009 اقسام الهاوية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫قدمت هذه الدراسة علي الواتس أب أمام ‪ 011‬مشترك وطلبت مني لذلك تم نشرها هنا ليتمكن الجميع من قرأتها

واإلستفادة‬
‫منها‬
‫ليبارككم الرب ______________________ محبكم القس عماد عبد المسيح‬
‫‪............................................................................................................................. ...............‬‬

‫أقسام الهاوية‬
‫بقلم القس عماد عبد المسيح‬

‫ابدأ بمقدمة البد منها ‪:‬‬


‫تأمل معي ‪:‬‬
‫ون َع ِن ال َّش ْغبِ‪َ ،‬و ُه َنا َ‬
‫ك ٌَسْ ََ ِرٌ ُ ُ‬ ‫ك ٌَ ُكفُّ ْال ُم َنا ِفقُ َ‬ ‫ُور َفلَ ْم أَ ُكنْ ‪َ ،‬كأ َ ِ‬
‫ج َّن ٍة لَ ْم ٌَ َر ْوا ُنورً ا‪ُ .‬ه َنا َ‬ ‫" أَ ْو َكسِ ْقطٍ َم ْطم ٍ‬
‫اك‪َ ،‬و ْال َع ْب ُد حُ رٌّ مِنْ‬
‫صغٌِرُ َك َما ْال َك ِبٌرُ ُه َن َ‬ ‫ت ْالم َُس ِّخ ِر‪ .‬ال َّ‬
‫ص ْو َ‬
‫ُون َ‬ ‫ون َجمٌِعًا‪ ،‬الَ ٌَسْ َمع َ‬ ‫ْال ُم َْ َعبُون‪ .‬األَسْ َرى ٌَ ْط َم ِب ُّن َ‬
‫َس ٌِّ ِدهِ‪ ( " .‬أي ٖ ‪ ٔٙ :‬ـ ‪) ٔ9‬‬

‫ما كان ٌدور فً ذهن أٌوب أنه كان ٌجب أن ٌكون فً نطاق العدم ـ أو الغٌر موجود ـ فٌصٌر بال‬
‫اسم كالسقط فالسقط واألموات اسَراحوا من هم الحٌاة ‪ ،‬فهم نابمون مسَرٌحون فً قبورهم أو فً اآلخرة ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫هذا بحسب النور الذي وصل إلٌه ‪ ،‬فالكل مَساوون فً نهاٌَهم ‪ ،‬فقد كان ٌَمنً أٌوب أن ال ٌري ٌوما مثل‬
‫ٌوم الضٌق هذا ‪ ،‬أو أن ٌصنع معه هللا معروفا ً ‪ ،‬أن ٌمٌَه حَى ٌعبر الغضب ثم ٌحٌه مرة ثانٌة " لَ ٌْ ََ َ‬
‫ك‬
‫ُك‪َ ،‬و َُ َعٌِّنُ لًِ أَ َجالً َف ََ ْذ ُك َرنًِ‪ ( " .‬أي ٗٔ ‪ ) ٖٔ :‬هذا‬ ‫ف َغ َ‬
‫ضب َ‬ ‫او ٌَةِ‪َ ،‬و َُ ْخفٌِنًِ إِلَى أَنْ ٌَ ْن َ‬
‫ص ِر َ‬ ‫وارٌنًِ فًِ ْال َه ِ‬
‫َُ ِ‬
‫ألن ألٌوب فهم أن األموات فً راحة ‪ ،‬فالهاوٌة َضم الجمٌع الصغٌر والكبٌر و العبد والسٌد فالكل هناك‬
‫مَساوون ‪ ،‬وما لم ٌعلمه أن الهاوٌة لها عدة أقسام دعونا ندرسها معاً‪.‬‬
‫للهاوٌة أقسام ٌجب أن َدرس وٌعرفها كل مؤمن وأقسامها هً ‪:‬‬
‫‪ -‬أبوسوس‬
‫‪َ -‬ارَارو‬
‫‪ -‬هادس‬
‫‪ -‬شاؤل‬
‫‪ -‬جهنم‬
‫جمٌعها َخَلف عن بعضها ‪ ،‬ألنه ٌدخل فً كل قسم المخلوقات الشرٌرة الخاصة به ‪ ،‬وٌوجد قسم ال‬
‫ٌوجد فٌه ارواح نجسةإطالقا ً كما إنه ٌوجد أقسام ال ٌوجد فٌها أرواح بشر إطالقا ً هذه األسماء بعضها ٌونانً‬
‫واالخر عبري‬

