرض للطبيعة في تعزيز الراحة النفسية والجسدية‬
‫لإلنسان‪ ،‬إال أننا ما زلنا نفتقر إلى البيانات الكافية التي تمكننا من إجراء مقارنة شاملة‬
‫ألثر الطبيعة على راحة اإلنسان وتحسين جودة حياته‪ 5.‬هذه األبحاث تؤكد أهمية‬
‫االندماج واالستمتاع بالطبيعة من خالل أنشطة تالمس مختلف الحواس في آن‬
‫واحد‪ ،‬أي أن بعض األنشطة التي يستخدم فيها اإلنسان عدة حواس ويقضي فيها‬
‫وقتًاً أطول ويتفاعل فيها بشكل أكبر مع الطبيعة‪ ،‬مثل المشي على الشاطئ أو‬
‫قضاء فترة ما بعد الظهر في زراعة الزهور والنباتات مثًالً‪ ،‬يمكنها أن تحقق منافع‬ ‫شهد العقد الماضي تطوير‬
‫صحية تفوق تلك التي تحققها أنشطة أخرى تفتقر إلى تلك التعددية مثل مجرد تأمل‬
‫مساحات طبيعية تتميز بطابع‬
‫‪6‬‬
‫ساحة خضراء من النافذة‪.‬‬
‫الحياة البرية الطبيعية في أماكن‬
‫مختلفة حول العالم‪ ،‬مثل الغابات‬
‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬
‫المستصلحة في جنوب آسيا‬
‫والمسطحات الخضراء داخل‬
‫معّينة لتحقيق هذه الفرصة‪ ،‬إال أنه علينا بدء العمل على‬
‫ّ‬ ‫من الصعب تحديد فترة‬
‫تنفيذها في أسرع وقت ممكن‪ .‬مع العلم أن تطبيق مفهوم إعادة األراضي الطبيعية‬ ‫مدن مثل دبلن ولندن وباريس‪.‬‬
‫والحياة البرية يختلف من سياق إلى آخر‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يجب أن تشهد العديد‬
‫ثقافًيا يدفع سكانها إلى تقدير جمال المساحات الطبيعية‬
‫ً‬ ‫تحّواًلا‬
‫ّ‬ ‫من المدن أوًال ً‬
‫بجميع ألوانها‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك العمل على استكشاف طرق حماية المساحات‬
‫الطبيعية وترميمها‪ ،‬والحد من التهديدات التي تواجهها مثل النمو المفرط والتلوث‬
‫والتصحر‪ .‬أما في سياق المدن بشكل عام‪ ،‬فال بد من دمج أنواع الكائنات المحلية‬
‫أو التي يمكنها التكيف مع المناخ السائد في المجتمع المحلي‪ ،‬كما يجب أن ُُيراعى‬
‫في تصميم هذه المساحات الطبيعية داخل أن تحتوي على المياه وأن تكون موطنًاً‬
‫مالئمًاً لمختلف أنواع الكائنات المحلية‪ ،‬وتكون في الوقت ذاته متاحة أمام جميع‬
‫أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Kahfi, K., Hoang, M., Patchett, J., Cabico, G. and Isnawati, S. (2021) ‘Southeast Asian communities‬‬
‫‪spearhead forest restoration efforts’. climatetracker.org, 18 March.‬‬
‫‪https://climatetracker.org/southeast-asian-communities-spearhead-forest-restoration-efforts/‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Farag, F. (2021) ‘New Roots: ‘Rewilding’ trinity and Dublin city centre’. The University Times, 22 April.‬‬
‫‪https://universitytimes.ie/2021/04/new-roots-rewilding-trinity-and-dublin-city-centre/‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ambrose, T. (2023) ‘Beavers to return to London as part of urban rewilding’. Guardian, 21 March.‬‬
‫‪www.theguardian.com/environment/2023/mar/21/beavers-to-return-to-london-as-part-of-urban-rewilding‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Soloviy, V. (2019) ‘Paris wants to turn parts of itself into urban forests’. Sustainability Times, 20 July.‬‬
‫‪www.sustainability-times.com/clean-cities/paris-wants-to-turn-parts-of-itself-into-urban-forests/‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Holland, I., DeVille, N., Browning, M., Buehler, R., Hart, J., Hipp, J., Mitchell, R. Rakow, D., Schiff, J., White,‬‬
‫‪M., Yin, J. and James, P. (2021) ‘Measuring nature contact: A narrative review’. International Journal of‬‬
‫‪Environmental Research and Public Health, 18:4092.‬‬
‫‪www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8069863/pdf/ijerph-18-04092.pdf‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Bratman, G., Anderson, C., Berman, M., Cochran, B., De Vries, S., Flanders, J., Folke, C., Frumkin, H.,‬‬
‫‪Gross, J., Hartig, T., Kahn, P., Jr., Kuo, M., Lawler, J., Levin, P., Lindahl, T., Meyer-Lindenberg, A., Mitchell, R.,‬‬
‫‪Ouyang, Z., Roe, J., Scarlett, L., Smith, J., Ven den bosch, M., Wheeler, B., White, M., Zheng, H. and Daily, G.‬‬
‫‪(2019) ‘Nature and mental health: An ecosystem service perspective’. Science Advances, 5(7).‬‬
‫‪www.science.org/doi/10.1126/sciadv.aax0903‬‬

‫‪10‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو حققنا استدامة‬


‫مـــوارد المـــياه؟‬

‫مــــوارد‬
‫مستـــــدامة‬
‫للمـيـــــاه‬
‫الفرصة ‪ ،41‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2022‬‬

‫الماء هو سر الحياة‪ ،‬وسنصنع الفارق لو ركزنا على‬


‫إعادة تدويره واستخدامه وفق الحاجة‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬

‫قد تنشأ مخاطر محتملة على الصحة‬ ‫يضمن توفير إمدادات المياه التي تحقق‬
‫والحياة إن فشلت هذه األنظمة‪،‬‬ ‫االكتفاء الذاتي لكل أسرة التخلص من‬
‫بسبب أخطاء غير مقصودة أو أضرار‬ ‫النقص والهدر‪ ،‬ما يؤدي إلى انخفاض‬
‫متعمدة ألنظمة معالجة المياه‪.‬‬ ‫كبير في الطلب المحلي على المياه‬
‫ويقلل الحاجة إلى الطاقة الكهربائية‬
‫لضخ المياه أو استخراجها أو تحليتها‪.‬‬
‫وهذا يحسن جودة حياة الناس في‬
‫المناطق المجهدة مائيًاً بشدة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫يوســـوك مايـــدا‬
‫رئيس مجلس اإلدارة والمدير التنفيذي في شركة "ووتا بوكس"‬
‫اليـــابان‬

‫تتفاقم خطورة التحديات العالمية المرتبطة بنقص المياه وتلوثها وتمويل بنيتها‬
‫حالًيا أن‬
‫ً‬ ‫التحتية‪ ،‬في حين ال تستطيع الحلول المركزية واسعة النطاق المعتمدة‬
‫تعالج هذه التحديات ضمن األطر الزمنية والميزانيات المحددة؛ إال أن هناك طرق‬
‫بديلة يمكنها توفير حلول أكثر مرونة لتلك التحديات‪ ،‬مثل بناء أنظمة المركزية‬
‫وصغيرة النطاق إلعادة استخدام وإعادة تدوير المياه‪ ،‬بحيث تجمع بين أنظمة إعادة‬
‫تدوير المياه المدمجة وأجهزة التحكم المستقلة‪ .‬تستطيع هذه األنظمة‪ ،‬التي يمكن‬
‫تقّدم خدمات مياه عالية الجودة باستخدام الحد‬ ‫ّ‬ ‫بنائها وتشغيلها بشكل سريع‪ ،‬أن‬
‫األدنى من المياه العذبة في المناطق التي تعاني من اإلجهاد المائي أو من ضعف‬
‫فيقّدم هذا الحل‬
‫ّ‬ ‫البنية التحتية‪ .‬أما في المناطق المعتمدة على أنظمة مياه قديمة‪،‬‬
‫خدمات المياه ومياه الصرف الصحي بتكلفة أدنى من تكلفة تجديد البنية التحتية‬
‫القائمة حاليًاً‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫لكي نتمكن من تحقيق هذه الفرصة‪ ،‬ال بد من التحول من عقلية االلتزام بتصميم‬
‫محدد إلى عقلية "التركيز على اإلنتاجية" لتوفير المزيد من الحلول التي تسهم في‬
‫تعزيز اإلنتاج بكميات ضخمة‪ .‬وبهذه الطريقة يمكننا تشجيع الجميع بما فيهم‬
‫السكان المحليين على المشاركة الفعالة في جهود مواجهة تحديات المياه‪ .‬من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ال بد من إحراز تقدم تقني في أنظمة االستشعار وعمليات إعادة تدوير المياه‬
‫صغيرة النطاق‪ ،‬وكذلك البرمجيات المخصصة ألجهزة التحكم المستقلة بمنشآت‬
‫معالجة المياه‪ .‬وتتمثل أبرز التحديات في تعزيز الوعي بشأن التحديات والحلول‪،‬‬
‫تقّبل السكان المحليين لفكرة إعادة تدوير المياه‬
‫حيث تكمن الصعوبة األكبر في ّ‬
‫وإعادة استخدامها‪.‬‬

‫لقد واجهنا بعض هذه التحديات خالل جهود اإلغاثة في حاالت الكوارث في اليابان‪،‬‬
‫وتغلبنا عليها من خالل توفير نظام "ووتا بوكس" ومجموعة االستحمام الخارجي‪.‬‬ ‫خالل عشر سنوات من اليوم سيكون‬
‫ففي خالل هذه العملية‪ ،‬وعلى مدى أربع سنوات‪ ،‬زاد الوعي بين الحكومات المحلية‬
‫لدينا مدن ومجتمعات بأكملها‬
‫حول تحديات المياه في حاالت الطوارئ‪ ،‬وقدرات األنظمة الالمركزية وصغيرة النطاق‬
‫قّدموا مالحظات‬
‫معتمدة في حصولها على المياه على‬
‫على مواجهتها‪ .‬والجدير بالذكر أن مستخدمي هذه األدوات اإلغاثية ّ‬
‫جًدا تعكس تحول تفكيرهم حول مفهوم إعادة تدوير المياه‪.‬‬‫إيجابية ً‬
‫بنية تحـتية المركزية‬
‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬ ‫وصغيرة النطـــاق‬
‫بدًال ً من البنى التحتية التقليدية‬
‫نعتقد أنه خالل عشر سنوات من اليوم سيكون لدينا مدن ومجتمعات بأكملها‬
‫معتمدة في حصولها على المياه على بنية تحتية المركزية وصغيرة النطاق بدًال ً من‬
‫البنى التحتية التقليدية‪ ،‬وهو ما يوفر لها حلوًال ً جذرية لتحديات المياه‪ .‬وبحلول العام‬
‫‪ ،2025‬نعتزم البدء في مواجهة تحديات المياه في مناطق ذات أولوية قصوى حول‬
‫العالم‪ ،‬وسنسعى العتماد هذه الحلول على المستوى العالمي بحلول العام ‪.2030‬‬

‫‪13‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو نجحنا يف إنتاج‬


‫طاقة غري محدودة؟‬

‫طـاقـــــة‬
‫ال تنفــــــد‬
‫الفرصة ‪ ،6‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2022‬‬

‫ستتحول أساليب الحياة اليومية إذا تمك ّّنا من توفير‬


‫إمدادات غير محدودة من الطاقة عبر االندماج النووي‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬

‫تشمل المخاطر الحوادث العرضية‬ ‫تتيح الطاقة غير المحدودة نمو‬


‫أو المتعمدة عند التعامل مع‬ ‫صناعات جديدة‪ .‬وقد تصبح الكهرباء‬
‫النفايات المشعة الناتجة عن‬ ‫والتدفئة والتبريد والسفر والخدمات‬
‫االندماج‪ ،‬على الرغم من أن لها‬ ‫اللوجستية أرخص ثمنًاً وأقل ضررًاً‬
‫نصف عمر قصير نسبيًاً‪.‬‬ ‫بالبيئة‪ .‬ويتيح ذلك للناس أن يعيشوا‬
‫يحّسن‬
‫ّ‬ ‫براحة وكفاءة وإنتاجية‪ ،‬ما‬
‫جودة حياتهم‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫دكتور طوني رولستون‬


