Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫اﻻثار القانونية التي تترتب على استرداد الجنسية العراقية مهم‬

‫ويترتب على استرداد الجنسية اثار قانونية فردية على الشخص نفسه ‪,‬واثار جماعية تنصرف على افراد اسرته وتختلف‬
‫اﻻثار من دولة الى اخرى استنادا لتشريع وقانون كل دولة ‪.‬‬

‫اوﻻ ‪ :‬اﻻثار القانونية الفردية ﻷسترداد الجنسية‪:‬‬


‫استنادا ﻻحكام القانون النافذ‪ ,‬فأن اثارها هي ان الشخص الذي استرد جنسيته يعود الى نفس الحالة التي كان عليها قبل فقده‬
‫لجنسيته‬
‫فأذا كانت الجنسية العراقية اصلية فأنه يستردها اصلية مع كافة الحقوق الناشئة للجنسية اﻻصلية ‪ ,‬واذا كانت مكتسبه فأنه‬
‫يستردها بنفس الصفه المكتسبه مع كافة الحقوق الناشئة للجنسية المكتسبة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اﻻثار القانونية الجماعية ﻷسترداد الجنسية‪:‬‬


‫يرتب استرداد الجنسية اثارا قانونية قد تصيب عائلة المسترد وهما اﻻوﻻد والزوجة وكما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬اثر استرداد الجنسية على اﻻوﻻد الصغار ‪ :‬ان استرداد الجنسية للشخص فأن الجنسية تسترد الى اوﻻده الصغار تبعا له ‪,‬‬
‫ويستردون جنسيتهم بنفس الصفة التي كانوا يتمتعون بها قبل فقدها بالتبعية ‪,‬‬
‫وفي القانون الملغى ‪ 43‬لسنة ‪ 1963‬كانت المادة ‪ 13‬تلحق اﻻوﻻد الصغار بالجنسية العراقية بصفة متجنس )مكتسبة ( في‬
‫حال استردها والدهم ‪ ,‬فأﻻب يسترد جنسيته نفسها التي فقدها اي اذا كانت اصلية فترد اصلية واذا مكتسبه فتسترد مكتسبة‬
‫ولكن اﻻوﻻد الصغار تسترد لهم مكتسبه بكل اﻻحوال‪,‬‬
‫اما القانون العراقي الجديد النافذ فلم تنص على حالة استرداد الصغير لجنسيته ان كانت مكتسبه او اصلية‪.‬‬

‫‪ -2‬اثر استرداد الجنسية على الزوجة ‪ :‬ان الزوجة ﻻ تتأثر بفقد واسترداد جنسية زوجها طبقا ﻷحكام القانون العراقي الجديد‬
‫ولذلك ﻷستقﻼل جنسية الزوجة عن زوجها ‪ ,‬واعطى الحق للمرأة العراقية المتزوجة من اجنبي ان تكتسب جنسية زوجها‬
‫اﻻجنبي مع احتفاظها بجنسيتها العراقية ‪ ,‬اذ ﻻ تفقد جنسيتها الى بطلب تحريري يوضح رغبتها بعدم اﻻحتفاظ بجنسيتها‬
‫العراقية ‪ ,‬واعطى المشرع العراقي الحق للزوجة بأسترداد جنسيتها العراقية طبقا للمادة ‪ 13‬من القانون النافذ ))إذا تخلت‬
‫المرأة العراقية عن جنسيتها العراقية وفقا ﻷحكام البند ) ثالثا ( من المادة ) ‪ ( 10‬من هذا القانون ‪ ،‬حق لها أن تسترد‬
‫جنسيتها العراقية بالشروط اﻵتية ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬إذا منح زوجها غير العراقي الجنسية العراقية ‪ ،‬أو إذا تزوجت هي من شخص يتمتع بالجنسية العراقية ‪ .‬وترجع‬
‫إليها الجنسية من تاريخ تقديمها طلبا بذلك ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا توفى عنها زوجها أو طلقها أو فسخ عقد الزواج ‪ ،‬ترجع إليها الجنسية من تاريخ تقديمها طلبا بذلك ‪ .‬على‬
‫أن تكون موجودة في العراق عند تقديمها الطلب ‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫مشكﻼت الجنسية مهم‬
‫مشكلة انعدام الجنسية ‪:‬‬
‫عديم الجنسية ‪ :‬هو الشخص الذي ﻻ تعتبره اي دولة مواطنا لها بمقتضى تشريعها ‪ ,‬لذا يعد هذا الشخص اجنبيا في اي‬
‫دولة يتواجد فيها ‪ ,‬ويطلق ع انعدام الجنسية في الفقه بأصطﻼح ) التنازع السلبي للجنسية ( ‪.‬‬
‫ويعد عديم الجنسية من اكثر الفئات اﻻنسانية ضعفا واقلها حماية فهو حالة غير طبيعية وشاذة في الواقع الدولي وهو‬
‫مخالف لما جاء في اﻻعﻼن العالمي لحقوق اﻻنسان الذي دعى الى التعاون للقضاء على هذه الحالة ‪ ,‬وذلك بسبب‬
‫الصعوبات التي يعاني منها عديم الجنسية بوصفه شخصا ليس لديه اي حقوق في اي دولة وﻻ يتمتع بحقوق اﻻجانب التي‬
‫تنشأ من خﻼل اﻻتفاقيات الدولية التي تسري حقوقها على رعايا هذه الدول وهذا ﻻ يمكن توفيره لعديم الجنسية ﻻنه ليس‬
‫من رعايا اي دولة ‪ ,‬ويعاني ايضا من تحديد القانون الواجب التطبيق وخاصة في المنازعات المتعلقة باﻻحوال الشخصية‬

‫اسباب انعدام الجنسية ‪ :‬قد يكون اﻻنعدام اثناء وﻻدته او بعد ميﻼده وكما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اسباب انعدام الجنسية المعاصرة للميﻼد ‪ :‬ويرجع السبب بهذه الحالة الى تشريعات بعض الدول واﻻسس التي تستند‬
‫عليها في منح الجنسية ‪ ,‬فالبعض يأخذ )بحق اﻻقليم( بوصفة ضابطا اساسيا في فرض الجنسية ‪ ,‬والبعض اﻻخر يأخذ‬
‫)بحق الدم( وهذا ما يسبب وجود اﻻشخاص بدون جنسية عند تعارض التشريعات بين الدول و اﻻشخاص‪.‬‬
‫‪ -2‬اسباب انعدام الجنسية الﻼحقة الى الميﻼد ‪ :‬وفي هذه الحالة تحصل بعد تمتع الفرد بجنسية معينه بعد الوﻻدة ثم يفقدها‬
‫دون ان يكتسب جنسية اخرى ‪.‬‬

