Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫"االنية والغيرية"‬

‫المشكل‪:‬‬
‫تحديد" اإلنساني " في اإلنسان؛ أي تحديد ما يكون به اإلنسان إنسانا‪ ،‬و ما يميز اإلنسان بإطالق عن‬
‫الوجود الحيواني‪.‬‬
‫ما يجعل من تحديد" اإلنساني "مشكال" إمكان مقاربته من خالل حدين متقابلين‪" :‬االنية "و "الغيرية"‬
‫االنية‪ :‬ما يتحدد به وجود الشيء فيكون حقيقته و قوامه انية اإلنسـان هـي مـا يكـون بـه اإلنسان إنسانا سواء‬
‫بالنظر إليه كفكرة أو كواقع متعين أي ما يثبت وجوده كانسان متمايز بإطالق عن الوجود الحيواني‪ .‬االنية‬
‫بهذا المعنى ترتبط بما جوهري في اإلنسان أي بما هو ثابت ال يلحقه تغير‪ ،‬وقائم بذاته بحيث ال يحتاج في‬
‫تحديد حقيقته أو إلثبات وجوده إلى غيره‪ .‬الغيرية‪ :‬ما يتعلق بوجود اإلنسان كالجسد مثال ‪ ،‬إذ ال يمكن إنكار‬
‫الوجود الجسدي لإلنسان‪ ،‬غير أن هذا الوجود يضل عرضي وهامشي‪ ،‬بمعنى أن وجوده مثل عدمه ال يؤثر‬
‫في تحديد االنية‪.‬‬
‫التحديد الميتافيزيقي لألنية‪:‬‬
‫تمثل" النفس العاقلة " حقيقة اإلنسان أي مضمون "اإلنساني" في اإلنسان باعتبارها الوجود‬ ‫‪‬‬
‫المطلق أي الوجود الوحيد الذي ال يمكن تصور عدمه إذ أن عدمه يعني انعدام وجود اإلنسان ذاته؛‬
‫فالعقل هو جوهر اإلنسان إثبات وتحديد اإلنساني في اإلنسان يتعلق إذا بالمستوى االنطولوجي أي‬
‫إثبات وجود العقل بما هو وجود مطلق يستمد علته من مبدأ مفارق في إطار تصور للوجود يقوم‬
‫على أساس تراتبي يمثل " العقل الكلي" فيه المبدأ األول للوجود‪.‬‬
‫إن إدراك حقيقة النفس واثبات وجودها يتعلق بتجربة ذاتية ترتبط بالتذكر ؛ تذكر الذات‬ ‫‪‬‬
‫لحقيقتها ‪،‬وهو ما يتحقق من خالل إدراك عقلي محض ال تحتاج فيه النفس إلى أية وسائط لتدرك‬
‫حقيقتها وتثبت وجودها‪.‬‬
‫في مقابل جوهرية النفس العاقلة بما هي المحددة لإلنساني في اإلنسان يضل الجسد مجرد عرض‬ ‫‪‬‬
‫أي صفة وان تعلقت باإلنسان فان وجودها غير ضروري‪ ،‬إذ إن تصــــور انـعـــدام وجود الجسد‬
‫ال ينفي يقينية وجود العقل بما هو خاصية اإلنسان الجوهرية‪(.‬مثال الرجل الطائر)‪.‬‬
‫الجسد ‪،‬إذن‪،‬هو من ضمن الخارجات ؛ أي ما ينتمي إلى مجال الغيرية ‪،‬فهو ما هو عرضــــي‬ ‫‪‬‬
‫مقابل النفس التي وجودها وجودا كليا كونيا معرفيا وانطولوجيا‪.‬‬
‫االنية بما هي وعي متعال ديكارت‪:‬‬
‫يرتبط تحديد االنية في سياق الفلسفة الحديثة مع ديكارت بمفهوم " الذاتية" أي إن اإلنساني ال يتحدد بالعقل‬
‫بما هو جوهر مفارق يجد يقينه في حقيقة مطلقة و مفارقة وإنما في اإلنسان ذاته ال كفكرة مجردة أو مفهوم‬