‫قسم الهندسة‪ ،‬جامعة كامبريدج‬
‫المملكة المتحدة‬

‫أكد العلماء منذ عقود أن االندماج النووي سيكون مصدر الطاقة في المستقبل‪ ،‬إذ‬
‫تشير التقديرات إلى أن االندماج النووي يمكنه تلبية معظم االحتياجات العالمية من‬ ‫تنبأ العلماء بظهور‬
‫الطاقة دون التسبب في انبعاثات كربونية‪ ،‬فضاًلا عن توفير ما يكفي من الوقود لتلبية‬
‫الطلب العالمي على مدى مئات السنين‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن ُُيحدث تحواًلا في‬ ‫طاقة االندماج النووي في‬

‫ثالثينــــات‬
‫مجال إنتاج الطاقة‪.‬‬

‫القـــــــرن‬
‫ُُيطلق االندماج النووي‪ ،‬على عكس االنشطار النووي‪ ،‬كميات هائلة من الطاقة عن طريق‬
‫اندماج النوى الخفيفة لتكوين نواة واحدة أثقل‪ ،‬وهذه التفاعالت النووية هي مصدر‬
‫الطاقة في الشمس والنجوم األخرى‪ .‬أما عمليات االشتعال االندماجي التي ُأُجريت‬

‫العشـــرين‬
‫المستخَرج‬
‫َ‬ ‫حولها أغلب األبحاث فهي التي تستخدم نظائر الهيدروجين‪ ،‬أي الديوتيريوم‬
‫نسبًيا‪ ،‬إذ أن النشاط‬
‫ً‬ ‫من مياه البحر والتريتيوم المن ََتج من الليثيوم‪ 7،‬وهي آمنة‬
‫اإلشعاعي الناتج عنها أدنى بكثير مقارنة بالناتج عن االنشطار النووي‪.‬‬

‫مع العلم أن تحقيق االندماج النووي مهمة صعبة‪ ،‬إذ يجب أواًلا التغلب على عقبة‬
‫جّرب العلماء العديد من الطرق إليجاد‬ ‫تنافر النوى المضمنة في عملية االندماج‪ .‬وقد ّ‬
‫الحل لهذا التحدي‪ ،‬ومنها طرق الضغط المغناطيسي واالندماج بحصر القصور الذاتي‬
‫واإللكتروستاتي والفيزيائي‪ ،‬إلى جانب استخدام المواد المحفزة (االندماج البارد)‪ .‬وقد أدت‬
‫التطورات األخيرة في المسارين األساسيين المستخدمين لتحقيق االشتعال االندماجي‪،‬‬
‫أي عبر الضغط المغناطيسي وبحصر القصور الذاتي‪ ،‬إلى إنتاج نيوترونات االندماج‪ ،‬ما‬
‫يشكل دليًالً حيًاً على صحة مفاهيم فيزياء االندماج ويجعلنا أقرب خطوة من النجاح في‬
‫توليد الطاقة من خالل االندماج‪.‬‬

‫هذه األفكار ليست جديدة‪ ،‬فقد تنبأ العلماء بظهور طاقة االندماج النووي في ثالثينات‬
‫القرن العشرين‪ ،‬فأجهزة التوكاماك‪ ،‬التي يعود تاريخ ظهورها إلى فترة الستينات‪ ،‬تحتوي‬
‫سّخن البالزما (الوقود) وتضغطها لفترة كافية‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث‬ ‫ّ‬ ‫على مغناطيسات ُُت‬
‫اشتعال اندماجي‪ .‬تستخدم هذه األجهزة المغناطيس لضغط الوقود بمستويات عالية‪،‬‬
‫جًدا تتجاوز حرارة الشمس‪.‬‬
‫كما تستخدم طاقة خارجية لتحقيق درجات حرارة مرتفعة ً‬
‫و ُُتجري اليوم الدول الكبرى تجارب أبحاثها في مجال االندماج باالعتماد على أجهزة‬
‫التوكاماك‪ .‬وقد أثبتت منشأة "الحلقة األوروبية المشتركة (جيت)" في المملكة المتحدة‬
‫واسٍع من خالل االندماج النووي في أواخر التسعينات‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫نطاٍق‬
‫ٍ‬ ‫إمكانية توليد الطاقة على‬
‫كما نجحت في ذلك مرة أخرى في عام ‪ 2022‬لكن لم يدم إنتاجها البسيط للطاقة سوى‬
‫لعشرات الثواني فقط‪ .‬وفي عام ‪ ،2018‬مّكّنت المغناطيسات الجديدة‪ ،‬التي تمتاز بقدرتها‬
‫الفائقة على التوصيل‪ ،‬أجهزة التوكاماك في كوريا الجنوبية والصين من إيصال درجة‬
‫حرارة البالزما إلى ‪ 100‬مليون درجة مئوية لعشرات الدقائق‪ ،‬ما شكل خطوة كبيرة نحو‬
‫تحقيق الهدف من هذه العملية‪ .‬كما تهدف تجربة المفاعل النووي الحراري التجريبي‬
‫حجًما (الذي تبلغ قيمته ‪ 25‬مليار دوالر) في فرنسا إلى تحقيق نتائج أفضل‬ ‫ً‬ ‫الدولي األكبر‬
‫بحلول العام ‪ ،2035‬وتوفير أساس يمكن االستناد إليه لتصميم محطات الطاقة في‬
‫أربعينات القرن الحالي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Office of Science (n.d.) ‘DOE explains...deuterium-tritium fusion reactor fuel’.‬‬
‫‪US Department of Energy.‬‬
‫‪www.energy.gov/science/doe-explainsdeuterium-tritium-fusion-reactor-fuel‬‬
‫)‪(accessed 9 September 2023‬‬

‫‪15‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق هذه‬


‫الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة التي‬
‫يمكن االستفادة منها؟‬

‫شهد العقد الماضي تطوير مساحات طبيعية تتميز بطابع الحياة البرية الطبيعية في‬
‫أدت التكلفة المرتفعة لتجارب االندماج النووي إلى بطء تقدمها‪ ،‬وظهرت أفكار جديدة‬
‫غالًبا بتمويل‬
‫ً‬ ‫حجًما أو طرق اندماج مختلفة عبر مشاريع مدعومة‬ ‫ً‬ ‫لتطوير أجهزة أصغر‬
‫خاص‪ .‬ويقدر اإلنفاق على العدد الكبير من تلك األجهزة الجديدة بما يزيد عن ثالثة‬
‫مليارات دوالر‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬هناك بالفعل تقدم سريع ملحوظ في األبحاث التي‬
‫تركز على الحقل المغناطيسي العالي وعلى التصاميم ذات الشكل الكروي‪ ،‬مثل تلك‬
‫التي تنتجها شركة "كومنولث فيوجن سيستمز" في الواليات المتحدة األمريكية وشركة‬
‫"توكاماك إنرجي" في المملكة المتحدة‪.‬‬

‫أيًضا‪ ،‬حيث يتم استخدام‬‫تقدًما ملحوظا ً‬


‫ً‬ ‫كما تحرز تقنية االندماج بحصر القصور الذاتي‬
‫الموجات الصادمة لضغط الوقود إلى مستويات أعلى بكثير ودرجات حرارة عالية للغاية‪.‬‬
‫ففي عام ‪ ،2022‬أثبتت منشأة "ناشيونال اجنيشن" في الواليات المتحدة صحة مفاهيم‬
‫الفيزياء التي تستند إليها عملياتها‪ ،‬بعد ما نجحت في استخدام ‪ 192‬حزمة قوية من الليزر‬
‫المرَّكَز على كبسولة وقود صغيرة من الديوتيريوم والتريتيوم إلنتاج نبضة قوية من طاقة‬
‫االندماج ‪ -‬رغم قصرها‪ .‬كما أعلنت شركة "فيرست اليت فيوجن" في المملكة المتحدة‬
‫كٌل من هاتين‬‫(وهي شركة تابعة لجامعة أكسفورد ) تحقيق نتائج مشابهة‪ .‬وتتطلب ٌ‬
‫‪8‬‬

‫الطريقتين القائمتين على تقنية حصر القصور الذاتي كميات كبيرة من الطاقة الالزمة‬
‫لتسخين وضغط الوقود وتكرار عملية االندماج من أجل االستمرار في إنتاج الطاقة‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫والممّولة من القطاع الخاص من توليد‬


‫ّ‬ ‫حجًما‬
‫ً‬ ‫من المتوقع أن تتمكن المرافق األصغر‬
‫عاًما‪ ،‬في حين من المتوقع أن تتمكن‬ ‫ً‬ ‫‪15‬‬ ‫إلى‬ ‫‪10‬‬ ‫الطاقة من االندماج النووي في غضون‬
‫المرافق الوطنية األكبر من حيث الحجم واإلمكانيات والخبرات من تحقيق ذلك خالل‬
‫عاًما‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬من الصعب التنبؤ بمدى توسع طاقة االندماج‬ ‫فترة من ‪ 20‬إلى ‪ً 30‬‬
‫وتكلفة إنتاجها‪ ،‬إذ ما زالت عملية االندماج في مراحل تطويرها األولية‪ .‬أما تكاليف طاقة‬
‫بشكٍل جوهري على ثالثة عوامل رئيسية هي‪ :‬تكاليف بناء هذه‬‫ٍ‬ ‫االندماج فستعتمد‬
‫األنظمة المعقدة والجديدة‪ ،‬ومدى توافر النظام (أي المدة التي يتم خاللها توليد الطاقة)‪،‬‬
‫ومدى كفاءة تحويل الحرارة الناتجة عن االندماج إلى طاقة قابلة لالستخدام‪.‬‬

‫في حين من المتوقع أن تتمكن‬ ‫من المتوقع أن تتمكن المرافق‬


‫المرافق الوطنية األكبر من حيث‬ ‫والممّولة من‬
‫ّ‬ ‫حجًما‬
‫ً‬ ‫األصغر‬
‫الحجم واإلمكانيات والخبرات من‬ ‫القطاع الخاص من توليد الطاقة‬
‫تحقيق ذلك خالل فترة من‬ ‫من االندماج النووي في غضون‬

‫‪30 - 20‬‬ ‫‪15 - 10‬‬


‫عــاًما‬
‫ً‬ ‫عــاًما‬
‫ً‬

‫‪8‬‬
‫‪First Light (n.d.) ‘First Light achieves world first fusion result, proving unique‬‬
‫‪new target technology’. https://firstlightfusion.com/media/fusion‬‬
‫)‪(accessed 15 August 2023‬‬

‫‪16‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو تمكنا من إعادة تبريد‬


‫كوكب األرض عبر الحفاظ على‬
‫الغطاء الجليدي؟‬

‫استعـــــادة‬
‫الغطاء الجليدي‬
‫الفرصة ‪ ،26‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫تنسيق الجهود في مختلف التخصصات الستعادة‬


‫الغطاء الجليدي في القطب الشمالي واألنهار الجليدية‬
‫فوق القمم الجبلية‪ ،‬بما يسهم في خفض درجة حرارة‬
‫األرض والمحيط‪ ،‬والحد من انبعاثات غاز الميثان‬
‫المحتجز في الغالف الجوي‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫تداعيات مفاجئة أو غير مقصودة‬ ‫تنظيم العوامل المؤثرة في المناخ‪،‬‬
‫للهندسة الجيولوجية على ال ُُنظم‬ ‫وخفض التكاليف االجتماعية‬
‫الطبيعية المحلية أو حتى العالمية‪.‬‬ ‫واالقتصادية الناتجة عن اختالل تلك‬
‫العوامل‪ ،‬وحماية التنوع الحيوي في‬
‫النظم البيئية البحرية‪ ،‬إلى جانب‬
‫الحفاظ على الغطاء الجليدي الذي‬
‫يمنع بدوره انبعاث غاز الميثان الناتج‬
‫عن ذوبانه‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫فرانسيس بورتر‬
‫مدير أول في قسم االستدامة في شركة "موت ماكدونالد"‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫سنوًيا‪ 9.‬وبحسب‬
‫ً‬ ‫عاَمي ‪ 2013‬و‪ 2022‬بمعدل ‪ 4.62‬ملم‬‫ارتفعت مستويات البحار بين َ‬
‫ً‬
‫مقارنًة‬ ‫المنظمة العالمية لألرصاد الجوية‪ ،‬فإن وتيرة هذا المعدل أسرع بنسبة ‪40%‬‬
‫عاَمي ‪ 2003‬و‪ 10 .2012‬ومن المتوقع أن يكون لهذا االرتفاع في‬
‫بالفترة الممتدة ما بين َ‬
‫مستويات البحار تداعيات على حياة سكان المناطق الساحلية؛ إال أنه من الممكن الحد‬
‫من هذه التداعيات من خالل تضافر الجهود الستعادة الغطاء الجليدي وسماكته‪ ،‬بما‬
‫فيها الصفائح الجليدية والقمم الجليدية التي تضطلع بدور كبير في الحد من مخاطر‬
‫ارتفاع مستوى البحار‪.‬‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫من الفيضانات‪ ،‬وتحصين البنية التحتية الحيوية ضد المخاطر المستقبلية‪ ،‬وحماية‬


