Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية العلوم القانونية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية فاس ظهر المهراز‬

‫وحدة‬ ‫ماستر األسرة والوثيق‬


‫األسرة لدى األقليات‬ ‫الفوج الخامس‬

‫عرض تحت عنوان‬

‫الزواج المختلط وإشكاالته‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬

‫عمرو لمزرع‬ ‫يوسف العطالتي‬

‫مصطفى امباركي‬

‫أحمد بوسعيد‬

‫سمية األنصاري‬

‫غزالن العبيد‬

‫‪0‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد رابطة الزواج من أسمى الروابط وأقدسها‪ ،‬إذ به تتوطد صالت الرحمة والمودة وصالت السكن والقرار‬
‫ِِ‬
‫َنف ِس ُكم أ َْزو ِ‬
‫َن َخَل َق َل ُكم ِم ْن‬
‫اجا لتَ ْس ُكُنوا ِإَل ْي َها َو َج َع َل َب ْي َن ُكم َّم َوَّدةً‬
‫حيث جاء في قوله تعالى‪َ ":‬و ِم ْن َآياته أ ْ‬
‫أُ ْ َ ً‬
‫الزوجية هي األساس التي تستمد منها األسرة‬ ‫ورحم ًة ۚ ِإ َّن ِفي ََٰذلِك ََلي ٍ‬
‫ات لَِق ْو ٍم َيتََف َّك ُرو َن"‪ ،1‬ورابطة‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫مشروعيتها وهذا ما أقره المشرع المغربي في الفصل ‪ 23‬من الدستور المغربي أن األسرة القائمة على‬
‫عالقة الزواج الشرعي هي الخلية األساسية للمجتمع‪.‬وقد عمل المشرع المغربي على وضع ترسانة قانونية‬
‫تهدف لتأطير األسرة عند بنائها وحال انحاللها ومايترتب عن ذلك‪...‬‬

‫ونظ ار لالنفتاح الذي يعرفه المغرب فقد بدت رغبة األفراد في إنشاء أسر يكون فيها للطرف الثاني جنسية‬
‫مختلفة‪ ،‬وهذا الوضع الجديد أثار العديد من اإلشكاالت خاصة في شأن تنازع القوانين‪.‬‬

‫ويعد الزواج المختلط من أهم مسائل األحوال الشخصية قاطبة ومن أفسح الروابط العائلية مجاال لتنازع‬
‫نظر العتبارات دينية وخلقية يقوم عليها‪ ،‬ونظ ار الختالف نضرة المجتمع إليه ولتدخل‬
‫ا‬ ‫القوانين‪ ،‬وهذا‬
‫القاضي عن طريق التكييف وحكمه فيما يعتبر زواجا وما هو خارج عنه‪.‬‬

‫ويقصد بالزواج المختلط‪ ،‬كل زواج يبرم بالمغرب أو بالخارج بين شخص يحمل الجنسية المغربية وشخص‬
‫آخر يحمل جنسية دولة أجنبية ومن ذلك زواج مغربي مسلم بفرنسية مسيحية أو زواج مغربية مسلمة من‬
‫سعودي مسلم‪.2‬‬

‫وقد كان الزواج المختلط إحدى الروافد التي تتالقح فيه الحضارات وتتصادم فيما بينها وباعتباره النموذج‬
‫األمثل للعالقات الدولية الخاصة والميدان الخصب لتنازع القوانين بين أنظمة قانونية علمانية وأنظمة‬
‫قانونية إسالمية‪ ،‬وأمام ازدياد التعامل بين الدول وتعذر بقاء المجتمعات الوطنية في معزل عن بعضها‬
‫البعض من الناحية االقتصادية واالجتماعية فقد أدى ذلك الى بروز ثقافة من نوع خاص ثقافة مجتمع‬
‫دولي تعرف العالقات بين عناصره نوعا من االنسجام والتكامل‪ ،‬الذي يؤدي بحكم تداخل المصالح‬
‫وتصادم الرغبات الى البحث عن نظام يكفل تطبيق مقتضيات القوانين األجنبية على األفراد بناء على‬
‫نسق قانوني يعتمد على مجموعة من المفاهيم المرتبطة بقواعد تنازع القوانين بحيث ال يتأتى للقضاء‬

‫‪ -1‬سورة الروم‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬


‫‪ -2‬محمد الكشبور‪ ،‬الواضح في مدونة األسرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ 1122‬بالدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪1‬‬
‫الوطني الوصول للحلول الوضعية المقررة لمعالجة النزاعات الخاصة الدولية إال إذا كان يتوفر على قاعدة‬
‫إسناد تعين بالنسبة لكل مجموعة من الروابط القانونية المتوفرة على عنصر أجنبي القانون الواجب تطبيقه‬
‫غير أن األمر ليس بهذه البساطة ألن األنظمة القانونية غير موحدة في جميع الدول‪.‬‬

‫أمام هذا الوضع راهن المشرع المغربي على قواعد اإلسناد المنصوص عليها في قوانين بعض بلدان أوربا‬
‫الغربية والتي تسن االختصاص في مجال األحوال الشخصية للقانون الوطني للشخص انطالقا من المبدأ‬
‫المعمول به دوليا في هذا الصدد‪ ،‬وهو مبدأ شخصية القوانين‪ ،‬وذلك لضمان تطبيق القانون المغربي‬
‫لألحوال الشخصية على الجالية المغربية والحفاظ من ثم على النظام القانوني الذي يحكم األسرة المغربية‬
‫غير أن صعوبة التوفيق بين نظام إسالمي وآخر الئكي دفعت القضاء األجنبي إلى استبعاد الكثير من‬
‫المؤسسات اإلسالمية العتبارها مخالفة لنظامه العام الذي يقوم على مبادئ العلمانية والحرية والمساواة كما‬
‫ان القاضي المغربي بدوره اليتردد في رفض مفاهيم ومؤسسات القانون األجنبي العتبارها مخافة للنظام‬
‫‪3‬‬
‫العام المغربي‬

‫وفي خضم هذا التنازع بين القوانين عمل المشرع المغربي على وضع استراتيجية على المستوى القانوني‬
‫تأخذ بعين االعتبار التحوالت التي تعرفها األسر المغربية وما التزم به في االتفاقيات الدولية خاصة ما‬
‫يتعلق بحقوق اإلنسان‪ ،‬ووعيا من المشرع المغربي أيضا بتحسين وضعية الجالية المغربية بالخارج فإنه‬
‫حاول إيجاد تشريع يزاوج بين روح االنفتاح والتسامح وبين التأكيد على التشبت بجذور األصالة المستمدة‬
‫روافدها من اإلسالم كمصدر تشريعي ال محيد عنه خالفا لما كان عليه الوضع في عهد الحماية والى‬
‫غاية صدور ظهير ‪ 32‬أبريل ‪ ،9191‬حيث كانت المحاكم الفرنسية بالمغرب منذ ظهير ‪ 93‬غشت‬
‫‪ 9192‬بشأن التنظيم القضائي هي المختصة وحدها بالنظر في النزاعات المتصلة بالزواج المختلط احترام‬
‫القانون الوطني لكل من الزوجين فإن المحاكم الفرنسية آنذاك درجت على إقرار صحة الزواج الذي يبرم‬
‫بين مغربية مسلمة وفرنسي مسيحي إذ بالرغم من أن ظهير ‪ 92‬غشت ‪ 9191‬ينص على أن الحق في‬
‫إبرام عقد الزواج يقتضي ثم بعد ذلك صدر ظهير ‪ 2‬مارس ‪ 9111‬الذي أعاد االعتبار للنظام العام‬
‫الدولي المغربي‪ ،4‬فلتحقيق التوافق بين االنفتاح والتشبث بالمبادئ اإلسالمية تم إصدار قانون ‪31.12‬‬
‫الذي يهم تنظيم قانون األسرة المغربية ‪ ،‬فنظم وضعية األسرة المغربية بالداخل و الخارج وذلك بمقتضى‬
‫المادة الثانية من مدونة األسرة‪ :‬تسري أحكام هذه المدونة‪:‬‬
‫‪ -9‬جميع المغاربة ولو كانوا حاملين لجنسية أخرى‪-2..‬العالقات التي يكون فيها أحد الطرفين مغربيا‪.‬‬

‫‪-3‬الزواج المختلط‪-‬اإلشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية‪،-‬خالد بوعروس‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الملك‪ ،‬السعدي كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية—‪ ،1112-1112‬ص‪.1‬‬
‫‪ -4‬محمد الكشبور‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪2‬‬
‫وبذلك يكون المشرع المغربي قد نص على أحكام جديدة تهم الزواج المختلط‪ ،‬لكن رغم ذلك فإن إشكالية‬
‫تنازع القوانين دفعت بالمشرع المغربي إلى إبرام اتفاقيات ثنائية أو جماعية كوسيلة ناجعة للتخفيف من‬
‫حجم النزاعات‪ ،‬المثارة بشأن القانون الواجب التطبيق وتعد االتفاقية المغربية الفرنسية بشأن حالة‬
‫األشخاص واألسرة والتعاون القضائي ل ‪ 91‬غشت ‪ 9199‬كنموذج التفاقيات التي عقدها المغرب مع‬
‫إحدى الدول الغربية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية الموضوع في كون الزواج من أهم الروابط التي تحدد مركز الشخص من أسرته ونظ ار أيضا‬
‫للتزايد المستمر ألفراد الجالية المغربية بالخارج مما دعى المشرع المغربي للتدخل لمعالجة قضاياهم والحد‬
‫من القصور القانوني‬

‫من هنا يمكن طرح التساؤل التالي‪ :‬الى أي حد استطاعت مدونة االسرة المغربية في شكلها الحالي من‬
‫تخطي العقبات والحواجز القانونية والقضائية التي تضعها دول االستقبال في وجه تطبيق القانون الوطني‬
‫على افراد الجالية المغربية بالخارج ؟ سيما في ظل التحوالت التي تعرفها االنظمة القانونية االسرية‬
‫المغربية ان على مستوى تطور ضابط االسناد او على مستوى تكريس مفاهيم الحرية والمساواة في صلب‬
‫القواعد المنظمة للروابط االسرية التي اضحت تشكل جزءا من النظام العام االوربي؟‬

‫ولالجابة عن هذا التساؤل اعتمدنا التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام المتعلقة بانعقاد الزواج المختلط‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االشكاليات المترتبة عن الزواج المختلط‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬األحكام المتعلقة بانعق اد الزواج المختلط‬
‫الزواج هو ارتباط بين رجل وامرأة على وجه الدوام كما عرفته المادة ‪ 2‬ما المدونة ‪ ،‬وهو يحظى بأهمية‬
‫كبيرة ‪ ،‬وهذا الزواج البد له من شروط تختلف حسب قانون كل دولة خصوصا عندما يكون أحد أطراف‬
‫العالقة أجنبيا ‪ ،‬وهو ما يسمى بالزواج المختلط كما يثير ذلك عدة إشكاالت‪ ،‬من أهمها القانون الواجب‬
‫التطبيق‪ ،‬لهذا قررنا أن نخصص( المطلب األول )للشروط الموضوعية والشكلية للزواج المختلط ‪.‬‬
‫(والمطلب الثاني) لإلجراءات المسطرية لهذا الزواج المختلط ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬الشروط الموضوعية والشكلية للزواج المختلط‬
‫سنتناول في هذا المطلب في (الفقرة األولى) الشروط الموضوعية (والفقرة الثانية )الشروط الشكلية ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫نصت المادة ‪ 9‬من ظهير الوضعية المدنية يخضع الحق في إبرام الزواج للقانون الوطني لكل من‬
‫الزوجيين ‪:‬‬
‫من خالل هذه المادة يمكن القول أن ظهير الوضعية المدنية قابل للتطبيق على الزواج المختلط مادام فيه‬
‫عنصر أجنبي‪ ،‬وبالتالي فإن الزواج المبرم بين طرف مغربي وطرف أجنبي ال يكون صحيحا في المغرب‬
‫إال إذا كان مطابقا لمقتضيات القانونيين مع أي المغربي واألجنبي‪ ،‬وتطبيق القانونين الوطنيين للزوجين‬
‫يكون تطبيقا توزيعياَ‪ ،‬إال ما تعلق بموانع الزواج فالغالب بشأنها التطبيق الجامع‪.‬‬
‫ونقصد بالتطبيق الجامع أنه تخضع الشروط الموضوعية وفقا لهذا االتجاه لقانون جنسية كل من الزوجين‬
‫معا‪ ،‬حيث يجب أن يستوفي كل زوج الشروط الموضوعية التي يستلزمها قانون جنسيته وكذا كل الشروط‬
‫الموضوعية التي يستلزمها قانون جنسية الطرف اَلخر‪.‬‬
‫ثم جاء بعد ذلك ظهير ‪ 2‬مارس ‪ 59111‬فأحدث تغيي اَر على هذه الوضعية‪ ،‬إذ اكتفى بالنظر إلى شروط‬
‫صحة الزواج بالنسبة للزوج المغربي فقط متغاضيا عن مقتضيات القانون األجنبي‪ ،‬حيث نص الفصل‬
‫األول منه على جواز إبرام الزواج المختلط ما لم يكن ممنوعا في قانون األحوال الشخصية الجاري على‬
‫الزوج المغرب‪.،‬كما أكد الفصل الثاني على أنه ينبغي أن يكون الزواج طبق الشروط المنصوص عليها‬
‫‪6‬‬
‫من حيث الجوهر والصيغة في ق أ ش الجاري على الزوج المغربي ‪.‬‬
‫فهذا الظهير أعطى تفضيال لقانون الزوج المغربي ‪ ،‬فيما يخص األحوال الشخصية ‪،‬ومن ثم الزواج‬
‫المغربي المسلم أو المغربية المسلمة يشترط لصحة وقوعه بأجانب ضرورة إبرامه وفقا لما هو منصوص‬
‫عليه فيا لمادة ‪92‬من مدونة األسرة‪ ،‬وذلك بتوفر األهلية في الزوجيين وعدم االتفاق على إسقاط الصداق‪،‬‬
‫وتوفر الولي عند االقتضاء وانتفاء الموانع الشرعية وحضور شاهدين مسلمين متى تم بالخارج ‪ ،‬أو‬
‫سماع العدليين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجيين وتوثيقه متى تم بالمغرب ‪.‬‬

