Professional Documents
Culture Documents
المركز العربي للبحوث والدراسات - مسار التجربة التنموية في المغرب (الفترة منذ تولي محمد السادس 1999 وحتى 2018)
المركز العربي للبحوث والدراسات - مسار التجربة التنموية في المغرب (الفترة منذ تولي محمد السادس 1999 وحتى 2018)
(aspx/
دعوة للنرش ()41176/ من نحن ( | )41174/اتصل بنا (| )41175/
رئيس مجلس االدارة
عبد الرحيم عيل
املركز العريب
املدير التنفيذي للبحوث
هاين سليامن والدراسات
()/
دراسات
مسار التجربة التنموية يف املغرب (الفرتة منذ تويل محمد السادس 1999وحتى )2018
الجمعة /06سبتمرب 11:22 - 2019/م
بعد االستقالل السياسي للمغرب سنة 1956علي يد السلطان محمد الخامس ،واجهت املغرب وضًع ا متردًي ا وكان من الصعب أن تبدأ في عملية إصالحية شاملة،
والسبب يرجع إلي االستنزاف املفرط لخيراته وثرواته من ِق َب ل املستعمر الفرنسي ،وعلي الرغم من ذلك شرع املغرب في اتخاذ مجموعة من اإلجراءات واإلصالحات الهيكلية،
ًف
والتي لم تكلل بالنتائج املطلوبة نظًر ا للظروف التي كانت تمر بها البلد قبل اإلستقالل ،ومع وصول الحسن الثاني للحكم خل ا لوالده عام ،1961والذي يعد املؤسس للمغرب
الحديث وموحد للبالد ومحرًر ا للصحراء املغربية من قبضة االستعماراإلسباني عام ،1975وقاد مجموعة من اإلصالحات عملت علي تعافي املغرب ونهوضه من عثرته ،حتى تولي
ابنه محمد السادس الحكم عام ،1999ليستكمل عملية التنمية ،و انخرطت اململكة املغربية في هذا النهج من خالل اعتماد التنمية املستدامة كمشروع مجتمعي ،وكنموذج
تنموي على يد امللك محمد السادس ،كما تكّر س هذا االلتزام كخيار استراتيجي من خالل سلسلة من اإلصالحات املتتالية بهدف بناء التنمية االقتصادية على أسس صلبة،
وتحسين الظروف االجتماعية ،واعتماد اإلجراءات الوقائية والعالجية في املجال البيئي.
وملا كانت التنمية املستدامة عملية مجتمعية تتطلب التكامل بين املتطلبات الثالثة (النمو االقتصادي وارتفاع معدالته ،واالندماج االجتماعي وتنميته والذي يشمل
والغذاء والتعليم والطاقة والرعاية الصحية والماء،و حماية البيئة التي تتضمن حفظ الموار دالطبيعية من أجل الأجيا لالقادمة) -حرصت المملك ةالمغربةي على تطويرالعمل
نموذجها الخاص للتنمية باالرتكازعلى مداخل التنمية الثالثة ،من خالل عدة إصالحات في املجاالت السياسية واملؤسسية والقانونية واالجتماعية واالقتصادية والبيئية ،وذلك
وفي هذا السياق ،تبذل اململكة املغربية جهوًد ا حثيثة لتحقيق أهداف التنمية املستدامة بالرغم من التحديات التي تواجهها ،والتي تكمن باألساس في دعم التنسيق
واالنسجام بين مختلف السياسات القطاعية من جهة ،وتوسيع نطاقها لتشمل مجموع الفاعلين املعنيين من جهة أخرى ،وذلك بغية تحقيق استدامة حقيقية وضمان التفاف
جميع القوى حولها.
ًال
أو -الدو افع املغربية في التنمية
التجربة التنموية في املغرب تعد من التجارب املميزة والتي لها اهمية خاصة بالنسبة للدول العربية والدول األفريقية ،والتي يمكن أن تسيرعليها دول املنطقة للتحول من
التبعية والتأخر االقتصادي إلى النهضة التنموية الشاملة؛ وعلى غرار البلدان املتقدمة ،أعتمد املغرب مفهوم التنمية املستدامة ووضع استراتيجية وطنية لها تتخذ عدة
جوانب ،وتهيأ مناخ مصحوب بدو افع داخلية وخارجية نوضحها على النحو التالي:
في الداخل أجبرت سنوات الجفاف املتعاقبة العديد من سكان الريف على الهجرة إلي املدن ،مما أدى إلى مستويات من البطالة والسخط اإلجتماعي لم يسبق لها مثيل ،وقد
أدى ذلك السخط إلى ازدياد دعم الجماعات اإلسالمية ،التي جلبت إلى الداخل الخطر الذي تواجهه اململكة عند تجاهل االستياء االجتماعي؛ كما شكلت مسألة الخالفة
الوشيكة للعرش بفعل تقدم سن امللك حافًز ا للحسن الثاني على إدخال تغييرات في النظام مادام في كامل نفوذه ،قبل أن يفقد السيطرة على السلطة أو يترك خلفه يواجه
تحديات التحول؛ واستهدفت اإلصالحات التي سنها الحسن الثاني أربع مجاالت :اإلحترام املتزايد لحقوق اإلنسان ،التوسيع املحدود لسلطة البرملان ،تعزيز فرص مشاركة
1
األحزاب واملجتمع املدني في الحياة السياسية ،ومحاولة الحد من الفساد.
ًق
ثم و اكب اعتالء امللك محمد السادس العرش سنة 1999توقعات كبيرة بأن يعرف املغرب في عهده موجة واسعة من اإلصالحات تكون أوسع نطا ا ،وتبني املغرب في عهده
استراتيجية متعددة األبعاد على مدى فترة زمنية طويلة لتعزيزالتنمية البشرية وتحقيق نمو اقتصادي أكبرلتحسين حياة املواطنين ،وحقق املغرب جميع أهداف األمم املتحدة
اإلنمائية األلفية التي وضعت معيارين اثنين وهما ،تحسين حياة املواطنين ،وتعزيز املساواة وضمان فوائد التنمية لتشمل حتى السكان األكثر إحتياًج ا .وتشمل اإلنجازات
2
الرئيسية الحد من الفقراملدقع ،توفيرمياه الشرب لجميع انحاء البالد ،وتعزيزصحة األم والطفل ،وتحقيق التعليم اإلبتدائي الشامل.
وتميزعهد محمد السادس بمجموعة من اإلصالحات على املستويين الداخلي والخارجي ،كما سجلت املغرب عودة قوية إلى االتحاد األفريقي في عام ،2017وذلك بعد 33عام
اًل
من انسحابها من عضويته في ،1984وأسست لشراكة اقتصادية مهمة مع الدول األفريقية ،ورسخت روابطها مع الدول العربية ،واختارت أن تكون عنصًر ا فاع في التحالفين
العربي واإلسالمي ضد اإلرهاب ،منطلقة من رؤية واضحة في مواجهة التطرف بكل أشكاله.
