Professional Documents
Culture Documents
Lo54 عناصر الجزء الخامس
Lo54 عناصر الجزء الخامس
األهداف التعليمية:
بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب على الطالب أن يكون قاد ارً على أن:
ثامناً :التعليق
تاسعاً :المقابلة
سابعاً :السيناريو
2
ثامناً :التعليق
التعليق هو أحد أشكال الكتابة األدبية أو الصحفية الصعبة ،إذ إن على كاتب التعليق أن تتوافر
فيه بعض الخصائص والميزات األساسية ،وأهمها معرفته بالوسيلة التي يكتب لها وخصوصاً في
المجال الفني وامتال ُكه حساً واف اًر بالموسيقا وبمجمل المراحل الفنية للعمل.
يتم اللجوء إلى التعليق في الفيلم الوثائقي -وبشكل كثيف أحياناً -لضرورة توافر المعلومات فيه
وبخاصة عند صنع الفيلم لحساب مؤسسة أو جهاز تنموي حينها ُيضطر السينمائي أو الفنان إلى
االستجابة لهذه الضرورات على الرغم من شعوره أحياناً بالقيود ،كما فعل المخرج علي الغزولي
في فيلم "طفولة وابداع" حيث استخدم التعليق بخالف جميع أفالمه السابقة ،فقد تم صنع الفيلم
بتكليف من مؤسسة تنموية اشترطت توافر المعلومات فيه.
لهذا ،فإن أهم صفة يجب أن يتمتع بها كاتب سيناريو الفيلم الوثائقي هي موهبة كتابة التعليق،
ويندر وجود فيلم تسجيلي ال يستخدم التعليق بشكل أو آخر ،ومع ذلك يتم االستغناء أحياناً عن
ويكتَفى بالصورة التي يجب أن تكون قادرة وكافية لتوصيل رسالة الفيلم للمشاهدين ،فإذا
التعليق ُ
كانت الصورة معبرة عن المعنى المطلوب فإنها ال تحتاج إلى أي تعليق صوتي مصاحب،
ويمكن عندها االكتفاء بالمؤثرات الصوتية أو الموسيقا.
3
ب .سمات وخصائص التعليق:
هناك سمات أو خصائص عديدة يتسم بها (ويجب أن يتسم بها) التعليق في الفيلم الوثائقي:
4
الموسيقية بدالً من الكالم ،وبذلك يتحقق نوع من التوازن بين الكلمات والمؤثرات الصوتية
والموسيقا ،وكل هذا يؤدي إلى ارتياح المشاهد ومساعدته على التركيز.
إذاً ،كلما قل التعليق كان أفضل ألننا نتعامل مع السينما وهي لغة صورة أكثر من كونها لغةَ
صوت ،ولذلك كله يجب أال يتجاوز التعليق أكثر من ثلث زمن الفيلم.
.2الوظيفة التعريفية:
عرض الفكرة الرئيسة للفيلم وتوضيح هدفه ،إضافةً إلى االستهالل للموضوع المطروح وتقديم
المعلومات أيضاً.
.3الوظيفة الكاشفة:
تلعب هذه الوظيفة دورين في الفيلم الوثائقي من خالل كشف المكان والزمان اللذين تجري فيهما
األحداث وثانياً الربط بين َمشاهد الفيلم وفقراته.
.5الوظيفة الرابطة:
المشاهد ككل إضافةً إلى سد الفراغ الناتج عن معالجة
ومشاهد الفيلم وربط َ
الربط بين فقرات َ
المادة الفيلمية للموضوع.
5
.6الوظيفة التفسيرية أو الشارحة:
في الفيلم الوثائقي يتجه االعتماد على التعليق الذي يقرؤه شخص واحد كي يقدم بيانات
المشاهد وتقديم المزيد من المعلومات.
ومعلومات ال توفرها الصورة ،أي شرح َ
.7الوظيفة التأثيرية:
تكاد تكون الوظيفة األكثر أهمية ،فوظيفة التعليق األساسية هي زيادة فرص تأثير الفيلم ،وذلك
بتوضيح وتقوية المعاني التي تعرضها الصورة.