‫‪ - ١‬ابوسوس‬
‫ٔ ـ ابوسوس ‪ :‬وَعنً الحفرة الًَ بال قرار لها " ‪ " the bottomless pit‬فً الٌونانً "‬
‫" وَنطق " ‪ " abussos‬وَعنً " حفرة بال قعر " كما فً ( رؤٌا ‪ُ " ) ٔ : 9‬ث َّم َبوَّ َق ْال َمالَ ُ‬
‫ك‬
‫او ٌَةِ‪ " .‬هنا المالك أعطً‬ ‫ض‪َ ،‬وأُعْ طِ ًَ ِم ْف ََ َ‬
‫اح ِب ْب ِر ْال َه ِ‬ ‫ْت َك ْو َكبًا َق ْد َس َق َط م َِن ال َّس َما ِء إِلَى األَرْ ِ‬
‫ْال َخامِسُ ‪َ ،‬ف َرأٌَ ُ‬
‫مفَاح ببر أبوسوس ‪ ،‬وهذا الببر سٌخرج منها جراد سفر الرؤٌا ‪ ،‬وهذا الببر لٌس لألشرار الخطاة الذٌن‬
‫ٌموَون فً خطاٌاهم وبه أرواح نجسة محفوظة كجراد سفر الرؤٌا مثالً ‪.‬‬
‫او ٌَةِ‪ (( .‬ابوسوس ))‬ ‫ب إِلَى ْال َه ِ‬ ‫الذ َها ِ‬ ‫ب إِلَ ٌْ ِه أَنْ الَ ٌَأْم َُر ُه ْم ِب َّ‬ ‫والٌك الشواهد الًَ أَت بمعنً أبوسوس ‪َ " :‬و َطلَ َ‬
‫" ( لو ‪ ) ٖٔ : 8‬هذا كالم الشٌطان ‪ ،‬وألن الشٌاطٌن ٌعلم أقسام الجحٌم فكان ٌعرف إلً أٌن سٌذهب والً‬
‫أي قسم ‪ ،‬فإن كانت اللغة العربٌة َرجمة ابوسوس لكلمة الهاوٌة ‪ ،‬فنحن االن نشرح لكم احبابً هذا لكً‬
‫ندرك أن الهاوٌة أو جهنم اقسام ‪ ،‬ابوسوس قسم خاص بنوع من انواع االرواح النجسة ‪.‬‬
‫ْ‬
‫او ٌَةِ؟» أيْ لٌُِصْ عِدَ المَسِ ٌ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ط إِلَى ْال َه ِ‬ ‫المسٌ ُ أٌضا ذهب إلٌها عندما مات علً الصلٌب " أَ ْو‪َ :‬منْ ٌَه ِْب ُ‬
‫ت " ( رو ٓٔ ‪ ) 7 :‬قال البعض ان سؤال " من ٌهبط الً الهاوٌة ؟ " سؤال اسَنكاري ‪ ،‬ولٌس‬ ‫م َِن األَم َْوا ِ‬
‫انه ذهب حقا الً ابوسوس ‪،‬ولكن اقَناعً الشخصً انه ذهب هااك لٌجرد الرٌاسات والسالطٌن " هذا‬
‫ٌن أَ ْش َه َر ُه ْم ِج َهارً ا‪َ ،‬ظا ِفرً ا ِب ِه ْم‬ ‫ت َوال َّسالَطِ َ‬ ‫اسا ِ‬ ‫لٌجرد الرٌاسات والسالطٌن وٌشهرهم بالصلٌب " إِ ْذ َجرَّ دَ الرِّ ٌَ َ‬
‫فٌِهِ‪ ( " .‬كو ٕ ‪ ) ٔ٘ :‬فقد نزل المسٌ ُ الً قسم ابوسوس لٌصنع انَصارا أخر فً عالم الروح وٌمن ُ‬
‫ت‬ ‫ون عَظِ ٌٍم‪َ ،‬فأ َ ْظلَ َم ِ‬ ‫ان أَ َُ ٍ‬ ‫المؤمنٌن سلطانا علً كل األرواح النجسة ‪ ،‬الٌس هذا ٌجعلنا نفَخر " ْال ِب ْب ِر َك ُد َخ ِ‬
‫ُ‬ ‫ان َخ َر َج َج َرا ٌد َعلَى األَرْ ِ‬
‫ب‬ ‫ار ِ‬ ‫ض‪َ ،‬فأعْ طِ ًَ س ُْل َطا ًنا َك َما ل َِع َق ِ‬ ‫ان ْال ِب ْب ِر‪َ ... .‬وم َِن ال ُّد َخ ِ‬ ‫ال َّشمْ سُ َو ْال َجوُّ مِنْ ُد َخ ِ‬
‫ون"‪َ ،‬ولَ ُه ِب ْالٌُو َنا ِن ٌَّ ِة اسْ ُم‬ ‫او ٌَ ِة (( ابوسوس )) َملِ ًكا َعلَ ٌْ َها‪ ،‬اسْ ُم ُه ِب ْال ِعب َْرانِ ٌَّ ِة "أَ َب ُّد َ‬ ‫ك ْال َه ِ‬
‫ض س ُْل َطانٌ ‪َ .‬ولَ َها َمالَ ُ‬ ‫األَرْ ِ‬
‫ُّون" ( رؤ ‪ ) ٔٔ ، ٖ ، ٔ : 9‬فلٌس ابدون وابولٌون ملكا علً كل جهنم أو الهاوٌة‪.‬‬ ‫"أَبُولٌِّ َ‬
‫ٌوجد فً ابوسوسة الوحش السٌاسً الذي سٌكون اثناء الضٌقة " َو َم ََى ََ َّم َما َش َهادَ ََ ُه َما‪َ ،‬ف ْال َوحْ شُ‬
‫او ٌَ ِة (( ابوسوس )) َس ٌَصْ َن ُع َم َع ُه َما َحرْ بًا َو ٌَ ْغلِ ُب ُه َما َو ٌَ ْق َُلُ ُه َما " ( رؤ ٔٔ ‪ ) 7 :‬فـ أبوسوس بها‬ ‫الصَّاعِ ُد م َِن ْال َه ِ‬
‫ارواح شرٌرة من نوعٌة خاصة ‪.‬‬
‫او ٌَ ِة (( ابوسوس ))‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اآلن‪َ ،‬وه َُو َعٌَِ ٌد أنْ ٌَصْ َعدَ م َِن ال َه ِ‬ ‫َ‬ ‫ان َولٌَ َ‬
‫ْس‬ ‫ْت‪َ ،‬ك َ‬ ‫َ‬
‫أٌضا ً " ْال َوحْ شُ الَّذِي َرأٌ َ‬
‫ت أَسْ َماؤُ ُه ْم َم ْك َُو َب ًة فًِ سِ ْف ِر ْال َح ٌَا ِة ُم ْن ُذ‬ ‫ْس ْ‬ ‫ض‪ ،‬الَّذ َ‬
‫ٌِن لٌَ َ‬ ‫ون َعلَى األَرْ ِ‬ ‫َوٌَمْضِ ًَ إِلَى ْال َهالَكِ ‪َ .‬و َس ٌَ ََ َعجَّ بُ السَّا ِك ُن َ‬
‫اآلن‪َ ،‬م َع أَ َّن ُه َكا ِبنٌ ‪ ( " .‬رؤ ‪ ) 8 : ٔ7‬إنه قسم مألن من‬ ‫ان َولٌَ َ‬ ‫ش أَ َّن ُه َك َ‬ ‫ٌس ْال َعالَ ِم‪ ،‬حٌِ َن َما ٌَ َر ْو َن ْال َوحْ َ‬ ‫ْ‬
‫ْس َ‬ ‫ََأسِ ِ‬
‫األرواح الشرٌرة المحفوظة لزمن الضٌقة أو لزمن أًَ ‪ ،‬وعند حلول األلفٌة ( األلف سنة ) سٌقٌد إبلٌس‬
‫او ٌَةِ‪َ ،‬وسِ ْلسِ لَ ٌة‬ ‫ازالً م َِن ال َّس َما ِء َم َع ُه ِم ْف ََا ُح ْال َه ِ‬ ‫ْت َمالَ ًكا َن ِ‬ ‫والوحش والنبً الكذاب وٌطرحوا فً أبوسوس " َو َرأٌَ ُ‬
‫او ٌَ ِة َوأَ ْغلَ َق َعلَ ٌْهِ‪َ ،‬و َخ ََ َم َعلَ ٌْ ِه لِ َكًْ الَ ٌُضِ َّل األ ُ َم َم فًِ َما َبعْ ُد‪َ ،‬ح ََّى ََ َِ َّم‬ ‫َعظِ ٌ َم ٌة َعلَى ٌَ ِدهِ‪َ .... .‬و َط َر َح ُه فًِ ْال َه ِ‬
‫األَ ْلفُ ال َّس َنةِ‪َ .‬و َبعْ دَ ذل َِك الَ ُب َّد أَنْ ٌ َُح َّل َز َما ًنا ٌَسِ ٌرً ا‪ ( " .‬رؤ ٕٓ ‪) ٖ ، ٔ :‬‬
‫فهذا القسم‬
‫ال ٌوجد فٌه‬
‫أي من بنً البشر ‪.‬‬

‫‪ - ٢‬تارتاروس‬
‫ٕ ‪َ -‬ارَاروس ‪ :‬ذكرت مرة واحدة فً العهد الجدٌد وهً منطقة مظلمة لحفظ أرواح لم َفك حَى‬
‫" وقد ذكر فً ( ٕبط ٕ ‪ " ) ٗ :‬ألَ َّن ُه إِنْ‬ ‫اآلن فهً محفوظة لٌوم دٌنونَها ‪ ،‬فً الٌونانً "‬
‫ان هللا ُ لَ ْم ٌُ ْشف ِْق َعلَى َمالَبِ َك ٍة َق ْد أَ ْخ َطأُوا‪َ ،‬ب ْل فًِ َسالسِ ِل الظال ِم ط َر َح ُه ْم فًِ َج َهن َم‪َ ،‬و َسل َم ُه ْم َمحْ رُوسِ َ‬
‫ٌن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َك َ‬
‫اس ََ ُه ْم‪َ ،‬ب ْل ََ َر ُكوا‬ ‫ٌِن لَ ْم ٌَحْ َف ُ‬
‫ظوا ِر ٌَ َ‬ ‫ضا ِء‪ " ،‬وقد َكلم عنها ٌهوذا دون أن ٌذكر اسمها قابالً ‪َ " :‬و ْال َمالَ ِب َك ُة الَّذ َ‬ ‫ل ِْل َق َ‬
‫الظالَ ِم‪ٌ ( " .‬هـ ‪ ) ٙ :‬هذا المكان به سالسل‬ ‫ت َّ‬‫َمسْ َك َن ُه ْم َحف َِظ ُه ْم إِلَى دَ ٌْ ُنو َن ِة ْال ٌَ ْو ِم ْالعَظِ ٌِم ِبقٌُُو ٍد أَ َب ِد ٌَّ ٍة ََحْ َ‬
‫حراسة شدٌدة ‪ ،‬فهو مخصص أٌضا لنوعٌة من األرواح النجسة لم َفك حَى اآلن ‪ ،‬وال ٌوجد أي من أرواح‬
‫البشر موجودة فً َارَروس ‪َ ،‬قرٌبا هذه األرواح أخطر من إبلٌس المفكوك حالٌا وغٌر مقٌد ‪ ،‬فمن الحكمة‬
‫االلهٌة أنه حبسهم فً هذه المنطقة المظلمة المخصصة لهم الًَ َسمً َارَارو أو َارَاروس ‪.‬‬
‫حكمة هللا فً َعامالَه مع خلٌقَه َفوق إدراك العقول ‪ ،‬فكما رأٌنا أن بعض من األرواح الًَ سَفك‬
‫إثناء الضٌقة من ابوسوس ‪ ،‬أما الموجودٌن فً َارَاروس فلن ٌفكوا الً األبد ‪ ،‬حكمة هللا مذخرة لنا من اجل‬
‫ُور لِ َمجْ ِد َنا‪ٔ( ،‬كو ٕ ‪:‬‬ ‫هللا فًِ سِ رّ ‪ْ :‬الح ِْك َم ِة ْال َم ْك َُو َمةِ‪ ،‬الًََِّ َس َب َق هللاُ َف َع ٌَّ َن َها َق ْب َل ال ُّده ِ‬ ‫خٌرنا " َب ْل َن ََ َكلَّ ُم ِبح ِْك َم ِة ِ‬
‫‪ ) 7‬نري حموَه فً خلٌقَه ‪ ،‬وفً أحكامه ضد االرواح النجسة بأنواعها ‪ ،‬فهو من قٌد ارواح لخطورَها‬
‫ولبحسب عدله وَرك بعض منها اٌضا بحسب عدله ‪ ،‬فلٌس فقط هللا حبسهم من أحل خطورَهم بل أٌضا من‬
‫وز ْالح ِْك َم ِة َو ْالع ِْل ِم‪( .‬كو ٕ‬ ‫َّ‬
‫أجل عدله ‪ ،‬كما نري هذه الحكمة فً المسٌ ُ فهو حكمة هللا " ْالمُذ َخ ِر فٌِ ِه َجمٌِ ُع ُك ُن ِ‬
‫‪ )ٖ :‬فشكرا هلل من أجل حكمَه االزلٌة السرمدٌة ( سرمدٌة َعنً أزلٌة أبدٌة ) فلنا إله ٌعمل دابما لخٌرنا ‪.‬‬
‫فهذا القسم‬
‫ال ٌوجد فٌه‬
‫أي من بنً البشر ‪.‬‬