وعقب إعالن النظام الجزائري العفو عن التائبين من الجماعة ،حدث انشقاق مهم بين صفوفها؛ ليخرج مجموعة بقيادة حسان خطاب ،وأعلنوا تأسيس جماعة
الدعوة والقتال وصدربيانها األول في أبريل عام ،1999وفي 2006أعلنت والءها لتنظيم القاعدة ،وفي يناير 2007غّي رت اسمها إلى «تنظيم القاعدة في بالد املغرب اإلسالمي»5.
ًا
ثاني -املجاالت االستر اتيجية التنموية املغربية في عهد محمد السادس
شهدت السياسة األفريقية للمغرب ديناميكية كبيرة خالل العقدين األخيرين ،داخلًي ا وخارجًي ا ،إذ عرف عهد محمد السادس انفتاًح ا واضًح ا على القارة اإلفريقية،
والتي صاحبها تقدم كبيرفي مجال التنمية في العديد من املجاالت ،والتي نستعرض أهمها على النحو التالي:
-1النقل واملواصالت
دار نقاش حول قطاع النقل منذ عام ،2006ولم يكن ذلك في سياق قطاع النقل فقط ،ولكن أيًض ا كجزء من مراجعة الحكومة األوسع لعمليات التنمية الحضرية،
كما تم تنظيم العديد من املؤتمرات ملناقشة سياسات النقل الحضري؛ وكان الحدث األكثر أهمية هو مؤتمر الصخيرات الدولي الذي انعقد في يناير ،2008والذي ضم معظم
أصحاب املصلحة في القطاع ،بمشاركة خبراء من الحكومة املركزية واملحليات من كافة أرجاء القطر املغربي ،بما في ذلك ثالثة وزراء والعديد من املحافظين والعمد ،و أيًض ا
متخصصون في النقل من األوساط األكاديمية والشركات االستشا ية ومشغلي النقل والجهات املانحة الدولية واملشاركين في املجتمع املدني6.
ر
ُش
و افتتحت مراكش مؤخًر ا ممًر ا باستخدام الحافالت الكهربائية ،التي يدت منذ أكثر من عامين .في حين أن ممر الحافالت ال يزال بحاجة إلى عدد قليل من
التحسينات ليصبح نظام نقل كامل ،كما تم التوقيع في مايو 2019علي عقد جديد للحافالت في الرباط ،وتتحرك كل من الدار البيضاء والرباط قدًم ا في تنفيذ ممراتها .وذلك
علي الرغم من أن هناك بعض التأخير في تنفيذ برنامج املمر ذي األولوية في مدن ما قبل الثانوية ،وتقوم اآلن مؤسسة النقل الحضري /املديرية العامة للحكومات املحلية
7
( )DGCLالتابعة لوزارة الداخلية بمتابعة املدن املعنية عن كثب.
-2املناخ
في عام 2001استضافت املغرب الدورة السابعة ملؤتمراألطراف ،وفي نفس العام تم إنشاء لجنة وطنية لتغيراملناخ تحت رئاسة وزارة البيئة ،وهي مركزالتنسيق الوطني
إلتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشأن تغير املناخ ،وتتضمن اتصاالت معّي نة من وزارات أخرى .وكان الدور الرئيسي للجنة الوطنية هو صياغة البالغات الوطنية إلتفاقية األمم
املتحدة اإلطارية بشأن تغيراملناخ.
وفي عام 2002و افقت املغرب على مرسوم بشأن بناء املستوطنات الزلزالية ،RPS 2000بإنشاء اللجنة الوطنية لهندسة الزالزل .CNGPوبعد 10سنوات من تطبيقه
تم تنقيح هذا النص في سياق شراكة بين وزارة اإلسكان والسياسة الحضرية وجامعة محمد الخامس أكدال في الرباط ،وتم تقديم النص الجديد إلى مجلس الحكومة وتمت
املو افقة عليه في عام 2013والهدف من هذا النظام هو ضمان السلماة العامة أثناء حدوث زلزال ،وحماية الممتلكات واستمرارية وظائف الخدمات السأاسية وتخفيف آثار.
8
الزالزل األرضية على املباني.
ًك
وإدرا ا من املغرب ألهمية إدارة املخاطر بعد الزلزال األخيرفي عام 2004في شمال املغرب ،أنشأت وزارة الداخلية مركز مر اقبة وتنسيق بهدف تحسين نظام االستجابة
لحاالت الطوارئ للكوارث الطبيعية؛ عالوة على ذلك فإن صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية سوف يساهم في اإلغاثة واملساعدة في تحسين وسائل التدخل ملختلف
اإلدارات والوكاالت ،باإلضافة إلصالح البنية التحتية التالفة ،والعمل على توفيرمختلف التسهيالت الوقائية للرصد واإلنذار.
باإلضافة إلى ذلك ،شاركت الحكومة بين عامي 2009و 2012في مشروع التكيف مع تغير املناخ في املغرب لصالح مشروع الواحة املرنة ،والتي هي جزء من "البرنامج
اإلفريقي للتكيف مع تغير املناخ" ،وتشمل برنامج األمم املتحدة اإلنمائي ،وحكومة اليابان ،واللجنة الوطنية للمياه والغابات ومكافحة التصحر ،وكذلك مجموعة من الوزارات
واملحافظات والوكاالت األخرى .يهدف املشروع إلى إدارة وتقليل مخاطرتغيراملناخ على االقتصاد من خالل إدخال مناهج التكيف وتعزيزالقدرات املحلية؛ ونتيجة لهذا املشروع،
تم إعداد تقارير تغطي السيناريوهات املناخية ملناطق الواحات للفترة ،2050-2021وتقييم مدى التعرض للمخاطر وتقييم املخاطر املحتملة (الفيضانات والجفاف والحرائق
والجراد) ،و إنشاء محطات مناخية أوتوماتيكية.
-3االقتصاد
إن إحداث تغييرات جذرية في هيكل االقتصاد الوطني يؤدي عموًم ا إلى زيادة مطردة في معدل نمو الدخل القومي ،بحيث تؤدي هذه الزيادة إلى التغلب على املشاكل التي
تواجهها الدولة ،مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع في مستوي معيشة األفراد،
هد النمو الاتقصادي في المرغب حالة خاصة بعض الشيء؛ إذ أن هناك حالة من التقلب الواضح بسبب إعتماد البلا دعلى القطاع الزراعي غير المتسقر والذي يتأثريش
بأوضاع املناخ ،وهذا ما توضحه بيانات "الحسابات القومية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادي" حسب توقع البنك املركزي املغربي ،وتشيرتقديرات "البنك املركزي املغربي"
إلي تراجع النمو اإلقتصادي للبالد إلى %2.7خالل ،2019مقارنة مع %3.1مسجلة فعلًي ا في ،2018على أن يعاود الصعود مجدًد ا إلي %3.9في .2020
:.وفيما يلي توضيح للزيادة املطردة في إجمالي الناتج املحلي للمغرب من 2009وحتى :2018
ر يستدعي الحكومة المغربي ةللإهتما مبعدة قطاعات مختلفة ،مما يحقق تنوعًا اقصت اديًا يفيض في النهاية إلى نمو اقتصادي مستقر ،بخلاف المنو غير المستقرهوو أم
الناتج عن تقلبات القطاع الزراعي.
