تحليل السؤال الفلسفي نموذج تطبيقي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫األستاذ ‪ :‬عادل بوعيون‬

‫المادة ‪ :‬الفلسفة‬
‫المستوى‪ :‬الثانية باك علوم ريا‪/‬فيز‪/‬ح‪.‬أ‬

‫تحليل السؤال الفلسفي‬


‫نموذج تطبيقي‬

‫السؤال‪ :‬إذا كان الغير يشبه سجنا منيعا و عالما سريا‪ ،‬فهل يمكن للذات معرفته و النفاذ‬
‫إلى أعماقه؟‬

‫التطبيق‬ ‫الخطوات‬
‫يطرح السؤال موضوع معرفة الغير بين اإلمكان و االستحالة‪.‬‬
‫يتأطر الموضوع ضمن المجال اإلشكالي العام لمجزوءة الوضع‬
‫تحديد الموضوع‬
‫تأطير الموضوع ضمن‬
‫اإلشكالية‬
‫البشري(‪ ،)...‬مفهوم الغير(‪.)...‬‬ ‫مجاله اإلشكالي(المجزوءة‪،‬‬
‫انطالقا من الموضوع تتحدد المفارقة التالية‪:‬‬ ‫المفهوم)‬
‫يوجد خارج ذاتي‪ ،‬أي ينتمي إلى‬ ‫الغير كأنا آخر يحمل نفس‬ ‫تحديد المفارقة‬
‫الخصائص الذاتية التي تحملها لكن عالم الموضوعات بالنسبة إلي‪.‬‬ ‫التساؤل اإلشكالي و األسئلة‬
‫مما يعقد إمكانية معرفته‪.‬‬ ‫ذاتي‬ ‫الفرعية‬

‫لهذا نتساءل‪:‬‬
‫ما الغير؟ كيف تتحدد طبيعته؟ هل معرفته ممكنة أم مستحيلة؟ إذا كانت‬
‫ممكنة‪ ،‬إلى أي حد ترتقي هذه المعرفة إلى مستوى يقينية الذات؟‬
‫الغير يوجد خارج ذاتي و يتحصن داخل عوالمه الداخلية‪ ،‬و هكذا و بالرغم‬
‫من كونه يشبهني من حيث أنه يملك نفس صفاتي الذاتية‪ ،‬إال أن حقيقته‬
‫التحليل‬
‫تبقى حبيسة معرفته هو و ال يمكنها أن تتعداه‪.‬‬ ‫تحليل مضمون السؤال‬
‫هذا ما عبر عنه مضمون السؤال بقوله أن الغير سجنا منيعا ال يمكن للذات‬ ‫انطالقا من العالقة بين‬
‫اقتحامه و النفاذ إلى أعماقه‪.‬‬ ‫المفاهيم‬
‫لقد تم توظيف مجموعة من المفاهيم كمفاتيح لتحليل بنية األطروحة‬
‫المفترضة‪:‬‬ ‫تحديد األطروحة المفترضة‬
‫الغير الذي يعد أنا آخر‪ ،‬أي ذات تشبهني و تختلف عني في نفس اآلن‪.‬‬ ‫األساليب الحجاجية‬
‫فبالرغم من كونه حامل لنفس خصائصي الذاتية‪ ،‬إال أنه يختلف عني من‬ ‫المفترضة‬
‫حيث تصوراته و طريقة تفكيره‪...‬‬
‫إذا كان الغير هنا موضوعا للمعرفة‪ ،‬فإن هذه األخيرة تشكل عملية تتوجه‬
‫من خاللها الذات نحو موضوع ما بهدف الوقوف عند خصائصه و‬
‫مميزاته‪.‬‬
‫و إذا كان الغير موضوعا للمعرفة كما أسلفنا‪ ،‬فهو أيضا ذات‪ .‬بمعنى أنا‬
‫مفكرة واعية‪ ،‬توجد مقابل األشياء و الموضوعات الفاقدة لخاصية الوعي‬
‫و اإلرادة‪.‬‬
‫انطالقا من مضمون السؤال‪ ،‬نعتبر افتراضا انعدام إمكانية معرفة الغير و‬
‫استحالتها‪ .‬و ما يجعلها كذلك وجود حواجز و معيقات تحول دون إمكانية‬
‫الولوج إلى ذاته و كشف خصائصها‪.‬‬