‫ٖ ‪ -‬هادس ‪:‬‬
‫" وفً االنجلٌزي " ‪ " hell‬وَأًَ فً‬ ‫" وَنطق "‬ ‫ٖ ‪ -‬هادس ‪ :‬أَت فً الٌونانً "‬
‫اللغة العربٌة " الهاوٌة ـ الجحٌم " وهً َنقسم إلً قسمٌن وبٌن القسمٌن هوة عظٌمة قد أثبَت ‪ ،‬قسم خاص‬
‫بأرواح المؤمنٌن األبرار والقسم األخر ٌخص أرواح األشرار ‪.‬‬
‫إليك الشواهد الكتابية التي أتت بمعني هادس ‪:‬‬
‫ٌَكلم الكَاب عن الهاوٌة الًَ هً ( هادس ) ذاكرا كفر ناحوم المَكبرة لسبب كثرة األٌات الًَ‬
‫ٌن إِلَى‬ ‫اء! َس َُ ْهبَطِ َ‬ ‫ت ٌَا َك ْف َر َناحُو َم ْالمُرْ ََف َِع َة إِلَى ال َّس َم ِ‬ ‫صنعت فٌها ولكنها لم ََب ‪ ،‬فٌنَظرها هالك ابدي " َوأَ ْن ِ‬
‫ت إِلَى ْال ٌَ ْو ِم‪ ( " .‬مت ٔٔ ‪) ٖٖ :‬‬ ‫وع ُة فٌِكِ لَ َبقِ ٌَ ْ‬ ‫ات ْال َمصْ ُن َ‬‫ت فًِ َس ُدو َم ْالقُ َّو ُ‬ ‫او ٌَةِ‪ ( .‬هادس ) ألَ َّن ُه لَ ْو ُ‬
‫صن َِع ْ‬ ‫ْال َه ِ‬
‫فلم ٌسَخدم هنا َارَاروس وال ابوسوس ‪ ،‬أما هادس فٌوجد فٌها ارواح بشر ‪.‬‬
‫هل َعلم أن الرب عندما َكلم عن ابواب الححٌم لم ٌسَخدم كلمة ( َارَاروس ) الًَ بها ارواح‬
‫محفوظة لٌوم الدٌن ‪ ،‬ولم ٌسَخدم ( ابوسوس ) الًَ َحوي أرواح شرٌرة مرَبطة بنهاٌة الزمان فً الضٌقة‬
‫العظٌمة ‪ ،‬لكنه اسَخدم كلمة ( هادس ) الًَ َحوي انفس البشر من ادم الً ٌومنا هذا " َوأَ َنا أَقُو ُل لَ َك أٌَْضً ا‪:‬‬
‫ت ب ُْطرُ سُ ‪َ ،‬و َعلَى ه ِذ ِه الص َّْخ َر ِة أَبْنً َكنٌِ َسًَِ‪َ ،‬وأَب َْوابُ ْال َجحٌِم ( هادس )ِ لَنْ ََ ْق َوى َعلَ ٌْ َها‪ ( " .‬مت ‪: ٔٙ‬‬ ‫أَ ْن َ‬
‫‪ ) ٔ8‬هذا ألن هادس َبَلع كل ٌوم نفوس لم َؤمن بالمسٌ ُ وَركة نفسها للشهوات وللخطٌة والبعد عن هللا ‪،‬‬
‫فهادس لن َقوي علً الكنٌسة فهً أٌضا َضم كل ٌوم نفوس َخلص لمجد هللا ‪ ،‬فالرب ال ٌهمه ابدا المناطق‬
‫الًَ بها ارواح شرٌرة ‪ ،‬لكنه ٌهمه ما ٌخص البشر ‪ ،‬فهادس منطقة َحوي داخلها نفوس ابرار واشرار ‪،‬‬
‫االبرار ٌَنعمون واألشرار ٌعذبون ‪.‬‬
‫رفع الغنً عٌنٌة وهو فً هادس ورأي ابونا ابراهٌم من بعٌد ‪ ،‬فالغنً فً العذاب وابونا ابراهٌم فً‬
‫الجحٌِم ‪ (،‬هادس )ِ َوه َُو فًِ ْال َع َذابِ‪َ ،‬و َرأَى إِب َْراهٌِ َم مِنْ‬ ‫النعٌم واإلثنٌن فً منطقة واحدة " َف َر َف َع َع ٌْ َن ٌْ ِه فًِ َ‬
‫هذا ُكلِّهِ‪َ ،‬ب ٌْ َن َنا َو َب ٌْ َنك ْمُ‬ ‫از َر فًِ حِضْ ِنهِ‪ ( " ،‬لو ‪ ) ٕٖ : ٔٙ‬وبٌن النعٌم والعذاب هوة عظٌمة " َو َف ْو َق َ‬ ‫َبعٌِ ٍد َول َِع َ‬
‫ُ‬
‫اك ٌَجْ ََاز َ‬
‫ون‬ ‫ٌِن مِنْ ُه َن َ‬ ‫َّ‬
‫ُون‪َ ،‬والَ الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُور مِنْ ه ُه َنا إِل ٌْك ْم الَ ٌَق ِدر َ‬ ‫ْ‬
‫ون ال ُعب َ‬ ‫ٌِن ٌ ُِرٌ ُد َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ت‪َ ،‬حَى إِنَّ الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ه َُّوةٌ َعظِ ٌ َمة َق ْد أث ِب ََ ْ‬
‫إِلَ ٌْ َنا‪( .‬لو ‪ ) ٕٙ : ٔٙ‬فمنطقة هادس هً منطقة الجحٌم او الهاوٌة وفٌها الفردوس ‪ ،‬فكل المناطق الًَ هً‬
‫ابوسوس وَرَاروس وهادس ال نعلم اٌن ٌوجدوا ‪ ،‬فهما فً مكان ال ٌدرك وال ٌحس وال ٌعرف لبنً البشر‬
‫األحٌاء ‪ ،‬فهو فً مكان ٌعلمه الرب ‪.‬‬

‫او ٌَ ِة ( هادس ) َوالَ ََدَ َع ُق ُّد َ‬


‫وس َك ٌَ َرى َف َس ًادا‪.‬‬ ‫ك َن ْفسِ ً فًِ ْال َه ِ‬ ‫ذهب المسٌ ُ الً هادس " ألَ َّن َك لَنْ ََ َْرُ َ‬
‫او ٌَ ِة ( هادس ) َوالَ َرأَى َج َس ُدهُ َف َس ًادا‪ ( " .‬اع ٕ‬ ‫ٌ ُ‪ ،‬أَ َّن ُه لَ ْم َُ َْ َركْ َن ْف ُس ُه فًِ ْال َه ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َس َب َق َف َرأى َو ََ َكل َم َعنْ ِق ٌَا َم ِة المَسِ ِ‬
‫‪ ) ٖٔ - ٕ7 :‬فال عجب فقد ذهب المسٌ ُ عندما مات لمنطقة الفردوس ( القسم الثانً من هادس ) فعندما‬
‫س"‪( .‬لو ٖٕ ‪ )ٖٗ :‬فهذه هً‬ ‫ُوعُ‪":‬ال َح َّق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ َّن َك ْال ٌَ ْو َم ََ ُكونُ َمعًِ فًِ ْالفِرْ دَ ْو ِ‬
‫ْ‬ ‫قال للص " َف َقا َل لَ ُه ٌَس‬
‫منطقة الفردوس الًَ ذهب لها المسٌ ُ وذهب فٌها اللص ‪ ،‬وهً نفس المنطقة الًَ ذهب فٌها الرسول بولس‬
‫ان أَنْ ٌَ ََ َكلَّ َم ِب َها‪ٕ( .‬كو ٕٔ ‪)ٗ :‬‬ ‫ت الَ ٌُ ْن َط ُق ِب َها‪َ ،‬والَ ٌَسُو ُغ إلِ ْن َس ٍ‬ ‫س‪َ ،‬و َسم َِع َكلِ َما ٍ‬ ‫ف إِلَى ْالفِرْ ْ‬
‫دَو ِ‬ ‫" أَ َّن ُه ْ‬
‫اخ َُطِ َ‬
‫صعِدَ "‪َ ،‬ف َما ه َُو إِالَّ إِ َّن ُه َن َز َل أٌَْضًا أَ َّوالً إِلَى أَ ْق َس ِام‬
‫فهً نفسها اٌضا الًَ َكلم عنها الرسول بولس " َوأَمَّا أَ َّن ُه " َ‬
‫ض ال ُّس ْفلَى‪( .‬أف ٗ ‪ )9 :‬ألنه ذهب الً ابوسوس والً هادس بحسب االٌات الًَ ذكرناها سابقا ‪.‬‬ ‫األَرْ ِ‬