‫تصوري وإنما في اإلنسان كذات فردية تتميز بهذه القدرة التي يتوفر عليها دون سائر الموجودات المتمثلة‬
‫في إمكان تحقيق "الوعي بالذات"‪ .‬يتحقق هذا "الوعي بالذات" من خالل عودة الذات على ذاتها ؛ تستلزم‬
‫هذه العودة اضطالع الذات‪ ،‬بشكل شخصي وفردي‪ ،‬بمطلب تحقق الوعي وهو ما يستلزم خوض تجربة‬
‫الشك؛ إن ما يميز هذا الوعي انه قرار تتخذه الذات بذاتها لتحديد ماهيتها بمعنى إن الوعي أي معرفة الذات‬
‫لذاتها وقدرتها على إثبات وجودها والتحكم فيه ليس معطى خارجي يضاف على الذات من خارجها أو أنه‬
‫يجد سنده ومبرره خارج الذات وإنما في عودة الذات ذاتها على ذاتها وهو ما يتجلى في خوض تجربة الشك‬
‫‪ :‬أي إن وعي الذات بذاتها مشروط بهذا القرار الذي يجب أن تتخذه الذات لتأخذ على عاتقها معرفة‬
‫واكتشاف حقيقتهـا علـــى نـحـو يقيني وهو ما يستوجب مراجعة وفحص ما تحمله الذات من أفكار حول‬
‫ذاتها للتحقق من إن خوض تجربة الشك قيمتها‪.‬‬
‫وان انتهى بديكارت في مرحلة أولى إلى وضعية يأس وريبية و تعليق للحكم؛ فـانـه مــن خضم حالة‬
‫الريبية هذه أي فقدان كل يقين انبجست له حقيقة ساطعة‪ :‬حدس أول انه يفكــر وبالتالي فهو موجود‪".‬أنا‬
‫أفكر أنا موجود"‪ ،‬إذ أن التفكير هو الحقيقة الساطعة التي ال يمكن للشك إال أن يزيـدها اثباتا‪.‬‬
‫التفكير هو حد اإلنساني في اإلنسان بما إن التفكير هو الحقيقة الوحيدة التي تصمد أمام تجربة الشك فحقيقة‬
‫اإلنسان وماهيته‪ " :‬األنا أفكر " يمثل جوهر اإلنسان‪ .‬يتنزل الكوجيتو منزلة اليقين‪ ،‬يقينا مؤسسا من حيث‬
‫هو الحقيقة األولى التي ستسمح الحقا بإثبات بقية الحقائق ‪ .‬بذلك فان الكوجيتو يثبت نفسه بنفسه؛ من خالل‬
‫عودة الذات على ذاتها وتأملها فيما تحمله من معارف‪،‬وهي في ذلك ال تحتاج ألي واسطة لتدرك وتثبت‬
‫وجودهـا بــل إن إثبات وجود الذات يقتضي بداية كما سبق وأن أشرنا إلى ضرورة إستفراغ الذات مــن‬
‫كــل ما هو خارج الذات يتعين اإلنساني إذن بما هو أنانة تعي ذاتها بذاتها في استقالل وتعــال عن كل‬
‫"الخارجات"‪ .‬مقتضى االنية هو هذا الوعي ؛ وعي الذات بذاتها كذات مفكرة؛ إذ منذ اللحظة التي تشرع‬
‫فيها الذات بالتفكير تعي مباشرة بوجودها‪ .‬لذلك فإني أن انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود‬
‫تماما"‪ .‬وبالتالي فان األنا أفكر مكتفيا بنفســه بــل انـه ليس فقط غير محتاج في إثبات وجوده إلى استبعاد‬
‫الجسد والعالم واآلخر بل إن هذا االستبعاد هو شرط إمكان إثبات هذا الوجود الذي للذات إثباتا يقينيا‪ .‬إذا‬
‫كانت تجربة الشك تنتهي إلى إثبات وجود األنا فان هذه التجربة ال تقول لنا ما هي حقيقة هذا "األنا"‪ .‬يميز‬
