Professional Documents
Culture Documents
ابطالى الشهداء الجزء الثالث والثلاثون
ابطالى الشهداء الجزء الثالث والثلاثون
َّ
ولما البارة سارة .وقد ُولدا من أبوين مسيحيَّيْن غنيَّين. َّ في يوم 26مسرى اس ُتشهد القديس مويسيس وأخته
َّ
تنيَّح والداهما ،أراد القديس مويسيس أن ُيزوِّج أخته ويسلِّم لها جميع أموالهما ثم يترهب .لكنها قالت له:
ُ
ُ
صنعت خطايا كثيرة ،وأريد خالص ُ َّ
فرد عليها مويسيس قائالً” :أنا أتزوج أنا أيضاً “.
َّ ”تزوج أنت أوالً ،وبعد ذلك
َّ
ضى أن ترميني في فخاخ العالم ،وتسعى أنت إلى خالص نفسك“؟ فـردَّ نفسي “.فأجابته قائلة” :وكيف تَ ْر َ
ت يكون لكِّ“ .فأجابته” :كل ما تفعله أنت ،أفعله أنا أيضاً “.فلما رأى مويسيس قوة عزيمة ْ
”إن شئ ِّ عليها قائـالً:
ً ً
وزع كل مالها على الفقراء والمساكـين ،وأدخلها ديـرا للعذارى بظاهر اإلسكندرية ،ودخل هو أيضا أحد أختهَّ ،
أديرة الرجال ،وقضى االثنان عشر سنوات لم ُيعاين أحدهما اآلخر .ولما أثـار الملك داكيوس االضطهاد على
شه َد كثيرون؛ أرسل ِّ المسيحيين في عهد رئـاسة البابـا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر (232-191م) ،واس ُت
ُ
هذا القديس إلى أخته يودِّعها و ُيعرِّفها أنه يريد االستشهاد على اسم المسيح .فأسرعت سارة إلى األم
رئيسة الدير وطلبت منها إطالق سبيلها ،وبعدما تباركت من أخواتها ،لحقت بأخيها وهو في طريقه إلى
اإلسكندرية ،واعترفا معاً بالمسيح .وبعد تعذيبهما بعذاباتٍ كثيرة ،قطعوا رأسيهما ،فناال إكليل الشهادة يوم 26
مسرى.
القدّيسان مركيانوس ومرتيريوس الشهيدان
يوم 28من شهر بابه المبارك استشهد القديسين مركيانوس ومركوريوس سنة 67ش 351م ،القديسان
العظيمان مركيانوس ومركوريوس كانا تلميذين للقديس بولس الشهيد بطريرك انطاكية وسبب استشهادهما
هو أن الملك قسطنطينوس بن قسطنطين لما تبع بدعة أريوس لم يوافقه البطريرك على معتقده فنفاه إلى
بالد األرمن حيث قتل مخنوقا فبكى هذان القديسان على أبيهما وكانا يقوالن ان اعتقاد الملك فاسد ومحروم
فوشى بهما االريوسيون لدى الملك فاستحضرهما وامر بقتلهما بالسيف فناال إكليل الشهادة ودفناهما حيث
قتال وظل جسداهما في ذلك المكان إلى زمن القديس يوحنا ذهبي الفم الذى لما عرف خبرهما بنى لهما
كنيسة في القسطنطينية ونقل جسديهما اليها بإكرام جزيل .بركة صلواتهما فلتكن معنا ولربنا المجد دائما
أبديا .آمين.
القديسة الشهيدة ميروبا
القديسة الشهيدة طيبة (ميروبا) (حوالي السنة 251م) سميت "طيبة" ألنها كانت في خدمة ضريح القديسة
هرميون ،ابنة فيلبس الرسول ،التي نعيد لها في الرابع من شهر أيلول .ولما كان الطيب يدفق من رفات
القديسة فقد دعيت خادمتها ميروبا "طيبة" تيمناً .....في حوالي السنة 251م .أطلق اإلمبراطور داكيوس
شرارة االضطهاد جديدة على المسيحيين ،ففرت والدة "طيبة" بها من أفسس ،حيث كانتا تقيمان ،إلى
"خيوس" .إحدى جزر اليونان الشرقية في البحر اإليجي .ولم يمض وقت طويل حتى بلغ االضطهاد الجزيرة،
وكان أول ضحاياه عسكري تقي اسمه إيسيدوروس ( 14أيار) .هذا بطش به نوميريوس الحاكم فقطع رأسه
وألقاه في واد لتفترسه الوحوش والكواسر ،جاعال ً عليه حراساً حتى ال يجرأ أحد على التقاط بقاياه ودفنها
بلياقة .عرفت "طيبة" باألمر فتحركت الغيرة على قديسي هللا في نفسها وتسللت ليالً ،برفقة خادمة لها ،إلى
موضع الرفات فاختلستها ووارتها التراب في مكان مناسب .وأطل الصباح واكتشف الجند أن البقايا اختفت
فنقلوا الخبر إلى نوميريوس .فما كان منه سوى أن عاقبهم وهددهم بأن يقطعهم إرباً إرباً إذا لم يستعيدوا
الجسد في أيام قليلة .خرج الجند من عند الحاكم مجرحين ،يجرون قيودهم وهم في أسوأ حال ،يرتجفون من
الخوف .هائمين على وجوههم ال يدرون ماذا يفعلون .وانتشرت الكلمة في الجزيرة أن جسد أيسيدوروس
الشهيد قد اختفى والجنود يفتشون عنه وأن نوميريوس سيسلمهم إلى الموت ما لم يجدوه .وبلغ "طيبة"
الخبر فلم تشأ أن يدفع آ خرون ثمن ما فعلته وما تفتخر به أمام هللا والناس ،فتقدمت من الحاكم واعترفت
بمسؤوليتها عما حدث .أسلمها نوميريوس إلى التعذيب .وبعدما أفرغ الجند حقدهم وعنفهم حيالها ألقوها
نصف ميتة في سجن مظلم .ولما لم تعد "طيبة" تملك من الطاقة غير أقلها رفعت الصالة أنيناً إلى ربها شاكرة
مسبحة .وإذ بالمكان ،فجأة ،يستنير بنور من فوق .ويظهر لها إيسيدوروس الشهيد نفسه ليلقي عليها السالم
ويقول لها" :لقد قبل هللا صالتك وأنت على وشك االلتحاق بنا لتأخذي اإلكليل المعد لك" .فلما سمعت "طيبة"
كالمه مأل الفرح قلبها وللحال أسلمت روحها .وإذا برائحة طيب زكية تفوح في المكان .كل ذلك على مرأى
حارس السجن ومسمعه فآمن لتوه بالمسيح وأخذ نصيبه من الشهادة هو أيضاً .
