Muqoronah No 20

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصاله والسالم على نبينا وموالنا وشفيعنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬
‫وبعد وهذه مقارنة رقم ‪ ١٩‬إن شاء هللا تعالى‪:‬‬

‫﴿ِإَّن اَّلِذ يَن َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر َح ٍّق َو َيْقُتُلوَن اَّلِذ يَن َيْأُم ُروَن ِباْلِقْس ِط ِم َن الَّناِس َفَبِّش ْر ُهم ِبَع َذ اٍب‬
‫َأِليٍم [آل عمران ‪]٢١:‬‬

‫‪ -‬قال هللا تعالى في البقرة ‪َ(٦١‬و ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َو اْلَم ْسَكَنُة َو َبآُؤ ْو ْا ِبَغ َض ٍب ِّم َن ِهَّللا َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوْا َيْكُفُروَن‬
‫ِبآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر اْلَح ِّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص وْا َّو َك اُنوْا َيْعَتُد وَن‬

‫‪ -‬وقال تعالى في آل عمران ‪ِ( ٢١‬إَّن اَّلِذ يَن َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر َح ٍّق َو َيْقُتُلوَن اِّلِذ يَن َيْأُم ُروَن‬
‫ِباْلِقْس ِط ِم َن الَّناِس َفَبِّش ْر ُهم ِبَع َذ اٍب َأِليٍم‬

‫‪ -‬وقال تعالى في آل عمران ‪ُ( ١١٢‬ض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َأْيَن َم ا ُثِقُفوْا ِإَّال ِبَح ْبٍل ِّم ْن ِهّللا َو َح ْبٍل ِّم َن الَّناِس َو َبآُؤوا‬
‫ِبَغ َض ٍب ِّم َن ِهّللا َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم اْلَم ْسَكَنُة َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوْا َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهّللا َو َيْقُتُلوَن اَألنِبَياء ِبَغْيِر َح ٍّق َذ ِلَك ِبَم ا‬
‫َع َص وا َّو َك اُنوْا َيْعَتُد وَن‬

‫قال العالمة اإلمام الشيخ الكرمانى رضي هللا عنه فى َقْو له {َو يْقتُلوَن الَّنِبيين ِبَغْير اْلحق} ِفي َهِذ ه الُّسوَر ة َو ِفي آل‬
‫عمَر ان {َو يْقتُلوَن الَّنِبيين ِبَغْير حق} وفيَها َو ِفي الِّنَس اء {وقتلهم اَأْلْنِبَياء ِبَغْير حق} َأِلن َم ا ِفي اْلَبَقَر ة ِإَش اَر ة ِإَلى‬
‫اْلحق اَّلِذ ي أذن هللا َأن تقتل الَّنفس ِبِه َو ُهَو َقْو له {َو اَل تقتُلوا الَّنفس اَّلِتي حرم هللا ِإاَّل ِباْلَح ِّق } َفَك اَن األولى َأن يذكر‬

‫ُمَع رفا َأِلَّنُه من هللا َتَع اَلى َو َم ا ِفي آل عمَر ان َو الِّنَس اء نكَر ة َأي ِبَغْير حق ِفي معتقدهم َو دينهْم َفَك اَن َهَذ ا بالتنكير‬
‫أولى َو جمع الَّنِبيين جمع الَّسالَم ة ِفي اْلَبَقَر ة لموافقة َم ا بعده من جمعى الَّسالَم ة َو ُهَو {الَّنِبيين} {الصابئين}‬
‫َو َك َذ ِلَك ِفي آل عمَر ان {ِإن اَّلذين} وناصرين ومعرضون ِبِخ اَل ف اَأْلْنِبَياء ِفي السورتين‬
‫وقال الباحث الشيخ د‪ .‬فاضل السامرائي ‪ :‬وردت في أكثر من آية وردت في البقرة (َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر‬
‫اْلَح ِّق ) وفي آل عمران (َو َيْقُتُلوَن اَألنِبَياء ِبَغْيِر َح ٍّق ) يعني هناك نبيين وأنبياء وتنكير الحق وتعريفه وفي آية‬
‫أخرى في آل عمران (َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر َح ٍّق ) (الحق) المعَّرف المعرفة تدل على أنه كانوا يقتلون األنبياء‬
‫بغير الحق الذي يدعو إلى القتل ما يدعو إلى القتل معلوم إذن هم يقتلونهم بغير الحق الذي يستوجب القتل إذن‬
‫إذا كان أي واحد يقتل واحدًا بغير الحق الذي يستوجب القتل كان ظالمًا هذا (َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر اْلَح ِّق ) يعني‬
‫بغير األسباب الداعية إلى القتل(بغير حق) أصًال ليس هنالك ما يدعو إلى هذه الفعلة ال سبب يدعو إلى القتل‬
‫وال غيره من األسباب أحيانًا واحد يقسوعل واحد بالكالم يقول له أنت سفيه فيقتله هذا بغير حق الذي يدعو‬
‫للقتل قد يكون أثاره حتى أحيانًا تحصل عندنا مشادات إذن هذا بغير الحق الذي يستوجب القتل هذه (يقتلون‬
‫النبيين بغير الحق) يعني ليس هنالك سبب يدعو إلى القتل إعتداء هكذا فأُّي األسوأ؟ بغير حق أسوأ هذا أمر‬

