Professional Documents
Culture Documents
ورقة موقف العنف الاقتصادي ضد النساء
ورقة موقف العنف الاقتصادي ضد النساء
يعتبر حرمان النساء من الحصص األرثية أحد أبرز أوجه التمييز ضد المرأة والعنف االقتصادي ضدهن ،على الرغم من
وضع قيود على معامالت التخارج ( التنازل الطوعي عن األموال بمقابل أو بدون مقابل وقد يكون شامالا جميع الحصص
اإلرثية أو خاصا ا ببعض األموال ) فما جاء في المادة 1من تعليمات تنظيم وتسجيل حجج التخارج لسنة 1111يعتبر إجراء
في غاية األهميه ونعتقد انه جاء نتيجة العديد من الجهود والعمل الدؤوب لمنظمات المتجمع المدني والنشطاء والمنظمات
النسويه التي عايشت العديد من القضايا بهذا الخصوص.
فتنص المادة ( )1من تعليمات تنظيم وتسجيل معامالت التخارج لعام ،1111بأنه يمنع تسجيل أي تخارج عام أو خاص إال
بعد مرور ثالثة أشهر على وفاة المورث .ولكن التعليمات نصت أيضا ا على أنه "وعلى الرغم مما ورد في الفقرة (ا) من هذه
المادة يجوز وبموافقة قاضي القضاة تسجيل التخارج العام آو الخاص قبل مضي المدة المشار إليها في الفقرة السابقة حال
وجود مسوغ شرعي آو قانوني".
ال تسعف هذه النصوص كثيراا في تحقيق النتيجة المرجوة وهي منع إكراه النساء على التنازل عن حصصهن اإلرثية ال بل يتم
حرمان اإلناث من حصصهن باإلمتناع عن تقسيم اإلرث وإستغالله من قبل الورثة الذكور ،وال بد من إجراء تعديالت على
هذه التعليمات تتضمن رفع المدة إلى ستة أشهر ،وتقييد إمكانية تسجيل التخارج إستثناءاا قبل إنتهاء المدة بحيث يمنع إتمام
معاملة التخارج قطعيا ا وتحت طائلة البطالن إذا تم قبل ثالثة أشهر ،والنص على إلزامية إحضار حصر للتركة وإرفاقه
بمعاملة التخارج ،والتأكد من أن مواصفات المال المتخارج عنه وقيمته الفعلية معروفة لجميع المتخارجين مع أخذ إقرار منهم
بذلك ،ومنع أشكال التصرف األخرى بالمال الموروث قبل مرور هذه المدة كالوكاالت غير القابلة للعزل ،والتشدد في المالحقة
الجزائية لإلقرارات المزيفة بقبض الثمن أو قبض قيمة الحصص ،وتجريم أساليب الضغط واإلكراه في سبيل الحصول على
1
التنازل وإبطال التنازل الذي يتم باإلكراه خالل مدة ال تقل عن سنة من وقوعه والحكم بالتعويض عنه خالل مدد التقادم
العادي.
وهنالك روابط وثيقة ما بين تدني مستوى ملكية النساء األردنيات ألصول األسرة من أراضي وشقق وماشية وأدوات وآالت،
وبين حرمانهن من الميراث ،وهو ما يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة وهامة على األمن الغذائي وعلى إمكانية خروجهن من دائرة
الفقر والجوع .وإن التعامل مع النساء على أنهن شريكات في عملية التنمية المستدامة ال ضحايا لها سيعود بالفائدة على الجميع
وسيؤدي الى إنتعاش سريع إلنتاج األغذية والقضاء على الفقر والجوع.
إن حرمان النساء من الميراث سواء بإجراء عمليات التنازل من قبل اآلباء ألبنائهم الذكور و /أو بإجراء التخارج بالتودد
والتخجيل و /أو بممارسة الضغوطات العائلية والتهديد واإلكراه للتنازل عن حقوقهن اإلرثية ،إضافة الى جهل النساء
بحقوقهن و /أو خوفهن من المطالبة بها ،جميعها تعمل على توسيع دائرة النساء الالتي ال يملكن المنازل واألراضي ،وترسخ
لما يعرف بـ "تأنيث الفقر" الذي يزيد من أعداد النساء الفقيرات والمهمشات وغير القادرات على إعالة أنفسهن وأسرهن ،
ويفقدهن القدرة على مواجهة أعباء الحياة المادية ويوقع العديد منهن في مشاكل قانونية ويتم إستغاللهن بمختلف الطرق
والوسائل.