‫وسائل حل مشكﻼت انعدام الجنسية ‪ :‬حاول الفقه ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة وقدم بعض الوسائل ‪ ,‬كما‬
‫جاءت الجهود الدولية ايضا بالحلول التي تساعد على القضاء على هذه المشكلة وكما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الجهود الفقهية التي قدمها الفقه لحل مشكلة انعدام الجنسية ‪ :‬قدم الفقة بعض الوسائل لحل هذه المشكلة وابرزها ‪:‬‬
‫أ – اﻻستعانه بفكرة التقادم المكسب المعروفة في القانون المدني ‪ ,‬وذلك بأكتساب عديم الجنسية ‪ ,‬جنسية الدولة التي يقيم‬
‫فيها لمدة ﻻ تقل عن ‪ 5‬سنوات‪ ,‬وانتقدت هذه الفكرة بوصفها مثالية وﻻ تنسجم مع الواقع وتتعرض مع حرية الدول في‬
‫تنظيم جنسيتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻻخذ بفكرة الجنسية الفعلية ‪ ,‬اي المكان الفعلي الذي يوجد فيه الشخص واﻻعتماد على قانون الموطن‪.‬‬
‫ج – الدعوة بضرورة توحيد اسس وضوابط الجنسية في تشريعات العالم ‪ ,‬لغرض معالجة ومنع حدوث انعدام الجنسية ‪,‬‬
‫وانتقد هذا الرأي ﻻنه ﻻ يؤدي الى حل المشكلة وﻻ سيما نا الدول تأخذ بحق اﻻقليم او بحق الدم ‪.‬‬
‫د – منح الجنسية الى مجهول اﻻبوين واللقطاء الذين يولدون على اقليم الدولة ‪ ,‬لحماية هذه الفئة من انعدام الجنسية وهذا‬
‫ما اخذ به المشرع العراقي م‪ 3‬فقرة ب قانون الجنسية النافذ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬تعليق زوال الجنسية عن الشخص الذي يطلب اﻻذن بجنسية دولة اجنبية على اكتسابه جنسية تلك الدولة ودخوله فيها‬
‫فعﻼ ‪ ,‬وايضا للمرأة المتزوجة من اجنبي‪.‬‬
‫و‪ -‬عدم سحب الجنسية او اسقاطها اﻻ في الحاﻻت التي يستطيع فيها الوطني من الدخول في جنسية دولة اخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬الجهود الدولية لمكافحة انعدام الجنسية ‪ :‬تظافرت الجهود الدولية الكبيرة في وضع الحلول لهذه المشكلة اﻻنسانية وابرز‬
‫هذه الجهود هي اتفاقية ﻻهاي لسنة ‪ 1930‬والتي اخذت لها غالبية تشريعات دول العالم ‪ ,‬اذا منعت هذه اﻻتفاقية من تجريد‬
‫جنسيتها عن احد رعاياها لمجرد تقديمه طلب باﻻذن بالتجنس بجنسية جديدة لدوله اخرى ‪ ,‬ولكن يجب تعليق اﻻمر الى‬
‫على حصوله فعﻼ على الجنسية الجديدة ‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫مشكلة تعدد الجنسية ‪:‬‬

‫تعدد الجنسية ‪ :‬هو ان يكتسب شخص جنسية دولتين او اكثر بحيث يعد قانونا من رعايا كل دولة يتمتع بجنسيتها ‪,‬‬
‫ويطلق على هذه الحالة بـ )ازدواج الجنسية( ‪,‬‬
‫واصبح واقع تعدد الجنسية حقيقة فرضت نفسها في المجتمع الدولي بالرغم من انها تتعارض مع اﻻتفاقيات الدولية كما‬
‫جاء في اتفاقية ﻻهاي ‪ 1930‬التي اكدت على ضرورة القضاء الكامل على ظاهرتي التعدد وانعدام الجنسية ‪,‬‬

‫وان قوانين الجنسية العراقية الملغاة لم تنظم حالة تعدد الجنسية وحاولت الحد من هذه الظاهرة ‪ ,‬ولكن جاء قانون الجنسية‬
‫العراقية النافذ الذي اضاف الشرعية القانونية بالسماح بتعدد الجنسية وهذا ما جاء في دستور العراق النافذ ‪ 2005‬في‬
‫م‪) 18‬يجوز تعدد الجنسية للعراقي ‪ ,‬وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنينا رفيعا التخلي عن اي جنسية‪ ,‬وينظم ذلك‬
‫بقانون(‬

‫اسباب تعدد الجنسية ‪ :‬قد يكون تعدد الجنسية معاصرة للوﻻدة او بعد ميﻼده وكما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اسباب تعدد الجنسية المعاصرة للوﻻدة ‪ :‬وهي الحالة التي يولد فيها الشخص وهو يحمل جنسية اكثر من دولة ‪ ,‬واسباب‬
‫تعدد الجنسية المعاصرة هو اختﻼف اﻻسس التي تعتمدها الدول في منح جنسيتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬اسباب تعدد الجنسية الﻼحقة على الوﻻدة ‪ :‬وفي هذه الحالة يصبح الشخص متعدد الجنسية بعد ما كان حامﻼ لجنسية‬
‫واحدة ‪ ,‬ومن اسبابها هو الزواج المختلط والتجنس وما يتبعه من اثار على اﻻوﻻد بمنحهم الجنسية الجديدة تبعا ﻷبيهم ‪.‬‬

‫وسائل حل المكشﻼت التي يثيرها تعدد الجنسية ‪ :‬قدم الفقه والقضاء واﻻتفاقيات بعض الوسائل للحل ومنها ‪:‬‬
‫توحيد احكام قانون الجنسية في مختلف دول العالم ‪ :‬وهذا يعد ضربا من الخيال لصعوبة تحقيقه في الواقع‬ ‫‪-1‬‬
‫ايراد نص في الشريعات الوطنية يعطي فيه الشخص متعدد الجنسية حق اختيار احد الجنسيات التي يتمتع بها‪ ,‬ويمكن‬ ‫‪-2‬‬
‫تحقيق هذا الشرط عن طريق ابرام اتفاقيات دولية بين الدول بهذا الخصوص‪.‬‬
‫اﻻخذ بنظام التقادم المسقط للجنسيات المعروف في القانون المدني ‪ ,‬والذي يدعوا الى ان الشخص الذي ﻻ يمارس حقوقه‬ ‫‪-3‬‬
‫فتره طويلة من الزمن في دولة هو يتمتع بجنسيتها ‪ ,‬هنا يجب اسقاط جنسيته تلك الدولة عنه ‪ ,‬وهذا صعب ان يطبق‪.‬‬
‫تطبيق القانون الوطني بحق من يحمل الجنسية الوطنية وجنسية دولة اجنبية ‪ ,‬وهذا ما اخذ به المشرع العراقي في القانون‬ ‫‪-4‬‬
‫الجديد النافذ فنصت الفقرة ‪ 2‬م‪)) 10‬ثانيا ‪ :‬تطبق المحاكم العراقية القانون العراقي بحق من يحمل الجنسية العراقية‬
‫وجنسية دولة أجنبية((‬