ّك
السياسات التي تبنتها الحكومة باإلتفاق مع صندوق النقد الدولي ،ر زت بشكل أساسي على التقليل التدريجي للعجزاملالي ،خاصة من خالل إصالح نظام الدعم واسع
النطاق؛ باإلضافة لالحتفاظ بإستقرارمالي إلبقاء التضخم منخفض؛ وتحسين وضع ميزان املدفوعات عن طريق كل من جذب االستثماراالجنبي املباشر ،واالقتراض من أسواق
املال الدولية؛ تلك السياسات تهدف بشكل رئيسي لتحقيق استقرار لالقتصاد الكلي ،و أيًض ا لتوضح فوائد النمو؛ وتفيد توقعات "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي"
ي9
ملتوقع اجمالي الناتج املحلي للمغرب بالزيادة أو النقصان بناء على متوسط نسبة النمو السنو .
وفي سبيل توفيرمعدل نمو اقتصادي أعلي ،إلتاحة الوظائف ،ادركت املغرب انها في حاجة ماسة إلجراء إصالحات هيكلية ومؤسسية واسعة النطاق ،باإلضافة إلى جذب
جزء كبيرمن التمويل الخارجي.
واستحدث صندوق النقد الدولي "خط الوقاية والسيولة" عام 2011لزيادة املرونة في تلبية احتياجات السيولة للبلدان األعضاء التي تمتلك أساسيات اقتصادية سليمة
اًل
وسج قوًي ا في تنفيذ السياسات ،ولكنها تعاني من مواطن الضعف.
ومن أجل الظهور بصورة إيجابية أمام كل من أسواق املال الدولية واملستثمرين األجانب ،تفاوضت املغرب مع صندوق النقد الدولي على برنامج "خط الوقاية
والسيولة" ،لتكون أول دولة بشمال أفريقيا تقوم بذلك ،وفي اغسطس 2012و افق صندوق النقد الدولي على اتفاق"خط الوقاية والسيولة" األول مع املغرب بقيمة 6.2مليار
دوالر ،وفي يوليو 2014و افق البرنامج الثاني بقيمة 5ملياردوالر ،وذلك لتلبية أية احتياجات تمويلية محتملة 10؛ كما و افق في 22يوليو 2016على اتفاق ثالث بقيمة 3.5مليار
دوالر.
ويرى صندوق النقد أن زيادة الضبط املالي سيساعد املغرب على تخفيض نسبة الدين العام على املدى املتوسط ،مع تأمين أولويات اإلنفاق االستثماري واالجتماعي،
وينصح بأن ترتكز الجهود على إصالحات الضرائب والخدمة املدنية ،وتحقيق المركزية مالية ،وتعزيز اإلشراف على املؤسسات اململوكة للدولة ،وتحسين استهداف اإلنفاق
االجتماعي؛ وستؤدي زيادة مرونة سعر الصرف إلى تعزيز قدرة االقتصاد على استيعاب الصدمات والحفاظ على القدرة التنافسية ،باإلضافة إلى إجراء إصالحات في التعليم
والحوكمة وسوق العمل ،ومواصلة تحسين بيئة األعمال ،لرفع معدالت النمو وخفض معدالت البطالة بين الشباب ،وزيادة مشاركة املرأة في سوق العمل. 11
اًل
يعقد املغرب آما عريضة على ميناء طنجة الذي يعتبر امليناء األكبرفي منطقة املتوسط باجتذاب املزيد من اإلستثمارات والصناعات التحويلية إلى البالد ورفع القدرة
التنافسية للمغرب من حيث اإلستيراد والتصدير ،بعدما ارتفع تصنيف املغرب من املركز 83إلى 17عاملًي ا في ترتيب الربط البحري وفق مؤشر تقرير مؤتمر األمم املتحدة
للتجارة والتنمية (األونكتاد) في عام 2017؛ كما ارتفعت الطاقة اإلستيعابية مليناء طنجة املتوسط بحوالي ،% 15في عام ،2018حيث تعامل مع 3.4مليون حاوية متكافئة،
وهذا يدل على مستوى استثنائي من إنتاجية منصة امليناء وهذا األداء مكنه من أن يحتل املرتبة األولى في ميناء الحاويات في إفريقيا12.
-4الجانب االجتماعي
يشكل القطاع االجتماعي والتضامني دعامة مهمة للتوجهات االقتصادية واالجتماعية التي يمكن أن تحقق التغيير والطفرة النوعية ألي تقدم فعلي ،ألن النهوض
اًل
بالعقول من شأنه أن يقود املجتمعات إلى التفكير اإلبداعي واالبتكار ،وبالتالي إعادة بناء منظومة القيم االجتماعية ،ألنها تنطلق أو من تقديس قيمة العمل والتآزر لحل
ًا
املشاكل ،وألنها من طبيعتها اجتماعية ،وتستدعي املناطق القروية في املغرب جهوًد ا كبيرة من املسؤلين ،من أجل تنميتها واستغاللها ،وذلك نظر لألهمية التي يكتسبها العالم
القروي باملغرب ،حيث يغطي 90في املائة من املساحة اإلجمالية للبالد ،ويمثل حوالي 13.5مليون نسمة ( %40من ساكني البالد) .كما يضم %85من الجماعات ( أي 1282
جماعة قروية من بين .)1503وعلي صعيد آخر ،فإن %13من الجماعات القروية تتوفر على مركزحضري ،كما تبلغ املساحة اإلجمالية للمغرب حوالي 71مليون هكتار ،منها
13
8.7ماليين هكتارمن األراضي الصالحة للزراعة.
وفيما يلي يتضح التطورامللحوظ ملؤشرالتنمية البشرية في املغرب ،وذلك منذ بداية التسعينات وحتى :2017
وارتفع مؤشرالتنمية البشرية في املغرب من 0.51درجة في عام 1998إلى 0.67درجة في عام 2017نموا بمعدل سنوي متوسط قدره .٪1.42
وفي ضوء حرص اململكة على االهتمام بالشباب كونهم املحرك الرئيسي لعملية التنمية ،نص الدستور املغربي على إنشاء مجلس خاص للشباب .ويعد املجلس
اإلستشاري للشباب والعمل الجامعي ،املحدث بموجب الفصل 33من الدستور ،هيئة استشارية في ميادين حماية الشباب والنهوض بتطوير الحياة الجامعية .وهو مكلف
بدراسة وتتبع املسائل التي تهم هذه امليادين ،وتقديم اقتراحات حول كل موضوع اقتصادي ،واجتماعي ،وثقافي ،يهتم مباشرة بأوضاع الشباب وتنمية طاقاتهم اإلبداعية،
وتحفيزهم على اإلنخراط في الحياة الوطنية بروح املواطنة املسئولة؛ وقد ترجم ذلك في املغرب بتضمين قانون االنتخابات الجديد ،حيث خصص 30مقعًد ا للمرشحين الذين
تقل أعمارهم عن 40سنة؛ 15ب معالجة العقبات تغييرات جذرية بعيدة المدى يف المناخا لسياسي لتحقيق الاستقارر في القارة ،فمن الممكن ،على الأجلي نالقصيروتتطل
واملتوسط ،معالجة املعوقات األكثرتأثيًر ا في استثمارالشباب.
