توصيات حول الصكوك الشرعية - حسين حامد حسان

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫توصيات‬

‫حول الصكوك الشرعية‬

‫الصكوك الشرعية‪ :‬شهادات تمثل حصصاً متساوية القيمة في ملكية موجودات مالية‬
‫يصدرها المستخدم لحصيلة إصدارها على أساس عقد شرعي‪.‬‬

‫والصك الشرعي سند إلثبات حق مالكه فيما يمثله من موجودات مالية‪ ،‬وليس هو‬
‫الحق نفسه‪ ،‬ويصدر الصك باسم مالكه أو لحامله‪ ،‬بفئات متساوية‪.‬‬
‫كما أن الصك الشرعي يمثل عند إصداره حصصا شائعة متساوية القيمة في ملكية‬
‫أصول مالية‪ ،‬وال يمثل ديناً بفائدة في ذمة مصدره لحامله وبذلك يختلف الصك‬
‫الشرعي عن سند القرض بفائدة الذي يمثل عند إصداره‪ ،‬دينا بفائدة في ذمة مصدره‬
‫لمالكه‪.‬‬

‫واألصل أن الصكوك الشرعية قابلة للتداول بنفس شروط وضوابط ما تمثله من‬
‫حقوق مالية‪ ،‬وذلك بعد قفل باب االكتتاب وتوجيه حصيلتها إلى الغرض الذي‬
‫صدرت من أجله أو خصصت له‪ ،‬كدفع حصيلة صكوك اإلجارة واألعيان المؤجرة‪،‬‬
‫لبائع األصل المؤجر أو مؤجره ودفع ثمن شراء البضاعة الموعود بشرائها‬
‫مرابحة(لبائعها) أو دفع ثمن شراء بضاعة السلم لبائعها أو دفع تكاليف تصنيع العين‬
‫المبيعة استصناعا‪ ،‬أو توجيه هذه الحصيلة إلى االستثمار في المشروع المعين أو‬
‫النشاط الخاص في صكوك المضاربة أو المشاركة أو الوكالة في االستثمار‪ ،‬وحتى‬
‫تاريخ تصفية العملية أو المشروع أو النشاط‪.‬‬

‫وتداول الصكوك التي مازالت حصيلتها نقوداً‪ ،‬قبل البدء في المشروع‪ ،‬أو التي‬
‫تحولت فيها األصول بعد التصفية إلى نقود يخضع لضوابط عقد الصرف‪ ،‬وأما إذا‬
‫كان ناتج التصفية ديوناً فقط فإنه يراعى في تداول الصكوك في هذه الحالة أحكام‬

‫‪1‬‬
‫التصرف في الديون‪ ،‬ويتولى البنك اإلسالمي بصفته مدير اإلصدار إعالم مالكي‬
‫الصكوك بوضع المشروع في مراحله المختلفة‪ ،‬بطرق اإلعالم المناسبة‪ ،‬حتى يتم‬
‫تداول الصكوك على أساس ما تمثله في كل مرحلة من هذه المراحل‪.‬‬
‫استثمار جماعياً تنشأ عنه شركة ملك واقعية بين حملة‬
‫اً‬ ‫واستثمار حصيلة الصكوك‬
‫الصكوك‪ ،‬باعتبارهم مالكين‪ ،‬على الشيوع لحصيلة اإلصدار ثم للمشروع االستثماري‬
‫الذي تموله هذه الحصيلة ويرى بعض الباحثين أن هذه الشركة هي شركة عقد‬
‫وتترتب على هذه الشركة أحكامها الشرعية‪.‬‬
‫وعالقة حملة الصكوك بمصدرها تتحدد على أساس العقد الشرعي الذي تصدر‬
‫ٍ‬
‫مشتر لعين مؤجرة ببائعها‪ ،‬أو مستأجر لهذه‬ ‫الصكوك على أساسه‪ ،‬فقد تكون عالقة‬
‫العين بمؤجرها‪ ،‬أو بائع لبضاعة مرابحة أو استصناعاً بالمشتري‪ ،‬أو مشتر لبضاعة‬
‫سلم ببائعها‪ ،‬أو رب مال بمضارب‪ ،‬أو موكل بوكيل استثمار‪ ،‬أو شريك بشريكه‪.‬‬
‫وعالقة البنك اإلسالمي‪ ،‬باعتباره مؤسسة مالية وسيطة‪ ،‬بمصدر الصكوك ‪،‬‬
‫والمكتتبين فيها تتحدد على أساس عقد الوكالة‪ ،‬وطبيعة المهام التي تسندها إليه نشرة‬
‫اإلصدار‪ ،‬فقد يكون البنك اإلسالمي وكيالً في تنظيم عملية اإلصدار‪ ،‬نيابة عن‬
‫مصدري الصكوك‪ ،‬وقد يجمع مع ذلك إدارة العملية أو المشروع أو النشاط‬
‫االستثماري محل الصك بصفته مدير اإلصدار‪ .‬وقد يتولى البنك مع ذلك دور أمين‬
‫االستثمار أو متعهد التغطية أو مروج الصكوك أو وكيل الدفع‪ ،‬وذلك حتى في‬
‫حاالت قيامه بدور منظم اإلصدار‪.‬‬
‫وحق حملة صكوك االستثمار مثل صكوك المضاربة والمشاركة والوكالة باالستثمار‬
‫الذي تمثله صكوكهم‪ ،‬في جميع الحاالت حق عيني ينصب على األصول المالية‬
‫التي تمثل هذه الصكوك حصصاً شائعة فيها‪ ،‬وليس حقاً شخصياً يتعلق بذمة مصدر‬
‫الصك أو المستخدم لحصيلته‪ ،‬بصفته مديناً لمالك الصك‪ ،‬كالشأن في سندات‬
‫الديون‪ ،‬ويترتب على ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أن حملة الصكوك يشاركون في غنم‪ ،‬أي عائد‪ ،‬األصل المالي أو المشروع‬
‫أو النشاط الذي تموله حصيلة صكوكهم‪ ،‬ويتحملون الغرم‪ ،‬أي مخاطر‬
‫استثمار هذا األصل أو المشروع أو النشاط التي ال يد للمستثمر فيها وال قدرة‬

‫‪2‬‬
‫له على توقعها أو تالفي آثارها‪ ،‬بأن لم يكن قد تعدى أو قصر أو خالف‬
‫شروط عقد االستثمار الذي تمثله نشرة اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه ال يجوز أن يضمن مصدر الصك االستثماري لمالكه قيمة الصك‬
‫االسمية‪ ،‬وال قد اًر معيناً من الربح‪ ،‬في غير حاالت التعدي او التقصير أو‬
‫مخالفة شروط نشرة اإلصدار ونتائج دراسة الجدوى المرفقة بها‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يتبرع بالضمان طرف ثالث أما إذا تعدى أو فرط أو خالف فإنه يضمن قيمة‬
‫هذه الصكوك االسمية بل والربح المتحقق على الصحيح والراجح عندنا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن مصدر الصك االستثماري مسئول عن نتائج دراسة الجدوى الواردة في‬
‫نشرة اإلصدار ما لم يكن تخلف هذه النتائج بسبب طارئ بعد اإلصدار ال يد‬
‫له فيه وال قدرة له على توقعه أو تالفي آثاره فهي قرينة بسيطة تنقل عبء‬
‫اإلثبات إلى األمين مضاربا كان أو شريكا مدي ار أو وكيل استثمار ‪.‬‬
‫‪ -4‬يجوز أن يقدم مصدر الصك االستثماري لمالكه بعض الضمانات العينية أو‬
‫الشخصية لضمان مسؤوليته في حاالت عجزه عن إثبات أن هالك موجودات‬
‫الصكوك أو خسارتها أو عدم تحقق الربح الذي أظهرته دراسة الجدوى التي‬
‫قدمها لم يكن بتعديه أو تفريطه أو مخالفة شروط عقد اإلصدار‪.‬‬

‫وحق حملة الصكوك في اإلدارة يختلف باختالف الصيغة التي تستثمر بها حصيلتها‬
‫والعقد الشرعي الذي يصدر الصك على أساسه والصفة الشرعية لحامل الصك‪ ،‬من‬
‫حيث كونه بائعاً أو مشترياً أو مؤج اًر أو مضارباً أو شريكاً أو وكيل استثمار‪.‬‬
‫ويقوم البنك اإلسالمي بصفته مدير إصدار واستثمار بإدارة العمليات التي تمول‬
‫بحصيلة الصكوك‪ ،‬في الحاالت التي يثبت فيها حق حملة الصكوك شرعاً في‬
‫اإلدارة‪ ،‬وذلك نيابة عنهم‪ ،‬كما في صكوك اإلجارة واألعيان المؤجرة‪ ،‬وبيع المرابحة‬
‫والبيع المؤجل واالستصناع والسلم‪ ،‬أما في الحاالت التي يكون فيها حق اإلدارة شرعاً‬
‫لمستثمر حصيلة الصكوك في مشروع معين أو نشاط خاص كالمضارب‪ ،‬فإن هذا‬
‫المستثمر هو الذي يتولى إدارة المشروع‪ ،‬ويقتصر دور البنك اإلسالمي في هذه‬
‫الحالة على اعتباره مدير إصدار أو أمين استثمار لمراقبة المستثمر وحماية حقوق‬

‫‪3‬‬
‫مالكي الصكوك في مواجهته‪ .‬أما الحاالت التي يخضع فيها حق اإلدارة لالتفاق‪،‬‬
‫كالمشاركات والوكاالت في االستثمار فتحدد نشرة اإلصدار طريقة اإلدارة وصاحب‬
‫الحق فيها‪ ،‬ويكون البنك اإلسالمي في هذه الحاالت كذلك مدير إصدار أو أمين‬
‫استثمار لتمثيل حملة الصكوك أمام الوكيل أو الشريك‪.‬‬
‫وتختلف طبيعة الصكوك الشرعية وتتنوع باختالف طبيعة العقد الشرعي الذي تصدر‬
‫الصكوك على أساسه‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬صكوك إجارة األعيان‪ ،‬وهي التي تستخدم حصيلة إصدارها في شراء عين‬
‫مؤجرة أو موعود باستئجارها أو شراء منفعة عين حاضرة أو موصوفة في‬
‫الذمة‪.‬‬
‫‪ .2‬صكوك التمويل‪ ،‬وهي التي تستخدم حصيلة إصدارها لشراء البضاعة الموعود‬
‫بشرائها مرابحة أو دفع ثمن سلعة السلم أو تلكفة العين المبيعة استصناعا‪.‬‬
‫‪ .3‬صكوك االستثمار ‪ :‬وهي الصكوك التي تستخدم حصيلتها في تمويل مشروع‬
‫معين أو نشاط خاص بعقد من عقود المشاركات كالمضاربة والمشاركة‬
‫والوكالة في االستثمار والمزارعة والمغارسة والمساقاة‪.‬‬
‫‪ .4‬وصكوك إجارة الخدمات وهي التي تستخدم حصيلة إصدارها في شراء خدمة‬
‫إلعادة بيعها لطالبها‪.‬‬

‫وإصدار الصكوك يعني طرحها لالكتتاب فيها‪ ،‬وذلك بتوجيه مصدر الصك‪ ،‬الراغب‬
‫في استثمار أو استخدام حصيلته بصيغة من صيغ االستثمار أو التمويل الشرعية‪،‬‬
‫أو وكيله‪ ،‬إيحاباً إلى الجمهور أو إلى مكتتبين بأعيانهم‪ ،‬يعرض عليهم فيه الدخول‬
‫معه في عقد من العقود الشرعية‪ .‬ويكون قبولهم لهذا اإليجاب باالكتتاب في‬
‫الصكوك المصدرة ودفع قيمتها‪ .‬ويتم بهذا القبول عقد اإلصدار‪.‬‬

‫ومصدر الصك هو من يستخدم حصيلته بصيغة شرعية ومصدر الصك قد يكون‬


‫شركة أو فرداً أو حكومة أو مؤسسة مالية‪ ،‬وقد ينوب عن المصدر في تنظيم عملية‬

‫‪4‬‬
‫اإلصدار مؤسسة مالية وسيطة كبنك دبي اإلسالمي مقابل أجر أو عمولة تحددها‬
‫نشرة اإلصدار‪.‬‬