‫واألمر اآلخر النبيين جمع مذكر سالم جمع قلة واألنبياء جمع كثرة إذن هم يقتلون كثرة من األنبياء بغير حق‬
‫أُّي األسوأ؟ (يقتلون األنبياء بغير حق) أسوأ من ناحيتين من ناحية الكثرة ومن ناحية بغير حق يقتلون كثيرًا من‬
‫األنبياء بدون داعي‬

‫وهناك أمر آخر هو عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء ونقرأ سياق اآليتين (َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة‬
‫َو اْلَم ْسَكَنُة َو َبآُؤ ْو ْا ِبَغ َض ٍب ِّم َن ِهَّللا َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوْا َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر اْلَح ِّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص وْا‬
‫َّو َك اُنوْا َيْعَتُد وَن (البقرة ‪ )٦١‬هذه آية البقرة وفي آل عمران (ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َأْيَن َم ا ُثِقُفوْا ِإَّال ِبَح ْبٍل ِّم ْن ِهّللا‬
‫َو َح ْبٍل ِّم َن الَّناِس َو َبآُؤوا ِبَغ َض ٍب ِّم َن ِهّللا َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم اْلَم ْسَكَنُة َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوْا َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهّللا َو َيْقُتُلوَن‬
‫اَألنِبَياء ِبَغْيِر َح ٍّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص وا َّو َك اُنوْا َيْعَتُد وَن (‪ )١١٢‬هذه عامة كرر (ضربت) في البقرة قال (َو ُض ِرَبْت‬
‫َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َو اْلَم ْسَكَنُة) جمعهما في كالم واحد بينما في آل عمران أّك د وكرر وعمم قال (ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة)‬
‫ما قال المسكنة ثم قال (َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم اْلَم ْسَكَنُة) ضربت مرة أخرى كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد‬
‫ألنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا هذا الكالم التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة هل يجوز في البيان أن نضع واحدة‬
‫مكان أخرى؟ ال يمكن في آل عمران قال (َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر َح ٍّق ) هذه عامة هذه ليست في بني إسرائيل أما‬
‫(ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َأْيَن َم ا ُثِقُفوْا ِإَّال ِبَح ْبٍل ِّم ْن ِهّللا َو َح ْبٍل ِّم َن الَّناِس َو َبآُؤوا ِبَغ َض ٍب ِّم َن ِهّللا َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم‬
‫اْلَم ْسَكَنُة َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوْا َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهّللا َو َيْقُتُلوَن اَألنِبَياء ِبَغْيِر َح ٍّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص وا َّو َك اُنوْا َيْعَتُد وَن (‪)١١٢‬‬
‫هذه في بني إسرائيل تحديدًا في بينما اآلية األخرى هذا حكم عام (ِإَّن اَّلِذ يَن َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن‬
‫ِبَغْيِر َح ٍّق َو َيْقُتُلوَن اِّلِذ يَن َيْأُم ُروَن ِباْلِقْس ِط ِم َن الَّناِس َفَبِّش ْر ُهم ِبَع َذ اٍب َأِليٍم (‪ )٢١‬هذا حكم آخر ثم يتكلم عن اآلخرة‬
‫(ُأوَلـِئَك اَّلِذ يَن َح ِبَطْت َأْع َم اُلُهْم ِفي الُّد ْنَيا َو اآلِخ َرِة َو َم ا َلُهم ِّم ن َّناِص ِريَن (‪ )٢٢‬أولئك كانت عقوبة الدنيا بينما هنا‬
‫الحكم عام في الدنيا واآلخرة هذا فيمن قتل النبيين فما بالك بمن قتل األنبياء؟ لو قال األنبياء يعني لم يشمل‬
‫النبيين فلما قال النبيين شمل األنبياء فالذي قتل القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر هو قتل قلة بدون داعي فما‬
‫بالك بمن قتل أكثر؟ كل واحدة مناسبة في مكانها األلف والالم في اللغة ربما تحول الداللة بغير حق وبغير‬
‫الحق وجمع الكثرة وجمع القلة جمع المذكر السالم وجمع التكسير جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع كثرة جمع‬
‫التكسير أفُعل أفعال أفِع لة ُفعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة ‪ ٢٣‬وزن جموع كثرة ويمكن قراءة ما جاء‬
‫حول هذا الموضوع في كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل في موضوع التشابه واالختالف‬

