Professional Documents
Culture Documents
تشريع مدرسي
تشريع مدرسي
تشريع مدرسي
تنفيذا للقانون رقم 07.00:تمت إعادة هيكلة األكاديميات وتوسيع اختصاصها لتصبح سلطة جهوية للتربية والتكوين ،ال متمركزة مزودة بالموارد البشرية والمادية
الضرورية ،متمتعة باستقالل إداري ومالي،لتضطلع باالختصاصات الموكلة لها على المستوى الجهوي والمتمثلة أساسا في اإلشراف على وضع المخططات والخرائط
المدرسية وعلى السير العام للدراسة والتكوين ،وكذا السهر على تنظيم االمتحانات وتقويم العمليات التعليمية وإعداد البحث التربوي ذي الطابع الجهوي
تطبيق السياسة الوطنية للتربية والتكوين وإيالء االعتبار للحاجيات والخصوصيات والمعطيات االقتصادية واالجتماعية للجهة
إعداد المخطط التنموي الجهوي للتمدرس.
إعداد البرامج التوقعية لالستثمار.
وضع الخرائط التربوية التوقعية والخريطة المدرسية الجهوية.
تسليم رخص فتح وتوسيع وتغيير مؤسسات التعليم األولي والمدرسي الخصوصي.
إنجاز مشاريع البناء والتوسيع واإلصالحات الكبرى وتجهيز مؤسسات التربية والتكوين.
اإلشراف على البحث التربوي واالمتحانات وتقييم العملية التعليمية على صعيد الجهة.
إعداد برامج التكوين المستمر لصالح األطر التربوية واإلدارية.
ممارسة االختصاصات المفوضة من لدن السلطة الوصية في مجال تدبير الموارد البشرية.
وسعيا إلى إقرار مبدأ التدبير المشترك فإن القانون ينص على أن مجلس األكاديمية يضم في عضويته مختلف شركاء العملية التعليمية؛ من جماعات محلية وغرف
مهنية وسلطات عمومية جهوية،ومختلف الفاعلين والشركاء التربويين
المرجـــــــــــــــــــع :المذكرة التقديمية للقانون رقم 07.00المحدث لألكاديميات الجهوري للتربية والتكوين،المنشور مرشد القانوني-وزارة التربية الوطنية -العدد
المزدوج 11و 12السنة 2000الصفحة . 45
المقصود بالمركزية اإلدارية تركيز السلطة اإلدارية في يد رجال السلطة المركزية في العاصمة،وفي يد تابعيهم مع خضوعهم للسلطة الرئاسية للوزير باعتباره الرئيس
اإلداري األعلى بوزارته
وللمركزية اإلدارية صورتان
التركيز اإلداري : La concentration administrativeمعناه االقتصار في اتخاد القرارات اإلدارية على الوزارة في العاصمة وخصوصا في يد الوزير(المركزية مع
التركيز
عدم التركيز اإلداري : La déconcentration administrativeهو االعتراف لبعض موظفي الوزارة بسلطة اتخاد بعض القرارات ذات األهمية القليلة أو
المتوسطة دون الرجوع أو اللجوء إلى الوزير المختص
وهي ترك جزء من الوظيفة اإلدارية بين أيدي هيئات إدارية مصلحية إقليمية أو جهوية ،متمتعة بالشخصية المعنوية ،لتباشرها تحت الوصاية اإلدارية للسلطات
المركزية
الوثائق التربوية االدارية :استعمال الزمن -سجل الغياب -الجدول الدراسي
استعمال الزمن :استعمال الزمن وثيقة إدارية تربوية تشمل عنصرين مهمين متداخلين :الجانب اإلداري :كل موظف تابع لإلدارة يخضع عمله لضبط أوقات الدخول و
الخروج ،فبما أن وقت عمل اإلدارة مضبوط ومعروف للجميع ،فإن الموظفين اإلداريين غير ملزمين بالتوفر على وثيقة رسمية تثبت ذلك ،أما بالنسبة للمدرسين الذين
اليخضع وقت عملهم للتوقيت اإلداري ،نظرا لخصوصيات العمل داخل األقسام باعتباره مرتبط من جهة بتدبير المكان والزمان للمؤسسة التعليمية ،ومن جهة أخرى
بخصوصيات األطفال .فإنهم ملزمين بالتوفر على وثيقة رسمية تثبت أوقات الدخول والخروج واالستراحة ،تعتبر هذه الوثيقة العقد الذي يصون حقوق كل من الدولة و
األستاذ ،خصوصا في حالة وقوع الحوادث المدرسية أو حوادث الشغل ،فالدولة ملزمة قانونيا بحماية المدرس وصيانة حقوقه في الوقت الذي يكون فيه يؤدي عمله،
مثل تعرضه العتداء أو حادث شغل ،وفي حالة وقوع حادث فإن أول وثيقة تدرج بالملف هي " استعمال الزمن" ولذلك فإن المدرسين يجب أن ينتبهوا إلى هذا الجانب
و يعتنوا أثناء إعداده بكل العناصر وال يغفلوا أي واحد منها( االسم الشخصي و العائلي ،رقم التأجير ،أوقات الدخول والخروج و االستراحة لكل يوم ،السنة الدراسية،
المؤسسة والفرعية) ،ومن األخطاء التي يقع فيها المدرسون أذكر
عدم اشتمال الوثيقة على كل العناصر.
التأخر في إرسالها إلى النيابة قصد المصادقة عليها.
الجانب التربوي :ويتضمن توزيع الحصص والمواد على أيام وساعات األسبوع ،و الخطأ في هذا الجانب اليضر األستاذ من الناحية القانونية ،ويبقى دور المفتش في
تصحيح و تعديل األخطاء مهما و ضروريا ،ويخضع هذا الجانب عموما لطريقة توزيع المواد و الحصص حسب كل مادة والزمن المخصص لكل حصة.
سجل الغياب :وثيقة أساسية تسلمها اإلدارة للمدرس في بداية الموسم الدراسي ،وتسترجعها منه في نهايته ،لتوضع ضمن أرشيف المؤسسة .يستعمل هذا
السجل لضبط أسماء التالميذ المسجلين رسميا ،والفترات التي تغيبوا فيها .وتكمن أهميته في أنه وثيقة إدارية قانونية يعتد بها في اإلدارة والقضاء ،في حالة وقوع
حوادث لألطفال المسجلين ،خصوصا إذا كانت الحادثة خارج المؤسسة ،ففي حالة وقوع حادثة لتلميذ ،أو قيامه بأفعال يعاقب عليها القانون ،في الوقت الذي يكون فيه
متغيبا عن الدراسة ،فإن تسجيل التغيب في مثل هذه الحاالت يحفظ مصلحة المدرس ،و يجنبه الدخول في متاهات مع اإلدارة والقضاء .فلنفرض مثال أن تلميذا معينا
تغيب ولم يسجل المدرس غيابه ،وتعرض لمكروه أثناء غيابه ،وبعد أيام يفاجأ األستاذ أنه متهم بإيذاء هذا الطفل ،فكيف سيبين أن هذا التلميذ لم يكن حاضرا بالقسم
بهذا التاريخ
الجدول الدراسي :يستعمل الجدول الدراسي في ضبط أسماء التالميذ المسجلين ،وأرقام وتاريخ تسجيلهم ،وعدد السنوات التي قضوها بكل مستوى ،وكذا تاريخ
االلتحاق والمغادرة أو االنقطاع .ولذلك فهي وثيقة إدارية قانونية ،تلزم المدرس بأن يضبط فيها بدقة عدد التالميذ الفعلي الذي يتحمل مسؤولية رعايتهم وحراستهم،
وتواريخ االلتحاق والمغادرة أو االنقطاع ،وضبط هذه التواريخ من دون شك في مصلحة المدرس ،يجنبه الدخول في مشاكل هو في غنى عنها.
ويجدر التنبيه إلى خطورة قبول أطفال داخل القسم أسماؤهم غير مدرجة بالجدول الدراسي ،من مثل المستمعين ،ففي حالة وقوع حادثة فإن المدرس يتعرض
لعقوبات إدارية ،هذا إضافة إلى تحمله العواقب أمام القضاء بصفته الشخصية ،ألن الدولة في هذه الحالة و حسب القانون ال تتحمل مسؤولية طفل غير مسجل في
سجل المدرسة .كما أن قبول تالميذ يدرسون بنفس المؤسسة ،في حالة غياب أحد المدرسين ،من األفضل أن يتم بموافقة كتابية من قبل مدير المؤسسة.
تتشكل اللجـان الثنائيـة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم 2.59.0200المطبق بموجبه بخصوص اللجان اإلدارية المتساوية األعضـاء الفصـل 11من الظهير الشريـف رقم
24( 2.58.008فبراير )1958بمثابة النظام األساسي العام للوظيفة العمومية كما تغييره وتتميمه
يتم إحداث هذه اللجان على صعيد جهات المملكة وعلى صعيد اإلدارة المركزية،و تدوم مدة انتداب ممثلي اللجان اإلدارية 6سنوات
تشتمل اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء على عدد متساو من ممثلين عن اإلدارة(يعينون بقرار من الوزير المعني) وممثلين ينتخبهم الموظفون المعنيون
تجتمع اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء باستدعاء من الوزير الذي يحدد جدول أعمالها(على الصعيد المركزي) أو من طرف مدير األكاديمية الجهوري للتربية
والتكوين(على الصعيد الجهوي) ،وال تكون اقتراحاتها قانونية إال إذا حصلت على األغلبية ،وان اقتراحاتها استشارية بطبيعتها ،وال تكتسي طابع التقرير إال بمصادقة
الوزير المعني باألمر(مركزيا)أو مدير األكاديمية(جهويا
وتتناول مداوالت هذه اللجنة عدة أمو من أهمها
ترسيم الموظفين والمتمرنين.
ترقية الموظفين.
استقالة الموظف عند امتناع اإلدارة عن قبولها.
دراسة طلب استيداع الموظف ألغراض شخصية...
إحالة الموظف على المعاش أو إعفاؤه إذا ثبت عدم كفاءته المهنية.
القيام بدور المجلس اإلنضباطي.
مديرية المناهج
تناط بمديرية المناهج المهام التالية
تحديد مواصفات التعلم-
المشاركة في إعداد المناهج المدرسية ومناهج تكوين األطر في مختلف المواد األدبية والعلمية والتقنية-
تكييف وتعديل المناهج المدرسية ومناهج التكوين-
تنظيم إعداد الكتب المدرسية والسهر على تحيينها-
المساهمة في وضع استراتيجيات التعليم والتكوين في مجموع أسالك التعليم والسهر على حسن تناسقها-
تأطير و/أو إنجاز الدراسات الالزمة إلدخال التجديدات التربوية-
تحديد معايير جودة الوسائل والوسائط الديداكتيكية والتربوية-
مجـــــــــــــــالس المــــــــــؤسسة
المادة : 17تتكون مجالس مؤسسات التربية و التعليم العمومي من مجلس التدبير و المجلس التربوي و المجالس التعليمية و مجالس األقسام.
