Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫ورقة موقف‬

‫العنف االقتصادي ضد النساء‬


‫يؤدي العنف االقتصادي ضد النساء الى تهميش دورهن والحد من مشاركتهن االقتصادية ويؤدي الى العديد من االنتهاكات‬
‫لحقوقهن العمالية‪ ،‬ويأخذ هذا العنف أشكال عديدة تقع ضمن ثالثة محاور رئيسية‪ :‬منع النساء من الحصول على الموارد‬
‫االقتصادية‪ ،‬ومنع النساء من إستخدام مواردهن االقتصادية والتصرف الحر بها والمحافظة عليها‪ ،‬وإستغالل موارد النساء‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫يمارس العنف االقتصادي ضد النساء يمارس من خالل سلوكيات متعددة أبرزها السيطرة والحرمان واإلكراه والمنع‪ ،‬ومن‬
‫أمثلتها‪ :‬السيطرة على المصاريف العائلية المعيشية ومصاريف الرفاهية‪ ،‬وإنكار الممتلكات والموارد الشخصية للنساء أو‬
‫العمل على تناقصها كالحرمان من الميراث والعمل بال أجر‪ ،‬والتالعب باإلئتمان والقروض أو إستخدامها بشكل يضر بالنساء‪،‬‬
‫ومنع النساء من الوصول الحر الى المشاركة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والمراقبة المالية والسيطرة الزائدة والتدقيق على نفقات‬
‫النساء‪ ،‬ورفض المساهمة الى جانب النساء في المصاريف المعيشية أو دفع المستحقات كالنفقة‪ ،‬وتوليد التكاليف المالية على‬
‫النساء‪ ،‬واالستغالل الجنسي للنساء من أجل المال‪.‬‬
‫بعض مؤشرات العنف االقتصادي ضد النساء في األردن‬
‫الحرمان من الميراث‬

‫يعتبر حرمان النساء من الحصص األرثية أحد أبرز أوجه التمييز ضد المرأة والعنف االقتصادي ضدهن‪ ،‬على الرغم من‬
‫وضع قيود على معامالت التخارج ( التنازل الطوعي عن األموال بمقابل أو بدون مقابل وقد يكون شامالا جميع الحصص‬
‫اإلرثية أو خاصا ا ببعض األموال ) فما جاء في المادة ‪ 1‬من تعليمات تنظيم وتسجيل حجج التخارج لسنة ‪ 1111‬يعتبر إجراء‬
‫في غاية األهميه ونعتقد انه جاء نتيجة العديد من الجهود والعمل الدؤوب لمنظمات المتجمع المدني والنشطاء والمنظمات‬
‫النسويه التي عايشت العديد من القضايا بهذا الخصوص‪.‬‬

‫فتنص المادة (‪ )1‬من تعليمات تنظيم وتسجيل معامالت التخارج لعام ‪ ،1111‬بأنه يمنع تسجيل أي تخارج عام أو خاص إال‬
‫بعد مرور ثالثة أشهر على وفاة المورث‪ .‬ولكن التعليمات نصت أيضا ا على أنه "وعلى الرغم مما ورد في الفقرة (ا) من هذه‬
‫المادة يجوز وبموافقة قاضي القضاة تسجيل التخارج العام آو الخاص قبل مضي المدة المشار إليها في الفقرة السابقة حال‬
‫وجود مسوغ شرعي آو قانوني‪".‬‬

‫ال تسعف هذه النصوص كثيراا في تحقيق النتيجة المرجوة وهي منع إكراه النساء على التنازل عن حصصهن اإلرثية ال بل يتم‬
‫حرمان اإلناث من حصصهن باإلمتناع عن تقسيم اإلرث وإستغالله من قبل الورثة الذكور‪ ،‬وال بد من إجراء تعديالت على‬
‫هذه التعليمات تتضمن رفع المدة إلى ستة أشهر‪ ،‬وتقييد إمكانية تسجيل التخارج إستثناءاا قبل إنتهاء المدة بحيث يمنع إتمام‬
‫معاملة التخارج قطعيا ا وتحت طائلة البطالن إذا تم قبل ثالثة أشهر‪ ،‬والنص على إلزامية إحضار حصر للتركة وإرفاقه‬
‫بمعاملة التخارج ‪ ،‬والتأكد من أن مواصفات المال المتخارج عنه وقيمته الفعلية معروفة لجميع المتخارجين مع أخذ إقرار منهم‬
‫بذلك‪ ،‬ومنع أشكال التصرف األخرى بالمال الموروث قبل مرور هذه المدة كالوكاالت غير القابلة للعزل‪ ،‬والتشدد في المالحقة‬
‫الجزائية لإلقرارات المزيفة بقبض الثمن أو قبض قيمة الحصص‪ ،‬وتجريم أساليب الضغط واإلكراه في سبيل الحصول على‬

‫‪1‬‬
‫التنازل وإبطال التنازل الذي يتم باإلكراه خالل مدة ال تقل عن سنة من وقوعه والحكم بالتعويض عنه خالل مدد التقادم‬
‫العادي‪.‬‬

‫وهنالك روابط وثيقة ما بين تدني مستوى ملكية النساء األردنيات ألصول األسرة من أراضي وشقق وماشية وأدوات وآالت‪،‬‬
‫وبين حرمانهن من الميراث‪ ،‬وهو ما يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة وهامة على األمن الغذائي وعلى إمكانية خروجهن من دائرة‬
‫الفقر والجوع‪ .‬وإن التعامل مع النساء على أنهن شريكات في عملية التنمية المستدامة ال ضحايا لها سيعود بالفائدة على الجميع‬
‫وسيؤدي الى إنتعاش سريع إلنتاج األغذية والقضاء على الفقر والجوع‪.‬‬

