Professional Documents
Culture Documents
Last One For Print
Last One For Print
Last One For Print
أمر الّتكليف
تنبيه
2
سّر ي
الفهرس العام
المقّد مة ...............................................................................................
-1تمهيد 5................................................................................................
-2االشكالية 6.............................................................................................
الفصل األّو ل :استراتيجّي ات إطالة أمد الحرب في الحروب غير المتماثلة ...............................
-5التفاوت في القّو ة 7.....................................................................................
-14األسلحة المستقبلّية التي تخدم إطالة أمد الحرب بالنسبة للقوى الضعيفة21..............................
الخاتمة ..............................................................................................
التوصيات ...........................................................................................
المالحق .............................................................................................
المراجع .............................................................................................
3
سّر ي
فهرس المرفقات
4
سّر ي
المقّد مة
-1تمهيد
شهد فجر القرن الواحد والعشرين ثورًة ال مثيل لها في مجال التكنولوجيا العسكرّية مّم ا ا-
دفMMع الحMMروب إلى جيٍMل جديٍMد يتمّي ز باالبتكMMار والتحّMو ل السMMريع .هMMذا التقّMد م غَّي ر مفMMاهيم
التفّو ق العسكري التقليدي وأصMبح من الضMروري تطويرهMا لمجMاراة الواقMع المسMتجّد .لم
تعد تكنولوجيا الّطائرات دون طّيار والّذ خائر الموّج هة حلمًا بMMل أصMMبحت جMMزءًا ال يمكن
االسMMتغناء عنه في ترسMMانات الجيMMوش الحديثMMة النظامّي ة وغMMير النظامّي ة وأصMMبح االّتكMMال
عليها متزايدًا وغَّير جوانب القتال على األرض وفي الجّو والبحر جذرّيًا وإ لى األبد.
في هذا العصر الحديث ظهر فارٌق واضٌح في القّو ة بين الجيوش ،حيث أصMMبحت تمتلMMك ب-
بعض ال MMدول م MMواردًا وأس MMلحًة وق MMدراٍت لوجس MMتّيًة أفض MMل من غيره MMا .فاألس MMلحة الذاتّي ة
والص MMواريخ الفMMرط ص MMوتّيٍة وأنظم MMة القي MMادة والس MMيطرة منحت القMMادة العس MMكرّيين ق MMدراٍت
غير مسMبوقة تسMمح لهم بMإدارة الحMروب من مراكMز بعيMدٍة بدقٍMة وكفMاءٍة ال مثيMل لهMا .مMع
ذلك ،وفي هذا السMياق الMذي يعّج باالبتكMار ،بMرز مفهMوم التكّي ف .فMالجيوش الMتي طّMو رت
أس MMلحًة جدي MMدًة ته MMدف لمنحه MMا التف Mق المطل MMق أّد ت في المقاب MMل إلى ظه MMور نق MMاط ض MMعٍف
ّو
وتحّMد ياٍت يسMتطيع الطMرف المواجMه اسMتغاللها خصوصًMا من خالل الحMرب الغMير تقليدّي ة
عبر خلق تدابير مضادًة لهذه األسلحة.
اشMMتهرت الحMMروب عMMبر التMMاريخ بحلق ٍMة متواصMMلٍة من التكّي ف والتكّي ف المضMMاد ،يسMMعى ج-
الطرف MM Mان المتنازع MM Mان للحص MM Mول على مّي زٍة على خص MM Mمهم من خالل ابتك MM Mار وتط MM Mوير
تكتيكاٍت لتشكيل عنصر المفاجأة .من فّن الحMMروب القديمMMة إلى اسMMتراتيجّيات االسMMتنزاف
الحديثMM Mة ،يمتلئ الّت اريخ العسMM Mكرّي بأمثل ٍM Mة عن التكتيكMM Mات البارعMM Mة المسMM Mتخدمة لتجMM Mاوز
الفMMارق في القّMو ة وتحقيMMق األهMMداف الاسMMتراتيجّية .فتتجّلى فعالّي ة الحMMروب غMMير المتماثلMMة
عMMبر تمديMMد أمMMد النزاعMMات وزعزعMMة إرادة الخصMMم وجعMMل اليMMأس يسMMيطر عليMMه ،مّم ا اّد ى
لخلق جدٍل حول معايير الربح والخسارة.
إّن التعقي MMدات والتحّMMد يات الجدي MMدة ال MMتي أنتجته MMا الّتكنولوجي MMا الحديث MMة تتطّلب إع MMادة تق MMييٍم د-
شاملًة للتكتيكات التقليدّي ة وتطMوير نهٍج جديٍMد لتمديMد الحMروب .أصMبح تمديMد مّMد ة الحMرب
وت MMأخير الحس MMم أك MMثر تح ّMد يًا وتعقي MMدًا من أّي وقٍت مض MMى ،ال ب MMل لم يع MMد فّع اًال في جمي MMع
الحMMاالت إاّل إذا ترافMMق مMMع اسMMتراتيجّياٍت أخMMرى تسMMعى لتوجيMMه الّن زاع نحMMو نتMMائج تحّق ق
5
سّر ي
األهداف المرجّو ة بأقّل قMدٍر ممكٍن من التكMاليف والتضMMحيات .وهنا بMرزت عّMد ة عناصَMر
وتكتيكاٍت تدفع المتحاربين إلى إطالة أو تقصير أمد الحروب بغية كسب الحرب.
