التأمين البحري في الجزائر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

76 -63 ‫ ص‬،)2020( 01 :‫ الع ــدد‬/ 13 ‫اجمللد‬ ‫رللة الدراسات اإلقتصادية وادلالية‬

‫التأمين البحري في الجزائر‬


Marine Insurance in Algeria
2
‫ بورين حناشي‬،1 ‫* بايل محزة‬

Balihamza43@gmail.com ،‫ جامعة الشهيد محو خلضر بالوادي‬1


bournihanachi@gmail.com ،‫ ج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوبة بتـ ــونس‬2

2020/12/31:‫تاريخ النشر‬ 2020/09/19 : ‫تاريخ القبول‬ 2020/07/20 :‫تاريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫ ولنا أن نتخيل أنو بدون النقل البحري‬،‫ من إمجايل حجم التجارة العادلية ىو حبق شريان االقتصاد العادلي‬%90 ‫يعترب النقل البحري الذي يتحمل مسؤولية نقل‬
‫األخطار اخلاصة اليت تواجو‬ ‫ لكن عملية النقل البحري ال زبلو من مشاكل بسبب‬.‫سوف نكون عاجزين عن إصلاز ادلعامالت التجارية بُت سلتلف قارات العامل‬
‫ شلا ينتج عنها‬،‫ وما ؽليز ىذا األخطار اجلسامة‬،‫ وبسبب حجم األضرار ادلرتبطة باحلوادث البحرية اليت تتعرض ذلا السفن ومحولتها أثناء عملية النقل‬،‫الرحلة البحرية‬
.‫خسارة كبَتة‬
‫تودف ىذه الدراسة إىل اإلسهام يف كل ما من شأنو ربقيق سالمة عمليات التجارة اخلارجية وىذا من خالل إبراز دور التأمُت البحري يف إغلاد آليات تضمن تغطية‬
‫ حبيث‬،‫ دلا لو من أعلية بارزة يف رلال التجارة الدولية والنقل البحري‬،‫ حيث يعترب التأمُت يف ىذا اجملال من أفضل الوسائل إلدارة األخطار‬، ‫ادلخاطر البحرية يف اجلزائر‬
.‫أصبح من النادر أن تبحر سفينة أو تنقل بضاعة أو يقدم بذلك بنك على عملية من عمليات التجارة اخلارجية دون وجود وثيقة تأمُت‬
. ‫ اجلزائر‬، ‫ التأمُت البحري‬،‫ األخطار البحرية‬،‫ النقل البحري‬:‫الكلمات المفتاحية‬
N77 :JEL ‫تصنيف‬

Abstract:
Maritime transport, which is responsible for the transfer of 90% of the total volume of world trade, is truly the linchpin of
the global economy, and we can imagine that without shipping we will be unable to complete business transactions
between different continents of the world. However, the maritime transport process is not without problems because of the
special risks facing the maritime voyage and because of the magnitude of the damage associated with marine accidents to
which ships and their cargo are exposed during the transport process, What distinguishes this grave dangers, which results
in a great loss.
This study aims to contribute to everything that would achieve the safety of foreign trade operations and this by
highlighting the role of marine insurance in finding mechanisms to ensure coverage of marine risks, as insurance in this
area is one of the best means for managing risks, because of its outstanding importance in the field of trade International
and maritime transport, so that it has become rare for a ship to sail or to transport goods or to provide a bank for foreign
trade operations without an insurance policy.
Key words: Maritime Transport, Maritime Risk, Marine Insurance, Algeria.
Classification JEL: N77

. ‫* المؤلف المرسل‬

63
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعترب النقل البحري يف اجلزائر عامل حيوي وضروري للتجارة ادلنقولة حبرا‪ ،‬ويربز النقل البحري كأحد أىم وسائل نقل البضاعة‬
‫وتنقل الركاب بُت القارات وحدود الدول يف العامل‪ ،‬وبساحل يقدر ب ـ ـ ‪ 1200‬كلم‪ ،‬تعترب اجلزائر من أىم الواجهات البحرية يف احلوض‬
‫ادلتوسط‪ ،‬حيث تويل أعلية كبَتة لتطوير قطاع النقل البحري‪ ،‬خدمة للمبادالت التجارية بصفة عامة‪ ،‬ونقل احملروقات بصفة خاصة‪.‬‬
‫عادة ما ترتكز التجارة اخلارجية البحرية على عقود منفصلة‪ ،‬هتدف كلها إىل تأمُت وصول البضاعة إىل ادلرسل إليهم سادلة‪ ،‬لذا من النادر‬
‫أن تبحر سفينة بدون تغطيتها بالتأمُت البحري‪ ،‬وكذا البضاعة احملمولة على ظهرىا‪ ،‬وىذا من خالل إصدار وثيقة تأمُت ضد األخطار‪،‬‬
‫وىو جزء مكمل لعملية سبويل التجارة اخلارجية البحرية‪.‬‬
‫تبعا دلا سبق تربز معامل ادلشكلة اليت نعمل على معاجلتها من خالل اإلجابة على التساؤل التايل‪:‬‬
‫إلى أي مدى يمكن أن يساهم التأمين البحري في تغطية األخطار البحرية؟‬
‫ولتوضيح ىذا التساؤل أكثر‪ ،‬قمنا بطرح عدد من األسئلة الثانوية‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ -‬ما ادلقصود بالتأمُت البحري‪ ،‬وفيما تتجلى أعليتو‪ ،‬وما ىي األخطار اليت يضمنها؟‬
‫‪ -‬ما ىي األسس اليت يقوم عليها نظام التأمُت البحري يف اجلزائر؟‬
‫‪ -‬ما ىو واقع التأمُت البحري يف اجلزائر؟‬
‫فرضيات الدراسة‬
‫على ضوء العرض السابق دلشكلة الدراسة ؽلكن صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لنظام التأمُت البحري أعلية كبَتة يف التجارة اخلارجية دلا يقوم بو من تغطية لؤلخطار التجارية وغَت التجارية اليت قد ربدث خالل‬
‫عمليات التجارة اخلارجية أثناء عملية التصدير أو االستَتاد‪.‬‬
‫‪ -‬ىناك رلموعة من األسس اليت يقوم عليها نظام التأمُت البحري‪ ،‬حيث يؤدي اإلخالل بأحدىا إىل التأثَت غَت االغلايب لفعالية وصلاح ىذا‬
‫النظام‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي نظام التأمُت البحري يف اجلزائر دورا مهما وفعاال يف ضمان عمليات التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫هندف من خالل ىذه الدراسة إىل اإلسهام يف كل ما من شأنو ربقيق سالمة عمليات التجارة اخلارجية وىذا من خالل إبراز دور التأمُت‬
‫البحري يف إغلاد آليات تضمن هبا تغطية ادلخاطر البحرية‪ ،‬وبشكل عام هندف من ىذا البحث إىل ربقيق األىداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تشخيص ألىم ادلخاطر البحرية ادلتعلقة بالتجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد األسس اليت يقوم عليها نظام التأمُت البحري يف اجلزائر‪ ،‬وإبراز أعليتو يف تنمية التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬ادلساعلة يف إعطاء صورة عن حجم تعويضات التأمُت البحري يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم وأهمية تأمين األخطار البحرية‬