.8الوظيفة الجمالية:
المطمئن عند الضرورة،
ال بد من أن يكون لصوت الراوي أو المعلق الجميل والرخيم ،والهادئ و ْ
الدور الكبير في لفت نظر المشاهد وجذب انتباهه إلى مضمون المادة الفيلمية المعروضة
المرادة ،وهذا يساعد على إيصال المعلومات المطلوبة إلى
وشكلها وبالتالي إعطاؤها األهمية ُ
المتلقي وبالصورة المالئمة ،وكثي اًر ما شاهدنا أفالماً تسجيلية واستمتعنا أيما استمتاع بنبرة المعلق
وصوته الذي كان يضفي لمسات أنيقة وجميلة على التعليق نفسه ،وبالتالي على الفيلم.
6
.6االقتصاد في كلمات التعليق وخصوصاً أن الفيلم الوثائقي يتصف بمدته القصيرة عموماً،
بحيث نستخدم أنسب المفردات لمضمون اللقطة أو المشهد والمتفق مع موضوع الفيلم.
.7تغيير أطوال الجمل لكي ال يكون التعليق على وتيرة واحدة يبعث الملل.
.8أن يضع كاتب التعليق في ذهنه تصو اًر دقيقاً وواضحاً لمضمون وحركة كل لقطة وكل
مشهد.
.9استخدام الفعل المضارع في كتابة التعليق ما أمكن ألنه أكثر حيوية من الزمن الماضي الذي
يخلق اإلحساس بالفجوة بين الصورة والتعليق ،وال بأس من استخدام الفعل الماضي في حدود
الضرورة.
.11تجنب االسترسال واإلطناب اللذين يحكمان على الفيلم الوثائقي بالفشل ،فما هو مرئي تراه
المشاهد ال يعير كامل اهتمامه وتركيزه
العين هو األهم في الفيلم الوثائقي إضافةً إلى أن ُ
للتعليق الصوتي المصاحب بل للمشاهدة ،وال يستطيع أن يتذكر من التعليق إال بعضه.
إن أغلب األفالم الوثائقية تحتاج إلى تعليق يقوم بوظائف عدة قد توجد هذه الوظائف كلها أو
بعضها في الفيلم الواحد ،وان النتيجة الطبيعية للكتابة السينمائية هي اختفاء التعليق الذي غالباً
ما ُيستبدل – أحياناً إلى درجة التأنق – بجمل أو عبارات تُكتَب أسفل الشاشة وال تُستخدم إال في
تحديد ثوابت ال تقولها الصورة (أين نحن؟ وبمن يتعلق األمر؟) واعادة النظر إلى شيء محدد أو
لتبرير عملية اختزال بعض عناصر الموضوع ،ودائماً نتساءل في الواقع عن هذا األسلوب الذي
ليسمي
َ يسمى فن التكلم من البطن ) )Ventri loquismeوعن وضع هذا الصوت الذي يأتي
يفسره ،في حين أن الطموح الحقيقي لمثل هذه األفالم هو عرض حقيقة
شيئاً ،أو يحكم عليه أو َ
معينة تكون غير معروفة مسبقاً بشكل تدريجي ،والمعنى ال يمكن استخالصه إال في النهاية،
حين يتبلور كنتيجة أو محصلة لدى المشاهد ،فهي بحكم طبيعتها أفالم وتكتسب معناها عند
المشاهد على ربط المعلومات التي تلقاها ببعضها بعضاً ،واذا كان
نقطة وصولها بفضل قدرة ُ
هناك مكان لتعليق فينبغي أن يكون في النهاية هو تعليق المشاهد نفسه.
كما أنها -أي السينما الوثائقية -باعتمادها على الحياة الغنية بتوترها وجمالها من
جهة وتركيزها على الصورة السينمائية من جهة أخرى ستلغي تماماً التعليق من مفرداتها وعندئذ
7
ستتحقق عظمة الفيلم الوثائقي المنافس في فنيته للفيلم الروائي والذي سينحسر كما نعتقد إلى فيلم
المؤلف ،ولربما سيكون مستقبل السينما وثائقياً.
تاسعاً :المقابلة
تتضمن بعض األفالم الوثائقية مقابالت شخصية مع أشخاص لهم دور وصلة بالفيلم وموضوعه
المعاش ،وأبطال هذا الفيلم هم
والسيما أن الفيلم الوثائقي هو تعبير مبت َكر وخالق عن الواقع ُ
ويعبرون بصدق عن تجاربهم ومشاعرهم وأحاسيسهم.
