Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫مقاالت قانونية‬ ‫في الواجهة‬

‫الحماية القانونية للمعطيات ذات الطابع الشخصي – الباحث أنس‬


‫المدن‬
‫• ‪ 17‬أكتوبر‪6٬325 2022 ,‬‬ ‫‪admin‬‬

‫أنس المدن‬
‫خريج ماستر قانون المدني واألعمال بطنجة‬

‫باحث بسلك الدكتوراه جامعة المولى إسماعيل مكناس‬


‫مقال تحت عنوان ‪:‬‬
‫الحماية القانونية للمعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫يعتبر الحق في الحياة الخاصة من الحقوق التي عنيت اإلعالنات والمواثيق‬


‫الدولية واإلقليمية بحمايتها‪ ،‬و نصت عليه جل التشريعات حول العالم‪ ،‬حيث يحق‬
‫للفرد أن يحتفظ بأسرار حباته بعيدا عن إطالع الغير‪ ،‬فالفرد بحكم طبيعته‬
‫اإلنسانية ال بتماثل مع غيره من األفراد‪ ،‬فالتماثل القائم بين األفراد هو مجرد مظهر‬
‫خارجي فقط ال يحول دون وجود اختالف عميق فيما بينهم‪ ،‬سواء في طباعهم أو‬
‫في أحاسيسهم أو أمزجتهم أو معتقداتهم أو آراءهم أو في أسلوبهم في الحياة‪،‬‬
‫إلى غير ذلك من أوجه اإلختالف الخاصة بين األفراد‪ ،‬وينعكس هذا االختالف على‬
‫حياتهم الخاصة‪ ،‬وتقتضي طبيعة هذه الحياة أن تتسم بأسرار[‪ ]1‬تنبع من ذاتية‬
‫صاحبها‪ ،‬و ألهمية هذا الحق و مكانته في منظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬فإن إنتهاكه عن‬
‫طريق عمليات ذات طبيعة تقنية أو ما يطلق عليها بالمعالجة للمعلومة الشخصية‪،‬‬
‫جعل الموضوع يطرح من اإلشكاالت ذات الطبيعة السياسية والفلسفية واألخالقية‬
‫وبالطبع القانونية‪]2[.‬‬

‫ويعد القانون رقم‪ ]3[09-08‬المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي تطور‬
‫جوهري‪ ،‬حيث أنه قد ساهم في تقوية ثقة المستهلك المغربي في المعامالت‬
‫اإللكترونية واالستفادة من مزايا التجارة اإللكترونية كما شكل أداة هامة في‬
‫حماية الخاصة والبيانات الشخصية للمواطن المغربي خصوصا في مجال‬
‫المعلومات وقد أوضح المشرع ذلك صراحة في مستهل المادة األولى من هذا‬
‫القانون‪ ” :‬المعلوميات في خدمة المواطن وتتطور في إطار التعاون الدولي ويجب‬
‫أال تمس بالجهوية والحقوق والحريات الجماعية أو الفردية لإلنسان وينبغي أال‬
‫تكون أداة إلفشاء أسرار الحياة الخاصة للمواطن”‪ ،‬ومن خالل ديباجة هذه المادة‬
‫يتضح أن المشرع قد حرص على إبراز فلسفة قانونية جديدة واكبت التطورات في‬
‫المجال االلكتروني والمعلوماتي‪.‬‬

‫ولقد أصبحت المعطيات الشخصية والمعالجة إلكترونيا ذات أهمية كبيرة على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬وهذا ما كرسته المادة ‪ 12‬من االعالن العالمي لحقوق االنسان [‪]4‬‬
‫الى جانب االتفاقية الدولية للحقوق المدنية و السياسية لسنة ‪.1966‬‬

‫وهذا ما جعل األمم المتحدة أيضا تتبنى سنة ‪ 1989‬دليال يتعلق باستخدام‬
‫الحوسبة في عملية تدفق البيانات الشخصية‪ ،‬وبتاريخ ‪ 14/12/1990‬تبنت الهيئة‬
‫العامة دليل تنظيم استخدام المعالجة اآللية للبيانات الشخصية‪ ،‬وكذلك منظمة‬
‫التعاون االقتصادي و التنمية و التي بدأت منذ ‪ 1978‬بوضع أدلة و قواعد إرشادية‬
‫بشأن حماية الخصوصية و نقل البيانات‪ ،‬هذا الى جانب تقديم االتحاد األوربي‬
‫ألدلة توجيهية حول حماية البيانات ابرزها دليل عام ‪ 1995‬بشان حماية األفراد‬
‫فيما يتصل بمعالجة البيانات الشخصية وحرية نقلها إضافة الى دليل ‪1997‬‬
‫المتعلق بحماية معطيات االتصاالت‪.‬‬

‫أما على مستوى التشريعات الوطنية فتعتبر دولة السويد السباقة في تبني إطار‬
‫حمائي من خالل قانون حماية المعطيات بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،1973‬ونهج إطار قانون‬
‫جديد سنة ‪ ،1998‬وفي نفس السياق أصدرت فرنسا قانون رقم ‪ 78-77‬المتعلق‬
‫بالمعلوميات والملفات والحريات بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪ 1978‬والذي عدل سنة ‪.2004‬‬
‫أما بالنسبة إلى الواليات المتحدة األمريكية فقد سنت الكثير من القوانين‪ ،‬من بينها‬
‫قانون الخصوصية الفيدرالي سنة ‪ 1974‬وقانون حرية المعلومات سنة ‪ 1970‬و‬
‫كذلك قانون المقاضاة للكومبيوتر وحماية الخصوصية سنة ‪ ،1980‬كما وضعت‬
‫تونس نظام حماية مالئم لقواعد التوجيه األوربي بواسطة القانون رقم ‪2004-63‬‬
‫المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بتاريخ ‪ 27‬يوليو ‪.2004‬‬

‫وأمام مواجهة اإلعتداءات التي تهدد الحياة الخاصة للفرد وكذلك اإلهتمام الدولي‬
‫سارع المشرع المغربي إلى وضع قانون يواكب التوجهات الدولية حيث أصدر‬
‫قانون رقم ‪ 09-08‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين‬
‫اتجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ .‬ذلك أن هذا القانون يهدف إلى‬
‫حماية األفراد إزاء االستعمال المفرط والالمسؤول من طرف المؤسسات الخاصة‬
‫والعمومية لمعطياتهم الشخصية كرقم الهاتف أو رقم البطاقة الوطنية أو المعطيات‬
‫الجينية… إلخ ‪.‬‬

‫ولقد أقر القانون المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي جملة من المقتضيات القانونية الهادفة إلى حماية الهوية والحقوق‬
‫والحريات الفردية والجماعية والحياة الخاصة من كل ما من شانه أن يمس بها عبر‬
‫استخدام المعلوميات‪ ،‬كما يحدد هذا القانون الحق في الولوج إلى القواعد التي‬
‫تتضمن المعطيات الشخصية‪ ،‬والتعرض على بعض عمليات المعالجة وطلب‬
‫تصحيح المعطيات الخاطئة أو مسح المعطيات التي انتهت صالحيتها أو التي تم‬
‫تحقيق الغاية من معالجتها[‪]5‬‬

‫وال يخفى على الجميع ان البحث في موضوع الحماية القانونية للمعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي يكتسي أهمية خاصة لكونه مرتبط بالتطور القانوني و‬
‫التكنولوجي والقفزة المعلوماتية التي أسفرت عن ضرورة وجود حماية قانونية‬
‫للحقوق والحياة الخاصة‪.‬‬

‫مما سبق قوله يضعنا الموضوع أمام إشكال رئيسي اآلتي‪:‬‬

‫ما مدى فعالية الترسانة التشريعية المغربية في تحقيق حماية قانونية‬


‫فعالة للمعطيات ذات الطابع الشخصي ؟‬

‫وتتفرعت عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة وهي على الشكل التالي‪:‬‬


‫ماهية المقتضيات القانونية المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية؟‬
‫وما مدى فعالية النصوص المتضمنة في قانون رقم ‪ 09.08‬في حماية‬
‫الحياة الخاصة؟‬
‫كیف عالج المشرع المغربي مسألة حمایة المعطیات الشخصیة في ضوء‬
‫التحدیات المطروحة على الصعیدین التقني والقانوني؟‬
‫وماهي آليات الحماية القانونية للمعطيات ذات طابع شخصي ؟‬
‫وأين تتجلى صور الجرائم الماسة بالمعطيات الشخصية؟‬

‫وبهذا تتضح معالم المنهجية التي رسمناها لموضوعنا هذا‪ ،‬وذلك على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‬

‫المطلب األول‪ :‬نوعية المعطيات الشخصية ونطاق تطبيقها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد القانونية لحماية المعطيات الشخصية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات حماية المعطيات الشخصية و الجرائم المرتبطة بها‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات حماية المعطيات الشخصية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور الجرائم الماسة بالمعطيات الشخصية‬

‫خاتمة‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لحماية‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‬