‫‪ 5‬ظهير شريف رقم ‪ 2.21.111‬مؤرخ في ‪ 2‬رمضان ‪ 2912‬موافق ‪ 4‬مارس ‪ 2121‬بشأن انعقاد االنكحة بين المغاربة‬
‫واالجنبيات أو المغربيات واألجانب ـ الجريدة الرسمية عدد ‪ 424.1‬ص‪.2191 :‬‬

‫‪4‬‬
‫وقد سندت اإلدارة والقضاء المغربيان من نطاق تطبيق هذا الظهير ليشمل أيضا حاالت الزواج التي تهم‬
‫المغاربة أو المغربيات يوجدون خارج التراب المغربي‪ ،‬والنتيجة أن عقد الزواج بامرأة مغربية أمام ضابط‬
‫الحالة المدنية قبل عقده وفقا للصيغة المنصوص في المدونة ال يعترف به في المغرب‪ ،‬ولو احترمت‬
‫الواردة فيها ويعامل أبناء الزوجيين في هذه الحالة معاملة األبناء‬ ‫بشأنه جميع الشروط الجوهرية‬
‫‪7‬‬
‫الشرعيين ‪.‬‬
‫فالصيغة الشكلية أضحت حسب التكييف المعلوم به في القانون الدولي الخاص شرطا جوهريا يخضع‬
‫للقانون الوطني للمرأة المغربية ولو خارج المغرب ‪ ،‬وال يجوز في الخارج المرأة مغربية مغتربة أن تتزوج‬
‫رجال غير مسلم تحت طائلة بطالن الزواج‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن تحديد ما يعتبر شرطا من الشروط الجوهرية للزواج وإخضاعه بالتالي لقانون الوطني‬
‫‪8‬‬
‫للزوجيين يدخل في صميم اختصاص القاضي الوطني المعروض عليه النزاع ‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الوضعية وحرصا من المشرع المغربي على الحفاظ على كيان األسرة المغربية بالمهجر‬
‫وعلى توازنها واستقرارها أباح من خالل المادة ‪ 92‬من المدونة األسرة للمغاربة المقيمين في الخارج إبرام‬
‫عقود زواجهم وفق اإلجراءات اإلدارية و المحلية لبلد أقامتهم ‪ ،‬على شرط توفر اإليجاب والقبول واألهلية‬
‫وانتفاء الموانع وعدم النص على إسقاط الصداق وحضور شاهدين مسلمين‪،‬‬ ‫والولي عند االقتضاء‬
‫ومقارنة مع الجزائر نجد أسند المشرع الجزائري كذاك الشروط الموضوعية لعقد الزواج لقانون الجنسية‬
‫وعبر عنه بالقانون الوطني‪ ،‬وهذا ما أشار إليه في المادة ‪ 11‬من القانون المدني التي نصت على أنه ‪:‬‬
‫''يسري على الشروط الموضوعية الخاصة بصحة الز واج القانون الوطني لكل من الزوجين'' ‪ .‬وخضوع‬
‫الشروط الموضوعية لقانون الجنسية نصت عليه أيضا المادة ‪ 97‬من قانون الحالة المدنية بقولها '' ‪:‬إن‬
‫الزواج الذي يعقد في بلد أجنبي بين الجزائريين أو بين‬

‫الجزائري وأجنبية يعتبر صحيحا‪ ،‬إذا تم حسب األوضاع المألوفة في ذلك البلد شريطة أال يخالف الجزائري‬
‫‪9‬‬
‫الشروط األساسية التي يتطلبها القانون الوطني إلمكان عقد الزواج‪".‬‬

‫‪ -2‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬دور اتفاقيات االحوال الشخصية في تنمية التعاون بين الدول التي اتحدت مع المغرب العربي واالتحاد‬
‫األوروبي‪ ،‬الزواج والطالق نموذجا مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ‪ ،24‬شتنبر ‪ 1111‬ص‪.11:‬‬
‫‪-9‬محمد الوكيلي‪ ،‬أي حلول لتنازع القوانين بشأن نظام االحوال الشخصية للمرأة المغربية في المهجر العالقات المغربية األوروبية‬
‫نموذجا‪ ،‬مقال منشور بمنشورات الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق االنسان العدد ‪ 9‬نونبر ‪ 1112‬ص‪.299:‬‬
‫‪-4‬محمد المرابط‪ ،‬تقييم االتفاقية الثنائية المغربية الفرنسية – الجانب القانوني واالقضائي – الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء‬
‫العدد ‪ 9‬نونبر ‪ 1112‬ص‪.242:‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫*كيفية توثيق الزواج المختلط وفق ظهير ‪2‬مارس ‪9111‬‬

‫إن ظهير ‪2‬مارس ‪ 9111‬قد أعاد االعتبار لقانون األحوال الشخصية المغربي وانتصر للنظام العام‬
‫المغربي‪ ،‬المؤسس على الشريعة اإلسالمية إذ نظر إلى شروط صحة الزواج من جهة الزوج المغربي دون‬
‫النظر إلى القانون األجنبي‪ ،‬وطبقا لمقتضيات الفصل األول والثاني من ظهير ‪2‬مارس ‪ 9111‬يكون‬
‫الزوجان أمام شكليين لتوثيق زواجهما أحدهما إلزامي واَلخر اختياري ‪.‬‬

‫فالشكل اإللزامي هو الزواج حسب قانون األحوال الشخصية الجاري على الزوج المغربي ‪ ،‬أي توثيق‬
‫الزواج أمام العدليين المنتصبين لإلشهاد متى تعلق األمر بمغربي مسلم أو أمام الصوف ريم متى كان‬
‫‪10‬‬
‫الطرف مغربي يهوديا ‪ ،‬وهذا الشكل اإللزامي كاف بالنسبة للقانون المغربي باعتباره صحيحا ‪.‬‬

‫وهذا ما يستفاد صراحة من الفقرة الثانية من الفصل الثاني من الظهير أعاله ‪ ،‬والتي ورد فيها أن انعقاد‬
‫النكاح حسب صيغة الحالة المدنية ‪ ،‬يتوقف مع ذلك كله على ما سبق اإلشهاد به طبق الشروط‬
‫الجاري على الزوج‬ ‫الشخصية‬ ‫في قانون األحوال‬ ‫المنصوص عليها من حيث الجوهر والصيغة‬
‫المغربي‪ ،‬أما الشكل االختياري فهو الزواج الذي يتم توثيقه أمام ضابط الحالة المدنية وألفة االختيارية لهذا‬
‫الشكل ناتجة صراحة عن صياغة الفصل األول من ظهير ‪ 2‬مارس ‪ ،9111‬الذي ينص‪ :‬على أنه‬
‫يجوز أن يقوم بمراسيم انعقادها الزيجات المختلطة بطلب من الزوجيين ضابط الحالة المدنية ‪،‬فعبارة‬
‫يجوز تفيد الخيار وليس اإللزام‪ .‬واإلشكال الذي تثيره فصول هذا الظهير يتعلق بما إذا كان إبرام الزواج‬
‫أمام ضابط الحالة المدنية هو الذي ينعقد به النكاح أم مجرد إجراء توثيقي ؟ وهذا اإلشكال ينطلق أساسا‬
‫من الفقرة الثانية من الفصل الثاني من الظهير أعاله ‪ ،‬والتي تنص على ما يلي ‪ :‬وفي هذا الصدد يتعين‬
‫على الزوج المغربي أن يقدم لضابط الحالة المدنية رسم اإلشهاد بالنكاح ‪،‬على أن هذا الرسم يجب‬
‫‪،‬‬
‫تسليمه بمجرد تحريره وعند االقتضاء إثر الخطاب عليه لينعقد فور النكاح حسب صيغة الحالة المدنية‬
‫فعبارة ينعقد فو ار النكاح حسب صيغة الحالة المدنية تفيد أن توثيق الزواج أمام العدليين المنتصب‬
‫‪11‬‬
‫لإلشهاد لم ينعقد به النكاح بعد‪.‬‬

‫‪11‬فوزية بايا‪ ،‬توثيق عقد الزواج وإثباته في القانون المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬قانون خاص‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1112/1111‬ص‪91 :‬‬

‫‪6‬‬
‫وحول هذا اإلشكال يقول ذ‪.‬الخمليشي أن الزواج المختلط بالنسبة للمغاربة ينعقد بإشهاد العدليين أما‬
‫توثيقه مرة أخرى أمام ضابط الحالة المدنية فمجرد عمل إداري به المشرع جعل الزواج معترفا به أمام‬
‫‪12‬‬
‫قانون الزوج األجنبي الذي يشترط لصحة الزوا ج إنجازه أمام ضابط الحالة المدنية‪.‬‬

‫في حين ذهب األستاذ محمد ناصر متيوي مشكوري‪ :‬أن المشرع عندما ألزم تسليم عقد الزواج للزوج‬
‫المغربي بمجرد تحريره أو الخطاب عليه استهدف من وراء ذلك تالفي أي نزاع قانوني ‪ ،‬قد يثار في‬
‫البالد األصلية للطرف األجنبي حول وقت انعقاد الزواج وابتداء ترتيب أثاره ‪ ،‬لذلك فإن األلفاظ التي‬
‫‪13‬‬
‫استعملها المشرع كلها تحت على التعجيل بإبرام الزواج طبق مقتضيات الحالة المدنية‬

‫فإذا كان ظهير ‪2‬مارس‪ 9111‬أتى فعال بايجابيات من شأنها أن تخفف من هذه النزاعات الناشئة عن‬
‫اعتبار الزواج المبرم طبق القانون المحلي المغربي باطال ‪،‬خاصة بالنسبة للدول التي ال تسمح لمواطنيها‬
‫بالزواج إال في شكل نظام الحالة المدنية ‪ ،‬لكن بالنسبة لألجانب الذين ال يسمح لهم قانونهم الوطني إال‬
‫بالزواج في شكل ديني معين‪ ،‬فما العمل عند اقترانهم بمغاربة كاالسبانيين واللبنانيين ؟ما الفائدة من إبرام‬
‫هذا الزواج ثانية في شكل نظام الحالة المدنية؟‬

‫إن هذا الشكل لن يضيف شيئا بالنسبة للطرف األجنبي‪ ،‬ومن تم يعتبر زواجه غير قائم وغير موجود‬
‫أصال ‪ ،‬في هذا اإلطار يمكن لسلطة دينية مسموح لها بمزاولة عملها الديني في المغرب أن تبرم هذا‬
‫الزواج لكن يلزم أن يتضمن الترخيص اإلذن لها بإبرام الزواج طبق الطقوس الدينية نظ ار لما يترتب عن‬
‫هذا الزواج من اثأر مدنية أما إذا لم يتضمن الترخيص هذا اإلذن فإن ممارسة السلطة الدينية لمهمة ابرام‬
‫الزواج يعد خرقا من طرفها للترخيص المعطى لها ‪.‬‬

‫يبقى السبيل الوحيد لألجانب إلعادة إبرام زواجهم مع المغاربة هو لجوئهم إلى القنصل الممثل لبلدهم‪،‬‬
‫بشرطيين أن يتوفر هذا األخير على صالحية إلبرام الزواج طبق قانونه الوطني ‪،‬وأال يقع خرق للنظام‬
‫العام المحلي المتجلي في ضرورة مراعاة قواعد اإلشهاد وجوهر المنصوص عليها في قانون األحوال‬
‫الشخصية المطبق على الطرف المغربي ‪،‬إذا ينبغي تعديل ظهير ‪2‬مارس‪ 9111‬ليشمل هذه الحالة‬
‫‪14‬‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪ -‬المجال المكاني لتطبيق ظهير ‪2‬مارس ‪.9111‬‬

‫‪12‬أحمد الخمليشي التعليق على قانون االحوال الشخصية ج ‪– 2‬الزواج والطالق ‪-‬مكتبة المعارف الرباط ‪ ،‬الطبعة ‪،2112 1‬ص‪221‬‬
‫‪13‬محمد ناصر متيوي مشكوري‪ ،‬إثبات واقع الحالة المدنية في إطار القانون الدولي الخاص المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراة الدولة في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2114/2119‬ص‪222 :‬‬
‫‪14‬محمد ناصر متيوي مشكوري‪،‬م‪.‬س ص‪222 :‬‬