‫ٌِن‪َ .‬ولًِ‬ ‫ٌِن! آم َ‬ ‫ت َم ٌْ ًَا‪َ ،‬و َها أَ َنا َحًٌّ إِلَى أَ َب ِد ِ‬


‫اآلبد َ‬ ‫الذي له مفاٌَ ُ هادس هو المسٌ ُ " َو ْال َحًُّ ‪َ .‬و ُك ْن ُ‬
‫او ٌَة ( هادس )ِ َو ْال َم ْوتِ‪ ( " .‬رؤ ٔ ‪ ) ٔ8 :‬فال ٌسَطٌع أحد أن ٌَحكم فً منطقة هادس إال‬ ‫َم َفاٌَِ ُ ُ ْال َه ِ‬
‫المسٌ ُ‪.‬‬
‫ُ‬
‫او ٌَة (‬ ‫ْ‬
‫ت‪َ ،‬وال َه ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضرُ‪َ ،‬وال َجالِسُ َعل ٌْ ِه اسْ ُم ُه ال َم ْو ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت َوإِذا َف َرسٌ أخ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هادس لها مالك اسمه هادس " َف َنظرْ ُ‬
‫ض‪ ( .‬رؤ‬ ‫َ‬
‫حُوش األرْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت َو ِبوُ‬ ‫ْ‬
‫جُوع َوال َم ْو ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض أنْ ٌَقَال ِبال َّسٌْفِ َوال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هادس ) ََ َْ َب ُعهُ‪َ ،‬وأُعْ طِ ٌَا س ُْل َطا ًنا َعلَى رُ ب ِْع األَرْ ِ‬
‫‪ ) 8 : ٙ‬فعندما ٌَواجد مالك هادس ٌَواجد الموت ‪ ،‬واٌضا الموت له مالك ٌسمً الموت فاإلثنان أصدقاء‬
‫و سٌلقٌان فً بحٌرة النار ( المكان النهابً الذي سٌكون فٌه كل الكابنات الروحٌة والبشرٌة الً ابد األبدٌن )‬
‫ٌِه َما‪َ .‬ودٌِ ُنوا ُك ُّل َوا ِح ٍد‬ ‫ٌِن ف ِ‬ ‫ات الَّذ َ‬ ‫او ٌَ ُة ( هادس ) األَم َْو َ‬ ‫ت َو ْال َه ِ‬‫ٌِن فٌِهِ‪َ ،‬و َسلَّ َم ْال َم ْو ُ‬‫ات الَّذ َ‬ ‫" َو َسلَّ َم ْال َبحْ رُ األَمْ َو َ‬
‫ت َّ‬ ‫هذا ه َُو ْال َم ْو ُ‬ ‫ار‪َ .‬‬ ‫ت َو ْال َه ِ‬ ‫ب أَعْ َمالِهِ‪َ .‬و ُ‬
‫ط ِر َح ْال َم ْو ُ‬
‫الثانًِ " ( رؤ ٕٓ ‪ٖٔ :‬‬ ‫او ٌَة ( هادس ) ُ فًِ ب َُحٌ َْر ِة ال َّن ِ‬ ‫ِب َح َس ِ‬
‫‪ ) ٔٗ ،‬لن ٌكون بعد الدٌنونة وانقضاء الدهر اقسام ‪ ،‬سٌجمع كل االرواح والكابنات الشرٌرة والبشر الغٌر‬
‫ُوت َوال َّنارُ الَ َُ ْط َفأُ‪( .‬مر ‪ )ٗٗ : 9‬فهل لك األن‬ ‫ْث ُدو ُد ُه ْم الَ ٌَم ُ‬ ‫مؤمنون ‪ ،‬وٌقضوا ابدٌَهم فً نار ابدٌة " َحٌ ُ‬
‫وقت لَاَوب وَسلم قلبك للمسٌ ُ وَضمن أبدٌَك ‪ ،‬ألنه هو ضمنها لك ‪.‬‬

‫فً هذا القسم‬


‫ال ٌوجد فٌه‬
‫أي من االرواح الشرٌرة ‪.‬‬

‫مالحظة مهمة ‪:‬‬


‫الحظوا أن فً النهاٌة سَلغً كل األقسام وسٌجمع الكل فً بحٌرة النار والكبرٌت حٌث الدود الذي ال ٌموت‬
‫ان‬
‫ك ٌَدَ ِ‬ ‫ون لَ َ‬ ‫ك َفا ْق َطعْ َها‪َ .‬خٌْرٌ لَ َك أَنْ ََ ْد ُخ َل ْال َح ٌَا َة أَ ْق َط َع مِنْ أَنْ ََ ُك َ‬ ‫ك ٌَ ُد َ‬ ‫والنار الًَ ال َطفأ " َوإِنْ أَعْ َث َر َْ َ‬
‫ُوت َوال َّنارُ الَ َُ ْط َفأُ‪( .‬مر ‪: 9‬‬ ‫ْث ُدو ُد ُه ْم الَ ٌَم ُ‬ ‫ار الًََِّ الَ َُ ْط َفأُ‪( .‬مر ‪َ )ٖٗ : 9‬حٌ ُ‬ ‫َو ََمْضِ ًَ إِلَى َج َه َّن َم‪ ،‬إِلَى ال َّن ِ‬
‫" جهنم ‪ ،‬فجهنم حٌث الدود الذي ال ٌموت هو مكان العذاب النهابً‬ ‫ٗٗ) وَاًَ فً الٌونانً "‬
‫الذي سٌكون فٌه كل الخالبق الروحٌة الشرٌرة والبشرٌة الغٌر مؤمنة ‪ ،‬وسَلغً كل األقسام " َو َسلَّ َم ْال َبحْ ُر‬
‫ب أَعْ َمالِهِ‪.‬‬ ‫ٌِه َما‪َ .‬ودٌِ ُنوا ُك ُّل َوا ِح ٍد ِب َح َس ِ‬ ‫ات الَّذ َ‬
‫ٌِن ف ِ‬ ‫او ٌَ ُة ( هادس ) األَمْ َو َ‬ ‫ت َو ْال َه ِ‬‫ٌِن فٌِهِ‪َ ،‬و َسلَّ َم ْال َم ْو ُ‬ ‫ات الَّذ َ‬ ‫األَمْ َو َ‬
‫ت َّ‬ ‫هذا ه َُو ْال َم ْو ُ‬
‫ار‪َ .‬‬ ‫ت َو ْال َه ِ‬ ‫ط ِر َح ْال َم ْو ُ‬‫َو ُ‬
‫الثانًِ " ( رؤ ٕٓ ‪) ٔٗ ، ٖٔ :‬‬ ‫او ٌَة ( هادس ) ُ ِفً ب َُحٌ َْر ِة ال َّن ِ‬

‫‪ - ٤‬شأول‬
‫" وَعنً القبر فهو مكان أرضً زمنً‬ ‫ٗ ‪ -‬شأول ‪ :‬فً العبرٌة " ׁשאול " وَنطق "‬
‫ولٌس مكان أبدي والٌك الشواهد علً سبٌل المثال ولٌس الحصر ‪ :‬لٌس كل كلمة هاوٌة فً الكَاب المقدس‬
‫العربً او االنجلٌزي َعنً مكان للعذاب فقد َاًَ كَارَاروس او ابوسوس او هادس ‪ ،‬وقد َأًَ بمعنً القبر‬
‫ض‬‫او ٌَ ِة ( شأول ‪ -‬القبر ) ال ُّس ْفلَى‪َ ،‬و ََأْ ُك ُل األَرْ َ‬
‫ض ِبً َف ََ ََّ ِق ُد إِلَى ْال َه ِ‬ ‫كما فً األٌة ‪ " :‬إِ َّن ُه َق ِد ا ْش ََ َعلَ ْ‬
‫ت َنارٌ ِب َغ َ‬
‫ال‪َ ( " .‬ث ٕٖ ‪ ) ٕٕ :‬فكلمة القبر َرجمت الهاوٌة فً العربً ‪ ،‬لذلك عندما َقرا‬ ‫ج َب ِ‬ ‫َو َغلَّ ََ َها‪َ ،‬و َُحْ ِر ُق أُس َ‬
‫ُس ْال ِ‬
‫الكَاب المقدس العربً َخَاج للرجوع دابما للنسخة العبري ‪.‬‬

