Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫املركزالجامعي الشريف بوشوسة ‪ -‬آفلو‬

‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم التجارية‬


‫السنة الثالثة تسويق‬

‫محاضرات في مقياس‬

‫قانون حماية املستهلك‬

‫‪2024/2023‬‬
‫صفحة‬
‫• مقدمة‬
‫• مفاهيم عامة حول حماية املستهلك‬
‫• أطراف العالقة االستهالكية‬
‫• آليات حماية املستهلك في التشريع الجزائري‬
‫• أجهزة الرقابة لحماية املستهلك‬

‫صفحة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫نصبت التطورات الفكرية الحديثة في املجال التسويقي املستهلك على رأس قائمة أولوياتها‪ ،‬وجعلته املنطلق‬
‫والنهاية ملختلف ممارساتها واستراتيجياتها‪ ،‬وعلى هذا األساس عمدت مختلف املؤسسات املعاصرة إلى تكييف‬
‫مختلف منتجاتها وفق حاجيات ورغبات املستهلك‪ ،‬ومن ثم جعلها تتماش ى مع تطلعاته الفكرية املستقبلية‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية العالقة التبادلية التفاعلية الكثيفة واملستمرة التي تجمع بين املستهلك واملنتج (املتدخل)‪،‬‬
‫وعلى اعتبار أن املستهلك يعتبر الطرف األضعف من خالل هذه العالقة‪ ،‬وجب إيجاد إطار قانوني يحمي حقوق‬
‫املستهلك ويصونها من أي تجاوزات قد تصدر من الطرف‪ ،‬والتي قد تضر بصحته النفسية أو الجسدية‪ ،‬وذلك‬
‫فيما يعرف بقانون حماية املستهلك‪.‬‬
‫هذا القانون الذي عرف عدة تطورات مع مرور الزمن نتيجة لتعالي األصوات املنادية بأهمية املستهلك في‬
‫العملية التجارية‪ ،‬والعملية االستهالكية في االقتصاد بشكل عام‪ ،‬لتتبناه الجزائر من خالل القانون ‪ 03-09‬املتعلق‬
‫بحماية املستهلك وقمع الغش بتاريخ ‪ 25‬فيفري من سنة ‪ 2009‬املعدل واملتمم بقانون ‪ ،09-18‬الذي أوضح في‬
‫طياته مختلف االليات الضرورية لحماية املستهلك‪ ،‬وأيضا مختلف الجهات املخولة لها ذلك‪ ،‬على غرار جمعيات‬
‫حماية املستهلك واملجلس الوطني لحماية املستهلك‪.‬‬

‫صفحة‬
‫مفاهيم عامة حول حماية املستهلك‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ .1‬تعريف حماية املستهلك‬

‫تعرف حماية املستهلك على أنها "حفظ حقوقه وضمان حصوله على تلك الحقوق من قبل املهنيين (املتدخلين أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫املنتجين) في كافة املجاالت‪ً ،‬‬
‫سواء كانوا تجارا لو صناعا أو مقدمي خدمات‪ ،‬وذلك في إطار التعامل التسويقي الذي تكون‬
‫محله سلعة أو خدمة"‪ ،‬وتنحصر حماية املستهلك بشكل عام في أربعة مجاالت هي‪ :‬حماية األمن الجسدي له وصحته‬
‫وسالمته‪ ،‬حماية مصالحه االقتصادية‪ ،‬حماية إرادته التعاقدية‪ ،‬وحماية فكره وثقافته‪ ،‬هذا وتتسم حماية املستهلك بعدة‬
‫خصائص منها اثنين أساسيين هما‪:‬‬

‫✓ عمومية وشمولية الحماية؛‬


‫✓ العدالة في املوارزنة بين حقوق وواجبات طرفي العملية التعاقدية‪.‬‬

‫كما تعرف أيضا حماية املستهلك على أنها تلك الجهود التي تتمتع بصفة النظامية‪ ،‬واالستمرارية‪ ،‬واملبذولة من طرف‬
‫األجهزة الحكومية واملجتمع املدني في سبيل الدفاع عن حقوق ومصالح املستهلك‪ ،‬وحمايته من األضرار الظاهرة أو الخفية‪،‬‬
‫الصحية أو االقتصادية أو االجتماعية‪ ،‬التي قد تصيبه في إطار العالقة التعاقدية مع املنتجين أو التجاريين أو مقدمي‬
‫الخدمات (املتدخلين)‪.‬‬
‫يقص ددد بحماية املس ددتهلك في أبس ددف معانيه"‪ :‬حفظ حقوق املس ددتهلك وض ددمان حص ددوله عل ها‪ ".‬وهو مفهوم يتض ددمن‬
‫شقين؛ اإلقرار بوجود حقوق للمستهلك‪ ،‬ووجوب بذل كل املجهودات لت مين االستفادة منها‪.‬‬
‫ولذلك فإن التعريف األدق لحماية املسد د د ددتهلك أنها‪ :‬خدمة توفرها الحكومة أو املجتمع املدني لحماية املسد د د ددتهلك من‬
‫الغش التجاري أو اسدتغالله أو سدوء تقديم خدمة ما عن طريق االحتكار أو الخضدوع لظروف معينة‪ ".‬فهذا املفهوم يجسدد‬
‫عملية تفعيل حماية املس د ددتهلك مما يقدم له من س د ددلع وخدمات قد تصحق به أض د درارا ص د ددحية‪ ،‬أو اقتص د ددادية‪ ،‬أو اجتماعية‬
‫سواء أكان على علم بهذا الضرر أو لم يكن مدركا له‪.‬‬

‫‪ .2‬مبدأ حماية املستهلك‬

‫يمكن القول إن املبدأ األساس ي لهذه الحركة هي حفظ حقوق املستهلك املختلفة‪ ،‬والتي أقرتها الجمعية العامة لألمم املتحدة‬
‫سنة ‪ ،1985‬واملتمثلة في ثمانية حقوق أساسية هي‪:‬‬

‫✓ الحق في الصحة والسالمة واألمان عند االستعمال العادي للمنتجات‪ ،‬وان يعيش املستهلك في بيئة سليمة؛‬
‫✓ الحق في توفير املعلومات والبيانات الصحيحة والكافية عن املنتجات؛‬
‫✓ الحق في االختيار الحر للمنتجات التي تتوافر بها شروط الجودة املطابقة للمواصفات؛‬
‫✓ الحق في صون كرامته الشخصية‪ ،‬واحترام عاداته وتقاليده؛‬
‫✓ الحق في الحصول على املعرفة املتعلقة بحماية حقوقه ومصالحه املشروعة‬
‫✓ الحق في املشاركة في الصجان واملؤسسات والجمعيات ذات الصلة بحماية املستهلك؛‬
‫صفحة‬

‫✓ الحق في في الشكوى وفي رفع الدعاوى القضائية في حالة االخالل بحقوقه؛‬


‫‪ .3‬التطور التاريخي لحماية املستهلك في الجزائر‬
‫لم تكن الجزائر خارج هذا االهتمام املتعلق بحماية املستهلك‪ ،‬فبعد االستقالل بقي القانون الفرنس ي املتعلق بقمع‬
‫الغش والتدليس لسنة ‪ 1905‬ساري املفعول إلى غاية صدور قانون العقوبات الصادر بأمر رقم‪ ، 66/156‬واملؤرخ في ‪01‬‬
‫جوان ‪ ، 1975‬والذي اقتصر على سبعة مواد مذكورة في الباب الرابع من الكتاب الثالث تحت عنوان‪" ،‬الغش في بيع السلع‬
‫والتدليس في بيع املواد الغذائية والطبية"‪ ،‬وكان هذا أفضل ما وصل إليه القانون الجزائري فيما يتعلق بحماية املستهلك في‬
‫تلك الفترة‪ ،‬وذلك نظرا لخصوصياتها التي طغى عل ها تبني االقتصاد املوجه وهيمنة الدولة على االقتصاد الوطني‪ ،‬وما‬
‫صاحب الفترة من ندرة للمنتجات‪ ،‬المر الذي جعل الحكومة واملستهلك ل يتجاوز اهتمامهم حدود توفير الكمية الكافية‬
‫من املنتجات التي تشبع الحاجات املتزايدة‪ ،‬دون االهتمام العميق بالنوعية أو الجودة‪.‬‬