‫‪7‬‬
‫إن التساؤل الذي يثيره ظهير ‪2‬مارس‪ 9111‬هو ما إذا كانت مقتضياته تقتصر على الزواج المختلط‬
‫الواقع فوق التراب المغربي أو تمتد لتشمل حتى ذلك الواقع بالخارج ؟ وفيما يلي موقف كل من القضاء‬
‫والفقه من هذه المسألة ‪:‬‬

‫موقف القضاء‪:‬‬

‫قضى حكم محكمة الدرجة األولى بباريس بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪ 9199‬برفض إضفاء الصيغة التنفيذية عن‬
‫حكم صادر المحكمة االبتدائية بالبيضاء‪ ،‬ينص على بطالن زواج وثقه ضابط الحالة المدنية بباريس بين‬
‫مغربي مسلم وفرنسية مسيحية‪ ،‬ألنه لم تحترم بصدده مقتضيات الفصل الثاني من ظهير ‪2‬مارس ‪9111‬‬
‫وقد طالب وكيل الدولة عدم نتفيذ الحكم المغربي لسببين ‪:‬‬

‫أن ظهير ‪ 2‬مارس ‪ 9111‬لم يتضمن إلزامية تطبيقه خارج المغرب متى كان الزواج مختلطا ‪ ،‬وألن‬
‫الزواج وقع في فرنسا فإن شروطه الشكلية تعتبر وفق القانون الدولي الخاص الفرنسي منظمة فقط من‬
‫طرف القانون الفرنسي‪.‬‬

‫موقف الفقه ‪:‬‬

‫لقد ذهب جانب من الفقه إلى القول بأن ظهير ‪2‬مارس ‪ 9111‬يجب أن يطبق على الزيجات المختلطة‬
‫للمغاربة بالخارج ‪ ،‬حيث قال في هذا الصدد على الرغم من أن ظهير ‪2‬مارس ‪ 9111‬المتعلق بالزواج‬
‫المختلط ال يعتبر في الحقيقة نصا من القانون الدولي الخاص‪ ،‬إذ يتعلق بالزيجات المبرمة بالمغرب ولكن‬
‫مع ذلك يجب تطبيق مقتضياته على زيجات المغاربة المبرمة بالخارج مع األخذ بعين االعتبار عدم وجود‬
‫نص قانوني في األحوال الشخصية يتضمن قاعدة خضوع العقد لقانون محل إبرامه‪ ،‬فزواج مغربي خارج‬
‫المغرب ال يمكن أن يكون صحيحاَ في نظر القاضي المغربي‪ ،‬إال إذا كانت الشروط الموضوعية والشكلية‬
‫‪15‬‬
‫المنصوص عليها في األحوال الشخصية للطرف المغربي قد تم احترامها‪.‬‬

‫وفي غياب نصوص قانونية تنظم الزواج المختلط المبرم بالخارج يلزم منح مفهوم جد واسع لمقتضيات‬
‫ظهير ‪ 2‬مارس ‪ 9111‬لتشمل الزيجات المختلطة التي تضم طرفا مغربياَ والمنجزة بالخارج حتى يتم‬
‫احترام النظام العام المغربي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسطرة الزواج المختلط في ظل مستجدات مدونة األسرة والمناشير الجاري بها العمل‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حالة المغربي الراغب بالزواج من أجنبية‬

‫‪15‬محمد ناصر متيوي مشكوري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪221 :‬‬

‫‪8‬‬
‫تعتبر المسطرة المطبقة اليوم على الزواج المختلط امتدادا لمضمون بعض المناشير الو ازرية اإلطار مع‬
‫تعديالت طفيفة‪ .‬وهكذا تتم المسطرة على الشكل التالي ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ يتطلب الحصول على اإلذن بالزواج المختلط سواء أكان األمر يتعلق بمغربية تود الزواج من أجنبي أو‬
‫مغربي يود الزواج من أجنبية‪ ،‬أن يضع المعني باألمر ملفا كامال لدى كتابة الضبط بقسم قضاء األسرة‬
‫‪16‬‬
‫يشمل الوثائق المذكورة أدناه‬

‫بالنسبة للخاطب المغربي‪:‬‬


‫شهادة إدارية تتعلق بالخاطب أو نسخة من عقد الطالق‪ ،‬أو حكم نهائي بالتطليق‪ ،‬إذا تعلق األمر بزواج‬
‫سابق‪ ،‬نسخة موجزة من عقد االزدياد ‪ ،‬نسخة من السجل العدلي أو شهادة السوابق‪ ،‬إذا كان مولودا‬
‫بالمغرب‪ ،‬أو من السجل العدلي الوطني (و ازرة العدل مديرية الشؤون الجنائية والعفو) إذا كان مولودا‬
‫‪17‬‬
‫بالخارج ‪ ،‬شهادة طبية‪ ،‬نسخة مصورة من بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬أربع صور فوتوغرافية حديثة‬

‫بالنسبة للمخطوبة األجنبية ‪:‬‬

‫شهادة األهلية للزواج من السفارة أو القنصلية التي تمثل بلد الخطوبة األجنبية بالمغرب‪ ،‬مصادق عليها‬
‫من طرف و ازرة الخارجية‪ ،‬نسخة من عقد الطالق أو حكم نهائي بالتطليق إذا تعلق األمر بزواج سابق‬
‫نسخة من عقد الوالدة مطابقة لحالتها المدنية‪ ،‬شهادة اإلقامة مسلمة من بلدها أو من السلطات المختصة‬
‫ببلد اإلقامة إذا كانت مقيمة بالمغرب‪ ،‬أو ببلد غير بلدها األصلي‪ ،‬مع مراعاة مدة صالحيتها‪،‬شهادة‬
‫الجنسية مسلمة لها من طرف السلطات الوطنية ببلدها‪ ،‬أو من طرف المصالح القنصلية لبلدها‪ ،‬المعتمدة‬
‫‪18‬‬
‫بالمغرب أو ببلد اإلقامة‪.‬‬

‫نسخة من السجل العدلي أو شهادة السوابق‪ ،‬إذا كانت مولودة بالمغرب أو من السجل العدلي الوطني‬
‫(و ازرة العدل مديرية الشؤون الجنائية والعفو)‪ ،‬إذا كانت مولودة بالخارج‪ ،‬تصريح بالديانة المعتنقة‬
‫للمخطوبة األجنبية مصادق عليها‪ ،‬أو نسخة طبق األصل من عقد اعتناق اإلسالم‪ ،‬أو ما يفيد أن الطرف‬
‫األجنبي مسلم أصال‪ ،‬شهادة طبية‪ ،‬نسخة مصورة لجواز السفر متضمنة للصفحة التي تثبت تاريخ الدخول‬
‫‪19‬‬
‫للمغرب‪ ،‬أربع صور فوتوغرافية شخصية حديثة‬

‫‪16‬موضوع بعنوان اإلذن بالزواج المختلط ‪ ،‬موقع ‪ ، service – Public‬تاريخ دخول الموقع ‪ 70‬مايو ‪ 8702‬على الساعة ‪07‬‬
‫صباحا‪.‬‬
‫‪17‬الرسالة الدورية عدد ‪ 8/86362‬ملف رقم ‪ ،02008‬حول الزواج المختلط مؤرخة في ‪ 02‬ذو القعدة ‪ 07( 0322‬أكتوبر ‪)0202‬‬

‫‪19‬البوابة االلكترونية لوزارة العدل والحريات ‪" ،‬اإلجراءات المسطرية للزواج والطالق" تاريخ دخول الموقع ‪ 70‬مايو ‪ 8702‬على‬
‫الساعة ‪ 07‬صباحا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حالة المغربية الراغبة في الزواج بأجنبي‬

‫‪ ‬بالنسبة للخاطب األجنبي‪:‬‬

‫شهادة األهلية للزواج ‪ ،‬تسلم من السفارة أو القنصلية التي تمثل بلد الخاطب األجنبي بالمغرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصادق عليها من طرف وزارة الخارجية‬
‫نسخة من عقد الطالق أو حكم نهائي بالتطليق في حالة زواج سابق‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة تثبت مهنته ودخله‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة اإلقامة مسلمة من بلده أو من السلطات المختصة ببلد اإلقامة إذا كان مقيما بالمغرب‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫ببلد غير بلده األصلي‪ ،‬مع مراعاة مدة صالحيتها‬
‫نسخة طبق األصل من عقد اعتناق اإلسالم‪ ،‬أو ما يفيد أن الطرف األجنبي مسلم أصال‬ ‫‪-‬‬
‫نسخة من عقد الوالدة‪ ،‬مطابق لحالته المدنية ؛ شهادة الجنسية مسلمة له من طرف السلطات‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية ببلده‪ ،‬أو من طرف المصالح القنصلية لبلده‪ ،‬المعتمدة بالمغرب أو ببلد اإلقامة‬
‫نسخة من السجل العدلي بمكان الوالدة بالمغرب‪ ،‬أو من السجل العدلي الوطني (وزارة العدل –‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الشؤون الجنائية والعفو) بالنسبة للمولودين خارج المملكة‬
‫شهادة طبية‬ ‫‪-‬‬
‫نسخة مصورة لجواز السفر متضمنة للصفحة التي تثبت تاريخ الدخول للمغرب‬ ‫‪-‬‬
‫أربع صور فوتوغرافية شخصية حديثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للمخطوبة المغربية‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة إدارية تتعلق بالمخطوبة أو نسخة من عقد الطالق‪ ،‬أو حكم نهائي بالتطليق‪ ،‬إذا تعلق األمر‬
‫بزواج سابق‬
‫موافقة الولي مصادق عليها‪ ،‬بالنسبة للقاصرة‬
‫‪ -‬نسخة موجزة من عقد االزدياد‬
‫‪ -‬نسخة مصورة من بطاقة التعريف الوطنية مصادق على مطابقتها لألصل‬

‫نسخة من السجل العدلي أو شهادة السوابق‪ ،‬أو من السجل العدلي الوطني (وزارة العدل مديرية الشؤون‬
‫‪20‬‬
‫الجنائية والعفو) بالنسبة للمولودة خارج المملكة‬

‫‪ -‬شهادة طبية‬
‫‪ -‬أربع صور فوتوغرافية حديثة‪)2( .‬‬

‫‪20‬منشور عدد ‪ 282‬حول زواج األجانب المسلمين بنساء مغربيات والمؤرخ في ‪ 03‬جمادى الثانية ‪ 2( 0078‬ابريل ‪)0228‬‬

‫‪10‬‬
‫ذلك وبعد االستماع إلى الطرفين في محضر قانوني والتأكد من اإلدالء بجميع الوثائق المطلوبة ‪ ،‬يتم‬
‫جرد هذه األخيرة وتوجيهها إلى النيابة العامة التابعة لمحكمة الموضوع من أجل دراسة الملف وإجراء‬
‫األبحاث الالزمة باالستعانة بالسلطات المختصة من سلطة محلية وشرطة ودرك حسب األحوال ‪،‬‬
‫ويدخل ضمن النقط التي يتناولها البحث ما يثار حول الخطيبين من مالحظات أو شبهات مع تقييم حول‬
‫سلوكهما ‪ ،‬وقصد الطرف األجنبي ‪ ،‬وكذا التأكد من وجود اتصال جنسي بينهما من عدمه وهو األمر‬
‫الذي أكد عليه المنشور عدد ‪ 94‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪ 2222‬والذي جاء فيه أنه "لوحظ مؤخرا ان‬
‫قصد بعض األزواج االجانب ال يهدف الى تحقيق الغاية االسمى من الزواج ‪ ،‬وإنما يتخذ هذا الزواج‬
‫كوسيلة لتحقيق مآرب أخرى ودريعة للتستر وراءها من أجل تحقيق أهداف دنيئة تمس بأخالقنا‬
‫وتوابثنا ونظامنا العام"‬
‫هذا وبعد انتهاء النيابة العامة من البحث ‪ ،‬يوجه كتاب باسم السيد وكيل الملك إلى قاضي األسرة المكلف‬
‫بالزواج يفيد بوجود او بعدم وج ود أي مانع من إبرام عقد الزواج بين الطرفين ‪ ،‬والذي على إثره يصدر‬
‫‪21‬‬
‫القاضي اإلذن بالزواج (وفق النموذج رفقته)‬

‫‪21‬قانون الزواج بالمغرب بين مدونة األسرة ومقتضيات االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬خالد برجاوي ‪ ،‬ص ‪36‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلشكاليات المترتبة عن الزواج المختلط‬
‫ال يختلف اثنان في كون ان الزواج المختلط يثير اشكاالت عدة منها ما يتعلق بتذييل عقود الزواج ومنها ما‬
‫يتعلق باالثار التي يرتبها الزواج المختلط‬
‫المطلب األول ‪ :‬اشكال تطبيق احكام مدونة االسرة بالخارج وتذييل العقود واالحكام االجنبية‬

‫الفقرة االولى‪ :‬استبعاد تطبيق أحكام المدونة بالخارج‬


‫على الرغم من أن التوجه العام للمشرع المغربي في مدونة األسرة هب ولو شكليا إلى تبسيط اإلجراءات‬
‫المسطرية وجعلها قريبة من القانون الدولي خاصة عندما يتعلق األمر بتعامالت الجالية المغربية المقيمة‬
‫بالخارج والتي أصبحت تعد بالماليين ‪ ،‬وهو ما ما حاول المشرع بلورته من خالل المادة ‪ 00‬المتعلقة‬
‫‪22‬‬
‫بجعل زواج مغاربة المهجر ممكنا أمام المصالح اإلدارية لبلدان اإلقامة‬

