قصص مؤثرة 2

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫بعد مقاومة (محمد كريم) في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون تم القبض على محمد كريم والحكم عليه

بإالعدام ٕاال ٔان نابليون ٔارسل ٕاليه ؤاحضره‬


‫وقال له ‪ :‬ئوسفني ٔان ٔاعدم رجال دافع عن بالده بجرٔيتك وال ٔاريد ٔان يذكرني التاريخ بٔانني ٔاعدم ٔابطاال يدافعون عن ٔاوطانهم‪ ،‬لذلك عفوت عنك مقابل‬
‫عشرة ٓاالف قطعة من الذهب تعويضًا عن من قتل من جنودي‪ .‬فقال له محمد كريم‪ :‬ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عن‪HH‬د التج‪HH‬ار ب‪ٔHH‬اكثر من‬
‫مأية ٔالف قطعة من الذهب‪ ،‬فقال له نابليون سٔاسمح لك بمهلة لتحصيل ٔاموالك فما كان من كريم ٕاال ٔان ذهب الى السوق وه‪HH‬و مقي‪HH‬د في ٔاغالل ومح‪HH‬اط‬
‫بجنود المحتل الفرنسي وكان عنده أالمل فيمن ضحى من ٔاجلهم من ٔابناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد‪ ،‬بل اتهموه ٔانه كان سببًا في دم‪HH‬ار االس‪HH‬كندرية‬
‫وسببًا في تدهور أالحوال االقتصادية‪ .‬فعاد ٕالى نابليون مستغرب ومخذول فقال له نابليون ليس ٔامامي ٕاال اع‪HH‬دامك‪ ..‬ليس ٔالن‪H‬ك قاومتن‪H‬ا وقتلت جنودن‪H‬ا‬
‫ولكن ٔالنك دفعت بحياتك مقابل ٔاناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية وطنهم‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫إن اليهود في زمن سليمان عليه السالم نبذوا كت‪H‬اب ‪ ....‬واتبع‪H‬وا كتب الس‪H‬حرة والش‪H‬عوذة ‪ .‬وذل‪H‬ك أن الش‪H‬ياطين ك‪H‬انوا يس‪H‬ترقون الس‪H‬مع من الس‪H‬ماء ثم‬
‫يضيفون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ثم يلقونها إلى الكهنة والسحرة ‪ ,‬الذين يدونوها في كتبهم ويعلموها الناس‪ .‬وفش‪HH‬ا ذل‪HH‬ك في زم‪HH‬ان س‪HH‬ليمان علي‪HH‬ه‬
‫السالم‪ ،‬حتى قالوا‪ :‬إن الجن تعلم الغيب‪ .‬وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السالم‪ ،‬وما تَّم لس‪HH‬ليمان ملك‪HH‬ه إال به‪HH‬ذا العلم وب‪HH‬ه س‪HH‬خر ل‪HH‬ه الجن واإلنس‬
‫والطير والريح‪ .‬فاختلط األمر على الناس حتى أنهم ما عادوا يستطيعون التمييز بين السحر والمعجزة فأنزل ‪ ...‬هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم‬
‫الناس الس‪H‬حر ابتالًء من ‪ ...‬وح‪H‬تى يم‪H‬يز الن‪H‬اس الس‪H‬حر من المعج‪H‬زة ويعلم‪H‬وا الف‪H‬رق بين كالم األنبي‪H‬اء عليهم الس‪H‬الم وبين كالم الس‪H‬حرة‪ .‬وكلم‪H‬ا علم‬
‫هاروت وماروت أحدًا من الناس السحر قاال له‪ :‬إنما نحن ابتالء من ‪ ،....‬فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل ب‪H‬ه فق‪H‬د كف‪H‬ر‪ ،‬ومن تعلم‪H‬ه ليقي نفس‪H‬ه فال‬
‫يختلط عليه السحر من المعجزة فقد ثبت على اإليمان‪ .‬و تعلم بعض الناس من هاروت وماروت من السحر ما يمكنهم من التفريق بين األزواج‪ ,‬وذل‪HH‬ك‬
‫بأن يخلق ‪ ....‬تعالى عند استخدام ما تعلموه النف‪H‬رة والخالف بين ال‪H‬زوجين‪ ،‬ولكنهم ال يس‪H‬تطيعون أن يض‪H‬روا بالس‪H‬حر أح‪H‬دًا إال ب‪H‬إذن ‪ ....‬تع‪H‬الى‪ ،‬ألن‬
‫السحر من األسباب التي ال تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه‪ .‬والخالصة‪ :‬أن ‪ ...‬تعالى إنم‪HH‬ا أنزلهم‪HH‬ا ليحص‪HH‬ل بس‪HH‬بب إرش‪HH‬ادهما الف‪HH‬رق بين‬
‫الحق الذي جاء به سليمان وأتم ‪ ....‬له به ملكه‪ ،‬وبين الباطل الذي جاءت به الكهنة من السحر‪.‬‬
‫كان في من كان من قبلكم رجل فاجر ويملك من الدنيا الكثير من المال والثياب وذهب وفضة وقصر وكل شيء أراد أن يسافر يوما من األيام ‪.‬فقال للخ دم‬
‫يجهزون لي مركبًا فجهزوا له مركًبا وقالوا له ها هو فقال ال أريد أفضل من هذا وكلما جهزوا مركبًا أفض ل من س ابقة يق ول لهم ال أري د أفض ل من ه ذا‬
‫حتى جهزوا له مركبًا أعجبه ‪.‬وبعدما اختار مركبًا يليق به أمر الخدم بإحضار مالبس جيدة وكلما أحض روا ل ه ملبس ًا جدي د وجمي ل ال يعجب ه وي أمر ب أن‬
‫يحضروا له لباس أفضل وأجمل حتي أعجبه ثوب فلبسه ‪.‬‬
‫ويركب مركبه العظيم بتباهي وتعالى وغرور أمام الناس يريد السفر وبدأ في التحرك وبعد مدة وقف أمام الموكب رجل فقر اشعث اغ بر وق ف أمام ه ولم‬
‫يتحرك فقال الحرس والخدم ابتعد عن الطريق يا هذا ‪.‬قال الرجل ‪ :‬و‪ ...‬لن أتحرك ‪.‬فقال الرجل الغ ني بتك بر وتهدي د ‪ :‬ويح ك ‪ ،‬ابتع د ي ا ه ذا وإال ‪.‬فق ال‬
‫الرجل ‪ :‬و‪ ...‬لن أتحرك ‪.‬فألقى الرجل الفقير السالم على الرجل الغني ولكنه لم يرد السالم ‪.‬‬
‫فقال الفقير ‪ :‬لي إليك حاجة ‪.‬فقال الغني ‪ :‬بسرعة ماذا تريد فأنا علي عجاله من أمري ‪.‬فقال الفقير ‪ :‬ال ‪ ،‬األمر سر بيني وبينك ‪.‬‬
‫فقال الغني ‪ :‬عجيب أمرك ‪ ،‬ويحك ماذا تقول ؟ هل بيني وبينك أسرار يا هذا ؟فقال الفقير ‪ :‬األمر هام وسرى بيني وبينك أريد أن أكلمك ‪.‬ف نزل الغ ني من‬
‫مركبه وهو متعجب من أمر الرجل الفقير ووقف مع الرجل الفقير وقال ‪ :‬هات ما عندك ‪ ،‬أسرع ماذا تريد ؟‬
‫فقال الفقير ‪ :‬أعرفتني ؟‪ .‬فقال الغني بكل تعجب وتكبر ‪ :‬عرفت من ؟ حالك حال أي فقير حثالة أنتم ال نابه لكم وال أعرف ك وال أري د أن أعرف ك ‪.‬فق ال ل ه‬
‫الفقر ‪ :‬أنا ملك الموت ‪.‬فاصفر لونه الغني و انطربت جوارحه وارتعد خوفًا وذل ‪ ،‬وقال الغني ‪ :‬أمهلني ساعة ح تى أس لم على أهلي وأودع أوالدي ‪.‬فق ال‬
‫ملك الموت ‪..... :‬لم يأمرني بهذا ‪.‬فنزع ملك الموت روح الرجل الغني الفاجر ومات ووقع وكأنه خشبة ‪.‬وبعدها ذهب ملك الموت لرج ل آخ ر فق ير لكن ه‬
‫عابد وصالح فسلم عليه فرد السالم ‪.‬فسأله ملك الموت ‪ :‬أعرفتني ؟ فقال الرجل الصالح ‪ :‬ال ‪.‬فقال مل ك الم وت ‪ :‬أن ا مل ك الم وت ‪.‬فك بر الرج ل الص الح‬
‫فرحًا وقال ‪ :‬إني أنتظرك منذ سنين ‪.‬قال ملك الموت ‪ :‬على أي حال تريد أن أقبض روحك ‪.‬ق ال الرج ل الص الح ‪ :‬ه ل أنت ج اد في كالم ك ؟ فق ال مل ك‬
‫الموت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أمرني‪ ...‬بهذا ‪.‬قال الرجل الصالح ‪ :‬أنظرني حتى أصلي وعندما أسجد ‪...‬فقبض روحي ‪.‬فانتظره مل ك الم وت وعن دما س جد الرج ل قبض‬
‫ملك الموت روحه‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كان هناك رجالن‪ ،‬أحدهما مؤمن واآلخر كافر‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه كان لكل منهما مال‪ ،‬فأنفق المؤمن ماله في طاعة ‪ ....‬ومرضاته ابتغاء وجهه‪ ،‬وأما الكافر فإن ه‬
‫اتخذ له بستانين‪ ،‬وهما الجنتان المذكورتان في اآلية‪ ،‬فيهما أعناب ونخل‪ ،‬وزروع وأنه ار للس قي والت نزه‪ ،‬وثم ار‪ ،‬ف افتخر مالكهم ا على ص احبه الم ؤمن‬
‫الفقير قائال له‪ :‬أنا أكثر منك ماًال ‪ ،‬ماذا أغنى عنك إنفاقك ما كنت تملكه في الوج ه ال ذي ص رفته في ه؟ ك ان األولى ب ك أن تفع ل كم ا فعلت لتك ون مثلي‪.‬‬
‫فافتخر على صاحبه(( َو َد َخ َل َج َّنَت ُه َو ُه َو َظ اِلٌم ِلَن ْف ِس ِه)) أي؛ وهو على غ ير طريق ة مرض ية َق اَل ((َم ا َأُظ ُّن َأْن َت ِبي َد َه ِذِه َأَب ًد ا)) وذل ك لم ا رأى من اتس اع‬
‫أرضها‪ ،‬وكثرة مائها وحسن نبات أشجارها‪ ,‬ثم قال‪َ(( :‬و َم ا َأُظ ُّن الَّساَع َة َق اِئَم ًة )) فوثق بزهرة الحياة الدنيا الفانية‪ ،‬وكذب بوجود اآلخ رة الباقي ة الدائم ة‪ ،‬ثم‬
‫قال‪َ(( :‬و َلِئْن ُرِد ْد ُت ِإَلى َر ِّبي َأَلِج َد َّن َخ ْيًر ا ِم ْن َه ا ُم ْن َقَلًبا)) أي؛ ولئن كان هناك آخ رة ومع اد فألج دن هن اك خ يرا من ه ذا‪ .‬وذل ك ألن ه اغ تر ب دنياه‪ ،‬واعتق د‬
‫أن ‪ ....‬لم يعطه ذلك فيها إال لحبه له وحظوته عنده‪ .‬فأجابه صاحبه المؤمن لكني أنا أقول بخالف ما قلت وأعتقد خالف معتقدك فإن هللا هو ربي وال أعب د‬
‫سواه‪ ،‬واعتقد أنه يبعث األجساد بعد فنائها ويعيد األموات ويجمع العظام الرفات‪ ،‬وأعلم أن هللا ال شريك له في خلقه وال في ملكه وال إله غ يره‪ ،‬ثم أرش ده‬
‫إلى ما كان األولى به أن يسلكه عند دخول جنته فقال‪َ (( :‬و َلْو اَل ِإْذ َد َخ ْلَت َج َّنَت َك ُقْلَت َم ا َش اَء ُهَّللا اَل ُق َّو َة ِإاَّل ِباهَّلل )) وله ذا يس تحب لك ل من أعجب ه ش يء من‬
‫ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك‪ .‬ثم قال المؤمن للكافر‪َ(( :‬فَع َس ى َر ِّبي َأْن ُيْؤ ِتَي ِني َخ ْيًر ا ِمْن َج َّن ِتَك )) أي؛ في الدار اآلخرة‪ ,‬ويرس ل على جنت ك ع ذابا من‬
‫السماء‪ .‬والظاهر أنه المطر الغزير‪ ،‬الذي يقتلع زروعها وأشجارها فتصبح ترابا أملس ال نبات في ه ويغ ور ماؤه ا في األرض فال يق در على اس ترجاعه‪.‬‬
‫وجاءه أمر أحاط بجميع ثماره وخرب جنته ودمرها فال عودة لها‪ ،‬وذلك بخالف ما كان يظن من أن جنته لن تفنى أبدا‪ .‬ون دم على م ا ك ان س لف من ه من‬
‫القول الذي كفر بسببه باهلل العظيم ولم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره‪ ،‬وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك‬