-2الاشكالية
االبتكار والتكيف من صفات الجيوش .أهّم المشاكل التي تواجه الجيوش أّن الخصوم قد
يتمّتعون بميزة التفّو ق التكنولوجّي والتقنّي .وبما أّن الجيش يأخذ دائمًا على عاتقه مهّم ة حماية
الوطن من األخطار التي تواجهه بطرٍق وحلوٍل استثنائّية ،لذلك مع تقّد م التكنولوجيا وأدواتها،
ما إمكانّية ابتكار تكتيكاٍت جديدًة إلطالة أمد الحرب والّتخفيف من التفّو ق التقنّي لتحقيق
أهداٍف استراتيجيٍة على الرغم من الحرب غير المتماثلة؟ هذه اإلشكالّية تقودنا إلى عّد ة
تساؤالٍت ،فهل تكتيك إطالة أمد الحرب في الحروب غير المتماثلة يؤّد ي إلى التخفيف من
التفّو ق التقنّي وبالتالي منع العدو من تحقيق هدفه؟ هل يمكن بناء مثّلث يربط بين معايير
الربح والخسارة وتكتيك إطالة أمد الحرب وهدف الحرب غير المتماثلة؟ هل من الضرورّي
أن تخدم إطالة الحرب الّطرف األضعف؟ ما هي معايير الربح والخسارة في العصر الحديث؟
6
سّر ي
والخسارة .ينتهي البحث بخاتمٍة وتوصياٍت لما تّم الّتوّص ل إليه بنتيجة البحث ونتائج
المعلومات التي جمعت في سياق هذه الّد راسة إضافًة للمالحق والمراجع.
7
سّر ي
-5التفاوت في القّو ة
في النزاعات العسكرّية ،يشمل التفاوت في القّو ة الفوارق في عّد ة مجاالت .نذكر منها
الموارد ،اإلمكانّيات ،والمزايا اإلستراتيجّية بين الخصوم .هذا التفاوت ينشأ من عوامل مثل
الفرق في القّو ة االقتصادّية ،التفّو ق التكنولوجي ،والفارق في عدد الّس كان ،مّم ا يؤّد ي إلى
توزيٍع غير متكافئ في القّو ة العسكرّي ة .أسباب التفاوت في القّو ة معّقدة ،وتتأّثر بالعوامل
َّل
التاريخّية ،الجيوسياسّية ،والعوامل اإلجتماعّية-اإلقتصادّية .تع منا من دروس التاريخ أّن
القوى الُمَهيمنة تقوم بإنشاء جيوش متفّو قة تستطيع من خاللها التحّك م بالخصوم األضعف.
وصوًال لعصرنا الحالي ،يستمّر التفاوت في القّو ة بصقل ديناميكّيات الحروب ،بل وازداد
تعقيده بسبب التهديدات غير التقليدّية والتقّد م التكنولوجّي الهائل .التفاوت في القّو ة ليس ثابتًا،
إذ يتغّير خالل تطّو ر النزاعات بسبب األحالف االستراتيجّية التي تنشأ أو تتغّير ونتائج
المعارك على األرض ،والتحّو ل في الّر أي العام .عدم الثبات هذا يوجب الحاجة إلى التكّيف
خالل الّص راعات .إضافًة لذلك ،يمتّد التفاوت في القّو ة أكثر من األبعاد العسكرّية ،فيؤّثر على
األبعاد السياسّية واالقتصادّية واإليديولوجّي ة .لذلك فهم التفاوت في القّو ة ضرورٌّي لصياغة
استراتيجّيات عسكرّية فّعالة والتنبه للفرص الكتناف وتخفيف نقاط الضعف .لذلك من
الضروري معرفة معنى التفاوت في القّو ة والتداعيات على التكتيكات العسكرّية ،المنظور
1
التاريخّي ،والتكتيكات التي اعُتِم دت من القوى األضعف للوصول للّنصر.
1
FARRELL T. Culture and military power. Review of International Studies. 1998
8
سّر ي
معارك طويلٍة وحاسمة .زيادًة على ذلك ،التكتيكات الدفاعّية كالتحصينات والخنادق ،تخدم
الدفاع عن المواقع وتعّز ز الصمود في وجه القّو ة النارّية المتفّو قة للعدّو ،مجِبرًة إّياه على
زيادة متطّلباته اللوجستّية واألهّم إطالة أمد الحرب كونه لم يحّقق النصر والهدف بعد .فهُم
هذه الّتداعيات تسمح للقّو ة األضعف بصياغة تكتيكات مدروسة ومخّططة جّيدًا تزيد من
حظوظ النجاح في مثل هكذا سيناريو.
1
-7الّناحية الّنظرّية
إّن دراسة القواعد األساسّية المرسومة من قبل المحّللين العسكرّيين يساعد على فهم تأثير
إطالة أمد الحرب على معايير الّر بح والخسارة .الّتعّم ق في النظريات العسكرّية يؤّم ن فهم
ديناميكّية الوقت في المعارك وتحقيق األهداف بدّقٍة من خالل التخصيص الصحيح للموارد
والّتكّيف وزيادة الفعالّية .يتطّلب هذا الفهم قدرة على تقييم تأثير الزمن والتخطيط الطويل
األمد بشكل يمكن فيه استغالل الوقت كأداة تؤّد ي للوصول إلى نتائج ملموسة على أرض
المعركة.
فّن الحرب ل “صن تزو" ا-
يشّد د “صن تزو" في كتابه فّن الحرب على األهّم ّية الكبيرة للّص بر والتأقلم واستعمال
اإلستراتيجّية المناسبة .وباألخّص على المستوى التكتّي تستطيع القوى األضعف تطبيق
مبادئ "صن تزو" بتجّنَب المعارك الحاسمة وعوضًا عن ذلك البناء على نقاط ضعف
العدّو واستخدام الخداع والمفاجأة والحرب الّنفسّية إلرباك العدّو مع الوقت .إّن "فّن
2
الحرب" ل “صن تزو" شرح مهّم حول كيفّي ة قلب الموازين خالل االشتباك الّطويل.
مبادئ الحرب ل "كالوسفيتس" ب-
يعطي "كالوسفيتس" أثناء التكّلم عن مبادئ الحرب وباألخّص مبدأ االحتكاك ومبدأ
الّذ روة إرشاداٍت للقوى األضعف لنستطيع إطالة أمد الحرب وبالّتالي الفوز أو رفع
إمكانّية الفوز .على الّص عيد الّتكتي تستطيع القّو ة الّض عيفة تشتيت وتأخير رّد ة فعل
العدّو وتعقيد المعركة عليه مّم ا يؤّد ي في الّنهاية إلى إرهاقه .ويحّذ ر في سياق مبدأ
الّذ روة من التمّد د المبالغ فيه عند االستمرار في المعارك لمّد ٍة طويلٍة للّطرف األقوى.