‫تفسير الشعراوي آل عمران ‪٢١‬‬


‫ْأ‬
‫قال تعالى‪ِ{ :‬إَّن اَّلِذ يَن َيْكُفُروَن ِبآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر َح ٍّق َو َيْقُتُلوَن اَّلِذ يَن َي ُم ُروَن ِباْلِقْس ِط ِم َن الَّناِس‬
‫َفَبِّش ْر ُهْم ِبَع َذ اٍب َأِليٍم } [آل عمران ‪]٢١ :‬‬

‫وقلنا إن هللا حين يقول‪ِ{ :‬إَّن الذين َيْكُفُروَن ِبآَياِت هللا} هم الذين يكفرون بآيات هللا على إطالقها وهناك فرق بين‬
‫الكفر بآيات هللا وبين الكفر باهلل لماذا؟ ألن اإليمان باهلل يتطلب البينات التي تدل على هللا والبينات الدالة على‬
‫وجود هللا موجودة في الكون إذن فالبينات واضحة إن الذي يكفر باهلل يكون قبل ذلك كافرا باألدلة التي تدل على‬
‫وجود الخالق إن هللا لم يقل هنا‪ :‬إن الذين يكفرون باهلل وذلك حتى يوضح لنا أّن الحق غيب ولكن اآليات البينات‬
‫ظاهرة في الكون لذلك قال‪ِ{ :‬إَّن الذين َيْكُفُروَن ِبآَياِت هللا َو َيْقُتُلوَن النبيين}‬

‫ولنا أن نالحظ هنا أن كلمة القتل تأتي دائما للنبيين أي أنها ال تأتي للذين أخذوا صفة تزيد على مهمة النبي‪،‬‬
‫وهو الرسول فليس من المعقول أن يرسل هللا رسوال ليبلغ منهجا هلل فُيقدر هللا خلقه على أن يقتلوا الرسول ولكن‬
‫األنبياء يرسلهم هللا ليكونوا أسوة سلوكية للمؤمنين وال يأتي الواحد منهم بتشريعات جديدة أما الرسول فإن هللا‬
‫يبعثه حامال لمنهج من هللا وليس من المعقول أن يصطفي هللا عبدا من عباده ويستخلصه ليبلغ منهجه وُيَم ّك ن هللا‬
‫بعد ذلك بعضا من خلقه أن يقتلوا هذا الرسول إن الخلق ال يقدرون على رسول أرسله هللا لكنهم قد يقدرون‬
‫على األنبياء وكل واحد من األنبياء هو أسوة سلوكية ولذلك نجد ان كل نبّي يتعبد على دين الرسول السابق‬
‫عليه فلماذا يقتل الخلق األسوة السلوكية مادام النبّي من هؤالء قد جاء ليكون مجرد أسوة ولم يأت بدين جديد؟‬
‫فلو كان النبي من هؤالء قد جاء بدين جديد لقلنا‪ :‬إن التعصب للدين السابق عليه هو الذي جعلهم يقتلونه لكن‬
‫النبّي أسوة في السلوك فلماذا القتل؟ إن النبي من هؤالء يؤدي من العبادة ما يجعل القوم يتنبهون إلى أن السلوك‬
‫الذي يفعله النبّي ال يأتي وفق أهوائهم‬

‫إن القوم الذين يقتلون النبيين هم القوم الذين ال يوافقون على أن يسلكوا السلوك اإلسالمي الذي يعني إخضاع‬
‫الجوارح والحركة لمنطق الدين ولمنطق اإلسالم لماذا؟ ألن النبّي وهو ملتزم بشرع الرسول السابق عليه حينما‬
‫يلتزم بدين هللا بين جماعة من غير الملتزمين يكون سلوكه قد طعن غير الملتزمين‬

‫إن وجود النبّي الذي يتمسك بشرع هللا ويخضع جوارحه وسلوكه لمنهج هللا بين جماعة تّد عي أنها تدين هللا‬
‫ولكنها ال تتمسك بمنهج هللا تحملهم إلى أن يقولوا‪ :‬لماذا يفعل النبي هذا السلوك القويم ولماذا يخضع جوارحه‬
‫لمنطق اإليمان ونحن غير ملتزمين مثله؟ وهذا السؤال يثير الغيظ والحقد على النبّي بين هذه الجماعة عير‬
‫الملتزمة بدين هللا‪ ،‬وإن أْع لنت في ظاهر األمر التزامها بالدين‬