‫لّما نزلت هذه اآلية‪َ ﴿ :‬و اَّلِذيَن ِإَذ ا َفَع ُلوْا َف اِح َش ًة َأْو َظ َلُم وْا َأنُفَس ُهْم َذ َك ُر وْا َهَّللا َفاْس َتْغ َف ُر وْا ِلُذ ُنوِبِه ْم ﴾ [‪ ]61‬صعد إبليس جبًال بمّك ة يقال له‪ :‬ثور‪ ،‬فصرخ بأعلى‬
‫صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدنا لما دعوتنا؟ قال‪ :‬نزلت هذه اآلية‪ ،‬فمن لها؟ فقام عفريت من الّش ياطين فقال‪ :‬أنا لها بكذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬لست‬
‫لها‪ ،‬فقام آخر فقال‪ :‬مثل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لست لها‪ ،‬فقال الوسواس الخّن اس‪ :‬أنا لها‪ ،‬قال‪ :‬بماذا؟ قال‪ :‬أعدهم وأمّن يهم حّت ى يواقعوا الخطيئة فإذا وقعوا أنسيتهم‬
‫االستغفار‪ ،‬فقال‪ :‬أنت لها‪ ،‬فوّك له بها إلى يوم القيامة‬
‫كان لرجل صالح بستان رائع‪ ،‬ولم يكن ُيبقي محصول أرضه كاماًل لالِّد خار بل كان يرد إلى األرض ما تحت اج إلي ه مم ا يس تغله منه ا‪ ،‬وُيبقى قوًت ا لعيال ه‬
‫تكفيهم لمدة سنة ويتصدق بما تبقى مَّما يجنيه من جنته‪ ،‬فكان ‪ُ ...‬يكرمه بسبب بّر ه بالفقراء والمس اكين ويب ارك ل ه في رزق ه وفي إنت اج بس تانه‪ .‬لم ا م ات‬
‫الرجل الصالح ورثه أبناؤه الخمسة‪ .‬تضاعف المحصول لما ورَث األبناء الخمسة بستان أبيهم بعد وفاته‪ .‬كان محص وله في س نتهم تل ك أض عاف الس نوات‬
‫السابقة‪ ،‬فلم يروا بستانهم من قبل بهذا المحصول ولم يعرفوا ان ذلك كان امتحانا من ‪ ....‬لما رأى أص حاب الجن ة تض اعف المحص ول في بس تاِنهم طغ وا‬
‫وتكبروا‪ ،‬و جعلوا يستنكرون ما كان يفعله أبيهم من توزيٍع للمحصول على الفقراء والمساكين حّت ى أّن هم اتهموه بالخرف والجنون بسبب فعله‪ ،‬فعزموا على‬
‫أن ال يؤتوا الفقراء والمساكين شيًئ ا من بستانهم حتى يغتنوا ويكثر مالهم‪ ،‬فقِب ل أربعة منهم ولم يقبل أخوهم الخامس ودعاهم إلى أن يتق وا ‪ ...‬ويس يروا على‬
‫نهج أبيهم في توزيع الصدقة‪ ،‬لكنهم لم يستمعوا إليه وقاموا بضربه وأرادوا قتله‪ ،‬لكَّن ه خوًف ا منهم تع اون معهم على أم رهم وه و ُمك رٌه علي ه وع ادوا إلى‬
‫منازلهم وهم ينوون النوم باكرا لالستيقاظ باكرا جدا و القيام بحصاد ثمارهم قبل أن يأتي الفق راء‪( .‬إذ أقس موا ليص رمنها مص بحين) أي‪ :‬حلف وا فيم ا بينهم‬
‫أنهم سوف يقطعون ثمرها مع اول الصباح قبل مجيء الفقراء‪َ( .‬و َغَد ْو ا َع َلى َح ْر ٍد َق اِد ِر يَن ) أي مصرين على منع حق ‪ ...‬في م الهم‪ .‬ولم ا ذهب وا إلى جنتهم‬
‫في الوقت الذي اتفقوا عليه قبل طلوع الشمس حتى ال يراهم الفقراء والمساكين وجدوا أّن ‪ ...‬سَّلط على جنتهم جائحة تحت جنح الظالم وقيل انه ا اح ترقت‬
‫فتحولت فحًما ورماًد ا فلم يبقى منها ما ُينتفع منه‪ ،‬حيث قال تعالى‪َ{ :‬ف َط اَف َع َلْي َه ا َط اِئٌف ِمْن َر ِّب َك َو ُه ْم َن اِئُموَن َف َأْص َبَح ْت َك الَّص ِر يِم }‪ ،‬أي أَّن ها أصبحت س وداء‬
‫كالليل المظلم‪ ،‬فلّما رأوا ما حّل في بستانهم استنكروا المنظر الذي رأوه وجعلوا يبكون ن دما‪َ ﴿ .‬ق اَل َأْو َس ُط ُهْم َأَلْم َأُق ْل َلُك ْم َل ْو اَل ُتَس ِّبُحوَن ﴾ ف اعترفوا ب ذنبهم‬
‫واستغفروا ربهم‪.‬‬
‫يروى أن عيسى بن مريم كان بصحبته يهودي وكان معهما ثالثة أرغفة من الخبز‪ ،‬ولما أرادا أن يتناوال طعامهما لم يجد عيسى سوى رغيفين‪ ،‬فسأل‬
‫اليهودي‪ :‬أين الرغيف الثالث‪ ،‬فأجاب‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين فقط‪ .‬لم يعلق عيسى وسارا حتى أتيا رجًال أعمى فوضع عيسى يده على عينيه ودعا ‪ ...‬له‬
‫فشفيت عيناه‪ ،‬و قال عيسى لليهودي‪ :‬بحق من شفى هذا األعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث‪ ،‬فرد‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين‪ .‬ولم يعلق عيسى على‬
‫الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬كيف سنعبره؟ فقال له النبي‪ :‬قل باسم ‪ ...‬واتبعني‪ ،‬فسارا على الماء‪ ،‬وهنا سأل عيسى اليهودي للمرة‬
‫الثالثة‪ :‬بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين‪ .‬لم يعلق عيسى ولكن عندما وصال الضفة األخرى جمع عليه السالم‬
‫ثالثة أكوام من التراب ثم دعا ‪ ...‬أن يحولها ذهبًا‪ ،‬فتحولت الى ذهب‪ ،‬فقال اليهودي متعجبا‪ :‬لمن هذه األكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السالم‪ :‬األول لك‪،‬‬
‫والثاني لي‪ ،‬وسكت قليال‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬والثالث؟؟ فقال عليه السالم‪ :‬الثالث لمن أكل الرغيف الثالث!‪ ،‬فرد اليهودي بسرعة‪ :‬أنا الذي أكلته!! فقال سيدنا‬
‫عيسى‪ :‬هي كلها لك‪ ،‬ومضى تاركًا اليهودي غارقًا في لذة حب المال والدنيا‪ .‬ولم يلبث اليهودي منهمكا بالذهب إال قليال حتى جاءه ثالثُة فرسان‪ ،‬فلما رأوا‬
‫الذهب ترجلوا‪ ،‬وقاموا بقتله شر قتلة‪ .‬وكان الفرسان وهم لصوص جياعا فأرسلوا أحدهم ليشتري لهم طعاما‪ .‬وفي الطريق حدثته نفسه بأن يتخلص من‬
‫صاحبيه بوضع السم لهما في الطعام وبذلك يحصل على المال كله‪ .‬وفي نفس الوقت لعب الشيطان برأسي اللصين اآلخرين فقررا قتل صاحبهما عند‬
‫عودته ليخلص المال لهما من دونه‪ .‬وهذا ما جرى حيث قتال صاحبهما لكنهما اكال الطعام المسموم الذي أحضره لهما فماتا هما ايضا‪ ...‬وعندما رجع‬
‫سيدنا عيسى عليه السالم وجد أربعة جثث ملقاة على األرض ووجد الذهب كله‪ ،‬فقال‪ :‬هكذا تفعل الدنيا بأهلها فويل لطالب الدنيا منها‪.‬‬
‫عاصم بن ثابت بن ابي االقلح صحابي جليل قتل يوم بدر مسافع بن طلحة وأخاه كالب بن طلحة فنذرت امهما سالفة بنت سعد أن تشرب الخمر في‬
‫جمجمة عاصم وجعلت لمن يأتيها برأسه مائة ناقة‪ .‬و أرادت مجموعة من االعراب من قبيلتي عضل و القارة الفوز بالجائزة فذهب بعضهم الى النبي ص‬
‫في المدينة طالبين منه أن يرسل وفدا من صحابته ليعلم اإلسالم لقبيلتيهما اللتين أسلمتا حسب زعمهم‪ .‬و طلبوا عاصما باالسم لعلمه الغزير و كانوا ينوون‬
‫الغدر به طبعا‪ .‬فبعث النبي معهم عشرة من أصحابه كان قائدهم عاصم‪ .‬و خرج الصحابة الكرام حتى وصلوا ماءا يسمى الرجيع‪( ،‬و هذا اليوم يسمى‬
‫بيوم الرجيع ‪ /‬السنة ‪ 4‬للهجرة ) وقد تبع الصحابة نحو مائة من الرماة‪ ،‬حتى لحقوهم عند جبل لجأ المسلمون إليه لما شعروا بالغدر‪ .‬فأحاط بهم‬
‫المهاجمون و أعطوا المسلمين عهدا إن نزلوا من الجبل بأال يقتلوا منهم رجال و قالوا لهم‪ :‬استأسروا (استسلموا) فإنا ال نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم‬
‫مكة فنصيب بكم ثمًن ا‪ ،‬فقال عاصم‪ :‬ال أقبل جوار مشرك‪ ،‬فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله‪ ،‬ثم قاتلهم و معه ستة حتى انكسر رمحه‪ ،‬فقال‪" :‬أعاهد ‪ ...‬أن ال‬
‫أمس مشرًك ا وال يمسني مشرك اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم جسدي آخره"‪ .‬فجرح رجلين وقتل واحًد ا‪ ،‬ثم قتلوه‪ ،‬لكنهم لما أرادوا أن يجتزوا‬