‫أوال‪ :‬مفهوم الخطر البحري ومسبباته‬
‫‪ -1‬مفهوم الخطر‬
‫اختلفت آراء كتاب التأمُت واالقتصاديُت والرياضيُت حول تعريف اخلطر‪ ،‬وفيما يلي نورد بعض ىذه التعاريف‪:‬‬
‫عرفو "طارق عبد العال محاد" بأنو‪« :‬احلالة اليت تكون فيها إمكانية أن ػلدث اضلراف معاكس للنتيجة ادلرغوبة أو ادلتوقعة أو ادلأمولة»‬
‫(محاد‪ ،2003 ،‬ص ‪.)16‬‬
‫أما "ناشد زلمود عبد السالم" فعرفو بأنو‪« :‬عدم التأكد من الناتج ادلايل يف ادلستقبل لقرار يتخذه الفرد االقتصادي يف احلاضر على أساس‬
‫نتائج دراسة سلوك الظاىرة الطبيعية أو العامة يف ادلاضي» (السالم‪ ،2003 ،‬ص ‪.)6‬‬
‫بينما يعرفو "‪ "Madura‬بأنو‪« :‬احتمال اختالف النتائج عن التوقعات» (رضوان‪ ،2005 ،‬ص ‪.)51‬‬
‫يف حُت يعرفو "جون داونز" بأنو‪« :‬إمكانية اخلسارة أو عدم ادلكسب واليت ؽلكن قياسها‪ ،‬وزبتلف عن عدم التأكد الذي ال ؽلكن قياسو»‪.‬‬
‫وبغرض إزالة كل االلتباس بُت اخلطر وعدم التأكد نتناول يف ىذا الصدد ما تناولو الكتابُت "آرثر وليام" و"مايكل مسيث" فيقوالن‬
‫بأن‪«:‬التأكد ىو حالة التحرر من الشك»‪ ،‬أما عدم التأكد فقد عرفو "مايكل مسيث" بأنو‪« :‬الشك يف مقدرتنا على التنبؤ بادلستقبل»‪.‬‬
‫(ىندي‪ ،1999 ،‬ص ‪.)251‬‬
‫يف ضوء التعاريف السابقة للخطر فإنو ؽلكننا أن نستخلص العناصر ادلميزة واألساسية للخطر اليت تساعدنا يف ربليل مفهوم اخلطر‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التأكد‪ :‬وىو شعور أو إحساس يتولد لدى الشخص نتيجة موقف معُت‪ ،‬أو يصاحب مرحلة ازباذ قرار معُت وتقديراتو الشخصية‬
‫للنتائج ادلتوقعة أو احملتملة‪ .‬والبد من إمكانية القياس ادلوضوعي لظاىرة عدم التأكد باستخدام نظرية االحتماالت‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون نتيجة حادث مفاجئ‪ :‬دبعٌت أن يكون ربقق اخلطر نتيجة حادث عرضي (ال إرادي)‪.‬‬
‫‪ -‬االحتمالية‪ :‬دبعٌت أن ينصب احتمال ربقق اخلطر على ادلستقبل حبيث يكون زلتمل احلدوث‪ ،‬فال يكون مؤكدا حدوثو وال مستحيال أي‬
‫أن احتمالية اخلطر تقع بُت الصفر (‪ )0‬والواحد (‪.)1‬‬
‫‪ -‬اخلسارة ادلالية‪ :‬دبعٌت أن ينتج عن ربقق اخلطر خسارة مالية‪ ،‬وىذا يتطلب إعلال اخلسارة ادلعنوية وذلك لصعوبة قياسها كميا‪ ،‬وتعترب‬
‫اخلسارة ادلادية الركن الرئيسي للخطر (عيد امحد ابوبكر‪ ،2006 ،‬ص ‪.)31‬‬
‫‪ -2‬األخطار البحرية‪ :‬قد عرفتها وثيقة اللويدز يف البند السابع كالتايل‪ :‬يقتصر اصطالح أخطار البحر على احلوادث القهرية أو حوادث‬
‫البحر‪ ،‬فال يشمل احلركة العادية للرياح واألمواج‪.‬‬
‫ومنو فالعناصر اليت تتألف منها فكرة أخطار البحر ىي‪:‬‬
‫‪ ‬أن نكون بصدد فعل ناشئ عن البحر‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون ىذا الفعل ناشئا عن صعوبات مالحية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون سبب اخلطر غَت متوقع‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون ىناك صلة بُت الفعل الناشئ عن البحر واألشياء ادلؤمن عليها‪.‬‬
‫فاألخطار البحرية ىي إذن تلك األخطار اليت يربطها بالبحر صلة مكانية بصرف النظر عن وجود عالقة سببية بينهما‪ ،‬كما تتميز بأهنا‬
‫ذات صفة قهرية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫أما ادلشرع اجلزائري فقد بُت أخطار البحر‪ ،‬ونص يف الفقرة األوىل من األمر ‪ 07-95‬يف ادلادة ‪ 101‬على أن يغطي ادلؤمن األضرار ادلادية‬
‫اليت تلحق‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬األموال والبضائع ادلشحونة وىياكل السفن ادلؤمن عليها الناذبة عن احلوادث ادلباغتة أو القوة القاىرة و‪/‬أو‬
‫األخطار البحرية طبقا للشروط احملددة يف العقد (اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬ص ‪.)16‬‬
‫‪ -3‬مسببات الخطر (العوامل المساعدة على تحقق الخطر)‬
‫ذبدر اإلشارة ىنا إىل عدم اخللط بُت اخلطر ومصدر اخلسارة والعوامل ادلساعدة لوقوع اخلسارة‪ ،‬حيث أن التمييز بُت ىذه األمور‬
‫الثالثة لو أعلية عند قبول التأمُت على الشيء موضوع التأمُت وعند تقدير األقساط ادلستحقة‪ .‬حيث يقصد دبصدر اخلسارة ادلسبب‬
‫الرئيسي يف وقوع اخلسارة ادلادية‪ ،‬وادلصادر أي ادلسببات لوقوع اخلسارة ادلادية احملتملة وىي متعددة‪ ،‬فإعلال الطبيب يف إجراء عملية جراحية‬
‫قد يتسبب يف وقوع خطر ادلوت بالنسبة للمريض (زلمد توفيق البلقيٍت‪ ،2005 ،‬ص ‪ ،)17‬وأيضا يعترب احلريق ىو السبب ادلباشر يف‬
‫وقوع خطر احلريق‪.‬‬
‫ويف الواقع العملي دائما ما يرتبط اخلطر دبسبباتو حيث يقال خطر احلريق وخطر ادلرض وخطر السرقة‪...‬اخل‪.‬‬
‫مسببات اخلطر أو العوامل ادلساعدة على ربقق اخلطر ىي عبارة عن رلموعة من العوامل اليت تؤدي إىل زيادة معدل تكرار اخلطر أو زيادة‬
‫احتمال حدوث اخلسارة وؽلكن أن تزيد من شدة اخلسارة ادلادية الناذبة عن ربقق اخلطر أو االثنُت معا‪ ،‬ويعرفها الـدكتور سالمة عبد اهلل‬
‫سالمة بأنـها‪ « :‬رلموعة الظواىر الطبيعية والعامة اليت تؤثر تأثَتا مباشرا أو غَت مباشر يف نتيجة القرارات اليت يتخذىا األشخاص أثناء‬
‫حياهتم» (أسامة عزمي سالم‪ ،2007 ،‬ص ‪ .)31‬فمثال التدخُت يعترب عامال مساعدا يزيد من احتمال وقوع حادث الوفاة‪ ،‬إقامة بناء أو‬
‫مصنع جبنب زلطة وقود يزيد من احتمال ربقق خطر احلريق‪.‬‬
‫وؽلكن تقسيم العوامل ادلساعدة لوقوع اخلطر إىل ثالثة أقسام ىي‪:‬‬
‫أ‪ .‬عوامل موضوعية‪ :‬وتتكون من خصائص الشيء موضوع اخلطر واليت تزيد من احتمال وقوع اخلسارة أو تزيد من حجم اخلسارة ادلادية‬
‫(ادلصري‪،2009 ،‬‬ ‫أو كليهما معا‪ .‬وعادة ما ترتبط ىذه ادلسببات باخلواص الطبيعية أو الفسيولوجية للشيء أو الشخص ادلعرض للخطر‬
‫ص ‪.)18‬‬
‫وتتميز ىذه ادلسببات بسهولة التعرف عليها وربديدىا بدقة عن طريق دراسة النواحي الفنية أو ادلادية للشيء ادلعرض للخطر أو دراسة‬
‫النواحي الصحية لؤلفراد‪ ،‬مثل وجود زلطة بنزين أسفل ادلبٌت ادلؤمن عليو ضد خطر احلريق إظلا يعترب من العوامل ادلوضوعية اليت تؤدي إىل‬
‫زيادة احتمال وقوع خطر احلريق بادلنزل‪ ،‬كذلك قيادة سيارة هبا عيوب فنية أو إطاراهتا تالفة‪ ،‬األمراض الوراثية‪.‬‬
‫وؽلكن القول أن درجة التحكم يف ىذه العوامل ادلوضوعية زلددة ألهنا من ادلكونات الطبيعية للشخص أو الشيء ادلعرض للخطر‪ ،‬األمر‬
‫الذي يصعب معو تفادي نتائجها الضارة كلية (سلتار زلمود اذلانس‪ ،2002 ،‬ص ‪.)18‬‬
‫ب‪ .‬عوامل شخصية‪ :‬وىي تلك العوامل اليت تنتج عن تدخل العنصر البشري يف رلريات األمور الطبيعية والتأثَت فيها بقصد أو بدون‬
‫قصد‪ ،‬وعادة ما يكون السبب الرئيسي من تدخل اإلنسان يف ربقق بعض الظواىر الطبيعية ىو النفع الذي يعود عليو أو على طرف معُت‪.‬‬
‫وؽلكن تقسيم مسببات اخلطر الشخصية إىل قسمُت‪:‬‬
‫‪ -‬عوامل شخصية ال إرادية‪ :‬ويقصد هبا رلموعة العوامل ادلساعدة اليت تؤدي بشكل عفوي وبدون قصد إىل زيادة ربقيق اخلطر أو زيادة‬
‫شدة اخلسائر الناذبة عن ربقق اخلطر؛ ومثال ذلك اإلعلال من بعض األشخاص الذين يعتادون على التدخُت يف بعض األماكن يعترب عامال‬
‫مساعدا لظاىرة احلريق ويزيد من درجة خطورهتا‪ ،‬كذلك رمي السجائر وال تزال مشتعلة يعترب عامال مساعدا خلطر احلريق‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫فإن اإلعلال ىو مسبب خطر شخصي ال إرادي‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫‪ -‬عوامل شخصية إرادية‪ :‬وىي مسببات اخلطر اليت تكون يف صورة عوامل مساعدة تؤدي إىل زيادة درجة اخلطورة أو زيادة حجم اخلسارة‬
‫ادلًتتبة عن ربقق اخلطر نتيجة فعل إرادي متعمد؛ ادلقصود منو إحداث الضرر أو زيادة حجمو‪ ،‬مثل االنتحار الذي يعترب من ادلسببات اليت‬
‫تزيد من درجة خطورة الوفاة‪ ،‬أيضا قيادة السيارة بسرعة كبَتة وجنونية تزيد من حوادث ادلرور‪ ،‬حاالت الغش واالحتيال للحصول على أكرب‬
‫تعويض شلكن من شركات التأمُت (سلتار زلمود اذلانس‪ ،1998 ،‬ص ‪ ،)14‬وقد قام بعض كتاب التأمُت باستنتاج تفرقة دقيقة بُت‬
‫مسببات اخلطر اإلرادية ومسببات اخلطر الالإرادية‪ .‬فتشَت مسببات اخلطر اإلرادية إىل عدم األمانة من جانب ادلؤمن لو واليت تسبب زيادة‬
‫تكرار وحدة اخلسارة‪ ،‬ومن مسببات اخلطر الالإرادية عدم احلذر أو الالمباالة باخلسارة بسبب وجود التأمُت‪ ،‬فبعض ادلؤمن ذلم ال يهتمون‬
‫وال يبالون باخلسارة ألن لديهم تأمُت (كروكفورد‪ ،2007 ،‬ص ‪.)87‬‬
‫ج‪ .‬عوامل طبيعية‪ :‬وىي عوامل تزيد من احتمال وقوع اخلطر بأنواعو ادلختلفة‪ ،‬وذلك نتيجة لوقوع كوارث طبيعية كالفيضانات‪ ،‬الرباكُت‪،‬‬
‫الزالزل واألعاصَت‪...‬إخل‪ ،‬فال شك أن إنشاء أحد ادلباين يف مناطق زلزالية يكون معرض بدرجة كبَتة خلطر االهنيار والتهدم‪ ،‬كما أن إحبار‬
‫أحد السفن يف منطقة عرضة لؤلعاصَت يزيد من احتمال وقوع خطر الغرق (منصور‪ ،1999 ،‬ص ‪.)11‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم األسس النظرية للتأمين البحري‬
‫‪ -1‬نشأة التأمين البحري‬
‫اجملال األول لظهور التأمُت ىو رلال ادلخاطر البحرية‪ ،‬أثر ازدىار التجارة البحرية‪ ،‬حيث ظهر التأمُت البحري يف هناية العصر‬
‫الوسيط يف صورة نظام القرض البحري لدى اليونان والرمان‪ ،‬حيث يتعهد شخص دلالك السفينة بتحمل سلاطر الرحلة البحرية مقابل مبلغ‬
‫معُت‪ ،‬فإذا ىلكت السفينة يفقد ادلتعهد القرض الذي دفعو للمالك‪ ،‬أما إذا وصلت بسالم فإن ادلقرض ػلصل على فائدة مرتفعة جبانب‬
‫مبلغ القرض (منصور‪ ،1999 ،‬ص ‪.)11‬‬
‫البدايات األوىل للتأمُت كانت يف صورة التضامن بُت أىل احلرفة أو ادلهنة لتبادل ادلعونة بينهم حيث يتحمل األعضاء اخلسارة اليت قد تلحق‬
‫أحدىم باشًتاك كل منهم دببلغ من ادلال‪ ،‬وكان اجملال األول لظهور التأمُت ىو رلال ادلخاطر البحرية إثر ازدىار التجارة البحرية‪ ،‬حيث‬
‫ظهر التأمُت البحري يف هناية العصر الوسيط يف صورة نظام القرض البحري لدى اليونان والرومان؛ حيث يتعهد شخص دلالك السفينة‬
‫بتحمل سلاطر الرحلة البحرية مقابل مبلغ معُت‪ ،‬فإذا ىلكت السفينة يفقد ادلتعهد القرض الذي دفعو للمالك‪ ،‬أما إذا وصلت بسالم فإن‬
‫ادلقرض ػلصل على فائدة ومبلغ القرض (جديدي‪ ،2005 ،‬ص ‪.)9‬‬
‫ولذلك فإن أول تطبيق لعقود التأمُت تعود إىل سنة ‪ 1347‬حيث أبرم عقد يف مدينة "جنوه" بايطاليا يف رلال تأمُت محولة سفينة تسمى‬
‫"سانتا كارال" اليت كانت وجهتها من جنوه إىل مدينة مايوركا االسبانية (سهام‪ ،2008 ،‬ص ‪.)3‬‬
‫ويف سنة ‪ 1383‬أسس ادللك "فرديناند" ملك الربتغال نظام التأمُت اإلجباري بُت مالك السفن‪ ،‬مث اتبعو يف ذلك كونت برشلونة االسبانية‬
‫بإصدار مرسوم تشريعي سنة ‪ 1435‬والذي ينظم عقد التأمُت البحري وقواعده وكذا طريقة تنفيذه واحملاكم ادلتخصصة يف منازعاتو‪ .‬ومت يف‬
‫سنة ‪ 1584‬ربرير أول وثيقة تأمُت حبري " ‪ "Police‬بفرنسا لنقل بضاعة من مرسيليا إىل طرابلس (السعود‪ ،2000 ،‬ص ‪.)37‬‬
‫ومن الشائع أن التأمُت البحري ظهر يف شكلو احلديث كنظام مستقل يف اإلمرباطوريات ادلتناثرة يف حوض البحر األبيض ادلتوسط‪ ،‬حيث‬
‫وعرف سكان ىذه ادلناطق آنذاك بـ "اللومبارديُت" يف أواخر‬
‫كانت تشهد حركة ذبارية ىامة يف مدن جنوه وفلورنسا والبندقية االيطالية‪ّ .‬‬
‫القرن ‪ ،15‬حيث قاموا بتحويل وجهتهم إىل فرنسا واصللًتا وأماكن أخرى من العامل وأقاموا فيها تنظيمات ذبارية مكنتّهم من توسيع نفوذىم‬