أشخاص حقيقيون يتحدثون ّ
هناك أفالم وثائقية تعتمد كليةً على المقابلة وتسمى أفالم الريبورتاج على الرغم من أن معظم
الباحثين والمخرجين يرفض فكرة أن يكون الريبورتاج (التقرير اإلخباري) أو التحقيق شكالً من
أشكال الفيلم الوثائقي كما سنرى في فصل الحق ،وأيضاً هناك أفالم ذات قيمة سياسية أو
اجتماعية أو وثائقية تدخل فيها المقابلة كعنصر من عناصر الفيلم التي تساهم في إيضاح
المضامين واألفكار ،وفي الحالتين ينبغي تحقيق التلقائية واال سيبدو الفيلم واضحاً في زيفه.
8
ال يجوز طبعاً اإلعداد مسبقاً للمقابلة في الفيلم الوثائقي ،وال يجوز االتفاق مسبقاً على ذلك واال
فإن ذلك النوع من األفالم -حتى ذات الطبيعة اإلعالمية -سيبدو للمشاهد أفالماً دوغماتية
تضليلية.
عد اختيار الضيف الذي نريد مقابلته من أهم الخطوات وأصعبها ،لذا ال بد من التعرف على
وي ّ
ُ
شخصيته وعلى خبراته وثقافته.
9
نصائح ومالحظات يجب أن يتقيد بها معد أو مخرج الفيلم الوثائقي عند إجراء
المقابلة:
قم بصياغة بعض األسئلة وحدد اإلطار العام لها واجعلها محاور في الفيلم ،وهذا يعني .1
وضع خطوط عامة في الموضوع.
اترك الضيف يحدد لك الموعد وال تفرض عليه وقتاً تريده أنت. .2
ال تترك الضيف يسترسل في الحديث والدخول في تفاصيل الموضوع المطروح ألنك .3
ستواجه صعوبات في المونتاج.
.4في كل سؤال ،حدد للضيف نقطة معينة ليتحدث عنها أو يشرحها.
.5انتبه ،ألن الذي تتحاور معه إنسان من الواقع وليس ممثالً محترفاً ،وفي بعض األحيان
يكون التعامل مع شخص من الواقع أصعب بكثير من الممثل المحترف.
يدور حولها أو
.6بما أن الكثيرين يخافون الكامي ار فال بأس في أن يالمس الضيف الكامي ار أو َ
يتعرف على بعض خصائصها وكيف تعمل ..إلخ ،بهدف تلطيف الجو وبخاصة إذا ترافق
َ
ذلك مع طرفة أو مزحة.
همومه واالهتمام به
َ يحبك من خالل احترامك له ومن خالل مشاركته .7اجعل الضيف ّ
كإعطائه نسخة من الفيلم مثالً.
10
عاش اًر :التصوير
.1أهمية آلة التصوير في صناعة السينما:
ِ
وتجسيده الملموس وهو الفيلم هو مبدأ حركي في التفكير
وسيط صور متحركة ،وهذه الوساطة أصبحت منذ اختراع
السينما وسيلة إما لترجمة النصوص بصرياً أو لتسجيل
الظواهر الحياتية المختلفة بصرياً.
وانطالقاً من أن السينما الوثائقية ترتكز على المادة الحياتية وعلى الظواهر والمواد الموجودة
موضوعياً ،وأن المادة الخام فيها هي الواقع ،تأتي آلة التصوير في الفيلم الوثائقي لتكون مجرد
جهاز يقوم بتسجيل وقائع الحياة المحيطة بنا ،وبالتالي فإن التحكم بآلة التصوير وطرائق
استخدامها هو في الوقت نفسه تحكم بالحياة ووقائعها حيث يستشف منها السينمائي الوثائقي كل
ما يريده من جديد وطريف ومجهول نائياً بنفسه عن أن يقبل َبنسخ الواقع وتقديمه وعرضه كما
هو ،ومنذ اللحظة األولى للتصوير يتم العمل في الفيلم انطالقاً من تصوير للواقع ،وال يستطيع
يكون لنفسه فكرة مسبقة عن موضوعه ،وعندما ال يعرف جيداً ما
المخرج أن يمنع نفسه من أن ّ
الذي يصوره ،وال كيف يتم التصوير ،فإن الوصف لن يكون جيداً ،وذلك ألن الصور تفتقد القدرة
على التعبير الواضح ،والسبب أن الكامي ار – البريئة – (بكل معاني الكلمة) ال تصور جيداً،
فظروف التصوير هي نفسها التي تولّد القدرة على توليد معنى للكاميرا.