‫وعقد اإلصدار هو العقد الشرعي الذي تصدر الصكوك على أساسه‪ ،‬ذلك أن كل‬
‫إصدار يجب أن يستند على عقد من العقود الشرعية تتوافر فيه أركان وشروط هذا‬
‫العقد و تترتب عليه أحكامه وآثاره‪ .‬وينعقد عقد إصدار الصكوك بإيجاب من مصدر‬
‫الصكوك وقبول من المكتتبين فيه ويوجه هذا اإليجاب عن طريق إعالن نشرة تسمى‬
‫نشرة اإلصدار تتضمن جميع أركان وشروط العقد الشرعي الذي تصدر الصكوك‬
‫على أساسه‪ .‬و قد يسبق إعالن هذه النشرة إعداد دراسة جدوى للعملية أو المشروع أو‬
‫النشاط المراد تمويله بحصيلة الصكوك المصدرة‪ .‬وتعد نتائج هذه الدراسة جزءاً من‬
‫نشرة اإلصدار‪ ،‬ومصدر الصك مسؤول عن نتائج هذه الدراسة ما لم يثبت أن تخلف‬
‫هذه النتائج كان بسبب ظروف طرأت بعد تقديم الدراسة‪ ،‬اليد له فيها وال قدرة له على‬
‫توقعها أو تالفي آثارها‪ .‬أما القبول فإنه يتمثل في االكتتاب في الصكوك المصدرة‬
‫ودفع ثمنها‪ ،‬ويعد المكتتب قابالً للدخول في العقد الذي تحدده نشرة اإلصدار‪ ،‬بنفس‬
‫الشروط واألحكام الواردة فيها وتترب في حقه جميع آثار هذا العقد‪.‬‬
‫ويرى فريق من الباحثين‪ ،‬وبرأيهم أخذ مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬أن اإليجاب يتمثل في‬
‫االكتتاب في الصكوك‪ ،‬وأن القبول يتمثل في موافقة الجهة المصدرة أو المنشئة‬
‫للصكوك على تخصيص الصكوك للمكتتبين‪ ،‬أما نشرة اإلصدار فهي مجرد تعريف‬
‫بشروط وأحكام العقد الذي يصدر االكتتاب في الصكوك على أساسه‪.‬‬

‫وشروط اإلصدار هي الشروط التي يجب أن تتضمنها نشرة إصدار الصكوك حتى‬
‫تستوفي شروط اإليجاب الشرعي الذي ينشأ عن قبوله العقد الشرعي الذي تصدر‬
‫الصكوك على أساسه‪ ،‬والذي تترتب آثاره في حق عاقديه‪ ،‬المصدر والمكتتب‪ ،‬ويعد‬
‫المكتتب في الصكوك‪ ،‬بناء على نشرة اإلصدار‪ ،‬قابالً لهذا العقد بجميع الشروط‬
‫واألحكام التي تتضمنها هذه النشرة‪ ،‬ويدخل في ذلك موافقة المكتتب على تعيين مدير‬
‫اإلصدار وأمين االستثمار‪ ،‬ومتعهد التغطية وغيرهم من المشاركين والمعاونين في‬

‫‪5‬‬
‫اإلصدار الذين تحددهم النشرة واختصاصاتهم وحدود سلطاتهم واألجور والعموالت‬
‫التي تدفع لهم‪.‬‬

‫أحكام متعلقة بإصدار وتداول الصكوك لمختلف الصيغ الشرعية‬

‫‪ -1‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع عين مؤجرة موجودة عند اإلصدار‪:‬‬
‫تنتقل بموجب االكتتاب فى مثل هذه الصكوك ملكية الثمن المتمثل في حصيلة‬
‫الصكوك إلى مصدر الصكوك‪ ،‬وملكية العين المبيعة إلى حملة الصكوك‪ ،‬كل بنسبة‬
‫ما اكتتب فيه من صكوك‪ ،‬ويستحقون غنم هذه العين‪ ،‬ومنه األجرة ويتحملون غرمها‪.‬‬
‫وتسمى الصكوك الصادرة لشراء عين مؤجرة أو موعود باستئجارها صكوك األعيان‬
‫المؤجرة أو الموعود باستئجارها أو القابلة للتأجير‪.‬‬
‫ويمثل الصك في هذه الحالة حصة شائعة في ملكية حقيقية للعين المؤجرة‪ ،‬لذا فإن‬
‫هذه الصكوك يجوز تداولها منذ لحظة إصدارها وحتى نهاية مدتها‪ ،‬كما أنه يجوز‬
‫استردادها من مصدرها بشروط معينة‪ .‬والشريعة اإلسالمية ال تمنع من بيع العين‬
‫المؤجرة ونفاذ عقود اإليجار في حق المشتري واستحقاقه ألجرتها‪ ،‬والبائع للعين هنا‬
‫واحد والمشترون لها عدد كبير‪ ،‬وهو جائز باتفاق‪ .‬وصدور االكتتاب من كل واحد‬
‫منهم يعد قبوالً ينعقد به عقد اإلصدار‪ ،‬أي إيجاب البيع وقبوله‪ ،‬في حدود ما اكتتب‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪ -2‬الصكوك الصادرة على أساس بيع منفعة أصل موجود عند عقد اإلصدار‬
‫يملكها المصدر بعقد إجارة أو يملك أصلها‪:‬‬
‫إذا تم االكتتاب في هذه الصكوك ودفع قيمتها انعقدت اإلجارة بين مصدر الصك‬
‫بصفته مؤج اًر لألصل الذي يملكه‪ ،‬وبين المكتتبين بصفتهم مستأجرين له‪.‬‬
‫ويترتب على هذه اإلجارة آثارها الشرعية؛ فتنتقل ملكية األجرة المتمثلة في حصيلة‬
‫الصكوك‪ ،‬من المستأجر إلى المؤجر‪ ،‬وتنتقل ملكية المنفعة من المؤجر إلى‬
‫المستأجرين‪ ،‬وهم حملة الصكوك أو من يمثلهم‪ ،‬الذين يستحقون غنم هذه المنفعة؛‬
‫بإعادة تأجير األصل للواعد باستئجاره أو لغيره‪ ،‬واستحقاق الفرق بين األجرتين‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫وتحمل الغرم‪ ،‬كما في حالة عدم تأجير األصل للمدة وباألجرة التي تحقق ربحاً‬
‫لحملة الصكوك‪.‬‬
‫والصكوك التي تصدر لدفع أجرة األصل تمثل حصة شائعة في ملكية منفعة األصل‬
‫المستأجر‪ ،‬ولذا فإنه يجوز تداولها واستردادها منذ لحظة إصدارها وقبل بيع هذه‬
‫المنفعة بعقد إجارة من الباطن وذلك بما يتفق عليه حامل الصك ومشتريه وأما بعد‬
‫بيع هذه المنفعة فإن التداول يكون بالقيمة االسمية وبثمن حال ألن الصك يمثل‬
‫األجرة وهي دين في ذمة المستأجر من الباطن في هذه الحالة ودليل جواز تداول‬
‫هذه الصكوك أنها تمثل منفعة ‪ ،‬و المنافع أموال عند جمهور الفقهاء‪ ،‬والشريعة ال‬
‫تمنع من أن يكون المؤجر لألصل واحداً والمستأجرون له كثيرون‪ ،‬واكتتاب كل منهم‬
‫في الصكوك يعد قبوالً لشراء المنفعة في حدود حصته‪.‬‬

‫‪ -3‬الصكوك الصادرة على أساس عقد إجارة أصل موصوف في الذمة‪:‬‬


‫فإذا تم هذا االكتتاب ودفع المكتتبون قيمة الصكوك الصادرة لتمويل األجرة انعقدت‬
‫االجارة بين مصدر الصك‪ ،‬بصفته مؤج اًر ألصل موصوف في الذمة‪ ،‬والمكتتبين في‬
‫الصكوك‪ ،‬بصفتهم مستأجرين لهذا األصل أو مشترين لمنفعته‪ ،‬وترتبت على هذه‬
‫االجارة آثارها الشرعية‪ ،‬فيستحق المؤجر األجرة المتفق عليها‪ ،‬وهي المتمثلة في‬
‫حصيلة الصكوك‪ ،‬ويستحق المستأجر‪ ،‬وهم مالكو الصكوك‪ ،‬منفعة األصل‬
‫الموصوف في الذمة‪ ،‬وذلك من تاريخ توقيع العقد‪ ،‬ويلتزم المؤجر بتسليم المستأجر‬
‫األصل الذي تستوفى منه المنفعة في تاريخ نفاذ االجارة‪ ،‬وتحسب األجرة ابتداء من‬
‫هذا التاريخ‪ ،‬وإن جاز تقديم دفعها قبل ذلك باالتفاق‪.‬‬
‫وقد أجاز بعض الفقهاء لمالك المنف عة‪ ،‬وهي دين في ذمة المؤجر‪ ،‬أن يبيع منفعة‬
‫بنفس مواصفات هذه المنفعة‪ ،‬قبل قبض العين التي تستوفى منها المنفعة التي‬
‫ملكها‪ ،‬وذلك بإبرام عقد إجارة موازية‪ ،‬بأجرة أعلى من األجرة التي دفعها للمؤجر في‬
‫الذمة‪ ،‬وله أن يوفي بالتزامه بتسليم العين التي اشترى منفعتها في الذمة أو غيرها‪،‬‬
‫للمستأجر منه في الذمة‪ .‬والشريعة ال تمنع من أن يكون المؤجر لعين واحداً‬

‫‪7‬‬
‫والمستأجرون منه كثيرون‪ .‬وال بد من أن تتضمن نشرة اإلصدار شروط عقد اإلجارة‬
‫في الذمة كما تقدم‪.‬‬
‫ويجوز تداول الصكوك التي تمثل حصة شائعة في ملكية األصول المؤجرة أو في‬
‫ملكية منافع األصول بما يتفق عليه مالك الصك ومشتريه‪ ،‬بعد قفل باب االكتتاب‬
‫وقيام البنك‪ ،‬بصفته مدير إصدار‪ ،‬بتوقيع عقود البيع واإلجارة مع البائع والمؤجر‬
‫ودفع الثمن واألجرة من حصيلة الصكوك ويشمل ذلك ‪:‬‬
‫• تداول صكوك ملكية األعيان أو األعيان المؤجرة أو الموعود باستئجارها أو‬
‫القابلة للتأجير‪.‬‬
‫• تداول صكوك ملكية منافع األعيان الحاضرة قبل إعادة تأجيرها‪ ،‬فإن أجرت‬
‫كان الصك ممثالً لألجرة‪ ،‬وهي دين في ذمة المستأجر‪ ،‬فيخضع التداول‬
‫ألحكام وضوابط التصرف في الديون‪.‬‬
‫• تداول صكوك ملكية منافع األعيان الموصوفة في الذمة بعد قبضها عند‬
‫الجمهور‪ ،‬للمؤجر وغيره وقبل قبضها للمؤجر عند الشافعية ولغيره عند‬
‫بعضهم وذلك كله قبل بيع هذه المنافع على النحو السابق‪.‬‬

‫‪ -4‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع الخدمات‬


‫فيكون الموجب في هذه الحالة بائعا أو مؤج اًر لهذه الخدمات أو وكيالً عن المؤجر‪،‬‬
‫والمكتتب القابل لإليجاب مستأج اًر لهذه الخدمات‪ ،‬ويكون القصد من هذا العقد هو‬
‫قيام ال بنك اإلسالمي‪ ،‬بصفته مدير إصدار‪ ،‬بإعادة تأجير هذه الخدمات بأجرة أعلى‬
‫وتحقيق ربح‪ ،‬ثم توزيع األجرة بين مالكي الصكوك‪.‬‬
‫والشريعة اإلسالمية ال تمنع من أن يكون المؤجر لخدماته واحداً والمستأجرون لهذه‬
‫الخدمات عدد كبير‪ ،‬كما أن الشريعة ال تمنع من بيع‪ ،‬أي إعادة تأجير‪ ،‬خدمات‬
‫اإلنسان التي ملكها المؤجر بعقد عمل أو إجارة خدمات‪ ،‬وال تفرق الشريعة بين‬
‫اإلجارة الواردة على األعيان واإلجارة الواردة على عمل اإلنسان في هذا الخصوص‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ويجب أن تتوافر في صكوك بيع الخدمات جميع شروط عقد اإلجارة الواردة على‬
‫عمل اإلنسان‪ ،‬وتترتب على هذه اإلجارة جميع أحكام عقد إجارة الخدمات‪.‬‬
‫ولما كانت صكوك الخدمات تمثل منافع أو خدمات في ذمة المؤجر‪ ،‬وال تمثل ديوناً‬
‫نقدية‪ ،‬فإنه يجوز تداول هذه الصكوك قبل إعادة بيع هذه الخدمات بما يتفق عليه‬
‫حامل الصك ومشتريه‪ ،‬وأما بعد بيع هذه الخدمات وصيرورة المقابل دينا في ذمة‬
‫مشتريها فإنه يجري على تداولها حكم تداول الديون أي بالقيمة االسمية على أن‬
‫يكون الثمن حاال‪ ،‬على اعتبار أن المنافع أموال يجوز التصرف فيها قبل قبض‬
‫المحل الذي تستوفى منه‪ ،‬ألن المنافع في جميع األحوال ال تستوفى بقبض المحل‬
‫الذي تستوفى منه دفعة واحدة عند القبض‪ ،‬بل بمرور الزمن‪.‬‬