‫ونشطت أعماذلم يف رلال صناعة التأمُت إىل حد كبَت يف اصللًتا حىت صار احد شوارعها مركزا تأمينيا معروفا يف العامل‬
‫وتعزيز مركزىم ادلايل‪ّ ،‬‬
‫وأسواق التأمُت ومسي آنذاك بشارع "اللومبارد"‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫ولقد مت ترسيخ أركان التأمُت البحري أكثر يف القرن ‪ 17‬عن طريق "إدوارد لويدز" بعد احلريق ادلهول الذي تعرضت لو بعض أحياء لندن يف‬
‫‪ 2‬سبتمرب ‪ 1666‬والذي أدى بـ إدوارد لويدز أن يتخذ من مقهى اللويدز الشهَت ناديا ومقرا الجتماعات األطراف ادلهتمة بالتأمُت‪،‬‬
‫‪ ،1871‬حيث اكتسب ىذا‬ ‫تربم على شكل عقود تأمُت زلررة وشلضاة إىل غاية سنة‬
‫وتطورت ىذه العملية حىت أصبحت ادلعامالت ّ‬
‫النادي الصفة الشرعية والشخصية القانونية نشاط‬
‫وأصبح يسمى "مجاعة اللويدز"‪ ،‬وأنشئت مقرىا على جانب هنر التاؽلز ومارست التأمُت البحري على السفن والبضائع‪ ،‬ومازالت سبارس‬
‫التأمُت إىل غاية اليوم (السعود‪ ،2000 ،‬ص ‪.)48‬‬
‫‪ -2‬مفهوم التأمين البحري‬
‫ىناك عدة تعريفات للتأمُت زبتلف يف مضموهنا حبسب من يعرفها وكونو من االقتصاديُت أو من رجال التأمُت أو من فقهاء‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -‬التأمُت من الناحية القانونية‪ :‬من تعريفات رجال القانون نذكر تعريف "سلوتر" الذي قال بأن التأمُت ىو شراء األمن‪ ،‬وذلك أن ادلؤمن‬
‫لو مدفوعا بالرغبة يف محاية نفسو ضد خطر ما فإنو يشًتي من ادلؤمن حق التعويض إن وقع الضرر بسبب ذلك اخلطر ويقال لثمن الشراء‬
‫(قسط) وغالبا ما يكون دفعو سنويا‪ ،‬ويندرج وعد ادلؤمن بالتعويض يف حالة وقوع احلادثة ادلؤمن ضدىا فيما يقال لو بالبوليصة‪.‬‬
‫وعرف القانون ادلدين اجلزائري التأمُت يف مادتو ‪ 619‬على أنو‪ » :‬عقد يلتزم ادلؤمن دبقتضاه بأن يؤدي إىل ادلؤمن لو أو الغَت ادلستفيد الذي‬
‫ّ‬
‫اشًتط التأمُت لصاحلو مبلغا من ادلال أو إيرادا أو أي أداء مايل آخر يف حالة ربقق اخلطر ادلبُت يف العقد‪ ،‬وذلك مقابل أقساط أو أية دفوع‬
‫مالية أخرى»‪.‬‬
‫‪ -‬تعريفات االقتصاديُت للتأمُت‪ :‬ضمن تعريفات االقتصاديُت نذكر تعريف "فريدمان" و "سافاج" حيث يعرفون التأمُت بقوذلم " إن الفرد‬
‫الذي يقوم بشراء تأمينات من احلريق على منزلو‪ ،‬يفضل ربمل خسارة مالية صغَتة مؤكدة (قسط التأمُت) بدال من أن يبقى متحمال خليطا‬
‫من احتمال ضعيف خلسارة مالية كبَتة (قيمة ادلنزل كاملة) واحتمال كبَت بأال ؼلسر شيئا‪ ،‬وىذا يعٍت أنو يفضل حالة التأكد عن حالة عدم‬
‫التأكد"‪.‬‬
‫ويعرفو "نايت" بأنو‪ :‬عمل من أعمال التنظيم واإلدارة وذلك ألنو يقوم بتجميع أعداد كافية من احلاالت ادلتشاهبة لتقليل درجة عدم التأكد‬
‫إىل أي حد مرغوب فيو‪ ،‬والتأمُت ما ىو إال تصوير دلبدأ استبعاد عدم التأكد وذلك بالتعامل يف رلموعات من احلاالت بدال من التعامل يف‬
‫حاالت مفردة (راشد‪ ،1992 ،‬ص ‪.)9‬‬
‫ومن تعريفات رجال التأمُت نذكر تعريف "ويليت" عندما عرفو قائال‪ :‬التأمُت مشروع اجتماعي يهدف إىل تكوين رصيد بغرض رلاهبة‬
‫خسائر مالية غَت مؤكدة‪ ،‬واليت ؽلكن رباشيها عن طريق نقل عبء اخلطر من عدة أشخاص إىل شخص واحد أو رلموعة من األشخاص‪.‬‬
‫ومن بُت التعاريف السابقة ؽلكن ربديد تعريف نرى أنو دقيق وشامل للتأمُت وىو أن‪:‬‬
‫التأمُت وسيلة أو نظام يهدف إىل محاية األفراد أو ادلنشآت من اخلسائر ادلادية احملتملة‪ ،‬الناشئة عن ربقق األخطار ادلؤمن منها ‪ .‬وذلك عن‬
‫طريق نقل عبء مثل ىذه األخطار إىل ادلؤمن الذي يتعهد بتعويض ادلؤمن لو عن كل أو جزء من اخلسائر ادلالية اليت يتكبدىا وذلك يف‬
‫مقابل أقساط زلددة زلسوبة وفقا دلبادئ رياضية وإحصائية ‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين البحري‪:‬‬
‫يهدف التأمُت البحري إىل تغطية سلاطر البحر أو النقل عن طريقو‪ ،‬فمن النادر أن تسافر سفينة أو تنقل بضاعة بطريق البحر دون أن يقوم‬
‫أصحاهبا بالتأمُت عليها ابتغاء األمن والضمان وربصنا من ادلخاطر البحرية‪ ،‬حىت أضحت كل العالقات القانونية البحرية تسوى يف هناية‬
‫‪68‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫األمر بُت ادلؤمنُت‪ .‬وقد يكون الغرض من التأمُت البحري تعويض أصحاب السفن عن اخلسائر اليت تلحق هبم بسبب غرق سفنهم أو إذا‬
‫حلق هبم ضرر من أي نوع كان (السعود‪ ،2000 ،‬ص ‪ ،)93‬وقد يكون الغرض منو تغطية األخطار اليت تتعرض ذلا السفينة أثناء بناءىا‬
‫وذبربتها ورسوىا وإصالحها‪.‬‬
‫ادلشرع اجلزائري يف ادلادة ‪ 92‬من الفصل األول ادلعنون ب ـ ـ أحكام عامة من الباب الثاين (التأمينات البحرية)‪ :‬تطبق أحكام الباب على أي‬
‫عقد تأمُت يهدف إىل ضمان األخطار ادلتعلقة بأية عملية نقل حبري (‪ ،1995 ،07–95‬ص ‪.)15‬‬
‫غَت أن تأمُت األخطار ادلرتبطة دبالحة النزىة‪ ،‬يبقى خاضعا ألحكام الباب األول ادلتعلق بالتأمينات الربية‪ ،‬ومعٌت ىذا لكي يكون التأمُت‬
‫تأمينا حبريا‪ ،‬البد أن يكون زللو ضمان أخطار متعلقة بادلالحة البحرية‪.‬‬
‫‪ -3‬أقسام التأمين البحري‬
‫أ‪ .‬التأمين على هيكل السفينة‪ :‬إن القيمة الرئيسية ادلؤمن عليها ىي ىيكل السفينة وملحقاهتا وذلك وفق ادلفهوم الذي أعطاه إياىا ادلشرع‬
‫اجلزائري‪ ،‬حيث كان التأمُت يف السابق ؽليز بُت اذليكل واآلالت أو احملرك‪ ،‬فكان يتم التأمُت عليها بصفة منفصلة ولكن حاليا أصبحت‬
‫وثيقة التأمُت على اذليكل ال تقوم هبذه التفرقة‪ ،‬وذلك حىت ال يتخلى ادلؤمن لو على السفينة يف حالة خسارة اذليكل بينما يظل احملرك‬
‫سليما‪.‬‬
‫ؽلكن التأمُت على السفن (بالتأمينات‪ ،1995 ،‬ص ‪:)19‬‬
‫‪ ‬لرحلة واحدة أو عدة رحالت متتالية‪،‬‬
‫‪ ‬لزمن معُت‪.‬‬
‫فيما ؼلص التأمُت على رحلة أو عدة رحالت‪ ،‬يضمن ادلؤمن األخطار ادلؤمن عليها من بداية الشحن إىل هناية التفريغ اخلاص برحلة أو‬
‫رحالت مؤمن عليها وخالل مخسة عشر يوما على األكثر من وصول السفينة إىل ادليناء ادلقصود‪ .‬إذا تعلق األمر برحلة دون بضاعة‪ ،‬تضمن‬
‫األخطار ابتداء من اإلقالع أو رفع ادلرساة إىل رسو السفينة أو إلقاء ادلرساة لدى الوصول‪.‬‬
‫فيما ؼلص التأمُت ألجل زلدد‪ ،‬يضمن ادلؤمن السفينة أثناء سفرىا أو تركيبها أو رسوىا يف إحدى ادلوانئ أو يف مكان مائي أو جاف‪ ،‬يف‬
‫وىذا وفق ادلادة ‪ 124‬من األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق‬ ‫اآلجال احملددة يف العقد‪ ،‬ويغطي التامُت اليوم األول واألخَت من األجل ادلذكور‬
‫بالتأمينات‪.‬‬
‫ب‪ .‬التأمين على البضائع المشحونة ‪ :‬وفق ادلادة ‪ 136‬من األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات ‪ ،‬تطبق األحكام ادلتعلقة بالتأمُت البحري‬
‫على كامل الرحلة إذا اقتضى نقل البضاعة ادلؤمن عليها عن طريق الرب و‪ /‬أو النهر و‪ /‬أو اجلو‪ ،‬سواء كان ذلك قبل النقل البحري و‪ /‬أو‬
‫تكملة لو‪.‬‬
‫يسري التأمُت على البضائع بدون انقطاع حيثما كانت يف حدود الرحلة ادلذكورة يف وثيقة التأمُت‪ ،‬وتبقى األخطار مغطاة أيضا إذا حدث‬
‫أي تغيَت يف الطريق أو الرحلة أو السفينة ويكون ىذا التغيَت خارجا عن رقابة ادلؤمن لو أو إرادتو‪.‬‬
‫يستبعد من الضمان‪ ،‬األضرار واخلسائر ادلادية الناذبة عن‪:‬‬
‫‪ ‬حزم أو تعبئة البضاعة بشكل غَت كاف‪،‬‬
‫‪ ‬ضياع جزء من البضاعة أثناء الطريق‪،‬‬
‫‪ ‬التأخَت يف تسليم البضاعة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫ج‪ .‬تأمينات المسؤولية ‪ :‬التأمُت البحري ىو تأمُت أشياء يهدف أساسا إىل ضمان السفن أو البضائع ادلنقولة حبرا من اخلسائر واألضرار‬
‫ادلادية‪ ،‬اليت تتعرض ذلا من جراء استغالذلا أو انتقاذلا‪ ،‬وىذه النظرة مردىا أن ادلؤمنُت البحريُت ظلوا لسنوات طويلة يقتصرون يف نشاطهم‬
‫على ضمان األضرار ادلادية اليت تتعرض ذلا السفن والبضائع‪ ،‬ولكن نشاطهم مل يكن ؽلتد إىل ضمان ادلسؤولية ادلدنية دلالك أو مستغل‬
‫الشيء ادلؤمن عليو‪ ،‬ولقد نصت القوانُت احلديثة على ىذا النوع اجلديد من التأمُت وىو التأمُت على ادلسؤولية‪ ،‬وىذا ما فعلو ادلشرع‬
‫اجلزائري‪.‬‬
‫يهدف التأمُت على مسؤولية مالك السفينة وفق ادلادة ‪ 145‬من األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات إىل التعويض عن األضرار ادلادية‬
‫واجلسمانية اليت تلحقها السفينة بالغَت أو اليت تنتج من جراء استغالذلا‪ ،‬غَت أن ىذا التعويض ال ينطبق على األضرار اليت تلحقها السفينة‬
‫بالغَت واليت تكون مضمونة‪ ،‬إال إذا تبُت أن ادلبلغ ادلؤمن عليو يف وثيقة تأمُت جسم السفينة غَت كاف‪.‬‬
‫يهدف التأمُت على مسؤولية الناقل البحري إىل التعويض عن األضرار واخلسائر الالحقة بالبضائع واألشخاص دبناسبة االستغالل التجاري‬
‫للسفينة‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية التأمين البحري في التجارة الخارجية‬
‫للتأمُت البحري أعلية كربى يف القانون البحري‪ ،‬ومن النادر أن تسافر سفينة أو تنقل بضاعة دون أن يقوم أصحاهبا بالتامُت عليها‪،‬‬
‫حىت أضحت العالقات القانونية البحرية يف النهاية تسوى بُت ادلؤمنُت‪ ،‬وىو ما يؤكده سوق تأمُت النقل يف العامل إذ بلغ ‪ 44‬مليار دوالر‬
‫يف سنة ‪ ،2012‬يف حيث قدرت التأمينات البحرية ب ـ ـ ‪ %86‬دببلغ قيمتو ‪ 38‬مليار دوالر‪ ،‬بادلقابل ‪ %14‬للتأمُت على الطَتان أي دببلغ‬
‫‪ 6‬مليار دوالر )‪.(Assurances, 2015, P 8‬‬
‫تربز أعلية التأمُت البحري يف التجارة البحرية الدولية (السويفي‪ ،1979 ،‬ص ‪ )15‬من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬للتأمُت البحري دور مهم يف التجارة اخلارجية وىو جزء ال يتجزأ منها‪ ،‬كيف ال وىو الذي ساعد على تطور وسائل النقل البحري‬
‫من خالل ضمان األخطار البحرية وتطورت نظمو من أجل مواكبة تطور وسائل النقل البحري وكذا تطور األخطار ادلصاحبة لو‪،‬‬
‫وىذا ما ساىم يف توسع التعاون الدويل وكذا ازدىار التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ػلتل التأمُت البحري أعلية كبَتة سوى بالنسبة للتأمُت على السفينة أو التأمُت على البضائع‪ ،‬وىو ما يعرف بتأمُت الشحنات والسبب‬
‫يف ذلك تطور التجارة وضخامة ادلبالغ ادلستثمرة يف ادلالحة البحرية اليت تفوق قيمتها يف بعض ادلرات قيمة السفينة‪ ،‬ىذه الثروات‬
‫واالستثمارات ذبوب البحار واحمليطات شلا غلعلها عرضة إىل األخطار ويف حال أصيبت هبا تكون اخلسارة كبَتة جدا وتتعرض‬
‫الشحنات للغرق‪ ،‬يف ىذا الصدد ػلقق التأمُت على البضائع أعلية كبَتة الرتباطو بعقد النقل وىذا لكون وثيقة التأمُت البحري تغطي‬
‫عملية النقل بأكملها‪.‬‬
‫‪ -‬يساىم كذلك التأمُت البحري يف احلفاظ على السفن وكذا حىت على صناعتها من خالل التعويض النقدي ألصحاهبا عند تعرضها‬
‫التلف أو فقداهنا‪ ،‬الشيء الذي يساىم يف ازدىار وتزايد حركة النقل البحري والذي يشكل شريان التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬يعد التأمُت البحري من أىم الضمانات اليت تطلبها البنوك خالل عمليات التجارة اخلارجية‪ ،‬حيث تعد وثيقة التأمُت على البضائع‬
‫من أىم الوثائق ادلطلوبة خالل فتح اإلعتمادات ادلستندية‪.‬‬
‫‪ -‬يساىم التأمُت البحري يف ضمان وتعويض اخلسائر اليت يتعرض ذلا رجال األعمال جراء ادلخاطر البحرية‪ ،‬وىذا الضمان يشجع رجال‬
‫األعمال على استثمار أمواذلم يف التجارة البحرية‪ ،‬وىو ما يؤدي إىل زيادة واتساع نطاق التبادل التجاري بُت الدول ادلختلفة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫المحور الثاني‪ :‬األسس القانونية لعقد التأمين البحري‬


