Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاصات المحكمة الدستورية‬

‫ك رس المؤس س الدس توري بم وجب التع ديل الدس توري لس نة‪ 2020‬الرقاب ة على‬

‫دستورية القوانين من خالل تأسيسه المحكمة الدستورية بإعتبارها مؤسسة رقابية تضمن‬

‫احترام الدستورية وتسهر على تفسيره ويكون ذلك بإخضاع جميع النصوص القانونية‬

‫م دى توافقه ا او مطابقته ا م ع النص وص الدس تور‪ ،‬بإض افة الى اختصاص ها الرق ابي‬

‫تم ارس المحكم ة الدس تورية اختصاص ات متنوع ة في المج ال االستش اري إلى ج انب‬

‫اختصاص ها االنتخ ابي وح ل النزاع ات بين الس لطات الدس تورية وتفس ير الدس تور‪ ،‬وفي‬

‫ه ذا اإلط ار س وف نتط رق إلى االختص اص الرق ابي للمحكم ة الدس تورية في المطلب‬

‫األول واالختصاصات األخرى للمحكمة الدستورية في المطلب الثاني‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬االختصاص الرقابي للمحكمة الدستورية‬

‫من خالل نص الم ادة ‪ 190‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬يتض ح أن هن اك‬

‫ثالث ة أن واع من الرقاب ة وهي رقاب ة دس تورية الق وانين (الف رع األول)‪ ،‬ورقاب ة تواف ق‬

‫القوانين والتنظيمات مع المعاهدات (الفرع الثاني)‪ ،‬ورقابة المطابقة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‬

‫تعت بر الرقاب ة على دس تورية الق وانين أولى وأهم االختصاص ات ال تي تماري ه‬

‫المحكم ة الدس تورية ض مانا لتقي د وال تزام الس لطات العام ة بقواع د الدس تور‪ ،‬وع دم‬
‫‪1‬‬
‫تجاوزها‪.‬‬

‫بمع ني ع دم مخالف ة الدس تور عن طري ق خض وع القاع دة القانوني ة األدنى للقاع دة‬

‫األعلى منه ا درج ة‪ ،‬ويتم ذل ك عن طري ق مقارن ة النص األدنى م ع النص الدس توري‬
‫‪2‬‬
‫لتحديد مدى دستورية النص األدنى وتطابقه مع الدستور‪.‬‬

‫مجاالت الرقابة على دستورية القوانين‪.‬‬

‫تنص المحكم ة الدس تورية ب النظر في دس تورية المعاه دات والق وانين واألوام ر‬

‫والتنظيم ات وتفص ل فيه ا بق رار طبق ا للم اد ‪ 190‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪2020‬‬

‫‪ -1‬سعاد عمير‪ ،‬النظام القانوني للمحكمة الدستورية في الجزائر (ق راءة في أحك ام التع ديل الدس توري ‪ ،)2020‬مجل ة‬
‫الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬المجلد ‪ 7‬العدد ‪ ،)2021( 1‬ص ‪.1569‬‬
‫‪ -‬سعيد بوشعير‪ ،‬المجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2012 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪66‬‬ ‫‪2‬‬
‫"‪ ....‬تفص ل المحكم ة الدس تورية بق رار في دس تورية المعاه دات والق وانين واالوام ر‬

‫والتنظيمات"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رقابة دستورية المعاهدات‪.‬‬

‫لق د نص ت الم ادة ‪ 190‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬على إمكاني ة إخط ار‬

‫المحكمة الدستورية بشان دستورية المعاهدات قبل التصديق عليها‪ 1.‬وبالتالي فإن رقابة‬

‫دس تورية المعاه دات او اتفاقي ة جواري ه س ابقة قي ل التص ديق عليه ا وال يمكن تحري ك‬

‫رقاب ة الدس تورية بش أنها بع د التص ديق عليه ا ‪ ،2‬مم ا يع ني اس تبعاد الرقاب ة الالحق ة‬

‫بخص وص المعاه دات واالتفاقي ات أم ا بالنس بة التفاقي ات الهدن ة ومعاه دات الس لم يلتمس‬

‫رئيس الجمهورية راي المحكمة الدستورية بشأنها بعد التوقيع عليها مباشرة ويتم بعدها‬

‫عرض ها على البرلم ان ليواق ف عليه ا ص راحة‪ ،‬ل ذلك يعت بر راي المحكم ة الدس تورية‬