‫رأسه‪ ،‬بعث ‪ ....‬اسرابا كثيفة من الدبابير فحمته‪ .‬فقالوا‪ :‬دعوه حتى يمسي فنأخذه‪ .‬ثم ان ‪ ...‬ارسل بعد ذلك امطارا غزيرة فصارت سياًل عظيما حمل‬
‫جسد عاصم الى مكان مجهول‪ .‬فلم يجدوه قط‪ .‬وهكذا استجاب ‪....‬لعهد عاصم أن ال يمس مشرًك ا وال يمسه مشرك‪ ،‬فمنعه في مماته كما منعه في حياته‪.‬‬
‫و ما كان من المجرمين الذين قتلوه اال ان حملوا الى سالفة رأس رجل آخر زاعمين لها انه رأس عاصم حتى يفوزوا بالجائزة‪.‬‬
‫يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد‪ ،‬فجاءه قومه‪ ،‬وقالوا له‪ :‬إن هناك قوًما يعبدون شجرة‪ ،‬ويشركون ب‪...‬؛ فغضب العابد غضًبا شديًد ا‪ ،‬وأخذ‬
‫فأًس ا؛ ليقطع الشجرة‪ ،‬وفي الطريق‪ ،‬قابله إبليس في صورة شيخ كبير‪ ،‬وقال له‪ :‬إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد‪ :‬أريد أن أذهب ألقطع الشجرة التي يعبدها‬
‫الناس من دون ‪ ....‬فقال إبليس‪ :‬لن أتركك تقطعها‪ .‬وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد‪ ،‬وأوقعه على األرض‪ .‬فقال إبليس‪ :‬إني أعرض عليك أمًر ا هو‬
‫خير لك‪ ،‬فأنت فقير ال مال لك‪ ،‬فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين‪ ،‬فوافق العابد‪.‬‬
‫وفي اليوم األول‪ ،‬أخذ العابد دينارين‪ ،‬وفي اليوم الثاني أخذ دينارين‪ ،‬ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد‪ ،‬وأخذ فأسه‪ ،‬وقال‪ :‬البد أن‬
‫أقطع الشجرة‪ .‬فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير‪ ،‬وقال له‪ :‬إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد‪ :‬سوف أقطع الشجرة‪ .‬فقال إبليس‪ :‬لن تستطيع‪ ،‬وسأمنعك من‬
‫ذلك‪ ،‬فتقاتال‪ ،‬فغلب إبليُس العابَد ‪ ،‬وألقى به على األرض‪ ،‬فقال العابد‪ :‬كيف غلبَت ني هذه المرة؟! وقد غلبُتك في المرة السابقة! فقال إبليس‪ :‬ألنك غضبَت في‬
‫المرة األولى ‪- ....‬تعالى‪ ،-‬وكان عملك خالًص ا له؛ فأَّمنك ‪ ....‬مني‪ ،‬أَّما في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين‪ ،‬فهزمُتك وغلبُتك‪.‬‬
‫اْنَط َلَق َث َالَثُة َنَف ٍر ِمَّمْن َك اَن َق ْب َلُك ْم َح َّت ى آَو اُه ُم اْلمِبيُت ِإَلى َغاٍر َف َد َخ ُلوُه‪ ،‬فاْن َح َد َر ْت َص ْخ رٌة ِمَن اْلجبِل َفَس َّد ْت َع َلْي ِه ْم اْلَغ اَر ‪َ ،‬فَقاُلوا‪ِ :‬إَّن ُه َال ُيْن ِج يُك ْم ِمْن َهِذِه الَّص ْخ َر ِة‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ِإَّال ْن َتْد ُعوا ‪ ....‬تعالى بصالح ْع َم الُك ْم َق اَل رجٌل ِمنُهْم ‪ :‬الَّلُهَّم َك اَن ِلي َب واِن َش ْي َخ اِن َك ِبيراِن ‪ ،‬وُكْن ُت َال بغي قْبلَه ما ْه ًال َو ال ماًال فن ى ِبي َط َلُب الَّش جِر‬
‫َأ‬ ‫ْل‬ ‫ْث‬ ‫ُأ‬ ‫َأ‬
‫َي ْو مًا َف لْم ِر ْح َع َلْيهَم ا َح َّت ى َن اَم ا َف َح لْبت َلُهَم ا نصيبهما المعتاد َف َو َج ْد ُتُهَم ا َن اِئمْي ِن ‪َ ،‬فَك ِر ْهت ْن وقَظ هَم ا‪َ ،‬ف َلِب ُت َو ا َقَد ُح َع َلى َي ِدى ْن َت ِظ ُر اْس ِتيَقاَظ ُهما َح َّت ى َبَر َق‬ ‫ُأ‬
‫اْلَفْج ُر َو الِّصْب َي ُة َي َتضاَغ ْو َن ِع ْن َد َق َدمي َف اْس َت ْيقَظ ا َفَش رَب ا لبنهما‪ .‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َف َع ْلُت َذ ِلَك اْبِتَغاَء َو ْج ِه َك َفَف ِّر ْج َع َّن ا َم ا َن ْح ُن ِفيِه ِمْن َهِذِه الَّص ْخ َر ة‪ ،‬فاْن َف َر َج ْت َش ْيئًا‬
‫ال َي ْس َت طيُعوَن اْلُخ ُروَج ِم ْن ُه‪َ .‬ق اَل اآلخر‪ :‬الَّلُهَّم ِإَّن ُه َك انْت ِلَي اْب َن ُة عٍّم ُكْن ُت ُأِحُّبَه ا َك َأشد َم ا ُيحُّب الِّر َج اُل الِّنَس اِء ‪َ ،‬ف َأَر ْد ُتَه ا َع َلى َن ْف سَه ا َف اْم َتَن َع ْت ِم ِّن ى َح َّت ى َأَلَّم ْت‬
‫ِبَه ا َس َن ٌة ِمَن الِّسِنيَن (فاقة) َف َج اَء ْت ِني َف َأْع َط ْي ُتِه ا ِع ْش ريَن َو ِم اَئ َة ِد يَن اٍر َع َلى َأْن ُتَخ ِّلَى َب ْيِنى َو َب ْي َن َن ْف ِس َه ا فَفَع َلت‪َ ،‬ف َلَّما َقَع ْد ُت َب ْي َن ِر ْج لْي َه ا‪َ ،‬ق الْت ‪ :‬اَّت ِق ‪َ ...‬و َال َت ُفَّض‬
‫اْلخاَت َم ِإَّال ِبَح ِّقِه‪ ،‬فاْن َص َر ْف ُت َع ْن َه ا َو ِهَى َأَح ُّب الَّن اِس ِإلَّي َو ترْك ُت الَّذ َهَب اَّلذي َأْع َط يُتَه ا‪ ،‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َفْع لُت َذ ِلَك اْبِتَغاَء َو ْج ِه َك فاْف ُرْج َع َّن ا َم ا َن ْح ُن ِفيِه‪،‬‬
‫فانَف َر َج ِت الَّص ْخ َر ُة َغْي َر َأَّن ُهْم ال َي ْس َت ِط يُعوَن اْلُخ ُروَج ِم ْن َه ا‪ .‬وَق اَل الَّث اِلُث ‪ :‬الَّلُهَّم ِإِّن ي اْس َت ْأَج ْر ُت ُأجَر اَء َو َأْع َط ْي ُتهْم َأْج َر ُه ْم َغْي َر َر ُج ٍل َو اِحٍد َت َر َك اَّلذي َّله َو َذ هَب‬
‫فثَّمرت أْج َر ُه َح َّت ى كثرت منه األموال فجاءني َب عَد ِحيٍن َف قاَل َي ا عبَد ‪َ ...‬أِّد ِإَلَّي َأْج ِر ي‪َ ،‬ف ُقْلُت ‪ُ :‬ك ُّل َم ا َت َر ى مْن َأْج ِر َك ‪ِ :‬مَن اِإلِبِل َو اْلَب َق ِر َو اْلَغ َن م َو الَّر ِقيق فقاَل ‪:‬‬
‫يا َع ْبَد ‪ ...‬ال َت ْس تْهزْي بي‪َ ،‬ف ُقْلُت ‪َ :‬ال َأْس َت ْهزُي ِبَك ‪َ ،‬ف َأَخ َذ ُه ُكَّلُه فاْس تاَقُه َف َلْم َي ْت ُرْك ِم ْن ه َش ْيئًا‪ ،‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َفَع ْلُت َذ ِلَك اْبتَغ اَء َو ْج ِه َك فاْف ُرْج َع َّنا َم ا َن ْح ُن ِفيِه‪،‬‬
‫َف اْن َف َر َج ِت الَّص ْخ َر ُة تماما فخَر ُجوا َي ْم ُشوَن ‪.‬‬
‫كان هناك ‪ 12‬قرية تطل على نهر أسمه الرس‪ ،‬وهذا النهر موجود في بالد الشرق‪ ،‬وكانت تلك القرى تعبد شجرة ص نوبر ض خمة‪ .‬وق د جعل وا له ا عين‬
‫ماء خاصة بسقايتها‪ ،‬فلم يكن أحد يشرب من تلك العين‪ ،‬وكان من يخطأ ويشرب من الماء الخاص بالشجرة يعاقب بالقتل في الحال‪ .‬وحدد الن اس يوم ا في‬
‫الشهر لكي يقدموا فيه بقرة كقربان للشجرة المباركة‪ ،‬وكان الشيطان الرجيم يحرك الشجرة من أجل أن ي وهمهم ب أن الش جرة راض ية عنهم‪ ،‬فك ان الن اس‬
‫يفرحون‪ ،‬ويحتفلون ويشربون الخمر ويرقصون ويغنون وعندما يجئ النهار ينصرفون لمنازلهم‪ .‬و في يوم من األيام أرسل ‪ ...‬لهم نبيا ظل يدعوهم لعبادة‬
‫‪ ...‬لكنهم أبوا واستكبروا‪ ،‬ولما وجد النبي أن القوم رافضين لإليمان دعا ربه ان يجعل هذه الشجرة يابسة فأنقسم القوم لقسمين قس م ي دعى أن الن بي س حر‬
‫شجرتهم‪ ،‬وقسم يرى أن الشجرة غاضبة عليهم بسبب النبي‪ ،‬فحفروا حفرة عميق ة دفن وا فيه ا الن بي ووض عوا ف وق الحف رة ص خرة ض خمة‪ ،‬فظ ل الن بي‬
‫يدعو ‪ ...‬أن يقبض روحه ويعجل في خالصه فاستجاب له‪ .‬و كان عبد أسود يجئ كل يوم بالطعام والم اء للن بي‪ .‬ق ال نبيين ا ص « إن أول الن اس ي دخل‬
‫الجنة يوم القيامة العبد األسود » ثم هبت على القرى ريح عاصفة حمراء اللون جدا‪ ،‬فذعر الناس في جمي ع الق رى‪ ،‬وأص بحت األرض من تحت أق دامهم‬
‫أحجارا من الكبريت‪ ،‬وظهرت في السماء سحابة شديدة السواد‪ ،‬وأمطرت السماء عليهم جمرا ملتهبا ومشتعال‪ ،‬فذابت أجساد القوم الكافرين وأصبحت مث ل‬
‫الرصاص المذاب من شدة النار‪.‬‬