‫إنهم يحقدون على النبّي ألنه يرتفع بسلوكه المسلم وهم ال يستطيعون أن يرتفعوا ليكونوا مثله‬
‫إن النبّي بسلوكه الخاضع لمنهج هللا يكون أسوة واضحة جلية يظهر بها الفرق بين مجرد إعالن اإليمان بمنهج‬
‫هللا وبين االلتزام السلوكي بمنهج هللا وتكون أسوة النبّي ُم حقرة لفعلهم ولذلك حين نجد إنسانا ملتزما بدين هللا‬
‫ومنهجه فإننا نجد غير الملتزم ينال الملتزم بالسخرية واالستهزاء لماذا؟ ألن غير الملتزم يمتلئ بالغيظ والحقد‬
‫على الملتزم القادر على إخضاع نفسه لمنهج هللا ويسأل غير الملتزم نفسه‪ :‬لماذا يكون هذا اإلنسان قادرا على‬
‫نفسه مخضعا لها لمنهج هللا وأنا غير قادر على ذلك؟ إن غير الملتزم يحاول إزاحة الملتزم وإبعاده من أمامه‪.‬‬
‫لماذا؟ ألن غير الملتزم يتضاءل في نظر نفسه ونظر اآلخرين إذا ما قارن نفسه بالملتزم بمنهج هللا وعندما‬
‫يقارن اآلخرون بين سلوك الملتزم بمنهج هللا وسلوك غير الملتزم بمنهج هللا فهم ال يحترمون غير الملتزم‬
‫فيشعر بالصغار النفسى أمام الملتزم وأمام الناس فيحاول غير الملتزم أن يزيح الملتزم وينحيه عن طريقه إن‬
‫غير الملتزمين بمنهج هللا يسخرون ويتغامزون على الملتزمين بمنهج هللا كما يقول تعالى‪ِ{ :‬إَّن الذين َأْج َرُم وْا‬
‫َك اُنوْا ِم َن الذين آَم ُنوْا َيْض َح ُك وَن َو ِإَذ ا َم ُّر وْا ِبِهْم َيَتَغاَم ُز وَن َو ِإَذ ا انقلبوا إلى َأْهِلِهُم انقلبوا َفِكِهيَن َو ِإَذ ا َر َأْو ُهْم قالوا‬
‫ِإَّن هؤالء َلَض اُّلوَن َو َم آ ُأْر ِس ُلوْا َع َلْيِهْم َح اِفِظ يَن } [المطففين‪]٣٣-٢٩ :‬‬

‫أال توضح لنا تلك اآليات البينات ما يقوله غير الملتزمين في بعض مجتمعاتنا للملتزمين بمنهج هللا؟ أال نسمع‬
‫قول غير الملتزمين للملتزم بمنهج هللا‪( :‬خذنا على جناحك)؟ إن هؤالء غير الملتزمين ينطبق عليهم قول الحق‪:‬‬
‫{َو ِإَذ ا َم ُّر وْا ِبِهْم َيَتَغاَم ُز وَن َو ِإَذ ا انقلبوا إلى َأْهِلِهُم انقلبوا َفِكِهيَن َو ِإَذ ا َر َأْو ُهْم قالوا ِإَّن هؤالء َلَض اُّلوَن }[المطففين‪:‬‬
‫‪]٣٢-٣٠‬‬

‫إن غير الملتزمين قد يفرح الواحد منهم ألنه استطاع السخرية من مؤمن ملتزم باهلل وقد يتهم غيُر الملتزمين‬
‫إنسانا ملتزما بأن االلتزام ضالل وهللا تعالى يرد على هذا االتهام بالقول الكريم‪َ{ :‬و َم آ ُأْر ِس ُلوْا َع َلْيِهْم َح اِفِظ يَن }‬
‫[المطففين‪]٣٣ :‬‬

‫هللا يرد على الساخرين من الملتزمين بمنهج هللا فيضحك الذين آمنوا يوم القيامة من الكفار ويتساءل هللا بجالل‬
‫قدرته وتمام جبروته‪{ :‬فاليوم الذين آَم ُنوْا ِم َن الكفار َيْض َح ُك وَن َع َلى األرآئك َينُظُروَن َهْل ُثِّو َب الكفار َم ا َك اُنوْا‬
‫َيْفَع ُلوَن } [المطففين‪]٣٦-٣٤ :‬‬

