MERCJ - Volume 8 - Issue 55 - Pages 41-84

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

‫الم َعبر عنها‬

‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬


‫«دراسة مقارنة»‬

‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف‬


‫مدرس مساعد – كمية القانون‪ -‬الجامعة المستنصرية‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬


‫كمية القانون‪ -‬جامعة بغداد‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪- 20 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫الممخص‪:‬‬

‫تُعد اإلرادة في حد ذاتيا ظاىرة نفسية ال يعتد بيا القانوف ما بقيت في نفس‬
‫صاحبيا‪ ،‬وال يتـ ليا وجود قانوني إال إذا خرجت إلى حيز الوجود مف خالؿ التعبير‬
‫عنيا‪ ،‬واإلفصاح عف نية صاحبيا‪.‬‬

‫فكاف التعبير عف اإلرادة ضرورة تخرج بيا اإلرادة ذاتيا مف عالـ األفكار‬
‫والمشاعر إلى عالـ المدركات الحسية والظواىر‪ ،‬وىذه الضرورة اقتضت معيا وجود‬
‫وسائؿ متعددة لمتعبير عف اإلرادة بصورة مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة‪.‬‬

‫فالسكوت محاط بالظروؼ الموصوفة‪ ،‬أو المالبسة ُيشكؿ إرادة ظاىرة تفصح‬
‫عف اإلرادة "الباطنة‪ ،‬أو الحقيقية"‪ ،‬فيو وسيمة مف وسائؿ التعبير عنيا‪ ،‬ويدؿ عمييا‬
‫بصورة صريحة في حاالت السكوت الموصوؼ‪ ،‬وبصورة ضمنية في حاالت السكوت‬
‫المالبس‪ ،‬ذلؾ أف‪ " :‬وسيمة التعبير المستعممة ليست ىي التي تحدد طبيعتو‪ ،‬فيذه‬
‫الطبيعة ال يمكف معرفتيا إال برجوع إلى مضموف التعبير الداخمي"(‪.)1‬‬

‫وال يناؿ مف مكانة السكوت المعبر عف اإلرادة كونو وسيمة استثنائية‪،‬‬


‫وبخاصة في التعبير عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬في حاالت السكوت المالبس والذي ُيعد‬
‫ميداف استخالص اإلرادة الضمنية‪ ،‬حيث يوضع السكوت ومالبساتو في ميزاف القضاء‬
‫ليرى فيما إذا كاف يمكف استخالص تعبير عف اإلرادة منيما أـ ال؟‪ ،‬فإذا ما اعتبر‬
‫تعبير مستنبطًا وغير مألوؼ‪ ،‬أو‬
‫ًا‬ ‫تعبير عف اإلرادة عمى وجو معيف‪ ،‬كاف‬
‫ًا‬ ‫السكوت‬
‫غير مباشر‪ ،‬فيو تعبير ضمني‪ ،‬واستخالص التعبير عف اإلرادة مف السكوت‬
‫ومالبساتو‪ ،‬في مثؿ ىذه الحاالت متروؾ لقاضي الموضوع وفقًا لسمطتو التقديرية بيذا‬
‫الصدد‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
0202 ‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

Abstract:
In itself, will is a psychological phenomenon that is not
considered legal, as long as it remains in the same owner, and it has no
legal existence unless it comes into existence through expressing it
and disclosing the intention of its owner.
The expression of will was the necessity of bringing the will of
the world of ideas and feelings to the world of perceptions and
phenomena, and this necessity required the existence of multiple
means to express the will directly or indirectly.
The silence is surrounded by the conditions described, or the
clothing constitutes the will of a phenomenon that reveals the will of
the "inner or the real". It is one of the means of expressing it. It is
explicitly indicated in cases of silence described and implicitly in
cases of silence of clothing. Is not what determines its nature, this
nature can only be known to return to the content of the internal
expression.
It does not diminish the status of silence expressed by the will
as an exceptional means, especially in the expression of implicit will,
in cases of silence of clothing, which is the field of implicit will,
where silence and its circumstances are placed in the balance of justice
to see whether it can be expressed as a will of them or not, If silence is
considered an expression of will on a particular face, it is an implicit,
unfamiliar, or indirect expression. It is an implicit expression, and the
expression of the will and silence of the will is taken away from the
judge in accordance with his discretion.

- 22 -
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫األصؿ أف اإلرادة حرة في إنشاء التصرفات وتحمؿ االلتزامات‪ ،‬وىذا ينتج‬


‫عنو حرية التعبير عف اإلرادة‪ ،‬أي أف اإلرادة حرة في اختيار المظير الذي ُيعبر عنيا‬
‫في العالـ الخارجي‪ ،‬فحرية التعبير ناتجة مف حرية اإلرادة سواء مف حيث طرؽ‬
‫التعبير عنيا‪ ،‬أو مف حيث كيفية التعبير عنيا(‪ .)2‬وطرؽ التعبير عف اإلرادة ىي‬
‫وسائؿ ومظاىر خارجية تنقؿ اإلرادة مف باطف النفس إلى العالـ الخارجي‪ ،‬أو إلى عمـ‬
‫اآلخريف‪ ،‬ىذه الطرؽ أما أف تكوف إيجابية‪ ،‬أو تكوف سمبية‪.‬‬
‫وعمى ذلؾ‪ ،‬فالتعبير وسيمة كاشفة عف اإلرادة‪ ،‬بو تظير إلى العالـ الخارجي‬
‫لترتب آثارىا بكؿ وسيمة تجعؿ اإلرادة يمكف إعالميا إلى الغير ويفيـ مضمونيا بدقة‪،‬‬
‫إ ًذا ليس ىناؾ مظير خاص ُيمزـ اتخاذه لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬وىناؾ الكثير مف‬
‫الوسائؿ التي يتـ اإلفصاح عف اإلرادة مف خالليا‪ ،‬وتعمؿ عمى نقؿ اإلرادة الكامنة في‬
‫النفس إلى إرادة ظاىرة يعمـ بيا الغير‪ ،‬وىذه الوسائؿ بدورىا تنقسـ إلى مظاىر إيجابية‬
‫تصمح بصفة عامة لمتعبير عف اإلرادة كالمفظ والكتابة واإلشارة والموقؼ اإليجابي‬
‫الداؿ عمى اإلرادة‪ ،‬والى مظاىر سمبية تصمح بصفة خاصة لمتعبير عف اإلرادة وتحت‬
‫ظروؼ وقرائف توصؿ إلى داللة اإلرادة مف خالليا كما ىو الحاؿ في السكوت المعبر‬
‫عف اإلرادة(‪.)3‬‬
‫وتتجمع ىذه الوسائؿ في وضوحيا وقوة داللتيا عمى اإلرادة عند نوعيف مف‬
‫التعبير ىما التعبير الصريح والتعبير الضمني‪ .‬فالتعبير الصريح ىو الذي يفصح عف‬
‫اإلرادة بطريقة مباشرة‪ ،‬أي بوسيمة تكشؼ عف اإلرادة حسب المألوؼ بيف الناس‪ .‬أما‬
‫التعبير الضمني ىو الذي ينبئ عف اإلرادة بطريقة غير مباشرة‪ ،‬أي بوسيمة ال تتفؽ‬
‫والمألوؼ بيف الناس في الكشؼ عف ىذه اإلرادة‪ ،‬ولكف يمكف أف تُستشؼ وتُستنبط‬
‫(‪.)4‬‬
‫منيا داللة التعبير في ضوء ظروؼ الحاؿ‬
‫وتكمف قيمة التعبير عف اإلرادة مف خالؿ قدرتو عمى إبراز اإلرادة إلى العالـ‬
‫فضال عف إحداث آثارىا القانونية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫المحسوس‪ ،‬بحيث يمكف لمغير التعرؼ عمييا‪،‬‬
‫ويكوف ىذا اإلظيار‪ ،‬أو اإلفصاح بأية وسيمة ليا المقدرة الكافية عمى ذلؾ‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫المبحث األول‬

‫الم َعبر عن اإلرادة‬


‫ماهية السكوت ُ‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تُعد اإلرادة في حد ذاتيا ظاىرة نفسية ال ييتـ بيا القانوف ما بقيت في نفس‬
‫صاحبيا‪ ،‬وال يتـ ليا وجود قانوني حتى تخرج إلى حيز الوجود مف خالؿ التعبير عنيا‪،‬‬
‫(‪.)5‬‬
‫فكاف التعبير ضرورة تخرج بو اإلرادة ذاتيا عف عالـ‬ ‫واإلفصاح عف نية صاحبيا‬
‫االفكار والمشاعر إلى عالـ المدركات الحسية والظواىر‪ ،‬وىذه الضرورة اقتضت معيا‬
‫وجود وسائؿ متعددة لمتعبير عف اإلرادة بصورة مباشرة‪ ،‬أو غير المباشرة‪.‬‬
‫فاألصؿ أف التعبير عف اإلرادة ال يخضع لشكؿ خاص‪ ،‬وال يستثنى مف ذلؾ‬
‫إال الحالة التي َيشترط فييا الموجب أف يكوف التعبير عف إرادة القبوؿ مف خالؿ شكؿ‬
‫معيف‪ ،‬حيث يجب في ىذه الحالة أف يتـ القبوؿ وفؽ الشكؿ الذي حدده الموجب‪ ،‬وكذلؾ‬
‫التي يتطمب فييا القانوف شكؿ خاص لمتعبير عف اإلرادة‪.‬‬
‫يحا‪ ،‬أو ضمنيًّا‪ ،‬مالـ يتطمب القانوف‬
‫والتعبير عف اإلرادة يمكف أف يكوف صر ً‬
‫تعبير عف اإلرادة ؟‪ .‬وعمى وجو‬
‫ًا‬ ‫يحا‪ ،‬لكف ىؿ يمكف أف يكوف السكوت‬
‫أف يكوف صر ً‬
‫داال عف اإلرادة الضمنية‪.‬‬
‫الخصوص ً‬
‫تعبير ضمنيًّا‪،‬‬
‫ًا‬ ‫تعبير عف اإلرادة‪ ،‬فيو ال ُيعد‬
‫ًا‬ ‫األصؿ أف السكوت ال يصمح‬
‫(‪.)6‬‬
‫حيث إف التعبير"الضمني وضع إيجابي ‪ ،‬أما السكوت فيو وضع سمبي"‬

‫ومع ذلؾ‪ ،‬فقد اعتد المشرع بالسكوت في الحاالت التي يقترف فييا بمالبسات‬
‫معينة تصمح ألف تجعؿ منو قب ًوال ضمنيًّا‪ ،‬وىذا ما يسمى بالسكوت المالبس‪ .‬وليذا فقد‬
‫حصؿ اختالؼ فقيي بخصوص مكانة السكوت مف بيف وسائؿ التعبير عف اإلرادة‪ ،‬فيؿ‬
‫نوعا مف أنواع التعبير عف اإل اردة‪ ،‬إلى جانب "التعبير الصريح والتعبير‬
‫السكوت ُيعد ً‬
‫مستقال بحد ذاتو عف بقية أنواع التعابير األخرى‪ ،‬أـ أنو‬
‫ً‬ ‫نوعا‬
‫الضمني"‪ ،‬بمعنى آخر ُيعد ً‬
‫وسيمة مف وسائؿ التعبير عف اإلرادة ويمحؽ بيا في ظروؼ خاصة(‪.)7‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫ولبياف ماىية السكوت المعبر عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬فالبد مف التعرض إلى تعريؼ‬
‫السكوت ال ُم َعبر عف اإلرادة (المطمب األوؿ)‪ ،‬ومف ثـ تحديد أنواعو (المطمب الثاني)‪:‬‬

‫المطمب األول‬
‫تعريف السكوت المعبر عن اإلرادة‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تعبير‬
‫ًا‬ ‫بعيدا عف أي ظرؼ مالبس‪ ،‬ال يصمح أف يكوف‬
‫فاألصؿ أف السكوت‪ً ،‬‬
‫عف اإلرادة‪ ،‬إذ اإلرادة عمؿ إيجابي ‪ ،‬بينما السكوت المجرد ليس سوى موقؼ سمبي‪،‬‬
‫وليذا ذىب فقياء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مف أنو‪ ":‬ال ينسب إلى ساكت قوؿ"(‪.)8‬‬

‫ومف بيف وسائؿ التعبير عف اإلرادة ما ال يدؿ بذاتو عمى اإلرادة مثؿ‬
‫السكوت‪ ،‬فيو موقؼ سمبي؛ إذ يحتاج إلى ظروؼ ومالبسات تكشؼ غموض ىذا‬
‫السكوت‪ ،‬وتوضح داللتو عمى اإلرادة سواء بصورة صريحة‪ ،‬أـ ضمنية‪.‬‬

‫لما كاف موضوعنا ىو البحث عف داللة السكوت ومدى قدرتو عمى التعبير‬
‫عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬ومف ثـ بياف مدى أثره في التصرفات القانونية‪ ،‬فالبد مف تعريؼ‬
‫السكوت في المغة‪ ،‬واالصطالح(الفرع األوؿ)‪ ،‬ومف ثـ نحدد أنواعو (الفرع الثاني)‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫تعريف السكوت لغ ًة و‬

‫ثانيا تعريؼ السكوت‬


‫سنعرض أوًال لتعريؼ السكوت في المغة‪ ،‬ونتناوؿ ً‬
‫اصطالحا‪ ،‬ولتوضيح ذلؾ نقسـ ىذا الفرع إلى الغصنيف اآلتييف‪:‬‬
‫ً‬
‫الغصن األول‪ -‬تعريف السكوت لغ ًة‪.‬‬

‫ُيقصد بالسكوت لغةً‪" :‬خالؼ النطؽ‪ ،‬أو بمعنى الصمت‪ ،‬أو قطع الكالـ‪،‬‬
‫(‪.)9‬‬
‫وتركو‪ ،‬أو بمعنى االعراض المتعمد عف الكالـ‪ ،‬أو بمعنى السكوف"‬

‫‪- 24 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫ويتبيف مف خالؿ المعاني المغوية السابقة أف السكوت يعني عمى وجو‬


‫اإلجماؿ‪":‬عدـ النطؽ"‪ ،‬وعمى وجو التفصيؿ‪ :‬ىو " الصمت‪ ،‬والسكوف‪ ،‬وقطع الكالـ‪،‬‬
‫عمدا‪ ،‬أو لعذر"‪.‬‬
‫وتركو ً‬
‫الغصن الثاني‪ -‬التعريف االصطالحي لمسكوت‪:‬‬

‫إف الوصوؿ إلى مدلوؿ كممة السكوت في االصطالح‪ ،‬يتطمب منا البحث عف‬
‫فضال عف‪،‬‬
‫ً‬ ‫ىذا المدلوؿ في مجاؿ الفقو القانوني‪ ،‬ومف ثـ في مجاؿ الفقو اإلسالمي‪،‬‬
‫مجاؿ التنظيـ القانوني‪ ،‬وكاالتي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬تعريف السكوت في الفقه القانوني‪:‬‬

‫األصؿ أف السكوت ىو عدـ الكالـ‪ ،‬وليس لو داللة عمى التعبير‪ ،‬وحيف‬


‫تكتنفو ظروؼ معينة تضفي عميو داللة التعبير عف اإلرادة ُيعد كذلؾ عمى سبيؿ‬
‫االستثناء‪ ،‬وىذا ال يخرج عف المدلوؿ المغوي لكممة السكوت كما ذكرنا سابقًا‪ .‬والواقع‬
‫أف فقياء القانوف في ىذا الصدد لـ يخرج اصطالحيـ لكممة السكوت عف تمؾ‬
‫المدلوالت بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫فإذا ما تتبعنا مسمؾ فقياء القانوف في تعريفيـ لمسكوت ومدى داللتو عمى‬
‫التعبير عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬أو الصريحة‪ .‬فإننا سنجد القمة منيـ حاولوا وضع تعريؼ‬
‫شامؿ لمسكوت إال إف اإلجماع منيـ قائـ عمى تحديد االسس العامة لمسكوت‪ ،‬وسنبيف‬
‫ىذيف المسمكيف‪ ،‬لنتعرؼ مف خالليما عمى مدلوؿ السكوت االصطالحي في فقو‬
‫القانوف‪.‬‬
‫‪ -1‬مسمك إجماع الفقه القانوني في تعريف السكوت‪:‬‬