بنسبة ثابتة دون تراجع منذ 8سنوات ...معاملة تخارج واحدة من كل خمس معامالت إرثية
هذا وبلغت معامالت اإلرث والتخارج لعام 7102بحدود 79332معاملة منها 8012معاملة تخارج وبنسبة %70.9وفقا ا
للتقرير اإلحصائي السنوي لعام 7102والصادر عن دائرة قاضي القضاة في األردن ،في حين بلغ عدد معامالت اإلرث
والتخارج خالل خمسة أعوام ( 000283 )7102-7109معاملة منها 79230معاملة تخارج وبنسبة .%70.7
إن مصطلح "الصلح بين الورثة" الذي يشار اليه في معامالت التخارج يخفي بين طياته حرمان العديد من النساء من
حصصهن اإلرثية كلها أو بعضها بكافة الطرق والوسائل كالتخجيل والترهيب ،وإن من شأن ذلك زيادة أعداد النساء الفقيرات
والذي تعكسه األرقام الصادرة عن الجهات الرسمية.
كما وأشار مسح السكان والصحة األسرية لعام 1111بأن %11من المتزوجات األردنيات والالتي تتراوح أعمارهن ما بين
( )94-11عاما ا كن يعملن خالل السبعة أيام السابقة على إجراء المسح ،وأفادت %88منهن بأنهن يعملن لحساب الغير و
%4يعملن لحسابهن الخاص و %1صاحبات أعمال فيما أفادت %1منهن بأنهن يعملن بدون أجر.
ويؤخذ على المسح انه مقتصر على فئة عمرية محددة ( 94-11عاما ا) ،وال يشمل النساء العامالت غير المتزوجات.
وأكد المسح على أن %94من المتزوجات األردنيات العامالت يقررن لوحدهن كيفية التصرف بدخلهن وطرق إنفاقه ،وفي
حال عدم وجود دخل أو عمل لألزواج فإن النسبة ترتفع لتصل الى ، %91علما ا بأن %11من العامالت دخلهن متساو مع
دخل األزواج ،وأن %11من العامالت دخلهن أعلى من دخل أزواجهن
وهنالك عالقة وثيقة ما بين العمر وعمل النساء المتزوجات ،فقد بين المسح بأن أقل من %1من المتزوجات والالتي
أعمارهن ما بين ( )14-11عاما ا يعملن ،وترتفع النسبة الى %1.1لدى الفئة العمرية ( )19-11عاما ا ،وتواصل إرتفاعها
لتصل الى %11.1لدى الفئة العمرية ( )14-11عاما ا لتصل الى أعلى نسبة وهي %11لدى الفئة العمرية ( )94-91عاما ا ،
وهي نفس الفئة التي تصل فيها نسبة الالتي يعملن لحسابهن الخاص الى .%11
كما أن للعمر أثر مباشر على حرية تصرف المتزوجات العامالت بدخلهن المادي لوحدهن ،حيث أفادت %11.9من
العامالت والالتي أعمارهن ما بين ( )19-11عاما ا بأنهن يقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلهن ،بمقابل %91.9من العامالت
2
في الفئة العمرية ( )94-91عاما ا ،وكان للعمر أثر عكسي على نسبة تصرف األزواج بشكل منفرد بدخل زوجاتهن ،حيث
أفادت %1.1من العامالت الالتي أعمارهن ما بين ( )94-91عاما ا بأن أزواجهن يقررون بشكل منفرد كيفية التصرف
بدخلهن مقابل %1.9من الفئة العمرية ( )14-11عاما ا.
وكلما إرتفع عدد األطفال في األسرة كلما زادت نسبة العامالت الالتي يتصرفن بشكل منفرد بدخلهن المادي ،فنسبة العامالت
الالتي ليس لديهن أوالد ويقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلن بلغت ، %91.1في حين تصل النسبة الى %91.1للعامالت
الالتي لديهن خمسة أطفال فأكثر.