‫إجراء وجوي فقط قبل عرضها على غرفتي البرلمان للموافقة عليها‪.‬‬

‫وبالت الي ال خض ع لرقاب ة الدس تورية وإ نم ا يلتمس رئيس الجمهوري ة بخصوص ها‬

‫رأي المحكم ة الدس تورية وال ذي ال ين درج ض من الرقاب ة على دس تورية المعاه دات‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 190‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬الص ادر بمرس وم رئاس ي رقم ‪ 442-20‬الم ؤرخ في ‪16‬‬ ‫‪1‬‬

‫جمادا األول عام ‪ 1442‬الموافق ل ‪ 30‬سبتمبر ‪ 2020‬المصادق عليه باستفتاء أول نوفمبر ‪ ،2020‬ج ر عدد رقم‬
‫‪ 82‬ل ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -‬ليندة أونيسي‪( ،‬المحكمة الدس تورية في الجزائ ر‪ ،‬دراس ة في التش كيل واالختصاص ات)‪ ،‬مجل ة االجته اد القض ائي‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد ‪ ،13‬نوفمبر ‪ ،2020‬العدد‪ ، 28‬ص ‪............‬‬


‫واالتفاقي ات لك ون المؤس س الدس توري أدرج ه ض من ب اب المتعل ق بالس لطات وبالتحدي د‬

‫الفصل األول المتعلق برئيس الجمهورية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة دستورية القوانين العادية‬

‫أبقي التعديل الدستوري ‪ 2020‬على ألية الرقابة القبلية على دستورية القوانين قب ل‬

‫دخوله ا ح يز التنفي ذ وفق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة ‪ 190‬بحيث يمكن إخط ار المحكم ة‬

‫الدستورية بشأنها قبل إصدارها‪ ،1‬ويعتبر هذا االختصاص هاما لكونه يمارس بإخطار‬

‫من طرف الجهات المحددة في المادة ‪ 193‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬أي من طرف‬

‫رئيس الجمهوري ة او رئيس مجلس االم ة أو رئيس المجلس الش عبي الوط ني او ال وزير‬

‫األول ‪،‬او رئيس الحكوم ة حس ب الحال ة ويمكن إخطاره ا انه ا من ط رف اربعين (‪)40‬‬

‫نائب ا او خمس ة وعش رين (‪ )25‬عض وا في مجلس االم ة ‪ 2‬ويه دف إلى الحيلول ة دون‬

‫دخول قانون غير دستوري حيز التنفيذ‪.‬‬

‫وعلي ه ف إن الق وانين العادي ة تخض ع للرقاب ة الج وزي الس ابقة تتحص ن ض د الرقاب ة‬
‫‪3‬‬
‫الدستورية مجرد إصدارها من طرف رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 193‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ليندة أونيسي ‪ ،‬المقال السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.114‬‬ ‫‪3‬‬


‫أم ا بع د اإلص دار ف إن الوس يلة الوحي دة الممكن إلخط ار المحكم ة الدس تورية ح ول‬
‫‪1‬‬
‫القوانين العادية هي ألية الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬رقابة دستورية التنظيمات واالوامر‪.‬‬

‫تخض ع التنظيم ات لرقاب ة جوازي ه الحق ة‪ ،‬حيث يمكن لجه ات االخط ار المح ددة‬

‫بمقتضي المادة ‪ 193‬اخطار المحكمة الدستورية شان التنظيمات خالل شهر من تاريخ‬

‫نشرها‪ 2‬أي من شهر واحد من تاريخ صدورها في الجريدة الرسمية وبفوات مدة شهر‬

‫واحد يسقط حق جهات االخطار في تحريك الرقابة ضدها وتبقى محل رقابة ضمن آلية‬

‫ال دفع الدس تورية إذ تحققت ش روطه ‪ 3‬أو اللج وء إلى مجلس الجدول ة بخص وص التنظيم‬

‫قل انقضاء أجال الطعن القضائي وهي اربعة اشهر طقا لنص المادة ‪ 929‬من ق مدنية‬
‫‪4‬‬
‫وإ دارية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألوامر الرئاسية التي يشرعها رئيس الجمهورية في مس ائل عاجل ة في‬

‫حال ة ش غور المجلس الش عبي الوط ني أو خالل العطل ة البرلماني ة تطيق ا ألحك ام الم ادة‬

‫‪ 142‬من التع ديل الدس توري ‪ ،2020‬على رئيس الجمهوري ة أن يخط ر وج وا المحكم ة‬