‫وبتوجه الجزائر نحو تبني االقتصاد الليبيرالي أو اقتصاد السوق‪ ،‬وما صاحبه من انفتاح الجزائر على االقتصاديات‬
‫العاملية‪ ،‬أصبح السوق الجزائري يضم العديد من املنتجات من مختلف املصادر‪ ،‬مما اعطى املستهلك الحرية الكاملة‬
‫لالختيار بينها‪ ،‬إل أنه عرضه في نفس الوقت لألخطار غير املعروفة الناجمة عن استهالك هذه املتتجات‪ ،‬والتي قد تضر‬
‫بمصالحه االقتصادية والصحية‪ ،‬وذلك في ظل غياب قوانين واضحة لحمايته‪ ،‬وعليه قامت الحكومة الجزائرية بتاريخ ‪07‬‬
‫فيفري ‪ 1989‬باصدار القانون رقم ‪ 02-89‬املتعلق بالقواعد العامة لحماية املستهلكن وذلك تحسينا للممارسات التجارية‪،‬‬
‫وتشجيع املنافسة االيجابية التي ل تضر باملستهلك بصفة خاصة‪ ،‬وتحمي االقتصاد الوطني بشكل عام‪.‬‬
‫وبعد ذلك أصدر املشرع الجزائري عدة مراسيم خاصة بتطبيق أحكام القانون ‪ 02-89‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬املؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1990‬املتعلق برقابة الجودة وقمع الغش؛‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،366-90‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1990‬املتعلق بوسم املنتجات املنزلية غير الغذائية وعرضها؛‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،65-92‬املؤرخ في ‪ 12‬فيفري ‪ ،1992‬املتعلق بمراقبة املنتجات املحلية واملستورة؛‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،272-92‬املؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪ ،1992‬املتعلق باملجلس الوطني لحماية املستهلك‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬أصدر املشرع الجزائري القانون رقم ‪ 03-09‬املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬والذي‬
‫ألغى القانون رقم ‪ 02-89‬املؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 1989‬واملتعلق بالقواعد العامة لحماية املستهلك‪ ،‬ليتم تعديله وتتميمه‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 09-18‬املؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪.2018‬‬

‫‪ .4‬مجاالت اإلخالل بحماية املستهلك‬

‫توجد عدة مجاالت یتم من خاللها اإلخالل بحمایة املستهلك منها‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلعالن ‪ :‬وذلك من خالل انتهاج أسالیب الخداع في الرسالة اإلعالنیة لغرض تضلیل املستهلك والعمل على إقناعه بشراء‬
‫منتج ما‪ ،‬وهذا بالتركيز على مختلف أسالیب االغراء املكتوبة في إلعالن‪ٕ ،‬واثارة التصرفات االنفعالیة غير الرشیدة التي تؤثر‬
‫على أذواق املستهلكين؛‬
‫‪ -2‬الضمان‪ :‬وهو الحق الذي یضمن للمستهلك أداء املنتج‪ ،‬ومستوى هذا الداء بما یتناسب مع قیمته‪ ،‬ومن ثم فإن عدم‬
‫منح هذا الضمان‪ ،‬أو عدم استیفائه للشروط الضروریة مثل املدة الكافیة للتأكد من عدم ظهور ووجود عیوب‪ ،‬یعتبر وجه‬
‫صفحة‬
‫من أوجه اإلخالل بحمایة املستهلك‪ ،‬نظرا ألن مقدم املنتج في هذه الحالة قد تنصل من مسؤولیته تجاه السلعة املباعة أو‬
‫الخدمة املقدم؛‬
‫‪ -3‬التبیين‪ :‬ونقصد بذلك أن املستهلك یعاني نتیجة لعدم معرفته أو جهله باستعمال املنتج املقدم له نظرا لخلو هذا املنتج‬
‫من وجود البیانات الدالة على كیفیة استخدامه‪ ،‬أو بسبب عدم قدرة املستهلك على املعرفة أو اإلملام بكیفیة االستفادة‬
‫من البیانات إن كانت موجودة‪ ،‬یضاف إلى ذلك مشكل الثقة في دقة ما یكتب على غالف املنتج من بیانات؛‬
‫‪ -4‬السعر‪ :‬وهو مشكلة یعاني منها املستهلك ذو الدخل املحدود‪ ،‬وقد استغلت الكثير من املؤسسات قوتها في السواق‬
‫وفرضت أسعار ل تتالءم مع القدرة الشرائية للمستهلك‪ ،‬وینتج هذا اإلخالل بحمایة املستهلك عادة عندما تحتكر فئة معینة‬
‫تسویق السلع والخدمات‪ ،‬المر الذي یتیح لها إمكانیة فرض أسعار سوقیة تفوق اإلمكانات املالیة للمستهلك‪ ،‬كما تندرج‬
‫طرق البیع بالتقسیف‪ ،‬أو التخفیضات الصوریة أحیانا في خانة التحایل على السعار؛‬
‫‪ -5‬التوزیع‪ :‬یتم اإلخالل في هذه الحالة بحمایة املستهلك من خالل توزیع املنتجات في أماكن بعیدة عن متناول املستهلك‪،‬‬
‫مما یضطره إلى بذل جهد جسدي ونفس ي كبير إلشباع حاجته ورغبته‪ ،‬باإلضافة أیضا إلى عدم عرض املنتجات في الوقت‬
‫املناسب‪ ،‬أو التمیيز بين املستهلكين من حیث إمكانیة الحصول على الكمیات والصناف املوزعة؛‬
‫‪ -6‬التعبئة والتغلیف‪ :‬يظهر اإلخالل بمبدأ حمایة املستهلك من خالل هذا العنصر باستخدام بعض املواد غير املالئمة‬
‫صحیا في تغلیف املنتجات وخاصة الغذائیة منها‪ ،‬أو تستخدم عبوات غير مالئمة للتعبئة كتلك املصنوعة من مواد قابلة‬
‫للصدأ أو استخدام عبوات غير نظیفة‪...‬الخ‪ ،‬كل ذلك یكون سببا في الضرار الناتجة عن ذلك االستعمال‪ ،‬فبعض مواد‬
‫العبوات قابلة للتفاعل مع مركبات املواد الغذائیة مما یترتب عنه وجود مواد سامة تضر بصحة املستهلك؛‬
‫‪ -7‬املقاییس واآلوزان‪ :‬ونقصد بذلك الغش في الوزان والتالعب في املقاییس املقررة للمنتجات‪ ،‬فالنقص‬
‫في الوزان وفي الحجام والطوال یسبب ضررا للمستهلك خاصة عندما تكون السعار مرتفعة؛‬
‫‪ -8‬مواصفات املنتجات‪ :‬يظهر اإلخالل بحمایة املستهلك من خالل هذا العنصر عن طریق عدم احترام املنتجين ملواصفات‬
‫املنتجات من وزن ولون وشكل‪...‬الخ‪ ،‬أو الصجوء إلى استعمال عالمات تجاریة وهمیة مثلما هو الحال في بعض املنتجات‬
‫الكهرومنزلیة‪،‬واملالبس‪ ...،‬الخ‪ ،‬حیث یجد املستهلك نفسه أمام عالمات تجاریة غير حقیقیة ملنتجات معروفة في السوق؛‬
‫‪ -9‬التخزین‪ :‬يتصخص الضرر الذي قد یصحق باملستهلك في هذه الحالة من خالل التلف والتقادم الذي یعتري املواد بسبب‬
‫أخطاء التخزین‪ ،‬فقد یحدث الضرر نتیجة لتخزین بعض املنتجات وتركها لفترات طویلة حیث تتجاوز فترة صالحیتها‬
‫لالستعمال‪...‬الخ‪ ،‬حیث یترتب على ذلك وجود حالة عدم التوازن بين القیم واملنافع االقتصادیة التي یحصل املستهلك من‬
‫املنتجات املتضررة وبين الغرض الذي اشتریت من أجله؛‬
‫‪ -10‬النقل‪ :‬یلعب النقل دورا هاما في إشباع الحاجات والرغبات‪ ،‬إل أنه أحیانا یتسبب في حدوث أضرارا صحیة واقتصادیة‬
‫باملستهلك عندما تستخدم مثال وسیلة نقل غير مالئمة كأن تكون مخصصة لنقل مادة معینة ولكن توجه لنقل مادة أخرى‬
‫غير مالئمة لنقلها‪ ،‬مثل نقل املواد املجمدة في وسائل نقل ال تتوفر على شروط التبرید‪ ،‬فال یخفى على أحد مدى حجم‬
‫الضرر الذي یصحق باملستهلك في هذه الحالة جراء استعمال هذه املواد بعد تجمیدها للمرة الثانیة مثلما هو الحال في حالة‬
‫الصحوم على سبیل املثال‪.‬‬
‫صفحة‬
‫‪.II‬أطراف العالقة االستهالكية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املسته ـ ـ ـ ـلك‬