يشدد أيضًا على ضرورة وضع حدوٍد إستراتيجّية واستخدام حكيم للموارد عند استمرار
القّو ة األكبر في القتال لفترٍة طويلٍة فهي توصله بسرعٍة إلى نقطة الّذ روة حيث تؤّد ي
1
Holsti, K. J. (1991). Peace and war: Armed conflicts and international order, 1648-1989 (No. 14).
Cambridge University Press p 2-6.
2
Dimovski, V., Ferjan, M., Marič, M., Uhan, M., Černe, M., & Peterlin, J. (2012). Sun Tzu's “The Art of
War” and Leadership. Theoretical discussion. Organizacija, 45(4), 196-203.
9
سّر ي
إلى شٍّح في اّللوجستّية والحاجة إلى الّر احة واعتبارًا من هذه الّنقطة تستطيع القوى
3
األضعف أخذ زمام المبادرة والبدء بتنفيذ هجومها المعاكس وقلب الموازين.
العقيدة الحديثة للجيوش ج-
العقيدة الحديثة للجيوش تشّد د على استعمال عامل الوقت كمكسٍب في الحرب .على
الصعيد التكتّي يجب على الجيوش األضعف االعتماد على مبادئ الحركّية والّس رعة
والمفاجأة بحيث تستفيد من التأقلم الّس ريع مع ظروف المعركة ومنع العدّو من توّقع
تحركاتنا واالنتقال من موقٍع إلى آخر بسرعٍة للّتمركز في مكاٍن يؤّم ن لنا األفضلّية
على العدّو .وأخيرًا التركيز على ضرب نقاط ضعف العدّو وإ رهاقه عوضًا عن خوض
معارك جبهّية ،وتنفيذ كّل ما سبق من خالل مركزّية في التخطيط وال مركزّية في
التنفيذ إلى أقصى حد ممكن إلعطاء حّر ّية العمل للمرؤوسين ألخذ القرارات المناسبة.
-8التجارب الّتاريخّية
إّن التجارب التاريخّية تؤّم ن نظرًة قّيمًة حول فعالّي ة تكتيكات إطالة أمد الحرب في مواجهة
فارق القّو ة .عبر الّتاريخ استعملت القوى األضعف استراتيجّيات متنّو عة ومن النماذج التي
ُتَد ّر س ،حرب فيتنام بين "الفيتكونغ" والواليات المّتحدة األميركّية والحرب بين اإلّتحاد
السوفييتي واألفغان .في كلتا الحالتين استعملت تكتيكاٌت مختلفٌة أّد ت إلى إطالة أمد الحرب
إلى حٍّد وصل بالواليات المّتحدة األميركّية واإلّتحاد السوفييتي باالنسحاب من هذين البلدين
نتيجًة النكسار إرادتهم بالقتال ووصولهم إلى مرحلٍة من اليأس من إمكانّية الفوز أو حسم
المعركة .وسنستعرض المثلْي ن كدليٍل ألهمّية إطالة أمد الحرب العميقة على نتائج الحروب.
حرب فيتنام ا-
حرب فيتنام نموذج مثالي لكيفّية استعمال قوٍة أضعَف لمبدأ إطالة الحرب ضّد (-)1
عدٍّو متفّو ق .امتّد ت هذه الحرب نحو 20سنة ،من 1955حتى 1975تواجهت
على األرض الفيتنامّية القوى الشيوعّية لفيتنام الّش مالّية و"الفيتكونج" مع قّو ات
الواليات المّتحدة األميركّية المتفّو قِة تكنولوجيًا .تمّتعت الواليات المّتحدة
األميركّية في هذه الحرب بتفّو ٍق نارٍّي هائٍل وسيطرٍة جّو ّيٍة كاملة .في مقابل ذلك
استعمل الفيتنامّيون الشمالّيون و"الفيتكونغ" مزيجًا من تكتيكات حرب الغارّيا،
حرب التمّر د ،واستراتيجّياٍت غير تقليدّية إلطالة أمد الحرب وتحقيق الّنصر.
في صلب استراتيجّية الفيتنامّي ين كان استغالل الغابات الكثيفة للّتخفي وشبكة (-)2
معّقدة من األنفاق لتفادي االصطدام المباشر والمعارك المباشرة ،بالمقابل شّن
إغاراٍت وعملّياٍت محدودٍة ضّد القّو ات األميركّية ،كما رّك زوا على استعمال
3
https://www.militarystrategymagazine.com/article/an-introduction-to-clausewitzian-strategic-theory-
general-theory-strategy-and-their-relevance-for-today/. Accessed 17 April 2024
10
سّر ي
األفخاخ واأللغام وعملّيات القنص على مستوى واسع .هذا الّتكتيك أّد ى إلى إيقاع
خسائر كبيرة باألرواح والعتاد عند األمريكيين .إضافًة إلى ذلك قام الفيتنامّيون
بدمج هذه التكتيكات مع إطالة أمد الحرب حّتى يستطيعوا الّص مود أكثر من قدرة
تحّم ل األميركّيين والّر أي العام األميركّي واستغالل انقالب الّر أي العام في
أميركا.
استغّل الفيتنامّيون أيضًا العقيدة والّر وح الوطنّية لدى جنودهم حيث أظهروا تكّيفًا (-)3
عاليًا جّد ًا ،ومرونًة كبيرًة ومثابرًة حّو لت الحرب إلى معارك جامدٍة ال يستطيع
أّي طرٍف تحقيَق نصٍر واضٍح وأصبحت المعركة تطول بالّنسبة لألميركّيين دون
أمٍل بتحقيق تقّد ٍم ،األمر الذي أّد ى في نهاية المطاف إلى انكسار عزيمة
األميركّيين بعدما فقدوا مقّو مات الحسم وانسحبوا من فيتنام التي توّح دت تحت
حكم الّش يوعّيين.
حرب فيتنام نموذٌج واضٌح على فعالّية إطالة أمد الحرب في الحروب غير (-)4
المتكافئة ،حيث قلب اإلبداع واإلصرار والصبر نتائج المعركة ،وهذه الصفات
متعّلقٌة مباشرًة بعدم تحقيق الطرف المتفّو ق أهدافه ،بالتالي إطالة أمد الحرب
1
كونها لم تؤتي ثمارها لناحية الربح وفقًا لمعايير الربح والخسارة.