‫‪ ...................‬االتجاه إلى الرقابة القضائية بواس طة المحكم ة الدس تورية في التع ديل الدس توري لس نة ‪،2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة الحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬ص‪.231‬‬


‫‪ - 2‬انظر المادة ‪ 190/03‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬ليندة اونيس‪ ،‬المقال السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.114،115‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 4‬غريي أحسن‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانين في ضل التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مجلة الحقوق‪ ،‬المجلد‬
‫‪،13‬العدد ‪ ،04‬ص ‪.27‬‬
‫الدس تورية بش ان دس تورية ه ذه األوام ر‪ ،‬على ان تفص ل فيه ا اج ل أقص اه عش رة أي ام‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وعليه فإن األوامر الرئاسية تخضع للرقابة الوجوبي من طرف المحكمة الدستورية‪.‬‬

‫أم ا األوام ر ال تي يش رعها رئيس الجمهوري ة في الحال ة االس تثنائية المح ددة بـ ‪60‬‬

‫يوما قابلة للتمديد بعد موافقة أغلية أعضاء غرفتي البرلمان المجتمعين مما عرض كل‬

‫الق رارات ال تي اتخ ذها اثن اء الحال ة االس تثنائية على المحكم ة الدس تورية إلب داء ال راي‬
‫‪2‬‬
‫شانها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة توافق القوانين والتنظيمات مع المعاهدات‬

‫نص ت الم ادة ‪ 153‬من دس تور ‪ 2020‬على ان ه " المعاه دات ال تي يص ادق عليه ا‬

‫رئيس الجمهوري ة حس ب الش روط المنص وص عليه ا في الدس تور تس مو على الق انون'‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫يتضح من هذا النص سمو المعاهدات على القوانين وبالتالي على التنظيمات أيضا‪.‬‬

‫ل ذلك اخض ع المؤس س الدس توري في التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬التنظيم ات‬

‫والق وانين العادي ة لرقاب ة تواف ق م ع المعاه دات المص ادق عليه ا‪ ،‬اذ تنظ ر المحكم ة‬

‫الدس تورية في م دي تواف ق التنظيم ات والق وانين العادي ة م ع المعاه دات المص ادق عليه ا‬

‫لكن يتعين أوال اخط ار المحكم ة الدس تورية من قب ل الجه ات المخ ول له ا ح ق االخط ار‬

‫وثاني ا يتعين ان يتم اخط ار المحكم ة الدس تورية بش أن الق انون قب ل إص داره واال س قط‬

‫‪ - 1‬انظر المادة ‪ 142‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ -‬انظر المادة ‪ 98/7‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 153‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫الح ق في اللج وء الى ه ذه الرقاب ة‪ ،‬كم ا يتعين اخط ار المحكم ة الدس تورية بخص وص‬
‫‪1‬‬
‫توافق التنظيم مع المعاهدة خالل اجل شهر واحد من تاريخ نشر التنظيم‪.‬‬

‫والفص ل في م دى دس تورية الق وانين والتنظيم ات م ع المعاه دات ض من الش روط‬


‫‪2‬‬
‫المحددة على التوالي في الفقرتين ‪ 2‬و‪.3‬‬

‫وعلي ه تبقي ه ذه الرقاب ة جوازي ه تم ارس في ج زء منه ا رقاب ة س ابقة وفي ش قها‬

‫الثاني كرقابة الحقة فتقيد ما تقيده رقابة الدستورية المتعلقة بالقوانين العادية والتنظيم ات‬
‫‪3‬‬
‫من قيود وضوابط‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة المطابقة‪.‬‬

‫تختص المحكمة بفرض رقابة مطابقة القوانين العضوية مع الدستور وكذا رقابة‬

‫مطابقة لنظام الداخلي لعرفتي البرلمان مع الدستور وذلك بعد إخطارها وجوبا من قبل‬

‫رئيس الجمهورية طبقا لنص المادة ‪ 190‬الفقرتين ‪ 5‬و‪ 6‬من التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫‪4‬‬
‫أو يتم اخطارها من قبل رئيس الدولة في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫إض افة الى ق وى رقاب ة المطابق ة وجوبي ة وس ابقة فق د أل زم الدس تور المحكم ة‬

‫الدستورية بالفصل فيها بقرار النص كله طبقا لنص المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري‬