‫أوال‪ :‬عقد التأمين البحري‬
‫‪ -1‬محتوى عقد التأمين البحري‬
‫وفق ادلادة ‪ 97‬من األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات يثبت عقد التأمُت البحري بوثيقة التأمُت‪ ،‬وؽلكن إثبات التزام الطرفُت قبل‬
‫إعداد الوثيقة بأية وثيقة كتابية أخرى‪ ،‬ال سيما وثيقة اإلشعار بالتغطية‪.‬‬
‫أما فيما ؼلص البيانات الواجب توفرىا يف وثيقة التأمُت فقد نصت ادلادة ‪ 98‬من نفس األمر أعاله ادلتعلق بالتأمينات على أنو‪ :‬غلب أن‬
‫ػلتوي عقد التأمُت على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تاريخ ومكان االكتتاب‪،‬‬
‫‪ ‬اسم األطراف ادلتعاقدة ومقر إقامتها مع اإلشارة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬إىل أن مكتتب التأمُت يتصرف حلساب مستفيد معُت أو‬
‫حلساب من سيكون لو احلق فيو‪،‬‬
‫‪ ‬الشيء أو ادلنفعة ادلؤمن عليها‪،‬‬
‫‪ ‬األخطار ادلؤمن عليها واألخطار ادلستبعدة‪،‬‬
‫‪ ‬مكان األخطار‪،‬‬
‫‪ ‬مدة األخطار ادلؤمن عليها‪،‬‬
‫‪ ‬مبلغ قسط التأمُت‪،‬‬
‫‪ ‬الشرط اإلذين أو حلاملو إذا اتفق عليو‪،‬‬
‫‪ ‬توقيع الطرفُت ادلتعاقدين‪.‬‬
‫‪ -2‬مجـال الضـمان‬
‫أ‪ .‬األخطار المضمونة‪ :‬حسب ادلادة ‪ 101‬من األمر ‪ 07-95‬يغطي ادلؤمن األضرار ادلادية اليت تلحق‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬األموال والبضائع‬
‫ادلشحونة وىياكل السفن ادلؤمن عليها الناذبة عن احلوادث ادلباغتة أو القوة القاىرة و‪ /‬أو األخطار البحرية طبقا للشروط احملددة يف العقد‪.‬‬
‫كما يغطي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلسهام يف اخلسائر العامة وتكاليف مساعدة وإنقاذ األموال ادلؤمن عليها إال إذا صلم عنو خطر مستبعد يف التامُت‪،‬‬
‫‪ ‬ادلصاريف الضرورية وادلعقولة ادلنفقة قصد محاية األموال ادلؤمن عليها من خطر وشيك الوقوع أو التخفيف من آثاره‪.‬‬
‫ب‪ .‬األخطار المستبعدة‪:‬‬
‫بعد أن تطرقنا إىل األخطار ادلضمونة ولو بنوع من االختصار ننتقل إىل األخطار ادلستبعدة‪ ،‬واليت يكون استبعادىا مرده القانون أو االتفاق‪.‬‬
‫‪ -‬األخطار غَت القابلة للضمان‪ :‬ال يضمن ادلؤمن األخطار اآلتية وعواقبها وىي ادلصرح هبا يف نص ادلادة ‪ 102‬من األمر ‪ 07-95‬على‬
‫أنو‪ :‬ال يضمن ادلؤمن األخطار اآلتية وعواقبها‪:‬‬
‫‪ ‬أخطاء ادلؤمن لو ادلتعمدة أو اجلسيمة‪،‬‬
‫‪ ‬األضرار واخلسائر ادلادية الناذبة عن‪:‬‬
‫سلالفات أنظمة االستَتاد والتصدير والعبور والنقل واألمن‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫الغرامات وادلصادرات ادلوضوعة ربت احلراسة واالستيالء والتدابَت الصحية أو التطهَتية‪.‬‬