‫إن التطور المستمر في مجال المعامالت التي تتم عن طريق استخدام المعلومات‬
‫اإللكترونية قد ينتج عنها في بعض األحيان خروقات وانتهاكات تمس الحقوق‬
‫الجماعية أو الحياة الخاصة لألفراد لذلك شرع المشرع المغربي في إصدار قانون‬
‫رقم ‪ ]6[09-08‬متعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي‪ ،‬ومنه فإننا سوف نقوم بتحليل نصوص هذا القانون من خالل‬
‫مطلبين نحدد في (المطلب األول) نوعية المعطيات الشخصية ونطاق تطبيقها‪،‬‬
‫في حين نخصص (المطلب الثاني) للحديث عن حقوق وإلتزامات الشخص‬
‫المعني بالمعطيات المزمع معالجتها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نوعية المعطيات الشخصية‬


‫ونطاق تطبيقها‬
‫تعد حماية المعطيات ذات طابع شخصي أحد صور الحماية الخاصة‪ ،‬حيث أنها‬
‫تتسب بمجموعة من الخصائص حسب إطارها العام (أوال)‪ ،‬في مقابل لها نطاق‬
‫خاص بيها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلطار العام للمعطيات ذات الطابع‬


‫الشخصي‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬حسب مقتضيات القانون رقم‪، 09-08‬هي كل‬
‫معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها‪ ،‬بما في ذلك الصوت والصورة‪،‬‬
‫والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬
‫وال سيما من خالل الرجوع إلى رقم تعريف أو عنصر أو عدة عناصر مميزة لهويته‬
‫البدنية أو الفيزيولوجية أو الجنسية أو النفسية أو االقتصادية أو الثقافية أو‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫فيعد إصدار القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بجماعة األشخاص الذاتيين تجاه معالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي والذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪-09-1‬‬
‫‪ 15‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ ،2009‬تم إصدار المرسوم رقم ‪ 165-09-1‬بتاريخ ‪ 21‬ماي‬
‫‪ 2009‬لتطبيق هذا القانون رقم ‪ ،09-08‬ذو أهمية كبيرة تكمن في كونه ينظم‬
‫اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬وقواعد عملها‪،‬‬
‫وسلطاتها في التقصي والمراقبة‪ ،‬واإلطار الذي تعالج ضمه المعطيات الجينية و تلك‬
‫المتعلقة بالصحة‪ ،‬ناهيك عن أنه ينظم كذلك هذا القانون حقوق األشخاص‪ ،‬وحق‬
‫الولوج إلى المعطيات الشخصية‪ ،‬وحق الرد والتصحيح و حق التعرض‪ ،‬وكيفية نقل‬
‫المعطيات أو بعضها خارج الوطن‪.‬‬

‫وكل هذه المعلومات سنسلط عليها الضوء في صلب الموضوع ليكونوا علي علم بما‬
‫يهدد أو يحمي حياة الخاصة من سلبيات أو إيجابيات‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مجال تطبيق القانون رقم ‪09-08‬‬


‫يتجلى مجال تطبيق القانون رقم ‪ 09-08‬على المعالجة اآللية أو غير اآللية‪ ،‬الكلية‬
‫أو الجزئية‪ ،‬للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬من خالل تجميع المعطيات الشخصية‬
‫وتسجيلها وحفظها وتعديلها ومالءمتها ومسحها وإتالفها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن مجال تطبيق هذا القانون يبقى مقيدا أحيانا حيث يستثنى‬
‫المشرع المغربي بعض أنواع المعالجات ويتعلق األمر هنا بمعالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي من طرف شخص ذاتي بهدف ممارسة أنشطة شخصية أو منزلية‬
‫بصفة حصرية‪ ،‬ومعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي المحصل عليها والمعالجة‬
‫لمصلحة الدفاع الوطني واألمن الداخلي أو الخارجي للدولة‪ ،‬وتلك المتعلقة‬
‫بأغراض الوقاية من الجرائم والجنح وزجرها ثم المعطيات المحصل عليها طبقا‬
‫لنص تشريعي خاص‪.‬‬

‫وبالتالي فإن نوعية المعطيات المعنية ذات الطابع الشخصي يجب أن تكون معالجة‬
‫بطريقة شخصية نزيهة ومشروعة ومجمعة لغايات محددة ومعلنة‪ ،‬ومالئمة‬
‫ومناسبة وغير مفرطة وصحيحة ومحينة عند اإلقتضاء ومحفوظة بشكل يمكن‬
‫من التعرف على األشخاص المعنيين طوال المدة المحددة والضرورية إلنجاز‬
‫الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها‪ .‬وتجدر اإلشارة على أنه أصبحت‬
‫عدة جهات تقوم بتكوين ملفات متعلقة بالمعطيات الشخصية إما في القطاع العام‬
‫من طرف اإلدارات والمؤسسات العمومية و الجماعات الترابية التي تتوفر على‬
‫مجموعة من الملفات التي تحتوي على معطيات ذات طابع شخصي (معطيات‬
‫المتعلقة بالحالة مدنية‪ ،‬اللوائح اإلنتخابية…) وكذلك المستشفيات العمومية التي‬
‫تعمل على تجميع المعلومات الطبية والمعطيات الشخصية للفرد ضمن ما يصطلح‬
‫عليه اإلدارة األساسية للسياسة الصحية‪.‬‬

‫كما أن هناك جهات في القطاع الخاص تقوم بتكوين ملفات خاصة بالمعطيات‬
‫الشخصية مثل البنوك ومؤسسات االقتراض وغيرها إذ ال يمكننا حصر جميع‬
‫المؤسسات فهي كثيرة ومتعددة وهذه األمثلة المذكورة سالفا فهي على سبيل‬
‫المثال ال الحصر‪]7[.‬‬

‫أما من حيث نوعية المعطيات المعنية يجب أن تكون المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي معالجة بطريقة نزيهة ومشروعة‪ ،‬ومجمعة لغايات محددة ومعلنة‪،‬‬
‫ومالئمة ومناسبة وغير مفرطة وصحيحة ومحينة عند االقتضاء‪ ،‬ومحفوظة بشكل‬
‫يمكن من التعرف على األشخاص المعنيين طوال المدة المحددة والضرورية إلنجاز‬
‫الغايات التي تم جمعها ومعالجتها الحقا من أجلها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وإلتزامات الشخص‬


‫المعني بالمعطيات المزمع معالجتها‬
‫لقد منح القانون المتعلق بحماية المعطيات الشخصية بعض الضمانات في مواجهة‬
‫االعتداءات التي من الممكن أن تمس بحرياتهم الشخصية‪ ،‬حيث أقر مجموعة من‬
‫الحقوق (أوال) وفي مقابل ذلك ألزم المسؤولين عن المعالجة ببعض اإللتزامات‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حقوق الشخص المعني بالمعطيات‬


‫المزمع معالجتها‬
‫يتمتع الشخص المعني بتجميع المعطيات اإلسمية بالحقوق التالية[‪:]8‬‬

‫– الحق في الموافقة والتعبير عن رضاه عن العملية أو مجموع العمليات المزمع‬


‫انجازها‪.‬‬

‫– الحق في اإلخبار عند تجميع المعطيات بطريقة صريحة ودقيقة حول خصائص‬
‫المعالجة المنجزة‪ .‬ونشير هنا أن المشرع المغربي لم يكن دقيقا عندما ألحق عبارة‬
‫“أثناء تجميع المعطيات” بالحق في اإلخبار ضمن عنوان المادة‪ ،‬إذ أن اإلخبار يلزم‬
‫أن يكون قبل التجميع وليس أثناءه‪ ،‬فالعبرة هنا هي تمكين صاحب المعطيات من‬
‫اتخاذ قراره بشأن تقديمها أو عدم تقديمها‪ ،‬وفي مقابل ذلك استبعد مجموعة من‬
‫الحاالت من نطاق الحق في اإلخبار[‪.]9‬‬

‫– الحق في الولوج واالستفسار عن المعطيات المعالجة وخصائصها ومصدرها‬


‫والجهات التي أرسلت إليها هذه المعطيات ويالحظ أن المشرع المغربي كان جد‬
‫مختصرا من حيث تنظيمه للحق في الولوج حيث لم يضع أي استثناء على‬
‫ممارسة هذا الحق كما فعل في بالنسبة للحق في اإلخبار‪.‬‬
‫– ممارسة حق التصحيح وتحيين المعطيات الشخصية المتعلقة به أو إزالتها أو‬
‫إغالق الولوج إليها عندما يتبين له أن هذه المعطيات ناقصة أو غير صحيحة أو‬
‫فاقدة للصالحية ويوجه طلب التصحيح إلى المسؤول عن المعالجة وال يتم اللجوء‬
‫إلى اللجنة الوطنية إال في حالة رفض المسؤول عن المعالجة أو عدم استجابته‬
‫للطلب‪ .‬أما في حالة تعذر تلبية طلب التصحيح داخل أجل ‪ 10‬أيام فيلزم تسليم‬
‫مقدم الطلب إشعار بالتوصل يتضمن سبب التأجيل مع ضرورة توقيعه وتأريخه‪.‬‬
‫كما يلزم المسؤول أن يتصل على الفور باللجنة الوطنية من أجل تحديد تاريخ‬
‫الجواب‪ .‬ويالحظ أيضا أن المشرع لم يخص الحق في التصحيح بأي استثناء‪.‬‬

