Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫بعد مقاومة (محمد كريم) في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون تم القبض على محمد كريم والحكم عليه

بإالعدام ٕاال ٔان نابليون ٔارسل ٕاليه ؤاحضره‬


‫وقال له ‪ :‬ئوسفني ٔان ٔاعدم رجال دافع عن بالده بجرٔيتك وال ٔاريد ٔان يذكرني التاريخ بٔانني ٔاعدم ٔابطاال يدافعون عن ٔاوطانهم‪ ،‬لذلك عفوت عنك مقابل‬
‫عشرة ٓاالف قطعة من الذهب تعويضًا عن من قتل من جنودي‪ .‬فقال له محمد كريم‪ :‬ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عن‪HH‬د التج‪HH‬ار ب‪ٔHH‬اكثر من‬
‫مأية ٔالف قطعة من الذهب‪ ،‬فقال له نابليون سٔاسمح لك بمهلة لتحصيل ٔاموالك فما كان من كريم ٕاال ٔان ذهب الى السوق وه‪HH‬و مقي‪HH‬د في ٔاغالل ومح‪HH‬اط‬
‫بجنود المحتل الفرنسي وكان عنده أالمل فيمن ضحى من ٔاجلهم من ٔابناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد‪ ،‬بل اتهموه ٔانه كان سببًا في دم‪HH‬ار االس‪HH‬كندرية‬
‫وسببًا في تدهور أالحوال االقتصادية‪ .‬فعاد ٕالى نابليون مستغرب ومخذول فقال له نابليون ليس ٔامامي ٕاال اع‪HH‬دامك‪ ..‬ليس ٔالن‪H‬ك قاومتن‪H‬ا وقتلت جنودن‪H‬ا‬
‫ولكن ٔالنك دفعت بحياتك مقابل ٔاناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية وطنهم‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫إن اليهود في زمن سليمان عليه السالم نبذوا كت‪H‬اب ‪ ....‬واتبع‪H‬وا كتب الس‪H‬حرة والش‪H‬عوذة ‪ .‬وذل‪H‬ك أن الش‪H‬ياطين ك‪H‬انوا يس‪H‬ترقون الس‪H‬مع من الس‪H‬ماء ثم‬
‫يضيفون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ثم يلقونها إلى الكهنة والسحرة ‪ ,‬الذين يدونوها في كتبهم ويعلموها الناس‪ .‬وفش‪HH‬ا ذل‪HH‬ك في زم‪HH‬ان س‪HH‬ليمان علي‪HH‬ه‬
‫السالم‪ ،‬حتى قالوا‪ :‬إن الجن تعلم الغيب‪ .‬وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السالم‪ ،‬وما تَّم لس‪HH‬ليمان ملك‪HH‬ه إال به‪HH‬ذا العلم وب‪HH‬ه س‪HH‬خر ل‪HH‬ه الجن واإلنس‬
‫والطير والريح‪ .‬فاختلط األمر على الناس حتى أنهم ما عادوا يستطيعون التمييز بين السحر والمعجزة فأنزل ‪ ...‬هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم‬
‫الناس الس‪H‬حر ابتالًء من ‪ ...‬وح‪H‬تى يم‪H‬يز الن‪H‬اس الس‪H‬حر من المعج‪H‬زة ويعلم‪H‬وا الف‪H‬رق بين كالم األنبي‪H‬اء عليهم الس‪H‬الم وبين كالم الس‪H‬حرة‪ .‬وكلم‪H‬ا علم‬
‫هاروت وماروت أحدًا من الناس السحر قاال له‪ :‬إنما نحن ابتالء من ‪ ،....‬فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل ب‪H‬ه فق‪H‬د كف‪H‬ر‪ ،‬ومن تعلم‪H‬ه ليقي نفس‪H‬ه فال‬
‫يختلط عليه السحر من المعجزة فقد ثبت على اإليمان‪ .‬و تعلم بعض الناس من هاروت وماروت من السحر ما يمكنهم من التفريق بين األزواج‪ ,‬وذل‪HH‬ك‬
‫بأن يخلق ‪ ....‬تعالى عند استخدام ما تعلموه النف‪H‬رة والخالف بين ال‪H‬زوجين‪ ،‬ولكنهم ال يس‪H‬تطيعون أن يض‪H‬روا بالس‪H‬حر أح‪H‬دًا إال ب‪H‬إذن ‪ ....‬تع‪H‬الى‪ ،‬ألن‬
‫السحر من األسباب التي ال تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه‪ .‬والخالصة‪ :‬أن ‪ ...‬تعالى إنم‪HH‬ا أنزلهم‪HH‬ا ليحص‪HH‬ل بس‪HH‬بب إرش‪HH‬ادهما الف‪HH‬رق بين‬
‫الحق الذي جاء به سليمان وأتم ‪ ....‬له به ملكه‪ ،‬وبين الباطل الذي جاءت به الكهنة من السحر‪.‬‬
‫كان في من كان من قبلكم رجل فاجر ويملك من الدنيا الكثير من المال والثياب وذهب وفضة وقصر وكل شيء أراد أن يسافر يوما من األيام ‪.‬فقال للخ دم‬
‫يجهزون لي مركبًا فجهزوا له مركًبا وقالوا له ها هو فقال ال أريد أفضل من هذا وكلما جهزوا مركبًا أفض ل من س ابقة يق ول لهم ال أري د أفض ل من ه ذا‬
‫حتى جهزوا له مركبًا أعجبه ‪.‬وبعدما اختار مركبًا يليق به أمر الخدم بإحضار مالبس جيدة وكلما أحض روا ل ه ملبس ًا جدي د وجمي ل ال يعجب ه وي أمر ب أن‬
‫يحضروا له لباس أفضل وأجمل حتي أعجبه ثوب فلبسه ‪.‬‬
‫ويركب مركبه العظيم بتباهي وتعالى وغرور أمام الناس يريد السفر وبدأ في التحرك وبعد مدة وقف أمام الموكب رجل فقر اشعث اغ بر وق ف أمام ه ولم‬
‫يتحرك فقال الحرس والخدم ابتعد عن الطريق يا هذا ‪.‬قال الرجل ‪ :‬و‪ ...‬لن أتحرك ‪.‬فقال الرجل الغ ني بتك بر وتهدي د ‪ :‬ويح ك ‪ ،‬ابتع د ي ا ه ذا وإال ‪.‬فق ال‬
‫الرجل ‪ :‬و‪ ...‬لن أتحرك ‪.‬فألقى الرجل الفقير السالم على الرجل الغني ولكنه لم يرد السالم ‪.‬‬
‫فقال الفقير ‪ :‬لي إليك حاجة ‪.‬فقال الغني ‪ :‬بسرعة ماذا تريد فأنا علي عجاله من أمري ‪.‬فقال الفقير ‪ :‬ال ‪ ،‬األمر سر بيني وبينك ‪.‬‬