والعامالت في الحضر يتصرفن بمفردهن بشكل أعلى من العامالت في الريف ،فنسبة العامالت في الحضر والالتي يقررن
لوحدهن كيفية التصرف بدخلهن بلغت %91.8بمقابل ما نسبته %91من العامالت في الريف .ومن حيث مكان السكن فقد
إحتل إقليم الوسط النسبة األعلى بنسبة %91.1تاله إقليم الشمال بنسبة %91.9ومن ثم إقليم الجنوب وبنسبة .%11.8
كما أن للمستوى التعليمي للعامالت دور في تحديد قدرتهن على التصرف بدخلهن لوحدهن ،فقد بين المسح بأن نسبة
العامالت الالتي حصلن على التعليم اإلبتدائي والالتي يقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلهن بلغت ، %91.9واإلعدادي بنسبة
، %19.9والثانوي بنسبة ، %99.1وأخيراا األعلى من الثانوي بنسبة .%91
تشير التطبيقات العملية واألحكام القضائية الى ضعف قيمة النفقات المحكوم بها ،كون عبء اإلثبات ملقى على عاتق الزوجة
إلثبات دخل زوجها ،ويكون من اإلستحالة بمكان الوصول الى معرفة الدخل الحقيقي إن كان عمل الزوج ضمن القطاع الحر،
وبالتالي يصعب الحصول على وثيقة رسميه إلثباته ،وتلجأ المحاكم في هذه الحاالت الى إقرار الزوج وإعترافه بمقدار دخله،
وعادة ما يكون هذا اإلقرار بعيداا كل البعد عن الدخل الحقيقي للزوج الذي يسعى جاهداا الى التهرب من اإلنفاق على أوالده
وزوجته في حال نشأ خالف بينهم ولجأت الزوجة للمحكمة.
وتنص المادة 83من قانون األحوال الشخصية على أنه ":أ -نفقة كل إنسان في ماله إال الزوجة فنفقتها على زوجها ولو كانت
موسرة .ب -نفقة الزوجة تشمل الطعام والكسوة والسكنى والتطبيب بالقدر المعروف وخدمة الزوجة التي يكون لمثالها خدم.
ج -يلزم الزوج بدفع النفقة الى زوجته إذا إمتنع عن اإلنفاق عليها أو ثبت تقصيره ".فيما نصت المادة 36على أنه ":تفرض
نفقة الزوجة بحسب حال الزوج يسراا أو عسراا ،وتجوز زيادتها ونقصها تبعا ا لحالته ،على أن ال تقل عن الحد األدنى بقدر
الضرورة من القوت والكسوة والسكن والتطبيب ،وتلزم النفقة إما بتراضي الزوجين على قدر معين أو بحكم القاضي ،وتسقط
نفقة المدة التي سبقت التراضي أو الطلب من القاضي".
وال بد من إعادة النظر بالنفقة التي يحكم بها للزوجة واألوالد واألباء واألمهات ،فمعدل نفقة الزوجة ( 28ديناراا عام )7102
ال يكفي الحد األدنى المنصوص عليه في المادة 36من قانون األحوال الشخصية ،فمعدل النفقة المحكوم بها يشمل القوت
والكسوة والسكن والتطبيب! ،كما تدعو "تضامن" الى إجراء تعديالت تسهل عملية إثبات دخل الزوج وبكافة طرق اإلثبات
دون تحميل الزوجة لوحدها هذا الشرط .فالنفقات المحكوم بها تدخل النساء في دائرة الفقر على الرغم من المالءة المالية لكثير
من أزواجهن.
وعلى الرغم من بدء عمل صندوق تسليف النفقة ،إال أن النساء ال زلن يعانين من العنف االقتصادي في هذا المجال،
وحرمانهن من نفقة تتناسب واألعباء المعيشية سواء نفقتهن الشخصية أو نفقة األطفال.
بيئة عمل طاردة وسياسات غير فعالة رفعت نسبة البطالة بين النساء وقلصت نسبة قوة العمل بينهن
أكدت األرقام الواردة في تقرير الربع األول من عام 7103حول نسب البطالة خاصة المتعلقة باإلناث والصادر عن دائرة
اإلحصاءات العامة ،على أن سوق العمل في األردن ال يزال يمثل بيئة طاردة للنساء ،ويدفع بالمزيد منهن للخروج منه
فيصبحن غير نشيطات إقتصادياا ،ومن ترغب منهن بالعمل تجد نفسها في دائرة البطالة لضعف أو إنعدام فرص العمل الالئق.
3
وعادت مؤشرات البطالة بين اإلناث لإلرتفاع بعد إنخفاض مستمر دام لمدة سنتين ،فمعدل البطالة بين اإلناث خالل الربع
األول من عام 7102بحدود ،%99ووصلت الى %78.2خالل الربع الرابع من عام ،7102إال أنها عادت الى اإلتجاه
التصاعدي حيث بلغت نسبة البطالة بين اإلناث خالل الربع األول من عام 7103بحدود %03( %72.3لكال الجنسين و
%03.6للذكور).