‫يشير املستهلك في املفهوم اللغوي إلى "ذلك الشخص الذي يقوم بعملية االستهالك"‬

‫التعريف القــانو للمس ـ ـ ـ ــتهلــك‪ :‬القددانون رقم ‪ 03-09‬مؤرخ في ‪25‬فيقري ‪ 2009‬يتعلق بحمددايددة املس د د د ددتهلددك وقمع الغش‪،‬‬
‫جريدة رس د ددمية العدد ‪15‬الص د ددادرة في ‪ 08‬مارس ‪ 2009‬املعدل و املتمم بالقانون ‪ 09-18‬مؤرخ في ‪10‬يونيو ‪2018،‬جريدة‬
‫رسد د ددمية‪ ،‬العدد ‪35‬الصد د ددادر في ‪13‬جوان ‪ 2018.‬عرف املسد د ددتهلك في املادة ‪ 03‬الفقرة ‪01‬على أنه‪" :‬كل شد د ددخص طبيعي أو‬
‫معنوي يقتني بمقابل أو مجانا‪ ،‬س د د ددلعة أو خدمة موجهة لالس د د ددتعمال النهائي‪ ،‬من أجل تلبية حاجته الش د د ددخص د د ددية أو تلبية‬
‫حاجة شخص آخر أو حيوان يتكفل به"‪.‬‬

‫نسدتنتج أن املشدرع الجزائري تبنى املفهوم الضديق للمسدتهلك وإلضدفاء صدفة املسدتهلك على الشدخص حسدب القانون‬
‫البد من توفر العناصر التالية‪:‬‬

‫✓ أن يكون الشخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬


‫✓ أن يسعى لصحصول عن سلعة أو خدمة‪.‬‬
‫✓ أن يكون محل االستهالك من السلع ألغراض شخصية أو عائلية وليست تجارية‪.‬‬
‫✓ أن يتم اقتناء السلعة أو الخدمة بمقابل أو مجانا‪.‬‬
‫✓ أن يتم االقتناء من أجل االستعمال النهائي للمنتج‬

‫التعريف االقتص ـ ــادي‪ :‬يعرف املسد د ددتهلك عند بعض االقتصد د دداديين على أنه"‪ :‬كل فرد يشد د ددتري سد د ددلعة أو خدمة السد د ددتعماله‬
‫الش ددخ د ي أو الش ددخص الذي يحوز ملكية الس ددلعة‪ ،‬ويعرفه البعض األخر على أنه كل من يحص ددل من دخله على س ددلع ذات‬
‫طابع استهالكي يشبع حاجاته االستهالكية إشباعا مباشرا"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املتدخ ـ ـ ـ ــل‬

‫ك د ددان املش د د د د ددرع ال دج دزائددري يس د د د د دت دخ د دددم ل دف ددظ امل دح دت ددرف ق دب د ددل ص د د د د د دددور ال دق د ددانددون ‪ ،03-09‬وبص د د د د د دددور ه د ددذا األخ دي ددر‬
‫ع ددرف املش د د د د ددرع امل دت د دددخ د ددل ف ددي امل د ددادة ‪ 03‬ف دق ددرة ‪07‬ع دل ددى أن د دده "امل دت د دددخ د ددل ك د ددل شد د د د د دخ ددص ط دب دي دع ددي أو م دع دن ددوي ي دت د دددخ د ددل‬
‫في عملية عرض املنتوجات لالستهالك‪".‬‬

‫ثالثا‪ :‬املحل في العالقة االستهالكية‬

‫قسددم املشددرع الجزائري بموجب املادة ‪ 03‬ا لفقرة ‪10‬من قانون ‪ 03-09‬املنتوجات إلى سددلع وخدمات‪ ،‬حيث عرفته‬
‫على أن‪" :‬املنتوج كدل س د د د ددلعدة أو خددمدة يمكن أن يكون موض د د د ددوع تندازل بمقدابدل أو مجداندا‪ ".‬وكدذلدك نص املدادة ‪ 02‬من نفس‬
‫القانون على أنه‪" :‬تطبق أحكام هذا القانون على كل س ددلعة أو خدمة معروض ددة الس ددتهالك بمقابل أو مجانا‪ ،."..‬لذا فاملنتوج‬
‫صفحة‬

‫يتمثل في كل ما يقتنيه املستهلك من سلع وخدمات‪.‬‬


‫‪-1‬السـ ــلعة‪ :‬عرفت املادة ‪03‬الفقرة ‪17‬من القانون ‪ 03-09‬السد ددلعة على أنها‪" :‬كل شد د يء مادي قابل للتنازل عنه بمقابل أو‬
‫مجانا"‪.‬‬

‫كما عرفها املرس د د ددوم التنفيذي رقم ‪90-39‬في املادة ‪2‬الفقرة ‪02‬الذي أطلق عل ها تسد د ددمية البضد د دداعة على أنها‪" :‬كل‬
‫منقول يمكن وزنه أو كيله أو تقديره بالوحدة‪ ،‬فيمكن أن يكون موض د د د ددوع معامالت تجارية‪ ".‬يمكن أن تكون جميع األموال‬
‫املنقولة محل لالستهالك‪ ،‬إذا تم اقتناؤها واستعمالها لغرض غير منهي‪.‬‬

‫املش ددرع في القانون ‪ 03-09‬لم يش ددترط أن تكون الس ددلعة محل لالس ددتهالك ش دديئا منقوال‪ ،‬بخالف ما كان عليه األمر في‬
‫ظل املرس د ددوم التنفيذي رقم ‪90-39‬بنص د ددها على أنه‪" :‬كل ش د د يء منقول مادي‪ ."..‬أي املش د ددرع لم يمنع من أن يكون العقار أو‬
‫املسكن محال لالستهالك‪ ،‬ويخضع بالتالي لصحماية الخاصة التي يقررها قانون حماية املستهلك وقمع الغش‪.‬‬

‫‪-2‬الخدمة‪ :‬عرف القانون رقم ‪ 03-09‬الخدمة على أنها‪" :‬كل عمل مقدم غير تس د ددليم الس د ددلعة‪ ،‬حتى ولو كان هذا التس د ددليم‬
‫تابعا أو مدعما لصخدمة املقدمة"‪.‬‬

‫كذلك عرفتها املادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 04‬من املرسد د د ددوم التنفيذي رقم ‪ 90-39‬على أنها‪" :‬الخدمة كل مجهود يقدم ما عدا‬
‫تسليم منتوج‪ ،‬ولو كان هذا التسليم مصحقا باملجهود املقدم أو دعما له‪.‬‬

‫فالخدمة قد تكون مادية مثل الفندقة‪ ،‬التنظيف‪ ،‬اإلصددالح‪ ،‬أو مالية مثل القرض‪ ،‬التأمين‪ ،‬أو فكرية مثل العالج‪،‬‬
‫اسددتشددارات قانونية‪ ،‬والخدمة املقصددودة هي الخدمة التي تشددمل جميع النشدداطات التي تقدم كأداءات‪ ،‬فكل هذه الخدمات‬
‫يمكن أن تكون محال لالسددتهالك طاملا أن غايتها هي سددد حاجة شددخصددية للمسددتهلك أو حاجة شددخص آخر أو حيوان يتكفل‬
‫به‪ ،‬وقد اس ددتثنى املش ددرع ص دراحة االلتزام بتس ددليم الس ددلعة من مفهوم الخدمة‪ ،‬وأبقى ذلك التزاما مس ددتقال يقع على املتدخل‬
‫(البائع)‪.‬‬

‫صفحة‬
‫آليات حماية املستهلك في التشريع الجزائري‬ ‫‪.III‬‬
‫(القانون ‪ 03-09‬املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش)‬

‫لق ددد ت دددخ ددل املش د د د ددرع الجزائري بموج ددب الق ددانون ‪ 03-09‬املتعلق بحم دداي ددة املس د د د ددتهل ددك وقمع الغش من خالل فرض‬
‫مجموعددة من االلتزامددات على عدداتق املتدددخددل‪ ،‬بدددءا من اإلنتدداج واالس د د د ددتيراد إلى التوزيع والعرض لالس د د د ددتهالك‪ ،‬وتمثددل هددذه‬
‫االلتزامات في حد ذاتها ضمانات تكفل الحماية للمستهلك‪.‬‬