‫– ممارسة حق التعرض على معالجة معطيات الشخصية في أي وقت وألسباب‬


‫مشروعة وبدون تكاليف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلتزامات المسؤول عن المعالجة‬


‫وضع المشرع المغربي على عاتق المسؤول عن معالجة المعطيات الشخصية‬
‫مجموعة من االلتزامات وهي‪:‬‬

‫– إخبار المعني باألمر واحترام الغاية من المعالجة وإبالغها إلى شخص المعني‬
‫وإلى اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي؛‬

‫– احترام مبدأ التناسب دون اإلفراط في المعطيات وبالنظر إلى الغاية من‬
‫المعالجة المراد إجراءها‪.‬‬

‫– التحقق من جودة المعطيات وصحتها ووثوقها وتمامها وكونها محينة‪.‬‬

‫– السهر على احترام مدة حفظ المعطيات والتي ال يمكن أن تتعدى المدة‬
‫الضرورية لتحقيق الغاية من المعالجة التي جمعت من أجلها‪.‬‬

‫– السهر على ممارسة األشخاص المعنيين لحقوقهم واتخاذ كافة التدابير التي‬
‫تمكنهم من ممارستها‪.‬‬

‫– ضمان سالمة وسرية المعطيات الشخصية التي توجد في حوزته وحمايتها من‬
‫اإلتالف أو الضياع غير المتعمد ومن كل أشكال المعالجة الغير مشروعة‪.‬‬

‫– ضرورة إشعار اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‬
‫بالمعالجات المزمع القيام بها‪ ،‬قبل الشروع فيها وذلك بإتباع المسطرة المالئمة‪.‬‬
‫[‪]10‬‬
‫وتجدر اإلشارة على أن المشرع المغربي في المادة ‪ 12‬من قانون رقم ‪ 09.08‬قد‬
‫اشترط ضرورة وجود إذن مسبق من اللجنة الوطنية للقيام بالمعالجة في مجموعة‬
‫من الحاالت المحددة على سبيل الحصر وهي ‪ :‬المعطيات الحساسة التي تكشف‬
‫عن األصل العرقي أو اإلثني أو اآلراء السياسية أو القناعات الدينية أو الفلسفية أو‬
‫االنتماء النقابي للشخص المعني أو معطيات الجينية المرتبطة بالصحية‪ ،‬وأيضا إذا‬
‫استعملت المعطيات لغايات أخرى غير تلك التي جمعت من أجلها في األصل‪،‬‬
‫وكذلك المعطيات المتعلقة بالمخالفات أو اإلدانات أو التدابير الوقائية‪ ،‬ثم‬
‫المعطيات التي تحتوي على رقم بطاقة التعريف الوطنية للشخص المعني‪ ،‬وأخيرا‬
‫إذا كانت المعالجة تستلزم ربطا بينيا لملفات معطيات غاياتها األساسية مختلفة‪.‬‬

‫و ألول مرة في المشهد القانوني المغربي‪ ،‬أقر القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬جملة من‬
‫المقتضيات القانونية الهادفة إلى حماية الهوية والحقوق والحريات الفردية‬
‫والجماعية والحياة الخاصة من كل ما من شأنه أن يمس بها عبر استخدام‬
‫المعلوميات‪.‬‬

‫ويحدد القانون‪ ،‬في جملة أمور أخرى وبدقة‪ ،‬الحق في الولوج إلى القواعد التي‬
‫تتضمن المعطيات الشخصية‪ ،‬والتعرض على بعض عمليات المعالجة‪ ،‬وطلب‬
‫تصحيح المعطيات الخاطئة أو مسح المعطيات التي انتهت صالحيتها أو التي تم‬
‫تحقيق الغاية من معالجتها‪.‬‬

‫أمام إتساع مجال تكنولوجيات التواصل التي تخطت كل الحدور والجمارك‪ ،‬بدأت‬
‫الدولة لتصد القانون تلو القانون من أجل ليس فقط ضبط مجال التعامل مع‬
‫التكنولويات المتطورة باستمرار‪ ،‬ولكن كذلك من أجل إعمالها من طرف األشخاص‬
‫والجماعات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات حماية المعطيات‬


‫الشخصية و الجرائم المرتبطة بها‬
‫يضمن القانون رقم ‪ 09-08‬مجموعة من القواعد المتعلقة بحماية المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي‪ ،‬وذلك ضمانا لحق األفراد في الحياة الخاصة‪ ،‬بحيث تقتضي‬
‫أهمية المعطيات الشخصية ضرورة وضع مجموعة من اآلليات لحمايتها من‬
‫المخاطر التي تهددها ‪ ،‬و ذلك يستلزم توفير مستويات من الحماية تتصل بمعالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي و صونها‪ ،‬و يظهر أن معالجة المعطيات الشخصية‬
‫تحمل مخاطر كبيرة على حق األفراد في حماية حياتهم‪ ،‬مما استدعى وضع قواعد‬
‫حمائية خاصة‪ ،‬و قد تضمن الباب الرابع من قانون ‪ 09-08‬إحداث لجنة وطنية‬
‫لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي (المطلب األول)‪ ،‬وباإلضافة إلى‬
‫مجموعة من المقتضيات الزجرية لردع اإلعتداءات أو صور الجرائم التي تطال هذه‬
‫المعطيات الشخصية ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات حماية المعطيات‬


‫الشخصية‬
‫يستلزم خضوع المعطيات ذات الطابع الشخصي لمقتضيات الحماية التي جاء بها‬
‫قانون ‪ 09-08‬والمتعلقة بالمعالجة‪ ،‬وهذه الخيرة يتعين فيها على كل شخص‬
‫مسؤول اإللتزام بمجموعة من القواعد والتي تسهر على حمايتها ومراقبتها اللجنة‬
‫الوطنية لحماية المعطيات الشخصية (أوال)‪ ،‬وقد تترتب على انتهاك هذه المعطيات‬
‫قيام المسؤولية الجنائية أو المدنية متى توفر أساسهما القانوني(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجهة المكلفة بمراقبة حماية المعطيات‬


‫ذات الطابع الشخصي‪.‬‬
‫أحدث القانون آلية مؤسساتية من أجل السهر على احترام و حماية المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي‪ ،‬و تضمنت المادة ‪ 27‬من القانون الصادر في ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬و‬
‫المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪،‬‬
‫إحداث اللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية لدى رئيس الحكومة‪ ،‬من اجل‬
‫العمل على تنفيذ مقتضيات القانون و التأكد من مدى التقيد بمقتضياته‪.‬‬

‫و تتألف اللجنة من رئيس يعينه الملك‪ ،‬و ستة أعضاء يعينهم الملك باقتراح من ‪:‬‬

‫عضوان من طرف رئيس الحكومة‪.‬‬


‫عضوان من طرف رئيس مجلس النواب‪.‬‬
‫عضوان من طرف رئيس مجلس المستشارين[‪.]11‬‬

‫و تحدد مدة العضوية في اللجنة في خمس سنوات قابلة للتجديد مرة‬


‫واحدة[‪.]12‬‬

‫و في إطار تفعيل هذا المقتضى تم تعيين هذه اللجنة بمقتضى الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.10.148‬الصادر في ‪ 6‬شعبان ‪1431‬الموافق ل ‪19‬يوليوز ‪ ،2010‬و تم تنصيبها‬
‫بمقتضى مقرر لوزير األول(رئيس الحكومة) رقم ‪ 3.62.10‬الصادر في ‪ 20‬رمضان‬
‫‪ 1431‬الموافق ل ‪ 31‬غشت ‪.2010‬‬
‫وتباشر اللجنة الوطنية لمراقبة مهامها حسب مقتضيات المادة ‪ 27‬و ‪ ،28‬في تلقي‬
‫و دراسة التصاريح و طلبات اإلذن بالمعالجة و طلبات نقل المعلومات إلى الخارج‪،‬‬
‫كما تقدم أرائها للسلطات و المؤسسات التي تستشيرها في بعض المواضيع‬
‫المحددة و المرتبطة بمجال المعطيات الشخصية‪ ،‬و في إطار المهام الموكولة إليها‬
‫تتلقى اللجنة الوطنية و تعالج شكايات األفراد‪.‬‬

‫كما تتوفر اللجنة الوطنية على سلط البحث و التحري‪ ،‬التي تمكن أعوانها‬
‫المفوضين لهذا الغرض الولوج إلى المعطيات الخاضعة للمعالجة‪ ،‬و المطالبة‬
‫بالولوج المباشر لالماكن التي تتم فيه المعالجة و تجميع جميع المعلومات و‬
‫الوثائق الضرورية للقيام بمهمة المراقبة و المطالبة بها‪ ،‬كما تتمتع بسلطة األمر‬
‫بتزويدها بالوثائق أيا كانت طبيعتها و كيفما كانت دعاماتها التي تمكنها من دراسة‬
‫وقائع الشكايات المحالة عليها[‪.]13‬‬