القديسون الشهداء مافريكيوس ورفاقه السبعون
القديسون الشهداء مافريكيوس ورفاقه السبعون (القرن 4م) :لما كان اإلمبراطور الروماني مكسيميانوس
(305- 296م) يطوف أرجاء إمبراطوريته يفتك بالمسيحيين بنفسه فقد أقبل على أفاميا السورية .هناك وشى
لديه الكهنة الوثنيون بمافريكيوس وجنوده السبعين .قالوا أنهم مسيحيون متمردون وال يعبأون بالطقوس
العبادية الملكية اإللزامية .فلما وقف المشتكى عليهم أمام اإلمبراطور .بحضور جمهور كبير من وثنيي أفاميا
المهتاجين ،اتهموا بالجحود حيال آلهة المملكة والملك الذي طالما أنعم عليهم بالكرامات العسكرية .فأجاب
مافريكيوس ورفاقه أنهم ال يدينون بأي فضل آللهة ال وجود لها إال في نخيلة مشبعة بأهواء الوثنيين .وال يؤمنون
إال باإلله الواحد وبالرب يسوع المسيح .وإذ احتقروا وعود الملك وتهديداته أعلنوا أنهم ال يخشون العذاب وال
الملك ألن هللا يعطي الذين يحبونه قوة تقوى على الموت .أهينوا ونُزعت أسيرتهم فكان جوابهم إن هللا
جعلت أطرافهم في الحديد فكانوا كنفس واحدة يلبسهم ثوب المجد األبدي الذي ال يبلى .أودعوا السجن و ُ
يشدد بعضهم بعضاً ويسألون هللا أن ينعم عليهم باالعتراف الحسن وصبر المسيح في آالمه .أوقفوا من جديد
أمام اإلمبراطور بعد ثالثة أيام فصرحوا أنه ليس في هذه الحياة ما يغريهم وأنهم ال يهابون الموت ألن لهم موعد
ضربوا بأعصاب البقر ضرباً عنيفاً وألقوا في جمر النار ثم مزقت جنباتهم بأظافر حديدية .كل هذا الحياة األبديةُ .
وهم مستغرقون في الصالة إلى هللا ،يتعالون على الجراح واألوجاع وكأن أجسادهم لبستها النعمة واتشحت
بعدم الفساد .وانتبه مكسيميانوس إلى أحد أتباع مافريكيوس وهو فوتينوس أي المشع .هذا بدا له فتى نحيال ً
فظن أن بإمكانه أن يستميله إليه .فوتينوس كان ابن مافريكيوس .فلما أبدى الفتى صالبة ال تقل عن صالبة
الرجال أمر به مكسيميانوس جالديه فقطعوا رأسه .أما الباقون فقيدهم المعذبون في أحد المستنقعات بعدما
عروهم ودهنوا أجسادهم بالعسل .ثم تركوهم عرضة للحشرات الهائمة بوفرة عشرة أيام بلياليها إلى أن
لفظوا أنفاسهم ونالوا أكاليل الغلبة من السماء.
القديسون ميناس وهرموجانيس وافغرافوس
ميناس رجل أثينائي وصف بـ الرخيم الصوت أو الحسن
النغمة لفصاحة لسانه وحسن منطقه .حصلت في أيامه
انقسامات سياسية بمدينة اإلسكندرية وحقق المسيحيون
نجاحات ملحوظة في نشر اإلنجيل بين السكان فيها .ولما
كان ميناس أحد مستشاري اإلمبراطور فقد أوفده هذا
األخير لمعالجة الخالفات السياسية الحاصلة وضرب
المسيحيين في المدينة ومالحقها .ميناس من ناحيته ،كان
مسيحياً متخفياً .لم يجاهر بمسيحيته ،إلى ذلك الزمان ،ألنه
لم يكن قد أدرك بعد أن ساعته قد جاءت ليتمجد ابن هللا فيه.
توجه ميناس إلى اإلسكندرية وعالج صعوباتها بالحسنى،
فتمكن ،بما أوتي من حكمة ودراية ،من تهدئة الحال وإصالح
األمور .هذا على الصعيد السياسي .أما وضع المسيحيين
فلم يشأ ميناس أن يعالجه وفق رغبة اإلمبراطور .فقد أيقن
أن ساعة االعتراف بالمسيح قد حانت .وهكذا بدل أن يقمع
المسيحيين أطلق يدهم وشجع على نشر كلمة اإلنجيل.
وقد ذكر أن الرب اإلله أجرى على يديه آيات جمة عالمة
للرضى اإللهي عن هذا العمل المبارك .ويبدو أن الوثنيين
في المدينة أدهشتهم أعمال هللا بحيث أن كثيرين منهم
نقضوا هياكلهم وانضموا إلى الكنيسة .ولم تلبث أخبار
اإلسكندرية والجوار أن بلغت أسماع اإلمبراطور الروماني
فخشي على مصر أن تتحول بأكملها إلى المسيحية .وإذ
رأى في ما كان يجري فيها تهديداً لحكمه وتآمراً عليه .أوفد،
على جناح السرعة ،رجال ً اسمه هرموجانيس ،موثوقاً لديه،
ليرد ميناس إلى صوابه ،لو أمكن ،أو يعمد إلى تصفيته
ليرد ميناس إلى صوابه ،لو أمكن ،أو تصفيته وتصفية المسيحيين ويعيد األمور إلى نصابها .هرموجانيس كان
وتصفية المسيحيين ويعيد األمور ،من ثم ،إلى نصابها.
أيضاً من أثينا .لم يعرفً المسيح لكن الوثنية لم تفسده .كان مستقيماً عادال ً طيباً وموظفاً أميناً ،لكنه ،في
هرموجانيس كان أيضا من أثينا .لم يعرف المسيح لكن
له .تصرف،أول أمره ،كأي عامل ملكي ينفذ األوامر جهله ،ظن أن من حق اإلمبراطور عليه أن يكون مطيعاً
الوثنية لم تفسده .كان مستقيماً عادال ً طيباً وموظفاً أميناً،
ويفرض أحكام قيصر .وما أن انكشفت الحقيقية لعينيه ،على غير ما كان يتصور ،حتى اهتدى ،فكان له موقف
لكنه ،في جهله ،ظن أن من حق اإلمبراطور عليه أن يكون
دخل هرموجانيس مدينة اإلسكندرية بمواكبة عسكرية مهمة .وأول ما فعله أن ألقى القبض على ميناس آخر.
مطيعاً له .تصرف،أول أمره ،كأي عامل ملكي ينفذ األوامر
وأودعه السجن .ثم أوقفه أمامه للمحاكمة بعد أيام بحضور جمهور من الناس .أجاب ميناس على اتهام
ويفرض أحكام قيصر .وما أن انكشفت الحقيقية لعينيه،
هرموجانيس له بأنه تمرد على قيصر فأكد والءه له في كل شأن من شؤون الحكم واإلدارة المدنية والعسكرية
على غير ما كان يتصور ،حتى اهتدى ،فكان له موقف آخر.
اليوم التالي ،أتي بالقديس في محضر الناس وجعل عسكرية واألرض .في
السماءبمواكبة هللا ،خالق
اإلسكندرية بعبادةمدينة ما له عالقة
هرموجانيس إال
دخل
هرموجانيس أمامه آالت التعذيب راغباً في استعمال لغة غير اللغة التي استعملها في اليوم الفائت عسى
مهمة .وأول ما فعله أن ألقى القبض على ميناس وأودعه
ميناس ،بالتخويف ،أن يعود إلى طاعة قيصر غير انه بدا لهرموجانيس أن منظر آالت التعذيب لم يغير شيئاً من
السجن .ثم أوقفه أمامه للمحاكمة بعد أيام بحضور جمهور
موقف ميناس ،فأشار إلى الجالدين أن يعذبوه ،فحطموا كعبيه وفقأوا عينيه وقطعوا لسانه وأعادوه إلى
من الناس .أجاب ميناس على اتهام هرموجانيس له بأنه
سجنه على أمل إلقائه للوحوش في اليوم التالي .موقف ميناس أثناء التعذيب كان الفتاً .فرغم آالمه التي من
تمرد على قيصر فأكد والءه له في كل شأن من شؤون
بمرارة ويأس كما اعتاد هرموجانيس أن يعاين السفلة بعبادة عالقةيتلو
سالم .لم
فيما له
نفسه إال حة بدت
والعسكرية تكون مبر
المدنية المفترض أن
واإلدارة الحكم
والمجرمين يفعلون وهم تحت التعذيب .كأنما كانت في نفس ميناس قوة لم ينجح التعذيب ،على قسوته ،في
هللا ،خالق السماء واألرض .في اليوم التالي ،أتي بالقديس
عليه من ألم انطبع في وجدان هرموجانيس ،فحسب التعذيب ارتسم نوراً على
أمامهماآالت الذي فاض
هرموجانيس الوجه
وجعل محضروذاك
الناس النيل منها,
في
موقف ميناس بطولة تستحق الثناء .أما ميناس الملقى في السجن فجاء إليه الرب يسوع شخصياً أثناء الليل ً
راغبا في استعمال لغة غير اللغة التي استعملها في اليوم
وعزاه ومس جراحه فعاد صحيحاً.وأطل الصباح ،فأرسل هرموجانيس في طلب ميناس .كان يظن أنه قد مات.