‫‪ -1‬غريي أحسن‪ ،‬المقال السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -‬انظر المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬غريي أحسن‪ ،‬المقال السابق الذكر‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ - 4‬حسن مصطفي البحري‪ ،‬القضاء الدستوري دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة االولي‪ ،‬د م ن‪ ،2017،‬ص ‪.143‬‬
‫لس نة ‪ 2020‬في فقرته ا الخامس ة "‪ ....‬وتفص ل المحكم ة الدس تورية ق رار بش أنها النص‬
‫‪1‬‬
‫كله دون ان يكون لها الحق في اطال االحكام غير الدستورية فقط‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 140‬الفقرة األخيرة من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬النص‬

‫على خضوع القانون العضوي لمراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف المحكمة‬
‫‪2‬‬
‫الدستورية قبل صدور النص في الجريدة الرسمي‪.‬‬

‫كم ا يخط ر رئيس الجمهوري ة وجوب ا المحكم ة الدس تورية بش ان دس تورية األوام ر‬

‫ال تي يتخ ذها في اط ار الم ادة ‪ 141‬من التع ديل الدس توري ‪ 2020‬على ان يفص ل فيه ا‬
‫‪3‬‬
‫أجل أقصاه عشرة أيام (‪.)10‬‬

‫ام ا الفص ل في م دى مطابق ة ومالئم ة النظ ام ال داخلي لك ل من غرف تي البرلم ان‬

‫ألحكام الدستور حسب نص المادة ‪ 190‬في فقرتها السادسة " تفصل المحكمة الدستورية‬

‫في مطابقة النظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان للدستور حسب اإلجراءات المذكورة‬

‫في الفق رة الس ابقة"‪ ،‬والت الي ف ان اخط ار المحكم ة الدس تورية على م دى مطابق ة النظ ام‬

‫الداخلي لغرفتي المحكمة الدستورية يكون من طرف رئيس الجمهورية ويتم الفصل في‬
‫‪4‬‬
‫ذلك النص بقرار‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬انظر المادة ‪ 140‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬انظر المادة ‪ 141‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاصات األخرى للمحكمة الدستورية‬

‫تت ولى المحكم ة الدس تورية باإلض افة الى ص الحياتها في مج ال الرقاب ة الدس تورية‬

‫اعتباره ا اختصاص ا أص يال اختصاص ات متنوع ة في المج ال االستش اري الى ج انب‬

‫اختصاصاتها االنتخابية وحل النزاعات بين السلطات الدستورية وتفسير الدستور ألجل‬

‫تفسير ومراقبة مالئمة النصوص القانونية للدستور‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االختصاصات االستشارية للمحكمة الدستورية‬

‫يتمث ل دور المحكم ة الدس تورية كهيئ ة استش ارية في اللج وء رئيس الجمهوري ة‬

‫لطلب راي رئيس ها في اعالن بعض الح االت غ ير العادي ة ال تي ته دد امن البالد وتمس‬

‫بحقوق وحريات المواطن‪ ،‬فإذا دعت الضرورة الملحة حالة الطوارئ او الحصار يقرر‬

‫رئيس الجمهورية لمدة أقصاها (‪ 30‬يوما) بعد اجتم اع المجلس األعلى لألمن واستش ارة‬

‫رئيس مجلس االم ة ورئيس المجلس الشعبي الوط ني ورئيس الحكوم ة ورئيس المحكمة‬
‫‪1‬‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫ويستش ير أيض ا رئيس الجمهوري ة رئيس المحكم ة الدس تورية في اعالن وتقري ر‬

‫الحاالت االستثنائية إذا كان هناك خطر داهم يوشك ان يصيب مؤسساتها الدستورية او‬
‫‪ -‬انظر المادة ‪ 97‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫استقاللها او سالمة ترابها لمدة أقصاها (‪60‬يوم) بعد االخذ براي كل من رئيس مجلس‬

‫االم ة ورئيس المجلس الش عبي الوط ني ورئيس الحكوم ة ورئيس المحكم ة الدس تورية‬

‫واالس تماع للمجلس األعلى لألمن ومجلس ال وزراء‪ ،‬وتخ ول الحال ة االس تثنائية ل رئيس‬

‫الجمهوري ة اتخ اذ االس تثنائية ال تي تس توجب المحافظ ة على اس تقالل االم ة والمؤسس ات‬

