الإلهيات

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫‪1‬‬ ‫اإللهيات‬

‫جامعة األزهر الشريف‬


‫كلية أصول الدين‪ ،‬القاهرة‬

‫مادة‪ :‬ملخص التوحيد‬

‫كتاب‪ :‬المواقف‬
‫ٰ‬
‫(اإللهيات)‬

‫املؤلف‪ :‬القايض عضد الدين عبد الرمحن اإلجيي‪( ،‬ت‪٧٥٦ :‬هـ)‪.‬‬


‫جلرجاين‪( ،‬ت‪٨١٢ :‬هـ)‪.‬‬
‫الشارح‪ :‬السيد الرشيف عيل بن حممد ا ُ‬
‫‪.............................................‬‬
‫املدرس‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬طه احلبييش الدسوقي‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬مجال عفيفي‬
‫الفرقة الثالثة‪ ،‬قسم احلديث والتفسري‪ ،‬سنة‪٢٠٢٠-٢٠١٩ :‬م‬

‫‪.............................................‬‬
‫اإلعداد‪ :‬شاهد حسني (باكستان) ‪-‬حفظه اهلل تعاىل‪-‬‬
‫الكتابة عىل الكمبيوتر‪ :‬الطالب اهلنود ‪-‬حفظهم اهلل تعاىل‪-‬‬
‫‪2‬‬ ‫اإللهيات‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫هذا الكتاب يشتمل عىل ستة مواقف‪ ،‬حتتها مراصد‪ ،‬وحتتها مقاصد‪.‬‬
‫املوقف اخلامس‪ :‬اإلهليات‪.‬‬
‫بعض املقدمات املهمة‪:‬‬

‫املقدمة األوىل‪:‬‬
‫احلضارات تشتمل عىل ثالثة أشياء‪ )١( :‬اإلنسان‪ )٢( ،‬الفكر‪ )٣( ،‬اليشء‪.‬‬
‫(‪ )٣‬اليشء‪ :‬قد اختلف السوفستائيون يف وجود اليشء وعدمه إىل ثالثة مذاهب‪:‬‬
‫(‪ )١‬العنادية‪ :‬قالوا‪ :‬ال وجود ليشء أصال‪.‬‬
‫(‪ )٢‬العندية‪ :‬قالوا‪ :‬لألشياء وجود عندنا يف األذهان‪ .‬هاتان الطائفتان ظهروا يف وقت واحد‪.‬‬
‫(‪ )٣‬ال أدرية‪ :‬قالوا‪ :‬ال ندري هل أشاء موجودة أم ال‪ .‬هذه الطائفة ظهرت يف وقت متأخر‪.‬‬
‫القاعدة املهمة للشيخ سعد الدين التفتازاين التي هدمت مذاهب السوفسطائيني‪ :‬حقائق أشياء ثابت ٌة‪ ،‬والعلم هبا متحقق‪،‬‬
‫خالف للسوفستائيني‪.‬‬
‫واملراد إن ذاتية اليشء ال تتغري والذي يتغري هو العوارض‪.‬‬

‫املقدمة الثانية‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬هل العامل حادث أم قديم؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد اختلف العلامء يف ذلك إىل مذهبني‪:‬‬
‫(‪ )١‬مذهب املتكلمني والكندي من الفالسفة‪" :‬إن العامل حادث‪ ،‬له بداية وهناي ٌة"‪.‬‬
‫* هم يستخدمون اإلمكان وحدوث العامل شطرا ورشطا‪.‬‬
‫قديم"‪ ،‬قالوا‪ :‬إن عالقة اإلجياد بني اهلل وبني العامل هي‬
‫(‪ )٢‬مذهب الفالسفة‪ ،‬كالفارايب ومعهم ابن تيمية‪" :‬إن العامل ٌ‬
‫عالقة علمية‪ .‬وقال ابن تيمية‪ :‬كل صفة ال تكون كاملة إال إذا كانت تعمل بالفعل‪ ،‬وإال تكون صفة ناقصة‪.‬‬
‫قديم‪.‬‬
‫مثال صفة الرزق أو السمع أو الكالم وغري ذلك‪ ،‬وألجل أن ينفي هذا النقص عن اهلل تعاىل‪ ،‬قال‪ :‬إن العامل ٌ‬
‫* الفالسفة يستخدمون اإلمكان فقط‪.‬‬

‫املقدمة الثالثة‪:‬‬
‫مصطلحات تستخدم يف التوحيد‪:‬‬
‫(‪ )١‬العامل‪ :‬هو كل ما سوى اهلل تعاىل‪ .‬وهو من العالملات التي تدل عىل وجود اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اجلوهر‪ :‬هو الذي يتميز بنفسه‪ .‬وإذا حيز شيئا من الفراغ امتنع أن يشغله يشء آخر‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫اإللهيات‬

‫(‪ )٣‬العرض‪ :‬هو الذي يتحيز بالتبعية‪ ،‬وال يقوم بنفسه‪.‬‬


‫(‪ )٤‬احلادث‪ :‬هو ما كان معدوما ثم ُوجد‪.‬‬
‫مرجح يرجح أحد طرفيه‪.‬‬
‫(‪ )٥‬املمكن‪ :‬هو الذي يستوي طرفا ُه وجودا وعدما‪ ،‬وحيتاج إىل ِّ‬
‫(‪ )٦‬الواجب‪ :‬هو الثابت الذي ال يقبل االنتفاء أصال‪ .‬وهو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )٧‬املستحيل‪ :‬هو الذي ال يتصور أن يوجد أصال لذاته‪ ،‬مثل‪ :‬رشيك اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )٨‬املحدث‪ :‬هو ما خيرج اليشء من العدم إىل الوجود‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫وضح ما‬
‫السؤال األول‪ :‬من القواعد األساسية ملن أراد أن يدرس العقيدة طائفة تقول‪" :‬إن حقائق األشياء ثابتة"‪ِّ ،‬‬
‫يأيت‪:‬‬
‫(أ) أكمل نص هذه القاعدة‪" :‬حقائق األشياء ثابتة‪ ،‬والعلم هبا متحقق"‪.‬‬
‫(ب) ارشح هذه القاعدة رشحا خمترصا‪.‬‬
‫املراد من هذه القاعدة‪" :‬إن ذاتية اليشء ال تتغري‪ ،‬والذي يتغري هو العوارض"‪.‬‬
‫وضح ذلك‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬هل ترى أن القضية‪" :‬قدم العامل أو حدوثه هلا ارتباط باستدالل العلامء عىل وجود اهلل"‪ِّ ،‬‬
‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬هلا ارتباط قوي باستدالل العلامء عىل وجود اهلل‪ ،‬فحدوث العامل من العالمات األساسية التي تدل عىل‬
‫وجود اهلل تعاىل؛ ألن لكل حادث ال بد له من حمدث‪ ،‬والعامل حادث فال بد من املحدث‪ ،‬وهو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ارشح املصطلحات اآلية‪ :‬العامل‪ ،‬اجلوهر‪ ،‬العرض‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذه املصطلحات يف صفحة‪.٣ :‬‬
‫املرصد األول‪ :‬ذات اهلل تعاىل‪.‬‬
‫يندرج حتت هذا املرصد ثالثة مقاصد‪:‬‬
‫املقصد األول‪ :‬إثبات الصانع يندرج حتته مخسة مسالك‪:‬‬
‫املسلك األول‪ :‬إثبات الصانع (للمتكلمني)‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ما علة األشياء املوجودة يف العامل؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد اتفق كل أصحاب العقول عىل أن علة وجود األشياء هلا وصف اإلمكان وهلا وصف احلدوث‪ ،‬ثم‬
‫اختلفوا‪:‬‬
‫ٌ‬
‫حادث‪ ،‬فعلة وجود األشياء هي اإلمكان فقط‪.‬‬ ‫قديم وبعضه‬
‫(‪ )١‬فقال الفالسفة‪ :‬إن بعض العامل ٌ‬
‫(‪ )٢‬وذهب أكثر املتكلمني إىل‪ :‬أن علة وجود األشياء املوجودة يف العامل هي احلدوث‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫اإللهيات‬

‫أي‪ :‬علة وجود األشياء‬


‫(‪ )٣‬وذهب بعضهم إىل‪ :‬أن علة وجود األشياء هي اإلمكان مع احلدوث رشطا أو شطرا‪ْ .‬‬
‫هي اإلمكان مع رشط احلدوث‪ ،‬أو علة وجودها اإلمكان‪ ،‬واحلدوث جزء منه‪.‬‬
‫* طرق إثبات الصانع عند املتكلمني‪:‬‬
‫مكونات العامل تندرج حتت نوعني رئيسني‪ )١( :‬اجلوهر‪ )٢( .‬العرض‪.‬‬
‫قال املتكلمون‪ :‬إن ِّ‬
‫ف ُيستدل عىل وجود اهلل تعاىل باألوجه األربعة‪ )١( :‬حدوث اجلواهر‪ )٢( .‬إمكان اجلواهر‪ )٣( .‬حدوث األعراض‪.‬‬
‫(‪ )٤‬إمكان األعراض‪.‬‬
‫(‪ )١‬حدوث اجلواهر‪:‬‬
‫حمدث‪ ،‬فالعامل اجلوهري ال بد له من ِ‬
‫حمدث‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬إن العامل اجلوهري حادث‪ ،‬وكل حادث ال بد له من ِ‬

‫املقدمة الصغرى‪ :‬العامل اجلوهري حادث‪.‬‬


‫املقدمة الكربى‪ :‬كل حادث ال بد له من حمدث‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬العامل اجلوهري ال بد له من حمدث‪.‬‬
‫* املقدمة الصغرى‪ :‬هي نظرية حتتاج إىل الدليل‪ .‬إن اجلواهر تقوم باألعراض احلادثة املتغرية من احلركة والسكون‬
‫وغري ذلك‪ ،‬وكل من يقوم باحلادث فهو حادث‪ ،‬فألنه لو كان قديام للزم قدم احلادث‪ ،‬وهو ٌ‬
‫حمال‪.‬‬
‫* املقدمة الكربى‪ :‬هي رضورية ال حتتاج إىل الدليل‪ ،‬ولكن يمكن أن ينبه عليها ويقرب هلا باملثال‪ ،‬فنقول‪ :‬اخلط اجلميل‬
‫ال بد له من كاتب‪ ،‬والبناءات الرفيعة ال بد هلا من بان‪ ،‬فكل حادث له حمدث‪.‬‬
‫وقال أكثر مشايخ املعتزلة‪ :‬إهنا نظرية حتتاج إىل الدليل‪ ،‬واستدلوا عليها بأحد الدليلني‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فاعل‪ ،‬وكذلك اجلواهر احلادثة ال بد هلا من حمدث‪.‬‬ ‫(‪ )١‬إن األفعال الصادرة من اإلنسان حتتاج إىل‬
‫(‪ )٢‬إن احلادث هو ما اتصف بالوجود بعد العدم‪ ،‬فهو قابل هلام فيكون ممكنا‪ ،‬وكل ممكن حيتاج إىل مرجح يرجح‬
‫وجوده عىل عدمه‪.‬‬
‫(‪ )٢‬إمكان اجلواهر‪:‬‬
‫إن العامل اجلوهري ممكن‪ ،‬وكل ممكن ال بد له من مرجح يرجح وجوده عىل عدمه‪ ،‬فالعامل اجلوهري ممكن حيتاج إىل‬
‫مرجح‪.‬‬
‫* املقدمة الصغرى‪" :‬العامل اجلوهري ممكن"‪ ،‬هي نظرية حتتاج إىل الدليل‪.‬‬
‫وكثري؛ ألنه‬
‫ٌ‬ ‫ودليلها‪ :‬العامل اجلوهري إما جسم أو جوهر فرد‪ ،‬واجلسم هو كل من له طول وعرض وعمق‪ ،‬وهو مركب‬
‫مركب من اجلواهر الفردة‪ .‬واجلواهر الفردة كثرية‪ ،‬والكثرة تؤدي إىل الرتكيب‪ ،‬وكل من كان مرتكبا وكثريا يكون ممكنا ال‬
‫واجبا‪ ،‬فالواجب ال تركيب فيه وال كثرة‪ ،‬بل هو واحد حقيقي‪.‬‬
‫* املقدمة الكربى‪" :‬كل ممكن ال بد له من مرجح"‪ ،‬هي نظرية حتتاج إىل الدليل‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫اإللهيات‬

‫ودليلها‪ :‬إن املمكن هو ما استوى طرفاه وجودا وعدما‪ ،‬فيحتاج إىل مرجح يرجح وجوده عىل عدمه‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬نبني الصواب واخلطأ يف العبارات اآلتية‪ ،‬مع التعليل لكل ما تذكر‪:‬‬
‫(‪ )١‬قضايا ه‬
‫اإلهليات‪ :‬البحث فيها عند العلامء مقصود لذاته (√)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬ه‬
‫اإلهليات هي املقصد األعىل يف هذا العلم‪ ،‬والعلامء يبحثون فيها عن وجود اهلل تعاىل‪ ،‬واألدلة تدل عىل وجوده‪،‬‬
‫وعن صفات اهلل تعاىل‪ ،‬وأسامئه‪ ،‬ومما جيب ويستحيل وجيوز يف حقه‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اختلفت الفالسفة مع املتكلمني يف وجه االحتياج إىل إثبات الصانع (√)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬اتفق الفالسفة مع املتكلمني يف احتياج العامل إىل إثبات الصانع‪ ،‬واختلفوا يف علة احتياج العامل إىل الصانع‪:‬‬
‫فذهب الفالسفة إىل أن علة االحتياج يف اإلمكان وحده‪ .‬وذهب املتكلمون إىل أن علة االحتياج هي احلدوث وحده‪،‬‬
‫أو اإلمكان مع احلدوث رشطا أو شطرا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬مل يتفق الفالسفة واملتكلمون عىل رضورة االستدالل عىل وجود اهلل تعاىل (×)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اتفق الفالسفة واملتكلمون عىل رضورة االستدالل عىل وجود اهلل تعاىل‪ ،‬واستدلوا عىل ذلك من خالل‬
‫وجود العامل‪.‬‬
‫ُ‬
‫مسلك املتكلمني يف االستدالل عىل وجود اهلل تعاىل يشتمل عىل وجهني فقط (×)‪.‬‬ ‫(‪)٤‬‬
‫التعليل‪ :‬بل يشتمل عىل أوجه أربع‪ )١( :‬حدوث اجلواهر‪ )٢( .‬إمكان اجلواهر‪ )٣( .‬حدوث األعراض‪ )٤( .‬إمكان‬
‫األعراض‪.‬‬
‫(‪ )٥‬القضية القائلة‪" :‬العامل اجلوهري حادث"‪ ،‬قضية رضورية (×)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬هي قضية نظرية وحتتاج إىل الدليل‪.‬‬
‫ودليلها‪ :‬إن اجلواهر تقوم باألعراض‪ ،‬واألعراض حادثة متغرية‪ ،‬وكل من يقوم باحلادث فهو حادث‪.‬‬
‫(‪ )٦‬اتفق العلامء مجيعا عىل أن القضية القائلة‪" :‬إن كل حادث ال بد له من حمدث"‪ ،‬هي قضية نظرية (×)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬قد اختلف فيها‪:‬‬
‫‪ -١‬قال مجهور املتكلمني‪ :‬إهنا بدهية ال حتتاج إىل االستدالل‪ ،‬ولكن يمكن أن ينبه عليها باملثال‪ ،‬فكلام اخلط اجلميل ال‬
‫ٍ‬
‫حمدث‪.‬‬ ‫بان‪ ،‬فكذلك كل حادث ال بد له من‬ ‫بد له من كاتب‪ ،‬والبناءات ال بد هلا من ٍ‬