المادة 18
مجـــــــلس التدبيــــــــر :يتولى مجلس التدبير المهام التالية - :اقتراح النظام الداخلي للمؤسسة في إطار احــترام النصــوص التشــريعية و التنظيميــة الجــاري بهــا
العمل و عرضه على مصادقة مجلس األكاديمية الجهوية للتربية و التكوين المعنية - .دراسـة بـرامج عمـل المجلس الـتربوي و المجـالس التعليميـة و المصـادقة عليهـا
وإدراجها ضمن برنامج عمل المؤسسة المقترح من قبله - .دراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشـطة المؤسسـة و تتبــع مراحـل إنجــازه - .اإلطالع على القــرارات
الصادرة عن المجالس األخرى و نتائج أعمالها و استغالل معطياتها للرفع من مستوى التدبير التربوي و اإلداري و المالي للمؤسسة - .دراسة التدابير المالئمة لضــمان
صيانة المؤسسة و المحافظة على ممتلكاها - .إبداء الرأي بشأن مشاريع اتفاقيات الشــراكة الــتي تعــتزم المؤسســة إبرامهــا - .دراســة حاجيــات المؤسســة للســنة
الدراسية المواليو - .المصادقة على التقرير السنوي العام المتعلق بنشاط و سـير المؤسسـة ،و الـذي يتعين أن يتضـمن لزومـا المعطيـات المتعلقـة بالتـدبير اإلداري و
المالي و المحاسبي للمؤسسة
المادة : 19يتكون مجلس تدبير المؤسسة حسب المراحل التعليمية المنصوص عليهــا في المــادة 2من :بالنسبة للثانويــة التأهيليــة ،مــدير المؤسســة بصــفته
رئيسا؛ مدير الدراسة في حالة توفر المؤسسة على أقسام تحضـيرية لولــوج المعاهـد و المـدارس العليـا أو أقسـام لتحضـير شـهادة التقـني العـالي ؛ النـاظر ؛ رئيس
األشغال بالنسبة للمؤسسات التقنية ؛ حارس أو حراس عامين للخارجية ؛ الحارس العام للداخلية في حالة توفر المؤسسة على أقسام داخلية أو مطاعم مدرســية؛
ممثل واحد عن هيأة التدريس عن كل مادة دراسية؛ مسير المصالح االقتصادية؛ ممثلين اثنين عن تالميذ المؤسسة؛ ممثلين اثنين عن األطر اإلدارية و التقنية؛ رئيس
جمعية آباء و أولياء التالميذ؛ ممثـل عن المجلس الجمـاعي الـتي توجـد المؤسسـة داخـل نفـوذه الـترابي .و يجـوز لـرئيس مجلس تـدبير المؤسسـة أن يـدعو لحضـور
اجتماعات المجلس على سبيل االستشارة كل شخص يرى فائدة في حضوره بما في ذلك ممثلين عن تالميذ المدرسة االبتدائية و الثانوية اإلعدادية.
المادة : 20يجتمع مجلس تدبير المؤسسة بدعوة من رئيسه كلما دعت الضرورة لذلك ،و على األقل مرتين في السنة - :دورة في بداية السنة الدراسية ،و تخصص
لتحديد التوجهات المتعلقة بتسيير المؤسسة ،و على الخصوص * :دراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسـة و الموافقـة عليـه ؛ * تحديـد اإلجـراءات
المتعلقة بتنظيم الدخول المدرسي - .دورة في نهاية السنة الدراسية ،و تخصص لدراسة منجزات و حاجيات المؤسسة و بصفة خاصة * :النظر في التقريــر الســنوي
العام المتعلق بنشاط و سير المؤسسة و المصادقة عليه ؛ * تحديد حاجيات المؤسسة للسنة الدراسية الموالية و الموافقة عليها.
المادة : 21يشترط لصحة مداوالت مجلس تدبير المؤسسة أن يحضرها مــا ال يقــل عن نصــف أعضــائه في الجلســة األولى و في حالــة عــدم اكتمــال النصــاب ،يوجــه
استدعاء ثان في ظرف أسبوع و يكون النصاب بالحاضرين .و تتخذ القرارات بأغلبية األصوات ،فإن تعادلت رجح الجانب الذي ينتمي إليه رئيس المجلس .المادة 22تحدد
كيفيات اختيار أعضاء مجلس تدبير المؤسسة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية.
المادة 23
المجـــــلس التــــــربوي :تناط بالمجلس التربوي للمؤسسة المهام التالية - :إعداد مشاريع البرامج السنوية للعمل التربوي للمؤسسة و برامج األنشطة الداعمــة
و الموازية و تتبع تنفيذها و تقويمها - .تقديم اقتراحــات بشــأن الــبرامج و المنــاهج التعليميــة و عرضــها على مجلس األكاديميــة الجهويــة للتربيــة و التكــوين المعنيــة- .
التنسيق بين مختلف المـواد الدراسـية - .إبـداء الــرأي بشـأن توزيـع التالميـذ على األقسـام و كيفيـات اسـتعمال الحجـرات و اسـتعماالت الــزمن - .برمجـة االختبـارات
واالمتحانات التي يتم تنظيمهـا على صـعيد المؤسسـة و المسـاهمة في تتبـع مختلـف عمليـات إنجازهـا - .دراسـة طلبـات المسـاعدة االجتماعيـة و اقـتراح التالميـذ
المترشحين لإلستفادة منها و عرضها على مجلس التدبير - .تنظيم األنشطة و المباريات و المسابقات الثقافية و الرياضية و الفنية.
المادة : 24يتكون المجلس التربوي حسب المراحل التعليمية المنصوص عليها في المادة 2أعاله من :بالنسبة للثانوية التأهيلية ،مدير المؤسسة بصفته رئيسا؛
مدير الدراسة في حالة توفر المؤسسة على أقسام تحضيرية لولوج المعاهد و المدارس العليا أو أقسام لتحضير شهادة التقني العالي ؛ ناظر المؤسسة ؛ الحراس
العامين للخارجية؛ ممثل واحد عن هيأة التدريس عن كل مادة دراسية؛ ممثلين اثنين عن تالميذ المؤسسة؛ رئيس جمعية آباء و أولياء تالميذ المؤسسة .و يتم تعيين
أعضاء المجلس التربوي من لدن مدير األكاديمية الجهوية للتربية و التكوين.
المادة : 25يجتمع المجلس التربوي بدعوة من رئيسه كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،و على األقل دورتين في السنة.
المادة : 26
المجالس التعليمية :تناط بالمجالس التعليمية المهام التالية - :دراسة وضعية تدريس المادة الدراسية و تحديد حاجياتها التربوية ؛ -مناقشة المشاكل و المعوقــات
التي تعترض تطبيق المناهج الدراسية و تقديم اقتراحات لتجاوزها ؛ -التنسيق أفقيا و عموديا بين مدرسي المادة الواحدة ؛ -وضع برمجة للعمليات التقويمية الخاصــة
بالمادة الدراسية ؛ -اختيار الكتب المدرسية المالئمة لتدريس المادة و عرضها على المجلس التربوي قصد المصادقة ؛ -تحديد الحاجياتمن التكوين لفائدة المدرســين
العاملين بالمؤسسة المعنية ؛ -اقتراح برنامج األنشطة التربوية الخاصة بكل مادة دراســية بتنسـيق مـع المفتش الــتربوي؛ -تتبــع نتــائج تحصــيل التالميــذ في المـادة
الدراسية ؛ -البحث في أساليب تطوير و تجديد الممارسة التربوية الخاصة بكل مادة دراسية ؛ -اقتراح توزيع الحصص الخاصة بكل مادة دراسية كأرضية إلعداد جــداول
الحصص ؛ -إنجاز تقارير دورية حول النشاط التربوي الخاص بكل مادة دراسية و عرضها على المجلس التربوي و على المفتش التربوي للمادة.
المادة : 27تتكون المجالس التعليمية حسب كل مادة من المواد الدراسية من :بالنسبة للثانوية التأهيلية ،مدير المؤسسـة بصــفته رئيسـا؛ مـدير الدراســة في
حالة توفر المؤسسة على أقسام تحضيرية لولوج المعاهد و المدارس العليــا أو أقســام لتحضــير شــهادة التقــني العــالي ؛ نــاظر المؤسســة ؛ جميــع مدرســي المــادة
الدراسية .
المادة : 28يجتمع المجلس التعليمي لكل مادة دراسية بدعوة من رئيسه كلما دعت الضرورة لذلك ،و على األقل دورتين في السنة
المادة 29
مجــــــــالس األقسام :تناط بمجالس األقسام المهام التالية - :النظر بصفة دورية في نتائج التالميذ و اتخاذ قرارات النقد المالئمة في حقهم ؛ -تحليل و اســتغالل
نتائج التحصيل الدراسي قصد تحديد و تنظيم عمليات الدعم و التقوية ؛ -اتخاذ قرارات انتقال التالميذ إلى المستويات الموالية أو السماح بالتكرار أو فصلهم في نهايــة
السنة الدراسية و ذلك بناءا على النقط المحصل عليها ؛ -دراسة و تحليل طلبات التوجيه و إعادة التوجيه و البث فيها ؛ -اقــتراح القــرارات التأديبيــة في حــق التالميــذ
غير المنضبطين و ذلك حسب مقتضيات النظام الداخلي للمؤسسة.
المادة : 30تتكون مجالس األقسام حسب المراحل التعليمية المنصوص عليها في المادة 2من :بالنسبة للثانوية التأهيلية ،مدير المؤسسة بصفته رئيسا؛ مدير
الدراسة في حالة توفر المؤسسة على أقسام تحضيرية لولوج المعاهد و المدارس العليا أو أقسام لتحضير شهادة التقني العالي ؛ الحراس العامين للخارجية ؛ جميع
مدرسي القسم المعني ؛ ممثل عن جمعية آباء و أولياء تالميذ المؤسسة .و عند اجتماع مجلس القسم كهيأة تأديبية ،يضاف إلى أعضائه ،ممثل عن تالميذ القسم
المعني يختار من بين زمالئه.
المادة : 31تجتمع مجالس األقسام في نهاية الدورات الدراسية المحددة بموجب النظام المدرسي الجاري به العمل.