‫‪ .1‬االلتزام بالنظافة والنظافة الصحية للمواد الغذائية وسالمتها‬

‫ألزم القددانون املتعلق بحمددايددة املس د د د ددتهلددك وقمع الغش في مددادتدده ‪ 6‬املتدددخلين بددالس د د د ددهر على احترام النظددافددة لكددل من‬
‫املس د ددتخدمين واألماكن ومحالت التص د ددنيع والتحويل والتخزين والنقل‪ ،‬أي من وقت إنتاج املواد الغذائية إلى غاية وص د ددولها‬
‫ليد املستهلك‪.‬‬
‫ويقص د د د ددد بداملدادة الغدذائيدة حس د د د ددب املدادة ‪ 02/03‬من القدانون ‪ " :03-09‬كدل مدادة معدالجدة أو معدالجدة جزئيدا أو خدام‪،‬‬
‫موجهدة لتغدذيدة اإلنسد د د د ددان أو الحيوان بمدا في ذلدك املش د د د ددروبدات وعلدك املض د د د د ‪ ،‬وكدل املواد املس د د د ددتعملدة في تص د د د ددنيع األغدذيدة‬
‫وتحضيرها ومعالجتها‪ ،‬باستثناء املواد املستخدمة فقف في شكل أدوية أو مواد التجميل أو مواد التب ‪".‬‬

‫و قد ألزم املرس د ددوم التنفيذي رقم ‪ 140-17‬املؤرخ في ‪ 11‬أفريل ‪ 2017‬املحدد لش د ددروط النظافة والنظافة الص د ددحية‬
‫أثناء عملية وضع املواد الغذائية لإلستهالك البشري‪ ،‬املتدخل بإتباع عدة ضوابف أهمها‪:‬‬
‫‪-‬احترام ضوابف النظافة أثناء عمليات جني املنتوجات الولية و نقلها و تخزينها ومعاملتها في مكان إنتاجها‪ ،‬حتى تكون هذه‬
‫املنتوجات محمية من كل مصدر للتلويث أو اإلتالف القابل لجعلها غير صالحة لالستهالك البشري‪.‬‬
‫‪-‬احترام ض ددوابف النظافة الص ددحية للمنش ددتت وتجهيزات تص ددنيع املواد الغذائية وتحويلها وتوض ددي ها وتخزينها وتوزيعها وفق‬
‫شدروط تمنع تلوهها أو فسدادها‪ ،‬حتى ل تشدكل خطرا على صدحة املسدتهلك وأمنه‪ ،‬مع ضدرورة اسدتعمال املاء الصدالح للشدرب‬
‫لتنظيف الواني واملعدات والتجهيزات املالمسة لهذه املواد‪ ،‬و للتعامل معها وتحويلها‪.‬‬
‫‪ -‬احترام ضدوابف نظافة وسدائل نقل املواد الغذائية من خالل تزويدها بالتهيئات والتجهيزات الضدرورية لضدمان حفظ جيد‬
‫للمواد الغذائية املنقولة والحيلولة دون وقوع أي تلف لها يجعلها غير صالحة لالستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬فرض تدابير وقواعد النظدافة على املس د د د ددتخددمين لتجندب كل تص د د د ددرف من ش د د د ددأنه أن يؤدي إلى تلويث املواد الغدذائيدة‪ ،‬مع‬
‫خضوعهم لفحوصات طبية دورية ولعمليات التطعيم املقررة من الوزارة املكلفة بالصحة‪.‬‬

‫عالوة على نظافة املواد الغذائية‪ ،‬يلزم املتدخل بعرض مواد غذائية سليمة لالستهالك‪ ،‬ويقصد بسالمة املادة‬
‫الغذائية حسب ‪ 06/03‬من القانون ‪ " :03-09‬غياب كلي أو وجود في مستويات مقبولة وبدون خطر في مادة غذائية للملوثات‬
‫أو مواد مغشوشة أو سموم طبيعية أو أية مادة أخرى بإمكانها جعل املنتوج ضار بالصحة بصورة حادة أو مزمنة‪".‬‬
‫و طبقا للمواد ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪ 9‬و ‪ 1‬من قانون حماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬يتضح أنه لسالمة املادة الغذائية يجب احترام‬
‫صفحة‬

‫املواصفات واملقاييس املعمول بها في مجال اإلنتاج والتصنيع من حيث‪:‬‬


‫‪-‬احترام سالمة املواد الغذائية أثناء تصنيعها‪ ،‬و ذلك من خالل إحترام املتدخل لنسبة امللوثات و املضافات الغذائية‪،‬‬
‫املستعملة ألجل الحفظ املسموح بها قانونا‪ ،‬في أي مرحلة من مراحل اإلنتاج و التصنيع‪.‬‬
‫‪-‬احترام سالمة املواد الغذائية أثناء تجهيزها و تسليمها‪ :‬إذ يجب أل تؤدي املواد التي تستعمل في التغليف والتعليب إلى‬
‫فساد هذه املواد التي قد تعرض صحة املستهلك لصخطر‪.‬‬
‫‪-‬احترام سالمة املواد الغذائية بضمان سالمة املواد املعدة ملالمستها مباشرة‪ ،‬لذلك ينبغي احترام سالمة املواد املعدة‬
‫للتغليف و الجهزة املستخدمة في إنتاج املواد الغذائية‪ ،‬سواء أثناء صنعها و عند استعمالها‪ ،‬و كذا احترام سالمة صنع‬
‫املستحضرات املستخدمة لتنظيف هذه املواد املالمسة لألغذية‪.‬‬

‫‪ .2‬االلتزام بأمن املنتوجات‬

‫نصت املادتين ‪ 09‬و‪ 10‬من القانون ‪ 03-09‬على االلتزام بأمن املنتوجات‪ ،‬حيث يعد املتدخل بموجب هذا االلتزام‪،‬‬
‫ملزما بتقديم منتجات مضمونة‪ ،‬تلبي الرغبة املشرو عة للمستهلك‪ ،‬وال تشكل خطر على صحته وأمنه ومصالحه‪ ،‬ومن ثم‬
‫يتوجب على املتدخل تقديم منتجات ل تشكل خطرا عند اإلستعمال العادي أو املتوقع من طرف املستهلكين‪ ،‬ويشمل هذا‬
‫االلتزام فئة الطفال املعرضين لخطر جسيم نتيجة استعمال املنتج غير المن‪.‬‬

‫ويقصد باملنتج املضمون حسب املادة ‪ 12/03‬من القانون ‪" : 03-09‬كل منتج في شروط استعماله العادية أو املمكن‬
‫توقعها‪ ،‬بما في ذلك املدة‪ ،‬ل يشكل أي خطر أو يشكل أخطارا محدودة في أدنى مستوى تتناسب مع استعمال املنتج وتعتبر‬
‫مقبولة بتوفير مستوى حماية عالية لصحة وسالمة الشخاص"‪.‬‬
‫‪ .3‬االلتزام بمطابقة املنتوجات‬
‫يقع االلتزام باملطابقة على كل متدخل في عملية عرض املنتج لالستهالك‪ ،‬ويكون هذا في كل املراحل حتى تلك التي‬
‫تسبق عملية اإلنتاج إلى غاية العرض النهائي لالستهالك‪ ،‬وذلك بهدف توخي عرض منتجات أو خدمات في السوق ال تستجيب‬
‫للرغبة املنتظرة‪.‬‬
‫يقصد باملطابقة حسب املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 03-09‬املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬أن يلبي املنتج املعروض‬
‫لالستهالك الرغبات املشروعة للمستهلك سواء من حيث طبيعته وصنفه ومميزاته الساسية وتركيبه‪ ،‬ونسبة مقوماته‬
‫الالزمة‪ ،‬وهويته وكمياته وقابليته لالستعمال‪ ،‬أو الخطار الناجمة عن استعماله‪.‬‬

‫كما يقصد بها أيضا أن يستجيب املنتوج للرغبات املشروعة للمستهلك من حيث مصدره والنتائج املرجوة منه‬
‫واملميزات التنظيمية‪ ،‬من ناحية تغليفه وتاريخ صنعه‪ ،‬والتاريخ األق ى الستهالكه‪ ،‬وكيفية استعماله وشروط حفظه‪،‬‬
‫واالحتياطات املتعلقة بذلك والرقابة التي أجريت عليه‪ ،‬وهذا يعني مطابقة املنتوج للمقاييس واملواصفات القانونية‪.‬‬

‫وبناءا على نص املادة ‪ 12‬من القانون ‪ 03-09‬بقولها "يتعين على كل متدخل إجراء رقابة مطابقة املنتوج قبل عرضه‬
‫لالستهالك طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية السارية املفعول‪ ،"... .‬يتضح أن املشرع قد فرض رقابة ذاتية على املتدخل‪،‬‬
‫وألن نشاطات املتدخل متعددة من إنتاج واستيراد وتوزيع‪ ..‬ألزمت املادة أن تتناسب عملية املراقبة مع طبيعة العمليات‬
‫صفحة‬