‫‪ -٢‬وذهب أكثر مشايخ املعتزلة إىل‪ :‬أن هذه القضية نظرية حتتاج إىل الدليل‪ ،‬فقالوا‪[ :‬أوال] إن أفعال اإلنسان ال بد هلا‬
‫من الفاعل‪ ،‬فكذلك كل حادث ال بد له من حمدث‪.‬‬
‫و[ثانيا] إن احلادث هو ما كان معدوما ثم وجد فهو قابل للوجود والعدم‪ ،‬فيحتاج إىل من يرجح وجوده عىل عدمه‪.‬‬
‫(‪ )٧‬رفض صاحب املواقف أن ينسب قضية االستدالل بحدوث اجلواهر إيل نبي من االنبياء (خطأ)‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫اإللهيات‬

‫التعليل‪ :‬قد نسب صاحب املواقف قضية االستدالل بحدوث اجلواهر إيل سيدنا إبراهيم ‪-‬عليه السالم‪ ،-‬واستدل‬
‫بقوله ‪-‬عليه السالم‪﴿ :-‬ال أحب اآلفلني﴾‪.‬‬
‫(‪ )٨‬الوجه الذي يقوم عيل امكان اجلواهر يشتمل فيه الدليل عيل املقدمتني الرضوريتني (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬إهنام مقدمتان نظريتان‪ ،‬حتتاج إيل الدليل‪.‬‬
‫دليل الصغرى‪ :‬العامل اجلوهري جسم أو جوهر فرد وكل جسم مركب كثري‪ ،‬له طول وعرض وعمق‪ ،‬واجلواهر الفردة‬
‫أيضا كثرية؛ وكل من كان مركبا أو كثريا فهو ممكن‪.‬‬
‫دليل الكربى‪ :‬املمكن هو ما استواه طرفاه وجودا وعدما فيحتاج إىل مرجح يرجح وجوده عىل عدمه‪.‬‬
‫السؤال‪" :‬ذهب املتكلمون يف استدالهلم عىل وجود اهلل تعاىل إىل أوجه أربع"‪ ،‬يف ضوءها وضح‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬ما وجه احلصار يف االستدالل عىل وجود الصانع عندهم يف هذه األوجه األربع؟‬
‫اجلواب يف آخر صفحة‪ ٤ :‬من هذه امللخص‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬كيف استدل املتكلمون عىل اثبات وجود الصانع بحدوث اجلواهر وإمكاهنا مع رشح األدلة التي استدلوا‬
‫هبا رشحا وافيا؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عليه يف صفحة‪ ٤ :‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬حدوث األعراض‪.‬‬
‫صورة الدليل‪ :‬األعراض يف العامل حادثة‪ ،‬وكل حادث ال بد له من حمدث‪ ،‬فاألعراض احلادثة البد هلا من حمدث‪.‬‬
‫املقدمة الصغرى‪ :‬األعراض يف العامل حادثة‪ ،‬مقدمة نظرية‪.‬‬
‫الدليل عىل كوهنا نظرية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالنظر إىل األنفس بام نشاهده من انقالب النطفة علقة‪ ،‬والعلقة مضغة‪ ،‬واملضغة حلام وعظام ودما‪.‬‬
‫فهذه األحوال الطارئة عىل النطفة وما يصاحبها من أعراض أخرى كاللون واجلسم والشكل وغريها ال تصدر إال من‬
‫صانع حكيم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنظر يف اآلفاق ملا نشاهده من أحوال األفالك و العنارص واحليوان‪ ،‬والبنات واملعادن ؛فإن ما حيدث فيها من‬
‫األلوان البديعة واألشكال العصبية تدل عىل صانع حكيم صنعها‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬سنرهيم آياتنا يف اآلفاق ويف أنفسهم حتى يتبني هلم أنه احلق﴾‪.‬‬
‫أما املقدمة الكربى‪ :‬فقد سبق الكالم عليها‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬إمكان األعراض‪.‬‬
‫صورة الدليل‪ :‬العامل العريض ممكن‪ ،‬وكل ممكن البد له من مرجح فالعامل العريض ال بد له من مرجح‪.‬‬
‫املقدمة الصغرى‪ :‬العامل العريض ممكن هي نظرية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫اإللهيات‬

‫دليلها‪ :‬إن كل اجلواهر أجسام‪ ،‬وكل األجسام متفقة مماثلة؛ ألهنا مركبة من اجلواهر الفردة‪ ،‬واألجسام يف اخلصائص‬
‫خمتلفة‪ ،‬وهذه اخلصائص ممكن أن تبدل يف احلقيقة والذي خص هذه األجسام هبذه اخلصائص دون غريها هو اهلل تعاىل فهي‬
‫حتتاج إىل املخصص‪.‬‬
‫املقدمة الكربى‪ :‬كل ممكن ال بد له من مرجح قد سبق الكالم عليها‪.‬‬
‫األسئلة‬
‫السؤال‪ :‬بني الصواب واخلطأ مع التعليل يف العبارات اآلتية‪:‬‬
‫(‪ )١‬االستدالل من املتكلمني عىل وجود الصانع بحدوث األعراض يعتمد عىل النظر يف نفس اإلنسانية فقط (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬يعتمد عىل النظر يف نفس اإلنسانية والنظر يف اآلفاق‪.‬‬
‫(‪ )٢‬حني استدل املتكلمون عىل وجود الصانع بإمكان األعراض استدلوا عليها يف حد ذاهتا كون االرتباط مرتبطا‬
‫باجلواهر‪( .‬خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬با استدلوا بإمكان األعراض مرتبطا باجلواهر فقالوا‪ :‬إن اجلواهر أجسام‪ ،‬واألجسام تتصف بصفات خمتلفة‪،‬‬
‫والذي خص هذه األجسام هبذه الصفات املعينة دون غريها هو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )٣‬وجه شارح املواقف اعرتاضه إىل صاحب املواقف اجتهه فيه أنه يستدل عىل وجود الصانع باإلمكان فقط (صح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬صحيح ذلك؛ ألن صاحب املواقف قد خالف منهج املتكلمني فيها يتعلق بعلة االحتياج‪ ،‬حيث جعل علة‬
‫االحتياج هي اإلمكان وحده‪ ،‬بينام علة اإلحتياج عند املتكلمني هي احلدوث وحده أو اإلمكان مع احلدوث رشطا أو شطرا‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬يف الوجه الثالث من األوجه التي استدل هبا علامء الكالم عىل وجود الصانع اعتمد املتكلمون عىل حدوث‬
‫األعراض‪ ،‬يف ضوء هذه العبارة وضح‪:‬‬
‫أ‪ :‬ما املقصود باألعراض واحلدوث‪.‬‬
‫ب‪ :‬أعرض صورة الدليل التي قاهلا املتكلمون يف استدالهلم يف هذا الوجه‪ ،‬ثم ارشح مقدمات هذا الدليل‬
‫اجلواب‪ :‬قد سبق اجلواب عىل السؤال(أ) و(ب) فيام سبق‪.‬‬
‫جواب (أ) يف صفحة رقم ‪ ٣‬و(ب) يف صفحة رقم ‪ ٦‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬كيف استدل املتكلمون عىل وجود الصانع معتمدين عىل حدوث األعراض‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجبت عليه عىل صفحة ‪ ٦‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬استدل املتكلمون يف الوجه الرابع عىل وجود الصانع إمكان االعراض‪.‬‬
‫أ‪ :‬ما املقصود باإلمكان واألعراض؟‬
‫ب‪ :‬ما صورة الدليل يف هذا الوجه مع رشحها رشحا مفصال؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجبت عىل اجلزء (أ) من السؤال عىل صفحة ‪.٢‬‬
‫‪8‬‬ ‫اإللهيات‬