العقوبات التأديبية
إن العقوبات التأديبية التي تطبق سواء على الموظف الرسمي أو المتمرن محددة بنص قانونـي
في هذا الصدد ،تجدر اإلشـارة إلى أن المجلس التأديبي مؤهل للبت في الملفات التأديبية الخاصة بهذين الصنفين من الموظفين فقط
العقوبات المطبقة على الموظفين الرسميين
لقد حدد الفـصل 66من الظهير الشريـف رقـم 1.58.008المـؤرخ في 24فبرايــر 1958بمثابة النظام األساسي
العام للوظيفة العمومية العقوبات التأديبية المطبقة على الموظف الرسمي .غير أن هذه العقوبات ال تكون في جميع الحاالت قابلـة للتنفيـذ إال إذا توفرت بعـض
الشـروط .كما أن هناك عـقوبتين يمكـن لإلدارة اتخاذهما دون استشارة المجلس التأديبي ولكن بعد التقيد بشروط
ولتوضيح ذلك سيتم – فيما يلي – تعريف العقوبة وتحديد شـروط اتخاذها أو اقتراحها
اإلنـذار
أ هـو إجـراء لتحذيـر المـوظف ،ويتخذ في المخالفات البسيطة التي يرتكبها هذا األخير .والهدف من هذا اإلجراء هو دفع الموظف إلى عدم القيام بمثل هذه األفعـال
وإال سيتعرض لعقـوبات أكثــر صرامة ؛
-بالنسبة لإلدارة ال يمكنها اتخاذ هـذه العقوبة إال بعد استفسار الموظف عن األفعال المنسوبة إليه واإلطالع عـلى دفوعاته ؛
-يتم اتخاذ هذه العقوبة من طـرف اإلدارة بقرار معلـل (نموذج المطبوع رقم )3ويتم تبليغه للموظف مع اإلشعار باالستالم (نموذج المطبوع رقم . )4
التوبيـخ
-هـو إجـراء أشـد من اإلنـذار .ويأتي فـي درجة ثانية في سلم العقوبات وقد تكون له انعكاسات سلبية على وضعية الموظف إذا أخذ بعين االعتبار من طرف اإلدارة
في منح النقطـة الخاصـة بالترقية ....الخ ؛
-تصدر اإلدارة عقوبة التوبيخ بنفس الكيفيات والشروط التي تصدر بها عقوبة اإلنذار .
الحذف من الئحة الترقي
أ هي عقوبة تـؤدي إلـى التشطيب علـى إسم الموظف من الئحة الترقي في الرتبة برسم السنة التي اتخذ فيها القرار ،ويختص باقتراح هذه العقوبة المجلس
التأديبي ؛
أ ال تقترح هذه العقوبة إال في حالة ثبوت أن الموظف مقيـد في جـدول الترقي برسـم السنـة الـتي اتخـذ فيهـا قرار العقوبة
القهقرة من الرتبة
أ يقصد بها تخفيض رتبة الموظف إلى الرتبة األدنى مباشرة ،وتقترح من طرف المجلس التأديبي ؛
أ ال تقتـرح هـذه العقـوبة في الحالة التي يمكن أن يترتب عـن القهقـرة تغيير وضعية الموظف من رسمي إلى متدرب كقهقرته من الرتبة الثانية إلى الرتبة األولى .
االنحدار من الطبقة
أ يترتب عنها إنزال الموظف من درجته األصلية إلى درجة أدنى دون أن يترتب عنها إخراجه من إطاره ،وتقترح من طرف المجلس التأديبي ؛
أ ال تتخذ هذه العقوبة إال في الحالة التي يكون فيها إطار الموظف مكون مـن عدة درجات ويكون في درجة أعلـى مع وجود درجة أدنى يمكن انحداره إليها .
العزل من غير توقيف حق التقاعد
أ يترتب على هـذه العقوبـة حـذف الموظف المعنـي مـن األسـالك ،مع إمكانية :
-إما استفادته من المعـاش إذا كان مستوفـيا للشـروط الـمنصوص عليها فـي قانون المعاشات المدنية ؛
-أو استرجاع المبالـغ المقـتطعـة مـن راتبــه ألجـل المعـاش إذا لـم يكن مـستـوفيا للشـروط التي تخوله الحق في المعاش .
أ تقترح من طرف المجلس التأديبي .
العزل المصحوب بتوقيف حق التقاعد :
أ يترتب على هذه العقوبة حرمان الموظف من حق االستفـادة من المعـاش أومـن استرجاع المبالـغ الماليـة المقتطعـة من راتبه برسم المعاش ؛
أ تقترح من طرف المجلس التأديبي .
اإلقصاء المؤقت لمدة ال تتجاوز ستة أشهر مع الحرمان من كل أجرة باستثناء التعويضات العائلية :
أ يترتب على هذه العقوبة حرمان الموظف مـن راتبـه طيلـة مدة عقوبة اإلقـصاء باستثناء التعويضات العائلية ؛
أ تقترح من طرف المجلس التأديبي .
اإلحالة الحتمية على التقاعد
أ يترتب على هذه العقوبة إحالة الموظف على التقاعد بصفة حتمية .ويشترط في إصدار هذه العقوبة أن يكون الموظف مستوفيا للشروط النظامية التي تخول الحق
في التقاعد ؛
أ تقترح من طرف المجلس التأديبي
المخالفات اإلدارية
تسجل المخالفات اإلدارية عندما ال يقوم الموظف بعمل منوط به أو يقدم على ارتكاب أفعال منافية للقوانين الجاري بها العمل .
وسنتطرق في الفقرات التالية لتعريف المخالفات اإلدارية وكيفية تحريك المسطرة التأديبية والمتابعات القضائية وكذا لشروط سحب العقوبة التأديبية .
اإليقاعات المدرسية
يشير مفهوم اإليقاعات المدرسية إلى تنظيم و تدبير الحصص اليومية و األسبوعية و السنوية ألنشطة التلميـذ الفكريـة و المهاريـة و العقالنيـة بحيث يـراعى في هـذا
التنظيم الصحة الجسمية و النفسية للتلميذ،واألوقـات المناسـبة للتعليم و التعلم ،و ذلــك ضـمانا لالسـتعمال األمثـل للمـوارد البشـرية و الماديـة و الماليـة المرصـودة
للتعليم في مختلف أسالكه و مستوياته و تشير الدعامة الثامنة في الميثاق الى ضـرورة تــدبير الــوقت في مجــال التربيــة و التكـوين بمـا في ذلــك الجــداول الزمنيــة و
المواقيت و اإليقاعات و العطل المدرسية وفق غالف زمني محدد في ( )34أسبوعا كامال من النشاط الفعلي مع إمكانية تعديل هذه األسابيع،وتوزيع الحصص على أيام
السنة حسب وتيرة الحياة المميزة للمحيط الجهوي للمدرسة ،كما يمكن للسلطة التربوية تعديل الجدول الزمني السنوي للدراسة في حالة حــدث طــبيعي شــريطة
ضمان تحقيق مدة التعليم المقررة سنويا و انطالقا من هذه الثوابت وضعت الوزارة تنظيما للسنة الدراسية يستند الى المرتكزات التاليـة *1 :امتـداد السـنة الدراسـية
من بداية شهر شتتنبر الى غاية 10يوليوز *2يبلغ مجموع عدد أيام األنشطة الفعلية 204يوما اي ما يوازي 34اسبوعا *3تقسيم السنة الدراسية الى دورتين تمتــد
كل واحدة منها 17اسبوعا *4تقسيم دورة دراسية الى مرحلتين تفصل بينها فترة بينية .وتخصص بدايـة شـهر شـتنبر لإلعـداد للموسـم الدراسـي و اإلحتفـال بعيـد
المدرسة ،والفترة الممتدة من منتصف شهر يونيو إلى 10يوليوز ألنشطة نهاية السنة .تقسيم العطل إلى عطل دينية و رسمية و مدرســية .تتخلــل كــل دورة فــترة
بينية تعتبر عطلة بالنسبة للتالميذ .ويحدد سنويا بمقـر وزاري العطـل وتـواريخ الــدخول و الخـروج بالنسـبة للتالميـذ و األطـر بمختلـف اصـنافها و تنظم المداومـة داخـل
المؤسسات خالل العطل
الحيـــــاة المدرسية:
من المعروف أن المدرسة مؤسسة اجتماعيــة وتربويــة صـغرى ضـمن المجتمـع األكــبر .ويقــوم بتربيــة النشء وتــأهيلهم ودمجهم في المجتمـع لتكـييفهم معـه .أي إن
المدرسة حسب إميل دوركايم ذات وظيفة سوسيولوجية وتربوية هامة ،أي إنها فضاء يقوم بالرعاية والتربيــة والتنشــئة االجتماعيــة وتكــوين المــواطن الصــالح .ومن ثم
فالمدرسة "هي المكان أو المؤسسـة المخصصـة للتعليم ،تنهض بـدور تربـوي اليقـل خطـورة عن دورهـا التعليمي ،إنهـا أداة تواصـل نشـيطة تصـل الماضـي بالحاضـر
والمستقبل ،فهي التي تنقل لألجيال الجديدة تجارب ومعارف اآلخرين والمعايير والقيم التي تبنوها ،وكذا مختلــف االختيــارات الــتي ركــزوا وحـافظوا عليهــا ،بــل وأقـاموا
عليها مجتمعهم الحالي…" [ .]4إذًا ،فالمدرسة فضاء تربوي وتعليمي ،وأداة للحفاظ على الهوية والتراث ونقلــه من جيــل إلى آخــر ،وأس من أســس التنميــة والتطــور
وتقدم المجتمعات اإلنسانية .بيد أن المدرسة لها أدوار فنية وجمالية وتنشيطية أخرى إذ" تتحمل مسؤولية إعطاء التالميذ فرصة ممارسة خــبراتهم التخييليــة
وألعابهم االبتكارية التي تعتبر األساس لحياة طبيعية يتمتعون فيها بالخبرة والحساسية الفنية" وهكــذا يتــبين لنــا أن للمدرســة وظيفــة تعليميــة وتربويــة
وتنشيطية .لكن ماهي الحياة المدرسية؟
يقصد بالحياة المدرسية :يمكن النظر إلى الحياة المدرسية من زاويــتين متكـاملتين ومتمـيزتين عن الحيــاة العامـة للمتعلم الــتي يعيشـها في مؤسسـات خارجيــة
موازية للمدرسة.
أوال ،الحياة المدرسية" باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي يستوجب عناية خاصة ضـمانا لتوفـير منــاخ ســليم وإيجــابي يسـاعد المتعلمين
على التعلم واكتساب قيم وسلوكيات بناءة .وتتشكل هذه الحياة من مجموع العوامل الزمانية والمكانية ،والتنظيميــة ،والعالئقيــة ،والتواصـلية ،والثقافيــة ،والتنشـيطية
المكونة للخدمات التكوينية والتعليمية التي تقدمها المؤسسة للتالميذ"
وثانيا ،الحياة المدرسية" باعتبارها حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يعيشونها أفرادا وجماعات داخل نسق عام منظم ،ويتمثـل جـوهر هـذه الحيـاة المعيشـية داخـل
الفضاءات المدرسية في الكيفية التي يحيون بها تجاربهم المدرسية ،وإحساسهم الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية"
لكن المفهوم الحقيقي للحياة المدرسية هي تلك الحياة التي تسعد التلميذ وتضـمن لـه حقوقـه وواجباتـه وتجعلـه مواطنـا صـالحا .أي إن الحيـاة المدرسـية هي
مؤسسة المواطنة والديمقراطية والحداثة واالندماج االجتماعي واالبتعاد عن االنعـزال والتطـرف واالنحـراف وكـل الظـواهر السـلبية األخـرى .وبصـيغة أخـرى ،إن الحيـاة
المدرسية هي التي "تسعى إلى توفير منـاخ تعليمي /تعلمي قـائم على مبـادئ المسـاواة والديمقراطيـة والمواطنـة" ،وهـذه المبـادئ تعـد تعبـيرا أمينـا عن حقـوق
اإلنسان وصون كرامته واحترام إنسانيته .وإذا كان مفهوم الحياة المدرسية يعنى مجموعة من التفاعالت ،فإن معياره هو التمثيل العام لكل الفاعلين داخل كــل مراحــل
التعليم.