ومقابل ذلك فقد إنخفضت نسبة قوة العمل من النساء األردنيات لتصل الى %08خالل الربع األول من عام 7103مقابل
%02.9خالل الربع األول من عام 7102وشكلت تراجعا ا بمقدار %9.9خالل عامين.
ويبرز هنالك رابطا بين إنخفاض نسبة البطالة بين اإلناث وما بين إنخفاض نسبة قوة العمل بينهن (كان هنالك إنخفاض في
البطالة وفي قوة العمل) ،حيث أن إزدياد عدد النساء غير النشيطات إقتصاديا ا (النساء اللواتي ال يعملن وال يبحثن عن عمل
وغير قادرات على العمل وغير متاحات للعمل) إدى بشكل أو بآخر الى إنخفاض نسبة البطالة بين النساء النشيطات إقتصاديا ا
(النساء اللواتي يعملن أو يبحثن عن عمل) ،وهو رابط يعكس الخلل الكبير في السياسات االقتصادية والتدابير واإلجراءات
الحكومية ،والتي أدت الى عزوف النساء عن العمل أو البحث عن عمل مما سبب ويسبب في هدر وضياع لطاقات وقدرات
النساء اإلقتصادية ويؤثر سلبا ا على مستقبلهن ومستقبل مجتمعاتهن المحلية وعلى مستوى المملكة.
إال أن هذا الرابط وفي ظل المعطيات الحالية يشكل خطورة أكبر على مشاركة النساء االقتصادية وعلى تحقيق أهداف التنمية
المستدامة ،7191فقد إرتفعت نسبة البطالة بينهن وإنخفضت كذلك نسبة قوة العمل.
وأظهرت النتائج بأن البطالة بين اإلناث من حملة شهادة البكالوريس فأعلى بلغت %78.3( %22للذكور) ،وكانت نسبة
العامالت اإلناث األعلى في الفئة العمرية 93-71عاما ا حيث بلغت %31.9( %36.3للذكور).
يشار الى أن معدل البطالة بين النساء في األردن بلغت أقصاها عام 0339وبنسبة ،%93.2ووصلت الى أدناها عام 7116
حيث بلغت .%03.8
إن التمكين اإلقتصادي للنساء وحمايتهن من العنف االقتصادي ال يقتصر فقط على مشاركتهن اإلقتصادية في مختلف
النشاطات فحسب ،بل يمتد ليشمل قدرتهن على التصرف بأموالهن بكل حرية وإمكانية تملكهن للعقارات واألراضي ،وتسهيل
عملية وصولهن للموارد المختلفة ،وتأمين مستقبلهن ومستقبل عائلتهن وأوالدهن في حال أصبحهن يرأسن أسرهن ألي سبب
كالطالق أو الوفاة أو الهجر.
كما وأظهرت نتائج مسح سنوي صدر عن دائرة اإلحصاءات العامة خالل شهر تشرين أول ( )7102بعنوان "مسح فرص
العمل المستحدثة – سنوي ، "7103على أن العدد اإلجمالي للفرص المستحدثة خالل عام ( )7103بلغ ( )82122فرصة
عمل ،منها حوالي 68911فرصة عمل لألردنيين وبنسبة .%23.6
وتشير فرصة العمل المستحدثة الى الوظائف الجديدة التي إستحدثها سوق العمل مطروحا ا منها الوظائف المفقودة خالل الفترة
المحددة بالمسح ،حيث بلغت الوظائف الجديدة حوالي ( )36316وظيفة والمفقودة حوالي ( )92802وظيفة .ويالحظ بأن
القطاع الخاص أوجد 60692فرصة عمل جديدة وتجاوزت في عددها تلك الفرص التي إستحدثها القطاع الحكومي والبالغة
08176فرصة عمل ،حيث بلغت نسبة الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص %27.3مقابل %73.6إستحدثها القطاع
العام فيما لم يتم تحديد القطاعات لحوالي %0من فرص العمل.
وتشكل فرص العمل المستحدثة للنساء حوالي ثلث فرص العمل المستحدثة ،أي أنه من بين كل 9فرص هنالك فرصة عمل
واحدة للنساء ،حيث بلغت نسبة الفرص المستحدثة للنساء مقارنة مع الرجال ( )%91.2من مجموع الفرص بواقع
( )02887فرصة عمل لإلناث و( )93896فرصة عمل للذكور وبنسبة .%33.9
وفي مقابل ذلك ،نجد بأن حصة النساء من الوظائف المفقودة تصل الى %72.3بواقع 01262وظيفة من أصل 92802
وظيفة ،فيما تبلغ حصة الذكور من الوظائف المفقودة 73221وظيفة وبنسبة .%20.6ومن حيث المستوى التعليمي
4
للجنسين ،فإن أعلى صافي فرص عمل مستحدثة للذين مستواهم التعليمي أقل من الثانوي وبنسبة 91681( %89.9فرصة
عمل) تالها للذين يحملون درجة البكالوريس وبنسبة 02339( %90فرصة عمل).