الفائت عسى ميناس ،بالتخويف ،أن يعود إلى طاعة قيصر
معافى وكأن جسده لم ينل ما ناله البارحة .إذ ذاك شيئاً وكم كانت دهشته فائقة حين وقف ميناس لديه سليماً
غير انه بدا لهرموجانيس أن منظر آالت التعذيب لم يغير
أدرك هرموجانيس أنه عظيم اإليمان بالمسيح وعظيم إله المسيحيين فآمن وجاهر بإيمانه أمام الشعب .ثم
من موقف ميناس ،فأشار إلى الجالدين أن يعذبوه ،فحطموا
اعتمد ،وقيل تسقف على اإلسكندرية بعد معموديته بوقت قصير .في تلك األثناء كان اإلمبراطور ينتظر أخباراً
كعبيه وفقأوا عينيه وقطعوا لسانه وأعادوه إلى سجنه على
طيبة من عامله في اإلسكندرية ،فإذ به يتلقى خبر ما حدث فيها فطار صوابه وقرر أن يتوجه إلى هناك بنفسه
أمل إلقائه للوحوش في اليوم التالي .موقف ميناس أثناء
وكان أن خاب القيصر ،في اإلسكندرية ،أشد الخيبة إثر وقوف ميناس وهرموجانيس لديه. لمعالجة األمر .
التعذيب كان الفتاً .فرغم آالمه التي من المفترض أن تكون
هامتيهما .أما أفغرافوس الذي قيل إنه كان كاتباً لقيصر ،أو قطع أن إلى بهمافعذ دفاعهما أفحمه وزاده غيظاً
مبرحة بدت نفسه في سالم .لم يتلو بمرارة ويأس كما اعتاد
ربما للقديس ميناس نفسه ،فاجترأ ،بعد كل ما عاين وسمع ،أن يقف أمام اإلمبراطور الهائج ويرسم على
هرموجانيس أن يعاين السفلة والمجرمين يفعلون وهم
من قيصر سوى أن استل سيف أحد حراسه وضربه ينجح فمالمكان
بالمسيح.قوة
نفس ميناسفيبإيمانه
ويجاهر
الصليبكانت نفسه إشارة
التعذيب .كأنما تحت
به فقتله .هكذا أكمل الثالثة شهادتهم للمسيح فأحصتهم الكنيسة المقدسة معاً في هذا اليوم المبارك ،وقد
التعذيب ،على قسوته ،في النيل منها ,وذاك الوجه الذي
جرى نقل ً رفات الثالثة إلى مدينة القسطنطينية ،في القرن الخامس للميالد .ولكن رفات القديس ميناس
فاض نورا على ما ارتسم عليه من ألم انطبع في وجدان
في أيام اإلمبراطور البيزنطي باسيليوس األول (-867 جديد عنها من الكشف أن تم فحسبإلى
من الزمان فقدت ردحاً
الثناء. تستحق بطولة ميناس موقف هرموجانيس،
886م) .مذ ذاك صار يقام عيد الكتشاف رفات القديس ميناس في اليوم السابع عشر من شهر شباط
أما ميناس الملقى في السجن فجاء إليه الرب يسوع
شخصياً أثناء الليل وعزاه ومس جراحه فعاد صحيحاً.وأطل
القديس الشهيد أميليانوس دوروستوروم (القرن 4م ) 18تموز غربي ( 31تموز شرقي) لما أراد اإلمبراطور
البيزنطي يوليانوس الجاحد أن يعيد البالد إلى الوثنية غير عابئ بكل ما آلت إليه األمور منذ القديس
قسطنطين الملك لجهة تقدم المسيحية ،أوفد عماله في كل اتجاه ل ُيخضعوا الشعب إلى ما ترغب فيه نفسه.
في هذا اإلطار توجه كابيتولينوس ،وهو نائب في تراقيا ،إلى دوروستوروم ،عاصمة سكيثيا ،وهي سيليسترا
الحالية في بلغاريا .فلما بلغها أخذ يطلق التهديدات بالموت ال في حق المسيحيين وحسب بل الذين يعرفونهم
وال يشون بهم أيضاً .الحاضرون في الديوان هتفوا أنه ال مسيحي في مدينتهم وأن كل السكان يضحون آللهة
اإلمبراطور .فلما بلغ هذا التصريح مسمعيه ارتاحت نفسه وامتأل سروراً ووافق على االشتراك في المأدبة
الكبرى المقامة على شرفه .وفيما كان الجميع في صخب ،إذا بفتى مسيحي نبيل ،اسمه أميليانوس ،يدخل
هيكل األوثان ،وقد أضناه السكوت عن اإلساة في حق اإلله الحق ،راغبا" في الشهادة هلل وفي يده مطرقة.