وتتحدد جوانب الحياة المدرسية في إزالة المعوقات المادية والمعنوية الــتي تحــول بين المتعلمين والتعليم ،وتوفـير أحسـن الظــروف الميسـرة للتعليم ،وقيــام العمليــة
التعليمية على أساس مشاركة كل األطراف ،وتقديم الخدمات التعليميـة بصـرف النظـر عن أي اعتبـارات خارجيـة ،وتحقيـق المسـاواة بين مختلـف المنـاطق والجهـات
والبنيات المحلية" .
إذًا ،فالحياة المدرسية سمة الحداثة والجودة واالنفتاح والتواصل والشراكة واإلبداع والخلق .يشارك فيهـا كـل المتـدخلين والفـاعلين سـواء أكـانوا ينتمـون إلى النسـق
التربوي أم نسق خارج المحيط السوسيو اقتصادي أو اإلداري .كما أن إطار الحياة المدرسية هو"إطـار ديمقراطيـة الحـوار بين األفـراد والجماعـات والمؤسسـات ،وحريـة
التعبير والمشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤوليات .أما المجال ،فهو مجال التطور والسعي الحثيث نحو المشاركة في تأسيس أبعاد مجتمعية حداثية تضع من بين
أهدافها تنمية قدرات اإلنسان ،وتشدد على المفاهيم والقيم القادرة على ترسيخ إرادة المواطنين وكفاياتهم على صناعة حاضرهم ومستقبلهم بالعلم والفكر المبــدع
الذي يحمل مشروع صياغة مجتمع مغربي متجدد"]10[ .
وهنا ينبغي أن نميز بين مدرسة الحياة l’école de la vieوالحياة المدرسية la vie scolaire؛ ألن المدرسة األولى من نتاج التصور البراڰماتي ( جـون ديـوي ووليـام
جيمس )..الذي يعتبر المدرسة وسيلة لتعلم الحياة وتأهيل المتعلم لمستقبل نافع ،ويعني هذا أن المدرسة ضمن هذا التصور عليها أن تحقــق نتــائج محسوســة في
تأطير المتعلم لمواجهة مشاكل الحياة وتحقيق منافع إنتاجية تساهم في تطوير المجتمع نحو األمام عن طريق اإلبداع واالكتشاف وبناء الحاضــر والمســتقبل .ومن ثم،
فالمدرسة هنا هي مدرسة ذات أهداف مادية تقوم على الربح والفائـدة والمنفعـة وتحقيـق المكاسـب الذاتيـة والمجتمعيـة .أمـا المدرسـة الثانيـة فهي " تشـكل كال
متجانسا ومترابطا يجمع المدرسي والموازي وينظم اإلعالم التوجيهي ،ويدعم مشروع التلميذ ويكونه في بعده المواطني ،وينشط النظام التمـثيلي والحركـة الثقافيـة
والموضوعات األفقية ويدعم العمل الفردي ويعزز قدرته على االبتكار" [ .]11أي إن هذه الحياة المدرســية تكــون المتعلم اإلنســان وتهذبــه أخالقيــا وتجعلــه قــادرا على
مواجهة كل الوضعيات الصعبة في الحياة مع بناء عالقات إنسانية اجتماعية وعاطفية ونفسية .وهذه العالقات أهم من اإلنتاجيــة الكميــة والمردوديــة الــتي تكــون على
حساب القيم والمصلحة العامة والمواطنة الصادقة.
-2مقومات الحياة المدرسية:
ترتكز الحياة المدرسية على مجموعة من المقومات األساسية تتمثل في مايلي:
الحياة المدرسية هي فضاء المواطنة والديمقراطية وحقوق اإلنسان؛
هي مدرسة السعادة واألمان والتحرر واإلبداع وتأسيس مجتمع إنساني حقيقي تفعل فيه جميع العالقات والمهارات؛
تمثل بيداغوجيا الكفايات والمجزوءات؛
تحقيق الجودة من خالل إرساء الشراكة الحقيقية وإرساء فلسفة المشاريع؛
التركيز على المتعلم باعتباره القطب األساس في العملية البيداغوجية عن طريق تحفيزه معرفيا ووجدانيا وحركيا وتنشيطيا؛
انفتاح المؤسسة على محيطها االجتماعي والثقافي واالقتصادي؛
المدرسة مجتمع مصغر من العالقات اإلنسانية والتفاعالت اإليجابية؛
تنشيط المؤسسة ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعالمياتيا ،وتسخير فضاء المؤسسة لصالح التلميذ عن طريق تزيينها وتجميلها؛
تجاوز مدرسة البيروقراطية اإلدارية والتربوية نحو مدرسة التحرر واإلبداع والتنشيط؛
تغيير االستعماالت الزمنية اإلدارية األحادية بسياقات زمنية منفتحة على ماهو معرفي وتنشيطي ورياضي ،أي إن استعمال الزمن عليه أن يــراعي الحصــص المعرفيــة
وحصص التنشيط وحصص التربية الرياضية؛
تغيير الفضاءات المدرسية المنغلقة التي توحي بالروتين والعدائيـة والتطـرف بفضـاءات مدرسـية منفتحـة قوامهـا التحـرر واإلبـداع والتعلم الـذاتي واإلحسـاس بالجمـال
والنظام والتشكيل الجمالي والبيئي.
عالقات أطراف النسق اإلداري والتربوي مع التلميذ عالقات إنسـانية أساسـها االحـترام والحـوار و المسـاواة واألخـوة والعدالـة واإلصـغاء وتحفـيز روح المبـادرة والتعـاون
التشاركي.
-3غايات فلسفة الحياة المدرسية:
حددت المذكرة الوزارية رقم 87المؤرخة بــ 10يوليوز لسنة 2003مجموعة من الغايات واألهداف،وهي على النحو التالي:
*إعمال الفكر ،والقدرة على الفهم والتحليل ،والنقاش الحر ،وإبداء الرأي واحترام الرأي اآلخر؛
* التربية على الممارسة الديمقراطية وتكريس النهج الحداثي والديمقراطي؛
* النمو المتوازن عقليا ونفسيا ووجدانيا؛
* تنمية الكفايات والمهارات والقدرات الكتساب المعارف ،وبناء المشاريع الشخصية؛
* تكريس المظاهر السلوكية اإليجابية ،واالعتناء بالنظافة ولياقة الهندام ،وتجنب ارتداء أي لباس يتنافى والذوق العام ،والتحلي بحسن السلوك أثناء التعامــل مــع كــل
الفاعلين في الحياة المدرسية؛
* جعل المدرسة فضاء خصبا يساعد على تفجير الطاقات اإلبداعية واكتساب المواهب في مختلف المجاالت؛
* الرغبة في الحياة المدرسية واإلقبال على المشاركة في مختلف أنشطتها اليومية بتلقائية؛
* جعل الحياة المدرسية عامة ،والعمل اليومي للتلميذ خاصة ،مجاال لإلقبال على متعة التحصيل الجاد؛
* االستمتاع بحياة التلمذة ،وبالحق في عيش مراحل الطفولة والمراهقة والشباب من خالل المشاركة الفاعلة في مختلف أنشطة الحياة المدرسية وتدبيرها؛
* االعتناء بكل فضاءات المؤسسة وجعلها قطبا جذابا وفضاء مريحا.
-4المتدخلون في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها:
يحتاج تفعيل الحياة المدرســية وتنشـيطها إلى تــدخل مجموعــة من المتــدخلين الــتربويين واالجتمـاعيين واالقتصــاديين من متمدرســين ومدرســين وإداريين ومـؤطرين
تربويين وجميع شـركاء المؤسسـة سـواء الـداخليين منهم كاألسـرة وجمعيـة آبـاء وأوليـاء التالميـذ وأمهـاتهم أو الخـارجيين كالجماعـة المحليـة وشـركاء اقتصـاديين أو
اجتماعيين وكل الفعاليات اإلبداعية في المجتمع المدني…
• المتمــــدرســون:
إن المتمدرس هو المحور األساس والمستهدف من كل عملية تربوية أو تنظيمية أو تنشيطية تشهدها الحياة المدرسية .يجب أن يشارك مشـاركة فعالــة في مختلـف
هذه األنشطة الصفية أو الموازية .والمتمدرس في التعليم الثانوي مثال يمر بمرحلة هامة في حياته ،يحتاج إلى من يهتم بــه من الناحيــة الســيكولوجية للتعــرف على
أحواله النفسية ومساعدته ليتمكن من تجنب بعض االنحرافات السلوكية التي تحد من فعاليته في الحياة المدرسية .يجب أن نعده للمستقبل مستثمرين قدراته في
اإلنتاج النافع عن طريق انخراطه في مجالس المؤسسة وأنديتها الثقافية والتربوية حســب رغباتــه وميولــه ســاعين دائمــا إلى زيــادة قدراتــه" على العمــل في شــروط
ميسرة المعسرة"
• المدرســــون:
يعتبر تدخل المدرسين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها فعال رئيسيا وفق وظائف المدرسة الجديدة التي ال تقتصــر فيهــا وظيفــة المدرســين على حشــو أذهــان
المتمدرسين بالمعلومات الجاهزة ،وإنما تتعداها إلى التكوين و التأطير والتربية على المواطنة وحقــوق اإلنسـان وغيرهـا من القيم اإلنسـانية النبيلــة ،ولهــذا ينبغي أن
تكون هيئة التدريس هيئة متدخلة رئيسية في الحياة المدرسية قدوة ونموذجا ،ومن واجبها االنخـراط في مشـاريع المؤسسـة ،وفي التنشـيط المدرسـي في جميـع
المجاالت داخل الفصل أو خارجــه ،وذلــك بتبــني الطرائــق البيداغوجيــة والديداكتيكيــة المالئمــة الــتي تســتجيب للحاجيــات النفســية والعاطفيــة للمتمدرســين وتنظيم
األنشطة المندمجة والداعمة وتكوين أندية منفتحة على المجتمع المحلي والجهوي والوطني الستقطاب الفعاليات في مجال الفكر واإلبداع.
• اإلدارة المدرسية:
إذا كان المتعلم هو المحور األساس في العملية التعليمية /التعلمية ،وفي كل عملية تنشيطية ألنــه هــو المســتهدف بــالتكوين تكوينــا ســليما وصــحيحا قصــد تهذيبــه
وجدانيا وتنميته معرفيا وتحفيزه حركيا ،والعمل على رعايته وتنشئته تنشــئة إســالمية قائمــة على المواطنــة والحفــاظ على الهويــة واالنفتــاح على اإلنســانية وثقافــة
اآلخر ،فإن اإلدارة المدرسية تكمن أهميتها في التأطير والتنظيم والتنشيط التربوي ،والعمل على تقوية التواصل بين مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية ،ونجاحها
يتوقف على مدى مساهمتها في تفعيل المنظومة التربوية ،واقتراح مشاريع تربوية أو مادية ،مدعومة من قبل هيئة التدريس ،خاصة أعضاء مجلس التدبير.