‫والتنّوع الحيوي‪ .‬مع العلم أن هذه الحلول المعتمدة على الطبيعة‬
‫ّ‬ ‫المواطن الطبيعية‬
‫والتكّيف معها في الوقت نفسه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تغّير المناخ‬
‫ّ‬ ‫تسهم في الحد من تداعيات‬

‫وتتنّوع طرق دمج الطبيعة وعناصرها المختلفة في أنظمة إدارة الخطوط الساحلية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ومنها إنشاء مستنقعات المد والجزر‪ ،‬وتغذية الشاطئ‪ ،‬والجزر الحاجزة‪ ،‬وزراعة أشجار‬
‫القرم واألعشاب البحرية‪ ،‬وغابات أعشاب البحر‪ ،‬والشعاب المرجانية الحيوية‪ .‬وتتميز‬
‫الحلول القائمة على الطبيعة بفعالية كبيرة في استعادة توازن الشواطئ المتدهورة في‬
‫المناطق التي يتوفر فيها الغطاء النباتي‪ .‬ورغم أنه باإلمكان إنشاء حواجز بحرية طبيعية‬
‫من الصفر‪ ،‬لكن مثل هذه الحلول تستغرق وق ًًتا‪ ،‬وهو ما ال نملكه حاليًاً إذ علينا توفير‬
‫الحماية للشواطئ في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪World Meteorological Organization (WMO) (2023) ‘State of the global climate 2022’.‬‬
‫‪https://library.wmo.int/records/item/66214-state-of-the-global-climate-2022‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Ibid.‬‬

‫‪18‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫زراعة أشجار القرم مثاًلا يمكن أن ُُتخفف من أثر العواصف في المناطق الساحلية‪،‬‬
‫خّفض من تكلفة إنشاء البنية التحتية المخصصة للحماية من أمواج البحر‬ ‫وأن ُُت ّ‬
‫وصيانتها‪ ،‬لكن يجب مراعاة أنها تحتاج في بداية زراعتها إلى مكان آمن‪ ،‬ليتم نقلها‬
‫بعد نموها للمناطق الساحلية لالستفادة من قدرتها على الصمود في وجه‬
‫العواصف‪ .‬مع العلم أن زراعة أشجار القرم عملية قابلة للقياس وفعالة من حيث‬
‫وأيًضا تعزيز‬
‫ً‬ ‫التكلفة‪ ،‬ولها فوائد متعددة تشمل إزالة الكربون من الغالف الجوي‪،‬‬
‫التنوع الحيوي‪.‬‬

‫ارتفعت مستويات البحار بين‬


‫كما ُُتعتبر الخطوط الساحلية المحمية باستخدام مواد طبيعية من الطرق الفعالة‬
‫عاَمي ‪ 2013‬و‪ 2022‬بمعدل‬
‫َ‬
‫في حماية المناطق الساحلية من األمواج والعواصف‪ ،‬حيث تستخدم مواد طبيعية‬

‫‪4.62‬‬
‫مثل النباتات والصخور والرمال إلنشاء حواجز لحماية السواحل‪ ،‬وقد يتم مزجها ببنية‬
‫تحتية من صنع اإلنسان مثل األسوار البحرية‪ .‬ففي والية تكساس األمريكية على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬أنشأنا موط ًًنا لألعشاب البحرية واألراضي الرطبة يمتد على مساحة‬

‫سنوًيا‬
‫ً‬ ‫ملم‬
‫هكتاًرا في محطة ميناء ال كوينتا‪ .‬وقد شمل حاجز ال كوينتا زراعة ‪ 10‬هكتارات من‬ ‫ً‬ ‫‪81‬‬
‫العشب الضحل وخمسة هكتارات من العشب الناعم‪ ،‬ما يسمح بالتقاط ‪ 32.8‬ط ًًنا‬
‫سنوًيا‪ .‬ومن المتوقع أن ترتفع هذه الكمية لتصل إلى ‪ 420‬ط ًًنا‬ ‫ً‬ ‫من الكربون وتخزينها‬
‫في السنة مع نمو العشب‪ 11.‬وقد برزت قدرة هذا الحاجز الطبيعي في الحماية حين‬ ‫وبحسب المنظمة العالمية لألرصاد‬
‫أسهم في مواجهة األمواج خالل إعصار هارفي‪ ،‬وهو إعصار من الدرجة الرابعة كان‬ ‫الجوية‪ ،‬فإن وتيرة هذا المعدل أسرع‬
‫قد ضرب ساحل تكساس في شهر أغسطس ‪ 12 ،2017‬ولم تلحق أي أضرار ملحوظة‬ ‫ً‬
‫مقارنًة بالفترة الممتدة‬ ‫بنسبة ‪40%‬‬
‫بالمواطن المائية‪.‬‬ ‫عاَمي ‪ 2003‬و‪.2012‬‬‫ما بين َ‬

‫قد يكون لدى بعض المجتمعات الساحلية حول العالم حلول أخرى مثل تحريك‬
‫رمال الشواطئ نحو البنية التحتية وعكس اتجاه الساحل في حاالت ارتفاع‬
‫مستويات البحار‪ ،‬مع إمكانية تعزيز تماسك الرمال من خالل إضافة غطاء نباتي‬
‫أراٍض زراعية في‬
‫ٍ‬ ‫لها بما يسهم في الحد من مخاطر الفيضانات‪ .‬وفي حالة توفرت‬
‫المنطقة الساحلية‪ ،‬يمكننا إعادتها إلى حالتها الطبيعية عن طريق إنشاء أو استعادة‬
‫المستنقعات الملحية والمسطحات الطينية‪ ،‬وهذا أسلوب آخر إلنشاء منطقة عازلة‬
‫بين البحر والبنية التحتية أو المنازل‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫يجب أن تراعي عمليات التخطيط والتطوير الساحلية مواكبة ارتفاع مستويات البحار‬
‫والتخفيف من آثاره في الوقت ذاته‪ .‬ويتيح التقدم المستمر في التصميم وتحليل‬
‫نتائج انبعاثات الكربون تحديد كمية الكربون التي تمتصها النظم البيئية للمحيطات‪،‬‬
‫وخفض كمية الكربون المضمن في مشاريع البنية التحتية‪.‬‬

‫تغّير المناخ ال نغفل الحاجة الماسة إلى إجراء‬


‫ّ‬ ‫ولعلنا ونحن نركز على التأقلم مع‬
‫تحسينات مستمرة لتحقيق األهداف العالمية‪ ،‬على أن تشمل توقعات ارتفاع‬
‫مستويات البحار‪ ،‬وقياس انبعاثات الكربون وخفضها‪ ،‬وهو ما سيتيح لنا ما يكفي من‬
‫المرونة لتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر في إطار االستجابة للسيناريوهات‬
‫المستقبلية المحتملة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Mott Macdonald (n.d.) ‘Nature-based solutions: New marine habitat on the Texas coast’.‬‬
‫‪www.mottmac.com/en-US/article/70106/la-quinta-terminal-mitigation-texas-usa‬‬
‫)‪(accessed 25 September 2023‬‬

‫‪Williams, H. and Rains, B. (2022) ‘Effect of barrier height on magnitude and character of‬‬
‫‪12‬‬

‫‪Hurricane Harvey washover fans, Matagorda Peninsula, Texas, U.S.A.’. Journal of Coastal‬‬
‫‪Research, 38(1): 133-9. https://doi.org/10.2112/JCOASTRES-D-21-00043.1‬‬

‫‪19‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو استطعنا حماية المنظومة‬


‫البيئية المائية ومواطن الحياة البحرية؟‬

‫محطـــات‬
‫بحرية دولية‬
‫الفرصة ‪ ،5‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2022‬‬

‫استحداث هيئة دولية محايدة تركز على حماية‬


‫النظم البيئية للمحيطات الدولية واستعادة‬
‫صحتها‪ ،‬وزيادة المنافع االقتصادية المرتبطة‬
‫بها‪ ،‬ودعم االبتكارات التي تعززها‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫قد ال تستطيع الهيئة الجديدة تطبيق‬ ‫ُُتسهم استعادة صحة المحيطات‬
‫قراراتها في ظل غياب اإلرادة السياسية‬ ‫في الحد من آثار تغير المناخ‪ ،‬ومنها‬
‫القوية للتعاون‪.‬‬ ‫االحتباس الحراري وتحمض المياه‪.‬‬
‫ويتيح تطوير سبل التعاون الدولي‬
‫االستفادة من جوانب تجارية جديدة‬
‫للبحار بأساليب مستدامة ومفيدة‬
‫للجميع‪ ،‬مثل استخراج المعادن النادرة‬
‫واستزراع األحياء المائية والنقل عبر‬
‫أعماق البحار‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫ريبيكا هوبارد‬
‫مديرة تحالف أعالي البحار‬
‫أستراليا‬

‫تغطي أعالي البحار نصف مساحة كوكب األرض‪ ،‬وهي موطن ألكبر تنوع حيوي على وجه‬
‫نظًما‬
‫ً‬ ‫األرض‪ .‬وإلى جانب أهميتها لهجرة الحيتان وأسماك القرش‪ ،‬تشمل أعلي البحار‬
‫بيئية مذهلة مثل الشعاب المرجانية في المياه العميقة وسالسل الجبال المغمورة‬
‫أساسًيا في حماية المنظومة البيئية‪ ،‬من خالل قدرتها على‬ ‫ً‬ ‫دوًرا‬
‫ً‬ ‫بالمياه‪ ،‬كما أنها تؤدي‬
‫عزل الكربون وتخزينه‪ ،‬وتوفير الغذاء لمليارات البشر‪ ،‬فضاًلا عن توفير المواد األولية‬
‫لبعض األدوية ومستحضرات التجميل‪.‬‬

‫تعتمد الحياة على كوكب األرض على سالمة المحيطات‪ ،‬وعدم حمايتها سيؤدي إلى‬
‫تداعيات بيئية متعددة‪ ،‬لذلك‪ ،‬يجب اتخاذ تدابير حاسمة لحماية المياه‪ ،‬ومن بينها إنشاء‬
‫شبكة تضم نخبة خبراء القانون والتكنولوجيا والعلماء وواضعي السياسات للعمل مع‬
‫ممثلي المجتمعات المحلية من حول العالم‪ ،‬من أجل دعم االستدامة بجوانبها البيئية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق هذه‬


‫الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة التي‬
‫يمكن االستفادة منها؟‬

‫نحن على مشارف حقبة جديدة سنشهد خاللها حوكمة دولية للمحيطات عبر معاهدة‬
‫رسمًيا في ‪ 19‬يونيو‬
‫ً‬ ‫أعالي البحار‪ ،‬التي أقرتها الدول األعضاء في منظمة األمم المتحدة‬ ‫يشرتط أن تصادق‬

‫‪60‬‬
‫نوعًيا في الجهود التي تهدف إلى الحفاظ على كوكب األرض‪ .‬توفر هذه‬
‫ً‬ ‫تقدًما‬
‫ً‬ ‫‪ ،2023‬وتعد‬
‫المعاهدة اإلطار القانوني األول من نوعه لحماية الحياة في المحيطات والمياه الدولية‬
‫خارج نطاق االختصاصات القضائية الوطنية‪ ،‬وتتيح أول فرصة عالمية حقيقية لمعالجة‬