‫الوسائل المعتمدة في تحديد القانون الذي يحكم متعدد الجنسية ‪ :‬تظهر مشكلة تعدد الجنسية بوجود اكثر من‬
‫قانون ﻷكثر من دولة ‪ ,‬فكيف يتم تحديد القانون الذي يحكم متعدد الجنسية ؟ استقر الرأي الراجح في الفقه على ان يأخذ‬
‫القضاء بالحلول اﻻتية‪:‬‬
‫‪ -1‬اذا كانت جنسية القاضي من بين الجنسيات المتعددة ‪ :‬اي يكون طبقا ﻷحكام القانون الوطني لدولة القاضي في حال‬
‫وجود خصم يحمل جنسية القاضي وجنسية اخرى‬
‫‪ -2‬اذا لم تكن جنسية القاضي من بين الجنسيات المتعددة ‪ :‬وهنا حسب الرأي الراجح ان يقوم القاضي بأﻻخذ بالجنسية‬
‫الفعلية وهي الجنسية الحقيقية للشخص والتي يمكن معرفتها من خﻼل البحث عن واقع كل حالة ومدى ارتباطه بدولة عن‬
‫دوله اخرى وهو حامل لهذه الجنسيات‬
‫‪ -3‬اذا كان النزاع في تحديد القانون الذي يحكم الجنسية معروض امام محكمة دولية ‪ :‬اخذت المحاكم بفكرة الجنسية الفعلية‬
‫في المنازعات التي تعرض عليها بهذه المشكلة ‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫اثبات الجنسية العراقية‬
‫لم يعن المشرع العراقي بتحديد وسائل ﻻثبات فرض او اكتساب او فقد او استرداد الجنسية العراقية ولكنه اسند التقاضي‬
‫في الدعاوى الناشئة عن تطبيق احكام قانون الجنسية الى محكمة القضاء اﻻداري وقد بينت المادة ‪ /7‬ثانيا ً ‪/‬ج من قانون‬
‫مجلس شورى الدولة رقم ‪ 65‬لسنة ‪ 1979‬بانه )) تسري في شأن اﻻجراءات التي تتبعها المحكمة فيما لم يرد به نص‬
‫خاص في هذا القانون اﻻحكام المقررة في قانون المرافعات المدنية ‪ ((..‬فاذا كانت نصوص قانون المرافعات المدنية‬
‫تحدد اجراءات سير دعوى الجنسية فانها ﻻ تحدد ادلة اﻻثبات وﻻ كيفية اﻻثبات ‪ ،‬لذلك فان المرجع في هذه الحالة هو‬
‫قانون اﻻثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪ 1979‬الذي حدد طرق اﻻثبات واحكامها التي يجب اﻻلتزام بها في قضاء الجنسية وﻻ يعني‬
‫ذلك ان طرق اﻻثبات تلك ﻻ تطبق اﻻ في المحاكم اﻻدارية بل انها واجبة التطبيق كلما دعت الحاجة الى اثبات الجنسية‬
‫العراقية‬
‫يقع عبء اﻻثبات على من يدعي بأنه يتمتع بالجنسية العراقية او ينكر التمتع بها ﻻن القاعدة العامة تنص على )) البينة‬
‫على المدعي (( المادة ‪ / 7‬اوﻻ اثبات (( وقد يكون اﻻدعاء او اﻻنكار بغير المدعي او المنكر سواء كان ذلك اﻻدعاء او‬
‫اﻻنكار في دعوى يقيمها المدعي امام محكمة القضاء اﻻداري او عن طريق دفع يبديه قبل انكار يواجهه‬
‫ان الفرد هو الملزم دائما بتقديم الدليل عن كونه عراقيا فاذا حصل على حكم من محكمة القضاء اﻻداري لصالحه فان‬
‫عبء اﻻثبات ينتقل الى الطرف اﻻخر الذي يطعن بحكم المحكمة ‪ ،‬لقد حدد قانون اﻻثبات طرق و وسائل لﻼثبات هي‬
‫السندات الرسمية والسندات العادية والشهادة والقرائن القانونية والقرائن القضائية والخبرة والمعاينة واليمين واﻻقرار ‪ ،‬اﻻ‬
‫ان اثبات الجنسية ﻻ يصح باليمين واﻻقرار فهي طرق غير منتهجة بطبيعتها في قضايا الجنسية اذ ﻻ يصح ان ينشئ دليله‬
‫بنفسه ﻻثبات الجنسية‬
‫قد يكون طريق اثبات التمتع بالجنسية العراقية اﻻصلية تقديم سندات رسمية تثبت تمتع شخص ما او ابوه بالجنسية‬
‫العراقية اﻻصلية ومن هذه السندات شهادة الجنسية العراقية اما اثبات بنوة الشخص فيتم بطرق اﻻثبات كافة ولكن هل‬
‫يتطلب الشخص اثبات ان اب اﻻب عراقي الجنسية ﻻثبات عراقية اﻻب ؟‬
‫يشير جانب من الفقه الى اﻻعتماد على الحالة الظاهرة كأسمه العراقي وشهرته بين الناس بأنه عراقي ويعامله الناس على‬
‫هذه الصفة فيمكن اعتباره عراقيا ويمكن اﻻستعانة بقرائن اخرى كاستعمال حق اﻻنتخاب وسبق التوظف في الوظيفة‬
‫العامة ولكن هذا الحل غير معتبرة اذا وجدت سجﻼت تدون جنسية اﻻشخاص وما يطرأ عليها من تغييرات‬
‫وقد يحتاج المرء الى اثبات جنسيته اﻻصلية باثبات واقعة الوﻻدة في العراق وفقا لنص المادة ‪/3‬ب قانون الجنسية النافذ او‬
‫انه لقيط بابراز قرار محكمة ذو الصلة ‪ ،‬واذا اراد الشخص اثبات جنسيته المكتسبة فعليه تقديم وثيقة موافقة الوزير وفق‬
‫المادة ) ‪ ( 11-7-6-5-4‬من قانون الجنسية العراقية او تقديم شهادة الجنسية العراقية الصادرة بموجب هذه الوثيقة‬
‫باعتبارها سندات رسمية ويمكن تقديم صورة منها عند وجودها‬
‫اما اثبات الوقائع ) الشروط ( التي يترتب على ثبوتها امكانية اكتساء الجنسية العراقية بالتجنس باستيفاء هذا الشرط )‬
‫ثبوت الواقعة ( ومنها اثبات الوﻻدة الوﻻدة خارج العراق ) م‪ ( 4‬او اثبات الوﻻدة المضاعفة في العراق )م‪ (5‬او اثبات‬
‫اﻻقامة مدة ‪ 10‬سنوات )م‪ ( 6‬او اثبات الزواج من عراقية )م‪ ( 7‬او الزواج من عراقي )م‪ (11‬او اثبات الطﻼق او الوفاة‬
‫)م‪ ( 11‬او اثبات السﻼمة من اﻻمراض )م‪ .... ( 6‬وغيرها فﻼ يترتب على مجرد ثبوتها اكتساب الجنسية العراقية‬
‫ويتم اثبات فقدان الجنسية العراقية بتقديم نسخة من اﻻعﻼن التحريري بالتخلي عن الجنسية العراقية وفق المادة ) ‪/ 10‬‬
‫اوﻻ ( او تقديم وثيقة رسمية تبين سحب الجنسية العراقية وفق المادة )‪ (15‬اﻻ انه قد يتم اثبات بعض الوقائع التي يكفي‬
‫بثبوتها فقدان الجنسية العراقية كأن يثبت الشخص بأنه متمتع بجنسية مزدوجة عراقية عربية فأنه سيفقد جنسيته العراقية‬
‫وفقا لنص المادة ‪ /21‬ثانيا ويثبت استرداد الجنسية العراقية بتقديم سندات رسمية تؤيد اﻻسترداد وفقا للمادة ‪ / 10‬ثالثا لكن‬
‫اثبات حاﻻت استرداد الجنسية العراقية اﻻخرى يحتاج الى اثبات وقائع فالمادة )‪ ( 13‬تحتاج الى اثبات منح الزوج الجنسية‬
‫العراقية او ان الزوجة تزوجت من عراقي او اثبات وفاة الزوج اﻻجنبي او طﻼقها منه وانها موجودة بالعراق وقت تقديم‬
‫الطلب وتحتاج المادة ‪ / 14‬ثانيا ً ان يثبت اﻻوﻻد انهم فقدوا الجنسية العراقية تبعا ً لوالدهم وانهم عادوا الى العراق واقاموا‬
‫سنة واحدة وهكذا لفاقدي الجنسية العراقية ويستردونها وفق المادة ‪ 17‬و ‪ 18‬فﻼبد من اثبات شروط تحقق هاتين المادتين‬
‫واخيرا ان ما درسناه من احكام ممكنه في اثبات الجنسية العراقية بتطبيق القواعد العامة في ميدان اﻻثبات ﻻ يصادر ما قد‬
‫يصدر من وزارة الداخلية من تعليمات بشأن اثبات الجنسية بوسائل معينة وازالة الشك في حاﻻت اثبات الجنسية اﻻصلية‬
‫او اثبات فقدها‬
‫‪27‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬
‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫ادلة اثبات الجنسية العراقية‬
‫ادلة اﻻثبات ‪ :‬هي الوسائل القانونية التي يجب ان يقدمها الخصم امام القضاء ﻷثبات تمتعه بالجنسية العراقية او نفيها عنه‬
‫سواء كانت الجنسية اصلية او مكتسبه ‪ ,‬وغالبا يجب الرجوع على وسائل اﻻثبات التي نص عليها قانون اﻻثبات ‪107‬‬
‫لسنة ‪1979‬‬
‫وبما يخص الجنسية فهناك ادلة مستبعدة في اثبات الجنسية وادلة مقبولة ﻻثبات الجنسية وكما يلي ‪:‬‬