ومن مزايا العمل هو تحرير الصورة من وجهة نظر كامي ار وصفية ،ففي أفالمنا الدرامية كما في
أفالمنا الوثائقية الكامي ار هي التي تصف ،فالكامي ار هي أهم آلة في صناعة السينما ،وتُعد النافذة
التي ُيطل من خاللها المشاهد على ما في األفالم من إبهار ومتعة بصرية واثارة وعلى كل ما
في هذه الدنيا من شخصيات وأحداث ومعالم.
11
واذا جاز الحديث عن التأليف في الفيلم الوثائقي،
فهناك دائماً هامش للتحرك والتلقائية فيه ،أفضل
شيء لدى السينمائيين الوثائقيين هو انجذابهم الدائم
لتصوير شيء آخر ..شيء مختلف ،فهناك أشياء ال
ِ
ترد على الخاطر تَظهر أو تُكتَشف وتفرض نفسها،
وباختصار فإن التلقائية والمرونة هي التي تعطي
الحيوية للفيلم الوثائقي.
كتب بول روثا عن مشهد نانوك وهو يبني كهف الثلج (لعل الشاشة لم تعرف مشهداً أبسط
عالجاً ومع ذلك أكثر استنارة) ،على الرغم من أن فيلم "نانوك رجل الشمال" بعيد كل البعد عن
اإلبداع والحيل في التصوير ،وليس فيه أي شكل من التدخل في التركيبة الفنية لموضع الصورة.
ومن المهم التذكير بأن تحضير السيناريو قبل التصوير يضمن للمخرج أن يحافظ على التوازن
الكلي للفيلم الوثائقي مع احتمال إجراء تعديالت كثيرة قد يضطر إليها في أثناء عملية التصوير.
.2المصور:
المصور هو أهم تخصص في صناعة الفيلم أكان روائياً أم وثائقياً ،ويأتي بعد المخرج الذي قد
يكون هو نفسه مصو اًر أيضاً وبخاصة في السينما الوثائقية ،وليس على أي منهما (أي المخرج
أو المصور) سوى أن يحمل الكامي ار وينزل بها الى الشارع لتصوير ما يريد ،فحيثما وقف ثمة
المصور هي الطبيعة ذاتُها من دون أي
ِّ عوالم حافلة باألحداث والحركة والطرافة؛ ألن مناظر
تحريف أو تصنع وشخصياته هم الناس العاديون الذين لم يألفوا التصوير أو التعامل مع الكامي ار
ملم ْين بمرحلة
أو التحرك أمامها وال يحسنون التمثيل ،لذلك يجب أن يكون المخرج والمصور ّ
التصوير ،من حيث أحجام اللقطات والتكوينات داخل كل لقطة وزوايا التصوير ..إلخ.
12
مهام المصور:
.1عمل صيغة جدول للتصوير كرسم تخطيطي شامل للفيلم بالمجمل بما في ذلك إدارة الكامي ار
اعيده
واإلضاءة والموسيقا والصوت ،بحيث ُيظهر الجدول بالتفصيل أماكن التصوير ومو َ
وعناوين وأرقام هواتف الضيوف لتجنب األخطاء واستغالل الوقت وعدم إضاعته.
.2تحديد َمشاهد الفيلم في جدول التصوير مجمعة بالترتيب الذي سيتم التصوير وفقه.
.3االلتزام الدقيق بالزمن المحدد لكل لقطة ومشهد من لقطات ومشاهد الفيلم.
.4إعطاء األهمية والعناية للتخطيط والدراسة قبل بدء التصوير ألن ذلك يوفر في وقت التنفيذ
والتكاليف.
.5الحصول على التصريح بالتصوير :ألن ذلك يجنب المصور أو المخرج الكثير من
المشكالت في حال التصوير في أماكن لم يتم الحصول على التصريح الالزم للتصوير فيها.