‫دولـــــــة‬
‫ً‬
‫عرضًة لالستغالل المفرط‪.‬‬ ‫تحديات الحوكمة التي أضرت بالمحيطات وتركتها‬

‫ستحدد المعاهدة الجديدة‪ ،‬عند دخولها حيز التنفيذ‪ ،‬مناطق بحرية محمية في أعالي‬
‫للتنّوع البيولوجي‪ ،‬والذي يتمثل‬
‫ّ‬ ‫البحار بما يدعم هدف إطار كونمينغ‪-‬مونتريال العالمي‬
‫في حماية ما ال يقل عن ‪ 30%‬من البحار بحلول العام ‪( 2030‬وهو الحد األدنى المطلوب‬ ‫على األقل من الدول األعضاء في األمم‬
‫لمواجهة الحالة الطارئة التي يمر بها كوكب األرض وفقًاً للعلماء المتخصصين)‪ .‬كما‬ ‫المتحدة على معاهدة أعالي البحار حتى‬
‫سيؤدي تقييم اآلثار البيئية بشكل دوري إلى تعزيز الشفافية وقدرة المجتمع الدولي‬ ‫دولًيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تدخل حيز التنفيذ و ُُتعتبر قانو ًًنا‬
‫أيًضا‬
‫على مواجهة األنشطة التي قد تضر بالحياة في أعالي البحار‪ .‬وستضمن المعاهدة ً‬
‫المشاركة العادلة والمنصفة للبيانات العلمية‪ ،‬واإليرادات التي يتم تحقيقها من الموارد‬
‫الجينية البحرية‪ ،‬كما ستسهم في بناء قدرات الدول لمساعدتها في تنفيذ االتفاقية‪.‬‬

‫هذه المعاهدة استغرق إعدادها عقو ًًدا من الزمن‪ ،‬وشارك فيها علماء وواضعو سياسات‬
‫وخبراء قانون وحكومات وقادة دول‪ ،‬إضافة إلى المجتمع المدني وأكثر من خمسة‬
‫ماليين مواطن من جميع أنحاء العالم‪ ،‬بهدف حماية المنظومة البيئية الضخمة‬
‫بشكٍل منصف‪ .‬ومع أن المعاهدة لم‬
‫ٍ‬ ‫والمتنوعة‪ ،‬وإدارتها واإلشراف على تقاسم منافعها‬
‫تدخل حيز التنفيذ بعد‪ ،‬إال أن إقرارها بإجماع ‪ 190‬دولة من أعضاء منظمة األمم المتحدة‬
‫يبرز اإلجماع العالمي على أهمية اتخاذ خطوات حقيقية لتوسيع نطاق حماية البيئة‬
‫ليشمل المياه الدولية‪ .‬مع العلم أن الوقت يداهمنا وعلى الدول اآلن أن تصادق على‬
‫المعاهدة بأسرع ما يمكن لدخولها حيز التنفيذ‪ ،‬كي نتمكن من حماية محيطنا‪ ،‬وتعزيز‬
‫قدرتنا على التكيف مع التغير المناخي‪ ،‬وحماية حياتنا وسبل عيش مليارات من األفراد‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫يشترط أن تصادق ‪ 60‬دولة على األقل من الدول األعضاء في األمم المتحدة على‬
‫دولًيا‪ .‬لذا‪ ،‬يسعى تحالف‬
‫ً‬ ‫معاهدة أعالي البحار حتى تدخل حيز التنفيذ و ُُتعتبر قانو ًًنا‬
‫أعالي البحار إلى المصادقة عليها بحلول مؤتمر األمم المتحدة المعني بالمحيطات الذي‬
‫سُيعقد في شهر يونيو من العام ‪ .2025‬تمثل هذه المعاهدة خطو ًًة طموحة وضرورية‬ ‫ُ‬
‫التنّوع الحيوي الذي يهدد محيطاتنا وقدرتها على دعم الحياة على‬ ‫ّ‬ ‫للحد من تدهور‬
‫كوكب األرض‪ .‬ونحن نتطلع إلى العمل مع القادة من جميع أنحاء العالم لالستفادة من‬
‫اإلمكانات الهائلة التي تتيحها معاهدة أعالي البحار‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو وضعنا خطة مئوية‬


‫الستعادة صحة كوكب األرض؟‬

‫خطط مئوية‬
‫لكوكب األرض‬
‫الفرصة ‪ ،24‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫بعد أن وضعت منظمة األمم المتحدة أهداف التنمية‬


‫المستدامة‪ ،‬حان الوقت لوضع خطة مئوية لتنمية‬
‫كوكب األرض‪ ،‬وتنفيذ هذه الخطة في إطار مساعي‬
‫تحسين حياة شعوب العالم‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬ال بد من‬
‫وضع إطار تعاون عالمي طويل األمد الستعادة ال ُُنظم‬
‫التنّوع الحيوي وحمايتهما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البيئية وتعزيز‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫عدم القدرة على الربط بين النظرة‬ ‫تحديد األهداف طويلة األمد وتنسيق‬
‫المستقبلية للمئة عام القادمة‬ ‫الجهود لتحقيق تلك األهداف وتجاوزها‪،‬‬
‫بالسياسات والمصالح قصيرة األمد‬ ‫وتوفير وسيلة لتنسيق التعاون بين‬
‫التي تسعى الحكومات إلى تحقيقها‬ ‫األطراف المتعددة وتشجيعها على‬
‫فيما يخص التغير المناخي‪ ،‬إضافة‬ ‫االستثمار‪ ،‬إلى جانب اعتماد مجموعة‬
‫إلى ارتفاع تكلفة تنفيذ األهداف‬ ‫الُمحرز‪.‬‬
‫التقّدم ُ‬
‫ّ‬ ‫من المقاييس لقياس‬
‫المئوية مقارنة بغيرها من التحديات‬
‫االجتماعية واالقتصادية األكثر إلحاحًاً‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫جوانا بيرشيز هاتفيلد‬


‫مديرة مجموعة االستدامة في إفريقيا‬
‫جنوب إفريقيا‬

‫التنّوع الحيوي من أجل‬


‫ّ‬ ‫يجب علينا الحفاظ على النظم البيئية واستعادة‬
‫تحسين صحة اإلنسان وتعزيز سالمة الغذاء واألمن واالزدهار االقتصادي وجودة‬
‫حياة المجتمع‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن وضع أهداف متوافقة فيما بينها واستراتيجيات‬
‫طويلة األمد أمر ضروري لضمان استمرار ازدهار كوكب األرض‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫ال بد من العمل على تنفيذ هذه الخطة الطموحة على جميع المستويات‪ ،‬وأن يكون‬
‫هناك إجراءات لمساءلة الدول والمؤسسات والمجتمعات واألفراد وتقديم الحوافز‬
‫وتوفير البيانات بشكل منصف‪ ،‬وال بد من تحديد من نجح ومن أخفق في أداء مهامه‬
‫ومسؤولياته وفق تدابير ومقاييس محددة لتقييم التقدم على جميع المستويات‪.‬‬

‫المساءلة‪ :‬أن تكون األهداف طويلة المدى مل ِِزمة قانو ًًنا للجميع‪ ،‬مع تحديد‬
‫وتتّبع التقدم المحرز وإعداد‬
‫ّ‬ ‫المسؤوليات والمهام داخل كل دولة وبين الدول وبعضها‪،‬‬ ‫الخطة المئوية لتنمية‬
‫تقارير بشأنه بطريقة واضحة ومتسقة وشفافة‪ ،‬إلى جانب ضرورة تحديد األطراف التي‬
‫كوكب األرض تستدعي وضع‬
‫ستواصل المسيرة أو التي يجب استبعادها باستخدام مقياس لتقييم التقدم على‬
‫جميع المستويات‪.‬‬ ‫إجراءات لمســاءلـة الدول‬
‫والمؤسسات والمجتمعات‬
‫الحوافز‪ :‬إقرار حوافز (وعقوبات) ملموسة تستهدف مختلف األجيال‪ ،‬بهدف ضمان‬ ‫واألفراد‪ ،‬وتقديم الحوافــــز‬
‫التنّوع الحيوي وإدراك‬ ‫أن تستمر الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع في حماية‬
‫ّ‬ ‫وتوفير البيانـــــات للجميع‬
‫قيمة المنظومة البيئية وأهميتها‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬يجب التفكير في أشكال مبتكرة‬
‫للمكافآت المالية وغير المالية وتوزيعها لتحفيز األداء‪ ،‬بما فيها الحوافز الضريبية‪،‬‬
‫بشكل منصف‪.‬‬
‫وإنشاء فئات وأسواق جديدة لألصول (أي أفكار مثل أسواق أرصدة الكربون)‪ ،‬فضاًلا عن‬
‫األدوات المالية واآلليات األخرى التي تضمن توليد إيرادات‪ ،‬مع مراعاة تنويع أشكال‬
‫المستحقات والمكافآت وتوزيعها على مجموعة واسعة من المشاركين المتميزين‪،‬‬
‫من أجل توسيع نطاق المشاركة بين الدول أو داخلها‪.‬‬

‫ونوًعا أمر ضروري من أجل تحقيق‬


‫ً‬ ‫البيانات‪ :‬االستثمار في تحسين جودة البيانات ً‬
‫كًما‬
‫المساءلة وضمان التوزيع العادل للحوافز (والعقوبات)‪ .‬ويتطلب ذلك تعزيز وعي‬
‫المجتمع وحمايته‪ ،‬في حين يستطيع أفراده الملتزمون اإلسهام في إنتاج بيانات‬
‫مفيدة ودقيقة‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫ال بد من مواءمة األهداف طويلة األمد الرامية إلى استعادة صحة المنظومة البيئية‬
‫والحفاظ عليها عبر جميع أطر العمل الموضوعة على المدى القصير‪ ،‬بما يساعد في‬
‫وضع أهداف عالمية موحدة وخرائط طرق واضحة وسهلة التنفيذ‪ ،‬وتنسيق الجهود‬
‫بشكٍل أكثر فعالية‪ ،‬وخفض التكاليف التي تتحملها الكيانات المشاركة لضمان االمتثال‬
‫ٍ‬
‫وإعداد التقارير‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو حققنا صافي‬


‫االنبعــاثات الصفــري؟‬

‫الحياد المناخي‬
‫الفرصة ‪ ،27‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫لم يعد تحقيق الحياد المناخي وصافي االنبعاثات‬


‫الصفري هدًفً ا بعيد المنال في ظل اإلنجازات التقنية‬
‫والتعاون العالمي غير المسبوق الذي نشهده في هذا‬
‫العصر‪ .‬ومع تحول هذا الهدف إلى حقيقة‪ ،‬ستستعيد‬
‫ال ُُنظم البيئية توازنها‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫قد تنتج آثار جانبية عن حلول‬ ‫استعادة النظم البيئية المتضررة‬
‫الهندسة الجيولوجية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫التنّوع‬
‫ّ‬ ‫وإنشاء نظم جديدة وحماية‬
‫عدم استمرارية التعاون‪ ،‬وتسارع‬ ‫الحيوي‪ ،‬فضًالً عن تعزيز الصحة‬
‫وتيرة خسارة التنوع الحيوي‬ ‫وجودة الحياة‪.‬‬
‫بطريقة ال يمكن تعويضها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Close to zero.‬‬

‫‪26‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫ليلى مصطفى عبد اللطيف‬


‫المديرة العامة لجمعية اإلمارات للطبيعة‪-‬الصندوق‬
‫العالمي للطبيعة‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫وفقا للمنتدى االقتصادي العالمي‪ ،‬فإن ‪ 44‬تريليون دوالر من القيمة االقتصادية‪،‬‬