‫التي يقوم بها‪ ،‬وحجم وتنوع املنتوجات التي يضعها لالستهالك‪ ،‬مع مراعاة الوسائل التي يجب عليه يملكها في إطار تخصصه‪،‬‬
‫طبقا للعادات والتقاليد املتعارف عل ها‪ ،...‬مع العلم أنه ال تعفي املتدخل من االلتزام باملطابقة‪ ،‬إجراءات الرقابة التي يقوم‬
‫بها أعوان قمع الغش املذكورين في املادة ‪ 25‬من القانون ‪.03-09‬‬
‫بناء على املادتين ‪ 11‬و‪ 12‬من القانون ‪ 03-09‬يجب أن تتوفر املواصفات القانونية واللوائح الفنية في كل منتوج أو‬
‫خدمة موجهة لالستهالك‪ ،‬و يقع على املتدخل واجب احترامها منذ مرحلة اإلنتاج إلى غاية االستهالك‪ ،‬حيث يهدف االلتزام‬
‫باملطابقة إلى ضمان سالمة املستهلك من خالل تلبية رغبته املشروعة بتقديم له منتوجات و خدمات ذات جودة‪ ،‬و ل تشكل‬
‫خطر على صحته و أمنه‪.‬‬

‫‪ .4‬االلتزام بالضمان والخدمة ما بعد البيع‬

‫االلتزام بالضمان‪ :‬هو التزام يتعهد بموجبه املتدخل بضمان سالمة املنتوج الذي يقدمه للمستهلك من أي عيب‬
‫يجعله غير صالح لالستعمال املخصص له أو من أي خطر ينطوي عليه‪ ،‬ويسري مفعول هذا الضمان لدى تسليم املنتوج‪.‬‬

‫لقد حرص املشرع على توفير حماية أكبر في بعض املنتوجات التي تكتس ي خصوصية لطابعها املعقد والتقني‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل إبقاء املتدخل ملتزما بضمان كل ما يعرضه لالستهالك من هذه املنتوجات مدة معينة من الزمن‪ ،‬ولكي يقوم هذا‬
‫االلتزام البد من توفر شروط معينة‪.‬‬
‫جمعت املواد من ‪13‬إلى ‪16‬من القانون ‪ 03-09‬التزام آخر للمتدخل هو االلتزام بضمان الصالحية للعمل ملدة‬
‫معينة‪ ،‬وإذا تعذر إعمال الضمان لسبب ما يبقى املتدخل مسؤوال بتوفير خدمة ما بعد البيع‪.‬‬
‫عرف املشرع الجزائري الضمان في املادة ‪ 03‬فقرة ‪19‬من القانون ‪03-09‬على أنه" ‪:‬التزام كل متدخل خالل فترة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬في حالة ظهور عيب باملنتوج‪ ،‬استبدال هذا األخير‪ ،‬أو إرجاع ثمنه‪ ،‬أو تصليح السلعة‪ ،‬أو تعديل الخدمة على نفقته‪".‬‬

‫كما أكد املشرع في املادة ‪13‬من نفس القانون على استفادة املستهلك من الضمان بنصه على أنه" ‪:‬يستفيد كل متقن‬
‫ألي منتوج سواء كان جهاز أو أداة أو آلة أو عتاد أو مركبة أو أي مادة تجهيزية من الضمان بقوة القانون"‪.‬‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬يلتزم كل متدخل في عرض منتوجات تجهيزية لالستهالك‪ ،‬بضمان العيوب التي تطرأ عل ها خالل فترة‬
‫الضمان‪ ،‬التي تختلف حسب طبيعة كل منتوج‪ ،‬شرط أل تقل عن ‪ 06‬أشهر بالنسبة للمنتوجات الجديدة وتقديم الخدمة‪،‬‬
‫و ‪ 03‬أشهر بالنسبة للمنتوجات املستعملة‪.‬‬
‫وبموجب هذا االلتزام يعد املتدخل ملزما بتقديم منتوجات تجهيزية سليمة أي خالية من العيوب‪ ،‬حتى تلبي الرغبة‬
‫املشروعة للمستهلك من جهة وال تمس بسالمة املستهلك من جهة أخرى‪ ،‬سواء من حيث أمنه وصحته وأمواله‪.‬‬

‫وقد أشار املشرع إلى عدة طرق لتنفيذ الضمان سواء باستبداله‪ ،‬أو إرجاع ثمنه‪ ،‬أو تعديل الخدمة ‪ .‬ونصت املادة‬
‫‪14‬من القانون ‪ 03-09‬على أن كل ضمان آخر مقدم من املتدخل بمقابل أو مجانا‪ ،‬ال يلغي االستفادة من الضمان القانوني‬
‫املنصوص عليه في املادة ‪13‬أعاله‪ .‬ويجب أن تبين بنود وشروط تنفيذ هذه الضمانات في وثيقة مرفقة باملنتوج‪".‬‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يمكن للمستهلك أن يطالب بتجربة املنتوجات املذكورة في املادة ‪ 13‬من القانون ‪ 03-09‬دون أن‬
‫يعفي ذلك املتدخل من إلزامية الضمان‪ ،‬كما نصت عليه املادة ‪15‬من القانون ‪ 03-09‬على أنه" ‪:‬يستفيد كل مقتن ألي‬
‫صفحة‬

‫منتوج مذكور في املادة ‪13‬من هذا القانون من حق تجربة املنتوج املقتني"‪ ،‬هذه املادة نصت على حق تجربة املنتوج وأنه‬
‫مقرر قانونا غير أنها لم تحدد مدة التجربة‪ .‬وبتسليم املنتوج يسلم املتدخل للمشتري شق من شهادة الضمان‪ ،‬التي تتضمن‬
‫بيانات عن الضمان ونوع املنتوج ومدة الضمان وغيرها من البيانات‪.‬‬
‫أما في إطار الخدمة ما بعد البيع وبعد انقضاء فترة الضمان املحددة عن طريق التنظيم أو في كل الحاالت التي ال‬
‫يمكن للضمان أن يلعب دوره‪ ،‬يتعين على املتدخل املعني ضمان صيانة وتصليح املنتوج املعروض في السوق‪ ،‬وهذا حسب‬
‫املادة ‪ 16‬من القانون ‪ ،03-09‬ويسري هذا االلتزام بقوة القانون‪ ،‬ويشمل كل الخدمات التي تؤدى بعد اقتناء املنتج‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بكيفية تنفيذ االلتزام بالضمان‪ :‬فطبقا لنص املادة ‪ 3/13‬من القانون ‪ 03-09‬واملادة ‪ 12‬من املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 327-13‬الذي يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬ينفذ املتدخل التزامه‬
‫بالضمان ‪ -‬في حالة ظهور عيب في املنتوج أو الخدمة خالل فترة الضمان‪ -‬بأحد األوجه الثالثة‪ :‬إصالح املنتوج أو استبداله‬
‫أو رد ثمنه أو تعديل الخدمة على نفقة املتدخل‪ ،‬وفي حالة العطب املتكرر يستبدل املنتوج أو يرد ثمنه‪.‬‬

‫فرض املشرع على املتدخل التزام يتمثل في الضمان والخدمة ما بعد البيع‪ ،‬لتوفير أكبر قدر ممكن من سالمة وأمن‬
‫املستهلك‪ ،‬واهتمام برغباته االستهالكية‪ ،‬فإذا خالف املتدخل هذه االلتزامات تقوم الجريمة‪ ،‬حيث نص القانون ‪03-09‬على‬
‫العقوبات املقررة في حالة اإلخالل بااللتزامات‪.‬‬

‫فنصت املادة ‪75‬من القانون ‪ 03-09‬على أنه" ‪:‬يعاقب بغرامة من مائة ألف دينار (‪100.000‬دج) إلى خمسمائة ألف‬
‫دينار ( ‪500.000‬دج) كل من يخالف إلزامية الضمان أو تنفيذ ضمان املنتوج املنصوص عليه في املادة ‪13‬من هذا القانون‪".‬‬

‫كما تنص املادة ‪76‬من نفس القانون على أنه" ‪:‬يعاقب بغرامة من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مائة ألف‬
‫دينار ( ‪100.000‬دج) كل من يخالف إلزامية تجربة املنتوج املنصوص عليه في املادة ‪15‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫‪ .5‬االلتزام بإعالم املستهلك‬

‫يقصد بإعالم املستهلك إحاطته بكافة املعلومات ذات الصلة باملنتوج‪ ،‬حيث جاء في نص املادة ‪ 17‬من القانون ‪-09‬‬
‫‪" :03‬يجب على كل متدخل أن يعلم املستهلك بكافة املعلومات املتعلقة باملنتوج الذي يضعه لالستهالك‪"...‬؛ وطاملا أن‬
‫املتدخل هو من لديه املعلومات الكافية عن املنتوج أو الخدمة التي يعرضها‪ ،‬لذلك وجب عليه إعالم املستهلك‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل تقديم إعالم حقيقي وموضوعي (غير مبال فيه)‪ ،‬خاصة إذا كان املنتوج ذي طبيعة خطيرة أو تكنولوجيا معقدة‪.‬‬