جعلت عليها للحال ،في غفلة عن العيون ،عمد إلى تحطيم األصنام وقلب حماالت الشموع والمذابح ،التي ُ
التقديمات ،وسكب على األرض سكائب الخمر وغادر دون أن يالحظه أحد .فلما قدم الخدام وعاينوا ما حدث
نقلوا الخبر إلى كابيتولينوس الذي استبد به الغيظ وأمر بالبحث عن الجناة وإلقاء القبض عليهم .توزع الجنود
في المدينة في اضطراب شديد وبحثوا فلم يجدوا شيئاً .ولئال يعودوا فارغين قبضوا على فالح ،عابر سبيل،
عائد من الحقول فجرروه وهم يضربونه بالسياط .وإذ شهد أميليانوس ما كان ولم يشأ أن يكابد إنسان برئ
من يكون العقاب عنه ،سلم نفسه معلناً بالفم المآلن أنه هو الفاعل .فلما أحضروه أمام كابيتولينوس ،سأله َ
من الذي دفعه إلى اقتراف ما فعل .فأجاب إنه حر وعبد في آن :فهو عبد هللا وحر من األوثان .ثم أضاف :هي و َ
محبة هللا والغيرة للمسيح واإلشمئزاز من رؤية هذه التماثيل الصماء ما اقنعني وقواني على تحطيم ما هو
عار على الجنس البشري .فإنه ال شئ أحقر لنا ،نحن الذين حبانا هللا الخالق بقوة العقل ،من عبادة كائنات ال
من اقترف هذا الفعل الشائن؟" عقل لها والسجود لعمل أيدينا وإلقاء كرامة اإلله الخالق األوحد عنا"".إذاً أنَت َ
فأجاب أميليانوس بأنه فخور بما فعل .هذا في نظره أنبل وأتقى ما فعله في حياته .إذ ذاك أمر كابيتولينوس
بتجريده من ثيابه وضربه بعنف بعد تمديده على األرض .وإذ استمر القديس يسخر من العبادة الوثنية ،أعاده
إليه وضربه على صدره .ثم إذ علم ،بعد االستجواب ،أن أميليانوس هو ابن حاكم المدينة ،ساباتيوس ،أعلن
أن انتماءه إلى النبالء ال يعذره في شئ وال يوفر عليه العقاب .أخيراً وقد بلغ الغيظ بكابيتولينوس الذروة حكم
علي قديس هللا بالموت حرقاً فاستيق شهيد المسيح إلى خارج المدينة ،على أطراف الدانوب حيث أشعلت
محرقة وألقي فيها .ما حدث كان أن ألسنة اللهب تحولت عنه إلى الجند فأحرقتهم فيما سبح أميليانوس هللا
نظير الفتية الثالثة في آتون بابل .وبعدما رسم على نفسه إشارة الصليب رقد بسالم في الرب .كان ذلك في
18تموز سنة 362م .أما جسد القديس فأخذته امرأة كابيتولينوس ،التي كانت مسيحية في السر ،وأعطته
لمسيحيين أتقياء فواروه الثرى في جيزيدينا ،على بعد أميال قليلة من دوروستوروم .هذا ويشهد إلكرامه ،منذ
القرن الرابع الميالدي ،كل من القديس إيرونيموس وأمبروسيوس ،إضافة إلى ثيودوريتوس القورشي.
الشهداء مارتينيان وبروسيسوس
وفقا لألسطورة ،كان مارتينيان وبروسيسوس جنودا إمبراطوريين تم تعيينهم كحراس للقديس بطرس
والقديس بولس في سجن ماميرتين .حول الرسل سجانيهم بعد أن تدفق الربيع بأعجوبة في السجن .ثم
عمدهم بطرس في المياه المعجزية .بأمر من اإلمبراطور نيرون ،تم القبض على الحراس وتعذيبهم وقطع
رؤوسهم .بعد استشهادهم مع بول ،دفنتهم سيدة متعاطفة تدعى لوسينا في مقبرتها الخاصة.
استشهد القديسان مع التسعة واالربعين شيخاً شيوخ برية شهيت عندما ذهب القديس مارتينوس ومعه ابنه
الشهيد زيوس لتوصيل رسالة الملك الي رهبان برية شهيت هجمت الغارة الثالثة للبربر علي دير القديس
العظيم االنبا مقار الكبير .اختباء البعض في حصن الدير و بقي التسعة واالربعين شيخاً لينالوا اكليل الشهادة
وفي هذا الحدث كان مارتينوس رسول الملك و ابنه زيوس مختبئان بجوار الحصن فشاهد الصبي زيوس
مالئكة كثيرة جدا تحمل اكليل لكل راهب يستشهد فقال البيه وطلب منه ان ينال االكاليل مع االباء الرهبان ...
وبعدما انتهت المزبحة تم دفنهم في المقبرة المعروفة لشيوخ برية شهيت بدير ابي مقار ...وفي احد االيام
حاول بعض اللصوص ان يسرقوا جسد الشهيد زيوس ولكن قبل ركوبهم المركب للهرب اختفي جسد الشهيد
زيوس ورجع الي مكانة بجوار ابيه داخل المقبرة ...وعندما كانت تجري ترميمات داخل المقبرة و ينقلوا جسد
الشهيد زيوس من جوار ابية كان يرجع اليه مرة اخري بطريقة معجزية وقد خرج صوت من المقبرة يقول (...ال
تنقلوني من جوار ابي الني عشت معه واستشهدت معه وال اريد ان افترق عنه ) وفي عصرنا هذا ذاع اسم
الشهيد زيوس باالكثر من جهة الراهب القمص فلتاؤس السرياني الذي كان يحبة جدا وكان دائما يحكي عنة
وعن ظهوراته له وهذة كلها في كتب الخاصة بسير وحياة ومعجزات الراهب القمص فلتاؤس السرياني ...
بركة وصلوات وطلبات هؤالء القديسين االطهار تكون مع جميعنا امين .
استشهدت القديسة مريم اإلسرائيلية .لم تكن هذه القديسة تعرف شيئاً عن السيد المسيح ،وكانت تعيش
َّ
وعرفها طريق الخالص واإليمان بالسيد المسيح وأن النفس في سيرة رديئة ،فأرسل الرب لها قديساً وعظها
البد أن تعطى جواباً عن جميع أعمالها يوم الدينونة ،مستندا على ما جاء في العهد القديم.
ً
ولما سمعت هذا الكالم خافت وارتعدت وعملت النعمة في قلبها وسألت قائلة " هل يقبل هللا توبتي
ويسامحني على أخطائي؟ " ،فأجابها القديس :نعم بشرط اإليمان بالسيد المسيح أنه جاء إلى العالم لخالص
صلب من أجلنا ومات وقام في اليوم الثالث .فتابت وآمنت ثم اعتمدت بالمعمودية المقدسة .ولما بلغ البشر و ُ
خبرها إلى الوالي أحضرها أمامه فاعترفت بالسيد المسيح وتمسكت بإيمانها .فحاول أن يثنيها سواء بالوعد
أو بالوعيد فلم تقبل منه ،فأمر بتعذيبها وأخيراً قطع رأسها بحد السيف ونالت إكليل الشهادة.