ومن الناحية اإلجتماعية ،فتبين نتائج المسح بأن %22.2من الوظائف المستحدثة كانت للعزاب والعازبات ،و حوالي %2.8
من هذه الوظائف ذهبت للمتزوجين ،فيما حصل المطلقون على %0من الوظائف ،والمنفصلون واألرامل على %1.2
لكليهما من إجمالي الفرص المستحدثة.أما من حيث العمر ،فإن %33.3من الوظائف كانت للفئة العمرية 73-71عاماا،
تالها الفئة العمرية 03-08عاما ا وبنسبة .%08.3
ومن الملفت للنظر أن السبب الرئيسي لمن فقدوا وظائفهم من الذكور واإلناث كان بسبب ظروف العمل وطبيعته (،)%73.2
تاله األسباب االقتصادية ( ،)%02.3والتقاعد ( ،)%02.7وأسباب تتعلق بحوافز العمل ( ،)%2.7الزواج ( )%0.9بواقع
623وظيفة.
أكدت األرقام الصادرة عن دائرة اإلحصاءات العامة لعام 7108على أن اإلناث يملكن %08.2من األراضي مقابل
%80.9للذكور ،في حين شكلت مساحة األراضي التي تملكها اإلناث %3.3والتي يملكها الذكور .%33.2
أما نسبة الشقق التي تملكها اإلناث فوصلت الى %79مقابل %31.3للذكور ،في حين شكلت مساحة الشقق التي تملكها
اإلناث %77.7مقابل %21.8للذكور.
ومن حيث الملكية المشتركة ما بين اإلناث والذكور ،فقد إرتفعت الملكية المشتركة لألراضي الى ،%97.3وإرتفعت الملكية
المشتركة للشقق لتصل الى ،%03وشكلت المساحة المشتركة لألراضي %71.6والمساحة المشتركة للشقق .%2.9
هذا وأظهرت النتائج الرئيسية للتعداد الزراعي لعام 7102والمنفذ من قبل دائرة اإلحصاءات العامة ،بأن عدد الحائزين
المستغلين الذين يحوزون حيازة زراعية واحدة أو أكثر بلغ 010338حائزاا منهم 3099امرأة حائزة وبنسبة .%3
وعلى الرغم من النسبة المتدنية للنساء الحائزات مقارنة مع الذكور الحائزين ،إال أن عدد الحائزات إرتفع بما نسبته %29
مقارنة مع عام ،7112وبنسبة %073مقارنة مع عام .0332
وهنالك عالقة كبيرة ما بين تدني مستوى ملكية النساء األردنيات ألصول األسرة من أراضي وشقق وماشية وأدوات وآالت،
وبين العنف االقتصادي ضدهن ،وهو ما يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة وهامة على األمن الغذائي وعلى إمكانية خروجهن من
دائرة الفقر والجوع .وإن التعامل مع النساء على أنهن شريكات في عملية التنمية المستدامة ال ضحايا لها سيعود بالفائدة على
الجميع وسيؤدي الى إنتعاش سريع إلنتاج األغذية والقضاء على الفقر والجوع.
األعمال غير مدفوعة األجر تشكل عائقا جديا أمام قيام النساء باألعمال مدفوعة األجر وتشكل عنفا اقتصاديا ضدهن
كما ويقع العبء األكبر من األعمال غير المدفوعة األجر يقع على النساء وبشكل مجحف بما فيها األعمال المنزلية وأعمال
الرعاية ،وهما في كثير من األحيان يعوضان النقص في اإلنفاق العام على الخدمات االجتماعية والبنى التحتية ،كما أنهما
تدعمان االقتصاد وإن كانا في الواقع يشكال نقالا للموارد من النساء الى آخرين في االقتصاد.
إن التمكين االقتصادي للنساء يستدعي الحد من األعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير مدفوعة األجر ،وإعادة توزيع هذه
األعمال عن طريق الحكومة بتأمين الخدمات االجتماعية ،وعلى رأسها خدمات رعاية األطفال وكبار وكبيرات السن والرعاية
الصحية وإقرار اإلجازة الوالدية ،إضافة الى تأمين البنى التحتية المناسبة من مياة وطاقة.
