Professional Documents
Culture Documents
أشكال العنف
أشكال العنف
أشكال العنف
إن العنف إذن واقعة اجتماعية وتاريخية انتشرت في المجتمعات اإلنسانية القديمة والحديثة ،بل أكثر من ذلك ،إن تطور البشرية صاحبو تطور في تقنيات ووسائل ممارسة
العنف .والعنف معناه االفراط في استعمال القوة المادية وغير المادية لمتحكم في الغير أو تيديده .ويظل التساؤل حول ما إذا كان العنف متجذر في طبيعة اإل نسان أم ىو نتيجة
لعوامل خارجية تدفع اإلنسان إلى استعمالو .وهو ما يجعمنا نتساءل :هل هو فطري متأصل في اإلنسان ،أم أنهو سموك مكتسب ناتج عن الثقافة؟ وما ىي أشكال العنف؟
بییر بورديو :لكن ىل يكمن العنف فقط في القوة المادية أم لو إريك فروم :ألیس العنف نتیجة لعوامل خارجیة ال غیر؟ فرويد :ىل العنف فطري أم مكتسب؟
آخر؟ شكل دافع فرويد على أن هناك نزوع عدواني فطري متأصل في
على النقیض من فرويد يرفض إريك فروم أن يكون
يتحدث بروديو عن العنف بوصفو عنفا غیر ماديا ،بل رمزيا يمارس اإلنسان ،مما يعني أن العنف لیس سلوكا مكتسبا بل هو میل
أصل العنف فطري ومتأصل في اإلنسان بل يعود إلى
عبر التربیة والتلقین والثقافة ومؤسسات اإلعالم .ويعرفو بأنو القدرة طبیعي يتجسد لدى اإلنسان مند اللحظة األولى خاصة في
مجموعة من العوامل الخارجیة ،فاإلنسان ال يلجأ إلى
على فرض دالالت ومعان معینة بوصفها دالالت ومعان شرعیة، عالقة الرضیع بأمو ،فالرغبة في ثدي األم حسب فرويد ال تعبر
العنف من أجل التخريب والتدمیر ،ويستدل على ذلك
وإخفاء عالقات القوة التي تمثل األساس الذي ترتكز علیو هذه عن حاجة بیولوجیة إلى األكل فحسب بل تعبر عن الرغبة
بمماثلة بین داللة الدم في حضارتنا الذي يحیل على
القدرة .وبالتالي ال يمكن أن نختزل العنف في ما ىو مادي؛ بل كذلك في إشباع ل َذاتو الجنسیة وإلى تصريف رغباتو وهو ما
العنف ورمزيتو لدى الحضارات والشعوب القديمة،
ىناك عنف غیر مرئي ،وغیر محسوس؛ ىو أخطر من العنف المادي يعبر عنو بالبكاء ،لذلك سعى اإلنسان بكل أنساقو الثقافیة
فالدم كان يرمز إلى الطقوس والشعائر الدينیة وإلى
ألننا ال نعرفو لكي نقاومو .وتعد التربیة بكل تجلیاتها :في المنزل، واألخالقیة والدينیة إلى الحد من عدوانیة األفراد وكبح رغباتهم
االستجابة لهذه الطقوس بدمو كدلیل على إخالصها
في العمل ،في المدرسة ،في اإلعالم مصدرا للعنف الرمزي فالنشاط ودفعهم للتسامي بها فیما يرضي األنا األعلى أو كبتها أحیانا
لو ،أما الحروب في عالمنا فقد كانت نتیجة ظروف
التربوي مثال :حسب ما يرى بورديو يمثل موضوعیا نوعا من العنف على مستوى الالشعور ،وهكذا ففي غیاب الثقافة حسب
خارجیة اقتضت من اإلنسان اللجوء إلى العنف ألجل
الرمزي ،وذلك باعتباره فرض من قبل جهة علیا"متعسفة" ،حیث فرويد ال يوجد ما يكبح میل اإلنسان إلى العنف والتدمیر تجاه
تحقیق رغباتو وأهدافو .وفي ىذا الصدد يقول إريك
تسهم مختلف األنشطة التربوية في توطید هيمنة الطبقة المسیطرة، اإلنسان .وفي هذا الصدد يصنف فرويد الغرائز البشرية إلى
فروم" لیست الطبیعیة البشرية نفسها هي التي تدفع
وتعمل في ذات الوقت على ترسیخ األنشطة التربوية المطلوبة نوعین :غرائز الحیاة وغرائز الموت النوع الثاني من الغرائز هو
فجأة إلى القیام بهذه الممارسات ،بل ىنالك طاقة
لمعارفها وخبراتها. ما يدفع اإلنسان إلى التصرف بعنف وقسوة تجاه ذاتو
تدمیرية كامنة تغذيها بعض الظروف الخارجیة
"المازوشیة" وتجاه غیره ويفسر فرويد المیل للعنف بالعديد من
إن اخطر أشكال العنف هو العنف الرمزي الذي يقبله الضحايا واألحداث المفاجئة فتدفع بها إلى الظهور".
العوامل النفسیة واالجتماعیة وبالرغبات الدفینة و"السادية"
ويشرعنونو.
الشعورية. بالعقد النفسیة غیر