‫فقال الغني ‪ :‬عجيب أمرك ‪ ،‬ويحك ماذا تقول ؟ هل بيني وبينك أسرار يا هذا ؟فقال الفقير ‪ :‬األمر هام وسرى بيني وبينك أريد أن أكلمك ‪.‬ف نزل الغ ني من‬
‫مركبه وهو متعجب من أمر الرجل الفقير ووقف مع الرجل الفقير وقال ‪ :‬هات ما عندك ‪ ،‬أسرع ماذا تريد ؟‬
‫فقال الفقير ‪ :‬أعرفتني ؟‪ .‬فقال الغني بكل تعجب وتكبر ‪ :‬عرفت من ؟ حالك حال أي فقير حثالة أنتم ال نابه لكم وال أعرف ك وال أري د أن أعرف ك ‪.‬فق ال ل ه‬
‫الفقر ‪ :‬أنا ملك الموت ‪.‬فاصفر لونه الغني و انطربت جوارحه وارتعد خوفًا وذل ‪ ،‬وقال الغني ‪ :‬أمهلني ساعة ح تى أس لم على أهلي وأودع أوالدي ‪.‬فق ال‬
‫ملك الموت ‪..... :‬لم يأمرني بهذا ‪.‬فنزع ملك الموت روح الرجل الغني الفاجر ومات ووقع وكأنه خشبة ‪.‬وبعدها ذهب ملك الموت لرج ل آخ ر فق ير لكن ه‬
‫عابد وصالح فسلم عليه فرد السالم ‪.‬فسأله ملك الموت ‪ :‬أعرفتني ؟ فقال الرجل الصالح ‪ :‬ال ‪.‬فقال مل ك الم وت ‪ :‬أن ا مل ك الم وت ‪.‬فك بر الرج ل الص الح‬
‫فرحًا وقال ‪ :‬إني أنتظرك منذ سنين ‪.‬قال ملك الموت ‪ :‬على أي حال تريد أن أقبض روحك ‪.‬ق ال الرج ل الص الح ‪ :‬ه ل أنت ج اد في كالم ك ؟ فق ال مل ك‬
‫الموت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أمرني‪ ...‬بهذا ‪.‬قال الرجل الصالح ‪ :‬أنظرني حتى أصلي وعندما أسجد ‪...‬فقبض روحي ‪.‬فانتظره مل ك الم وت وعن دما س جد الرج ل قبض‬
‫ملك الموت روحه‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫كان هناك رجالن‪ ،‬أحدهما مؤمن واآلخر كافر‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه كان لكل منهما مال‪ ،‬فأنفق المؤمن ماله في طاعة ‪ ....‬ومرضاته ابتغاء وجهه‪ ،‬وأما الكافر فإن ه‬
‫اتخذ له بستانين‪ ،‬وهما الجنتان المذكورتان في اآلية‪ ،‬فيهما أعناب ونخل‪ ،‬وزروع وأنه ار للس قي والت نزه‪ ،‬وثم ار‪ ،‬ف افتخر مالكهم ا على ص احبه الم ؤمن‬
‫الفقير قائال له‪ :‬أنا أكثر منك ماًال ‪ ،‬ماذا أغنى عنك إنفاقك ما كنت تملكه في الوج ه ال ذي ص رفته في ه؟ ك ان األولى ب ك أن تفع ل كم ا فعلت لتك ون مثلي‪.‬‬
‫فافتخر على صاحبه(( َو َد َخ َل َج َّنَت ُه َو ُه َو َظ اِلٌم ِلَن ْف ِس ِه)) أي؛ وهو على غ ير طريق ة مرض ية َق اَل ((َم ا َأُظ ُّن َأْن َت ِبي َد َه ِذِه َأَب ًد ا)) وذل ك لم ا رأى من اتس اع‬
‫أرضها‪ ،‬وكثرة مائها وحسن نبات أشجارها‪ ,‬ثم قال‪َ(( :‬و َم ا َأُظ ُّن الَّساَع َة َق اِئَم ًة )) فوثق بزهرة الحياة الدنيا الفانية‪ ،‬وكذب بوجود اآلخ رة الباقي ة الدائم ة‪ ،‬ثم‬
‫قال‪َ(( :‬و َلِئْن ُرِد ْد ُت ِإَلى َر ِّبي َأَلِج َد َّن َخ ْيًر ا ِم ْن َه ا ُم ْن َقَلًبا)) أي؛ ولئن كان هناك آخ رة ومع اد فألج دن هن اك خ يرا من ه ذا‪ .‬وذل ك ألن ه اغ تر ب دنياه‪ ،‬واعتق د‬
‫أن ‪ ....‬لم يعطه ذلك فيها إال لحبه له وحظوته عنده‪ .‬فأجابه صاحبه المؤمن لكني أنا أقول بخالف ما قلت وأعتقد خالف معتقدك فإن هللا هو ربي وال أعب د‬
‫سواه‪ ،‬واعتقد أنه يبعث األجساد بعد فنائها ويعيد األموات ويجمع العظام الرفات‪ ،‬وأعلم أن هللا ال شريك له في خلقه وال في ملكه وال إله غ يره‪ ،‬ثم أرش ده‬
‫إلى ما كان األولى به أن يسلكه عند دخول جنته فقال‪َ (( :‬و َلْو اَل ِإْذ َد َخ ْلَت َج َّنَت َك ُقْلَت َم ا َش اَء ُهَّللا اَل ُق َّو َة ِإاَّل ِباهَّلل )) وله ذا يس تحب لك ل من أعجب ه ش يء من‬
‫ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك‪ .‬ثم قال المؤمن للكافر‪َ(( :‬فَع َس ى َر ِّبي َأْن ُيْؤ ِتَي ِني َخ ْيًر ا ِمْن َج َّن ِتَك )) أي؛ في الدار اآلخرة‪ ,‬ويرس ل على جنت ك ع ذابا من‬
‫السماء‪ .‬والظاهر أنه المطر الغزير‪ ،‬الذي يقتلع زروعها وأشجارها فتصبح ترابا أملس ال نبات في ه ويغ ور ماؤه ا في األرض فال يق در على اس ترجاعه‪.‬‬
‫وجاءه أمر أحاط بجميع ثماره وخرب جنته ودمرها فال عودة لها‪ ،‬وذلك بخالف ما كان يظن من أن جنته لن تفنى أبدا‪ .‬ون دم على م ا ك ان س لف من ه من‬
‫القول الذي كفر بسببه باهلل العظيم ولم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره‪ ،‬وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك‬

‫لّما نزلت هذه اآلية‪َ ﴿ :‬و اَّلِذيَن ِإَذ ا َفَع ُلوْا َف اِح َش ًة َأْو َظ َلُم وْا َأنُفَس ُهْم َذ َك ُر وْا َهَّللا َفاْس َتْغ َف ُر وْا ِلُذ ُنوِبِه ْم ﴾ [‪ ]61‬صعد إبليس جبًال بمّك ة يقال له‪ :‬ثور‪ ،‬فصرخ بأعلى‬
‫صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدنا لما دعوتنا؟ قال‪ :‬نزلت هذه اآلية‪ ،‬فمن لها؟ فقام عفريت من الّش ياطين فقال‪ :‬أنا لها بكذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬لست‬
‫لها‪ ،‬فقام آخر فقال‪ :‬مثل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لست لها‪ ،‬فقال الوسواس الخّن اس‪ :‬أنا لها‪ ،‬قال‪ :‬بماذا؟ قال‪ :‬أعدهم وأمّن يهم حّت ى يواقعوا الخطيئة فإذا وقعوا أنسيتهم‬
‫االستغفار‪ ،‬فقال‪ :‬أنت لها‪ ،‬فوّك له بها إلى يوم القيامة‬
‫كان لرجل صالح بستان رائع‪ ،‬ولم يكن ُيبقي محصول أرضه كاماًل لالِّد خار بل كان يرد إلى األرض ما تحت اج إلي ه مم ا يس تغله منه ا‪ ،‬وُيبقى قوًت ا لعيال ه‬
‫تكفيهم لمدة سنة ويتصدق بما تبقى مَّما يجنيه من جنته‪ ،‬فكان ‪ُ ...‬يكرمه بسبب بّر ه بالفقراء والمس اكين ويب ارك ل ه في رزق ه وفي إنت اج بس تانه‪ .‬لم ا م ات‬
‫الرجل الصالح ورثه أبناؤه الخمسة‪ .‬تضاعف المحصول لما ورَث األبناء الخمسة بستان أبيهم بعد وفاته‪ .‬كان محص وله في س نتهم تل ك أض عاف الس نوات‬
‫السابقة‪ ،‬فلم يروا بستانهم من قبل بهذا المحصول ولم يعرفوا ان ذلك كان امتحانا من ‪ ....‬لما رأى أص حاب الجن ة تض اعف المحص ول في بس تاِنهم طغ وا‬
‫وتكبروا‪ ،‬و جعلوا يستنكرون ما كان يفعله أبيهم من توزيٍع للمحصول على الفقراء والمساكين حّت ى أّن هم اتهموه بالخرف والجنون بسبب فعله‪ ،‬فعزموا على‬
‫أن ال يؤتوا الفقراء والمساكين شيًئ ا من بستانهم حتى يغتنوا ويكثر مالهم‪ ،‬فقِب ل أربعة منهم ولم يقبل أخوهم الخامس ودعاهم إلى أن يتق وا ‪ ...‬ويس يروا على‬
‫نهج أبيهم في توزيع الصدقة‪ ،‬لكنهم لم يستمعوا إليه وقاموا بضربه وأرادوا قتله‪ ،‬لكَّن ه خوًف ا منهم تع اون معهم على أم رهم وه و ُمك رٌه علي ه وع ادوا إلى‬
‫منازلهم وهم ينوون النوم باكرا لالستيقاظ باكرا جدا و القيام بحصاد ثمارهم قبل أن يأتي الفق راء‪( .‬إذ أقس موا ليص رمنها مص بحين) أي‪ :‬حلف وا فيم ا بينهم‬
‫أنهم سوف يقطعون ثمرها مع اول الصباح قبل مجيء الفقراء‪َ( .‬و َغَد ْو ا َع َلى َح ْر ٍد َق اِد ِر يَن ) أي مصرين على منع حق ‪ ...‬في م الهم‪ .‬ولم ا ذهب وا إلى جنتهم‬
‫في الوقت الذي اتفقوا عليه قبل طلوع الشمس حتى ال يراهم الفقراء والمساكين وجدوا أّن ‪ ...‬سَّلط على جنتهم جائحة تحت جنح الظالم وقيل انه ا اح ترقت‬
‫فتحولت فحًما ورماًد ا فلم يبقى منها ما ُينتفع منه‪ ،‬حيث قال تعالى‪َ{ :‬ف َط اَف َع َلْي َه ا َط اِئٌف ِمْن َر ِّب َك َو ُه ْم َن اِئُموَن َف َأْص َبَح ْت َك الَّص ِر يِم }‪ ،‬أي أَّن ها أصبحت س وداء‬
‫كالليل المظلم‪ ،‬فلّما رأوا ما حّل في بستانهم استنكروا المنظر الذي رأوه وجعلوا يبكون ن دما‪َ ﴿ .‬ق اَل َأْو َس ُط ُهْم َأَلْم َأُق ْل َلُك ْم َل ْو اَل ُتَس ِّبُحوَن ﴾ ف اعترفوا ب ذنبهم‬
‫واستغفروا ربهم‪.‬‬
‫يروى أن عيسى بن مريم كان بصحبته يهودي وكان معهما ثالثة أرغفة من الخبز‪ ،‬ولما أرادا أن يتناوال طعامهما لم يجد عيسى سوى رغيفين‪ ،‬فسأل‬
‫اليهودي‪ :‬أين الرغيف الثالث‪ ،‬فأجاب‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين فقط‪ .‬لم يعلق عيسى وسارا حتى أتيا رجًال أعمى فوضع عيسى يده على عينيه ودعا ‪ ...‬له‬
‫فشفيت عيناه‪ ،‬و قال عيسى لليهودي‪ :‬بحق من شفى هذا األعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث‪ ،‬فرد‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين‪ .‬ولم يعلق عيسى على‬
‫الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬كيف سنعبره؟ فقال له النبي‪ :‬قل باسم ‪ ...‬واتبعني‪ ،‬فسارا على الماء‪ ،‬وهنا سأل عيسى اليهودي للمرة‬
‫الثالثة‪ :‬بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب‪ :‬و‪ ...‬ما كانا إال اثنين‪ .‬لم يعلق عيسى ولكن عندما وصال الضفة األخرى جمع عليه السالم‬
‫ثالثة أكوام من التراب ثم دعا ‪ ...‬أن يحولها ذهبًا‪ ،‬فتحولت الى ذهب‪ ،‬فقال اليهودي متعجبا‪ :‬لمن هذه األكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السالم‪ :‬األول لك‪،‬‬
‫والثاني لي‪ ،‬وسكت قليال‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬والثالث؟؟ فقال عليه السالم‪ :‬الثالث لمن أكل الرغيف الثالث!‪ ،‬فرد اليهودي بسرعة‪ :‬أنا الذي أكلته!! فقال سيدنا‬
‫عيسى‪ :‬هي كلها لك‪ ،‬ومضى تاركًا اليهودي غارقًا في لذة حب المال والدنيا‪ .‬ولم يلبث اليهودي منهمكا بالذهب إال قليال حتى جاءه ثالثُة فرسان‪ ،‬فلما رأوا‬
‫الذهب ترجلوا‪ ،‬وقاموا بقتله شر قتلة‪ .‬وكان الفرسان وهم لصوص جياعا فأرسلوا أحدهم ليشتري لهم طعاما‪ .‬وفي الطريق حدثته نفسه بأن يتخلص من‬
‫صاحبيه بوضع السم لهما في الطعام وبذلك يحصل على المال كله‪ .‬وفي نفس الوقت لعب الشيطان برأسي اللصين اآلخرين فقررا قتل صاحبهما عند‬
‫عودته ليخلص المال لهما من دونه‪ .‬وهذا ما جرى حيث قتال صاحبهما لكنهما اكال الطعام المسموم الذي أحضره لهما فماتا هما ايضا‪ ...‬وعندما رجع‬