‫ديكارت داخل األنا بين النفس بما هي نفس مفكرة أو "جوهر مفكر " و "الجسد" بما هو عرض ال يمكن إن‬
‫يمثل حقيقة اإلنسان ألنه ال يتصف بذاته بخاصيات البداهة واليقين فهو مجرد موضوع للمعرفة يتحدد "‬
‫كجوهر ممتد"‪ .‬فتصور ديكارت لإلنسان يقوم إذن على أساس ثنائية هي " ثنائية النفس والجسد‪" .‬في إطار‬
‫هذه الثنائية تتعالى النفس على الجسد فالنفس هي جوهر اإلنسان فيما يكون الجسد مجرد عرض هامشي‬
‫بذلك يكون مجال الجسد هو مجال الغيرية‪.‬‬

‫المكتسبات‪:‬‬
‫تتحدد االنية عند ديكارت في وعي الذات بذاتها‪ ،‬أي معرفة حقيقتها واثبـــات وجودها‪ .‬خاصية‬ ‫‪‬‬
‫الوعي هي التي تشكل اإلنساني في اإلنسان وتميزه بشكل مطلق عن الحيوان‪.‬‬
‫هذا الوعي ال يتحقق إال من خالل فاعلية الذات وجهدها الشخصي من خالل خوض تجربة الشك‬ ‫‪‬‬
‫أي فحص ومراجعة كل ما تحمله الذات من معارف وعدم قبول أي معطـــى باعتباره يقيني ما لم‬
‫يتصف بالبداهة ‪ :‬يتعلق األمر إذن بالتحرر من الموروث الثقافي كما من االنطباعات العفوية حول‬
‫حقيقة الذات‪.‬‬
‫اليقين الوحيد الذي تمتلكه الذات هو يقينها في وجودها كذات مفكرة‪ :‬التفكير هو ما يثبت وجود‬ ‫‪‬‬
‫الذات‪ :‬أنا أفكر أنا موجود‪.‬‬
‫حقيقة الذات تكمن في التفكير فاإلنسان هو "جوهر مفكر"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجسد وان كان في ذاته جوهر "جوهر ممتد" فهو بالنسبة للنفس مجرد عرض‪ - .‬ثنائية النفس‬ ‫‪‬‬
‫والجسد عند ديكارت تقوم على أساس أفضلية وتعالي النفس على الجسد‪.‬‬
‫مسلمات موقف ديكارت ما يجعل من تحقق الوعي ممكنا هو توفر اإلنسان على "العقل" ف "العقل‬ ‫‪‬‬
‫أعدل قسمة توزعا بين البشر "‪ :‬حسن استعمال العقل هو الكفيل بجعلنا نبلغ اليقين‪.‬‬
‫الضمنيات‪:‬‬
‫الوجود اإلنساني يختلف جذريا وبشكل مطلق على الوجــود الـحـيـوانـي بـمـا أن اإلنسان هو‬ ‫‪‬‬
‫الكائن الذي ينفرد بميزة العقل‪.‬‬
‫االستتباعات‪:‬‬
‫األنا الديكارتي مكتف بذاته ال يحتاج لغيره في معرفة حقيقته واثبات وجوده وبذلك يرتبط الجسد‬ ‫‪‬‬
‫والغير بمجال الغيرية أي ما هو عرضي وهامشي‪.‬‬
‫المبررات الحواس التي تحيل على الجسد ال تقدم لنا غير معرفة ظنية ال يمكن الوثوق بها‬ ‫‪‬‬
‫واالعتماد عليها لتأسيس اليقين" يجب أن ال نثق في من خدعنا مرة واحدة"‬

‫االنية بما هي مشروطة بالغيرية‬


‫االنفتاح على الغيرية‪ :‬تحديد اإلنساني يتجاوز التحديدات التي تربط اإلنسان بمقومات جوهرية ثابتة‬
‫ومطلقة‪ :‬اإلنساني يتحدد في إطار عالقات متشابكة تنفي عن اإلنسان الوحدة والثبات من جهة والتعالي‬
‫واالنفصال عن العالم من جهة ثانية‪ :‬إدراك اإلنساني يستوجب االنفتاح على الغيرية‪ ،‬الذي يستبعده التصور‬