‫الدستورية كما توجد في هذا الشأن خطابات لألمة‪.‬‬

‫ويتم ع رض الق رارات ال تي تم اتخاذه ا في الحال ة االس تثنائية على المحكم ة‬

‫الدس تورية إلب داء رايه ا ش انها وذل ك وفق ا للفق رة الخامس ة من التع ديل الدس توري لس نة‬
‫‪1‬‬
‫‪.2020‬‬

‫كم ا ال زم المؤس س الدس توري استش ارة رئيس الجمهوري ة ل رئيس المحكم ة‬

‫الدستورية في حالة الحر‪ ،‬وهي أيضا من الظروف االستثنائية التي تمس مساسا خطيرا‬

‫بالنظام العام ومؤسسات الدولة واستقاللية االمة‪ ،‬وتعتبر هذه الحالة أخطر واشد وضعية‬

‫تصلها البالد وقد وصل االمر الى دفع المؤسس الدستوري الى تخصيص المادتين ‪100‬‬

‫و‪ 101‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬المرتبط تين بحال ة الح رب وال تي تس مح‬

‫بتوقي ف العم ل الدس تور واتخ اذ ك ل اإلج راءات واس تخدام جمي ع الص الحيات ال تي‬

‫تس تجوبها حال ة الح رب‪ ،‬فاستش ارة رئيس المحكم ة الدس تورية من ط رف رئيس‬

‫الجمهوري ة في ه ذه الحال ة وجوبي ة‪ ،‬لكن ه غ ير مل زم بأخ ذ به ا ويت ولى رئيس المحكم ة‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 190‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫الدس تورية رئاس ة الدول ة في حال ة اق تران ش غور منص ب رئيس الجمهوري ة ورئاس ة‬
‫‪1‬‬
‫مجلس االمة وفقا للمادة ‪ 101‬من التعديل الدستوري‪.‬‬

‫ووفق ا لنص الم ادة ‪– 102‬الفق رة ‪ -2‬من التع ديل الدس توري ‪ 2020‬يق وم رئيس‬
‫‪2‬‬
‫الجمهورية استشارة رئيس المحكمة الدستورية شان اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاصات االنتخابية للمحكمة الدستورية‬

‫بع د ص دور التع ديل الدس توري ‪ 1‬نوفم بر ‪ 2020‬واالم ر رقم ‪ 21-01‬المتض من‬

‫الق انون العض وي لالنتخاب ات تم تحوي ل ص الحيات المجلس الدس توري في المج ال‬

‫االنتخ ابي الى اختص اص الس لطة الوطني ة المس تقلة لالنتخاب ات المنص وص عليه ا في‬

‫المواد (من ‪ 200‬إلى ‪ 204‬من قانون االنتخابات)‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 191‬تنظر المحكمة الدستورية في الطعون التي تتلقاه حول النتائج‬

‫المؤقتة لالنتخابات الرئاسية واالنتخابات التشريعية واالستفتاء وتعلن النتائج النهائية لكل‬

‫ه ذه العملي ات كم ا تفص ل المحكم ة الدس تورية في الطع ون المتعلق ة ب رفض الترش ح‬


‫‪3‬‬
‫لالنتخابات الرئاسية من طرف السلطة الوطنية المستقلة لالنتخابات‪.‬‬

‫‪ -‬ليندة أونيسي‪( ،‬المحكمة الدستورية في الجزائر‪ ،‬دراسة في التشكيل واالختصاصات)‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد ‪ ،13‬نوفمبر ‪ ،2020‬العدد ‪ ،28‬ص‪.116،117‬‬


‫‪ -‬انظر المادة ‪ 102‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫جمال بن سالم‪ ،‬االنتقال من المجلس الدستوري الى المحكمة الدستورية في الجزائر‪ ،‬دائرة البحوث والدراسات‬ ‫‪3‬‬

‫القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،2021 ،2‬ص ‪.320،303‬‬


‫وفي مج ال االنتخاب ات أيض ا تختص المحكم ة الدس تورية الفص ل في قب ول ملف ات‬

‫الترش ح لالنتخاب ات الرئاس ية‪ ،‬حيث ان ه وطبق ا لنص الم ادة ‪ 95‬من التع ديل الدس توري‬

‫‪ 2020‬عندما يتحصل ترشيح لالنتخابات الرئاسية على الموافقة المحكمة الدستورية ال‬

‫يمكن س حبه اال في حال ة حص ول م انع خط ير تثبت ه المحكم ة الدس تورية قانوني ا‪ ،‬او في‬