‫هكذا ينال غير الملتزمين عقابهم فماذا عن الذين يقتلون النبيين بغير حق؟ إن لنا أن نسأل‪ :‬لماذا وصف هللا قتل‬
‫النبيين بأنه (بغير حق) وهل هناك قتل لنبّي بحق؟ ال يمكن أن يكون هناك قتل لنبي بحق وإذا كان هللا قد قال‪:‬‬
‫{َو َيْقُتُلوَن النبيين ِبَغْيِر َح ٍّق } هذا القول الكريم قد أتى ليوضح واقعا إنه يقول بعد ذلك في سلسلة أعمال هؤالء‬
‫الذين يقتلون النبيين بغير حق‪َ{ :‬و َيْقُتُلوَن الذين َيْأُم ُروَن بالقسط ِم َن الناس} إنهم لم يكتفوا بقتل النبيين بل يقتلون‬
‫أيضا من يدافع من المؤمنين عن هذا النبّي كيف؟ ألنه ساعة ُيقتل نبّي فالذين التزموا بمنهج النبّي وكانوا معه‬
‫البد لهم أن يغضبوا ويحزنوا‬
‫إن أتباع النبّي ينفعلون بحدث قتل النبّي فإن استطاعوا منع ذلك القتل لفعلوا وإن لم يستطع أتباع النبي منع قتل‬
‫النبّي فال أقل من أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لكن القتلة يتجاوز طغيانهم فال يقتلون النبيين فقط فإذا‬
‫قال لهم منكر لتصرفهم‪ :‬ولماذا تقتلون النبيين؟ فإنهم يقتلونه أيضا وبالنسبة لرسولنا محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫ونحن نعرف أن أعداءه قد صنعوا معه أشياء أرادوا بها اغتياله وذلك يدل على غباء الذين فكروا في ذلك‬
‫االغتيال‬

‫لماذا؟ ألنهم لم ينظروا إلى وضعه صلى هللا عليه وسلم فلم يكن نبيا فقط ولكنه رسول أيضا وما دام رسوال فهو‬
‫أسوة وحامل لمنهج في آن واحد فلو كان محمد صلى هللا عليه وسلم نبيا فقط لكان في استطاعتهم أن يقتلوه كما‬
‫قتلوا النبيين من قبل لكنه رسول من عند هللا‪ ،‬ولقد رأوه يحمل منهجا جديدا وهذا المنهج يسفه أحالمهم ويوضح‬
‫أكاذيبهم من تبديلهم للكتب المنزلة عليهم إذن كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رسوال يحمل رسالة ومنهجا‬
‫وحينما أرادوا أن يقتلوه كنبّي غفلوا عن كونه رسوال ولذلك قال هللا مطمئنا لنا ومحدثا رسوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪{ :‬يا أيها الرسول َبِّلْغ ما ُأنِزَل ِإَلْيَك ِم ن َّرِّبَك َو ِإن َّلْم َتْفَع ْل َفَم ا َبَّلْغ َت ِرَس اَلَتُه وهللا َيْع ِصُم َك ِم َن الناس ِإَّن هللا‬
‫َال َيْهِد ي القوم الكافرين} [المائدة ‪]٦٧ :‬‬

‫الرسول الكريم إذن حامل رسالة ومعصوم باهلل من أعدائه وهللا تعالى قد حكى عن الذين يقتلون األنبياء‪ ،‬وأراد‬
‫أن يطمئن المؤمنين ويطمئن الرسول على نفسه وأن يعرف خصوم رسول هللا أنه ال سبيل إلى قتله فيقول‬
‫الحق‪ُ{ :‬قْل َفِلَم َتْقُتُلوَن َأْنِبَيآَء هللا ِم ن َقْبُل ِإن ُكْنُتْم ُّم ْؤ ِمِنيَن } [البقرة‪]٩١ :‬‬

‫ولماذا يأتي هللا ب (من قبل) هذه؟ إنه يوضح لنا وللرسول وألعداء محمد صلى هللا عليه وسلم أن مسألة قتل‬
‫األنبياء كان من الممكن حدوثها قبل رسول هللا لكن هذه المسألة صارت منتهية وال يجرؤ أحد أن يمارسها مع‬
‫محمد رسول هللا وبذلك طمأن الحق المؤمنين وطمأن رسول هللا بأن أحدا لن يناله بأذى ولذلك قال الحق‪{ :‬وهللا‬
‫َيْع ِصُم َك ِم َن الناس} [المائدة‪]٦٧ :‬‬

‫وأيأس هللا الذين يريدون قتل رسول هللا فقد قال لهم‪ُ{ :‬قْل َفِلَم َتْقُتُلوَن َأْنِبَيآَء هللا ِم ن َقْبُل } [البقرة‪]٩١ :‬‬