‫يكاد يجمع فقياء القانوف عمى أف السكوت ىو موقؼ سمبي‪ ،‬فيو عدـ والعدـ‬
‫ال ينبئ عف شيء‪ ،‬وىذا ىو ما سموه " بالسكوت المجرد "‪ ،‬وىو األصؿ‪ ،‬ومف ثـ يرى‬

‫‪- 24 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫فقياء القانوف بأف السكوت إذا وجدت دالئؿ وظروؼ تحيط بو‪ ،‬وتفيد بأنو يعبر عف‬
‫اإلرادة في معنى معيف‪ ،‬فإنو ُيعد كذلؾ استثناء‪ ،‬وىذا ما يسمونو " بالسكوت‬
‫فيعد كذلؾ‬
‫معينا‪ُ ،‬‬
‫أمر ً‬‫المالبس"‪ ،‬كما إف القانوف قد ينص عمى أف السكوت يفيد ًا‬
‫أيضا‪ ،‬وىذا ما يسمى " بالسكوت الموصوؼ"‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي إطار ىذه األنواع الثالثة لمسكوت سارت استعماالت الفقياء ليذه الكممة‪،‬‬
‫ووضعوا تعريفات لكؿ منيا‪ ،‬واف اختمفت في ألفاظيا‪ ،‬فيي متفقة في جوىرىا‬
‫(‪.)11‬‬
‫ومحتواىا‬

‫‪ -0‬المسمك الخاص لفقهاء القانون في تعريف السكوت‪:‬‬

‫ذىب بعض الفقو القانوني‪ ،‬إلى تعريؼ السكوت‪ ،‬بقولو‪ُ ":‬يطمؽ السكوت في‬
‫ويقصد‬
‫الفقو الوضعي عمى الموقؼ السمبي الذي يتخذه مف وجو إليو اإليجاب‪ُ ،‬‬
‫بالموقؼ السمبي‪ ،‬عدـ اإلجابة عمى السائؿ‪ ،‬أو المنشئ‪ ،‬ال بقوؿ‪ ،‬وال بفعؿ‪ ،‬أي ال‬
‫بمفظ‪ ،‬وال كتابة‪ ،‬وال إشارة "‪ .‬وىذا السكوت شامؿ لمطمؽ السكوت‪ ،‬فيو جامع لكؿ‬
‫أنواع السكوت أي السكوت الداؿ عمى الرضا بما عرض عميو‪ ،‬والسكوت الداؿ عمى‬
‫الرفض‪ ،‬والسكوت المجرد‪ ،‬الذي ال ُيستشؼ منو أي داللة‪ ،‬والمطموب البحث عف‬
‫السكوت الذي تحيط بو ظروؼ وقرائف تضفي عميو الداللة عمى الرضا سواء اتخذت‬
‫ىذه الظروؼ شكؿ قرائف مالبسة لمسكوت‪ ،‬أو وصؼ لو؛ وذلؾ ألف مجرد سكوت‬
‫شخص مف دوف وجود أي ظرؼ خاص‪ ،‬أو قرينة‪ُ ،‬يعد عدـ محض ال يمكف أف‬
‫(‪.)11‬‬
‫يترتب عميو أي أثر قانوني‬

‫وذىب جانب آخر مف الفقو في تعريؼ السكوت‪ ،‬عمى أنو‪ ":‬السكوت ىو‬
‫الصمت‪ ،‬وعدـ الكالـ‪ ،‬أو بمعنى آخر‪ ،‬ىو التزاـ حالة سمبية ال يرافقيا كتابة‪ ،‬أو‬
‫إشارة ‪ ،‬أو عمؿ قد يحمؿ معنى التعبير عف اإلرادة إذا البستو ظروؼ معينة(‪.)12‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫ثانيا‪ -‬تعريف السكوت في الفقه اإلسالمي‪:‬‬


‫ً‬

‫ذىب بعض الفقياء إلى تعريؼ السكوت‪ ،‬بأنو‪" :‬حالة سمبية غير مصحوبة‬
‫بمفظ‪ ،‬أو إشارة ‪ ،‬أو فعؿ شيء ينبئ عف اإلرادة ويدؿ عمييا"(‪ .)13‬وعرفو جانب آخر‬
‫ويطمؽ عمى ما يكوف في النفس مف المعاني واالرادات‬
‫مف الفقو‪ ،‬بأنو‪ ":‬عكس الكالـ‪ُ ،‬‬
‫(‪)14‬‬
‫أيضا‪ ،‬بأنو‪" :‬إخفاء وكتماف‪ ،‬وىو ما‬
‫ويقاؿ لو الكالـ النفسي" ‪ .‬وعرفو بعضيـ ً‬ ‫ُ‬
‫يختزنو الشخص في طيات نفسو مف إرادة‪ ،‬أو عدـ التعبير عف اإلرادة بنوعيو‬
‫الصريح‪ ،‬والضمني"(‪.)15‬‬

‫ولما كنا بصدد البحث عف السكوت المعبر عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬مف خالؿ‬
‫المعاني التي اصطمح عمييا فقياء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإننا نجدىـ قد اعتبروا السكوت‬
‫المجرد‪ ،‬كالعدـ مف حيث األصؿ‪ ،‬وىو ما عبرت عنو القاعدة الفقيية‪ ":‬ال ينسب إلى ساكت‬
‫ثوبا‬
‫قوؿ"‪ ،‬ويبقى األمر كذلؾ حتى ترد قرائف ودالئؿ تحيط بالسكوت المجرد‪ ،‬فتضفي عميو ً‬
‫إ ًّ‬
‫ضافيا يشير إلى أف إرادة ىذا الشخص الساكت قد انصرفت لمتعبير عف رغبتيا في قبوؿ‬
‫الشيء‪ ،‬أو رفضو‪ ،‬وىذا ما عبر عنو الفقياء بقاعدة‪" :‬السكوت في معرض الحاجة بياف"‪،‬‬
‫تعبير عف اإلرادة‬
‫فيكوف السكوت المجرد غير معتبر أصال‪ ،‬فإذا ما البستو قرائف تجعمو ًا‬
‫الضمنية‪ ،‬اعتبر كذلؾ استثناء‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬السكوت المعبر عن اإلرادة في النصوص القانونية‪:‬‬

‫في مجاؿ وضع اإلطار العاـ لداللة السكوت‪ ،‬فقد ورد في بعض القوانيف‬
‫ومنيا القانوف المدني العراقي النافذ‪ ،‬النصوص اآلتية‪:‬‬

‫فقد نصت " الفقرة أوًال مف المادة(‪ )81‬مف القانوف المدني العراقي النافذ‪ ،‬عمى‬
‫أنو‪ ":‬ال ينسب إلى ساكت قوؿ‪ ،‬ولكف السكوت في معرض الحاجة إلى البياف ُيعتبر‬
‫ثانيا مف (‪ )98‬مف القانوف المدني المصري النافذ‪ ،‬عمى أنو‪:‬‬
‫قبوًال"‪ .‬كما نصت الفقرة ً‬
‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫"ويعتبر السكوت عف الرد قبوًال‪ ،‬إذا كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف واتصؿ‬
‫اإليجاب بيذا التعامؿ‪ ،‬أو تمخض اإليجاب لمنفعة مف وجو إليو‪.‬‬

‫وبيذا المعنى‪ ،‬وبصياغة مقاربة‪ ،‬جاء نص المادة(‪ )1121‬مف قانوف العقود‬


‫الفرنسي لسنة ‪ 2116‬النافذ‪ ،‬حيث نصت‪ ،‬عمى أنو‪ ":‬ال ُيعد السكوت قبوًال‪ ،‬مالـ يتبيف‬
‫عكس ذلؾ مف نص القانوف‪ ،‬أو مف العرؼ‪ ،‬أو عالقات االعماؿ‪ ،‬أو الظروؼ‬
‫الخاصة"‪.‬‬

‫مف الواضح في ىذه النصوص القانونية‪ ،‬أنيا قصدت بالسكوت الصمت وعدـ‬
‫عاما وىو ال ينسب إلى ساكت قوؿ‪ ،‬فال يقاؿ لساكت أنو قاؿ‬‫الكالـ‪ ،‬ووضعت أصال ً‬
‫شيئا‪ ،‬فالسكوت ىو العدـ والساكت لـ يعبر عف ارادتو‪ .‬ولكف ىذا األصؿ العاـ قد اتبع‬
‫ً‬
‫بقاعدة استثنائية تجيز أف يكوف لمسكوت داللة عمى التعبير عف اإلرادة‪ ،‬وفي ىذا‬
‫الصدد وردت نصوص قانونية تضع القاعدة العامة ليذا االستثناء‪ ،‬وتحدد المعنى‬
‫المقصود مف السكوت المعتبر كدليؿ عمى اإلرادة‪ ،‬مف ىذه النصوص‪:‬‬

‫ثانيا مف المادة(‪ )81‬مف القانوف المدني العراقي‪ ،‬عمى‬


‫فقد نصت "الفقرة ً‬
‫أنو‪":‬ويعتبر السكوت قبوًال بوجو خاص إذا كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف‬
‫واتصؿ اإليجاب بيذا التعامؿ‪ ،‬أو إذا تمخض اإليجاب لمنفعة مف وجو اليو‪ ،‬وكذلؾ‬
‫يكوف سكوت المشتري بعد أف يتسمـ البضائع التي اشتراىا قبوًال لما ورد في قائمة‬
‫الثمف مف شروط"(‪.)16‬‬

‫وىذا النص الذي تتفؽ كثير مف القوانيف العربية معو‪ ،‬واف تباينت في بعض‬
‫ألفاظ الصياغة‪ ،‬أو في ذكر حاالت مف دوف أخرى‪ ،‬يتبيف لنا ما ذىبت اليو القوانيف‬
‫مف إعطاء مدلوؿ لمسكوت الذي يمكف أف ُيستخمص منو التعبير عف اإلرادة‪ ،‬أنو ذلؾ‬
‫السكوت الذي يمكف أف يدؿ عمى مقصود صاحبو بمساعدة العوامؿ والظروؼ التي‬

‫‪- 41 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫تحيط بو‪ .‬وبذلؾ تكوف النصوص القانونية بعد أف استعممت السكوت لمدلوؿ الصمت‬
‫وعدـ الكالـ(الموقؼ السمبي المجرد)‪ ،‬قد استعممتو لمدلوؿ الموقؼ السمبي المصاحب‬
‫بمالبسات ترفعو مف حالة العدـ إلى حالة الوجود‪ ،‬وقررت النصوص إمكانية حصوؿ‬
‫ذلؾ عمى سبيؿ االستثناء وكقاعدة عامة في ىذا المضمار‪.‬‬

‫وفي مجاؿ استعماؿ الداللة العامة لمسكوت في مسائؿ معينة‪ ،‬فجاءت نصوص‬
‫تعبير عف‬
‫ًا‬ ‫قانونية أخرى في شأف مسائؿ معينة ومحددة‪ ،‬وجعمت مف السكوت حياليا‬
‫معينا في‬
‫ً‬ ‫نصوصا خاصة تحدد لمسكوت مدلوًال‬
‫ً‬ ‫اإلرادة بالرفض‪ ،‬أو القبوؿ‪ ،‬فكانت‬
‫المسائؿ التي عناىا القانوف ونظـ أحكاميا‪ ،‬ومف ىذه النصوص‪:‬‬

‫فقد نصت "الفقرة أوًال مف المادة(‪ ")524‬مف القانوف المدني العراقي النافذ‪ ،‬عمى‬
‫أنو‪ " :‬في البيع بشرط التجربة يجوز لممشتري أف يقبؿ المبيع‪ ،‬أو يرفضو وعمى البائع أف‬
‫يمكنو مف التجربة‪ ،‬فإذا رفض المشتري المبيع وجب أف يعمف الرفض في المدة المتفؽ‬
‫عمييا‪ ،‬فإذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ عمى المدة ففي مدة معقولة يعينيا البائع‪ ،‬فإذا انقضت ىذه‬
‫المدة وسكت المشتري مع تمكنو مف تجربة المبيع اعتبر سكوتو قبوًال لمبيع"(‪.)17‬‬

‫وكما نصت المادة (‪ )341‬مف القانوف المدني العراقي‪ ،‬عمى أنو‪ " :‬واذا قاـ‬
‫المحيؿ‪ ،‬أو المحاؿ عميو بإبالغ الحوالة لممحاؿ لو‪ ،‬وحدد لو أجال معقوًال لقبوؿ‬
‫فضا‬
‫الحوالة‪ ،‬ثـ انقضى األجؿ مف دوف أف يصدر القبوؿ اعتبر سكوت المحاؿ لو ر ً‬
‫لمحوالة "(‪.)18‬‬

‫ومف الواضح أف نصوص القوانيف المذكورة‪ ،‬قد عالجت مسائؿ بعينيا‪،‬‬


‫واتخذت لمسكوت داللة معينة فييا تـ تحديدىا بالنص القانوني‪ ،‬فكانت داللة السكوت‬
‫ىنا‪ ،‬إما القبوؿ‪ ،‬واما الرفض بحسب النص القانوني‪ ،‬وال مجاؿ لمبحث عف داللة‬
‫أخرى لمسكوت بعد النص عمى ذلؾ‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫فقد استعمؿ المشرع كممة السكوت في إطار االستثناء لمداللة عمى التعبير عف‬
‫اإلرادة في اتجاىيف‪:‬‬

‫األول منها‪ :‬حيث وضع الصورة العامة لمسكوت المعبر عف اإلرادة وىو الذي أحاطت‬
‫بو ظروؼ معينة تضفي عميو داللة الرضا‪ ،‬وتخرجو عف مطمؽ عدـ الكالـ‪ .‬ومف ثـ‬
‫ُيمحؽ بالتعبير الضمني عف اإلرادة‪.‬‬