وفيما يتعلق بالتمويل ونظًر ا لضحالة أسواق املال الداخلية في القارة كأداة تمويلية ،يصبح االقتراض الوسيلة الجيدة أمام مختلف املشروعات ،وملواجهة تكلفة
اإلقتراض املرتفعة للمشروعات الصغيرة واملتوسطة ،فعلى رواد األعمال الشباب تكوين واالنضمام إلى جمعيات أعمال وتكتالت ملشاركة املخاطر عبر اإلقتراض الجماعي،
16
وتقديم ضمانات مشتركة ،وهو منهج متبع لتقليص الفائدة على االقتراض للمشروعات الصغيرة حول العالم.
وعلى الحكومة املغربية بدورها ،إن لم تتمكن من توفير تمويل للمشروعات الصغيرة واملتوسطة بسبب نقص املوارد ،أن تسهم في توفير ضمانات للقطاع املصرفي
لخفض الفائدة على التمويل ،وأن تسهل من إجراء دخول السوق املصرفي األفريقي ،من خالل التشريعات لزيادة العرض في موارد التمويل األجنبية ،بما يخفض أيًض ا من
أسعارالفائدة ،كما على الحكومة إزالة التعقيدات اإلجرائية أمام إنشاء وتوسع مؤسسات التمويل الصغيرة األهلية والبنوك التعاونية كمصدرللتمويل متناهي الصغرمحدود
القيمة والتكلفة؛ 17ويبرزهنا كذلك دورمؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها البنك وصندوق النقد الدوليين ،واملؤسسات املانحة األخرى غيرالهادفة للربح ،في توفيرقروض
منخفضة أو معدومة الفائدة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ،بشكل مباشرأو من خالل مؤسسات وسيطة محلية.
ًق
و انطال ا من أن املجتمعات تعَّر ف بأنها املناطق واملحافظات واملقاطعات والبلديات التي تشكل أشخاًص ا اعتباريين في القانون العام يديرون شؤونهم بطريقة
ديمقراطية ،فقد أكد دستور املغرب الصادر عام 2011على ضمان مشاركة السكان املعنيين في إدارة أعمالهم ويعزز مساهمتهم في التنمية البشرية املتكاملة واملستدامة؛
باإلضافة إلى هذا الهيكل اإلقليمي ،توجد هياكل وبرامج تنفيذية لتحسين جودة إدارة املشاريع اإلقليمية ،ولتطوير إدارات السلطات املحلية وتطوير نظم املعلومات والرصد
والتقييم .سيتم اتخاذ الترتيبات الالزمة لتقديم الحسابات ،وتفويض الخدمات غير املركزة ،والتقارب والتنسيق وتقييم السياسات العامة؛ وتشكل كل هذه املبادئ واآلليات
اإلطار القانوني واملؤسسي ملشروع "األقلمة املتقدمة" ،والذي يهدف إلى تنفيذ إصالح عميق للدولة ،من خالل التخفيف التدريجي من تحكم الدولة وإلغاء املركزية ،وإضفاء
18
الطابع الديمقراطي ،وبالتالي تسريع عملية التنمية والتحديث وتحقيق حوكمة رشيدة للبالد.
-5التعليم
في عام ،1999أعلن امللك محمد السادس عن بداية "عقد التعليم" ،كإشارة لبدء تحسين التعليم العام في املغرب؛
وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي كانت تواجه التعليم العام ،كالتباينات الواسعة بين الجنسين واملناطق (الحضرية والريفية) ،ومعدالت التسرب املرتفعة من
التعليم ،واالنتقال الضعيف من التعليم إلى سوق العمل .لم يكن لدى املغاربة ثقة في نظام التعليم العام ،ومع ذلك ونتيجة لزيادة الجهود الحكومية شهد نظام التعليم العام
تحسينات كبيرة في السنوات الخمس عشرة املاضية؛ حيث كانت األولوية العليا للحكومة املغربية هي جعل التعليم العام أكثرسهولة ،مما أدى إلى تحسينات كبيرة .ارتفع معدل
االلتحاق الوطني بالتعليم االبتدائي من %52إلى %98خالل عقد واحد فقط ،كما تم إجراء تحسينات مماثلة في التعليم الثانوي األدنى (من %18إلى 57والتعليم الثانوي)%
(من %6إلى .)%32ونتيجة لذلك التحق عدد أكبرمن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 21سنة باملدرسة ( )%89مقارنة برفاقهم من املواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين
19
22و 29عاًم ا ( ،)%74وذلك علي مستوي الريف والحضروالذكورواإلناث.
كما تم إنشاء الوكالة الوطنية ملحاربة األمية في ،2011ومهمتها توفيرالتعليم لكل املواطنين الذين لم تسعفهم الظروف على التعليم ،وذلك عن طريق عقد شراكات مع
فعاليات املجتمع املدني كالجمعيات وغيرها ،ومع ذلك نجد نسبة األمية في املغرب حسب تقرير أصدرته املندوبية السامية للتخطيط بلغت %41.9بالنسبة لإلناث مقابل
20
%22.1بالنسبة للذكورسنة .2014
-6الطاقة
بذلت املغرب جهوًد ا كبيرة في مجال الطاقة وباألخص الطاقة الشمسية ،مما مكنها ألن تكون من أو ائل الدول األفريقية في جذب االستثمارات ،وبدأت في مشروع الطاقة
املتكامل ،ويهدف هذا املشروع التنموي املتكامل إلى توليد طاقة مدفوعة بالطاقة الشمسية بإجمالي قدرة 2000ميجاوات في خمسة مو اقع رئيسية ،و تم تصميم التقنيتين-
الطاقة الشمسية املركزة والضوئية -الستخدامهما في هذه املحطات ،و هذا البرنامج سيساهم بزيادة قدرها ٪14من الطاقة الشمسية في إجمالي الطاقة الكهربائية بحلول عام
ًي 21
2020ومنع انبعاث 3.7مليون طن من ثاني اكسيد الكربون سنو ا.
كما أنشأت الحكومة "الوكالة املغربية للطاقة الشمسية" في عام 2010كأداة لتوظيف املوارد وتجنب املخاطر املحتملة في مجال الطاقة الشمسية ،وتعتبر شركة
محدودة مملوكة بنسبة %25من قبل حكومة املغرب؛ والوكالة مستقلة عن ميزانية الدولة ،وهي مسؤلة عن تقييم وتطوير وتمويل مشاريع الطاقة الشمسية في املغرب ،إلى
جانب املساهمة باألبحاث في مجال صناعة الطاقة الشمسية ،والتي تعتبربدورها قطاع صناعي واستثماري جديد في املغرب22 .