‫أي نحو نصف الناتج المحلي اإلجمالي العالمي‪ ،‬يعتمد على الطبيعة‪ ،‬وهو‬
‫التنّوع الحيوي وتدهور‬
‫ّ‬ ‫ٌض في الوقت الحالي للخطر نتيجة تراجع‬ ‫معَّر ٌ‬
‫َ‬ ‫بالتالي‬
‫تغّير‬
‫ّ‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫الطبيعة‬ ‫تؤديه‬ ‫الذي‬ ‫الجوهري‬ ‫الدور‬ ‫إلى‬ ‫ا‬‫ونظًر‬
‫ً‬
‫‪14‬‬
‫البيئية‪.‬‬ ‫النظم‬
‫المناخ‪ ،‬ال بد لنا من استثمار ما ال يقل عن ‪ 11‬تريليون دوالر في ترميم ال ُُنظم‬
‫بدًءا من يومنا هذا وحتى عام ‪ ،2050‬بهدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة‬ ‫البيئية ً‬
‫‪15‬‬
‫العالمية دون ‪ 1.5‬درجة مئوية‪.‬‬

‫تضع أزمة المناخ وخسارة النظم البيئية تحديات كبيرة أمام البشرية‪ ،‬فقد تراجع‬
‫عدد الكائنات البحرية (وهو مؤشر لسالمة النظم البيئية) بنحو ‪ 50%‬منذ العام‬
‫التنّوع‬
‫ّ‬ ‫تغّير المناخ من أهم مسببات تراجع‬ ‫ّ‬ ‫‪ 16.1970‬ومن المتوقع أن يصبح‬
‫الحيوي في العقود المقبلة‪ .‬فقد شهد القرن الماضي على سبيل المثال فقدان‬
‫بمعدٍل يبلغ أربعة‬
‫ٍ‬ ‫نصف النظم البيئية الساحلية في العالم‪ ،‬مع تدهورها‬
‫‪17‬‬
‫أضعاف معدل تدهور الغابات االستوائية‪.‬‬

‫تؤثر الطبيعة في كل شيء بما في ذلك المناخ‪ .‬بالتالي‪ ،‬إن استطعنا أن نعكس‬
‫المسار الحالي لخسائر النظم البيئية‪ ،‬سيساعدنا ذلك على معالجة الكثير من‬
‫تغّير المناخ‪ ،‬كما أن الحفاظ على الطبيعة وضمان سالمتها يعزز من‬‫ّ‬ ‫تحديات‬
‫قدرتها على التحمل‪ ،‬ويحسن من جودة حياة اإلنسان ويضمن سالمة كوكب‬
‫األرض‪.‬من ناحية أخرى‪ُُ ،‬تعزز الحلول القائمة على الطبيعة من مرونة مصارف‬
‫عّدة على‬
‫الكربون البحرية الطبيعية والنظم البيئية الساحلية‪ ،‬وتعود بفوائد ّ‬
‫التنّوع الحيوي وجودة حياة اإلنسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المناخ وتعزز‬

‫‪14‬‬
‫‪World Economic Forum (2020) ‘Half of world’s GDP moderately or highly dependent on nature, says‬‬
‫‪new report’.‬‬
‫‪www.weforum.org/press/2020/01/half-of-world-s-gdp-moderately-or-highly-dependent-on-nature-‬‬
‫‪says-new-report/‬‬

‫‪15‬‬
‫‪United Nations Environment Programme (2022) ‘State of finance for nature 2022’.‬‬
‫‪www.unep.org/resources/state-finance-nature-2022‬‬

‫‪WWF (2015) ‘Living Blue Planet Report: Species, habitats and human well-being’.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪www.unep.org/resources/report/living-blue-planet-report-species-habitats-and-human-well-being‬‬

‫‪17‬‬
‫’‪UNESCO (n.d.) ‘Blue carbon‬‬
‫‪www.ioc.unesco.org/en/blue-carbon#:~:text=They%20are%20being%20degraded%20or,lost%20‬‬
‫‪since%20the%2019th%20century‬‬
‫)‪(accessed 15 August 2023‬‬

‫‪27‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬ ‫ال بد لنا من استثمار ما ال يقل عن‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫تركز الحلول القائمة على حماية النظم البيئية لألراضي والمحيطات‪ ،‬وعلى استعادة‬ ‫‪11‬‬
‫تريليون دوالر‬
‫صحتها وإدارتها بشكل مستدام‪ ،‬أي أنها تهدف إلى وقف الخسائر التي تتكبدها‬
‫تغّير المناخ من جهة أخرى‪ .‬وتضمن هذه‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعة من جهة والحد من تداعيات‬
‫التنّوع الحيوي وتوفير الخدمات‬
‫ّ‬ ‫تعزيز‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الحلول مستقبل أفضل للطبيعة‬
‫والتكّيف معه‪ .‬وعلى الصعيد العالمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المناخ‬ ‫ر‬ ‫تغّي‬
‫ّ‬ ‫آثار‬ ‫األساسية المتعلقة بالحد من‬
‫تغّير المناخ‬
‫ّ‬ ‫تمثل الحلول القائمة على الطبيعة ثلث اإلجراءات الرامية للحد من‬ ‫بدًءا من يومنا‬
‫في ترميم ال ُُنظم البيئية ً‬
‫‪18‬‬
‫بحلول العام ‪ 2030‬والتي تهدف لإلبقاء على ارتفاع الحرارة دون درجتين مئويتين‪.‬‬ ‫هذا وحتى عام ‪ ،2050‬بهدف الحد من‬
‫ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون‬
‫رائًدا يمتد على مدار خمس‬
‫مشروًعا ً‬
‫ً‬ ‫وقد أطلقت دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫‪1.5‬‬
‫التغّير‬
‫ّ‬ ‫سنوات ويتمحور حول الحلول القائمة على الطبيعة‪ ،‬وهو نتاج شراكة بين وزارة‬
‫المناخي والبيئة ووزارة االقتصاد‪ ،‬وهيئة البيئة‪ -‬أبوظبي‪ ،‬وحكومة أم القيوين‪ ،‬وجمعية‬
‫اإلمارات للطبيعة‪-‬الصندوق العالمي للطبيعة‪ ،‬والمركز الدولي للزراعة الملحية وتم‬

‫درجة مئوية‪.‬‬
‫تمويله من قبل بنك إتش إس بي سي‪ .19‬ويسعى المشروع إلى تعزيز النظم البيئية‬
‫الساحلية ذات اإلنتاجية العالية في الدولة واستعادة صحتها‪ ،‬بما في ذلك أشجار‬
‫القرم والمستنقعات الملحية ومواطن األعشاب البحرية‪ ،‬وهو ما يدعم المبادرة‬
‫االستراتيجية الوطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول ‪ ،2050‬والمساهمة في حماية‬
‫ٍ‬
‫كجزٍء من إطار كونمينغ‪-‬مونتريال العالمي‬ ‫التنّوع الحيوي بحلول ‪2030‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ٪30‬من‬
‫‪20‬‬
‫للتنوع البيولوجي (‪.)GBF‬‬

‫يجري تنفيذ المشروع العلمي في خور فريدة في إمارة أبوظبي‪ ،‬وخور البيضاء في‬
‫إمارة أم القيوين‪ .‬وسيتم تفعيله بالتعاون مع المجتمعات والشركات المحلية إلطالق‬
‫مجموعة من المشاريع ذات الجدوى التجارية من أجل تشجيع االستثمار في النظم‬
‫البيئية الساحلية للكربون األزرق‪ ،‬وإنشاء آلية تسمح بتوفير التمويل المختلط للحلول‬
‫القائمة على الطبيعة في دولة اإلمارات‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫قد يستغرق تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة‪ ،‬وفق معطيات اتفاقية األمم‬
‫التنّوع البيولوجي وااللتزامات العالمية بتحقيق الحياد المناخي‪ ،‬ما‬
‫ّ‬ ‫المتحدة بشأن‬
‫بين ‪ 10‬إلى ‪ 30‬سنة‪ ،‬في حال شرعنا بالعمل مباشرة (على افتراض دمج التخطيط‬
‫فّعال وقابل للقياس في السياسات‬‫طويل المدى الذي يتعلق بالطبيعة بشكل ّ‬
‫المحلية وعمليات اتخاذ القرارات االقتصادية‪ ،‬إلى جانب االستفادة من التمويل‬
‫األخضر لتغطية التكاليف)‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪Griscom, B.W., Adams, J., Ellis, P.W., Houghton, R.A., Lomax, G., Miteva, D.A., Schlesinger, W.H.,‬‬
‫‪Shoch, D., Siikamaki, J.V., Smith, P., Woodbury, P., Zganjar, C., Blackman, A., Campari, J., Conant,‬‬
‫‪R.T., Delgado, C., Elias, P., Gopalakrishna, T., Hamsik, … Fargione, J. (2017) ‘Natural climate solutions’.‬‬
‫‪Proceedings of the National Academy of Sciences, 114(44): 11645–50.‬‬
‫‪https://doi.org/10.1073/pnas.1710465114‬‬

‫‪Emirates Nature - WWF (n.d.) ‘Nature-based Solutions’. www.emiratesnaturewwf.ae/en/‬‬


‫‪19‬‬

‫)‪conservation-projects/nature-based-solutions (accessed 26 September 2023‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Conference of the Parties to the Convention on Biological Diversity 15/4 (2022) ‘Decision adopted by‬‬
‫‪the conference of the parties to the convention on biological diversity’. UN Environment Programme,‬‬
‫‪Convention on Biological Diversity. 19 December.‬‬
‫‪www.cbd.int/doc/decisions/cop-15/cop-15-dec-04-en.pdf‬‬

‫‪28‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو نجحنا في امتصاص‬


‫االنبعاثات الضارة في أي مكان‬
‫حول العالم وحسب الطلب؟‬

‫تنقية الهواء‬
‫من الجسيمات‬
‫الدقيــقة‬
‫الفرصة ‪ ،28‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫امتصاص االنبعاثات والجسيمات الدقيقة حسب‬


‫الطلب في أي مكان حول العالم من دون الحاجة‬
‫لإلمكانيات التكنولوجية الحالية‪ ،‬وذلك باالستفادة من‬
‫تطورات علم المواد واألتمتة والذكاء اآللي المتقدم‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫زيادة االعتماد على التقنيات الحديثة‪،‬‬ ‫تحسين صحة اإلنسان من خالل‬
‫وصعوبة استخدام الذكاء اآللي المتقدم‬ ‫الحد من تلوث الهواء على الصعيدين‬
‫للتأكد من فعالية وكفاءة األنظمة‬ ‫المحلي واإلقليمي‪ ،‬وتراجع التكاليف‬
‫الذاتية في األجهزة المستخدمة‬ ‫التي تتكبدها الدول منخفضة الدخل‬
‫(المتنقلة أو البحرية)‪ ،‬إلى جانب إساءة‬ ‫تغّير المناخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للحد من آثار‬
‫استخدام المنصات البحرية‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫الدكتورة ديانا فرنسيس‬


‫رئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫يوًما ما القدرة على تنقية الهواء من االنبعاثات والجسيمات الدقيقة‬