‫سيدنا عيسى عليه السالم وجد أربعة جثث ملقاة على األرض ووجد الذهب كله‪ ،‬فقال‪ :‬هكذا تفعل الدنيا بأهلها فويل لطالب الدنيا منها‪.‬‬
‫عاصم بن ثابت بن ابي االقلح صحابي جليل قتل يوم بدر مسافع بن طلحة وأخاه كالب بن طلحة فنذرت امهما سالفة بنت سعد أن تشرب الخمر في‬
‫جمجمة عاصم وجعلت لمن يأتيها برأسه مائة ناقة‪ .‬و أرادت مجموعة من االعراب من قبيلتي عضل و القارة الفوز بالجائزة فذهب بعضهم الى النبي ص‬
‫في المدينة طالبين منه أن يرسل وفدا من صحابته ليعلم اإلسالم لقبيلتيهما اللتين أسلمتا حسب زعمهم‪ .‬و طلبوا عاصما باالسم لعلمه الغزير و كانوا ينوون‬
‫الغدر به طبعا‪ .‬فبعث النبي معهم عشرة من أصحابه كان قائدهم عاصم‪ .‬و خرج الصحابة الكرام حتى وصلوا ماءا يسمى الرجيع‪( ،‬و هذا اليوم يسمى‬
‫بيوم الرجيع ‪ /‬السنة ‪ 4‬للهجرة ) وقد تبع الصحابة نحو مائة من الرماة‪ ،‬حتى لحقوهم عند جبل لجأ المسلمون إليه لما شعروا بالغدر‪ .‬فأحاط بهم‬
‫المهاجمون و أعطوا المسلمين عهدا إن نزلوا من الجبل بأال يقتلوا منهم رجال و قالوا لهم‪ :‬استأسروا (استسلموا) فإنا ال نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم‬
‫مكة فنصيب بكم ثمًن ا‪ ،‬فقال عاصم‪ :‬ال أقبل جوار مشرك‪ ،‬فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله‪ ،‬ثم قاتلهم و معه ستة حتى انكسر رمحه‪ ،‬فقال‪" :‬أعاهد ‪ ...‬أن ال‬
‫أمس مشرًك ا وال يمسني مشرك اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم جسدي آخره"‪ .‬فجرح رجلين وقتل واحًد ا‪ ،‬ثم قتلوه‪ ،‬لكنهم لما أرادوا أن يجتزوا‬
‫رأسه‪ ،‬بعث ‪ ....‬اسرابا كثيفة من الدبابير فحمته‪ .‬فقالوا‪ :‬دعوه حتى يمسي فنأخذه‪ .‬ثم ان ‪ ...‬ارسل بعد ذلك امطارا غزيرة فصارت سياًل عظيما حمل‬
‫جسد عاصم الى مكان مجهول‪ .‬فلم يجدوه قط‪ .‬وهكذا استجاب ‪....‬لعهد عاصم أن ال يمس مشرًك ا وال يمسه مشرك‪ ،‬فمنعه في مماته كما منعه في حياته‪.‬‬
‫و ما كان من المجرمين الذين قتلوه اال ان حملوا الى سالفة رأس رجل آخر زاعمين لها انه رأس عاصم حتى يفوزوا بالجائزة‪.‬‬
‫يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد‪ ،‬فجاءه قومه‪ ،‬وقالوا له‪ :‬إن هناك قوًما يعبدون شجرة‪ ،‬ويشركون ب‪...‬؛ فغضب العابد غضًبا شديًد ا‪ ،‬وأخذ‬
‫فأًس ا؛ ليقطع الشجرة‪ ،‬وفي الطريق‪ ،‬قابله إبليس في صورة شيخ كبير‪ ،‬وقال له‪ :‬إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد‪ :‬أريد أن أذهب ألقطع الشجرة التي يعبدها‬
‫الناس من دون ‪ ....‬فقال إبليس‪ :‬لن أتركك تقطعها‪ .‬وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد‪ ،‬وأوقعه على األرض‪ .‬فقال إبليس‪ :‬إني أعرض عليك أمًر ا هو‬
‫خير لك‪ ،‬فأنت فقير ال مال لك‪ ،‬فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين‪ ،‬فوافق العابد‪.‬‬
‫وفي اليوم األول‪ ،‬أخذ العابد دينارين‪ ،‬وفي اليوم الثاني أخذ دينارين‪ ،‬ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد‪ ،‬وأخذ فأسه‪ ،‬وقال‪ :‬البد أن‬
‫أقطع الشجرة‪ .‬فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير‪ ،‬وقال له‪ :‬إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد‪ :‬سوف أقطع الشجرة‪ .‬فقال إبليس‪ :‬لن تستطيع‪ ،‬وسأمنعك من‬
‫ذلك‪ ،‬فتقاتال‪ ،‬فغلب إبليُس العابَد ‪ ،‬وألقى به على األرض‪ ،‬فقال العابد‪ :‬كيف غلبَت ني هذه المرة؟! وقد غلبُتك في المرة السابقة! فقال إبليس‪ :‬ألنك غضبَت في‬
‫المرة األولى ‪- ....‬تعالى‪ ،-‬وكان عملك خالًص ا له؛ فأَّمنك ‪ ....‬مني‪ ،‬أَّما في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين‪ ،‬فهزمُتك وغلبُتك‪.‬‬
‫اْنَط َلَق َث َالَثُة َنَف ٍر ِمَّمْن َك اَن َق ْب َلُك ْم َح َّت ى آَو اُه ُم اْلمِبيُت ِإَلى َغاٍر َف َد َخ ُلوُه‪ ،‬فاْن َح َد َر ْت َص ْخ رٌة ِمَن اْلجبِل َفَس َّد ْت َع َلْي ِه ْم اْلَغ اَر ‪َ ،‬فَقاُلوا‪ِ :‬إَّن ُه َال ُيْن ِج يُك ْم ِمْن َهِذِه الَّص ْخ َر ِة‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ِإَّال ْن َتْد ُعوا ‪ ....‬تعالى بصالح ْع َم الُك ْم َق اَل رجٌل ِمنُهْم ‪ :‬الَّلُهَّم َك اَن ِلي َب واِن َش ْي َخ اِن َك ِبيراِن ‪ ،‬وُكْن ُت َال بغي قْبلَه ما ْه ًال َو ال ماًال فن ى ِبي َط َلُب الَّش جِر‬
‫َأ‬ ‫ْل‬ ‫ْث‬ ‫ُأ‬ ‫َأ‬
‫َي ْو مًا َف لْم ِر ْح َع َلْيهَم ا َح َّت ى َن اَم ا َف َح لْبت َلُهَم ا نصيبهما المعتاد َف َو َج ْد ُتُهَم ا َن اِئمْي ِن ‪َ ،‬فَك ِر ْهت ْن وقَظ هَم ا‪َ ،‬ف َلِب ُت َو ا َقَد ُح َع َلى َي ِدى ْن َت ِظ ُر اْس ِتيَقاَظ ُهما َح َّت ى َبَر َق‬ ‫ُأ‬