القديس مقاريوس أسقف إدكو (مركز رشيد بمديرية البحيرة) وأحد الثالثة مقارات القديسين ،أنبا مكاريوس
الكبير وأنبا مكاريوس السكندري وأنبا مكاريوس األسقف وقد تم فيه كالم النبي داود "طوبى للرجل الذي لم
يتبع مشورة المنافقين .ولم يقف في طريق الخطاة .ولم يجلس في مجالس المستهزئين ،لكن في ناموس
الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليال ".هذا القديس هو الذي حفظ وصية سيده ،وتاجر بالوزنة فربح،
فكم من اآليات والعجائب آجراها هللا علي يديه ،ومنها انه لما كان في مدينة إدكو كان عندما يصعد علي المنبر
ليعظ الشعب يكثر من البكاء ،ولما سأله بعض تالميذه عن سبب بكائه ،قال له كان ينظر خطايا الشعب
وأعمالهم الرديئة ،وذات مرة رأي السيد المسيح في الهيكل والمالئكة يقدمون له أعمال الشعب واحدا فواحدا،
وسمع صوتا يقول "لماذا تتوانى يا أسقف عن وعظ شعبك " فقال "يا رب انهم ال يقبلون كالمي" .فقال يجب
علي األسقف إن يعظ الشعب ،فان قبلوا ،وإال فدمهم علي رؤوسهم ".ولما دعوه للذهاب إلى مجمع خلقيدونية
مع قداسه البابا ديوسقوروس األول بطل األرثوذكسية ووصال إلى قصر الملك منعه الحجاب من الدخول لحقارة
ملبسه حتى عرفهم اآلب ديسقورس انه أسقف إدكو .ولما دخل وسمع قول المخالفين في السيد المسيح،
حرم الملك في المجمع وقد استعد إن يسلم نفسه للموت في سبيل المحافظة علي اإليمان األرثوذكسي،
فنفوه مع اآلب ديسقورس إلى جزيرة غاغرا ومن هناك أرسله البابا ديسقورس مع تاجر مؤمن إلى اإلسكندرية
قائال له "إن لك هناك إكليل شهادة ".فلما وصل إلى مدينة اإلسكندرية واتفق وصول رسول الملك بكتاب فيه
األمانة الجديدة الخلقدونية القائلة بالطبيعتين ،وقد أوصاه الملك قائال بان من يكتب اسمه أوال علي هذه األمانة
يصير بطريركا علي المدينة .فكان بالمدينة مقدم القسوس اسمه بروتاريوس ،وقد اخذ الكتاب ليكتب اسمه
أوال ،فذكره القديس مقاريوس األسقف بالقول الذي قاله له اآلب ديسقورس عند ذهابه إلى المجمع وهو "انك
ستستولي علي كنيستي بعدي .فتذكر الكالم وتوقف عن الكتابة فلما علم رسول الملك إن األسقف غير
ضا وثب علي األسقف وركله فتنيح علي األثر ونال إكليل الشهادة. موافق علي أمانة الملك ،ولم يكتب اسمه أي ً
فأخذه المؤمنون ودفنوه مع جسدي ماريوحنا المعمدان واليشع النبي ،فتحقق بذلك ما قاله هذان القديسان
في الرؤيا بهذا اآلب األسقف ،إن جسده سيكون مع جسديهما ،وقد انتقل إلى السيد المسيح فائزا بإكليل
المجد
القديس األنبا مكراوى األسقف
اليوم الثانى من شهر برمهات المبارك من سنة 21للشهداء ( 305م ) ،استشهد القديس األنبا مكراوي
األسقفُ .ولِّ َد هذا القديس بأشمون جريس بمحافظة المنوفية ،من أبوين مسيحيين غنيين في التقوى
واإليمان والمال أيضاً .فربياه أحسن تربية .ولما كبر عكف على الصوم والصالة وقراءة الكتب المقدسة ،حتى
ذاعت فضائله ،فرسموه أسقفاً على مدينة نيقيوس (حالياً هي قرية زاوية رزين بمحافظة المنوفية) .فأقام
مجاهداً ومعلماً ومثبتاً شعبه على اإليمان المستقيم .فسمع به يونانيوس الوالي ،فاستحضره وعرض عليه
ب في حلقه .ففعلوا به ذلك ،وكان هللا ص ْ عبادة األوثان .ولما رفض أمر بأن ُيضرب و ُيهان و ُي َذ ْ
اب جير في خل و ُي َ
يقويه ويشفيه .ولما احتار الوالي في أمره أرسله إلى أرمانيوس والي اإلسكندرية ،فأودعه السجن ،وقد
أجرى هللا على يديه آيات كثيرة .فبلغ إلى مسامع الوالي أرمانيوس ما يفعله هذا القديس من اآليات .فأمر
بعصره في الهنبازين وتقطيع أعضائه ،ثم ألقوه للوحوش الضارية فلم تؤذه ،أخيراً قطعوا رأسه بحد السيف
فنال إكليل الشهادة .فأخذ القديس يوليوس األقفهصي جسده وكفنه بإكرام عظيم ،ووضع صليباً على صدره
وأرسله في سفينة بصحبة غلمانه إلى مقر كرسيه .فأبحرت السفينة وتوقفت عند بلدته أشمون جريس .ولما
لم يستطيعوا تحريكها فهموا أن الرب يريد أن يكون جسد القديس في هذا الموضع .فخرج الشعب وحملوه
مرتلين أمامه ودفنوه .وكانت مدة حياته مائة وإحدى وثالثين سنة منها تسع وستون سنة في الرئاسة
الكنائسية .وهكذا أكمل جهاده الحسن .بركة صلواته فلتكن معنا .ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين
القديس الجديد في الشهداء ميخائيل أغرافا
القديس الجديد في الشهداء ميخائيل أغرافا (1544+م) :من ناحية أغرافا في تساليا ،من إحدى القرى هناك
(غرانيتسا) .نشأ على محبة الرب وحفظ وصاياه .إثر رقاد والده تزوج وأقام في تسالونيكي خبازاً .المال الذي
كان يجمعه اعتاد أن يكتفي منه لنفسه بالقليل والباقي كان يوزعه حسنات للمحتاجين .أوقات فراغه كان
يقضيها في الكنيسة .نما في محبة هللا ورغب في الرهبانية ،لكن أقاربه منعوه مذكرين إياه أن عليه واجب
االهتمام بوالدته وزوجته .فلما كان عيد الصليب ،في األحد الثالث من الصوم الكبير ،قبل العود المحيي وقرر
أن يتبع المسيح حتى الموت .بعد ثالثة أيام ،عاد إلى حانوته بعد صالة الغروب ،فإذا بولد تركي يأتي إليه طالباً
الخبز .فسأله ميخائيل بلهجة قاسية عن إيمانه وإذا كان يفهم منه شيئاً .وحدث أن كان شيخ ماراً من هناك
فاستعان الولد به .واحتدم الجدل واجتمع الناس .أخيراً أمسكوا هذا المسيحي الجسور واستاقوه إلى القاضي
متهمين إياه بالتجديف على محمد .ومع أن ميخائيل كان أمياً فإنه عرض بثقة ألسرار اإليمان بالثالوث القدوس
وتجسد ابن هللا .هدده القاضي بالحرق فأجاب :أؤمن بربي يسوع المسيح الذي هو هللا وابن هللا وخالق
العالمين ومخلصي ،وأنا مستعد لمكابدة كل التعذيبات حباً به .فخذ مالي واشتر خشباً لتسلمني أللسنة النار
حياً ألني ال أشاء أن أقرب إللهي ذبيحة من مالك أنت .ألقي في السجن واستقبل بعض المسيحيين الذي
جاؤوه مشجعين .وجهه كان يطفح نشراً وقد تجلى بنعمة هللا .كشف لزائريه أن المسيح ظهر له لينزع من
قلبه الخوف من التعذيب .في الحادي والعشرين من شهر آذار أخذوه من السجن وأوقفوه أمام القاضي ودعوه
إلى الكفر بإيمانه بالمسيح واعدين إياه باالمتيازات والكرامات .رفض ميخائيل العرض ودعا القاضي إلى الكف
عن إضاعة الوقت إلنه هو مستعد أن يقدم ذبيحة إللهه ،أن يشوى خبزاً مختاراً وأن يقدم على مذبح الثالوث
القدوس .وقد ورد أن القاضي بكى تأثراً لكنه عاد إلى نفسه ولفظ ،بحق ميخائيل،حكم الموت .استيق قديس
هللا على الطريق المؤدي إلى مكان اإلعدام .بقي المسيحيون ،في الطريق ،صامتين يصلون لكي يحظى
شهيدهم بإكليل الغلبة .فلما وصلوا أشعلوا فيه النار فرقد في صمت وهو يمجد هللا.
القديس الجديد في الشهداء ميخائيل موروئيدس
القديس الجديد في الشهداء ميخائيل موروئيدس (1490+م) :القديس ميخائيل هو من عائلة مسيحية غنية
من أندرينوبوليس ،كانت لها عند السلطات التركية والسلطان حظوة .الغنى والنفوذ جعلهما ميخائيل في
خدمة المسيحيين ،محليين وغرباء ،ممن عانوا من قسوة معاملة األتراك لهم وأثقلت الضرائب كواهلهم .غار
من نفوذه قوم من األتراك المتعصبين .اتهموه بالكفر باهلل واحتجوا لدى السلطان .أمر السلطان بقتله أو يشهر
ُ سجن ُ إسالمهُ .