‫القائم على االنية واإلقرار بان الوجود اإلنساني ال يمكن مقاربته إال من جهة الكثرة سواء تعلق األمر‬
‫بالتاريخ أو الجسد والغرائز والرغبات أو اآلخر‪.‬‬

‫االنية بما هي وعي متجسد‪ :‬مرلوبنتي‬


‫إن استبعاد الجسد من مجال تحديد اإلنساني وإلحاقه بمجال الغيرية هو موقف يتقابل مع تجربتنا المعيشة‬
‫داخل اليومي التي تثبت لنا كثافة وأهمية حضور الجسد وتعلق وجودنا مباشرة به‪ .‬في هذا اإلطار يتنزل نقد‬
‫مرلوبنتي للوعي الديكارتي المتعالي والمنغلق على نفسه‪ .‬إن الوعي‪ ،‬الذي به يكون اإلنسان إنسانا ال يمكن‬
‫أن يتحقق خارج إطار المعيش وتجربتنا الفعلية داخل العالم من خالل ما ننسجه من عالقات مع األشياء كمـا‬
‫مـع اآلخرين‪ ،‬إذ أن كل وعي هو وعي بشيء ما يستوجب إذن تحقق الوعي بمـا هـو شـرط تحقق اإلنساني‬
‫في اإلنسان إدراكا للعالم إدراكا تنشئه الذات من خالل ما تعيشه من تجارب داخله‪ .‬هذا اإلدراك ال يمكن أن‬
‫يتحقق إال بتوسط الجسد ‪ ،‬فالجسد هو سبيلنا الوحيد للحضور داخل العالم وإدراك هذا الحضور بما يحقق‬
‫انبتنا يستتبع من هذا التأكيد على قيمة الجسد وأهميته ضرورة التمييز بين "الجسد الموضوع من جهة‬
‫و"الجســد الخــاص" من جهة ثانية يتحدد "الجسد الموضوع " بما هو المقابل للذات بما يجعل منه‬
‫موضوعا لالستكشاف والمعرفة وهو بالتالي شيء من األشياء في مقابل "الجسد الموضوع "يبرز مفهوم‬
‫"الجسد الخاص الذي تتعين من داخله حقيقة الجسد اإلنساني بما هو ما أعيشه ضمن تجربة داخلية فيكون‬
‫هو أنا "أنا جسدي"‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫يتحدد اإلنساني في اإلنسان بما هو وعي بالذات أي بقدرة اإلنسان على معرفة ذاته واثبات وجوده‬ ‫‪‬‬
‫تحقق هذا الوعي‪ :‬االنفتاح على العالم‪ ،‬أي إن اإلنساني في اإلنسان يتشكل من خالل المعيش‬ ‫‪‬‬
‫اليومي المتمثل في مجموع العالقات والتجارب التي يخوضها اإلنسان داخل اليومي‪.‬‬
‫هذا االنفتاح الذي هو شرط تحقق اإلنساني ال يمكن انجازه اال بتوسط الجسد‪ .‬الجسد هـو الذي‬ ‫‪‬‬
‫يجعل من التواصل مع العالم ممكنا فعليا‪.‬‬
‫المقصود بالجسد ليس" الجسد الموضوع "وإنما" الجسد الخاص"‬ ‫‪‬‬
‫يمثل الجسد الخاص من جهة أولى ما به ندرك العالم ومن جهة ثانية ما يتمظهر من خالله وعينا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ربط اإلنساني باالنفتاح على العالم يستلزم االنفتاح على الغير في إطار عالقة بين ذاتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسلمات‪:‬‬
‫الوجود اإلنساني هو وجود داخل العالم يتحدد في إطار المعيش و بتوسط الجسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الضمنيات‪:‬‬