‫اْلَفْج ُر َو الِّصْب َي ُة َي َتضاَغ ْو َن ِع ْن َد َق َدمي َف اْس َت ْيقَظ ا َفَش رَب ا لبنهما‪ .‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َف َع ْلُت َذ ِلَك اْبِتَغاَء َو ْج ِه َك َفَف ِّر ْج َع َّن ا َم ا َن ْح ُن ِفيِه ِمْن َهِذِه الَّص ْخ َر ة‪ ،‬فاْن َف َر َج ْت َش ْيئًا‬
‫ال َي ْس َت طيُعوَن اْلُخ ُروَج ِم ْن ُه‪َ .‬ق اَل اآلخر‪ :‬الَّلُهَّم ِإَّن ُه َك انْت ِلَي اْب َن ُة عٍّم ُكْن ُت ُأِحُّبَه ا َك َأشد َم ا ُيحُّب الِّر َج اُل الِّنَس اِء ‪َ ،‬ف َأَر ْد ُتَه ا َع َلى َن ْف سَه ا َف اْم َتَن َع ْت ِم ِّن ى َح َّت ى َأَلَّم ْت‬
‫ِبَه ا َس َن ٌة ِمَن الِّسِنيَن (فاقة) َف َج اَء ْت ِني َف َأْع َط ْي ُتِه ا ِع ْش ريَن َو ِم اَئ َة ِد يَن اٍر َع َلى َأْن ُتَخ ِّلَى َب ْيِنى َو َب ْي َن َن ْف ِس َه ا فَفَع َلت‪َ ،‬ف َلَّما َقَع ْد ُت َب ْي َن ِر ْج لْي َه ا‪َ ،‬ق الْت ‪ :‬اَّت ِق ‪َ ...‬و َال َت ُفَّض‬
‫اْلخاَت َم ِإَّال ِبَح ِّقِه‪ ،‬فاْن َص َر ْف ُت َع ْن َه ا َو ِهَى َأَح ُّب الَّن اِس ِإلَّي َو ترْك ُت الَّذ َهَب اَّلذي َأْع َط يُتَه ا‪ ،‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َفْع لُت َذ ِلَك اْبِتَغاَء َو ْج ِه َك فاْف ُرْج َع َّن ا َم ا َن ْح ُن ِفيِه‪،‬‬
‫فانَف َر َج ِت الَّص ْخ َر ُة َغْي َر َأَّن ُهْم ال َي ْس َت ِط يُعوَن اْلُخ ُروَج ِم ْن َه ا‪ .‬وَق اَل الَّث اِلُث ‪ :‬الَّلُهَّم ِإِّن ي اْس َت ْأَج ْر ُت ُأجَر اَء َو َأْع َط ْي ُتهْم َأْج َر ُه ْم َغْي َر َر ُج ٍل َو اِحٍد َت َر َك اَّلذي َّله َو َذ هَب‬
‫فثَّمرت أْج َر ُه َح َّت ى كثرت منه األموال فجاءني َب عَد ِحيٍن َف قاَل َي ا عبَد ‪َ ...‬أِّد ِإَلَّي َأْج ِر ي‪َ ،‬ف ُقْلُت ‪ُ :‬ك ُّل َم ا َت َر ى مْن َأْج ِر َك ‪ِ :‬مَن اِإلِبِل َو اْلَب َق ِر َو اْلَغ َن م َو الَّر ِقيق فقاَل ‪:‬‬
‫يا َع ْبَد ‪ ...‬ال َت ْس تْهزْي بي‪َ ،‬ف ُقْلُت ‪َ :‬ال َأْس َت ْهزُي ِبَك ‪َ ،‬ف َأَخ َذ ُه ُكَّلُه فاْس تاَقُه َف َلْم َي ْت ُرْك ِم ْن ه َش ْيئًا‪ ،‬الَّلُهَّم ِإْن ُكْن ُت َفَع ْلُت َذ ِلَك اْبتَغ اَء َو ْج ِه َك فاْف ُرْج َع َّنا َم ا َن ْح ُن ِفيِه‪،‬‬
‫َف اْن َف َر َج ِت الَّص ْخ َر ُة تماما فخَر ُجوا َي ْم ُشوَن ‪.‬‬
‫كان هناك ‪ 12‬قرية تطل على نهر أسمه الرس‪ ،‬وهذا النهر موجود في بالد الشرق‪ ،‬وكانت تلك القرى تعبد شجرة ص نوبر ض خمة‪ .‬وق د جعل وا له ا عين‬
‫ماء خاصة بسقايتها‪ ،‬فلم يكن أحد يشرب من تلك العين‪ ،‬وكان من يخطأ ويشرب من الماء الخاص بالشجرة يعاقب بالقتل في الحال‪ .‬وحدد الن اس يوم ا في‬
‫الشهر لكي يقدموا فيه بقرة كقربان للشجرة المباركة‪ ،‬وكان الشيطان الرجيم يحرك الشجرة من أجل أن ي وهمهم ب أن الش جرة راض ية عنهم‪ ،‬فك ان الن اس‬
‫يفرحون‪ ،‬ويحتفلون ويشربون الخمر ويرقصون ويغنون وعندما يجئ النهار ينصرفون لمنازلهم‪ .‬و في يوم من األيام أرسل ‪ ...‬لهم نبيا ظل يدعوهم لعبادة‬
‫‪ ...‬لكنهم أبوا واستكبروا‪ ،‬ولما وجد النبي أن القوم رافضين لإليمان دعا ربه ان يجعل هذه الشجرة يابسة فأنقسم القوم لقسمين قس م ي دعى أن الن بي س حر‬
‫شجرتهم‪ ،‬وقسم يرى أن الشجرة غاضبة عليهم بسبب النبي‪ ،‬فحفروا حفرة عميق ة دفن وا فيه ا الن بي ووض عوا ف وق الحف رة ص خرة ض خمة‪ ،‬فظ ل الن بي‬
‫يدعو ‪ ...‬أن يقبض روحه ويعجل في خالصه فاستجاب له‪ .‬و كان عبد أسود يجئ كل يوم بالطعام والم اء للن بي‪ .‬ق ال نبيين ا ص « إن أول الن اس ي دخل‬
‫الجنة يوم القيامة العبد األسود » ثم هبت على القرى ريح عاصفة حمراء اللون جدا‪ ،‬فذعر الناس في جمي ع الق رى‪ ،‬وأص بحت األرض من تحت أق دامهم‬
‫أحجارا من الكبريت‪ ،‬وظهرت في السماء سحابة شديدة السواد‪ ،‬وأمطرت السماء عليهم جمرا ملتهبا ومشتعال‪ ،‬فذابت أجساد القوم الكافرين وأصبحت مث ل‬
‫الرصاص المذاب من شدة النار‪.‬‬

‫كانت هناك بلدة ُتدعى َد اَو ْر داُن ‪ ،‬حّل بها الطاعون ‪ ،‬فقررت طائفة منهم الخروج من القرية بينما بقيت طائفة أخرى ولم ترح ل ‪ ،‬فهل ك أك ثر أه ل القري ة‬
‫الذين بقوا بها ‪ ،‬بينما عاد الذين خرجوا منها سالمين ‪ .‬فقال الذين بقوا في القرية ‪ ”:‬أصحابنا كانوا أح زم من ا ؛ ل و ص نعنا كم ا ص نعوا لبقين ا ‪ ،‬ولئن وق ع‬
‫الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض ال وباء بها ” ‪ ،‬وبالفعل وقع الطاعون فهرب معظم أهل القرية ‪ ،‬ورحلوا حتى وصلوا وادًيا أواسعا ‪ .‬وحينم ا ن زل أه ل‬
‫القرية إلى ذلك المكان الذي كانوا يبتغون فيه النج اة من الم وت ؛ ن اداهم مل ك من أس فل ذل ك ال وادي وهن اك آخ ر ك ان في أعاله ‪ ”:‬أن موت وا” ‪ ،‬فم اتوا‬