‫و بالتالي فإن مهام هذه اللجنة تقوم على العمل على حماية المعطيات الشخصية و‬
‫ضمان معالجتها في اإلطار القانوني‪ ،‬على اعتبار أن هذه اللجنة موكولة بحماية و‬
‫مراقبة معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي و حفظها من كل ما قد يهدد‬
‫سالمتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية الجنائية والمدنية للمعطيات‬


‫الشخصية‬
‫تقتضي أهمية المعطيات ذات الطابع الشخصي بالنسبة للحق في الحياة الخاصة‬
‫لألفراد‪ ،‬ضرورة وضع مجموعة من القواعد الزجرية لحمايتها من المخاطر التي‬
‫تهددها[‪ ،]14‬ومن هذا المنطلق بات لزاما على المشرع أن يسن نظام عقوبات ألنها‬
‫تمس مسألة حماية الحياة الخاصة‪ ،‬و ذلك بوضع نصوص تجرم… انتهاك الحياة‬
‫الخاصة لألفراد‪.‬‬
‫لذلك أقر القانون رقم ‪ 09-08‬مجموعة من العقوبات على الجهات التي ال تحترم‬
‫المقتضيات و التشريعات المتعلقة بحماية المعطيات ذات الطابع الخاص‪ ،‬إذ افرد‬
‫المشرع الباب السابع من القانون المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‬
‫لهذا الغرض‪.‬‬

‫وما يالحظ في هذا السياق ان المشرع في تنصيصه على جرائم معالجة المعطيات‬
‫ذات الطابع الشخصي استعمل مصطلح مخالفة عوض جريمة‪ ،‬وال يتعلق االمر هنا‬
‫بالمخالفة وفق مفهوم مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬وذلك على اعتبار ان مختلف‬
‫الجرائم المنصوص عليها في القانون ‪ 09-08‬تعد جنحا ضبطية هذا من جانب ‪ ،‬اما‬
‫من جانب ثاني فان قانون ‪ 09-08‬تضمن عقوبات حبسية جد مخففة ‪ ،‬فيما مقابل‬
‫ذلك رفع من قيمة الغرامات التي يمكن الحكم بها لوحدها او الى جانب العقوبة‬
‫الحبسية‪.‬‬

‫وجرم مجموعة من األفعال التي تشكل خرقا للقواعد الموضوعية التي يلزم‬
‫مراعاتها عند القيام بكل معالجة للمعطيات ( المعالجة غير المشروعة – االستعمال‬
‫غير مشروع )‪ ،‬باإلضافة إلى القواعد الشكلية ( المعالجة بدون تصريح أو بدون إذن‬
‫مسبق – االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية )[‪.]15‬‬

‫حيث يسأل جنائيا عن الجرائم الماسة بالمعطيات الشخصية الشخص المسؤول عن‬
‫المعالجة‪ ،‬وحسب مقتضيات المادة ‪ 1.5‬قد يكون الشخص المسؤول عن المعالجة‬
‫شخصا ذاتيا او معنويا‪ ،‬غير ان ما يطرح االشكال هنا هو الشخص المعنوي العام و‬
‫طريقة مسائلته جنائيا‪ ،‬حيث من المعلوم ان مسألة مدى امكانية اخضاع االشخاص‬
‫المعنوية العامة للمسؤولية الجنائية قد عرفت نقاشا فقهيا‪ ،‬حيث ذهب بعض الفقه‬
‫الى عدم امكانية مساءلة االشخاص المعنوية العامة[‪ ،]16‬كما تباينت المواقف‬
‫بصدد ذلك على مستوى التشريعات المقارنة‪ ،‬حيث اعتبر المادة ‪ 2.121‬من قانون‬
‫العقوبات الفرنسي بان جميع االشخاص المعنوية باستثناء الدولة تخضع للمسؤولية‬
‫الجنائية‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه وفق التشريع المذكور تضاعف عقوبات الغرامة الواردة في‬
‫نصوص هذا التشريع إذا كان مرتكب إحدى الجرائم شخصا معنويا‪ ،‬دون المساس‬
‫بالعقوبات التي قد تطبق على المسيرين مع إمكانية معاقبة الشخص المعنوي‬
‫بالمصادرة واإلغالق[‪.]17‬‬

‫وقد جاء بمجموعة من النصوص التي تحمي عمليات المعالجة وتحمي المعطيات‬
‫الشخصية المعالجة‪ ،‬ومن أهم المواد نجد المادة ‪ 53‬التي عاقبت بالغرامة من‬
‫‪ 20000‬درهم إلى ‪ 200000‬درهم في حالة رفض المسؤول عن المعالجة حقوق‬
‫الولوج أو التصريح أو التعرض المنصوص عليها في المواد‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 9‬من القانون‬
‫رقم‪ ،]18[09-08‬كما جرمت المادة ‪ 63‬عملية نقل معطيات ذات طابع شخصي‬
‫نحو دولة أجنبية خرقا ألحكام المادتين ‪ 43‬و ‪ 44‬من هذا القانون‪]19[.‬‬
‫كما أن هذا التشريع الجديد تطرق للحاالت التي تؤدي لالستعمال التعسفي أو‬
‫التدليسي للمعطيات المعالجة أو إيصالها ألغيار غير مؤهلين من طرف المسؤول‬
‫عن المعالجة أو كل معالج من الباطن أو كل شخص مكلف‪-‬بفعل مهامه‪-‬بمعالجة‬
‫معطيات ذات طابع شخصي‪ ،‬وقد حددت العقوبة من ‪ 6‬أشهر إلى سنة وبغرامة من‬
‫ألف درهم إلى ‪ 300‬ألف درهم‪]20[.‬‬

‫أما المادة ‪ ]21[63‬فقد عاقبت كل مسؤول عن المعالجة في حالة رفضه تطبيق‬


‫قرارات اللجنة الوطنية‪ ،‬المذكورة سلفا‪ ،‬والتي أحدثها القانون المغربي رقم ‪،09-08‬‬
‫هناك حماية تتجلى على مستوى ثاني‪ ،‬أي على مستوى مجموعة القانون الجنائي‬
‫من خالل المادة ‪ 2-448‬حيث تنص‪ :‬يعاقب بالحبس من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات و‬
‫غرامة من ‪ 2000‬الى ‪ 20000‬درهم كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك األنظمة‬
‫المعلوماتية ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته دون موافقته‬
‫أو دون اإلشارة إلى كون هذه التركيبة غير حقيقية‪.‬‬

‫كذلك ما نص عليه الفصل الواحد والخمسون المكرر من ظهير شريف رقم ‪-378‬‬
‫‪ 1-58‬المعتبر بمثابة قانون الصحافة و المعدل بقانون رقم ‪ 77.00‬الذي يعاقب‬
‫بحبس تتراوح مدته بين شهر واحد وستة أشهر وبغرامة يتراوح قدرها بين‬
‫‪ 5.000‬و‪ 20.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من نشر ادعاءات أو‬
‫وقائع أو صور تمس بالحياة الخاصة للغير‪ .‬و هنا تظهر الحماية القانونية و‬
‫الجنائية للحق في الحياة الخاصة و تجليات هذا الحق على مستوى حماية‬
‫الخصوصية و حماية البيانات الشخصية‪.‬‬

‫شهد مفهوم الحق في الخصوصية تطورا تمثل في اتساع المعاني التي يحملها‪ ،‬و‬
‫التالي توسع مجال الجرائم المرتبطة بهذا الحق‪ ،‬وعليه سنتطرق في المطلب األول‬
‫الى أخطار بنوك المعلومات و بعض صور الجرائم التي تقع عليه‪ ،‬فيما سنتطرق في‬
‫المطلب الثاني اليات حماية حماية البيانات الشخصية او الحق في الخصوصية من‬
‫خالل القانون ‪08.09‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه ال يشمل هذا القانون معالجة المعطيات من لدن شخص ذاتي‬
‫لممارسة نشاطات شخصية أو منزلية بصفة حصرية‪ ،‬وكذا المعطيات المحصل‬
‫عليها والمعالجة لمصلحة الدفاع الوطني واألمن الداخلي أو الخارجي للدولة‪ ،‬وكذا‬
‫المعطيات المعالجة ألغراض الوقاية من الجرائم و الجنح وزجرها إال وفق الشروط‬
‫المحددة بالقانون أو النظام الذي تحدث بموجبه الملفات المعنية‪ ،‬وال يشمل القانون‬
‫أيضا المعطيات المحصل عليها تطبيقا لنصوص تشريعية خاصة‪.‬‬