-7الجهوية
يقصد بالجهوية أن كل جهة تكتفي بنفسها وأهلها ومواردها ،فهي املسؤولة عن تنمية جهتها ،ووضع الخطط وامليزانيات والبحث عنها وتدبيرها ،وكل ما يرتبط بمجالها،
سواء من حيث التنمية البشرية أو التنمية باملوارد املادية .فكل ما يرتبط بالتنمية االقتصادية أو االجتماعية لن يدبر من طرف املركز(العاصمة) بشكل أساسي ،و إنما يتم
تدبيره و إيجاد الحلول له من طرف الكفاءات الجهوية أو من خالل الكفاءات الوطنية التي تقدم خدماتها للجهة وهي التي تتكلف بمصاريف ذلك كله ،بل ولها أن تبحث عن
الكفاءات التي يمكنها القيام بذلك خارج الوطن إن افتقدتها في جهتها أو على الصعيد الوطني.
ُت
ومنذ عام ،2010فتحت نقاشات سياسية وأكاديمية واسعة ،شارك فيها مختلف الفاعلين واملهتّم ين؛ تم الوقوف خاللها على مختلف املشاكل التي حيط بالتجربة
ُمل ّخ
املغربية في هذا الصدد؛ من حيث التقطيع والصالحيات والتمويل وتد الت الفاعلين ، 23.كما ناقش مجلس الوزراء املغربي يوم 22يناير 2015مشروع القانون ا نظم للجهوية
و أقّر بعضا من فصوله .
متجاوزين بذلك التنظيم التقليدي القديم القائم على التمركز ،والذي انطلقت منه الدول العربية املعاصرة في إطار الضبط وتولي جميع امللفات وتدبيرها بقرارات
فوقية ،وبالتالي تنمية الجهة عن طريق التنافسية بينها وبين منتخبيها ،والحرص على الجودة والسالمة في االختيارات والبرامج؛ وستظهر من خالل التنافس تجارب متنوعة
ومتعددة ،وهي السبيل لكشف مدي االلتزام باملسؤولية في أي جهة من الجهات من خالل املقارنات التي سيقف عليها عموم الشعب من خالل التجول والتنقل من جهة إلى
أخرى ،وتحقيق التكافل والتضامن بين الجهات لخلق توازن بينها؛ فإذا كانت الرهانات التنموية تقوم على الشراكات بين املدن من خارج الدولة الواحدة ،فألن يكون ذلك بين
24
جهات الدولة الواحدة.
فالهدف هنا يكمن في خلق أقطاب جهوية متعددة ،منها االقتصادي من إدارات مالية وصناعية وغيرها ،ومنها الفالحي وما يرتبط به من موارده كاملاشية والثروات
الحيوانية وغيرها ،ومنها جهات سياحية و أثرية ،وهذا التنوع الجهوي احتياجات العرض الداخلي لعموم الشعب ،ويجذب السياحة ورؤوس األموال الخارجية عندما تجد
األمن والجدية ،وبالتالي توفير إطار قانوني لتوزيع السلطة وممارستها وتحمل املسؤولية الكاملة في ذلك ،التدرج في االستقالل التام والكامل للجهات في التدبير ،ومنها املجال
التعليمي ،حيث سيكون لكل جهة الحق في إنجاز مقرراتها الدراسية التي تتناسب مع طبيعتها؛ وال بد من التذكير بأن املغرب منذ أكثر من عشر سنوات أصبحت فيه املقررات
25
الدراسية متنوعة ومتعددة في املستوى التعليمي الواحد.
ًا
ثالث -تحديات التنمية التي تواجهها املغرب
تواجه العملية التنموية في املغرب مجموعة من التحديات والعوائق التي تقف كحجرعثرة في سبيل تحقق التنمية الشاملة ،نستعرض أهمها على النحو التالي:
-1الفساد
من الواضح أن مكافحة الفساد ال يمثل أولوية حقيقية في املغرب بالنسبة للجهات الفاعلة السياسية الرئيسية كالسلطة التنفيذية واألحزاب السياسية والبرملان.
باإلضافة إلى ذلك ،فإنه عندما يتم تحليل إدارة هذه املؤسسات من حيث الشفافية واملساءلة ،سواء من حيث القواعد واملمارسات ،فإنها ال تبدو مثالية.
ويرجع ذلك لعدة اعتبارات ،اهمها تدني مشاركة املؤسسات في مكافحة الفساد سواء كانت مؤسسات العدل (فيما يتعلق بالسيطرة على املالحقة التنفيذية والفعالة
للفساد) ،ومكافحة السلطات للفساد واألحزاب السياسية والشرطة (بالنظرإلى نتائج محاكمتهم بشأن الفساد) ،والسلطة التنفيذية (بالنظرفي إدارتها للقطاع العام وإجراءات
26
مكافحة الفساد) والبرملان (من أجل رصدها للسلطة التنفيذية والتزامها بمكافحة الفساد).
إن مشاركة املؤسسات املغربية في مكافحة الفساد منخفضة بشكل عام ،حيث توجد فجوة واضحة بين اإلطار القانوني أو املؤسسي وبين املمارسات وآلية تنفيذ هذه
القواعد .وتتخذ مكافحة الفساد في املغرب شكل سياسة رمزية في كثيرمن األحيان ،حيث ال تتمتع مؤسسات مكافحة الفساد إال بسلطات جزائية ضعيفة التحقيق نسبًي ا ،على
سبيل املثال شهدت هونغ كونغ انخفاًض ا كبيًر ا في الفساد مع مرورالوقت يعزي هذا النجاح جزئًي ا إلى إنشاء هيئة مستقلة ملكافحة الفساد ،تتمتع بسلطات هائلة ،وبالتالي فإن
27
السلطات املحدودة و افتقارها إلى الحكم الذاتي تجاه الحكومة هي العقبات الرئيسية التي تعترض نجاح مهمته.
إن االقتصاد املغربي مدفوع في املقام األول بالعمالء واملحسوبية ،حيث تمت خصخصة معظم الشركات اململوكة للدولة في التسعينيات ،لكن الجهات االقتصادية
الفاعلة املرتبطة بالقصر كانت تميل إلى االستفادة بشكل غير قانوني من تلك العملية .كما ان مشاركة امللكية املتزايدة في القطاع الخاص بالبالد ،والنفوذ العميق لرجال
األعمال البارزين القريبين من القصر ،كل ذلك أدى إلى تفاقم مشاكل الشفافية طويلة األمد خالل السنوات القليلة املاضية ،مما يجعل من املجتمع املغربي أقرب لشبكة من
28
شبكات املحسوبية التي تمتد إلى كل املستويات.
حسب مؤشرمدركات الفساد في منظمة الشفافية الدولية ،فإن مدى الفساد في اململكة لم يتغيربشكل كبيرمنذ عام .2007ففي عام ،2010على الرغم من التحسينات
الهامشية في النتيجة اإلجمالية بسبب إصدارتشريعات واعدة لم تنفذ بعد ،احتلت املغرب املرتبة 85من أصل من 178دولة ،وهو أقل بكثيرمما كان عليه في عام 2000؛ وتغير
الوصع في عام ، 2018احتلت املغرب املرتبة 73من أصل 180برصيد 43من 100وهو أفضل بكثيرمن ذي قبل29.