‫جميعهم وماتت الدواب التي كانت معهم كموت رجل واحد ‪ ،‬وانتفخت أجسادهم في غضون ثمانية أيام ‪ ،‬وحينما خرج إليهم الناس عجزوا عن دفنهم ‪ ،‬مما‬
‫جعلهم يحظرون عليهم حظيرة دون السباع ‪ ،‬وهكذا تركوهم ورحلوا ‪.‬‬
‫وقيل أنه ذات يوم مّر عليهم نبي ُيدعى “ِحزقيل” بعد أن ماتوا وهلكوا ‪ ،‬فوق ف عن دهم مت أماًل ف أوحى ‪ ...‬إلي ه ان ه س يحييهم ل ه كي يري ه آي ة من آيات ه ‪،‬‬
‫فأحياهم ‪ ،‬وعادوا إلى قومهم وعاشوا حتى جاءتهم آجالهم المقدرة ‪.‬‬
‫روي أن امرأة دخلت على داود عليه السالم فقالت ‪ :‬يا نبي ‪ ! ...‬ربك ظالم أم عادل ؟ فقال داود ‪ :‬ويحك يا امرأة هو العدل الذي ال يجور ‪ .‬فق ال له ا ‪ :‬م ا‬
‫قصتك ؟ قالت ‪ :‬أنا أرملة ‪ ،‬عندي ثالثة بنات أقوم عليهن من غزل يدي ‪ ،‬فلما كان أمس شددت غزلي بخرقة حمراء ‪ ،‬وأردت أن أذهب إلى السوق ألبيعه‬
‫وأطعم أطفالي ‪ ،‬فإذا بطائر انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب ‪ ،‬وبقيت حزينة ال أملك شيئا أطعم به أطفالي‪ .‬فبينما كانت المرأة مع داود عليه السالم‬
‫في الكالم إذا بالباب يطرق على داود ‪ ،‬فأذن بالدخول ‪ ،‬وفوجئ حينها بعشرة من التجار ‪ ،‬كل واحد بيده ( ‪ )100‬دينار ‪ ,‬قالوا ‪ :‬يا نبي ‪...‬أعطها لمستحقها‬
‫‪ .‬فقال داود عليه السالم ‪ :‬ما كان سبب حملكم هذا المال ؟ قالوا ‪ :‬يا نبي ‪ ! ...‬كنا في مركب ‪ ،‬فهاجت علينا الريح ‪ ،‬وأشرفنا على الغرق ‪ ،‬فإذا بطائر يلقي‬
‫علينا خرقة حمراء وفيها غزل ‪ ،‬فسددنا به عيب المركب ‪ ،‬فهانت علينا الريح ‪ ،‬وانسد العيب ‪ ،‬ونذرنا إلى هللا أن يتصدق كل واحد منا ب (‪ )100‬دينار ‪،‬‬
‫وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت‪ .‬ف التفت داوود علي ه الس الم إلى الم رأة وق ال له ا ‪ :‬ربي يجزي ك في ال بر والبح ر وتجعلين ه ظالم ا ؟! ‪..‬‬
‫وأعطاها المال ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنفقيه على أطفالك‪.‬‬

‫في غزوة من غزواته استراح النبي الكريم تحت شجرٍة بعد أن عّلق سيفه عليها‪ ،‬فاستغّل رجٌل من المشركين ذلك فباغت الّن بي وأخذ سيفه على حين‬
‫غّرة‪ ،‬ثّم رفعه في وجه الّن بي وهو يقول‪ ،‬أتخافني‪ ،‬فقال الّن بي‪ :‬ال‪ ،‬فقال الّر جل‪" :‬فمن يمنعك مني"‪ ،‬قال‪ ،.... :‬فارتجفت يد المشرك و سقط الّسيف ممنها‬
‫فأخذه الّن بي الكريم ورفعه في وجه الّر جل وهو يقول من يمنعني منك‪ ،‬فقال الّر جل‪ ،‬كن خير آخذ‪ ،‬فلم َي فعل الّنبي الكريم معه شيئًا وعفى عنه بعد أن تعّهد‬
‫بأن ال ُيقاتل المسلمين أو يقف مع قوم يقاتلونهم‪ ،‬فجاء قومه وهو يقول‪( :‬جئتكم من عند خير الّناس)‪.‬‬

‫كان أهل مكة يلقبونه بـ "شيطان قريش"‪ ،‬وأرسلته قريش فى غزوة بدر ليستطلع جيش المسلمين‪ ،‬حتى دارت المعركة وهزم المشركين‪ ،‬ووقع ابنه أسيًر ا‬
‫للمسلمين‪ ،‬انه عمير بن وهب‪ .‬جلس عمير يوما مع صديقه صفوان بن أمية عند الكعبة ‪ ،‬فاقنعه صفوان ان يقتل النبي على ان يقضى صفوان عنه دينه‬
‫ويرعى عياله اذا لم يتمكن من الهرب‪ .‬و اتفقا على كتم هذا األمر فال يعلمه أحد‪ .‬بعدها انطلق عمير الى المدينة بعد أن وضع السم في سيفه‪ .‬و لما وصل‬
‫رآه عمر بن الخطاب ‪ ،‬فاخبر النبي بمقدمه قائال‪" :‬يا رسول ‪ ،...‬إن عدو‪ ...‬عمير جاء متوشحًا سيفه"‪ ،‬فقال الرسول بهدوء‪" :‬أدخله يا عمر"‪.‬فأدخله عمر‬
‫وهو يمسكه من حمالة سيفه‪ ،‬فقال الرسول‪" :‬اتركه يا عمر"‪ ،‬وقال لعمير‪" :‬اقترب ماذا جاء بك؟"‪ ،‬فقال له عمير جئت من أجل ابنى األسير الذى فى‬
‫أيديكم‪ .‬فاجابه النبي‪ " :‬بل جئت لتقتلنى يا عمير‪ ،‬وهذا كان اتفاقك مع صفوان على أن يسد دينك يرعى هو عيالك‪ ،‬ولكن يا عمير ان ‪...‬حائل بينك وبين‬
‫ذلك"‪ .‬و هنا صاح عمير بن وهب‪ " :‬إن ما حدثتنى به لم يعرفه إال أنا وهو فقط‪ ،‬فكيف عرفته‪ ،‬و هنا وضع النبي يده الشريفة على صدر عمير و دعا له‬
‫بالهداية فاسلم و حسن إسالمه حتى طلب يوما من الرسول أن يأذن له في أن يدعو اهل مكة إلى االسالم‪ ،‬فأذن له‬
‫لما عاد رسول ‪ ...‬من غزوة ذات الرقاع‪ ،‬مر في طريقه بواد‪ ،‬وكانت الدنيا قد أظلمت‪ ،‬فقرر ان يمضي ليلته هناك‪ ،‬فقال‪ :‬من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه؟‬
‫فقام إليه عمار بن ياسر من المهاجرين‪ ،‬وعباد بن بشر من األنصار‪ ،‬وقاال‪ :‬نحن يا رسول ‪ ...‬وأخذا موقعا لهما في فم شعب بالوادي‪ ،‬وكمنا فيه‪.‬‬
‫وقال األنصاري لصاحبه‪ :‬أي الليل تحب ان أكفيكه‪ ،‬أوله أم آخره؟‬
‫قال عمار‪ :‬بل اكفني أوله‪.‬‬
‫فقام األنصاري يصلي بينما نام صاحبه‪ ،‬وبينما هو كذلك اقترب منه احد المشركين‪ ،‬فرماه بسهم‪ ،‬فأصابه‪ ،‬فنزعه األنصاري‪ ،‬ومضى في صالته‪ ،‬فرماه‬
