Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫تاثير الطقس على نتائج‬

‫لك‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ق‬


‫الحروب على مر التاريخ‬

‫ياسر عبد الجواد السيد‬


‫مدير مركز تنبؤات‬
‫مطار القاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪e-mail:yassergwad59@google.com‬‬

‫عندما يتفاعل الطقس والحرب‪ ،‬يمكن أن يؤدي ذلك إلى أحداث غير متوقعة قد تبدو معجزة‪.‬‬
‫على مر التاريخ‪ ،‬ابتلي البشر بالحروب والطقس العاصف‪ .‬من حين آلخر تتفاعل القوتان‪ ،‬مما يؤدي إلى أحداث غير‬
‫متوقعة قد تبدو معجزة‪.‬‬
‫هنا سوف نسرد كيف تأثرت بعض الحروب بالطقس على مر التاريخ‪.‬‬

‫أن روسيا ستواجه جيشه الكبير‬ ‫ق����ام ب��ح��ش��د ج��ي��ش م��ت��ع��دد‬ ‫‪ -1‬غزو نابليون لروسيا‬
‫ب��ت��ض��اري��س م��ع��ادي��ة وط��ق��س غير‬ ‫يونيو ‪ – 1812‬ديسمبر ‪ 1812‬الجنسيات وق��اده��م عبر نهر‬
‫مضياف‪ .‬وأكد لهم نابليون أن الغزو‬ ‫غزوا‬
‫ً‬ ‫في ع��ام ‪ ،1812‬ق��رر نابليون نيمان‪ ،‬في بداية ما أصبح‬
‫سيكتمل قبل حلول الشتاء الروسي‪.‬‬ ‫أن ال��وق��ت ق��د ح���ان لتوسيع لروسيا لمدة ستة أشهر‪.‬‬
‫لقد كان حقا على خطأ‪.‬‬ ‫ح��ذر المستشارون نابليون من‬ ‫ً‬
‫شرقا‪.‬‬ ‫إمبراطوريته الفرنسية‬
‫رف���ض ال����روس ال��ت��ع��ام��ل مع‬
‫�دال من ذلك‪،‬‬ ‫قوات نابليون‪ .‬وب� ً‬
‫قاموا بسلسلة من التراجعات‬
‫التكتيكية أب��ع��د وأب��ع��د في‬
‫ال����داخ����ل ال�����روس�����ي‪ .‬أث���ن���اء‬
‫انسحابهم‪ ،‬كان الروس يدمرون‬
‫أي إم��دادات‪ ،‬ويمنعون الجيش‬
‫الكبير من جمع ال��م��وارد أثناء‬
‫مسيرتهم‪.‬‬
‫وكانت خطوط إمداد الجيش‬
‫الكبير غير كافية لدعم مثل‬ ‫انسحاب نابليون من روسيا بعد غزو فاشل‬
‫‪42‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬


‫هذه القوة المهاجمة الكبيرة‪،‬‬
‫ووق��ع اآلالف من ق��وات نابليون‬
‫ضحية لألمراض وسوء التغذية‪.‬‬
‫ت��م��ك��ن ن��اب��ل��ي��ون م��ن اح��ت�لال‬
‫م��وس��ك��و ف��ي ‪ 14‬سبتمبر‪ ،‬لكن‬
‫جيشه الكبير أص��ب��ح اآلن ربع‬
‫حجمه‪ .‬في العاصمة الثقافية‬
‫المهجورة لروسيا‪ ،‬انتظر نابليون‬
‫خمسة أس��اب��ي��ع للحصول على‬
‫مستنقع ال��خ��ري��ف ال��روس��ي‪.‬‬ ‫غ��زوا مماثلاً لروسيا(االتحاد‬ ‫ً‬ ‫أبدا‪.‬‬
‫عرض السالم الذي لن يصل ً‬
‫واضطرت العملية إلى التوقف‬ ‫السوفييتي سابقا)‪.‬‬ ‫م��ع اق��ت��راب الشتاء الروسي‬
‫لمدة أسبوعين إلعادة التنظيم‬ ‫نجاحا‬ ‫بعد أن حققوا بالفعل‬ ‫القاسي وبقاء جنوده في زيهم‬
‫ً‬
‫واالنتظار حتى تتجمد األرض‪.‬‬ ‫كبيرا على الجبهة الغربية‪،‬‬ ‫الصيفي‪ ،‬غادر نابليون موسكو‬
‫ً‬
‫وبدأ انسحابه خارج البالد‪.‬‬
‫وبحلول الوقت الذي أصبحت‬ ‫ح��ول ال��ن��ازي��ون انتباههم إلى‬
‫أدى نقص الطعام والمالبس‬
‫فيه القوات النازية على مسافة‬ ‫ال��ش��رق‪ .‬ك��ان الهدف هو إخ��راج‬
‫الشتوية إل��ى جانب التيفوس‬
‫قريبة من موسكو‪ ،‬كانت أولى‬ ‫االتحاد السوفييتي من الصراع‬
‫إلى هالك جزء كبير من الجيش‬
‫ال��ع��واص��ف الثلجية ف��ي ذل��ك‬ ‫بسرعة‪.‬‬
‫الكبير قبل العودة إلى فرنسا‪.‬‬
‫ال��ش��ت��اء ق���د ب�����دأت‪ .‬ل���م يكن‬ ‫لقد تفاجأ السوفييت بالغزو‬
‫في ‪ 4‬ديسمبر‪ ،‬تخلى نابليون‬
‫الفيرماخت‪ ،‬مثل جيش نابليون‬ ‫مما سمح للفيرماخت (جيش‬
‫ع��ن جيشه ال��ذي ت��ده��ور اآلن‬
‫مجهزا لمثل هذا الشتاء‬ ‫ً‬ ‫الكبير‪،‬‬ ‫هتلر) بالتحرك بسرعة عبر‬
‫وتحول إل��ى حشد من الغوغاء‬
‫القاسي‪.‬‬ ‫األج���زاء الغربية م��ن االتحاد‬
‫المحبطين‪.‬‬
‫ت��ج��م��دت دب��اب��ات ال��ب��ان��زر‪.‬‬ ‫السوفيتي‪ .‬اندفع النازيون عبر‬
‫لقد أث��رت ح��رب االستنزاف‬
‫أصيب الجنود بقضمة الصقيع‪.‬‬ ‫دول البلطيق‪ ،‬واحتلوا مناطق‬ ‫التي شنتها روس��ي��ا‪ ،‬بمساعدة‬
‫عندما ك��ان ال��ن��ازي��ون على‬ ‫اقتصادية مهمة في أوكرانيا‪،‬‬ ‫مناخها المعادي‪ ،‬على قوة الغزو‬
‫ب��ع��د ت��س��ع��ة أم���ي���ال ف��ق��ط من‬ ‫ووص��ل��وا إل��ى ض��واح��ي موسكو‬ ‫“الكبرى” التي كانت ذات يوم‪.‬‬
‫العاصمة السوفيتية‪ ،‬انخفضت‬ ‫بحلول نهاية سبتمبر‪.‬‬ ‫ظهر مخطط تشارلز مينارد‬
‫درج��ة ال��ح��رارة فجأة إل��ى ‪30-‬‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬م��ع ازدي���اد ب��رودة‬ ‫ل��ع��ام ‪ 1869‬ع��دد ال��رج��ال في‬
‫درجة فهرنهايت‪ .‬تزامنت موجة‬ ‫الطقس‪ ،‬بدأ الهجوم األلماني‬ ‫جيش حملة نابليون الروسية‬
‫ال��ب��رد المفاجئة م��ع الهجوم‬ ‫في التوقف‪.‬‬ ‫ع����ام ‪ ،1812‬وت��ح��رك��ات��ه��م‪،‬‬
‫السوفييتي المضاد‪ .‬لم تتمكن‬ ‫ت��ب��اط��أت ح��رك��ة ال��دب��اب��ات‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى درج��ة ال��ح��رارة‬
‫القوات األلمانية‪ ،‬التي أصيبت‬ ‫األل��م��ان��ي��ة ب��س��ب��ب األم���ط���ار‬
‫التي واجهوها في طريق العودة‪.‬‬
‫بالشلل بسبب البرد‪ ،‬من تصويب‬ ‫‪-2‬غزو هتلر لالتحاد السوفييتي والثلوج في أكتوبر‪ ،‬مما حول‬
‫أسلحتها بشكل صحيح‪ .‬حتى‬ ‫يونيو ‪ – 1941‬ديسمبر ‪ 1941‬الطرق الروسية غير المعبدة‬
‫غالبا‬
‫ً‬ ‫عندما قاموا بتوجيههم‪،‬‬ ‫تقريبا‪ ،‬إل��ى ط��ي��ن‪ .‬نجت واح���دة فقط‬ ‫ً‬ ‫عاما‬
‫وبعد مرور ‪ً 129‬‬
‫م��ا ك��ان��وا مغطى بالجليد مما‬ ‫ب����دأ ج��ي��ش ه��ت��ل��ر األل��م��ان��ي من كل ‪ 10‬دب��اب��ات ألمانية من‬
‫‪43‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬


‫تسبب في تحطم آليات الترباس‬
‫الخاصة بهم أو تجميد السائل‪.‬‬
‫انفجرت قذائف ال��ه��اون وسط‬
‫الثلوج الكثيفة مع صوت ارتطام‬
‫لطيف‪.‬‬
‫تم تجميد غزو الفيرماخت‬
‫ال��ه��ائ��ل‪ ،‬ول��م يتمكن النازيون‬
‫م��ن االس��ت��ي�لاء على العاصمة‬
‫السوفيتية‪ .‬أدى افتتاح المسرح‬
‫جنود مشاة ألمان يتبعون دبابة باتجاه موسكو وسط الثلوج‪ ،‬روسيا‪.1941 ،‬‬ ‫ال��ش��رق��ي وع���دم ق���درة ألمانيا‬
‫على إخ��راج االتحاد السوفيتي حول كوكورا لمدة ‪ 50‬دقيقة‪ ،‬عامين في بناء وإعداد أسطول‬
‫بسرعة م��ن ال��ص��راع إل��ى قلب وهي فترة كافية لبدء النيران كبير للتنافس م��ع البحرية‬
‫المضادة للطائرات في الدفاع البريطانية‪ .‬في عام ‪ ،1588‬أبحر‬ ‫مجرى الحرب بأكملها‪.‬‬
‫استعدادا لغزو‬
‫ً‬ ‫بدال من كوكورا ع��ن المدينة ول��ك��ي تستخدم األرمادا اإلسباني‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬ناغازاكي‬
‫ال��ط��ائ��رات األم��ري��ك��ي��ة كمية لندن وتدمير اإلنجليز‪.‬‬ ‫‪ 9‬أغسطس ‪1945‬‬
‫خططت األرم�����ادا لتوفير‬ ‫ف���ي ‪ 6‬أغ��س��ط��س‪ ،‬أسقطت كبيرة من الوقود‪ .‬قرر سويني‬
‫الواليات المتحدة قنبلة ذرية التخلي عن ك��وك��ورا والتحرك غطاء للجيش اإلسباني أثناء‬
‫على مدينة هيروشيما باليابان‪ .‬نحو الهدف الثانوي‪ :‬ناغازاكي‪ .‬عبورها القناة اإلنجليزية لبدء‬
‫لم تكن الرؤية فوق ناغازاكي ه��ج��وم ب��ري على ل��ن��دن‪ .‬ألقى‬ ‫ب��ع��د ث�لاث��ة أي����ام‪ ،‬انطلقت‬
‫وضوحا‪ ،‬ولكن في الساعة األس��ب��ان م��رس��اة على الساحل‬ ‫ً‬ ‫المهمة الخاصة ‪ 16‬من جزيرة أكثر‬
‫صباحا‪ ،‬سمح كسر في الفرنسي في ‪ 6‬أغسطس‪ .‬ومن‬ ‫ً‬ ‫ت��ي��ن��ي��ان‪ ،‬ح��ي��ث ك��ان��ت ك��وك��ورا ‪11:01‬‬
‫هدفا لقنبلة ثانية‪ .‬الغطاء السحابي لقاذفة القنابل هناك‪ ،‬كانوا يأملون في االلتقاء‬ ‫ً‬ ‫باليابان‬
‫قاد الرائد تشارلز دبليو سويني ب��وك��س��ك��ار‪ ،‬ال��ن��ق��ي��ب كيرميت بقواتهم البرية لما تبقى من‬
‫مهمتهم‪.‬‬ ‫طائرة التوصيل “‪ ”Bockscar‬بيهان‪ ،‬برؤية الهدف‪.‬‬
‫بينما كانت السفن اإلسبانية‬ ‫وبعد سبعة وأربعين ثانية‪،‬‬ ‫بحمولتها “‪ .”Fat Man‬كان لدى‬
‫سويني أوامر صريحة بإسقاط انفجرت القنبلة فوق ناغازاكي راسية‪ ،‬أشعل البريطانيون النار‬
‫بصريا وليس بالرادار ب��ال��ي��اب��ان‪ ،‬ف��دم��رت المدينة ف��ي ث��م��ان��ي��ة م��ن سفنهم غير‬ ‫ً‬ ‫القنبلة‬
‫ووضعت نهاية الحرب العالمية المأهولة‪ .‬قامت الرياح والمد‬ ‫لهذه المهمة‪.‬‬
‫كانت الرؤية منخفضة فوق الثانية‪ .‬ونجت مدينة كوكورا والجزر ببقية العمل‪.‬‬
‫اقتربت السفن المشتعلة من‬ ‫ك��وك��ورا بينما ك��ان��ت الطائرة التي يبلغ عدد سكانها ‪ 130‬ألف‬
‫األسطول اإلسباني‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫تحلق فوقها في محاولة لرؤية نسمة من يوم غائم‪.‬‬
‫بعيدا عن ساحل‬ ‫ً‬ ‫ال��ه��دف‪ .‬أدت ال��ظ��روف الجوية ‪-4‬تدمير األرمادا االسبانية تشتيت سفنه‬
‫فرنسا وفي البحر المفتوح‪.‬‬ ‫أغسطس ‪1588‬‬ ‫الملبدة بالغيوم والدخان الناتج‬
‫هاجم األسطول البريطاني‬ ‫أث��ن��اء ال��ح��رب م��ع إنجلترا‪،‬‬ ‫عن القنابل الحارقة القريبة‬
‫أمضى ملك إسبانيا فيليب الثاني وك���ان األس��ط��ول اإلس��ب��ان��ي في‬ ‫إلى حجب الرؤية‪.‬‬
‫ق��ام ‪ Bockscar‬بالتحليق‬
‫‪44‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬


‫حالة من الفوضى‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫تدمير أرب���ع سفن أرم���ادا على‬
‫األقل‪ .‬تراجع األرمادا اإلسبانية‬
‫ب���ال���ف���رار ل��م��س��اف��ة أب��ع��د في‬
‫المحيط المفتوح‪.‬‬
‫دم�������رت ع����واص����ف ش��م��ال‬
‫األطلسي األرم���ادا اإلسبانية‪،‬‬
‫وجنحت العديد من السفن في‬
‫أيرلندا واسكتلندا‪.‬‬
‫وحملت الرياح القوية السفن‬
‫صور جوية لناغازاكي‪ ،‬اليابان بعد تفجير ‪ 9‬أغسطس‪.‬‬ ‫المتبقية إل��ى بحر الشمال‪.‬‬
‫قصفت عواصف شمال األطلسي‬
‫السفن في غياهب النسيان أثناء‬
‫محاولتها التأرجح حول أيرلندا‬
‫وال��ع��ودة إل��ى إسبانيا‪ .‬وعندما‬
‫عاد األسطول الذي كان عظيما‬
‫إلى إسبانيا‪ ،‬كان حجمه نصف‬
‫حجمه األصلي‪.‬‬
‫خ��رج اإلنجليز م��ن ال��ص��راع‬
‫كواحدة من أكثر القوى البحرية‬
‫المرعبة في العالم‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫صور جوية لناغازاكي‪ ،‬اليابان قبل تفجير ‪ 9‬أغسطس‪.‬‬ ‫ف��إن ق��وة ال��ع��واص��ف البحرية‬
‫جزئيا الفضل في هذا ‪ 9000‬ج��ن��دي ف��ي مرتفعات ال��ش��رق��ي إل��ى مانهاتن دون أن‬ ‫ً‬ ‫تستحق‬
‫بروكلين وظهورهم إل��ى النهر يتم اكتشافها‪ .‬بدا الخروج غير‬ ‫النصر الساحق‪.‬‬
‫ً‬
‫مستحيال مع محاصرة‬ ‫ال��ش��رق��ي‪ .‬اح��ت��اج��ت ال��ق��وات الواضح‬ ‫‪-5‬الهروب من لونغ آيالند‬
‫االستعمارية إل��ى عبور النهر ال��ق��وات البريطانية للمعسكر‬ ‫أغسطس ‪1776‬‬
‫ك��ان��ت ال��م��راح��ل األول����ى من‬
‫ال��ح��رب ال��ث��وري��ة األم��ري��ك��ي��ة‬
‫صعبة وتألفت من العديد من‬
‫التراجعات للجيش القاري‪ .‬ولم‬
‫تكن معركة لونغ آيالند‪ ،‬التي‬
‫يشار إليها أحيا ًنا باسم معركة‬
‫استثناء‪.‬‬
‫ً‬ ‫بروكلين‪،‬‬
‫بعد ع��دة أي��ام م��ن المعركة‬
‫العنيفة‪ ،‬حاصر البريطانيون‬
‫واشنطن وقواته البالغ عددها‬
‫‪45‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬


‫االستعماري‪.‬‬
‫ولحسن الحظ‪ ،‬سيطر ضباب‬
‫كثيف على النهر‪.‬‬
‫سمح الضباب لواشنطن وجميع‬
‫القوات البالغ عددها ‪ 9000‬جندي‬
‫بالهروب إل��ى مانهاتن دون وقوع‬
‫إصابات‪ .‬عندما أشرقت الشمس‪،‬‬
‫تحرك البريطانيون‪ ،‬مذهولين‬
‫عندما اكتشفوا أن الجيش القاري‬
‫هزيمة األرمادا اإلسبانية (حوالي ‪ ،)١٧٩٧‬من “المطبوعات البحرية القديمة”‬
‫قد اختفى‪.‬‬
‫ل��ق��د ح���اف���ظ ال����ه����روب في‬
‫منتصف الليل ف��ي مرتفعات‬
‫بروكلين على المجهود الحربي‬
‫األمريكي المحفوف بالمخاطر‪.‬‬
‫كما أظهر للجانبين أنه لن يكون‬
‫هناك نصر سهل في هذا الصراع‪.‬‬
‫‪ -6‬معركة االنتفاخ‬
‫ديسمبر ‪ – 1944‬يناير ‪1945‬‬
‫ف���ي دي��س��م��ب��ر ‪ ،1944‬شن‬
‫�وم��ا م��ف��اج� ً�ئ��ا في‬
‫األل��م��ان ه��ج� ً‬
‫منطقة آردي����ن ب��ي��ن بلجيكا‬
‫ولوكسمبورغ‪.‬‬
‫تراجع واشنطن في لونغ آيالند‬ ‫ف���ي ال���م���راح���ل األول�����ى من‬
‫القطب الشمالي‪ ،‬وتجمد العديد أن انقطعت خ��ط��وط اإلم���داد‬ ‫المعركة‪ ،‬أعطى الطقس اليد‬
‫من الجرحى حتى الموت قبل أن الخاصة بهم‪ .‬واستمرت المعركة‬ ‫العليا ل�لأل��م��ان‪ .‬أدت درج���ات‬
‫لعدة أسابيع أخ��رى حيث دفع‬ ‫يتم إنقاذهم‪.‬‬ ‫ال����ح����رارة ش���دي���دة ال���ب���رودة‬
‫واص��ل األل��م��ان التقدم رغم الحلفاء النازيين إلى حيث كانوا‬ ‫والظروف العاصفة الثلجية إلى‬
‫هذا الدفاع الشرس مع استمرار قبل شن هجومهم‪.‬‬ ‫إبقاء الهجوم الجوي المتفوق‬
‫أثناء معركة االنتفاخ‪ ،‬يقوم‬ ‫ال��ط��ق��س ال���ع���اص���ف‪ .‬ف���ي ‪23‬‬ ‫ل��ل��ح��ل��ف��اء ع��ل��ى األرض‪ .‬أدى‬
‫صافيا‪ ،‬جنود المشاة من فرقة المشاة‬ ‫ً‬ ‫ديسمبر‪ ،‬أصبح الطقس‬ ‫ال��دف��اع البري ال��ش��رس‪ ،‬خاصة‬
‫وتمكن الحلفاء من شن غ��ارات األم��ري��ك��ي��ة السابعة بالحفر‬ ‫من القوات األمريكية‪ ،‬وال سيما‬
‫�دادا لهجوم ف��ي الثلوج‬ ‫ج��وي��ة ع��ل��ى خ��ط��وط اإلم���داد اس��ت��ع� ً‬ ‫حول إلسنبورن ري��دج‪ ،‬إلى منع‬
‫المتدفقة بالقرب من أمونيس‬ ‫النازية بطائراتهم‪.‬‬ ‫النازيين من الوصول إلى الطرق‬
‫مع تغير الطقس‪ ،‬تغير مجرى (بلجيكا) في ‪ 4‬يناير ‪.1945‬‬ ‫الحيوية المؤدية إلى الشمال‬
‫ك��ان��ت معركة االن��ت��ف��اخ هي‬ ‫المعركة‪ .‬ت��وق��ف األل��م��ان عن‬ ‫الغربي والغرب‪ .‬وواجهت القوات‬
‫ال��ت��ق��دم ف��ي ‪ 27‬ديسمبر بعد المعركة األك��ث��ر دم��وي��ة التي‬ ‫الظروف المناخية القريبة من‬
‫‪46‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬


‫خاضتها ال���والي���ات المتحدة‬
‫خالل الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫ك��ان��ت ه����ذه آخ����ر م��ح��اول��ة‬
‫هجومية ل��دول المحور خالل‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫‪-7‬إعصار ينقذ واشنطن‬
‫‪ 24‬أغسطس ‪1814‬‬
‫خ�ل�ال ح���رب ‪ ،1812‬شنت‬
‫ناجحا‬
‫ً‬ ‫غزوا‬
‫ً‬ ‫القوات البريطانية‬
‫صورة لجنود فرقة مشاة يتحركون في الضباب باتجاه هدفهم فوق حقل مغطى بالثلوج‬
‫لمدينة واش��ن��ط��ن (واش��ن��ط��ن‬
‫بالقرب من كرينكلتر‪ ،‬بلجيكا‪ 20 ،‬ديسمبر ‪.1944‬‬
‫العاصمة اآلن)‪.‬‬
‫وأح��رق الجنود البريطانيون‬
‫العديد م��ن المباني الحكومية‬
‫في المدينة‪ ،‬بما في ذلك البيت‬
‫األبيض ومبنى الكابيتول‪ .‬خالل‬
‫ه��ذه ال��ح��ادث��ة‪ ،‬أن��ق��ذت السيدة‬
‫األول���ى دول��ل��ي م��ادي��س��ون ص��ورة‬
‫ل���ج���ورج واش��ن��ط��ن م���ن اش��ت��ع��ال‬
‫سببها أع��داء األمريكيين‪ .‬على‬ ‫من السفن البريطانية‪ .‬وبعد‬ ‫ال��ن��ي��ران ف��ي��ه��ا‪ .‬تمكن الرئيس‬
‫سبيل ال��م��ث��ال‪ ،‬على ال��رغ��م من‬ ‫‪ 26‬ساعة من االحتالل انسحب‬ ‫ج��ي��م��س م���ادي���س���ون وأع���ض���اء‬
‫إنقاذه من قبل البريطانيين‪ ،‬فقد‬ ‫البريطانيون من المدينة‪.‬‬ ‫الحكومة من اإلخالء إلى مقاطعة‬
‫مكتب ب���راءات االخ��ت��راع سقفه‬ ‫ه����ذه ال��ع��اص��ف��ة ال��رع��دي��ة‬ ‫مونتغومري بوالية ماريالند‪.‬‬
‫بسبب الرياح العاتية‪.‬‬ ‫المفاجئة التي تزامنت مع احتالل‬ ‫استمرت الحرائق في االنتشار‬
‫وبحلول نهاية الغزو والعاصفة‬ ‫المدينة ُأطلق عليها منذ ذلك‬ ‫ف��ي جميع أن��ح��اء المدينة مع‬
‫التي تلته‪ ،‬كان الطقس العاصف‬ ‫الحين اسم “العاصفة التي أنقذت‬ ‫احتالل البريطانيين للعاصمة‬
‫قد أدى إلى مقتل عدد من الجنود‬ ‫واشنطن”‪ .‬وعلى الرغم من أنها‬ ‫األمريكية‪ .‬ثم دخلت الطبيعة‬
‫البريطانيين أكبر من عدد القتلى‬ ‫أطفأت النيران‪ ،‬إال أنها أدت ً‬
‫أيضا‬ ‫األم في الحدث‪.‬‬
‫من المدافع األمريكية‪.‬‬ ‫إل��ى تفاقم بعض األض���رار التي‬ ‫االس��ت��ي�لاء ع��ل��ى واش��ن��ط��ن‬
‫وحرقها من قبل البريطانيين‬
‫في عام ‪.1814‬‬
‫ب���دأت ال��ع��واص��ف الرعدية‬
‫ال���ش���دي���دة ت��غ��م��ر ال��م��دي��ن��ة‬
‫المحترقة‪ .‬م��ر إع��ص��ار واح��د‬
‫على األق���ل ب��وس��ط العاصمة‪.‬‬
‫أدى المطر إلى إخماد النيران‬
‫أضرارا جسيمة بالعديد‬ ‫ً‬ ‫وألحق‬
‫‪47‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪71‬‬

You might also like