‫وأما من حيث التعويض المدني من اإلعتداء على المعطيات ذات طابع الشخصي‪،‬‬
‫فتكون الغاية منه جبر الضرر تحكم به المحكمة لفائدة المتضرر من اإلعتداء بغير‬
‫وجه حق على حقه في سرية معطيات وعدم اإلضرار بها‪ ،‬على عكس العقوبة التي‬
‫تهدف إلى زجر المرتكب الجريمة وتأديبه وردع غيره‪.‬‬
‫والتعويض في إطار حماية المعطيات الشخصية قد يتخذ صورة التعويض النقدي‬
‫وهو المعمول به في أغلب األحيان‪ ،‬كما يمكن أن يكون تعويضا عينيا‪.‬‬

‫فبالنسبة للتعويض النقدي يعد من الخصائص المميزة للمسؤولية المدنية‪ ،‬التي‬


‫يرمي فيها المشرع غلى إعادة التوازن وجبر األضرار الالحقة بالضحية ‪ ،‬ولعل هذا‬
‫ما نص عليه المشرع المغربي في الفصل ‪ 108‬من القانون الجنائي حيث جاء فيها‬
‫‪ ”:‬التعويضات المدنية المحكوم بيها يجب أن تحقق للمتضرر تعويضا كامال عن‬
‫الضرر الشخصي الحال المحقق الذي أصابه مباشرة من الجريمة”‪.‬‬

‫وإذا كان األصل في التعويض أن يكون نقضيا‪ ،‬فإنه يمكن في حاالت أخرى أن‬
‫يتخد شكل تعويض عينين وهذا األخير هو ذلك التعويض الذي يهدف إلى إزالة‬
‫الضرر ومحور آثاره ‪ ،‬وغالبا ما تحكم به المحكمة إال جانب التعويض النقدي ‪ ،‬وذلك‬
‫بناء على طلب المدعي‪.‬‬

‫والتعويض العيني قد يتخد شكل الحكم الصادر لفائدة المتضرر‪ ،‬أو أي صورة أخرى‬
‫حيث تبقى للمحكمة السلطة المطلقة في تقديره‪]22[.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور الجرائم الماسة‬


‫بالمعطيات الشخصية‬
‫لقد حظيت الحياة الخاصة لألفراد بحماية دستورية و قانونية في مختلف‬
‫تشريعات الدول المتقدمة‪ ،‬لما لخصوصية االفراد من اهمية قصوى على كيان‬
‫األفراد و المجتمع‪.‬‬

‫مما جرم المشرع المغربي من خالل العديد من النصوص الخاصة بعض تطبيقات‬
‫الجريمة المعلوماتية المرتبطة بمجال أو بمضمون تلك القوانين وذلك بمناسبة تقرير‬
‫الحماية الجنائية لبعض المتضررين من بعض هذه األفعال الجرمية ومن هذه‬
‫التطبيقات اآلتي ذكره‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ارتكاب الجريمة المعلوماتية على‬
‫معطيات ذات طابع شخصي‪.‬‬
‫حدد المشرع في القانون رقم ‪ 08-09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه‬
‫معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي[‪ ]23‬بمقتضى المادة األولى منه المقصود‬
‫بالمعطيات ذات الطابع الشخصي بكونها معلومات كيفما كان نوعها بغض النظر عن‬
‫دعامتها بما في ذلك الصورة والمتعلقة بشخص ذاتي أي قابل للتعرف كما عرفه‬
‫معالجة معه المعطيات بكونها كل عملية أو مجموعة من العمليات تنجز بمساعدة‬
‫طرق آلية أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابع شخصي مثل التجمع أو‬
‫التسجيل أو الحفظ أو المالءمة أو التقييد أو االستخراج أو االطالع أو االستعمال‬
‫أو اإليصال عن طريق اإلرسال أ اإلدانة ألي شكل من أشكال إتاحة المعلومات أو‬
‫التقريب أو الربط البيني وكذا اإلغالق أو المسح أو اإلتالف‪.‬‬

‫وقد جرم هذا القانون ضمن الباب السابع من مجموعة من األفعال ومنها‪:‬‬

‫القيام بجمع معطيات ذات طابع شخصي بطريقة تدليسية أو غير نزيهة أو غير‬
‫مشروعة‪ ،‬أو إنجاز معالجة ألغراض أخرى غير تلك المصرح بها أو المرخص لها‪ ،‬أو‬
‫إخضاع المعطيات المذكورة لمعالجة الحقة متعارضة مع األغراض المصرح بها أو‬
‫المرخص لها‪.‬‬

‫نقل معطيات ذات طابع شخصي نحو دولة أجنبية خرقا ألحكام المادتين ‪44-43‬‬
‫من القانون‪.‬‬

‫تسبب المسؤول عن المعالجة أوكل معالج من الباطن أو كل شخص مكلف بفعل‬


‫مهامه بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي أو تسهيل ولو بفعل اإلهمال االستعمال‬
‫التعسفي أو التدليسي للمعطيات المعالجة أو المستلمة أو إيصالها ألغيار غير‬
‫مؤهلين‪.‬‬

‫وقد أدخل المشرع الفرنسي تعديالت مهمة في هذا اإلطار على المدونة الجنائية‬
‫الفرنسية بمقتضى القانون رقم ‪ 2012.410‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ 2012‬والتي‬
‫قررت حماية جنائية مشددة للمعطيات الشخصية بحيث تمت إضافة فقرات‬
‫جديدة لمقتضيات المواد ‪ 2-323‬و‪ 3-323‬وتم بمقتضاها تقرير عقوبات مشددة‬
‫تصل إلى ‪ 7‬سنوات حبسا وغرامة قدرها ‪ 75.000‬أورد متى ارتكب فعل الدخول‬
‫أو البقاء غير القانوني أو فعل العرقلة العمدية أو فعل الغش واالحتيال في مواجهة‬
‫نظام للمعالجة اآللية للمعطيات الشخصية الذي تسيره أو تنفيذه الدولة‪.‬‬

‫في المقابل قرر المشرع عقوبات جد بسيطة لهذه األفعال تتمثل في الحبس من‬
‫ثالثة أشهر إلى سنة وغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم أو إحدى هاتين‬
‫العقوبتين فقط‪ ،‬وذلك وفقا للمادتين ‪ 60-53‬من هذا القانون أما المادة ‪ 63‬فقرت‬
‫للفعل الثالث نفس العقوبة باستثناء الحد األدنى للعقوبة الحبسية الذي هو ستة‬
‫أشهر بدال من ثالثة اشتر‪.‬‬

‫اما من حيث تزوير الوثائق المعلوماتية أو استعمالها فتعد هذه األفعال من أخطر‬
‫صور التزوير لما ترتبه من مساس بالثقة الواجبة في الوثائق والمحررات‬
‫المعلوماتية‪ ،‬ومن خطورتها على ما تحتويه هذه الوثائق من بيانات مما من شأنه‬
‫إحداث أضرار مادية أو معنوية متنوعة يمكن أن تمس باألفراد أو بالمؤسسات‬
‫الخاصة والعامة وقد تم التنصيص على هذه األفعال بمقتضى الفصل ‪ 7-607‬من‬
‫ق ج الذي جرم كل من التزوير أو التزييف في وثائق المعلوميات أيا كان شكلها إذا‬
‫كان منش أنه ذلك إلحاق ضرر بالغير وكذا استعمال تلك الوثائق المزورة أو المزيفة‬
‫مع العلم بذلك[‪.]24‬‬

‫وقد جاءت مقتضيات هذا الفصل عامة وبدون تحديد أو تخصيص سواء فيما‬
‫يتعلق بكيفية التزوير أو التزييف أو فيما يتعلق بطبيعة الوثائق المعنية إال أنه البد‬
‫لقيام هذه الجريمة أن ترتب األفعال المرتكبة ضررا للغير وذلك بغض النظر عن‬
‫طبيعة هذا الضرر أو حجمه أو خطورته أي سواء كان ماديا أو معنويا أو االثنين‬
‫معا‪.‬‬

‫ويتعين اإلشارة إلى أن المشرع نص عند تنظيمه لصور الجريمة المعلوماتية التي‬
‫تمت دراستها أعاله‪ ،‬على بعض العقوبات التكميلية أو اإلضافية التي تطبق على‬
‫مرتكبيها‪ ،‬بحيث نص الفصل ‪ 11-607‬على أنه يجوز للمحكمة‪ ،‬مع مراعاة حقوق‬
‫الغير سحن النية‪ ،‬أن تحكم بمصادرة األدوات التي استعملت في ارتكاب تلك‬
‫الجرائم والمتحصل عليها منهال كما يمكن عالوة على ذلك‪ ،‬الحكم على الفاعل‬
‫بالحرمان من ممارسة واحد أو أكثر من الحقوق المنصوص عليها في الفصل ‪40‬‬
‫من ق‪.‬ج[‪ ]25‬لمدة تتراوح بين سنتين وعشر سنوات‪ ،‬ويمكن أيضا الحكم عليه‬
‫بالحرمان من مزاولة جميع المهام والوظائف العمومية لمدة تتراوح بين سنتين‬
‫وعشر سنوات وبنشر أو تعليق الحكم الصادر باإلدانة‪.‬‬