‫‪ ‬األضرار اليت تتسبب فيها اآلثار ادلباشرة وغَت ادلباشرة لالنفجار وإطالق احلرارة واإلشعاع ادلتولد عن ربول نووي للذرة أو‬
‫اإلشعاعية وكذلك األضرار الناذبة عن آثار اإلشعاع الذي ػلدثو التعجيل ادلصطنع للجزئيات‪.‬‬
‫‪ ‬كما نصت ادلادة ‪ 126‬من نفس األمر‪ :‬ال يضمن ادلؤمن األضرار واخلسائر ادلنجزة عن خطأ عمدي يرتكبو ربان السفينة وتعترب‬
‫كذلك من النظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬األخطار غَت القابلة للضمان إال دبقتضى اتفاق سلالف (خاص)‪ :‬نصت ادلادة ‪ 103‬من األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات على أنو‪ :‬ال‬
‫يضمن ادلؤمن األخطار اآلتية وعواقبها إال إذا كان ىناك اتفاق سلالف‪:‬‬
‫‪ ‬العيب الذايت يف الشيء ادلؤمن عليو‪،‬‬
‫‪ ‬احلرب األىلية أو األجنبية واأللغام ومجيع معدات احلرب وأعمال التخريب واإلرىاب‪،‬‬
‫‪ ‬القرصنة واالستيالء واحلجز أو االعتقال الصادر عن مجيع احلكومات أو السلطات كيفما كان نوعها‪،‬‬
‫‪ ‬الفنت و االضطرابات الشعبية وإغالق ادلصانع و اإلضرابات‪،‬‬
‫‪ ‬اخًتاق احلصار‪،‬‬
‫‪ ‬األضرار اليت تسببها البضائع ادلؤمن عليها ألموال أخرى أو ألشخاص آخرين‪،‬‬
‫‪ ‬مجيع النفقات أو التعويضات ادلبنية على احلجز أو الكفاالت ادلدفوعة لتخليص األشياء احملتجزة إال إذا كانت ناذبة عن خطر‬
‫مضمون‪،‬‬
‫‪ ‬كل ضرر ال يدخل يف نطاق األضرار واخلسائر ادلادية اليت تصيب ادلال ادلؤمن عليو مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬كما نصت ادلادة ‪ 127‬من نفس األمر‪ :‬ال يضمن ادلؤمن إال إذا اتفق على خالف ذلك‪ ،‬اخلسائر واألضرار الناذبة عن عيب‬
‫ذايت يف السفينة‪ ،‬غَت أن األضرار واخلسائر الناذبة عن عيب خفي يف السفينة مضمونة‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق والتزامات المؤمن والمؤمن له في التأمين البحري‬
‫أ‪ .‬المؤمن له‪ :‬يًتتب على ادلؤمن لو وفق ادلادة ‪ 108‬من األمر رقم ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات‪:‬‬
‫‪ -‬أن يقدم تصرػلا صحيحا جبميع الظروف اليت عرفها وتسمح للمؤمن بتقدير اخلطر‪،‬‬
‫‪ -‬أن يدفع القسط حسب الكيفيات احملددة يف العقد‪،‬‬
‫‪ -‬أن يصرح‪ ،‬خالل عشر (‪ )10‬أيام على األكثر بعد اطالعو على أي تفاقم للخطر ادلضمون حصل أثناء العقد‪،‬‬
‫‪ -‬أن يصرح بالعقد أو العقود اليت تؤمن على ادلال نفسو من اخلطر ذاتو لدى مؤمن واحد أو عدة مؤمنُت وبادلبالغ ادلؤمن عليها فور‬
‫اطالعو على ذلك‪،‬‬
‫‪ -‬أن يراعي االلتزامات ادلتفق عليها مع ادلؤمن أو احملددة يف التنظيم الساري ادلفعول‪ ،‬وأن يبذل اجلهود التقاء األضرار أو احلد من‬
‫اتساعها‪،‬‬
‫‪ -‬أن يتخذ مجيع التدابَت الضرورية الرامية إىل حفظ حقوق ادلؤمن للطعن ضد الغَت ادلسؤولُت عن األضرار احلاصلة‪،‬‬
‫‪ -‬أن يعلم ادلؤمن دبجرد اطالعو‪ ،‬وخالل سبعة أيام على األكثر‪ ،‬بأي حادث من طبيعتو أن يستلزم ضمانو وأن يسهل عليو كل ربقيق‬
‫يتعلق بذلك وأن يقدم بيانا خاصا باحلادث وتعيُت مبلغ األضرار واخلسائر‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫ب‪ .‬المـؤمن‬
‫‪ -‬إذا أخل ادلؤمن لو بااللتزامات الواردة يف ادلادة ‪ 108‬ادلذكورة أعاله‪ ،‬يستطيع ادلؤمن أن يطالب ادلؤمن لو بزيادة يف القسط‪ ،‬وإذا وقع‬
‫إىل القسط ادلستحق فعال وىذا بناء على ادلادة‬ ‫حادث يف تلك األثناء غلوز لو أن ؼلفض التعويض دبعدل القسط ادلدفوع بالنسبة‬
‫‪ 109‬من نفس األمر أعاله ‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب التأمُت الغيا حسب ادلادة ‪ 110‬يف مجيع حاالت الغش الذي يرتكبو ادلؤمن لو‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مل يدفع ادلؤمن لو قسط التأمُت‪ ،‬وجب على ادلؤمن إنذاره برسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار باالستالم بوجوب دفع القسط‬
‫غلوز وفق ادلادة ‪ 111‬من نفس‬
‫خالل األيام الثمانية ادلوالية‪ ،‬وإذا مل يدفع القسط بعد انقضاء ىذا األجل أوقف ادلؤمن الضمان‪ ،‬ف‬
‫األمر أعاله فسخ العقد بعد عشرة أيام من إيقاف الضمان‪ ،‬ويف ىذه احلالة غلب إعالم ادلؤمن لو برسالة مضمونة الوصول مع‬
‫اإلشعار باالستالم‪.‬‬
‫‪ -‬وحسب ادلادة ‪ 112‬إذا مل يراع ادلؤمن لو االلتزامات ادلنصوص عليها‪ ،‬وكانت عواقب ذلك سببا يف ضرر ما و‪ /‬أو اتساعو‪ ،‬ؽلكن‬
‫للمؤمن‪ ،‬عن طريق القضاء‪ ،‬أن ؼلفض التعويض أو يرفض دفعو‪.‬‬
‫‪ -‬يًتتب على كل تصريح غَت صحيح يقدمو ادلؤمن لو عن سوء نية خبصوص حادث ما‪ ،‬سقوط التأمُت‪.‬‬
‫‪ -‬حسب ادلادة ‪ 116‬ال غلرب ادلؤمن على إصالح األشياء أو استبداذلا عينيا‪.‬‬
‫‪ -‬يتعُت على ادلؤمن وفق ادلادة ‪ 117‬من نفس األمر أعاله دفع التعويض الناتج عن اخلطر ادلضمون يف األجل احملدد يف الشروط‬
‫العامة لعقد التأمُت‪.‬‬
‫‪ -‬ػلل ادلؤمن زلل ادلؤمن لو يف حقوقو ودعاواه ضد الغَت ادلسؤول يف حدود التعويض الذي يدفعو للمؤمن لو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحليل التعويضات الخاصة بالتأمين البحري‬
‫تنص الشروط التأمينية لوثيقة التأمُت على أن ادلؤمن يكون مسؤوال ‪ -‬بعد سداد القسط ‪ -‬عن تعويض ادلؤمن لو عن األضرار‬
‫اليت قد تلحق بادلمتلكات أو أي جزء منها من جراء ىالكها أو تلفها نتيجة احلريق وذلك خالل مدة التأمُت‪.‬‬
‫‪ -1‬مبدأ التعويض ‪ :‬دبقتضى ىذا ادلبدأ ال غلوز بأي حال من األحوال أن يزيد التعويض الذي يدفعو ادلؤمن للمؤمن لو أو ادلستفيد عن‬
‫قيمة اخلسائر الفعلية احملققة‪ ،‬وأال يتعدى ىذا التعويض حدود مبلغ التأمُت أو قيمة الشيء موضوع التأمُت (حلظة وقوع اخلطر)‪.‬‬
‫يهدف مبدأ التعويض إىل احليلولة دون اإلثراء بال سبب (اإلثراء غَت ادلشروع) ومنع أن يكون التأمُت وسيلة جلٍت األرباح بالنسبة للمؤمن‬
‫لو‪ ،‬وما يًتتب على ذلك من إحلاق أضرار عديدة‪.‬‬
‫وىكذا يفًتض مبدأ التعويض أال يزيد مبلغ التأمُت عن قيمة الشيء موضوع التأمُت‪ ،‬ومن ناحية أخرى يشًتط أال يزيد التعويض عن قيمة‬
‫اخلسارة وبذلك فإذا ىلك الشيء موضوع التأمُت التزم ادلؤمن بأداء مبلغ التأمُت بأكملو‪ ،‬أما إذا كان اذلالك جزئيا فإن ادلؤمن ال يلتزم إال‬
‫جبزء من مبلغ التأمُت يتناسب مع اجلزء ادلتضرر‪ ،‬وىكذا ال يكون اذلدف من التأمُت ربقيق ربح من ربقق اخلطر وإظلا تعويض اخلسارة فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬التحليل اإلجمالي لتعويضات التأمين البحري‬
‫من خالل ىذا العنصر سوف ضلاول إدراج التعويضات اخلاصة بالتأمُت البحري منذ سنة ‪ 2008‬وضلاول ربليل ومقارنة قيم ادلبالغ‬
‫ادلعوضة كل سنة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دج‬ ‫جدول رقم (‪ :)01‬تعويضات التأمينات البحرية في الجزائر خالل الفترة ‪2016/2008‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنـوات‬
‫‪62.353‬‬ ‫‪68. 831‬‬ ‫‪62. 013‬‬ ‫‪54.059‬‬ ‫‪50.707‬‬ ‫‪43.176‬‬ ‫‪35.678‬‬ ‫‪36.056‬‬ ‫‪34.772‬‬ ‫حجم التعويضات‬
‫‪2 140‬‬ ‫‪2 371‬‬ ‫‪1 545‬‬ ‫‪1 799‬‬ ‫‪1730‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2436‬‬ ‫‪1 585‬‬ ‫‪2 384‬‬ ‫التأميـن البحري‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الحصــة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثُت بناء على تقارير مديرية التأمينات واجمللس الوطٍت للتأمينات للفًتة ‪2016/2008‬‬