‫حكاما لمسائؿ معينة افترض القانوف فييا توجو إرادة‬


‫أما الثاني منها‪ :‬حيث وضع أ ً‬
‫الساكت إلى رفض الشيء‪ ،‬أو قبولو‪ ،‬فحددىا بالنص‪ ،‬وىي تستمد داللة السكوت‬
‫مف اإلطار العاـ لالستثناء إال إف المشرع أرى أف السكوت فييا ال ينصرؼ معناه‬
‫غالبا إال إلى ما حدده فنص عميو‪.‬‬
‫مما يحيط بو ً‬
‫ونستنتج مما سبؽ أف السكوت سموؾ سمبي محض‪ ،‬وأف الموقؼ السمبي أعـ‬
‫مػػف السػػكوت‪ ،‬بمعنػػى الصػػمت وعػػدـ الكػػالـ‪ ،‬فيػػو يشػػمؿ السػػكوت الحقيقػػي والسػػكوت‬
‫الحكمي‪ ،‬فمف لـ يتكمـ برأيو حيػاؿ أمػر معػيف‪ ،‬فقػد سػكت حقيقػة‪ ،‬ومػف لػـ يطمػب بحقػو‬
‫حكمػا إف طالػب بحقػو بطػرؽ ال يترتػب عمييػا‬
‫لدى المديف بالطرؽ القانونية‪ُ ،‬يعد سػاكتًا ً‬
‫وقػػؼ التقػػادـ وال انقطاعػػو وفقً ػا لمقػػانوف‪ .‬فػػإذا صػػاحب السػػكوت موقػػؼ معػػيف‪ ،‬فسػػوؼ‬
‫ػمنا"‪ ،‬فػإف وجػود‬
‫يخرجو مف حالة السمبية إلى داللة التعبير عف اإلرادة "صػراحةً‪ ،‬أو ض ً‬
‫المفظ يتنافى مع القوؿ بوجود الموقؼ السمبي‪ ،‬وكذلؾ إذا صاحبو فعؿ يػدؿ عميػو سػواء‬
‫كػػاف كتابػػة‪ ،‬أو إشػػارة ‪ ،‬أو اتخػػاذ موقػػؼ إيجػػابي ‪ ،‬أو مػػا شػػابو ذلػػؾ‪ .‬كمػػا إف الق ػرائف‬
‫أيضػا تُخػرج السػكوت المجػرد‬
‫والظروؼ‪ ،‬أو األوصاؼ القانونية‪ ،‬أو الشرعية‪ ،‬فيي قيػد ً‬
‫بانتقالو مف الموقؼ السػمبي‪ ،‬وحالػة العػدـ إلػى الوجػود‪ ،‬فػالظروؼ ىػي المالبسػات التػي‬
‫المالبػػس‪ ،‬فتشػػمؿ جميػػع حػػاالت السػػكوت المالبػػس التػػي نػػص عمييػػا‬
‫َ‬ ‫تكػػوف السػػكوت‬
‫القانوف وبينيا الفقو‪ .‬أما األوصاؼ القانونية‪ ،‬فيي الحاالت التي حدد القانوف أوصػافيا‬
‫ورتب عمييا أحكاميا‪ ،‬وىي حاالت السكوت الموصوؼ في القانوف‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫وىذه الظروؼ واألوصاؼ متى ما تحققت طبقًا لما شرطو القانوف فييا‪ ،‬فإنيا‬
‫سوؼ تضفي عمى السكوت ثوب التعبير عف اإلرادة صراحةً أو ضمنيًّا بقبوؿ أمر‬
‫معيف أو رفضو كاألذف‪ ،‬واالقرار‪ ،‬واإلجازة‪ ،‬أما اإليجاب فال يكوف بداللة السكوت‪ ،‬بؿ‬
‫تعبير عف اإلرادة باإليجاب‪ ،‬كما ذىب إليو الفقو القانوني‪ ،‬فاإليجاب إنما ىو‬
‫ًا‬ ‫اليصمح‬
‫عرض وبشروط محددة مف قبؿ الموجب‪ ،‬موجو إلى الطرؼ اآلخر‪ ،‬وبيذا القيد يخرج‬
‫اإليجاب مف دائرة التعبير عف اإلرادة بالسكوت‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫المطمب الثاني‬

‫أنواع السكوت المعبر عن اإلرادة‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫يمكننا القوؿ بناء عمى ما سبؽ ذكره‪ ،‬أف السكوت وسيمة مف وسائؿ التعبير‬
‫عف اإلرادة‪ ،‬أو طريؽ مف طرقو‪ ،‬وليس غير ذلؾ‪ ،‬غاية ما في األمر أف ىذه‬
‫عموما‪:‬‬
‫ً‬ ‫الوسائؿ‪،‬‬

‫إما أف تكوف إيجابية تدؿ عمى اإلرادة بذاتيا‪ ،‬منفردة‪ ،‬وبصورة مألوفة‪ ،‬أوغير‬
‫مألوفة فتكوف صريحة‪ ،‬أو ضمنية‪ ،‬وىذا ما عرفناه في شأف المفظ‪ ،‬والكتابة‪ ،‬واإلشارة ‪،‬‬
‫والموقؼ اإليجابي‪.‬‬

‫واما أف تكوف سمبية وغير قادرة عمى إظيار اإلرادة‪ ،‬بذاتيا منفردة‪ ،‬بؿ‬
‫محتاجة إلى عوامؿ أخرى‪ ،‬خارجة عف اإلرادة‪ ،‬تكشؼ غموضيا وتستجمي مدلوليا‬
‫وما تنطوي عميو مف داللة‪ ،‬وىذا ىو شأف السكوت المعبر عف اإلرادة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف إظيار السكوت لقصد اإلرادة الضمنية أو الصريحة‪،‬‬


‫ال يتوقؼ عميو وحده فحسب‪ ،‬بؿ يمتد إلى العوامؿ والظروؼ المحيطة بو‪ ،‬سواء كانت‬
‫مقوما‬
‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫موصوفة أو مالبسة؛ إذ ال ُيعرؼ السكوت مف دونيا‪ ،‬واذا كاف التعبير‬
‫مقوما‬
‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫لإلرادة ال تعرؼ مف دونو‪ ،‬فإف الظروؼ المحيطة بالسكوت تُعد كذلؾ‪،‬‬
‫لمسكوت ال يعرؼ مدلولو مف دونيا‪ ،‬فيذه الظروؼ تحيط بالسكوت كإحاطة السوار‬
‫بالمعصـ‪ ،‬فيو الروح وىي الجسد‪ ،‬باجتماعيما تُكتب لو الحياة‪ ،‬وبافتراقيما يؤوؿ إلى‬
‫(‪.)19‬‬
‫الموت وتنعدـ فيو الحياة‬

‫وبناء عمى ما سبؽ ذكره‬


‫ً‬ ‫وفي إطار القاعدة العامة لمسكوت‪ ،‬يمكننا القوؿ أنو‪،‬‬
‫بيذا الصدد‪ ،‬سنعرض لمدى صالحية السكوت بأنواعو المختمفة لمتعبير عف اإلرادة‪،‬‬
‫وذلؾ في الفرعيف اآلتييف‪:‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫الفرع األول‬

‫السكوت الموصوف‬

‫ومعبر عف اإلرادة‪ ،‬إذا حدد لو القانوف‪ ،‬أو الشرع‪،‬‬


‫ًا‬ ‫يكوف السكوت موصوفًا‪،‬‬
‫داللة خاصة في حالة معينة‪ ،‬وتَطمب مف الشخص أف يفصح عف إرادتو لو شاء خالؼ‬
‫داللة السكوت المحددة‪ ،‬وبمعنى آخر‪" :‬فالسكوت الموصوؼ" ىو الذي يعرض حيث‬
‫اما بالكالـ إذا رغب في نفي داللة السكوت‬
‫يفرض القانوف‪ ،‬أو الشرع عمى الشخص التز ً‬
‫ابتداء‪ ،‬سواء كانت الداللة قبوؿ الشيء‪ ،‬أو رفضو(‪.)21‬‬
‫ً‬ ‫التي حددىا القانوف‪ ،‬أو الشرع‬

‫ولما كانت داللة السكوت الموصوؼ محددة مسبقًا مف قبؿ القانوف‪ ،‬فينبغي‬
‫التوسع في لفظ القانوف ليشمؿ جوانب ثالثة‪ :‬النص القانوني‪ ،‬والعرؼ المستقر‪،‬‬
‫(‪.)21‬‬
‫واالتفاؽ المسبؽ بيف المتعاقديف‪ ،‬حيث ينزؿ منزلة نص القانوف‬

‫وبناء عمى ما تقدـ‪ ،‬فكؿ سكوت تحددت ظروفو وداللتو مسبقًا‪ ،‬طبقًا لنص‪،‬‬
‫أو عرؼ‪ ،‬أو اتفاؽ‪ ،‬فيو سكوت موصوؼ تكفؿ القانوف‪ ،‬أو االتفاؽ بتنظيمو‪ ،‬و تحديد‬
‫داللتو‪.‬‬

‫غالبا ما تجعمو النصوص في مقاـ الرضا‪ ،‬أو القبوؿ‪،‬‬


‫والسكوت الموصوؼ ً‬
‫أحيانا في مقاـ اإلعراض‪ ،‬أو الرفض(‪ .)22‬ويتبيف مف النصوص القانونية التي نظمت‬
‫و ً‬
‫حاالت السكوت الموصوؼ‪ ،‬أنيا نصوص صريحة وواضحة الداللة‪ ،‬فال يخرج السكوت‬
‫وفقًا لحكميا مف القبوؿ‪ ،‬أو الرفض‪ ،‬فميس ليذه الحاالت مف السكوت إال الوصؼ الذي‬
‫حدده "النص‪ ،‬أو العرؼ‪ ،‬أو االتفاؽ"‪ ،‬كداللة لمتعبير عف إرادة الساكت‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫الفرع الثاني‬

‫السكوت المالبس‬

‫ومعبر عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬أو الصريحة‪ ،‬إذا‬


‫ًا‬ ‫مالبسا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يكوف السكوت‬
‫أحاطتو مالبسات وظروؼ موضوعية‪ ،‬يمكف في ظميا معرفة اتجاه إرادة الساكت نحو‬
‫(‪.)23‬‬
‫الرضا بالمسكوت عنو‪ ،‬أو رفضو‬

‫وقد نظمت أغمب القوانيف العربية‪ ،‬واألجنبية‪ ،‬حاالت لمسكوت المالبس‪ ،‬باعتبار‬
‫السكوت المالبس قبوًال عمى سبيؿ االستثناء‪ ،‬األمر الذي شكؿ مف ىذه النصوص قاعدة‬
‫عامة لتنظيـ ىذا االستثناء‪ ،‬وتحديد معياره لتمييزه عف السكوت المجرد الذي ال يجوز‬
‫اعتباره وسيمة لمتعبير عف اإلرادة مطمقًا فيو العدـ المحض‪.‬‬

‫ولئف كانت ىذه النصوص قد حصرتو في إطار التعبير عف القبوؿ إال إنيا لـ‬
‫تمنع جواز التعبير بو عف اإلرادة فيما يشبو القبوؿ‪ ،‬كاإلجازة واإلقرار واسقاط الحقوؽ‪،‬‬
‫وما شابو ذلؾ‪.‬‬

‫وحاالت السكوت المالبس التي تناوليما القانوف المدني العراقي(‪ ،)24‬ىي كاالتي‪:‬‬

‫استنادا إلى وجود تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف وكاف اإليجاب‬


‫ً‬ ‫‪ -1‬حالة القبوؿ بالسكوت‬
‫متصال بيذا التعامؿ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬حالة القبوؿ بالسكوت إذا كاف اإليجاب متمخض لمصمحة الموجو إليو اإليجاب‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة القبوؿ بالسكوت إذا تسمـ المشتري البضائع مع قائمة الثمف وما ورد فييا مف‬
‫شروط‪.‬‬

‫وقد أخذ القضاء المصري بحموؿ تشابو الحموؿ التي يقررىا النص‪ ،‬فاألصؿ‬
‫عنده أف السكوت وحده مجرد مف أي ظرؼ آخر ال ُيعد قبوًال‪ ،‬ولكف يجوز أف ُيستخمص‬
‫القبوؿ مف ظروؼ معينة تالبس السكوت‪ ،‬كقياـ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف‪ ،‬ويجوز أف‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫يكوف السكوت بمنزلة القبوؿ ال بالنسبة إلتماـ العقد فحسب‪ ،‬بؿ وكذلؾ بالنسبة إللغائو‪،‬‬
‫أو اإلقالة منو‪ .‬ويجوز أف يجعؿ عرؼ التجارة لمسكوت شأف لمقبوؿ(‪.)25‬‬

‫وقد ذىب الفقو إلى أف القانوف المصري بالمادة(‪ )98‬منو‪ ،‬قد أجاز اعتبار‬
‫مميز لو‪،‬‬
‫معيار ًا‬
‫ًا‬ ‫السكوت المالبس قبوًال ضمنيًّا عمى سبيؿ االستثناء‪ ،‬وانو حدد لذلؾ‬
‫وتطبيقاتو التي تناوليا النص آنؼ الذكر‪ ،‬وردت عمى سبيؿ التمثيؿ ال الحصر‪ ،‬لذلؾ‬
‫أف كؿ سكوت تالزمو مالبسات وظروؼ تدؿ عمى الرضا داللةً‪ ،‬فيو سكوت مالبس‬
‫(‪.)26‬‬
‫ويعد القبوؿ ضمنيًّا‬
‫ُ‬
‫وعمى ذلؾ يكوف عدـ رفض اإليجاب في مدة معقولة‪ ،‬قبوًال‪ ،‬بؿ أف السكوت‬
‫ُيعد قبوًال إذا كانت بيف الطرفيف معاممة سابقة‪ ،‬واتصؿ اإليجاب بيذه المعاممة‪ ،‬أو‬
‫يحا‪ ،‬وىنا‬
‫محضا لمطرؼ اآلخر‪ ،‬فال يحتاج الموجب إلى قبوؿ صر ً‬ ‫ً‬ ‫نفعا‬
‫نافعا ً‬
‫كاف ً‬
‫يبرز القبوؿ الضمني ليتصدر الحالة ويعطي مدلوًال لمسكوت‪ ،‬بحسب الظروؼ التي‬
‫(‪.)27‬‬
‫البستو وانطوت عميو‬

‫وقد ذىب الفقو(‪ ،)28‬والقضاء(‪ ،)29‬في مصر‪ ،‬بشأف تجديد عقد اإليجار بيف‬
‫منتفعا بالعيف المؤجرة‪ ،‬ومف‬
‫ً‬ ‫بناء عمى رضا ضمني‪ُ ،‬يستفاد مف بقاء المستأجر‬
‫طرفيو ً‬
‫(‪.)31‬‬
‫عدـ اعتراض المؤجر عمى ذلؾ‪ ،‬بالرغـ مف عممو بو‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫المبحث الثاني‬

‫الم َعبر عن اإلرادة وطبيعته‬


‫شروط السكوت ُ‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫ويعد المفظ أو الكالـ ىو الوسيمة‬


‫ساسا عمى اإلرادة‪ُ ،‬‬
‫تقوـ العالقات التعاقدية أ ً‬
‫المألوفة والمثمى والمعتادة لمتعبير عنيا‪ ،‬ولكنيا ليست الوسيمة الوحيدة بطبيعة الحاؿ‪،‬‬
‫ًّ‬
‫مبدئيا مف‬ ‫فقد يكوف السكوت طريقًا مف طرؽ التعبير عف اإلرادة‪ .‬وليس ىناؾ ما يمنع‬
‫صالحية السكوت طريقًا لمتعبير عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬والدليؿ عمى ذلؾ أف المشرع‬
‫نفسو يجيز التعبير بالسكوت في صور معينة‪ ،‬وكذا يجيز التعبير بو كؿ مف الفقو‬
‫(‪.)31‬‬
‫والقضاء‪ ،‬كما تـ ذكره سابقًا مف تطبيقات بيذا الصدد‬

‫فالسكوت وسيمة استثنائية لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬والحؽ أف السكوت كموقؼ‬


‫سمبي ال يتصور وجوده إال مف شخص التزـ السكوت‪ ،‬كما ال يتصور أف يقاؿ بأف‬
‫مطموبا منو أف يتكمـ ويبدي رأيو حياؿ أمر معيف‪ ،‬وىو‬
‫ً‬ ‫شخصا قد سكت إال إذا كاف‬
‫ً‬
‫المسكوت عنو‪.‬‬

‫فالسكوت المعبر عف اإلرادة يتطمب منا أف نحدد شروطو (المطمب األوؿ)‬


‫ومف ثـ نتناوؿ طبيعتو (المطمب الثاني)‪:‬‬

‫المطمب األول‬

‫شروط السكوت المعبر عن اإلرادة‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫السكوت وسيمة استثنائية لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬وأنو ذو طبيعة خاصة يدؿ عمى‬
‫اإلرادة في القبوؿ‪ ،‬وما شابيو‪ ":‬كاإلجازة واإلذف واإلقرار"‪ ،‬وال يصمح لمتعبير بو عمى‬
‫اإليجاب‪ ،‬بؿ وعف أي تعبير يكوف في مقاـ الصدارة واالبتداء‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫ومف خالؿ التعريفات المغوية والفقيية سواء في المجاؿ القانوني‪ ،‬أو المجاؿ‬
‫الشرعي‪ ،‬فينبغي ىنا أف نبيف مف خالؿ التعريفات السابقة‪ ،‬شروط السكوت المعبر‬
‫عف اإلرادة‪ ،‬وذلؾ في فرعيف‪ ،‬الفرع األوؿ (عدـ وجود فعؿ إيجابي يصاحب السكوت)‬
‫الثاني(يحاط السكوت بظروؼ وقرائف تكشؼ داللتو عمى اإلرادة)‪:‬‬
‫ُ‬ ‫والفرع‬