‫إن حرمان النساء من الميراث سواء بإجراء عمليات التنازل من قبل اآلباء ألبنائهم الذكور و ‪ /‬أو بإجراء التخارج بالتودد‬
‫والتخجيل و ‪ /‬أو بممارسة الضغوطات العائلية والتهديد واإلكراه للتنازل عن حقوقهن اإلرثية‪ ،‬إضافة الى جهل النساء‬
‫بحقوقهن و ‪ /‬أو خوفهن من المطالبة بها‪ ،‬جميعها تعمل على توسيع دائرة النساء الالتي ال يملكن المنازل واألراضي‪ ،‬وترسخ‬
‫لما يعرف بـ "تأنيث الفقر" الذي يزيد من أعداد النساء الفقيرات والمهمشات وغير القادرات على إعالة أنفسهن وأسرهن ‪،‬‬
‫ويفقدهن القدرة على مواجهة أعباء الحياة المادية ويوقع العديد منهن في مشاكل قانونية ويتم إستغاللهن بمختلف الطرق‬
‫والوسائل‪.‬‬

‫بنسبة ثابتة دون تراجع منذ ‪ 8‬سنوات‪ ...‬معاملة تخارج واحدة من كل خمس معامالت إرثية‬

‫هذا وبلغت معامالت اإلرث والتخارج لعام ‪ 7102‬بحدود ‪ 79332‬معاملة منها ‪ 8012‬معاملة تخارج وبنسبة ‪ %70.9‬وفقا ا‬
‫للتقرير اإلحصائي السنوي لعام ‪ 7102‬والصادر عن دائرة قاضي القضاة في األردن‪ ،‬في حين بلغ عدد معامالت اإلرث‬
‫والتخارج خالل خمسة أعوام (‪ 000283 )7102-7109‬معاملة منها ‪ 79230‬معاملة تخارج وبنسبة ‪.%70.7‬‬

‫إن مصطلح "الصلح بين الورثة" الذي يشار اليه في معامالت التخارج يخفي بين طياته حرمان العديد من النساء من‬
‫حصصهن اإلرثية كلها أو بعضها بكافة الطرق والوسائل كالتخجيل والترهيب‪ ،‬وإن من شأن ذلك زيادة أعداد النساء الفقيرات‬
‫والذي تعكسه األرقام الصادرة عن الجهات الرسمية‪.‬‬

‫حرية تصرف النساء بمواردهن المالية واألموال المشتركة بين الزوجين‬


‫وال يوجد نص في قانون األحوال الشخصية يعالج موضوع األموال المشتركة بين الزوجين وكيفية التصرف بها في حال‬
‫اإلنفصال أو الطالق مما يحرم الزوجات من أموالهن التي أنفقوها خالل الحياة الزوجية‪.‬‬

‫كما وأشار مسح السكان والصحة األسرية لعام ‪ 1111‬بأن ‪ %11‬من المتزوجات األردنيات والالتي تتراوح أعمارهن ما بين‬
‫(‪ )94-11‬عاما ا كن يعملن خالل السبعة أيام السابقة على إجراء المسح ‪ ،‬وأفادت ‪ %88‬منهن بأنهن يعملن لحساب الغير و‬
‫‪ %4‬يعملن لحسابهن الخاص و ‪ %1‬صاحبات أعمال فيما أفادت ‪ %1‬منهن بأنهن يعملن بدون أجر‪.‬‬

‫ويؤخذ على المسح انه مقتصر على فئة عمرية محددة (‪ 94-11‬عاما ا)‪ ،‬وال يشمل النساء العامالت غير المتزوجات‪.‬‬

‫وأكد المسح على أن ‪ %94‬من المتزوجات األردنيات العامالت يقررن لوحدهن كيفية التصرف بدخلهن وطرق إنفاقه ‪ ،‬وفي‬
‫حال عدم وجود دخل أو عمل لألزواج فإن النسبة ترتفع لتصل الى ‪ ، %91‬علما ا بأن ‪ %11‬من العامالت دخلهن متساو مع‬
‫دخل األزواج ‪ ،‬وأن ‪ %11‬من العامالت دخلهن أعلى من دخل أزواجهن‬

‫وهنالك عالقة وثيقة ما بين العمر وعمل النساء المتزوجات ‪ ،‬فقد بين المسح بأن أقل من ‪ %1‬من المتزوجات والالتي‬
‫أعمارهن ما بين (‪ )14-11‬عاما ا يعملن ‪ ،‬وترتفع النسبة الى ‪ %1.1‬لدى الفئة العمرية (‪ )19-11‬عاما ا ‪ ،‬وتواصل إرتفاعها‬
‫لتصل الى ‪ %11.1‬لدى الفئة العمرية (‪ )14-11‬عاما ا لتصل الى أعلى نسبة وهي ‪ %11‬لدى الفئة العمرية (‪ )94-91‬عاما ا ‪،‬‬
‫وهي نفس الفئة التي تصل فيها نسبة الالتي يعملن لحسابهن الخاص الى ‪.%11‬‬

‫كما أن للعمر أثر مباشر على حرية تصرف المتزوجات العامالت بدخلهن المادي لوحدهن ‪ ،‬حيث أفادت ‪ %11.9‬من‬
‫العامالت والالتي أعمارهن ما بين (‪ )19-11‬عاما ا بأنهن يقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلهن ‪ ،‬بمقابل ‪ %91.9‬من العامالت‬

‫‪2‬‬
‫في الفئة العمرية (‪ )94-91‬عاما ا ‪ ،‬وكان للعمر أثر عكسي على نسبة تصرف األزواج بشكل منفرد بدخل زوجاتهن ‪ ،‬حيث‬
‫أفادت ‪ %1.1‬من العامالت الالتي أعمارهن ما بين (‪ )94-91‬عاما ا بأن أزواجهن يقررون بشكل منفرد كيفية التصرف‬
‫بدخلهن مقابل ‪ %1.9‬من الفئة العمرية (‪ )14-11‬عاما ا‪.‬‬

‫وكلما إرتفع عدد األطفال في األسرة كلما زادت نسبة العامالت الالتي يتصرفن بشكل منفرد بدخلهن المادي ‪ ،‬فنسبة العامالت‬
‫الالتي ليس لديهن أوالد ويقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلن بلغت ‪ ، %91.1‬في حين تصل النسبة الى ‪ %91.1‬للعامالت‬
‫الالتي لديهن خمسة أطفال فأكثر‪.‬‬
‫والعامالت في الحضر يتصرفن بمفردهن بشكل أعلى من العامالت في الريف ‪ ،‬فنسبة العامالت في الحضر والالتي يقررن‬
‫لوحدهن كيفية التصرف بدخلهن بلغت ‪ %91.8‬بمقابل ما نسبته ‪ %91‬من العامالت في الريف‪ .‬ومن حيث مكان السكن فقد‬
‫إحتل إقليم الوسط النسبة األعلى بنسبة ‪ %91.1‬تاله إقليم الشمال بنسبة ‪ %91.9‬ومن ثم إقليم الجنوب وبنسبة ‪.%11.8‬‬