‫فإن كان الجانب الشكلي لهذه المادة يبدو في صالح هذه الفئة من المغاربة ‪ ،‬إال ان مضمونها جعل الدول‬
‫الغربية تستبعد تطبيق أحكام المدونة في هذا الشق بعلة عدم احترامها لحقوق وحريات اإلنسان المعمول‬
‫بها في هذه البلدان والمنصوص عليها في االتفاقيات الدولية اإلطار والتي صادق المغرب على مجملها‬
‫ومن ذلك نذكر على سبيل المثال ال الحصر ‪:‬‬
‫اشتراط الشاهدين المسلمين ‪ :‬وهو الشرط الذي يثير إشكاال يمكن التطرق اليه من جانبين‬
‫أوال ‪ :‬جنس الشاهدين ‪ ،‬حيت ذهبت بعض االجتهادات القضائية إلى إمكانية أن يكون الشاهدين ذكرين او‬
‫رجل وامرأتين فيما ذهبت أخرى استنادا ألحكام الفقه المالكي إلى وجوب كون الشاهدين ذكرين بعلة أن‬
‫الشهادة فيما ليس بمال يطلع به الرجال دون النساء في الفقه المالكي‬
‫ثانيا ‪ :‬عبارة "المسلمين" ‪ ،‬تثير إشكاال بدورها اعتبارا إلى أن المذاهب األربعة لم تنص بشكل قاطع‬
‫وصريح على عدم قبول شهادة غير المسلم على المسلم ‪ ،‬فما هي إذن غاية المشرع من التنصيص عليها‬
‫في هذه المادة ‪.‬‬
‫عدم االتفاق على إسقاط الصداق ‪ :‬الصداق في الزواج يعتبر منافيا للنظام العام للبلدان الغربية بل يعتبر‬
‫إهانة في حق المرأة ومنافيا لمبدأ المساواة بن الجنسين ‪ ،‬اعتبارا الى أن الزواج في هذه الدول هو مجرد‬
‫اتفاق بين الزوج والزوجة على تنظيم حياة أسرية على قدم المساواة في الحقوق والواجبات ‪.‬‬
‫كذلك إلزام الزوج بالنفقة وتوفير بيت الزوجية يعتبر بدوره منافيا للمساواة بين الجنسين الواجب فيهما‬
‫‪23‬‬
‫تقاسم االلتزامات المالية لألسرة‬

‫كل ذلك وغيره جعل دول اإلقامة وخاصة الغربية منها تستبعد تطبيق أحكام المدونة لصالح القوانين‬
‫الداخلية لها ‪ ,‬وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة في ظل‬
‫نصوص تتميز بالعمومية وعدم الوضوح ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االشكاليات المرتبطة بتذييل العقود واالحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية‬

‫‪ 22‬عبد المنعم الفلوس‪ ،‬أحكام االسرة للجالية المغربية باسبانيا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2112/2112‬جامعة محمد الخامس الرباط ص ‪21‬‬
‫‪23‬أحمد زوكاغي‪ ،‬احكام القانون الدولي الخاص في التشريع المغربي – تنازع القوانين‪ -‬الجزء الثاني‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪ 2112‬ص ‪.11/12‬‬

‫‪12‬‬
‫ال يمكن للحقوق المكتسبة في الخارج بموجب حكم أجنبي ان تنتج آثارها داخل بلد آخر إال إذا تم تذييلها‬
‫بالصيغة التنفيذية‬

‫ويقصد بالتذييل بالصيغة التنفيذية إعطاء الحكم األجنبي القوة القانونية التي تجعله قابال للتنفيذ في بلد غير‬
‫البلد المصدر له ‪ ،‬فهو بالتالي اعتراف بحقوق مكتسبة بالخارخ ومظهرا من مظاهر سيادة الدول‬
‫لذلك وألجله ‪ ،‬نجد المغرب وايمانا منه بأهمية التعاون الدولي كوسيلة لتجاوز بعض االشكاليات التي‬
‫تتداخل فيها عدة جوانب تتخطى نطاق الدولة خاصة تلك المتعلقة بأحوال جاليتنا بالخارج ‪ ،‬عمل منذ‬
‫االستقالل على االنخراط والمصادقة على العديد من االتفاقيات الدولية المرتبطة بهذا الجانب خاصة تلك‬
‫المتعلقة بالتعاون القضائي واالعتراف بتنفيذ المقررات القضائية في ميدان األسرة (مثال‪ :‬االتفاقية‬
‫المبرمة مع الجمهورية الفرنسية المؤرخة في ‪ 37‬مايو ‪ 0220‬والصادرة في الجريدة الرسمية بتاريخ ‪00‬‬
‫‪24‬‬
‫يونيو ‪)0222‬‬

‫وبالرجوع إلى مدونة االسرة نجدها تناولت موضوع تذييل األحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية من خالل‬
‫ما جاء في المادة ‪ 8/082‬والتي جاء فيها ‪ ":‬األحكام األجنبية الصادرة عن المحاكم األجنبية بالطالق‬
‫والتطليق أو بالخلع أو بالفسخ تكون قابلة للتنفيذ إدا صدرت عن محكمة مختصة وأسست على أسباب‬
‫ال تتنافى مع التي قررتها هذه المدونة النهاء العالقة الزوجية ‪"........‬‬

‫من خالل تحليل لما جاء في المادة السالفة الذكر يمكن استنتاج ما يلي ‪:‬‬
‫االختصاص ‪ :‬من خالل ما جاء في الفصل ‪ 037‬من قانون المسطرة المدنية الذي أحالتنا عليه المادة‬
‫‪ 082‬من مونة األسرة ‪ ،‬فإن االختصاص بشأن تذييل األحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية ينعقد لموطن أو‬
‫محل إقامة المدعى عليه عمال بالقاعدة القانونية القائلة بأن المدعي يتبع المدعى عليه في موطنه أو لمكان‬
‫التنفيذ في حال عدم وجوده ‪ ،‬ليكون بذلك المشرع قد حدد االختصاص النوعي والمكاني لمؤسسة التذييل‬
‫دونما تحديد للجهة المختصة بذلك هل هو رئيس المحكمة باعتباره قاضيا للمستعجالت أم لقضاء‬
‫الموضوع ‪ ،‬فعلى الرغم من أن االجتهاد القضائي سار على أن ينعقد االختصاص لقضاء الموضوع إال‬
‫أن هذا األمر يتناقض في نظري مع غاية المشرع من تبسيط اإلجراءات وتسريعها وهو ما يستلزم‬
‫‪25‬‬
‫وجوبا انعقاد االختصاص لرئيس المحكمة كونه قاضيا لألمور المستعجلة‬

‫الشروط ‪ :‬بالرجوع الى الفصل ‪ 037‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬نجد بأن المشرع المغربي قد أوجب‬
‫توافر شروط ثالثة حتى يكون الحكم األجنبي قابال للتنفيذ بالمغرب ويتعلق األمر بـــ ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬صحة الحكم األجنبي ‪ ،‬وهنا يثار إشكال حول مفهوم الصحة هنا هل يقصد بها الشكل والجوهر أم‬
‫الشكل فقط ‪ ،‬خاصة وان القاضي المغربي يصعب عليه مراقبة مدى قانونية األحكام األجنبية من حيت‬
‫‪26‬‬
‫الموضوع ‪ ،‬خالفا لمراقبة اإلجراءات الشكلية المتعارف عليها دوليا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التأكد من اختصاص المحكمة األجنبية ‪ ،‬والتأكد هنا يكون من جانبين داخلي ودولي ‪ .‬يقصد‬
‫بالجانب الدولي أن تكون المحكمة المصدرة للحكم هي المحكمة المختصة بمقتضى قواعد تنازع‬

‫‪24‬جمال الطاهري ‪ ،‬قراءة مقاصدية في المادة ‪ 211‬من مدونة األسرة‪ ،‬مجلة الملف العدد ‪ 21‬ابريل ‪ ،1111‬ص ‪.219‬‬
‫‪-25‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 26‬سفيان ادريوش ‪ ،‬كيف نقرأ مقتضيات تنفيذ االحكام االجنبية على ضوء المادة ‪ 211‬من مدونة االسرة ‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‬
‫العدد ‪ ،221‬ص ‪.11‬‬

‫‪13‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي المعمول بها في المغرب ‪ ،‬أما الجانب الداخلي فيقصد به أن تكون المحكمة‬
‫‪27‬‬
‫األجنبية المصدرة للحكم هي صاحبة االختصاص بموجب قواعد االختصاص الداخلي لتلك الدولة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التأكد من عدم مساس الحكم األجنبي بالنظام العام المغربي ‪ ،‬ويعتبر هذا الشرط بمثابة عصى‬
‫الرحى في مؤسسة التذييل بالصيغة التنفيذية كونه السبب الرئيسي في التضارب القضائي في هذا الجانب‬
‫‪ ،‬ذلك أن النظام العام المغربي وبإجماع الفقهاء يستمد أسسه من أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وهو األمر‬
‫‪28‬‬
‫الذي يقتضي وجوبا عدم خروج الحكم األجنبي عن هذه األحكام والشروط‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشكاليات المرتبطة باالموال المكتسبة والتعدد واالرث‬


‫مما ال شك فيه أن التشريعات المعاصرة تختلف في نظرتها إلى مؤسسة الزواج من بلد إلى آخر‪ ،‬وذلك‬
‫ناتج عن اختالف المرجعيات التي أسست عليها هذه التشريعات فمنها من يعتبر الدين مرجعا أساسيا‬
‫فيها‪ ،‬وهو ما عل يه المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬ومنها ما هو قائم على أسس علمانية ال تعترف بالمعتقدات وال‬
‫‪29‬‬
‫بالقيم الدينية‪ ،‬ولذلك بنت أحكامها األسرية على نظريات مادية صرفة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشكاليات التعدد‬


‫من المواضيع التي تكشف عن صعوبة التوفيق‪ ،‬بل إلى استحالة التنسيق بين أنظمة متنافرة في‬
‫المرجعيات‪ ،‬موضوع تعدد الزوجات‪ ،‬الذي تنظر إليه التشريعات الغربية بأنه غير مقبول‪ ،‬بل تعده جريمة‬
‫يعاقب عليها‪ ،‬و في حين تنظر إليه المجتمعات اإلسالمية بأنه نظام اجتماعي تفرضه الحاجة أو‬
‫‪30‬‬
‫الضرورة الملحة‪ ،‬لذا تبيحه وفق تنظيمات وقوانين‪.‬‬
‫وهذا ما يثير إشكالية تنازع القوانين وعدم االعتراف بهذه المؤسسة في أوربا‪ ،‬وما يخلقه ذلك من أوضاع‬
‫إنسانية غير سوية ومشاكل معقدة تواجه أفراد الجالية المغربية بالخارج‪.‬‬
‫والمغرب باعتباره دولة إسالمية فقد وضع أمام الزوج المغربي أو أي طرف أجنبي مسلم إمكانية االستفادة‬
‫من مؤسسة التعدد حتى في ظل الروابط العائلية المختلطة‪ ،‬إذ يكفي أن تتوفر في الشخص الراغب في‬
‫‪31‬‬
‫من أجل السماح له بذلك‪ ،‬والحصول على إذن من قاضي‬ ‫التعدد الشروط المطلوبة في مدونة األسرة‪.‬‬
‫األسرة من أجل توثيقه أمام العدول الذين يحرضون على حماية القانون المغربي كلما كان أحد أطراف‬
‫العالقة الزوجية مغربيا‪.‬‬

‫‪ 27‬فؤاد كحليلي‪ ،‬النظام العام المغربي وتنفيذ األحكام األجنبية‪ ،‬مجلة القصر العدد ‪ 2‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 28‬عبد الله دريوش‪ ،‬قيمة الحكم االجنبي بالمغرب في ضوء التشريع المغربي واالتفاقات القضائية التي صادق عليها المغرب‪ ،‬مجلة‬
‫محاماة عدد ‪ 11‬سنة ‪.2111‬‬
‫‪29‬محمد الصمدي‪ ،‬األبعاد االجتماعية والقانونية لنظام تعدد الزوجاتـ دراسة مقارنة ــ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ــ‬
‫القاون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1112/1112‬ص‪229 :‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Abderazak.moulay rchid. Le conditionde la femme au maroc these pour le doctorat d’Etat en‬‬
‫‪droit » faculte de droit. Agdal. Rabat. 1981. P 355‬‬
‫‪31‬جميلة أوحيدة‪ ،‬نظام األحوال الشخصية للجالية المغربية باألراضي المنخفضة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2112/2114‬ص‪22 :‬‬

‫‪14‬‬
‫لكن إذا كان هذا الوضع ال يثير أي إشكال متى استق ار الطرفان في المغرب‪ ،‬فإنه متى انتقل الزوجان إلى‬
‫أوربا‪ ،‬فسيواجهان بعدم االعت ارف بهذا الزوج الثاني‪ ،‬أو على األقل عدم االعتراف ببعض الحقوق واَلثار‬
‫المترتبة عنه‪ ،‬فيما بين الزوجين أو تجاه أبنائهما‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ما هو موقف الفقه والقضاء األجنبي من مؤسسة التعدد؟ (أوال) وكيف تعاملت المؤسسة‬
‫التشريعية األوربية تجاه التعدد( ثانياَ)‬