‫الفرع األول‬

‫عدم وجود فعل إيجابي يصاحب السكوت‬

‫ذلؾ أف اإلتياف بفعؿ إيجابي يدؿ عمى اإلرادة حاؿ سكوتيا‪ُ ،‬يغني عف البحث‬
‫عف داللة " حالة السكوت السمبية"‪ ،‬فالبد إ ًذا مف تجرد السكوت عف كؿ فعؿ إيجابي‬
‫مصاحب لو؛ إذ لو وجد ذلؾ لكنا بصدد التعبير عف اإلرادة باتخاذ موقؼ إيجابي‪ ،‬أو‬
‫بالفعؿ وىذا األخير‪ُ ،‬يعد وسيمة لمتعبير عف اإلرادة تعتد بيا القوانيف‪ ،‬وىي معتبرة‬
‫كذلؾ في فقو القانوف وقضائو‪ ،‬فيذىب فقياء القانوف إلى أف التعبير عف اإلرادة باتخاذ‬
‫يحا عف اإلرادة‪ ،‬كما يكوف ضمنيًّا‪ ،‬بحسب ظروؼ‬
‫تعبير صر ً‬
‫ًا‬ ‫موقؼ إيجابي ُيعد‬
‫الحاؿ‪.‬‬

‫فحيف يكوف الموقؼ‪ ،‬أو الفعؿ المتخذ مف الشخص ىو مف قبيؿ السموؾ‬


‫تعبير‬
‫ًا‬ ‫المألوؼ والمتعارؼ عميو بيف الناس والمفيوـ الداللة بوضوح‪ ،‬فإنو يكوف‬
‫يحا‪ ،‬كعرض التاجر بضائعو مع بياف أثمانيا عمى الجميور‪ ،‬وكوقوؼ سيارات‬‫صر ً‬
‫األجرة في المواقؼ المعدة ليا‪ ،‬وكوضع آلة ميكانيكية لتأدية عمؿ معيف بثمف‬
‫(‪.)32‬‬
‫معيف‬

‫موضوعا لمكشؼ عف‬


‫ً‬ ‫مظير ليس في ذاتو‬
‫ًا‬ ‫وحيف ُيتخذ الموقؼ‪ ،‬أو الفعؿ‬
‫اإلرادة‪ ،‬وال مألوفًا لو‪ ،‬إال إنو ُيفيـ منو مراد اإلرادة‪ ،‬حيث ال يمكف تفسير ذلؾ‬
‫الموقؼ‪ ،‬أو الفعؿ مف دوف أف يفترض وجود ىذه اإلرادة‪ ،‬ومف ثـ ُيعد ىذا الفرض‪،‬‬
‫تعبير ضمنيًّا عف اإلرادة‪ ،‬كتصرؼ الشخص في شيء ُعرض عميو شراؤه‪ ،‬وكتنفيذ‬
‫ًا‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫الوكالة مف قبؿ مف صدر لو توكيؿ بيا‪ ،‬وكتسميـ الدائف لممديف سند الديف‪ ،‬وكبقاء‬
‫المستأجر في العيف المؤجرة بعد انتياء مدة اإليجار‪ ،‬فيذه التصرفات ال تدؿ عمى‬
‫اإلرادة صراحة بحسب المألوؼ في التعامؿ‪ ،‬ولكنيا تدؿ عمييا بصورة ضمنية‪ ،‬فيي‬
‫قبوؿ ضمني لمشراء‪ ،‬أو الوكالة‪ ،‬وارادة ضمنية إلنياء الديف مالـ يثبت العكس‪،‬‬
‫وايجاب ضمني في تجديد عقد اإليجار(‪.)33‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف بعض الفقو يذىب إلى أف‪ " :‬األصؿ في اتخاذ موقؼ‬
‫ىو أنو تعبير ضمني‪ ،‬إال إذا تعارؼ الناس عمى أف اتخاذ مثؿ ىذا الموقؼ يفيد‪،‬‬
‫(‪.)34‬‬
‫يحا"‬
‫تعبير صر ً‬
‫معينا فحينئذ يكوف ًا‬
‫أمر ً‬‫بشكؿ مباشر‪ً ،‬ا‬

‫الفرع الثاني‬

‫ُيحاط السكوت بظروف وقرائن تكشف داللته عمى اإلرادة‬

‫السكوت المجرد ال يدؿ عمى شيء وال يمكف أف يظير معو اتجاه اإلرادة إلى‬
‫شيء ما‪ ،‬ولذلؾ كاف البد لمسكوت المعبر عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬مف أف ُيحاط‬
‫بالظروؼ والقرائف التي تكشؼ لممخاطب بالسكوت اتجاه إرادة الساكت إلى الرضا‪ ،‬أو‬
‫الرفض ألمر معيف‪.‬‬

‫وىذه الظروؼ والقرائف قد يتـ تحديدىا‪ ،‬وتحديد أثر السكوت معيا سمفًا‪ ،‬وفقًا‬
‫جار‪ ،‬أو طبقًا التفاؽ بيف المتعاقديف‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫لعرؼ ٍ‬ ‫لنص في القانوف‪ ،‬أو الشرع‪ ،‬أو وفقًا‬
‫فتكوف بذلؾ ظروفًا موصوفة يتكوف معيا سكوت موصوؼ‪.‬‬

‫وقد تكوف ىذه الظروؼ والمالبسات غير محددة سمفًا‪ ،‬بؿ يكتفي بوضع‬
‫ويترؾ أمر تقدير داللتيا إلى القضاء بعد ذلؾ‪ ،‬وىنا نكوف‬
‫اإلطار العاـ لألخذ بيا‪ُ ،‬‬
‫بصدد ما يسمى بالسكوت المالبس‪.‬‬

‫ويتفؽ القضاء مع الفقو في أف ظروؼ الحاؿ يمكف استخالصيا مف الموقؼ‬


‫اإليجابي المصاحب ليا‪ ،‬وما يتضمنو ىذا الموقؼ مف ظروؼ ومالبسات تكشؼ عف‬
‫‪- 41 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫طبيعة ىذا السكوت وتحدد أثره في التعبير عف اإلرادة بحيث ال تدع ىذه الظروؼ‬
‫والمالبسات ًّ‬
‫شكا في داللتيا عمى حقيقة مقصود صاحبيا‪ ،‬واتجاه إرادتو نحو إحداث‬
‫أثر قانوني معيف‪.‬‬

‫استنادا لممبدأ اآلتي‪ ،‬عمى أنو‪ ":‬قبوؿ مالؾ‬


‫ً‬ ‫فقد قضت محكمة تمييز العراؽ‪،‬‬
‫(‪.)35‬‬
‫السيارة بتسجيميا باسـ شقيؽ المدعي وسكوتو قرينة عمى الرضا "‬

‫استنادا لممبدأ االتي‪ ،‬عمى أنو‪ ":‬التنازؿ عف الحؽ ُيعد إسقاطًا لو‬
‫ً‬ ‫وكما قضت‬
‫(‪.)36‬‬
‫ولخطورة آثاره فال ُيحمؿ مجرد سكوت المدعي أماـ الشيود عمى تنازلو عف حقو "‬

‫ويتبيف مف القرار انؼ الذكر‪ ،‬أف القضاء لـ يعوؿ عمى سكوت المدعي‪ ،‬وانما‬
‫كاف االستناد عمى األصؿ في داللة السكوت‪ ،‬أال وىي‪ " :‬ال ينسب إلى ساكت قوؿ"‪.‬‬
‫ومف ثـ ال اعتبار لسكوتو أماـ الشيود وال ُيعد تنا ًزال عف حقو في طمب الشفعة‪ ،‬ولكي‬
‫يكوف لسكوتو داللة لمتعبير عف اإلرادة الضمنية‪ ،‬فالبد أف يصدر منو موقؼ إيجابي‪،‬‬
‫أو تحيط بسكوتو ظروؼ‪ ،‬أو قرائف‪ ،‬أو مالبسات‪ُ ،‬يستخمص منيا أنو قد تنازؿ عف‬
‫حقو‪ ،‬السيما وأف سكوتو لـ يحصؿ أماـ مالكة السياـ‪ ،‬كما جاء في حيثيات القضية‪.‬‬

‫أيضا قضت محكمة النقض المصرية‪ ،‬بأف‪ " :‬تعبير المستأجر عف إرادتو في‬ ‫و ً‬
‫ضمنا باتخاذ موقؼ ال تدع ظروؼ‬ ‫ً‬ ‫التخمي عف العيف المؤجرة يكوف صراحة‪ ،‬أو‬
‫(‪.)37‬‬ ‫الحاؿ ًّ‬
‫شكا في داللتو عمى انصراؼ قصده إلى إحداث ىذا األثر القانوني‬

‫كما استخمصت محكمة النقض المصرية عدوؿ الموعود لو بالبيع عف الشراء‪،‬‬


‫(‪.)38‬‬
‫طيانا تشمؿ العيف الموعود ببيعيا‬
‫مف طمبو الواعد أف يؤجره أ ً‬

‫‪- 40 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫المطمب الثاني‬

‫طبيعة السكوت المعبر عن اإلرادة‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫اإلرادة شيء كامف في النفس‪ ،‬واف عزمت عمى شيء ولـ تظيره بوسيمة ما‬
‫فال قيمة ليا‪ ،‬والساكت حياؿ أمر معيف ال شؾ أف لو إرادة قد عزمت عمى شيء‪ ،‬قد‬
‫يكوف عدـ االكتراث‪ ،‬أو الحيرة والتردد‪ ،‬أو القبوؿ‪ ،‬أوالرفض‪ ،‬فاإلرادة لدى الساكت‬
‫متحققة‪ ،‬ولكف ال قيمة ليا ما دامت لـ تجد مف الظروؼ والمالبسات ما يظيرىا عمى‬
‫نحو ما‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬اإلرادة ذاتيا ىي األصؿ‪ ،‬والساكت لو إرادة‪ ،‬ولكف‬


‫دائما إلى الحيز الخارجي سواء كانت وسائؿ إيجابية‪،‬‬
‫الوسائؿ ىي التي تبرز اإلرادة ً‬
‫أوسمبية‪ ،‬والمؤيدة بالظروؼ والمالبسات الموضوعية‪.‬‬

‫تعبير عف اإلرادة‪ ،‬فيؿ طبيعتو تقضي بأف‬


‫واذا ما ُع ّد السكوت لسبب أو آخر ًا‬
‫نوعا ثالثًا مف أنواع التعبير يضاؼ إلى التعبيريف الصريح‪ ،‬والضمني ؟‪ .‬أـ أف‬
‫يكوف ً‬
‫طبيعتو تقضي بأف يكوف وسيمة خامسة مف وسائؿ التعبير عف اإلرادة قد تفصح عنيا‬
‫ضمنا شأنو في ذلؾ شػأف‪ ،‬المفظ‪ ،‬والكتابة‪ ،‬واإلشارة ‪ ،‬والموقؼ اإليجابي؟‬
‫ً‬ ‫صراحة‪ ،‬أو‬

‫نوعا‪ ،‬أـ وسيمة ؟‪ .‬وىذا ما سنحاوؿ اإلجابة‬


‫وبمعنى آخر‪ ،‬فيؿ ُيعد السكوت ً‬
‫وقضاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫نصا‪ ،‬وفقيًا‪،‬‬
‫عنو في ىذا المطمب مف خالؿ إلمامة موجزة في القانوف‪ًّ ،‬‬
‫وبقدر تعمؽ ذلؾ بموضوع بحثنا‪ ،‬فالبد مف تحديد طبيعتو في النصوص القانونية(الفرع‬
‫فضال عف التعرض‬
‫ً‬ ‫األوؿ)‪ ،‬ومف ثـ بياف طبيعتو في الفقو القانوني (الفرع الثاني)‪،‬‬
‫لطبيعتو في القضاء المدني (الفرع الثالث)‪ ،‬وعمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫الفرع األول‬

‫طبيعة السكوت المعبر عن اإلرادة في النصوص القانونية‬

‫نصت القوانيف المختمفة عمى طرؽ التعبير عف اإلرادة‪ ،‬ولـ تذكر السكوت‬
‫منيا(‪ ،)39‬ونصت عمى أف السكوت ُيعد قبوًال ضمنية عمى سبيؿ االستثناء إذا أحاطتو‬
‫ظروؼ معينة‪ ،‬ووضعت النصوص لذلؾ قاعدة عامة‪ ،‬تحتوي وتنظـ حاالت السكوت‬
‫المالبس(‪ .)41‬ومع ذلؾ نصت عمى مسائؿ معينة عمى وجو التحديد‪ ،‬واعتبرت السكوت‬
‫(‪.)41‬‬
‫فضا‪ ،‬وتمؾ ىي حاالت السكوت الموصوؼ‬
‫فييا‪ ،‬إما قبوًال‪ ،‬أو ر ً‬
‫نوعا مف أنواع التعبير‬
‫وليس في كؿ ذلؾ نص يحدد كوف السكوت وسيمة‪ ،‬أو ً‬
‫عف اإلرادة‪ ،‬كما إنو ال يوجد نص يذكر أف السكوت تعبير صريح‪ ،‬أو ضمني‪ ،‬فقد‬
‫خمت القوانيف المدنية مف كؿ ذلؾ‪ ،‬ولئف كاف ُيفيـ مف النصوص التي اعتبرت‬
‫السكوت قبوًال‪ ،‬أف السكوت وسيمة لمتعبير عف اإلرادة بالقبوؿ‪ ،‬وما شابو ذلؾ‪ ،‬إذ ال‬
‫يستقيـ الحاؿ بالقبوؿ بغير ىذا‪ ،‬إال إنو لـ يوجد نص صريح يفيد ذلؾ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف القانوف الفرنسي لـ ينظـ السكوت المعبر عف اإلرادة‪،‬‬
‫دليال‬
‫إال في حالة خاصة اعتبرىا فييا لمسكوت داللة عمى الرضا‪ ،‬حيث َع ّد السكوت ً‬
‫عمى الرضا بالنسبة لحالة التجديد الضمني لعقد اإليجار‪ ،‬وذلؾ بأف يسكت المؤجر‪،‬‬
‫ويترؾ المستأجر في حالة حيازة األماكف المؤجرة بعد انتياء مدة عقد اإليجار‪ ،‬فَُيعد‬
‫ىذا السكوت قبوًال ضمنيًّا بتجديد عقد اإليجار(‪ .)42‬وقد تعرض ىذا المثاؿ الذي استند‬
‫عميو النص إلى انتقاد واسع مف بعض الفقو الفرنسي‪ ،‬مف جانبيف‪:‬‬
‫تجديدا‪ ،‬وانماىو‬
‫ً‬ ‫الجانب األوؿ‪ :‬أف ما يسمى بالتجديد الضمني ليس في الواقع‬
‫أمر و ًّ‬
‫اقعيا بحموؿ األجؿ المحدد‪.‬‬ ‫استمرار لمعقد‪ ،‬ولمعالقة العقدية التي تصبح ًا‬
‫والجانب الثاني‪ :‬أف التجديد يتـ بالتعبير الضمني‪ ،‬وليس السكوت‪ ،‬فميس‬
‫ًّ‬
‫إيجابيا كقيامو‬ ‫مستفادا مف مجرد سكوت المؤجر‪ ،‬وانما مف اتخاذ المؤجر موقفًا‬
‫ً‬ ‫القبوؿ‬
‫بالمطالبة باألجرة‪ ،‬أو عدـ قيامو بإخالء العيف المؤجرة(‪.)43‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫الفرع الثاني‬

‫طبيعة السكوت المعبر عن اإلرادة في فقه القانون المدني‬

‫تعبير عف اإلرادة‪ ،‬وانما ىو‬


‫ًا‬ ‫ذىب جانب مف الفقو إلى أف السكوت ليس‬
‫موقؼ موضوعي تترتب عميو بعض اآلثار القانونية‪ .‬وذىب جانب آخر إلى أف‬
‫السكوت نوع مستقؿ عف أنواع التعبير‪ ،‬بينما ذىب أغمب الفقو إلى أنو وسيمة‪ ،‬أو‬
‫طريؽ مف طرؽ التعبير‪ ،‬وسنبيف ىذه اآلراء بشيء مف اإليجاز‪:‬‬