‫المشرك بسهم آخر‪ ،‬فأصابه‪ ،‬فنزعه األنصاري ومضى في صالته‪ ،‬فرماه المشرك بسهم ثالث‪ ،‬فأصابه إصابة بليغة‪ ،‬فركع األنصاري وسجد‪ ،‬ثم أيقظ‬
‫عمار بن ياسر‪ ،‬فوثب من فوره شاهرا سيفه‪ ،‬فلما رآه المشرك الذ بالفرار‪.‬‬
‫ورأى عمار ما بأخيه عباد بن بشر من الدماء‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ‪ ،...‬أفال أيقظتني أول ما رماك يا عباد؟‬
‫قال عباد‪ :‬كنت في صالتي أتلو سورة ما أحببت ان أقطعها‪ ،‬فتحاملت على نفسي لما أصابني بسهامه‪ ،‬ثم تذكرت انني على ثغرة أمرني رسول‪ ...‬بحفظها‪،‬‬
‫وايم ‪...‬يا عمار‪ ،‬لوال انني خشيت ان أضيع ثغرا أمرني رسول ‪ ...‬بحفظه‪ ،‬ما قطعت صالتي ولو أودت سهامه بحياتي‪.‬‬
‫لما انتقلت الدعوة في مكة الى الجهر قام اشراف قريش بالبطش بضعاف المؤمنين و تعذيبهم‪ .‬فقام عثمان بن مضعون بطلب جوار احد سادة قريش و هو‬
‫الوليد بن مغيرة فلم يجرؤ احد ان يمسه بسوء‪ .‬و لكن لما رأى عثمان ابن مظعون ما فيه أصحاب رسول ‪ ...‬ص من البالء ‪ ،‬وهو يغدو ويروح في أمان‬
‫من الوليد بن المغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬و‪ ...‬إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ‪ ،‬وأصحابي وأهل ديني يلقون من البالء واألذى في ‪ ...‬ما ال‬
‫يصيبني‪ ،‬لنقص كبير في نفسي ‪.‬فمشى إلى الوليد بن المغيرة ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا أبا عبد شمس ‪ ،‬وفت ذمتك ‪ ،‬قد رددت إليك جوارك ؛ فقال له ‪ :‬لم يا ابن أخي‬
‫؟ لعله آذاك أحد من قومي ؛ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬ولكني أرضى بجوار ‪ ، ...‬وال أريد أن أستجير بغيره ؟ قال ‪ :‬فانطلق إلى المسجد ‪ ،‬فاردد علّي جواري عالنية كما‬
‫أجرتك عالنية ‪.‬قال ‪ :‬فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد ‪ ،‬فقال الوليد ‪ :‬هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري ؛ ثم انصرف عثمان ‪ ،‬ولبيد بن ربيعة بن مالك‬
‫بن جعفر بن كالب في مجلس من قريش ينشدهم ‪ ،‬فجلس معهم عثمان ‪ ،‬فقال لبيد‪ :‬أال كل شيء ما خال ‪ ...‬باطل * قال عثمان ‪ :‬صدقت ‪ .‬قال لبيد‪ :‬وكل‬
‫نعيم ال محالة زائل * قال عثمان ‪ :‬كذبت ‪ ،‬نعيم الجنة ال يزول ‪ .‬قال لبيد بن ربيعة ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬و‪ ...‬ما كان ُيؤذى جليسكم ‪ ،‬فمتى حدث هذا فيكم ؟‬
‫فقال رجل من القوم ‪ :‬إن هذا سفيه في سفهاء معه ‪ ،‬قد فارقوا ديننا ‪ ،‬فال تجدن في نفسك من قوله ؛ فرد عليه عثمان ‪ ،‬فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه‬
‫فخَّض رها ‪ ،‬والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما و‪ ...‬يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية ‪ ،‬لقد كنت في ذمة منيعة ‪ .‬قال‬
‫عثمان ‪ :‬بل و‪ ...‬إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في ‪ ، ...‬وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ؛ فقال له الوليد ‪:‬‬
‫هلم يا ابن أخي ‪ ،‬إن شئت فعد إلى جوارك ؛ فقال ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫ُة‬
‫جاء رجُل يشتكي لرسول ‪ ...‬أَّن ه كان يبني سوًر ا حول بستانه‪ ،‬وفي مكان بناء الُّس ور كان هناك نخل لجاره سببت اعوجاج الُّس ور‪ ،‬فطلب من صاحب هذه‬
‫الَّن خلة أن يعطيه إياها مقابل مال حَّت ى يستقيم بناؤه فرفض‪ ،‬وحينما استدعى رسول ‪ ...‬هذا الُّر جل وسؤاله إياه عن الَّن خلة أقَّر باألمر‪ .‬فطلب منه الَّر سول‬
‫أن يعطيه الَّن خلة مقابل نخلٍة في الجَّن ة فرفض الَّر جل‪ ،‬و كان أبو الَّدحداح حاضرا فتمَّن ى أن تكون الَّن خلة التي في الجنة من نصيبه‪ ،‬فعرض على صاحب‬
‫النخلة التنازع حولها ان يشتريها مقابل كامل بستانه هو و كان فيه ‪ 600‬نخلة و كان ذا موقع ممتاز‪ ،‬ففرح رسول‪ ...‬وهَّن أه وبَّش ره بأشجار َّن خيل كثيرة في‬
‫الجنة‪ ،‬قال رسوُل ‪ ...‬ص‪" :‬كم ِمن عذٍق (ُغ ْص ُن ِمَن الَّنْخ َلة) رّداح (ثقيل) ألبي الدحداِح في الجنِة" قالها مراًر ا فأتى امرأَت ه فقال‪ :‬يا أَّم الدحداِح اخُرجي‬
‫مَن البستان فإني قد ِبعُته بنخلٍة في الجنِة فقالت‪ :‬رِبح البيُع رِبح البيُع " و قامت فاخرجت سريعا صغارها من البستان‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-------------‬‬
‫كان في عصر الخليفة سليمان رجل ميسور الحال يدعى ُخ زيمة بن بشر‪ .‬وكان ينفق على كل فقير ويساعد من يحتاج‪ .‬حتى دارت عليه دائرة الدنيا واأليام‬
‫فأصبح فقيرًا معدمًا‪ ،‬فلجأ الى بعض الذين كان يمد لهم يد العون فطلب منهم المساعدة‪ ،‬فأعطوه شهرا أو شهرين ثم ملوا وتوقفوا عن مساعدته‪ .‬فأغلق باب‬