‫ولو أن المسألة مسألة نبوة ورسالة رسول هللا غير داخلة في مواجيدهم وكان إنكارهم لرسالته عنادا لكانوا قد‬
‫قالوا‪ :‬إن مسألة قتل األنبياء ال تتوقف عند من قبل ألننا سنجعلها من بعد أيضا لكانوا قد كتلوا قواهم وقتلوا‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لكن هللا سبحانه أيأسهم وقنطهم من ذلك وذلك من مناط قدرة هللا‬
‫وإذا كان هللا تعالى يحكي عن أمر في قتل األنبياء‪ ،‬وقتل الذين يأمرون بالقسط‪ ،‬أكان ذلك معاصر لقول الرسول‬
‫هذا؟ أو كان هذا الكالم لمن؟ إنه موجه لبعض من أهل الكتاب‪ ،‬إنه موجه لمن آمنوا باتباع الذين قتلوا النبيين‬
‫من قبل‪ ،‬وقتلوا الذين يأمرون بالقسط‪ ،‬لقد آمنوا كإيمان السابقين لهم من قتلة األنبياء‪ ،‬وقتلهم للذين يأمرون‬
‫بالقسط‪.‬‬

‫وهذا تقريع لهؤالء الذين اتبعوا في اإليمان قوما قتلوا األنبياء من قبل‪ ،‬وقتلوا الذين يأمرون بالقسط‪ ،‬إنه تقريع‬
‫وتساؤل‪ .‬كيف تؤمنون كإيمان الذين قتلوا األنبياء؟ وكيف تتبعون من فعل مثل ذلك؟ وقد قص رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬أن بني إسرائيل قد قتلوا ثالثة وأربعين نبيا دفعة واحدة‪ ،‬فقام مائة وسبعون من أتباع األنبياء‬
‫لينكروا عليهم ذلك‪ ،‬فقتلوهم‪ ،‬وهذا هو معنى هذه اآلية الكريمة‪َ{ :‬و َيْقُتُلوَن النبيين ِبَغْيِر َح ٍّق َو َيْقُتُلوَن الذين‬
‫َيْأُم ُروَن بالقسط ِم َن الناس َفَبِّش ْر ُهم ِبَع َذ اٍب َأِليٍم }‪[ ..‬آل عمران‪.]21 :‬‬

‫لماذا يبشرهم الحق بعذاب أليم؟ أليس معنى التبشير هو إخبار بما يسر في أمد يمكن أن يؤتى فيه الفعل الذي‬
‫يسر؟ إن التبشير دائما يكون للفعل الذي يسر‪ ،‬كتبشير هللا للمؤمنين بالجنة ومعنى التبشير بالجنة أن هللا يخبر‬
‫المؤمن بأمر ُيسر له المؤمن ويعطي هللا الفرصة للمؤمن لينفذ منهج هللا ليأخذ الجائزة والبشارة‬

‫لماذا يكون الحديث بالبشارة موجها ألبناء الذين فعلوا ذلك؟ ألننا نعرف أن الذين قتلوا النبيين وقتلوا الذين أمروا‬
‫بالقسط من الناس لم يكونوا معاصرين لنزول هذا اآلية إن المعاصرين من أهل الكتاب لنزول هذه اآلية هم‬
‫أبناء الذين قتلوا األنبياء وقتلوا الذين أمروا بالقسط ويبشرهم هللا بالعذاب األليم ألنهم ربما رأوا أن ما فعله‬
‫السابقون لهم كان صوابا فإن كانوا قد رأوا أن ما فعله السابقون لهم كان صوابا فلهم أيضا البشارة بالعذاب‬

‫وتتسع دائرة العذاب لهم أيضا ولكن لماذا يكون العذاب بشارة لهم رغم أن البشارة غالبا ما تكون إخبارا بالخير‬
‫وعملية العذاب األليم ليست خيرا؟ إن علينا أن نعرف أنه ساعة نسمع كلمة (أبشر) فإن النفس تتفتح الستقبال‬
‫خبر يسر وعندما تستعد النفس بالسرور وانبساط األسارير إلى أن تسمع شيئا حسنا يأتي قول‪ :‬أبشر بعذاب أليم‬
‫ماذا يحدث؟ الذي يحدث هو انقباض مفاجئ أليم ابتداء مطمع (فبشرهم) وانتهاء ُم ْيِئس (بعذاب أليم) وهنا يكون‬
‫اإلحساس بالمصيبة أشد ألن الحق لو أنذرهم وأوعدهم من أول األمر بدون أن يقول‪( :‬فبشرهم) لكان وقوع‬
‫الخبر المؤلم هينا‬