‫قصور التصور الديكارتي لإلنسان القائم على تعالي واكتفاء الذات بذاتها على قول حقيقة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستتباعات‪:‬‬
‫تحقق اإلنساني يفرض التواصل مع اآلخر في إطار عالقة بين ذاتية تقوم على االنفتاح على الغير‬ ‫‪‬‬
‫واالعتراف االيجابي بغيريته‪.‬‬

‫تاريخية اإلنساني ماركس‪:‬‬


‫يرفض ماركس كل تحديد ماهوي لإلنسان يفترض أن لإلنسان حقيقة ثابتة ومطلقة ونهائية فالوجود‬
‫اإلنساني هو وجود تاريخي بذلك فان الوعي ذاته هو وعي تاريخي‪ .‬تفهم تاريخية عند ماركس على أساس‬
‫ارتباط الوعي بالوجود الحقيقي والفعلي للبشر ينضوي الوجود الفعلي للبشر في إطار وجودهم االجتماعي‪.‬‬
‫يقوم هذا الوجود االجتماعي على أساس الصراع الذي هو صراع طبقي هذا الصراع هو حاصل التناقض‬
‫القائم داخـــل كـل مجتمع بين طبقة تحتكر امتالك وسائل اإلنتاج والثروة وطبقة ثانية معدومة إن وضعية‬
‫الصراع الناتجة عن التناقض في المصالح االقتصادية هي القانون الذي يحكم الوجود اإلنساني‪ .‬إذا كان هذا‬
‫الصراع هو قانون ثابت فان أشكال الصراع وتمضهراته متغيرة‪.‬تتغير بفعل تطور وسائل اإلنتاج وما ينتج‬
‫عنها من تغير في عالقات اإلنتاج المميزة لعصره‪ .‬االنية بذلك ال تحدد وال تتحقق كوجود ميتافيزيقي‬
‫منفصل ومتعالي على حياة البشر الواقعية وما يخوضونه من صراع اجتماعي فهذا البعد التاريخي‬
‫االجتماعي هو الذي يميز فعليا الوجود اإلنساني وما يقيم خطا فاصال بين الوجود اإلنساني والوجود‬
‫الحيواني‪ .‬إن كل وعي يرى نفسه خارج هذه الحقيقة هو وعي زائف ال يقول حقيقة اإلنسان‪.‬‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫حقيقة اإلنسان تتحدد في إطار الوجود الواقعي ‪ ،‬أي ضمن الحياة االجتماعية الفعلية التي يعيشها‬ ‫‪‬‬
‫البشر ضمن عالقة الصراع والتناقض الطبقي‪.‬‬
‫هذا الوجود الواقعي هو وجود تاريخي بمعنى أنه متطور وغير ثابت‪.‬القانون الذي يحكـــم هذا‬ ‫‪‬‬
‫التطور هو قانون "المادية التاريخية" حيث أن كل تطور في وسائل اإلنتاج يؤدي ضرورة إلى‬
‫تطور في عالقات اإلنتاج‪.‬‬
‫إن الوعي البشري (البنية الفوقية) هو استتباع ضروري لمستوى تطور وسائل اإلنتاج وعالقات‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاج (البنية التحتية)‬
‫الوجود اإلنساني هو وجود تاريخي‪ :‬متطور وغير ثابت‪ .‬المسلمات‪ :‬الواقع المادي يمثل اإلطار‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقي للوجود اإلنساني‪.‬‬
‫الضمنيات‪:‬‬
‫الوعي هو وعي اجتماعي يتشكل في عالقة بالطبقة االجتماعية التي ينتمي الفرد لها في لحظة‬ ‫‪‬‬