‫كما أن للمستوى التعليمي للعامالت دور في تحديد قدرتهن على التصرف بدخلهن لوحدهن ‪ ،‬فقد بين المسح بأن نسبة‬
‫العامالت الالتي حصلن على التعليم اإلبتدائي والالتي يقررن لوحدهن كيفية إنفاق دخلهن بلغت ‪ ، %91.9‬واإلعدادي بنسبة‬
‫‪ ، %19.9‬والثانوي بنسبة ‪ ، %99.1‬وأخيراا األعلى من الثانوي بنسبة ‪.%91‬‬

‫نفقة الزوجات في حدودها الدنيا‬

‫تشير التطبيقات العملية واألحكام القضائية الى ضعف قيمة النفقات المحكوم بها‪ ،‬كون عبء اإلثبات ملقى على عاتق الزوجة‬
‫إلثبات دخل زوجها‪ ،‬ويكون من اإلستحالة بمكان الوصول الى معرفة الدخل الحقيقي إن كان عمل الزوج ضمن القطاع الحر‪،‬‬
‫وبالتالي يصعب الحصول على وثيقة رسميه إلثباته‪ ،‬وتلجأ المحاكم في هذه الحاالت الى إقرار الزوج وإعترافه بمقدار دخله‪،‬‬
‫وعادة ما يكون هذا اإلقرار بعيداا كل البعد عن الدخل الحقيقي للزوج الذي يسعى جاهداا الى التهرب من اإلنفاق على أوالده‬
‫وزوجته في حال نشأ خالف بينهم ولجأت الزوجة للمحكمة‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 83‬من قانون األحوال الشخصية على أنه ‪":‬أ‪ -‬نفقة كل إنسان في ماله إال الزوجة فنفقتها على زوجها ولو كانت‬
‫موسرة‪ .‬ب‪ -‬نفقة الزوجة تشمل الطعام والكسوة والسكنى والتطبيب بالقدر المعروف وخدمة الزوجة التي يكون لمثالها خدم‪.‬‬
‫ج‪ -‬يلزم الزوج بدفع النفقة الى زوجته إذا إمتنع عن اإلنفاق عليها أو ثبت تقصيره‪ ".‬فيما نصت المادة ‪ 36‬على أنه ‪":‬تفرض‬
‫نفقة الزوجة بحسب حال الزوج يسراا أو عسراا‪ ،‬وتجوز زيادتها ونقصها تبعا ا لحالته‪ ،‬على أن ال تقل عن الحد األدنى بقدر‬
‫الضرورة من القوت والكسوة والسكن والتطبيب‪ ،‬وتلزم النفقة إما بتراضي الزوجين على قدر معين أو بحكم القاضي‪ ،‬وتسقط‬
‫نفقة المدة التي سبقت التراضي أو الطلب من القاضي‪".‬‬

‫وال بد من إعادة النظر بالنفقة التي يحكم بها للزوجة واألوالد واألباء واألمهات‪ ،‬فمعدل نفقة الزوجة (‪ 28‬ديناراا عام ‪)7102‬‬
‫ال يكفي الحد األدنى المنصوص عليه في المادة ‪ 36‬من قانون األحوال الشخصية‪ ،‬فمعدل النفقة المحكوم بها يشمل القوت‬
‫والكسوة والسكن والتطبيب!‪ ،‬كما تدعو "تضامن" الى إجراء تعديالت تسهل عملية إثبات دخل الزوج وبكافة طرق اإلثبات‬
‫دون تحميل الزوجة لوحدها هذا الشرط‪ .‬فالنفقات المحكوم بها تدخل النساء في دائرة الفقر على الرغم من المالءة المالية لكثير‬
‫من أزواجهن‪.‬‬

‫وعلى الرغم من بدء عمل صندوق تسليف النفقة‪ ،‬إال أن النساء ال زلن يعانين من العنف االقتصادي في هذا المجال‪،‬‬
‫وحرمانهن من نفقة تتناسب واألعباء المعيشية سواء نفقتهن الشخصية أو نفقة األطفال‪.‬‬

‫بيئة عمل طاردة وسياسات غير فعالة رفعت نسبة البطالة بين النساء وقلصت نسبة قوة العمل بينهن‬