‫من خالل اجلدول يتبُت لنا أن ادلبالغ ادلسددة يف إطار تغطية ادلخاطر البحرية‪ ،‬أهنا مبالغ معتربة نسبيا‪ ،‬إذ قدرت سنة ‪ 2008‬ب ـ ـ ‪2.384‬‬
‫مليون دج وىو ما يؤكد ادلساعلة الفعالة للتأمُت يف تقليل اخلسائر وزلاولة إرجاع الوضع على ما كان عليو قبل وقوع اخلطر‪.‬‬
‫نالحظ أن تعويضات األخطار البحرية تتميز ببعض التذبذب وىو ما يفسر أو يدل على مبدأ االحتمالية يف عقود التأمُت‪ ،‬حبيث ال ؽلكن‬
‫التحكم يف مبالغ التعويضات فنجد أن يف سنة ‪ 2009‬قدرت مبالغ التعويضات بـ ـ ‪ 1.585‬مليون دج‪ ،‬بينما يف سنة ‪ 2010‬فقدر ىذا‬
‫ادلبلغ ب ـ ـ ‪ 2.436‬مليون دج‪ ،‬أي ىناك زيادة يف مبالغ التعويض تقدر بـ ـ ‪ 851‬مليون دج‪ ،‬لكن ما ؽليز ىذه التعويضات خالل السنتُت‬
‫‪ 2012‬و ‪ 2013‬أهنا يف حدود متقاربة‪ ،‬حيث ارتفعت دبعدل طفيف مل يتجاوز ‪ 70‬مليون دج إذ قدرت مبالغ التعويض فيهما على‬
‫التوايل بـ ـ ‪ 1.730‬و‪ 1.799‬مليون دج‪ ،‬أما فيما ؼلص سنة ‪ 2015‬فقد ارتفعت قيمة التعويضات إىل ‪ 2 371‬مليون دج مسجلة زيادة‬
‫مقدرة بـ ـ ‪ 826‬مليون دج أي بنسبة ‪ 65‬وىذا مقارنة بسنة ‪ ،2014‬يفسر ىذا ادلستوى الكبَت يف الزيادة بارتفاع حجم التسويات‬
‫اخلاصة هبذا النوع من فروع التأمُت‪.‬‬
‫‪ 60‬مليار‬ ‫لكن على العموم ىناك مفارقة مهمة يف التأمُت البحري اجلزائري‪ ،‬ذبارة خارجية كبَتة إذ قدرت فاتورة الواردات السنوية حوايل‬
‫دوالر‪ ،‬يف حُت شركات التأمُت عاجزة ومل تستطع تعويض نزيف العملة أو اسًتداد جزء منها‪ ،‬فقطاع التأمُت مل يستطع اسًتجاع ما قيمتو‬
‫واحد بادلائة من فاتورة الواردات السنوية‪ ،‬أي ما مبلغو ‪ 600‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ذبارة مرحبة جدا يف اخلارج ولكنها ال تدفع سوى القليل لشركات التأمُت الوطنية‪ ،‬وىذا التناقض يف التأمُت البحري يًتتب عنو تراجع يف رقم‬
‫أعمال القطاع‪ ،‬وىذا العجز واالطلفاض مرده عدم التزام ادلستوردين بالتأمُت على البضائع يف النقل البحري‪.‬‬
‫عزوف ادلستوردين عن التامُت ألنو ال يوجد قانون يلزم ادلستوردين لضمان بضائعهم‪ ،‬سابقا كان ىناك التأمُت اإللزامي‪ ،‬الذي ينص عليو‬
‫القانون رقم ‪ 07-80‬ادلؤرخ يف ‪ 9‬أوت ‪ 1980‬ادلتعلق بالتأمينات‪ ،‬الذي يلزم ادلستوردين أن يقدموا إىل اجلمارك شهادة التأمُت لتكون ذلم‬
‫القدرة على محل بضاعتهم من ادليناء‪ ،‬غَت أن ىذا االلتزام بالتأمُت قد رفع جزئيا‪ ،‬دبوجب األمر رقم ‪ 07-95‬ادلؤرخ ‪ 25‬جانفي ‪1995‬‬
‫ادلتعلق بالتأمُت‪.‬‬
‫ويف الواقع‪ ،‬رفع ىذا األمر واجب التأمُت على البضائع أثناء نقلها سواء عن طريق البحر أو عن طريق اجلو‪ ،‬ولكنو يلزم ادلستوردين‪ ،‬إذا‬
‫أجاءوا لتأمُت شلتلكاهتم‪ ،‬بأن يفعلوا ذلك مع شركة تأمُت وطنية دبوجب القانون اجلزائري ‪.‬‬
‫كل ىذا أدى إىل ضعف رقم أعمال ىذا الفرع ومن مث اطلفاض تعويضاتو واليت تعترب ضعيفة نسبيا مع مقارنتها بالفروع األخرى‪ ،‬بالرغم من‬
‫أعلية النقل البحري‪.‬‬
‫سابقا‪ ،‬خالل كل العمليات اجلمركية‪ ،‬يقدم ادلستورد شهادة التأمُت اليت بدوهنا تكبده أو تنجر عنها عقوبة‪ .‬أما اآلن فاحلال مل يعد كما‬
‫كان يف السابق‪ ،‬أي مستورد يريد التأمُت على سلعتو غلب القيام بذلك يف شركة تأمُت معتمدة يف اجلزائر دون أن يكون ملزما هبذا التامُت‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫________________________________________‬ ‫___________________________________________________‬
‫التأمين البحري في الجزائر‬