وقامت الحكومة مؤخًر ا بسن قانون الحق في الحصول على املعلومات ،وذلك بعد سنوات من التأجيل والدعوات املتكررة من مجموعات ناشطة في املجتمع املدني
لبلورة قانون أساسي في هذا الصدد ،ولكن القانون املعتمد بصيغته الحالية يبقى محل انتقادات الذعة من املجتمع املدني ،بما في ذلك الفرع الوطني ملنظمة الشفافية الدولية
في املغرب ،ويرجع ذلك إلى النقائص التي تشوب هذا القانون والقيود الخطيرة التي يتضمنها ،وعمل الفرع الوطني منذ سنة 2006ى المطلابة بمشروع قانون يحترم المعياير عل
30
الدولية.
ولكن في نهاية املطاف احتوى القانون في نسخته النهائية على توجيهات غامضة فيما يتعلق باستخدام املعلومات وإعادة استخدامها ،كما يتضمن سلسلة من
االستثناءات للدفاع الوطني واملعلومات املتعلقة باألمن الداخلي والخا جي واملعلومات الخاصة مما أضعف قوة هذا القانون بشكل عام31.
ر
اف ةلتضمن القانون نصوص عقوبات قاسية على المواطينن الذين يعيدون استخدام المعلوامت بما يؤدي إلى الإضرا ر"بالمصلح ةالعامة" أو "تحريف" مضمونبالإض
املعلومات املحصل عليها ،ثبت أن هذا القانون ليس فعال بشكل تام ،ولم يعكس عدة توصيات تقدم بها الفرع الوطني ملنظمة الشفافية الدولية في املغرب وتوصيات جهات
أخرى في املجتمع املدني ،ولكن هذا ال يمنع أن هذه الخطوة التي اتخذها املغرب مكنته من االنضمام إلى شراكة الحوكمة املفتوحة ،وهي شبكة متعددة األطراف تضم حكومات
32
ومنظمات من املجتمع املدني تعهدت بمكافحة الفساد .وتمثل هذه الشراكة منبًر ا مهًم ا ،ويضم أكثرمن 70دولة مشاركة ويعمل على تعزيزالشفافية في العالم.
-2البطالة
تعد البطالة إحدي مظاهر القصورفي االستراتيجية التنموية املغربية خالل العقدين األخيرين ،وهي تطول حوالى %23من خريجي الجامعات واملعاهد العليا .وترتفع
ًا
لدى فئات أخرى خصوص املرأة ،التي تعاني من بطالة تتجاوز ،%36ويكون السخط في معظم األحيان على األوضاع االجتماعية بسبب ضعف فرص التوظيف ،مما يكون سبًب ا
ًا
مباشر في تكوين قالقل اجتماعية وحراك ضد الحكومة واملسؤولين ،على غرارما حدث من قالقل اجتماعية في "الحسيمة" ومدن أخرى.
وبالنظر إلي األرقام الصادرة عن البنك الدولي ال يبدو أن هناك تحسن ملحوظ خالل السنوات القليلة املاضية ،فلم نصل بعد إلى النسب املحققة في 2011و2012
و ،2013إذ سجلت البطالة في هذه السنوات أدنى مستوياتها في تاريخ املغرب تقريًب ا؛ ووفق تقريرصدرعن البنك الدولي في أبريل ،2018تلخصت هذه التحديات في ثالثة تحديات
رئيسية ،وهي نقص االندماج بالسوق ،فالشباب والنساء أقل اندماًج ا في سوق الشغل ،إذ إن مشاركة املرأة في اليد العاملة متدنية وال تتجاوز .%23
باإلضافة إلى بطء نمو الوظائف؛ إذ ال تكفي فرص العمل الجديدة إلستيعاب تدفق السكان في سن العمل ،وسط غياب كبيرللشركات الصغيرة واملتوسطة ،بينما يتمثل
التحدي الثالث في تدني جودة الوظائف ،فسوق الشغل املغربي يغلب عليه الطابع غير الرسمي ،في ظل بطء نمو الوظائف غير الفالحية ،و افتقار العمال إلى آليات كافية
للحماية والحواراالجتماعي؛ وتفيد بيانات املندوبية السامية للتخطيط بأن معدل البطالة للخريجين يبلغ ،%17أي أعلى من املعدل الوطني البالغ ،%9.8ويرجع ارتفاع معدل
طالة بين الخريجين في جانب منه إلى اعتماد المغبر على الشركات الصغيرة والمتسوطة الحجم ،التي لا وتظف عادة الخريجين؛ كما انه يوجد عائق آخر يتمثل في كونالب
التدريس لألطفال في املدارس باللغة العربية الفصحى ،بينما تعليمهم الجامعي يكون بالفرنسية ،وبحسب التحقيق فإن اثنين من كل ثالثة أشخاص ال يكملون تعليمهم في
ًق
الجامعات العامة باملغرب؛ ألنهم ال يتحدثون الفرنسية ،هذا األمر يعتبره صندوق النقد الدولي عائ ا كبيًر ا أمام النمو االقتصادي؛ إذ يشيرالصندوق إلى أن نسبة البطالة بين
الشبان تبلغ ،%25ويقا ب متوسط الدخل السنوي 3440دوالرللفرد ،وهو أقل من ثلث املتوسط العاملي33.
ر
األزمة ال تتعلق بالدراسة فقط ،حيث يكمن التحدي األكبرفي القدرة على إجراء مقابالت الوظائف بالفرنسية ،والعمل بنفس اللغة في حال كان الخريج يسعى للعمل في
مجال تخصصه ،وإذ لم يتمكن من التغلب على هذا التحدي ،فسيكون لديه طريقان ،إما البحث عن عمل في قطاعي الفالحة أو الصيد ،أو االنتظارفي طابورالعاطلين املزدحم،
إذ دخل نحو 280ألف خريج سوق العمل العام املاضي ،في حين لم توفرالحكومة سوى 12ألف وظيفة فقط.
ًا
وتتطلع املغرب إلى تحديث اإلدارة وتحسين مناخ األعمال ،التي تحتل فيه املرتبة 68عاملي .وتطمح إلى أن تصبح ضمن الـ 50األو ائل ،وتقوية الرقابة على السياسات
العامة لجعلها أكثرإفادة للسكان ،وهو مطلب قديم الستقطاب مزيد من االستثمارواالستفادة من الكفاءات البشرية املتاحة ،إذ لم يسبق أن كان للمغرب هذا العدد الكبيرمن
املهندسين واألطباء والعلماء والخبراء والتقنيين في كل املجاالت واملعا ف والعلوم ،التي تكلف سنويًا أكثرمن 7ملياردوالرإلعدادها34.
ر
-3الطاقة
تم إلغاء اإلعانات املخصصة للبنزين والديزل والكيروسين تقريًب ا منذ عام ،2007كما أن أسعارالكهرباء في املغرب ال تمثل التكاليف الحقيقية ألنها أقل من متوسط
ًئ
تكاليف اإلنتاج والنقل ،وهذا يخلق عب ا مالًي ا كبيًر ا على امليزانية الوطنية ،باإلضافة إلي االعتماد على استيراد الطاقة ،فعلى خالف بعض جيرانها في املنطقة ،يعتمد املغرب
اعتماًد ا كبيًر ا على الطاقة الهيدروكربونية املستوردة ،وتؤثرواردات الطاقة هذه سلًب ا على امليزان التجاري للمغرب وتجعل اقتصاد املغرب واستقراره السياسي عرضة لتقلبات
35
األسعارالعاملية.