‫أوالا‪ :‬موقف الفقه األجنبي من التعدد‬


‫لما كان نظام الزواج في أوربا يقوم على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل واحترام مبادئ الحرية والمساواة‪،‬‬
‫المكرسة في االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان التي صادقت عليها الدول األوروبية‪ ،‬فإن لجوء أحد‬
‫األطراف إلى التعدد يثير حفيظة النظام العام األوروبي ويمس شعور مجتمعه الشيء الذي يدفع الفقه‬
‫األجنبي للتحرك من أجل التصدي لهذه المؤسسة محاولة إيجاد حلول لها‪.‬‬
‫لذلك أبدى جانب من الفقه الفرنسي موقفاَ معادياَ للزواج المبني على التعدد بالنسبة لألجانب‪ ،‬وذلك دون‬
‫أدنى تمييز بين عقود الزواج المبرمة فوق التراب الفرنسي‪ ،‬وبين تلك التي تبرم في الخارج‪ ،‬والتي يسعى‬
‫‪32‬‬
‫أصحابها فقط إلى االعتراف بآثارها في فرنسا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يقول كربوني" إن الزواج الفرنسي هو رابطة وحيدة‪ ،‬وإن عمق حضارتنا هو الزواج غير‬
‫المتعدد‪ ،‬إن اإلسالم بزواجه المبني على التعدد‪ ،‬هو أبعد ما يكون عن روحي من أي نظام قانوني آخر‪،‬‬
‫ولو من الناحية النظرية فقط‪.‬‬
‫وهو نفس الموقف الذي عبر عنه (جون ديبري) عندما عارض مؤسسة تعدد الزوجات ووقف ضد‬
‫‪33‬‬
‫االعتراف بأي أثر للتعدد فوق التراب الفرنسي‪.‬‬
‫في هذا السياق برز تيار فقهي فرنسي يرى أن إعمال نظرية األثر المخفف للنظام العام الستبعاد رابطة‬
‫زوجية مبنية على التعدد فوق التراب الفرنسي غير مبررة على اإلطالق وأنه ال بد للقاضي الفرنسي أن‬
‫يكون أكثر مرونة فيما يخص إعمال اعتبارات النظام العام بهذا الخصوص نظ اَر لكونها غير ذات جدوى‪.‬‬
‫إال أن هذا التيار لم يصمد أمام تيار أكثر تشدداَ يعتبر مؤسسة التعدد امتيا از ذكورياَ تصطدم بمبدأ‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة عموما‪ ،‬وبمبدأ المساواة بينهما في شروط وظروف الزواج خصوصاَ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن اللجوء إلى التعدد من طرف المسلمين المقيمين بصفة دائمة فوق التراب الفرنسي يثير التساؤل‬
‫حول استيراد هذه الوضعيات العائلية المخالفة لمبادئ وقيم المجتمع الفرنسي إلى داخل فرنسا تحت غطاء‬
‫‪34‬‬
‫نظرية األثر المخفف للنظام العام‪.‬‬

‫‪ 32‬خالد بوعروس‪ ،‬اإلشكاليات القانونية واالنعكاسات االجتماعية للزواج المختلط‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬في‬
‫القانون الخاص كلية الحقوق‪ ،‬طنجة‪ ،‬سنة ‪ .1112/1112‬ص ‪.11‬‬
‫‪33‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Jea.Deprez.La Reception du stutut personnel en France. Op.cit.P 38‬‬

‫‪15‬‬
‫وبناء على ذلك فإن المشرع الفرنسي مدعو إلى جعل العالقات الزوجية المبنية على التعدد عديمة اَلثار‬
‫فوق التراب الفرنسي كلما كان احد أطرافها شخصاَ أجنبياَ مقيما بصفة دائمة بفرنسا‪ ،‬ومن ثم فإن محاربة‬
‫‪35‬‬
‫التعدد لن تتأتى إال بجعل النظام العام أكثر راديكالية وتدخله أكثر شمولية‪.‬‬
‫وانسجاما مع نفس التوجه فان هذا التيار يدعو األنظمة القانونية للدول المستقبلة للهجرة إلى فرض‬
‫التطبيق اإلقليمي لمبادئها في مواجهة التعدد‪.‬‬
‫فإذا كان هذا هو موقف الفقه الفرنسي من التعدد‪ ،‬فإلى أي حد ساير االجتهاد القضائي هذا االتجاه في‬
‫معالجته لمسألة التعدد؟‬

‫ثانياا‪ :‬موقف القضاء األوروبي من التعدد‬


‫إذا كان االجتهاد القضائي الفرنسي‪ ،‬المستند على اعتبارات النظام العام‪ ،‬قد أقر مبدأ ثابتاَ مفاده‬
‫منع األجنبي المتزوج من إبرام زواج ثان فوق التراب الفرنسي‪ ،‬فإنه في مقابل ذلك قد اعترف‬
‫ببعض آثار الزواج المبني على التعدد المنعقد بالخارج سواء تعلق األمر بحق التجمع العائلي‬
‫‪36‬‬
‫وحق اإلقامة أو ما تعلق بالعالقات الشخصية والمالية بين األزواج والغير‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار فإن محكمة النقض الفرنسية قد ارتأت االعتراف بآثار عقود الزواج المبنية على‬
‫‪37‬‬
‫التعدد والمبرمة صحيحة في الخارج‪ ،‬وذلك في ق اررين شهيرين معروفين بـ ـ " شموني "‪.‬‬
‫ولتبرير االعتراف بآثار عقود الزواج المبنية على التعدد‪ ،‬صرح قرار آخر لمحكمة الدرجة ـ ـ ـ في‬
‫قضية نفقة للزوجة الثانية ـ ـ ـ بأن استحقاق هذه الزوجة للنفقة راجع مباشرة إلى الصفة التي حازتها‬
‫‪38‬‬
‫كزوجة شرعية على إثر زواج تم عقده بصفة صحيحة في الخارج‪.‬‬
‫وبمناسبة قضية أخرى أكد االجتهاد القضائي لمحكمة االستئناف بباريس‪ ،‬أن النظام العام ال‬
‫يتعارض مع الممارسة في فرنسا للحقوق التي تخولها رابطة زوجية مبنية على التعدد‪ ،‬تم إبرامها‬
‫بشكل قانوني في الخارج طبقاَ للقانون الوطني للزوجين‪ ،‬وبشكل خاص فإن النظام العام ليس من‬
‫شأنه إعاقة إنتاج الزواج المبني على التعدد َلثاره في فرنسا‪ ،‬إذا كان إبرامه خارجها قد تم طبقا‬
‫‪39‬‬
‫للقانون الشخص األجنبي الذي سبق له أن تزوج بفرنسية‬

‫‪35‬عبدالعالي عدنان‪ ،‬زواج المغاربة المقيمين بفرنسا بين الشريعة والقانون‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ .1114/1119 ،‬ص‪11 :‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Edwige Raude. Antoine. La formation de mariage des maghribins en France. Etude de sociologie‬‬
‫‪juridique et de conflirs de loi. These oour le doctorat de droit. 1989 universite de Paris I Pa ntheon‬‬
‫‪sorbonne/ Page 310‬‬
‫‪37‬‬
‫‪CTV.1ere. 28 janvier 1958 chemouni. Note . lenoan .Rev . Crit .DTP 1958. Page 110‬‬
‫‪38‬قرار لمحكمة الدرجة الكبرى لباريس‪ ،‬الغرفة الثانية‪ 22 ،‬يونيو ‪ ،2121‬المجلة االنتقادية للقانون الدولي الخاص‪،2122 ،‬‬
‫‪39‬محكمة االستئناف بباريس‪ ،‬الغرفة الثانية ‪ 1‬نونبر ‪ ،2119‬المجلة االنتقادية للقانون الدولي الخاص ‪ 2114‬تعليق إيف لوكيت ص‪:‬‬
‫‪.422‬‬

‫‪16‬‬
‫وبذلك يكون االجتهاد القضائي الفرنسي قد صاغ نظرية النظام العام المخفف التي بموجبها يتم‬
‫االعتراف بآثار المؤسسات التي يمنع النظام العام إنشائها فوق التراب الفرنسي وذلك كل تم‬
‫إنشاؤها خارج دائرة هذا التراب‪.‬‬
‫ويتماشى موقف االجتهاد القضائي الفرنسي بهذا الخصوص مع موقف االجتهاد القضائي‬
‫األلماني الذي أبطل ق ار ار إداريا قضى بطرد الزوجة الثانية ألحد األجانب المقيمين بألمانيا‪،‬‬
‫حيث في حكم الصادر بتاريخ ‪ 99‬يوليوز ‪ " 9132‬أن الزواج المبني على التعدد والمبرم بالخارج‬
‫والذي تسري آثاره في ألمانيا ال يشكل أي انتهاك للنظام العام األلماني أو المساس بالسلم‬
‫االجتماعي‬
‫كما سار في نفس االتجاه كل من االجتهاد القضائي البلجيكي والهولندي طبقا لنظرية األثر‬
‫المخفف للنظام العام‪.‬‬
‫ويرى البعض اَلخر‪ ،‬أن الموقف الفرنسي من التعدد ال يختلف في شيء عن موقف السياسة‬
‫األوروبية عموما من هذه المؤسسة‪ ،‬اعتبا ار للتنسيق القائم بين الدول األوربية فيما يتعلق بالحقوق‬
‫الخاصة بالمهاجرين وفيما يهم التدابير المتخذة لمواجهة السيل الكبير لليد العاملة المتدفقة نحو‬
‫هذه الدول‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تنظيم العالق ات المالية في الزواج المختلط‬
‫يقصد بالنظام المالي للزوجين مجموعة القواعد القانونية أو االتفاقية المنظمة للروابط المالية بين الزوجين‬
‫‪40‬‬
‫من حيث تملك أو حيازة أو إدارة األموال الثابتة والمنقولة العائدة لكل واحد من الزوجين أو لهما معا‬
‫وغني عن البيان أن القوانين الوضعية الصادرة في معظم الدول العربية ال تتضمن نصوصا خاصة‬
‫باألنظمة المالية لألزواج‪ ،‬على أساس أن الذمة المالية لكل من الزوجين في ظل أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫تنفصل عن ذمة الزوج األخر‪.‬‬
‫لكن هناك من التشريعات ما يخول للزوجين قسطا من الحرية في تنظيم ملكية أموالها والتصرف فيها‬
‫وإدارتها عن طريق إبرام ما يسمى بالمشاركة المالية لألزواج‪ ،‬وتتضمن تشريعات أخرى نظاما قانونيا‬
‫يسري على العالقات المالية بين الزوجين في حالة عدم اتفاقهما على تنظيم خاص ومن ثم يمكن القول‬
‫‪41‬‬
‫إن النظام المالي إما أن يكون قانونيا أو يتخذ شكل نظام تعاقدي‪.‬‬
‫فإذا كان هذا هو حال النظام المالي في األنظمة اإلسالمية المتشبثة بنظام فصل األموال واألنظمة الغربية‬
‫اَلخذة بنظام االشتراك في األموال فإلى أي حد يمكن التوفيق بين هذين النظامين في ظل الزواج المختلط‬
‫الذي يجمع طرفا مغربيا وآخر أجنبي؟‬

‫‪40‬احمد زوكاغي‪ ،‬تنازع القوانين في الزمان دراسة في القانون الدولي الخاص المغربي‪ ،‬ط‪ 2‬سنة‪ 2119‬مطبعة االمنية الرباط ص‪112‬‬
‫‪41‬عبد الحميد ابو هيف‪ ،‬القانون الدولي الخاص في اوربا ومصر‪ ،‬ط‪ 2112, 1‬مطبعة السعادة مصر‪ .‬ص‪.211‬‬

‫‪17‬‬
‫اوال‪ :‬النظام الق انوني‬
‫يقصد بالنظام القانوني مجموعة من القواعد القانونية التي ينبغي تطبيقها على العالقة المالية بين الزوجين‬
‫طالما لم يتفقا على نظام آخر‪.42‬‬
‫والمشرع المغربي يقرر مبدئيا إمكانية تطبيق النظام القانوني على العالقات المالية بين الزوجين حيث‬
‫نص الفصل ‪ 99‬من ظ‪.‬و‪,‬م لألجانب على انه" إذا لم يبرم عقد منظم للعالقات المالية للزوجين فان أثار‬
‫الزواج على أموال الزوجين من أصول ومنقوالت تخضع لقانون الدولة التي كان ينتسب إليها الزوج بتاريخ‬
‫إبرام الزواج وال يؤثر على نظام تلك األموال تغيير الزوجين أو احدهما جنسيته فيما بعد"‬
‫والذي يفهم من هذا النص أن القواعد المطبقة على النظام القانوني هي القواعد التي يقضي بها قانون‬
‫الزوج‪.43‬‬
‫وهو ما سارت عليه المادة الثانية من معاهدة الهاي ‪.9119‬‬
‫وإخضاع النظام القانوني لقانون الزوج هو ما تأخذ به مختلف الدول العربية حيث تخضع النظام المالي‬
‫للزوجين باعتباره أث ار من آثار الزواج إلى القانون الذي يحكم هذه اَلثار وهو قانون جنسية الزوج‪ ،44‬المادة‬
‫‪ 92‬من التقنين المدني المصري‪.45‬‬
‫والدول التي تأخذ بترجيح قانون الزوج على قانون الزوجة تعتمد مجموعة من المبررات منها السعي‬
‫‪46‬‬
‫إلخضاع العالقة المالية بين الزوجين لقانون موحد وان الزوج هو رئيس األسرة والساهر على استقرارها‬
‫إال أن البعض يرى من أن ذلك تكريس التمييز القائم على أساس الجنس مما يحتم تدخل المشرع المغربي‬
‫إلقرار المساواة على مستوى ضوابط اإلسناد ومن تم إلغاء امتياز الذكورة لكي يتالءم التشريع الوطني مع‬
‫االلتزامات الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.47‬‬
‫على أن تطبيق قانون الزوج على النظام المالي بين الزوجين من شانه أن يثير بعض المشاكل في مجال‬
‫الزواج المختلط نتيجة اختالف األنظمة المالية المعمول بها لدى كل طرف من طرفي العالقة الزوجية‪.‬‬