‫حال ة وف اة المترش ح المع ني‪ ،‬وفي حال ة وف اة أح د المترش حين لل دور الث اني او تعرض ه‬
‫‪1‬‬
‫لمانع قانوني تعلن المحكمة الدستورية وجوب اجراء كل العمليات االنتخابية من جديد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬االختصاص التفسيري وحل النزاعات بين السلطات الدستورية‪.‬‬

‫تت ولى المحكم ة الدس تورية باإلض افة الى ص الحياتها في المج ال االنتخ ابي‬

‫واختصاصها االستشاري اختصاص تفسير وحل النزاعات ين السلطات الدستورية‪.‬‬

‫أوال تفسير الدستور‪:‬‬

‫ان منح المؤس س الدس توري الجزائ ري المحكم ة الدس تورية اختصاص ا تفس ير‬

‫الدس تور‪ ،‬يع د من المس ائل بالغ ة األهمي ة باعتب اره اختص اص مهم وي ترتب علي ه نت ائج‬

‫مهمة تؤثر على عمل سلطات الدولة‪.‬‬

‫فاألص ل في النص وص القانوني ة ومن ض منها النص وص الدس تورية ان تك ون‬

‫واضحة اال انه هناك نصوص تخرج عن هذا األصل‪ ،‬فتكون غامضة او تحتمل أكثر‬

‫من معني‪.‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 95‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫وتحتاج تفسير والذي يقصد به‪ ":‬شرح النص بهدف كشف الخلفي ات الكامن ة وراءه‬
‫‪1‬‬
‫وغاياته وإ زالة اللبس والغموض"‪.‬‬

‫لذلك منح المؤسس الدستوري لجهات االخطار المحددة بالمادة ‪ 193‬السابقة الذكر‬

‫دون غيره ا بأخط ار المحكم ة الدس تورية ح ول تفس ير حكم او ع دة احك ام دس تورية‬

‫غ رض تحدي د معناه ا الحقيقي وايض اح الغم وض وازالت ه‪ ،‬وتب دي المحكم ة الدس تورية‬
‫‪2‬‬
‫رأيها في هذا الشأن‪.‬‬

‫ثانيا حل النزاعات بين السلطات الدستورية‬

‫تم تمكين المحكم ة الدس تورية من اختص اص جدي د لم يكن ض من ص الحيات‬

‫المجلس الدستوري وهو حل النزاعات بين السلطات الدستورية‪ ،‬وف ق لنص الم ادة ‪192‬‬

‫من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬يمكن اخط ار الحكم ة الدس تورية من ط رف رئيس‬

‫الجمهوري ة ورئيس مجلس االم ة ورئيس المجلس الش عبي الوط ني او من ال وزير األول‬

‫او من رئيس الحكوم ة حس ب الحال ة بش أن الفص ل في النزاع ات ال تي ق د تح دث بين‬


‫‪3‬‬
‫السلطات الدستورية‪.‬‬

‫‪ -‬عصام سليماني‪ ،‬ثقافة العدالة الدستورية‪ ،‬الكتاب السنوي الصادر عن المجلس الدستوري بالجمهورية اللبنانية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2001 ،‬ص ‪.17‬‬


‫‪ -‬انظر المادة ‪ 192‬فقرة ‪ -2-‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬انظر المادة ‪ 192‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬القانون السابق الذكر‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬إجراءات تحريك الدعوة الدستورية‬

‫المطلب األول‪ :‬اخطار المحكمة الدستورية‬

‫ال تتحرك المحكمة الدستورية الجزائريةَ لداء مهامها الرقابية من تلقاء نفسها وإ نما‬
‫ينعقد لها ذلك عن طريق اإلخطار الذي يعد اآللية الوحيدة لتحريك عملها والقيام‬
‫باختصاصاتها ويكون بطلب من جهات محددة خولها الدستور ذلك‪.‬و يعتبر االخطار من‬
‫اهم اإلجراءات التي تحرك الرقابة على دستورية القوانين اذا يتوقف عليه ضمان‬
‫احترام سمو الدستور و حماية الحقوق و الحريات العامة الفردية و عليه قسمنا المطلب‬
‫الى ثالث فروع سنتناول من خالل الفرع األول تعريفه و في الفرع الثاني سنتطرق‬
‫الى أنواعه‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف اجراء االخطار‬

‫يقصد باإلخطار طلب تتقدم به احدا السلطات التي تتمتع بحق االخطار من اجل‬
‫النظر في دستورية نص من النصوص الخاضعة للرقابة الدستورية و الجهات التي لها‬
‫‪1‬‬
‫الحق االخطار‪.‬‬