-4االقتصاد
تزايد الخماطر أمام الساتثمارات الغمربية البماشرة في إفريقيا ،في ضوء تراجع مناخ العأمال ،الناتج عن تصاعد مخاطر الماتثال التمعلقة بالفساد أو الحاتيال أوت
املشكالت القانونية والتنظيمية في دول القارة ،وكذلك مخاطراألمن ومطالب الكثيرمن املنظمات غيرالحكومية واملجتمعات املحلية .باإلضافة إلى ذلك ،فإن الكثيرمن عمليات
التدقيق والنزاعات الضريبية ،وإعادة التفاوض بشأن االتفاقات الحكومية ،أو القيود املتزايدة على الصادرات تشكل عقبات أمام املستثمرين األجانب الراغبين في االستثمارفي
36
القارة.
و انخفضت تدفقات االستثمارات األجنبية املباشرة ملنطقتي غرب ووسط إفريقيا ،اللتين تحظيا باهتمام مغربي متزايد ،بنسبة %22بالنسبة ملنطقة وسط افريقيا،
حيث بلغت 5,7ملياردوالر ،و %11بالنسبة ملنطقة غرب افريقيا ،حيث بلغت 11,3ملياردوالر ،مع استمرارتباطؤ االقتصاد النيجيري ،إذ انخفض االستثماراألجنبي املباشرفي
نيجيريا بنسبة 37 .%21
ًا
رابع -الخاتمة والتوصيات
يتضح مما سبق أن املغرب قد أهتمت بتطويررؤية شاملة بدًء ا من النهوض بالبنية التحتية وشبكات الطرق ،واإلهتمام بالتنمية الحضرية وتحقيق تقدم ملحوظ في
االقتصاد وجعله اقتصاد متنوع غيرمقتصرعلي القطاع الزراعي بشكل أساسي ،باإلضافة ملحاولة حل مشكلة الفقروالبطالة عن طريق االهتمام بعدة جوانب أهمها؛ النهوض
بالتعليم والتركيز علي املشروعات وجذب االستثمارات؛ وفي سبيل تدعيم الديمقراطية تم إجراء اصالحات مؤسسية واالهتمام باملشاركة السياسية وادماج الشباب في العملية
ّك اًل
السياسية ،فض عن محاولة التقليل من التح م املركزي للدولة في شتى مناحى الحياة واالهتمام بتدعيم الجهات األصغر املختلفة بما يضمن تقسيم مسؤلية توفير الخدمات
ًث
واملساعدة في الحكم ،كما ان املغرب تسعى حثي ا للتغلب على املشكالت العديدة التي تواجهها وعلى رأسها الفساد والبطالة ومشكالت الطاقة.
-1الفساد
ينبغي تعديل القوانين التي تقيد حريات الصحافة واملجتمع املدني واألفراد ،وتأسيس هيئات مكافحة فساد مستقلة سياسًي ا وتتمتع بموارد كافية يناط بها قيادة
محاربة الفساد ،كما ينبغي إلزام جميع املسؤلين في القطاع العام بتقديم إقرارات الذمة املالية وتوفيرها للعامة ،وسن و إنفاذ قوانين تضمن حق الوصول إلى املعلومات،
وتفعيل مدونات السلوك للموظفين العموميين ،وضمان قيام الحكومة بتهيئة وضع آمن وتنفذ قوانين وآليات لحماية املبلغين عن الفساد ،وإدماج املواطنين واملجتمع املدني
في محا بة الفساد واإلبالغ عنه وتشجيع ذلك من قبل مؤسسات املجتمع املدني ،وأخيًر ا املالحقة القانونية وتنفيذ العقوبات املالئمة علي أي مسؤل مهما بلغت مكانته38.
ر
-2النقل
إن االهتمام بالنقل والبنية األساسية يعتبر عامل جذب مهم لالستثمارات األجنبية إلى املغرب ومحفزرئيسي للبدء في املشاريع املختلفة ،وذلك يستدعي جهوًد ا من
اململكة املغربية تتضمن عمل خطة شاملة للتنسيق بين القطاعات املعنية املختلفة ،والسيما وزارة الداخلية ،ووزارة النقل ،ووزارة اإلسكان والتنمية الحضرية ،ووزارة
اًل
االقتصاد واملالية ،فض عن سن تشريعات للحد من اإلنبعاثات الناتجة عن اإلستخدام املفرط لوسائل النقل الخاصة ومحاولة توفيروسائل النقل العامة ووضع دعم عليها،
وذلك في سبيل الحد من مشكلة اإلزدحام.
-3السياحة
ال يمكن تحقيق تنمية سياحية مستدامة دون توحيد جهود جميع أصحاب املصلحة ،من املهم أن يقوم تعاون جميع الجهات املعنية في السياحة مبني على املشاركة
واحترام القيم والقواعد واملبادئ التي تضمن الشفافية والتضامن وتكافؤ الفرص واالحترام املتبادل؛ وبالتالي يتعهد أصحاب املصلحة في السياحة بما يلي:
w w w .acrseg.org/41331 8/11
44/ 3:54 2024/م المركز العربي للبحوث والدراسات :مسار التجربة التنموية في المغرب (الفترة منذ تولي محمد السادس 1999وحتى )2018
ن حرية الحركات السياحية وتجنب أي قيود تمييزية ،وتسهيل الوصول إلى السياحة لجميع الفئات السكانية ،لا يسما الشباب والأس روالمتاقعدين وأصحاب الدخولضما
املنخفضة وكبار السن واملهاجرين وأسرهم ،مراعاة خصوصيات أنواع اإلعاقة املختلفة ،وتعزيز وتنفيذ املساواة بين الجنسين في جميع أشكال التنمية السياحية ،حماية األطفال من
جميع أشكال االستغالل ،واالمتثال للوائح املعمول بها ،ضمان الشفافية الكاملة للعالقات التجارية ،وحظر جميع أشكال الفساد أو املمارسات غير األخالقية ،اعتماد مناهج تهدف إلى
مراعاة املسؤولية االجتماعية لشركات السياحة ،وتعزيز امللصقات والجوائز ،باإلضافة إلى بناء الرأسمال البشري ،والسعي إلى محو األمية من خالل تخصيص املزيد من املوارد البشرية
ّد ُأل
واملالية لبرامج محو أمية الكبار ،وتشجيع ا َس ر الفقيرة على تعليم أبنائها ،تقليص عدم املساواة ،ويمكن الح من عدم املساواة عبرفرض ضرائب تصاعدية واعتماد إنفاق عام ُم وَّج ه
ّد
بشكل أفضل ،وتدعيم سياسات إعادة توزيع الدخل ،تحسين بيئة األعمال .يجب أن يق م القادة حو افز إلى أصحاب املشاريع غير الحكومية كي ينضّم وا إلى اقتصاد املغرب الرسمي،
ّظ
ويشّج عوهم على التقّي د بالتزاماتهم االجتماعية واملالية تجاه مو فيهم ،تعزيز الالمركزية السياسية واملالية .يمكن املساهمة في تحسين السياسات التنموية املحلية عبر زيادة مشاركة
39 ُمل َت َخ
الفاعلين غيرالحكوميين ،بما في ذلك املجالس املحلية ا ن بة ومنظمات املجتمع املدني.