‫لكن الحق يريد للخبر أن يقع وقوعًا صاعقا ومثال لذلك قول الحق‪َ{ :‬و ِإن َيْسَتِغ يُثوْا ُيَغاُثوْا ِبَم آٍء كالمهل َيْش ِو ي‬
‫الوجوه ِبْئَس الشراب َو َس آَء ْت ُم ْر َتَفقًا} [الكهف‪]٢٩ :‬‬
‫إنهم يستغيثون في اآلخرة ويغاثون بالفعل ولكن بماذا يغيثهم هللا؟ إنه يغيثهم بماء كالمهل يشوي الوجوه إننا‬
‫ساعة أن نسمع (يغاثوا) قد نظن أن هناك فرجا قادما ولكن الذي يأتي هو ماء كالمهل يشوي الوجوه وهكذا‬
‫تكون البشارة بالنسبة لمن قتلوا األنبياء أو ألتباع القتلة الذين آمنوا بمثل ما آمن به هؤالء القتلة‪َ{ .‬فَبِّش ْر ُهم‬
‫ِبَع َذ اٍب َأِليٍم } وكلمة (عذاب) تعني إيالم حّي يحس باأللم والعذاب هو للحّي الذي يظل متألما أما القتل فهو ينهي‬
‫النفس الواعية وهذا ليس بعذاب بل العذاب أن يبقى الشخص حَّيا حتى يتألم ويشعر بالعذاب وقول الحق‪:‬‬
‫{ِبَع َذ اٍب َأِليٍم } يلفتنا إلى قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن الذين َكَفُروْا ِبآَياِتَنا َس ْو َف ُنْص ِليِهْم َنارًا ُك َّلَم ا َنِض َج ْت ُج ُلوُد ُهْم َبَّد ْلَناُهْم‬
‫ُج ُلودًا َغْيَر َها ِلَيُذ وُقوْا العذاب ِإَّن هللا َك اَن َع ِزيزًا َحِكيمًا} [النساء‪]٥٦ :‬‬

‫أي أن الحق يديم عليهم الحياة ليديم عليهم التعذيب‪ .‬وبعد ذلك يقول الحق‪{ :‬أولئك الذين َح ِبَطْت َأْع َم اُلُهْم ‪}...‬‬

‫فائدة ‪ :‬الفرق من الناحية البيانية بين قوله (يقتلون النبيين بغير الحق) البقرة وقوله (ويقتلون األنبياء بغير حق)‬
‫آل عمران‬

‫ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله (يقتلون النبيين بغير الحق) البقرة وقوله (ويقتلون األنبياء بغير حق) آل‬
‫عمران؟ فما االختالف بين النبيين واألنبياء‪ ،‬وبغير حق وبغير الحق؟‬

‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪ :‬قال تعالى(اْهِبُطوا ِم ْص ًرا َفِإَّن َلُك ْم َم ا َس َأْلُتْم َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َو اْلَم ْسَكَنُة َو َباُء وا ِبَغ َض ٍب ِم َن‬
‫ِهَّللا َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوا َيْكُفُروَن ِبَآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر اْلَح ِّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص ْو ا َو َك اُنوا َيْعَتُد وَن ﴿البقرة ‪)٦١‬‬
‫النبيين جمع مذكر سالم نبي نبّيون َ( َو َيْقُتُلون الَّنِبِّييَن ) َيْقُتُلون فعل مضارع مرفوع بالواو والنبيين مفعول به‬
‫منصوب بالياء هذا في البقرة في آل عمران يقول (ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم الِّذَّلُة َأْيَن َم ا ُثِقُفوا ِإاَّل ِبَح ْبٍل ِم َن ِهَّللا َو َح ْبٍل ِم َن‬
‫الَّناِس َو َباُء وا ِبَغ َض ٍب ِم َن ِهَّللا َو ُض ِرَبْت َع َلْيِهُم اْلَم ْسَكَنُة َذ ِلَك ِبَأَّنُهْم َك اُنوا َيْكُفُروَن ِبَآَياِت ِهَّللا َو َيْقُتُلوَن اَأْلْنِبَياَء ِبَغْيِر‬
‫َح ٍّق َذ ِلَك ِبَم ا َع َص ْو ا َو َك اُنوا َيْعَتُد وَن ﴿آل عمران ‪( ﴾١١٢‬اَأْلْنِبَياَء ِبَغْيِر َح ٍّق ) هناك (الَّنِبِّييَن ِبَغْيِر اْلَح ِّق ) باأللف‬
‫والالم وهنا(اَأْلْنِبَياَء ِبَغْيِر َح ٍّق ) األنبياء جمع تكسير وبغير حق نكرة ما الفرق؟‬