‫وجواب عىل اجلزء (ب) عىل صفحة ‪ ٧ ،٦‬من هذا امللخص‪.‬‬


‫السؤال‪ :‬لقد وجه شارح املواقف عىل صاحب املواقف يف عرضه ألدلة املتكلمني عىل إثبات الصانع باالعرتاض‪ ،‬فام‬
‫هو وكيف خرج شارح املواقف من هذا االعرتاض؟‬
‫اجلواب‪ :‬لقد خالف صاحب "املواقف" عضد الدين اإلجيي منهج املتكلمني فيام يتعلق بعلة االحتياج هي اإلمكان‬
‫وحده‪ ،‬وقد عرفنا أن علة االحتياج عند املتكلمني هي احلدوث وحده أو اإلمكان مع احلدوث رشطا أو شطرا‪.‬‬
‫وقد ربط صاحب املواقف أدلة املتكلمني بكونه تعاىل واجب الوجود أما فقط هم استدلوا هبا عىل كونه تعاىل موجودا‬
‫وقديام ال عىل وجوب وجوده‪.‬‬
‫املسلك الثاين‪ :‬مسألة احلكامء يف استدالل عىل وجود اهلل تعاىل‪.‬‬
‫يميش هذا املسلك بدليل اإلمكان؛ ألنه مبناه عىل فكرة اإلمكان‪.‬‬
‫صورة الدليل‪ :‬هناك شيئ موجود من املسلم به وجود املوجود يف اخلارج‪ ،‬هذا املوجود إما أن يكون واجبا أو ممكنا فإذا‬
‫كان واجبا ثبت املطلوب وإذا كان ممكنا نقوم بنقل الكالم إليه وحيتاج إىل واجب الوجود يوجده وهكذا فإما أن يتسلسل أو‬
‫يدور وكل من الدور والتسلسل باطل فهو يلزم االنتهاء إىل واحب والوجود وهو مطلوب‪ ،‬دليل احلكامء أكثر إختصارا من‬
‫دليل املتكلمني‪.‬‬
‫املسلك السادس لبعض الفضالء‪:‬‬
‫لو انحرصت املوجودات يف املمكن فقط ملا وجد يشء أصال يف العامل ولكنه عدم وجود األشياء يف العامل باطل باملشاهدة‬
‫فام أدى إليه فهو باطل‪.‬‬
‫رشح الدليل‪ :‬إن املمكن اليستقل بنفسه يف وجوده ألنه حمتاج إىل مرجح يرجح وجوده عىل عدمه وما ال يستقل بنفسه‬
‫يف وجوده ال يستقل بنفسه باألوىل يف إجياد غريه؛ إذن فلو انحرصت املوجودات يف املمكن ملا وجد شيئ أصال ألن املمكن ال‬
‫يستقل بإجياد نفسه عن إجياد غريه‪ ،‬وإذا مل يكن ثمة وجود وال إجياد فإنه ال يوجد موجد ال بذاته وال بغريه‪.‬‬
‫االستدالل عىل صفتي القدم والبقاء‪:‬‬
‫قال اإلمام الرازي وصاحب املواقف‪ :‬طاملا أثبتنا وجود واجب الوجود فال حاجة أن نثبت قدمه وبقاءه‪ ،‬وخالفهام‬
‫مجهور املتكلمني يف ذلك‪.‬‬
‫قال مجهور املتلكمني‪ :‬نستدل عىل هاتني الصفتني؛ ألننا قد أثبتنا أن للعامل موجدا‪ ،‬ومل نستدل عىل قدمه وبقائه‪.‬‬
‫دليل القدم‪ :‬إنه سبحانه وتعاىل لو مل يكن قدي ًام لكان حادث ًا ولو كان حادث ًا الحتاج إىل حمدث وحمدثه إىل حمدث فلزم‬
‫دور أو تسلسل وكالمها باطالن فيثبت ضده وهو قدم سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫القدم لغة‪ :‬عدم أولية الوجود‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫اإللهيات‬

‫دليل البقاء‪ :‬لو مل يكن اهلل سبحانه وتعاىل باقيا ألمكن له أن يلحقه الفناء ولكن إمكان حلقوق الفناء عليه سبحانه وتعاىل‬
‫حمال؛ ألنه لو أمكن أن يلحقه الفناء النتفى عنه القدم ولكن انتفاء القدم عنه حمال؛ ألنه ثبت بالدليل التفصييل‪.‬‬
‫ثم العدم حيتمل أربعة احتامالت‪:‬‬
‫(‪ )١‬عدم ذايت‪ :‬ولو كان ذاتي ًا ما وجد‪.‬‬
‫(‪ )٢‬أثر ملؤثر‪ :‬عدم الشيئ سلبي واليشء السلبي ال يكون أثر ًا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أن يأيت ضد‪ :‬وهذا باطل؛ ألنه الضد ضعيف والقديم قوي والضعيف ال يؤثر يف القديم‪.‬‬
‫(‪ )٤‬رشط من رشوط الوجود يفقد‪ :‬هذا الرشط حادث واحلادث ال يؤثر يف القديم‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬بني الصواب واخلطأ يف مع التعليل يف العبارات اآلتية‪:‬‬
‫(‪ )١‬مسلك احلكامء يف استدالهلم عىل وجود اهلل مل يكن له أساس فكري يعتمد عليه (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اعتمدوا يف استدالهلم عىل وجود اهلل تعاىل عىل فكرة اإلمكان‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اتفق املتلكمون واحلكامء عىل أساس فكري واحد (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اختلفوا‪ ،‬فاحلكامء اعتمدوا عىل اإلمكان فقط‪ ،‬فقالوا‪ :‬العامل بعضه قديم وبعضه حادث‪.‬‬
‫بينام ذهب علامء الكالم إىل االعتامد عىل احلدوث فقط أو اإلمكان مع احلدوث رشط ًا أو شطرا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬لو انحرصت املوجودات يف املمكن فقط ملا وجد العامل (صحيح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬ألن املمكن ال يستقل بإجياد نفسه فض ً‬
‫ال عن إجياد غريه‪ ،‬فإذا مل يكن ثمة وجود وال إجياد فإنه ال يوجد موجود‬
‫ال بذاته وال بغريه‪.‬‬
‫(‪ )٤‬اتفق املتلكمون عىل رضورة االستدالل عىل صفتي القدم والبقاء هلل تعاىل (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اختلفوا فذهب اإلمام الرازي وصاحب املواقف إىل عدم حاجة االستدالل عىل صفتي القدم والبقاء هلل‬
‫تعاىل طاملا قد أثبت وجود واجب الوجود‪ ،‬بينام ذهب مجهور املتكلمني إىل رضورة االستدالل عىل هاتني الصفتني‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬ملاذا الفالسفة اعتمدوا عىل اإلمكان‪ ،‬وعلامء الكالم اعتمدوا عىل احلدوث مع اإلمكان رشط ًا أو شطرا؟‬
‫اجلواب‪ :‬علامء الكالم يقولون إن العامل كله حادث وكله ممكن‪ ،‬والفالسفة يقولون بعضه حادث وبعضه قديم‪.‬‬
‫فالفالسفة ينظرون إىل العامل من ناحيتني‪:‬‬
‫(‪ )٢‬األفراد (املأصدقات)‪.‬‬ ‫(‪ )١‬األنواع (الكليات)‪.‬‬
‫فالعامل أنواعه قديمة وأفراده حادثة‪ ،‬فهم يبدأون بالكليات ثم ينزلون إىل األفراد‪ ،‬وعلامء الكالم عىل عكسهم‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬من خالل دراستك ملسلك احلكامء يف استدالهلم عىل وجود الصانع ناقش‪:‬‬
‫أ‪ :‬ما األساس الذي اعتمد عليه احلكامء يف استدالهلم عىل وجود الصانع؟‬
‫‪10‬‬ ‫اإللهيات‬