‫كانت هناك بلدة ُتدعى َد اَو ْر داُن ‪ ،‬حّل بها الطاعون ‪ ،‬فقررت طائفة منهم الخروج من القرية بينما بقيت طائفة أخرى ولم ترح ل ‪ ،‬فهل ك أك ثر أه ل القري ة‬
‫الذين بقوا بها ‪ ،‬بينما عاد الذين خرجوا منها سالمين ‪ .‬فقال الذين بقوا في القرية ‪ ”:‬أصحابنا كانوا أح زم من ا ؛ ل و ص نعنا كم ا ص نعوا لبقين ا ‪ ،‬ولئن وق ع‬
‫الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض ال وباء بها ” ‪ ،‬وبالفعل وقع الطاعون فهرب معظم أهل القرية ‪ ،‬ورحلوا حتى وصلوا وادًيا أواسعا ‪ .‬وحينم ا ن زل أه ل‬
‫القرية إلى ذلك المكان الذي كانوا يبتغون فيه النج اة من الم وت ؛ ن اداهم مل ك من أس فل ذل ك ال وادي وهن اك آخ ر ك ان في أعاله ‪ ”:‬أن موت وا” ‪ ،‬فم اتوا‬
‫جميعهم وماتت الدواب التي كانت معهم كموت رجل واحد ‪ ،‬وانتفخت أجسادهم في غضون ثمانية أيام ‪ ،‬وحينما خرج إليهم الناس عجزوا عن دفنهم ‪ ،‬مما‬
‫جعلهم يحظرون عليهم حظيرة دون السباع ‪ ،‬وهكذا تركوهم ورحلوا ‪.‬‬
‫وقيل أنه ذات يوم مّر عليهم نبي ُيدعى “ِحزقيل” بعد أن ماتوا وهلكوا ‪ ،‬فوق ف عن دهم مت أماًل ف أوحى ‪ ...‬إلي ه ان ه س يحييهم ل ه كي يري ه آي ة من آيات ه ‪،‬‬
‫فأحياهم ‪ ،‬وعادوا إلى قومهم وعاشوا حتى جاءتهم آجالهم المقدرة ‪.‬‬
‫روي أن امرأة دخلت على داود عليه السالم فقالت ‪ :‬يا نبي ‪ ! ...‬ربك ظالم أم عادل ؟ فقال داود ‪ :‬ويحك يا امرأة هو العدل الذي ال يجور ‪ .‬فق ال له ا ‪ :‬م ا‬
‫قصتك ؟ قالت ‪ :‬أنا أرملة ‪ ،‬عندي ثالثة بنات أقوم عليهن من غزل يدي ‪ ،‬فلما كان أمس شددت غزلي بخرقة حمراء ‪ ،‬وأردت أن أذهب إلى السوق ألبيعه‬
‫وأطعم أطفالي ‪ ،‬فإذا بطائر انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب ‪ ،‬وبقيت حزينة ال أملك شيئا أطعم به أطفالي‪ .‬فبينما كانت المرأة مع داود عليه السالم‬
‫في الكالم إذا بالباب يطرق على داود ‪ ،‬فأذن بالدخول ‪ ،‬وفوجئ حينها بعشرة من التجار ‪ ،‬كل واحد بيده ( ‪ )100‬دينار ‪ ,‬قالوا ‪ :‬يا نبي ‪...‬أعطها لمستحقها‬
‫‪ .‬فقال داود عليه السالم ‪ :‬ما كان سبب حملكم هذا المال ؟ قالوا ‪ :‬يا نبي ‪ ! ...‬كنا في مركب ‪ ،‬فهاجت علينا الريح ‪ ،‬وأشرفنا على الغرق ‪ ،‬فإذا بطائر يلقي‬
‫علينا خرقة حمراء وفيها غزل ‪ ،‬فسددنا به عيب المركب ‪ ،‬فهانت علينا الريح ‪ ،‬وانسد العيب ‪ ،‬ونذرنا إلى هللا أن يتصدق كل واحد منا ب (‪ )100‬دينار ‪،‬‬
‫وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت‪ .‬ف التفت داوود علي ه الس الم إلى الم رأة وق ال له ا ‪ :‬ربي يجزي ك في ال بر والبح ر وتجعلين ه ظالم ا ؟! ‪..‬‬
‫وأعطاها المال ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنفقيه على أطفالك‪.‬‬