‫فاللتزام باإلعالم هو إذن إلتزام يهدف إلى تلبية الرغبة املشروعة للمستهلك من خالل إحاطته بكافة املعلومات‬
‫املتعلقة باملنتوج لالنتفاع به على أكمل وجه‪ ،‬فهو ل يستطيع تحديد مواصفات املنتوج ومكوناته ومخاطره إال بناءا على‬
‫البيانات التي يقدمها له املتدخل‪.‬‬

‫هناك عدة طرق إلعالم املسدتهلك كوضدع عالمة أو اإلشدهار بمختلف وسدائله‪ ،‬لكن أهم هذه الطرق هو الوسدم‪ ،‬وقد‬
‫عرفت دده امل ددادة ‪ 04/03‬من الق ددانون ‪ 03-09‬املتعلق بحم دداي ددة املس د د د ددتهل ددك وقمع الغش على أن " ك ددل البي ددان ددات أو الكت دداب ددات أو‬
‫صفحة‬

‫اإلش د ددارات أو العالمات أو املميزات أو الص د ددور أو التماثيل أو الرموز املرتبطة بس د ددلعة‪ ،‬تظهر على كل غالف أو وثيقة أو لفتة‬
‫أو س ددمة أو ملص ددقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو دالة على طبيعة منتوج مهما كان ش ددكلها أو س ددندها‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن طريقة وضعها‪".‬‬
‫يعتبر وس د ددم املنتوجات وس د دديلة إلعالم املس د ددتهلك‪ ،‬حيث تبرز فيه جميع العناص د ددر الخاص د ددة باملنتوج حس د ددب طبيعته‬
‫وصد ددنفه‪ ،‬وعليه فالوسد ددم يمثل جميع البيانات املوضد ددوعة على الغالف أو العبوات والتي تعتب ر ضد ددرورية إلعالم املسد ددتهلك‬
‫حتى يتس د د د ددنى له معرفة املنتوج املراد اقتناؤه‪ ،‬كما تش د د د ددمل هذه البيانات العالمة التجارية التي يس د د د دداهم الوس د د د ددم في إظهارها‬
‫والتعريف بهدا وبدالرغم من أنهدا تخض د د د ددع لنظدام قدانوني خداص بهدا‪ ،‬إل أنهدا تلعدب دورا هدامدا وفعدال في إعالم املس د د د ددتهلدك وتمييز‬
‫املنتوجات املطروحة في السوق عن غيرها‪.‬‬

‫وقد اش د د ددترطت املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 03-09‬أن تكتب بيانات الوس د د ددم وطريقة االس د د ددتعمال‪ ،‬باللغة العربية بطريقة‬
‫واضد ددحة ومرئية (ظاهرة) ومقروءة (سد ددهلة الفهم) ومتعذر محوها (لصد دديقة باملنتوج ومتصد ددلة به إذا أمكن ذلك سد ددواء كانت‬
‫مدونة على غ الف املنتوج أو في ص ددورة نش ددرة مرفقة معه)‪ ،‬بحيث ل تؤدي إلى أي إش ددكال أو اض ددطرابات في ذهن املس ددتهلك‪،‬‬
‫كما اشترطت أن تكون بيانات الوسم كاملة تتضمن جميع املعلومات املتعلقة باملنتوج وكافة مخاطره‪.‬‬
‫مضمون االلتزام باإلعالم‪:‬‬
‫يشمل االلتزام باإلعالم‪ ،‬التزام املتدخل بد د د د د‪:‬‬
‫✓ اإلدالء أو اإلفض د د د دداء بداملعلومدات الالزمدة املتعلقدة بداملنتوجدات أو الخددمدات‪ ،‬والتي تش د د د دمدل التعريف بهدا )مكونداتهدا‪،‬‬
‫خصائصها‪ ،‬كميتها‪ ،‬تاريخ إنتاجها‪ ،‬نهاية صالحيتها‪ ،)...‬و كذلك كيفية استعمالها‪.‬‬
‫✓ التحددذير من خطورة هددذه املنتوجددات‪ ،‬ذلددك أن االنتفدداع بدداملنتوج على أكمددل وجدده يقتض ي من املتدددخددل تحددذير‬
‫املستهلك من مخاطر املنتوج ذاته‪ ،‬وكذا املخاطر الناجمة عن استعماله أو حيازته‪.‬‬
‫‪ -‬فقد يكون املنتوج خطير بطبيعته أي منذ إنتاجه‪ ،‬فخطورته هنا ض ددرورية لكي يؤدي الغرض املرجو منه كمواد التنظيف‬
‫املنزلي‪.‬‬
‫‪ -‬كمدا قدد يكون املنتوج خطير نتيجدة تفداعلده مع عنداص د د د ددر خدارجيدة عنده‪ ،‬كتخمر عص د د د ددير الفواكده نتيجدة تعرض د د د دده ألش د د د دعدة‬
‫الشمس‪.‬‬
‫‪ -‬كمدا يمكن يكون املنتوج خطير نتيجدة االس د د د ددتعمدال الخداطي لده أو التخزين غير الس د د د ددليم لده أو التخلص منده غير آمن‪ ،‬مما‬
‫يسبب ضررا للمستهلك‪.‬‬
‫✓ اإلعالم باألسدعار و التعريفات و شدروط البيع ‪ :‬بحيث ألزم املشدرع الجزائري كل عون اقتصدادي (منتج أو موزع أو‬
‫مقدم خدمات أو مس د ددتورد) قبل إبرام عقود البيع أو أداء الخدمة بض د ددرورة إعالم املس د ددتهلكين باألس د ددعار و كذلك‬
‫بش د د د ددروط البيع‪ ،‬كمدا ألزم قبدل اختتدام عمليدة البيع بتقدديم كدل املعلومدات الص د د د ددادقدة و النزيهدة املتعلقدة بمميزات‬
‫املنتوج أو الخدمة‪ ،‬و شدروط البيع املمارس للمسدتهلك‪ ،‬و كذا حدود املسدؤولية العقدية املتوقعة لعملية البيع أو‬
‫الخدمة‪ ،‬على أن يتضمن السعر املبل اإلجمالي الذي يدفعه املستهلك مقابل اقتناء سلعة أو تقديم خدمة ‪.‬‬
‫صفحة‬
‫‪ .IV‬أجهزة الرقابة لحماية املستهلك‬

‫لقد تغير دور الدولة في الس د د د دداحة االقتص د د د ددادية منذ بداية التس د د د ددعينات‪ ،‬نتيجة لتحرير املنافس د د د ددة وارس د د د ددا ها حيث‬
‫أص د ددبحت كمتعامل إلى جانب القطاع الخاص‪ ،‬لكن هذه املش د دداركة محددة نظرا لدورها في ض د ددبف الس د ددوق وتنظيم نش د دداط‬
‫املتعاملين االقتصاديين واملنافسة مع ضرورة حماية املستهلك‪.‬‬

‫‪ .1‬األجهزة االستشارية‬
‫وتتمثل في تلك األجهزة التي لها ص د ددالحية إص د دددار آراء‪ ،‬واقتراح توص د دديات للس د ددلطات العامة فيما يخص االس د ددتهالك‪،‬‬
‫هذه األجهزة عامة تتكون من ممثلين عن اإلدارة‪ ،‬وممثلين عن مجتمع املتدخل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األجهزة االستشارية القانونية‬

‫إن ح دم د دداي د ددة املس د د د د دت ده دل د ددك ف ددي ال دق د ددان ددون ال دج دزائ ددري ت دت ددجس د د د د د ددد ع ددن ط ددري ددق خ دل ددف أج ده ددزة ل ده د ددا دور االس د د د د ددتش د د د د د ددارة‬
‫والددوق د دداي د ددة‪ ،‬فدق د ددد تدكددون أجدهددزة اس د د د د ددتش د د د د د دداري د ددة ق د ددانددوندي د ددة مدخددتص د د د د د ددة‪ ،‬لده د ددا دور إب د ددداء الدرأي س د د د د ددواء لدلددمس د د د د دتدهدلدكديددن أو‬
‫لألجهزة اإلدارية عندما تمارس دورها في الحماية‪ ،‬وتتمثل في تلك املختصة بد‪:‬‬
‫•االستشارة وابداء الرأي‪.‬‬
‫•اإلعالم والبحث‬