‫تاريخية معينة‪.‬‬
‫االستتباعات‪:‬‬
‫كل تفكير أو تحديد لإلنساني خارج إطار التاريخ والمجتمع هو مجرد وهم وليس معرفة حقيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تصدع االنية‪ :‬فرويد‬


‫رغم إقرار ميرلوبنتي بمركزية الجسد في تحديد "اإلنساني" باعتبار الجسد قوام الوجود"وما يكون به‬
‫اإلنسان إنسانا فان مقاربته لإلنسان لم تتجاوز التقليد الذي استحدثه ديكارت في اعتبار االنية مشروطة‬
‫بتحقق الوعي والنظر لإلنسان باعتباره كائن الوعي‪ ،‬غير إن هذه المقاربة لإلنساني تواجه صعوبات شديدة‬
‫أمام محاولة إثباتها بشكل مطلق؛ ذلك أن النظر في الهفوات في األفعال من زالت لسان أو زالت قلـم أو‬
‫تعقد ظاهرة األحالم ‪ ...‬تبرز لنا صعوبة تعريف اإلنسان على أساس كونه كائن الوعي أي كائنا يختص‬
‫بقدرته المطلقة على معرفة ذاته بكل شفافية والتحكم في جميع أفعاله ‪.‬وهو ما يلزمنا بإعادة النظر في‬
‫وجاهة ها التحديد لإلنساني وربطه بالوعي‪.‬‬
‫يستلزم البحث في اإلنساني علميا‪ ،‬حسب فرويد بداية استبدال مفهوم "النفس "الميتافيزيقي ‪،‬بمفهوم الجهاز‬
‫النفسي باعتباره آلية إجرائية تمكن من معرفة موضوعية بحقيقة الحياة النفسية يبرز لنا تحليل مكونات‬
‫الجهاز النفسي انه يقوم على الكثرة‪ ،‬كثرة داخلية‪ ،‬وليس الوحدة ‪ .‬يتكون الجهاز النفسي من ثالثة‬
‫منظومات‪:‬‬
‫الهو‪ :‬يحيـل علـى ما هو غريزي وأصلي في اإلنسان و تضاف إليه الحقا الذكريات المنسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتعلق مبدأ وجود الهو بتحقيق اللذة وإشباعها دون اعتبار لمقتضيات الواقع‬
‫االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األنا األعلى‪ :‬وهو الجزء المكتسب في اإلنسان وهو يمثل مجموع المقتضيات االجتماعية التي تم‬ ‫‪‬‬
‫استبطانها داخل الفرد من خالل التنشئة االجتماعية تمثل مهمة األنا األعلى في المراقبة‬
‫والمعاقبة لكل ما يصدر عن األنا ما يوجه األنا األعلى هو مبدأ الواقع أي االنسجام مع مقتضيات‬
‫الوجود االجتماعي‪.‬‬
‫األنا‪ :‬يمثل الجزء المتطور من الهو وهو بذلك امتداد له تتمثل وظيفته في محاولة التوفيق بين‬ ‫‪‬‬
‫متطلبات الهو ومقتضيات األنا األعلى ولتحقيق ذلك يعمد األنا إلى االلتجاء إلى جملة من الحيل‬
‫الدفاعية التي يسعى من خاللها إلى تحقيق توازنه النفسي أهمها التمويه واإلخفاء والكبت‪.‬‬
‫تقوم الحياة النفسية ‪ ،‬إذن‪ ،‬على أساس الصراع بين الهو من جهة واالنـا األعلـى مـن جهـة ثانية وهي‬
‫وضعية تجعل من وضعية األنا وضعية بائسة نظرا ألنه يكون من المستحيل بالنسبة لالنا أن يوفق بين‬