منذ اختراع أول كامي ار سينمائية في معامل إديسون وحتى أكثر الكاميرات تعقيداً ومنها حالياً
يتكون من سلسلة من الصور الثابتة ،أو الكادرات التي تقوم
الكاميرات الرقمية ،وشريط الفيلم ّ
بتصويرها الكامي ار السينمائية ،فالكامي ار تلتقط صو اًر فوتوغرافية منفصلة تنطبع كل واحدة منها
صورت بهاعلى كادر منفصل ،وعند عرض هذه الصور واحدة بعد األخرى وبالسرعة ذاتها التي ُ
يتولَّد عند المشاهد الشعور بحركة متصلة ومستمرة ،وهذه الحركة هي األساس الذي يقوم عليه
فن السينما.
والتصوير السينمائي سواء كان ملوناً أم غير ملون ،تناظرياً أم رقمياً ،أصبح يرقى في بعض
األفالم إلى مستوى اإلبداع التشكيلي الخالق.
ُيفضَّل في الفيلم الوثائقي استخدام كامي ار 16مم وخام سريع ألن ذلك يعطي للصورة -من
المعاصرة ،ومقاس 16مم هو المقاس األكثر
َ خالل قوة الحبيبات -إحساساً شديداً بالواقعية و
13
استعماالً في األفالم الوثائقية والسيما التعليمية والصناعية ،وفي بعض األعمال اإلعالنية أو
التجارية التلفزيونية إضافة إلى استعماله في الخارج لتصوير األفالم ذات الميزانيات الصغيرة.
أ .اإلضاءة:
نؤكد بدايةً على أن المصدر األساس لإلضاءة في الفيلم
الوثائقي هو الطبيعة مثل :أشعة الشمس ،وضوء القمر،
وضوء النهار ،وعتمة الليل..إلخ إضافةً إلى اإلضاءة
الموجودة في الحياة والعالم الحقيقي والواقعي ،وفي حال
استخدام اإلضاءة االصطناعية تتوقف صفات الضوء على طريقة استعماله ،ويمكن تنفيذ أي نوع
من أنواع اإلضاءة بأي نوع من مصادر الضوء ،ويأتي الخالف فقط في طريقة االستعمال.
أهمية اإلضاءة:
اإلضاءة هي التي تعطينا اإلحساس بالزمن الذي تدور فيه األحداث سواء كان هذا الزمن نها اًر أم
ليالً ،شروقاً أم غروباً ،ويمكن لإلضاءة -إلى حد قليل -أن تزيد من أهمية بعض األشخاص
أو األشياء ،إذ يمكن عرضها في ضوء كامل أو في الظل ،ولها أهمية كبرى في خلق جو الفيلم،
وان كانت تكشف عن قدر محدود من المعلومات المباشرة في الفيلم.
14
وظائف اإلضاءة في الصورة:
تلعب اإلضاءة وظائف مهمة عدة بالنسبة للصورة سواء في السينما أو التلفزيون تتلخص في
اآلتي:
أبعاد اإلضاءة:
مصدرها ،ومدى شدتها ونوعها ،ومن حيث النعومة أو الخشونة ،وكان مدير التصوير الكبير
عبد العزيز فهمي يرى أن الضوء هو األساس األول في بناء الصورة ،وأن المصادر الضوئية
ليست مجرد أدوات أو أجهزة لإلنارة ،وانما هي أشبه بالحروف ،فيمكن استخدامها في تكوين
جمل ضوئية ،أشبه بالجمل الكالمية ،أو الجمل الموسيقية ،وهي بذلك تُعد أهم وسيلة في يد
مدير التصوير.
15
بحيث لم تعد الصورة مجرد تسجيل موضوعي عادي لألحداث ،بل أصبحت أكثر من هذا ،فهي
تستطيع أن تعبر عن وجهات نظر ذاتية ،حيث تستطيع بواسطة الكامي ار رؤية األشياء من جميع
زواياها بشكل يثير اإلبهار البصري والشجن كما يحرك الذاكرة الفكرية.