رسم بياني رقم ( )1عدد القتلى األميركيين في فيتنام بسبب طول أمد الحرب
11
سّر ي
تحقيق أهدافه .هذا الدعم الخارجي لم يكن ليتحقق لوال أّن الحرب طالت ،فلو تّم
حسم المعركة في فترٍة قصيرٍة لم يكن من الممكن بلورة دعٍم خارجي .لذلك فهذه
الحرب تعتبر درسًا لتأثير إطالة أمد الحرب على معايير الربح والخسارة عند
12
سّر ي
وجود تكّيٍف ومثابرٍة وصبٍر ما سيسّبب اختالًال في موازين القّو ة على أرض
1
المعركة وقْلِبه تدريجّيًا.
الدروس التاريخّية والتجارب .تجّس دت باألساس من خالل حروب الغاريا وحركات التمّر د ،ثّم
تّم نسخها من قبل الجيوش األضعف في النزاعات لمواجهة الخصوم األقوى بفعالّية .هذا
ٍت ٍة ٍت
التطّو ر شهد إدخال تقنّيا جديد ومناورا تكتّية موّج هة تحديدًا إلى نقاط ضعف العدّو
وتقليل الّتعّر ض لقّو ته النارّية المتفّو قة.
حMMدث تطّMو ٌر مهٌّم في تقنّي ات الغاريMMا حيث أّنهMMا انتقلت من توجيMMه ضMMرباٍت عشMMوائّيٍة إلى ا-
تنفيMMذ تكتيكMMاٍت منّس قٍة ودقيقٍMة تحّق ق أهMMدافًا متعّMد دة .أّو ل هMMذه التكتيكMMات القMMوى المتروكMMة
في الخلMف الMتي تهMدف إلى تسMديد ضMرباٍت مفاجئٍMة للعMدّو قبMل االنسMحاب بسMرعة لتفMادي
رّد ة الفعMMل العMMدّو ة .ويكMMون هMMدفها إيقMMاع اإلصMMابات وتخMMريب خطMMوط اإلمMMداد والعملّي ات
اللوجسMMتّية وإ يقMMاع الفوضMMى في صMMفوف العMMدّو .هMMذه الهجمMMات تMMؤّد ي إلى المحافظMMة على
نم MMط عملي MMات نش MMيط ويمنع الع MMدّو من تعزي MMز مواقع MMه واس MMتعمال قّو ت MMه النارّي ة بالش MMكل
2
المثالي.
ثانيًMا الكمMMائن المنّظمMMة والمتزامنة تخMMدم أيضًMا هMMذا النوع من التكتيكMMات وذلMMك من خالل ب-
اسMMتعمال عنص MMر المفاجMMأة إلى أبعMMد ح ّMد ُ .تَنَّف ُذ هMMذه الكمMMائن في المناطق الض ّMيقة وحيث
1
Braithwaite, R. (2011). Afgantsy: The Russians in Afghanistan, 1979-1989. Oxford University Press.
2ماو ،ز .)2019( .حرب العصابات وقضاياها الستراتيجية والتكتيكية (ف .أيوب ،مترجم) .دار دمشق للطباعة والنشر.
13
سّر ي
يضطّر العدّو إلى اسMتعمالها بوتMيرٍة عاليٍMة مثMل تقMاطع الطMرق .ويجب أن يكMون التMوقيت
دقيق ًMا والتنفيMMذ خالي ًMا من األخطMMاء حيث أّننا نبMMني على تنفيMMذ الكمين قبMMل قيMMام العMMدّو بMMرّد
1
فعٍل وحشد قّو اته.
ثالثMMا اإلغMMارات وهي تجسMMيد للبراعMMة التكتيكّي ة للقMMوى األضMMعف ،وبMMالرغم من خطورتهMMا ج-
الكبيرة فإّنها تظهر إمكانّياتهم لضرب العد في العمق .هMMذه اإلغMMارات تسMMتهدف منشMMآٍت
ّو
حّس اسًة كمراكز القيادة والمخازن ومراكز االّتصاالت .والتاثير المطلوب هنا هMMو العمMMل
على معنوّيات العدّو وتماسك قّو اته وتشكيل تهديٍد مستمّر له ولو كان مكِلفًMا لنا .فالهMدف
الحقيقّي من هذه التكتيكات ليس الّض رر المباشMر وانمMا جْع ُل العMدِّو ال يتحّم ل االسMتمرار
بالقتال ومتابعة مضايقته.
إّن اإليجابّيات من إطالة أمد الحرب هي ضرب معنوّيات العدّو وتماسكه واالسMMتفادة من الّMد عم
الخMMارجّي كي تتَم ِّك ن القMوى األضMMعف من الحفMاظ على الّض غط عليMMه .ولكن تنشMMأ تحّMد ياٌّت مثMMل
الحفMاظ على تMMدّفق المMMوارد والخطMMر على المMMدنّيين وخطMMر تفMاقم المعMMارك واّتسMMاعها لMMذلك يجب
ان ُتْد َر س بدّق ٍة لتجُّنب هMذه األخطMار .وبMالنظر إلى المسMتقبل فMMإّن التقّMد م التكنولMوجي وتكتيكMات
الح MM Mرب الهجينة س MM Mوف تحّM M Mد د مس MM Mتقبل الص MM Mراعات واالس MM Mتراتيجّيات ال MM Mتي تعتم MM Mدها الق MM Mوى
األضعف .لذلك يجب على القوى األضعف أن تتMMأقلم معهMMا وتزيMMد من جهوزّيتهMMا حMMتى تسMMتطيع
إطال MMة الص MMراعات ومنع الحس MMم بس MMرعٍة والتعّم ق بالناحي MMة النظرّي ة لفهم تأثيره MMا على القت MMال
ومعايير الربح والخسارة.