5
وتعتبر زيادة الوظائف المدفوعة األجر في إقتصاد الرعاية عامالا حاسما ا في المساواة بين الجنسين والتمكين االقتصادي للنساء
ومنع العنف االقتصادي ضدهن ،والذي يتسم أيضا ا بغياب العمل الالئق وإنتقاصا ا من حقوق العاملين والعامالت .علما ا بأن
أغلب العاملين في هذا المجال هم من النساء والفتيات.
فقد أكد تقرير لألمين العام لألمم المتحدة صدر عام 7102وحمل عنوان “تمكين المرأة إقتصاديا ا في عالم العمل اآلخذ في
التغير” ،على الروابط الحيوية بين التمكين االقتصادي للمرأة وحقها في العمل الالئق وفي العمالة الكاملة والمنتجة.
وركز التقرير على العقبات التي تواجه النساء في ممارسة حقهن في العمل وحقوقهن كعامالت ،ويضع عدد من المقترحات
لتذليل هذه العقبات .كما ويبحث التقرير في التحديات أمام تمكين النساء إقتصاديا ا ومنها تزايد العمل غير المنظم ،وتنقل العمل
وتحوالته في ظل التطور التكنولوجي والرقمي.
إن أوجه التفاوت بين الجنسين في عالم العمل اآلخذ في التغير ال زالت تتمثل في الحواجز المتجذرة والمعيقة لمنع التمييز
وتحقيق المساواة ،وهي موجودة في جميع الدول وفي المجالين العام والخاص ،ومنها وفقا ا للتقرير الفجوات بين الجنسين في
إطار المشاركة في القوى العاملة واألجور والفصل المهني وعدم تساوي ظروف العمل ،وتحمل النساء أعباء األعمال المنزلية
وأعمال الرعاية غير مدفوعة األجر.
وال تدخل أعمال الرعاية واألعمال المنزلية في حسابات الناتج المحلي اإلجمالي ،إال أن األمم المتحدة تقدر القيمة اإلجمالية
لهما ما بين %93-%01من الناتج المحلي اإلجمالي .وهي بهذه القيمة قد تتجاوز القيمة اإلجمالية للصناعات التحويلية
والتجارة والنقل وغيرها من القطاعات.
العنف االقتصادي ضد النساء يتخذ أشكاال جديدة
العنف االقتصادي ضد النساء العامالت يتخذ شكالا جديداا بظاهرة إستيالء األزواج على رواتب زوجاتهم اآلخذه في اإلنتشار
بشكل كبير وبطرق مختلفة كاإلبتزاز والخداع واإلحتيال إن لم تكن باإلكراه ،وقد وصل األمر ببعضهم الى إستالم بطاقات
الصراف اآللي لسحب رواتب الزوجات فور تحويل الرواتب الى حساباتهن ،إضافة الى إرغامهن على كفالة القروض البنكية
لشراء العقارات والسيارات بأسمائهم ،وإذا ما وقفت الزوجات في وجه هذه التصرفات تبدأ الخالفات الزوجية بالتهديد بمنعهن
من العمل وممارسة العنف ضدهن وقد تنتهي العالقات بالطالق إذا أصرت الزوجة على موقفها ،وتضطر الزوجات الى تسديد
القروض من رواتبهن.
ووفقا ا للتقرير السنوي لجمعية البنوك األردنية لعام 7102فقد وصل عدد المقترضين األفراد من البنوك العاملة في األردن
الى 220289مقترضا ا/مقترضة مقارنة مع 222380مقترضا ا/مقترضة عام 7103وبإرتفاع نسبته ،%01.8منهم
023011مقترضه ( %71.7من مجموع المقترضين في حين كان عدد المقترضين الذكور 338389مقترضا ا وبنسبة
)%23.2كما وإرتفعت نسبة المقترضات بحدود %06.3مقارنة مع عام 7103حيث كان عددهن 089721مقترضة .
وقد بلغت القيم اإلجمالية لقروض األفراد 3.30مليار دينار ،منها 2.36مليار دينار للمقترضين الذكور وبنسبة ،%27.3و
0.32مليار دينار للمقترضات اإلناث وبنسبة %02.6بإرتفاع وصل الى 020مليون دينار عن عام ( 7103كانت عام
7103حوالي 0.633مليار دينار).