وتوصف الزاوية بأنها ذاتية إذا كانت آلة التصوير تأخذ مكان عين إحدى شخصيات الحدث،
وتوصف بأنها موضوعية إذا كانت الكامي ار تعبر عن وجهة نظر المشاهد الخارجي للحدث،
ونظ اًر ألن اختيار زاوية التصوير قد أصبح في حد ذاته عنص اًر له وظيفته التعبيرية فيجب عدم
اللجوء إلى استخدام زوايا غير عادية ال يكون الستخدامها أي مدلول أو هدف ،وانما لمجرد
تحقيق لقطة غريبة تثير المشاهد أو تبهره ،ويعتقد بعبقرية المخرج الذي ابتدع مثل هذه اللقطة.
إن استخدام الكامي ار هو طريقة للعبور والنفاذ إلى األشياء ،وال تستطيع اللقطات المقربة أن تحل
أبداً محل اللقطة المتحركة ،واللقطة المتحركة في الزاوية أو اللقطة المتحركة الجانبية هي السبيل
الحق الكتشاف العالم.
زاوية اللقطة أو زاوية التصوير وتعني مكان وضع الكامي ار بالنسبة للشيء الذي نقوم بتصويره،
وكل زاوية تحمل معنى للمتفرج مختلفاً عن اآلخر.
16
.2الزاوية السفلى (المنخفضة):
تكون فيها الكامي ار أسفل الشيء أو
نفس مستوى عين شخص عادي ينظر إلى الشيء المصور وهي بمثابة الزاوية القياسية
لبقية الزوايا ،فهي زاوية التصوير الموضوعية أو الحيادية.
17
.5الزاوية العليا جداً أو (المرتفعة جداً):
تصوير الشيء أو الشخص المراد
من أعلى لتقربه أكثر وتجعله أقل
بكثير من حجمه الطبيعي بهدف
تحجيمه أو تقزيمه بشكل صارخ
واظهاره في موقف الضعيف جداً.
18
أنواع اللقطات:
تعتمد اللقطة وحجمها وأنواعها على معايير عدة منها :المسافة الفعلية التي تفصل الكامي ار عن
الشخص أو الشيء الذي يتم تصويره ،ونوع عدسات الكامي ار المستخدمة في أثناء التصوير،
وحركة الكاميرا ،وعدد األشخاص داخل اللقطة ،فكل حجم ونوع للقطات يقوم بتوصيل معلومات
تختلف عن األحجام واألنواع األخرى وتحقق أث اًر مختلفاً لدى المشاهد.
المصور:
َ .1أنواع اللقطات حسب المسافة بين الكامي ار والشيء
19
-3اللقطة المتوسطة القريبة :تصوير شخص
من أعلى رأسه حتى صدره.
20
-6اللقطة البعيدة :تصوير شخص بكامل قوامه
من أعلى الرأس إلى أسفل القدم مع جزء
كبير من المكان الذي حوله.
الذي يتم تصويره أو التصوير فيه ووضع كل شخصية أو ممثل داخله بهدف معرفة مكان كل
شخصية في بقية لقطات المشهد وفي البيئة العامة للفيلم.
21
.2أنواع اللقطات حسب نظام اللقطات في فرنسا:
-1لقطة كبيرة جداً.
-2لقطة كبيرة.
-3لقطة قريبة للصدر.
-4لقطة قريبة للخصر.
-5لقطة أمريكية محكمة (ضيقة).
-6لقطة أمريكية.
-7لقطة أمريكية واسعة.
-8لقطة متوسطة /عامة محكمة.
-9لقطة متوسطة /عامة.
-11لقطة متوسطة واسعة.
.1لقطة التتبع:
وفيها تكون الكامي ار مثبتة على منصة
بعجالت تسمى ()dolly
تتحرك على قضيبين متوازيين كي تساعد على سهولة وانسيابية حركة الكامي ار في أثناء متابعة
حركة الشيء أو الشخص المراد تصويره.
22
.2لقطة الرافعة:
الكامي ار هنا مثبتة على ذراع رافعة
وفي جميع االتجاهات حتى تقترب وتبتعد عن الشيء أو الشخص المراد تصويره بشكل درامي
ومفعم بالحيوية.
.3اللقطة البانورامية:
تتحرك الكامي ار في هذه اللقطة بشكل
أفقي إلى اليمين أو إلى الشمال وهي
.4لقطة التلت:
تتحرك الكامي ار فيها بشكل رأسي إلى
أعلى أو أسفل وهي ثابتة في مكانها إما
لتتبع شخص يصعد أو يهبط أو لتصوير وجهة نظر شخص ينظر إلى أعلى أو إلى أسفل.