1
The guerilla and how to fight him. U.S. Marine corps FMFRP 12-25
14
سّر ي
15
سّر ي
التكتّي للعملّيات مع الدعاية اإلعالمّية والتأثير اإلعالمي فإّن المفعول يصبح مضاعفًا
مما يخّفض أكثر الفعالّية لدى العدّو .
-11المخاطر والتحّد يات من إطالة أمد الحرب
بالرغم من المنافع التي ذكرناها سابقا فإن القرار بإطالة أمد الحرب يؤّد ي في نفس الوقت إلى
تحّد يات كبرى ومخاطر يجب دراستها جّيدا وايجاد حلوٍل لها قبل المضّي بالقرار .فيما يلي
فحص للتعقيدات والمشاكل التي يمكن ان يدخل فيها الطرف األضعف حين يّتخذ القرار
بإطالة الحرب بدل المواجهة المباشرة القصيرة والحرب التقليدّية.
نقص وانخفاض الموارد من أسلحة وعتاد وأفراد ا-
من أكبر المشاكل التي تحدث هي النقص في الموارد البشرّية واألسلحة ،والذخائر التي
تبدأ باالنخفاض السريع وخصوصًا المخزونات االستراتيجّية .مع استمرار االشتباك
يصبح مستحيًال تلبية الحاجات الكبيرة من الذخائر والمحروقات وخصوصًا عندما تكون
السيطرة الجوّية للعدّو .إضافًة لذلك يزداد العبء لتعويض الخسائر البشرّية .فاألفراد
الجدد يحتاجون وقت طويل للتدريب ليصبحوا بمستوى عالي لتنفيذ تكتيكات القتال
الصعبة .من ناحيٍة أخرى فإّن الحفاظ على المعنوّيات مرتفعًة صعٌب جّد ًا .الطرف
األضعف يكون أفراده في معظم األحيان يعيشون في اماكن صعبة جّد ًا مع مؤٍن قليلٍة
وظروف حياٍة قاسية للغاية األمر الذي يؤّثر مباشرًة على معنوّياتهم وإ رادتهم في القتال
1
ورؤيتهم للخسائر البشرّية التي يعانون منها.
التعب واالرهاق ب-
عندما تطول الحرب بالنسبة للطرف األضعف فاّنه على العكس من الطرف األقوى ال
يستطيع تبديل وحداته بوحداٍت جديدٍة جاهزة للقتال .فنفس الوحدات عليها القيام بأعمال
قتالّية متعّد دة يؤّد ي إلى إنهاكها وإ رهاقها .وما يزيد من سوء الحالة عدم القدرة على
إعادة تموينها حيث تضّطّر هذه الوحدات إلى الّتقشف بمصروف الذخيرة والمحروقات.
وقد ظهرت أهمّية اللوجستّية في العديد من الحروب وكانت عنصرًا غّير نتائج الحرب.
المعّو قات اللوجستية ،االرهاق تؤّد ي إلى انخفاض الفعالّية والجهوزّية والتأثير القتالي
للوحدات .وإ ذا ما نظرنا إلى الحروب غير المتماثلة التي انتصر فيها الطرف األضعف
نرى أّن الدعم وخصوصًا الخارجي كان ضرورّيًا ولواله كانت النتيجة محسومة.
التأثير على العنصر البشري والسّك ان في منطقة العملّيات ج-
تؤّد ي الحروب الطويلة إلزامّيًا إلى زيادة الخطر على المدنّيين وتضُّر ر البنى التحتّية
للبلد .الطرف األضعف يكون األكثر معاناًة من هذا الخطر ومن خطر األضرار
1
Black J.M. Why Wars Happen (1998). 24 Rethinking military history.
16
سّر ي
الجانبّية الناتجة عن األعمال الحربّية المقصودة وغير المقصودة .وكّلما طال الصراع
يصبح المدنّيون عرضًة أكثر للخطر .كما يزيد عنف الضربات من الطرف األقوى
الذي يحاول تطبيق العقاب الجماعي لكسر إرادة الدولة .هذه الخسائر والمعاناة تؤّد ي
إلى إضعاف السلطة في البلد وتغّير نظرة المدنّيين تجاه السلطة والشَّك في قراراتها.
خطر التمّد د الزائد د-
إطالة أمد الحرب يؤّد ي إلى التمّد د الزائد للقوى الضعيفة التي غالبًا ما تكون حجم
قّو اتها أصغر وتكون بحاجة إلى تغطية مساحاٍت كبيرة والدفاع عنها .هذا التمّد د
ينعكس على طرق التموين والطرق اللوجستّية وقد يصل إلى تقطعها حّتى تجد نفسها
منتشرة في مواقع منفصلٍة وجيوٍب متقّطعٍة مع صعوبٍة في االّتصاالت والقيادة
والسيطرة .فيتكّو ن بقع عملّيات معزولة مّم ا يخّفض فعالّية الوحدات في هذه البقع
وزيادة امكانّية قيام العدو بهجوم معاكس فّعال ضّد ها .هذا التمّد د ال يؤّثر فقط على
التموين بل ينسحب أيضًا على إمكانّية عزل وتطويق القوى واحدًا تلو اآلخر وسحق
الوحدات تباعًا مع نتائج كارثّية في الخسائر البشرّية وخسارة في األرض.
جمع المعلومات وضرب االهداف ه-
يستطيع الطرف األقوى عند إطالة أمد الحرب تحقيق تفّو ق جوّي إضافًة إلى تجميع
معلوماٍت مخابراتّيٍة دقيقٍة عن القّو ات األضعف .ويحّد د األهداف ذات القيمة العالية
والمردود العالي HPTو HVTنظرا لتوّفر الوقت الاّل زم .وعندها يستطيع القيام
بضرباٍت جّو ّيٍة وعملّياٍت خاّص ٍة ضّد األهداف التي جمع المعلومات عنها مدّم رًا مراكز
الثقل ومخِّر بًا مراكز القيادة وهرمّيتها .وتبدأ اإلجراءات المضاّد ة بالسقوط واحدًة تلو
االخرى .ففي حرب غّز ة األخيرة نالحظ كيف وصل العدّو االسرائيلي إلى ضرب
واغتيال معظم قيادات حماس.