‫‪ -5‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع بضاعة سلماً‪:‬‬


‫وموضوع اإلصدار في هذه الحالة هو عقد صفقة سلم‪ ،‬بحيث تكون حصيلة إصدار‬
‫الصكوك التي تصدر لتمويل هذه الصفقة ثمناً يدفع للمسلم إليه عند التعاقد‪ ،‬على أن‬
‫تقبض بضاعة السلم في أجل محدد أو على دفعات في آجال محددة‪ ،‬وذلك بقصد‬
‫إعادة بيعها بربح‪ .‬فيكون مصدر الصك بائعا لبضاعة السلم‪ ،‬والمكتتبون فيه مشترون‬
‫لها‪ ،‬فإذا تم قبول هذا اإليجاب باالكتتاب في الصكوك ودفع قيمتها انعقد السلم بين‬
‫مصدر الورقة‪ ،‬بصفته بائعاً لبضاعة السلم‪ ،‬والمكتتبين فيها‪ ،‬بصفتهم مشترين لها‪،‬‬
‫بطريق مباشر‪ ،‬وتترتب على هذا العقد آثاره الشرعية‪ ،‬من تملك البائع سلما للثمن‬
‫الذي يقبضه من حصيلة الصكوك‪ ،‬عند التعاقد بعد اكتمال عملية االكتتاب‪ ،‬وتملك‬
‫حملة الصكوك لبضاعة السلم والتزام البائع سلماً بتسليم بضاعة السلم في الموعد‬
‫المتفق عليه‪.‬‬
‫ويمثل الصك الصادر لتمويل صفقة سلم محددة‪ ،‬حصة في بضاعة السلم‪ ،‬وهي دين‬
‫سلعي في ذمة بائعه الذي يلتزم بتسليمه لمشتريه‪ ،‬من إنتاجه أو من إنتاج غيره‪ .‬وقد‬
‫أجاز المالكية التصرف في دين السلم غير الطعام لبائعه قبل قبضه بسعر شرائه‬
‫دون زيادة عندهم وبسعر السوق عند ابن تيمية وتلميذه ابن القيم‪ ،‬ولغيربائعه مطلقا‬
‫نظ اًر لطبيعته الخاصة باعتباره ديناً سلعياً يختلف عن الدين النقدي الذي يخضع‬

‫‪9‬‬
‫لضوابط التصرف في الديون‪ .‬وبناء على هذا الرأي فإنه يجوز تداول صكوك السلم‬
‫بعد قفل باب االكتتاب وتسليم حصيلته للبائع سلماً‪ ،‬وتوقيع عقد السلم معه وحتى‬
‫تاريخ تصفية العملية وتوزيع حصيلة بيع بضاعة السلم بعد قبضها على حملة‬
‫صكوك السلم‪.‬‬
‫ويتولى البنك اإلسالمي‪ ،‬بصفته وكيالً عن المصدر‪ ،‬تنظيم إصدار صكوك السلم‪،‬‬
‫مقابل عمولة‪ ،‬ويقوم بصفته مدي اًر لإلصدار بتنفيذ العقد‪ ،‬فيعقد السلم الموازي لبيع‬
‫بضاعة بنفس مواصفات البضاعة المشتراة سلماً‪ ،‬ويقبض ثمنها عند التعاقد‪ ،‬ويبيع‬
‫بضاعة السلم بعد قبضها‪ ،‬أو يسلمها للمشتري في السلم الموازي‪ ،‬ويقسم الحصيلة‬
‫على حملة الصكوك‪.‬‬

‫‪ -6‬الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع أصل مصنع ‪:‬‬


‫وتتضمن نشرة اإلصدار في هذه الحالة‪ ،‬أي اإليجاب‪ ،‬عرضاً من مصدر الصك‬
‫حكومة أو شركة أو مؤسسة فردية بصفته مستصنعاً‪ ،‬أو من وكيله‪ ،‬كبنك إسالمي‪،‬‬
‫موجها إلى جمهور المكتتبين أو إلى فئة محددة منهم‪ ،‬كبعض المؤسسات المالية‪،‬‬
‫يعرض عليهم فيه شراء أصل مصنع منهم‪ ،‬فإذا تم قبول هذا العرض باالكتتاب في‬
‫الصكوك ودفع قيمتها انعقد االستصناع بين مصدر الصك بصفته مستصنعاً‪ ،‬أو‬
‫البنك الذي ينظم عملية االصدار نيابة عنه‪ ،‬وبين المكتتبين في الصكوك بصفتهم‬
‫صانعين‪.‬‬
‫والشريعة اإلسالمية ال تمنع من أن يكون المستصنع واحداً والصانع عدد كبير‬
‫يساهمون جميعاً في صنع األصل بأموالهم‪ ،‬أو تمويل صنعه عن طريق استصناع‬
‫مواز‪ ،‬ثم يحصلون على ربح هو الفرق بين تكلفة تصنيع األصل أو المشروع والثمن‬
‫الذي بيع به للمستصنع‪.‬‬
‫وهذا الصك يمثل‪ ،‬بعد قفل باب االكتتاب وبدء تصنيع األصل‪ ،‬حصة شائعة في فى‬
‫موجودات تتمثل في مواد التصنيع في مراحل التصنيع المختلفة‪ ،‬ثم فى العين‬
‫المصنعة نفسها بعد صنعها وقبل تسليمها للمستصنع فيخضع تداوله لحكم التصرف‬

‫‪10‬‬
‫فى هذه األعيان‪ ،‬ثم يمثل حصة في ثمن العين المصنعة بعد تسليمها لمشتريها بثمن‬
‫مؤجل‪ ،‬فيخضع تداوله في هذه الحالة األخيرة لضوابط التصرف في الديون النقدية‪.‬‬

‫‪ -7‬الصكوك الصادرة على أساس عقد البيع مرابحة ‪:‬‬


‫وتتضمن نشرة إصدار هذه الصكوك‪ ،‬أي اإليجاب الذي تتضمنه‪ ،‬وعداً ملزماً من‬
‫مصدرها‪ ،‬أو من ال بنك اإلسالمي الذي ينوب عنه‪ ،‬بشراء بضاعة بمواصفات معينة‪،‬‬
‫بثمن محدد‪ ،‬أو بما قامت به البضاعة على المشتري‪ ،‬مع ربح معلوم‪ ،‬مبلغا مقطوعا‬
‫أو نسبة محددة من تكاليف البضاعة‪ ،‬يدفع في م واعيد محددة‪ ،‬وذلك بعد تملك مدير‬
‫اإلصدار بصفته نائباً عن المكتتبين‪ ،‬لهذه البضاعة وقبضها‪ ،‬فإذا تم االكتتاب ودفع‬
‫المكتتبون قيمة الصكوك التي تمول عملية الشراء وما يتبعه من تكاليف التأمين‬
‫والشحن والتفريغ وغيرها‪ ،‬فللبنك اإلسالمي بصفته وكيل إصدار أن يقوم نيابة عن‬
‫المكتتبين‪ ،‬اعتماداً على هذا الوعد الملزم‪ ،‬باستخدام حصيلة االكتتاب في تملك‬
‫البضاعة الموعود بشرائها وقبضها القبض الناقل للضمان‪ ،‬ثم يقوم بصفته وكيالً عن‬
‫مالكي صكوك المرابحة‪ ،‬بتوقيع عقد المرابحة للواعد بالشراء‪ ،‬نيابة عن حملة‬
‫الصكوك‪ ،‬ثم يتولى بعد ذلك تسليم البضاعة وتحصيل الثمن وتوزيعه على حملة‬
‫صكوك بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪ .‬وللبنك أن يعين مدير استثمار ويحدد له أج اًر‬
‫للقيام بهذه العمليات حسبما تقرره نشرة اإلصدار‪.‬‬
‫وبضاعة المرابحة تكون في ملك وحيازة مدير اإلصدار بصفته وكيالً عن حملة‬
‫الصكوك من تاريخ شرائها وقبضها من بائعها األول وحتى تاريخ تسليمها لمشتريها‬
‫مرابحة‪ ،‬فيمثل الصك في هذه المرحلة حصة في هذه البضاعة‪ ،‬ثم يمثل حصة في‬
‫ثمنها‪ ،‬وهو دين في ذمة المشتري مرابحة بعد قبض المشتري للبضاعة‬
‫وحتى تاريخ سداده للثمن وتصفية المعاملة وتوزيع عوائدها على حملة الصكوك‬
‫الممولة لها‪ ،‬على أنه يجوز توزيع أقساط المرابحة على مالكي الصكوك عند قبض‬
‫كل قسط منها‪ ،‬ويكون ربح حملة الصكوك هو الفرق بين ثمن شراء بضاعة المرابحة‬
‫ودفع مصروفاتها نقداً وثمن بيعها للمشتري مرابحة على أقساط مؤجلة‪ ،‬ولذا فإن‬

‫‪11‬‬
‫تداول هذه الصكوك بعد فترة تسليم البضاعة لمشتريها وحتى دفع الثمن يخضع‬
‫لضوابط التصرف في الديون‪.‬‬
‫ويجوز تداول صكوك بيع المرابحة والبيع المؤجل بعد قفل باب االكتتاب وشراء‬
‫البضاعة وحتى تاريخ تسليمها للمشتري مقابل ثمن مؤجل أو يدفع على أقساط‪،‬‬
‫ويخضع لقيود التصرف في الديون بعد تسليم البضاعة للمشتري وحتى قبض الثمن‬
‫وتصفية العملية فيكون بيع الصك بقيمته االسمية وبثمن يدفع عند التعاقد‪.‬‬

‫‪ -8‬الصكوك الصادرة على أساس عقد المضاربة‪:‬‬


‫إذا كان المقصود من إصدار الصكوك هو توفير رأس مال مضاربة الستثماره في‬
‫مشروع خاص أو نشاط معين‪ ،‬فإن هذه الصكوك تسمى صكوك المضاربة المقيدة‪،‬‬
‫وإذا كان النشاط الذي تستثمر فيه حصيلة الصكوك عاماً‪ ،‬فتسمى الصكوك صكوك‬
‫المضاربة المطلقة‪.‬‬
‫وتتضمن نشرة اإلصدار‪ ،‬أي اإليجاب‪ ،‬عرض مصدر الصك استثمار حصيلة‬
‫الصكوك في مشروع معين أو نشاط خاص أو فيما يراه المضارب من أنشطة مختلفة‬
‫بصفته مضاربا‪ ،‬فإذا تم قبول هذا العرض باالكتتاب في الصكوك ودفع قيمتها‬
‫انعقدت مضاربة بين مصدر الصك والمكتتبين فيه‪ ،‬وترتبت عليها آثارها الشرعية‪،‬‬
‫حسب ما ورد في نشرة اإلصدار‪ ،‬وتكون حصيلة بيع هذه الصكوك هي رأسمال‬
‫المضاربة‪.‬‬
‫ويمكن أن يقوم البنك اإلسالمي بصفته مضارباً بإصدار صكوك مضاربة يفوض في‬
‫استثمار حصيلتها في جميع مجاالت االستثمار التي يراها حسب تقديره‪ ،‬فيكون‬
‫لحصيلة هذه الصكوك حكم الودائع المطلقة وتستثمر مع بقية الودائع االستثمارية في‬
‫وعاء مشترك‪ ،‬وبذلك يتوفر لحملة هذه الصكوك ميزة تداول ودائعهم‪ ،‬بدالً من اإليداع‬
‫بإيصال ال يقبل التداول‪ ،‬وقد خطى هذه الخطوة بعض البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫والشريعة اإلسالمية تجيز أن يكون المضارب واحداً‪ ،‬وأرباب المال عدد كثير‪ ،‬كما‬
‫هو الحال بالنسبة للبنك مع مودعيه‪ ،‬ويمثل الصك في هذه الحالة حصة شائعة في‬