‫أكدت األرقام الواردة في تقرير الربع األول من عام ‪ 7103‬حول نسب البطالة خاصة المتعلقة باإلناث والصادر عن دائرة‬
‫اإلحصاءات العامة‪ ،‬على أن سوق العمل في األردن ال يزال يمثل بيئة طاردة للنساء‪ ،‬ويدفع بالمزيد منهن للخروج منه‬
‫فيصبحن غير نشيطات إقتصادياا‪ ،‬ومن ترغب منهن بالعمل تجد نفسها في دائرة البطالة لضعف أو إنعدام فرص العمل الالئق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وعادت مؤشرات البطالة بين اإلناث لإلرتفاع بعد إنخفاض مستمر دام لمدة سنتين‪ ،‬فمعدل البطالة بين اإلناث خالل الربع‬
‫األول من عام ‪ 7102‬بحدود ‪ ،%99‬ووصلت الى ‪ %78.2‬خالل الربع الرابع من عام ‪ ،7102‬إال أنها عادت الى اإلتجاه‬
‫التصاعدي حيث بلغت نسبة البطالة بين اإلناث خالل الربع األول من عام ‪ 7103‬بحدود ‪ %03( %72.3‬لكال الجنسين و‬
‫‪ %03.6‬للذكور)‪.‬‬
‫ومقابل ذلك فقد إنخفضت نسبة قوة العمل من النساء األردنيات لتصل الى ‪ %08‬خالل الربع األول من عام ‪ 7103‬مقابل‬
‫‪ %02.9‬خالل الربع األول من عام ‪ 7102‬وشكلت تراجعا ا بمقدار ‪ %9.9‬خالل عامين‪.‬‬
‫ويبرز هنالك رابطا بين إنخفاض نسبة البطالة بين اإلناث وما بين إنخفاض نسبة قوة العمل بينهن (كان هنالك إنخفاض في‬
‫البطالة وفي قوة العمل)‪ ،‬حيث أن إزدياد عدد النساء غير النشيطات إقتصاديا ا (النساء اللواتي ال يعملن وال يبحثن عن عمل‬
‫وغير قادرات على العمل وغير متاحات للعمل) إدى بشكل أو بآخر الى إنخفاض نسبة البطالة بين النساء النشيطات إقتصاديا ا‬
‫(النساء اللواتي يعملن أو يبحثن عن عمل)‪ ،‬وهو رابط يعكس الخلل الكبير في السياسات االقتصادية والتدابير واإلجراءات‬
‫الحكومية‪ ،‬والتي أدت الى عزوف النساء عن العمل أو البحث عن عمل مما سبب ويسبب في هدر وضياع لطاقات وقدرات‬
‫النساء اإلقتصادية ويؤثر سلبا ا على مستقبلهن ومستقبل مجتمعاتهن المحلية وعلى مستوى المملكة‪.‬‬
‫إال أن هذا الرابط وفي ظل المعطيات الحالية يشكل خطورة أكبر على مشاركة النساء االقتصادية وعلى تحقيق أهداف التنمية‬
‫المستدامة ‪ ،7191‬فقد إرتفعت نسبة البطالة بينهن وإنخفضت كذلك نسبة قوة العمل‪.‬‬
‫وأظهرت النتائج بأن البطالة بين اإلناث من حملة شهادة البكالوريس فأعلى بلغت ‪ %78.3( %22‬للذكور)‪ ،‬وكانت نسبة‬
‫العامالت اإلناث األعلى في الفئة العمرية ‪ 93-71‬عاما ا حيث بلغت ‪ %31.9( %36.3‬للذكور)‪.‬‬
‫يشار الى أن معدل البطالة بين النساء في األردن بلغت أقصاها عام ‪ 0339‬وبنسبة ‪ ،%93.2‬ووصلت الى أدناها عام ‪7116‬‬
‫حيث بلغت ‪.%03.8‬‬

‫إن التمكين اإلقتصادي للنساء وحمايتهن من العنف االقتصادي ال يقتصر فقط على مشاركتهن اإلقتصادية في مختلف‬
‫النشاطات فحسب‪ ،‬بل يمتد ليشمل قدرتهن على التصرف بأموالهن بكل حرية وإمكانية تملكهن للعقارات واألراضي‪ ،‬وتسهيل‬
‫عملية وصولهن للموارد المختلفة‪ ،‬وتأمين مستقبلهن ومستقبل عائلتهن وأوالدهن في حال أصبحهن يرأسن أسرهن ألي سبب‬
‫كالطالق أو الوفاة أو الهجر‪.‬‬

‫فرص عمل ضعيفة للنساء في األردن‬

‫كما وأظهرت نتائج مسح سنوي صدر عن دائرة اإلحصاءات العامة خالل شهر تشرين أول (‪ )7102‬بعنوان "مسح فرص‬
‫العمل المستحدثة – سنوي ‪ ، "7103‬على أن العدد اإلجمالي للفرص المستحدثة خالل عام (‪ )7103‬بلغ (‪ )82122‬فرصة‬
‫عمل‪ ،‬منها حوالي ‪ 68911‬فرصة عمل لألردنيين وبنسبة ‪.%23.6‬‬

‫وتشير فرصة العمل المستحدثة الى الوظائف الجديدة التي إستحدثها سوق العمل مطروحا ا منها الوظائف المفقودة خالل الفترة‬
‫المحددة بالمسح‪ ،‬حيث بلغت الوظائف الجديدة حوالي (‪ )36316‬وظيفة والمفقودة حوالي (‪ )92802‬وظيفة‪ .‬ويالحظ بأن‬
‫القطاع الخاص أوجد ‪ 60692‬فرصة عمل جديدة وتجاوزت في عددها تلك الفرص التي إستحدثها القطاع الحكومي والبالغة‬
‫‪ 08176‬فرصة عمل‪ ،‬حيث بلغت نسبة الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص ‪ %27.3‬مقابل ‪ %73.6‬إستحدثها القطاع‬
‫العام فيما لم يتم تحديد القطاعات لحوالي ‪ %0‬من فرص العمل‪.‬‬

‫وتشكل فرص العمل المستحدثة للنساء حوالي ثلث فرص العمل المستحدثة‪ ،‬أي أنه من بين كل ‪ 9‬فرص هنالك فرصة عمل‬
‫واحدة للنساء‪ ،‬حيث بلغت نسبة الفرص المستحدثة للنساء مقارنة مع الرجال (‪ )%91.2‬من مجموع الفرص بواقع‬
‫(‪ )02887‬فرصة عمل لإلناث و(‪ )93896‬فرصة عمل للذكور وبنسبة ‪.%33.9‬‬

‫وفي مقابل ذلك‪ ،‬نجد بأن حصة النساء من الوظائف المفقودة تصل الى ‪ %72.3‬بواقع ‪ 01262‬وظيفة من أصل ‪92802‬‬
‫وظيفة‪ ،‬فيما تبلغ حصة الذكور من الوظائف المفقودة ‪ 73221‬وظيفة وبنسبة ‪ .%20.6‬ومن حيث المستوى التعليمي‬

‫‪4‬‬
‫للجنسين‪ ،‬فإن أعلى صافي فرص عمل مستحدثة للذين مستواهم التعليمي أقل من الثانوي وبنسبة ‪ 91681( %89.9‬فرصة‬
‫عمل) تالها للذين يحملون درجة البكالوريس وبنسبة ‪ 02339( %90‬فرصة عمل)‪.‬‬

‫ومن الناحية اإلجتماعية‪ ،‬فتبين نتائج المسح بأن ‪ %22.2‬من الوظائف المستحدثة كانت للعزاب والعازبات‪ ،‬و حوالي ‪%2.8‬‬
‫من هذه الوظائف ذهبت للمتزوجين‪ ،‬فيما حصل المطلقون على ‪ %0‬من الوظائف‪ ،‬والمنفصلون واألرامل على ‪%1.2‬‬
‫لكليهما من إجمالي الفرص المستحدثة‪.‬أما من حيث العمر‪ ،‬فإن ‪ %33.3‬من الوظائف كانت للفئة العمرية ‪ 73-71‬عاماا‪،‬‬
‫تالها الفئة العمرية ‪ 03-08‬عاما ا وبنسبة ‪.%08.3‬‬