‫في غزوة من غزواته استراح النبي الكريم تحت شجرٍة بعد أن عّلق سيفه عليها‪ ،‬فاستغّل رجٌل من المشركين ذلك فباغت الّن بي وأخذ سيفه على حين‬
‫غّرة‪ ،‬ثّم رفعه في وجه الّن بي وهو يقول‪ ،‬أتخافني‪ ،‬فقال الّن بي‪ :‬ال‪ ،‬فقال الّر جل‪" :‬فمن يمنعك مني"‪ ،‬قال‪ ،.... :‬فارتجفت يد المشرك و سقط الّسيف ممنها‬
‫فأخذه الّن بي الكريم ورفعه في وجه الّر جل وهو يقول من يمنعني منك‪ ،‬فقال الّر جل‪ ،‬كن خير آخذ‪ ،‬فلم َي فعل الّنبي الكريم معه شيئًا وعفى عنه بعد أن تعّهد‬
‫بأن ال ُيقاتل المسلمين أو يقف مع قوم يقاتلونهم‪ ،‬فجاء قومه وهو يقول‪( :‬جئتكم من عند خير الّناس)‪.‬‬

‫كان أهل مكة يلقبونه بـ "شيطان قريش"‪ ،‬وأرسلته قريش فى غزوة بدر ليستطلع جيش المسلمين‪ ،‬حتى دارت المعركة وهزم المشركين‪ ،‬ووقع ابنه أسيًر ا‬
‫للمسلمين‪ ،‬انه عمير بن وهب‪ .‬جلس عمير يوما مع صديقه صفوان بن أمية عند الكعبة ‪ ،‬فاقنعه صفوان ان يقتل النبي على ان يقضى صفوان عنه دينه‬
‫ويرعى عياله اذا لم يتمكن من الهرب‪ .‬و اتفقا على كتم هذا األمر فال يعلمه أحد‪ .‬بعدها انطلق عمير الى المدينة بعد أن وضع السم في سيفه‪ .‬و لما وصل‬
‫رآه عمر بن الخطاب ‪ ،‬فاخبر النبي بمقدمه قائال‪" :‬يا رسول ‪ ،...‬إن عدو‪ ...‬عمير جاء متوشحًا سيفه"‪ ،‬فقال الرسول بهدوء‪" :‬أدخله يا عمر"‪.‬فأدخله عمر‬
‫وهو يمسكه من حمالة سيفه‪ ،‬فقال الرسول‪" :‬اتركه يا عمر"‪ ،‬وقال لعمير‪" :‬اقترب ماذا جاء بك؟"‪ ،‬فقال له عمير جئت من أجل ابنى األسير الذى فى‬
‫أيديكم‪ .‬فاجابه النبي‪ " :‬بل جئت لتقتلنى يا عمير‪ ،‬وهذا كان اتفاقك مع صفوان على أن يسد دينك يرعى هو عيالك‪ ،‬ولكن يا عمير ان ‪...‬حائل بينك وبين‬
‫ذلك"‪ .‬و هنا صاح عمير بن وهب‪ " :‬إن ما حدثتنى به لم يعرفه إال أنا وهو فقط‪ ،‬فكيف عرفته‪ ،‬و هنا وضع النبي يده الشريفة على صدر عمير و دعا له‬
‫بالهداية فاسلم و حسن إسالمه حتى طلب يوما من الرسول أن يأذن له في أن يدعو اهل مكة إلى االسالم‪ ،‬فأذن له‬
‫لما عاد رسول ‪ ...‬من غزوة ذات الرقاع‪ ،‬مر في طريقه بواد‪ ،‬وكانت الدنيا قد أظلمت‪ ،‬فقرر ان يمضي ليلته هناك‪ ،‬فقال‪ :‬من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه؟‬
‫فقام إليه عمار بن ياسر من المهاجرين‪ ،‬وعباد بن بشر من األنصار‪ ،‬وقاال‪ :‬نحن يا رسول ‪ ...‬وأخذا موقعا لهما في فم شعب بالوادي‪ ،‬وكمنا فيه‪.‬‬
‫وقال األنصاري لصاحبه‪ :‬أي الليل تحب ان أكفيكه‪ ،‬أوله أم آخره؟‬
‫قال عمار‪ :‬بل اكفني أوله‪.‬‬
‫فقام األنصاري يصلي بينما نام صاحبه‪ ،‬وبينما هو كذلك اقترب منه احد المشركين‪ ،‬فرماه بسهم‪ ،‬فأصابه‪ ،‬فنزعه األنصاري‪ ،‬ومضى في صالته‪ ،‬فرماه‬
‫المشرك بسهم آخر‪ ،‬فأصابه‪ ،‬فنزعه األنصاري ومضى في صالته‪ ،‬فرماه المشرك بسهم ثالث‪ ،‬فأصابه إصابة بليغة‪ ،‬فركع األنصاري وسجد‪ ،‬ثم أيقظ‬
‫عمار بن ياسر‪ ،‬فوثب من فوره شاهرا سيفه‪ ،‬فلما رآه المشرك الذ بالفرار‪.‬‬
‫ورأى عمار ما بأخيه عباد بن بشر من الدماء‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ‪ ،...‬أفال أيقظتني أول ما رماك يا عباد؟‬
‫قال عباد‪ :‬كنت في صالتي أتلو سورة ما أحببت ان أقطعها‪ ،‬فتحاملت على نفسي لما أصابني بسهامه‪ ،‬ثم تذكرت انني على ثغرة أمرني رسول‪ ...‬بحفظها‪،‬‬
‫وايم ‪...‬يا عمار‪ ،‬لوال انني خشيت ان أضيع ثغرا أمرني رسول ‪ ...‬بحفظه‪ ،‬ما قطعت صالتي ولو أودت سهامه بحياتي‪.‬‬
‫فلَّما خرج من الباب ضحك‪ .‬فُأخبر الحَّج اج‬ ‫سعيد‪ :‬إذن تفسد علّي دنياي وأفسد عليك‬ ‫عندما ُقبض على سعيد بن جبير ُادخل‬
‫بذلك فأمر برِّد ه وقال‪ :‬ما أضحكك؟!‬ ‫آخرتك‬ ‫على الحجاج فجرت بينهما مناظرة‪:‬‬
‫عجبت ِمن ُج رأتك على ‪ ...‬وِحلم ‪ ...‬عنك‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬كيف ترى ما نجمع ألمير‬ ‫الحجاج‪ :‬ما اسمك؟‬
‫فأمر الحَّج اج بالنطع فًبسط ‪ ،‬فقال‪ :‬أقتلوه‪.‬‬ ‫المؤمنين؟‬ ‫سعيد‪ :‬سعيد بن جبير‪.‬‬
‫قال سعيد‪" :‬وَّج هت وجهي للذي فطر‬ ‫سعيد‪ :‬لم أَر‬ ‫الحجاج‪ :‬بل أنت شقي بن كسير‪.‬‬
‫السموات واألرض حنيفًا ُمسلمًا وما أنا ِمن‬ ‫ثم أمر الحجاج بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ‬ ‫سعيد‪ :‬أمي كانت أعلم باسمي منك‪.‬‬
‫الُمشركين"‪.‬قال الحجاج‪ :‬شُّدوا به لغير‬ ‫فوضعت بين يدي سعيد‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬و‪ ...‬القتلنك‬
‫القبلة! قال سعيد‪﴿ :‬فأينما توُّلوا فثَّم‬ ‫سعيد‪ :‬إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من‬ ‫سعيد‪ :‬إني إذن لسعيد كما سمتني أمي‪.‬‬
‫[‪]٣‬‬
‫وجه ‪.﴾...‬‬ ‫فزع يوم القيامة فصالح واال ففزعة واحدة‬ ‫الحجاج‪ :‬شقيَت أنت‪ ،‬وشقيْت أمك‪.‬‬
‫قال‪ :‬كُّبوه على وجهه‪ .‬قال سعيد‪﴿ :‬منها‬ ‫تذهل كل مرضعة عما أرضعت‪ ،‬وال خير‬ ‫سعيد‪ :‬الغيب يعلمه غيرك‪.‬‬
‫خلقناكم وفيها ُنعيدكم ومنها ُنخرجكم تارة‬ ‫في شيء جمع للدنيا اال ما طاب وزكا‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬ألبدلَّن ك بالدنيا ناًر ا تلظى‪.‬‬
‫[‪]٤‬‬
‫ُأخرى﴾‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬ويلك يا سعيد‬ ‫سعيد‪ :‬لو علمُت أن ذلك بيدك التخذتك‬
‫قال الحَّج اج‪ :‬اذبحوه‪ .‬قال سعيد‪ :‬أَّما أَّن ي‬ ‫سعيد‪ :‬الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل‬ ‫إلًها‪.‬‬
‫َأشهد وأحاُّج أْن ال إله إَّال‪ ...‬وحده ال‬ ‫النار‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬فما تقول فّي ؟‬
‫ْذ‬
‫شريك له‪ ،‬وأَّن محمدًا عبده ورسوله‪ .‬ها‬
‫ُخ‬ ‫الحجاج‪ :‬فاختر أَّي قتله أقتلك‪.‬‬ ‫سعيد‪ :‬إعفني‬
‫مِّن ي حَّت ى تلقاني يوم القيامة‪ .‬ثَّم دعا‬ ‫سعيد‪ :‬اختر لنفسك ـ يا حَّج اج ـ فو‪ ،...‬ما‬ ‫الحجاج‪ :‬ال عفا ‪ ...‬عني إن اعفيتك‬
‫سعيد ‪ ...‬فقال‪ :‬الَّلهَّم ال ُتسِّلطه على أحد‬ ‫تقتلني قتله إَّال قتلك ‪ ...‬مثلها في اآلخرة‪.‬‬ ‫سعيد‪ :‬إني ألعلم أنك‬
‫يقتله بعدي‪ ،‬فذبح على النطع رحمه ‪....‬‬ ‫الحجاج‪ :‬أفُتريد أْن أعفو عنك؟‬ ‫مخالف لكتاب‪ ...‬تعالى‪ ،‬وسترد غدًا فتعلم‪.‬‬
‫ولم يعش الحَّج اج بعده طويال‪ ،‬وُح رم النوم‬ ‫سعيد‪ :‬إْن كان العفو فِمن ‪ .....‬وأَّما أنت فال‬ ‫الحجاج‪ :‬وهللا ألقتلنك قتلة لم أقتلها أحدًا‬
‫فكان ُينادي‪" :‬مالي ولسعيد بن جبير كَّلما‬ ‫براءة لك وال عذر‪.‬‬ ‫قبلك‪ ،‬وال أقتلها أحدًا بعدك‪.‬‬
‫[‪]٥‬‬
‫أردت النوم أخذ برجلي"‪.‬‬ ‫الحجاج‪ :‬اذهبوا به فاقتلوه‪.‬‬

‫في يوم اليمامة‪ -‬أحدى معارك حروب الردة ‪ -‬تحت إمرة خالد بن الوليد‪ ،‬انطل ق المس لمون يق اتلون جيش مس يلمة الك ذاب‪ ،‬و حين ب دؤوا يق تربون من‬
‫النصر احتمى المرتدون من جيش مسيلمه بداخل حديقة كبيرة محاطة بس ور ع ال و اغلق وا ب اب الحديق ة علي انفس هم فح ار المس لمون في كيفي ة اقتح ام‬
‫الحديقة ‪ ،‬و هنا صعد البراء بن مالك االنصاري (اخو انس بن مالك خادم الرسول) فوق ربوة وصاح‪( :‬يا معش ر المس لمين‪ ،‬احمل وني وألق وني عليهم في‬
‫الحديقة) فهو يريد أن يدخل ويفتح األبواب لجماعته ولو قتله المرتدون فسينال المصير ال ذي يري د‪ ،‬ولم ينتظ ر ال براء كث يرا ف اعتلى الج دار وألقى بنفس ه‬
‫داخل الحديقة و بعد ان قتل قرابة عشرة من المرتدين فتح الباب فاقتحم جيش المسلمين الحديقة و انتصروا انتصارا تام ا على الكف ار‪ ،‬وتلقى جس د البط ل‬
‫يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكنه لم يمت‪ ،‬وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه‪.‬‬
‫و مرت السنوات و في إحدى الحروب في العراق لجأ الفرس المحاصرين في حصنهم إلى كالليب مثبت ة في أط راف سالس ل محم اة بالن ار‪ ،‬يلقونه ا من‬
‫حصونهم‪ ،‬فتخطف من تناله من المسلمين الذين ال يستطيعون منه ا فكاك ا فيرفعون ه الى اعلى حص نهم و يقتلون ه‪ ،‬وس قط أح د ه ذه الكالليب فج أة فتعل ق‬
‫به أنس بن مالك ‪ ،‬ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه‪ ،‬إذ كانت تتوهج نارا‪ ،‬وأبصر البراء المشهد‪ ،‬فأسرع نحو أخيه الذي تص عد ب ه السلس لة‬
‫على سطح جدار الحصن‪ ،‬وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد ح تى قطعه ا‪ ،‬ونج ا أنس وألقى ال براء نظ رة على كف ه فلم يج ده‬
‫مكانه‪ ،‬لقد ذهب كل ما فيه من لحم‪ ،‬وبقى هيكله العظمي محترقا‪ .‬و ما لبث البراء ان استشهد في المعركة‪.‬‬