‫‪12‬‬
‫صافي أصول الوعاء االستثماري المشترك للبنك‪ ،‬الذي تستثمر فيه الودائع المطلقة‬
‫وحدها أو مع حقوق المساهمين‪.‬‬
‫ويجوز تداول صكوك المضاربة بعد قفل باب االكتتاب وتخصيص الصكوك وبدء‬
‫استثمار حصيلة الصكوك( بما ال يقل عن ‪ %10‬من رأس المال) وحتى تاريخ‬
‫التصفية‪ ،‬وال يمنع من جواز التداول ما قد يحدث خالل عمليات االستثمار من وجود‬
‫ديون أو نقود مع األعيان والمنافع تقتضيها طبيعة االستثمار‪ ،‬وإن زادت النقود‬
‫والديون عن األعيان والمنافع‪ ،‬ما دام النشاط الذي استثمرت فيه حصيلة الصكوك‬
‫ليس مقصوداَ به النقود أو الديون‪.‬‬

‫‪ -9‬الصكوك الصادرة على أساس عقد الوكالة في االستثمار‪:‬‬


‫وقد تتضمن نشرة إصدار الصك عرضا من مصدر الصك للجمهور أو فئة خاصة‬
‫من الناس‪ ،‬كالبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الستثمار حصيلة الصكوك بصفته وكيالً‬
‫بأجرة محددة‪ ،‬في عملية استثمارية محددة أو في مشروع معين أو نشاط خاص أو‬
‫مجموع األنشطة التي يختارها الوكيل حسب المصلحة‪ ،‬فإذا قبل من وجه إليهم هذا‬
‫اإليجاب هذا العرض واكتتبوا في الصكوك الصادرة لتمويل هذه العملية أو ذلك‬
‫المشروع أو النشاط انعقدت وكالة في االستثمار بين مصدر الصك‪ ،‬بصفته وكيل‬
‫استثمار‪ ،‬والمكتتبين فيه‪ ،‬بصفتهم موكلين‪ ،‬وترتبت على هذه الوكالة آثارها الشرعية‬
‫حسب شروط الوكالة وأحكامها الشرعية التي تحددها نشرة اإلصدار ودراسة الجدوى‬
‫المعتمدة عليها‪ ،‬وأهم هذه األحكام هو تحديد أجر الوكيل بمبلغ مقطوع أو نسبة من‬
‫المال المستثمر‪ ،‬وتحديد مجال عمله وحدود سلطاته‪ ،‬ويعد االكتتاب في هذه‬
‫الصكوك قبوالً لألجر الذي يعرضه الوكيل‪.‬‬
‫والشريعة اإلسالمية تجيز أن يكون الوكيل في االستثمار واحداً‪ ،‬والموكلون فيه عدد‬
‫كبير‪ ،‬ويمثل الصك في هذه الحالة حصة شائعة في صافي أصول العملية أو‬
‫المشروع أو النشاط‪ ،‬الذي يفتح له الوكيل حساباً مستقالً عن حساباته األخرى‪.‬‬
‫يجوز تداول صكوك الوكالة في االستثمار بعد قفل باب االكتتاب وتخصيص‬
‫الصكوك وبدء استثمار رأس المال بما ال يقل عن ‪ %10‬وحتى نهاية أجل الصكوك‬

‫‪13‬‬
‫وهو تاريخ التصفية‪ ،‬طالما اشتملت موجودات المشاركة على أعيان ومنافع مع‬
‫الديون والنقود وإن قلت األعيان المنافع‪ ،‬ما دام النشاط الذي استثمرت فيه حصيلة‬
‫الصكوك ليس مقصوداَ به النقود أو الديون‪.‬‬

‫‪ -10‬الصكوك الصادرة على أساس عقود المشاركات‪:‬‬


‫فإذا تم االكتتاب في هذه الصكوك انعقدت مشاركة بين مصدر الصك وبين‬
‫المكتتبين فيه وترتب على هذه المشاركة جميع آثار عقد المشاركة‪ ،‬حسب شروط‬
‫نشرة اإلصدار التي قبلها المكتتبون‪ .‬والغالب في صكوك المشاركة أن تتضمن نشرة‬
‫اإلصدار قيام مصدر الصك بصفته شريكا بإدارة المشاركة‪ ،‬وطريقة توزيع األرباح‬
‫بين مصدر الصك وحملة الصكوك‪ .‬ويقوم البنك اإلسالمي بتنظيم إصدار هذه‬
‫الصكوك كما يجوز أن يكون البنك مدير إصدار إلدارة العملية االستثمارية وتنفيذ‬
‫االلتزامات المترتبة عليها‪ ،‬وذلك مقابل األجور التي تحددها نشرة إصدار صكوك‬
‫المشاركة‪.‬‬
‫ويجوز تداول صكوك المشاركة بعد قفل باب االكتتاب وتخصيص الصكوك وبدء‬
‫استثمار رأس مال المشاركة بما ال يقل عن ‪ %10‬وحتى نهاية أجل الصكوك وحتى‬
‫تاريخ بدء هذه التصفية‪ ،‬طالما اشتملت موجوداتها على أعيان ومنافع مع الديون‬
‫والنقود‪ ،‬وإن قلت المنافع واألعيان‪ ،‬ما دام النشاط الذي استثمرت فيه حصيلة‬
‫الصكوك ليس مقصوداَ به النقود أو الديون‪.‬‬
‫ويسري ذلك الحكم على جميع صور المشاركات الدائمة أو المنتهية بالتمليك تدريجياً‬
‫أو في نهاية مدة المشاركة‪.‬‬

‫‪ -11‬الصكوك الصادرة على أساس عقد المزارعة‪:‬‬


‫إذا تم االكتتاب في الصكوك الصادرة لتمويل الزراعة‪ ،‬ودفع قيمتها انعقدت مزارعة‬
‫بين مصدر الصك‪ ،‬بصفته مالك األرض الزراعية وبين جماعة المكتتبين في هذه‬

‫‪14‬‬
‫الصكوك بصفتهم مزارعين بأموالهم‪ ،‬وترتبت عليها آثار عقد المزارعة من وجوب‬
‫قسمة الناتج حسب االتفاق الذي تمثله نشرة اإلصدار‪.‬‬
‫وقد يكون مصدر الصك أو منشئه شركة زراعية تقدم مدخالت الزراعة من البذور‬
‫والشتالت الزراعية والعمالة المدربة‪ ،‬وتطلب من المكتتبين شراء ما تصدره من‬
‫صكوك لتمويل شراء مساحات كبيرة من األرض أو استصالحها وتخصيصها‪ ،‬فإذا‬
‫تم قبول هذا اإليجاب واكتتب الناس في هذه الصكوك انعقدت مزارعة بين مصدر‬
‫الصك‪ ،‬بصفته مزارعاً بماله وبين جماعة المكتتبين فيه‪ ،‬بصفتهم مالك األرض التي‬
‫اشتريت بأموالهم‪ ،‬وترتبت عليها جميع أحكام عقد المزارعة من توزيع الناتج من الزرع‬
‫بين مالك األرض والمزارع‪.‬‬
‫وهذه المعاملة تختلف عن حالة الصكوك التي تصدر لتمويل مشروع زراعي معين‪،‬‬
‫فإن مصدر الصك في هذه الحالة يعد مضاربا أو وكيل استثمار‪ ،‬وهو يستخدم‬
‫حصيلة الصكوك في هذه الحالة في تمويل المشروع الزراعي المعين من شراء‬
‫األرض وزراعتها والصرف على مدخالت الزراعة من آالت وبذور وسماد ودفع أجور‬
‫العمال الزراعيين‪ ،‬فهذا عقد مضاربة في مشروع معين توزع فيه أرباح النشاط حسب‬
‫اتفاق العاقدين‪ ،‬ويمكن أن يطلق على الصك في هذه الحالة صك المضاربة‬
‫الزراعية‪ ،‬أي المضاربة التي مجالها الزراعة‪.‬‬

‫‪ -12‬الصكوك الصادرة على أساس عقود المساقاة‪:‬‬


‫إذا تم االكتتاب في هذه الصكوك انعقدت مساقاة شرعية بين مصدر الصك وبين‬
‫المكتتبين فيه وترتبت عليها آثارها الشرعية من حقوق وواجبات بين مصدرالصك‬
‫مالك الشجر‪ ،‬والمكتتبين فيه ويمثلون المساقي‪ ،‬ويقوم البنك اإلسالمي بإدارة هذه‬
‫العملية من بدايتها إلى نهايتها‪ ،‬بصفته مدير إصدار كما تقدم‪ ،‬وله أن يتعاقد مع‬
‫شركات زراعية أو أفراد للقيام باألعمال الالزمة لرعاية الشجر مقابل أجور تدفع لهم‬
‫من حصيلة االكتتاب‪ .‬ويجب أن تتضمن نشرة اإلصدار طريقة توزيع الناتج من‬
‫الثمار بين حملة الصكوك ومصدرها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -13‬الصكوك الصادرة على أساس عقود المغارسة‪:‬‬
‫صكوك المغارسة سندات تصدر لتمويل تجهيز األرض الزراعية واستنباط مصادر‬
‫المياه لها‪ ،‬كحفر اآلبار ومد شبكات الري والصرف‪ ،‬ثم زراعة شتالت الفاكهة أو‬
‫غيرها ودفع أجور المهندسين والعمال الزراعيين‪ ،‬وفواتير المياه والكهرباء‪ ،‬ويشارك‬
‫حملة الصكوك مالك األرض في ملكية البساتين أرضاً وشج اًر‪ ،‬حسب ما تقرره نشرة‬
‫اإلصدار‪ ،‬ثم تباع وتوزع حصيلة بيعها على حملة الصكوك‪،‬‬
‫ويمكن تداول صكوك المزارعة والمساقاة والمغارسة بعد قفل باب االكتتاب‬
‫وتخصيص الحصيلة للصرف على المشروع إذ تختلط هذه النقود بعد بدء النشاط‬
‫مع الزرع والشجر والشتالت واألرض وتصير شيئاً واحداً‪ ،‬ألن الشركة تقتضي‬
‫االختالط إعماالً للقصد والنية‪.‬‬
‫ويجب أن تتضمن نشرة اإلصدار شروط عقد المزارعة أو المساقاة أو المغارسة‪،‬‬
‫وذلك بتعيين األرض مكاناً ومساحة‪ ،‬ونوع الزراعة أو الغرس‪ ،‬ومدة المزارعة أو‬
‫المغارسة‪ ،‬وهل هو محصول واحد‪ ،‬أو مدة محددة‪ ،‬ونسبة قسمة المحصول أو الناتج‬
‫من الزرع أو الفاكهة أو مساحة األرض المغروسة‪ ،‬وتسليم األرض‪ ،‬وأال تتضمن‬
‫النشرة شرطاً يؤدي إلى قطع الشركة في المحصول أو الناتج‪ ،‬وعدم ضمان عائد‬
‫محدد ألي من المزارع أو المساقي أو المغارس‪ ،‬أو حملة الصكوك‪.‬‬

‫الصكوك تمثل حقوق ملكية لحاملها‬


‫ال خالف في أن الصكوك يجب أن تمثل حق ملكية‪ ،‬وال تمثل ديناً بفائدة في ذمة‬
‫مصدرها (المستخدم لحصيلتها)‪ .‬وهذه الملكية إما كاملة( رقبة ومنفعة) أو ناقصة‬
‫وهي المنفعة دون الرقبة‪،‬كمنفعة األصول( ‪ ) Assets‬مدة محدودة من الزمن‪ ،‬وذلك‬
‫كمن باع منفعة أصول يملكها لحملة الصكوك لمدة محددة أو اشترى منفعة أصول‬
‫لمدة محددة( ‪ 90‬سنة مثالً) ثم باعها لحملة الصكوك‪ ،‬واألولى تسمى صكوك‬
‫األعيان والثانية تسمى صكوك المنافع‪.‬وال يجوز بحال من األحوال أن تمثل الصكوك‬