‫ومن الملفت للنظر أن السبب الرئيسي لمن فقدوا وظائفهم من الذكور واإلناث كان بسبب ظروف العمل وطبيعته (‪،)%73.2‬‬
‫تاله األسباب االقتصادية (‪ ،)%02.3‬والتقاعد (‪ ،)%02.7‬وأسباب تتعلق بحوافز العمل (‪ ،)%2.7‬الزواج (‪ )%0.9‬بواقع‬
‫‪ 623‬وظيفة‪.‬‬

‫ضعف ملكية اإلناث لألراضي والشقق في األردن‬

‫أكدت األرقام الصادرة عن دائرة اإلحصاءات العامة لعام ‪ 7108‬على أن اإلناث يملكن ‪ %08.2‬من األراضي مقابل‬
‫‪ %80.9‬للذكور‪ ،‬في حين شكلت مساحة األراضي التي تملكها اإلناث ‪ %3.3‬والتي يملكها الذكور ‪.%33.2‬‬

‫أما نسبة الشقق التي تملكها اإلناث فوصلت الى ‪ %79‬مقابل ‪ %31.3‬للذكور‪ ،‬في حين شكلت مساحة الشقق التي تملكها‬
‫اإلناث ‪ %77.7‬مقابل ‪ %21.8‬للذكور‪.‬‬

‫ومن حيث الملكية المشتركة ما بين اإلناث والذكور‪ ،‬فقد إرتفعت الملكية المشتركة لألراضي الى ‪ ،%97.3‬وإرتفعت الملكية‬
‫المشتركة للشقق لتصل الى ‪ ،%03‬وشكلت المساحة المشتركة لألراضي ‪ %71.6‬والمساحة المشتركة للشقق ‪.%2.9‬‬

‫‪ %6‬فقط من من مجموع الحائزين الزراعيين في األردن هم نساء‬

‫هذا وأظهرت النتائج الرئيسية للتعداد الزراعي لعام ‪ 7102‬والمنفذ من قبل دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬بأن عدد الحائزين‬
‫المستغلين الذين يحوزون حيازة زراعية واحدة أو أكثر بلغ ‪ 010338‬حائزاا منهم ‪ 3099‬امرأة حائزة وبنسبة ‪.%3‬‬

‫وعلى الرغم من النسبة المتدنية للنساء الحائزات مقارنة مع الذكور الحائزين‪ ،‬إال أن عدد الحائزات إرتفع بما نسبته ‪%29‬‬
‫مقارنة مع عام ‪ ،7112‬وبنسبة ‪ %073‬مقارنة مع عام ‪.0332‬‬

‫وهنالك عالقة كبيرة ما بين تدني مستوى ملكية النساء األردنيات ألصول األسرة من أراضي وشقق وماشية وأدوات وآالت‪،‬‬
‫وبين العنف االقتصادي ضدهن‪ ،‬وهو ما يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة وهامة على األمن الغذائي وعلى إمكانية خروجهن من‬
‫دائرة الفقر والجوع‪ .‬وإن التعامل مع النساء على أنهن شريكات في عملية التنمية المستدامة ال ضحايا لها سيعود بالفائدة على‬
‫الجميع وسيؤدي الى إنتعاش سريع إلنتاج األغذية والقضاء على الفقر والجوع‪.‬‬

‫األعمال غير مدفوعة األجر تشكل عائقا جديا أمام قيام النساء باألعمال مدفوعة األجر وتشكل عنفا اقتصاديا ضدهن‬

‫كما ويقع العبء األكبر من األعمال غير المدفوعة األجر يقع على النساء وبشكل مجحف بما فيها األعمال المنزلية وأعمال‬
‫الرعاية‪ ،‬وهما في كثير من األحيان يعوضان النقص في اإلنفاق العام على الخدمات االجتماعية والبنى التحتية‪ ،‬كما أنهما‬
‫تدعمان االقتصاد وإن كانا في الواقع يشكال نقالا للموارد من النساء الى آخرين في االقتصاد‪.‬‬
‫إن التمكين االقتصادي للنساء يستدعي الحد من األعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير مدفوعة األجر‪ ،‬وإعادة توزيع هذه‬
‫األعمال عن طريق الحكومة بتأمين الخدمات االجتماعية‪ ،‬وعلى رأسها خدمات رعاية األطفال وكبار وكبيرات السن والرعاية‬
‫الصحية وإقرار اإلجازة الوالدية‪ ،‬إضافة الى تأمين البنى التحتية المناسبة من مياة وطاقة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وتعتبر زيادة الوظائف المدفوعة األجر في إقتصاد الرعاية عامالا حاسما ا في المساواة بين الجنسين والتمكين االقتصادي للنساء‬
‫ومنع العنف االقتصادي ضدهن‪ ،‬والذي يتسم أيضا ا بغياب العمل الالئق وإنتقاصا ا من حقوق العاملين والعامالت‪ .‬علما ا بأن‬
‫أغلب العاملين في هذا المجال هم من النساء والفتيات‪.‬‬
‫فقد أكد تقرير لألمين العام لألمم المتحدة صدر عام ‪ 7102‬وحمل عنوان “تمكين المرأة إقتصاديا ا في عالم العمل اآلخذ في‬
‫التغير”‪ ،‬على الروابط الحيوية بين التمكين االقتصادي للمرأة وحقها في العمل الالئق وفي العمالة الكاملة والمنتجة‪.‬‬
‫وركز التقرير على العقبات التي تواجه النساء في ممارسة حقهن في العمل وحقوقهن كعامالت‪ ،‬ويضع عدد من المقترحات‬
‫لتذليل هذه العقبات‪ .‬كما ويبحث التقرير في التحديات أمام تمكين النساء إقتصاديا ا ومنها تزايد العمل غير المنظم‪ ،‬وتنقل العمل‬
‫وتحوالته في ظل التطور التكنولوجي والرقمي‪.‬‬
‫إن أوجه التفاوت بين الجنسين في عالم العمل اآلخذ في التغير ال زالت تتمثل في الحواجز المتجذرة والمعيقة لمنع التمييز‬
‫وتحقيق المساواة‪ ،‬وهي موجودة في جميع الدول وفي المجالين العام والخاص‪ ،‬ومنها وفقا ا للتقرير الفجوات بين الجنسين في‬
‫إطار المشاركة في القوى العاملة واألجور والفصل المهني وعدم تساوي ظروف العمل‪ ،‬وتحمل النساء أعباء األعمال المنزلية‬
‫وأعمال الرعاية غير مدفوعة األجر‪.‬‬
‫وال تدخل أعمال الرعاية واألعمال المنزلية في حسابات الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬إال أن األمم المتحدة تقدر القيمة اإلجمالية‬
‫لهما ما بين ‪ %93-%01‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وهي بهذه القيمة قد تتجاوز القيمة اإلجمالية للصناعات التحويلية‬
‫والتجارة والنقل وغيرها من القطاعات‪.‬‬
‫العنف االقتصادي ضد النساء يتخذ أشكاال جديدة‬