وينبغي أن تكون هذه المشاريع مبنية على خطة تشاركية يتم من خاللها انفتاح المؤسسة على محيطها الذي يسمح لهــا باســتثمار إمكاناتهــا المتــوفرة .ولن يتــأتى
ذلك إال إذا كانت اإلدارة تؤمن بالديمقراطية والتواصل واالنفتاح والشـراكة ،وتعمـل على تحقيـق حريـة أكـبر في إطـار الالتركـيز .وفي هـذا الصـدد يقـول الـدكتور محمـد
الدريج ":يتطلب مشروع اإلصالح حرية أكبر للمؤسسات في إطار الالمركزية وتفتحها على محيطها االقتصادي واالجتماعي والثقافي وإقامتها لمشاريع تربوية وعالقــات
شراكة…"]13[ .
إن هيئة اإلدارة التي نتحدث عنها هي اإلدارة الفاعلة التي تتشكل من فريق متكامــل ،يقــوده قائــد يحــترم المبــادرة ،ويشــجع الســلوكيات اإليجابيــة ويفتح الحــوار مــع
المدرسين واآلباء وشركاء المؤسسة ،وهذا مايدعو إليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين ":يتمتع المشرفون على تــدبير المؤسســات التربويــة واإلدارات المرتبطــة بهــا
بنفس الحقوق المخولة للمدرسين ،وعليهم الواجبات التربوية نفسها وباألخص :الحوار والتشاور مع المدرسين واآلباء واألمهات وسـائر األوليـاء وشـركاء المؤسسـة"[ .
]14
ويلعب الحارس العام في هذا الفريق دورا حاسما ومركزيا إذا توفرت لديه اإلرادة والعزيمة ،ويشتغل في ظروف حسنة ،بحكم موقعــه وقربــه من جميــع المتــدخلين في
تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
• الفرق التربوية ومجالس المؤسسة:
تحتل الفرق التربوية في المؤسسات التعليمية مكانة بارزة في تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها ،وتتمثل في إبداء المالحظات واالقتراحات حــول الــبرامج والمنــاهج،
وبرمجة مختلف األنشطة الثقافية واالجتماعية والرياضية وتحـيين اإلمكانيـات والتـدابير الالزمـة لتنفيـذها وغـير ذلـك من األعمـال التنظيميـة والتربويـة و"اعتمـاد الفـرق
التربوية بمختلف األسالك كآليات تنظيمية وتربوية لمن شأنه أن يقوي فرص نجاح التغييرات المرغوب فيها ،ولضمان فعالياتها وانتظام أنشطتها تحدد بشكل دوري مهام
هذه الفرق وطبيعة أعمالها ووظيفتها االستشارية في تنشيط الحياة المدرسية…]15[ ".
أمـا مجــالس المؤسسـة فتحــددها المـادة 17من المرســوم الــوزاري رقم 2.02.376بتــاريخ 17يوليــوز 2002تحت عنــوان "مجــالس تــدبير مؤسسـات التربيــة والتعليم
العمومي".
ونجد في دليل الحياة المدرسية عدة مهـام موكولـة لهـذه المجـالس ،نـذكر منهـا على سـبيل المثـال بعض مهـام مجلس التـدبير ،هـذا المولـود الجديـد في السـاحة
التعليمية الذي جاء لتفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ،وذلك بوقوفه بجانب الهيئة اإلدارية للرفع من مستوى التدبير التربوي واإلداري والمالي للمؤسسة ،هــو الــذي
يقوم" بدراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة وتتبع مراحل إنجازه ،ويبدي رأيه بشأن مشاريع اتفاقيات الشراكة التي تعــتزم المؤسســة إبرامهــا"[ .
]16
هذا ويمثل مجلس التدبير السند والدعامة األساسية لهيئة اإلدارة في اتخاذ مبــادرات شــجاعة تتعلــق بمشــاريع المؤسســة ،ســعيا وراء االســتقاللية وتحقيقــا لمبــدإ
الالمركزية .كما تقوم مجالس المؤسسة بدور كبير في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ،إذا ما انتخبت انتخابا ديمقراطيــا ،وأعضــاؤها من رجــال تعليم وإدارة وتالميــذ
لهم الرغبة واإلرادة القويتان في تخطي الواقع المتدني إليجاد الحلول المالئمة للمشــاكل الــتي تعــاني منهــا المؤسســة التعليميــة والمســاهمة في االرتقــاء بالحيــاة
المدرسية بها.
• الجمعيـــات المدرسيــة:
من أهم الجمعيات المدرسـية في التعليم الثـانوي التـأهيلي الــتي بإمكانهـا تفعيـل الحيـاة المدرسـية وتنشـيطها نستحضـر :جمعيـة األنشـطة االجتماعيـة والتربويـة
والثقافية ،والجمعية الرياضية.
* جمعية األنشطة االجتماعية والتربوية والثقافية:
تنشط هذه الجمعية في مجاالت متعددة ،تساعد التالميذ المعوزين وتلبي حاجياتهم الماديــة وتقــدم للتالميــذ المتعــثرين دراســيا حصصــا في الــدعم والتقويــة ،وتنظم
للمجتمع المدرسي محاضرات وعروضا ،وتمنح للتالميذ المتفوقين جوائز تشجيعية ،وغيرها من األنشطة االجتماعية والتربوية والثقافية.
* الجمعية الرياضية:
تنشط هذه الجمعية في الميدان الرياضي ،تنظم المباريات والمسابقات بين األقسام أو المؤسسات أو بين فرق األحياء ،ويمكن لها أن تقترح عدة أشكال من الشراكة
مع الفعاليات الرياضية المحلية أو الجهوية ،وحتى الوطنية في مجال تبادل الخبرات و اكتشاف الالعبين الموهوبين.
• هيئة التأطير والمراقبة التربوية والمادية والمالية والتوجيه والتخطيط التربوي:
تقوم هذه الهيئة" بمهام التأطير والتكوين واستكمال التكوين من أجل تحسين جودة التعليم ،فتقوم بتتبع الحياة المدرسية وتقويمهــا بكيفيــة دائمــة ومســتمرة"]17[ .
ودور هذه الفئة في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها اليخفى على أحد إن هي قامت بواجبها سـواء على المسـتوى الديـداكتيكي أم التـوجيهي للتنشـيط الــتربوي
والثقافي.
• شركاء المؤسسة:
تسعى المؤسسة المغربية الجديدة إلى أن تكون منفتحة على محيطها بفضل المنهج التربوي الحديث الذي يستحضر" المؤسسة داخل المجتمع والمجتمع في قلب
المؤسسة .إذ للمجتمع الحق في االستفادة من المؤسسة ،ومن واجبه المسـاهمة في الرفـع من قيمتهـا .وفي هـذا الصـدد يمكن تقسـيم شـركاء المؤسسـة إلى
قسمين :شركاء داخليين كاألسرة وجمعية اآلباء وأولياء التالميذ وشركاء خارجيين كالجماعة المحلية والفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين وغيرهم.
• األسرة وجمعية اآلباء وأولياء التالميذ:
يرى دليل الحياة المدرسية أن األسرة تتدخل" بصفتها معنية بتتبع المسار الدراسي ألوالدها ويتم ذلــك بكيفيــة مباشــرة ،وفي تكامــل وانســجام في المدرســة… أمــا
جمعية آباء وأولياء التالميذ فتعتبر هيئة مساهمة في تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها…" []18
لقد أشارت المذكرة الوزارية رقم 28الصادرة بتاريخ شعبان 1412الموافق لــ 18فبراير 1992إلى ضرورة التعاون بين جمعية آباء وأولياء التالميذ والمؤسسة التعليمية،
ألن هذا التعاون ضروري لسعادة التلميذ وخدمة المؤسسة بتفعيلها ماديا ومعنويا ،وتحقيق التكامــل المنشــود بين المؤسســة وهــذه الجمعيــات .ويتمثــل التعــاون في
المشاركة الفعلية ألولياء التالميذ في تدبير المؤسسة وصيانتها وتمويلها والحضور عن كثب لالطالع على مايقوم به فلذات أكبــادهم من األنشــطة التربويــة التثقيفيــة،
ويتطلب هذا التعاون كسر الحواجز اإلدارية واالجتماعية والنفسية بين المؤسسة وجمعيات اآلباء…والبد أن تشارك هذه الجمعيات فعليا في مجلس التدبير قصد مراقبة
سلوكيات المتعلمين ونتائجهم ،وإبداء المالحظات حول المناهج والبرامج وتتبع سير المؤسسة وتقديم المساعدات للتالميــذ المتعــثرين في دراســتهم ،وتتبــع حــالتهم
الصحية وتغيباتهم ،عالوة على تمثيلهم مركزيا وال مركزيا ،والدفاع عن رغباتهم وطلباتهم المشــروعة ،والمشــاركة في بنــاء مدرســة ســعيدة قوامهــا األمــل والمواطنــة
والديمقراطية واإلبداع والتجديد التربوي .والبد من استحضار أولياء التالميذ وإشراكهم في اتخاذ القرارات الخاصة بالمؤسسة سواء التربوية منهــا أم الماديــة وأي إقصــاء
لهم أو تهميش سينعكس سلبا على المردودية التربوية .فعمل المدرس يبقى قاصرا في القسم مادام لم يكمل في المنزل من قبل المتعلمين تحت مراقبــة أوليــائهم
لتحفيزهم وتشجيعهم.
ومن خالل هذا يتبين لنا أن دور األسرة وجمعية اآلباء دور مهم وفعال في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
• الجماعة المحلية:
على الجماعة المحلية أن تعطي األهمية للمؤسسة التعليمية المتواجدة في حـدودها الترابيــة باعتبارهـا مصــدر تكـوين رجـال مسـتقبلها ،فالمؤسسـة تقــوم بإعــداد
الشباب للحياة العملية المنتجة لفائدة الجماعـة .وبنـاء على هـذا الــوعي ،تقـوم الجماعـة المحليـة بواجبـات الشـراكة مـع المؤسسـة واإلسـهام في مجهـود التربيـة
والتكوين.