‫‪16‬‬
‫ديوناً لحاملها في ذمة مصدرها إذا كانت هذه الديون تحمل فائدة وذلك مثل سندات (‬
‫‪ ) Bonds‬الدين أو القرض بفائدة‪ .‬وهناك أمور يجب توضيحها في هذا الخصوص‪:‬‬
‫‪ .1‬الملكية‪ ،‬تامة أو ناقصة‪ ،‬تنتقل في الشريعة بمجرد عقد البيع المستوفي‬
‫لشروطه وضوابطه الشرعية‪ ،‬دون توقف على تسجيل هذه الملكية لدى‬
‫الجهات الرسمية‪.‬‬
‫‪ .2‬ومع ذلك فإن المصلحة الشرعية تقضي بأن تسجل حقوق الملكية لدى‬
‫الجهات الرسمية إذا استوجب القانون هذا التسجيل لحماية المالك وتمكينه من‬
‫االحتجاج بملكيته على الغير والتمتع بكامل ثمارها‪.‬‬
‫‪ .3‬أذا تعذر تسجيل حق الملكية‪ ،‬كأن يمنع قانون البلد الذي يوجد فيه العقار‬
‫تسجيل هذه الملكية لألجانب وكانت البنوك أو المؤسسات المشاركة في‬
‫التمويل ( حملة الصكوك ) أجنبية فإنه يجب على البائع أن يصدر سند‬
‫ضد)‪ (deed of trust and regency‬يقرر فيه بأنه يحتفظ بالملكية (‪)title‬‬
‫لحساب حملة الصكوك المالكين الحقيقيين لألصول وأنه ال يتصرف في هذه‬
‫األصول دون إذنهم‪.‬‬
‫‪ .4‬نقل الملكية النفعية( ‪ )beneficiary ownership‬مع بقاء الملكية الحقيقية‬
‫مع البائع ال يكفي‪ ،‬كأن يبقي المصدر(البائع) ملكيته لألسهم‪،‬وينقل إلى حملة‬
‫(‪ ،)dividends‬أو يبقي المصدر ملكية‬ ‫الصكوك أرباحها الدورية‬
‫أصل مؤجر وينقل لحملة الصكوك حق الحصول على األجرة‪ .‬تعريف‬
‫المصدر والتمثيل له بصك يصدر على أساس عقد شرعي والمصدر هو احد‬
‫طرفي العقد‪.‬المنتفع هو من يتلقى حصيلة إصدار الصكوك الستخدامها أو‬
‫فهل ملكيته أو منفعته لحملة الصكوك‪.‬‬ ‫استثمارها‬
‫‪ .5‬قد يكون المصدر لصكوك اإلجارة شركة ذات غرض خاص (‪ )SPV‬تنوب‬
‫عن حملة الصكوك‪ ،‬وتباع أصول الصكوك لها وتنتقل ملكيتها إليها‪ ،‬بصفتها‬
‫أميناً لحملة الصكوك ووكيالً عنهم‪ ،‬وعند ذلك يقال إن هذه الشركة تحتفظ‬
‫بسند الملكية (‪ )title‬وأن حملة الصكوك يملكون ملكية نفعية‪ ،‬وهذا غير‬
‫صحيح في نظر الشريعة‪ ،‬ألن الملكية الحقيقية رقبة ومنفعة أو منفعة فقط‬

‫‪17‬‬
‫مملوكة لحملة الصكوك‪ ،‬وتبقى مع الشركة المصدرة‪ ،‬بصفتها أميناً لهم‬
‫ووكيالً عنهم‪.‬‬
‫‪ .6‬في صكوك المضاربة والمشاركة والوكالة في االستثمار ( صكوك االستثمار)‬
‫تمثل الصكوك حقوق ملكية لحامليها بعد تحويل رأس المال إلى خليط من‬
‫األعيان والمنافع والنقود والديون (التي ال تحمل فائدة) والحقوق المالية‪ ،‬أي‬
‫أنها تمثل حقوق ملكية (‪ )equities‬وال يضر وجود الديون غير الربوية بين‬
‫أصول صكوك االستثمار بصرف النظر عن نسبتها إلى بقية األصول ما دام‬
‫النشاط الذي تستثمر فيه حصيلة الصكوك مشروعاً‪ ،‬وكانت طبيعة هذا‬
‫النشاط تقتضى وجود هذه العناصر ومنها الديون بنسب متفاوتة في أوقات‬
‫مختلفة‪،‬ولم يكن الغرض األساس من تكوين المحفظة أو الصندوق و إصدار‬
‫الصكوك هو تصكيك الديون وبيعها لحملة الصكوك بنسبة خصم‪ ،‬مثل ديون‬
‫المرابحة واالستصناع التي تتكون من تكلفة بضاعة المرابحة وتصنيع العين‬
‫وهامش الربح المضاف ثم تباع لحملة الصكوك بالتكلفة دون عنصر الربح‬
‫الذي يكون العائد على الصكوك‪.‬‬
‫‪ .7‬إن المقصود بالديون في عبارة أن "الصكوك ال تمثل ديونا" هي الديون‬
‫الناتجة عن قرض بفائدة‪ ،‬أي التي تمثل ديوناً بفائدة في ذمة مصدرها‬
‫لحاملها‪ ،‬بحيث يكون العائد هو الفائدة‪ ،‬أو أن تكون ديوناً قد اشتريت بنسبة‬
‫خصم‪ ،‬بحيث تكون العوائد التي تدفع لحملة الصكوك في المستقبل هي نسبة‬
‫خصم الديون كأن تكون ديون المرابحة واالستصناع مائة فيشتريها حملة‬
‫الصكوك بثمانين ثم يحصلون المائة من المدنين فتكون ثمانون منها إطفاء‬
‫للصكوك وعشرين عائداً‪ .‬أما الديون الناشئة عن معامالت شرعية مثل ديون‬
‫المرابحة واالستصناع وديون األجرة فإنه يمكن أن تكون محال للصكوك في‬
‫مرحلة معينة أثناء حياة الصكوك التي تمثل حقوق ملكية أعيان فيمتنع‬
‫التداول أو تقيد بشروط معينة في هذه المرحلة ولكن يظل الصك موافقاً‬
‫ألحكام الشريعة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫• صكوك المرابحة تمثل نقوداً قبل شراء بضاعة المرابحة‪ ،‬ثم تمثل حقوق ملكية‬
‫بعد شراء بضاعة المرابحة‪ ،‬ثم تمثل ديوناً في ذمة المشتري للبضاعة بعد‬
‫بيعها فيمنع التداول في الحالة األخيرة و تظل الصكوك مشروعة‪.‬‬
‫• صكوك االستصناع تمثل نقوداً قبل تمويل الشئ المصنع وخليطاً من النقود‬
‫واألعيان أثناء مراحل التصنيع‪ ،‬ثم تمثل ديوناً في ذمة المشتري استصناعاً‬
‫بعد تسليم العين المصنعة له فيمنع التداول في المرحلة األخيرة وتبقى‬
‫الصكوك مشروعة‪ ،‬وهنا تفرق الشريعة بين مشروعية الصكوك وبين‬
‫مشروعية تداولها‪.‬‬
‫• االستصناع تمثل نقوداً‪ ،‬ثم موجودات استصناع ( ديون وأعيان) ثم ديوناً (‬
‫حيث أن حملة الصكوك يمثلون البائع استصناعاً "الصانع" بواسطة وكيلهم‬
‫والمشتري استصناعاً هو الذي يملك المبيع الموصوف في الذمة مع التزامه‬
‫بدفع ثمنه‪ ،‬فاإلطفاء يكون من الصانع‪ ،‬كأن يشتري الصكوك ويدفع القيمة‬
‫بين‬ ‫وموجودات االستصناع في فترة الصنع وقبل التسليم يكون خليطاً‬
‫األعيان والمنافع‪ ،‬فيجوز له شراؤها بالقيمة السوقية واالسمية ويمكن أن يكون‬
‫الثمن هو ما يتفق عليه المصدر للصكوك أو من صدرت الصكوك لصالحه‬
‫ألنه هو المستخدم لحصيلة إصدار الصكوك في الواقع اله هو المستفيد‬
‫فاإلطفاء هنا يكون بقيمة االتفاق ( االسمية أو السوقية)‪.‬‬
‫• التداول هو شراء طرف ثالث لصكوك االستصناع أي لموجودات صكوك‬
‫االستصناع حسب االتفاق‪.‬‬
‫• المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الدين‪ ،‬اإلطفاء ( من المشتري استصناعاً) وهو المدين‬
‫ويجوز بالقيمة االسمية وبنسبة بعضه وبالعين‪ .‬التداول ( شراء الصكوك أي‬
‫حصيلة الصكوك بالقيمة االسمية أو باألعيان)‪.‬‬
‫• مرحلة النقود في االستصناع‪ :‬اإلطفاء ( من المستصنع) االسمية مع القبض‪.‬‬
‫التداول ( شراء الغير) االسمية والقبض‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫• السلم‪ :‬يمثل نقوداً ثم ديوناً سلعية في ذمة البائع‪ ،‬ثم أعياناً (أموال‬
‫عينية)‪.‬مرحلة النقود‪ :‬اإلطفاء من البائع سلماً ( التداول ‪ :‬االسمية )‪ ،‬المرحلة‬
‫الثانية ‪ :‬ديوناً سلعية ( اإلطفاء ‪ :‬االسمية ) ‪ ،‬التداول( شراء الغير‪ /‬االتفاق)‪.‬‬
‫‪ .8‬أما صكوك السلم فإنها تمثل رأس مال السلم قبل دفعه للبائع سلماً ‪ ،‬ثم تمثل‬
‫ديناً سلعياً في ذمة البائع سلماً وهو يختلف عن الدين النقدي ولذلك وقع‬
‫الخالف في تداول هذه الصكوك وإطفائها‪ ،‬فالمالكية يرون جواز شراء البائع‬
‫سلماً لبضاعة السلم قبل قبضها بقيمتها االسمية‪ ،‬وبعض الحنابلة ( ابن‬
‫تيمية وابن القيم) يجوزون للبائع شراءها قبل قبضها بالقيمة السوقية‪ ،‬وقد‬
‫جوز بعض الباحثين جواز الوعد بشراء بضاعة السلم قبل قبضها بثمن هو‬
‫األعلى من سعر السوق والقيمة االسمية جمعاً بين مذهب المالكية وبعض‬
‫الحنابلة‪ .‬والسبب في ذلك أن يدين السلم دين سلعي ال نقدي فجمع بين العين‬
‫و الدين بمكان محالً لالجتهاد‪ .‬أما جمهور الفقهاء فيمنعون التداول واإلطفاء‬
‫قبل القبض ألنهم ال يفرقون بين الدين السلعي والدين النقدي‪ ،‬ولكل من‬
‫الجمهور وغيرهم أدلة شرعية تؤيد رأيه‪ .‬أما بيع بضاعة السلم قبل قبضها فقد‬
‫جوزه الجمهور للبائع أو لغيره وعلى ذلك يجوز الوعد بشراء موجودات صكوك‬
‫وبالقيمة السوقية عند‬ ‫السلم قبل قبضها للبائع سلماً أي‬
‫الحنابلة‪ ،‬كما يجوز الوعد بشرائها الصادر من طرف ثالث غير بائعها عند‬
‫المالكية بالقيمة االسمية أو السوقية‪ ،‬أما الوعد بشرائها بعد قبضها فيجوز عند‬
‫الجميع بالقيمة السوقية أو االسمية‪.‬‬

‫إثبات بيع أصول الصكوك في سجالت مصدر الصكوك‬


‫يجب على مصدر صكوك األعيان المؤجرة واإلجارة وصكوك االستثمار وغيرها( أي‬
‫المستخدم لحصيلتها) أن يثبت في سجالته وقوائمه المالية وميزانيته واقعة بيع‬
‫األصول أو المضاربة أو المشاركة‪ .‬ففي صكوك اإلجارة أو األعيان المؤجرة إذا باع‬
‫المصدر هذه األصول لحملة الصكوك فإن عليه أن يخرج هذه األصول من ميزانيته‬
‫فال تبقى ثابتة في جانب األصول بل تكون خارجة عنها‪ ،‬ألنه قد باع هذه األصول‬