‫العنف االقتصادي ضد النساء العامالت يتخذ شكالا جديداا بظاهرة إستيالء األزواج على رواتب زوجاتهم اآلخذه في اإلنتشار‬
‫بشكل كبير وبطرق مختلفة كاإلبتزاز والخداع واإلحتيال إن لم تكن باإلكراه‪ ،‬وقد وصل األمر ببعضهم الى إستالم بطاقات‬
‫الصراف اآللي لسحب رواتب الزوجات فور تحويل الرواتب الى حساباتهن‪ ،‬إضافة الى إرغامهن على كفالة القروض البنكية‬
‫لشراء العقارات والسيارات بأسمائهم‪ ،‬وإذا ما وقفت الزوجات في وجه هذه التصرفات تبدأ الخالفات الزوجية بالتهديد بمنعهن‬
‫من العمل وممارسة العنف ضدهن وقد تنتهي العالقات بالطالق إذا أصرت الزوجة على موقفها‪ ،‬وتضطر الزوجات الى تسديد‬
‫القروض من رواتبهن‪.‬‬

‫‪ 671‬ألف مقترضة من البنوك العاملة في األردن عام ‪ 7167‬وبزيادة بلغت ‪%61‬‬

‫ووفقا ا للتقرير السنوي لجمعية البنوك األردنية لعام ‪ 7102‬فقد وصل عدد المقترضين األفراد من البنوك العاملة في األردن‬
‫الى ‪ 220289‬مقترضا ا‪/‬مقترضة مقارنة مع ‪ 222380‬مقترضا ا‪/‬مقترضة عام ‪ 7103‬وبإرتفاع نسبته ‪ ،%01.8‬منهم‬
‫‪ 023011‬مقترضه (‪ %71.7‬من مجموع المقترضين في حين كان عدد المقترضين الذكور ‪ 338389‬مقترضا ا وبنسبة‬
‫‪ )%23.2‬كما وإرتفعت نسبة المقترضات بحدود ‪ %06.3‬مقارنة مع عام ‪ 7103‬حيث كان عددهن ‪ 089721‬مقترضة ‪.‬‬

‫وقد بلغت القيم اإلجمالية لقروض األفراد ‪ 3.30‬مليار دينار‪ ،‬منها ‪ 2.36‬مليار دينار للمقترضين الذكور وبنسبة ‪ ،%27.3‬و‬
‫‪ 0.32‬مليار دينار للمقترضات اإلناث وبنسبة ‪ %02.6‬بإرتفاع وصل الى ‪ 020‬مليون دينار عن عام ‪( 7103‬كانت عام‬
‫‪ 7103‬حوالي ‪ 0.633‬مليار دينار)‪.‬‬

‫النساء يشكلن ‪ %77.1‬من مجموع المقترضين من مؤسسات التمويل األصغر وبعدد ‪ 571‬ألف إمرأة‬

‫كما أكد تقرير شبكة مؤسسات التمويل األصغر في األردن "تنمية" للربع الثاني من عام ‪ ،7102‬على أن عدد العمالء‬
‫النشيطين بلغ ‪ 662.8‬ألف عميل وعميلة‪ ،‬وبلغ عدد القروض النشطة ‪ 693.3‬ألف قرض‪ ،‬فيما وصلت قيمة القروض‬
‫اإلجمالية الى ‪ 783.9‬مليون دينار بمتوسط قيمة القرض بحدود ‪ 822‬ديناراا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد إرتفعت القيمة اإلجمالية للقروض بنسبة ‪ %039.8‬خالل ‪ 2‬سنوات‪ ،‬حيث كان حجم المحفظة اإلقراضية عام ‪7107‬‬
‫بحدود ‪ 32.0‬مليون دينار الى أن وصلت الى ‪ 783.9‬مليون دينار عام ‪ .7102‬كما وإرتفع عدد العمالء النشيطين بنسبة‬
‫‪ %22‬خالل ‪ 2‬سنوات أيضاا‪ ،‬حيث كان عددهم عام ‪ 7107‬بحدود ‪ 791.0‬ألف عميل وعملية وأصبح ‪ 697.3‬ألف عميل‬
‫وعملية عام ‪.7102‬‬

‫وتشمل شبكة "تنمية" ‪ 3‬مؤسسات تمويل أصغر وهي فيتاس األردن‪ ،‬شركة صندوق المرأة للتمويل األصغر‪ ،‬الشركة األردنية‬
‫لتمويل المشاريع الصغيرة (تمويلكم)‪ ،‬البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة‪ ،‬الشركة األهلية للتمويل األصغر‪ ،‬فينكا للتمويل‬
‫األصغر‪ ،‬دائرة اإلقراض الصغير في األونروا‪ ،‬إثمار للتمويل األصغر اإلسالمي واألمين للتمويل األصغر‪.‬‬

‫وتعطي هذه المؤسسات أولوية أكبر للمحافظات والمناطق الريفية وجيوب الفقر داخل العاصمة وخارجها بهدف توسيع نطاق‬
‫التنمية في مختلف المحافظات‪ ،‬حيث أظهرت اإلحصائيات بأن ‪ %32‬من إجمالي عمليات قطاع التمويل األصغر متواجدة‬
‫خارج محافظة العاصمة‪ ،‬علما ا بأن عدد فروع هذه المؤسسات حتى عام ‪ 7102‬بلغ ‪ 038‬فرعا ا منها ‪ 097‬فرغا ا خارج‬
‫محافظة العاصمة‪.‬‬