‫يف حُت عمالء آخرين يسألون وكالء الشحن وادلفوضُت الزباذ اخلطوات نيابة عنهم لتوجيهو ضلو التأمينات األكثر وثوقية‪.‬‬
‫وىناك أيضا اجلزء اآلخر الذي يهرب من مجيع عمليات التأمُت‪ ،‬يرون التأمُت كأنو تكلفة أكثر منو كتغطية مفيدة ضد سلاطر النقل البحري‬
‫ومن مث عزوفهم عن االشًتاك يف أقساط التأمُت‪ ،‬ويقولون بأن بضاعتهم آمنة يف الوقت الراىن وأهنم نفذوا عملية استَتاد أو اثنُت من دون‬
‫وقوع حوادث‪ ،‬وىم يعتقدون أن ىذا النوع من احلوادث ػلدث فقط لآلخرين‪ ،‬يف حُت تتعرض السلع إىل سلاطر متعددة خالل رحلتهم‪،‬‬
‫ىناك قول مأثور بأن التأمُت مكلف فقط قبل وقوع الكارثة‪ ،‬بعد وقوع الكارثة وربقق خطر‪ ،‬يكون ادلتعامل االقتصادي على استعداد لدفع‬
‫لك ‪ 3‬مرات‪ 10 ،5 ،‬أو حىت ‪ 100‬ضعف سعر عالوة ادلخاطر اليت اقًتحتو لو قبل الكارثة‪.‬‬
‫شركات التأمُت تشجع ادلتعاملُت على االشًتاك يف التأمُت زلليا لزيادة عدد ادلتعاملُت ادلؤمن عليهم وشرح ادلخاطر اليت ؽلكن أن ربدث ذلم‬
‫جراء عملية استَتاد مجيع أنواع السلع‪ ،‬ادلتعاملُت حباجة إىل فهم الفائدة من نقل ىذه ادلخاطر إىل التأمُت‪.‬‬
‫كذلك شيخوخة أسطولنا الوطٍت وقلة سفنو أدت إىل ظلو التجارة البحرية للدول األخرى وفرصة ذلم لتقدمي خدمات النقل البحري‬
‫للمستوردين احملليُت‪ ،‬فاجلزائر زبسر سنويا ‪ 1.2‬مليار دوالر يف مصاريف استئجار بواخر شحن النقل البحري‪ ،‬اليت تستغلها يف جلب ادلواد‬
‫الغذائية وغَتىا من ادلنتجات اليت غلري استَتادىا من سلتلف دول العامل‪ ،‬مصاريف الشحن يستفيد منها ادلتعاملون األجانب الذين يؤجرون‬
‫بواخرىم للجزائر حيث سبثل نسبتهم ‪ 98‬يف ادلائة‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫من خالل ىذه الدراسة قمنا بتحديد مفهوم خطر النقل البحري من خالل تشخيص طبيعة األخطار البحرية واليت أصبح وقوعها‬
‫حقيقة ال مفر منها‪ ،‬مل يعد رلرد احتمال فحسب‪ ،‬لذلك غلب التعامل مع ىذا التهديد الذي من شأنو أن يتسبب يف حدوث أزمات‬
‫كبَتة‪.‬‬
‫مسحت لنا ىذه الدراسة أيضا بالوقوف على حقيقة تأمُت األخطار البحرية وىذا من خالل التطرق إىل أعلية التأمُت البحري يف التجارة‬
‫اخلارجية والذي يعترب جد مهم سوى للمستوردين أو الدولة‪ ،‬وىذا لكون التأمُت البحري متميزا عن غَته من التأمينات األخرى بالنظر إىل‬
‫طبيعة اخلطر وجسامة احلوادث اليت تتعرض ذلا السفينة ومحولتها أثناء عملية النقل‪ ،‬وما ينتج عنها من خسارة كبَتة ال يكفل ضماهنا إال‬
‫التأمُت البحري وىذا ما يؤدي إىل دفع عجلة التنمية وتفعيل التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫كما قمنا بدراسة ربليلية دلبالغ تعويضات التأمُت البحري‪ ،‬إذ تبُت أن عقود التأمُت من العقود االحتمالية لذا يتبُت أن مبالغ التعويضات ال‬
‫ؽلكن التحكم فيها وىذا راجع بالطبع إىل عدم التحكم اجليد يف تسيَت أو إدارة اخلطر من طرف ادلستأمنُت الذين عادة ما ػلولون عبء‬
‫اخلطر كليا إىل ادلؤمن‪ ،‬دون مراعاة إجراءات الوقاية واحلماية الالزمُت يف تسيَت اخلطر‪ ،‬كذلك تبُت أن مبالغ التعويضات معتربة حيث‬
‫قدرت خالل سنوات الدراسة ‪ 18000‬مليون دج‪ ،‬ومن خالل ىذا ادلبلغ تربز لنا األعلية البالغة اليت يلعبها التأمُت يف تغطية مثل ىذه‬
‫األخطار‪.‬‬
‫من خالل الدراسة كذلك يعترب التأمُت البحري كإسًتاتيجية أمان يعتمد عليها متخذ قرار التأمُت للتخفيف من حاالت القلق واخلوف‬
‫والشك من حدوث بعض األخطار االحتمالية اليت قد يتأتى عنها ضياع أو زوال ادلمتلكات‪.‬‬
‫إن حالة الشك وعدم اليقُت من ادلقدرة على مواجهة األخطار البحرية يكون دافعا للمستأمن يف ازباذ قرار التأمُت ضد األخطار‬
‫االحتمالية‪ ،‬لذا أمام ادلصدرين وادلستوردين رلموعة من السياسات التأمينية زبتلف من حيث ادلبادئ وادليكانيزمات واألخطار اليت هتدف‬
‫لتغطيتها‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫______________________________________________‬ ‫________________________________________________‬
‫بالي حمزة & بورني حناشي‬