‫اوﻻ ‪ :‬اﻻدلة المستبعدة في اثبات الجنسية ‪ :‬وهي اﻻدلة الغير مقبولة قانونا في اﻻثبات والتي ﻻ يصح اثبات او‬
‫نفي الجنسية بهما ﻻن الجنسية رابطة قانونية ينشئها قانون الدولة ويحدد حاﻻتها وشروطها ‪،‬وهذه اﻻدلة الغير مقبوله هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻻقرار‬
‫‪ -2‬اليمين‬
‫‪ -3‬الشهادة واﻻستجواب والمعاينة والخبرة ‪).‬يوجد قليل من الدول اخذت بالشهادة والمعاينة كدليل اثبات مقبول مثل الكويت(‬

‫ثانيا ‪ :‬اﻻدلة المقبولة في اثبات الجنسية ‪ :‬وهي اﻻدلة المقبولة قانونا في اثبات الجنسية حيث يمكن للمدعي ان‬
‫يثبت جنسيته او نفيها وهي ‪:‬‬

‫اﻻدلة الكتابية ‪ :‬وهي السندات الرسمية التي يمكن للمدعي ان يستند عليها في اثبات الجنسية او نفيها ويأخذ بها القانون‬
‫كدليل كامل اﻻثبات مثل ) شهادة الجنسية والقرار الصادر في شأن الجنسية وشهادة الميﻼد وجواز السفر ودفتر الخدمة‬
‫العسكرية‪...‬الخ(‬

‫‪ -1‬شهادة الجنسية ‪ :‬وهي وثيقة رسمية تمنحها الدولة لمن يطلبها وتفيد بأنه يحمل جنسيتها وتحدد قوة هذه الشهادة بوصفها‬
‫دليل ﻻثبات الجنسية طبقا لقانون الدولة التي اصدرتها‪ ,‬وان شهادة الجنسية ليست اداة لمنح الجنسية وانما هي دليل اثبات‬
‫فقط ‪.‬‬

‫‪ -2‬القرارات اﻻدارية واﻻحكام القضائية الصادرة بشأن الجنسية ‪:‬‬


‫القرار اﻻداري ‪ :‬يقصد به هو القرار اﻻداري الذي يصدره وزير الداخلية من حيث ضرورة موافقته لقبول تجنس غير‬
‫العراقي او تجريده منها او يأستردادها‪,‬‬
‫واﻻحكام القضائية ‪ :‬هي التي تصدرها المحاكم العراقية في منازعات الجنسية ﻻن اﻻحكام تعد حجة على الكافه ﻻنها‬
‫رسمية‬

‫‪ -3‬شهادة الميﻼد وهوية اﻻحوال المدينة ‪:‬‬


‫شهادة الميﻼد او بيان الوﻻدة ‪ :‬هو سند رسمي يصدر من الجهه اﻻدارية المختصة ويثبت هذا السند واقعة الوﻻدة‬
‫وتاريخها ومكانها واسم اﻻب واﻻم وجنسية كل منهما ‪ ,‬وهذا النسد معد باﻻصل ﻻثبات واقعة الوﻻدة وبيس ﻻثبات التمتع‬
‫بالجنسية‪.‬‬
‫هوية اﻻحوال المدنية ‪ :‬سند رسمي يصدر من وزارة الداخلية اذ تمنح للشخص دون يتحقيق دقيق كما في شهادة الجنسية‬

‫‪ -4‬جواز السفر ودفتر الخدمة العسكرية ‪ :‬وثيقة او سند رسمي يصدر من الجهه اﻻدارية المختصه في الدولة من اجل تنظيم‬
‫وتيسير مغادرتهم ﻻقليمها او عودتهم اليه ‪ ,‬وبالرغم من ان الجواز يذكر جنسية الشخص فأنه ﻻ يعد دليﻼ حاسما في اثبات‬
‫الجنسية‬

‫‪28‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫اﻻختصاص القضائي في منازعات الجنسية‬

‫من المؤكد ان تطبيق احكام اي قانون قد يثير منازعات تتطلب وجود مؤسسات محددة للبت فيها ‪ ،‬وكذلك بالنسبة لتطبيق‬
‫احكام قانون الجنسية التي تثير احيانا ً مشاكل ما بعد تنفيذ القانون او النظام او التعليمات او القرارات الصادرة تسهيﻼً‬
‫وتنفيذا ُ للقانون نفسه‪,‬‬
‫وفي جمهورية العراق لم يكن اﻻمر على سبيل واحد عبر الزمن ‪ ،‬بل ترددت المحاكم في اختصاصها بشأن احكام قانون‬
‫الجنسية ولذلك ندرس هذا الموضوع في مراحل ثﻼث ‪:‬‬

‫المرحلة اﻻولى‬
‫تتميز هذه المرحلة بعدم وجود نص قانوني يمنع المحاكم من النظر في منازعات الجنسية وفي الطعون بقرارات وزير‬
‫الداخلية فلم يتضمن قانون الجنسية رقم ‪ 43‬لسنة ‪ 1963‬نصوصا ً تشير الى اختصاص المحاكم في النظر بتلك المنازعات‬
‫لذلك فان موقف القضاء متردد بين النظر في الدعاوى المرفوعة امامه استناداً الى وﻻيته العامة واعتبار قرار الوزير‬
‫قراراً اداريا ً يجوز الطعن فيه و بين رفض النظر وعدم قبول اﻻختصاص في هذه المسائل باعتبار قرار الوزير من اعمال‬
‫السيادة ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‬
‫تتميز هذه المرحلة بصدور قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم ‪ 413‬لسنة ‪ 1975‬وينص على ان‬
‫‪ –1‬تمتنع المحاكم من النظر في الدعاوى الناشئة عن تطبيق احكام قانون الجنسية العراقية‪ ،‬ويسري هذا الحكم عل الدعاوى‬
‫التي لم تكتسب قرارارت المحاكم فيها الدرجة القطعية‪.‬‬
‫‪ – 2‬مع مراعاة احكام المادة التاسعة )المعدلة( من قانون الجنسية العراقية رقم )‪ (43‬لسنة ‪ 1963‬المعدل يجوز اﻻعتراض‬
‫على قرارات وزارة الداخلية في تطبيق احكام هذا لقانون لدى السيد رئيس الجمهورية‪ ،‬ويكون قراره بهذا الشأن قطعيا‬
‫ان هذا القرار منع القضاء من نظر منازعات الجنسية وجعل قرارات وزير الداخلية الصادرة بشأن بعض اﻻحكام قانون‬
‫الجنسية العراقية رقم ‪ 43‬لسنة ‪ 1963‬كاﻻحكام المتعلقة باكتساب الجنسية العراقية بسبب الوﻻدة المضاعفة وتجنس‬
‫اﻻجنبي والعربي والمغترب واسقاط الجنسية بموجب قرار مجلس قيادة الثورة رقم ‪ 666‬لسنة ‪ ،1980‬وابطال الجنسية‬
‫بسبب الغش والتزوير والخطأ اما قرارات وزير الداخلية في ميدان قانون الجنسية فيجوز الطعن فيها امامرئيس‬
‫الجمهورية‬