‫و هكذا أصبحت الشبكات المعلوماتية مستودعا خطيرا للكثير من اسرار االنسان‬


‫التي يمكن الوصول اليها بسهولة و سرعة‪ ،‬و لم تكن متاحة في ظل سائر وسائل‬
‫الحفظ التقليدية فأصبحت بنوك المعلومات ‪ DATA BANKS‬أهم و أخطر عناصر‬
‫الحياة الخاصة لإلنسان في العصر الحديث‪ .‬و تحتوي هذه البنوك في العادة على‬
‫معلومات مالية او وطنية او امنية‪ ،‬كما تلعب دورا هاما‪ ،‬كما لها مخاطر محذقة‬
‫بالحياة الخاصة لألفراد‪ ،‬خاصة ان تم اساءة استخدامها لغير الغرض الذي جمعت‬
‫من اجله‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجرائم الماسة بالحق في الخصوصية‬
‫عاقب المشرع مجموعة من الجرائم التي تطال الحق في الخصوصية و تمس‬
‫بالمعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬و تتنوع الجرائم الماسة بالحق في الخصوصية‪،‬‬
‫و تتعلق الجرائم الماسة بالبيانات الشخصية اما بالقواعد االجرائية للمعالجة او‬
‫القواعد الشكلية لهذه المعالجة أوجريمة انتهاك الحق في الصورة‪.‬‬

‫فعلى مستوى الجرائم المتعلقة بالقواعد االجرائية للمعالجة ‪ ،‬جرم المشرع مجموعة‬
‫من االفعال التي تشكل خرقا للقواعد الموضوعية التي يلزم مراعاتها عند القيام‬
‫بكل معالجة للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬و قد تتعلق هذه االفعال بتسيير‬
‫المعطيات‪.‬‬

‫مثل‪ :‬جريمة المعالجة غير المشروعة‪ ،‬او جريمة االستعمال غير المشروع‬
‫للمعطيات‪ .‬او قد تتعلق بحقوق الشخصي المعني و التي قد تتجلى في المعالجة‬
‫بدون رضى الشخص المعني او االعتداء على حقوق الشخص المعني‪.‬‬

‫اما فيما يتعلق الجرائم الماسة بالقواعد الشكلية للمعالجة‪ ،‬بحيث يقتضي للقيام‬
‫بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ضرورة احترام مجموعة من القواعد‬
‫الشكلية التي نص عليها المشرع بهدف حماية االشخاص الذاتيين اتجاه المعالجة‪،‬‬
‫و التالي جرم مجموعة من االفعال المتعلقة بالشكليات المسبقة‪ ،‬حيث يلزم‬
‫المسؤول عن المعالجة قبل اجراءها ضرورة القيام ببعض الشكليات المسبقة التي‬
‫تخوله معالجة المعطيات الشخصية‪ ،‬ومثل ذلك المعالجة بدون تصريح او بدون‬
‫اذن مسبق او مواصلة المعالجة بعد سحب التصريح او االذن‪ ،‬ومن تم فان مخالفة‬
‫هذه الشكليات يعد جريمة معاقب عليها‪ ،‬ومن اجل ضمان سالمة المعطيات و‬
‫حمايتها من مختلف المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها خاصة انتهاك سريتها‪،‬‬
‫فرض المشرع على المسؤول عن المعالجة ضرورة احترام التزامات التعاون مع‬
‫اللجنة الوطنية و اال اعتبر مرتكبا لجرائم معاقب عنها‪ ،‬و ذلك مثل عدم اتحاد‬
‫اجراءات الحماية او االمتناع عن التعاون مع اللجنة الوطنية‪.‬‬

‫وإن الشرعية الجنائية تقتضي وجود نص قانوني سابق لفعل االعتداء‪ ،‬وهذا إقرار‬
‫ألهم مبادئ القانون الجنائي أال وهو مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات “ال جريمة وال‬
‫عقوبة إال بنص قانوني”[‪ ،]26‬والذي يقتضي أن يكون النص الجنائي المًج رم لبعض‬
‫األفعال مبينا بصورة واضحة ودقيقة‪ ،‬األمر الذي يضمن تحقيق فعالية أكبر أثناء‬
‫تطبيقه‪ ،‬ويعد أيضا قاعدة أساسية يبنى عليها النظام الجنائي في الدول الحديثة‪،‬‬
‫وأخذت بها كل الدول في دساتيرها‪]27[.‬‬

‫ولعل التطورات السريعة في عالم المعلوميات واألجهزة الرقمية مست جانبا من‬
‫حياة األشخاص نظرا لسهولة وسرعة انتقال الصور الشخصية وتداولها في العالم‬
‫االفتراضي‪ .‬هذا األمر جعل القانون الجنائي في صيغته الماضية في موضع ال‬
‫يحسد عليه‪ ،‬إذ بات غير قادر على مالحقة بعض األفعال المستحدثة الماسة بصورة‬
‫الشخص‪ ،‬والتي كانت نتاج الجانب السلبي للنظام المعلوماتي‪ ،‬ومن ثمة تفاعل‬
‫المشرع الجنائي بإضافة مقتضيات جديدة لسد الفراغ التشريعي‪ ،‬حيث حدد‬
‫السلوك المراد تجريمه وعقوبته والتي اعتبره انتهاكا لحق الشخص في صورته‪ ،‬في‬
‫ثالث حاالت‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬حين قيام الفاعل بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع صورة‬


‫شخص أثناء تواجده في مكان خاص دون موافقته‪ ،‬عمدا وبأية وسيلة‪ ،‬فإن‬
‫العقوبة هي الحبس من ستة أشهر إلى ثالثة سنوات وغرامة من ‪ 2.000‬إلى‬
‫‪ 20.000‬درهم‪ ،‬حسب الفصل ‪ 447 -1‬ق ج الفقرة الثانية‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬حين قيام الشخص ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال‬
‫شخص أو صورته دون موافقته… فإن العقوبة هي من سنة واحدة إلى ثالث‬
‫سنوات حبسا وغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 20.000‬درهم‪ .‬حسب الفصل ‪.447-2‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬وهي في حالة العود أو ارتكاب الجريمة من طرف الزوج أو‬
‫الطليق أو الخاطب أو أحد الفروع أو أحد األصول أو الكافل أو شخص له‬
‫والية أو سلطة على الضحية أو مكلف برعايتها أو ضد امرأة بسبب جنسها أو‬
‫ضد قاصر‪ ،‬ترفع العقوبة إلى الحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات‬
‫وغرامة من ‪ 5.000‬إلى ‪ 50.000‬طبقا لما ورد ضمن الفصل ‪ 447-3‬ق ج‪.‬‬

‫إن الوصف القانوني لألفعال التي حددها المشرع في النصوص القانونية أعاله‪،‬‬
‫تبقى غير كافية للقول بوجد جريمة تدخل تحت خانة العقاب‪ ،‬وإنما البد من ترجمة‬
‫هذه األفعال واقعيا في العالم الخارجي حسب النموذج اإلجرامي المرسوم لها سلفا‬
‫من المشرع الجنائي‪ ،‬وهو ما يسمى بالركن المادي للجريمة ‪.‬‬

‫ويأخذ الركن المادي في جريمة انتهاك حق الشخص في صورته‪ ،‬إحدى صور‬


‫النشاط اإلجرامي وهي‪ “ :‬تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع صورة شخص أثناء‬
‫تواجده في مكان خاص دون موافقته‪ ،‬وباعتبار هذه الجريمة من الجرائم‬
‫الشكلية[‪]28‬التي يعاقب عليها القانون بمجرد إتيان الفاعل للنشاط اإلجرامي‪ ،‬فإن‬
‫النتيجة اإلجرامية والعالقة السببية ال أهمية لهما في العناصر التكوينية للجريمة‪،‬‬
‫مما يعني أن المشرع المغربي قد ال يأخذ بعين االعتبار ما قد ينجم عن الجريمة من‬
‫أضرار فعلية‪ ،‬بقدر ما ينظر إلى األخطار المحتملة التي قد تترتب عنها‪ ،‬والتي قد‬
‫تعرض مصالح أساسية في المجتمع للخطر‪ ،‬وهي إفشاء خصوصية شخص عن‬
‫طريق صوره التي ال يريد أن يشاركها مع الغير‪.‬‬

‫يعد الركن المعنوي ركنا هاما في تكوين الجريمة‪ ،‬والذي يتمثل في القصد الجنائي‪،‬‬
‫أي اتجاه نية الشخص إلى اإلضرار بالغير أو الممتلكات مع علمه بأركان الجريمة‪.‬‬

‫وإذا أخذنا بالتعريف القائل بأن القصد الجنائي هو انصرام إرادة الجاني نحو‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬مع العلم بالعناصر الواقعية والقانونية الالزمة لقيامها‪ ،‬وبصالحية‬
‫النشاط إلحداث النتيجة المحظورة قانونا وتوافر نية تحقق ذلك‪ .‬فإن توافر القصد‬
‫الجنائي وتحققه البد من وجود عنصرين أساسيين‪ ،‬وانعدامهما أو انعدام أحدهما‬
‫يعتبر إخالل بهذا الركن – القصد الجنائي‪ -‬وهما‪ :‬اتجاه إرادة الجاني نحو ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬والعلم بتوافر أركان الجريمة كما يتطلبها القانون الجنائي‪.‬‬

