Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫جامعة عبد الملك السعدي‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫بتطوان‬

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫من اقتراح‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫األستاذة‪ :‬نزهة الخلدي‬ ‫الرحوي الشعيري‬
‫هاجـــر ّ‬
‫ِ‬
‫أمال شمـــام‬
‫نجيـــب بُحاجة‬
‫دمحم بوزرادي‬
‫سيف فضل‬
‫دمحم بوحصون‬
‫‪2018/2019‬‬
‫نجيــب الصنهاجي‬

‫‪1‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫مقدمة‬
‫لقد أوكل ر‬
‫المشع للمحافظ عىل األمالك العقارية اختصاصات هامة يف مجال‬
‫حماية حق الملكية‪ ،‬عندما يكون الملك العقاري يف مسار الخضوع لنظام‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬بدأ بمسطرة التحفيظ‪ ،‬ثم تحفيظ العقار‪ ،‬خالل مسلسل‬
‫العمليات المتكررة الواردة عىل العقار بعد تحفيظه‪.‬‬

‫القانون خالل مرحلة‬


‫ي‬ ‫كتس الترصفات المتعلقة بالعقار أثرها‬
‫ي‬ ‫لك ت‬
‫ذلك أنه ي‬
‫التحفيظ‪ ،‬أو بعد تحفيظ العقار يكون لزاما عىل المعنيي بها‪ ،‬وضعها بي يدي‬
‫المحافظ عىل األمالك العقارية للتقرير بشأنها‪ ،‬اعتبارا لكون التحفيظ يثبت حق‬
‫الكىل للعقار‪ ،‬وتختلف قرارات المحافظ باختالف‬ ‫الملكية بواسطة التطهي ي‬
‫الترصف المراد ترتيبه‪ ،‬حيث تتأرجح هذه القرارات بي اإليجابية منها والسلبية‪.‬‬

‫القاض بإنشاء الرسم العقاري‪،‬‬


‫ي‬ ‫فمن أهم القرارات اإليجابية للمحافظ‪ ،‬نجد قراره‬
‫أي قرار التحفيظ‪ ،‬هذا القرار له صفة نهائية وال يقبل أي طعن‪.‬‬

‫القاض برفض أو‬


‫ي‬ ‫فه كثية ومتنوعة ومن أهمها أيضا القرار‬
‫أما القرارات السلبية ي‬
‫إلغاء مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫الت قد يتخذها المحافظ‪ ،‬واالختصاصات‬ ‫وف مقابل هذه القرارات المتعددة ي‬‫ي‬
‫المشع لهذا األخي‪ ،‬نجده قد أخضعه لمسؤولية مشددة‪،‬‬ ‫الواسعة الت أسندها ر‬
‫ي‬
‫عن أي خطأ قد يصدر عنه عند اتخاذه أحد قراراته‪ ،‬حيث منح ر‬
‫المشع لألطراف‬
‫المترصرة من قرارات المحافظ عىل الملكية العقارية باإلضافة إىل حق الطعن‬
‫القضان‪ ،‬حق مقاضاة المحافظ وإثارة مسؤوليته الشخصية‪ ،‬إما وفقا للقواعد‬
‫ي‬
‫العامة او طبقا للقواعد الخاصة الواردة يف ظهي التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وت ريز أهمية هذا الموضوع من خالل الوقوف عند مدى حدود السلطة‬
‫المغرن للمحافظ العقاري‪ ،‬بخصوص قرار‬ ‫التقديرية الت منحها ر‬
‫المشع‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫التحفيظ‪ ،‬وكذا بخصوص قرار رفض أو إلغاء مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫المغرن يف تنظيم أحكام مسؤولية‬ ‫وكذا الوقوف عىل مدى نجاح ر‬


‫المشع‬
‫ري‬
‫المحافظ العقاري‪.‬‬

‫ونظرا لهذه األهمية فإننا سنحاول معالجة هذا الموضوع من خالل طرح جملة‬
‫من اإلشكاالت عىل الشكل ي‬
‫التاىل‪:‬‬
‫المغرن للمحافظ‬ ‫‪ ‬ما مدى حدود السلطة التقديرية الت منحها ر‬
‫المشع‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫العقاري بخصوص اتخاذه لمجموعة من القرارات يف شأن مطلب‬
‫التحفيظ ؟‬
‫المغرن يف النص الرصي ح عىل إخضاع بعض‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫‪ ‬وما مدى توفق‬
‫ري‬
‫القرارات السلبية للمحافظ للطعن امام القضاء العادي؟‬
‫المشع من تنظيم أحكام المسؤولية الملقاة عىل‬‫ر‬ ‫‪ ‬وأخيا ما مدى نجاح‬
‫عاتق المحافظ عىل االمالك العقارية؟‬
‫لإلجابة عىل كل هذه اإلشكاالت ارتأينا أن نقسم هذا الموضوع إىل مبحثي‬
‫التاىل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫أساسيي‪ ،‬وذلك وفق التصميم‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬قرارات المحافظ يف شان مطلب التحفيظ‬


‫الثان ‪ :‬مسؤولية المحافظ عىل االمالك العقارية‬
‫ي‬ ‫‪ ‬المبحث‬

‫‪3‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫المبحث األول‪ :‬قرارات المحافظ بشان مطلب التحفيظ‬


‫ه مجموعة اإلجراءات القانونية الرامية إىل تحديد هوية‬‫مسطرة التحفيظ ي‬
‫العقار المراد تحفيظه و إشهاره للعموم قصد تطهيه من الحقوق و التحمالت‬
‫غي الثابتة و تأسيس رسم عقاري له يكون نهائيا و غي قابل للطعن‪ .‬غي أن‬
‫تفض إليها اإلجراءات المسطرية‪ ،‬بل إن‬
‫ي‬ ‫التحفيظ العقاري ليس نتيجة حتمية‬
‫مآل المطلب يكون رهينا بتالزم رشطان أساسيان‪:‬‬

‫سالمة اإلجراءات‪ ،‬و صحة السندات و العقود‪.‬‬


‫والت‬
‫و بعد ما يجتاز مطلب التحفيظ المسطرة المعمول بها من تحديد وإشهار ي‬
‫سيتحدد عىل ضوئها مصي العقار‪ ،‬يتوجب عىل المحافظ اتخاذ قرار بشأن‬
‫المشع للمحافظ العقاري صالحيات تكاد تكون‬ ‫مطلب التحفيظ‪ ،‬ولقد منح ر‬
‫مطلقة بحيث يرجع إليه وحده حق اتخاذ قرار للتحفيظ أو عدم التحفيظ إال أن‬
‫القرارين يختلفان من حيث القوة واألثر نظرا لطبيعة كل منهما‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فإننا سنعالج هذا المبحث من خالل تقسيمه إىل مطلبي أساسيي‪،‬‬
‫نتناول يف المطلب األول قرار التحفيظ ونتائجه‪ ،‬عىل أن نتصدى يف المطلب‬
‫الثان لقرار اإللغاء والرفض‪.‬‬
‫ي‬
‫المطلب األول‪ :‬قرار التحفيظ ونتائجه‬
‫تعتي‬
‫والت ر‬ ‫ر‬
‫بمجرد انتهاء مدة شهرين الموالية لنش انتهاء عملية التحديد ي‬
‫كأجل النتهاء التعرضات‪ ،‬يتعي عىل المحافظ العقاري إعداد ملف مطلب‬
‫التحفيظ التخاذ القرار المالئم بشأنه‪ ،‬كما أن هذا القرار تيتب عليه نتائج مهمة‪،‬‬
‫وعليه يمكن تقسيم هذا المطلب إىل فقرتي أساسيتي‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تتعلق بقرار المحافظ بتحفيظ العقار‪ ،‬بينما الفقرة الثانية تتعلق‬
‫بنتائج قرار التحفيظ ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬قرار المحافظ بتحفيظ العقار‬


‫بعد ما يتأكد المحافظ من عدم تقديم أي تعرض خالل اآلجال المحددة ومن‬
‫الت تم‬ ‫ر‬
‫توافر جميع الشوط المطلوبة‪ ،‬ويتأكد من صحتها ومن سالمة المسطرة ي‬
‫إجراؤها‪ ،‬فإنه يتخذ قرارا بالتحفيظ‪.‬‬

‫قانون‬
‫ي‬ ‫ويعتي قراره هذا نهاية لمرحلة ‪ -‬ما قبل التحفيظ ‪ -‬ليدخل العقار يف إطار‬
‫ر‬
‫جديد ويكتسب بذلك مناعة ضد كل االدعاءات والمطالب الالحقة‪ .‬وييتب عن‬
‫نهان وال رجعة فيه‪.‬‬
‫هذا القرار تأسيس رسم عقاري ي‬
‫وقد حدد ر‬
‫المشع يف الفصل ‪ 00‬أجال التخاذ قرار تأسيس الرسم العقاري وهو‬
‫ثالثة أشهر الموالية النرصام أجل التعرض وبمعت أخر يتعي عىل المحافظ‬
‫اتخاذ قارا تأسيس الرسم العقاري يف أجل أقصاه خمسة أشهر بعد التحقق من‬
‫انجاز جميع االجراءات وعدم وقوع أي تعرض‪. ...‬‬

‫وهذا يفيد من جهة أخرى بأن المحافظ سيكون ملزما باتخاذ قراره خالل األجل‬
‫المحدد يف ثالثة أشهر الموالية النتهاء أجل التعرض‪ ،‬اللهم إال إذا كانت هناك‬
‫تعرضات سابقة تم تقديمها‪.‬‬

‫وقرارالتحفيظ هو قرار يطهر العقار من الحقوق غي الظاهرة وقت التحفيظ ولو‬


‫القانون للحقوق الظاهرة‬ ‫مشوعة‪ ،‬ويعيف يف نفس الوقت بالوجود‬ ‫كانت ر‬
‫ي‬
‫وقت التحفيظ ويضف عليها صفة ر‬
‫المشوعية‪ .‬وهو قرار ينتج عنه تأسيس رسم‬ ‫ي‬
‫عقاري يشكل دليل قاطعا عىل حق الملكية والحقوق العينية والتحمالت‬
‫العقارية المعلن عنها أثناء مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يعت أنه ال يقبل أي‬
‫ي‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫نهان وغي معلل‬
‫والذي يهمنا يف هذا القرار هو أنه ي‬
‫طعن وال يمكن إلغاؤه أو تغييه ولو عن طريق قرارات أو أحكام قضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يقصد بالقرار غير المعلل أن المحافظ غير ملزم باإلشارة في الرسم العقاري إلى أن كل االجراءات المقررة قد اتبعت وأن كل اآلجال المقررة‬
‫قد احترمت وإلى عدم وجود تعرضات‪..‬‬
‫ومع ذلك فقرار المحافظ هو معلل ضمنيا من خالل محتويات ملف مطلب التحفيظ الذي يتضمن كل اإلجراءات التي انجزت بشأن العقار موضوع‬
‫مطلب التحفيظ‬

‫‪5‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫وتجدر اإلشارة بأن قرار المحافظ بتأسيس الرسم العقاري يكون معلال تعليال‬
‫ضمنيا‪ ،‬فقراره يفيض أنه احيم اإلجراءات المنظمة وأنه تحقق وتأكد من كفاية‬
‫الحجج المقدمة إليه ومن عدم وجود أي تعرض قدم إليه داخل األجل أو‬
‫خارجه‪.‬‬