انخفاض المعنوّيات و-
عند تقّد م الطرف األقوى وِبْد ِئِه بالسيطرة على األرض شيئًا فشيئًا وعدم استطاعة
الطرف األضعف َم ْن َع ه تبدأ معنوّيات الطرف األضعف باالنخفاض عند رؤية استحالة
تقّد مهم وأّنهم ال يحّققون تأثيرًا فّعاًال في المعركة .وهنا تتراجع معنوّياتهم وتماسك
قّو اتهم وتنخفض جهوزّيتهم القتالّي ة .ومثال على ذلك ما يحدث في الحرب الروسّية
األوكرانّية حيث أّن استمرار الروس في الضغط وسياسة قضم األراضي دون تمّك ن
االوكران من منعهم أّد ى إلى انخفاض معنوّياتهم وتراجع فعالّية دفاعاتهم التي رأيناها
في بداية الحرب.
االنشقاقات الداخلّية ز-
17
سّر ي
يمكن ان يؤّد ي ارتفاع الخسائر لدى الطرف األضعف إلى صراعاٍت داخل القوى
الضعيفة ،فتبدأ الخالفات العقائدّية والدينّية والعشائرّية بالظهور .ويظهر سباٌق للوصول
لموارد البلد وثرواته والتحّك م بها ،نتيجًة لتفّك ك السلطة وضعفها .وقد تبدأ حركات
إنفصالّية في المناطق تغّذ يها القوى األقوى حتى ُتضِع ف قدرة السلطة على اّتخاذ
القرارات وتقّس م المجهود القتالّي للقوى األضعف وتلهيه بالمشاكل الداخلّية.
المعسكر الواحد .كما أّن بدء ظهور التعاطف مع الطرف األقوى يشّك ل خطورًة كبيرًة
كون المتعاطفين قد ُيستغّلوا فيما بعد لتجنيدهم.
18
سّر ي
الصعيد التكتي في اشتباك معّين وإ ّنما تتوّس ع النظرة إلى الصعيد االستراتيجي وإ مكانّية تحقيق
1
األهداف البعيدة.
19
سّر ي
الحسنات والمخاطر من إطالة أمد الحرب متشّعبة جّد ًا وليس من السهل حصرها على الصعيد
التكتي ،وهي ليست ثابتة من مجتمع إلى آخر .فما يرضى به المجتمع الشرقي من خسائر
يختلف عّم ا يرضى به الغرب .التكتيكات التي ُتعتمد إلطالة أمد الحرب ترتبط بالمخاطر التي
يقبل الطرف المحارب بها ،فما هي أهم وأفضل هذه التكتيكات؟
1
https://medium.com/war-notes/prolonged-war-how-the-weaker-side-can-win-d267d022e96c accessed
10 April 2024
20
سّر ي
تشمل االستفادة من نقاط ضعف الخصم تحديد نقاط الضعف كخطوٍة أولى الستغاللها.
والطريقة للقيام بذلك هو عبر تجميع المعلومات المخابراتّية عن العد وتحليلها بشكٍل
ّو
عميق .والتركيز على استطالع مواقعه وتحّر كاته واستعمال عامل األرض والسكان
الموالين لصالحه وبالتالي تحديد نقاط الضعف في جهازه وتخريب خطوط إمداده
ٍة ٍة
وتحديد األهداف ذات القيمة العالية والمردود العالي .وكخطو ثاني تدمير مرافق العدّو
االقتصادّية بعملياٍت في العمق مستغلين تمّد د العدّو الزائد وانتشار جهازه على بقعة
واسعة من األرض لتشكيل ضغٍط اقتصادٍّي عليه كي ال يعود بإمكانه االستمرار في
حرٍب طويلة.
21
سّر ي
الدفاع يعطي المدافع أفضلّية األرض والتحضير .الطرف األضعف يجب أن يرّك ز
على بناء دفاعات قوّية ومحّص نة مستغًاّل األرض .وبناء تحصينات ونقاط حصينة
ومواقع دفاعّيًة وإ جبار العدو على استخدام وسائل وقوى كبيرة لتدمير التحصينات.
التحصينات تؤّم ن الحماية وغطاًء للتخّفي وتخّفف الفارق في القّو ة والفجوة في
التكنولوجيا .وفي مرتبٍة ثانيٍة يأتي االستخدام األمثل لتضاريس األرض كالجبال
والغابات والمدن .السيطرة على النقاط الحاكمة وتحديد وقت ومكان المعركة يجبر
العدّو على القيام برد فعٍل ويسحب منه المبادرة .ولالستمرار بالدفاع يجب التركيز
على االقتصاد في استعمال الموارد بحيث يجب تجّنب االشتباك غير الضرورّي إذا
أمكن واالنتظار حتى تصبح الظروف مؤاتية.
التحصينات و-
هذا التكتيك يهدف إلى إنشاء عوائق كبيرًة للمهاجم الذي يتف ق في الق ة وتأمين حمايٍة
ّو ّو
أكبر للقّو ات المدافعة وبالتالي التخفيف من التفّو ق للعدّو .وُتبنى هذه التحصينات في
أماكن مناسبة على األرض المرتفعة أو السفوح أو المحاور اإلجبارّية الضّيقة والنقاط
الحاكمة .ومن الضرورّي أن تكون هذه التحصينات قادرًة على تحّم ل قصٍف جوٍّي
ومدفعّي .ولكن البّد من االنتباه أّن التحصينات هي باألساس تستعمل للدفاع الثابت
وهي عرضة للتطويق وقد ال تكون فّعالة ضّد األسلحة والذخائر الحديثة التي تخرق
التحصينات.
االستنزاف ز-
في حرب االستنزاف تستعمل القوى األضعف حمالٍت ممنهجٍة إلضعاف القوى التي
تواجهها مرّك زًة على استغالل نقاط الضعف وتقليل التعّر ض لنيران العدّو المتفّو قة.