النساء يشكلن %77.1من مجموع المقترضين من مؤسسات التمويل األصغر وبعدد 571ألف إمرأة
كما أكد تقرير شبكة مؤسسات التمويل األصغر في األردن "تنمية" للربع الثاني من عام ،7102على أن عدد العمالء
النشيطين بلغ 662.8ألف عميل وعميلة ،وبلغ عدد القروض النشطة 693.3ألف قرض ،فيما وصلت قيمة القروض
اإلجمالية الى 783.9مليون دينار بمتوسط قيمة القرض بحدود 822ديناراا.
6
وقد إرتفعت القيمة اإلجمالية للقروض بنسبة %039.8خالل 2سنوات ،حيث كان حجم المحفظة اإلقراضية عام 7107
بحدود 32.0مليون دينار الى أن وصلت الى 783.9مليون دينار عام .7102كما وإرتفع عدد العمالء النشيطين بنسبة
%22خالل 2سنوات أيضاا ،حيث كان عددهم عام 7107بحدود 791.0ألف عميل وعملية وأصبح 697.3ألف عميل
وعملية عام .7102
وتشمل شبكة "تنمية" 3مؤسسات تمويل أصغر وهي فيتاس األردن ،شركة صندوق المرأة للتمويل األصغر ،الشركة األردنية
لتمويل المشاريع الصغيرة (تمويلكم) ،البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة ،الشركة األهلية للتمويل األصغر ،فينكا للتمويل
األصغر ،دائرة اإلقراض الصغير في األونروا ،إثمار للتمويل األصغر اإلسالمي واألمين للتمويل األصغر.
وتعطي هذه المؤسسات أولوية أكبر للمحافظات والمناطق الريفية وجيوب الفقر داخل العاصمة وخارجها بهدف توسيع نطاق
التنمية في مختلف المحافظات ،حيث أظهرت اإلحصائيات بأن %32من إجمالي عمليات قطاع التمويل األصغر متواجدة
خارج محافظة العاصمة ،علما ا بأن عدد فروع هذه المؤسسات حتى عام 7102بلغ 038فرعا ا منها 097فرغا ا خارج
محافظة العاصمة.
وبلغ عدد النساء المقترضات من مؤسسات التمويل األصغر خالل عام 7102حوالي 978.8ألف إمرأة ،ويشكلن ما نسبته
%27.8من مجموع المقترضين البالغ عددهم 662.8ألف مقرض ومقترضة.
وتجبر العديد من النساء يجبرن على أخذ قروض من قبل األزواج أو أحد أفراد األسرة لغايات تخصهم وبالتالي يقعن ضحية
للعنف االقتصادي الممارس ضدهن ويصبحن مهددات بالسجن أو أنهن يسجن فعال ا .كما أن مبادرات إخالء سبيل الغارمات
من خالل سداد المبالغ المالية المترتبة عليهن ،تصب جميعها في إطار معالجة اآلثار المترتبة على عجزهن عن الوفاء
باإللتزامات المالية نتيجة حصولهن أو إجبارهن للحصول على قروض خاصة من شركات التمويل األصغر دون وجود
ضمانات كافية .وال بد من العمل على حل المشكلة من جذورها وعلى عدة مستويات من بينها إلغاء المادة 77من قانون
التنفيذ والتي تجيز حبس المدين /المدينة.
وأظهرت دراسة للمؤسسة األردنية لتطوير المشاريع االقتصادية صدرت عام ،7103بأن معدل النشاط الريادي في المراحل
المبكرة بين النساء في األردن هو األقل مقارنة بالدول العربية المجاورة ،حيث أن %9.9فقط من النساء األردنيات
منخرطات في أعمال أو بدأن أعمال حديثا ا.
ويؤثر في قرار النساء اإلنخراط في أعمال ريادية عوامل عدة منها متوسط الدخل لكل فرد ،ونسبة البطالة والميزات الوظيفية
والجوانب الثقافية .فيما يعزى السبب الرئيس لتوقف األعمال لدى معظم النساء الى أن األعمال غير مربحة ،والى اإللتزامات
العائلية ،والى صعوبة الحصول على تمويل ،وتعقيدات اإلجراءات والسياسات الحكومية.
ووفقا ا للدراسة تتركز معظم النساء في النشاطات الريادية في أنشطة تجارة خدمة الزبائن ،وال يقمن بتقديم منتجات جديدة ،كما
أن نسبة الصادرات لديهن منخفضة ،ويواجهن منافسة شديدة في األسواق المحلية ،وبالتالي تتوقف غالبية األعمال بسبب عدم
ربحيتها .وأعربت %67.9من النساء على أن ”الخوف من الفشل" هو سبب في منعهن من إنشاء األعمال ،وأن فهم وإدراك
الذات هو أحد أبرز األسباب التي تؤثر على البدء في األعمال بالنسبة لهن.