‫قد نمتلك ً‬
‫حسب الحاجة وعند الطلب في أي مكان حول العالم‪ ،‬بفضل التقنيات المناخية‬
‫الحديثة‪ ،‬وهو ما سيسهم في تحسين النظم البيئية والصحة العامة ‪ -‬ال‬
‫سيما في المدن الكبرى‪ .‬كما يمكن اعتماد هذه التقنية في المدن والمناطق‬
‫الصناعية القريبة من مصادر االنبعاثات‪ ،‬ليتم التقاط الجسيمات الدقيقة من‬
‫المصدر قبل أن تنتشر على نطاق أوسع وتؤدي إلى تلوث الهواء‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫التحدي الرئيسي الذي يواجه هذه الفرصة هو صعوبة إثبات كفاءة هذه التقنية؛ فقد‬
‫يتغّير أو يبقى ثاب ًًتا‪ ،‬في حين أن تقييم كفاءتها‬
‫ّ‬ ‫يزداد تلوث الهواء أو يتناقص‪ ،‬وقد‬
‫يتطلب تسجيل كمية االنبعاثات والجسيمات الدقيقة التي تتم إزالتها والوقت الالزم‬
‫وأيًضا دراسة التكلفة التي تتطلبها هذه التقنية مقارنة بالفائدة التي تعود بها‬‫ً‬ ‫لذلك‪،‬‬
‫تطوير األجهزة المتنقلة لتنقية‬
‫من حيث تحسين جودة الهواء والحد من التلوث‪ ،‬إلى جانب تسجيل الطاقة والمواد‬
‫المستخَدمة واألثر الناتج عن هذه التقنية على البصمة البيئية‪.‬‬ ‫الهواء من الملوثات يعتمد على‬
‫َ‬
‫مواد متقدمة وعلى تقنيات الكشف‬
‫وقد كشفت لنا أبحاثنا في مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة‬ ‫والمراقبة والتحكم التي سيتم‬
‫تحدًيا آخر‪ ،‬جعلنا نتساءل حول جدوى توسيع نطاق هذه الفرصة؟‬ ‫في دولة اإلمارات‬
‫ً‬ ‫ابتكارها خالل العقد المقبل‪.‬‬
‫معّينة من االنبعاثات والجسيمات الدقيقة ضمن مساحة‬ ‫ّ‬ ‫حيث إن أثر إزالة كمية‬
‫محدودة يكاد يكون غير ملحوظ‪ ،‬وذلك ألن الغالف الجوي يعيد توزيع التلوث‪ .‬ونحن‬
‫في المختبر ندرس تحديات انتشار االنبعاثات والجسيمات الدقيقة في الغالف الجوي‬
‫معّقدة‪ .‬ويكمن‬
‫ّ‬ ‫باستخدام صور األقمار الصناعية والنماذج العددية‪ ،‬وهي مشكلة‬
‫محلًيا عن تلك التي تأتي‬
‫ً‬ ‫هدفنا الرئيسي من عملنا هذا في عزل االنبعاثات المن ََتجة‬
‫ٍ‬
‫استراتيجياٍت مناسبة‬ ‫من خارج الدولة‪ ،‬إذ يتيح لنا ذلك تقدير نسبة االنبعاثات وتطوير‬
‫للحد منها‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬ال بد من أن تتم عملية التقاط االنبعاثات والجسيمات الدقيقة من الجو على‬
‫واسٍع إلحداث أثر ملحوظ في جودة الهواء‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬فإن أثر هذه التقنية‬
‫ٍ‬ ‫نطاٍق‬
‫ٍ‬
‫نظًرا إلى عدم قدرتها على تغطية مساحات‬‫ً‬ ‫النطاق‬ ‫صغيرة‬ ‫مناطق‬ ‫على‬ ‫يقتصر‬ ‫قد‬
‫كبيرة في الوقت الحالي‪.‬‬

‫تحدًيا آخر يتمثل في مصير الجسيمات الدقيقة واالنبعاثات التي يتم‬


‫ً‬ ‫كما نجد‬
‫الملتَقطة‬
‫َ‬ ‫التقاطها‪ .‬فماذا سيحدث لها بعد التقاطها؟ فمثًالً تحويل غازات الدفيئة‬
‫إلى مواد صلبة لمنعها من التسرب إلى الغالف الجوي من جديد أمر أصعب من‬
‫عملية التقاطها‪ .‬ولذلك‪ ،‬علينا العمل على دمج هذه الفرصة مع فرص أخرى لنصل‬
‫إلى نهج شامل اللتقاط االنبعاثات والجسيمات الدقيقة وتحويلها‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫قد يتطلب تحقيق هذه الفرصة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬إذ إنها ال ترتبط بالتمويل فحسب‪ ،‬بل‬
‫يجب تطوير األجهزة المتنقلة لتنقية الهواء من االنبعاثات والجسيمات الدقيقة‬
‫لتغطي مساحات واسعة‪ .‬وما يزال تصنيع هذه األجهزة غير ممكن حتى يومنا هذا‪،‬‬
‫فتصنيعها يعتمد على مواد متقدمة وعلى تقنيات الكشف والمراقبة والتحكم التي‬
‫سيتم تطويرها خالل العقد المقبل‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو تنافست الهيئات التشريعية في‬


‫سرعة االستجابة لتحديات المستقبل؟‬

‫اسـتجـابــة‬
‫تنظــيمية‬
‫سريــــعـــــة‬
‫الفرصة ‪ ،29‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2022‬‬

‫إنشاء هيئات تشريعية المركزية ذات فكر استشرافي‬


‫تعمل على االستجابة بمرونة للمجموعات التي تدعمها‬
‫والتحديات التي تواجهها‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫قد تظهر مخاطر صحية نتيجة استخدام‬ ‫تقليل اعتماد قطاع الزراعة على المياه‪،‬‬
‫تقنية النانو بشكل عام‪ ،‬أو المواد التي‬ ‫وتج ّّنب استخدام المبيدات الصناعية‪،‬‬
‫يتم رشها على المحاصيل والمواد‬ ‫والحد من النفايات‪.‬‬
‫الغذائية دون اختبارها مسبقًاً‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫كرستين موريسون‬
‫كبيرة المحللين في مجال النمو األخضر‬
‫في المعهد العالمي للنمو األخضر‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫إن حجم متطلباتنا الحالية يتجاوز ما يمكن لكوكب األرض وموارده الطبيعية أن‬
‫يلبيه على أساس مستدام‪ ،‬فقد تسبب االستخدام الجائر للطبيعة في تدهور‬
‫المنظومة البيئية‪ ،‬األمر الذي أدى بدوره إلى حالة من عدم اليقين وإلى نشوء‬
‫مخاطر كبرى قد ُُتهدد بقاء البشرية‪ ،‬وتعرض اقتصاداتنا ومصادر كسب معيشتنا‬
‫‪21‬‬
‫للخطر في المستقبل‪.‬‬

‫لقد طورنا‪ ،‬خالل بضعة أجيال فقط‪ ،‬تقنيات وأنشطة لديها القدرة على تغيير‬
‫المحيط الحيوي بأكمله وربما التسبب في انقراض البشرية‪ ،‬إال أننا لم نؤسس بعد‬
‫المؤسسات المعنية باستدامة تعاملنا مع الطبيعة والمنظومة البيئية وتحسين‬
‫جودة حياة األجيال الحالية والمستقبلية‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬تبرز إحدى الفرص‬
‫العالمية المستقبلية وهي تعزيز قدرتنا على االستجابة بمرونة لهذه التحديات من‬
‫خالل هيئات تشريعية المركزية ذات فكر استشرافي يمكنها االستجابة لتحديات‬
‫المجموعات التي تدعمها‪ ،‬ومن ثم ضمان دمج اآلثار والمخاطر المتعلقة بالطبيعة‬
‫في عمليتي تقييم المخاطر وصنع القرار‪.‬‬

‫الملّحة لتحقيق التوازن في متطلباتنا البيئية‪،‬‬‫ّ‬ ‫ومع األخذ في االعتبار الحاجة‬


‫ستضطلع تلك الهيئات بدور غاية في األهمية يتمثل في التقييم السريع والشامل‬
‫للتقنيات الجديدة المصممة للمساعدة في معالجة هذا الخلل في التوازن‪،‬‬
‫وبالتالي اعتمادها بشكل أسرع ودعمها عند الحاجة من خالل التشريعات المالئمة‬
‫الفّعالة أو الضارة بالبيئة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(مثل حظر التقنيات القديمة أو غير‬

‫‪21‬‬
‫‪Dasgupta, P. (2021) ‘The economics of biodiversity: The Dasgupta review’. HM‬‬
‫‪Treasury. February. https://assets.publishing.service.gov.uk/government/uploads/‬‬
‫_‪system/uploads/attachment_data/file/962785/The_Economics_of_Biodiversity‬‬
‫‪The_Dasgupta_Review_Full_Report.pdf‬‬

‫‪33‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫من شأن تطبيقات المراقبة البيئية المعتمدة على التقنيات المتقدمة مثل إنترنت‬
‫األشياء والذكاء االصطناعي أن تساعد تلك الهيئات المعنية باالستجابة السريعة في‬
‫تسريع وتيرة تصميم التشريعات وتطويرها ومراقبتها وتقييمها‪ ،‬وتحديد ومعالجة‬
‫التحديات المرتبطة باآلثار الجانبية غير المقصودة للتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬سواء كانت‬
‫متوقعة أم غير متوقعة‪ .‬فمن خالل تبني التكنولوجيا المتقدمة‪ ،‬يمكننا جمع وتحليل‬
‫البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر‪ ،‬ومن ثم تحديد وفهم التفاعالت المعقدة‬
‫بين التكنولوجيا بحد ذاتها والمجتمع واالقتصاد والبيئة‪ ،‬بشكل لم يكن يمكن‬
‫الوصول إليه من قبل‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫سيكون للحكومات دور رئيسي في تمكين االستجابة التشريعية السريعة للتحديات‬


‫البيئية‪ ،‬ودعمها واالستثمار فيها‪ ،‬وسيتعين عليها مواجهة تحديات قد تطرحها كيانات‬
‫من مصلحتها اإلبقاء على الوضع الراهن‪ ،‬وهو ليس باألمر السهل‪ ،‬وسيتطلب ذلك‬
‫مشاورات واسعة النطاق وعلى مختلف المستويات‪.‬‬

‫ومع األخذ في االعتبار أهمية العمل بشكل عاجل للحد من التدهور البيئي‪ ،‬يتوجب‬
‫سبٍل تحسين القوانين والتشريعات المنظمة‬‫ٍ‬ ‫على الحكومات من حول العالم بحث‬
‫لآلثار البيئية واالجتماعية للتحديات الحالية؛ فعندما تبدي هذه الحكومات استعدادها‬
‫لالستثمار في تطوير هيئات تشريعية معنية باالستجابة السريعة للمخاطر البيئية‪،‬‬
‫يمكننا القول إن هذه الفرصة قد تتحقق على مدى العقود القليلة المقبلة‪ ،‬ال سيما‬
‫تطّور التقنيات بسرعة ملحوظة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مع‬

‫‪34‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو أنشأنا نظام تقييم رقمي‬


‫لألرض لرسم صورة أوضح لتأثر‬
‫قراراتنا في البيئة؟‬

‫التغّير‬
‫ّ‬ ‫حاســبة‬
‫المـناخــــي‬
‫الفرصة ‪ ،19‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫إنشاء دليل رقمي للمناخ سيتيح للحكومات والشركات‬


‫واألفراد احتساب التأثير البيئي في الوقت الفعلي‪ ،‬بما‬
‫يتجاوز مجرد احتساب البصمة الكربونية‪ .‬وسيكشف‬
‫نظام التقييم المؤتمت بالكامل التأثيرات المحتملة‬
‫لسياسات وخيارات االستثمار‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫االستخفاف أو المبالغة في تقدير‬ ‫استخدام مقاييس ونماذج مشتركة‬
‫بعض أشكال رأس المال فيما يتعلق‬ ‫متاحة للجميع تسمح بمقارنة‬
‫بالتأثير في التغير المناخي‪ ،‬ورسم‬ ‫القياسات‪ ،‬وإمكانية الكشف عن مصادر‬
‫الُمحرز من‬
‫صورة غير صحيحة للتقدم ُ‬ ‫جديدة لتدفقات القيمة واإليرادات‪.‬‬
‫خالل اعتماد مقاييس غير دقيقة‪..‬‬

‫‪35‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫بوشبـــام كومـــار‬
‫مستشار اقتصادي أول في برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‬