‫خرج عروة بن الزبير بن العوام في سفر فوقع في رجله األكلة (مرض خطير) ‪ ،‬فقيل له ال ب د من قطعه ا‪ ،‬فقطعت من الركب ة وإن ه لص ائم فم ا تض ور‬
‫وجهه و ما امسك به احد‪ ،‬قال وفي نفس اليوم دخل ابن له أكبر إصطبل الدواب فرفسته دابة فقتلته ‪ ،‬فجاءه من يعزونه في فقد رجله و موت ابنه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ما أحسن ما صنع ‪ ...‬لي‪ ،‬اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثالثة فلك الحمد ‪ ،‬وكان لي بنون سبعة فأخذت واحدا وأبقيت لي س تة فل ك‬
‫افيت ‪.‬‬ ‫اع‬ ‫د أبقيت ‪ ،‬ولئن أبليت لطالم‬ ‫ذت لق‬ ‫د ‪ ،‬وايم ‪ ...‬لئن أخ‬ ‫الحم‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-------------‬‬
‫في احدى المعارك ضد المسلمين الفاتحين أعد جيش الفرس أسدًا كبيرًا ليتفاجؤوا و يرهبوا به جيش الع رب ال ذين ال عه د لهم بهك ذا حيوان ات مخيف ة في‬
‫حروبهم‪ .‬وعندما تقدم المسلمون‪ ،‬أطلق الفرس األسد الضخم الجائع المتوحش ففعل االفاعيل في المسلمين و مزق أجساد الكثيرين منهم‪ .‬و فجأة ان دفع من‬
‫بين صفوف المسلمين رجل جعل يجري سريعا في اتجاه الوحش بجرأة ال تصدق‪ .‬كان الرجل المجنون هو هاشم بن عتبة بن ابي وقاص‪ .‬لقد ك ان الرج ل‬
‫يعشق الشهادة و يتمنى الموت في سبيل ‪ ...‬و بينما ك ان الجمي ع يحبس أنفاس ه من ه ول م ا يح دث في المي دان انقض هاش م على األس د و التحم مع ه في‬
‫صراع مباشر لم يكن فيه مسلحا اال بشجاعة ايمانه و بخنجره‪ .‬و كان قادة جيش الفرس ينظرون في دهشة وذهول لما يفعله هذا الرجل وهم يتساءلون عن‬
‫طبيعة هذه االمة التي انجبت رجال مثله‪ .‬و بعد دقائق مع دودة رهيب ة ك ان هاش م بن عتب ة ق د أجه ز على األس د بع د أن طعن ه ع دة طعن ات قاتل ة‪.‬وك بر‬
‫المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس‪ ،‬واستمر هاشم في تقدمه ومن ورائه جيش من األبطال الذين حملوا على جيش الفرس حملة شديدة جعلتهم يخسرون‬
‫المعركة ويتركون أماكنهم هاربين‪ ،‬بعد أن سقط منهم عددا كبيرا ما بين قتيل وجريح‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫وعرفانا بما فعله هاشم بن عتبة من موقف بطولي‪ ،‬توجه إليه قائد الجيش سعد بن أبي وقاص‪ ،‬وقبل رأسه‪ ،‬إجال وتقدير له‪.‬‬

‫ويقال أنه ذات يوم وقف رجل على باب الخليفة العباسي المعتصم فقال له ‪ :‬يا أم ير المؤم نين كنت بعموري ة وجاري ة من أحس ن النس اء س يرة ق د لطمه ا‬
‫واحًد ا من كفار العجم في وجهها ‪ ،‬فنادت المرأة ‪ :‬وامعتصماه وامعتصماه ‪ ،‬فضحك األعجمي قائال لها و ما يقدر عليه المعتصم ؟ لعله سيجيء على فرس‬
‫أبلق وينصرك ‪ ،‬وزاد في ضربها ‪ ،‬و عند سماعه للقصة رد المعتصم‪ :‬لبيك أيتها الجارية ‪ ،‬لبيك هذا المعتصم ب‪ ...‬ق د أجاب ك ‪ ،‬وجه ز المعتص م جيًش ا‬
‫كبيًر ا من مائتي ألف جندي ‪ ،‬فيه اثني عشر ألف فارس ‪ ،‬وسار إلى عمورية ‪ .‬و بعد حصار دام أحد عشر يوًما‪ ،‬دخ ل المعتص م عموري ة ثم دع ا الرج ل‬
‫الذي أبلغه حديث الجارية وقال له سر بي إلى الموضع الذي رأيتها فيه‪ ،‬فسار به وأخرجها من موضعها وقال لها‪ :‬ي ا جاري ة ه ل اجاب ك المعتص م؟ وأتي‬
‫بالعبد الذي لطمها هو وسيده ‪ ،‬وجعلهم عبيدا لها وأعطاها جميع ماله ‪.‬‬

‫سأل سيدنا سليمان الحكيم نملة ‪ :‬كم تأكلين في السنة ؟؟؟؟‪ .‬فأجابت النملة ‪ :‬ثالث حبات فأخذها وضعها في علبة ذات ثقوب صغيرة و اغلق عليها العلبة ‪.‬‬
‫وضع معها ثالث حبات‪ .‬و بعد مرور سنة فتح سيدنا سليمان العلبة ونظر ‪ ....‬فوجدها قد أكلت حبة ونصف فقال لها ‪ :‬لما اكلت حبة و نصف حبة و قد‬
‫زعمت انك تأكلين ثالث حبات في السنة؟ قالت ‪ :‬عندما كنت حّر ة طليقة كنت أعلم أن ‪ ...‬تعالى لن ينساني أما بعد أن وضعتني في العلبة فقد خشيت أن‬
‫تنساني فوفرت للعام القادم ‪ ...‬من االكل الذي تركته لي‬
‫كان هناك أخوان يسكن أحدهما فوق اآلخر في نفس الدار‪ .‬و كان الذي في االعلى صالحا عابدًا و اآلخر الذي في األسفل مستهترا مسرفًا على نفسه ‪،‬‬
‫و ذات يوم سولت للعابد نفسه أن يتبع شهواتها ترويحًا لما ضيع من سني عمره في العبادة ثم يتوب بعد ذلك لعلمه أن ‪ ...‬غفور رحيم ‪ ،‬فقال العاب‪HH‬د في‬
‫نفسه ‪ :‬أنزل إلى أخي في أسفل الدار وأوافقه على الهوى واللذات بعض الوقت ثم أتوب وأعبد ‪ ...‬فيما تبقى من عمري ‪ ،‬ف‪HH‬نزل على ه‪HH‬ذه الني‪HH‬ة‪ .‬وق‪HH‬ال‬
‫أخوه المسرف قد أفنيت عمري في المعصية وأخي العابد يدخل الجنة وأنا أدخ‪HH‬ل الن‪HH‬ار و‪ ...‬ألت‪HH‬وبن وأص‪HH‬عد إلى أخي وأوافق‪HH‬ه في العب‪HH‬ادة م‪HH‬ا بقي من‬
‫عمري فلعل‪ ...‬يغفر لي ‪ ،‬فطلع على نية التوبة ونزل أخوه على نية المعصية ‪ ،‬فزلت رجله فوقع على أخيه فمات االثنان معًا ‪ ،‬فحشر العاب‪HH‬د على ني‪HH‬ة‬
‫المعصية وحشر المسرف على نية التوبة ‪.‬‬

‫احتضر رجل وكان كلما قيل له ‪ :‬قل ال إله إال ‪ ...‬يقول هذا البيت من الشعر ‪" :‬يا رب قائلة يومًا وقد تعبت‪ ...‬أين الطريق إلى حمام منجاب"‪ .‬و س‪HH‬بب‬
‫ذلك أن امرأة عفيفة حسناء خرجت إلى حمام معروف باسم حمام منجاب فلم تعرف طريقه وتعبت في المشي ف‪HH‬رأت رجًال على ب‪HH‬اب داره فس‪HH‬ألته عن‬
‫الحمام فقال ‪ :‬هو هذا وأشار إلى باب داره ‪ ،‬وكان باب داره يشبه باب هذا الحمام ! فلما دخلت أغلق عليه‪H‬ا الب‪H‬اب ‪ .‬فلم‪H‬ا رأت نفس‪H‬ها في داره وعلمت‬
‫أنه قد خدعها أظهرت له البشر والفرح باجتماعها معه وقالت بحماس خدعة منها وتحيًال للتخلص مما أوقعها فيه وخوف ‪ًH‬ا من فع‪HH‬ل الفاحش‪HH‬ة ‪ :‬يجب أن‬
‫يكون معنا ما يطيب به عيشنا فاذهب و اشتر لنا شيئًا من الطيب وشيئًا من الطعام وعجل الع‪HH‬ودة إلين‪HH‬ا‪ .‬فق‪HH‬ال الس‪HH‬اعة آتي‪HH‬ك بك‪HH‬ل م‪HH‬ا تري‪HH‬دين وتش‪HH‬تهين‬
‫وخرج وتركها في الدار ولم يغلق الباب ألنه كان واثقًا بها وبرغبتها فاشترى الرجل ما يليق ورجع المنزل فوجدها قد خ‪HH‬رجت وذهبت ‪ ،‬فه‪HH‬ام الرج‪HH‬ل‬
‫بها وأكثر ذكرها وصار يمشي كالمجنون في الطرق واألزقة وهو يقول ‪ :‬ي‪H‬ا رب قائل‪H‬ة يوم‪ًH‬ا وق‪H‬د تعبت ‪...‬أين الطري‪H‬ق إلى حم‪H‬ام منج‪H‬اب ‪ .‬ولم ي‪H‬زل‬
‫كذلك أمره حتى كان هذا البيت ( … أين الطريق إلى حمام منجاب ) هو آخر كالمه من الدنيا ‪.‬‬

‫كان بمصر مؤذن عليه عالمات الصالح وذات يوم صعد المنارة ليؤذن فرأى نصرانية من المنارة فافتتن بها فذهب إليها فامتنعت أن تجيب‪HH‬ه إلى ريب‪HH‬ة‬
‫وشبهة فقال لها ‪ :‬أتزوجك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أنت مسلم وأنا نصرانية فال يرضى أبي ‪ .‬قال ‪ :‬أتنصر ‪ .‬فقالت ‪ :‬اآلن يجيب‪H‬ك ويرض‪H‬ى ‪ .‬فتنص‪H‬ر الرج‪H‬ل والعي‪H‬اذ‬
‫ب‪ ...‬ووعدوه أن يدخلوه عليها ‪ .‬وفي أثناء ذلك اليوم رقى سطحًا لحاجة فزلت قدمه فوقع ميتًا فال هو ظفر بها وال هو ظفر بدينه‪.‬‬