‫المرحلة الثالثة ‪:‬‬


‫بعد احتﻼل العراق في نيسان ‪ 2003‬وانهيار النظام السياسي وتولي قوات التحالف ) اﻻحتﻼل ( مقاليد الحكم وتشكيل‬
‫مجلس الحكم العراقي كهيئة سياسية حاكمة ‪ ،‬ومة ثم تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة وتسليم السلطة السياسية م سلطة‬
‫اﻻئتﻼف المؤقتة عام ‪ 2004‬بدأت النصوص القانونية الخاصة بالجنسية تخضع لعملية التبديل والتجديد وبدأ مفهوم‬
‫اﻻختصاص القضائي ومفهوم دعاوي الجنسية بالظهور وهذا يؤكد بأن الجنسية عﻼقة سياسية بين الفرد والدولة وكما‬
‫علمنا محاضرتنا السابقة بان قانون الجنسية العراقية رقم ‪ 43‬لسنة ‪ 1963‬لم يلغ اﻻ بعد مرور ثﻼث سنوات من اﻻحتﻼل‬
‫انما الغيت نصوص عديدة درسناها ونحن بصدد دراسة طائفة منها في ميدان اﻻختصاص القضائي هنا في حلقات‬
‫متسلسلة ‪:‬‬
‫الحلقة اﻻولى ‪:‬‬
‫قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة اﻻنتقالية‬
‫لقد سمحت المادة ‪ / 11‬ز للمحاكم ان تنظر في كل المنازعات التي تنشأ عن تطبيق اﻻحكام الخاصة بالجنسية واوجبت‬
‫المادة ‪/11‬ب لغرض سحب الجنسية من المتجنس بسبب ورود معلومات جوهرية كاذبة في طلب التجنس ان يثبت ذلك في‬
‫المحاكمة‬
‫ان المادة ‪ / 11‬ز من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة اﻻنتقالية اوكلت القضاء مهمة النظر في دعاوى الجنسية لكنها لم‬
‫تحدد نوع المحكمة وﻻ درجتها ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬
‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫الحلقة الثانية قانون رقم ‪ 17‬لسنة ‪2005‬‬
‫ً‬
‫صدر قانون الغاء النصوص القانونية التي تمنع المحاكم من سماع الدعاوى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2005‬واصبح نافذا في ‪/ 22‬‬
‫‪ 2005 / 12‬يلغي هذا القانون اي نص قانوني وارد في تشريع او قرار مجلس قيادة الثورة ) المنحل ( يمنع المحاكم من‬
‫سماع الدعاوى في اي مسألة اي بشأن تطبيق احكام اي قانون وﻻ تعتبر الفترات السابقة لنفاذ هذا القانون مانعة من سماع‬
‫الدعوى اي ﻻ تحتسب ﻻغراض التقادم واستثنى القانون من احكامه قوانين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزارة‬
‫التربية والضرائب وقرارات منع التجاوز على اراضي الدولة‬
‫ويعني ذلك ان قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم ‪ 413‬لسنة ‪ 1975‬الغي بموجب قانون ‪ 17‬لسنة ‪ 2005‬ولم يحدد هذا‬
‫القانون المحكمة المختصة بنظر دعاوى قانون الجنسية رغم اقرار اﻻختصاص القضائي بنظر تلك الدعاوى‬

‫الحلقة الثالثة دستور جمهورية العراق لسنة ‪2005‬‬


‫لقد حظرت المادة ‪ 100‬من الدستور النافذ من تحصين اي عمل او قرار اداري من الطعن وهذه ضمانه من التحقيق من‬
‫قانونية وصحة القرار الصادر ومنع احتمال التعسف واستغﻼل السلطة فهذه المادة تسحب الحصانة من قرارات وزير‬
‫الداخلية الصادرة بشأن تطبيق احد احكام قانون الجنسية‬
‫وستندت المادة ‪ / 18‬سادسا من الدستور النظر في دعاوى الناشئة عن احكام قانون الجنسية الى المحاكم المختصة لكنها لم‬
‫تحدد نوع هذه المحاكم وﻻ درجتها رغم تأكيدها على اختصاص القضائي في نظر هذه المنازعات اما المادة ‪ / 93‬اوﻻً من‬
‫الدستور فقد حددت اﻻختصاص القضائي بالنظر في دستورية القوانين واﻻنظمة للمحكمة اﻻتحادية وهذا يمثل رقابة‬
‫قضائية ﻻ لحسم الدعوى وانما لضمان دستورية النصوص القانونية والقرارات الصادرة بشأنها في ميدان قانون الجنسية‬
‫لقد ثبت هذا اﻻختصاص للمحكمة اﻻتحادية العليا في المادة ‪ 4‬من قانون المحكمة اﻻتحادية العليا الصادر باﻻمر ‪ 30‬لسنة‬
‫‪ 2005‬واكدته المواد )‪ ( 6،7،12، 3‬من النظام الداخلي للمحكمة اﻻتحادية العليا رقم ‪ 1‬لسنة ‪2005‬‬

‫الحلقة الرابعة قانون الجنسية العراقية رقم ‪ 26‬لسنة ‪2006‬‬


‫واخيراً قضت المادة ‪ 19‬من قانون الجنسية العراقية النافذ باختصاص المحاكم اﻻدارية في نظر المنازعات الجنسية وقرار‬
‫المحكمة اﻻدارية قابل للطعن فيه لدى المحكمة اﻻدارية العليا‬
‫ان كل خصومة تنشأ بسبب احكام قانون الجنسية النافذ ترفع الى محكمة القضاء اﻻداري للبت فيها وغالبا ما تكون‬
‫الخصومة بين اﻻفراد كمدعين او مدعى عليهم وبين وزير الداخلية اضافة الى وظيفته كمدع او مدعى عليه ‪.‬‬
‫المادة ‪ )) 19‬تختص المحاكم اﻹدارية في الدعاوى الناشئة عن تطبيق أحكام هذا القانون ((‬

‫‪30‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫حجية اﻻحكام الصادرة في قضايا الجنسية‬

‫لم يتضمن قانون الجنسية العراقية رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 2006‬اي حكم يتعلق بحجية شهادة الجنسية العراقية وﻻ حجية اﻻحكام‬
‫الصادرة من محكمة القضاء اﻻداري او المحكمة اﻻتحادية العليا لذلك ينبغي الرجوع الى اﻻحكام العامة الواردة في قانون‬
‫اﻻثبات والقوانين اﻻخرى ذات الصلة للتعرف على هذه الحجية ‪.‬‬
‫ان شهادة الجنسية العراقية سند رسمي صادر من سلطة رسمية هي مديرية الجنسية واﻻحوال المدنية وهي حجة على‬
‫الناس كافة ما لم يتبين تزويرها بالطرق المقررة قانونا وقد نصت المادة ‪ 22‬من قانون اﻻثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪1979‬‬
‫على‬
‫اوﻻ ‪ :‬السندات الرسمية حجية على الناس بما دون فيها من امور قام بها موظف عام او شخص مكلف بخدمة عامة في‬
‫حدود اختصاصه‬
‫ثانيا ‪ :‬تعتبر من قبيل السندات الرسمية شهادات الجنسية وبراءات اﻻختراع واحكام المحاكم‬

‫فشهادة الجنسية العراقية والحكم الصادر من محكمة القضاء اﻻداري او المحكمة اﻻتحادية العليا لها حجية السند الرسمي‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 22‬قانون اﻻثبات‬

‫ويكتسب الحكم الصادر من محكمة القضاء اﻻداري حجية الشيء المحكوم فيه عندما يحوز درجة البتات وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 105‬من قانون اﻻثبات رقن ‪ 107‬لسنة ‪ 1979‬بأن )) اﻻحكام الصادرة من المحاكم العراقية التي حازت‬
‫درجة البتات تكون حجة بما فصلت فيه من حقوق اذا اتحد اطراف الدعوى ولم تتغير صفاتهم وتعلق النزاع بذات الحق‬
‫محﻼ وسبب ((‬
‫ومن خﻼل تصديقه من قبل المحكمة اﻻتحادية العليا وقد نصت المادة ‪ /5‬ثانيا من قانون المحكمة اﻻتحادية العليا ) اﻻمر‬
‫رقم ‪ 30‬لسنة ‪ )) ( 2005‬اﻻحكام والقرارات التي تصدرها المحكمة اﻻتحادية العليا باته (( وكذلك نصت المادة ‪ 17‬من‬
‫النظام الداخلي للمحكمة اﻻتحادية العليا رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2005‬ونص المادة ‪ 94‬من دستور جمهورية العراق‬
‫او عند انتهاء مدد الطعن المقررة ومدة الطعن بقرار المحكمة ) محكمة القضاء اﻻداري ( هي ‪ 30‬يوم من تاريخ التبلغ‬
‫بالحكم او اعتباره مبلغا فيكون القرار غير مطعون فيه باتا وملزما ً )نص المادة ‪ /7‬ثانيا ‪/‬ط من قانون مجلس شورى الدولة‬
‫رقم ‪(1979 \ 65‬‬