‫المطالب المتناقضة بين الهو واالنـــــا الالوعي‪ :‬يمثل الالوعي مجموع الرغبات التي قام األنا بكبتها‬
‫ودفعها لعمق الحياة النفسية تحت تأثير األنا األعلى من جهة وما ترسب من ذكريات الطفولة السيئة من جهة‬
‫ثانية‪.‬تكمن خطورة الالوعي في كونه يضل فاعال في حياتنا النفسية دون أن تكون لنــا القدرة على إدراك‬
‫حقيقة حضور هذه الدوافع الالواعية وهو ما يكون سببا في حدوث المشاكل النفسية بالنسبة للفرد‪ .‬باعتبار‬
‫أن الالوعي يقبع في عمق الحياة النفسية فانه يكون من المتعذر إدراكه ومعرفته بشكل مباشر ‪.‬ال يكون‬
‫إدراك الدوافع الالواعية إال بصورة غير واعية تتمثل في تجليات الالوعي سواء أكانت سوية أو غير سوية‪.‬‬

‫المكتسبات‪:‬‬
‫إدراك حقيقة اإلنسان يستوجب التخلي عن مفهوم النفس واالستعاضة به بمفهوم الجهاز النفسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يبرز الجهاز النفسي أن الحياة النفسية ال تقوم على الوحدة وإنما الكثرة ‪ -‬يتشكل الجهاز النفسي من‬ ‫‪‬‬
‫ثالث منظومات الهو واالنا واالنا األعلى‪.‬‬
‫تقوم العالقة بين الهو واالنا األعلى على أساس الصراع نظرا لتناقض المبدأ الذي يوجه كل منهما‬ ‫‪‬‬
‫فان كان المبــدأ الموجه للهـو هـو تحقيق اللذة فـان مـا يـوجـه األنــا األعلـى هـو الخضوع لمبدأ‬
‫الواقع‪ - .‬يعمد األنا لكبت غرائزه تحت تأثير هذا الصراع لتحقيق توازنها الالوعي هو مجموع‬
‫الرغبات المكتوبة‪.‬‬
‫الجزء األكبر من حياتنا يقع تحت تأثير الالوعي دون أن نكون على وعي بذلك‬ ‫‪‬‬
‫المسلمات‪:‬‬
‫تمثل الغرائز الجنسية المحرك األساسي للوجود اإلنساني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الضمنيات‪:‬‬
‫ليس العقل هو ما يكون به اإلنسان أنسانا وإنما الجسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستتباعات‪:‬‬
‫تحقيق السعادة غير ممكن بالنسبة لإلنسان ألنه ال يمكن تحقيق التوافق بين الهو واالنا األعلى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اآلخر هو الغير أي كل ما هو غير األنا سواء كان إنسانا أو حيوانا أو شيئا من األشياء اآلخر الذي‬ ‫‪‬‬
‫يثير مشكال حقيقيا في عالقة باالنية هو اإلنسان اآلخر باعتباره فـــي الوقت نفسه " المختلف "و "‬
‫الشبيه"‪.‬‬
‫الشبيه ‪ :‬ما يجعل من عالقة األنا معه ضرورة وحاجة ؛ فهو ما تشترك معه األنــا فـي مقومات‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسانية فيكون التواصل معه ممكنا و ضروريا في نفس الوقت‬
‫المختلف‪ :‬هو أنا آخر بمعطيات نفسية ومعرفية وقيمية وثقافية مختلفـة وهـو مـا يجعـل حضوره‬ ‫‪‬‬
‫مشكال بالنسبة لالنا‪.‬‬
‫فما هو وجه ضرورة حضور اآلخر؟‬

You might also like