‫الرأي األول‪:‬‬

‫ذىب بعض الفقياء‪ ،‬إلى أنو‪ " :‬واف كاف السكوت ال يمكف أف ُيعبر مطمقًا عف‬
‫تعبير عف‬
‫اإلرادة‪ ،‬إال إنو قد تترتب عميو مع ذلؾ بعض اآلثار القانونية‪ ،‬ليس باعتباره ًا‬
‫موضوعيا"(‪.)44‬‬
‫ًّ‬ ‫اإلرادة‪ ،‬ولكف باعتباره موقفًا‬

‫وقد فرؽ صاحب ىذا الرأي بيف السكوت الموصوؼ والسكوت المالبس‪ ،‬عمى‬
‫أنو‪ " :‬أما السكوت الموصوؼ‪ ،‬أنو ال ُيعد استثناء مف المبدأ العاـ(السكوت ال يقوـ‬
‫مقاـ القبوؿ)؛ ألف القبوؿ أو الرفض ُيستفاد مف القاعدة القانونية أو االتفاؽ أو العرؼ‪،‬‬
‫بناء عمى ىذا االتفاؽ أو تمؾ القاعد‪ ،‬أو ذلؾ العرؼ‪ ،‬وسيمة‬
‫وىنا‪ ،‬فإف السكوت يصبح ً‬
‫تعبير باعتباره لغة خرساء حتى لو كانت القاعدة القانونية التي أدت إلى ىذه النتيجة‪،‬‬
‫قاعدة قانونية ذات مصدر عرفي‪.‬‬

‫ويفيـ مف ىذا الرأي‪ ،‬أنو ُيعد السكوت المالبس واقعة قانونية مادية‪ ،‬قد‬
‫ويتبيف ُ‬
‫يعد بذلؾ وسيمة مف وسائؿ التعبير عف‬ ‫تترتب عمييا بعض اآلثار القانونية‪ ،‬وال ُ‬
‫نوعا مف أنواعو‪.‬‬
‫اإلرادة‪ ،‬وال ً‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫الرأي الثاني‪:‬‬

‫وذىب بعض الفقو القانوني‪ ،‬إلى أف" طرؽ التعبير عف اإلرادة قد جمعت في‬
‫نوعيف ىما‪ :‬التعبير الصريح‪ ،‬والتعبير الضمني‪ .‬وقد جعؿ لكؿ نوع منيا طرقًا خاصة‪،‬‬
‫ومستقمة‪ .‬ثـ ذكر أف السكوت المالبس ال يصمح أف يكوف طريقًا مف طرؽ التعبير‬
‫الصريح‪ ،‬أو الضمني‪ ،‬إنما ىو" طريؽ استثنائي بحت مف بقية الطرؽ المعروفة مف‬
‫التعبير الصريح‪ ،‬والضمني "‪ ،‬كما إف السكوت المالبس ىو نوع فريد‪ ،‬يمثؿ نسيج‬
‫وحدة ذا طبيعة خاصة ال يشاركو فييا أي مف نوعي التعبير الصريح و التعبير‬
‫(‪.)45‬‬
‫الضمني "‬

‫ومف الواضح أف ىذا الرأي قد ذىب إلى أف السكوت المالبس ىو طريؽ‬


‫مستقال عف نوعي‬
‫ً‬ ‫نوعا‬
‫استثنائي مف طرؽ التعبير عف اإلرادة‪ ،‬وىو ذات الوقت يمثؿ ً‬
‫التعبير الصريح‪ ،‬و الضمني‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪:‬‬

‫يكاد يجمع فقياء القانوف عمى أف السكوت المجرد ليس إرادة ضمنية‪ ،‬وال‬
‫مالبسا)‪ ،‬فيو وسيمة‬
‫ً‬ ‫تعبير عف اإلرادة‪ ،‬أما السكوت المعبر عف اإلرادة(موصوفًا‪ ،‬أو‬
‫ًا‬
‫استثنائية لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬ويصمح لمقبوؿ مف دوف اإليجاب(‪.)46‬‬

‫ولكنو يختمفوف في مدى وضوح داللة ىذه الوسيمة(السكوت)عمى اإلرادة‪ ،‬ومف‬


‫ثـ في تحديد نوع التعبير بيا‪:‬‬
‫‪ -1‬فمنيـ مف ال يتعرض إلى تحديد نوع ىذا التعبير‪ ،‬ويكتفي باإلشارة إلى أف‬
‫السكوت ُيعد قبوًال في حاالت الموصوفة‪ ،‬أو المالبسة(‪ .)47‬وىؤالء بالحقيقة‪،‬‬
‫يضاحية لمقانوف المدني المصري‪ ،‬وما ورد فييا‬‫بعضـ استند إلى المذكرة األ ً‬
‫(‪.)48‬‬
‫بيذا الصدد‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫تعبير ضمنيًّا‪ ،‬إنما ىو تعبير‬


‫ًا‬ ‫‪ -2‬ومنيـ مف ذىب إلى القوؿ‪ " :‬بأف السكوت ليس‬
‫(‪.)49‬‬
‫مفترض"‬
‫‪ -3‬ومنيـ مف ذىب إلى أف السكوت المعبر عف اإلرادة ىو تعبير ضمني‪ ،‬بؿ‬
‫(‪.)51‬‬
‫و قد جاء‬ ‫ذكر البعض منيـ أنو تعبير ضمني عف إرادة حقيقية بالقبوؿ‬
‫في آراء بعض ىؤالء‪ ،‬مف أنو‪ " :‬ومف ىذا يتضح الفرؽ بيف اتخاذ موقؼ‬
‫مجردا عف ىذه‬
‫ً‬ ‫سمبي في ظروؼ معينة تجعؿ لو داللة خاصة‪ ،‬وبيف السكوت‬
‫تعبير ضمنيًّا‪ ،‬أما الثاني فميس بتعبير أصال‪ ،‬أما‬
‫الداللة‪ ،‬فاألوؿ يمكف اعتباره ًا‬
‫تعبير غير مباشر عف‬
‫ًا‬ ‫السكوت المالبس بالظروؼ‪ ،‬أوالقرائف‪ ،‬فإنو ُيعد‬
‫اإلرادة(‪.)51‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف الفقو الفرنسي بيذا الصدد‪ ،‬يتفؽ عمى أف المبدأ في‬
‫السكوت‪ ،‬ىو عدـ اعتباره قبوًال بسبب طابعو السمبي‪ ،‬ولكف قد يكوف مف المستحيؿ‬
‫يقينا إلى اإلرادة الكامنة في نفس الساكت‪ ،‬ولكنو مع ذلؾ يسمح السكوت بالشؾ‬
‫الوصوؿ ً‬
‫في أنو كاف لو في نفسو رضا بما عرض عميو‪ ،‬ومف خالؿ احتماؿ السكوت ليذا الشؾ‬
‫تدخؿ عميو استثناءات حينما تؤكد القرائف ىذا الشؾ‪ ،‬وترتقي بو إلى منزلة الظف‬
‫(‪.)52‬‬
‫الغالب‬

‫الفرع الثالث‬

‫طبيعة السكوت المعبر عن اإلرادة في القضاء المدني‬

‫لقد كانت أحكاـ القضاء في الكثير منيا خالية مف تحديد نوع التعبير الذي‬
‫(‪.)53‬‬
‫اعتدت بالسكوت فيو بالقبوؿ أو الرفض‪ ،‬لكنيا لـ تحدد نوع ىذا التعبير‬

‫أما األحكاـ التي حددت نوعية التعبير بالسكوت‪ ،‬فتذىب أغمبيتيا إلى أنو ُيعد‬
‫ضمنيا عف اإلرادة(‪.)54‬‬
‫ًّ‬ ‫تعبير‬
‫ًا‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫أيضا في الكثير مف أحكامو‬


‫وتجدر اإلشارة إلى أف‪ ،‬القضاء الفرنسي يتجو ً‬
‫إلى االعتداد بالسكوت كوسيمة لمتعبير مع تحديد طبيعتو ضمف وسائؿ التعبير عف‬
‫تعبير ضمنيًّا(‪.)55‬‬
‫اإلرادة الضمنية‪ ،‬بمعنى آخر‪ُ ،‬يعد ًا‬

‫ومػػف وجيػػة نظرنػػا‪ ،‬نجػػد أنػػو ينبغػػي فػػي مقػػاـ تحديػػد طبيعػػة السػػكوت المعبػػر‬
‫اإلرادة‪ ،‬فيؿ ىو يندرج ضمف وسائؿ التعبيػر الصػريح أو التعبيػر الضػمني ؟‪ .‬واالجابػة‬
‫عف ىذا التساؤؿ تتطمب التفرقة بيف فرضيف ىما‪:‬‬

‫الفرض األوؿ‪ :‬أنو مف حيث وجودىا‪ ،‬فإنيا تنقسػـ إلػى إرادة حقيقيػة‪ ،‬موجػودة‬
‫فعال‪ ،‬وارادة مفترضة‪ ،‬قد ال توجد حقيقة‪ ،‬ولكف واقع الحاؿ ال يستقيـ مف دوف افتػراض‬
‫ً‬
‫وجودى ػػا‪ ،‬وأف اإلرادة مػػػف حي ػػث وجودىػػػا ال تتن ػػافى م ػػع الصػ ػراحة‪ ،‬والضػ ػػمنية؛ إذ إف‬
‫الوس ػػيمة المس ػػتعممة ف ػػي إظي ػػار اإلرادة "الحقيقي ػػة‪ ،‬أوالمفترض ػػة"‪ ،‬ق ػػد تكش ػػؼ ًّأيػ ػا منيم ػػا‬
‫بصورة صريحة‪ ،‬أوضمنية‪.‬‬

‫الفػػرض الثػػاني‪ :‬أنػػو مػػف حيػػث وضػػوحيا‪ ،‬فإنيػػا تنقسػػـ إلػػى إرادة ص ػريحة‪ ،‬وارادة‬
‫ضػػمنية‪ ،‬ولػػئف كػػاف التقسػػيـ األوؿ ينصػػب عمػػى ذات اإلرادة فػػي نشػػأتيا‪ ،‬فػػإف ىػػذا التقسػػيـ‬
‫يحا تكػوف‬
‫يرتبط بوسائؿ التعبير عػف اإلرادة ومػدى داللتيػا عمييػا‪ ،‬فحػيف يكػوف التعبيػر صػر ً‬
‫اإلرادة ص ػريحة‪ ،‬وحػػيف يكػػوف ضػػمنيًّا تكػػوف اإلرادة ضػػمنية‪ ،‬أمػػا اإلرادة الكامنػػة فػػي الػػنفس‬
‫دائما‪ ،‬وكونيا صريحة‪ ،‬أو ضمنية‪ ،‬إنما يرجع إلى أسموب التعبير عنيا‪.‬‬
‫فيي واحدة ً‬
‫وبناء عمى ما تقدـ ذكره‪ ،‬فيؿ السكوت وسػيمة مػف وسػائؿ التعبيػر عػف اإلرادة‬
‫ً‬
‫أوضمنا؟‪.‬‬
‫ً‬ ‫يدؿ عمييا عمى صراحة‬

‫والواقع‪ ،‬إف الصراحة والضمنية صفتاف لموصوؼ‪ ،‬وىو التعبير عف اإلرادة‪،‬‬


‫وىذا التعبير يحتاج إلى وسائؿ يتـ بيا‪ ،‬ومف ثـ توصؼ الوسيمة بإحدى الصفتيف‬
‫المذكورتيف فتكوف الوسيمة صريحة أو ضمنية بحسب وضوح دالتيا عمى اإلرادة‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫فيؿ السكوت يصمح أف يكوف صفة ؟‪ .‬واذا كاف صفة‪ ،‬فما ىي الوسيمة التي‬
‫وصفت بو ؟‪ .‬واف القوؿ بذلؾ يجعؿ السكوت صفة وموصوفًا في آف واحد‪ ،‬وىذا ال‬
‫يستقيـ منطقًا‪ ،‬كما إف داللة أي وسيمة مف وسائؿ التعبير عف اإلرادة أف لـ تكف‬
‫صريحة‪ ،‬فإنيا ضمنية‪ ،‬يتفؽ عمى ذلؾ التشريع والفقو والقضاء‪ ،‬وليس بعد ىذيف‬
‫النوعيف نوع آخر حتى يقاؿ بأف السكوت نوع ثالث ومستقؿ عف التعبير التصريح‪،‬‬
‫والضمني‪.‬‬

‫نستنتج مما تقدـ أف السكوت وسيمة مف وسائؿ التعبير أو طريؽ مف طرقو‪،‬‬


‫عموما‪:‬‬
‫ً‬ ‫وليس غير ذلؾ‪ ،‬غاية ما في األمر أـ ىذه الوسائؿ‪،‬‬

‫إما أف تكوف إيجابية تدؿ عمى اإلرادة بذاتيا‪ ،‬منفردة بصورة مألوفة أو غير‬
‫تبعا لذلؾ‪ ،‬وىذا ما ذكرنا فيما سبؽ‪ ،‬في شأف المفظ‪،‬‬
‫مألوفة‪ ،‬فتكوف صريحة أو ضمنية ً‬
‫والكتابة واإلشارة والموقؼ اإليجابي‪.‬‬

‫واما أف تكوف سمبية وغير قادرة عمى إظيار اإلرادة بذاتيا منفردة‪ ،‬بؿ ىي‬
‫محتاجة إلى عوامؿ أخرى‪ ،‬خارجة عف اإلرادة‪ ،‬تكشؼ غموضيا وتدؿ عمييا‪ ،‬وىذا‬
‫الم َعبر عف اإلرادة‪ ،‬فيؿ ُيعد بذلؾ وسيمة صريحة‪ ،‬أـ ضمنية ؟‪.‬‬
‫ىو شأف السكوت ُ‬
‫ومثمما ىو معروؼ أف إظيار السكوت لقصد اإلرادة ال يتوقؼ عميو وحده‬
‫أيضا‪ ،‬سواء كانت ىذه العوامؿ‬
‫فحسب‪ ،‬بؿ البد مف العوامؿ والظروؼ المحيطة بو ً‬
‫والظروؼ موصوفة‪ ،‬أو مالبسة؛ إذ ال يعرؼ السكوت وال تكوف لو أية قيمة تذكر مف‬
‫دونيا‪ ،‬ولذلؾ فإننا نتوقؼ أماـ كتمة مكونة مف السكوت والظروؼ المحيطة بو‪ ،‬وننظر‬
‫فيما إذا كانت قادرة عمى إظيار اإلرادة‪ ،‬أـ ال‪ ،‬فحيث تتوافر القدرة نكوف أماـ وسيمة‬
‫لمتعبير‪ ،‬ومف ثـ ننظر بعد ذلؾ في درجة وضوح ىذا اإلظيار المأخوذ مف السكوت‬
‫والظروؼ المحيطة بو‪ ،‬واألمر في ذلؾ ال يخرج عف نوعي التعبير‪ :‬الصريح‪،‬‬
‫والضمني‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫فحيث تكوف الظروؼ المحيطة بالسكوت محددة سمفًا‪ ،‬واألثر المترتب عمى‬
‫أيضا‪ ،‬وذلؾ وفقًا لقاعدة قانونية‪ ،‬أو قاعدة اتفاقية‪ ،‬فإف داللة السكوت‬
‫السكوت محدد ً‬
‫عمى اإلرادة تكوف ىنا صريحة‪ ،‬وىذا ىو شأف ما يسمى بالسكوت الموصوؼ ذلؾ أف‬
‫(‪.)56‬‬
‫ىذا السكوت الموصوؼ يدؿ عمى اإلرادة مباشرةً متى تحقؽ وجوده بظروفو‬