‫وهو أيضا طلب او رسالة من الهيئة المختصة باإلخطار من اجل طلب النظر في‬
‫‪2‬‬
‫دستورية القوانين‪.‬‬

‫‪ 1‬بن حفاف سارة شنف العيد اليات االخطار في ضل التعديل الدستوري الجزائري سنة ‪ 2016‬مجلة الحقوق و العلوم‬
‫اإلنسانية مجلد ‪ 11‬عدد ‪ 03‬ص ‪149‬‬
‫‪ 2‬مسرارتي سليمة اخطار المجلس الدستوري مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدستوري و النظم السياسية‬
‫كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪ 2009‬ص ‪9.‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات سير عمل المحكمة الدستورية‬

‫تحظى الرقابة على دستورية القوانين في النظام القانوني الجزائري بأهمية بالغة وهو‬
‫ما يفسر إعادة هيكلة الهيئة المكلفة بها بمناسبة كل تعديل دستوري بهادف جعالها‬
‫الدعامة االساس لتأسيس دولة الفانون التي يعلى فيها ظلها الدستور وتصان فيها‬
‫الحقوق والحريات في إطار ذلك شاهدت البالد على ضوء االصالحات الدستورية لسنة‬
‫‪2020‬النص على إنشاء محكمة دستورية تفصل بتكليف من المؤسس الدستوري في‬
‫مواضيع رسائل َالخطر الموجهة إليه‪ ،‬لتخلص اثار ذالك إلى قرارات ملزما للسلطات‬
‫كما االفراد‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬التحقيق والمداوالت‪:‬‬

‫تمارس المحكمة الدستورية اختصاصاتها المنبثقة مان الدستور والتاي تنعقد لها بمجرد‬
‫تلقيها رسالة اإلخطار بخصوص أي منها وبالرجوع إلى النظام المحدد لقواعد عمل‬
‫المجلس الدستوري لسنة ‪ 6736‬نجد انه قد حدد لنا مراحل إجراءات و دراسة رسالة‬
‫اإلخطار بعد إيداعه كاآلتي‪ - :‬تصبح المحكمة الدستورية ملزما بالبحث فأي موضوع‬
‫رسلة اإلخطار بمرد استالمها‪ ،‬ويكون ذلك سواء بقبول النظار أو بعدمه حيث أن لها‬
‫في ذالك كامل السلطة التقديرية وفي حال قبولها الفصل في موضوع رسالة اإلخطار‬
‫يقوم رئيساها بتعييني مقرر أو أكتار حسب الحاالت للتكفل بمهمة التحقيق في ‪3‬‬
‫موضوع رسالة اإلخطار وتحضير تقريرا بخصوصها وكادا إعداد مشروع قرار ‪ ،‬وفي‬
‫سبيل ذلك خول المقرر االستعانة بكل ما من شأنه تسهيل مهمه من معلومات ووثائق‬
‫كما يمكناه استشارة خبراء في الموضوع بعد الحصول على موافقة رئيس المحكمة‬
‫‪1‬‬
‫الدستورية ‪ ،‬وبعد انتهاء المقرر من المهام المكلف به‪.‬‬

‫يسلم إلى رئيس المحكمة الدستورية وكذا أعضائها نساخة مان ملف اإلخطار وتكون‬
‫مرفقة بتقرير مفصال على موضوع اإلخطار فضال عن مشروع القرار و كمرحالت‬
‫الحقا االنتهاء عضو المحكمة الدستورية من عملية التحقيق تنعقد جلسة المداوالت‬
‫باستدعاء من رئيسها ليتم خاللها االستماع إلى العضو المقرر ودراسة موضوع رسالة‬
‫اإلخطار باإلجماع ‪ ،‬و في حاالت تساوي االصوات ويكون ذلك في جلسة مغلقة تتخذ‬
‫أثناء المحكمة قرارها بأغلبية أعضائها يكون صوت الرئيس مرجحا ‪ ،‬هذا ويتعاين‬
‫على المحكمة الدستورية الفصال في مواضيع رسائل اإلخطار المودعة على مستوى‬
‫مصالحها في اجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ استالمها والذي يمكن أن يخفض‬
‫إلى اجل عشرة أيام بناء على طلب من رئيس الجمهورية عمال بنص المادة‪ 194‬من‬
‫‪2‬‬
‫التعديل الدستور لسنة ‪.2020‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعـة أحكـام المحكمـة الدسـتورية‪:‬‬