‫‪20‬‬
‫وقبض ثمنها ونقل ملكيتها‪ ،‬فبقاؤها بين األصول يعني أن هذا البيع صوري وأن‬
‫الثمن قرض وأن عائد الصكوك هو الفائدة وإن سمي أجرة‪ ،‬وقد أصرت بعض البنوك‬
‫اإلسالمية على إبقاء األصول المؤجرة التي باعتها لحملة الصكوك في قائمة‬
‫أصولها( ‪ )ON BALANCE SHEET‬وكان عليها أن تضعها ( ‪OFF‬‬
‫‪ )BALANCE SHEET‬وساعدهم بعض المدققين الخارجيين على ذلك بحجة أن‬
‫هذا البيع صوري وأن المعاملة في طبيعتها قرض‪ ،‬اعتماداً على أن الوعد بالشراء‬
‫بالقيمة االسمية يجعل المصدر متحمالً لمخاطر هالك العين أو تلفها‪ .‬وفي صكوك‬
‫عقود التمويل التي يتخلف عنها دين في ذمة المستفيد أو المستخدم لحصيلة‬
‫الصكوك يجب إثبات حصيلة إصدار صكوك المرابحة والبيع المؤجل واالستصناع‬
‫والسلم هي ثمن بضاعة المرابحة وتكلفة تصنيع العين المصنعة أو ثمن بضاعة‬
‫السلم مؤجلة التسليم وليس قرضاً للمشتري مرابحة أو استصناعاً أو البائع سلماً‪ .‬وفي‬
‫بناء على عقد من عقود االستثمار أي المضاربة‪،‬‬
‫صكوك االستثمار أي تصدر ً‬
‫المشاركة‪ ،‬أو الوكالة في االستثمار‪ ،‬يجب إثبات أن رأس المال المدفوع والموجودات‬
‫التي تشترى به مملوكة لحملة الصكوك وهي أمانة لدى مصدر الصك المستفيد أو‬
‫المستخدم لحصة المضارب والشريك والوكيل‪.‬‬

‫ضمان رأس المال لحملة الصكوك من قبل مصدر الصكوك فى الصكوك المبنية‬
‫على عقود األمانات (المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬الوكالة فى االستثمار)‬

‫المضااارب يتلقااى رأس مااال المضاااربة ويضااع يااده عليااه ويعماال فيااه بااإذن رب المااال‪،‬‬

‫فيااده علااى رأس مااال المضاااربة وموجوداتهااا إذن يااد أمانااة ال يضاامن إال بالتعاادي علااى‬

‫ها ااذه الموجا ااودات أو التفا اريط فا ااي حفظها ااا أو الخطا ااأ فا ااي اتخا اااذ القا ا اررات االسا ااتثمارية‬

‫‪21‬‬
‫بشأنها‪ ،‬فمناط ضمانه وفقاً للقاعدة العامة في ضاامان األمناااء هااو التعاادي أو التفاريط‪،‬‬

‫وعند االختالف مع رب المال في واقعة التعدي أو التفريط يطبق األصل الشرعي فااي‬

‫اإلثبات وهو أن البينة على الماادعي واليمااين علااى ماان أنكاار‪ ،‬أي علااى الماادعى عليااه‪،‬‬

‫والمض ااارب ال يمل ااك المش ااروع إال بق اادر م ااا يش ااارك في ااه بمال ااه‪ ،‬ولكن ااه ي ااديره لحس اااب‬

‫مالكيه‪ ،‬وهو يديره وفق أحكام المضاربة الشرعية‪ ،‬وعلى أساس الشروط التي تضاامنها‬

‫عقااد المضاااربة ونش ارة اإلصاادار ود ارسااة الجاادوى‪ ،‬التااي علااى أساسااها ثاام الاادخول فااي‬

‫المضاربة أو االكتتاب في صكوكها‪.‬‬

‫والمض ااارب ق ااد يك ااون ف ااردا وق ااد يك ااون ش ااركة‪ ،‬وق ااد يك ااون مؤسس ااة مالي ااة ك ااالبنوك‬

‫وشركات االسااتثمار‪ ،‬والمضااارب فااي جميااع هااذه األحاوال هااو صاااحب قارار االسااتثمار‬

‫ال يشا اااركه فيا ااه أربا اااب الما ااال‪ ،‬وال يقيا ااده فا ااي إصا ااداره إال أحكا ااام المضا اااربة الشا اارعية‬

‫والش ااروط الت ااي تض اامنتها د ارس ااة الج اادوى ونشا ارة اإلص اادار‪ ،‬وه ااذا ه ااو مقتض ااى عق ااد‬

‫المضاااربة وحكمهااا األساسااي الااذي يفاارق بااين المضااارب ووكياال االسااتثمار ماان جهااة‪،‬‬

‫وبينااه وبااين الش اريك الماادير ماان جهااة أخاارى‪ ،‬وال يجااوز االتفاااق علااى عكسااه بااأن يقيااد‬

‫المضااارب فااي اتخاااذ القارار االسااتثماري باستشااارة رب المااال‪ ،‬أو العماال بتوجيهاتااه فااي‬

‫هذا القرار‪.‬‬

‫وقا ااد تكفلا اات قواعا ااد الش ا اريعة بحمايا ااة رب الما ااال بصا ااورة جمعا اات با ااين المص ا ااالح‬

‫المتعارض ااة‪ ،‬فالمض ااارب أوال يلت اازم ف ااي إدارة المش ااروع ال ااذي يس ااتثمر في ااه رأس الم ااال‬

‫‪22‬‬
‫بأحكام الشريعة التي تمنعااه ماان كاال صااور التعاادي والتفاريط التااي تااؤدي إلااى اإلضارار‬

‫بمصااالح رب المااال‪ ،‬وهااو مسااؤول عاان تعااويض رب المااال إذا ارتكااب فعااال ماان أفعااال‬

‫التعاادي أو التف اريط باتفاااق الفقهاااء‪ ،‬كمااا أنااه مكلااف فااي إدارتااه للمشااروع وفااي إصاادار‬

‫الق ا اررات االسااتثمارية بشااأنه باتباااع الساالوك العااادي لماان يسااتثمر أم اوال غي اره‪ ،‬وتحااري‬

‫الحيطااة والحااذر المتوقااع ماان أمثالااه ماان أهاال الخبارة فااي هااذا المجااال‪ .‬وهااو إن فاارط أو‬

‫أخطااأ أو قصاار‪ ،‬ولااو باادون قصااد‪ ،‬فااي هااذه اإلدارة أو فااي اتخاااذ قارار اسااتثماري معااين‬

‫ترتااب عليااه لحااوق الضاارر بالمشااروع كااان مسااؤوالً‪ ،‬أي ضااامنا لكاال هااالك أو خسااارة‬

‫تلحا ااق المشا ااروع‪ ،‬أو ربا ااح يفا ااوت علا اى رب الما ااال‪ ،‬ولا ااو لا اام يكا اان قاصا اادا لوقا ااوع ها ااذا‬

‫الضرر‪ ،‬ال فرق في ذلك بين التعدي والتقصااير‪ .‬ولاام يشاااركني كثياار ماان الباااحثين فااي‬

‫ض اامان الا اربح المتحق ااق أو المتوق ااع ال ااذي أظهرت ااه د ارس ااة الج اادوى ف ااي ح اااالت تع اادي‬

‫المض ااارب أو تفريط ااه‪ ،‬وس ااوف أذك اار حجت ااي ف ااي ض اامان ه ااذا ال اربح وأذك اار نص ااوص‬

‫المالكية في هذا الخصوص‪.‬‬

‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن للمضاربة أحكاما شرعية فصاالتها كتااب الفقااه‪،‬‬

‫وه ااي قي ااود والت ازم ااات فرض ااها الش ااارع عل ااى المض ااارب ف ااي عق ااوده وتص اارفاته وإدارت ااه‬

‫للمشروع‪ ،‬فهناك نشاط ال يملااك المضااارب الاادخول فيااه‪ ،‬وعقااود ال يسااتطيع إبرامهااا إال‬

‫إذا ك ااان مفوضا ااً‪ ،‬وتص اارفات ال يح اال ل ااه القي ااام به ااا دون إذن رب الم ااال‪ ،‬وه ااي ف ااي‬

‫مجموعها حماية كافية لرب المال‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ولكن الشاريعة اإلسااالمية لاام تكتااف بااذلك‪ ،‬باال أجااازت لاارب المااال أن يضااع قيااودا‪،‬‬

‫وأن يف اارض واجب ااات عل ااى المض ااارب ف ااي عمل ااه‪ ،‬وأن يمنع ااه م اان أنش ااطة معين ااة‪ ،‬وأن‬

‫يضمن عقااد المضاااربة أو نشارة إصاادارها توجيهااات ملزمااة للمضااارب‪ ،‬كاال ذلااك بشاارط‬

‫واحد هو أال تصل هذه القيود وتلااك الشااروط والتوجيهااات إلااى الحااد الااذي يضاايق علااى‬

‫المضارب ويكبله في اختيار القرار االستثماري المناسب‪ ،‬ويمنااع االسااتفادة منااه كخبياار‬

‫استثمار‪.‬‬

‫وماان المالحااظ فااي عقااود المضاااربة فااي البنااوك اإلسااالمية أن بعااض هااذه البنااوك‬

‫باعتبارهااا رب مااال ال تااولي هااذا األماار العنايااة الالزمااة‪ ،‬ممااا ساابب لهااا أض ا ار ار بالغااة‬

‫وصرفها عن تمويل المشااروعات بهااذه الصاايغة‪ ،‬فاابعض هااذه البنااوك لاايس لااديها خباراء‬

‫استثمار على المستوى المطلوب لدراسة وتقويم جاادوى المشااروعات المطلااوب تمويلهااا‪،‬‬

‫كما أنه ليس لديها خبراء في صياغة عقود المضاربة وتحليل مخاطرها فااي كاال نشاااط‬

‫أو مشااروع علااى حاادة‪ ،‬بحيااث تتضاامن هااذه العقااود الشااروط التااي تقلاال هااذه المخاااطر‬

‫وتوجه المضارب وتحمي مصالح البنك ‪.‬‬

‫وال خ ااالف ب ااين الفقه اااء ف ااي أن المض ااارب يض اامن م ااا يهل ااك أو يتل ااف بتعدي ااه أو‬

‫تفريطااه ماان موجااودات المضاااربة بمثلااه إن كااان لااه مثاال وبقيمتااه إن كااان قيميااً‪ ،‬ساواء‬

‫كان التالف أو الهالك هو العين أو المنفعة‪ ،‬سواء قلت قيمة هذه الموجااودات أو زادت‬

‫ع اان رأس م ااال المض اااربة‪ ،‬ألن رأس الم ااال ق ااد تح ااول إل ااى ه ااذه الموج اادات وأص اابحت‬

‫‪24‬‬
‫مملوكااة ألرباااب المااال أو حملااة الصااكوك فيكااون ضاامانها بالمثاال أو بالقيمااة مااا بلغاات‬

‫حسااب قواعااد الضاامان‪ .‬والخااالف هااو فااي ضاامان الاربح المتحقااق فعاالً أو المتوقااع فااي‬

‫دراسة الجدوى فالمضارب يضمن إذا خرج على حكم من أحكااام عقااد المضاااربة‪ ،‬التااي‬

‫فصلتها الشريعة‪ ،‬بأن أتي تصرفا أو أبرم عقااداً أو اتفاقااا ال يجيازه الشاارع‪ ،‬أو وقااع منااه‬

‫تعااد‪ ،‬بااأن صاادر عنااه فعاال ترتااب عليااه هااالك موجااودات المضاااربة‪ ،‬أو تلفااه أو نتجاات‬

‫عنااه خسااارة أو ضاااع بسااببه ربااح متحقااق‪ ،‬أو ساالك فااي إدارتااه للمشااروع ساالوكا يتساام‬

‫بالتقصااير ويوصااف بالخطااأ الااذي ال يتوقااع مان خباراء االسااتثمار أمثالااه‪ ،‬نتيجااة إهمااال‬

‫وع اادم اكتا اراث‪ ،‬ول ااو ل اام يقص ااد أو يتوق ااع ترت ااب الض اارر علي ااه‪ ،‬مث اال بيع ااه موج ااودات‬

‫المضا اااربة بأقا اال ما اان ثما اان المثا اال أو شا ارائها با ااأكثر ما اان ثما اان المثا اال أو أقا اارض ما ااال‬

‫المضاربة أو تصدق به‪ ،‬أو دفع ديناً ولاام يشااهد‪ ،‬أو خااالف فااي إدارتااه للمشااروع شاارطا‬

‫أو قيدا أو توجيها تضمنه عقد المضاربة‪ ،‬أو تضمنته د ارسااة الجاادوى أو نشارة إصاادار‬

‫صكوكها‪.‬‬

‫ودليلن ااا عل ااى أن الا اربح المتحق ااق مض اامون عل ااى المض ااارب المتع اادي ه ااو م ااذهب‬