‫على مدى أكثر من نصف قرن‪ ،‬كان الناتج المحلي اإلجمالي هو المقياس‬
‫األساسي للنمو االقتصادي‪ ،‬وهو مقياس موثوق يعكس حجم اقتصاد الدولة‬
‫كبيًرا لحساب الناتج‬
‫ً‬ ‫جهًدا‬
‫ً‬ ‫وصحته‪ .‬ورغم أن مكاتب اإلحصاء الوطنية تبذل‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬ويعتمد ص ّّناع القرار على هذه اإلحصاءات في قراراتهم‪ ،‬إال‬
‫أننا نحتاج اليوم إلى أكثر من هذا النهج التدفقي (أي احتساب الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي)‪ ،‬فحتى نتمكن من مراقبة استدامة االقتصاد وتحسين جودة الحياة‪،‬‬
‫علينا إيجاد نهج بديل يأخذ في االعتبار استهالكنا للموارد الطبيعية إلى جانب‬
‫التغّير في الثروة الشاملة‬
‫ّ‬ ‫رأس المال البشري والصناعي‪ .‬مع العلم أن تقييم‬
‫للفرد حسب سعر السوق سيكون بعيدًاً كل البعد عن الواقع نظرًاً لتعدد‬
‫العوامل الخارجية المؤثرة‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬نحن بحاجة إلى دليل توجيهي‪ ،‬مثل الدليل الرقمي للمناخ‪ ،‬يتيح‬
‫للحكومات والشركات واألفراد احتساب التأثير البيئي لقراراتهم في الوقت‬
‫الفعلي‪ ،‬من شأن ذلك مثال الكشف عن اآلثار المحتملة على أجيال المستقبل‬
‫لبعض السياسات المقترحة حول استخدام رأس المال الطبيعي واالستثمار‬
‫فيه‪ .‬واليوم ونحن في عالم ما بعد الجائحة يظل الفقر وعدم المساواة من أبرز‬
‫التحديات اإلنسانية على مستوى العالم‪ ،‬وهنا إذا نجحنا في توفير إحصاءات‬
‫دقيقة ومتاحة دائمًاً في الوقت المناسب حول الثروة الطبيعية‪ ،‬سيكون‬
‫لدينا صورة أوضح عن الروابط بين رأس المال الطبيعي أو األصول الطبيعية‬
‫وتحديات مثل الفقر وعدم المساواة‪ ،‬كما ستعزز هذه اإلحصاءات قدرة الدول‬
‫‪22‬‬
‫على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للعام ‪.2030‬‬

‫‪22‬‬
‫‪UNEP (2020) ‘For people and planet: the United Nations Environment Programme strategy for‬‬
‫‪2022–2025 to tackle climate change, loss of nature and pollution’. United Nations Environment‬‬
‫‪Assembly of the United Nations Environment Programme, Fifth Session. 11 November.‬‬
‫‪https://wedocs.unep.org/xmlui/bitstream/handle/20.500.11822/35020/Doc3K2002524.pdf‬‬

‫‪36‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫يتطلب تقييم رأس المال الطبيعي سياسات تدعم التحول إلى االستهالك واإلنتاج‬
‫‪23‬‬
‫المستدامين‪ ،‬وقد أكد ذلك األمين العام لألمم المتحدة في األجندة المشتركة‪،‬‬
‫التي تؤكد ضرورة تغيير العقلية التي تعتبر أن الناتج المحلي اإلجمالي هو المقياس‬
‫لتقّدم الدول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األساسي‬

‫كما يمكن إدراج مقاييس األثر البيئي ضمن مفهوم رأس المال الطبيعي خالل عملية‬
‫التقييم‪ ،‬فيتم احتساب األضرار الناجمة عن غازات الدفيئة مثًالً وفق أسعار المحاسبة‬
‫المالئمة‪ .‬وسيمكن ذلك ص ّّناع القرار من تحديد أسباب تراجع الثروة‪ ،‬وسيوفر‬
‫تغّير المناخ واستعادة النظم البيئية‬
‫ّ‬ ‫األساس المنطقي لالستثمار في مكافحة‬
‫المتضررة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬سيسهم تقدير رأس المال الطبيعي في إيجاد حلول‬
‫بديلة للتنازالت التي قد تشملها القرارات المتعلقة بالنمو واالنتعاش االقتصادي في‬
‫فترة ما بعد الجائحة‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫من الصعب توّقّع المدى الزمني الالزم لتحقيق هذه الفرصة ألنها متوقفة على‬
‫التقدم الذي يمكن تحقيقه في المجال التكنولوجي وفي مجال جمع البيانات‬
‫وتحليلها بشكل فوري‪.‬‬

‫‪United Nations (2021) ‘Our common agenda: Report of the Secretary-General’.‬‬


‫‪23‬‬

‫‪www.un.org/en/common-agenda‬‬

‫نحن بحاجة إلى دليل توجيهي‪،‬‬


‫مثل الدليل الرقمي للمناخ‪ ،‬يتيح‬
‫للحكــــومات والشـركـــــات‬
‫واألفــــــراد احتساب التأثير البيئي‬
‫لقراراتهم في الوقت الفعلي‬

‫‪37‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ماذا لو أعدنا توظيف منصات النفط؟‬

‫إعادة توظــيف‬
‫المنشــــــآت‬
‫المهـــجـــــورة‬
‫الفرصة ‪ ،2‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2022‬‬

‫إعادة توظيف مرافق النفط والغاز البحرية أو البرية‬


‫المهجورة بهدف عزل الكربون وخفض كميات ثاني‬
‫أكسيد الكربون والميثان في الغالف الجوي‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫من أهم مخاطر هذا الحل تسرب ثاني‬ ‫ستسهم هذه الحلول الرامية‬
‫أكسيد الكربون وزيادة النشاط الزلزالي‬ ‫لخفض مستويات ثاني أكسيد‬
‫بسبب حقن ثاني أكسيد الكربون في‬ ‫الكربون في الغالف الجوي في‬
‫باطن األرض‪ ،‬وتحمض المحيطات‬ ‫الحد من اآلثار البيئية واالقتصادية‬
‫بسبب تخزينه في أعماقها‪ ،‬وهجمات‬ ‫واالجتماعية لتغير المناخ‪.‬‬
‫المجرمين الفعلية أو اإللكترونية على‬
‫النظم الرئيسية ومنشآت التخزين‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫جيسيكا روبنسون‬
‫مسؤولة التمويل المستدام في منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال إفريقيا في شركة "إرنست أند ويونغ‪-‬بارثينون"‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫تعد أهدافنا المناخية العالمية أهدافا طموحة وتتطلب التفكير بشكل‬


‫إبداعي وفهم ما يعنيه هذا التحول لالقتصاد العالمي‪ .‬فهذه األهداف ال‬
‫يمكن تحقيقها بمجرد استبدال مصادر الطاقة التقليدية بأخرى نظيفة‪،‬‬
‫بل علينا إعادة التفكير في الوضع الحالي من منظور جديد واعتماد طرق‬
‫مبتكرة للعمل‪.‬‬

‫وهنا تبرز أهمية هذه الفرصة في دعم العمل المناخي الجماعي وتعزيز‬
‫تغّير المناخ وإحداث تغيير جذري في االقتصاد‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫قدرتنا على مواجهة‬
‫خالل إعادة توظيف األصول والبنية التحتية القديمة المهجورة التي يزداد‬
‫يوًما بعد يوم ‪ -‬أي األصول التي فقدت قيمتها النقدية في األسواق‬
‫عددها ً‬
‫الجديدة‪ ،‬لكن يمكن تحويلها وإعادة استخدامها بما يعود بمنافع عديدة‪.‬‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها‬


‫لتحقيق هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪،‬‬
‫والتجارب السابقة التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫التمويل عامل أساسي في تحقيق هذه الفرصة‪ ،‬خصوصًاً مع استيعاب‬


‫الكثير من المؤسسات ألهمية إعادة استخدام األصول‪ ،‬وظهور أسواق‬
‫أرصدة الكربون التي يمكن للشركات من خاللها شراء أرصدة لتعويض‬
‫االنبعاثات الكربونية الصادرة عن أنشطتها‪ .‬وهناك العديد من األصول غير‬
‫تغّير‬
‫ّ‬ ‫حالًيا التي يمكن تحويلها لبنية تحتية تسهم في الحد من‬
‫ً‬ ‫المستغلة‬
‫المناخ من خالل اعتماد تقنيات التقاط الكربون‪ .‬ويمكن للقطاع المالي أن‬
‫يدعم عملية إعادة استخدام تلك األصول‪ ،‬وابتكار وتصميم أدوات مالية‬
‫التغّيرات المناخية‪ ،‬ما يعود بالنفع على جميع األطراف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تدعم جهود مواجهة‬
‫أيًضا من عملية التحول هذه‪.‬‬
‫ويسّر ع ً‬
‫ّ‬

‫‪39‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫نظًرا للتباين في‬


‫ً‬ ‫يصعب تقدير اإلطار الزمني الالزم لتحقيق هذه الفرصة‬
‫التقنيات واألصول المتاحة‪ ،‬وعلينا ‪ -‬من وجهة النظر التمويلية ‪ -‬استكشاف‬
‫األّولي‬
‫مجموعة واسعة من األدوات المالية المناسبة‪ ،‬وتحديد رأس المال ّ‬
‫الذي يتعين ضخه‪ ،‬والمدة الالزمة السترداده‪ ،‬باإلضافة إلى بيان المخاطر‬
‫التي قد تترتب على هذه االستثمارات والعائدات المتوقعة منها‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬في حاالت إعادة توظيف األصول التي تتطلب إجراءات بسيطة‪ ،‬يمكن‬
‫الميّسرة فهي أسهل وأسرع من الحلول األخرى‪ .‬كما‬‫ّ‬ ‫االستفادة من القروض‬
‫يمكننا اعتماد األدوات المالية الممتدة لفترة من ثالث إلى خمس سنوات‬
‫(والقابلة للزيادة بعد ذلك وفق الحاجة) لتمويل عملية التحول بالكامل‪.‬‬

‫يمكننا اعتماد األدوات المالية‬


‫الممتدة لفترة من ثالث إلى‬
‫خمس سنوات (والقابلة للزيادة‬
‫بعد ذلك وفق الحاجة) لتمويل‬
‫عملية التحول بالكامل‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫هل يمكن أن نقلل احتياج المحاصيل‬


‫الزراعية لكميات المياه المعتادة؟‬

‫تقليــل اعتمـــاد‬
‫الزراعة على المياه‬
‫الفرصة ‪ ،29‬تقرير ‪ 50‬فـرصـــــة عالميـــة‪ ،‬عام ‪2023‬‬

‫يتيح التقدم في توظيف تقنيات النانو استخدام‬


‫المغذيات والمبيدات الدقيقة ورشها على المحاصيل‬
‫الزراعية لتسريع نموها‪ ،‬وحمايتها من اآلفات والحد من‬
‫احتياجها لكميات كبيرة من مياه الري‪.‬‬

‫المخاطــــــر‬ ‫الفوائــــــد‬
‫قد تظهر مخاطر صحية نتيجة‬ ‫تقليل اعتماد قطاع الزراعة على المياه‪،‬‬
‫استخدام تقنية النانو بشكل عام‪ ،‬أو‬ ‫وتج ّّنب استخدام المبيدات الصناعية‪،‬‬
‫المواد التي يتم رشها على المحاصيل‬ ‫والحد من النفايات‪.‬‬
‫والمواد الغذائية دون اختبارها مسبقًاً‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ساهمت في دراسة هذه الفرصة‬

‫الدكتور سعيد الحسن الخزرجي‬


‫مؤسس شركة "مانهات"‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫يتوقف نمو المحاصيل الزراعية على توفر المياه وثاني أكسيد الكربون ومجموعة‬
‫متنوعة من العناصر الغذائية‪ .‬وتمتص النباتات هذه المياه والعناصر الغذائية‬
‫من خالل جذورها‪ ،‬بينما تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغالف الجوي عبر‬
‫أوراقها‪ .‬واليوم‪ ،‬ومع تقدم تقنيات الزراعة المائية والهوائية أصبح باإلمكان الحد‬
‫من فقد العناصر الغذائية والتقليل من احتياج المحاصيل للمياه‪ ،‬مع الحفاظ‬
‫في الوقت ذاته على معدالت اإلنتاج‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن أي تقنية جديدة قادرة على توفير‬
‫المياه والعناصر الغذائية للمحاصيل ُُتعتبر فرصة جديرة بالدراسة‪ .‬وقد ُُتشكل‬
‫الحلول المعتمدة على تقنية النانو‪ ،‬بما فيها رش المبيدات واألسمدة النانوية على‬
‫المحاصيل أحد الخيارات الممكنة لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫ما هي أبرز العوامل والتقنيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق‬


‫هذه الفرصة‪ ،‬والتحديات التي قد تواجهها‪ ،‬والتجارب السابقة‬
‫التي يمكن االستفادة منها؟‬