‫صا َب َْنًِ‪( " .‬‬ ‫ت أَ َ‬


‫ك ْال َم ْو ِ‬ ‫ت ِبً‪ُ .‬‬
‫شرُ ُ‬ ‫او ٌَة ( شأول ‪ -‬القبر ) أَ َح َ‬
‫اط ْ‬ ‫ح َبا ُل ْال َه ِ‬
‫اٌضا فً االٌة الَالٌة ‪ِ " :‬‬
‫ٕ صم ٕٕ ‪ ) ٙ :‬فالقابل ٌعنً أن الموت والقبر كانا قربٌن جدا منه ‪ ،‬وكما فً األٌة الَالٌة ‪ " :‬اَألَ ْش َرا ُر‬
‫هللا‪ ( ".‬مز ‪ ) ٔ7 : 9‬وٌقصد الكاَب أن ٌقول أن القبر ٌجمع الكل‬ ‫ٌن َ‬ ‫او ٌَةِ‪ُ ،‬ك ُّل األ ُ َم ِم ال َّناسِ َ‬
‫ُون إِلَى ْال َه ِ‬
‫ٌَرْ ِجع َ‬
‫سواء كان من اوالد هللا او حًَ االشرار ‪ ،‬وباألخص األشرار فهم قرٌبٌن للموت والقبر " لِ ٌَ ْب َغ َْ ُه ُم ْال َم ْو ُ‬
‫ت‬
‫شرُورً ا‪ ( " .‬مز ٘٘ ‪ ) ٔ٘ :‬وكما قال اشعٌاء "‬ ‫او ٌَ ِة أَحْ ٌَاءً‪ ،‬ألَنَّ فًِ َم َسا ِكن ِِه ْم‪ ،‬فًِ َوسْ طِ ِه ْم ُ‬ ‫لِ ٌَ ْن َحدِرُ وا إِلَى ْال َه ِ‬
‫جٌجُ َها َو ْال ُم ْب ََ ِه ُج فٌِ َها! " (‬ ‫ت َفا َها ِبالَ َحدٍّ‪َ ،‬ف ٌَ ْن ِز ُل َب َهاؤُ َها َوجُ مْ هُو ُر َها َو َ‬
‫ض ِ‬ ‫ت ْال َه ِ‬
‫او ٌَ ُة َن ْف َس َها‪َ ،‬و َف َغ َر ْ‬ ‫لِذل َِك َوس ََّع ِ‬
‫ك َأخذ ُه ْم ٌَدِي‪َ ،‬وإِنْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫او ٌَة ( شأول ‪ -‬القبر ) ِ فمِنْ ُهنا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أش ٘ ‪ ) ٔٗ :‬وكما فً عاموس " إِنْ نقبُوا إِلى ال َه ِ‬
‫اك أ ُ ْن ِزلُ ُه ْم‪ ( .‬عا ٕ ‪ ) 9 :‬نحن ال نؤمن بما ٌسمً بعذاب القبر ‪ ،‬فالخاطٌا ٌذهب‬ ‫ص ِع ُدوا إِلَى ال َّس َما ِء َفمِنْ ُه َن َ‬ ‫َ‬
‫لهادس فً القسم المخصص لالشرار والغٌر مؤمنٌن ‪ ،‬والمؤمنٌن لهادس القسم المخصص لألبرار ‪،‬‬
‫فالسؤال الً أي قسم َنَمً ‪.‬‬

‫‪ - 5‬جهنم‬
‫‪ 5‬ـ جهنم ( وادي ابن هنوم ) ‪ :‬مكان معروف جغرافٌا ً فهو فً الجنوب الشرقً ألورشلٌم ‪ ،‬سمً‬
‫"‬ ‫وادي ابن هنوم " ‪ " the valley of the son of Hinnom‬فً العبرٌة " הּנם " وَنطق "‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫" وَنطق " ‪ " geenna‬كما فً مت ٘ ‪َ " ٕٕ :‬و َمنْ َقا َل‪ٌَ :‬ا أحْ َمق‪ٌَ ،‬كونُ‬ ‫وفً الٌونانٌة َأًَ "‬
‫ار َج َه َّن َم " كان أول منطقة حدود اإلله مولك الذي كان مرسوما علً شكل عجل من نحاس‬ ‫ب َن ِ‬ ‫مُسْ ََ ْو ِج َ‬
‫مفرغ من الداخل وبعد أن ٌوقدوا النار داخله حَى ٌحمر ٌضعون علً ٌدٌه األطفال من الذكور واإلناث‬
‫ٌن َط َردَ ُه ُم‬ ‫ت األ ُ َم ِم الَّ ِذ َ‬
‫اسا ِ‬
‫ب َر َج َ‬ ‫ار َح َس َ‬ ‫َ‬
‫ْن ِه ُّنو َم َوأحْ َر َق َبنٌِ ِه ِبال َّن ِ‬ ‫كذباب ُ لهذا اإلله " َوه َُو أَ ْو َقدَ فًِ َوادِي اب ِ‬
‫الرَّ بُّ مِنْ أَ َم ِام َبنًِ إِسْ َرابٌِ َل‪ٕ ( " .‬أخ ‪) ٖ : ٕ8‬‬
‫س َُو َف َة الًََِّ فًِ‬ ‫ثم جاء ٌوشٌا الملك ونجسه لكً ال ٌعبر احد ابنه او ابنَه فً النار لمولك " َو َنجَّ َ‬
‫ار لِمُولَ َك‪ٕ ( " .‬مل ٖٕ ‪ ) ٔٓ :‬والطرٌقة هً انه مأله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوادِي َبنًِ ِه ُّنو َم لِ َكًْ الَ ٌُ َعب َِّر أ َح ٌد ا ْب َن ُه أ ِو ا ْب َن ََ ُه فًِ ال َّن ِ‬
‫بالزبالة والنفاٌات والحٌوانات المٌَة والمجرمٌن الذٌن لم ٌدفنهم أحد وأوقد فٌهم النار ‪ ،‬علً أن َسَمر النار‬
‫لٌالً ونهاراً ‪ ،‬فَطور االسم من " هنوم " إلً " جهنم " من أجل ذلك قال الرب لمن قال ألخٌه ٌا أحمق‬
‫ك ْالٌُمْ َنى‬ ‫ت َع ٌْ ُن َ‬ ‫ار َج َه َّن َم‪َ .... .‬فإِنْ َكا َن ْ‬ ‫ب َن ِ‬ ‫ٌسَحق نار وادي بن هنوم " ‪َ ....‬و َمنْ َقا َل‪ٌَ :‬ا أَحْ َم ُق‪ُ ٌَ ،‬كونُ مُسْ ََ ْو ِج َ‬
‫ِك َوالَ ٌ ُْل َقى َج َس ُد َك ُكلُّ ُه فًِ َج َه َّن َم‪ ( " .‬مت ٘ ‪:‬‬ ‫ضاب َ‬ ‫ِرُك َفا ْقلَعْ َها َوأَ ْل ِق َها َع ْن َك‪ ،‬ألَ َّن ُه َخ ٌْ ٌر لَ َك أَنْ ٌَ ْهل َِك أَ َح ُد أَعْ َ‬
‫َُعْ ث َ‬
‫ٕٕ ‪ ) ٕ9 ،‬فجهنم الًَ هً وادي ابن هنوم ال َوجد فً األبدٌة ألنها مكان لعقاب زمنً أرضً ‪ ،‬وَكلم‬
‫الرسول ٌعقوب عن اللسان أنه ٌسَطٌع أن ٌجعل الحٌاة جهنم ( نار ) كوادي بن هنوم " َفاللِّ َسانُ َنارٌ! َعالَ ُم‬
‫ضابِ َنا اللِّ َسانُ ‪ ،‬الَّذِي ٌُدَ ِّنسُ ْال ِجسْ َم ُكلَّهُ‪َ ،‬وٌُضْ ِر ُم دَ اب َِر َة ْال َك ْو ِن‪َ ،‬وٌُضْ َر ُم مِنْ َج َه َّن َم‪( " .‬‬ ‫اإل ْث ِم‪ .‬ه َك َذا جُ ِع َل فًِ أَعْ َ‬ ‫ِ‬
‫ٌع ٖ ‪. ) ٙ :‬‬

‫مما سبق نفهم أن كل شا لدي هللا منظم ‪ ،‬لٌس فً الكون فقط بل أٌضا فً عالم الجحٌم والهاوٌة ‪،‬‬
‫فالكَاب المقدس عمٌق جدا وبه الكثٌر من الَعالٌم واإلدراك الروحً الذي إذا ََبعناه بالروح القدس سنصل‬
‫إلً مسَوٌات من المعرفة الروحٌة ‪ ،‬كل هذا كان ال ٌعلمه أٌوب ‪ ،‬ولكنه أعلن لنا ٌا مَّن انَهت إلٌنا أواخر‬
‫الدهور ‪ ،‬لٌس ألننا أفضل أو أعظم ‪ ،‬ولكن ألن هذا هو زمن النهاٌة وفٌه المعرفة َزداد ‪.‬‬

‫أحبابً بعد أن درسنا معا ً موضوع الهاوٌة وأقسامها ‪ ،‬وعرفنا أن ابوسوس بها أرواح نجسة َخص‬
‫زمن الضٌقة وربما أرواح وجنود شٌطانٌة اخري وال ٌوجد بها ارواح بشرٌة ‪ ،‬وأن َارَاروس بها أرواح‬
‫نجسة محفوظة لٌوم الدٌن وال ٌوجد بها ارواح بشر ‪ ،‬وأن هادس ٌحوي ارواح البشر الذٌن ماَوا فً قسمٌه‬
‫‪ ،‬مكان النعٌم ومكان العذاب واإلثنٌن ٌسمٌان هادس ‪ ،‬وأنه ٌرَبط بهادس مالكان شرٌران الواحد ٌسمً‬
‫هادس والثانً الموت ‪ ،‬وسٌلقٌان فً النار األبدٌة فً النهاٌة ‪.‬‬