‫وبلغ عدد النساء المقترضات من مؤسسات التمويل األصغر خالل عام ‪ 7102‬حوالي ‪ 978.8‬ألف إمرأة‪ ،‬ويشكلن ما نسبته‬
‫‪ %27.8‬من مجموع المقترضين البالغ عددهم ‪ 662.8‬ألف مقرض ومقترضة‪.‬‬

‫وتجبر العديد من النساء يجبرن على أخذ قروض من قبل األزواج أو أحد أفراد األسرة لغايات تخصهم وبالتالي يقعن ضحية‬
‫للعنف االقتصادي الممارس ضدهن ويصبحن مهددات بالسجن أو أنهن يسجن فعال ا‪ .‬كما أن مبادرات إخالء سبيل الغارمات‬
‫من خالل سداد المبالغ المالية المترتبة عليهن‪ ،‬تصب جميعها في إطار معالجة اآلثار المترتبة على عجزهن عن الوفاء‬
‫باإللتزامات المالية نتيجة حصولهن أو إجبارهن للحصول على قروض خاصة من شركات التمويل األصغر دون وجود‬
‫ضمانات كافية‪ .‬وال بد من العمل على حل المشكلة من جذورها وعلى عدة مستويات من بينها إلغاء المادة ‪ 77‬من قانون‬
‫التنفيذ والتي تجيز حبس المدين ‪ /‬المدينة‪.‬‬

‫‪ %5.5‬من النساء صاحبات أعمال‬

‫وأظهرت دراسة للمؤسسة األردنية لتطوير المشاريع االقتصادية صدرت عام ‪ ،7103‬بأن معدل النشاط الريادي في المراحل‬
‫المبكرة بين النساء في األردن هو األقل مقارنة بالدول العربية المجاورة‪ ،‬حيث أن ‪ %9.9‬فقط من النساء األردنيات‬
‫منخرطات في أعمال أو بدأن أعمال حديثا ا‪.‬‬

‫ويؤثر في قرار النساء اإلنخراط في أعمال ريادية عوامل عدة منها متوسط الدخل لكل فرد‪ ،‬ونسبة البطالة والميزات الوظيفية‬
‫والجوانب الثقافية‪ .‬فيما يعزى السبب الرئيس لتوقف األعمال لدى معظم النساء الى أن األعمال غير مربحة‪ ،‬والى اإللتزامات‬
‫العائلية‪ ،‬والى صعوبة الحصول على تمويل‪ ،‬وتعقيدات اإلجراءات والسياسات الحكومية‪.‬‬

‫ووفقا ا للدراسة تتركز معظم النساء في النشاطات الريادية في أنشطة تجارة خدمة الزبائن‪ ،‬وال يقمن بتقديم منتجات جديدة‪ ،‬كما‬
‫أن نسبة الصادرات لديهن منخفضة‪ ،‬ويواجهن منافسة شديدة في األسواق المحلية‪ ،‬وبالتالي تتوقف غالبية األعمال بسبب عدم‬
‫ربحيتها‪ .‬وأعربت ‪ %67.9‬من النساء على أن ”الخوف من الفشل" هو سبب في منعهن من إنشاء األعمال‪ ،‬وأن فهم وإدراك‬
‫الذات هو أحد أبرز األسباب التي تؤثر على البدء في األعمال بالنسبة لهن‪.‬‬

‫أوجه عدم المساواة تتجلى في جميع أبعاد التنمية المستدامة بما فيها العنف االقتصادي ضد المرأة‬

‫هذا و أكد تقرير األمين العام لألمم المتحدة حول إستعراض وتقييم مدى تنفيذ الدول األعضاء لإلستنتاجات المتفق عليها بشأن‬
‫"تمكين المرأة وصلته بالتنمية المستدامة" عام ‪ ،7103‬والذي تم عرضه خالل إجتماعات الدورة ‪ 39‬للجنة أوضاع المرأة في‬
‫األمم المتحدة (‪ ،)CSW 63‬على أن تنفيذ الدول لإلستنتاجات المتفق عليها جاء في سياق اقتصادي وسياسي وبيئي معقد‪،‬‬
‫حيث يتوقع أن تتأثر ‪ 078‬دولة بتصحيح أوضاع المالية العامة خالل عام ‪ 7102‬مما يعرض الحماية االجتماعية والخدمات‬

‫‪7‬‬
‫األساسية للخطر‪ ،‬والنساء والفتيات أكثر المتضررين من ذلك‪ ،‬فمن بين األشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع هنالك ‪077‬‬
‫إمرأة أعمارهن ما بين ‪ 96-78‬عاما ا مقابل ‪ 011‬رجل من نفس الفئة العمرية‪.‬‬

‫وال تزال هنالك فجوات كبيرة بين الجنسين من حيث ظروف العمل واألجور ونوعية العمل وتقاسم المسؤوليات األسرية‬
‫والمعيشية‪ ،‬على الرغم من زيادة تعليم النساء ومشاركتهن في سوق العمل‪ .‬فمشاركة النساء في قوة العمل على المستوى‬
‫العالمي بلغت ‪ %62.8‬خالل عام ‪ 7102‬مقابل ‪ %28‬للرجال‪ ،‬وتقل أجور النساء بحوالي ‪ %77‬مقارنة مع أجور الرجال‬
‫عن األعمال ذات القيمة المتساوية‪.‬‬