وختاًم ا؛ من مجمل الدراسة السابقة نري أن التجربة املغربية في التنمية تعتبر إحدى التجارب الفريدة التي يجب على الدول العربية واإلفريقية اإلستفادة منها
واستلهامها ،و أنه من املهم أن يصحب عملية التنمية الشاملة اإلملام الكامل بكافة الجوانب املستهدف تطويرها وكزا املعوقات ليتم العمل علي حلها ،وذلك في سبيل إنجاح
العملية التنموية عموًم ا؛ ولقد كشفت الحقبة األخيرة للمغرب عن العديد من املعوقات في مجاالت عديدة ،مما يستدعي من الرباط تفعيل استراتيجيتها بشكل متكامل
ومندمج ،مع ضرورة التعاون مع القوي اإلقليمية والدولية املعنية.
املراجع
Mariana. Ottawa, Meredith riley, Carnegie papers, Middle east series, morocco: from Top-down Reform to Democratic Transition? Carnegie Endowment for 1-
international peace, September 2006). P.5
https://moroccoonthemove.com/reform/development-initiative -2
4-حامد املسلمي" ،التنافس بين داعش والقاعدة في أفريقيا" ،املرجع 12 ،نوفمبر .2018
)http://www.almarjie-paris.com/5055( http://www.almarjie-paris.com/5055
5-علي أحمد جاد بدر ،تأثير تنظيم القاعدة في بالد املغرب اإلسالمي على العالقات العربية األفريقية ،د .إبراهيم أحمد نصر الدين (محرًر ا) ،اإلرهاب وتأثيره على العالقات العربية األفريقية
(بغداد :املركز العراقي-األفريقي للدراسات اإلستراتيجية )2016 ،ص ص .297-295
Ait Boubkr. Asma and others,”, “Transportation Planning: A Comparison Between Moroccan and Spanish decision-making process”. The Open Transportation -6
Journal 2012, p.6
Third United Nations Conference on Housing and Sustainable Urban Development p.30 -8
.Mohsen khan and Karim merzan, “Morocco’s gradual political and economic transition” Atlantic council, Rafiq Hariri center for the middle east, march 2015. P.5 -9
IMF, Morocco: Request for an Arrangement under the Precautionary and Liquidity Line—Staff Report, August 2014, -10
)http://www.imf.org/external/pubs/ft/scr/2014/cr14241 (http://www.imf.org/external/pubs/ft/scr/2014/cr14241
11-سي إن إن العربية " ،قرض جديد من صندوق النقد للمغرب .فما قيمته " 18،ديسمبر .2018
12-صدي البلد" .من قلب درة املوانيء ..صدي البلد داخل ميناء طنجة املتوسط.قبلة التجارة العاملية باململكة املغربية" 7،يوليو 2019
13-التقرير التركيبي ألشغال املناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية اإلجتماعية واإلقتصادية،الصخيرات 8،ديسمبر 2015
14-املجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي" ،رأي املجلس اإلقتصادي واإلجتماعي حول موضوع تنمية العالم القروي،التحديات واآلفاق" ,ص6 .
Quartey.P and others. “Financing the growth of SMEs in Africa: What are the constraints to SME financing with ECOWAS?”, (Revie of Development Finance, July 16-
2017), pp.18-28
17-
.Kauffmann.” Financing SMEs in Africa”, Policy insights (7), (OECD Development Center, 2005)
.Plan Cadre des Nations unies d’aide au Development: Maroc, 2017-2021, p.19-18
.Euromed, “Youth work in Morocco and youth participation projects at local level”. p.9 -19
https://www.akhbarona.com/writers/253411.html#ixzz5skyiPGz4 (https://www.akhbarona.com/writers/253411.html#ixzz5skyiPGz4)-20
.GGBP Case Study Series. “The Moroccan Agency for Solar Energy and the Moroccan Solar Plan”. P. 3 -22
.2016 يناير28 ، مركز الدراسات اإلستراتيجية والديبلوماسية، الحكم املحلي أو الجهوّي ة املتقدّم ة باملغرب-23-
املرجع السابق-24-
املرجع السابق25-
26- Kit Jalal, Mach Rafi Mustapha. “Corruption Impacts on Growth and Development of the Moroccan Society”,) IOSR Journal of Economics and Finance, Volume 7,
www.iosrjournals.org (http://www.iosrjournals.org/)Issue 1. Ver. I. Jan. -Feb. 2016(. PP 20-31.
املرجع السابق27-
Guilain.Denoex,” Countries at the crossroads: morocco”, freedom house, 2011. p.10 -28
https://www.transparency.org/country/MAR
.2019 يناير، منظمة الشفافية الدولية،" انتشار الفساد في ظل ضعف املؤسسات وتراجع الحقوق السياسية: "الشرق األوسط وشمال أفريقيا-30
املرجع السابق31-
املرجع السابق-32-
.2019 فبراير18 ، رويترز،"املغرب ينظرإلى الفرنسية على أنها لغة النجاح االقتصادي-" تحقيق، أحمد الجشتيمي33-
https://ara.reuters.com/article/entertainmentNews/idARAKCN1Q71H5
http://www.alhayat.com/article/894591 .2017 اكتوبر27 ، الحياة،""البنك الدولي يحّض املغرب على معالجة بطالة الشباب، محمد الشرقي34-
MENA SELECT,” Country Fact Sheet: Morocco, Energy and Development at a glance” ,2016. p. 7 -35
.Rebecca Major, Out of Africa: pourqoi les investisseurs quittent l’Afrique? Les Echos, 22 August 2018 -36
.Transparency international, “People and corruption: middle east and north Africa survey “,2016. P.6 -38
معلومات
w w w .acrseg.org/41331 10/11
44/ 3:54 2024/م المركز العربي للبحوث والدراسات :مسار التجربة التنموية في المغرب (الفترة منذ تولي محمد السادس 1999وحتى )2018
إرسل لصديق
)https://www.addtoany.com/share#url=http%3A%2F%2Fwww.acrseg.org%2F41331&title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%B
()whatsapp#/ ()twitter#/ ()facebook#/
تعليقات
األقدم فرز حسب التعليقات0 :
تصويت
تعليق االتفاق
النتائج تصويت
()/
تقارير ()list/26/islams/ ملفات ()list/23/files/ دراسات ()list/37/studies/ تقديرات موقف ()list/25/stamations/ الرئيسية ()index.php
وسائط متعددة ()list/29/media/ أنشطة املركز ()list/28/conference/ آفاق سياسية ()list/1039/afaq/ عروض وترجامت ()list/27/realeases/
تابعنا عىل
)rss.aspx/(
© 2018 All Rights Reserved. أعلن معنا (/contact.aspx) .بيان الخصوصية .من نحن ( . )14912/إتصل بنا