‫‪42‬عبد الجبار بهم‪ ،‬الزواج المختلط بين الفقه والقانون دراسة تحليلة مقارنة‪ ،‬ج‪ 1‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية الشريعة فاس‬
‫السنة الجامعية ‪ .2114.2112‬ص ‪.41‬‬
‫‪43‬جابر جاد الله عبد الرحمن‪ ،‬القانون الدولي الخاص العربي‪ ،‬ج‪ 2121 .1‬معهد البحوث والدراسات العربية المطبعة العلمية القاهرة‬
‫ص‪.44‬‬
‫‪-‬المرجع نقسه‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪45‬نصت المادة ‪ 29‬من القانون المصري "يسري قانون الدولة التي ينتمي اليها الزوج وقت انعقاد الزواج على االثار التي يرتبها عقد‬
‫الزواج بما في ذلك من اثر بالنسبة الى المال‪.‬‬
‫‪46‬عبد الجبار بهم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫‪47‬هشام اصنيب‪ ،‬ضابط االدارة في االحوال الشخصية واثاره على الجالية المغربية باوربا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا قانون‬
‫خاص كلية الحقوق فاس السنة ‪ 1111.1119‬ص‪.24‬‬

‫‪18‬‬
‫فالمشرع المغربي يأخذ بنظام فصل األموال تحقيقا لقاعدة استقاللية الذمة المالية للزوجين وهو ما نص‬
‫عليه صراحة في المادة‪ 29‬من مدونة األحوال الشخصية الملغاة" للمرأة حريتها الكاملة في التصرف في‬
‫مالها دون رقابة الزوج إذ ال والية للزوج على مال زوجته"وأكد عليه في المادة ‪ 21‬من مدونة األسرة التي‬
‫نصت على ان" لكل واجد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اَلخر‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫فهو في غالبيته يأخد بنظام شيوع األموال بين الزوجين ويمكن لألطراف أو‬ ‫أما التشريع األوربي‬
‫الزوجي ن االتفاق على استبعاده وخير مثال على ذلك نظام االشتراك القانوني المالي بين الزوجين المعمول‬
‫به في فرنسا "الفصول ‪ 9211‬إلى ‪ 9219‬من القانون المدني الفرنسي‪.49‬‬
‫من هذا المنطلق قد ينجم على تطبيق قانون الزوج على النظام المالي للزوجين اصطدام مع النظام العام‬
‫لقانون الزوجة فلو ان مغربية تزوجت فرنسيا وأدى إخضاع عالقتهما المالية للقانون الفرنسي الى خرق‬
‫النظام العام المغربي الذي ال يعترف بنظام االشتراك في األموال المطبق من قبل قانون الزوج فان ذلك‬
‫يثير مشكلة ليس من اليسير حلها وان كان البعض يرى أن الحل العملي لتجاوز خرق النظام العام‬
‫المغربي في مثل هذه الحالة هو استبعاد القانون األجنبي وتطبيق قانون األحوال الشخصية المغربي‪.50‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظام التعاقدي‬
‫يمثل النظام التعاقدي في الزواج المختلط الصورة المخالفة للنظام القانوني حيث يستند على حرية الزوجين‬
‫في اختيار نوع العالقات المالية التي يبغي أن تسود بينهما ويتم ذلك بموجب عقد اتفاقي يبرم بينهما‬
‫ولذلك يطلق عليه أيضا النظام أالتفاقي‪.51‬وهذا العقد المبرم بين الطرفين يسهل مهمة تحديد القانون‬
‫الواجب التطبيق ولو انه يتعين في بعض األحيان مراجعة القانون الذي ينبغي تطبيقه وعندئذ يتعين‬
‫استخالص من بنوده وإرادة عاقديه‪.52‬‬
‫وفي إطار النظام التعاقدي نجد كثي ار من القوانين تحدد أنواع النظم التي يجوز االتفاق عليها فإذا أراد‬
‫الزوجان اختيار نظام يتفقان عليه فيجب عليهما ان يحر ار عقدا خاصا يأخذ شكال معينا وينبني على نوع‬
‫من النظم التي ينص عليها القانون‪.53‬‬

‫‪48‬في هذا االطار تاخذ اسبانيا بنظام االموال المشتركة وقد تم تنظيمه بمقتضى الفصل‪ 2922‬من القانون المدني االسباني راجع عبد‬
‫المنعم الفلوس احكام االسرة للجالية المغربية باسبانيا رسالة لنيل دبلو الدراسات العليا كلية الحقوق الرباط السنة‪ 2112,2112‬ص‪292‬‬
‫‪49‬‬
‫‪Francois terre et Dominique fenouller droit civil les personnes la famille les incapacies 6 eme‬‬
‫‪edition dollaz 1996p358‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Manaf abdel ouahed problemes du couple mixte fac au droit et a la societe cas franco marocain 1‬‬
‫‪edition imprimerie najah el jadida casablanca 1990 p13‬‬
‫‪51‬عبد الجبار بهم م‪.‬س ص‪.411:‬‬
‫‪52‬السعدية بلمير‪ ،‬الروابط العائلية في القانون الدولي الخاص المغربي‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ‪،2111‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪53‬علي سليمان‪ ،‬مذكرات في القانون الولي الخاص الجزائري‪ ،‬ط‪ 2112 1‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪19‬‬
‫‪54‬‬
‫وفي هذا اإلطار خول المشرع الفرنسي للطرفين االختيار بين ثالث أنظمة "نظام االشتراك في األموال‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫نظام فصل األموال‪ 55،‬نظام االشتراك في المكتسبات‪،‬‬
‫والمشرع المغربي وعيا منه بأهمية النظام التعاقدي فقد نظمه بمقتضى الفصل ‪ 93‬من ظهير‪ 93‬غشت‬
‫‪ 9192‬الذي جاء فيه" أن العقد المنظم للعالقات المالية بين الزوجين يكون صحيحا من حيث الشكل إذا‬
‫ابرم حسب قواعد القانون الوطني لكل من الزوجين أو عند انعدامها حسب القواعد التي يفرضها القانون‬
‫الفرنسي على الفرنسيين في فرنسا"‪.‬‬
‫ويضيف في الفصل ‪ 92‬منه "تعين الشروط الجوهرية للعقود وآثارها بمقتضى القانون الذي قصد األطراف‬
‫صراحة أو ضمنا الخضوع له" كما نص الفصل‪" 92‬العقد المنظم للعالقات المالية بين الزوجين يخضع‬
‫من حيث صحته الذاتية وآثاره للقانون الوطني للزوج بتاريخ إبرام الزواج وإذا ابرم العقد المذكور أثناء قيام‬
‫الزوجية يخضع للقانون الوطني للزوجين بتاريخ إبرامه"‪.‬‬
‫يستخلص من هذه الفصول أن النظام التعاقدي في التشريع المغربي يخضع في قواعده لجانبين احدهما‬
‫شكلي واَلخر موضوعي‪.57‬‬
‫بالنسبة للجانب الشكلي ينبغي أن يكون العقد المنظم للعالقات المالية بين الزوجين مطابقا للشروط‬
‫الشكلية التي يقضي بها قانون الزوجين معا بمعنى انه إذا كان الزوجين من جنسيتين مختلفتين فيجب أن‬
‫يستعمل شكل يجيزه قانون كل منهما وعند االختالف يتم إبرامه لدى موثق مغربي معين بموجب {ظهير‪2‬‬
‫‪58‬‬
‫ماي ‪} 9139‬الملغى‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجانب الموضوعي فالفصل ‪ 92‬من ظهير ‪ 93‬غشت ‪9192‬يحددها‪:‬‬
‫‪ -‬مطابقة القانون الذي قصد الطرفان التعاقد وفق مقتضياته صراحة او ضمنا‪.‬‬
‫‪ -‬أو مطابقة قانون موقع المال‪.‬‬
‫‪ -‬أو مطابقة قانون الموطن المشترك للزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬أو مطابقة قانون بلد اإلبرام‪.‬‬

‫‪54‬يقوم على اساس ادراج الزوجان عدة شروط في العقد المنظم له ويجعل كل االموال الحاضرة والمستقبلية والمكتسبة خالل الحياة‬
‫الزوجية مشتركة اشتراكا كامال‪.‬‬
‫‪55‬واساس هذا النظام هو االستقاللية الكاملة للزوجين خالل الحياة الزوجية وبعد انحالل رابطة الزوجية فكل زوج اجنبي عن االخر من‬
‫الناحية المالية‬
‫‪56‬وهو انه اثناء الحياة الزوجية هناك فصل مالي لالموال بين الزوجين لكن عند انحاللها يتم اقتسام اموال الزوجية بالنصف بين‬
‫الزوجين‬
‫‪57‬موسى عبود‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص المغربي‪ ،‬ط‪ 2114‬الناشر المركز الثقافي العربي الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪58‬عبد الجبار بهم م‪.‬س ص‪411:‬‬

‫‪20‬‬
‫والفصل ‪92‬منه حدد القانون الواجب التطبيق على العقد المنظم للعالقات المالية بين الزوجين فإذا ابرم‬
‫العقد قبل الزواج يلزم خضوعه للقانون الوطني للزوج وفي حالة إبرامه أثناء قيام الزوجية فانه يخضع‬
‫للقانون الوطني للزوجين من تاريخ إبرامه‪.59‬‬
‫لكن اإلشكال الذي يثار هو هل بإمكان طرفي العالقة الزوجية التي تظم مغربيا أو أجنبيا مسلما تنظيم‬
‫روابطهما المالية وفق النظام التعاقدي؟ وهل في ذلك مخالفة للنظام العام المغربي خاصة إذا وقع االختيار‬
‫على نظام االشتراك في األموال؟‪.‬‬
‫في هذا اإلطار صدر حكم قضائي مغربي سنة ‪ 9111‬جاء فيه"وحيث قضت المحكمة بتطليق المدعية‬
‫من زوجها المدعى عليه كما قضت بتقسيم شيوعية األموال الزوجية بينهما فانه ال يمكن االعتراف به في‬
‫‪60‬‬
‫المغرب على أساس مخالفته للنظام العام"‪.‬‬
‫فالمحكمة رفضت هنا تذييل هذا الحكم األجنبي بالصيغة التنفيذية لكون هذا الحكم جاء مرفوقة ببعض‬
‫الحيثيات المخالفة للنظام العام المغربي والمتمثلة في مبدأ شيوعية األموال التي هي فكرة منتشرة في‬
‫المجتمعات الغربية وال تجد سندا لها في القانون المغربي لألحوال الشخصية‪.‬‬
‫وما قيل عن القضاء المغربي يمكن قوله عن القضاء األوربي الذي رفض تذييل األحكام الصادرة بالمغرب‬
‫بناء على نظام فصل األموال بالصيغة التنفيذية على اعتبار أن القانون المغربي يتعارض مع مبادئ‬
‫وأهداف القانون الدولي الخاص المقارن وذلك لكونه يكرس امتياز العقيدة في الروابط األسرية المالية‪.61‬‬
‫ومن هذا المنطلق ولتجاوز اإلشكاالت التي يثيرها النظام المالي على مستوى الروابط األسرية الدولية من‬
‫اجل سد المجال أمام القاضي األجنبي إلحالل وتطبيق قانونه الداخلي على الجالية المغربية بالخارج‬
‫؛تضمنت مدونة األسرة مقتضى جديد من خالل المادة‪ 21‬يجيز للزوجين إمكانية االتفاق بينهما في وثيقة‬
‫مستقلة عن عقد الزواج على كيفية تدبير واستثمار األموال المكتسبة أثناء الحياة الزوجية ويحددان أيضا‬
‫نصيب كل واحد منهما من هذه األموال خالل الحياة الزوجية او عند انتهائها بالوفاة أو الطالق‪.62‬‬