‫وإذا اتخذ المحافظ قرارا بالتحفيظ دون احيام المقتضيات المقررة فإنه يتحمل‬
‫المسؤولية‪.2‬‬
‫وقد تم تأكيد هذا المبدأ يف المادة ‪ 62‬من ظهي التحفيظ العقاري ال يت ورد فيها‬
‫يىل‪ " :‬أن رسم الملكية له صفة نهائية وال يقبل الطعن وهو يكشف نقطة‬ ‫ما ي‬
‫االنطالق الوحيدة للحقوق العينية‪ ،‬والتكاليف العقارية الكائنة عىل العقار وقت‬
‫تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غي المقيدة "‪.‬‬

‫وتعتي الصفة النهائية والقطعية لقرار المحافظ بمناسبة تأسيس الرسم العقاري‬
‫ر‬
‫محل انتقاد خاصة يف حالة ثبوت تدليس أو تزوير أثناء عملية التحفيظ بحيث‬
‫ينبغ وضع استثناءات لمبدأ نهائية الرسم العقاري حت ال يستفيد مستعمل‬ ‫ي‬
‫اعتي ذلك بمثابة نزع الملكية وتعدي عىل حقوق‬
‫اليوير من هذا المبدأ وإال ر‬
‫الغي‪ ،‬وفيه خروج عن مبدأ العدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫ينبغ أن يكون هذا المبدأ متنافيا مع المبدأ المقرر يف‬


‫ومن جهة أخرى ال ي‬
‫يقض بأن حق الملكية مضمون وفق للفصل ‪.03‬‬ ‫ي‬ ‫المغرن والذي‬
‫ري‬ ‫الدستور‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نتائج قرار التحفيظ‬


‫ييتب عن قرار التحفيظ عدة نتائج‪:‬‬

‫‪ -1‬تأسيس رسم عقاري خاص بالعقار المحفظ يبف محفوظا بأرشيف‬


‫المحافظة العقارية ويمكن للمالك أن يطلب تسليم نظي الرسم العقاري‪،‬‬
‫يعتي نسخة طبق األصل يتضمن كل ما هو مسجل بالرسم‬ ‫وهذا األخي ر‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬دمحم خيري – العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ‪ -‬مطبعة المعارف الجديدة ‪/‬طبعة ‪/2018‬ص‪.222-221 :‬‬

‫‪6‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫للشيك المفوض له ذلك‪،‬‬ ‫األصىل‪3‬وف حالة الشياع ال يسلم إال نظي واحد ر‬
‫ي ي‬
‫أما أصحاب الحقوق العينية يمكنهم الحصول عىل شهادة خاصة‬
‫بالتقييد‪.‬‬
‫يعتي بمثابة سجل عام للمحافظة‬ ‫‪ -2‬تقييد العقار بالسجل العقاري الذي ر‬
‫الت تم تحفيظها بكيفية نهائية ‪ ،‬و‬ ‫العقارية تقيد فيه جميع العقارات ي‬
‫إعطائه رقما مميا خاصا به يختلف عن رقم المطلب السابق‬
‫األصىل وذلك نظيه مجموعة من البيانات‬ ‫ي‬ ‫‪ -0‬تضمي الرسم العقاري‬
‫الت نص عليها الفصل ‪ 32‬من ظهي التحفيظ العقاري‪ .‬المعدل‬ ‫الجوهرية ي‬
‫بمقتض القانون رقم ‪ 10.01‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -0‬وصف مفصل للعقار مع بيان حدوده من جهة الشمال و الجنوب و‬
‫الشق و الغرب و ذكر المجاورين واألمالك المجاورة‪ ،‬ونوع العقار هل هو‬ ‫ر‬
‫أرض فالحية مغروسة أو غي مغروسة‪ ،‬أو أرض مخصصة للبناء‪ ،‬أو بناء‬
‫وينبغ أن يكون هذا الوصف مطابقا‬ ‫ي‬ ‫قائم وعدد طبقاته ومساحته‪،‬‬
‫لبيانات الخريطة المرفقة بالرسم العقاري‪.‬‬
‫أنت وجنسيته وحالته‬ ‫‪ -3‬بيان الحالة المدنية للمالك وجنسه هل هو ذكر أم ى‬
‫المدنية هل هو ميوج أو مطلق أو أرمل واسم الزوجة أو الزوج‪ ،‬والنظام‬
‫‪4‬‬
‫وف حالة‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫الماىل للزوج‪ ،‬وكل اتفاق تم طبقا للمادة ‪ 09‬من مدونة األشة‬ ‫ي‬
‫الشياع بيان حظ كل منهم‪ ،‬وإذا كان المالك شخصا اعتباريا فيجب بيان‬
‫القانون‪.‬‬
‫ي‬ ‫االجتماع وكذا ممثله‬
‫ي‬ ‫القانون ومقره‬
‫ي‬ ‫تسمية وشكله‬
‫‪ -6‬بيان الحقوق العينية الميتبة عىل العقار يف حالة وجودها‪.‬‬
‫‪ -1‬يصبح العقار خاضعا لنظام اإلشهار العقاري عن طريق التقييدات وفق‬
‫الفصل ‪ 63‬من ظهي التحفيظ العقاري كما تم تعديله وتتميمه بمقتض‬
‫القانون ‪ ،10.01‬بمعت أن الحقوق العينية الواردة عىل العقار المحفظ ال‬
‫القانون سواء بي األطراف أو يف مواجهة األغيار إال‬‫ي‬ ‫يتم االعياف بوجودها‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 10.01‬على ما يلي‪ " :‬للمالك دون غيره الحق في أخذ نظير من الرسم العقاري ومن التصميم الملحق به‪،‬‬
‫يشهد المحافظ على األمالك العقارية بصحتهما بإمضائه ووضع خاتم المحافظة العقارية عليهما‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 09‬من مدونة األسرة على ما يلي‪ " :‬لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة األخر‪ ،‬غير أنه يجوز‬
‫لهما في إطار تدبير األموال التي سيكتسب أثناء قيام الزوجية االتفاق على استثمارها وتوزيعها "‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫قانون وبقوة‬
‫ي‬ ‫من تاري خ تقييدها بالرسم العقاري ويتمتع هذا التقييد بأثر‬
‫ثبوتية وحجية مطلقة‪.‬‬
‫‪ -8‬ييتب أيضا عن قرار التحفيظ استبعاد التقادم بنوعيه المكسب‬
‫والمسقط‪ ،‬بحيث إن التقادم ال يكسب أي حق عىل العقار المحفظ وال‬
‫يؤدي إىل زوال الحقوق العينية‪.‬‬
‫‪ -9‬انعدام امكانية المطالبة العينية بالحقوق المترصرة بسبب التحفيظ‪،‬‬
‫ويبف للمترصر إمكانية المطالبة بالتعويض ذلك أن قاعدة التطهي‬
‫المنصوص عليها ضمن مقتضيات الفصلي ‪ 1‬و ‪ 62‬من ظهي التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬ال تفيد مطلقا أن من حفظ العقار باسمه واكتسب نتيجة لذلك‬
‫الت‬
‫حقوق عينية يف ملكية الغي رتيأ ذمته بكيفية نهائية من الحقوق ي‬
‫اكتسبها يف مواجهة أصحابها‪ ،‬وإنما يبف لهؤالء حقوقا شخصية يتحملها‬
‫مرتكب التدليس أو الدولة أو المحافظ مت ثبتت مسؤوليته الشخصية‪.5‬‬
‫وخالصة القول فعندما يقرر المحافظ العقاري التحفيظ يصبح العقار خاضعا‬
‫للتشي ع المطبق عىل العقارات المحفظة ويؤسس له رسم عقاري تحت رقم‬ ‫ر‬
‫جديد حيث يتم تضمي قرار التحفيظ والتقييدات المصاحبة له بالسجل‬
‫تيت لإلجراءات الالحقة‪.‬‬
‫الي ر ي‬
‫الثان‪ :‬قرار إلغاء أو رفض مطلب التحفيظ وإمكانية الطعن فيه‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫باإلضافة إىل قرار تحفيظ العقار‪ ،‬يملك المحافظ العقاري صالحية مهمة تمكنه‬
‫من رفض أو إلغاء هذا المطلب وذلك ف حاالت معينة حددها ر‬
‫المشع يف ظهي‬ ‫ي‬
‫التحفيظ العقاري(الفقرة األوىل)‪ ،‬كما أن ر‬
‫المشع أعىط للمترصر من هذه‬
‫القرارات الحق يف ممارسة حقه يف الطعن أمام الجهات القضائية المختصة‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬ادريس الفاخوري – الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغرب ‪ -‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ -‬ط‪ 2018 /‬مزيدة ومنقحة –‬
‫ص‪.119/118/111:‬‬

‫‪8‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬قرار رفض أو إلغاء مطلب التحفيظ‬


‫لقد منح ر‬
‫المشع للمحافظ إمكانية رفض أو إلغاء مطلب التحفيظ وحدد بصفة‬
‫الت يمكن فيها اتخاذ مثل هذا القرار‪ .‬إما بالرفض (أ) أو اإللغاء‬
‫تقريبية الحاالت ي‬
‫(ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬قرار رفض مطلب التحفيظ‬
‫إذا أصدر المحافظ العقاري قراره برفض مطلب التحفيظ‪ ،‬ويتم ذلك إما لكون‬
‫الت أوجبها‬ ‫ر‬
‫مطلب التحفيظ لم تراع فيه الشوط الشكلية والموضوعية ي‬
‫المشع وإما لكون طالب التحفيظ لم يعزز مطلبه بالرسوم والعقود والوثائق‬ ‫ر‬
‫الت تثبت أصل تملكه للعقار المطلوب تحفيظه وتعرف بحق الملكية‬ ‫ي‬
‫‪6‬‬
‫وف حالة رفض التحفيظ ألي سبب كان‬ ‫وبالحقوق العينية الميتبة عن الملك ‪ ،‬ي‬
‫وف أي مرحلة من مراحل المسطرة يكون التحديد ال غيا‪ ،‬ويلزم طالب التحفيظ‬ ‫ي‬
‫بمحو آثاره‪ .‬وإذا لم يستجب بعد إنذار يوجه إليه فإن ذلك المحو ر‬
‫يباش عىل‬
‫نفقته ولو استلزم األمر تسخي القوة العمومية‪.7‬‬
‫ويستدع المحافظ عىل األمالك العقارية األطراف لسحب الوثائق المودعة من‬
‫ي‬
‫‪8‬‬
‫طرفهم بعد التحقق من هويتهم ‪.‬‬
‫وقد يرفض أيضا المحافظ مطلب التحفيظ يف حالة تواجد المطلب داخل رسم‬
‫عقاري أو يف حالة زورية السندات و الحجج المدعمة لمطلب التحفيظ بمقتض‬
‫أحكام قضائية نهائية‪ ،‬فضال عن أنه يتم رفض مطلب التحفيظ إذا تم إدراجه‬
‫بخصوص نفس العقار المحكوم به لصالح المتعرض يف مواجهة طالب التحفيظ‬
‫المقض به بي األطراف‪.9‬‬ ‫ر‬
‫السء‬
‫ي‬ ‫إعماال لمبدأ أسبقية البت و حجية ي‬
‫عموما يمكن القول أن الحاالت ي‬
‫الت يمكن فيها للمحافظ عىل األمالك العقارية‬
‫رفض مطلب التحفيظ غي محصورة بحيث يبف له الحق يف رفض مطلب‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬وهذا ما اشارت إليه الفصول ‪ /10/10‬من القانون رقم ‪ 10.01‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬وهذا ما اشار إليه الفصل ‪ 08‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-‬المختار بن أحمد عطار – التحفيظ العقاري في ضوء التشريع المغربي – مطبعة النجاح الجديدة – ط‪ 2016 2/‬ص‪.99:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-‬صالح العمراني – الملك الغابوي بين النص القانوني واإلكراهات الواقعية – مطبعة األمنية‪ ،‬ط‪ 1/‬ص‪.38 :‬‬