‫الفرع الثا ‪ :‬األجهزة االستشارية التقنية‬

‫تعتبر املخابر أجهزة تقنية تس د دداعد اإلدارة في ممارس د ددة الرقابة التي تهدف إلى حماية املس د ددتهلك من مخاطر املنتجات‬
‫والخدمات من كل أنواع الغش والتزييف والتقليد‪ ،‬خص ددوص ددا أمام ما توص ددل إليه التقدم العلمي والتقني تتولى هذه املخابر‬
‫مراقبة بعض املنتجات قبل إنتاجيا أو صنعيا لسمتها واألخطار التي تترتب عنيا‪ ،‬وذلك بأخذ عينات املخابر معاينتها‬

‫‪ .2‬األجهزة اإلدارية‬
‫إن حماية املس ددتهلك من بين األهداف التي تس ددعى لتحقيقها مهام اإلدارات‪ ،‬باعتبارها الحماية األهم التي يس ددعى إل ها‬
‫املواطن داخل الدولة‪.‬‬
‫فبداإلض د د د ددافدة إلى األجهزة والهيئدات التقنيدة واإلداريدة التدابعدة ملص د د د ددالح وزارة التجدارة هنداك تنس د د د دديق وتعداون في مجدال‬
‫حمدايدة املس د د د ددتهلدك وأمنده ومص د د د ددالحده املداديدة مع عددة هيئدات تدابعدة لوزارات أخرى‪ ،‬منهدا وزارة الص د د د دحدة‪ ،‬املداليدة‪ ،‬الدداخليدة‪،‬‬
‫الدفاع ‪...‬الخ‬
‫صفحة‬
‫الفرع األول‪ :‬األجهزة اإلدارية املختصة‬

‫أوال‪ :‬األجهزة املركزية‬

‫لقد جاء التأكيد على دور وزارة التجارة في الجزائر فيما يخص حماية املسددتهلكين في عدة نصددوص قانونية‪ ،‬تمثل في‬
‫شخص الوزير واملديريات العامة التي تعمل تحت وصايته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املصالح الخارجية لوزارة التجارة في الجزائر‬

‫لقد صدددر مرسددوم تنفيذي جديد ‪ 09/11‬املؤرخ في ‪ 20‬يناير ‪ 2011‬الذي يتضددمن تنظيم املصددالح لخارجية في وزارة‬
‫التجارة وصالحيتها وعملها‪.‬‬
‫قد صد دددر هذا املرسد ددوم التنفيذي في املادة ‪ 03‬مهام املديرية الوالئية للتجارة في تنفيذ السد ددياسد ددة الوطنية املقررة في‬
‫ميددادين التجددارة الخددارجيددة واملنددافسد د د د ددة والجودة وحمددايددة املس د د د ددتهلددك وتنظيم النشد د د د دداطددات التجدداريددة واملهن املقننددة والرقددابددة‬
‫االقتصادية وقمع الغش تنظم املصالح الخارجية لوزارة التجارة في شكل‪:‬‬

‫‪-‬مديرية والئية للتجارة‪.‬‬


‫‪-‬مديرية جهوية للتجارة‬

‫الفرع الثا ‪ :‬اإلدارة العامة التقليدية‬

‫إن امتداد سد د د ددلطة الضد د د ددبف التي تتمتع بها األجهزة التقليدية في الجزائر الى الضد د د ددبف الخاص نجده يشد د د ددمل حماية‬
‫املس ددتهلك‪ ،‬ويقص ددد هنا باإلدارة العامة التقليدية أجهزة الض ددبف اإلداري التقليدية على املس ددتوى الجهوي واملحلي‪ ،‬فيتعمق‬
‫األمر بالوالي ورئيس املجلس الشعبي البلدي باالستناد إلى الصالحيات املمنوحة لهما بصفتهما ممثالن للدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املجلس الشعبي الوالئ ‪.‬‬


‫يمارس املجلس الشد د ددعبي الوالئي اختصد د دداصد د ددات في إطار الصد د ددالحيات املخولة للوالية بموجب القوانين والتنظيمات‬
‫فمن صددالحياته اتخاذ كافة التدابير واإلجراءات التي يراها مناسددبة التي تكفل قدرا من الحماية للمسددتهلكين‪ ،‬هذا إلى جانب‬
‫االختص د د د دداص د د د ددات املقررة لده في عددة قوانين كدالقدانون املتعلق بدالقواعدد العدامدة لحمدايدة املس د د د ددتهلدك الدذي كثيرا مدا نوه بددوره‬
‫الس د د ددلطات اإلدارية ملختص د د ددة في مجال حماية املس د د ددتهلك‪ ،‬فله إض د د ددافة إلى اإلجراءات املتميزة بالطابع العام اتخاذ إجراءات‬
‫سحب املنتوج‪ ،‬واتالفه‬

‫ثانيا‪ :‬رئيس املجلس الشعبي البلدي‬

‫يمارس رئيس املجلس الشد د ددعبي البلدي وظائفه في مجال واسد د ددع‪ ،‬ويطبق لضد د ددمان صد د ددحة املسد د ددتهلك‪ ،‬هذا ما يفسد د ددر‬
‫توسيع مفهوم النظام العام الذي يسمح بإدماج حماية املستهلك في إطار انشغاالت السلطة اإلدارية العامة‬

‫لذا فأسداس اختصداص رئيس املجلس الشدعبي البلدي الذي يسدمح له بممارسدة دوره في حماية املسدتهلكين يتمثل في‬
‫سلطة الضبف اإلداري التي يتدخل عن طريقه فرض النظام العام‬
‫صفحة‬
‫‪ .3‬املجلس الوطني لحماية املستهلك‪:‬‬

‫لقد تم تأسيس املجلس الوطني لحماية املستهلكين بموجب املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 02-89‬امللغى‪ ،‬وتم االبقاء علية‬
‫بمقتض ى القانون ‪ 03-09‬في املادة ‪ 24‬منه‪ ،‬والتي تنص على ما يلي‪" :‬ينشأ مجلس وطني لحماية املستهلكين يقوم بإبداء الرأي‬
‫واقتراح التدابير التي تساهم في تطوير وترقية سياسات حماية املستهلك"‪.‬‬

‫‪ .1.3‬تشكيلة املجلس الوطني لحماية املستهلك‪:‬‬

‫بينت املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬املؤرخ في ‪ 2012/10/02‬تشكيلة املجلس الوطني لحماية املستهلك‪،‬‬
‫واملتمثلة في‪:‬‬

‫✓ ممثل واحد عن وزارات كل من‪ :‬الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬املوارد املائية‪ ،‬الفالحية والتنمية الريفية‪ ،‬التجارة‪،‬‬
‫الصحة والسكان وإصالح املستشفيات‪ ،‬الصناعة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬اإلتصال‪ ،‬الصيد‬
‫البحري واملوارد الصيدية‪ ،‬الطاقة واملناجم‪ ،‬والتضامن الوطني واألسرة؛‬
‫✓ وممثل واحد عن هيئات ومؤسسات عمومية هي‪ :‬املركز الجزائري ملراقبة النوعية والرزم‪ ،‬املعهد الوطني للطب‬
‫البيطري‪ ،‬املركز الوطني لعلم السموم‪ ،‬املعهد الوطني للصحة العمومية‪ ،‬املعهد الوطني لحماية النباتات‪ ،‬املعهد‬
‫الجزائري للتقييس‪ ،‬املعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬الديوان الوطني للقياسة القانونية‪ ،‬الغرفة الجزائرية‬
‫للتجارة والصناعة‪ ،‬والغرفة الوطنية للفالحة؛‬
‫ً‬
‫✓ ممثل واحد عن كل جمعية حماية املستهلكين املؤسسة قانونا‪ ،‬وكذا خمسة ‪ 05‬خبراء في مجال حماية املستهلكين‬
‫وأمن وجودة املنتوجات يختارهم الوزير املكلف بحماية املستهلك‪.‬‬
‫ويمكن للمجلس االستعانة بأي شخص طبيعي أو معنوي يمكن أن يساعده في أشغاله أو بالنظر إلى مؤهالته‪.‬‬
‫هذا ويجب أن يكون ممثلو الدوائر الوزارية والهيئات واملؤسسات العمومية في رتبة مدير أو خبير في ميدان االستهالك‬
‫على القل‪ ،‬ويجب أن يكون ممثلو الحركة الجمعوية حاصلين على شهادة دراسات عليا أو شهادة لها عالقة بمجال حماية‬
‫املستهلك‪.‬‬
‫‪ .2.3‬اختصاصات املجلس الوطني لحماية املستهلك‪:‬‬