‫بيته عليه وهو ال يجد ما يسد به الرمق هو وزوجته‪ .‬و كان الوالي المكلف في المدينة يدعى *عكرمة بن الفياض* وكان يعرف ُخ زيمة بن بشر فسأل عن ه‬
‫فقيل له ‪ :‬لقد افتقر ُخ زيمة وأصبح ال يملك قوت يومه وأغلق بابه عليه‪.‬فاندهش عكرمة وفي الليل والَّن اس نيام خرج عكرمة الفي اض ال والي وأخفى وجه ه‬
‫وهو يحمل على ظهره حمًال ثقيًال حتى بلغ دار خزيمة ثم طرق الباب‪.‬قال ُخ زيم ة‪ :‬من انت؟ ق ال‪ :‬ان ا ج ابر ع ثرات الك رام ثم أعط اه الكيس و انص رف‬
‫مسرعًا‪ .‬وعندما فتح خزيمة الكيس وجد فيه وجدها ‪ 4500‬دينارا وكانت األلف دينار تعادل أربعة كيلو ذهب ومائتين وخمسين جرامًا ‪،‬فشكر ُخ زيمة رب ه‬
‫وقضى دينه وأصلح حاله‪ .‬وبعد فترة ذهب خزيمة إلى أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك فسأله ‪ :‬أين كنت يا خزيمة لم نسمع عن ك من زمن فقص علي ه‬
‫القصة فقال األمير ‪ :‬ومن جابر عثرات الكرام؟قال‪ :‬لم أعرفه ورفض إخباري‪ .‬قال األمير‪ :‬ليتك عرفته‪.‬ثم أمر بمنح دن انير أخ رى لُخ زيم ة وأص در أم را‬
‫بإعفاء عكرمة الفياض وتعيين ُخ زيمة واليًا للمدينة ورجع ُخ زيمة ودخل قصر الوالي عكرمة‪ .‬فقال له ُخ زيمة ‪ :‬أريد أن أحاسبك على مال المسلمين‪.‬فرَّح ب‬
‫عكرمة بذلك فوجد ُخ زيمة مبلغًا من المال غير موجود‪.‬فقال ُخ زيمة ‪ :‬أين المال يا عكرمة؟ إما المال أو السجن‪.‬وسجن عكرمة ردح ًا من ال زمن ووض عت‬
‫له األغالل الثقيلة في كتفيه وظهره حتى ضعف جسمه وتغّير لونه‪ .‬وعندما سمعت زوجة عكرمة بما ح دث لزوجه ا ال والي المع زول ‪،‬ذهبت إلى ُخ زيم ة‬
‫وكانت هي إبنة عم ُخ زيمة وقالت له ‪ :‬يا ابن عمي يا ُخ زيمة ما هكذا ُيجازى جابر عثرات الكرام ‪.‬ف انتفض ُخ زيم ة مفزوع ًا ق ائًال‪ :‬ه ل ه و عكرم ة ؟ ي ا‬
‫ويلتاه وهرول إلى السجن دون أن يسمع شيئا آخر‪.‬وأخذ يفك األغالل من عكرمة بيديه ويبكي وعكرم ة يس أله‪ :‬م اذا ح دث ولم اذا تبكي؟ق ال ُخ زيم ة‪ :‬من‬
‫كرمك وصبرك وسوُء صنيعي‪ .‬ثم اخذه الى فلما رآهما قال‪ :‬ما الذى أتى بك يا ُخ زيم ة وأنت ح ديث عه د بالوالي ة ؟ق ال‪ :‬أتيت ك ب ج ابر ع ثرات الك رام‬
‫وأظنك كنت متشوقًا لمعرفته…!فاندهش بن عبد الملك وقال ‪ :‬هل هو عكرمة ؟ فأمر ل عكرمة بعش رة آالف دين ار وأع اد تعيين ه والي ًا وق ال ‪ :‬إن ش ئتما‬
‫حكمتما معًا وظال واليين مع بعضهما حتى ماتا‪.‬‬

‫حين خرج صهيب الرومي مهاجرًا إلى المدينة تبعه نفر من كفار مكة فلما اقتربوا منه نثركنانته‪ ،‬فأخرج منها أربعين سهًما‪ ،‬فقال‪ :‬ال تصلون إلّي حتى‬
‫أضع في كل رجل منكم سهًم ا‪ ،‬ثم أصير بعد ذلك إلى السيف وتعلمون أني رجل‪ .‬قال له أهل مكة‪ :‬أتيتنا هاهنا صعلوكا ( فقيرا) حقيرًا‪ ،‬فكثر مالك عندنا‪،‬‬
‫وبلغت ما بلغت‪ ،‬ثم تنطلق بنفسك ومالك؟ و‪ ...‬ال يكون ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أرأيتم إن تركت مالي تخلون أنتم سبيلي؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فنعت لهم المكان الذي اخفى فيه‬
‫ماله فتركوه و جروا الى المال‪ .‬و حين وصل صهيب المدينة كان النبي ص قد ابلغه ربه بقصة صهيب فقال حين رآه‪« :‬ربح البيع أبا يحي‪ ،‬ربح البيع»‬
‫ونزلت على النبي ص‪َ ( :‬و ِمَن الَّن اِس َم ن َي ْش ِر ي َن ْف َس ُه اْبِتَغاَء َم ْر َضاِت ‪َ ...‬و ‪َ ...‬ر ُؤ وٌف ِباْلِعَباِد ) [البقرة‪]207 :‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-------------‬‬
‫قبيل بداية القتال في معركة أحد أخرج النبي ـ ص ـ سيفا وقال ‪ :‬من يأخذ هذا السيف؟‪ ،‬فبسط كثير من اصحابه أيديهم و كٌّل يقول‪ :‬أنا‪ ،‬أنا‪،‬أنا آخذه فقال ـ‬
‫ص ـ‪ :‬من يأخذُه بحقه؟‪ ،‬فتردد الكثيرون وتأخروا‪ .‬وتقدم أبو دجانة )ِس َم اك بن خرشة ( و هو من األنصار فقال و ما حقه يا رسول ‪ ...‬قال‪ :‬أن تضرب‬
‫به العدو حتى ينحني قال أنا آخذُه بحقه يا رسول ‪ ،...‬فدفعه إليه وكان رجًال شجاعًا ثم اعتصب بعصابة حمراء إذا اعتصب بها ُعلم أّنه سيقاتل حتى‬
‫الموت‪ ،‬وكان األنصار يسمونها‪ " :‬عصابة الموت "‪.‬و جعل يمشي و يختال بين الصفوف‪ ،‬أي يمشي مشية المتكبر‪ ،‬وحين رآه رسول ‪ ...‬ـ ص ـ يتبختر‬
‫بين الصفين قال‪ :‬إنها لمشية يبغضها ‪ ...‬إال في مثل هذا الموطن ‪ .‬وتقدم نحو المشركين بسيفه ـ‪ ،‬فحصد به رؤوس الكثيرين و حين دارت الدائرة على‬
‫المسلمين في احد كان من القلة الذين احاطوا بالنبي و حموه بسيوفهم ثم ما كان منه اال ان تّر س بنفسه على رسول ‪ ...‬ـ ص ـ فحنى ظهره عليه‪ ،‬والنبل‬
‫يقع فيه حتى كثرت به الجراح و صار ظهره منتفخا بالسهام كظهر القنفذ رضي ‪ ...‬عنه و ارضاه‪.‬‬
‫فاوحى ‪ ....‬الى ملك الموت ‪ :‬فبعزتي و جاللي ان الذي اضحكك هو الذي ابكاك‬

You might also like