‫إن التأمُت الذي يكفل ضمان التجارة البحرية وربمل آثار األخطار البحرية احملققة‪ ،‬ؽلنح تلك التجارة االستقرار االقتصادي الذي ينعكس‬
‫مباشرة وإغلابا على سالمة اقتصاد الدولة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫إبراىيم عبد النيب محودة ‪ ،‬سلتار زلمود اذلانس‪ ،)2002( ،‬مبادئ التأمُت بُت النظرية والتطبيق ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إبراىيم عبد النيب محودة ‪ ،‬سلتار زلمود اذلانس‪ ،)1998( ،‬مبادئ اخلطر والتأمُت‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األمر ‪ 07-95‬ادلتعلق بالتأمينات‪ ،1995( .‬ص ‪ .)19‬ادلادة ‪ .122‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية ‪( ،‬العدد ‪ ،)13‬األمر رقم ‪ 07–95‬ادلؤرخ يف ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬ادلتعلق بالتأمينات‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ادلادة ‪ 92‬من األمر رقم ‪ 07–95‬ادلؤرخ يف ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬ادلتعلق بالتأمينات ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجال عبد الباقي واصف ‪ ،‬زلمد توفيق البلقيٍت ‪ ،)2005( ،‬مبادئ إدارة اخلطر والتأمُت‪ ،‬ادلؤسسة العربية للعلوم والثقافة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راشد راشد‪ ،)1992( ،‬التأمينات الربية اخلاصة على ضوء قانون التأمينات اجلزائري ‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رمضان أبو السعود‪ ،)2000( ،‬أصول التأمُت‪ ،‬دار ادلطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رياش سهام‪ ،)2008( ،‬قطاع التأمُت ومكانتو يف االقتصاد الوطٍت ‪ ،‬رسالة ماجستَت غَت منشورة ‪ -‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫مسَت عبد اجمليد رضوان ‪ ،)2005( ،‬ادلشتقات ادلالية‪ ،‬دار اجلامعات للنشر ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شقَتي نوري موسى‪ ،‬أسامة عزمي سالم‪ ،)2007( ،‬إدارة اخلطر والتأمُت‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طارق عبد العال محاد ‪ ،)2003( ،‬إدارة ادلخاطر‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كارولُت أولُت ‪ ،‬ترمجة‪ :‬سلتار السويفي (‪ ،)1979‬اقتصاديات النقل البحري ‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زلمد حسُت منصور‪ ،)1999( ،‬أحكام التأمُت‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زلمد رفيق ادلصري‪ ،)2009( ،‬إدارة اخلطر والتأمُت‪ ،‬دار زىران للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معراج جديدي‪ ،)2005( ،‬زلاضرات يف قانون التأمُت اجلزائري ‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منَت إبراىيم ىندي ‪ ،)1999( ،‬أساسيات االستثمار يف األوراق ادلالية ‪ ،‬منشأة ادلعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ناشد زلمود عبد السالم ‪ ،)2003( ،‬إدارة األخطار‪ ،‬مركز جامعة القاىرة للتعليم ادلفتوح ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نيل كروكفورد‪ ،‬ترمجة‪ :‬تيسَت محد الًتيكي‪ ،‬مصباح كمال (‪ ،)2007‬مدخل إىل إدارة اخلطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وليد إمساعيل السيفو ‪ ،‬عيد امحد ابوبكر ‪ ،)2006( ،‬إدارة اخلطر والتأمُت‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Conseil National des Assurances, Juin, )2015 ( Revue de L’ASSURANCE, N° 9, Alger.‬‬

‫‪76‬‬

You might also like