‫هناك عدة عوامل يجب أن تؤخذ بعين االعتبار إذا كنا نطمح إلى تحقيق هذه الفرصة‬
‫وتنفيذها على نطاق واسع‪ .‬فمثًالً‪ ،‬يجب إجراء المزيد من االختبارات على مجموعة‬
‫أوسع من المحاصيل‪ ،‬لنتمكن من تحديد التوقعات المستقبلية لكل محصول‪ .‬كما‬
‫أن علينا النظر في تكلفة التصنيع وضمان تنافسيتها‪ ،‬فهذه التقنية ترتبط بتقنيات‬
‫الُمستخدمة في إيصال بعض المركبات‬ ‫نانوية مماثلة في مجاالت أخرى مثل تلك ُ‬
‫الدوائية إلى أماكن دقيقة داخل جسم اإلنسان‪ .‬ومن الضروري كذلك التأكد خالل‬
‫عملية تقييم دورة حياة هذه التقنية من كونها تقنية قابلة إلعادة االستخدام منذ‬
‫البداية لتعزيز االستدامة وتجنب مخاطر نموذج االقتصاد الخطي القديم‪.‬‬

‫عادة ال يتم تصنيع أي تقنية جديدة دون النظر في العديد من العوامل التي يتوقف‬
‫عليها طرح هذه التقنية في األسواق‪ .‬وقد سبق ووضعت بالفعل عدة معايير لتعزيز‬
‫االستفادة من تقنية النانو‪ ،‬ترتكز على اعتبارات أساسية مرتبطة بالسياسة واالقتصاد‬
‫والمجتمع‪ .‬ويتوجب على واضعي السياسات مراجعة إيجابيات تقنية النانو وسلبياتها‬
‫من الناحية التقنية باستمرار مع التأكد من أمن وسالمة استخداماتها‪ .‬أما من‬
‫الناحية االقتصادية‪ ،‬فاألسواق هي التي ستحدد إمكانية اعتماد هذه التقنية الجديدة‬
‫وتكييفها في مجال الزراعة‪ ،‬مع العلم أن انتشار هذه التقنية سيستغرق بعض‬
‫الوقت نظرًاً لعدم تقبل األفراد للتقنيات الجديدة بسهولة‪.‬‬

‫اعتماد رش المحاصيل بالمبيدات واألسمدة النانوية بهدف توفير المياه والعناصر‬


‫الغذائية لها أمر مثير لالهتمام ويعكس إمكانات مستقبلية هائلة‪ .‬وأتوقع أن تنتشر‬
‫هذه التقنية بشكل أسرع بكثير إذا اعتمدت على المواد الحيوية فقط‪ ،‬بعكس إذا‬
‫اعتمدت مكونات غير عضوية‪.‬‬

‫ما هو الوقت الالزم لتحقيق هذه الفرصة؟‬

‫من الممكن تحقيق هذه الفرصة ضمن إطار زمني قريب يتراوح بين ثالث إلى خمس‬
‫نظًرا إلى الحاجة إلى اعتماد تقنيات زراعية جديدة حديثة وذات كفاءة عالية‬
‫ً‬ ‫سنوات‪،‬‬
‫بتغّير المناخ واألمن الغذائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهام‬ ‫القطاع‬ ‫هذا‬ ‫الرتباط‬

‫‪43‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫شــكر وتقـــدير‬
‫أشرفت على إعداد هذه الطبعة الخاصة من تقرير "الفرص المستقبلية‪50 :‬‬
‫فرصة عالمية" الدكتورة هبة شحاده من فريق أبحاث مؤسسة دبي للمستقبل‪.‬‬
‫مؤسسة دبي للمستقبل تعمل على استكشاف الرًؤً ى المستقبلية وإعداد التقارير‬
‫االستشرافية باستخدام التحليل القائم على األدلة وتخيل المستقبل‪ .‬ويمكنكم‬
‫االطالع على رؤى وتقارير مؤسسة دبي للمستقبل عبر الرابط‪:‬‬
‫‪www.dubaifuture.ae/insights/‬‬

‫ونتوجه بالشكر والتقدير إلى الخبراء الذين أسهموا في إعداد هذه الطبعة الخاصة‬
‫من تقرير "الفرص المستقبلية‪ 50 :‬فرصة عالمية"‪ ،‬كما نعرب عن تقديرنا لكل من‪:‬‬

‫براين جينر ‪ -‬محرر‬


‫كاثرين بريمروز‪-‬ماتيسين ‪ -‬محررة‬
‫كريس شو ‪ -‬محرر ومدقق‬
‫ٕايهاب خطاب ‪ -‬مٔوسسة دبي للمستقبل‬
‫فراس صبح ‪ -‬مٔوسسة دبي للمستقبل‬
‫شركة تنوين للترجمة‬

‫فريق عمل مؤتمر األطراف (‪.)COP28‬‬

‫‪44‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫نبـــذة عـــن‬
‫مؤسسة دبي للمستقبل‬

‫تسعى مؤسسة دبي للمستقبل إلى تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد‬
‫بن راشد آل مكتوم‪ ،‬نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي‪ ،‬رعاه‬
‫الله‪ ،‬لتعزيز مكانة دبي باعتبارها مرك ًًزا لالبتكار‪ ،‬بالتعاون مع شركائها من الجهات‬
‫الحكومية والشركات العالمية والمبتكرين والشركات الناشئة ورواد األعمال في‬
‫دولة اإلمارات وخارجها‪.‬‬

‫تخّيل المستقبل وتصميمه وتنفيذه‪،‬‬‫ّ‬ ‫وتتمثل ركائز استراتيجية المؤسسة في‬


‫وذلك بدعم وإشراف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم‪،‬‬
‫ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي‬
‫للمستقبل‪ .‬وتطلق المؤسسة برامج ومبادرات محلية وعالمية ومشاريع مبتكرة‬
‫ونوعية لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬كما تتولى إعداد خطط واستراتيجيات مستقبلية‬
‫وتقارير حول السيناريوهات المستقبلية المحتملة‪ ،‬بما يدعم مكانة دبي كمركز‬
‫عالمي لتطوير وتبني أحدث الحلول والممارسات المبتكرة لخدمة اإلنسانية‪.‬‬

‫وتركز المؤسسة على تحديد أبرز التحديات التي تواجه المدن والمجتمعات‬
‫والقطاعات في المستقبل وتحويلها إلى فرص نمو واعدة من خالل جمع‬
‫البيانات وتحليلها ودراسة التوجهات العالمية ومواكبة التغيرات المتسارعة‪ .‬كما‬
‫تحرص على استكشاف القطاعات الجديدة والناشئة وتكاملها مع القطاعات‬
‫والصناعات القائمة‪.‬‬

‫وتشرف مؤسسة دبي للمستقبل على العديد من المشاريع والمبادرات الرائدة‬


‫مثل متحف المستقبل‪ ،‬ومنطقة ‪ ،2071‬ومركز الثورة الصناعية الرابعة في‬
‫اإلمارات‪ ،‬ومسرعات دبي للمستقبل‪ ،‬وأكاديمية دبي للمستقبل‪ ،‬وأبحاث دبي‬
‫للمستقبل‪ ،‬ومنتدى دبي للمستقبل‪ ،‬وزمالة دبي للمستقبل‪ ،‬ومؤشر دبي‬
‫للجاهزية للمستقبل‪ ،‬ودبي ‪ ،10X‬ومختبرات دبي للمستقبل‪ ،‬ومختبر دبي‬
‫للتصميم‪ ،‬وغيرها‪ .‬وتسهم المؤسسة‪ ،‬من خالل مبادراتها المعرفية ومراكزها‬
‫لتصميم المستقبل‪ ،‬في بناء قدرات أصحاب المواهب‪ ،‬وتمكينهم وصقل‬
‫مهاراتهم‪ ،‬بما يمّكّنهم من اإلسهام في تحقيق التنمية المستدامة في دبي‬
‫ودولة اإلمارات‪.‬‬

‫‪dubaifuture.ae‬‬

‫‪research@dubaifuture.gov.ae‬‬

‫ ‬ ‫‪@dubaifuture‬‬

‫‪45‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫حـول مؤتـــمر‬
‫األطــــراف ‪COP28‬‬

‫تستضيف دولة اإلمارات مؤتمر األطراف في اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية‬


‫بشأن تغير المناخ (‪ )COP 28‬خالل الفترة من ‪ 30‬نوفمبر حتى ‪ 12‬ديسمبر ‪2023‬‬
‫ِ‬
‫الموِّقعة على اتفاقية األمم المتحدة‬ ‫في مدينة اكسبو دبي‪ ،‬حيث يجمع األطراف‬
‫التغُّير‬
‫ُ‬ ‫المحَرز على صعيد مكافحة‬
‫َ‬ ‫التغُّير المناخي لتقييم التقدم‬
‫ُ‬ ‫اإلطارية بشأن‬
‫المناخي‪ .‬ويعد فرصة تاريخية للعالم لتصحيح مسار العمل المناخي ودفع عجلة‬
‫التقدم وتوحيد الجهود العالمية إليجاد حلول فعالة وعملية وطموحة للتحديات‬
‫المناخية الملحة‪.‬‬

‫يكتسب المؤتمر أهمية خاصة حيث سينتقل من التركيز على المفاوضات‪ ،‬إلى‬
‫إيجاد حلول عملية للحد من تداعيات تغير المناخ‪ ،‬بالتزامن مع تحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ .‬وتحت شعار "نتحد‪ ،‬ونعمل‪ ،‬وننجز"؛ تتطلع دولة اإلمارات عبر (‪COP‬‬
‫‪ )28‬إلى التعاون مع جميع دول العالم وكافة األطراف المعنية لتحقيق نتائج‬
‫ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة للجميع لتكون إرثًاً يمنح األمل لألجيال‬
‫القادمة‪ ،‬وبهدف التوصل إلى حلول تحقق هدف الدولة في جعل المؤتمر قمة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬وليس للتعهدات فحسب‪.‬‬

‫كما تسعى رئاسة دولة اإلمارات للمؤتمر إلى استعادة الزخم الالزم لتحقيق‬
‫التقدم في العمل المناخي‪ ،‬والوصول إلى إجماع عالمي‪ ،‬وتقديم خريطة طريق‬
‫لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى‬
‫مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر وهي‪ :‬تسريع تحقيق انتقال‬
‫منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة‪ ،‬وتطوير آليات التمويل المناخي‪،‬‬
‫وُسبل العيش‪ ،‬واحتواء الجميع‬‫والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة ُ‬
‫بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬


‫تقـــــرير الفــرص المســـــتقبليـة‪ 50 :‬فـرصـــــــة عالميــــــة‬

‫إخالء المسؤولية‬
‫تتضمن الطبعة الخاصة من تقرير "تقرير الفرص المستقبلية‪ 50 :‬فرصة‬
‫متنّوعة من مختلف المساهمين‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫عالمية" (التقرير) وجهات نظر وآراء‬
‫تم إعدادها ألغراض إعالمية وتعليمية وإرشادية‪ ،‬وهي تتضمن عدة توجهات‬
‫مستقبلية مبنية على الدراسات والبحوث‪ ،‬ال ينبغي اعتبارها بمثابة مشورة‬
‫مهنية أو االعتماد عليها في اتخاذ القرارات‪ .‬تشجع مؤسسة دبي للمستقبل‬
‫القّراء على إجراء أبحاثهم الخاصة والتماس المشورة المهنية عند الحاجة‪.‬‬
‫ّ‬

‫ُُتخلي مؤسسة دبي للمستقبل مسؤوليتها عن كل ما يتعلق بدقة المعلومات‬


‫المقَّدمة في هذا التقرير أو اكتمالها أو موثوقيتها‪ .‬أما االنتماءات أو وجهات‬
‫َ‬
‫يعّبر عنها الخبراء المشاركون فهي خاصة بهم وال تعكس بالضرورة‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫النظر‬
‫وجهات نظر مؤسسة دبي للمستقبل أو آراءها‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تؤيد‬
‫تقّدم‬
‫ّ‬ ‫مؤسسة دبي للمستقبل أي وجهات نظر أو آراء محددة‪ .‬كما أنها ال‬
‫أي ضمانات أو إقرارات‪ ،‬سواء كانت صريحة أو ضمنية‪ ،‬فيما يتعلق بصحة‬
‫ٍن أو عدم انتهاكه لحقوق األطراف الثالثة‪.‬‬‫معّي ٍ‬
‫ّ‬ ‫لغرٍض‬
‫ٍ‬ ‫المحتوى أو مالءمته‬

‫‪47‬‬ ‫طبــعة خاصــــة ‪COP28‬‬

You might also like