‫اذا اكتسب الحكم حجية الشيء المحكوم فيه فﻼ يجوز حضر هذه الحجية او اثبات خﻼفها سواء كان على شكل دفع عند‬
‫اﻻحتجاج عليه بها او عن طريق دعوى جديدة واﻻصل في حجية اﻻحكام انها نسبية وان الحكم ﻻ يفيد من او يضار به اﻻ‬
‫من كان خصما في الدعوى التي صدر فيها وﻻ يجوز الحجية اﻻ بينهم وان الغير لم يكن طرفا في الخصومة وﻻ يحتج به‬
‫عليه وﻻ يؤثر على حقوقه لكنه بعض اﻻحكام يكون لها بالنسبة للغير مثل الحجية التي تثبت لها بالنسبة الى الخصومة‬
‫انفسهم اي ﻻ يجوز بالطرق كافة )سوى طرق الطعن المقررة للخصم انفسهم ( فاذا استنفذت طرق الطعن بالنسبة لهؤﻻء‬
‫الخصوم صارت للحكم حجية مطلقة قبل الكافة ومن هذه اﻻحكام تلك الصادرة بشأن تطبيق قانون الجنسية‬

‫ولكي يكتسب الحكم هذه الحجية يتطلب توافر ثﻼث شروط وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اتحاد الخصوم‬
‫‪ -2‬اتحاد الموضوع‬
‫‪ -3‬اتحاد السبب‬
‫فاذا اختلف شرط من هذه الشروط تخلف تبعا لذلك الحجية ومن ثم لم يعد باﻻمكان الدفع بحجية الحكم لسبق الفصل فيه‬
‫وتعتبر الدعوى الجديدة مختلفة عن الدعوى السابقة فﻼ يجوز الحكم مثﻼ بحجية الشيء المحكوم فيه اذا تطرق الحكم الى‬
‫جنسية الفرع فقط دون البت في جنسية اﻻصل ) اﻻب والجد ( فيجوز للقضاء مجدداً ان يبت في جنسية هذا اﻻصل ‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫الموطن‬

‫الموطن ‪ :‬هو المكان الذي يرتبط فيه الشخص بأقليم دولة معينة ويقيم فيه على وجه اﻻعتياد وتتركز فيه مصالحه ويعد‬
‫الموطن في النظام اﻻنجلوامريكي مرادفا الى وطن الشخص الدائم‪.‬‬

‫س \ ما الفرق بين الموطن القانون الداخلي والموطن في القانون الدولي الخاص ؟‬


‫الموطن في القانون الدولي‬ ‫الموطن في القانون الداخلي‬
‫‪ -1‬هو صله قانونية بين شخص واي مكان معين بالعالم‬ ‫‪ -1‬هو صلة بين الشخص ومكان معين بالذات في اقليم الدولة‬
‫ويترتب عليه اثارا قانونية في الحياة القانونية الدولية الخاصة‬ ‫ويرتب اثارا قانونية في الحياة القانونية الداخلية‬

‫‪ -2‬يتحدد الموطن بأقليم دولة معينة يقيم فيها مثل يتحدد‬ ‫‪ -2‬يتحدد الموطن بمكان معين من اقليم الدولة مثل‬
‫الشخص بنية البقاء سواء كانت هذه الدولة يتمتع بجنسيتها او غيرها‪.‬‬ ‫موطن الشخص ) بغداد او نينوى (‬

‫‪ -3‬يخضع ﻻعتبارات السيادة اﻻقليمية للدولة‬ ‫‪ -3‬يعد من انظمة القانون الخاص ويخضع للقواعد‬
‫العامة الواردة في القانون المدني وهو احد عناصر‬
‫حالة الشخص الثﻼثة )الحرية وحالته العائلية والتوطن(‬

‫مﻼحظة ‪ :‬اذا كان القانون الدولي الخاص يعترف بحق كل اجنبي في التوطن على اقليم دولة غير دولته فأن هذا الحق ليس‬
‫مطلقا وانما تمتلك الدولة تنظيم اقامة اﻻجانب وتوطنهم على اقليمها استنادا ﻻعتبارات السيادة وتحقيق مصالحها‬

‫وبالرغم من هذه الفروق ‪ ,‬فأن غالبية تشريعات دول العالم لم تنظم احكام الموطن في العﻼقات القانونية الدولية الخاصه‬
‫لﻼفراد ‪ ,‬ﻻنها اخذت بفكرة الجنسية بدﻻ عن الموطن في العﻼقات القانونية الداخلية على احكام الموطن ‪ ,‬خﻼفا لدول‬
‫اﻻنكلوامريكية التي احتفظ فيها الموطن بمكانته في تنظيم العﻼقات الخاصة الدولية ودون ان يؤثر عليه الجنسية ‪.‬‬
‫وعرف الموطن في القانون المدني العراقي المادة ‪ )) 42‬المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة بصفة دائمية او مؤقته ‪,‬‬
‫ويجوز ان يكون للشخص اكثر من موطن واحد(( ‪.‬‬
‫ولم يعرف الموطن في القانون الدولي الخاص ﻻن المشرع يأخذ بضابط الجنسية في تنازع القوانين‪.‬‬

‫اركان الموطن‬
‫اوﻻ – الركن المادي ‪ :‬وهو عنصر سكن الشخص او اﻻقامة اﻻعتيادية في دولة معينة وان فكرة اﻻقامة ﻻ تحتم ان‬
‫يكون للشخص سكن خاص في البلد الذي يعتبر موطنه‪,‬اذ افترض المشرع ﻷثبات الموطن ان يكون الشخص يسكن في‬
‫اقليم دولة معينة ‪ ,‬فأن هذه الدولة هي موطنه وان مدة او طول اقامة الشخص في الدولة ﻻ تفيد بالضرورة بأن هذه الدولة‬
‫هي موطنه‬
‫ثانيا – الركن المعنوي ‪ :‬وهو نية بقاء الشخص في اقليم الدولة لمدة غير محدودة ‪ ,‬اي ان الشخص يسكن هي هذه‬
‫الدولة بنية البقاء وحتى اذا تركها لفترة بسيطة لسبب معين ‪ ,‬فأنه يعود الى نفس المكان ‪ ,‬وان تكون نية اﻻقامة قد حصلت‬
‫بأرادة الشخص نفسه دون ان تفرض عليه ‪.‬‬
‫واذا توافر الركن المادي والمعنوي للموطن فيكون المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة هو موطنه‪.‬‬