‫‪59‬احمد زوكاغي م‪.‬س ص‪194:‬‬


‫‪60‬حكم رقم ‪ 121‬في ملف عدد ‪ 924/11‬اورده بدر حافيضي الوضعية القانونية االسرية للجالية المغربية باروبا ومستجدات مدونة‬
‫االسرة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية الشريعة فاس السنة ‪1112.1114‬ص ‪211‬‬
‫‪61‬منير الشعيبي‪ ،‬قانون االسرة المغربي امام القضاء االوربي اية امكانية للتطبيق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫الخاص كلية الحقوق فاس السنة ‪ ،1112.1112‬ص‪.21‬‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬شرح مدونة االسرة ‪،‬ج‪ 1‬انحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬ط‪ 1112‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.912‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪21‬‬
‫فبهذا التعديل يكون المشرع لمدونة األسرة قد رفع الحرج عن أفراد الجالية المغربية فيما يخص روابطهم‬
‫المالية وذلك يفتح المجال أمام االعتراف وتنفيذ األحكام األجنبية الصادرة في حقهم بهذا الخصوص‪63‬؛‬
‫وفي نفس الوقت حافظ على مبدأ استقالل الذمة المالية لكل من الزوجين من خالل المادة ‪ 219‬م‪.‬ا‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التوارث بين الزوجين واألبناء‬
‫يحتل نظام اإلرث في التشريع اإلسالمي مكانة مرموقة ‪ :‬قال تعالى"وتجبون المال حبا جما"‪.64‬‬
‫ولقد عرف المشرع المغربي التركة في المادة ‪ 239‬من م‪.‬ا‪ .‬بأنها" مجموع ما يتركه الميت من مال او‬
‫حقوق مالية" كما عرف اإلرث في المادة ‪ " 233‬بكونه انتقال حق بموت مالكه بعد تصفية التركة لمن‬
‫استحقه شرعا بال تبرع وال معاوضة"‪.‬‬
‫إن حق اإلرث في الروابط الدولية خاصة إذا تعلق بالزواج المختلط يطرح مشاكل وصعوبات جمة؛‬
‫نتيجة االختالف بين التشريع المغربي المبني على مبادئ الشريعة اإلسالمية والتشريعات الغربية العلمانية‬
‫الالئكين التي ال تقيم للدين أي اعتبار‪.65‬‬
‫اوال‪:‬الق انون المختص ميراث الزوجين واألبناء‬
‫اختلفت التشريعات التي تعترف بحق األجنبي في الميراث في تحديد القانون الذي ينظم إجراءات هذا‬
‫الحق وانقسمت بهذا الشأن إلى االتجاهات التالية‪:‬‬
‫االتجاه األول ‪ :‬يميل إلى أن قانون موقع المال هو الذي ينبغي اعتماده في تطبيق حق الميراث ويستند‬
‫هذا االتجاه إلى أن الميراث من مسائل األحوال العينية التي تخضع لقانون موقع المال منقوال كان أو‬
‫‪66‬‬
‫عقار‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬يميل إلى أن قانون جنسية الموروث هو الذي ينبغي تطبيقه في حق الميراث ومن‬
‫التشريعات التي أخذت بهذا االتجاه التشريع االيطالي واأللماني والمصري‪...‬الخ‪.67‬‬
‫إذ نص في الفصل ‪ 99‬من ظ‪.‬و‪.‬م لألجانب على انه" يخضع‬ ‫‪68‬‬
‫ويساير ها االتجاه القانون المغربي‪،‬‬
‫توارث المنقوالت واألصول الموجودة داخل منطقة الحماية الفرنسية بالمغرب لقانون الدولة التي ينتسب‬
‫إليها الموروث فيما يعود إلى تعيين الورثة والترتيب الذي يرثون بمقتضاه واألنصبة العائدة إلى كل واحد‬

‫‪63‬حكم صادر عن قسم قضاء االسرة بمكناس بتاريخ ‪ 12.11.1112‬والذي منح الصيغة التنفيذية لحكم قضى باالضافة الى الطالق‬
‫بتقسيم ممتلكات الزوجين حكم غير منشور اورد الطالب الباحث خالد بوعروس االشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمة السنة‪1112.1112‬ص‪91‬‬
‫‪64‬سورة الفجر االية ‪11‬‬
‫‪65‬جميلة اوحيدة‪ ،‬نظام االحوال الشخصية للجالية المغربية باالراضي المنخفضة ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‬
‫كلية الحقوق اكدال الرباط‪ ،‬السنة ‪ ،2112,2114‬ص ‪.11‬‬
‫‪66‬عبد الجبار بهم ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪67‬علي سليمان‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪68‬موسى عبود‪ ،‬الوجيز ‪،‬م س‪ ،‬ص‪.192‬‬

‫‪22‬‬
‫منهم والمقادير التي يتعين عليهم إرجاعها إلى التركة والمقدار الذي يجوز للموروث أن يتصرف به على‬
‫وجه الوصية والمقدار الذي يجب حفظه للورثة"‪.‬‬
‫هذه القاعدة مقتبسة من اتفاقية الهاي بشان تنازع القوانين في قضايا الميراث والوصايا بتاريخ ‪93‬‬
‫يوليوز‪. 9113‬‬
‫وهو ما يعني أن تصفية تركة الزوجة األجنبية تخضع لمقتضيات قانونها الوطني سواء تعلق األمر بأموال‬
‫‪69‬‬
‫منقولة أو غير منقولة‪ ،‬وأنه ال عبرة بمكان وفاتها وال موطنها‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يميل إلى أن قانون موطن المتوفى هو الذي ينبغي تطبيقه في حق الميراث ومن‬
‫التشريعات التي سارت في هذا االتجاه التشريع النرويجي واألرجنتيني‬
‫االتجاه الرابع‪ :‬يميل إلى التمييز بين أن يكون حق الميراث متعلقا بتركة عقارية أو متعلق بتركة منقولة‬
‫فذهب إلى أن التركات العقارية يلزم توريثها طبقا لقانون موقع العقار أما التركات المنقولة فيلزم توريثها‬
‫طبقا لقانون موطن الهالك؛ ومن التشريعات التي تبنت هذا االتجاه نجد التشريع الفرنسي‪70‬؛ البلجيكي‬
‫؛األمريكي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اختالف الجنسية ال يعتبر مانعا من موانع اإلرث في مختلف التشريعات المقارنة‬
‫التي تعترف لألجنبي بحق الميراث‪71‬؛ أما بالنسبة الختالف الديانة فالمبدأ في جل التشريعات المقارنة في‬
‫البالد اإلسالمية هو عدم التوارث بين المسلمين وغيرهم؛ وقد نص المشرع المغربي على ذلك في المادة‬
‫‪ 223‬من مدون األسرة على" ال توارث بين مسلم وغير مسلم"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكالية التوارث بين الزوجين مختلفي الجنسية والديانة وأبنائهما‬


‫يعد نظام الميراث في عالقات الزواج المختلط الذي تختلف فيه ديانة الزوجين عن بعضهما من أهم‬
‫‪72‬‬
‫مسائل الخالف بين نظام الميراث في الشريعة اإلسالمية ونظيره في القوانين الغربية‪.‬‬
‫ومن ثم فقد يترتب على تطبيق القانون المغربي في مادة التركات استبعاد احد الزوجين أواحد األبناء من‬
‫التركة بفعل قاعدة ال توارث بين مسلم وغير مسلم وتخويل البنت نصف ما يأخذه االبن واستبعاد االبن‬
‫غير الشرعي واالبن المتبنى من الميراث‪.‬‬
‫فلو كانت التركة متواجدة بالمغرب فليس ثمة مشكل إال انه متى كانت التركة متواجدة بإحدى الدول‬
‫األجنبية األوربية حينذاك تطرح مسالة االعتراف بأحكام الصادرة عن القضاء المغربي وفق هذه‬
‫‪73‬‬
‫المقتضيات‪.‬‬

‫‪69‬السعدية بلمير‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪70‬‬
‫‪Manaf abdel ouahed op p :154‬‬
‫صالح عبد الزهرة الحسون‪ ،‬حقوق االجانب في القانون العراقي‪ ،‬ط‪2112‬دار االفاق الجديدة ‪،‬ص‪.929‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪72‬الطيب زروتي‪ ،‬اثر اختالف ديانة الزوجين اوجنسيتهما في الزواج المختلط‪ ،‬مقال منشور بالمجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية العدد ‪ 4‬السنة‪ 2119‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ص‪.141‬‬

‫‪23‬‬
‫ال شك أن فرض االعتراف بهاته األحكام بالدول العربية تبقى جد نادرة إن لم نقل مستحيلة فمن المستبعد‬
‫مثال أن تعطى المحاكم الهولندية مثال الصيغة التنفيذية لحكم مغربي صدر بناء على مقتضيات تحرم احد‬
‫الزوجين أو األبناء من التركة بفعل المانع الديني لتعارض ذلك مع النظام العام الهولندي‪.74‬‬
‫ومن المستبعد أيضا أن تنفذ هذه المحاكم حكما مغربيا يعطي للبنت نصف ما يأخذه االبن الن هذه‬
‫الدول الغربية تسوي بين االبن والبنت في اإلرث‪.‬‬
‫فالقاضي األجنبي في رفضه االعتراف باألحكام المغربية بخصوص التركات يرتكز على مخالفة قانون‬
‫األسرة المغربي للنظام العام األوربي الذي يرفض كل تمييز مستند على الجنس أو الدين في مادة‬
‫‪75‬‬
‫التركات‪.‬‬
‫هذا على مستوى تطبيق القانون المغربي فماذا لو استدعى األمر تطبيق القانون األجنبي الغربي على‬
‫قضايا التوارث بين الزوجين واألبناء بفعل وجود العقارات المتروكة بإحدى الدول األوربية أو بفعل تطبيق‬
‫قانون الموطن أو حتى في حال تطبيق قانون جنسية المتوفى متى كان من موطن القاضي األجنبي؛ في‬
‫هذا اإلطار يترتب على تطبيق القانون األجنبي بوصفه قانون الموطن أو اإلقامة االعتيادية أو بوصفه‬
‫قانون موقع العقار في الروابط الدولية الخاصة المغربية األوربية مساواة الرجل والمرأة من حيث حصتها‬
‫في التركة حيث تأخذ البنت نفس حصة االبن وتأخذ الزوجة نفس حصة الزوج ويأخذ الزوج جميع التركة‬
‫‪76‬‬
‫في حالة عدم وجود فرع للمتوفى؛كما انه ال يؤخذ المانع الديني بعين االعتبار في هذا المجال‪.‬‬
‫وإذا كانت األحكام التي قد تصدر عن القاضي األجنبي بهذا الشأن ال يثير صعوبات ومشاكل فيما إذا‬
‫كانت التركة متواجدة ببلد القاضي فان األمر غير ذلك إن كان موقعها بالمغرب ذلك أن حظوظ االعتراف‬
‫بهاته األحكام الصادرة عن المحاكم الغربية تبقى بعيدة المنال فمن المستبعد أن يمنح القاضي المغربي‬
‫الصيغة التنفيذية لحكم فرنسي صدر لصالح بنت متوفى مغربي جاءت لتنفيذ على تركة أبيها بالمغرب‬
‫‪77‬‬
‫بنفس حصة أخيها‪.‬‬
‫ومن المستبعد أيضا أن يمنح القاضي المغربي الصيغة التنفيذية لحكم صدر وفق مقتضيات القانون‬
‫الهولندي مثال ولصالح احد الزوجين الذي يأخذ كل التركة في غياب فرع وارث للمتوفى وذلك لوجود باقي‬

‫خالد بوعروس‪ ،‬االشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪،‬السنة‪1112.1112‬ص‪92‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪74‬جميلة اوحيدة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪75‬جميلة اوحيدة م‪.‬س ص‪.22‬‬
‫‪76‬عز الدين عبد الله ‪ ،‬القانون الدولي الخاص المصري‪ ،‬ج‪ 1‬ط‪ 2122‬مطبعة النهضة المصرية ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪77‬امينة الخياط ‪ ،‬تنازع القوانين في مجال االسرة دراسة مقارنة في اطار القانون الدولي الخاص المغربي والمصري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص كلية الحقوق السويسي الرباط ‪ 2111,2112‬ص‪.214‬‬