‫وأما حيث تكوف الظروؼ المحيطة بالسكوت غير محددة سمفًا‪ ،‬ذاتيا‬
‫ومدلوليا‪ ،‬فإف داللة السكوت عمى اإلرادة تكوف ضمنية‪ ،‬ذلؾ أف داللة ىذا السكوت‬
‫ابتداء تكوف متوقفة عمى نوعية ىذه الظروؼ ومدى قدرتيا عمى‬
‫ً‬ ‫إذا ما تحقؽ وجوده‬
‫تفسيره‪ ،‬وعند ذلؾ نكوف بحاجة إلى استنباط مقصود اإلرادة مف السكوت ومالبساتو‪،‬‬
‫وىذا ىو شأف السكوت المالبس‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫تبيف مف خالؿ موضوع بحثنا أف اإلرادة تُعد قواـ التصرؼ القانوني‪ ،‬بحيث‬
‫يترتب عمى عدـ وجود إرادة حقيقية واعية‪ ،‬عدـ انعقاد العقد؛ إذ إف العقد حصيمة‬
‫التقاء إرادتيف متطابقتيف عمى إحداث أثر قانوني معيف‪ .‬فاإلرادة ظاىرة نفسية ال ييتـ‬
‫بيا القانوف إال إذا تـ اإلفصاح عنيا إلى العالـ الخارجي بإحدى مظاىر التعبير عنيا‪،‬‬
‫أي بوسيمة تدؿ عمى وجودىا‪.‬‬

‫وفي نياية بحثنا‪ ،‬يمكننا أف نورد بعض النتائج االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬التعبير عف اإلرادة كؿ سموؾ إيجابي أو سمبي يسمح باستخالص وجود إرادة‬


‫محددة ومعمنة لمغير وتتجو إلى االرتباط القانوني‪ ،‬وأيًّا كانت الوسيمة التي‬
‫يحا‪ ،‬وقد يكوف‬
‫تستعمؿ لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬فإف ىذا التعبير قد يكوف صر ً‬
‫ضمنيًّا‪.‬‬
‫‪ -2‬التعبير الضمني عف اإلرادة‪ ،‬ىو الذي ُيستدؿ منو عمى اإلرادة بطريقة غير‬
‫مباشرة‪ ،‬أي بوسيمة ال تتفؽ والمألوؼ بيف الناس في الكشؼ عف ىذه اإلرادة‪،‬‬
‫ولكف يمكف أف تُستنبط وتُستخمص منيا داللة التعبير في ضوء ظروؼ‬
‫الحاؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬السكوت المجرد‪ ،‬ىو الصمت وعدـ الكالـ فيو موقؼ سمبي أي عدـ‪ ،‬ولذا‬
‫ذىب أغمب الفقو القانوني إلى األخذ بالقاعدة التي أوردىا فقياء الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مف أنو‪ " :‬ال ينسب إلى ساكت قوؿ"‪ .‬بمعنى أف الشخص الساكت‬
‫الذي لـ يصدر منو فعؿ يدؿ عمى رضاه‪ ،‬أو عدـ رضاه‪ ،‬ال يمكف أف ُيعد‬
‫سكوتو عمى أنو موافقة‪ ،‬أو رفض؛ ألف اإلرادة أمر باطني‪ ،‬وشيء خفي ال‬
‫يظير إال بأمر خارجي يدؿ عميو والسكوت المجرد ال ُيستفاد منو ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -4‬اف السكوت ُيعد وسيمة مف وسائؿ التعبير عف اإلرادة‪ ،‬وذلؾ يتـ مف خالؿ‬
‫الظروؼ والمالبسات المحيطة بالسكوت‪ ،‬فإذا كانت الظروؼ المحيطة‬

‫‪- 41 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫بالسكوت محددة مسبقًا ذاتيا ومدلوليا‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬األثر المترتب عمى‬
‫أيضا‪ ،‬وذلؾ وفقًا لقاعدة قانونية أو اتفاقية‪ ،‬فإف‬
‫السكوت محاط بيا محدد ً‬
‫داللة السكوت عمى اإلرادة تكوف ىنا صريحة‪ ،‬وىذا ىو شأف ما يسمى‬
‫بالسكوت الموصوؼ‪ ،‬ذلؾ أف ىذا السكوت الموصوؼ يدؿ عمى اإلرادة‬
‫مباشرة متى تحقؽ وجوده بظروفو‪ .‬ويتكفؿ النص أو االتفاؽ في تحديد مدلولو‬
‫عمى اإلرادة‪ .‬أما إذا كانت الظروؼ المحيطة بالسموت غير محددة مسبقًا‪،‬‬
‫ذاتيا ومدلوليا‪ ،‬فإف داللة السكوت عمى اإلرادة تكوف ضمنية‪ ،‬ذلؾ أف داللة‬
‫ابتداء تكوف متوقفة عمى نوعية ىذه الظروؼ‬
‫ً‬ ‫ىذا السكوت إذا تحقؽ وجوده‬
‫ومدى قدرتيا عمى تفسيره‪ ،‬وعند ذلؾ ينبغي استنباط مقصود اإلرادة مف‬
‫السكوت ومالبساتو‪ ،‬وىذا ىو شأف السكوت المالبس الذي ال يدؿ عمى اإلرادة‬
‫مباشرةً‪ ،‬فداللتو ليست معمومة مسبقًا كالسكوت الموصوؼ‪ ،‬ولكف ُيستدؿ مف‬
‫السموت ومالبساتو عمى انصراؼ اإلرادة إلى معنى معيف‪.‬‬
‫‪ -5‬اف السكوت محاط بالظروؼ الموصوفة‪ ،‬أو المالبسة ُيشكؿ إرادة ظاىرة‬
‫تفصح عف اإلرادة الباطنة‪ ،‬فيو وسيمة مف وسائؿ التعبير عنيا‪ ،‬ويدؿ عمييا‬
‫بصورة صريحة في حاالت السكوت الموصوؼ‪ ،‬وبصورة ضمنية في حاالت‬
‫السكوت المالبس‪.‬‬
‫‪ -6‬اف المسمؾ القانوني يتفؽ مع ما ذىب اليو الفقو اإلسالمي الذي يعوؿ عمى‬
‫اإلرادة الحقيقية(الباطنة) مف حيث األصؿ‪ ،‬غير أنو يضع مكانة محترمة‬
‫لإلرادة الظاىرة باعتبارىا الدليؿ الصادؽ عمى اإلرادة الحقيقية‪ ،‬ويتوقؼ عندىا‬
‫حتى يقوـ الدليؿ القاطع عمى عكسيا‪ .‬وذلؾ يمكف القوؿ أف موضوعية اإلرادة‬
‫التعاقدية محؿ اعتبار الفقييف‪ :‬القانوني والشرعي‪ ،‬فال يمكف االعتماد عمى‬
‫استنادا إلى أف إرادة الساكت الحقيقية الخالية مف أي دليؿ‬
‫ً‬ ‫السكوت المجرد‬
‫طا بالمالبسات‬
‫يدؿ عمييا‪ ،‬وانما المعوؿ عميو أف نعتبر السكوت محا ً‬

‫‪- 40 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫والظروؼ الموضوعية‪ ،‬بمنزلة اإلرادة الظاىرة التي نتوقؼ عندىا كدليؿ‬


‫صادؽ عف اإلرادة الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -7‬الظروؼ والقرائف التي يمكف االعتماد عمييا في تفسير السكوت وتحديد داللتو‬
‫عمى الرضا‪ ،‬أو الرفض ينبغي أف تكوف ظروفًا سابقة لمسكوت‪ ،‬أو معاصرة‬
‫لو‪ ،‬سواء أكانت المعاصرة في بداية نشأة السكوت أـ في أثناء المدة التي يظؿ‬
‫وصالحا؛ ألف تقترف بو ظروؼ مفسرة لو‪ ،‬أما الظروؼ‬ ‫ً‬ ‫قائما‬
‫فييا السكوت ً‬
‫الالحقة لمسكوت بحسب التطبيقات العممية بيذا الصدد والتي أوردىا الفقياء‪،‬‬
‫فال يمكف القوؿ بصالحيتيا لتفسير اتجاه إرادة الساكت‪ ،‬النقطاع الصمة بينيا‬
‫وبيف السكوت بسقوط محؿ التعبير عف اإلرادة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التوصيات والمقترحات‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ -1‬ينبغي االىتماـ بدراسة القواعد الفقيية وشروحيا وتبيف آثارىا الفقيية المترتبة‬
‫نظر لما ليذه القواعد مف‬
‫عمييا؛ وذلؾ بدراسات فقيية معاصرة متخصصة؛ ًا‬
‫أىمية بالغة وقيمة عممية كبيرة في مجاؿ التعرؼ عمى األحكاـ الفقيية؛ إذ‬
‫أنيا تحقؽ ذلؾ بسيولة ويسر‪ ،‬فيي تضبط المسائؿ المنتشرة المتعددة وتنظميا‬
‫تحت اصوؿ ومبادئ فقيية عمى نحو ييسر التعرؼ عمى أحكاميا بإدراؾ‬
‫الروابط بيف الجزيئات المتفرقة‪.‬‬
‫الم َعبر عف اإلرادة‪ ،‬وذلؾ مف حيث النصوص‬ ‫‪ -2‬ينبغي إبراز أثر السكوت ُ‬
‫القانونية‪ ،‬أو التطبيقات القضائية‪ ،‬أو آراء فقياء القانوف المدني‪ ،‬فميس ىناؾ‬
‫مف مانع مف االستفادة مف المعيف الثري الذي ال ينبض‪ ،‬أال وىو آراء الفقو‬
‫اإلسالمي بيذا الصدد‪ ،‬وما أوردوه مف تطبيقات عممية تغني وتثري الميتميف‬
‫بيذا الخصوص‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫الهوامش‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬د‪ .‬وليـ سميماف قالدة‪ ،‬التعبير عف اإلرادة في القانوف المدني المصري‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص ‪.152‬‬
‫(‪ )2‬وىذا ما نصت عميو(المادة ‪ )79‬مف القانوف المدني العراقي‪ ،‬وتقابميا نص (‪ )91‬مف القانوف‬
‫المدني المصري‪ ،‬ونص المادة(‪ )1113‬مف قانوف العقود الفرنسي لسنة ‪.2116‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬د‪ .‬جالؿ الديف العدوي‪ ،‬أصوؿ االلتزامات – مصادر االلتزاـ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص‪ 89‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪:‬د‪ .‬عبدالمنعـ فرج الصدة‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ص‪ .83‬ود‪ .‬جميؿ الشرقاوي‪ ،‬النظرية العامة‬
‫لاللتزاـ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرحمف عياد‪ ،‬أساس االلتزاـ العقدي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬مجموعة األعماؿ التحضيرية لمقانوف المدني المصري‪ ،‬ج‪ ،2/‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالفتاح عبد الباقي‪ ،‬نظرية العقد واإلرادة المنفردة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبد المنعـ فرج الصدة‪ ،‬نظرية العقد في الشريعة اإلسالمية والقانوف الوضعي‪ ،‬ج‪،1/‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪:‬جماؿ الديف أبو الفضؿ بف منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،2/‬مادة(سكت)‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ 2146‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرازؽ حسف فرج‪ ،‬النظرية االلتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مطبعة‬
‫الفجر الجديد‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1985 ،‬ص ‪ 22‬وما بعدىا‪ .‬ود‪ .‬عبدالرزاؽ أحمد السنيوري‪،‬‬
‫الوسيط في شرح القانوف المدني‪ ،‬ج‪ ،1/‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 235‬وما بعدىا‪،‬‬
‫ود‪ .‬عبد الفتاح عبدالباقي‪ ،‬موسوعة القانوف المدني المصري(نظرية العقد واإلرادة المنفردة)‪،‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 99‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عمي محيي قره داغي‪ ،‬مبدأ الرضا في العقود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 1169‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )12‬ينظر‪ :‬د‪ .‬ثروت فتحي اسماعيؿ‪ ،‬صالحية السكوت لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬بحث منشور في‬
‫مجمة إدارة قضايا الحكومة‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد‪ ،1999 ،2/‬ص ‪.86‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬د‪ .‬وحيد الديف سوار‪ ،‬التعبير عف اإلرادة في الفقو اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابؽ ص ‪.264‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬د‪ .‬زكريا البري‪ ،‬مصادر األحكاـ اإلسالمية‪ ،‬دار االتحاد العربي لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،1975 ،‬ص ‪ 64‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )15‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرازؽ حسف فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )16‬وبنفس المعنى‪ ،‬المادة (‪ )98‬مف القانوف المدني المصري النافذ‪ ،‬والمادة(‪ )83‬مف القانوف‬
‫المدني السوداني‪ ،‬والمادة(‪ )181‬مف قانوف الموجبات والعقود المبناني‪ ،‬والمادة(‪ )29‬مف القانوف‬
‫المدني التونسي‪.‬‬
‫(‪ )17‬وبنفس المعنى‪ ،‬جاء نص " الفقرة أوًال مف المادة(‪ " )421‬مف القانوف المدني المصري النافذ‪،‬‬
‫وتقابيا نص" الفقرة أوًال مف المادة (‪ ")359‬مف القانوف المدني السوداني‪ ،‬والمادتاف(‪،374‬‬
‫‪ )391‬مف قانوف الموجبات والعقود المبناني‪.‬‬
‫ثانيا مف المادة(‪ " )316‬مف القانوف المدني المصري‪ ،‬ونص‬
‫(‪ )18‬وقريب مف ذلؾ نص " الفقرة ً‬
‫المادة(‪ )287‬مف قانوف الموجبات والعقود المبناني‪.‬‬
‫(‪ )19‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبد الرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ )21‬ينظر‪ :‬د‪ .‬نزيو الميدي‪ ،‬محاولة التقريب بيف المذىبيف الشخصي والموضوعي في االلتزاـ‪،‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫(‪ )21‬ينظر‪ :‬د‪ .‬سميـ رستـ باز‪ ،‬شرح المجمة العدلية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 47‬وما بعدىا‪ .‬و د‪ .‬نزيو‬
‫الميدي‪ ،‬محاولة لمتوفيؽ بيف المذىبيف الشخصي والموضوعي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫(‪ )22‬فقد نظمت نصوص القانوف المدني العراقي النافذ‪ ،‬عدة حاالت لمسكوت الموصوؼ‪ ،‬ومنيا‪":‬‬
‫ثانيا مف المادة(‪ ")341‬التي أشارت إلى اعتبار سكوت المحاؿ لو في (حوالة‬
‫‪ -‬نص "الفقرة ً‬
‫ثانيا) مف القانوف المدني المصري‪.‬‬
‫فضا لمحوالة‪ .‬وتقابيا نص المادة(‪ً /316‬‬
‫الديف)‪ُ ،‬يعد ر ً‬
‫‪ -‬وكذلؾ السكوت في البيع بشرط التجربة‪ ،‬الذي أشارت إليو‪" ،‬الفقرة أوًال مف المادة(‪،")524‬‬
‫حيث اعتبرت سكوت المشتري ببيع الشيء بشرط التجربة مع تمكنو مف تجربة المبيع ُيعد‬
‫قبوًال لمبيع‪ .‬وتقابميا نص المادة(‪ /421‬أوًال) مف القانوف المدني المصري‪.‬‬
‫أيضا نظمت المادة(‪ )525‬مف القانوف المدني العراقي النافذ حالة السكوت ببيع الشيء‬
‫‪ -‬و ً‬
‫فضا لممبيع‪ .‬وتقابميا نص المادة(‪)422‬‬
‫بشرط المذاؽ‪ ،‬واعتبرت سكوت بعد المذاؽ‪ُ ،‬يعد ر ً‬
‫مف القانوف المدني المصري‪.‬‬
‫‪ -‬كما نظمت المادة(‪ )561‬مف القانوف المدني العراقي النافذ حالة سكوت المشتري بشأف‬
‫ضماف العيوب الخفية‪ ،‬حيث اعتبرت عدـ قياـ المشتري بإخطار البائع بعد العمـ بالعيب‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫ُيعد رضا بالعيب ويسقط حقو في الرجوع عمى البائع بالضماف‪ .‬وتقابميا نص المادة(‪)449‬‬
‫مف القانوف المدني المصري‪.‬‬
‫(‪ )23‬ينظر‪ :‬د‪ .‬نزيو صادؽ الميدي‪ ،‬محاولة لمتوفيؽ بيف المذىبيف الشخصي والموضوعي في‬
‫االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 254‬وما بعدىا‪.‬‬
‫ثانيا) مف القانوف المدني العراقي‪ ،‬ويقاربيا نص‬
‫(‪ )24‬وىذه الحاالت‪ ،‬نظمتيا نص المادة(‪ً /81‬‬
‫المادة(‪ )98‬مف القانوف المدني المصري‪ ،‬والتي اضافة حالة رابعة لمسكوت المالبس‪ ،‬واعترتيا‬
‫حالة قبوؿ بالسكوت‪ ،‬وىي‪ :‬حالة القبوؿ بالسكوت إذا اقتضاه عرؼ تجاري‪ .‬وقد تعرض ىذا‬
‫النص بسبب ىذه الحالة لنقد مف قبؿ الفقو القانوني المصري‪ ،‬ولمزيد مف التفصيؿ بيذا الصدد‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 111‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )25‬ينظر‪ :‬قرار محكمة استنئناؼ القاىرة‪ ،‬القرار ذي الرقـ ‪ /435‬استئناؼ مختمط‪ ،‬في‬
‫‪ ،1998/5/18‬مجموعة االحكاـ النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬العدد‪ ،3/‬س ‪ ،1998 ،5‬ص ‪.258‬‬
‫(‪ )26‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 98‬وما‬
‫بعدىا‪ .‬ود‪ .‬إسماعيؿ غناـ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ -‬العقد واإلرادة المنفردة‪،‬‬
‫ط‪ ،3/‬مكتبة عبداهلل وىبة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1985 ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ )27‬ينظر‪ :‬عبدالرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 96‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )28‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرزاؽ السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني‪ ،‬ج‪ ،6/‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ 784‬وما بعدىا‪ .‬ود‪ .‬حمدي عبدالرحمف‪ ،‬آثار عقد اإليجار‪ ،‬دار الحقوؽ لمطبع والنشروالتوزيع‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪ 183‬وما بعدىا‪ .‬ود‪ .‬عبدالناصر توفيؽ العطار‪ ،‬شرح احكاـ‬
‫اإليجار في التقنيف المدني وتشريعات ايجار االماكف‪ ،‬ط‪ ،2/‬المطبعة العربية الحديثة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ .1989 ،‬والمستشار أنور طمبو‪ ،‬عقد اإليجار في ضوء قضاء النقض‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1985 ،‬ص ‪ 135‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )29‬وينظر‪ :‬في قضاء محكمة األمور المستعجمة المصرية‪ ،‬القرار ذي الرقـ ‪ 326‬في‬
‫‪ ،1987/2/13‬مجمة المحاماة‪ -‬المصرية‪ ،‬س ‪ ،21‬العدد‪ ،3/‬لسنة ‪ ،1987‬ص ‪ 614‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬قرار محكمة استئناؼ بغداد االتحادية‪ ،‬ذي الرقـ ‪ ،183‬في ‪.1981/6/24‬‬ ‫وينظر ً‬
‫ومبرما‬
‫ً‬ ‫خاضعا ألحكاـ القانوف المدني‪،‬‬
‫ً‬ ‫وحيث جاء في حيثيات قرارىا‪ ":‬إذا كاف عقد اإليجار‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫منتفعا بالمأجور بعد انتياء المدة مف دوف اعتراض مف المؤجر‪ُ ،‬فيعد‬