‫بعث عمر بن الخطاب جيشا لحرب الروم وكان من بينهم شاب من الصحابة هو عبد ‪ ...‬بن حذافة بن قيس الس همي‪ .‬وط ال القت ال بين المس لمين وال روم‬
‫وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت‪ ..‬فأمر بأن يحضر بين يديه أسير من المسلمين‪..‬فج اءوا بعب د ‪ ...‬بن حذاف ة يجرون ه واألغالل في‬
‫يديه وفي قدميه فتحدث معه قيصر فأعجب بذكائه وفطنته‪ .‬فقال له‪َ :‬تَن ّص ر وأنا أطلقك من األسر! قال عبد‪ :...‬ال‪ ،‬قال ل ه‪ :‬تنّص ر وأعطي ك نص ف ملكي!‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقال قيصر‪ :‬تنّص ر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي‪ .‬فقال عبد ‪ :...‬ال‪ ،‬و‪ ...‬لو أعطيتني ملكك وملك آب اءك ومل ك الع رب والعجم‬
‫على أن أرجع عن ديني طرفة عين مافعلت‪ .‬فغضب قيصر‪ ،‬وقال‪ :‬إذًا أقتلك!‪ .‬فق ال‪ :‬اقتل ني‪ .‬ف أمر ب ه فس حب وعل ق على خش بة وأم ر الرم اة أن يرم وا‬
‫السهام حوله‪..‬وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت‪ .‬فلما رأى قيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنع وا عن ه الطع ام‬
‫والشراب‪ ..‬فمنعوهما عنه حتى ك اد أن يم وت من الظم أ ومن الج وع فأحض روا ل ه خم را ولحم خ نزير‪..‬فلم ا رآهم ا عب د ‪ ،...‬ق ال‪ :‬و‪ ...‬إني ألعلم أني‬
‫لمضطر وإن ذلك يحل لي في ديني‪ ،‬ولكن ال أريد أن يشمت بي الكفار ‪ ،‬فلم يقرب الطعام‪ .‬فُأخبر قيصر ب ذلك‪ ،‬ف أمر ل ه بطع ام حس ن‪ ،‬ثم أم ر أن ت دخل‬
‫عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة‪ ..‬فأدخلت عليه أجمل النساء‪ ،‬فلم يلتفت إليها‪ ..‬فلما رأت ذل ك خ رجت وهي غاض بة‪ ،‬وق الت‪ :‬لق د أدخلتم وني على‬
‫رجل ال أدري أهو بشر أو حجر‪ ..‬وهو و‪ ...‬ال يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!‪ ..‬فلما يأس منه قيصر أم ر بق در من نح اس ثم أغلى ال زيت وأوق ف عب د‪...‬‬
‫أمام القدر وأحض ر أحد األسرى المسلمين موثقا بالقيود وألقوه في الزيت المغلي فصرخ صرخه ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبد‪ ...‬ينظر إلى‬
‫العظام فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى‪ ..‬فاشتد غضب قيصر وأمر به أن يطرح في القدر فلما جروه وشعر بح رارة الن ار بكى!! ودمعت‬
‫عيناه!! ففرح قيصر فقال له‪ :‬تتنصر وأعطيك‪ ..‬وأمنحك‪ ..‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬اذن ما الذي أبك اك!؟ فق ال‪ :‬أبكي و‪ ...‬ألن ه ليس لي إال نفس واح دة تلقى في ه ذا‬
‫القدر‪ ..‬ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل ‪ ...‬مثل هذه الموتة‪ ..‬فقال له قيصر بعد أن يأس من ه‪ :‬ه ل ل ك أن تقب ل رأس ي‬
‫وأخلي س بيلك‪ ..‬فق ال عب د‪ :...‬وتخلي عن جمي ع أس ارى المس لمين‪ ..‬فق ال‪ :‬أج ل‪ ..‬فقب ل عب د ‪ ...‬رأس ه ثم أطل ق م ع ب اقي األس رى‪..‬‬
‫فقدم بهم على عمر ‪ ،‬فُأخبر عمر بذلك‪ ،‬فقال عمر‪ :‬حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد ‪ ...‬بن ُح ذافة‪ ،‬وأنا أبدأ‪ ،‬فقام عمر فقّبل رأسه‪.‬‬

‫اختار النبي ‪ -‬ص ‪ -‬حبيب بن زيد ليحمل رسالته إلى مسيلمة الكذاب في اليمامة باليمن‪ .‬و سار حبيب أكثر من ألف ميل‪ ،‬حتى وصل إلى مسيلمة‪ ،‬فلما‬
‫دخل عليه ناوله الكتاب‪ ،‬و لما نظر فيه مسيلمة غضب‪ ،‬ثم جمع قومه حوله‪ ،‬وأوقف حبيب بن زيد بين يديه‪ ،‬وسأله عن هذا الكتاب‪ ،‬فقال حبيب‪ :‬هو من‬
‫رسول ‪ - ...‬ص ‪ -‬فقال مسيلمة‪ :‬أتشهد أن محمدًا رسول ‪...‬؟‪ .‬قال حبيب‪ :‬نعم أشهد أن محمدًا رسول ‪ ....‬قال‪ :‬وتشهد أني رسول ‪...‬؟‪ .‬فقال له حبيب‬
‫مستهزئًا‪ :‬إن في أذني صممًا عما تقول‪ ، ،‬فأعاد عليه السؤال مرات و كان حبيب يكرر نفس الجواب‪ .‬وهنا اشتد غضب مسيلمة‪ ،‬ودعا السياف‪ ،‬وأمره أن‬
‫يطعن بالسيف في جسد هذا الفتى‪ ،‬وهو يكرر عليه السؤال‪ ،‬وال يسمع إال جوابًا واحدًا ال يزيده إال غيظًا وحقدًا‪ ،‬فأمر مسيلمة السياف أن يفتح فم حبيب‬
‫ويقطع لسانه‪ ،‬فأمسك به الجنود وفتحوا فمه‪ ،‬حتى قطع السياف لسانه‪ ،‬ثم أوقفوه بين يدي مسيلمة الفاجر والدماء تسيل من فمه الطاهر‪ ،‬فصاح به مسيلمة‪:‬‬
‫أتشهد أن محمدًا رسول ‪...‬؟‪ ،‬فأشار حبيب برأسه‪ :‬نعم‪ ..‬قال‪ :‬وتشهد أني رسول ‪...‬؟ فأشار برأسه‪ :‬ال‪ ..‬فأمر مسيلمة سيافه بقطع يده‪ ،‬ثم قطع رجله‪،‬‬
‫وجدع أنفه‪ ،‬واحتّز أذنه‪ ،‬وراح يقطع جسده قطعة قطعة‪ ،‬ولحمه يتساقط‪ ،‬ودماؤه تسيل‪ ،‬وهو ينتفض على األرض‪ ،‬ويئن من األلم‪ ،‬حتى مات ‪ -‬رضي ‪...‬‬
‫عنه‪ .-‬وبلغ رسول ‪ -...‬نبأ استشهاده فاسترجع واصطبر لحكم ربه‪ ،‬أما نسيبة بنت كعب «أم حبيب» فقد تألمت طويال ثم أطلقت يمينا لتثأرن لولدها من‬
‫مسيلمة ذاته‪ .‬و مرت سنة من ذلك التاريخ و جاءت في اول عهد ابي بكر الصديق موقعة اليمامة الخالدة‪ ،‬فخرجت نسيبة مع جيش خالد بن الوليد وألقت‬
‫بنفسها في خضم المعركة‪ ،‬و يقال انها شاركت في قتل مسيلمة الكذاب بارة بذلك بيمينها و ثائرة البنها الشهيد حبيب‪.‬‬