‫ولعل جريمة “” تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع صورة شخص أثناء تواجده في‬
‫مكان خاص دون موافقته “” ال تخرج عن هذا النطاق‪ ،‬باعتبارها جريمة عمدية‬
‫يتخذ فيها الركن المعنوي صورة القصد الجنائي العام‪ ،‬الذي ال يتطلب لتحقيقه‬
‫ضرورة توافر نية محددة لدى الفاعل؛ حيث استعمل المشرع مصطلح ” كل من قام‬
‫عمدا” يعني ال تقوم الجريمة في حالة الخطأ غير العمدي‪.‬‬

‫وعليه فإن القصد الجنائي بعنصري العلم واإلرادة يجب أن يكونا متوفرين لقيام‬
‫الركن المعنوي‪ ،‬أي أن يعلم الجاني[‪ ]29‬بأن األفعال التي يأتيها وهي (تثبيت أو‬
‫تسجيل أو بث أو توزيع صورة شخص أثناء تواجده في مكان خاص دون موافقته)‬
‫تشكل جريمة نهى القانون عن إتيانها‪ ،‬وإذا انتفى العلم ال قيام للركن المعنوي وال‬
‫تتحقق الجريمة آنذاك‪.‬‬

‫كما يقتضي أيضا أن تتجه إرادة الجاني إلى إتيان نشاطه اإلجرامي من أفعال‬
‫(تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع) حيث تعتبر جوهر القصد الجنائي وتمثل‬
‫العنصر الوحيد الذي يميز الجرائم العمدية عن الجرائم غير العمدية‪ ،‬على خالف‬
‫العلم الذي يعد ضروري والزم‪ ،‬ولكنه غير كاف لتكوين القصد الجنائي ألنه يتطلب‬
‫في الجرائم العمدية وغير العمدية على حد سواء‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن الدوافع التي تحرك الجاني وراء سلوكه اإلجرامي‪ ،‬والتي يتحقق‬
‫بها القصد الجنائي الخاص‪ ،‬ال أهمية لها في تقرير العقاب من عدمه‪ ،‬ما دام المشرع‬
‫قد حدد السلوك المجَر م دون الغاية من ورائه‪ ،‬وبالتالي قد يكون للجاني نية في‬
‫اإلضرار بالحياة الخاصة للشخص عن طريق التوزيع والعبث بصوره الخاصة‪ ،‬وقد‬
‫يكون سلوكه فضول فقط‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن استعمال تقنيات ووسائل تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع‬


‫صورة شخص أثناء تواجده في مكان خاص دون موافقته للكشف عن أفعال‬
‫محظورة في القانون الجنائي‪ ،‬هو فعل ال يمكن أن يقع تحت طائلة العقاب‪ ،‬كأن‬
‫يثبت أو يسجل شخص وقائع جريمة الرشوة‪ ،‬أو وقائع جريمة المخدرات‪ ،‬أو خيانة‬
‫الزوجية‪ ،‬أو صور شخص مطلوب لدى العدالة…إلخ‪ ،‬فهذه كلها صور شخصية وتمت‬
‫بمكان خاص وال يوافق صاحبها على كشفها‪ ،‬ولكن ما دامت أنها تشكل جريمة في‬
‫حد ذاتها فإن كشفها مباح‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫مما سبق نستنتج أن المغرب بحكم موقعه االستراتيجي لم يستطع البقاء بمعزل‬
‫عن التعامل على مستوى التشريع مع ظاهرة المعلوميات التي تعتبر رافدا للعولمة‪،‬‬
‫وكذا إقامة عالقة الشراكة وخاصة مع االتحاد األوربي الذي منح المغرب وضعا‬
‫متقدما‪ ،‬ومن ثم وعلى غرار ما انتهجته العديد من التشريعات المقارنة‪ ،‬ومواكبة‬
‫منه لالتفاقيات الدولية واالتفاقات العالمية‪ ،‬اضطر والمشرع المغربي إلى سن‬
‫تشريع يتالءم مع خصوصية الجريمة المعلوماتية انسجاما مع مبدأ الشرعية‬
‫الجنائية ‪.‬‬

‫وأدى التطور التكنولوجي في مجال المعلومیات و وسائل االتصال‪ ،‬إلى االستعمال‬


‫المكثف و المفرط للمعطيات ذات الطابع الشخصي المرتبطة بالحیاة الخاصة‬
‫لألفراد‪ ،‬من خالل عمليات المعالجة اآللیة للمعطيات الشخصية‪ ،‬و ھو ما خلق‬
‫صعوبات كبيرة في التحكم فيها و مراقبتھا مقارنة بالمعالجة التقليدية اليدوية مما‬
‫انتشر معه التخوف من تدمير و تالشي الحق في الخصوصية‪ ،‬خاصة وأن‬
‫المعطیات ذات الطابع الشخصي أصبحت الیوم من أھم عناصر الحق في الحياة‬
‫الخاصة خصوصا مع تسجيد قانون ‪ 09-08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين‬
‫تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬و بالتالي عنوانا لكرامة اإلنسان و‬
‫حقوقه و حرياته‪ ،‬مما جعل حمایتھا البوم تكرس و تقوم على أساس أنھا حق من‬
‫حقوق اإلنسان التي سعى و یسعى المشرع لحمایتھا و تكريسها ‪ ،‬و ھو ما دفع بھذا‬
‫األخیر للتحرك من أجل وضع إطار قانوني قادر على خلق التوازن بین استعمال‬
‫التكنولوجيا و الحرص على القيم األساسية و على رأسھا الحريات األساسية و‬
‫الشخصية في ظل قصور القواعد القانونية التقليدية عن تنظيم المجال‬
‫المعلوماتي‪.‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫طارق عثمان‪ ،‬الحياة الجنائية للحياة الخاصة عبر االنترنت‪-‬دراسة مقارنة‪،-‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خیضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة الجامعیة ‪.2007-2006‬‬
‫العربي جنان‪ ،‬معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪-‬الحمایة القانونية في‬
‫التشريع المغربي و المقارن(القانون رقم ‪(-، 08.09‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة و‬
‫الوراقة الوطنية الداودیات‪ ،‬مراكش‪. 2010 ،‬‬
‫شريف سيد كامل ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1997‬‬
‫جمال الدين عبد األحد‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫سنة ‪. 1996‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫محمد درامي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيانات المعلوماتية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬وحدة القانون المدني‪ ،‬كلية الحقوق الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2009/2010‬‬
‫أبا خليل‪ ،‬الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخصي على ضوء‬
‫القانون المغربي والقانون المقارن‪ ،‬كلية الحقوق سطات ‪،‬جامعة الحسن األول‬
‫سطات‪.2010،‬‬

‫المواقع‪:‬‬
‫موقع اللجنة الوطنية ‪. http://www.cndp-maroc.org :‬‬
‫المملكة المغربية وزارة الثقافة مسطرة تنفيذ أحكام القانون رقم ‪09-08‬‬
‫المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫المجالت‪:‬‬
‫هشام زريوح ‪”:‬الحماية المدنية للمعطيات الشخصية”‪ ،‬مقال منشور في‬
‫المجلة المغربية للرصد القانوني والقضائي‪ ،‬العدد األول ‪.2020‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫الدستور‪.‬‬
‫القانون الجنائي‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.09.15‬بتاريخ ‪ 22‬من صفر ‪ 18( 1420‬فبرابر‪.)2009‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬صادر في ‪22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فبراير‬
‫‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه‬
‫معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الجريدة ن الرسمية عدد ‪5711‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فبراير ‪.)2009‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.09.165‬صادر في ‪ 25‬من جمادى األولى ‪ 21( 1430‬ماي‬
‫‪ )2009‬لتطبيق القانون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين‬
‫تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي؛ الجريدة الرسمية عدد ‪5744‬‬
‫بتاريخ ‪ 24‬جمادى اآلخرة ‪ 18( 1430‬يونيو ‪.)2009‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة ‪2 :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪5 .‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نوعية المعطيات الشخصية ونطاق تطبيقها ‪5‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلطار العام للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪5 .‬‬

‫ثانيا ‪:‬مجال تطبيق القانون رقم ‪6 .09-08‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وإلتزامات الشخص المعني بالمعطيات المزمع معالجتها‬


‫‪7‬‬

‫أوال ‪ :‬حقوق الشخص المعني بالمعطيات المزمع معالجتها ‪7‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلتزامات المسؤول عن المعالجة ‪8‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات حماية المعطيات الشخصية و الجرائم المرتبطة بها ‪9‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات حماية المعطيات الشخصية ‪9‬‬

‫أوال‪ :‬الجهة المكلفة بمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪9 .‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية الجنائية والمدنية للمعطيات الشخصية ‪11‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور الجرائم الماسة بالمعطيات الشخصية ‪14‬‬