‫ً‬ ‫لمدة سنة‪ ،‬وبقي المستأجر‬
‫العقد قد تجدد بشروطو األولى"‪ .‬مجموعة االحكاـ العدلية‪ ،‬و ازرة العدؿ العراقية‪ -‬قسـ اإلعالـ‬
‫القانوني‪ ،‬العدد‪ ،1/‬س ‪ ،1981 ،12‬ص ‪ 166‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )31‬وىذا ما نصت عميو‪ ،‬المادة(‪ /599‬أوًال) مف القانوف المدني المصري‪ ،‬وتقابميا نص(المادة‬
‫‪/781‬أوًال) مف القانوف المدني العراقي‪.‬‬
‫(‪ )31‬ينظر‪ :‬د‪ .‬حممي بيجت بدوي‪ ،‬أصوؿ االلتزامات‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ )32‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني المصري‪ ،‬ج‪ ،1/‬مرجع‬
‫سابؽ‪ ،‬ص ‪ 188‬وما بعدىا‪ .‬ود‪ .‬عبد المنعـ فرج الصدة‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ 83‬وما بعدىا‪ .‬و د‪ .‬محمود جماؿ الديف زكي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪،‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 69‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )33‬ينظر‪ :‬د‪ .‬محمود جماؿ الديف زكي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص ‪ 71‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )34‬ينظر‪ :‬د‪ .‬أحمد سالمة‪ ،‬مذكرات في نظرية االلتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مكتبة‬
‫يضاحية لممشروع‬
‫عيف شمس‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1984 ،‬ص ‪ .82‬فقد جاء في المذكرة األ ً‬
‫التمييدي لمقانوف المدني المصري‪ ،‬عمى أنو‪ ":‬ومع ذلؾ فمف المحقؽ أف اتخاذ موقؼ معيف‪ ،‬أو‬
‫حتما أف تكوف ىذه اإلرادة ضمنية‪ ،‬فمف صور‬ ‫سموؾ بالذات‪ ،‬لإلفصاح عف اإلرادة ال يستتبع ً‬
‫مباشر مألوفًا في اإلفصاح عف اإلرادة‪ ،‬ويكوف‬
‫ًا‬ ‫سموبا‬
‫السموؾ في بعض الفروض‪ ،‬ما قد يعتبر أ ً‬
‫يحا "‪ .‬لمزيد مف التفصيؿ‪ ،‬ينظر‪ :‬مجموعة االعماؿ التحضيرية لمقانوف‬
‫تعبير صر ً‬
‫ًا‬ ‫بيذه المثابة‬
‫المدني المصري‪ ،‬ج‪ ،2/‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ )35‬قرار محكمة تمييز العراؽ‪ ،‬ذي الرقـ ‪ /149‬استئنافية‪ 1988 /‬في ‪ ،1988/3/9‬مجموعة‬
‫األحكاـ العدلية‪ ،‬العدد‪ ،1/‬لسنة ‪ ،1988‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )36‬قرار محكمة تمييز العراؽ االتحادية‪ ،‬ذي الرقـ ‪ /3224‬الييئة االستئنافية‪ ،‬عقار‪ 2111 /‬في‬
‫‪ ،2111 /11/11‬غير منشور‪.‬‬
‫(‪ )37‬قرارمحكمة النقض المصرية‪ ،‬نقض مدني في ‪ ،1979/2/1‬الطعف ذي الرقـ ‪ ،315‬س ‪49‬‬
‫ؽ‪ ،‬مجموعة احكاـ النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬عدد‪ ،3 /‬لسنة ‪ ،1979‬ص ‪.132‬‬
‫(‪ )38‬قرارمحكمة النقض المصرية‪ ،‬نقض مدني في ‪ ،1979 /12 /15‬الطعف ذي الرقـ ‪،1146‬‬
‫س ‪48‬ؽ‪ ،‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬عدد‪ ،3/‬لسنة ‪ ،1979‬ص ‪.284‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫(‪ )39‬ينظر‪ :‬في ىذا الشأف (وسائؿ التعبير عف اإلرادة)‪ ،‬القوانيف المدنية العربية واألجنبية‪:‬‬
‫المادة(‪ )79‬مدني عراقي‪ ،‬والمادة(‪ )91‬مدني مصري‪ ،‬والمادة(‪ )179‬مدني لبناني‪،‬‬
‫والمادة(‪ )1113‬مف قانوف العقود الفرنسي لسنة ‪.2116‬‬
‫(‪ )41‬ينظر‪ :‬في ىذا الشأف (حاالت السكوت المالبس)‪ ،‬القوانيف المدنية العربية واألجنبية‪ :‬المادة‬
‫(‪ )81‬مدني عراقي‪ ،‬والمادة (‪ )98‬مدني مصري‪ ،‬والمادة (‪ )181‬مدني لبناني‪ ،‬والمادة‬
‫(‪ )1121‬مف قانوف العقود الفرنسي لسنة ‪.2116‬‬
‫(‪ )41‬ينظر‪ :‬في ىذه الشأف (حاالت السكوت الموصوؼ)‪ ،‬القوانيف المدنية‪:‬‬
‫‪/‬ثانيا) مدني العراقي‪ ،‬والتي عدت عدـ البياف(السكوت) تغر ًيرا(تدليس) في عقود‬
‫‪ -‬المادة (‪ً 121‬‬
‫أيضا‬
‫‪/‬ثانيا) مدني مصري‪ ،‬وتقابميا ً‬
‫األمانة‪ ،‬ويؤدي إلى وقؼ العقد‪ .‬وتقابميا المادة (‪ً 125‬‬
‫المادة(‪ )218‬مدني لبناني‪.‬‬
‫ثانيا) مدني عراقي‪ ،‬بشأف حوالة الديف واعتبرت سكوت الدائف بعد إعالنو‬
‫‪ -‬والمادة (‪ً /341‬‬
‫‪/‬ثانيا) مدني‬
‫رفضا ليا‪ ،‬وتقابميا المادة(‪ً 316‬‬
‫ً‬ ‫بالحوالة‪ ،‬عف إقرارىا خالؿ أجؿ معقوؿ‬
‫أيضا المادة (‪ )287‬مدني لبناني‪.‬‬
‫مصري‪ ،‬وتقابميا ً‬
‫‪ -‬والمادة (‪ /542‬أوًال) مدني عراقي‪ ،‬بشأف البيع بشرط التجربة‪ ،‬والتي عدت سكوت المشتري‬
‫المدة القانونية لمتجربة مع تمكنو منيا قبوًال لممبيع ينعقد بو البيع‪ .‬وتقابميا المادة(‪/421‬أوًال)‬
‫أيضا تقابميا المادة (‪ )219‬مدني لبناني‪.‬‬
‫مدني مصري‪ ،‬و ً‬
‫(‪ )42‬وىذا وفقًا لنص المادة(‪ )1215‬مف قانوف العقود الفرنسي لسنة ‪ 2116‬النافذ‪ ،‬والتي جاء فييا‪،‬‬
‫عؿ أنو‪ ":‬إذا انقضى أجؿ العقد المبرـ لمدة محددة‪ ،‬واستمر المتعاقديف في تنفيذ االلتزامات‬
‫الناتجة عنو يكوف ىناؾ تجديد ضمني‪ .‬يرتب ىذا األخير ذات اآلثار التي يرتبيا تجديد‬
‫العقد"‪.‬‬
‫(‪ )43‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبدالرازؽ حسف فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪.192‬‬
‫(‪ )44‬ينظر‪ :‬د‪ .‬محسف البيو‪ ،‬مشكمتاف متعمقتاف بالقبوؿ "السكوت واإلذعاف"‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1985 ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ )45‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبداليادي العطافي‪ ،‬صور مف طرؽ التعبير عف اإلرادة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )46‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عمي محيي الديف القره داغي‪ ،‬مبدأ الرضا في العقود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 1111‬وما‬
‫بعدىا‪ .‬ود‪ .‬عبدالرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫(‪ )47‬ينظر‪ :‬د‪ .‬أنور سمطاف‪ ،‬المبادئ القانونية العامة‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،1978‬ص ‪ 292‬وما بعدىا‪ .‬و د‪ .‬عبدالفتاح عبدالباقي‪ ،‬مصادر االلتزاـ في قانوف التجارة‬
‫الكويتي مقارًنا بالفقو اإلسالمي وأحكاـ المجمة(نظرية العقد)‪ ،‬دار الوطف‪ ،‬الكويت‪،1995 ،‬‬
‫ص ‪ 81‬وما بعدىا‪ .‬و د‪ .‬عبد المجيد الحكيـ‪ ،‬الوسيط في نظرية العقد‪ ،‬ج‪ ،1/‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص ‪ 148‬وما بعدىا‪ .‬ود‪ .‬محمد إبراىيـ دسوقي‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪ 49‬وما بعدىا‪.‬‬
‫استنادا إلى المذكرة اإليضاحية لمقانوف المدني المصري‪ ،‬يذىب بعض ىؤالء إلى ما ورد فييا‬
‫(‪ )48‬و ً‬
‫مف أنو‪ " :‬ينبغي التفريؽ بيف التعبير الضمني عف اإلرادة وبيف مجرد السكوت‪ ،‬فالتعبير‬
‫الضمني وضع إيجابي‪ ،‬أما السكوت فيو مجرد وضع سمبي‪ ،‬وقد يكوف التعبير الضمني‬
‫يجابا أو قبوًال‪ ،‬أما السكوت فمف الممتنع عمى وجو اإلطالؽ أف يتضمف‬
‫بحسب األحواؿ إ ً‬
‫يجابا‪ ،‬وانما يجوز في بعض فروض استثنائية أف يعتبر قبوًال"‪ .‬ينظر‪ :‬مجموعة االعماؿ‬
‫إ ً‬
‫التحضيرية‪ ،‬ج‪ ،2/‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ )49‬ينظر‪ :‬د‪ .‬أحمد سالمة‪ ،‬مذكرات في نظرية االلتزاـ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫و د‪ .‬جميؿ الشرقاوي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1981 ،‬ص ‪ .281‬و محمد نصر الديف زغموؿ‪ ،‬اإلرادة في العمؿ القانوني‬
‫وعيوبيا‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬د‪ .‬إسماعيؿ غانـ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫ود‪ .‬برىاـ محمد عطااهلل‪ ،‬أساسيات نظرية االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،2/‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2113 ،‬ص‪ .58‬ود‪ .‬حممي بيجت بدوي‪ ،‬أصوؿ االلتزامات‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬مرجع‬
‫سابؽ‪ ،‬ص ‪ .86‬ود‪ .‬عبد الرحمف عياد‪ ،‬أساس االلتزاـ العقدي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .45‬ود‪.‬‬
‫عبد المنعـ فرج الصدة‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬د‪ .‬سميماف مرقس‪ ،‬موجز اصوؿ االلتزامات‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،1956 ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ )52‬ينظر‪ :‬د‪ .‬عبد الرازؽ حسف فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪.192‬‬
‫(‪ )53‬ينظر‪ :‬قرار محكمة تمييز العراؽ‪ ،‬القرار ذي الرقـ ‪ / 141‬ىيئة عامة ثانية‪ ،1974/‬في‬
‫‪ ،1974/5/25‬جاء فيو‪ " :‬ليس لممحكمة أف تقضي مف تمقاء نفسيا بعدـ اختصاصيا‬
‫المكاني؛ ألف الدفع باالختصاص المكاني مف حؽ الخصـ‪ ،‬فإف أعرض عنو وتعرض‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫لموضوع الدعوى‪ ،‬سقط حقو بإبداء ىذا الدفع "‪ ،‬ينظر‪ :‬محكمة تمييز العراؽ االتحادية‪ ،‬النشرة‬
‫القضائية‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬السنة‪ ،5/‬العدد‪ ،1974 ،2 /‬ص ‪.221‬‬
‫وينظر‪ :‬قرار محكمة االستئناؼ المختمطة المصرية‪ ،‬في ‪ ،1971 /7 /11‬الذي جاء فيو‪ " :‬أف‬
‫مقيدا بيذا‬
‫الشخص الذي يصدر منو اإليجاب بضماف آخر يريد استئجار عيف مف الحكومة ُيعد ً‬
‫الضماف بمجرد رسو المزاد عمى مف كفمو مف دوف حاجة لقبوؿ الكفالة مف جانب الحكومة؛ إذ‬
‫السكوت في ىذه الحالة ُيعد قبوًال " أشار إليو‪:‬د‪ .‬عبدالرزاؽ السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف‬
‫المدني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫(‪ )54‬فقد قضت محكمة النقض المصرية‪ ،‬القرار ذي الرقـ ‪ /124 /‬نقض مدني‪ ،‬في ‪/2/27‬‬
‫‪ ،1981‬بأف‪ " :‬عدـ اعتراض الشركة المؤجرة عمى واقعة تبادؿ المستأجريف بذات العقار لمعيف‬
‫المؤجرة لكؿ منيما‪ ،‬بالرغـ مف أخطارىا بذلؾ مع استمرارىا في تقاضي األجرة مدة طويمة ُيعد‬
‫ار ضمنيًّا مف المؤجر بالموافقة عمى ىذا التبادؿ‪ ،‬ويغني عف صدور تصريح كتابي منو‬
‫إقرًا‬
‫بذلؾ "‪ .‬ينظر‪ :‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض المصرية‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬السنة ‪ ،31 /‬العدد‪/‬‬
‫‪ ،1981 ،1‬ص ‪.164‬‬
‫أيضا‪ ،‬بالقرار ذي الرقـ ‪ ،181‬نقض مدني في ‪ ،1981 /2/26‬الذي جاء فيو‪،‬‬
‫‪ -‬وقضت ً‬
‫بأف‪ " :‬سكوت المؤجر مدة طويمة عف تغيير وجو استعماؿ العيف مف محؿ لبيع الحموى‬
‫إلى مصنع لمحموى‪ ،‬أمر يستحؽ المراعاة؛ إذ لو ثبت ذلؾ‪ ،‬فإنو ُيعد تنا ًزال ضمنيًّا عف‬
‫ضمنا‬
‫ً‬ ‫طمب إخالء العيف مف المستأجر‪ ،‬واغفاؿ الحكـ لدفاع المستأجر بموافقة المؤجر‬
‫عمى ىذا التغيير بسكوتو مدة طويمة قصور يستوجب نقضو "‪ .‬ينظر‪:‬مجموعة احكاـ‬
‫محكمة النقض المصرية‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬السنة‪ ،31 /‬العدد‪ ،1981 ،1 /‬ص ‪.647‬‬
‫أيضا‪ ،‬بالقرار ‪ ،389‬نقض مدني في ‪ ،1991 /5/4‬بأف‪ " :‬عدـ منازعة الخصـ‬
‫‪ -‬وقضت ً‬
‫ار ضمنيًّا بيا "‪.‬‬
‫في بعض وقائع الدعوى (سكوتو عنيا)‪ ،‬يجيز لممحكمة أف تعتبر ذلؾ إقرًا‬
‫ينظر‪ :‬مجاة المحاماة المصرية‪ ،‬السنة‪ ،55‬العدد‪ ،14 /‬ص ‪.588‬‬
‫(‪ )55‬فقد قضت محكمة النقض التجارية في فرنسا‪ ،‬نقض تجاري‪ ،‬بالقرار ذي الرقـ ‪ ،13‬في ‪/1 /9‬‬
‫سمسار)‪ ،‬في‬
‫ًا‬ ‫وكيال بالعمولة (‬
‫‪ ،1956‬والذي جاء فيو‪ ،‬بأف‪ " :‬مف وجو اليو التعبير بوصفو ً‬
‫البورصة التجارية لباريس ال يمكف افتراض جيمو بالعرؼ السائد في ىذه البورصة‪ ،‬بأنو متى‬
‫وجو إليو إيجاب معيف ولـ يرفضو خالؿ ‪ 24‬ساعة ُيعد قبوًال ضمنيًّا ليذا اإليجاب "‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫أشار اليو‪ ،‬د‪ .‬نزيو صادؽ الميدي‪ ،‬محاولة لمتوفيؽ بيف المذىبيف الشخصي والموضوعي في‬
‫االلتزاـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.245‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫أيضا قضي في فرنسا‪ ،‬نقض اجتماعي‪ ،‬في ‪ ،1958 /2 /21‬والذي جاء فيو‪ ،‬بأف‪ ":‬سكوت‬ ‫و ً‬
‫المالؾ وعدـ اعتراضو عمى قياـ المستأجر بالتأجير مف الباطف مدة طويمة ُيفسر عمى أنو قبوؿ‬
‫ضمني "‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪.-see: Bull Civil 1958. IV. p. 195,N. 268‬‬
‫أشار إليو‪ ،‬د‪ .‬عبدالرازؽ فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫مثال‪ ،‬وبشأف تنظيـ حكـ السكوت فيو‪ ،‬وفقًا لنص(المادة‪/524‬أوًال) "‬
‫(‪ )56‬ففي البيع بشرط التجربة ً‬
‫مف القانوف المدني العراقي‪ ،‬حيث يتحقؽ السكوت إذا لـ يعمف المشتري رفضو لممبيع في المدة‬
‫المتفؽ عمييا‪ ،‬أو المعقولة في التعامؿ؛ إذ القانوف يوجب عمى المشتري إعالف الرفض أف لـ‬
‫يرغب بالمبيع‪ ،‬ويتحقؽ الظرؼ المنصوص عميو في تمكنو مف تجربة المبيع‪ ،‬وقدرتو عمى‬
‫ذلؾ‪ ،‬فإذا لـ ُيعمف رفضو مع تمكنو مف التجربة فقد تحقؽ سكوتو بظروفو‪ ،‬ودؿ عمى إرادتو‬
‫بوضوح‪ ،‬حيث اتجيت اإلرادة إلى السكوت وىي عالمة بأنو ُيعد قبوًال‪ ،‬فتكوف بذلؾ قد اختارت‬
‫قبوؿ المبيع في وقت كاف باستطاعتيا أف ترفضو إف شاءت‪ ،‬فيكوف السكوت ىنا قد أظير‬
‫قانونا‪ ،‬أو عرفًا‪ ،‬أو اتفاقًا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مقصود اإلرادة بصورة مباشرة يفيميا الطرؼ اآلخر وفقًا لممألوؼ‬
‫غالبا فيكوف بذلؾ مألوفًا‪ ،‬وأما‬‫أما العادة‪ ،‬فالقانوف ال ينظميا‪ ،‬وىي ما تسمكو إرادات األفراد ً‬
‫ومستقر وبيذا يكوف مألوفًا‪،‬‬
‫ًا‬ ‫شائعا بيف الناس‬
‫العرؼ فيو ال يصؿ إلى ىذه المرتبة حتى يكوف ً‬
‫وأما االتفاؽ فيو مف الوضوح بيف طرفيو بما يغني عف القوؿ بخفاء داللتو‪ ،‬وىذه ىي مميزات‬
‫التعبير الصريح " الذي يكوف بإتخاذ مظير تعارؽ الناس عمى داللتو عمى المعنى الذي‬
‫تنطوي عميو اإلرادة "‪ .‬لمزيد مف التفصيؿ بيذا الشأف ينظر‪ :‬د‪ .‬سيير منتصر‪ ،‬دروس في‬
‫النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬جامعة الزقازيؽ‪ ،‬مصر‪ ،1984 ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫المصادر والمراجع‬
‫أوًال‪ -‬الكتب القانونية‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬أحمد سالمة‪ ،‬مذكرات في نظرية االلتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مكتبة عيف‬
‫شمس‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1984 ،‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬إسماعيؿ غانـ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ -‬العقد واإلرادة المنفردة‪ ،‬مكتبة‬
‫عبداهلل وىبة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1966 ،‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬أنور طمبو‪ ،‬عقد اإليجار في ضوء قضاء النقض‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.1985 ،‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬برىاـ محمد عطااهلل‪ ،‬اساسيات نظرية االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،2/‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.2113 ،‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬ثروت فتحي إسماعيؿ‪ ،‬صالحية السكوت لمتعبير عف اإلرادة‪ ،‬بحث منشور في مجمة‬
‫إدارة قضايا الحكومة‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد‪.1999 ،2/‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬جالؿ الديف العدوي‪ ،‬أصوؿ االلتزامات – مصادر االلتزاـ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪1997 . ،‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬جميؿ الشرقاوي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪ ،‬القاىرة‪.1981 ،‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬حممي بيجت بدوي‪ ،‬أصوؿ االلتزامات‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬ط‪ ،3/‬مطبعة نوري‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.1986 ،‬‬
‫‪ .9‬د‪ .‬حمدي عبدالرحمف‪ ،‬آثار عقد اإليجار‪ ،‬دار الحقوؽ لمطبع والنشروالتوزيع‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬أنور سمطاف‪ ،‬المبادئ القانونية العامة‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬زكريا البري‪ ،‬مصادر االحكاـ اإلسالمية‪ ،‬دار االتحاد العربي لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1975‬‬
‫‪ .12‬د‪ .‬سميـ رستـ باز‪ ،‬شرح المجمة العدلية‪ ،‬ط‪ ،3/‬المطبعة األدبية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.1983 ،‬‬
‫‪ .13‬د‪ .‬سميماف مرقس‪ ،‬موجز أصوؿ االلتزامات‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.1956‬‬
‫‪ .14‬د‪ .‬سيير منتصر‪ ،‬دروس في النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬جامعة الزقازيؽ‪ ،‬مصر‪.1984 ،‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫الباحث‪ /‬كاظم حمادي يوسف&أ‪.‬د‪ .‬عباس زبون العبود‬ ‫الم َعبر عنها «دراسة مقارنة»‬
‫اإلرادة الضمنية والسكوت ُ‬