‫كان هناك رجل فقير يرعى أمه و زوجته و ذريته وكان يعمل خادمًا لدى أحدهم مخلصًا في عمله ويؤديه عل أكمل وجه إال أنه ذات يوم تغيب عن العم ل‬
‫خالفا للعادة فقال سيده في نفسه ‪ ":‬البد أن أعطيه دينارًا زيادة حتى ال يتغيب عن العمل فبالتأكيد لم يغيب إال طمعًا في زيادة راتبه النه يعلم اني ال استغني‬
‫عنه" وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه و زاد عليه الدينار لم يتكلم العامل ولم يسأل سيده عن سبب الزي ادة وبع د ف ترة غ اب العام ل م رة أخ رى‬
‫فغضب سيده غضبًا شديدًا وقال ‪ ":‬سأنقص الدينار الذي زدت ه‪" .‬وأنقص ه ولم يتكلم العام ل و لم يس أله عن نقص ان راتب ه فإس تغرب الرج ل ِمْن ردة فع ل‬
‫الخادم وسأله ‪ :‬زدتك فلم تسأل و أنقصتك فلم تتكلم !!!!!!!فقال العامل ‪ :‬عندما غبت المرة األولى رزقني هللا مولودًا ‪..‬فحين كافأتني بالزيادة قلت ه ذا رزق‬
‫مولودي قد جاء معه وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي وعندما أنقصت الدينارقلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها ‪.‬‬
‫حكى أن في مملكة بعيدة من قديم الزمان كان هناك ملك قرر في يوم من األيام أن يأمر أحد وزراءه بتربية ‪ 10‬كالب وحشية في سرداب القص ر الملكي‪،‬‬
‫حتي يرمي لهذه الكالب أى وزير يخطئ فتنهشه الكالب وتأكله حتي الموت ويكون هذا عقابه حتي يخاف الوزراء ويعملون علي طاعت ه ويض من والءهم‬
‫دائمًا ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫وفي يوم من األيام قدم أحد الوزراء رأي خاطئ معترض علي كالم الملك في إحدي األمور الخاصة بالمملكة‪ ،‬وهذا االمر لم يرق كثير للملك ف أمر ب رمي‬
‫هذا الوزير للكالب المتوحشة‪ ،‬ارتعد الوزير في خوف وقال للملك ‪ :‬أنا خ دمتك ‪ 10‬س نوات ي ا م والي‪ ،‬وكنت ل ك نعم الخ ادم األمين‪ ،‬وكنت دائم ال والء‬
‫والطاعه إليك‪ ،‬ومخلصًا لك حتي الموت‪ ،‬فكيف تفعل بي هذا اآلن ؟! رق قلب الملك لكالم الوزير خاصة أنه ك ان يعلم ان ه ذا الكالم حقيقي تمام ًا‪ ،‬فطلب‬
‫منه الوزير أنه يمهله مدة ‪ 10‬أيام آخري قبل تنفي ذ ه ذا الحكم فاس تجاب المل ك علي الف ور لكالم ال وزير ‪.‬انطل ق ال وزير علي الف ور إلي ح ارس الكالب‬
‫المتوحشة وعرض عليه أن يأخذ مكانه وأن يخدم هذه الكالب ويرعاها لمدة ‪ 10‬أي ام فق ط‪ ،‬فتعجب الح ارس من طلب ال وزير ال ذي لدي ه عم ل مرم وق‪،‬‬
‫ولكنه ترك له عمله بأي حال من االحوال حتي يستريح ويأخذ أجازة طويلة‪ ،‬وبدأ الوزير يعتني ب الكالب ويطعمه ا وي وفر له ا جمي ع س بل الراح ه‪ ،‬وبع د‬
‫مرور ‪ 10‬أيام جاء الحارس وتم تنفيذ حكم الوزير وتم رميه للكالب‪ ،‬واخذ الملك ومعه الحاشيه ينظرون لهذا المنظر في انتظار ان تنقض الكالب الجائعة‬
‫علي الوزير‪ ،‬ولكن كانت المفاجأة ‪ ..‬جاءت الكالب تحتضن الوزير وتنبح تحت قدميه دون أن يجرؤ أحد علي أذيته‪ ،‬فسأله الملك ماذا فعلت لهذه الكالب ؟‬
‫فقال له ‪ :‬يا سيدي خدمت الكالب لمدة ‪ 10‬أيام فقط‪ ،‬فلم تنسى الكالب معروفي‪ ،‬وأنا خدمتك ‪ 10‬سنوات فنسيت كل ه ذا في لحظ ة واح دة ‪ ..‬ش عر المل ك‬
‫بالخجل الشديد من نفسه وأمر بالعفو عن الوزير ‪.‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪----------------‬‬
‫َأ‬ ‫ٌل‬ ‫ْل‬ ‫َذ‬ ‫ُخ‬ ‫ْد‬ ‫َأ‬ ‫ًا‬
‫كان رسول ‪ ...‬ص جالس مع أصحابه ودخل الصحابى عبد ‪ ...‬بن سالم ‪ ،‬وعندما أش رف عليهم ق ال ص‪ِ{ :‬إَّن َّو َل َم ْن َي ُل َه ا ا َب اَب َر ُج ِمْن ْه ِل‬
‫اْلَج َّنِة "* َف َد َخ َل َع ْبُد ‪ْ ....‬بُن َس الٍم }{‪ }1‬فدخل وألقى السالم وجلس‪ ،‬ثم قام بعد لحظات‪ ،‬فقال ص‪{ :‬قام عنكم اآلن رجٌل من أهل الجن ة}* وك ان عب د ‪ ...‬بن‬
‫عمرو بن العاص رضى هللا عنهما شاٌب نشأ على طاعة ‪...‬؛ ُيحيى الليل كله فى التهجد والصالة لهن‪ ،‬وجعل أيامه كله ا ص ياٌم ‪ ،...‬ويتل و الق رآن فى ك ل‬
‫ثالثة أياٍم مرة من أوله إلى آخره‪ ،‬فقال فى نفسه‪ :‬ما العمل الذى زاد به هذا الرجل عنى والذى وصفه به النبى ص أنه من أهل الجن ة؟ ف أراد أن يستكش ف‬
‫هذا األمر فزاره فى بيته وطلب منه أن يبيت عنده على أنه حدث خالٌف بينه وبين أبيه‪ ،‬وهو فى الحقيقة يريد أن ينظر إلى عبادته وطاعته ‪ ...‬وبعد صالة‬
‫العشاء انتظر أن يقوم الرجل فلم يقم وظل نائمًا‪ ،‬وفى النصف الثانى من الليل وجده يقظ ًا يتقلب ويتملم ل ولكن ه ال يق وم‪ ،‬فلم ا إق ترب الفج ر ق ام وتوض أ‬
‫وقال‪ :‬هيا يا عبد ‪ ...‬نصلى الصبح مع رسول ‪ ...‬ص‪ .‬وفى النهار وجده مفطرًا غير صائم‪ ،‬فقال‪ :‬لعل ه ه ذه الليل ة ك ان مجه دًا ومتعب ًا‪ ،‬انتظ ر ليل ة ثاني ة‬
‫فوجده فى الثانية على هذه الهيئة‪ ،‬وفى الثالثة على هذه الكيفية‪ ،‬فقال‪ :‬البد من إخباره باألمر فقال‪ :‬يا أخى سمعت النبى ص يقول وأنت داخل وأنت خ ارج‬
‫أنك رجٌل من أهل الجنة‪ ،‬فأحببت أن أطلع على العمل الذى فزت به بهذه المنزلة‪ ،‬فلم أجدك زدت عن الفرائض المفترضة شيئًا‪ ،‬فسكت الرجل ثم ق ال ل ه‪:‬‬
‫ال أزيد عما رأيت‪ ،‬فلما نظر إليه ووجده متعجبًا‪ ،‬قال له‪{ :‬غير أنى أبيت كل ليلة وليس فى قلبى غٌل وال غٌش وال حقٌد وال حسٌد ألحٍد من المس لمين‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فبذاك}‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫حين حدثت معركة اليرموك بين المسلمين و الروم‪ ،‬وسقط خاللها ثالثة من الصحابة الكرام جرحى‪ ،‬وهم‪ :‬عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام‬
‫وعياش بن أبي‬
‫ربيعة وعندما أتى أحد المسلمين ليسقي الحارث بن هشام الماء‪ ،‬دفعه الحارث بن هشام إلى عكرمة‪ ،‬والذي دفعه بدوره إلى عياش عياش بن أبي ربيعة‪،‬‬
‫والذي عندما وصله الساقي‪ ،‬وجده قد استشهد‪ ،‬فعاد إلى عكرمة ليجده استشهد أيضا فنظر للحارث ليجده لحق برفاقه االثنين إلى الجنة‪ ،‬حيث استشهدوا‬
‫‪.‬وهم يؤثرون بعضهم على بعض حتى و هم جرحى وسط المعركة‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫كان مصعب بن عمير فَت ى مكَة المدَّلل‪ ،‬وكانت أُّمه ِمن أغنى أهل مكة‪ ،‬تكسوه أحَس ن الثياب‪ ،‬وكان أعطَر أهِل مكة‪ ،‬فلما أسلم انخلَع ِمن ذلك كله‪ ،‬و صار‬
‫يلبس ابسط و اخشن المالبس‪ .‬وكانت أمه خّن اس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها فخشيها مصعب‪ ،‬وقرر أن يكتم إسالمه ‪ ،‬حتى علمت أمه‬
‫وحبسته وأرادت أن ترده عن دينه ولكنها واجهت إصرار أكبر على اإليمان من جانب االبن ‪ .‬فقررت أن تخرجه من بيتها وتحرمه من األموال ‪.‬وقالت له‬
‫وهي تخرجه من بيتها ‪”:‬اذهب لشأنك‪ ,‬لم أعد لك أّما”‪ .‬و كان مصعب أول سفير في اإلسالم ‪ ،‬وُأطلق عليه أيضًا لقب “المقِر ئ”‪ ،‬لتعليمه سكان المدينة‬
‫المنورة قراءة القرآن الكريم‪ .‬اختاره الرسول أن يكون سفيره إلى المدينة‪ ،‬يفّق ه األنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة‪ ،‬ويدخل غيرهم في‬
‫دين ‪ ،...‬ويعّد المدينة ليوم الهجرة العظيم ‪ ، ،‬وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما ‪ ،‬وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة‪ .‬وقد أسلم على يديه أسيد‬
‫بن خضير سيد بني عبد األشهل بالمدينة‪ ،‬فجاء شاهرا حربته و يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم فلما أقنعه أن يجلس ويستمع‪،‬‬
‫فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم‪ ،‬وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع‪ ،‬وأسلم ثم تاله سعد بن عبادة‪ ،‬وأسلم كثيرا من أهل المدينة‪ ،‬فقد نجح أول‬
‫سفراء الرسول نجاحا منقطع النظير ‪ .‬و بعد هجرة الرسول حدثت غزوة بدر ‪ ،‬تلتها غزوة أحد الذي أمر فيها الرسول مصعب ليحمل الراية‪ ،‬وتشب‬
‫المعركة الرهيبة‪ ،‬ويحتدم القتال‪ ،‬ويخالف الرماة أمر الرسول ‪ ،‬فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد‪ ,‬فلما جال المسلمون ثبت به مصعب‪ ،‬فأقبل ابن‬
‫قميئة وهو فارس‪ ,‬فضربه على يده اليمنى فقطعها‪ ,‬ومصعب يقول‪ :‬وما محمد إال رسول قد خلت من قبله الرسل‪ ,‬وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه‪،‬‬
‫فضرب يده اليسرى فقطعها‪ ،‬فحنا على اللواء وضّمه بعضديه إلى صدره وهو يقول‪ :‬وما محمد إال رسول قد خلت من قبله الرسل‪ ،‬ثم حمل عليه الثالثة‬
‫بالرمح فأنفذه وأندق الرمح‪ ،‬ووقع مصعب‪ ،‬وسقط اللواء ‪ .‬استشهد مصعب في العام الـ‪ 3‬من الهجرة بعمر ‪ 40‬عامًا‪ ، ،‬وبعد انتهاء غزوة أحد جاء‬
‫الرسول وأصحابه يتفّقدون أرض المعركة ويوّد عون شهداءها‪ ،‬وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة ولم يكن ثوبه الذي عليه يكفي حتى لتكفينه‬
‫"إن ُغ طي رأسه‪ ،‬بدت رجاله‪ ،‬وإن ُغ طيت رجاله بدا رأسه وقف رسول ‪- ...‬ص ‪ -‬على مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه يوم ُأُحد شهيًد ا‪ ،‬فقال‬
‫‪-‬ص ‪ِ(" :-‬مْن اْلُمْؤ ِمِنيَن ِر َج اٌل ‪َ ...‬و َم ا َب َّد ُلوا َت ْبِديًال)[األحزاب‪]23:‬؛ لقد رأيتك بمكة وما بها أرق حلة وأحسن ُلَّمة منك‪ ،‬ثم ها أنت ذا شِعث الرأس في‬
‫بردة؟ إن رسول ‪ ...‬يشهد أنكم الشهداء عند ‪ ،...‬أال فأتوهم وزوروهم‪ ،‬والذي نفسي بيده ال ُيسّلم عليهم أحٌد إلى يوم القيامة إال رُّد وا عليه"‪.‬ثم أمر الرسول‬
‫‪-‬ص ‪ -‬الصحابة بأن يغطوا باقي جسمه بنبات اإلذخر‪.‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫اشتكى ابن ألبي طلحة‪ ،‬فخرج أبو طلحة إلى المسجد‪ ،‬فتوفي الغالم‪ ،‬فهيأت أم سليٍم الميت‪ ،‬وقالت ألهلها‪ :‬ال يخبرن أحد منكم أبا طلحة بوفاة ابنه‪ ،‬فرجع‬
‫إلى أهله ومعه ناس من أهل المسجد من أصحابه‪ ،‬قال‪ :‬ما فعل الغالم؟ قالت‪ :‬خير مما كان‪ ،‬فقربت إليهم عشاءهم‪ ،‬فتعشوا‪ ،‬وخرج القوم‪ ،‬وقامت المرأة‬
‫إلى ما تقوم إليه النساء من التزين فأصاب أبو طلحة من اهله ‪ ،‬فلما كان آخر الليل‪ ،‬قالت‪ :‬يا أبا طلحة‪ ،‬ألم تر إلى آل فالٍن ‪ ،‬استعاروا عاريًة فتمتعوا بها‪،‬‬
‫فلما طلبت كأنهم كرهوا ذاك‪ ،‬قال‪ :‬ما أنصفوا‪ ،‬قالت‪ :‬فإن ابنك كان عاريًة من ‪ ...‬تبارك وتعالى‪ ،‬وإن ‪ ....‬قبضه‪ ،‬فاسترجع وحمد ‪ ،...‬فلما أصبح غدا‬
‫على رسول ‪ ...‬ص ‪ ،‬فلما رآه قال‪( :‬بارك ‪ ...‬لكما في ليلتكما)‪ ،‬فحملت بعبد‪ ،...‬و مرت عليهم سنوات ‪.‬قال رجل من األنصار‪( :‬فرأيت لهما تسعة أوالد‪،‬‬
‫كلهم قد قرأ القرآن)؛‬

‫فاوحى ‪ ....‬الى ملك الموت ‪ :‬فبعزتي و جاللي ان الذي اضحكك هو الذي ابكاك‬

‫‪*Etrebil27101969‬‬

You might also like