وتهدف إلى الصمود أكثر من قدرة العدّو على االستمرار وتمديد الحرب حتى يستهلك
موارده .وضمن هذا التكتيك ُتستعمل أسلحٌة ذات كلفة زهيدة كاألسلحة المضاّد ة
للدّبابات ،فالدّبابة المدّم رة قيمتها أكبر بمئات المّر ات من الصاروخ المضاد لها .واألمر
نفسه ينطبق على حامالت الجند والطائرات وباقي األسلحة المتطورة الباهظة الثمن.
ومع مرور الوقت وتزايد خسائر الطرف األقوى يصبح غير قادٍر على تعويض
األضرار والخسائر ويفقد التفّو ق والميزة التي كان يتمّتع بها في بداية الهجوم.
-14األسلحة المستقبلّي ة التي تخدم إطالة أمد الحرب بالنسبة للقوى الضعيفة
دراسة االّتجاهات المستقبلّية مهّم لفهم تطّو ر المعارك في العصر الحديث .فالتطّو ر
التكنولوجّي الكبير والذي يشمل الذكاء االصطناعّي واألسلحة الذاتّية التحّك م وأجهزة التجّس س
والرصد المتقّد مة تهدف إلى زيادة القدرات العسكرّية .ولكن في المقابل فإنها تفرض تحّد يات
22
سّر ي
وصعوباٍت كبرى .فهذه األجهزة المتطّو رة تحتاج إلى قدراٍت كبيرٍة لصيانتها والحفاظ على
جهوزّيتها وهي غالبًا ما تكّلف الكثير من الموارد لذلك فإّن التكنولوجيا قد تعّر ض الجيوش
التي تعتمد عليها بشكٍل مطلق للفشل ،لذلك ال بّد من دراسة تأثير التكنولوجيا الجديدة على
التكتيكات العسكرّية الُم ْتِع َبة إلطالة أمد الحرب.
المسّيرات ا-
إّن االختراعات الجديدة تمّثل نقطًة مفصلّيًة في الحروب الحديثة وغّيرت شكلها جذرّيا.
ومن هذه االختراعات التي يمكن استخدامها بشكٍل ايجابٍّي إلطالة أمد الحرب لصالح
القوى األضعف هو استعمال المسّيرات .فالمسّيرات سالح زهيد الثمن نسبّيًا وسهل
االستعمال وال يحتاج إلى تدريٍب عاٍل الستخدامه .وكون المسّيرات قادرة على حمل
متفّج رات فهي تتحّو ل إلى صاروخ موّج ه نسبة هدفه عاليٌة جّد ًا ،قادرة على تدمير
تعطيل دّبابٍة بماليين الدوالرات .التحّك م بهذه المسّيرات يكون عن بعد وال يعّر ض
مشّغ ليها للخطر .وحّتى الصواريخ المضاّد ة للمسّيرات يكون سعرها أعلى من ثمن
المسّيرات .وكل ذلك يؤّد ي إلى استنزاف موارد الطرف األقوى فهو يجبره على التقّد م
بشكٍل أبطأ وأكثر حذرًا ويعّر ضه لخسائر كبيرة ُتقّر ب ميزان القوى بين الطرفين عبر
1
إطالة أمد الحرب.
1
https://www.army-technology.com/projects/shahed-136-kamikaze-uav-iran/?cf-view accessed 10 April
2024
23
سّر ي
24
سّر ي
1
https://interestingengineering.com/videos/ep-5-why-is-the-m982-excalibur-round-a-game-changer-in-
ukraine accessed 10 March 2024
25
سّر ي
ضغٍط إضافي على الدولة حيث أّنه ينقل المعارك إلى أراضيها ويؤّد ي إلى إطالة
1
الحرب نظرًا ألّنه يخّفض من الجاهزّية القتالّية لهذه الدولة ويخّر ب منشآتها.
أسراب الدرون و-
أسراب الدرون ما تزال تكنولوجيا جديدة ،ولكن التجارب عليها أظهرت إمكانّياٍت
ضخمًة لها .تعتمد على عدد كبير من طائرات الدرون الزهيدة الثمن والتي يستطيع
الطرف األضعف استعمالها .أسراب الدرون هذه يتحّك م بها الذكاء االصطناعي فتتحرك
كمجموعٍة واحدٍة وال تستطيع أنظمة الدفاع الجّو ي التعامل معها كونها بأعداٍد كبيرة.
وهذه الدرون تكون بالعادة قنابل انتحارّية أي أّنها تفّج ر نفسها بأهدافها التي يحّد دها لها
الذكاء االصطناعي اّلذي يختار األهداف حسب أهّم ّيتها وُيَم ِّك ن السرب من تنفيذ مهّم ته
بنجاح .تكنولوجيا أسراب الدرون تستطيع إطالة أمد الحرب عبر تنفيذ هجمات على
منشآت استراتيجّية وأهداف حّس اسة وقلب الموازين نظرًا للقدرة التدميرّية التي تمتلكها
والرعب الذي تزرعه في أرض المعركة ففي المستقبل يمكن أن تصبح المعارك جامدة
2
بسبب هكذا أسلحٍة فّتاكة.
26
سّر ي
األقوى الذي يهاجم يصبح مضطرا لتنظيف كّل بقعٍة يصل إليها واستعمال تدابير
لتفادي الضرر الذي يحدث بسببها فتأخذ عملّياته وقتًا أطول بكثيٍر وجهودًا مضاعفًة
إضافًة إلى تأثيٍر نفسي على الجنود .هذه األسلحة قد تكون طريقة فّعالة لربح الحرب
من خالل إطالتها وإ جبار العدّو على المعاناة أثناء تقّد مه وتكبيده أثمانًا تزيد عّم ا يحصل
1
عليه عند ربح الحرب.
-15الحروب الهجينة
ُيقَص د هنا بالحروب التي يستخدم فيها مزيٌج من القّو ات النظامّية والقّو ات غير النظامّية .إّن
الدمج بين هاتين القّو تين يؤّد ي بالطرف األقوى أاّل يستطيع التمييز بين األهداف العسكرّية
والمدنّية 2.القّو ات غير النظامّية تكون مهّم اتها في غالبّية األوقات تنفيذ تكتيكات حروب
العصابات والتسلل عبر الخطوط العدّو ة تخريب وزعزعة األمن واالستقرار في مناطقه.