‫لقد حددت املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬السابق الذكر اختصاصات املجلس كما يلي "‪:‬يدلي املجلس بتراء‬
‫ويقترح تدابير لها عالقة على الخصوص‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬

‫▪ املساهمة في الوقاية من الخطار التي يمكن أن تتسبب ف ها املنتوجات املعروضة في السوق وتحسينها‪ ،‬من أجل حماية‬
‫صحة املستهلكين ومصالحهم املادية واملعنوية؛‬
‫▪ مشاريع القوانين والتنظيمات التي يمكن أن يكون لها تأثير على االستهالك وكذا على شروط تطبيقها؛‬
‫▪ البرامج السنوية ملراقبة الجودة وقمع الغش ؛‬
‫▪ استراتيجية ترقية جودة املنتوجات وحماية املستهلكين ؛‬
‫▪ جمع املعلومات الخاصة بمجال حماية املستهلكين واستغاللها وتوزيعها ؛‬
‫صفحة‬

‫▪ برامج ومشاريع املساعدة لصالح جمعيات حماية املستهلكين ؛‬


‫▪ التدابير الوقائية لضبف السوق ؛‬
‫▪ آليات حماية القدرة الشرائية للمستهلكين"‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول أن املجلس الوطني لحماية املستهلك هو عبارة عن جهاز استشاري في مجال حماية‬
‫املستهلكين‪ ،‬يكلف بإبداء الرأي واقتراح التدابير التي من شأنها أن تساهم في تطوير وترقية سياسة حماية املستهلك‪.‬‬

‫‪ .4‬جمعيات حماية املستهلك‬


‫‪ 1.4‬تعريف جمعيــة حمــايــة املس ـ ـ ـ ــتهلــك‪ :‬نص القددانون ‪ 03-09‬املتعلق بحمددايددة املس د د د ددتهلددك وقمع الغش على مفهوم جمعيددة‬
‫حمددايددة املس د د د ددتهلددك بقولدده‪ ":‬هي كددل جمعيددة منشد د د د ددأة طبقددا للقددانون‪ .‬تهدددف إلى ض د د د دمددان حمددايددة املس د د د ددتهلددك من خالل إعالمده‬
‫وتحس دديس دده وتوج هه وتمثيله "وتؤس ددس جمعية حماية املس ددتهلك ألغراض غير س ددياس ددية أو تجارية أو اقتص ددادية وتهدف إلى‬
‫توعية املستهلكين وتثقيفهم وإرشادهم وحماية مصالحهم وحقوقهم لدى الجهات اإلدارية الوصية‪.‬‬

‫‪ 2.4‬أهداف جمعية حماية املستهلك ‪:‬تتمثل أهدافها فيما يلي‪:‬‬


‫أ ‪ -‬توعية املسـ ــتهلكين و تحسـ ــيسـ ــهم ‪ :‬تقوم جمعيات حماية املس د ددتهلك عادة بطبع دوريات أو مجالت متخص د دص د ددة‪ ،‬بهدف‬
‫إعطاء املشد د ددتركين ف ها من عموم املس د د ددتهلكين كافة املعلومات و البيانات الض د د ددرورية عن خص د د ددائص املنتجات املطروحة في‬
‫الس د ددوق‪ .‬فلقد أكدت املادة ‪21‬من قانون ‪03-09‬على هذا الدور املهم الذي تلعبه جمعيات حماية املس د ددتهلك‪ ،‬عندما نص د ددت‬
‫صراحة على إنها‪:"...‬تهدف إلى ضمان حماية املستهلك من خالل إعالمه وتحسيسه وتمثيله" ‪.‬‬
‫ب ‪-‬الدفاع عن حقوق املسـتهلكين و مصـالحهم ‪:‬تقوم هذه الجمعيات بممارسدة أشدكال من الضدغف‪ ،‬من خالل إبداء رأيها‬
‫داخل املؤس د د دس د د ددات الرس د د ددمية املمثلة ف ها بغية خدمة مصد د ددالح املس د د ددتهلكين‪ .‬كما أنها تس د د ددتطيع تنبيه الس د د ددلطات العمومية‬
‫املختصة عند وجود منتج خطير لتقوم بسحبه من السوق‪.‬‬

‫ج ‪-‬تمثيل املس ــتهلكين أمام القض ــاء ‪:‬تس ددعى جمعية حماية املس ددتهلك إلى تمثيل املس ددتهلكين لدى الهيئات املختلفة التي نص‬
‫القانون على أحقيتها بذلك‪ ،‬كاملجلس الوطني لحماية املستهلك‪.‬‬

‫‪ 3.4‬الوس ــائل غيرالقض ــائية لحماية املس ــتهلك ‪:‬تمتلك جمعيات حماية املس ددتهلك وس ددائل ض ددغف متنوعة من اجل نص ددرة‬
‫املستهلك وهي‪:‬‬

‫ا‪-‬الدعاية املضـ ـ ــادة أو اإلشـ ـ ــهاراملضـ ـ ــاد ‪:‬قد تقوم جمعيات حماية املس د د ددتهلك بتوجيه انتقاد إلى بعض الس د د ددلع والخدمات‬
‫بالوس د د د ددائل املكتوبة كاملجالت والص د د د ددحف والالفتات وامللص د د د دقات‪ ،‬أو عن طريق الوس د د د ددائل الس د د د ددمعية البص د د د ددرية كالراديو‬
‫والتلفزيون واالنترنيت‪ ،‬مما يؤدي إلى إلحاق أضرار بالغة باملنتج أو مقدم السلعة‪.‬‬
‫ب‪-‬املقاطعة أو االمتناع عن الشـ ــراء ‪:‬قد تص د دددر جمعيات حماية املس د ددتهلك – في بعض األحيان‪ -‬أمرا أو ش د ددعارا تطلب فيه‬
‫جمهور املسد د د ددتهلكين االمتناع عن شد د د دراء بعض السد د د ددلع أو التعامل مع مشد د د ددروع معين‪ ،‬تأكدت من خطره على صد د د ددحة وامن‬
‫املس ددتهلك‪ .‬ويعبر عن هذه الوس دديلة بلفظ "املقاطعة" أو" اإلض دراب عن الش دراء" والذي يش ددبه إلى حد بعيد إض دراب العمال‪.‬‬
‫صفحة‬

‫ج‪ -‬االمتناع عن الدفع أو اإلضــراب عن الوفاء ‪:‬قد تطلب جمعيات حماية املسددتهلك من املسددتهلكين االمتناع عن دفع ثمن‬
‫املنتوج أو مقابل الخدمات التي حص د د د ددلوا عل ها من مؤس د د د دس د د د ددة ما‪ ،‬إلى حين تلبية مطال هم‪ ،‬ومثال ذلك الديون املس د د د ددتحقة‬
‫لشركة املياه أو غيرها‪ ...‬ويكون الهدف من وراء تأخير تسديد الديون هو إجبار الدائن لتخفيض مقدار دينه‪.‬‬
‫‪ .4.4‬الوس ـ ـ ــائل القض ـ ـ ــائية لحماية املس ـ ـ ــتهلك ‪:‬بإمكان املس د د ددتهلك أن يمارس حقه في الصجوء للقض د د دداء عن طريق الدعوى‬
‫القضائية‪ ،‬كما لجمعيات حماية املستهلك الحق في استعمال هذه الوسيلة القانونية بتوافر شروط معينة ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬شروط رفع الدعوى أمام القضاء من طرف جمعيات حماية املستهلك‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون جمعية حماية املستهلك مؤسسة قانونا‪.‬‬


‫‪ ‬اكتساب جمعية حماية املستهلك لصفة التمثيل أمام القضاء‪.‬‬

‫ب – الدعاوى التي ترفع من طرف جمعيات حماية املستهلك ‪:‬حسب املادة ‪17‬من القانون رقم ‪ 06-12‬امل د د د دت د د د دع د د د دل د د د ددق‬
‫بالجمعيات‪ ،‬فإنه يس د ددمح عموما ممارس د ددة حقوق الطرف املدني بس د ددبب وقائع ألحقت ض د ددررا بمص د ددالح أعض د ددا ها الفردية أو‬
‫الجمدداعيددة‪ .‬فدداملش د د د ددرع الجزائري أدرج في نص املددادة ‪23‬من القددانون ‪03-09‬عبددارة " لهــا الحق في رفع الــدعــاوى "وهي عبددارة‬
‫صددريحة على أن لجمعيات حماية املسددتهلك رفع أية دعوى‪ .‬وبالتالي ال تقتصددر على طلب التعويضددات‪ ،‬بل يتعداه إلى تحريك‬
‫الدعوى العمومية أمام القضاء الجنائي على أساس الخطأ‪.‬‬

‫صفحة‬
‫صفحة‬

You might also like