• الفاعلون االقتصاديون واالجتماعيون:
تعمل المدرسة الحديثة على إشراك مختلف الشركاء في تطوير آلية اشتغالها وفي دعم مشاريعها وأنشطتها المختلفــة ،ويلعب الفــاعلون االقتصــاديون واالجتمــاعيون
دورا أساسيا في ربط المؤسسة بمحيطها ،وتمكين المتعلمين من االندماج في عالم الشــغل مســتقبال ،فهم يســاهمون في الرفــع من مردوديــة المؤسســة وتكــوين
أطرها البشرية ،وتقديم المساعدات الالزمة المادية والمعنوية ،ويشاركون إلى جانب المتدخلين اآلخــرين في الحيــاة المدرســية في خلــق مدرســة ســعيدة مســتقلة
بإمكانياتها المادية والبشرية ،وتقتضي الشراكة عموما" التعاون بين األطراف المعنية وممارسة أنشطة مشتركة وتبادل المســاعدات واالنفتــاح على اآلخــر مــع احــترام
خصوصياته" [.]19
يبدو لنا من خالل استعراض للمتدخلين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها أن هناك تفاعال بين مكونات النسق الــتربوي الــداخلي والمحيــط الخــارجي عــبر مكــون
الشراكة والتمويل والتنشيط ،وأن الحياة المدرسية قوامها االنفتاح على المحيط الذي يعد عنصرا أساسيا في الجودة واإلصالح :فتنظيم األنشــطة الثقافيــة أو الرياضــية
أو الفنية بالتعاون مع مختلف الهيئات في الحي أو في المدينة التي توجد فيها المدرسة يساعد على إغنـاء التجربـة التربويـة .وفي المقابـل تقـوم المؤسسـة بتنظيم
أنشطة لفائدة المواطنين في الحي أو المنطقة ،فتتحول المؤسسة بذلك إلى مركز ثقافي إشعاعي وتربوي يتسع ليشمل الجهة بأسرها]20[ .
-5أهمية تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها:
جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين في بالدنا سعيا وراء" تجاوز الحياة المدرسية الرتيبة المنغلقة على نفسها ،والــتي تعتمــد على تلقين المعــارف وحشــو الــرؤوس
باألفكار ومحتويات المقررات والبرامج السنوية ،وتهمـل التنشـيط المدرسـي ،إلى حيـاة مدرسـية نشـطة ،يتـوفر فيهـا المنـاخ التعليمي /التعلمي القـائم على مبـادئ
المساواة والديمقراطية والمواطنة ،حياة مدرسية متميزة بالفعالية والحرية واالندماج االجتماعي ،تثير في المتعلم مواهبه وتخدم ميوالتــه وتكــون شخصــيته وتنشــطها
نشاطا تلقائيا وحرا في وسط اجتماعي قائم على التعاون ال على اإلخضاع"]21[ .
وتنص المادة التاسعة من القسم األول من الميثاق على هوية مدرسة جديدة ،هي مدرسة الحياة أو الحياة المدرسية التي ينبغي أن تكون -حسب الميثاق:
أ" -مفعمـة بالحيــاة ،بفضــل نهج تربــوي نشـيط ،يتجــاوز التلقي السـلبي والعمـل الفــردي إلى اعتمـاد التعلم الــذاتي ،والقــدرة على الحــوار والمشـاركة في االجتهــاد
الجماعي".
ب" -مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة ،والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن ،ممــا يتطلب
نسج عاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي واالقتصادي"]22[ .
ويتبين لنا من خالل هذه المادة التشريعية أن الحياة المدرسية النشطة تتميز بالحرية والمواطنة وحقوق اإلنسان والمســؤولية وااللــتزام واإلبــداع والمشــاركة الفاعلــة
والعمل في إطار الفريق للخلق واالبتكار وتحقيق التنمية الحقيقية الشاملة .و"تتحدد جوانب الحياة المدرسية في إزالــة المعوقـات الماديـة والمعنويـة الــتي تحـول بين
المتعلمين والتعليم ،وتوفير أحسن الظروف الميسرة للتعليم ،وقيام العملية التعليمية على أساس مشاركة كل األطراف وتقــديم الخــدمات التعليميــة والتربويــة بصــرف
النظر عن أي اعتبارات خارجية ،وتحقيق المساواة بين مختلف المناطق والجهات والبنيات المحلية" [.]23
ويعني هذا ،أن الحياة المدرسية تؤسس مجتمعا ديمقراطيا حرا ،ومؤسسة مسؤولة في صــنع القــرار وتحمــل المســؤولية ،قصــد الــدخول في الحداثــة وتنميــة قــدرات
اإلنسان المغربي ،ويهدف الميثاق إلى جعل المنظومة التربوية "مصلحة تابعة للدولة مسيرة بطريقة مســتقلة sigmaعلى غــرار الجامعــات ذات االســتقالل المعنــوي
والمادي والمالي" [ .]24وستشدد مدرسة الحياة في إطار التوجه الجديد للتربية على" المضامين والقيم القـادرة على ترسـيخ إرادة المواطـنين وكفايـاتهم على صـناعة
حاضرهم ومستقبلهم بالعلم والفكر المبدع الذي يحمل مشروع صياغة مجتمع مغربي متجدد" []25
يهدف ميثاق التربية والتكوين من خالل تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها إلى التحرر من التصورات المركزية والروتين اإلداري والسعي نحو التجديد والتطــوير والحداثــة
والتعلم الذاتي ،فتفتق قريحة المتعلم ومخيلته اإلبداعية ،وتصقل مواهبه عن طريق مشاركته في األنشطة الرياضية والثقافية والفنية واالجتماعية.
ومن أهداف المدرسة المغربية الحديثة الحفاظ على حضارة األمة المغربية وهويتها ومقدساتها وثوابتها ،والجمع بين األصالة والمعاصرة لإلنسان المغربي ،مع االنفتــاح
اإلعالمي والثقافي واالجتماعي على العالم .وبالتالي ،تأسيس مجتمع مغربي حديث وديمقراطي ،يمتلك زمام العلوم وناصية التكنولوجيا المتقدمة ،يكـون قـادرا على
رفع شعار التحدي في عهد العولمة والمنافسة التجارية واإلعالمية والعلمية والتكنولوجية الرقمية.
-6المعيقات التي تحول دون تنشيط الحياة المدرسية:
تتميز الحياة المدرسية بالتنشيط الثقافي والفني والديني واالجتماعي واألدبي والمعلومياتي ،وغيرها من األنشطة الهادفة المختومة بأحســن النتــائج ،وفي المقابــل
نجد مدرسة الجمود والركون والتلقين ،تركن إلى الخمول والتطرف واالنزواء والضعف الدراسي .ومن بين المعيقات التي تحول دون تفعيل الحيــاة المدرســية وتنشــيطها
نجد:
• المعيقات الديداكتيكية أو التربوية:
تنص البرامج والمناهج على إكساب المتعلمين المعارف واألفكار والقيم دون تنشيطهم فنيا أو رياضيا أو اجتماعيا .وما كثرة الساعات التي تقيدهم في القسم إال دليل
على الجانب التلقيني وغياب الجانب الفني التنشيطي.
وإذا تأملنا النصوص التي توجـه إلى التالميـذ في التعليم الثـانوي التـأهيلي سـنجدها نصوصـا معرفيـة تخـاطب العقـل والمنطـق والــذاكرة ،وحـتى وإن وجـدت نصـوص
تنشيطية كالنصوص المسرحية ،فهي موجهة للقراءة المعرفية ،دون تمثيلها أو مسرحتها النعدام المؤطرين المسرحيين وقاعات العــرض بالمؤسســات التعليميــة ،ومــا
يعزز هذا القول ،عدم تنصيص مقدمات الكتب المدرسية على الكفايات التنشيطية ،حتى وإن وجدت ،فهي إشارات عابرة التدخل في صــميم الممارســة الديداكتيكيــة،
مما يدل على الطابع المعرفي التلقيني للمقررات والحصص الدراسية .وكل ما تعلق بالممارسة الفنية أو الوجدانيــة أو الرياضــية أو أي نشــاط اجتمــاعي آخــر يعــد فعال
زائدا وهامشيا القيمة له.
• المعيقات اإلدارية:
اليحظى التنشيط المدرسي في مؤسسات التعليم باالهتمام الذي يستحقه .إذ التوجيهات اإلدارية الرسمية التشير إليــه إال في مناســبات االحتفــال باألعيــاد واأليــام
الوطنية والدولية ،وتبقى هذه التوجيهات إلزامية نظريا دون أن يتسم تفعيلها إداريا وميـدانيا بالشـكل المطلـوب ،بسـبب ضـعف المبـادرة لـدى الفـاعلين الـتربويين ،من
أساتذة ورجال اإلدارة والتالميذ وغيرهم… وانعدام المنشطين المتخصصين في هذا المجال.
واليمكن لرجال اإلدارة ممارسة هذا الفعل التنشيطي –وحدهم -النعدام وقت الفراغ لديهم بسبب كثرة األعباء اإلدارية ،وانعدام المحفزات .وحتى التالميــذ مــع النظــام
الجديد للبكالوريا لم يعودوا يملكون الوقت الكافي ،فما لديهم من أوقات الفراغ يقضونها في مراجعة الدروس ،فهم في صراع مستمر مع الــزمن والمقــرر قصــد الحصــول
على المعدل في االمتحان الجهوي أو الوطني.
ويعني هذا أن النظام الجديد للبكالوريا عائق من عوائق التنشيط المدرسي ،إذ يجعل التلميذ مجرد خــزان للمعلومــات ،وذاكــرة لحشــو األفكــار وحفظهــا ونســيانها بعــد
االمتحان .وأضيف إليه عائقا آخر عندما تقف اإلدارة التربوية حجرة عثرة في وجه أي فعل تنشيطي يريد أن يقوم به األستاذ أو التلميذ بدعوى أنه مضيعة للوقت وتهــرب
من الحصص الرسمية التي تخلو من التنشيط.
ولهذا يجب على اإلدارة التربوية دعم النشاط المدرسي بتشجيع المبادرات الفردية والجماعية كيـف مـا كـان مصـدرها ،حـتى نحـارب رتابـة الحيـاة المدرسـية الحاليـة
وكسادها ،ونحقق للمتعلم االندماج االجتماعي.
• المعيقات المادية والبشرية:
من المعلوم أن أي مشروع تربوي كيفما كان اليتحقق نجاحه إال بوجود اإلمكانات المادية والبشرية الرهينة بتفعيله وتنشــيطه .وإذا كــانت المؤسســة التعليميــة تفتقــر
إلى العنصر البشري المؤهل للتنشيط وإلى قاعات التشخيص المسرحي واألندية الثقافية والموسيقية وقاعات الرياضـة وورشــات التشـكيل وقاعــات الترفيــه فإنهــا لن
تتمكن من خلق أجواء دينامية للفعل التنشيطي داخل المؤسسة ال في مجال الفن واألدب والرياضـة وال في مجــال آخـر .وأمـام هـذا العـائق المـادي والبشـري ،البــد
للجماعة المحلية والمجتمع المدني والمؤسسات االقتصادية التدخل للمساهمة في تمويل قطاع التربية والتكوين من أجل االســتثمار في العنصــر البشـري ،المتمثــل
في المتعلم الذي هو رجل المستقبل ،وتكوينه يهم المجتمع بأكمله ،ألنه هو الذي سيحرك عجلة التنمية ،وسيقود المجتمع نحو آفاق مشرقة ومتقدمة.
ولهذا ،يصبح واجبا على كل المتدخلين في الحياة المدرسية محاولـة إزالـة العوائـق الـتي تحـول دون تفعيـل الحيـاة المدرسـية وتنشـيطها حـتى ينهض نظـام التربيـة
والتكوين بوظائفه كاملة تجاه األفراد والمجتمع .وذلك" بمنح األفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تــؤهلهم لالنــدماج في الحيــاة العمليــة (…) ،وبتزويــد
المجتمع بالكفاءات من المؤهلين والعاملين الصالحين لإلسهام في البناء المتواصل لوطنهم على جميع المستويات….]26[ ".