‫يبقي سؤال‬
‫أين ستقضي أبديتك ؟‬
‫‪ -‬هل حصلت علي الحياة األبدية من هنا ؟ أم ماذا ؟‬
‫‪ -‬أم ال تعر مصيرك األبد ؟‬
‫ٌقول الكَاب المقدس وٌعلمنا أنه فً نهاٌة الزمان ( ٌوم النهاٌة ‪ٌ -‬وم القٌامة ‪ٌ -‬وم انقضاء الدهر )‬
‫ٌِن‬ ‫سٌسٌَقظ األموات وٌُفصل بٌنهم ‪ ،‬فمن له حٌاة أبدٌة وأخر سٌكون له إزدراء أبدي " َو َكثٌِر َ‬
‫ُون م َِن الرَّ ا ِقد َ‬
‫ِالزد َِرا ِء األَ َبدِيِّ ‪ ( " .‬دانٌال ٕٔ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ،‬هؤُ الَ ِء إِلَى ْال َح ٌَا ِة األ َب ِد ٌَّةِ‪َ ،‬وهؤُ الَ ِء إِلَى ْال َع ِ‬
‫ار ل ْ‬ ‫فًِ َُ َراب ِ األَرْ ِ‬
‫ض ٌَسْ ََ ٌْق ُ‬
‫ِظ َ‬
‫‪ ) ٕ :‬فهل اخَرت نهاٌَك أم مازلت مجاهداً ومحاوالً ربما َحصل علٌها أو قد َكون نهاٌَك الٌمة ‪ ،‬وَقول "‬
‫هللا أعلم " !‬

‫صالَ ٍح أَعْ َم ُل‬ ‫وقف أحدهم أمام المسٌ ُ وقال له " َوإِ َذا َوا ِح ٌد ََ َق َّد َم َو َقا َل لَهُ‪":‬أَ ٌُّ َها ْالم َُعلِّ ُم الصَّالِ ُُ‪ ،‬أَيَّ َ‬
‫ون ل ًَِ ْال َح ٌَاةُ األَ َب ِد ٌَّ ُة؟" ( مَى ‪ ) ٔٙ : ٔ9‬إنه سؤال مهم ولكن كانت إجابة المسٌ ُ عن حفظ الوصٌاٌا ‪،‬‬ ‫لِ ََ ُك َ‬
‫ون َكا ِمالً َف ْاذ َهبْ‬ ‫ت أَنْ ََ ُك َ‬ ‫فكان رد الرجل أنه حفظها منذ الحداثة ‪ ،‬فقال له الرب ‪َ " :‬قا َل لَ ُه ٌَسُوعُ‪":‬إِنْ أَ َر ْد َ‬
‫ك َك ْن ٌز فًِ ال َّس َما ِء‪َ ،‬و ََ َعا َل ا َْ َبعْ نًِ"‪( .‬مت ‪ٌ )ٕٔ : ٔ9‬ركز الجمٌع علً‬ ‫ك َوأَعْ طِ ْالفُ َق َرا َء‪َ ،‬ف ٌَ ُك َ‬
‫ون لَ َ‬ ‫َوبعْ أَمْ الَ َك َ‬
‫العمل الذي ٌعمله هذا الشاب ‪ ،‬ولكن الفكرة األساسٌة لٌس بٌع األمالك بل الَبعٌة ‪ ،‬فقد َجد نفوس عطاءة‬
‫وكرٌمة ولٌست مؤمنة بالمسٌ ُ ‪ ،‬فاألهم هو أن َبٌع أمالكك ( َُ َف ِر ْغ نفسك للرب وال ٌَعلق بقلبك اإلمور‬
‫ت أَ ْو‬‫ك ُبٌُو ًَا أَ ْو إِ ْخ َو ًة أَ ْو أَ َخ َوا ٍ‬ ‫الزمنٌة ) وََبع المسٌ ُ من أجل المسب ُ فقط ولٌس لهدف أخر " َو ُك ُّل َمنْ ََ َر َ‬
‫َ‬
‫ث ال َح ٌَا َة األ َب ِد ٌَّ َة‪ ( .‬مَى ‪: ٔ9‬‬ ‫ْ‬ ‫أَبًا أَ ْو أ ُ ًّما أَ ِو امْ َرأَ ًة أَ ْو أَ ْوالَ ًدا أَ ْو حُ قُوالً مِنْ أَجْ ِل اسْ مًِ‪ٌَ ،‬أْ ُخ ُذ ِم َب َة ضِ عْ فٍ َو ٌَ ِر ُ‬
‫‪) ٕ9‬‬

‫الحياة األبدية تضمنها من هنا ‪:‬‬


‫هللا ٌبحث عن قلوب غٌر مَعلقة بالعالم ومحبة هلل ومؤمنة بعمل الصلٌب أنه كامل ‪ ،‬وال ٌحَاج منً‬
‫إال أن اصدق وأكون مؤمنا ً به ‪ ،‬فكل مؤمن بالمسٌ ُ له حٌاة أبدٌة وال ٌهلك ‪ ..‬أقولها مرة أخري ‪ ..‬ال ٌهلك‬
‫ك ُك ُّل َمنْ ٌ ُْؤمِنُ ِب ِه َب ْل ََ ُكونُ لَ ُه ْال َح ٌَاةُ األَ َب ِد ٌَّ ُة‪ٌ ( .‬وحنا‬ ‫‪ ....‬اقرأ معً قول المسب ُ بنفسه فٌقول ‪ " :‬لِ َكًْ الَ ٌَ ْهلِ َ‬
‫ٖ ‪ ) ٔ٘ :‬فٌبقً السؤال ‪ :‬هل لك حٌاة ابدٌة ؟ إن كنت مؤمنا ً بالمسٌ ُ إٌمان حقٌقً ‪ ..‬أقولها مرة أخري ‪..‬‬
‫ك ُك ُّل َمنْ‬ ‫إٌمان حقٌقً ‪ ..‬فأنت لك حٌاة أبدٌة " ألَ َّن ُه ه َك َذا أَ َحبَّ هللاُ ْال َعالَ َم َح ََّى َب َذ َل ا ْب َن ُه ْال َوحٌِدَ‪ ،‬لِ َكًْ الَ ٌَ ْهلِ َ‬
‫ٌ ُْؤمِنُ ِبهِ‪َ ،‬ب ْل ََ ُكونُ لَ ُه ْال َح ٌَاةُ األَ َب ِد ٌَّ ُة " ( ٌوحنا ٖ ‪ ) ٔٙ :‬نحن ال ننكر األعمال ألنها مهمة جدا ‪ ،‬ولكنها ال‬
‫َفَ ُ لً باب السماء ‪ ،‬فالمسٌ ُ فَ ُ لً باب السماء بعمله علً الصلٌب ‪ ،‬واإلٌمان بهذا العمل اإللهً ٌجعل‬
‫لً حق الدخول للسماء ( الحٌاة األبدٌة ) فالحٌاة األبدٌة ال َوجد فً اعمالً بل فً إٌمانً بالعمل الذي‬
‫اربُّ ‪ ،‬إِلَى َمنْ َن ْذ َهبُ ؟ َكالَ ُم‬ ‫صنعه المسٌ ُ من أجلً ‪ ،‬لذلك قال بطرس للمسٌ ُ " َفأ َ َجا َب ُه سِ مْ َعانُ ب ُْطرُسُ ‪َ ٌَ ":‬‬
‫دَك‪ٌ ( ،‬وحنا ‪ ) ٙ8 : ٙ‬فالحٌاة االبدٌة هً فً األٌمان بالمسب ُ وبكلمَه ‪ ،‬وبمعرفَنا باآلب و‬ ‫ْال َح ٌَا ِة األَ َب ِد ٌَّ ِة عِ ْن َ‬
‫ٌ ُ الَّذِي أَرْ َس ْل ََهُ‪( " .‬‬ ‫ُوع ْالمَسِ َ‬‫دَك َو ٌَس َ‬ ‫ت اإلِل َه ْال َحقٌِقًَِّ َوحْ َ‬ ‫ًِ ْال َح ٌَاةُ األَ َب ِد ٌَّ ُة‪ :‬أَنْ ٌَعْ ِرفُ َ‬
‫وك أَ ْن َ‬ ‫اإلبن " َوه ِذ ِه ه َ‬
‫ٌوحنا ‪ ) ٖ : ٔ7‬فمن ٌبحث عن الحٌاة االبدٌة بعٌدا عن اإلٌمان بكلمة هللا وباإلبن المبارك وباآلب فهو ٌبحث‬
‫فً سراب ‪.‬‬
‫األعمال مهمة جدا ألنها َجعلنً منفَ ُ علً كلمة هللا وعلً الخدمة ‪ ،‬وَجعل الناس ٌروا أعمالنا‬
‫اس‪ ،‬لِ َكًْ ٌَ َر ْوا أَعْ َمالَ ُك ُم ْال َح َس َن َة‪َ ،‬و ٌُ َمجِّ ُدوا أَ َبا ُك ُم الَّذِي فًِ‬ ‫فٌمجدوا الرب " َف ْلٌُضِ اْ ُنورُ ُك ْم ه َك َذا قُ َّدا َم ال َّن ِ‬
‫ال َّس َم َاواتِ‪( .‬مت ٘ ‪ )ٔٙ :‬وَلرسول بولس ٌعلمنا ان األعمال الصالحة َأًَ عندما ٌكون المؤمن له حٌاة‬
‫ُون ْال َمجْ دَ َو ْال َك َرا َم َة َو ْال َب َقا َء‪َ ،‬ف ِب ْال َح ٌَا ِة األَ َب ِد ٌَّةِ‪ ( .‬رومٌة ٕ ‪) 7 :‬‬ ‫صب ٍْر فًِ ْال َع َم ِل الصَّال ِِ ُ ٌَ ْطلُب َ‬ ‫ابدٌة " أَمَّا الَّذ َ‬
‫ٌِن ِب َ‬
‫فبدون الحٌاة األبدٌة الًَ أحصل علٌها من هنا لن اسَطٌع ان اعمل أعمال هللا ‪ ،‬فخذ حٌاة لكً َعمل ‪.‬‬