‫‪9‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫التحفيظ مت تبي له ذلك‪ .‬وهذا بخالف حاالت اإللغاء الت نص عليها ر‬


‫المشع‬ ‫ي‬
‫عىل سبيل الحرص‪.‬‬

‫قرار إلغاء مطلب التحفيظ‬ ‫ب‪-‬‬


‫المشع للمحافظ إمكانية إلغاء مطلب التحفيظ وحدد بصفة حرصية‬ ‫لقد منح ر‬
‫يأن‬ ‫الحاالت ي‬
‫الت يمكن فيها للمحافظ اتخاذ مثل هذا القرار‪ ،‬حيث إن هذا القرار ي‬
‫يقض بإلغائه‪ .‬ومن بي‬
‫ي‬ ‫مير‬‫بعد تسجيل مطلب التحفيظ حينما يكون هناك ر‬
‫حاالت اإللغاء نذكر ما يل ي‪:‬‬

‫‪ -‬حالة تغيب طالب التحفيظ عن حضور عمليات التحديد حيث يعمد‬


‫المحافظ إىل إلغاء مطلب التحفيظ طبقا للفصلي ‪ 22‬و ‪ 20‬من ظهي‬
‫التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬حالة التماطل الذي يبديه طالب التحفيظ يف إجراء ومتابعة المسطرة‬
‫حيث يقوم المحافظ بإنذاره بواسطة رسالة مضمومة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬أو‬
‫عن طريق السلطة المحلية فإن لم يستجب طالب التحفيظ لهذا اإلنذار يبادر‬
‫المحافظ إىل إلغاء الطلب داخل أجل ثالثة أشهر من يوم تبليغه الطلب طبقا‬
‫للفصل ‪ 30‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ .‬ويمكن يف هذا اإلطار القيام بعمليات التبليغ بواسطة‬
‫المفوضي القضائيي‬
‫‪ -‬عدم قيام طالب التحفيظ بما يلزم إلجراء عملية التحديد ودون عذر‬
‫مقبول لمرتي متتاليتي‪.‬‬

‫وف هذا السياق يمكن طرح اإلشكالية التال ية‪ ،‬إذا اتخذ المحافظ قرار بإلغاء‬‫ي‬
‫للمعت‬
‫ي‬ ‫مطلب التحفيظ لتوافر إحدى حاالت اإللغاء المشار إليها‪ ،‬فيهل يمكن‬
‫باألمر المطالبة بتجديد مطلبه ؟‬
‫كجواب عىل اإلشكالية أعاله‪ ،‬فإنه ليس هناك نص يمنع المحافظ من إحياء‬
‫المطلب الملغ إذا زالت أسباب اإللغاء السابقة وأبدى طالب التحفيظ رغبته يف‬
‫إتمام اإلجراءات السابقة‪ ،‬حيث يمكن االستمرار يف اتباع العمليات السابقة‪ .‬وإذا‬
‫للمعت باألمر تقديم‬
‫ي‬ ‫بدى للمحافظ عدم إمكانية إحياء المطلب الملغ فيمكن‬

‫‪10‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫طلب جديد مع فتح مسطرة جديدة للتحفيظ وعدم االعتماد عىل اإلجراءات‬
‫السابقة مع تحمل طالب التحفيظ المصاريف المتطلبة‪ ،‬وال يمكن للمحافظ‬
‫الت ربما تكون قد أنجزت يف الطلب الملغ ما دام‬
‫االعتماد عىل عمليات التحديد ي‬
‫أن قرار اإللغاء قد شمل المطلب برمته وال يمكن تجزئته‪.10‬‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن قرار المحافظ بإلغاء مطلب التحفيظ ال يؤثر عىل القوة‬
‫الت تتمتع بها العقود وهذا ما أكده القرار عدد ‪ 0680‬الصادر عن محكمة النقض‬
‫ي‬
‫اعتيت أن إلغاء المطلب صالحية المحافظ ال‬‫بتاري خ ‪ ،2008/10/29‬حيث ر‬
‫يمكن بحال من األحوال أن تمس بقوة العقود‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إمكانية الطعن يف قرارات المحافظ بإلغاء أو رفض مطلب‬


‫التحفيظ‪.‬‬
‫يعتي أن قرار المحافظ قد ألحق به ضرا أعطاه ر‬
‫المشع مجموعة من‬ ‫إن كل من ر‬
‫الضمانات والوسائل للدفاع عن حقوقه‪ ،‬بحيث يمكن له أن يسلك إحدى‬
‫الوسيلتي للطعن يف قراره‪ ،‬فالوسيلة األوىل تتجىل يف إمكانية لجوئه إىل مؤسسة‬
‫ويعتي هذا بمثابة تظلم ولكن دون السي يف مسطرة الطعن يف‬ ‫ر‬ ‫المحافظ العام‪،‬‬
‫القرارات اإلدارية ويحق للمحافظ العام تعديل قرار المحافظ العقاري وذلك‬
‫يقض بالياجع عن قراره دون أن يستطيع المحافظ العام‬‫ي‬ ‫بواسطة توجيه أمر‬
‫الحلول محل المحافظ العقاري يف اتخاذ قرار بتحفيظ ذلك العقار‪ .11‬أما‬
‫ضان‪.‬‬
‫الوسيلة الثانية فتتجىل يف اللجوء إىل مسطرة الطعن الق ي‬
‫وإذا كان لجوء المحافظ إىل اتخاذ قرار بإلغاء مطالب التحفيظ استنادا عىل‬
‫مقتضيات الفصلي ‪ 20‬و ‪ 30‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع قبل مراجعته قد أثار الكثي من‬
‫الجدل حول قابلية أو عدم قابلية قراره للطعن أمام القضاء‪ ،‬فإن هذا اإلشكال لم‬
‫يعد مطروح مع إقرار القانون رقم ‪ 10.01‬بحيث نص بشكل ضي ح يف الفصل‬
‫‪ 01‬مكرر‪ ،12‬والذي جاء يف فقرته األخية " ‪ ...‬يكون هذا القرار قابال للطعن أمام‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬دمحم خيري – العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي – م‪.‬س – ط‪ 208/‬ص‪.228-221 :‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬المادة األولى من ظهير ‪ 29‬دجنبر ‪ 1930‬المحدد لدور واختصاصات المحافظ العام‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬سلسلة دفاتر محكمة النقض عدد ‪ – 21‬نظام التحفيظ العقاري دعامة أساسية للتنمية (قراءة في مستجدات القانون رقم ‪ )10.01‬م‪/‬األمنية ‪،‬‬
‫ط‪ ،2013/‬ص‪.006:‬‬

‫‪11‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الت تبت فيه مع الحق يف االستئناف وتكون القرارات‬


‫المحكمة االبتدائية ي‬
‫االستئنافية قابلة للطعن بالنقض‪".‬‬

‫وتنبغ اإلشارة إىل أنه من بي اإلشكاالت ي‬


‫الت تطرح يف هذا السياق ما يتعلق‬ ‫ي‬
‫المعت باألمر للطرقيتي ‪ -‬الطعن لدى المحافظ العام أو الطعن‬
‫ي‬ ‫بإمكانية سلوك‬
‫القضان ‪ -‬معا يف آن واحد مما قد يتسبب يف اتخاذ قرارات متناقضة من طرف‬
‫ي‬
‫المحافظ العام ومن طرف المحكمة‪ ،‬ألن صالحية المحافظ تخول له طلب أي‬
‫ملف للتحفيظ قصد البحث واتخاذ قرار بشأنه‪ .‬وللمحكمة بدورها صالحية‬
‫البت يف قرار المحافظ برفض التحفيظ فكيف سيكون موقف المحافظ يف حالة‬
‫يقض بالياجع عن قراره ثم يتوصل بحكم‬
‫ي‬ ‫توصله بأمر من المحافظ العام‬
‫قضان يرفض الطعن مما يعزز موقف المحافظ‪.‬‬ ‫ي‬
‫إن وجود المحافظ أمام هذا التناقض سيجعله يف موقف حرج بالنسبة للمحافظ‬
‫يعتي بمثابة رئيس إداري للمحافظي وعليهم االليام بتعليماته ‪.‬‬
‫العام الذي ر‬
‫وسيقع نفس الحرج يف حالة العكس‪.‬‬

‫المعت‬
‫ي‬ ‫ونرى بأن إزالة هذا التناقض يكمن باتباع طريق واحد دون اآلخر‪ ،‬وعىل‬
‫باألمر أن يختار اللجوء إىل المحكمة أو إىل المحافظ العام و يف اللجوء إىل‬
‫أكي‪ ،‬ألنه يمنح طالب التحفيظ اتباع طرق الطعن حت‬ ‫المحكمة ضمانات ى‬
‫نهايتها ‪.‬‬
‫أما إذا لم يتقدم طالب التحفيظ بأي طعن ضد قرار اإللغاء فإن قرار المحافظ‬
‫يصبح نهائيا ويتعذر إحياء المطلب من جديد ما دام يستند إىل نفس الحجج‬
‫والرسم‪ ،‬ألنه غالبا ما يكون رفض التحفيظ ناتجا إما عن عدم كفاية الحجج‬
‫قضان يف حالة وجود تعرضات وقبولها من طرف‬
‫ي‬ ‫المؤيدة للطلب وإما عن حكم‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫المعت باألمر بطعن ضد قرار‬


‫ي‬ ‫ويرى األستاذ دمحم خيي أنه يف حالة ما إذا تقدم‬
‫المحافظ أمام المحكمة االبتدائية‪ ،‬وأمام المحافظ العام يف نفس الوقت‪ ،‬فيتعي‬

‫‪12‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫أن يتوقف المحافظ العام عن االستجابة للطلب بمجرد علمه بأن الموضوع قد‬
‫طرح أمام المحكمة المختصة‪.‬‬

‫الثان‪ :‬مسؤولية المحافظ عىل األمالك العقارية‪.‬‬


‫ي‬ ‫المبحث‬
‫من خالل هذا المبحث سوف نحاول الوقوف عىل مسألة ازدواجية مسؤولية‬
‫الت تارة تكون مسؤولية إدارية وتارة أخرى مسؤولية شخصية‬
‫المحافظ العقاري ي‬
‫إىل جانب تحمله لمسؤولية مالية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المسؤولية اإلدارية والمالية للمحافظ العقاري‪.‬‬


‫يعتي المحافظ العقاري موظفا عموميا‪ ،‬يصدر قرارات تقنية وإدارية‪ ،‬تفرض‬
‫ر‬
‫الت يمكن أن تتخىط المسؤولية اإلدارية (الفقرة‬
‫عليه تحمل مسؤولية أخطائه ي‬
‫األوىل) لتصل إىل المسؤولية المالية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬المسؤولية اإلدارية للمحافظ العقاري‬