• المعيقـــــــات االجتمـــــــاعية:
* األسرة والتنشيط:
إن مشاركة األطفال والشباب في عملية التنشيط المدرسي غالبا ما يحتاج إلى موافقة األســرة ،ومن دون هــذه الموافقــة يســتحيل عليهم المشــاركة في األنشــطة
خاصة تلك التي تتطلب التغيب عن األسرة أوالتأخر ،وتتخـوف األسـرة من أن تـؤدي مشـاركة أبنائهـا في بـرامج تنشـيطية إلى احتكـاكهم بأشـخاص منحـرفين ،ثم إن
التنشيط بالنسبة لكثير من اآلباء واألمهات مضيعة للوقت ،وال يمارس إال على حساب اإللمام بالمقرر الدراسي.
هذه هي أهم المعيقات التي تحول دون تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها .ولقد تــراجعت المؤسسـات التعليميــة عن التنشـيط بكـل أنواعــه داخـل الفصــل وخارجـه.
وأصبح االهتمام منصبا أكثر على التلقين وحشو رؤوس المتعلمين بالمعارف الجاهزة في أسرع وقت ممكن للتمكن من إنهاء المقرر واجتياز الفروض واالمتحانــات .ومن
ثم ،أصبح الحديث اليوم عن الجودة التربوية خطابا طوباويا مثاليا ال يمت بأي صلة مع واقع المؤسسة المغربية التي أوشــكت على االنهيــار والتــدني واالنحطــاط ،وظــل
مبدأ الجودة شعارا سياسيا موسميا وقرارا إيديولوجيا وديماغوجيا ال رصيد له في الواقع المغربي.
وعليه ،فلقد حل التلقين محل التنشيط ،لذا جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين ليعالج هذه الظـاهرة التربويـة الخطـيرة ،ليـدعو على التنشـيط الفعـال ،وإلى الحريـة
والتجديد واالبتكار ،تحت شعار" من أجل مدرسة فعالة ومتقدمة ومبدعة" ،كما ورد في الفصل( )131من الميثاق ":تعد التربية والرياضية واألنشطة المدرسية الموازيــة
مجاال حيويا وإلزاميا في التعليم االبتدائي واإلعدادي والثانوي ،وتشـتمل على دراسـات وأنشـطة تسـاهم في النمـو الجسـمي والنفسـي والتفتح الثقـافي والفكـري
للمتعلم" [.]27
وعلى الرغم من هذه الدعوة البيداغوجية الجديدة ،إال نظرية الحياة المدرسية لم تطبق إلى حد اآلن ،إذ أصبحت الــدعوة حـبرا على ورق وحلمـا بعيــد المنــال ،وتصــورا
نظريا مجردا بعيدا عن التطبيق الميداني والتفعيل الحقيقي بسبب نقص اإلمكانيات المادية والبشرية ،وانعدام الرغبة الصادقة في ترجمــة التصــور إلى أعمــال إجرائيــة
ملموسة ،كما أن الجودة التربوية أصبحت اليوم حديثا يوتوبيا وخطابا طوباويا مثاليا ال يمت بأي صلة إلى واقع المؤسسة المغربية التي أوشـكت على االنهيـار والتـدني
واالنحطاط ،وظل مبدأ الجودة شعارا سياسيا موسميا وقرارا إيديولوجيا وديماغوجيا ال رصيد له في الواقع المغربي.
خاتمة:
لم تعد المدرسة اليوم فضاء للتعليم والتلقين منعزلة عن المجتمع ،بل صارت مدرسة الحياة وفضاء للسعاة واألمان ،يشعر فيهــا المتعلم بالــدفء والحميميــة وشــاعرية
االنتماء.
إن مدرسة الحياة لهي مدرسة المواطنة واإلبـداع والمشـاركة والتنشـيط والتفاعـل البنـاء واإليجـابي بين كـل المتـدخلين في الحيـاة المدرسـية ،من فـاعلين تربـويين
وشركاء المدرسة االقتصاديين واالجتماعيين وكل فعاليات المجتمع المدني.
وإذا كان التنشيط ذا مفهوم عام ،يضم األنشطة الثقافية والفنية والرياضية واإلعالمية ،والشراكات المادية والمعنوية في تفعيــل أدوار الحيــاة المدرســية ،فإنــه يســاهم
في تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى المتعلم ،وتجعله إنسانا صالحا لوطنه وأمتـه ،مبـدعا ومبتكـرا وخالقـا يهتم بمؤسسـته ويغـير عليهـا أيمـا
غيرة ،ويساهم في تغيير محيطه االجتماعي واستدخال الفاعلين الخارجيين والتواصل معهم.
إن المدرسة التي ينشدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين هي التي يتحقق فيها التنشيط بكل مستوياته واالندماج بكل إيجابية واقتناع ،وذلــك من أجـل خلـق حيـاة
مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان ،وفي مقدمتهم المتعلمون الذين يتربون على نبـذ العنـف والتطـرف واالنعزاليـة،
ويتبنون مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة مع بــاقي المتــدخلين في تفعيــل الحيــاة المدرســية وتنشـيطها في فضــاء المحبــة والصــداقة ،إلقصــاء التغـريب والتهميش
واإلقصـاء .إنهـا مدرسـة منفتحـة على محيطهـا االقتصـادي واالجتمـاعي والثقـافي ،يسـاهم في تطويرهـا" كـل األطـراف المعنيـة من جماعـات محليـة وقطـاع خـاص
ومؤسسات إنتاجية وجمعيات ومنظمات وسائر الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين ،دون إغفال دور اآلباء واألمهات ومســؤولي األســر في المشــاركة بالمراقبــة والتتبــع
والحرص على المستوى المطلوب" []28
الشك أن تضافر جهود كل هذه األطراف سيخلق مدرسة مفعمة بالحياة ،نشيطة ومتطورة ،نحن في أمس الحاجة إليها.
وفي األخير ،نحن نريد متمدرسين نشيطين ،وهيئة إدارية نشيطة ،وهيئة تدريس نشيطة ،ومجــالس المؤسســة نشــيطة ،وهيئــة التــأطير والمراقبــة نشــيطة ،ونيابــة
نشيطة ،ومجتمع مدرسي نشيط ،حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
مشروع المؤسسة
تقديم :يعتبر مشروع المؤسسة في إطار التعاون المغربي الفرنسي " دعم التعليم األساسي " APEFالموجه األساسي المتحكم في جميع عمليات التدخل بكافــة
المؤسسات التعليمية المكونة لألحواض المدرسية مناطق التدخل.
فالمشروع البيداغوجي المقترح لكل مؤسسة تعليمية ( مؤسسة للتعليم األولي ،مدرسة ابتدائية ،مجموعة مدرسية ،ثانوية إعدادية) يــأتي نتيجــة إجــراءات منهجيــة
مستندة إلى مؤشرات معتمدة من لــدن المشـروع نفسـه وذلــك توخيــا لتحقيــق االنسـجامين الــداخلي والخــارجي لمختلــف مكونــات المشـروع المقــترح للمؤسسـة
التعليمية المعنية من جهة ،وتفاديا للعشوائية واالرتجالية في االقتراح من جهة ثانية.
لذا تعتبر مقاربة قضايا التربية والتكوين بمؤسسة تعليمية أو بمجموعة مؤسسات مكونة لحوض مدرسي باعتماد " المشروع البيداغوجي" هامة تضمن ما يلي:
* عقلنة التدخل وترشيد الجهود المبذولة من لدن الفاعلين والشركاء المعنيين بالقضايا المعالجة بالمؤسسة التعلميمة أو الحوض المدرسي منطقة التدخل،
* النظرة الشمولية إلى المؤشرات المستهدفة على صعيد الحوض المدرسي بجميع المؤسسات التعليمية المكونة له،
*التدبير المعتمد على النتائج بدال من التركيز على الوسائل فقط،
*القيادة التشاركية الجماعية،
*االستمرارية التربوية للتالميذ بين مختلف األسالك والمؤسسات التعليمية ،
* االنخراط الفعلي للفاعلين والشركاء المعنيين بالقضايا المطروحة بالحوض المدرسي منذ التشخيصات األولى لوضعية التربية والتكوين,
المؤشرات التي يستند إليها مشروع المؤسسة:
يعتمد في بناء مشروع بيداغوجي لمؤسسة تعليمية أو حوض مدرسي اعتمادا على مؤشرات خمسة هي:
مؤشر االلتحاق بالسنة األولى من التعليم االبتدائي،
مؤشر االحتفاظ بالتعليم االبتدائي،
مؤشر النجاح في امتحان السنة السادسة من التعليم االبتدائي،
مؤشر االلتحاق بالسنة األولى ثانوي إعدادي،
مؤشر االحتفاظ بالتعليم الثانوي اإلعدادي.
تحديـد ومنـاطق مجـاالت التـدخل ذات األولويـة :بعــدما يتم تحديــد اإلشــكاليات المطروحــة أمــام المؤسســة أو الحــوض يتوجــه االهتمــام بالمجــاالت ذات الصــلة
باإلشكاليات المطروحة ليتم تحديدها.
ففي حقيقة األمر ،فإن كل مجال يستحق التدخل إما لتحسين مؤشر أو لتحسين جودة الخدمات المدرســية ،لكن األهم في تحديــد األولويــات يكمن في ترتيبهــا تبعــا
للقيم المحسوبة للمؤشرات المعتمدة حتى يتمكن المتدخلون من توجيه اهتماماتهم صوب ما يطرح نفسه بإلحاح مقارنة مع ما هو موجود وطنيا أو جهويا أو إقليميا.
عندما تتضح وتحدد مجاالت التدخل يتوجه اهتمام الفاعلين والشركاء المرتقبين للمؤسسة أو الحوض المدرسي ،يتم تحديد مناطق التدخل أي المؤسسات التعليميــة
( مؤسسات التعليم األولي ،مدارس ابتدائية ،مجموعات مدرسية ،ثانويات إعدادية) أي ما يمكن تسميته توطين المؤشرات.
يجعل هذا التوطين كافة الفاعلين والشركاء المرتقبين برسمون خرائط تربويــة للمؤشــرات المسـتهدفة ،الشـئ الــذي بمكن الجميــع من البرمجــة والتــدبير الخاضـعين
لمنطق الحاجة والتدبير.
وعليه فإن التدخل يخضع لمعيار ترتيب األولويات أوال ثم لمنطق الحاجة الملحة ثانيا.
تحديد األهداف والنتائج المتوخاة :بعدما يتفق الفاعلون والشركاء المرتقبون للمؤسسة أو الحوض المدرسي على المجاالت والمناطق ذات األولويــة في التــدخل ،
يشرع الجميع في تسطير األهداف والنتائج المتوخاة من وراء التدخالت المزمع القيام بها مع احـترام متغـيري الحاجـة والتـوطين الــذين تم الكشـف عنهمـا في تحليـل
وضعية التربية والتكوين بالمؤسسة أو الحوض المعني,
يمكن ـ إذا تعلق األمر بربط مشروع المؤسسة بمخطط لتنمية التربية والتكوين على الصعيدين اإلقليمي والجهوي ـ أن تحدد األهداف المنشودة والنتائج المتوخاة من
عمليات التدخل على مدى ثالث سنوات ،أو أن يكتفى بذلك على مدى سنة دراسية واحدة فقط فيصبح المشروع البياغوجي المقترح يروم برنامج عمل سنوي بــدال
من مخطط ثالثي.