‫يشار الى أن اإلستنتاجات التي تم التوصل اليها خالل اجتماعات لجنة وضع المرأة بدورتها الـ ‪ 31‬عام ‪ 7103‬أكدت على‬
‫"الروابط المتآزرة القائمة بين تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات والقضاء على الفقر‪ ،‬وكفالة مستوى‬
‫معيشي الئق‪ ،‬وإتاحة الحصول على األراضي والموارد‪ ،‬والحماية االجتماعية لجميع النساء والفتيات (الهدف ‪)١‬؛ وتحقيق‬
‫األمن الغذائي والتغذية (الهدف ‪)7‬؛ وحصول الجميع على خدمات رعاية الصحة الجنسية واإلنجابية الشاملة والميسرة والعالية‬
‫الجودة (الهدف ‪)٣‬؛ وتكافؤ الفرص في الحصول على التعليم العالي الجودة في جميع المستويات‪ ،‬بما في ذلك مرحلة الطفولة‬
‫المبكرة والتعليم االبتدائي والثانوي والعالي والتدريب التقني والمهني والتعلم مدى الحياة (الهدف ‪)٤‬؛ والحصول بشكل منصف‬
‫على مياه الشرب المأمونة والميسورة التكلفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية (الهدف ‪)٦‬؛ وحصول الجميع بتكلفة‬
‫ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة (الهدف ‪)٧‬؛ وتحقيق العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل الالئق‪ ،‬وتكافؤ‬
‫األجر لقاء العمل المتكافئ القيمة (الهدف ‪)2‬؛ وتوفير أماكن آمنة ونظم نقل مأمونة وميسورة التكلفة ويسهل الوصول إليها‬
‫ومستدامة (الهدف ‪)١١‬؛ واتخاذ تدابير فعالة للتصدي لتغير المناخ (الهدف ‪)١٣‬؛ وإنشاء مؤسسات فعالة واتخاذ القرارات على‬
‫نحو شامل للجميع وتشاركي على جميع المستويات (الهدف ‪.")١٦‬‬

‫وصول النساء الى العدالة‬


‫وال تزال الصورة النمطية وثقافة الصمت والوصمة اإلجتماعية أهم المعيقات اإلجتماعية لوصول النساء الى العدالة‪ ،‬فهنالك‬
‫إمرأة واحدة من بين كل أربعة مشتكين في القضايا الحقوقية‪ ،‬وإمرأة واحدة من بين كل خمسة مشتكين في القضايا الجزائية‪،‬‬
‫حصيلة تحليل أعداد المشتكين في القضايا الحقوقية والجزائية خالل عام ‪ 1111‬أمام المحاكم األردنية‪ ،‬والتي تعكس ضعفا ا في‬
‫وصول النساء الى أنظمة العدالة بسبب معيقات متعددة‪.‬‬
‫إن معرفة هذه المعيقات سيسرع من سبل وإجراءات ووسائل معالجتها‪ ،‬بما يضمن الوصول اآلمن والميسر للنساء الى أنظمة‬
‫العدالة المختلفة للحصول على حقوقهن القانونية‪.‬‬
‫وتبرز أهم هذه المعيقات في التشريعات التمييزية ضد النساء وغياب النصوص القانونية التي تعزز الحماية القانونية والجزائية‬
‫بشكل خاص في عدد من القضايا الحقوقية والجزائية‪ .‬وتعاني النساء من معيقات في جميع المراحل للوصول الى العدالة‪،‬‬
‫سواء أكانت مراحل إجرائية (كتقديم شكوى لدى المراكز األمنية أو دفع أتعاب المحاماة أو رسوم المحاكم) أو مراحل تنفيذية‬
‫في حال نجحت النساء في الحصول على أحكام لصالحهن حيث تبقى سبل التنفيذ صعبة ومعقدة‪.‬‬
‫كما أن التمثيل النسائي الضعيف في مختلف أنظمة العدالة من ضابطة عدلية وقضاة‪ ،‬ونقص التدريب والتوعية لجميع العاملين‬
‫في األجهزة والمؤسسات المعنية بإنفاذ القانون حول العدالة من منظور النوع اإلجتماعي‪ ،‬تؤثر سلبا ا على قدرة النساء في‬
‫الوصول الى العدالة‪.‬‬
‫ويتعذر وصول العديد من النساء الى أنظمة العدالة عندما يبدأن بإستخدام سلسلة العدالة التي تعتبر حلقة الوصل بين القوانين‬
‫والتشريعات وحصول النساء على حقوقهن‪ ،‬ال بل في كثير من األحيان تضيع حقوقهن وتتبعثر في المراحل السابقة أو‬
‫المبكرة‪ ،‬فيما تشكل المعيقات اإلجتماعية جانبا ا آخراا من جوانب ضعف وصول النساء الى العدالة‪ ،‬لخوفهن حرجا ا أو عيبا ا من‬
‫المطالبة بهذه الحقوق قضائيا ا خاصة إذا كان المشتكى عليهم من المعارف أو األقارب‪ ،‬مما يكرس الصورة النمطية والهيمنة‬
‫الذكورية اللتان تحدان من تمتع النساء بحقوقهن والمطالبة بها قضائيا ا‪ .‬وفي كثير من األحيان يفرض عليهن الصلح والتنازل‬
‫لمصلحة األطراف األخرى‪.‬‬
‫كما أن العمل على تمكين النساء وزيادة معارفهن بالنواحي القانونية وحقوقهن وطرق المطالبة بها‪ ،‬سيساهم في سد عائق آخر‬
‫يحول دون وصولهن الى أنظمة العدالة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وقد أشارت التقارير القضائية الصادرة عن وزارة العدل في األردن لعام ‪ 1111‬الى أن أعداد المشتكين من الذكور واإلناث‬
‫في القضايا الحقوقية بلغ ‪ 111911‬شخصا ا منهم ‪ 19111‬مشتكية من النساء وبنسبة ‪ %19.1‬من مجموع المشتكين‪ ،‬فيما بلغ‬
‫عدد المشتكين من الجنسين في القضايا الجزائية ‪ 18114‬شخصا ا منهم ‪ 11119‬مشتكية من النساء وبنسبة ‪ %11.1‬من‬
‫مجموع المشتكين‪.‬‬
‫بناءا على ما تقدم‪ ،‬فإن التوصية بوجود تشريعات وسياسات مراعية للنوع االجتماعي من شانها الحد من أوجه العنف‬
‫االقتصادي ضد النساء‪ ،‬وعلى وجه الخصوص وقف منع النساء من الحصول على الموارد االقتصادية‪ ،‬ووقف منع النساء‬
‫من إستخدام مواردهن االقتصادية والتصرف الحر بها والمحافظة عليها‪ ،‬ومنع إستغالل موارد النساء االقتصادية‪ ،‬لكي‬
‫تتمكن النساء من المشاركة في التنمية المستدامة جنبا الى جنب الذكور‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like