‫للتدليل على ما سبق يمكننا الوقوف عند أبرز أسلوب حجاجي تضمنه‬
‫السؤال‪ ،‬و ذلك لتدعيم األطروحة المفترضة‪ .‬و يتجلى في‪:‬‬
‫أسلوب التشبيه عبر إقحام مفهوم السجن لتبيان مدى انغالق الذات‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫تكمن أهمية األطروحة في كونها انطلقت من تشخيص لواقع العالقة بين‬


‫الذوات اإلنسانية‪ ،‬حيث ينتمي الغير إلى عالم الموضوعات‪ ،‬و ال يتبدى أمام‬
‫قيمة األطروحة‬ ‫المناقشة‬
‫الذات إال من خالل مظهره الخارجي‪.‬‬ ‫حدود األطروحة‬
‫إن ما يعتريه كحقيقة داخلية يبقى مجهوال‪ ،‬و بالتالي فإن حقيقته ال يمكن‬
‫معرفتها إال من طرفه هو‪.‬‬ ‫تعزيز موقف التحليل‬
‫لكن ال يمكن القبول بهذا الطرح كحل وحيد لمعالجة هذه اإلشكالية‪ ،‬فمعرفة‬ ‫االنفتاح على تصور‬
‫الغير حتى و إن كانت صعبة و تعترضها عوائق‪ ،‬فهذا ال يعني أنها‬ ‫معارض‬
‫مستحيلة‪.‬‬
‫إن التعارف بين الذوات يزيد من إمكانية التعايش‪ ،‬لذلك وجب عدم االحتماء‬
‫داخل الذات و االنغالق عليها‪ .‬بل ال بد من نسج خيوط التواصل و التوجه‬
‫نحو اآلخرين و العكس أيضا‪.‬‬
‫لتدعيم الموقف السابق‪ ،‬نستدعي تصور الفيلسوف (مالبرانش)‪...‬‬

‫و في تصور مناقض دعا الفيلسوف (ميرلوبونتي)‪...‬‬

‫يتبين مما سبق أن إشكالية معرفة الغير تظل معقدة و مركبة‪.‬‬


‫على غرار باقي المواضيع الفلسفية‪ ،‬فإن موضوع معرفة الغير ال يمكن أن‬
‫طبيعة الموضوع‬
‫كيفية الجواب على‬
‫التركيب‬
‫يحتمل جوابا أو مقاربة واحدة نهائية و قطعية‪.‬‬ ‫الموضوع‬
‫ال بد من االنفتاح على مواقف و تصورات متعددة‪ ،‬و هو ما حصل من خالل‬ ‫رهان الموضوع‬
‫عمليتي التحليل و المناقشة التي أسعفتنا في استنباط تصورين مختلفين‬
‫ينتصر أحدهما لموقف االستحالة و اآلخر يجعلها ممكنة لكن بشروط‪.‬‬
‫إن موضوع معرفة الغير ال يمكن اعتباره موضوعا بين األنا و اآلخر في‬
‫بعده الفردي فقط‪ ،‬بل هو موضوع ال بد من إسقاطه على األفراد و‬
‫الجماعات و الثقافات‪...‬‬
‫كلما حققنا المعرفة ببعضنا البعض زادت فرص تحقيق التعايش و‬
‫االطمئنان و السلم‪ ...‬و صارت العالقات اإلنسانية مبنية على الحب و‬
‫االحترم‪.‬‬

‫ملحوظة‪ :‬تمت مراعاة أنها موجهة للتالميذ‬

You might also like