‫الجهاد الروحي ‪:‬‬


‫ٌُعلم الرسول بولس َلمٌذه ٌَموثاوس أن ٌُجاهد جهاد اإلٌمان مَُمسكا بالحٌاة األبدٌة وله حٌاة الشهادة الحسنة‬
‫ت‬ ‫ضا‪َ ،‬واعْ ََ َر ْف َ‬ ‫ٌت أَ ٌْ ً‬‫ان ْال َح َس َن‪َ ،‬وأَمْسِ كْ ِب ْال َح ٌَا ِة األَ َب ِد ٌَّ ِة الًََِّ إِلَ ٌْ َها ُدعِ َ‬
‫أمام نفوس كثٌرة " َجاه ِْد ِج َهادَ اإلٌِ َم ِ‬
‫ٌن‪ٌَ ( .‬موثاوس االولى ‪ ) ٕٔ : ٙ‬فجهاد اإلٌمان واإلمساك بالحٌاة األبدٌة‬ ‫شهُو ٍد َكث ِ‬
‫ٌِر َ‬ ‫اف ْال َح َس َن أَ َما َم ُ‬
‫االعْ َ َِر َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب ِِ ِل‪ ،‬لِكًْ ٌُمْ سِ كوا ِبال َح ٌَا ِة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ٌن ألنفسِ ِه ْم أ َساسًا َح َسنا لِلمُسْ َق َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌفَ ُ مجال للمؤمن لٌذخر ذخابر سماوٌة " ُم َّدخ ِِر َ‬
‫األَ َب ِد ٌَّةِ‪ٌَ ( .‬موثاوس االولى ‪ ) ٔ9 : ٙ‬فاإلنسان لٌس مطالب بعمل شٌا للحصول علً الحٌاة األبدٌة ‪ ،‬بل‬
‫المطلوب فقط أن ٌ ؤمن الشخص بعمل المسٌ ُ الفدابً الذي صنعه من أجله ‪ ،‬أما الجهاد الروحً فهو لٌس‬
‫من أجل فَ ُ أبواب الخٌاة األبدٌة بل من أجل فَ ُ أبواب األكالٌل واألجرة فً الحٌاة األبدٌة ‪.‬‬

‫الجهاد في الصالة ‪:‬‬


‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ُصلً ِبأ َش ِّد‬ ‫ان فًِ ِج َها ٍد َك َ‬
‫ان ٌ َ‬ ‫ْ‬
‫المسٌ ُ هو أكبر مثال لنا فً الجهاد المرَبط بالصالة الدابمة " َوإِذ َك َ‬
‫ض‪ ( .‬لوقا ٕٕ ‪ ) ٗٗ :‬وهو الغٌر محَاج للصالة لكنه‬ ‫ازلَ ٍة َعلَى األَرْ ِ‬ ‫ار َع َرقُ ُه َك َق َط َرا ِ‬
‫ت دَ ٍم َن ِ‬ ‫ص َ‬ ‫لَ َج َ‬
‫اجةٍ‪َ ،‬و َ‬
‫كان ٌصلً بلجاجة ( بإلحاح وأشد َركٌزاً ) هذا النوع من الجهاد ٌفَ ُ للمؤمن حٌاة اإلسَخدامات علً نطاق‬
‫أوسع وأقوي ‪ ،‬لٌس المقصود الَوسع الجغرافً الملحوظ ‪ ،‬ولكنً أقصد الَوسع الجغرافً فً نطاق الروح (‬
‫فً عالم الروح ) فٌكون الَأثٌر فً عالم الروح أقوي ومنَشر ‪ ،‬فٌُقٌد إبلٌس و َُشل حركَه وال ٌقوي علً‬
‫العمل فً إضعاف النفوس ‪.‬‬

‫وزا‬ ‫اي نوع من انواع الجهاد الروحً ٌخص فاعله لمسَوي من الكنوز األبدٌة " َب ِل ْاكن ُِزوا لَ ُك ْم ُك ُن ً‬
‫ون‪( ،‬مت ‪ )ٕٓ : ٙ‬اما فَ ُ‬ ‫ون َوالَ ٌَسْ ِرقُ َ‬ ‫ْث الَ ٌَ ْنقُبُ َس ِ‬
‫ارقُ َ‬ ‫صدَ أٌ‪َ ،‬و َحٌ ُ‬
‫ْث الَ ٌُ ْفسِ ُد سُوسٌ َوالَ َ‬ ‫فًِ ال َّس َما ِء‪َ ،‬حٌ ُ‬
‫َ‬
‫باب السماء فقد صنعه المسٌ ُ بدمه وعندما أقبل انا هذا العمل ٌصٌر لً حٌاة أبدٌة وأصٌر إبنا ً هلل " َوأمَّا ُك ُّل‬
‫ون ِباسْ ِمهِ‪ٌ( .‬و ٔ ‪ )ٕٔ :‬فأوالد هللا لٌس لهم‬ ‫هللا‪ ،‬أَيِ ْالم ُْؤ ِم ُن َ‬
‫ٌِن َق ِبلُوهُ َفأَعْ َطا ُه ْم س ُْل َطا ًنا أَنْ ٌَصِ ٌرُ وا أَ ْوالَ َد ِ‬
‫الَّذ َ‬
‫مكانا ً أبدٌا ًإال الحٌاة األبدٌة‬

‫جهاد الخدمة ‪:‬‬


‫هذا النوع من الجهاد ٌخص جمٌع أوالد هللا الفاهمٌن والمدركٌن الحق الكَاب وٌشعرون بالمسبولٌة‬
‫له َنا أَنْ ُن َكلِّ َم ُك ْم‬
‫ُون‪ ،‬فًِ فٌِلِبًِّ‪َ ،‬جا َهرْ َنا ِفً إِ ِ‬ ‫الروحٌة َحاه النفوس " َب ْل َبعْ دَ َما ََأَلَّمْ َنا َق ْبالً َو ُبغ َ‬
‫ًِ َعلَ ٌْ َنا َك َما ََعْ لَم َ‬
‫ٌِر‪َ ( " .‬سالونٌكى االولى ٕ ‪ ) ٕ :‬فكل جهاد ٌُعمل لمجد هللا له َقدٌر سماوي ‪،‬‬ ‫هللا‪ ،‬فًِ ِج َها ٍد َكث ٍ‬
‫ٌل ِ‬ ‫ج ِ‬‫ِبإِ ْن ِ‬
‫خٌرً ا َق ْد‬ ‫ان‪َ ،‬وأَ ِ‬ ‫اإلٌ َم َ‬
‫ت ِ‬ ‫ت السَّعْ ًَ‪َ ،‬حف ِْظ ُ‬‫ت ْال ِج َها َد ْال َح َس َن‪ ،‬أَ ْك َم ْل ُ‬ ‫ان‪َ ،‬ق ْد َجا َه ْد ُ‬ ‫الرسواإلٌ َم َ‬
‫ِ‬ ‫وَسَطٌع ان َقول مع‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وُ ضِ َع لًِ إِ ْكلٌِ ُل ْال ِبرِّ‪ ،‬الذِي ٌَ َه ُب ُه لًِ فًِ ذل َِك ال ٌَ ْو ِم‪ ،‬الرَّ بُّ الدٌَّانُ ال َعا ِدلُ‪َ ،‬ولٌ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ٌِن‬
‫ٌِع الذ َ‬ ‫ْس لًِ فقط‪َ ،‬ب ْل ل َِجم ِ‬
‫ُورهُ أٌَْضًا‪ٌَٕ( .‬مو ٗ ‪ ) 8 ، 7 :‬فبعد كل جهاد مسَوي من المكافبات ‪.‬‬ ‫ظه َ‬ ‫ُّون ُ‬
‫ٌُ ِحب َ‬