23
-3لقطة الثالثة أو (لقطة ثالثية) :أي اللقطة التي تصور
ثالث شخصيات.
التكوين بالنسبة للصورة يعني وضع كل تفاصيل أو عناصر المنظر في عالقة متآلفة بحيث
تشكل توازناً يشعر المشاهد إزاءه بالراحة واالستحسان والقبول.
24
الشكل ،ومراعاة الخطوط المكونة لألشكال ،والتوزيع المناسب للضوء ،والظل ،واأللوان ،والتوزيع
المتوازن للعناصر المرئية ،واإليقاع ،وكل هذه العناصر تسهم في إحداث األثر الدرامي أو
الموضوعي للمشهد.
غايات التكوين:
فاألهمية األولى عند المخرج الوثائقي ليست في كيفية وضع الجسم في الكادر -اللقطة -
يعطي األهمية األولى لمحتوى الكادر في حد ذاته ،ولهذا نجده
َ وكيفية تحريكه ،بل إن عليه أن
يرتبط بالمعنى الداخلي وبالمضمون الذي يريد توصيله إلى المشاهد ،وأي حالة نفسية يجب أن
تكون الفيلم.
يوحي بها الكادر عند عرضه في وسط الكل المتكامل في مجموع الفصول التي ّ
َ
25
الخالصة
بعد المراحل التي ذكرناها في الوحدة الرابعة من تحديد واختيار فكرة أو موضوع الفيلم إلى كتابة
سيناريو الفيلم الوثائقي ،تأتي مرحلة التعليق وهي إحدى مفردات الصوت إضافةً إلى الموسيقا
صوت يأتي من خارج الكادر ويصاحب الصورة أو
ٌ والمؤثرات الصوتية والحوار والصمت ،وهو
يلحق بها.
26
المراجع
.1نسمة البطريق ،الداللة في السينما والتلفزيون في عصر العولمة ،دار غريب ،القاهرة،
،2114ص .255
Thery Garrel: Les risques du film documentaire, in Demain le cinéma .2
ethnographique, Revue CinemAction, N° 64, ed. Corlet – télérama,
1992.
.3عبد المنعم عمر ،الفيلم الوثائقي ،القاهرة ،مصر ،مكتبة مدبولي.1994 ،
.4قيس الزبيدي ،المرئي والمسموع في السينما ،منشورات و ازرة الثقافة ،سلسلة الفن السابع
،112سورية ،دمشق.2116 ،
Jean-Paul Colleyn: Le fond du problème, in Demain le cinéma .5
ethnographique, Revue CinemAction, N° 64, ed. Corlet– télérama,
1992.
.6علي أبو شادي ،لغة السينما ،منشورات و ازرة الثقافة ،سلسلة الفن السابع ،114سورية،
دمشق.2116 ،
Jean-Paul Colleyn: Jean Roche... 54 années de photographie sans .7
le support de caméra, in Demain le cinéma éthnographique, Revue
1992. CinémAction, N° 64, ed. Corlet–télérama,
.8منى سعيد الحديدي وسلوى إمام علي ،أسس الفيلم الوثائقي ،اتجاهاته واستخداماته في السينما
والتلفزيون ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،إصدار .2114
27
التمارين
.1تتحرك الكامي ار فيها بشكل رأسي إلى أعلى أو أسفل وهي ثابتة في مكانها:
.Aاللقطة البانورامية.
.Bلقطة التتبع.
.Cلقطة التلت.
.Dلقطة الرافعة.
.2إن أهم صفة يجب أن يتمتع بها كاتب سيناريو الفيلم الوثائقي هي:
.Aموهبة كتابة النص.
.Bموهبة كتابة التعليق.
28
.3مما يجب مراعاته عند كتابة التعليق:
.Aتكرار األفكار والمعلومات لترسيخها في ذهن المشاهد.
.Bاالهتمام بوسط التعليق لما لذلك من تأثير.
.Cاالسترسال واإلطناب ألهميتهما في التعليق.
الجمل.
.Dتغيير أطوال ُ
الجمل.
اإلجابة الصحيحة .D :تغيير أطوال ٌ
29