‫ب‪ :‬ما الدليل الذي استدل به احلكامء عىل وجود الصانع‪.‬‬


‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل "أ" و "ب" عىل صفحة‪.٨ :‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬ذكر صاحب املواقف مسلكا نسبه إىل بعض الفضالء يف إثبات وجود الصانع‪ ،‬اذكر الدليل الذي ذكره‬
‫صاحب املواقف ألصحاب هذا املسلك مع رشحه رشح ًا مفصالً‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال عىل صفحة‪.٨ :‬‬
‫السؤال اخلامس‪ :‬اختلف علامء الكالم حول رضورة االستدالل عىل صفتي القدم والبقاء‪ ،‬يف ضوئها وضح‪:‬‬
‫أ‪ :‬ما أهم آراء العلامء يف هذه املسألة؟‬
‫ب‪ :‬ما أدلة الذين قالوا بوجوب استدالل عىل هاتني الصفتني؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل "أ" و"ب" عىل صفحتي ‪.٩ ،٨‬‬
‫املرصد الثاين‪ :‬يف التنزهيات‬
‫هي الصفات السلبية أو التنزهيية‪ .‬وهي الصفات التي تنفي عن اهلل كل ما ال يليق به؛ و تسمى صفات اجلالل‬
‫سميت"السلبية" ألن السلب داخل يف مفهومها؛كاجلهة واملكان واجلسم‪.‬‬
‫تقابلها صفات الوجودية وهي صفات املعاين و تسمى صفات اجلامل‪.‬‬
‫من أول الصفات التنزهيية‪ :‬إن اهلل ليس يف املكان وال يف اجلهة‪.‬‬
‫تعريف املكان واجلهة‪:‬‬
‫املكان‪ :‬قالت الفالسفة هو مماسة السطح اخلارجي للمحوي للسطح الداخيل للحاوي‪ .‬أو هو مساحة مفروضة أو‬
‫فراغ مفروض يف الوهم يشغله اجلسم لو شغله امتنع أن يشغله غريه ما دام فيه‪.‬‬
‫اجلهة‪ :‬هي أمر اعتباري إضايف يتحد باعتبار مقابلة اجلسم للجسم اآلخر‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬هل اهلل عز وجل يف اجلهة واملكان؟‬
‫اجلواب‪ :‬الرأي األول‪ ،‬إن اهلل منزه عن اجلهة واملكان‪ .‬األدلة‪ :‬هلم ستة أدلة‪ ،‬أربعة منها قوية‪ ،‬واثنتان ضعيف‪.‬‬
‫الدليل األول‪ :‬لو كان اهلل يف املكان أو اجلهة؛ ألدي ذلك إىل ِقدم املكان واجلهة وهو باطل باالتفاق‪ .‬فام أدى إىل ذلك‬
‫هو باطل أيضا‪ ،‬وهو كون اهلل تعاىل يف اجلهة واملكان‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬لو كان اهلل يف اجلهة ألدي ذلك إىل أمرين باطلني‪ )١( :‬احتياج اهلل تعاىل إىل املكان‪ )٢( ،‬استغناء املكان‬
‫عن اهلل تعاىل‪ .‬واملحتاج ممكن‪ ،‬واملستغني واجب‪ ،‬وهو باطل بال شبه؛ ألنه قلب للحقائق‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬لو كان اهلل تعاىل يف املكان إو اجلهة ألدي ذلك إىل احتاملني‪ )١( :‬أن يكون اهلل تعاىل يف مجيع األماكن‪.‬‬
‫(‪ )٢‬أن يكون اهلل تعاىل يف بعض األماكن دون بعض‪.‬‬
‫فاالحتامل األول‪ :‬باطل؛ ألنه يرتتب عليه وجوده تعاىل يف األماكن القذارة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫اإللهيات‬

‫واالحتامل الثاين‪ :‬أيضا باطل؛ ألنه يرتتب عليه احتياج اهلل تعاىل إىل خمصص خيصص له املكان من املكان‪ ،‬وهذا أمر‬
‫باطل؛ ألن نسبته تعاىل إىل األماكن واحدة‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬لو كان اهلل تعاىل يف اجلهة‪ ،‬فإما أن يكون جوهرا أو عرضا‪.‬‬
‫ال جيوز أن يكون عرضا؛ ألن العرض تابع لغريه‪ .‬كذالك ال جيوز أن يكون جوهرا‪ ،‬واجلوهر إما أن يكون مركبا أو‬
‫جوهرا فردا‪ .‬وال جيوز أن يكون مركبا ألنه؛ حيتاج إىل املركب‪ .‬وكذا ال جيوز أن يكون جوهرا فردا؛ ألنه جزء خرج عن املادة‪.‬‬
‫الدليل اخلامس‪( :‬وهو ضعيف)‪.‬‬
‫بام يقال‪ :‬لو كان اهلل يف اجلهة لكان متحيزا‪ ،‬ولو كان متحيزا لكان مشاهبا جلميع املتحيزات يف املاهية‪ ،‬وهو أمر باطل؛‬
‫ألنه يلزم منه ِقدم املتحيزات أو حدوث الصانع كال األمرين باطالن‪.‬‬
‫هذا الدليل ضعيف؛ ألنه اليلزم من كون األشياء متحيزات تشاهبها يف املاهية‪.‬‬
‫الدليل السادس‪( :‬وهو ضعيف)‪.‬‬
‫ربام يقال‪ :‬إن اهلل تعاىل لو كان يف اجلهة‪ ،‬لكان متحيزا وتوافق مع كل املتحيزات يف املاهية‪ .‬فيصري اهلل تعاىل وكل‬
‫املتحيزات يشء واحد فيلزم منه تركيب اهلل تعاىل من عنرص متفق مع املتحيزات وعنرص خمتلف عنها‪ ،‬كي يتميز عنها‪،‬‬
‫والرتكيب باطل فاجلهة باطل‪.‬‬
‫الرد‪ :‬إن الظن أن االشرتاك بني املتحيزات يلزم منه الرتكيب‪ ،‬وهذا ليس رضوريا‪.‬‬
‫أدلة املشبة عىل إثبات املكان واجلهة هلل تعاىل‪.‬‬
‫قد خالف يف تنزيه اهلل تعاىل عن اجلهة واملكان طوائف املشبة فأثبتوا هلل تعاىل اجلهة املكان‪ ،‬وهم الكرامية‪ :‬حممد بن كرام‬
‫وأتباعه السلفية‪ ،‬قالوا‪ :‬إن اهلل تعاىل يف جهة الفوق ألن أرشف اجلهات وهذه اجلهة مطلقة‪.‬‬
‫يلزم من قوهلم هذا كون اهلل‪ ،‬تعاىل يف املكان و جمسام ومتحركا بني األماكن املختلفة وجيوز اإلشاره إليه‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إن اجلهة هي العلو‪ ،‬و أما املكان فهو فوق العرش‪ .‬وهبذا القول تشبهوا باليهود حيث قالوا‪ :‬إن العرش يئط من‬
‫حتته ‪-‬سبحانه وتعاىل‪ -‬أطيط الرحل اجلديد حتت الركب الثقيل‪.‬‬
‫وقال بعض املشبة‪ :‬إن اهلل ليس فوق العرش‪ ،‬بل هو ٍ‬
‫حماذ له واملسافة بينهام حمدودة‪ .‬وقال‪ :‬بعضهم هو يف اجلهة الفوقية‬
‫حماذ للعرش واملسافة بينهام ال هناية هلا وقال‪ :‬بعضهم إن اهلل يف اجلهة وليس ككون األشياء يف اجلهه‪ ،‬فال يلزم منه التح ُيز‪.‬‬
‫وكالمهم هذا يناقض الرشع واللغة؛ ألن يف اللغة اجلهة هي أمر إضايف‪.‬‬
‫وقال‪ :‬بعض املشبة‪ ،‬إن اهلل يف اجلهة وإن املخلصني من املؤمنني يعانقونه سبحانه وتعاىل يف الدينا واآلخرة‪.‬‬
‫ولقد استدلوا هؤالء باألدلة العقلية والرشعية‪ .‬أما األدلة العقلية هي أربع أدلة‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬إن من القضايا البدهيية كل موجود ال بد أن يكون يف اجلهة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫اإللهيات‬

‫الرد عليهم‪ )١( :‬ال توجد الرضورة هلذا‪ )٢( ،‬هذا القول من عمل الوهم‪ )٣( ،‬إنه يسمى القياس للغائب عىل الشاهد‬
‫وهو باطل‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬إن اهلل تعاىل موجود‪ ،‬والعامل موجود وكل موجودين إما أن يتصال أو ينفصال‪ ،‬فإذا كان اهلل منفصال عن‬
‫العامل فال بد أن يكون يف جهة من اجلهات األربعة‪ ،‬فاألفضل أن يكون يف جهة العلو‪.‬‬
‫الرد عليهم‪ :‬إن اهلل تعاىل ليس متصال بالعامل وال منفصال عنه؛ ألنه ليس من شأنه أن يتصف باالتصال واالنفصال‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬لو كان اهلل تعاىل موجودا‪ ،‬فإما أن يكون داخل العامل أو خارجه‪ ،‬أو ال داخل العامل وال خارجه‪ ،‬وهو‬
‫الباطل‪ ،‬فال بد أن يكون داخل العامل أو خارجه‪.‬‬
‫الرد عليهم‪ :‬هو ليس داخل العامل وال خارجه؛ ألنه ليس من شأنه ذلك‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬إن اهلل تعاىل موجود‪ ،‬وكل موجود إما أن يكون قائام بنفسه أو بغريه‪ ،‬وليس جائزا أن نقول‪ :‬إنه قائم‬
‫بغريه‪ ،‬فهو قائم بنفسه فهو اجلوهر‪.‬‬
‫الرد عليهم‪ :‬إن اهلل تعاىل قائم بنفسه وهو دليل عىل االستغناء وليس عىل التح نيز‪.‬‬
‫األدلة الرشعية‪:‬‬
‫الدليل اخلامس‪ :‬قد استدلوا بظواهر اآليات واألحاديث املومهة للتشبيه والتجسيم عىل ثبوت املكان واجلهة يف حقه‬
‫تعاىل‪ ،‬فمن هذه اآليات قوله تعاىل‪﴿ :‬الرمحن عىل العرش استوى﴾‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬وجاء ربك واملالئكة صفا صفا﴾‪ ،‬و‪﴿ :‬ثم دنا‬
‫فتدىل﴾‪ ،‬كام استدلوا بحديث اجلارية وأحاديث أخرى توهم مقصودهم‪.‬‬
‫الرد عليهم ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إن هذه األدلة تفيد الظن‪ ،‬فال تعارض األدلة القطعية اليقينية الدالة عىل تنزيه اهلل تعاىل عن املكان واجلهة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج أهل السنة واجلامعة يف التعامل مع فهم هذه الظواهر‪.‬‬
‫فالتأويل اإلمجايل‪ :‬وهو التفويض‪ ،‬أي ‪ :‬تفويض معانيها احلقيقية املرادة منها إىل علم اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا ما عليه السلف‬
‫الصالح‪.‬‬
‫وأما التأويل التفصييل‪ :‬وهو التأويل أي‪ ،‬محل هذه الكلامت املشتبهة عىل معنى قريب مقبول رشعا ولغة‪ ،‬وهذا ما عليه‬
‫اخللف‪.‬‬
‫األسئلة‬
‫السؤال األول‪ :‬بني الصواب واخلطأ مع التعليل‪:‬‬
‫س ‪ :١‬الصفات السلبية هلل تعاىل هي صفات اجلامل وصفات املعاين هي صفات اجلالل (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬الصفات السلبية هي صفات اجلالل‪ ،‬وصفات املعاين هي صفات الكامل‪.‬‬
‫س ‪ :٢‬التنزهيات ال عالقة هلا بالصفات السلبية (خطأ)‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫اإللهيات‬

‫التعليل‪ :‬التنزهيات هي صفات السلبية بعينها‪.‬‬


‫س ‪ :٣‬الصفات السلبية سميت بذلك‪ ،‬ألن السلب يدخل يف مفهومها (صواب)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬فهي تسلب وتنفي عن اهلل كل ما ال يليق بذاته‪ ،‬كاجلهة‪ ،‬واملكان والتجسيم‪.‬‬
‫س ‪ :٤‬الذين قالوا ‪ :‬إن اهلل تعاىل منزه عن اجلهة ليست هلم أدلة التي تؤيد مدعاهم (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل هلم أدلة استدلوا هبا ‪،‬فهي ستة أدلة‪ ،‬أربعة منها قوية‪ ،‬واثنتان ضعيفة‪.‬‬
‫س ‪ :٥‬أدلة الذين قالوا إن اهلل ليس يف اجلهة ليس فيها أدلة ضعيفة (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اثنتان من أدلتهم ضعيفتان وباقي أربعة أدلة قوية‪.‬‬
‫س ‪ :٦‬الكرامية اختلفوا مع اليهود يف كون اهلل تعاىل يف اجلهة (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل تشبهوا باليهود يف ذلك‪ ،‬فلقد قالت اليهود إن العرش يئط من حتته سبحانه وتعاىل أطيط الرحل اجلديد‬
‫حتت الركب الثقيل‪.‬‬
‫س ‪ : ٧‬إن الذين قالوا إن اهلل يف اجلهة دون أن يؤدي ذلك إىل التحيز أو اجلسمية عىل الصواب (صواب)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل هم عىل خطأ‪ ،‬فكالمهم هذا يتناقض الرشع واللغة؛ ألن يف اللغة اجله ُة هي أمر إضايف‪.‬‬
‫س ‪ :٨‬ال توجد قاعدة عامة حتكم أدلة القائلني إن اهلل يف اجلهة (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬القاعدة يف قوله تعاىل‪﴿ :‬ليس كمثله يشء﴾‪.‬‬
‫س ‪ :٩‬إن الذين قالوا إن اهلل يف اجلهة زعموا أن هناك أدلة رشعية تؤيدهم (صح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬فلقد استدلوا ببعض النصوص من القرآن والسنة توهم أهنا تدل عىل مدعاهم وهي ليست كذلك‪ ،‬فهناك‬
‫نصوص قطعية تناقض مقصودهم‪.‬‬
‫س ‪ :١٠‬نستطيع أن نرد عىل دليل الذين قالوا إن اهلل يف اجلهة‪ ،‬من أدلة زعموا أن الرشع يؤيدها (صح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬نستطيع أن نرد عليهم بدليل التأويل والتفويض‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬ما املقصود بالتنزيه‪ ،‬و مل سميت الصفات السلبية هبذه التسمية وما تعريف املكان ؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪ ١٠ :‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬الذين قالوا إن اهلل منزه عن اجلهة‪ ،‬قد حكم عليها بأن بعضها قوية و بعضها ضعيفة‪ ،‬من خالهلا ارشح؟‬
‫‪ -١‬األدلة القوية التي استدلوا إليها وما هي‪.‬‬
‫‪ -٢‬األدلة الضعيفة استدلوا إليها مع بيان الدليل بضعفها والرد عليها‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال بالتفصيل من صفحة‪ ١١ ،١٠ :‬يف هذا امللخص‪.‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬اضطربت أقوال القائلني إن اهلل يف اجلهة يف بياهنم‪ ،‬هل تؤيد أو تعارض هذه املقولة مع التعليل؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬لقد اضطربت أقواهلم يف بيانه ‪ .‬ولقد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪ ١٢ ،١١ :‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫اإللهيات‬

‫السؤال اخلامس‪ :‬ما األساس الذي أقام عليه القائلون‪" :‬إن اهلل يف اجلهة"‪ ،‬وما األدلة التي تفرع عن هذا األساس‪ ،‬مع‬
‫مناقشتها مناقشة علمية دقيقة؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪ ١٢ ،١١ :‬من هذا امللخص‪.‬‬
‫املقصد الثاين‪ :‬إن اهلل تعاىل ليس بجسم‬
‫اجلسم‪ :‬هو ما يشتمل عىل الطول والعرض والعمق واحلركة‪.‬‬
‫ذهب أهل احلق وهم أهل السنة واجلامعة ومن نحى نحوهم من املعتزلة والفالسفة إىل نفي اجلسمية عن اهلل تعاىل‪.‬‬
‫واستدلوا عىل ذلك بأدلة أربعة‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬لو كان اهلل سبحانه وتعاىل جسام لكان متحيزا وكونه متحيزا باطل؛ ألنه حيتاج إىل من حييزه وهو باطل‪،‬‬
‫وأيضا هو يؤدي إىل قدم التحيز أو حدوث الصانع ففيه قلب للحقائق‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬لو كان اهلل تعاىل جسام لكان مركبا وحادثا وكونه مركبا وحادثا باطل؛ ألنه حيتاج إىل من يركبه وإىل‬
‫األعضاء يرتكب منها وهو باطل‪ ،‬فام أدى إليه هو باطل‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬لو كان اهلل تعاىل جسام فإما أن يتصف بجميع صفات األجسام أو ببعضها وكال االحتاملني باطالن‪ ،‬فلو‬
‫اتصف بكل صفات األجسام يلزم منه التناقض‪ ،‬وإن كان متصفا ببعضها فهو أيض ًا باطل؛ ألن الرتجيح إما أن يكون من غري‬
‫مرجح وهو باطل أو مع مرجح وهو أيضا باطل؛ ألنه يؤدي إىل احتياج اهلل تعاىل إىل غريه وهو باطل‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬لو كان اهلل تعاىل جسام لكان متناهيا وهذا أمر باطل‪ ،‬وكل ما أدى إىل الباطل فهو باطل‪ ،‬واملراد بالتناهي‬
‫أن يبدأ اجلسم من نقطة وينتهي إىل نقطة أخرى‪ ،‬ألن صفات املتناهي ممكنة‪ ،‬هي الطول والقرص وغري ذلك‪ ،‬وكل هذا حيتاج‬
‫إىل مرجح وخمصص‪.‬‬
‫الذين قالوا إن اهلل تعاىل جسم طائفتان من املشبهة‪:‬‬
‫الطائفة األوىل‪ :‬قالوا إن اهلل تعاىل جسم وليس كاألجسام‪ ،‬بل بمعنى؛ موجود أو قائم بنفسه‪.‬‬
‫الرد عليهم‪:‬‬
‫(‪ )١‬اللغة‪ :‬فاللغة ترفض هذا املعنى‪.‬‬
‫(‪ )٢‬الرشع‪ :‬إطالق األسامء عىل اهلل تعاىل توقيفي فال جيوز إطالق اسم عىل اهلل تعاىل مل يرد يف الرشع‪.‬‬
‫(‪ )٣‬العقل‪ :‬عقال ال جيوز إطالق اجلسمية عىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫الطائفة الثانية‪ :‬قالوا إن اهلل تعاىل جسم بمعنى مقوم من اللحم والدم أو هو نور يتألأل‪ ،‬وقال بعضهم هو بصورة الشاب‬
‫األمرد‪ ،‬وبعضهم قالوا هو بصورة شيخ كبري‪.‬‬
‫أدلتهم‪ :‬هي نفس األدلة التي ذكرت يف اجلهة يف صفحة‪.١٢ ،١١ :‬‬
‫‪15‬‬ ‫اإللهيات‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬بني الصواب واخلطأ يف العبارات اآلتية مع التعليل لكل ما تذكره‪:‬‬
‫(‪ )١‬اجلسم ليس له تعريف حمدد عند العلامء (اخلطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل له تعريف حمدد عند العلامء‪ ،‬وهو‪ :‬ما يشتمل عىل الطول والعرض والعمق واحلركة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اتفق مجهور علامء الكالم والفالسفة وغريهم من املسلمني عىل أن اهلل تعاىل منزه عن اجلسمية (صحيح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬فقد نفى هؤالء اجلسمية عن اهلل تعاىل واستدلوا عىل ذلك باألدلة املعتربة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الذين قالوا إن اهلل ليس جسام ليس هلم أدلة (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل قد استدلوا عىل ذلك باألدلة األربعة‪.‬‬
‫(‪ )٤‬الذين قالوا إن اهلل جسم بمعنى أنه موجود هلم مستند من اللغة والرشع (خطأ)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اللغة والرشع ختالفهم يف ذلك‪.‬‬
‫(‪ )٥‬أدلة القائلني‪ :‬إن اهلل جسم هي نفس األدلة للذين قالوا‪ :‬إن اهلل تعاىل يف اجلهة (صحيح)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬فقد استدلوا بنفس األدلة اخلمسة التي استدلوا هبا يف إثبات اجلهة‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬اختلف العلامء يف جواز اتصاف اهلل تعاىل باجلسمية وعدمها‪ ،‬يف ضوئها وضح‪:‬‬
‫(أ) تعريف اجلسم‪.‬‬
‫(ب) من أبرز الذين قالوا إن اهلل ليس جسام؟‬
‫(ج) من أبرز الذين قالوا هو جسم؟‬
‫اجلواب‪ :‬فقد أجيب عىل "أ" "ب" يف بداية صفحة‪.١٤ :‬‬
‫وأجيب عىل "ج" يف بداية صفحة‪ .١٤ :‬ومن أبرزهم الكرامية والسلفية‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬اعرض أدلة الذين قالوا إن اهلل تعاىل ليس جسام مع رشحها رشح ًا وافيا‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪.١٤ :‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬ما أدلة القائلني إن اهلل جسم كاألجسام وما موقفك من هذه األدلة؟‬
‫اجلواب‪ :‬هي نفس األدلة التي ذكرت يف إثبات اجلهة يف صفحة‪.١٤ :‬‬
‫وتم الرد عليها هناك فلرياجع هناك‪.‬‬
‫املقصد الثالث‪ :‬إن اهلل تعاىل ليس جوهرا وال عرض ًا‬
‫السؤال‪ :‬هل جيوز إطالق اجلواهر والعرض عىل اهلل تعاىل؟‬
‫اجلواب‪ :‬لقد اختلف العلامء يف تعريف اجلوهر الفردي‪ ،‬فعند املتكلمني القدماء اجلوهر الفرد هو هذا املوجود يشغل‬
‫حيز ًا من الفراغ ويقوم بنفسه‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫اإللهيات‬

‫عند املعتزلة‪ :‬قالوا نوافق عىل هذا التعريف ولكن ال نقبل رشط املوجود بل نقول املوجود املمكن الذي يشغل حيز ًا‬
‫من الفراغ ويقوم بنفسه‪.‬‬
‫عند الفالسفة‪ :‬اجلوهر هو املاهية إذا وجدت يف األعيان كانت ال يف موضوع‪ ،‬أي حقيقة إذا وجدت يف الواقع ال حتتاج‬
‫أن تكون يف اجلوهر‪.‬‬
‫قال املتكلمون‪ :‬يمنع تعريف اجلوهر ومفهومه أن يكون اهلل جوهرا‪.‬‬
‫أدلة املتكلمني‪:‬‬
‫(‪ )١‬لو قلنا إن اهلل جوهر‪ ،‬واجلوهر ما كان متحيزا واملتحيز حيتاج إىل من حييزه يلزم منه أن اهلل جوهر وحيتاج إىل من‬
‫حييزه وهو باطل‪ ،‬فام أدى إليه باطل وهو كون اهلل جوهرا‪.‬‬
‫(‪ )٢‬لو قلنا إن اهلل جوهر‪ ،‬لزم من هذا القول إما حدوث الصانع مع اجلوهر أو قدم اجلوهر مع اهلل وهذا باطل فام أدى‬
‫إليه هو باطل‪.‬‬
‫(‪ )٣‬كون اهلل تعاىل جوهرا باطل؛ ألن اجلواهر ملتزمة باألعراض‪ ،‬واألعراض حادثة وكل ما يلتزم باحلادث فهو حادث‬
‫واهلل منزه عن احلدوث‪.‬‬
‫ال جيوز إطالق اجلوهر الفرد عىل اهلل تعاىل‪ ،‬ألن اجلوهر الفرد أحقر األشياء واهلل منزه عن ذلك‪ .‬والفالسفة كذلك‬
‫منعوا أن يكون اهلل جوهرا‪.‬‬
‫أدلة الفالسفة‪:‬‬
‫إن اهلل تعاىل واجب الوجود و وجود اهلل تعاىل هو نفس ماهيته أي حقيقته‪ ،‬فلو قلنا‪ :‬إن اهلل جوهر‪ ،‬يلزم منه ماهية اهلل‬
‫غري حقيقته‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬فام أدى إليه هو باطل‪ ،‬وهو كون اهلل تعاىل جوهر‪ ،‬كذلك اجلوهر عندهم مركب من املاهية والوجود‪،‬‬
‫واهلل ليس مركبا‪.‬‬
‫تعريف العرض‪ :‬هو اليشء الذي يزول وال يدوم‪ ،‬أو هو ما يستمد وجوده من غريه‪ ،‬أو حيتاج إىل الغري ‪.‬‬
‫عند الفالسفة‪ :‬العرض هو "املاهية إذا وجدت كان يف موضوع"‪.‬‬
‫فمن تعريف املتكلمني و احلكامء يثبت إن اهلل سبحانه و تعاىل ليس عرضا‪.‬‬
‫األدلة‪ :‬من مفهوم العرض ال جيوز إطالقه عىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬بني الصواب واخلطأ يف العبارات اآلتية مع التعليل لكل ما تذكر؟‬
‫(‪ )١‬اتفق احلكامء و علامء الكالم عىل تعريف واحد للجوهر (×)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل اختلفوا‪ ،‬فعند املتكلمني اجلوهر هو الذي يقوم بنفسه و يشغل حيزا من الفراغ‪.‬‬
‫وعند احلكامء‪ :‬هو ماهية إذا وجدت يف األعيان كانت ال يف موضوع‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫اإللهيات‬

‫(‪ )٢‬اجلوهر عند احلكامء حيتاج يف وجوده إىل موضوع (×)‪.‬‬


‫التعليل‪ :‬بل هو ماهية إذا وجدت يف األعيان كانت ال يف موضوع‪.‬‬
‫(‪ )٣‬العرض حيتاج إىل موضوع يرتبط به (√)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬نعم‪ ،‬فالعرض دائام حيتاج إىل غريه؛ كي يقوم به وال يقوم بنفسه‪.‬‬
‫(‪ )٤‬ليس لدى العلامء أدلة تؤكد عىل أن اهلل ليس جوهرا وال عرضا (×)‪.‬‬
‫التعليل‪ :‬بل لدهيم أدلة تنفي عن اهلل كونه جوهرا وعرضا و قد ذكرناها بالتعليل‪.‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬ما تعريف اجلوهر عند املتكلمني واحلكامء؟ وما أدلة نفي اجلوهر عن اهلل عند كل منهام؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪ ١٦ ،١٥ :‬من هذا امللخص ‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬من خالل مفهوم العرض نستطيع أن نقول‪" :‬إن اهلل منزه عنه"‪ ،‬ارشح هذه العبارة‪ ،‬و ِّبني الدليل عىل‬
‫نفي أن يكون اهلل عرضا من خالل تعريف العرض؟‬
‫اجلواب‪ :‬قد أجيب عىل هذا السؤال يف صفحة‪ ١٦ :‬من هذا امللخص‪.‬‬

You might also like