‫المطلوب من المؤمنٌن أن ٌجاهدوا بصبر وغٌر مَأثرٌن بالخطٌة المحٌطة بنا بسهولة " لِذل َِك َنحْ نُ‬
‫أٌَْضًا إِ ْذ لَ َنا َس َحا َب ٌة م َِن ال ُّشهُو ِد ِم ْقدَ ا ُر ه ِذ ِه ُمحٌِ َط ٌة ِب َنا‪ ،‬لِ َن ْط َرحْ ُك َّل ثِ ْقل‪َ ،‬و ْال َخطِ ٌَّ َة ْال ُمحٌِ َط َة ِب َنا ِب ُسهُولَةٍ‪،‬‬
‫ُوع أَ َما َم َنا" (عب ٕٔ ‪ )ٔ :‬فالخطٌة المحٌطة بنا قد َراها مَجسدة فً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صب ِْر فًِ ال ِج َها ِد ال َم ْوض ِ‬ ‫َو ْل ُن َحاضِ رْ ِبال َّ‬
‫خاطا بعٌد عن هللا ‪ ،‬أو مؤمن مَأثر بمبادئ العالم فٌسلك مزدوج الشخصٌة الروحٌة ‪ ،‬فً داخله ٌشعر‬
‫ٌ ُ‪َ ،‬ح ََّى إِ َذا ِج ْب ُ‬
‫ت‬ ‫شوا َك َما ٌَح ُِّق إلِ ْن ِج ِ ْ‬
‫ٌل المَسِ ِ‬ ‫وٌدرك أنه مؤمن ‪ ،‬وفً واقع حٌاَه ال ٌعٌش بالحق " َف َق ْط عِ ٌ ُ‬
‫ٌل‪،‬‬‫ان اإلِ ْن ِج ِ‬
‫إلٌ َم ِ‬
‫س َواحِدَ ٍة ِ‬ ‫ٌِن َمعًا ِب َن ْف ٍ‬
‫ُوح َوا ِحدٍ‪ ،‬م َُجا ِهد َ‬ ‫ون فًِ ر ٍ‬ ‫ت َغابِبًا أَسْ َمعُ أُم َ‬
‫ُور ُك ْم أَ َّن ُك ْم ََ ْث ُب َُ َ‬ ‫َو َرأَ ٌْ َُ ُك ْم‪ ،‬أَ ْو ُك ْن ُ‬
‫(فً ٔ ‪)ٕ7 :‬‬
‫وفً النهاٌة أقول أن إٌمانك بالمسٌ ُ هو الحق الوحٌد الذي ٌهبك الحٌاة األبدٌة " َو َنعْ لَ ُم أَنَّ اب َْن هللاِ َق ْد‬
‫اإلل ُه ْال َح ُّق َو ْال َح ٌَاةُ‬‫هذا ه َُو ِ‬‫ُوع ْالمَسِ ٌ ُ‪َ .‬‬
‫ِ‬ ‫ف ْال َح َّق‪َ .‬و َنحْ نُ فًِ ْال َح ِّق فًِ ا ْب ِن ِه ٌَس َ‬ ‫َجا َء َوأَعْ َطا َنا بَصِ َ‬
‫ٌر ًة لِ َنعْ ِر َ‬
‫األَ َب ِد ٌَّ ُة‪ٌ ( " .‬وحنا االولى ٘ ‪. ) ٕٓ :‬‬

‫القداسة ال َدخل فً دابرة الجهاد ‪ ،‬فهً فً دابرة الطبٌعة اإللهٌة الًَ حصل علٌها المؤمن ‪،‬‬
‫فالمؤمن ال ٌجب أن ٌنشغل كٌف ٌجاهد فً أن ٌعٌش حٌاة القداسة ‪ ،‬فقط علٌه أن ٌكون فً دابرة وسابط‬
‫النعمة الًَ هً ‪:‬‬
‫المواظبة علً الصالة‬
‫قرأة الكلمة المقدسة‬
‫حضور اإلجَماعات ( الكنٌسة )‬
‫الدراسات الروحٌة ( الَعلٌم )‬
‫‪ -‬شركة المؤمنين‬
‫فعندما ٌَم هذا ٌَم َنشٌط الطبٌعة اإللهٌة داخل المؤمن فٌسَطٌع ان ٌعٌش حٌاة القداسة ‪ ،‬فحٌاة‬
‫القداسة كالمناعة فً جسم اإلنسان َعمل عن طرٌق الغذاء الجٌد ‪ ،‬فالمؤمن المواظب علً أن ٌَغذي دابما‬
‫َكون مناعَه الروحٌة جٌدة فَظهر عالمات الصحة الجٌدة وال َعمل فٌه الفٌروسات والبكَرٌا ‪ ،‬فَظهر فً‬
‫حٌاَه النقاء والقداسة‬

‫أما الجهاد ٌحَاج إلسَخدام ما أكله وهضمه وَعلمه فً خدمة األخرٌن والصالة من أجل األخرٌن‬
‫ومن اجل الخدمة والعمل االلهً ‪.‬‬
‫أما بخصوص االٌة الًَ ذكرَها قس سعد فهً ََكلم عن حٌاة الجهاد من أجل اقَناس النفوس من براثن‬
‫الخطٌة وٌكون المؤمن عنده اسَعداد أن ٌجاهد فً كرازَه حًَ الموت كالمسٌ ُ الذي احَمل األالم حًَ‬
‫الصلٌب من أجل النفوس ‪ ،‬والٌك النص الكَابً ‪:‬‬

‫ٌِط ٌة ِب َنا‪ ،‬لِ َن ْط َرحْ ُك َّل ِث ْقل‪َ ،‬و ْال َخطِ ٌَّ َة ْال ُمح َ‬
‫ٌِط َة‬ ‫لِذل َِك َنحْ نُ أٌَْضً ا إِ ْذ لَ َنا َس َحا َب ٌة م َِن ال ُّشهُو ِد ِم ْقدَ ارُ ه ِذ ِه ُمح َ‬
‫ُوع أَ َما َم َنا‪( ،‬عب ٕٔ ‪ )ٔ :‬فطرح كل ثقل ٌحَاج وسابط‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صب ِْر فًِ ال ِج َها ِد ال َم ْوض ِ‬ ‫ِب َنا ِب ُسهُولَةٍ‪َ ،‬و ْل ُن َحاضِ رْ ِبال َّ‬
‫النعمة كما شرحت ‪ ،‬أما الجهاد فهو امر نكلٌف روحً لكل مؤمن مدرك اهمٌة خدمة النفوس ‪ ،‬لذلك ٌقول ‪:‬‬
‫ٌِب‬
‫صل َ‬ ‫ُوع أَ َما َمهُ‪ ،‬احْ ََ َم َل ال َّ‬ ‫ُوع‪ ،‬الَّذِي مِنْ أَجْ ِل السُّرُ ِ ْ‬
‫ور ال َم ْوض ِ‬ ‫ان َو ُم َك ِّملِ ِه ٌَس َ‬‫ٌِس اإلٌِ َم ِ‬ ‫ٌن إِلَى َرب ِ‬ ‫" َناظِ ِر َ‬
‫هللا‪( .‬عب ٕٔ ‪ )ٕ :‬فكان الجهاد الذي صنعه المسٌ ُ لٌس كً ٌعٌش‬ ‫ش ِ‬ ‫ٌِن َعرْ ِ‬ ‫س فًِ ٌَم ِ‬ ‫مُسْ ََ ِهٌ ًنا ِب ْالخ ِْزيِ‪َ ،‬ف َجلَ َ‬
‫حٌاة القداسة ‪ ،‬بل من اجل النفوس وهذا ما ٌرٌدنا الرب أن نعٌشه ونفَكره فٌقول ‪َ " :‬ف ََ َف َّكرُوا فًِ الَّذِي‬
‫احْ ََ َم َل م َِن ْال ُخ َطا ِة ُم َق َاو َم ًة ِل َن ْفسِ ِه م ِْث َل ه ِذ ِه ِل َبالَّ ََ ِكلُّوا َو ََ ُخورُ وا فًِ ُنفُوسِ ُك ْم‪( .‬عب ٕٔ ‪ )ٖ :‬هذا هو المثال ان‬
‫المسب ُ إحَمل حًَ الموت وحن ٌجب علٌنا ان نسٌر علً نفس المنهاج والنهج الروحً ونجاهد إلقَناص‬
‫ٌِن‬‫اومُوا َبعْ ُد َح ََّى ال َّد ِم م َُجا ِهد َ‬ ‫واصطٌاد النفوس من براثن الخطٌة حًَ إن كلفنا هذا حٌاَنا فٌقول ‪ " :‬لَ ْم َُ َق ِ‬
‫ضِ َّد ْال َخطِ ٌَّةِ‪( ،‬عب ٕٔ ‪ )ٗ :‬فهذه االٌة مرَبطة بالجهاد من أجل النفوس وخدمَهم لٌكونوا محررٌن من‬
‫الخطٌة بالفداء الذي بالمسٌ ُ ٌسوع وهذه مسبولٌَنا ‪.‬‬

You might also like