‫المالكية الذين يقررون أن كل من أخذ مال غيره لتنميته بحصة من ربحااه كالمضااارب‬

‫فيتعاادى عليااه فإنااه ال يضاامن الخسااارة فق ااط باال يضاامن‪ ،‬حصااة رب المااال فااي ال اربح‬

‫المتفق عليها وال يستقل هو بالربح إن وجد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وأما دليلنا على ضمان الاربح المتوقااع فهااو أن المضااارب بالمخالفااة يصااير ضااامناً‬

‫ل ارأس المااال‪ ،‬أي غاصااباً باتفاااق‪ ،‬والغاصااب يضاامن منااافع المغصااوب‪ ،‬فماان غصااب‬

‫أرض ااً ضاامن أجرتهااا ولااو لاام يزرعهااا‪ ،‬وماان غصااب دا اًر غاارم أجرتهااا ولااو لاام يسااكنها‪،‬‬

‫وم اان غص ااب داب ااة غ اارم أجرته ااا ول ااو ل اام يركبه ااا‪ ،‬فك ااذلك م اان يغص ااب رأس م ااال أع ااد‬

‫للتجااارة واالسااتثمار مثاال الودائااع االسااتثمارية وحقااوق المساااهمين التااي يمااول بهااا البنااك‬

‫عمالئه فإنه يغرم ربح مثله ولو لم يثماار هااذا المااال علااى اعتبااار أن المااال المخصااص‬

‫لالس ااتثمار يعام اال معامل ااة األص ااول‪ ،‬كاأل ارض ااي وال اادور وال اادواب‪ ،‬وب ااذلك ق ااال بع ااض‬

‫المالكية‪ .‬جاء في الذخيرة‪.‬للقرافي‪ :‬قال ‪ :‬إذا قلنا يرد الغلة إذا غصب د ارهاام أو دنااانير‬

‫ف اربح فيه ااا فثالث ااة أق اوال ق ااال مال ااك واباان القاس اام ‪ :‬ال ش اايء ل ااك إال رأس الم ااال لتق اارر‬

‫الض اامان علي ااه بالتص اارف‪ ،‬اس ااتنفقها أو تج اار فيه ااا‪ ،‬وع اان اب اان حبي ااب ‪ :‬إن تج اار فيه ااا‬

‫موس اًر فله الربح لقبول ذمته للضمان أو معس اًر فلك لعدم قبولها‪ ،‬كما في الولي يتجاار‬

‫في مال يتيمه‪ ،‬وعن ابن سحنون ‪ :‬لك ما كنت تتجر فيها أن لااو كاناات فااي يااديك قااال‬

‫‪ :‬وأستحس اان أن تقس اام المس ااألة أربع ااة أقس ااام ‪ :‬إن كن اات ال تتج اار فيه ااا ل ااو كان اات ف ااي‬

‫يديدك ولم يتجر فيها الغاصب باال قضاااها فااي دياان أو أنفقهااا فاراس المااال لعاادم تعيااين‬

‫تضييع ربح عليك‪ ،‬وإن كنت تتجر فيها ولم يتجر الغاصب ‪ :‬فلك مااا كناات تربحااه فااي‬

‫تلااك الماادة ألنااه حرمااك إياااه كمااا إذا أغلااق الاادار إال أن يعلاام أن التجااارة فااي تلااك الماادة‬

‫كاناات غياار مربحااة‪ ،‬وإن كناات ال تتجاار فيهااا وتجاار فيهااا الغاصااب وهااو موساار بغيرهااا‬

‫‪26‬‬
‫ولم يعامل ألجلها فالربح لااه لتقررهااا فااي ذمتااه بالتصاارف وإن كااان فقيا اًر عوماال ألجلهااا‬

‫فالربح لك لقوة شبهة تحصاايل مالااك للاربح كالولااد فااي الحياوان وإن كناات تتجاار فيهااا ‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫وهو فقير ‪ -‬فعليه األكثر مما ربح أو ما كنت تربحه‪.‬‬

‫وجاااء فااي مواهااب الجلياال "وضاامن –المضااارب‪ -‬إن خااالف‪ ...‬وال اربح لهمااا ككاال آخااذ‬

‫ما ٍ‬
‫اال للتنميااة فتعاادى‪ ،‬يعنااي أن العاماال إذا تعاادى وقلنااا ‪ :‬إنااه ضااامن للمااال إن تلااف أو‬

‫خسر فال يختص بالربح ويقال كما أنه يضمن الخسارة فليستبد بالربح‪ ،‬باال الاربح لهمااا‬

‫على ما شرطا‪ ،‬قال في التوضاايح‪ ،‬ألنااه يااتهم أن يكااون قصاد االسااتبداد بااالربح فعوقااب‬

‫بنقاايض قصااده‪ ،‬وألنااه لااو قلنااا الاربح للعاماال بتعديااه لكااان ذلااك حااامالً لااه علااى التعاادي‬

‫ليس ااتقل ب ااالربح‪ ،‬وله ااذا قلن ااا إن ك اال م اان أخ ااذ م اااالً لتنميت ااه (دون أن يك ااون ل ااه حص ااة‬

‫شائعة في ربحه) فتعاادى فيااه كالوكياال فااالغرم عليااه والاربح لاارب المااال‪ ،‬وأمااا المقااارض‬

‫فالربح لهما على ما شرطا‪ ،‬وكل من أخذ ماالً على األمانة وتعدى فيه فالربح لااه فقااط‬

‫ك ااالمودع‪ .‬وذه ااب ال اابعض إل ااى أن العام اال يج ااب ل ااه ال اربح كل ااه ف ااي مس ااائل الض اامان‬

‫بسبب المخالفة‪ ،‬ألنها توجب انتقال مال القراض إلى ذمته‪ ،‬وذلااك موجااب لكونااه مالكااً‬
‫‪2‬‬
‫للربح"‬

‫وأيض ااً ف ااإن المض ااارب إذا تع اادى عل اى موج ااودات المض اااربة فإن ااه يض اامنها بالمث اال أو‬

‫بالقيمة يوم التعدي‪ ،‬وقيمااة الموجااودات تتضاامن األرباااح المتراكمااة المتحققااة فعاالً‪ ،‬فااال‬

‫‪ 1‬الذخرية ج ‪ 8‬ص ‪317‬‬


‫‪ 2‬مواهب اجلليل ج ‪ 7‬ص ‪456 ،455‬‬

‫‪27‬‬
‫يصح القول والحال كذلك أن المضارب إذا تعدى فإنااه ال يضاامن إال رأس المااال‪ ،‬ألن‬

‫هذا يعني أن المضارب يستبد باألرباح في حالة التعدي مما يشجعه على التعدي كمااا‬

‫يقول المالكية‪ ،‬وهناك رأي ضعيف عند المالكية وتبعهم فيه غيرهم وهااو أن ال يضاامن‬

‫إال رأس المال‪ ،‬وأن الربح كلااه لااه‪ ،‬ألنااه بالمخالفااة ينتقاال رأس مااال القاراض إلااى دافعااه‬

‫وبذلك يستحق ربحه وقد بينت عدم صااحة هااذا القااول ألنااه يعنااي للمخالفااة أثا اًر رجعيااً‪،‬‬

‫وأن المضاااربة تنفسااخ بااأثر رجعااي منااذ انعقادهااا وتصااير تصاارفات المضااارب وعقااوده‬

‫مع الغير بعد عقد المضاربة وقبل التعدي بالطلة وهذا يضر بمصالح الغير‪.‬‬

‫وقد خالف الحنفيااة وغياارهم ماان المالكيااة فااي ضاامان المضااارب المتعاادي أي الااذي‬

‫صار بالتعدي غاصباً لحصااة رب المااال فااي الاربح المتحقااق‪ ،‬وفااي ضاامان حصااة رب‬

‫المال في الربح الفائاات المتوقااع‪ ،‬وقااالوا بااأن المضااارب إذا تعاادى فإنااه يضاامن الخسااارة‬

‫فقط وال يضمن حصة رب المال في الربح المتحقق وال الربح الفائت المتوقااع ومااا كااان‬

‫ينبغير لغير المالكية التردد في ضمان المضارب المتعدي حصة رب المال فااي الاربح‬

‫المحقا ااق‪ ،‬ذلا ااك أن المضا ااارب يضا اامن موجا ااودات المضا اااربة بقيمتها ااا وفيها ااا األربا اااح‬

‫المتراكمة‪.‬‬

‫وهن اااك قضا ااية هاما ااة ينبغا ااي اإلشا ااارة إليها ااا‪ ،‬وها ااي إثبا ااات التعا اادي أو التقصا ااير أو‬

‫مخالفااة شااروط المضاااربة ‪ -‬ماان جانااب المضااارب ‪ -‬وقااد ساالك فيهااا المالكيااة مساالكا‬

‫خاصا يحمي مصااالح أرباااب المااال‪ ،‬فاادعوى الهااالك أو التلااف أو الخساران لموجااودات‬

‫‪28‬‬
‫المضاربة ال تقبل من المضارب إذا كانت هناك قرائن تكذبها وتعتبر تهمة تضااعه فااي‬

‫مركز المدعي وينقل إليه عبء اإلثبات وتلزمه بإقامة البينااة علااى وقااوع الهااالك وعلااى‬

‫أن الهااالك والخساران لاام يكاان بساابب ماان جانبااه وإال ضاامن الهااالك والخساران وقااد بينااا‬

‫ذلااك بالتفص اايل‪ .‬وف ااي دع ااوى الخس ااارة يتشااددون بص اافة خاص ااة م ااع المض ااارب حماي ااة‬

‫لرب المال ؛ فدعواه الخسارة ال تقبل إال بشرطين ‪ :‬أحدهما أن يحلف اليمين على أنااه‬

‫قااد خساار بساابب ال يااد لااه فيااه‪ ،‬وثانيهمااا‪ :‬أال توجااد قارائن تكااذب هااذه الاادعوى وتضااعه‬

‫في مركز المدعي الذي تلزمه البينااة علااى هااذه الخسااارة بساابب ال يااد لااه فيااه‪ ،‬هااذا وقااد‬

‫بين ااا ه ااذه القا ارائن الت ااي تك ااذب دع ااوى األم ااين اله ااالك أو الخس ااارة وتض ااعه ف ااي مرك ااز‬

‫المدعي‪ ،‬ويلزمه بإقامة الدليل على عدم تعديه وإال ضمن‪.‬‬

‫وال شااك أن د ارسااة الجاادوى المقدمااة ماان المضااارب‪ ،‬والد ارسااة السااوقية التااي بنياات‬

‫عليهااا والتااي تتضاامن ال اربح المتوقااع ماان المشااروع‪ ،‬تعااد قرينااة قويااة علااى كااذب دعااوى‬

‫الخسااارة المج ااردة ع اان الاادليل تض ااع المض ااارب فااي مرك ااز الم اادعي‪ ،‬وهنااا يحك اام علي ااه‬

‫بضاامان ال اربح المعل اان ف ااي د ارس ااة الج اادوى حت ااى يق اادم ه ااو ال اادليل عل ااى الخس ااارة الت ااي‬

‫يدعيها‪ ،‬ويثبت أن ما ورد في الدراسة لم يتحقق لسبب ال يد لااه فيااه‪ ،‬ولظااروف طارئااة‬

‫لم يكن من الممكن توقعها أو قياااس نتائجهااا‪ .‬وقااد مثاال المالكيااة للقرينااة بقااولهم‪ ( :‬بااأن‬

‫س ااأل رب الم ااال تج ااار بل ااد تل ااك الس االع ه اال خس اارت ف ااي زم ااان ك ااذا أوال‪ ،‬فأج ااابوا بع اادم‬

‫الخسارة )‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫جاااء فااي الشاارح الكبياار للاادردير ‪" :‬والقااول للعاماال فااي دعااوى تلفااه كلااه أو بعضااه‪،‬‬

‫ألن ربااه رضاايه أمينااا‪ ،‬وإن لاام يكاان أمينااا فااي الواقااع‪ ،‬وهااذا إذا لاام تقاام قرينااة علااى كذبااه‬

‫وإال ضمن‪ ،‬وفي دعااوى خساره بيمااين ولااو غياار مااتهم علااى المشااهور إال لقرينااة تكذبااه‪.‬‬

‫فيغرم بمجرد نكوله‪ ،‬ألنها دعوى اتهام ( الشرح الكبير للدردير‪.) 536 : 3‬‬

‫هذا واألمناء اآلخرون من الشريك المدير والوكيل فى االستثمار يطبق عليهم نفس ما‬
‫قررناه فى المضارب‪.‬‬
‫هل الوعد بالشراء بالقيمة االسمية ضمان لرأس مال الصكوك؟‬