‫انظر الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع‬
‫التكسير‪ .‬يعني فرق بين طالب وطالبون طالب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون‪:‬‬
‫أي النبهاء وهللا قال (َو ُكَّنا ِبِه َعاِلِم يَن ﴿األنبياء ‪َ( )٥١‬و ِتْلَك اَأْلْم َثاُل َنْض ِرُبَها ِللَّناِس َو َم ا َيْع ِقُلَها ِإاَّل اْلَع اِلُم وَن‬
‫﴿العنكبوت ‪ )٤٣‬فأتى بصيغة جمع المذكر السالم وقال (ِإَّنَم ا َيْخ َش ى َهَّللا ِم ْن ِع َباِدِه اْلُع َلَم اُء ﴿فاطر ‪َ( )٢٨‬أَو َلْم َيُك ْن‬
‫َلُهْم َآَيًة َأْن َيْع َلَم ُه ُع َلَم اُء َبِني ِإْس َر اِئيَل ﴿ الشعراء ‪ )١٩٧‬فأتى بصيغة جمع التكسير علماء وعالمون والعلماء‬
‫يعني صغارهم وكبارهم وطالب العلم كل من يشتغل بالعلم كما تعرفون اآلن في واقعنا الحالي ليس العلماء‬
‫على نسٍق واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك من ال يفكر وهناك من يفكر‬
‫خليط أما حين تقول عالمون ال هؤالء قمم مجتهدون أصحاب نظريات (َو َم ا َيْع ِقُلَها ِإاَّل اْلَع اِلُم وَن )‬

‫إًذ ا كلما جئت في لغتنا وفي القرآن الكريم بجمع التكسير فإنه يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه لكن‬
‫جمع المذكر السالم يعني القمم عندما تجمع أبا حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم‬
‫الخ وتسميهم علماء !ال هؤالء عالمون هناك عموم الشيء وهناك خصوصه‬
‫إذًا ناس من اليهود يقتلون األنبياء الصغار حزقيل وغيره من مجموعة أنبياء كانوا موجودين ذكرت قسمًا من‬
‫الذين ذبحوهم‪ ،‬لكنهم ليسوا من كبار األنبياء‪ ،‬وهللا قال (َو َلَقْد َفَّض ْلَنا َبْع َض الَّنِبِّييَن َع َلى َبْع ٍض ﴿اإلسراء ‪)٥٥‬‬
‫وقال هللا تعالى (َفاْص ِبْر َك َم ا َص َبَر ُأوُلو اْلَع ْز ِم ِم َن الُّر ُس ِل ﴿األحقاف ‪ )٣٥‬لكن أولي العزم خمسة فقط من‬
‫مجموع حوالي خمسة وعشرين وكذلك (َفَّض ْلَنا َبْع َض الَّنِبِّييَن َع َلى َبْع ٍض) فلما قال هللا (َو َيْقُتُلوَن اَأْلْنِبَياَء ) عامي‬
‫شامي كما يقول المثل الدارج قتلوا صغار األنبياء قتلوا يحيى وزكريا وأشعيا وحزقيل وفالن وفالن الخ وبغير‬
‫حق وادعوا أنهم قتلوا عيسى (ِإَّنا َقَتْلَنا اْلَم ِس يَح ِع يَس ى اْبَن َم ْر َيَم َر ُسوَل ِهَّللا (النساء ‪ )١٥٧‬وقال هللا (َو َم ا َقَتُلوُه‬
‫َو َم ا َص َلُبوُه َو َلِكْن ُش ِّبَه َلُهْم ﴿النساء ‪ )١٥٧‬لكنه محسوب عليهم‬

‫هذا الخطاب لليهود الذين في زمن النبي صلى هللا عليه وسلم وهم ما قتلوا لكنهم يؤمنون بصواب وصحة ما‬
‫فعله أجدادهم عندما قتلوا األنبياء والنبيين‬

‫هذا هو الفرق بين األنبياء والنبيين فهم قتلوا الصنفين ادعوا أنهم قتلوا سيدنا عيسى بينما قتلوا أيضًا أنبياء‬
‫صغار‬

‫ثانيًا يقول (ِبَغْيِر اْلَح ِّق ) و (ِبَغْيِر َح ٍّق ) بغير الحق أي بغير الحكم الثابت الحق المطلق والفرق بين الحق وحق‬
‫أن الحق هو الثابت الحكم الشرعي الثابت وهذا واحٌد من أسماء الحق ما من كلمة واسعة وغامضة ومتشابكٍة‬
‫ككلمة الحق في القرآن وكلمة الحق تعني الشيء الثابت الذي ال يتغير (ُيَثِّبُت ُهَّللا اَّلِذ يَن َآَم ُنوا ِباْلَقْو ِل الَّثاِبِت‬
‫﴿إبراهيم ‪ )٢٧‬يعني القول الحق فكل حٌق هو ثابت الموت حق والجنة حق والنار حق واإلسالم حق الخ‪ .‬هذا‬
‫تفسير إذًا كلمة الحق هنا هي الحكم الشرعي الثابت الذي ال تأويل له كقوله (َو َأِقيُم وا) انتهى البحث عن رقم ‪١٩‬‬
‫والحمد هلل وصلى هللا وسلم على سيدنا محمد وعلى ٱله وصحبه اجمعين وهللا أعلم وأحكم‬

You might also like