‫س\ ما هي اﻻثار ﻷركان الموطن ؟‬


‫اﻻثر اﻻول ‪ :‬ان جوهر الموطن هو اﻻقامة اﻻعتيادية والنية وهذين اﻻمرين يتوقف توافرهما على ارادة الشخص الحرة‬
‫واﻻختيار السليم ‪ ,‬فالفرد ﻻ يجبر على البقاء او اﻻستقرار في مكان معين ‪ ,‬فالسنجاء والطلبة الدارسون والمرضى الذين‬
‫يقيمون في دولة اخرى لهذه اﻻسباب ﻻ يستطيعون الحصول على موطن بمفهوم القانون الدولي الخاص ومهما كانت مدة‬
‫اﻻقامة لعدم وجود ارادة حرة باﻻختيار‪.‬‬
‫اﻻثر الثاني ‪ :‬ان استقرار اﻻقامة في مكان معين يدل على نية الشخص الذي يمكن اﻻستدﻻل عليها من الظروف المادية ‪,‬‬
‫فشراء دار سكن او قطعة ارض او تأسيس عمل في مكان اقامة الشخص كلها قرائن يستدل فيها على ان مكان اقامة‬
‫الشخص هو موطنه‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫انواع الموطن مهم جدا‬
‫اوﻻ – الموطن اﻻصلي ‪ :‬وهو اول موطن يثبت للشخص بالوﻻدة واﻻصل انه ثابت وﻻ يتغير‪ ,‬ﻻنه يفرض على اﻻنسان‬
‫عند وﻻدته بحكم القانون وليس بأرادة الشخص‪.‬‬
‫غير ان الموطن ﻻ يفترض ان يكون هو البلد الذي ولد فيه الشخص فعﻼ‪ ,‬بل يجوز ان يولد هذا الشخص في اقليم دولة‬
‫اجنبية ويثبت له موطن اصلي بالوﻻدة في دولة اخرى كما هو الحال في القانون اﻻنجليزي‪.‬‬
‫وﻻ توجد اشارة للموطن اﻻصلي في القانون العراقي وانما تطرق الى اﻻحكام الخاصه بالموطن الداخلي‪.‬‬

‫ثانيا – الموطن المكتسب ‪ :‬وهو الموطن الذي يكتسبه الشخص بصوره ﻻحقة بعد ميﻼده ويكون بأرادته واختياره ويسمى‬
‫‪) :‬الموطن اﻻختياري( ويجب ان يكون الشخص كامل اﻻهلية ليحق له اﻻختيار‪ ,‬كما في القانون العراقي الذي اشترط‬
‫ﻻكتساب الموطن اﻻختياري بأن يبلغ سن الرشد ويكون بأرادته واقامته بصورة دائمة او مؤقته كما في م‪ 42‬القانون‬
‫المدني العراقي‪.‬‬

‫ثالثا – الموطن القانوني ‪ :‬وهو الموطن الذي يتقرر بحكم القانون وبنص صريح ﻻعتبارات خاصه او ﻻسباب تتعلق‬
‫بنقص اﻻهلية كما في موطن الصغير والمحجور عليه والمفقود‪ ,‬ويسمى ) الموطن الحكمي او اﻻلزامي ( ‪ ,‬ولما كان‬
‫الموطن القانوني يفرضه القانون حكما وبنص صريح ‪ ,‬فﻼ يجوز للتابع تغييره بأرادته اﻻ اذا زال السبب الذي فرض من‬
‫اجله ‪.‬‬

‫رابعا – الموطن الفعلي او الحقيقي ‪ :‬هو المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة بأستمرار وبنية البقاء فيه وبأختياره وارادته‬
‫الحره ‪ ,‬ويكتسبه باﻻقامه الدائمة او المؤقته حسب المادة ‪ 42‬من ق‪.‬م‪.‬ع‬

‫خامسا – الموطن العام ‪ :‬هو المكان الذي يقيم فيه الشخص على وجه اﻻستمرار ويعد مقرا قانونيا له ويباشر فيه جميع‬
‫اعماله ومعامﻼته بوجه عام‪.‬‬

‫سادسا – الموطن الخاص ‪ :‬هو المكان الذي يتخذه الشخص لبعض اعماله على وجه التحديد والتخصيص ويكون مصدره‬
‫القانون او العقد ‪ ,‬كما في الموطن التجاري والموطن المختار‪ ,‬كما في ‪:‬‬
‫المادة ‪ 44‬ق‪.‬م‪.‬ع ))يعتبر المكان الذي يباشر فيه الشخص تجارة او حرفة موطنا ً له بالنسبة الى ادارة اﻻعمال المتعلقة‬
‫بهذه التجارة او الحرفة((‬
‫المادة ‪ 45‬ق‪.‬م‪.‬ع ‪:‬‬
‫‪ – 1‬يجوز اتخاذ موطن مختار لتنفيذ عمل قانوني معين‪.‬‬
‫‪ – 2‬والموطن المختار لتنفيذ عمل قانوني يكون هو الموطن بالنسبة لكل ما يتعلق بهذا العمل بما في ذلك اجراءات‬
‫التنفيذ اﻻ اذا نص صراحة على قصر الموطن هذا على اعمال دون اخرى‪.‬‬
‫‪ – 3‬وﻻ يجوز اثبات الموطن المختار اﻻ بالكتابة‪.‬‬

‫سابعا – الموطن الشخص المعنوي ‪ :‬هو موطن مستقل ومتميز عن الموطن العام لﻼشخاص الذين انشأوا الشخص‬
‫المعنوي‪ ,‬وغالبا ما ينص القانون على اعتبار مركز اﻻدارة الرئيسي للشخص المعنوي موطنا له وكما جاء في القانون‬
‫المدني العراقي في ‪:‬‬
‫مادة ‪ 48‬ق‪.‬م‪.‬ع )) ‪ – 6‬وله موطن‪ ،‬ويعتبر موطنه المكان الذي يوجد فيه مركز ادارته والشركات التي يكون مركزها‬
‫الرئيسي في الخارج ولها اعمال في العراق يعتبر مركز ادارتها بالنسبة للقانون الداخلي المكان الذي فيه ادارة اعمالها‬
‫في العراق((‬

‫ثامنا – الموطن المأذون ‪ :‬هو ان يحصل الشخص على اذن رسمي من الجهات اﻻدارية في السماح له بالتوطن في دولة‬
‫معينة‪ ,‬وكما جاء في القانون الفرنسي والمصري ‪ ,‬ولم يشير المشرع العراقي الى شرط اﻻذن بالتوطن ‪ ,‬اﻻ انه اشترط‬
‫اﻻقامة بصورة مشروعة وان انعدام المشروعية في اﻻقامة تعني عدم امكان حصول دليل يثبت فيه توطنه‪,‬‬
‫وكما جاء في قانون اقامة اﻻجانب ‪ 118‬لسنة ‪ 1978‬في ‪:‬‬
‫المادة ‪ – 2)) 22‬تعتبر المدة التي يمضيها اﻻجنبي في العراق بدون وثيقة اقامة أو بدون تجديدها في الموعد المقرر‬
‫قانونا اقامة غير مشروعة ويستوفى عنها الرسم المفروض وفق الفقرة )‪ (1‬من هذه المادة في كل من الحالتين‬
‫المذكورتين‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬
‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫تصوير الموطن في القوانين المقارنه والقانون العراقي مهم جدا‬
‫بالرغم من ان الموطن تعبير عن فكرة واقعية ‪ ,‬فأن تشريعات الدول المختلفه عند تنظيم احكامه لم تلتزم مفهوما موحدا‬
‫للموطن بصوره عامة ‪ ,‬بل وضعوا تصويرا يختلف الواحد منه عن اﻻخر ‪ ,‬وهذا اﻻختﻼف يرجع الى تنوع او اختﻼف‬
‫التوارث القانوني ‪ ,‬وهناك اتجاهان اساسيان في شأن تصوير الموطن في تشريعات الدول المختلفه وهما ‪:‬‬