ففي كلتا الحالتين إذن يكون المشروع المقترح بمثابة مخطط ـ سنوي أو ثالثي ـ يخضع لضوابط التخطيط والتدبير كلها ما دام يستمد مشروعيته من تحليــل منطقي
وموضوعي في آن واحد.
هنا تجد المقاربة بواسطة النتائج مجالها الخصب ويكون التدبير بواسطة النتائج النهج األسلم واألمثل لمعالجة القضايا المطروحة أمام المؤسسة أو الحوض المعني إما
جزئيا أو كلية.
اقتراح عمليات التدخل :عندما يتم تحديد األهداف والنتـائج المتوخـاة بدقـة وفقـا لمـا أسـفر عنـه التحليـل والتـوطين السـابقان يقـوم الفـاعلون الـتربويون والشـركاء
المعنيون بالمؤسسة/المؤسسات مناطق التدخل باقتراح عمليات للتدخل مستقاة من النتائج المتوخاة واألهداف المنشودة .
يشترط في هذه العمليات أن تكون منسجمة تماما مع تلك األهداف والنتائج بما يضمن بلوغها .
بعد ذلك يتم أجرأة العمليات المقترحة إلى مهمات قابلة للتنفيذ واألجرأة بدورها.
نقترح على القراء فيما يلي جدوال نموذجا ألجرأة العمليات والمهمات ( .أنظر :شبكة أجرأة العمليات والمهمات لمشروع مؤسسة).
تتناول األجرأة المقترحة عدة خطوات تهم تحديد الطريقة الممكن اتباعها في التنفيذ والشركاء المرتقبين ثم النتائج واألهداف المتوخاة فالتكاليف والرزنامة .
توطين العمليات المقترحة :يقصد بتوطين العمليات المقترحة ربطها من حيث التنفيذ بوحدات مدرسية أو بمدارس أو مجموعات مدرسية أو الثانويـة اإلعداديـة كلهـا
باعتبار المؤشرات المحددة لتلك العمليات تهم مؤسسة أو مجموعة من مؤسسات تعليمية.
والمهم في عملية التوطين إبراز الوحدات المدرسية المعنية بأنواع من التدخل من جهة ورسم خارطة المشروع بحوض مدرسي أو بعض من المؤسسات التعليميــة أو
الوحدات المدرسية المكونة له.
في النهاية يكون توطين العمليات المرآة التي تبين صورة المشروع ومختلف عملياته بالحوض المدرسي المعني أو المؤسسات التعليمية المستهدفة.
التكاليف المطلوبة لتنفيذ العمليات والمهمات المقترحة :تنتج العمليات والمهمات المقترحة تكاليف عديدة ومتطابقة مع ما هو مقترح بمكن إجمالها فيما يلي:
التكاليف المالية :وتهم مختلف المصاريف المتعلقة بالتغذية واإليواء والتنقل والتأطير وشراء لوازم التكوين وما شابهها عالوة على مصاريف أخــرى للســاعات اإلضــافية أو
للمحروقات والصيانة محددة بطريقة تقديرية بناء على وحدات معتمدة من لدن المصالح المختصة إقليميا أو جهويا،
التكاليف المادية/العينية :وتهم بدورها مجاالت عدة كالعتاد المعلومياتي والرصيد الوثائقي والرفوف وغيرها بناء على متطلبات التنفيذ.
كرونوغرامات العمليات والمهمات المقترحة :يقصد بالكرونوغرام التمثيل الزمني لعمليات ومهمات مشروع بيداغوجي يشمل تنفيذه سنة دراسية أو أكثر.
وللكرونوغرام مزايا عدة نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر ما يلي:
الكرونوغرام وسيلة ناجعة إلبراز مختلف األنشطة المبرمجة وكيفية توزيعها على المدى الزمني المسطر للتنفيذ،
يبرز الكرونوغرام التوزيع المعتمد من لدن الفاعلين والشركاء فيما يتعلق بتنفيذ العمليات والمهمات المقترحة،
يمكن الكرونوغرام من تتبع التنفيذ على مستوى الزمن المخصص وكذا السبل والوسائل الكفيلة بذلك،
يمكن الكرونوغرام من تحقيق المقروئية للعمليات المقترحة.
الفرق التربوية المعنية بتنفيذ العمليات والمهمات المقترحة :عندما ينتهي الفاعلون والشركاء من توطين العمليات والمهمــات بمختلــف المؤسســات التعليميــة
المكونة لحوض ما أو لوحدات مدرسية ومؤسسات معنية ،فإن تحديد الفرق التربوية التي ستوكل إليها مسؤولية التنفيذ أمر ضروري اآلن.
لذا وجب التفكير في من سيعتمد عليهم من أستاذات وأساتذة المؤسسات المعنيــة بالمشــروع في تنفيــذ العمليــات المبرمجــة .ولكي يتم ذلــك في ظــروف
عادية البد من التشاور حول ما تم اقتراحه من لدن المعنــيين بــه توخيــا إلقـدارهم على اإلقبــال على ذلــك واعتبــاره يصــب في صـميم اإلجابــات المرتبطــة بقضــايا بنــاء
التعلمات لدى المتعلمات والمتعلمين من جهة وتنمية عرض وطلب التربية من جهة أخرى.
وعموما ،وضمانا لتنسيق وتواصل دائمين وفاعلين ،فإن الوضعية الراهنة ـ في انتظار المأسسة التامة للمشروع التربوي ـ تقتضي تكوين فريــق تربــوي يعهــد
إليه بالتنسيق والتواصل واإلشراف على تنفيذ العمليات والمهمات المبرمجة لمشروع المؤسسة المعنية ( مجموعة مدرسية ،مدرسة ،إعدادية ،حوض مدرسي).
ونقترح في البداية أن يتكون الفريق من أستاذين للتعليم االبتدائي أحدهما للغة العربيــة واآلخـر للغـة الفرنسـية ،وثالثــة أســاتذة بــالتعليم الثــانوي اإلعــدادي
أحدهم للغة للعربية واآلخر للغة الفرنسية والثالث للرياضيات باعتبار هذه مواد أساسية بالسلكين االبتدائي والثانوي اإلعدادي .يعمــل هــؤالء جميعــا إلى جــانب مــدير
المؤسسة باعتباره ذا المبادرة األولى في اقتراح مشروع المؤسسة .أما التنفيذ الفعلي للمشروع فمسؤولية المؤسسة كلها بفاعليها وشركائها.
تحرير المشروع والمصادقة عليه :يتم تحرير مشروع المؤسسة من لدن مدير(ة) المؤسسة بالضرورة أو بمساعدة أعضاء من المجلس التربوي للمؤسسة حسب
خصوصياتها.
ويقصد بالتحرير كتابة الوثيقة الرسمية المتعلقة بمختلف مكونات مشروع بيداغوجي بدءا بتحليل الوضعية وانتهاء بالتقويم النهائي .
يستأنس في تحرير هذه الوثيقــة بــدليل المســاطر المعــد في إطــار " مشــروع دعم التعليم األساســي "APEFوذلــك بمــوجب التعــاون بين المشــروع المــذكور ومكتب
الدراسات " Cassiopée Education et Formation PARIS
الذي يجده القراء مرفوقا بهذه الوثيقة.
وفيما يتعلق بالمصادقة على المشروع فإن ذلك يمر بالمراحل اآلتية:
مصادقة أولى من لدن مجلس تدبير المؤسسة بطريقة رسمية تضمن االنخراط الفعلي والمستمر للمجلس المذكور في مختلف أطوار التنفيذ،
المصادقة على الوثيقة من لدن مفتشي المقاطعات التربوية المعنية بعد االطالع على مختلف العمليات المتضمنة بوثيقة المشروع،
يعقب تلك المصادقة مصادقة النيابة اإلقليمية للوزارة وذلك في إطار لجنة معدة للغرض نفسها ومكونة من كل من تهمهم تنفيذ المشروع وتتبــع آثــاره ومــدى تحســين
المؤشرات المرتبطة به.
تكون المصادقة النهائية باألكاديمية في إطار لجنة متعددة الفئات تشكل لغرض االطالع على مكونات الوثيقة وربطها بالسياسة الجهوية للتربية والتكوين وكذا مضــامين
المخطط األكاديمي لتنمية التربية والتكوين .وتأتي المصادقة األكاديمية على وثيقة المشاريع البيداغوجية للمؤسسات التعليمية واألحـواض المدرسـية بنيابـات الجهـة
في إطار السعي الحثيث لتمويل عمليات المشاريع المقترحة والبحث عن شركاء ماليين من شأنهم المساهمة في ذلك تحقيقا للنتائج واألهــداف المنشــودة من وراء
تلك المشاريع.
تقويم المشروع البيداغوجي لمؤسسة تعليمية :التقويمات المكن اعتمادها أثناء التعامل مع مشروع بيداغوجي أنواع ثالثة هي:
التقويم التشخيصي :وهو الذي ينجز أثناء تحليل وضعية التربية والتكوين للمؤسسة المعنية أو الحوض المعني،
التقويم المرحلي :وهو الذي يجرى ـ بطرق اتفاقية ـ أثناء تنفيذ العمليات والمهمات المبرمجة لمشروع بيداغوجي ما يكـون الهـدف األسـمى منـه الوقـوف على مـدى
مسايرة التنفيذ لما هو مسطر ومبرمج حتى يطلع جميع الفاعلين والشركاء على المسار الفعلي الذي يسير وفقه التنفيذ ويعاينوا الطـرق والوسـائل المعتمـدة أثنـاء
التنفيذ،
التقويم النهائي :وهو الذي يقوم الفاعلون والشركاء لمقارنة الوضعية الحقيقية ( أي ما تم التوصل إليه فعليا بعد التنفيذ) مـع الوضـعية المتوخـاة ( أي مـا تم تسـطيره
من نتائج متوخاة بعد التشخبص) .يمكن هذا التقـويم من قيـاس الفـرق بين الوضـعيتين وقـراءة النتيجـة قصـد البحث عن األسـباب الـتي حـالت دون بلـوغ كـل مـا تم
تسطيره في البداية.
دينامية مشروع بيداغوجي :للمشروع البيداغوجي دينامية خاصة به يستمدها من القيام بقياس الفارق بين الوضعيتين الحقيقية والمتوخاة .فباالعتماد على ذلــك
الفارق يمكن تسطير مشروع يكمل المشوار التربوي للمؤشرات المعنية ويدخل الفاعلين والشركاء في مرحلة أخرى مرتبطة بسابقتها ارتباطا عضويا ومنطقيا.
هنا إذن تبدأ الدينامية التي يتميز بها المشروع ما دامت المؤسسة التعليمية المعنية به قائمة.