‫‪ .1‬نحن نتفق مع القائلين بعدم جواز تحديد الثمن في الوعد بالشراء بالقيمة االسمية‬
‫في أنه ال يجوز أن يتضمن عقد المضاربة أو المشاركة أو الوكالة‪ ،‬شرط ضمان‬
‫رأس المال أو ربح محدد على المضارب أو الشريك أو الوكيل‪ ،‬ألن ذلك شرط‬
‫ينافي مقتضى العقد باتفاق‪ ،‬أي الحكم الذي رتبه الشرع على العقد‪ ،‬ولكننا‬
‫نختلف معهم في قضية أخرى هامة‪ ،‬وهي قولهم أن الوعد بالشراء بالقيمة‬
‫االسمية يعد شرطاً للضمان على مدير الصكوك‪ ،‬إذ أن بين شرط الضمان على‬
‫مدير الصكوك ووعده بشراء موجودات الصكوك بالقيمة االسمية فروق كثيرة بينا‬
‫بعضها ونبين البعض اآلخر على الوجه التالي‪:‬‬
‫أن شرط ضمان رأس المال على مدير الصكوك يلزمه بضمان رأس المال‬ ‫‪.i‬‬
‫( القيمة االسمية ) في جميع الحاالت‪ ،‬بما في ذلك حالة الهالك والتلف‬
‫والخسارة التجارية‪ ،‬وليس كذلك الوعد بالشراء بالقيمة االسمية‪ ،‬ألنه ال يلزمه‬
‫الوعد بالشراء عند هالك موجودات الصكوك كلياً أو جزئياً لعدم وجود المبيع‬
‫كامالً على الوجه الذي وقع عليه الوعد بأن هلكت جميع المباني أو هلك‬
‫أحدها وكان الوعد بشرائها كلها عند الدخول في عقد البيع‪.‬‬
‫بناء‬
‫أنه في حالة الهالك الجزئي أو الخسارة يلزم الضامن لرأس المال ( ً‬ ‫‪.ii‬‬
‫على شرط الضمان) ضمان الهالك الجزئي أو الخسارة في جميع األحول‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أما الواعد بشراء موجودات الصكوك بالقيمة االسمية فإنه ال يلزمه شراء ما‬
‫تلف أو هالك جزئياً ويلزمه شراء الموجودات وإن نقصت قيمتها فاختلف‬
‫الحكم ويمكن اإلجمال على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .a‬حالة الهالك الكلي ال يشتري‬
‫‪ .b‬حالة الهالك الجزئي ال يشتري‬
‫‪ .c‬حالة الخسارة يشتري بالقيمة االسمية وهذه الحالة التي يكون فيها الشراء‬
‫بالقيمة االسمية ضماناً‪ ،‬والضمان هنا مبنى على التعدي والتقصير والخطأ‪.‬‬
‫إن الضمان المترتب على الوعد بالشراء بالقيمة االسمية ال يتحقق إال إذا‬ ‫‪.iii‬‬
‫كان وقوع البيع بالقيمة االسمية حتمياً‪ ،‬وفي جميع الحاالت ولكن هذا غير‬
‫واقع و ال تقتضيه طبيعة الوعد بالشراء لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ .a‬الوعد يلزم الواعد ( مدير الصكوك ) وحده‪،‬وقد ال يرغب الموعود له أي‬
‫المستفيد (حملة الصكوك)في تنفيذ الوعد فال يحصل البيع‪.‬‬
‫‪ .b‬أن موجودات الصكوك قد تهلك هالكاً كلياً أو جزئياً‪ ،‬فال يقع البيع حتى إذا‬
‫طلبه حملة الصكوك ألن بيع المعدوم ال يجوز وألن موجودات الصكوك قد‬
‫تهلك جزئياً‪ ،‬فال يلزم الواعد شراء الهالك ويشتري الباقي بحصة من الثمن‪.‬‬
‫‪ .c‬أما إذا لم يقع هالك لموجودات الصكوك كلي وال جزئي‪ ،‬ووقعت خسارة‪،‬‬
‫أي انخفاض في قيمة الصكوك أو حوالة األسواق فإن الواعد يلزمه شراء‬
‫بالقيمة االسمية وال يعد ذلك ضماناً للخسارة‪ ،‬ألن الشأن الواعد أنه يلزمه‬
‫مواعد بالشراء ولو نقصت القيمة السوقية للبضاعة كما في المرابحة ووعد‬
‫المستأجر بشراء العين المؤجرة فإنه يلزمه الشراء وإن نقضت القيمة السوقية‪.‬‬
‫أما عن مصير وعده بالشراء بالقيمة االسمية فيكون كالتالي‪ -1 :‬ال يلزمه‬
‫تنفيذ وعده في حالة الهالك الكلي‪ ،‬ألن شرط عقد البيع وجود المبيع عند‬
‫التعاقد والمبيع هنا قد هلك ويكون عليه الضمان في حالة مسئوليته‪-2 ،‬‬
‫الهالك الجزئي‪ ،‬ال يلزمه شراء الجزء الهالك ويشتري الموجودات التي التي لم‬
‫تهلك بحصتها من الثمن‪ ،‬ويضمن الجزء الهالك إذا كان خاطئا‪ -3 ،‬في‬

‫‪31‬‬
‫حالة الخسارة وبقاء الموجودات كما هي ال يلزمه الضمان يلزمه شراء‬
‫الموجودات بالقيمة االسمية ( قيمة رأس المال)‪.‬‬
‫‪ .d‬أن الواعد بالشراء ( مدير الصكوك ) غير ملتزم بالدخول في عقد شراء‪ ،‬بل‬
‫له أن يرفض الدخول في عقد الشراء‪ ،‬وال يكون أمام حملة الصكوك غير بيع‬
‫أصول الصكوك في السوق والرجوع عليه بتعويض الفرق ( أن وجد ) بين‬
‫سعر البيع وال القيمة االسمية للصكوك ( رأس المال)‪.‬‬
‫ويظهر من كل ما تقدم أن الوعد بالشراء بالقيمة االسمية ليس ضماناً وال‬
‫يمكن بحال قياسه على عقد الضمان أو شرط الضمان على مدير الصكوك‬
‫(مضارباً كان أم شريكاً أم وكيالً في االستثمار)‪ ،‬أما حكم التعهد بالشراء‬
‫بالقيمة االسمية وأثر ذلك على شرعية الصكوك فموضوع آخر‪ ،‬وقد رأينا أن‬
‫هذا الموضوع يثار في حالة الهالك الكلي أو الجزئي أو الخسارة لموجودات‬
‫الصكوك بسب ال يد لمدير الصكوك فيه وال قدرة له على توقعه أو تالفي‬
‫آثاره‪ ،‬أما في حالة تعدي مدير الصكوك على موجودات الصكوك أو تقصيره‬
‫في حفظها أو خطئه في اتخاذ الق ار ارت االستثمارية بشأنها‪ ،‬فإنه يضمن‬
‫القيمة االسمية (رأس المال) أو ما نقص منها لحملة الصكوك‪ ،‬أما ضمان‬
‫الربح ففيه خالف بين فقهاء العصر‪ .‬من األصول الشرعية المسلمة أن‬
‫متلقي حصيلة إصدار الصكوك‪ ،‬أي مستخدمها مضارباً كان أو شريكاً مدي اًر‬
‫أو وكيالً استثمارياً ( مدير الصكوك ) يلزمه شرعاً رد هذه الحصيلة‪ ،‬أي رأس‬
‫مال المضاربة أو المشاركة أو الوكالة في االستثمار مالم يدع هالك‬
‫موجودات الصكوك‪ ،‬فيلزمه أن يقيم الدليل على وقوع هذا الهالك أو التلف أو‬
‫الخسارة‪ ،‬وعلى أنه كان بسبب ال يد له فيه وال قدرة له على توقعه أو تالفي‬
‫أثاره‪ ،‬أي يثبت أن الهالك وما معه لم يكن بسب تعديه على موجودات‬
‫الصكوك‪ ،‬وال تقصيره في حفظها وال خطؤه في اتخاذ الق اررات االستثمارية‬
‫بشأنها‪ ،‬فإن عجزعن هذا اإلثبات لزمه ضمان الهالك الكلي أو الجزئي أو‬
‫الخسارة‪ ،‬أي لزمه رد رأس المال كامالً لحملة الصكوك‪.‬‬
‫إقراض مدير الصكوك لحملة الصكوك‬

‫‪32‬‬
‫من األمور التي ظهرت حديثاً في نشرات إصدار صكوك االستثمار هو إلزام مدير‬
‫الصكوك بتقديم قرض بدون فائدة لحملة الصكوك لضمان توزيع عائد محدد على‬
‫حملة الصكوك في موعده إذا لم يكن لدى المدير سيولة كافية لهذا التوزيع ولم تيسر‬
‫له الحصول على تمويل بصيغة شرعية توفر له السيولة المطلوبة وبعض هذه‬
‫الصكوك يعطي مدير الصكوك الحق في استرداد القرض من األرباح المتحققة في‬
‫فترات تالية فإن لم يتحقق ربح لرد يكفي القرض فإن لمدير الصكوك أن يسترد‬
‫القرض من موجودات الصكوك‪ ،‬وبعض الصكوك يجعل حق مدير الصكوك قاص اًر‬
‫على األرباح دون المساس بموجودات الصكوك أي أصولها ( ‪ ) Assets‬واإللزام‬
‫باإلقراض يحدث في حالتين‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬إذا لم يظهر ربح للنشاط الذي استثمرت فيه حصيلة الصكوك‪ ،‬في التاريخ‬
‫المحدد للتوزيع‪ ،‬بأن كانت قيمة موجودات الصكوك السوقية في تاريخ التوزيع ال تزيد‬
‫عن رأس المال الن الربح في الشريعة هو ما زاد عن رأس المال‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬هي حالة ما إذا ظهر ربح بأن زادت قيمة أصول الصكوك السوقية عن‬
‫القيمة االسمية ( رأس المال ) ولكن ال توجد لدى المدير السيولة الكافية للتوزيع‪.‬‬
‫واألصل في الحالتين أال توزع أرباح على حملة الصكوك ومع ذلك فإنه يجوز تبرع‬
‫مدير الصكوك بتقديم السيولة باعتبارها قرضاً حسناً لحملة الصكوك‪ ،‬على أن يسترد‬
‫مبلغ القرض من األرباح المحققة في الفترات االستثمارية التالية‪ ،‬وإال فمن أصول‬
‫الصكوك أي من رأس المال‪ .‬وبعض الصكوك التي أعطت مدير الصكوك الحق في‬
‫استرداد القرض من موجودات الصكوك إذا لم تكن أرباح كافية لسداد القرض‪ ،‬زاد‬
‫في الوعد بالشراء الذي يقدمه المدير على القيمة االسمية للصكوك " مبلغ القرض‬
‫الذي لم يسدد وهذه حيلة ظاهرة البطالن‪.‬‬
‫ويجوز كذلك أن تتضمن نشرة إصدار الصكوك قيام مدير الصكوك بالحصول على‬
‫تمويل لتوفير السيولة المطلوبة بصيغة شرعية‪ .‬ويرى جمهور فقهاء العصر وأنا منهم‬
‫أنه ال يجوز إلزام مدير الصكوك بإقراض حملة الصكوك وإن جاز التبرع بهذا دون‬
‫إلزام على أن يكون له الحق دائماً إذا تبرع بالقرض أي يسترد مبلغا من حملة‬
‫الصكوك من األرباح أو األصول أو غيرها‪ .‬والسبب في عدم جواز إلزام مدير‬

‫‪33‬‬
‫الصكوك باإلقراض أنه طرف في عقد معاوضة مثله مثل عقد البيع‪ ،‬هذا العقد هو‬
‫المضاربة أو المشاركة أو الوكالة بأجر‪ ،‬وقد نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن بيع‬
‫وسلف‪ ،‬وقاسوا هذه العقود على عقد البيع بجامع أنها عقود معاوضة‪ ،‬وربما خالف‬
‫في هذا بعض المجتهدين بحجة أن المضاربة والمشاركة والوكالة في االستثمار ال‬
‫تقاس على عقد البيع ألنها من طائفة عقود المشاركات وليست من طائفة عقود‬
‫المعاوضات ‪ ،‬ولكنني ال أوافق هذا االجتهاد‪.‬‬

‫‪34‬‬

You might also like