تستطيع القوى غير النظامّية العمل لفتراٍت طويلٍة دون دعٍم لوجستي عبر العمل في الظّل
والخفاء واالستفادة من الدعم المحلّي في المناطق المحتّلة .وعكس القّو ات النظامّية فإّن هذه
القّو ات تتأقلم مع المعارك وظروفها والمتغّيرات على أرض المعركة والحسم ضّد ها يحتاج
لوقٍت طويل .باإلضافة لما سبق ،فخالل مواجهة الجيوش األكثر قّو ًة للقوى غير التقليدّية
وغير النظامّية تضطر إلى زيادة قدراتها في مجال االستعالم والمراقبة والمخابرات وذلك
يؤّد ي إلى إرهاقها أكثر نظرًا لكبر الموارد التي تضعها لمواجهة حرب العصابات إضافًة
لمواجهة القّو ات النظامّية.
3
1
https://www.britannica.com/technology/chemical-weapon accessed 20 February 2024
2
https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/, Accessed: 25 march 2024
3
https://www.wgi.world/alharb-alhajinat-surat-ukhraa-lilsirae-fi-alshr-al-awsat-ma-2011/?lang=ar
accessed 15 March 2024
27
سّر ي
الخاتمة
-16تناول البحث بشMكٍل عMام التكتيكMات المسMتخدمة من قبMل الجيMوش النظامّي ة وغMير النظامّي ة إلطالMة أمMد
الحرب وخصوصًا عندما تكون الحرب غMير متكافئٍMة من حيث القّMو ة .كمMMا تناول أسMMباب نشMMوء
التف MMاوت في الق ّMو ة وتداعيات MMه على التكتيك MMات العس MMكرّية .وكي MMف أّن المواجه MMة التقليدّي ة تك MMون
نتائجها شبهه محسومٍة لصالح الطرف األقوى ،لذلك يسعى الطرف األضعف إلى إيجMMاد حلMMوٍل
لفارق القّو ة.
-17كما سّلط البحث على الناحية النظرّية لمفّك رين عسكرّيين ورأيهم حول التكتيكات الممكنة عند تفMMاوت
القMMوى كمMMا تطّMر ق البحث إلى تجMMارب تاريخّي ة لحMMروب مشMMهورة في التMMاريخ ألخMMذ العMMبر منهMMا
وإ يضاح أهمّية استخدام إطالة أمد الحرب كسالٍح للفوز وكيف تطّو رت هذه التكتيكات وُع ِّد لت
وأصبحت قادرًة على صنع الفارق لو كان الخصم متفّو قًا.
-18البحث أظهر كيف أّن إطالMة أمMد الحMرب لMه فوائMد عديMدة لصMالح الطMرف األضMعف تمّك نه من تقMريب
فارق القّو ة ولكّنه في المقابل يؤّد ي إلى تحّMد ياٍت كبMMيرٍة كالحاجMMة إلى تMMأمين المMMوارد والمحافظMMة
على اللوجس MMتّية ،وي MMؤّد ي إلى خس MMائر ومعاناة ل MMدى الم MMدنّيين .كم MMا درس البحث مع MMايير ال MMربح
والخسارة وكيف أ هMذه المعMايير غMير ثابتMة وتتغّي ر مMع الظMروف وتتعّل ق بأهMداٍف اسMتراتيجّيٍة
ّن
أو دعٍم شعبٍّي ورأي عام.
-19وفي خالل البحث بMM Mدا أّن هنالMM Mك تكتيكMM Mات الب ّM Mد من اسMM Mتخدامها عند إطالMM Mة الحMM Mرب كي توصMM Mل إلى
النج MM Mاح ،وه MM Mذه التكتيك MM Mات تعتم MM Mد على المرونة والس MM Mرعة والتخفي والمفاج MM Mأة .وته MM Mدف إلى
اس MMتنزاف الع MMدّو ألط MMول ف MMترٍة ممكنٍة ح MMتى يي MMأس من إمكانّي ة تحقي MMق نج MMاح .وتّم الح MMديث عن
اّتجاه MMاٍت مس MMتقبلّيٍة تس MMاعد الط MMرف األض MMعف على إطال MMة أم MMد الح MMرب ع MMبر اس MMتخدام وس MMائل
رخيصة الثمن ولكّن فعالّيتها كبيرٌة في المعارك.
-20يب MMدو من خالل البحث أّن مع MMايير ال MMربح والخس MMارة عند إطال MMة أم MMد الح MMرب ليس MMت ثابت ًMة وهي تعتم MMد
بMMاألغلب على إرادة الشMMعوب وقMMدرتها على الصMMمود والتحّم ل أكMMثر من قMMدرة العMMدّو .ولكن من
الواض MMح أّن إطال MMة أم MMد الح MMرب تزي MMد من احتم MMال الف MMوز .فه MMل يمكن لبل ٍMد معّين أن يهّيئ نفس MMه
كشعٍب للصمود في حرٍب معّينة وذلك من خالل االعتماد على معMايير الMربح والخسMارة؟ وهMل
يمكن االستعاضة عن الحرب كّلّيًا وإ يجاد حلوٍل أخرى تخّفف من المعاناة اإلنسانّية؟
28
سّر ي
التوصيات
29
سّر ي
المالحق
ملحق "أ"
مرفق بالورقة البحثية العسكرية رقم ()13
30
سّر ي
المراجع
المراجع العربية -1
المراجع الورقية -ا
أدواتها ونماذجها, ماهيتها: الحروب الهجينة.)2021( .المركز الديمقراطي العربي -)1(
. ُم سترَج ع من المركز الديمقراطي العربي.التطبيقية
المراجع من اإلنترنت-ب
ال يوجد
المراجع االجنبية -2
المراجع الورقية-ا
FARRELL T. Culture and military power. Review of -)1(
International Studies. 1998;24(3):407-416.
doi:10.1017/S0260210598004070
Dimovski, V., Ferjan, M., Marič, M., Uhan, M., Černe, M., & -)3(
Peterlin, J. (2012). Sun Tzu's “The Art of War” and
Leadership. Theoretical discussion. Organizacija, 45(4), 196-
.203
31
سّر ي
32