‫أشار المؤسس الدستوري الجزائري إلى أن المحكمة الدستورية ملزمة بالفصل في‬
‫مواضيع االخطار بقرار‪ ،‬وباعتبار أن المنازعة الدستورية ذات طبيعة موضوعية فان‬
‫ذلك يستتبعه ضرورة التسليم بحجية الحكام الفاصلة فيها وما يجاب اإلشارة إليه هنا أن‬

‫‪ 1‬سميرة عتوتة الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر من المجلس الدستوري إلى المحكمة الدستورية أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتور في الحقوق تحت إشراف جميلة دوار جامعة محمد البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ 2020/2021‬ص ‪243‬‬

‫‪ 2‬سميرة عتوتة المرجع السابق ص‪244‬‬


‫الحكام الصادر عن المحكمة الدستورية ال يخرج عن َامرين إما رفض اإلخطار ومن ثم‬
‫إقرار دستورية الفانون المطعون اما قبول فيه واإلخطار والقضاء بعدم دستوريته‪.‬‬

‫وقد ميز المؤسس الدستوري القرارات الصادرة عن المحكمة الدستورية بحجية مطالقا‬
‫فأي كال الحالتين من خالل نص المادة‪ 198‬فقرة ‪ 5‬بقوله أنه‪ :‬تكون قرارات المحكمة‬
‫الدستورية نهائية وملزمة لجميع السلطات العمومية واإلدارية والقضائية‪ ،‬لتتجه لذلك‬
‫إرادة المؤسس الدستوري القرارات عدم قابلية قرارات المحماة الدستورية للطعان فضل‬
‫على طابعها اإللزامي للجميع سواء كانت جهات رسمية أو غيرها‪ .‬ونشير هنا إلى أن‬
‫َالحكام الخالصة غير المركبة التي تصدر عن المحكمة الدستورية تناتج أثرها بغيار‬
‫شرط أو تحفظ وقاد عرفها األستاذ" وجادي راغب فهماي" بأنها االحكام التاي تفصل‬
‫في الطلبات والدفوع الموضوعية كتلك التي تجيب الخصام إلى طلباته الموضوعية أو‬
‫تقاضي برفضها‪ ،‬وفي هذا الرفض ينتهي القضاء الدستوري إلى مخالفة النص القانوني‬
‫للدستور بالحكم بعادم دستورية النص ومان ثام يكتسب حجية تمنع من إعادة طرحه‬

‫ما إذا لم ترى المحكمة الدستورية في النص التشريعي أو التنظيمي المطعون فيه بعادم‬
‫دستورية انه ال تشوبه شائبة عدم الدستورية فان المحكمة الدستورية تقضي برفض‬
‫الطعن‪ .‬أما عن أثار قرارات المحماة الدستورية فإنها تناتج ابتداء ن تاريخ صدورها‪،‬‬
‫هذا بالنسابة للنصوص القانونية التي دخلت حيز التنفيذ‪ ،‬أي بالنسبة للرقابة الالحقة‬
‫باستثناء ما تعلق منها بالدافع بعدم الدستورية الذي يفقد أثره ابتداء من يوم صدور قرار‬
‫المحكمة الدستورية أما بالنسبة للقوانين غير النافذة ويتعلق اَالمر فيها بالرقابة السابقة‬
‫فال يتم إصدارها‪ .‬وبذلك قضى المؤسس الدستوري من خالل نص المادة ‪198‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أن قرارات المحكمة الدستورية هي قرارات نهائية‬
‫تحاوز الحجية المطلقة وتكون ملزمة للكافة‪ ،‬ويتعين على السلطات العمومية واإلدارية‬
‫والقضائية التقيد بها وذالك على أساس أن الدعاوى الدستورية هي بطبيعتها دعاوى‬
‫عينيا توجاه الخصومة فيها النصوص القانونية المطعون فيها بعيب دستوري‪ ،‬الذا فان‬
‫القرارات الصادرة فيها تكون لها حجية مطلقة بحيث ال يقتصر أثرها على الجهات‬
‫‪1‬‬
‫التاي حركات الرقابة وانما ينصرف َاالثر للكافة وتلتزم بها جميع سلطات الدولة‪.‬‬
‫‪ 1‬سميرة عتوتة المرجع السابق ص‪245‬‬

You might also like