‫‪24‬‬
‫ورثة المتوفى من إخوة أو أعمام أو أباء بالمغرب باعتبارهم مستحقين أيضا لهذه التركة وفق القانون‬
‫‪78‬‬
‫المغربي‪.‬‬
‫وال يتصور كذلك أن يقوم القاضي المغربي بتنفيذ حكم أجنبي يصدر لصالح احد الزوجين في حالة وجود‬
‫المانع الديني من اإلرث أو يصدر لصالح األبناء المسلمين الذين قد يرثون من أمهم غير المسلمة وذلك‬
‫‪79‬‬
‫بفعل قاعدة ال توارث بين مسلم وغير مسلم‪.‬‬
‫وإذا كان يبدو بان عدم توارث الزوجين بعضهما البعض وعدم توارث األبناء عن احد أبنائها أو العكس‬
‫؛غير منطقي وغير مقبول خاصة أمام تزايد نسبة الزواج المختلط التي أصبحت تقتضيه الظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية فانه مع ذلك يمكن اللجوء بهذا الشأن إلى وسائل أخرى تمكن غير الوارثين من‬
‫االستفادة من تركة المتوفى تتمثل من جهة في الهبة ومن جهة أخرى في الوصية باعتبار أن المانع‬
‫‪80‬‬
‫الديني ال يسري في مادة الوصية‪.‬‬
‫إال أنه وحتى تجد مثل هذه الوصية تنفيذا لها بالمغرب يجب أال تتجاوز ثلث التركة وإال تعرضت لرفض‬
‫تنفيذها فيما تجاوز الثلث باستثناء إذا أجاز ذلك الورثة الرشداء‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫‪78‬برجاوي خالد‪ ،‬نظام االحوال الشخصية للجالية المغربية في دول المغرب العربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫الخاص كلية الحقوق الرباط ‪ 2114,2119‬ص‪.22:‬‬
‫‪79‬‬
‫‪Adel ouahed Manaf op p :158‬‬
‫محمد التاويل‪ ،‬الوصايا والتنزيل في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1114 2‬منشورات و ازرة االوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪25‬‬
‫لقد اتضح جليا من خالل ماسبق ان الزواج المختلط يحمل بيت ثناياه مجموعة من المشاكل والتعقيدات‬
‫تؤثر على السعادة االسرية وتعصف باالطفال الناتجين عنه في امواج متالطمة من المعانات نتيجة‬
‫االختالف الحضاري والثقافي بين االزواج كما اتضح ان وضعية القانون الوطني المنظم للروابط االسرية‬
‫للجالية المغربية باروبا والذي تمثله مدونة االسرة ال تبعث على االرتياح فرغم التعديالت المهمة التي‬
‫جاءت بها هاته االخيرة والتي همت باالساس الوضعية القانونية االسرية للحالية المغربية بالخارج فيما‬
‫يتعلق بابرام عقد الزواج وكذلك ما يتعلق بتنفيذ االحكام االجنبية وهي تعديالت طالما ندى بها اصحاب‬
‫الشان الفقهي والقضائي ببالدنا فانها تبقى غير كافية الكتساب االعتراف القضاء االجنبي بسبب عدم‬
‫استقرار هذا االخير على توجه موحد اذ كلما حاول المغرب االقتراب من النظام القانوني االوربي اال‬
‫وابتعد عنه هذا االخير‪.‬‬
‫بابتكار تقنيات جديدة تسير معظمها في اتجاه واحد هو استبعاد قانون االسرة المغربي من حابة المنافسة‬
‫واالجهاز على حقه في حكم االحوال الشخصية للجالية المغربية بالهجر االمر الذي يجعلنا نستنتج معه‬
‫ان التغير الفاعل ال يرتبط فقط بتغيير القوانين بل كذلك بتغيير العقليات في اتجاه مالءمتها مع اكرهات‬
‫العولمة والتي تضع المغرب امام رهان فتح قنوات التواصل والحوار مع اوربا من اجل ايجاد جو من‬
‫التفاهم واقامة عالقة متداخلة تقوم على تبادل المصالح المشتركة وتفهم االخر وتقبله كماهو‪.‬‬
‫وفيما يخص كيفية تعامل القضاء االوربي مع بعض المؤسسات المجهولة لديه يالحظ ان واقع تعدد‬
‫الزوجات في النظام القانوني االوربي يحمل على االعتقاد بتطور المنحى المستقبلي لهذا النظام القانوني‬
‫نحو تضييق الخناق على هذه المؤسسة والحد من فعالياتها فوق التراب األوربي‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪26‬‬
‫ــــ محمد الكشبور‪ ،‬الواضح في مدونة األسرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ 1122‬بالدار‬ ‫‪‬‬
‫البيضاء‬
‫ــــ الزواج المختلط‪-‬اإلشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية‪،-‬خالد بوعروس‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة عبد الملك‪ ،‬السعدي كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية—‪1112-1112‬‬
‫ــــ عبد الكريم الطالب ‪،‬دور االتفاقيات االحوال الشخصية في نتمية التعاون بين الدول اتحتد‬ ‫‪‬‬
‫المغرب العربي واالتحاد األوروبي ‪ ،‬الزواج والطالق نمزذجا مقال منشور بالمجلة المغربية‬
‫لألدارة المحلية والتنمية عدد ‪.24‬‬
‫ــــ محمد الوكيلي أي حلول لتنازع القوانين بشأن نظام االحوال الشخصية للمرأة المغربية في‬ ‫‪‬‬
‫المهجر العالقات المغربية الوروبية نموذجا مقال منشور منشورات الجمعية المغربية للدفاع عن‬
‫حقوق االنسان العدد ‪ 9‬نونبر ‪.1112‬‬
‫ــــ محمد المرابط‪ ،‬تقييم االتفاقية الثنائية المغربية الفرنسية – الجانب القانوني واالقضائي –‬ ‫‪‬‬
‫الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء العدد ‪ 9‬نونبر ‪.1112‬‬
‫‪-‬أحمد الخمليشي التعليق على قانون االحوال الشخصية ج ‪– 2‬الزواج والطالق مكتبة المعارف‬ ‫‪‬‬
‫الرباط الطبعة ‪.2112 1‬‬
‫ــــ محمد ناصر متيوي مشكوري إثبات وقاشع الحالة المدنية في إطار القانون الدولي الخاص‬ ‫‪‬‬
‫المغربي –أطروحة لنيل الدكتوراه الدولة في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله –‬
‫فاس السنة الجامعية ‪2114 -2119‬‬
‫ــــ عبد المنعم الفلوس "احكام االسرة للجالية المغربية باسبانيا" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬ ‫‪‬‬
‫في القانون الخاص ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2112/2112‬جامعة محمد الخامس الرباط‬
‫ــــ أحمد زوكاغي ‪ ،‬احكام القانون الدولي الخاص في التشريع المغربي – تنازع القوانين‪ -‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫الثاني ‪،‬دار توبقال للنشر ‪ ،‬الطبعة االولى ‪2112‬‬
‫ـــــ جمال الطاهري "قراءة مقاصدية في المادة ‪ 211‬من مدونة األسرة" مجلة الملف العدد ‪21‬‬ ‫‪‬‬
‫ابريل ‪1111‬‬
‫ــــ جمال الطاهري "قراءة مقاصدية في المادة ‪ 211‬من مدونة األسرة" مجلة الملف العدد ‪21‬‬ ‫‪‬‬
‫ابريل ‪1111‬‬
‫ــــ سفيان ادريوش "كيف نقرأ مقتضيات تنفيذ االحكام االجنبية على ضوء المادة ‪ 211‬من مدونة‬ ‫‪‬‬
‫االسرة " مجلة القضاء والقانون العدد ‪221‬‬
‫ــــ محمد الصمدي‪ ،‬األبعاد االجتماعية والقانونية لنظام تعدد الزوجات ـ دراسة مقارنة ــ رسالة‬ ‫‪‬‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ــ القاون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.1112/1112‬‬
‫‪Abderazak.moulay rchid. Le conditionde la femme au maroc these pour‬‬ ‫‪‬‬
‫‪le doctorat d’Etat en droit » faculte de droit. Agdal. Rabat. 1981. P 355‬‬
‫ــــ جميلة أوحيد ‪ ،‬نظام األحوال الشخصية للجالية المغربية باألراضي المنخفضة‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2112/2114‬‬
‫ــــ خالد بوعروس‪ ،‬اإلشكاليات القانونية واإلنعكاسات اإلجتماعية للزواج المختلط‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬في القانون الخاص كلية الحقوق‪ ،‬طنجة‪ ،‬سنة ‪1112/1112‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Edwige Raude. Antoine. La formation de mariage des maghribins en‬‬ ‫‪‬‬
‫‪France. Etude de sociologie juridique et de conflirs de loi. These oour le‬‬
‫‪doctorat de droit. 1989 universite de Paris I Pa ntheon sorbonne/ Page 310‬‬

‫‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫‪CTV.1ere. 28 janvier 1958 chemouni. Note . lenoan .Rev . Crit .DTP ‬‬
‫‪1958‬‬
‫‪1 ‬احمد زوكاغي "تنازع القوانين في الزمان دراسة في القانون الدولي الخاص المغربي"ط‪2‬‬
‫سنة‪ 2119‬مطبعة االمنية الرباط‬
‫‪1 ‬عبد الحميد ابو هيف "القانون الدولي الخاص في اوربا ومصر"ط‪ 2112, 1‬مطبعة السعادة‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪1 ‬عبد الجبار بهم " الزواج المختلط بين الفقه والقانون دراسة تحليلة مقارنة ج‪ 1‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا كلية الشريعة فاس السنة الجامعية ‪2114.2112‬‬
‫‪1 ‬جابر جاد الله عبد الرحمن "القانون الدولي الخاص العربي" ج‪ 2121 .1‬معهد البحوث‬
‫والدراسات العربية المطبعة العلمية القاهرة‬
‫‪1 ‬هشام اصنيب ضابط االدارة في االحوال الشخصية واثاره على الجالية المغربية باوربا رسالة‬
‫لنيل دبلو الدراسات العليا قانون خاص كلية الحقوق فاس السنة ‪1111.1119‬‬
‫‪1 ‬في هذا االطار تاخذ اسبانيا بنظام االموال المشتركة وقد تم تنظيمه بمقتضى الفصل‪ 2922‬من‬
‫القانون المدني االسباني راجع عبد المنعم الفلوس احكام االسرة للجالية المغربية باسبانيا رسالة‬
‫لنيل دبلو الدراسات العليا كلية الحقوق الرباط السنة‪2112,2112‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Francois terre et Dominique fenouller droit civil les personnes la famille ‬‬
‫‪les incapacies 6 eme edition dollaz 1996‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Manaf abdel ouahed problemes du couple mixte fac au droit et a la ‬‬
‫‪societe cas franco marocain 1 edition imprimerie najah el jadida‬‬
‫‪casablanca 1990‬‬
‫‪1 ‬السعدية بلمير الروابط العائلية في القانون الدولي الخاص المغربي منشورات جمعية تنمية‬
‫البحوث والدراسات القضائية ‪ 2111‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‬
‫‪1 ‬علي سليمان مذكرات في القانون الولي الخاص الجزائري ط‪ 2112 1‬ديوان المطبوعات‬
‫الجزائرية‬
‫‪1 ‬موسى عبود الوجيز في القانون الدولي الخاص المغربي ط‪ 2114‬الناشر المركز الثقافي العربي‬
‫الدار البيضاء‬
‫‪1 ‬منير الشعيبي قانون االسرة المغربي امام القضاء االوربي اية امكانية للتطبيق رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص كلية الحقوق فاس السنة ‪1112.1112‬‬
‫محمد كشبور شرح مدونة االسرة ج‪ 1‬انحالل ميثاق الزوجية ط‪ 1112‬مطبعة النجاح الجديدة‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬
‫الدار البيضاء‬
‫‪1 ‬جميلة اوحيدة نظام االحوال الشخصية للجالية المغربية باالراضي المنخفضة رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص كلية الحقوق اكدال الرباط السنة ‪2112,2114‬‬

‫‪28‬‬
‫‪1 ‬علي سليمان مذكرات في القانون الدولي الخاص الجزائري ط‪ 2112‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر‬
‫‪1 ‬موسى عبود الوجيز في القانون الدولي الخاص المغربي ط‪ 2114‬الناشر المركز الثقافي العربي‬
‫الدار البيضاء‬
‫‪1 ‬السعدية بلمير الروابط العائلية في القانون الدولي الخاص المغربي منشورات جمعية تنمية‬
‫البحوث والدراسات القضائية ‪ 2111‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‬
‫صالح عبد الزهرة الحسون حقوق االجانب في القانون العراقي ط‪2112‬دار االفاق الجديدة‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬
‫‪1 ‬الطيب زروتي اثر اختالف ديانة الزوجين اوجنسيتهما في الزواج المختلط مقال منشور بالمجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية العدد ‪ 4‬السنة‪ 2119‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية الجزائر‬
‫خالد بوعروس االشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬
‫المعمة السنة‪1112.1112‬‬
‫‪1 ‬عز الدين عبد الله القانون الدولي الخاص المصري ج‪ 1‬ط‪ 2122‬مطبعة النهضة المصرية‬
‫‪1 ‬امينة الخياط " تنازع القوانين في مجال االسرة د ارسة مقارنة في اطار القانون الدولي الخاص‬
‫المغربي والمصري رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخا ص كلية الحقوق السويسي‬
‫الرباط ‪2111,2112‬‬
‫‪1 ‬برجاوي خالد نظام االحوال الشخصية للجالية المغربية في دول المغرب العربي رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص كلية الحقوق الرباط ‪2114,2119‬‬
‫محمد التاويل الوصايا والتنزيل في الفقه االسالمي ط‪ 1114 2‬منشورات و ازرة االوقاف‬ ‫‪1‬‬
‫‪o‬‬
‫والسؤون االسالمية‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪9.............................................................................................‬‬

‫‪29‬‬
‫المبحث االول‪ :‬االحكام المتعلقة بانعقاد الزواج المختلط‬
‫‪2...................................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الشروط الموضوعية و الشروط الشكلية‬
‫‪2...................................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫‪2...................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫‪1............................................................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬مسطرة الزواج المختلط في ظل مستجدات مدونة االسرة والمناشر الجاري بها‬
‫العمل‪9............................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬حالة زواج مغربي بأجنبية‬
‫‪9.................................................................................... ...............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حالة زواج مغربية بأجنبي‬
‫‪1...................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االشكاليات المترتبة عن الزواج المختلط‬
‫‪99..................................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اشكال تطبيق احكام المدونة وتذييل االحكام والعقود األجنبية‬
‫‪99..................................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬استبعاد تطبيق احكام المدونة‬
‫‪99..................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االشكاليلت المرتبطة بتذييل االحكام والعقود االجنبية بالصيغة التنفيدية‬
‫‪93..................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬االشكالية المرتبطة بالتعدد واالموال المكتسبة واإلرث‬
‫‪92..................................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬إشكالية التعدد‬
‫‪92...............,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تنظيم العالقات المالية بين األزواج‬
‫‪93..................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬التوارث بين األزواج واألبناء‬
‫‪39................................................................................... ...............‬‬
‫خاتمة ‪................................................................................................‬‬
‫‪31..................................................................................................‬‬

‫‪31‬‬

You might also like