‫اﻻتجاه اﻻول ‪ -‬التصوير الحكمي او اﻻفتراضي للموطن ‪ :‬ويعتبر ان موطن الشخص هو المكان الذي يوجد به‬
‫المقر الدائم والرئيس ﻷعماله ‪ ,‬ويسود هذا اﻻتجاه في الدول التي تعتمد على الموطن في العﻼقات القانونية الداخلية‬
‫والدولية ) النظام اﻻنكلو امريكي( وهذا التصوير ﻻ يهتم في الواقع ﻻن الشخص قد ﻻ يكون مقيما في المركز الرئيسي‬
‫ﻷعماله وانما العبره فقط بالمقر الرئيسي لﻼعمال الذي يعتبره القانون موطنا حكميا‪,‬‬
‫لذلك قد يكون المقر الرئيسي لﻼعمال منفصﻼ عن محل اﻻقامة ‪ ,‬وبهذه الحاله يكون الموطن هو غير المكان الذي يتخذه‬
‫الشخص محﻼ ﻷقامته الدائمة او المعتادة ‪,‬‬
‫ويترتب على التصوير الحكمي نتيجتان اساسيتان وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان يكون لكل شخص موطن معين وهو المركز الرئيسي لمقر عمله‪ ,‬كما هو الموطن اﻻصلي الذي يثبت للشخص الطبيعي‬
‫عن وﻻدته ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻻ يجوز ان يكون للشخص الواحد اكثر من موطن ‪ ,‬فأذا كان للشخص اكثر من محل اقامة ‪ ,‬فغير المتصور ان يكون له‬
‫اكثر من مركز رئيس واحد‪ ,‬فالتصوير الحكمي يتميز بالوحدة‪.‬‬

‫اﻻتجاه الثاني ‪ -‬التصوير الواقعي ‪ :‬هنا الموطن يكون المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة ‪ .‬فيقوم هذا التصوير على‬
‫نظرة مادية وهي وجوب المطابقة بين مكان اﻻقامة متى كانت تلك اﻻقامة ليست عارضة ‪ ,‬لذا يتستند هذا التصوير على‬
‫الركن المادي وهو عنصر السكن واﻻقامة اﻻعتيادية سواء كانت دائمة او مؤقته ‪ ,‬وهذا ما اخذت به دول اوربا الغربية‬
‫وسوريا وليبيا وتركيا‪ ,‬وخﻼصة القول ان الموطن بهذا التصوير يقترب من الواقعية بعكس التصوير الحكمي‪.‬‬
‫ويترتب على التصوير الواقعي نتيجتان اساسيتان وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬امكانية تعدد الموطن بالنسبه للشخص الواحد‪ ,‬حيث يمكن للشخص ان يكون له اكثر من موطن بتعدد محل اقامة الشخص‬
‫المعتادة في اكثر من مكان معين‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن ان يؤدي الى امكانية عدم الموطن‪ ,‬ﻻنه هذا التصوير يقوم على فكرة اﻻقامة اﻻعتيادية المستقرة ‪ ,‬فأذا تخلفت هذه‬
‫اﻻقامة في وقت ما ‪ ,‬فأن يصبح بﻼ موطن‪ ,‬كما في حال عديم الجنسية‪.‬‬

‫واخذ المشرع العراقي حسب المادة ‪ 42‬من ق‪.‬م‪.‬ع بالتصوير الواقعي الذي يشترط بأن الموطن هو المكان الذي يقيم به‬
‫الشخص عادة وبأرادته وبشكل مشروع‪,‬‬
‫غير ان هذا التصوير تعرض لﻼنتقاد‪ ,‬اذ انه يؤدي الى ازدواجية ﻻ تنسجم مع القاعدة التي تقضي بضرورة تركيز‬
‫الشخص في مكان معين عند تحديد النظام القانوني الذي يخضع له‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬
‫الطبيعة القانونية للموطن‬

‫هو بيان مدى اعتباره من انظمة القانون العام ام الخاص‪ ,‬وبيان القواعد التي تحكم الموطن في النظام اﻻنكلو امريكي الذي‬
‫يعتمد الموطن بوصفه ضابط اسناد بدﻻ من ضابط الجنسية الذي يعتمد في قوانين الدول الﻼتينية وكما هو في العراق‪.‬‬

‫القواعد التي تحكم الموطن في القوانين اﻻنجلو امريكية ) فقط قاعدة احياء الموطن مهمة (‬
‫تختلف القواعد العامة التي تحكم الموطن من دولة الى اخرى ‪ ,‬فبعضها ﻻ توجد فيها احكام تنظيم الموطن وتترك اﻻمر‬
‫الى القضاء‪ ,‬اما القوانين اﻻنجلو امريكية فأن اﻻحكام التي تنظم الموطن احكام متعددة تعتمد على السوابق القضائية‪.‬‬

‫اوﻻ – القواعد التي تحكم الموطن في القانون اﻻنجليزي ‪ :‬توجد عدة قواعد تحكم هذا القانون وكما يلي ‪:‬‬
‫قاعدة ان الموطن هو مقر الشخص الدائم الذي يفترضه القانون اﻻنجليزي وﻻ مجال لتطبيق قانون اجنبي اخر‪ ,‬ﻻن‬ ‫‪-1‬‬
‫الموطن يؤكد على الرابطة بين الفرد والدولة ويجب ان يحكم الفرد بقانون تلك الدولة‪.‬‬
‫قاعدة ان الموطن في القانون اﻻنجليزي يقوم في اﻻصل على التصوير الحكمي‪ ,‬وهو المكان الذي يوجد فيه المقر الدائم‬ ‫‪-2‬‬
‫للشخص او الرئيسي ﻻعماله‪ ,‬فقد يكون موطن الشخص في دوله ودون ان تكون هذه الدولة هي محﻼ ﻻقامته‪.‬‬
‫قاعدة ان لكل شخص موطن اصلي معين وهو المركز الرئيس لمقر اعماله ‪ ,‬فﻼ يجوز ان يكون للشخص اكثر من موطن‬ ‫‪-3‬‬
‫قاعدة اعتبار موطن المرأة المتزوجة طيلة فترة الزواج هو موطن الزوج‪ ,‬ويتغيير هذا الموطن بتغير الزوج‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫قاعدة اعتبار موطن الشخص التابع لغيره هو موطن المتبوع ‪ ,‬ويتغير بتغييره ‪ ,‬فالصغير تابع ﻻبيه الوصي ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قاعدة احياء الموطن‪) :‬مهمه( هو ان موطن الشخص اﻻصلي يبقى موجودا ‪ ,‬فأذا اراد الشخص تغيير موطنه اﻻختياري‬ ‫‪-6‬‬
‫واكتسابه موطنا جديدا او مختارا فأنه ﻻ يفقد موطنه اﻻصلي في حالة تركه ‪ ,‬وانما يبقى في حالة سبات ويكون قابﻼ‬
‫لﻼحياء مرة اخرى‪ ,‬فالموطن اﻻصلي يحيا ليﻼزمه طول الفترة ما بين فقده موطنه اﻻصلي اﻻول وتمام اكتسابه موطنه‬
‫الثاني‪.‬‬

‫ثانيا – القواعد التي تحكم الموطن في القانون اﻻمريكي ‪:‬‬


‫ان فكرة الموطن في جوهرها ﻻ تختلف في سائر الوﻻيات اﻻمريكية ‪ ,‬وان القانون الدولي الخاص اﻻمريكي ﻻ تفرضه‬
‫سلطه عليا على الوﻻيات‪ ,‬بل ان لكل وﻻيه قانونها الخاص الذي يعد فرعا من قانونها الداخلي‪ .‬وهذا ما خوله الدستور‬
‫اﻻمريكي للوﻻيات ولكن هذا التخويل ضمن قيود معينه وهذا ما جعل الكثير من قواعد القانون الدولي الخاص في‬
‫الوﻻيات موحدة‪,‬‬
‫وﻻ تختلف القواعد في القانوني اﻻمريكي عن القانون اﻻنجليزي بأستثناء قاعدة احياء الموطن‪ ,‬اذا ﻻ يأخذ بها القانون‬
‫اﻻمريكي‪ ,‬وان القانون اﻻمريكي يأخذ بالتصوير الحكمي ‪ ,‬فلكل شخص موطن خاص له وﻻ يجوز ان يكون للشخص‬
‫اكثر من موطن واحد ‪ ,‬وان القانون الذي يحكم الموطن في الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية هو قانون القاضي‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪Ahmed Hankawi & Ali Hatem‬‬ ‫القانون الجنسية العراقية‬


‫‪College of Al-turath / Law Department‬‬

You might also like