وهدد فلم يبال .تمسك بإيمانه بالمسيح .جرى قطع هامته في 17شباط 1490وألقي جسده
في النار
كان والد القديس نازاريوس ضابطًا وثنيًا في الجيش الروماني ،بينما كانت أمه مسيحية آمنت على يدي
القديس بطرس الرسول أو أحد تالميذه .بدافع حبه وغيرته على خالص اآلخرين ترك نازاريوس مدينته روما
وصار يبشر بالمسيحية في أماكن كثيرة .لما وصل إلى مدينة ميالن ُقطِّعت رأسه مع مرافقه الشاب صِّلسس،
الذي اتخذه مساع ًدا له في أسفاره ،وذلك أثناء االضطهاد الذي أثاره اإلمبراطور نيرون ضد المسيحيينُ .
دفِّنا
في بستان خارج المدينة ،واكتشف القديس إمبروسيس جسديهما حوالي سنة 395م .ونُقل الجسدان إلى
سفِّك كنيسة الرسل ،ومن العجيب أنه اكتشف في قبر القديس نازاريوس أن لون دمه ومنظره كما لو أنه قد ُ
شفِّيت بعد نقل الجسدين إلى الكنيسة .العيد يوم 28 ضا أن امرأة بها روح نجس ُ في نفس اليوم .وحدث أي ً
يونيو
نايسفورس
ُ الشهيد
ُ
نايسفورس ،وكانا عاش في مدينة إنطاكية كاهن يدعى سابريسيوس Sapriciusورجل علماني يدعى
صديقين حميمين لسنوات طويلة .لكن أدت بعض الخالفات إلى قطع الصداقة ،أعقبها كراهية شديدة بين
نايسفورس مدى خطأ هذه العداوة ،وقرر أن يسعى إلى التصالح ُ الصديقين .استمر هذا الحال لفترة حتى أدرك
نايسفورس مرتين أصدقاءه إلى الكاهن سابريسيوس لطلب الصفح منه ،لكن الكاهن رفض ُ مع صديقه .بعث
نايسفورس مرة ثالثة ،ولكن دون جدوى ألن سابريسيوس كان قد أغلق أذنيه حتى ُ أن يسامحه ،فأرسل إليه
نايسفورس بنفسه إلى بيتُ إلى السيد المسيح الذي أوصانا أن نغفر لآلخرين حتى يغفر لنا .أخي ًرا ذهب
معترفا بخطئه طالبًا الصفح ولكن دون جدوى .محاكمته :بدأ اضطهاد ضد المسيحيين سنة 260م .أثناء ً صديقه
ُ ُ
حكم فاليريان Valerianوغالينوس ، Gallienusوسرعان ما ألقي القبض على سابريسيوس وأحضِّر أمام
الحاكم الذي سأله عن اسمه ووظيفته .فأجابه بأن اسمه سابريسيوس وأنه مسيحي .ولما سأله إن كان من
رجال الدين أجابه بأنه يتشرف بأن يكون كاه ًنا ،وأضاف" :نحن المسيحيون نعترف بإله واحد وسيد واحد يسوع
المسيح الذي هو اإلله الوحيد الحقيقي الذي خلق السماء واألرض ،أما آلهتكم الوثنية فما هي إال شياطين".
اغتاظ الحاكم من هذه اإلجابة وأمر بتعذيبه ،ولكن رغم ذلك ظل سابريسيوس ثاب ًتا وقال لمعذبيه" :إن جسدي
بين أيديكم ولكن ليس بمقدوركم المساس بروحي التي هي ملك سيدي ومخلصي يسوع المسيح".
نايسفورس يسرع لمقابلته :عند رؤية الحاكم صمود سابريسيوس نطق بالحكم التاليُ " :يحكم على ُ
سابريسيوس الكاهن المسيحي الذي يثق بأنه سيقوم مرة ثانية من الموت بقطع رأسه ،وذلك الحتقاره
األوامر اإلمبراطورية" .عند سماع الحكم ظهر سابريسيوس وكأنه قد استقبل الحكم بفرح وكان في عجلة
مسرعا لمقابلته وارتمى عند قدميه طالبًا من شهيد يسوع ً ُ
نايسفورس للوصول إلى مكان تنفيذ الحكم .جاء
نايسفورس في شارع آخر ومرة ثانية طلب ُ المسيح أن يغفر له ،ولكن سابريسيوس لم يرد عليه .انتظره
ُ
صفحه ،ولكن قلب سابريسيوس كان قد تحجر ولم يشأ أن ينظر إليه ،حتى أن الجنود سخروا من نايسفورس
نايسفورس يسرق اإلكليل :عند موضع تنفيذ الحكمُ م على وشك الموت. لطلبه بإلحاح الصفح والعفو من مجر ٍ
نايسفورس طلبه إلى صديقه ولكن دون جدوى ،ثم أمر منفذ الحكم سابريسيوس أن يركع على ركبتيه ُ جدد
حتى يقطعوا رأسه ،ولكن عند ذلك ضعف الكاهن وصاح البائس" :انتظروا يا أصدقائي وال تقتلوني ،وسأنفذ
نايسفورس لحزنه على ارتداد صديقه وطلب منه الثبات وعدم إنكار ُ ما تطلبون وأذبح لألوثان" .عند ذلك صرخ
سيده حتى ال يضيع إكليل مجده الذي استحقه عند احتماله التعذيب ،ولكن سابريسيوس لم يصغِّ لكلمات
قائال" :أنا مسيحي أؤمن بيسوع المسيح الذي أنكره ً ُ
نايسفورس يبكي بمرارة صديقه وظل على ضعفه .أخذ
ُ ً
سابريسيوس .وأنا على استعداد أن أموت بدال عنه" .دهش الجميع وأرسل الجنود إلى الحاكم متسائلين ماذا
بدال منً ما على عدم تقديم القرابين لآللهة ُيعدم ُ
نايسفورس مصم ً يصنعون ،فأجابهم الحاكم" :إن كان
ُ
سابريسيوس" .بالفعل تم تنفيذ الحكم فيه ،وهكذا نال نايسفورس ثالثة أكاليل أبدية :اإليمان والتواضع وعمل
الحب .العيد يوم 9فبراير.
سس األسقف ورفقاؤه الشهداء
الشهيد األنبا نر ِ
في السنة الرابعة لالضطهاد الكبير الذي أشعله سابور الثاني Sapor IIفي فارسُ ،قبض على نرسِّيس
(نارسيس ،نارسس) St. Nersesأسقف ساجِّرد Sahgerdوتلميذه يوسف ،حدث ذلك أثناء وجود الملك في
ُ
المدينة .حين أحضِّرا أمامه قال الملك لألسقف" :إن شيبتك وحداثة سن تلميذك يجعالنني أشفق عليكما.