‫أوال ‪ :‬ارتكاب الجريمة المعلوماتية على معطيات ذات طابع شخصي‪14 .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجرائم الماسة بالحق في الخصوصية ‪16‬‬

‫خاتمة‪19 :‬‬

‫الئحة المراجع‪20 :‬‬

‫الفهرس‪22 ..‬‬

‫[‪ – ]1‬طارق عثمان‪ ،‬الحياة الجنائية للحياة الخاصة عبر االنترنت‪-‬دراسة مقارنة‪،-‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق و‬

‫العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خیضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة الجامعیة ‪ ،2007-2006‬ص‬


‫‪.1‬‬

‫[‪- ]2‬العربي جنان‪ ،‬معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪-‬الحمایة القانونية في‬
‫التشريع المغربي و المقارن(القانون رقم ‪(-، 08.09‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة و‬
‫الوراقة الوطنية الداودیات‪ ،‬مراكش‪، 2010 ،‬ص‪10‬‬

‫[‪ – ]3‬القانون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة‬


‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.09.15‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬من صفر ‪ 18( 1420‬فبرابر‪.)2009‬‬

‫[‪ – ]4‬هذا ما أكدت عليه المادة حيث نصت على ما يلي ‪“ :‬ال يجوز تعريض احد‬
‫لتدخل تعسفي في حياته الخاصة او في شؤون اسرته او مسكنه او مراسالته او‬
‫لحمالت تمس شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في ان يحميه القانون من مثل‬
‫هذا التدخل او تلك الحمالت”‪.‬‬

‫[‪ – ]5‬المصدر المملكة المغربية وزارة الثقافة‪ :‬مسطرة تنفيذ أحكام القانون رقم‬
‫‪ 09-08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين اتجاه معالجة المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‪ ،‬ص‪.1 :‬‬

‫[‪ – ]6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬صادر في ‪22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فبراير‬


‫‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه‬
‫معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الجريدة ن الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ‬
‫‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فبراير ‪ ،)2009‬ص‪.552 :‬‬
‫[‪ – ]7‬المرسوم رقم ‪ 2.09.165‬صادر في ‪ 25‬من جمادى األولى ‪ 21( 1430‬ماي‬
‫‪ )2009‬لتطبيق القانون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه‬
‫معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5744‬بتاريخ ‪24‬‬
‫جمادى اآلخرة ‪ 18( 1430‬يونيو ‪.)2009‬‬

‫[‪ – ]8‬القانون رقم ‪ 09-08‬هذه الحقوق في الباب الثاني في المواد (‪.)11-5‬‬

‫[‪ – ]9‬هناك مجموعة من االستثناءات وردت في المادة ‪ 6‬من القانون ‪ 09-08‬قد‬


‫تم التطرق لها في سابقا على سبيل الحصر وسوف نقوم بإعادة ذكرها نظرا‬
‫لضرورتها وهي ‪ :‬المعطيات ذات الطابع الشخصي التي يعد تجميعها ومعالجتها‬
‫ضروريين للدفاع الوطني واألمن الداخلي أو الخارجي للدولة أو للوقاية من‬
‫الجريمة أو زجرها‪ ،‬وأيضا المعطيات ألغراض إحصائية أو تاريخية أو علمية‪.‬‬

‫[‪ – ]10‬وزارة الثقافة‪ :‬مسطرة تنفيذ أحكام القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫[‪ – ]11‬المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 2.09.165‬صادر في ‪ 25‬من جمادى األولى‬


‫‪ 21( 1430‬ماي ‪ )2009‬لتطبيق القانــون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية األشخاص‬
‫الذاتيين تجاه معالجة المعطيـات ذات الطابع الشخصــي؛ الجريــدة الرسميــة عدد‬
‫‪ 5744‬بتاريخ ‪ 24‬جمادى اآلخرة ‪ 18( 1430‬يونيو ‪.)2009‬‬

‫[‪ – ]12‬المادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين‬


‫تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬

‫[‪ – ]13‬في هذا اإلطار أحالت اللجنة الوطنية ملفين على القضاء‪ ،‬يتعلق األمر‬
‫بشكاية من أجنبي ضد مغربي و الحالة الثانية جاءت بعد تلقي عدة شكايات ضد‬
‫موقع مغربي للتجارة االلكترونية حيث أجرت اللجنة الوطنية تحريات في‬
‫الموضوع و مراقبة الموقع و مباشرة عملية التفتيش‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬موقع اللجنة الوطنية ‪:‬‬

‫‪http://www.cndp-maroc.org‬‬

‫[‪ – ]14‬أبا خليل‪ ،‬الحماية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخصي على ضوء‬
‫القانون المغربي و القانون المقارن‪،‬كلية الحقوق سطات ‪،‬جامعة الحسن األول‬
‫سطات‪، 2010،‬ص‪.98 :‬‬

‫[‪ – ]15‬أبا خليل‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.99 :‬‬


‫[‪ – ]16‬شريف سيد كامل ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لالشخاص المعنوية‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1997‬ص‪.98 :‬‬

‫[‪ – ]17‬المادة ‪ 64‬من قانون ‪.09-08‬‬

‫[‪ – ]18‬تنص المادة‪( 53‬يعاقب بغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪ 200000‬درهم عن كل‬


‫مخالفة كل مسؤول عن معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي يرفض حقوق‬
‫الولوج أو التصريح أو التعرض المنصوص عليها في المواد‪7‬و‪8‬و‪ 9‬أعاله)‪.‬‬

‫[‪ – ]19‬المادة‪ 61‬من هذا القانون‪.‬‬

‫[‪ – ]20‬المادة‪ 61‬من قانون‪.09-08‬‬

‫[‪ – ]21‬تنص المادة‪( :63‬يعاقب كل مسؤول يرفض تطبيق قرارات اللجنة الوطنية‬
‫بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهم أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط)‬

‫[‪ – ]22‬هشام زريوح ‪”:‬الحماية المدنية للمعطيات الشخصية”‪ ،‬مقال منشور في‬
‫المجلة المغربية للرصد القانوني والقضائي‪ ،‬العدد األول ‪.2020‬‬

‫[‪ – ]23‬يتعلق األمر بالقانون رقم ‪ 08-09‬الصادر بتنفيذه الظهير رقم ‪15.09.1‬‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ ،2009‬والمنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 5711‬بتاريخ ‪23‬‬
‫فبراير ‪.2009‬‬

‫[‪ – ]24‬محمد درامي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيانات المعلوماتية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬وحدة القانون المدني‪ ،‬كلية الحقوق الدار البيضاء‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،2009/2010‬ص‪.88‬‬

‫[‪ – ]25‬ومن هذه الحقوق‪-1 :‬عزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف‬
‫العمومية وكل الخدمات واألعمال العمومية‪-2 ،‬حرمان المحكوم عليه من أن يكون‬
‫ناخبا أو منتخبا وحرمانه بصفة عامة من سائر الحقوق الوطنية والسياسية ومن‬
‫حق التحلي بأي وسام‪-3 ،‬عدم األهلية للقيام بمهمة عضو محلف أو خبير وعدم‬
‫األهلية ألداء الشهادة في أي رسم من الرسوم او شهادة أمام القضاء األعلى على‬
‫سبيل االختيار فقط‪-4،‬عدم أهليته ألن يكون وصيا أو مشرفا على غير أوالده‪-5 ،‬‬
‫الحرمان من حق حمل السالح ومن الخدمة في الجيش والقيام بالتعليم أو إدارة‬
‫مدرسة أو العمل في مؤسسة للتعليم كأستاذ أو مدرس أو مراقب‪.‬‬

‫[‪ – ]26‬نص الفصل ‪ 3‬من ق ج م على أنه ” ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد‬
‫جريمة بصريح القانون وال معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون”‪.‬‬
‫[‪ – ]27‬كرسه المشرع المغربي ضمن الفصل ‪ 23‬من الدستور ” ال يجوز إلقاء‬
‫القبض على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو إدانته‪ ،‬إال في الحاالت وطبق‬
‫اإلجراءات التي ينص عليها في القانون”‪.‬‬

‫[‪ – ]28‬الجرائم الشكلية هي الجرائم التي يتحقق ارتكابها بصرف النظر عن‬
‫النتيجة التي تهدف إليها‪ ،‬أي أن ركنها المادي يتكون من مجرد سلوك معين بغض‬
‫النظر عن حصول النتيجة اإلجرامية أو عدم حصولها‪ ،‬وهذا السلوك يمكن أن يكون‬
‫قياما بعمل أو امتناعا عنه‪.‬‬

‫[‪ – ]29‬قصد بالعلم إحاطة الجاني بحقيقة الواقعة اإلجرامية‪ ،‬من حيث الواقع‬
‫ومن حيث القانون الوضعي‪ ،‬ألنه بدون هذا العلم ال يمكن أن تقوم اإلرادة اإلجرامية‬
‫جمال الدين عبد األحد‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1996‬ص ‪.332‬‬

You might also like