‫يىل‪" :‬الدولة والبلديات مسؤولة عن األضار‬
‫ينص الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع عىل ما ي‬
‫الناتجة ر‬
‫مباشة عن تسيي إدارتها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها"‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أنه لو ترصر شخص من عملية التحفيظ وثبت أن الرصر‬
‫الذي أصاب هذا الشخص كان نتيجة السي المعيب لمرفق المحافظة العقارية أو‬
‫وه مؤسسة عمومية تحت وصاية الدولة‪ ،‬لكان‬
‫نتيجة أخطاء ارتكبها موظفوها ي‬
‫بإمكان المترصر ف هذه الحالة مساءلة الدولة ر‬
‫مباشة تطبيقا لمقتضيات الفصل‬ ‫ي‬
‫أعاله‪.13‬‬

‫‪ -13‬دمحم الكشبور ‪ " :‬التطهير الناتج عن تحفيظ العقار ‪ ،‬تطور القضاء المغربي‪ ،‬قراءة في قرار المجلس األعلى بتاريخ ‪ 29‬دجنبر‬
‫‪ "1999‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪13‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫عموم فإنه عند ارتكابه لخطأ ما وجب البحث فيما إذا‬


‫ي‬ ‫وبما أن المحافظ موظف‬
‫كان هذا الخطأ مصلحيا حيث تتحمل اإلدارة وحدها المسؤولية وكذلك‬
‫التعويض عن الرصر‪ ،‬من ذلك مثال أن يسهو المحافظ العقاري فيتكب خطأ‬
‫بسيطا تكون له آثار بليغة عىل حقوق المتعاقدين أو الغي يف هذا المجال‪.‬‬
‫غي أنه يف هذا اإلطار يطرح اإلشكال حول ما هو معيار التميي بي الخطأ‬
‫المصلح الذي يصدر عن المحافظ عىل األمالك العقارية؟‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشخض والخطأ‬
‫ي‬
‫لتحديد هذا التميي ذهب الفقهاء الفرنسيون إىل وضع مجموعة من المعايي‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫وه‬
‫المرفف ي‬
‫ي‬ ‫ض عن الخطأ‬
‫لتميي الخطأ الشخ ي‬
‫السء لدى الموظف أثناء‬
‫معيار الخطأ العمدي‪ :‬هذا المعيار يعتمد عىل القصد ي‬
‫يرم إىل‬
‫سء وال ي‬
‫شخض أما إن كان القصد غي ي‬
‫ي‬ ‫قيامه بواجباته العتبار الخطأ‬
‫مرفف‪.‬‬
‫ي‬ ‫مصلحة شخصية فهو‬
‫يعتي أنه إذا كان قصد الموظف‬
‫معيار الغاية من الترصف اإلداري‪ :‬هذا المعيار ر‬
‫اعتي خطأ‬
‫من العمل اإلداري الذي تسبب يف نشوء الخطأ هو المصلحة العامة ر‬
‫مرفقيا مهما بلغت درجة جسامته أما إن كان قصد الموظف هو الوصول‬
‫اعتي خطأ شخصيا‪.‬‬
‫ألغراض شخصية‪ ،‬ر‬
‫معيار الخطأ المنفصل عن الوظيفة‪ :‬الخطأ الجسيم الذي ينفصل عن العمل‬
‫شخض‪ ،‬أما الخطأ البسيط الذي ال ينفصل‬
‫ي‬ ‫اإلداري حسب هذا المعيار هو خطأ‬
‫يعتي خطأ مرفقيا‪.‬‬
‫عن العمل اإلداري ر‬
‫معيار جسامة الخطأ‪ :‬حسب هذا المعيار أنه إذا كان الخطأ جسيما فالخطأ‬
‫شخصيا أما إذا كان غي جسيم يعد خطأ مرفقيا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫وهكذا إذا ما كان الخطأ مصلحيا يف هذا اإلطار فالمسؤولية تتحملها الدولة وذلك‬
‫ما هو مالحظ من خالل ف ‪ 19‬أعاله‪ ،‬إال أن هذا األخي قد طرح نقاشا حادا عىل‬
‫مستوى الفقه والقضاء تمحور حول طبيعة مسؤولية الدولة يف هذا الشأن‪ ،‬هل‬
‫للقاض لتحديد‬ ‫ه مسؤولية موضوعية أم أن ر‬
‫المشع قد ترك السلطة التقديرية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫طبيعتها؟‪.‬‬
‫أ‪ -‬موقف الفقه ‪:‬‬
‫هناك اتجاه يرى أن ر‬
‫المشع قد اقر يف إطار الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بالمسؤولية‬
‫اإلدارية الموضوعية بعيدا عن فكرة الخطأ بحيث أن إثبات الرصر كاف للقول‬
‫بمسؤولية الدولة يف التعويض‪ ،‬مؤسسي موقفهم عىل أساس المساواة أمام‬
‫الت تتمتع بها اإلدارة يف ممارسة‬
‫التكاليف العامة لتحقيق التوازن بي الحرية ي‬
‫نشاطها لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫ومن هذا المنظور تكون الدولة مسؤولة عن أعمال المحافظي عىل اعتبار أنها‬
‫الت أقرت نظام التحفيظ العقاري وألزمت كل من اختاره الخضوع‬
‫ه ي‬ ‫ي‬
‫الت أحدثت االجهزة المكلفة بتطبيق مقتضيات هذا النظام‬
‫وه ي‬‫لمقتضياته‪ ،‬ي‬
‫بالتاىل أن تتحمل النتائج السلبية‬
‫ي‬ ‫الت تعي المحافظي العقاريي‪ ،‬ويتعي‬
‫وه ي‬‫ي‬
‫الت تيتب عن كل ذلك‪.‬‬
‫ي‬
‫للقاض لتحديد‬
‫ي‬ ‫إال أن الرأي الراجح يف الفقه يذهب إىل إعطاء السلطة التقديرية‬
‫نوع المسؤولية حسب كل حالة عىل حدة عىل اعتبار أن الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ال يهتم بمشكل المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وإنما بتحديد مبدئها العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬موقف القضاء ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫القضان بالمغرب يف تفسي مقتضيات الفصل ‪ 19‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫ي‬ ‫لقد اختلف االجتهاد‬
‫اعتيت أن‬
‫المدن فهناك أحكام وقرارات ر‬
‫ي‬ ‫ومدى خضوع الدولة لقواعد القانون‬
‫ر‬
‫المشع ترك‬ ‫الفصل ‪ 19‬ال ينص عىل مبدأ المسؤولية الموضوعية لإلدارة وأن‬
‫قضان‪.‬‬
‫ي‬ ‫للقاض الذي ينظر يف الياعات اإلدارية إرساء المسؤولية عىل أساس‬
‫ي‬
‫غي أن بعض القرارات الحديثة الصادرة عن المجلس األعىل ذهبت إىل تأسيس‬
‫مسؤولية اإلدارة عىل أساس فكرة المخاطر بعيدا عن فكرة الخطأ‪ ،‬ومؤكدة أن‬
‫الت تتسبب فيها ولو لم ينسب إليها خطأ‪ ،‬ومن هذا‬
‫الدولة مسؤولة عن األضار ي‬
‫المنطلق يمكن مساءلة اإلدارة ومطالبتها بأداء تعويض لفائدة المترصر من السي‬
‫المعيب أو القرارات الخاطئة الصادرة عن إدارة المحافظة العقارية لسوء‬
‫اختيارها وانتقائها للمسؤولي عنها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤولية المالية للمحافظ العقاري‬


‫إن المحافظ العقاري عند قيامه بعمليات التحفيظ أو التقييد يعمد إىل قبض‬
‫‪14‬‬
‫يعتي محاسبا عموميا‬
‫ر‬ ‫موارد مالية خاصة بهذا الشأن‪ ،‬وهو بهذا الوصف‬
‫يخضع لمراقبة المجلس األعىل للحسابات فيما يخص المستندات المثبتة‬
‫والتقارير المتعلقة ربياءة ذمته‪ ،‬علما بأن عليه أن يرسل كل ثالثة أشهر لهذه‬
‫الت يقوم بها نتيجة‬
‫التييرية للمعامالت المالية ي‬
‫الهيئة القضائية المالية الوثائق ر‬
‫استخالص الواجبات الميتبة عن العمليات العقارية وفق التعريفة القانونية‪ .‬كما‬
‫يرسل عند نهاية كل سنة مالية حساب التسيي بمختلف مكوناته وحساباته‬
‫وه آجال قانونية عىل المحافظ أن يليم بها وهذا برصي ح الفصل ‪21‬‬
‫المختلفة ي‬

‫‪ 14‬ينص الفصل ‪ 23‬من ظهير ‪ 10‬شتنبر ‪ 1919‬المتعلق بالمجلس األعلى للحسابات على أنه " ينظر المجلس األعلى في حسابات‬
‫المحاسبين العموميين ويعد محاسبا عموميا بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات كل موظف أو عون مؤهل ألن يباشر باسم جهاز عام‬
‫عمليات قبض الموارد ودفع النفقات أو استعمال السندات إما بواسطة ‪"...‬‬

‫‪16‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫يىل ‪ " :‬يجب‬


‫من القانون المحدث للمجلس األعىل للحسابات الذي نص عىل ما ي‬
‫عموم بيانا عن تسييه‪ ،‬ويتعي عليه أن يقدم إىل المجلس‬
‫ي‬ ‫أن يقدم كل محاسب‬
‫األعىل للحسابات أو إىل الخازن العام يف حدود اختصاص هذا األخي حساب‬
‫الرئيس التابع له أو‬
‫ي‬ ‫تسييه‪ ،‬والمستندات المثبتة المتعلقة به بواسطة المحاسب‬
‫بواسطة رئيسه اإلداري األعىل"‪.15‬‬
‫كما أن الفصل األول من ظهي ‪ 2‬أبريل ‪ 1933‬المتعلق بمسؤولية المحاسبي‬
‫يىل ‪ " :‬باستثناء حالة القوة القاهرة أو بقرار صادر عن‬
‫العموميي ينص عىل ما ي‬
‫يعتي مسؤوال شخصيا وماليا‬
‫عموم ر‬
‫ي‬ ‫الوزير األول أو وزير المالية فكل محاسب‬
‫الت يف‬
‫الت توجد تحت حراسته وعن وضعية الحسابات ي‬
‫عن حفظ األموال ي‬
‫الت يتلقاها‬
‫عهدته" وهكذا فالمحافظ العقاري يعد مسؤوال عن حفظ األموال ي‬
‫بمناسبة العمليات العقارية حيث تثار مسؤوليته المالية كما الشخصية يف حالة‬
‫ما إذا أساء استعمال هذه األموال‪ ،‬باستثناء حالة وجود قوة قاهرة أو قرار صادر‬
‫عن الوزير األول أو وزير المالية إذ يعف يف هذه الحالة من المساءلة‪.‬‬

‫الثان ‪ :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ العقاري‬


‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الت ينفرد المحافظ بإصدارها‪ ،‬واالختصاصات‬
‫موازاة مع القرارات الهامة ي‬
‫الت يمارسها يتحمل المحافظ عىل األمالك العقارية مسؤولية جسيمة‪،‬‬
‫الواسعة ي‬
‫تتجاوز خطورتها المسؤولية العادية لغيه من الموظفي‪ ،‬فإضافة لمسؤوليته‬
‫المالية واإلدارية الت تحكمها القواعد العامة‪ ،‬أحاط ر‬
‫المشع المحافظ بمسؤولية‬ ‫ي‬