لذلك فلتراعيا سالمتكما واعبدا الشمس ،وسوف أغدق عليكما عطايا كثيرة" .أجابه نرسِّس" :كالمك المعسول
ال يخدعنا .إنني أبلغ الثمانين من عمري اآلن وكنت أخدم هلل منذ طفولتي ،وأطلب إليه أن يحفظني من هذا
الشر العظيم حتى ال أخونه بعبادة مخلوقات يديه" .هدده الملك بالموت فأجابه القديس" :ولو كان في قدرتك
أن تميتنا سبع مرات ،فلن نستسلم" .حديث مفرح بين األسقف وشماسه :سيق الشهيدان خارج البلد وكان
يتبعهما جمع غفير ،وفي مكان االستشهاد قال يوسف لمعلمه" :أنظر كيف يتطلع الشعب إليك؟ إنهم ينتظرون
ً
قائال" :إنني متهلل يا ابني المبارك ،ألنك كسرت فخاخ أن تصرفهم بسالم وتعود إلى بيتك" .عانقه األسقف
هذا العالم ودخلت من الباب الضيق المؤدي إلى ملكوت السماوات" ،ثم قطعوا رأسيهما وناال إكليل
االستشهاد في سنة 343م .استشهاد خصي في القصر الملكي :في نفس تلك األحداث نال الكثيرون أكاليل
االستشهاد .كان من بينهم خصي في القصر الملكي رفض الذبح لألوثان ،فصدر األمر إلى فاردان، Vardan
الذي كان كاه ًنا وجحد اإليمان من شدة خوفه أثناء محاكمته ،أن يقتله بيديه .تقدم الجاحد إلى الشهيد ،ولكن
حين وقعت عيناه عليه ارتجف ولم يجرؤ على االقتراب منه .فقال له الشهيد" :هل تقدر وأنت كاهن أن تقتلني؟
ً
حقا إنني مخطئ بدعوتك كاه ًنا ،فهيا تقدم ونفذ األمر ولكن تذكر خيانة يهوذا وكيف كانت نهايته" .عندئذ تقدم
البائس فاردان وبيدين مرتعشتين طعن الشهيد فقتله ،وهكذا نال إكليل الشهادة .العيد يوم 20نوفمبر.
سس العظيم األول الكاثوليكوس
الشهيد نر ِ
هو كاثوليكوس الكنيسة األرمينية ، Katholikos of the Armeniansوأول من تسمى بهذا االسم في سلسلة
ل كثير ٍة أكملها من بعده ابنه اسحق .نشأ هذا القديس بقيصرية حا عظي ً
ما ،بدأ بأعما ٍ من القديسين ،وكان ُ
مصلِّ ً
ً
كبادوكيا حيث تزوج ،وبعد وفاة زوجته أصبح مسئوال عن بالط الملك األرمني أرشاك Arshak.كبير أساقفة
أرمينيا :في سنة 363مُ .وضِّعت عليه اليد وأصبح كبير أساقفة أرمينيا بالرغم من عدم رغبته في ذلك .تأثر
بالقديس باسيليوس في قيصرية ،وفي سنة 365م .عقد أول مجمع مقدس في أستيشات Astishatحتى
يعيد النظام والقوة لخدمة كنيسته .كان نرسِّس يشجع الرهبنة ،وأنشأ مستشفيات ،ونشر قوانين كنسية
نقلها من اليونانيين .وكان ذلك سببًا في توتر عالقته بالملك .نفيه :وزاد األمر سو ًء أن أرشاك الملك قتل زوجته
ً
أسقفا آخر ليحل محله .بعد فترة أوليمبيا ،فحرمه نرسِّس ،وامتنع عن الحضور في بالطه .فنفاه الملك وأحضر
قصيرة ُقتِّل أرشاك في معركة مع الفرس وعاد القديس إلى كرسيه ،ولكنه وجد الملك الجديد "باب "Pap
أسوأ بكثير من سلفه .قتله بالسم :كان باب Papشري ًرا ج ًدا لدرجة أن نرسِّس حرمه من دخول الكنيسة حتى
ُيصلح طريقه ويتوب عن شروره ،فأضمر له الملك الشر وعزم على االنتقام منه .وإذ ادعى التوبة دعا نرسِّس
إلى وليمة ،وهناك قتله بالسم سنة 373م .لذلك ُيعد نرسِّس من الشهداء واسمه ُيذكر في قداس الكنيسة
األرمينية ملقبًا بالعظيم نرسِّس .العيد يوم 19نوفمبر.
الشهيد األنبا نسطور األسقف
أثناء حكم اإلمبراطور ديسيوس Deciusسعى بوليو Pollioحاكم بامفيلية Pamphyliaوفريجية Phrygia
لمداهنة اإلمبراطور ونوال الحظوة لديه ،فأمعن في تنفيذ فرمان اإلمبراطور ضد المسيحيين بكل قسوة
أسقفا لماجيدوس Magydusالذي نال احترام المسيحيين والوثنيين ً ووحشية .في ذلك الوقت كان نسطور
فا من قِّبَل الحاكم مع ذلك لممس َته َد ً
على السواء وتقديرهم .وإذ كان يعلم أنه بسبب شهرته وصيته سيكون ُ
يحاول الهروب .كان كل همه االعتناء برعيته الذين عمل على إرسالهم إلى أماكن آمنة بعي ًدا عن الخطر ،بينما
بقي في البيت يصلي من أجل شعبه ومنتظ ًرا استشهاده .القبض عليه :في أحد األيام بينما كان يصلي قيل
له أن جنود الوالي جاءوا يطلبونه ،فلما رأوه حيوه باحترام .سألهم القديس" :يا أبنائي ماذا أتى بكم إلى هنا؟"
أجابه الجنود" :القاضي والمسئولون يطلبونك" .رشم القديس نفسه بعالمة الصليب وسار معهم حتى وصلوا
ما له ،وقاده الجنود إلى مكان يليق بمكانته .سأله القاضي: إلى المحكمة ،وعندما دخل وقف الجميع احترا ً
"سيدي ،أال تعلم أمر اإلمبراطور؟" أجابه القديس" :أنا أعلم أمر هللا القدير السرمدي ال أمر اإلمبراطور" .قال
كم" ،ولكن األسقف لم يحد عن رأيه .حذره القاضي فأجابه القديس: له القاضي" :أطِّع األوامر بهدوء حتى ال تُحا َ
ً
"العذابات الوحيدة التي أخشاها هي عذابات إلهي ،وكن واثقا أن بالتعذيب أو بدونه لن أعترف بإله غيره".
إرساله للحاكم :أمام ثباته أدركت المحكمة أنه البد من إرساله للحاكم .أخذه القاضي إلى بِّرجة ، Pergaومع
أنه لم يكن هناك أحد من أصدقائه وأبنائه إال أن صيته كان قد سبقه .في البداية طلب منه الحاكم بلطف ترك
إيمانه ،وعندما رفض القديس بشدة أمر الحاكم فوضعوه على آلة تعذيب تسمى "الحصان الصغير " little
horse.وبينما كان الجالد يمزق جِّنبيه العاريين بخطاطيف حديد كان القديس يرتل" :سأقدم الشكر هلل كل
ما على لساني" .سأله الحاكم إن كان ال يخجل من وضع ثقته في إنسان مات األوقات وسيكون تسبيحه دائ ً
مصلوبًا ،فرد عليه نسطور" :هذه قضيتي وقضية كل من يدعو باسم الرب" .بدأ الجمع يزمجر ،فسأله الحاكم
ما ،وأنا معهمرة أخيرة" :هل ستكون معنا أم مع المسيح؟" ،فأجاب القديس بكل ثبات" :مع مسيحي كنت دائ ً
معلقا على الصليب كان ً ما" .أمر الحاكم بصلبه وتم تنفيذ الحكم ،وبينما كان القديس اآلن ،وسأكون معه دائ ً
يشجع المسيحيين الواقفين حوله ويثبتهم .وكان عبوره بمثابة انتصار ،ألنه حين صرخ نحوهم" :يا أبنائي لنركع
ونصلي هلل" ركع كل الجمع الواقف سواء كانوا مسيحيين أم وثنيين وصلوا بينما أسلم القديس روحه ،وكان
استشهاده سنة 251م .العيد يوم 26فبراير.