‫‪ .15‬د‪ .‬عبد الفتاح حسيني الشيخ‪ ،‬دراسات في أصوؿ الفقو‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار االتحاد العربي‬
‫لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .16‬د‪ .‬عبد المجيد الحكيـ‪ ،‬الوسيط في نظرية العقد‪ ،‬ج‪ ،1/‬شركة الطبع والنشر األىمية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫العراؽ‪.1967 ،‬‬
‫‪ .17‬د‪ .‬عبد المنعـ فرج الصدة‪ ،‬نظرية العقد في الشريعة اإلسالمية والقانوف الوضعي‪ ،‬ج‪،1/‬‬
‫دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .18‬د‪ .‬عبدالرازؽ حسف فرج‪ ،‬النظرية االلتزاـ‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬مطبعة الفجر‬
‫الجديد‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1985 ،‬‬
‫‪ .19‬د‪ .‬عبدالرازؽ حسف فرج‪ ،‬دور السكوت في التصرفات القانونية‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة‬
‫المدني‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1981 ،‬‬
‫‪ .21‬د‪ .‬عبدالرحمف عياد‪ ،‬أساس االلتزاـ العقدي‪ -‬النظرية والتطبيقات‪ ،‬المكتب المصري الحديث‬
‫لمطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1972 ،‬‬
‫‪ .21‬د‪ .‬عبدالرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني‪ ،‬ج‪ ،1/‬المجمد‪ ،1/‬مصادر‬
‫االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،3/‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2111 ،‬‬
‫‪ .22‬د‪ .‬عبدالرزاؽ السنيوري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬ج‪ ،1/‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .23‬د‪ .‬عبدالفتاح عبد الباقي‪ ،‬موسوعة القانوف المدني المصري (نظرية العقد واإلرادة المنفردة)‬
‫– دراسة معمقة ومقارنة بالفقو اإلسالمي‪ ،‬مطبعة نيضة مصر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1984 ،‬‬
‫‪ .24‬د‪ .‬عبدالفتاح عبد الباقي‪ ،‬مصادر االلتزاـ في قانوف التجارة الكويتي مقارًنا بالفقو اإلسالمي‬
‫وأحكاـ المجمة(نظرية العقد)‪ ،‬دار الوطف‪ ،‬الكويت‪.1995 ،‬‬
‫‪ .25‬د‪ .‬عبدالمنعـ فرج الصدة‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1984 ،‬‬
‫‪ .26‬د‪ .‬عبدالناصر توفيؽ العطار‪ ،‬شرح أحكاـ اإليجار في التقنيف المدني وتشريعات إيجار‬
‫األماكف‪ ،‬ط‪ ،2/‬المطبعة العربية الحديثة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬
‫‪ .27‬د‪ .‬عمي محيي قره داغي‪ ،‬مبدأ الرضا في العقود‪ -‬دراسة مقارنة في الفقو اإلسالمي‬
‫والقانوف المدني‪ ،‬ج‪ ،1/‬دار البشائر اإلسالمية لمطباعة والنشر‪.2118 ،‬‬
‫‪ .28‬د‪ .‬محسف البيو‪ ،‬مشكمتاف متعمقتاف بالقبوؿ "السكوت واالذعاف"‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪.1985 ،‬‬
‫‪ .29‬د‪ .‬محمد إبراىيـ دسوقي‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1998‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العدد الخامس والخمسون (الجزء الثاني) مايو ‪0202‬‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪ . .31‬د‪ .‬محمد نصر الديف زغموؿ‪ ،‬اإلرادة في العمؿ القانوني وعيوبيا‪ ،‬جامعة عيف شمس‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬بال سنة طبع‪.‬‬
‫‪ .31‬د‪ .‬محمود جماؿ الديف زكي‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات في القانوف المدني‬
‫المصري‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ط‪ ،3/‬مطبعة جامعة القاىرة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1978 ،‬‬
‫‪ .32‬د‪ .‬وحيدالديف سوار‪ ،‬التعبير عف اإلرادة في الفقو اإلسالمي‪ -‬دراسة مقارنة بالفقو الغربي‪،‬‬
‫ط‪ ،1/‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1961 ،‬‬
‫ثانيا‪ -‬كتب المغة والمعاجم‬
‫ً‬
‫جماؿ الديف أبو الفضؿ بف منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،2/‬ط‪ ،3/‬مادة(سكت)‪ ،‬دار المعارؼ‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪1985 ،‬‬
‫ثالثًا‪ -‬البحوث القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬عبداليادي العطافي‪ ،‬صور مف طرؽ التعبير عف اإلرادة في القانوف اإلنكميزي والتقنيف‬
‫المدني السوداني‪ ،‬بحث منشور في مجمة القانوف واالقتصاد لمبحوث القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ –جامعة القاىرة‪ ،‬العدد‪ ،1/‬السنة ‪.1974‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬نزيو محمد الصادؽ الميدي‪ ،‬محاولة لمتوفيؽ بيف المذىبيف الشخصي والموضوعي في‬
‫االلتزاـ‪ -‬نحو معيار مشترؾ يحكـ دور اإلرادة في تكويف االلتزاـ وتنفيذه وآثاره – دراسة‬
‫تطبيقية مقارنة‪ ،‬بحث منشور في مجمة القانوف واالقتصاد لمبحوث القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫تصدرىا كمية حقوؽ جامعة القاىرة‪ ،‬السنة‪ ،49‬االعداد(‪.1979 ،)4 ،3 ،2 ،1‬‬
‫ابعا‪ -‬القوانين المدنية‪:‬‬
‫رً‬
‫‪ -1‬القانوف المدني العراقي النافذ رقـ ‪ 41‬لسنة ‪ 1951‬وتعديالتو‪.‬‬
‫‪ -2‬القانوف المدني المصري النافذ رقـ ‪ 131‬لسنة ‪ 1948‬وتعديالتو‪.‬‬
‫‪ -3‬القانوف المعامالت المدنية السوداني النافذ لسنة ‪.1984‬‬
‫‪ -4‬قانوف الموجبات والعقود المبناني النافذ لسنة ‪.1932‬‬
‫‪ -5‬القانوف المدني التونسي النافذ لسنة ‪.1954‬‬
‫‪ -6‬قانوف العقود الفرنسي النافذ لسنة ‪.2116‬‬
‫‪ -7‬مجموعة األعماؿ التحضيرية لمقانوف المدني المصري‪ ،‬ج‪ ،2/‬ط‪ 3/‬اصدار و ازرة العدؿ‬
‫المصرية‪.1982 ،‬‬

‫‪- 42 -‬‬

You might also like