‫‪ -15‬الدكتور دمحم الحياني ‪ " :‬المحافظ العقاري بين متطلبات االختصاص واكراهات المسؤولية" الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪17‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫‪16‬‬
‫والت ال تتحقق إال بوجود الخطأ الجسيم أو التدليس‪ ،‬ووقوع الرصر‪،‬‬
‫ي‬ ‫شخصية‬
‫والعالقة السببية بي الخطأ والرصر‪.‬‬
‫و تتجاذب مسؤولية المحافظ العقاري نوعان من النصوص القانونية‪ ،‬نصوص‬
‫تندرج ضمن القواعد العامة متمثلة أساسا يف قانون االليامات والعقود وال سيما‬
‫الفصل ‪ 80‬من جهة‪ ،‬ونصوص القواعد الخاصة أي القانون العقاري من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ وفقا للمبادئ العامة‬


‫إذا ما استثنينا مسؤولية المحافظ عىل األمالك العقارية يف إطار الفصل ‪ 19‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع فإن أي خطأ يصدر عن المحافظ ويلحق ضرا بالمتعاملي معه يف هذا‬
‫اإلطار يعرضه للمسؤولية الشخصية حسب ما يستفاد من الفصل ‪ 80‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫المحال عليه بالفصل ‪ 3‬من القرار الوزيري الصادر يف ‪ 0‬يونيو ‪.191317‬‬
‫وبالرجوع للفصل ‪ 80‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نجده ينص عىل أن ‪" :‬مستخدموا‬
‫الدولة والبلديات مسؤولون شخصيا عن األضار الناتجة عن تدليسهم أو عن‬
‫األخطاء الجسيمة الواقعة منهم يف أداء وظائفهم وال تجوز مطالبة الدولة‬
‫والبلديات بسبب هذه األضار إال عند إعسار الموظفي المسؤولي عنها"‪.‬‬
‫المشع حرص مسؤولية المحافظ الشخصية يف‬‫من خالل هذا الفصل يتبي أن ر‬

‫الفرنس الذي فضل‬ ‫ر‬


‫للمشع‬ ‫حالة ارتكابه للتدليس أو أخطاء جسيمة‪ 18‬خالفا‬
‫ي‬

‫‪ -16‬عبد الكريم حيضرة ‪ " :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ على األمالك العقارية"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2003 ،60‬ص ‪.81‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ " : 3‬إن مسؤولية المحافظ ينظمها الفصالن ‪ 19‬و ‪ 80‬من ظهير ق‪.‬ل‪.‬ع باستثناء ما ورد في ظهير ‪ 12‬غشت ‪."1910‬‬
‫‪18‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي ال التدليس وال الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫أ‪ -‬نظم المشرع المغربي التدليس ضمن عيوب الرضا في الفصلين ‪ 32‬و ‪ 30‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وحسب الفقيه عبد الرزاق السنهوري ‪" :‬‬
‫التدليس هو إيقاع المتعاقد في غلط يدفعه إلى التعاقد"‪.‬‬
‫والتدليس بهذا التحديد يختلف عن الغش ألن التدليس إنما يكون أثناء تكوين العقد‪ ،‬أما الغش فقد يقع بعد تكوين العقد‪ ،‬أو يقع خارجا‬
‫عن دائرة العقد‪ ،‬كذلك يختلف التدليس المدني عن التدليس الجنائي وهو النصب ألن الطرق االحتيالية في النصب عنصر مستقل قائم‬

‫‪18‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الشخض وإنما ترك ذلك للفقه‬


‫ي‬ ‫عدم التدخل لتحديد معيار أو معايي الخطأ‬
‫والقضاء‪.‬‬
‫ينبغ أن يفهم بصفة عامة‬
‫ي‬ ‫وهكذا فالتدليس المنصوص عليه يف الفصل أعاله‬
‫كالت تنم عن سوء نية الموظف‬
‫ي‬ ‫حيث يضم مجموعة كبية من الترصفات‬
‫السء‪.‬‬
‫وقصده ي‬
‫إال أنه ال يمكن التطرق إىل التدليس يف مجال التحفيظ العقاري دون استحضار‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 60‬من ظهي ‪ 12‬غشت ‪ 1910‬المعدل والمتمم بمقتض‬
‫القانون رقم ‪ 10.01‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ .19‬والذي يثي إمكانية مساءلة‬
‫مرتكب التدليس شخصيا‪ ،‬لكن ما المقصود بمرتكب التدليس؟ أو بتعبي آخر‬
‫هل التدليس المنصوص عليه يف الفصل ‪ 60‬يتعلق بالمحافظ العقاري أم يهم‬
‫فقط المستفيد من عملية التحفيظ؟‪.‬‬
‫بالنسبة للبعض فاألمر يقترص فقط عىل المستفيد من تأسيس الرسم العقاري‬
‫يعتي مناط مسؤولية هذا األخي‬
‫وبالتاىل فإن التدليس الذي ر‬
‫ي‬ ‫وليس المحافظ‬
‫يجب إثباته يف إطار الفصل ‪ 80‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وليس يف إطار الفصل ‪ 60‬من قانون‬
‫التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫أما البعض اآلخر فيى أن التدليس الذي ييتب عنه مسؤولية المحافظ‬
‫يعىط الحق للمترصر يف رفع دعوى التعويض ضد مرتكب التدليس‬
‫ي‬ ‫الشخصية‪،‬‬
‫بذاته‪ ،‬وتكون عادة أشد جسامة من الطرق االحتيالية المستعملة في التدليس المدني‪ ،‬وفي الحقيقة فالتدليس المشار إليه ضمن الفصل‬
‫‪ 80‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يجب أن يؤخذ في مدلوله العام‪ ،‬حيث يتضمن التدليس المدني والتدليس الجنائي والغش على حد سواء‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإذا كان المشرع قد أشار إلى الخطأ الجسيم في عدة نصوص تشريعية فهو لم يوضح ماهيته‪ ،‬وحسب جانب من الفقه‪ ،‬الخطأ‬
‫الجسيم هو االبتعاد كثيرا عن السلوك المطلوب من الرجل العادي المتواجد في نفس الظروف‪ ،‬أو هو رد الفعل الذي ال يصدر إال عن‬
‫إنسان بليد ال يأبه باألخطار المستحدثة‪.‬‬
‫دمحم كشبور‪ " ،‬التطهير الناتج عن تحفيظ العقار" مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 32‬و ‪.30‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 60‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي " ال يمكن إقامة أي دعوى في العقار بسبب حق وقع اإلضرار به من جراء‬
‫تحفيظ‪.‬‬
‫‪.‬يمك ن للمتضررين في حالة التدليس فقط أن يقيموا على مرتكب التدليس دعوى شخصية بأداء تعويضات ‪.‬في حالة إعسار المدلس تؤدى‬
‫التعويضات من صندوق التأمينات المحدث بمقتضى الفصل ‪ 100‬من هذا القانون‪".‬‬

‫‪19‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫والذي يكون المحافظ العقاري‪ ،‬ولعل مرد هذه التفسيات المتناقضة لهذا‬
‫ر‬
‫المشع لم يفصح ضاحة عن مرتكب التدليس داخل‬ ‫الفصل يكمن يف كون‬
‫النص‪.‬‬
‫وهكذا يستنتج مما سبق أن أي عمل يأتيه المحافظ وهو يؤدي مهام وظيفته‬
‫يعتي عمال باطال وتنتج عنه مسؤولية المحافظ‪.‬‬
‫يثبت فيه التدليس‪ ،‬ر‬
‫أما بالنسبة للخطأ الجسيم فهو خطأ ال يقوم عىل أساس التدليس ولكنه يتعدى‬
‫من حيث خطورته الخطأ العادي الذي يمكن توقعه من أي موظف‪ ،‬كأن يقوم‬
‫طالت التحفيظ حي اتخاذه لقرار تأسيس الرسم‬
‫المحافظ بإغفال ذكر اسم أحد ر ي‬
‫العقاري بمطلب التحفيظ وبالوثائق المؤيدة لمطلبهم أو تأسيس رسم عقاري‬
‫مخالف للعقار المطلوب تحفيظه‪.20‬‬
‫الت يرتكبها‬
‫لكن يالحظ أنه من الصعوبة بمكان تحديد األخطاء الجسيمة ي‬
‫المحافظ العقاري وتثي مسؤوليته الشخصية‪ ،‬كما أنه من الصعب التميي بي‬
‫األخطاء الشخصية والمصلحية من الناحية العملية‪ ،‬باإلضافة إىل أن الخطأ‬
‫شخض يثي مسؤولية المحافظ‬
‫ي‬ ‫المصلح قد يفقد طبيعته ويتحول إىل خطأ‬
‫ي‬
‫الت يقوم بها متشعبة وكثية‪ ،‬وهكذا يبف القضاء‬
‫الشخصية‪ ،‬خاصة وأن المهام ي‬
‫هو المختص الوحيد يف تقدير هذه األخطاء وذلك حسب ظروف كل قضية‪.‬‬
‫الت يمكن رفعها عىل الدولة لمطالبتها‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن دعوى التعويض ي‬
‫بالتعويض عن األضار الناجمة عن تدليس المحافظ أو خطئه الجسيم تأخذ‬
‫طابع الدعوى االحتياطية‪ ،‬بمعت أن ممارستها ال تكون إال بعد أن يالحق‬

‫‪ - 20‬دمحم خيري ‪ " :‬مسؤولية المحافظين العقاريين وصندوق التأمين وصعوبات تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهتهم" رسالة‬
‫المحاماة‪ ،‬مجلة تصدرها هيئة المحامين بالرباط‪ ،‬العدد ‪ ،29‬ص ‪.08‬‬

‫‪20‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫المحافظ المسؤول بواسطة دعوى أصلية‪ ،‬ويتم إثبات إعساره‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫الرجوع عىل الدولة طبقا لما هو منصوص عليه يف الفصل ‪ 80‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫لظهي التحفيظ‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسؤولية المحافظ الشخصية وفقا‬
‫العقاري‬
‫تعرض ظهي التحفيظ العقاري إىل مسؤولية المحافظ العقاري الشخصية من‬
‫خالل عدة نصوص تركز عىل هذه المسؤولية‪ 21‬ومن بي هذه النصوص الفصل‬
‫(ثان)‬
‫‪( 12‬أوال) والفصل ‪ 91‬ي‬

‫أوال ‪ :‬مسؤولية المحافظ الشخصية يف إطار الفصل ‪ 27‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬

‫‪ -21‬تأصيل مسؤولية المحافظ العقاري في قانون ‪ 12‬غشت ‪: 1910‬‬


‫‪ -1‬المادة ‪" " : 60‬ال يمكن إقامة أي دعوى في العقار بسبب حق وقع اإلضرار به من جراء تحفيظ ‪.‬‬
‫يمكن للمتضررين في حالة التدليس فقط أن يقيموا على مرتكب التدليس دعوى شخصية بأداء تعويضات ‪.‬‬
‫في حالة إعسار المدلس تؤدى التعويضات من صندوق التأمينات المحدث بمقتضى الفصل ‪ 100‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪." : 12‬يتحقق المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬تحت مسؤوليته‪ ،‬من هوية المفوت وأهليته وكذا من صحة الوثائق المدلى بها تأييدا‬
‫للطلب شكال وجوهرا‪" .‬‬
‫‪ -0‬المادة ‪ " : 10‬يجب على المحافظ على األمالك العقارية أن يتحقق من أن التقييد موضوع الطلب ال يتعارض مع البيانات المضمنة بالرسم‬
‫العقاري ومقتضيات هذا القانون وأن الوثائق المدلى بها تجيز التقييد ‪" .‬‬
‫‪ -0‬المادة ‪." : 96‬يجب على المحافظ على األمالك العقارية في جميع الحاالت التي يرفض فيها تقييد حق عيني أو التشطيب عليه أن يعلل قراره‬
‫ويبلغه للمعني باألمر‪."..‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪." : 90‬يجب على المحافظ على األمالك العقارية أن يتحقق من أن التشطيب موضوع الطلب ال يتعارض مع البيانات المضمنة بالرسم‬
‫العقاري ومقتضيات هذا القانون وأن الوثائق المدلى بها تجيز التشطيب"‬
‫‪6‬ـ مسؤولية المحافظ طبقا للقرار الوزيري ‪ 0‬يونيو ‪:1913‬‬
‫المادة ‪ "29 :‬إذا وقعت إغفاالت أو أغالط أو مخالفات في الرسم العقاري أو في التقييدات الالحقة المضمنة به فلألطراف الحق في‬
‫المطالبة بتصحيحها‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك فإن المحافظ يمكنه دائما أن يصحح تلقائيا المخالفات واإلغفاالت واألغالط التي يشاهدها في الرسوم أو تترتب عن‬
‫الوثائق‪"...‬‬
‫المادة ‪" : 00‬إذا رفض المحافظ القيام بالتصحيحات المطالب بها أو لم يقبل األطراف التصحيحات المنجزة فإن المحكمة تبت في‬
‫األمر بحكم تصدره غرفة المشورة"‪.‬‬
‫‪ -‬تأصيل مسؤولية المحافظ في القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 0‬يونيو ‪ 1913‬المتعلق بتنظيم مصلحة المحافظة ‪:‬‬
‫المادة ‪ " : 3‬إن مسؤولية المحافظ ينظمها الفصالن ‪ 19‬و ‪ 80‬من ظهير ق‪.‬ل‪.‬ع باستثناء ما ورد في ظهير ‪ 12‬غشت ‪."1910‬‬
‫المادة ‪ " : 8‬الكفالة المالية تبقى في خدمة مسؤولية المحافظ الناتجة عن األخطاء واإلغفاالت وكضمانة للتعويضات التي يمكن أن‬
‫يطالب بها ‪."...‬‬
‫المادة ‪ " : 18‬كل محافظ ينوب عنه مساعد حال غيابه أو انقطاعه عن العمل ‪ ..‬المحافظ المساعد مسؤول عن أعماله وقراراته في‬
‫نفس ظروف المحافظ"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫من خالل مقتضيات الفصل ‪ 12‬من ظهي التحفيظ العقاري فإنه يجب عىل‬
‫المحافظ أن يتحقق من أهلية المفوت وهويته (أ) ومن صحة الوثائق المدىل بها‬
‫تأييدا لطلب التقييد (ب)‪.‬‬
‫أ‪ :‬تحقق المحافظ من أهلية المفوت وهويته‪.‬‬

‫المغرن من خالل مقتضيات الفقرة األوىل من الفصل ‪ 12‬من‬ ‫ألزم ر‬


‫المشع‬
‫ري‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ .‬كما عدل بالقانون رقم ‪ ،2210.01‬من التحقق من هوية وأهلية‬
‫المفوت وذلك حرصا عىل استقرار المعامالت العقارية وتالفيا ألي غش وتزوير‬
‫قانون صحيح‪ ،‬فيقوم المحافظ عىل األمالك العقارية‬ ‫ي‬ ‫أو تقييد حق بدون سند‬
‫بمراقبة دقيقة للبيانات الواردة يف الرسم العقاري المتعلقة بالشخص المفوت‬
‫ومقارنتها بالبيانات الواردة يف طلب التقييد الجديد‪ ،‬ومالحظة ما إذا كانت هذه‬
‫البيانات تنطبق عىل نفس الشخص المفوت أم ال من خالل التأكد من صحة‬
‫العائىل وتاري خ االزدياد ورقم البطاقة الوطنية وصحة‬
‫ي‬ ‫شخض واالسم‬
‫ي‬ ‫االسم ال‬
‫التوقيع‪. ...‬‬
‫المغرن‬ ‫ويظهر من خالل مقتضيات الفصل ‪ 12‬المذكور أعاله أن ر‬
‫المشع‬
‫ري‬
‫يتحدث عن التحقق من هوية وأهلية المفوت ولعل السبب يف ذلك يعود إىل أن‬
‫المفوت هو الذي سيفقد حقوقه المقيدة يف الرسم العقاري فيتعي أن يكون‬
‫برضاه‪ ،‬وأن يكون مؤهال للتعبي عن هذا الرضا وأن يكون هو صاحب الحق‬
‫قانون‬
‫ي‬ ‫المقيد يف الرسم العقاري تالفيا إلبدال شخص محل آخر بدون سند‬
‫صحيح وبالرغم من هذه المراقبة فقد يحصل أن تقدم إىل المحافظ أحيانا عقود‬
‫عرفية مصادق عىل توقيعها لكن األسماء الواردة يف العقد تختلف عن تلك‬
‫المشار إليها يف اإلجراء المتعلق بالمصادقة عىل اإلمضاء ما يجعل هوية المتعاقد‬
‫غي ثابتة فيضطر المحافظ عىل األمالك العقارية إىل رفض تقييد هذا العقد‪.‬‬

‫غي أن هذه الرقابة ال تعدو أن تكون سطحية تقترص عىل مقارنة البيانات الواردة‬
‫وف هذا‬
‫يف الرسم العقاري مع نظيتها الواردة يف المستندات المدىل بها للتقييد‪ ،‬ي‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل على ما يلــي‪ " :‬يتحقق المحافظ على األمالك العقارية تحت مسؤوليته من هوية المفوت وأهليته ‪." ..‬‬

‫‪22‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الصدد جاء يف قرار لمحكمة اإلستئناف بالرباط‪ ،23‬بأن المحافظ ال يمكنه‬


‫الت تطرأ عىل األهلية‪ ،‬إال من خالل ما يقدم له من وثائق‬
‫الوقوف عىل التغييات ي‬
‫وال تمتد صالحيته إىل مراقبة الظروف الخارجية غي المرصح بها من طرف‬
‫طالب التقييد نفسه إذا كانت تؤدي إىل عيب يف أهلية هذا األخي‪.‬‬

‫الت ال تسعف المحافظ يف تحقيق الرقابة‪ ،‬عدم‬‫ولعل من بي ابرز اإلكراهات ي‬


‫وجود انسجام بي مقتضيات الحالة المدنية وما هو مدون بالرسم العقاري ذلك‬
‫أنه يف كثي من الحاالت يكون الشخص المقيد بالرسم العقاري متوف وفق حالته‬
‫المدنية‪ ،‬وحيا وفق ما هو مدون بالرسم العقاري‪ ،‬كما قد يتم الحكم بتحجي‬
‫القضان وما هو مدرج بالرسم‬
‫ي‬ ‫المالك المقيد دون خلق انسجام بي الحكم‬
‫العقاري‪ ،‬كما قد يحدث عدم االنسجام أحيانا بي ما هو مدون بالرسم العقاري‬
‫وما هو مدون بالسجل التجاري‪ ،‬إذ قد تكون رشكة ما يف وضعية تسوية أو‬
‫تصفية قضائية ويتم تقييدها يف السجل التجاري وال يشار إىل ذلك يف السجل‬
‫العقاري‪.‬‬

‫عموما وإن كان المحافظ مسؤول شخصيا عن مراقبة هوية وأهلية األطراف فإن‬
‫ينبغ تجاوزها بوضع ضوابط لخلق انسجام بي‬‫ي‬ ‫هذه الرقابة تعيضها إكراهات‪،‬‬
‫ما هو مدون بالسجل التجاري والسجل العقاري‪ ،‬وسجالت الحالة المدنية مع‬
‫هذا األخي‪.‬‬

‫وإذا كان المحافظ عىل األمالك العقارية يتحمل المسؤولية الشخصية عن‬
‫األضار الناتجة عن إهماله وتقصيه يف التحقق من أهلية المفوت‪ ،‬فإنه ال يمكن‬
‫االحتجاج ضد الغي إال بما هو منصوص عليه بالرسم ولو كان مخالفا للواقع‪.‬‬

‫بل يبف فقط للمترصر مطالبة المحافظ بالتعويض عن الرصر الناتج إذا تبي‬
‫تقصي وإهمال المحافظ فيما كلف به من التحقق من أهلية وهوية المفوت‪.‬‬
‫ب‪ :‬تحقق المحافظ من صحة الوثائق المؤيدة لطلب التقييد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1010‬بتاريخ ‪ – 1910/06/19‬أورده ادريس الفاخوري في كتابه الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغرب – م‪ .‬النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬ط‪ 2018/‬ص‪.298 :‬‬

‫‪23‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫حسب مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 12‬من ظهي التحفيظ العقاري فإن‬
‫المحافظ عىل األمالك العقارية ملزم بالتحقق من صحة الوثائق المقدمة له‬
‫بمقتض طلب التقييد من حيث الشكل ومن حيث الجوهر‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫بوثائق عرفية‪ ،‬أو رسمية أو أحكام قضائية‪.‬‬

‫فإذا تعلق األمر بالوثائق العرفية فإن المحافظ عىل األمالك العقارية يراقب‬
‫توقيعات األطراف والسلطة المصادقة وتاري خ المصادقة وواقعة التسجيل لدى‬
‫‪24‬‬
‫األصىل إذ أن المحافظ عىل‬
‫ي‬ ‫بالعقد‬ ‫اإلدالء‬ ‫ويتعي‬ ‫‪.‬‬ ‫والتمي‬
‫ر‬ ‫إدارة التسجيل‬
‫األمالك العقارية يرفض صورة العقد المصححة اإلمضاء لتدعيم طلب التقييد‪.‬‬

‫كما يتعي عىل المحافظ عىل األمالك العقارية أن يتأكد من أن الوثيقة العرفية‬
‫تتوفر عىل جميع الوثائق الالزمة وأن العقد صحيح من الناحية القانونية‪ ،‬ودقيق‬
‫يف تحديد معطيات التعاقد حيث يمكن تعريف بهوية األطراف وبيان أهلية‬
‫المفوت وتحديد نوع العقار ومساحته والمراجع العقارية وأن تتطابق‬
‫المقتضيات المتعلقة بالمفوت مع تلك الموجودة بالرسم العقاري‪.‬‬

‫وتعتي المحررات العرفية يف غالب األحيان مصدرا لزعزعة االستقرار يف‬


‫ر‬
‫المعامالت العقارية إذ يتم تحريرها بطريقة معيبة وتفتقد إىل أدن رشوط الدقة‬
‫أكي يقظة وحذرا‬‫والوضوح األمر الذي يجعل المحافظ عىل األمالك العقارية ى‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫تجهها ولذلك قرر المشع يف خطوة شجاعة استبعاد المحررات العرفية ي‬
‫يحررها الكتاب العموميون أو األشخاص فيما بينهم من نطاق الترصفات العقارية‬
‫وذلك بمقتض المادة ‪ 0‬من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬

‫وتبدأ رقابة المحافظ للوثائق الرسمية بطلب التقييد حيث تنصب عىل مراقبة‬
‫ان ومطابقة البيانات‬
‫النوع والي ر ي‬
‫ي‬ ‫الجهة المختصة بتحريرها ومدى اختصاصها‬
‫المتعلقة بالعقار من حيث مساحته ومراجعه فمراقبة المحافظ للوثائق الرسمية‬
‫تتم أيضا من خالل الشكل والجوهر‪ ،‬إذ ال تعفيه رسميتها من مسؤوليته‬
‫الت قد تطالها ومراقبة المحافظ للوثائق يف إطار الفصل‬
‫الشخصية عن األخطاء ي‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬طبقا لما ورد في المادة ‪ 10‬من قانون المالية لسنة ‪ 2000‬الذي ينص على أن‪ " :‬بصرف النظر عن كل األحكام المخلفة ال يمكن للمحافظ على‬
‫األمالك العقارية والرهون أن يستلم قصد القيام بإجراء التحفيظ عقدا خاضعا إجباريا للتسجيل ما لم يتم تسجيله مسبقا "‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫‪ 12‬تنسحب أيضا عىل األحكام القضائية‪ ،‬ألن صيغة الفصل المذكور جاءت‬
‫عامة‪ ،‬فيتحقق من مدى انطباق المراجع العقارية المذكورة يف الحكم عىل العقار‬
‫الذي قدم يف شأنه طلب تطبيق األحكام القضائية والمقارنة بي بيانات‬
‫االشخاص المذكورين يف الحكم مع بياناتهم المذكورة يف الرسم العقاري ومراقبة‬
‫تمتع الحكم بالصيغة التنفيذية ومن شهادة عدم الطعن باالستئناف والنقض إن‬
‫وجدت ومن واقعة تبليغ أطراف الحكم‪ ،‬إذ يجب اإلشارة إىل المبلغ إليه يف‬
‫شهادة عدم الطعن باالستئناف أو النقض وأن تكون هذه الشهادة موقعة من‬
‫كتابة الضبط وتحمل خاتم المحكمة واسم الموقع عليها‪ ،‬وإذا الحظ المحافظ‬
‫عىل األمالك العقارية خلل يف شكلية الحكم فإنه ال يمكن له تقييده‪.‬‬

‫غي أن التساؤل يثار حول صالحية المحافظ لمراقبة شواهد التبليغ و يف هذا‬
‫الصدد يرى األستاذ دمحم خيي " أنه ليس من صالحية المحافظ العقاري‬
‫مراقبتها ألن مسألة المراقبة تدخل يف سلطات كتابة الضبط"‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫لكن رغم وجاهة هذا الرأي إال أن الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بمكناس‬
‫اعتي المحافظ مسؤول عن مراقبة شواهد التبليغ إذ جاء فيه‪ ... " :‬وبذلك‬
‫ر‬
‫وقعت المحافظة العقارية يف خطأ تجىل يف اعتبارها للشهادة المدىل بها بعدم‬
‫ينته بعد"‪.‬‬
‫ي‬ ‫الطعن رغم أن أجل الطعن لم‬
‫تنف وجود‬
‫كما أن القول بصالحية المحافظ العقاري لمراقبة األحكام جوهرا‪ ،‬ال ي‬
‫جانب من الفقه يؤكد عىل أن مراقبة المحافظ للوثائق المدىل بها ال تشمل‬
‫األحكام القضائية‪.‬‬

‫وعليه فالقراءة السليمة للفصل ‪ 12‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع تفيد بأن عملية التقييد أو‬
‫قضان ال تتم إال بتحقق المحافظ من صحتها شكال‬‫ي‬ ‫التشطيب بناء عىل حكم‬
‫وجوهرا ‪ .‬وهو نفس التوجه الذي حاول قضاء محكمة النقض تكريسه من خالل‬
‫‪26‬‬
‫يىل‪ " :‬إال أنه يف الوضعية‬
‫ي‬ ‫ما‬ ‫فت‬
‫ي‬ ‫جاء‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫حيثيات القرار عدد ‪1021‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬ملف عدد ‪ 00/10/2002‬غ رقم ‪ 20/2000/0‬غ بتاريخ ‪ ،06/02/2000‬أورده ادريس الفاخوري في مقاله "‬
‫مسؤولية المحافظ على األمالك العقارية " بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 2011‬المنشور في موقع " مركز ادريس الفاخوري للدراسات العقارية بوجدة "‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 6‬يوليوز ‪ – 2000‬أورده ادريس الفاخوري في مقاله " مسؤولية المحافظ على األمالك العقارية "‬
‫بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 2011‬المنشور في موقع " مركز ادريس الفاخوري للدراسات العقارية بوجدة "‬

‫‪25‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الحالية للياع فإن المحافظ يتمسك يف دفوعه ومستنتجاته بأن الحكم‬


‫غي قابل للتقييد عىل الرسم العقاري لوجود صعوبات مادية‬
‫المذكور ر‬
‫وقانونية تحول دون ذلك حددها بكل دقة وتفصيل يف جوابه عن المقال"‪.‬‬
‫وهذا القرار يشي إىل خصوصية تنفيذ األحكام عن طريق التقييد أو التشطيب‪،‬‬
‫القضان من زاويتي‪ ،‬زاوية ضورة تنفيذه لما يتمتع‬
‫ي‬ ‫فالمحافظ يتعامل مع الحكم‬
‫به من قوة ملزمة‪ ،‬وزاوية ضورة إخضاعه للمراقبة باعتباره سندا مؤيدا لطلب‬
‫التقييد أو التشطيب يتحمل المحافظ يف حالة قبول هذا الطلب المسؤولية‬
‫الشخصية عن فساد أو بطالن ما ضمن بالرسم العقاري من تقييد أو تشطيب ‪.‬‬
‫إىل جانب حرص المحافظ عىل األمالك العقارية عىل مراقبة صحة الوثائق‬
‫المدىل بها تدعيما لطلب التقييد والتحقق من هوية وأهلية المفوت تطبيقا‬
‫للفصل ‪ 12‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع تحت هاجس مسؤوليته الشخصية‪ ،‬فإنه ملزم كذلك‬
‫باحيام مقتضيات الفصل ‪ 91‬من نفس القانون وهذا ماسنتناوله يف الفقرة‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المحافظ الشخصية يف إطار الفصل ‪ 72‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫حاول ر‬
‫المغرن يف الفصل ‪ 91‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع تعداد األخطاء ي‬
‫الت يحاسب‬ ‫ري‬ ‫المشع‬
‫وه ‪:‬‬
‫عليها المحافظ شخصيا ويسأل عن الرصر الناتج عنها ‪ ،‬ي‬
‫احتياط أو تشطيب‬
‫ي‬ ‫أ‪ -‬إغفال التضمي بسجالته لكل تقييد أو بيان أو تقييد‬
‫طلب منه بصفة قانونية؛‬
‫ب ‪ -‬إغفال التضمي بالشهادات أو نظائر الرسوم العقارية المسلمة والموقعة من‬
‫احتياط أو تشطيب مضمن بالرسم العقاري؛‬
‫ي‬ ‫طرفه لكل تقييد أو بيان أو تقييد‬
‫احتياط‬
‫ي‬ ‫ج ‪ -‬فساد أو بطالن ما ضمن بالرسم العقاري من تقييد أو بيان أو تقييد‬
‫أو تشطيب ما عدا االستثناء المذكور يف الفصل‪.10‬‬

‫‪26‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫والكل مع مراعاة مقتضيات الفصلي ‪ 19‬و‪ 80‬من قانون االليامات والعقود‪.‬‬


‫وه ‪:‬‬
‫من خالل استقراء هذا الفصل يتبي أنه يتضمن ثالث صور للخطأ ي‬
‫أ‪ -‬اإلغفال الذي يشوب ما ضمن بالسجالت العقارية‬
‫تعكس السجالت العقارية الوضعية الحقيقية للعقار‪ ،‬حيث تمكن من التعامل‬
‫باطمئنان عىل ضوء ما تتضمنه‪ ،‬إذ ال بد من تسجيل كل الحقوق العينية‬
‫والتكاليف العقارية المتعلقة بهذا العقار‪ ،‬وييتب عن ذلك اعياف بهذه الحقوق‬
‫والتكاليف بي األطراف واتجاه الغي‪.‬‬
‫إن للتسجيل أهمية بالغة‪ ،‬حيث يصبح هو مصدر الحق‪ ،‬فألطراف يتعاقدون‬
‫فيما بينهم عىل أساسه دون الرجوع إىل الوثائق والرسوم المودعة تدعيما الطلب‬
‫التسجيل‪ ،‬فالمحافظ بعد دراسته الدقيقة لهذه الوثائق يستخلص منها بيانات‬
‫‪27‬‬
‫وبالتاىل فأي إغفال من طرف المحافظ أثناء‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ويمض عليها‬
‫ي‬ ‫موجزة يؤرخها‬
‫الت يقوم عليها نظام‬
‫عملية التسجيل إال ويعد تهديدا للدعائم األساسية ي‬
‫التحفيظ العقاري برمته‪ ،‬وال شك أن مثل هذا التقصي هو عىل قدر كبي من‬
‫التحىل‬ ‫ر‬
‫المشع المحافظ ضاحة المسؤولية‪ ،‬لذى عليه‬ ‫الجسامة‪ ،‬لهذا حمل‬
‫ي‬
‫بأكي قدر من الحرص عند قيامه بنقل ملخص العمليات المنجزة يف الرسم‬ ‫ر‬
‫العقاري دون إهمال أو تقصي‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إىل أن إغفال المحافظ نقل ملخص عملية السجالت العقارية أمر‬
‫نادر وصعب التحقيق عمليا غي أن هذا اإلغفال قد ال يكون كليا يطال العملية‬
‫برمتها ولكن جزئيا فقط‪ ،‬كأن يتم نقل الرهن إىل الرسم العقاري لكن مع إغفال‬
‫رشط من ر‬
‫الشوط الواردة يف عقد الرهن وهو األمر الذي يمكن رده باألساس إىل‬
‫‪27‬‬
‫في هذا اإلطار ينص الفصل ‪ 13‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع على ما يلي ‪ " :‬ينجز كل تقييد بالرسم العقاري ببيانات موجزة ويؤرخ هذا التقييد ويوقع‬
‫من طرف المحافظ على األمالك العقارية تحت طائلة البطالن"‪..‬‬

‫‪27‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫سببي رئيسيي‪ ،‬األول يرجع إىل ى‬