القدّيس نسطر الشهيد
يرتبط اسم القديس الشهيد نسطر باسم القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس ،فقد جرى استشهادهما
في وقت واحد ومدينة واحدة .كان نسطر شابًا مسيحيًّا من مدينة تسالونيكي بالذات ،وكان يتألم لما كان
يفعله الوالة بالمسيحيين ويستنح الفرصة ليشهد للمسيح .فلما عرض أن كان اإلمبراطور مكسيميانوس عاب ًرا
بتسالونيكي بعدما انتصر على القبائل السكيثية البربرية ،شاء أن يحيي ظفره بسلسلة من االحتفاالت العامة،
ما ً
مصارعا ضخ ً على عادة ملوك ذلك الزمان .وكان من هذه االحتفاالت ألعاب المصارعة .فاستقدم اإلمبراطور
ذا قوة خارقة وأنزله إلى الحلبة فخو ًرا به .كان اسم المصارع لهاوش ،ولم يتمكن أحد من المصارعين التغلب
خصم صرعه .ولما لم يعد هناك من يجرؤ على منازلة هذا العمالق ،أمرٍ ة إنه كان كلما قوي علىعليه ،بخاص ٍ
ُ
اإلمبراطور أن يؤتى ببعض المسيحيين المعتقلين ويرغموا على مصارعة هذا الوحش القاتل أي لهاوش .فكان
يصرعهم الواحد تلو اآلخر وسط هتاف الجماهير وتصفيقهم .لما رأى نسطر الشاب ما كان يحدث لهؤالء
المسيحيين الذين كانوا ُيساقون إلى الذبح كالخراف ،احتدت روحه فأيقن أنها الساعة التي كان يشتهيها
ليشهد للرب يسوع .فأسرع إلى السجن حيث كان القديس ديمتريوس وسأله الصالة من أجله ليتمكن من
مواجهة لهاوش .فدعا ديمتريوس له قائالً" :اذهب يا أخي وليكن الرب يسوع المسيح معك .سوف تفلح بإذن
وتقدم منَّ ً
واثقا أنه سينتصر .دخل نسطر الحلبة ًّ
متشددا هللا لكنك ستتألم من أجل اسمه!" .فعاد نسطر
ضا وهتف" :يا إله ديمتريوس أعني!" .تواجه نسطر ولهاوش فيما ضجت المنصة الملكية ،ثم ألقى بردائه أر ً
الجموع تسخر من هذا الشاب الطري العود .ولكن بنعمة هللا تمكن نسطر من التغلب على لهاوش والقضاء
دهش وتعظيم ،وال يصدق أحد عينيه .أما اإلمبراطور فأصيب بصدمة.
ٍ عليه .وإذا بسخرية الجماهير تتحول إلى
وبدل أن يذعن للواقع ،اهتاج وأمر بنسطر فألقى الجند عليه األيدي وأخذوه وقطعوا هامته .هكذا انضم نسطر
إلى عدد األبكار المكتوبين في السماء شاه ًدا بدمه ،وبطريقة خاصة ج ًدا ،قد ال تكون مألوفة في التراث
الكنسي ،ولكن ما فعله نسطر كان شهادة عظيمة أن الرب يسوع المسيح هو السيد وال سيد آخر سواه .يفيد
بعض المصادر أن استشهاد القديس ديمتريوس تبع استشهاد القديس نسطر ،إذ أن اإلمبراطور ،بعدما خسر
مصارعه لهاوش واستبد به الغيظ ،أراد أن ينتقم من ديمتريوس ظناًّا منه أنه كان وراء هزيمة مصارعه لهاوش،
فأرسل جنوده إلى ديمتريوس في السجن وهناك ضربوه بالحراب وقتلوه.
الشهيد نيقام التائب
أسم نيقام معناه التائب .نشأ نيقام في وسط عائله مسيحية فى عهد البابا خرستوذولوس وكان خاله أسقف
وكان أبوه أحد كبار الموظفين األقباط في عهد الخليفة المنتصر باهلل وقد كان نيقام مستهتراً عاصياً لوالديه
فخرج على طاعة أبيه فطرده من المنزل فأنضم لمجموعه من الشباب المستهترين فزينوا له الشر مما جعل
هذا االبن يترك دينه وحاول معه الجميع إرجاعه لكنه رفض وبعد مده ندم نيقام على ما فعله من جحده وابتعاده
عن المسيح وأسرته وأخذ يفكر في القديسين والشهداء وكيف تمسكوا بإيمانهم رغم العذابات واالضطهادات
من أجل المسيح له المجد فتعرف نيقام على أحد الرهبان فسأله عن وسيله يكفر بها عن خطيته فأشار عليه
أن يترك القاهرة ويذهب إلى الدير للرجوع إلى هللا .فترهبن القديس نيقام في دير المالك ميخائيل .ورغم
ذلك لم يقتنع بهذا للتكفير عن خطيته بعد أن جحد المسيح أمام الناس فترك الدير وقرر أن يعلن إيمانه بالمسيح
أمام الناس ونزل إلى القاهرة بمالبس الرهبنة فعرفه الذين كان يصاحبهم فانهالوا عليه ضرباً وسجنوه فسعى
أبوه إلخراجه من السجن بحجة أنه مجنون إال أنه كان من بين نزالء السجن راهب قديس أخذ يشجع نيقام
على التمسك بإيمانه حتى لو أدى ذلك إلى موته لينال إكليل الشهادة .أما والد القديس فأرسل له واحد يقول
له أن يتظاهر بالجنون ليتركوه ولكنه رفض بشده وقال لهم إني لست مجنوناً فرجعوا إلى األمير وقالوا له ما
حدث فتعجب من شجاعته وخرج القديس نيقام من السجن إلى مكان االستشهاد بجزيرة الروضة فحاول معه
رئيس الشرطه أن يعطى له ما يطلبه ويتراجع عن اعترافه بالمسيح فرفض القديس فأمروا بقطع رأسه فنال
إكليل الشهادة وكان حينذاك في الثانية والعشرين من عمره .وبعد استشهاده كان جسده ملقياً على األرض
فى مكان االستشهاد فظهر منه نور عظيم حول الجسد كله حتى ارتعبوا الحراس فأمر الوالي بدفن الجسد
فأتى والده وأخذ جسده الطاهر ودفنه بجوار كنيسة المالك ميخائيل في جزيرة الروضة وبعد ئالئة أيام جاء
البابا خريستوذولوس إلى الكنيسة وسأل عن جسد القديس فأمر بدفنه داخل الكنيسة فأخرجوا الجسد من
القبر فوجدوا الجسد كما هو وكأنه أسلم الروح في الحال .عندما هدمت الكنيسة بجزيرة الروضة نقل القديس
نيقام إلى كنيسة المالك ميخائيل القريبة من حصن بابليون ( كنيسة المالك القبلي ) + .في نهاية عام 1990
وعند عمل ترميمات بالكنيسة ظهر الجسد مدفون تحت المذبح بكنيسة المالك القبلي بالزهراء في عهد نيافة
األنبا متاؤوس أسقف عام كنائس مصر القديمة ووضعه بالكنيسة وكتب سيرته ليتابرك منه الشعب.