أوجه عدم المساواة تتجلى في جميع أبعاد التنمية المستدامة بما فيها العنف االقتصادي ضد المرأة
هذا و أكد تقرير األمين العام لألمم المتحدة حول إستعراض وتقييم مدى تنفيذ الدول األعضاء لإلستنتاجات المتفق عليها بشأن
"تمكين المرأة وصلته بالتنمية المستدامة" عام ،7103والذي تم عرضه خالل إجتماعات الدورة 39للجنة أوضاع المرأة في
األمم المتحدة ( ،)CSW 63على أن تنفيذ الدول لإلستنتاجات المتفق عليها جاء في سياق اقتصادي وسياسي وبيئي معقد،
حيث يتوقع أن تتأثر 078دولة بتصحيح أوضاع المالية العامة خالل عام 7102مما يعرض الحماية االجتماعية والخدمات
7
األساسية للخطر ،والنساء والفتيات أكثر المتضررين من ذلك ،فمن بين األشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع هنالك 077
إمرأة أعمارهن ما بين 96-78عاما ا مقابل 011رجل من نفس الفئة العمرية.
وال تزال هنالك فجوات كبيرة بين الجنسين من حيث ظروف العمل واألجور ونوعية العمل وتقاسم المسؤوليات األسرية
والمعيشية ،على الرغم من زيادة تعليم النساء ومشاركتهن في سوق العمل .فمشاركة النساء في قوة العمل على المستوى
العالمي بلغت %62.8خالل عام 7102مقابل %28للرجال ،وتقل أجور النساء بحوالي %77مقارنة مع أجور الرجال
عن األعمال ذات القيمة المتساوية.
يشار الى أن اإلستنتاجات التي تم التوصل اليها خالل اجتماعات لجنة وضع المرأة بدورتها الـ 31عام 7103أكدت على
"الروابط المتآزرة القائمة بين تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات والقضاء على الفقر ،وكفالة مستوى
معيشي الئق ،وإتاحة الحصول على األراضي والموارد ،والحماية االجتماعية لجميع النساء والفتيات (الهدف )١؛ وتحقيق
األمن الغذائي والتغذية (الهدف )7؛ وحصول الجميع على خدمات رعاية الصحة الجنسية واإلنجابية الشاملة والميسرة والعالية
الجودة (الهدف )٣؛ وتكافؤ الفرص في الحصول على التعليم العالي الجودة في جميع المستويات ،بما في ذلك مرحلة الطفولة
المبكرة والتعليم االبتدائي والثانوي والعالي والتدريب التقني والمهني والتعلم مدى الحياة (الهدف )٤؛ والحصول بشكل منصف
على مياه الشرب المأمونة والميسورة التكلفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية (الهدف )٦؛ وحصول الجميع بتكلفة
ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة (الهدف )٧؛ وتحقيق العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل الالئق ،وتكافؤ
األجر لقاء العمل المتكافئ القيمة (الهدف )2؛ وتوفير أماكن آمنة ونظم نقل مأمونة وميسورة التكلفة ويسهل الوصول إليها
ومستدامة (الهدف )١١؛ واتخاذ تدابير فعالة للتصدي لتغير المناخ (الهدف )١٣؛ وإنشاء مؤسسات فعالة واتخاذ القرارات على
نحو شامل للجميع وتشاركي على جميع المستويات (الهدف .")١٦
8
وقد أشارت التقارير القضائية الصادرة عن وزارة العدل في األردن لعام 1111الى أن أعداد المشتكين من الذكور واإلناث
في القضايا الحقوقية بلغ 111911شخصا ا منهم 19111مشتكية من النساء وبنسبة %19.1من مجموع المشتكين ،فيما بلغ
عدد المشتكين من الجنسين في القضايا الجزائية 18114شخصا ا منهم 11119مشتكية من النساء وبنسبة %11.1من
مجموع المشتكين.
بناءا على ما تقدم ،فإن التوصية بوجود تشريعات وسياسات مراعية للنوع االجتماعي من شانها الحد من أوجه العنف
االقتصادي ضد النساء ،وعلى وجه الخصوص وقف منع النساء من الحصول على الموارد االقتصادية ،ووقف منع النساء
من إستخدام مواردهن االقتصادية والتصرف الحر بها والمحافظة عليها ،ومنع إستغالل موارد النساء االقتصادية ،لكي
تتمكن النساء من المشاركة في التنمية المستدامة جنبا الى جنب الذكور.
9