‫كية المعامالت الواردة عىل المحافظة‪،‬‬
‫الت تعرف نشاطا مهما وهذا ما يجعل من الرقابة عملية‬
‫خصوصا منها تلك ي‬
‫شكلية وروتينية ى‬
‫أكي منها موضوعية‪ ،‬وهذا السبب وإن كان يسهم فإنه ال يقيم‬
‫العذر للمحافظ الذي عليه من باب أوىل تنظيم أولوياته‪ ،‬وإبداء االهتمام لما قد‬
‫الثان هو اعتماد‬
‫ي‬ ‫يثي مسؤوليته ويؤثر يف الوضعية القانونية للعقار‪ ،‬أما السبب‬
‫المطبوعات ربما بنية تسهيل العمل هذه األخية ال يت تتضمن البيانات األساسية‬
‫الت تتكرر يف نفس العقد مع تغيي يف العناض المتغية كاألسماء والمساحة ورقم‬
‫ي‬
‫الرسم ‪ ...‬لكن قد يتم تجاهل حاالت خاصة تطرحها بعض العقود المتضمنة‬
‫لمقتضيات إضافية لم ر‬
‫يش إليها المطبوع مما يجعله غي كاف لنقل‬
‫الترصف بجميع عناضه‪ ،‬هنا رييز دور المحافظ يف مراقبة الترصف ومدى توفره‬
‫عىل عناض إضافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إغفال التقييد يف الشهادات أو نظائر الرسوم العقارية‬
‫تعتي الشهادات ونظائر الرسوم العقاري من الوسائل األساسية الموضوعة رهن‬
‫ر‬
‫إشارة العموم لالطالع عىل الوضعية المادية والقانونية للعقارات قبل إبرام أي‬
‫ترصف بشأنها‪ ،‬فإن لم تكن هذه الوثائق صحيحة تعكس كل ما هو مدون‬
‫بالسجالت العقارية‪ ،‬فإن هذه السجالت تفقد كل فعاليتها وجدواها‪ ،‬والذي‬
‫الت تصل إىل المتعاملي مع‬ ‫ر‬
‫يهدف المشع إليه هو أن تكون المعلومات ي‬
‫أكي قدر من الدقة وإال فإن عدم كونها كذلك سيحمل‬
‫المحافظة العقارية عىل ر‬
‫تهديدا الستقرار المعامالت‪.‬‬
‫ج‪ -‬فساد وبطالن ما ضمن بالكناش العقاري‬

‫‪28‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫المحافظ مسؤول شخصيا عن هذا الخطأ‪ ،‬إذ يقع عىل كاهله التحقق من أن‬
‫العملية المطلوب القيام بها سواء كانت تقييدا أو تشطيبا‪ ،‬ال تتعارض ال مع ما‬
‫هو مضمن بالسجل العقاري‪ ،‬وال مع مقتضيات ظهي التحفيظ العقاري‪.28‬‬
‫كما أن المحافظ مطالب أيضا بأن يتحقق من هوية المفوت ومن أهليته وكذا‬
‫من صحة السندات والوثائق المدىل بها شكال وجوهرا‪ 29‬تأييدا لمطلب التقييد أو‬
‫التشطيب‪.‬‬
‫وبذلك لم يعد بإمكان المحافظ االقتصار عىل مراقبة توفر البيانات ر‬
‫والشوط‬
‫الت نص عليها نظام التحفيظ العقاري فحسب‪ ،‬بل هو ملزم أيضا بأن يتأكد من‬
‫ي‬
‫أن السند ال يتعارض مع أحكام القانون بصفة عامة‪ ،‬كما أنه ملزم أيضا‬
‫بمراعاة ما تتضمنه المنشورات والدوريات من أحكام وتوجيهات‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫القضان‪.‬‬
‫ي‬ ‫وجوب إلمامه باالجتهاد‬
‫ونظرا لثقل المسؤولية الملقاة عىل عاتق المحافظ عمد ر‬
‫المشع للتخفيف من‬
‫حدة المسؤولية الشخصية للمحافظ بحيث اتجه نحو تقليص الحاالت‬
‫المنصوص عليها يف الفصل ‪ ،91‬وذلك نتيجة ما ورد يف الفصل ‪ 29‬من القرار‬
‫الوزيري المؤرخ يف ‪ 0‬يونيو ‪ ،1913‬حيث لطف من شدة المسؤولية الملقاة عىل‬
‫الت‬
‫المحافظ طبقا للفصل ‪ 91‬ومكن المحافظ من تصحيح األخطاء المادية ي‬
‫تقع يف بيانات السجل العقاري إما تلقائيا أو بناء عىل طلب من األطراف‪.‬‬
‫ويثار االنتباه بأن إمكانية المحافظ من أجل تصحيح األخطاء تبف محدودة وال‬
‫يمكن القيام بها إال إذا كان اإلغفال أو اإلخالل ناتجا عن خطأ مادي ضف‪ ،‬أما‬

‫‪ -28‬الفصالن ‪ 10‬و ‪ 90‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬


‫‪ -29‬الفصل ‪ 12‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الت تمس جوهر الحق فال سبيل إىل تصحيحها لدى المحافظ بل يتعي‬
‫األخطاء ي‬
‫عىل األطراف اللجوء للمحكمة المختصة بالنظر يف الموضوع‪.‬‬
‫ولقد فتح ر‬
‫المشع إمكانية الطعن يف قرارات المحافظ يف حالة امتنع عن القيام‬
‫بالتصحيح المطلوب حيث نص الفصل ‪ 00‬من القرار الوزيري ‪ 0‬يونيو ‪1913‬‬
‫عىل أنه إذا رفض المحافظ القيام بالتصحيح أو التغيي المطلوب أو إذا رفض‬
‫األطراف التصحيح الذي تم إجراؤه من طرف المحافظ فيجع االختصاص‬
‫الت تبث فيه بناء عىل حكم صادر عن غرفة‬
‫للنظر يف هذا الياع إىل المحكمة ي‬
‫المشورة‪.30‬‬

‫‪ -30‬ينص الفصل ‪ 03‬من القرار الوزيري ‪ 0‬يونيو ‪ 9791‬على ما يلي ‪ " :‬إذا رفض المحافظ القيام بالتصحيحات المطالب بها أو لم‬
‫يقبل األطراف التصحيحات المنجزة فإن المحكمة تبت في األمر بحكم تصدره غرفة المشورة "‬

‫‪30‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫خ ــاتمة‬

‫الت يتخذها المحافظ عىل األمالك‬ ‫بعد هذه الدراسة الوجية لكل من القرارات ي‬
‫والت ال تخرج عن ثالث قرارات أساسية‪ ،‬قرار‬
‫العقارية بشأن مطلب التحفيظ ي‬
‫التحفيظ وقراري الرفض واإللغاء‪ .‬ومسؤوليته ي‬
‫الت تارة مرفقية وتارة شخصية‪،‬‬
‫الت ينفرد بها‪،‬‬
‫يمكن القول أنه وموازاة مع هذه االختصاصات والقرارات المهمة ي‬
‫يتحمل يف مقابل ذلك مسؤولية خطية ال توازي ها مسؤولية أي موظف آخر‬
‫ناتجة بالدرجة األوىل عن طبيعة عمله وجسامة مهمته‪.‬‬
‫فالمحافظ مسؤول شخصيا عن قراراته بالتحفيظ أو التقييد أو التشطيب‪ ،‬كما‬
‫عموم‪.‬‬
‫ي‬ ‫عموم وكموظف‬ ‫ي‬ ‫انه مسؤول كمحاسب‬
‫ساس يف تفعيل نظام التحفيظ‪ ،‬فإن‬
‫ي‬ ‫إال أنه وبالرغم من كون المحافظ فاعل أ‬
‫ينف تعاون مجموعة من المؤسسات نص عليها القانون لتفعيل‬‫هذا الدور ال ي‬
‫هذا النظام‪ ،‬ومن أهمها مصلحة المسح العقاري‪ ،‬والقضاء والسلطات المحلية‬
‫ومحررو العقود‪...‬إلخ‪ ،‬ولذلك البد من تشطي المسؤولية عىل جميع هذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫وف الختام نؤكد عىل الدور الريادي للمحافظي العقاريي يف تثبيت حق الملكية‬
‫ي‬
‫المحم دستوريا ببالدنا منذ ما يقارب نصف قرن من الزمن‪ ،‬وبمقتض‬
‫ي‬ ‫العقارية‬
‫ظهي التحفيظ العقاري مند قرن من الزمن‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الئ ـ ــحة المراج ــع‬

‫المغرن مطبعة‬ ‫خيي‪ :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري ف ر‬


‫التشي ع‬ ‫دمحم ر‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫المعارف الجديدة ‪2018/‬‬
‫ادريس الفاخوري‪ :‬الوسيط يف نظام التحفيظ العقاري بالمغرب مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪.2018/‬‬
‫المغرن‬ ‫المختار بن احمد عطار‪ :‬التحفيظ العقاري ف ضوء ر‬
‫التشي ع‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪.2016/‬‬
‫القانون واإلكراهات الواقعية‬
‫ي‬ ‫ان‪ :‬الملك الغابوي بي النص‬
‫صالح العمر ي‬
‫مطبعة األمنية ‪/‬الطبعة األوىل‬
‫المغرن‪،‬‬
‫ري‬ ‫دمحم الكشبور‪ :‬التطهي الناتج عن تحفيظ العقار‪ ،‬تطور القضاء‬
‫دجني ‪ 1999‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫ر‬ ‫قراءة يف قرار المجلس األعىل بتاري خ ‪29‬‬
‫الحيان‪ :‬المحافظ العقاري بي متطلبات االختصاص وإكراهات‬
‫ي‬ ‫دمحم‬
‫المسؤولية الطبعة األوىل‪.‬‬
‫سلسلة دفاتر محكمة النقض عدد ‪ :79‬نظام التحفيظ العقاري دعامة‬
‫أساسية للتنمية‪ ،‬قراءة يف مستجدات القانون رقم ‪ 10.01‬مطبعة األمنية‬
‫‪.2013/‬‬

‫‪32‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫مجـ ــالت‬
‫‪ ‬دمحم ر‬
‫خيي‪ :‬مسؤولية المحافظي العقاريي وصندوق التأمي‬
‫وصعوبات تنفيذ األحكام الصادرة يف مواجهتهم‪ ،‬رسالة المحاماة‪،‬‬
‫مجلة تصدرها هيأة المحاماة بالرباط عدد ‪. 29‬‬
‫‪ ‬عبدالكريم حيضة ‪ :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ عىل األمالك‬
‫العقارية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪،60‬‬
‫‪.2003‬‬

‫‪33‬‬
‫ماستر المهن القانونية والقضائية الفوج الخامس‬ ‫‪2018/2019‬‬

‫الفـ ـ ـ ــهرس‬
‫مقدمة ‪1 ........................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قرارات المحافظ بشان مطلب التحفيظ ‪0 ..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قرار التحفيظ ونتائجه ‪0 ...............................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬قرار المحافظ بتحفيظ العقار ‪3 .....................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نتائج قرار التحفيظ ‪6 ..................................................‬‬
‫الثان‪ :‬قرار إلغاء أو رفض مطلب التحفيظ وإمكانية الطعن فيه ‪8 ......‬‬
‫المطلب ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬قرار رفض أو إلغاء مطلب التحفيظ ‪9 ...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إمكانية الطعن يف قرارات المحافظ بإلغاء أو رفض مطلب‬
‫التحفيظ‪11 ...............................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬مسؤولية المحافظ عىل األمالك العقارية‪10 ........................ .‬‬
‫المبحث ي‬
‫المطلب األول ‪ :‬المسؤولية اإلدارية والمالية للمحافظ العقاري‪10 .............. .‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬المسؤولية اإلدارية للمحافظ العقاري ‪10 ..........................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤولية المالية للمحافظ العقاري ‪16 ..........................‬‬
‫الثان ‪ :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ العقاري ‪11 ......................‬‬
‫المطلب ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬المسؤولية الشخصية للمحافظ وفقا للمبادئ العامة ‪18 .......‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسؤولية المحافظ الشخصية وفقا لظهي التحفيظ العقاري‬
‫‪21 ..........................................................................................‬‬
‫خ اتمة ‪01 ......................................................................................‬‬
‫الئ حة المراج ع ‪02 ...........................................................................‬‬
‫الف هرس ‪00 ...................................................................................‬‬

‫‪34‬‬

You might also like