Shifaalhob

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 209

‫شفاء الحب‬

‫د‪ .‬أوسـ وصفي‬

‫ٔ‬
‫هللآ‬

‫اسـ الكتاب ‪ :‬شفاء الحب‬

‫‪ :‬د‪ .‬أوسـ وصفي‬ ‫تألي ػف‬

‫‪ :‬د‪ .‬أوسـ وصفي‬ ‫الناش ػر‬


‫برنامج الحياة لممساندة والتعافي‬
‫ٖٔ شارع مريت باشا‬
‫تميفوف‪ٕٜٕ٘ٚٙٛٗ :‬‬

‫© جميع الحقوؽ محفوظة‬

‫شركة "يػو" لمحموؿ التسويقية والتصميمات‬ ‫تصميـ الغبلؼ ‪:‬‬


‫أرض الجولف – القاىرة‬
‫تميفوف‪ٕٖٗٔٛٚٙٔ :‬‬

‫‪:‬‬ ‫رقػـ اإليػداع‬

‫‪:‬‬ ‫الترقػيـ الدولي‬

‫ٕ‬
‫تبدأ حياتنا في التوقف‬
‫عندما نتوقف عف الكبلـ عف األمور الميمّة‬

‫مارتف لوثر كنج االبف‬

‫ٖ‬
ٗ
‫فيرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ٚ‬‬ ‫‪.............................. ................................‬‬ ‫الكاتب‬

‫‪ٜ‬‬ ‫مقدمة الطبعة األولى ‪.................. ................................‬‬

‫ٓٔ‬ ‫مقدمة الطبعة الثانية ‪................... ................................‬‬


‫ٖٔ‬ ‫‪..................‬‬ ‫الجزء األوؿ ‪ :‬كشف الحقائق عف الجنسية المثمية‬

‫٘ٔ‬ ‫الفصل األوؿ ‪ :‬إعادة ترتيب األوراؽ ‪...................................‬‬

‫‪ٕٜ‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬عيوف مفتوحة وال ترػ! ‪................................‬‬

‫‪ٜ٘‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬تأثيرات متعددة ‪........................................‬‬

‫‪ٚٚ‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الخروج الكبير ‪......... ................................‬‬

‫ٖ‪ٛ‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬سائروف عمى الدرب الصاعد ‪..........................‬‬

‫‪ٜٛ‬‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬البرنامج العالجي ‪.....................................‬‬


‫ٔ‪ٜ‬‬ ‫مقدمة البرنامج العبلجي (التروس الثبلثة) ‪..............................‬‬
‫٘‪ٜ‬‬ ‫الترس األوؿ ‪ :‬التواصل مع النفس ‪....................................‬‬
‫ٖٔٔ‬ ‫الترس الثاني ‪ :‬التبطيل ‪............... ................................‬‬
‫ٖ٘ٔ‬ ‫الترس الثالث ‪ :‬التواصل مع اآلخريف ‪..................................‬‬
‫‪ٜٔٚ‬‬ ‫‪........................ ................................‬‬ ‫قصص تعافي‬

‫٘‬
ٙ
‫الكاتب‬

‫‪ ‬حاصل عمى بكالوريوس الطب والجراحة سنة ٓ‪ٜٜٔ‬‬


‫‪ ‬ماجستير األمراض النفسية والعصبية سنة ‪ٜٜٔٚ‬‬
‫‪ ‬عمل بمجاؿ العبلج واإلرشاد النفسي منذ ٕ‪ٜٜٔ‬‬
‫‪ ‬عمل بمؤسسة "الحرية" إلعادة تأىيل المدمنيف مف سنة ٕ‪ ٜٜٔ‬ػ ‪ٜٜٔٛ‬‬
‫‪ ‬محاضر في برامج المشورة واإلرشاد النفسي في مصر وسوريا ولبناف واألردف منذ‬
‫ٗ‪ٜٜٔ‬‬
‫‪ ‬أسس خدمة "الحياة" لممساندة النفسية والتعافي والتوعية سنة ‪ٜٜٜٔ‬‬
‫‪ ‬أسس برنامج القمب الواعي لتوعية المراىقات والمراىقيف سنة ٖٕٓٓ‬
‫ىذا البرنامج يقدـ التوعية النفسية والتدريب عمى ميارات الحياة لحوالي ٓٓٓٗ‬
‫مراىقة ومراىق سنويًا ويدرب حوالي ٓٓ٘ مدرب ومدربة‪.‬‬
‫‪ ‬أسس برنامج تعافي لمتعامل مع الميوؿ المثمية غير المرغوب فييا سنة ٕ٘ٓٓ وىو‬
‫الممثل اإلقميمي ألكبر رابطة عالمية لمخدمة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬مستشار بعض الوقت في برنامج اإليدز بالدوؿ العربية التابع لمبرنامج اإلنمائي‬
‫لؤلمـ المتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬متزوج ولديو بنت ٘ٔ سنة وولد ٕٔ سنة‪.‬‬

‫كتب أخرى لمكاتب‬


‫‪ ‬كتاب "صحة العبلقات" صدر سنة ٕٗٓٓ‬
‫‪ ‬كتاب "الروحانية والتعافي" صدر سنة ٕ٘ٓٓ‬
‫‪ ‬كتاب "القمب الواعي" ‪ -‬منياج دراسي بالعامية المصرية لتوعية وتدريب‬
‫المراىقات‪ .‬صدر سنة ٕ٘ٓٓ‬
‫‪ ‬كتاب "القمب الواعي ‪ -‬دليل المدرب" صدر سنة ‪ٕٓٓٙ‬‬
‫‪ ‬كتاب "ميارات المشورة" صدر سنة ‪ٕٓٓٚ‬‬
‫‪ ‬سهسهت كخيباث ‪ 081‬درجت (عٍ انحب وانجُس وانغضب واألنى واإلدياٌ‬
‫واألكم وانصىرة انذاحيت واإلساءة نألطفال وانعالقاث)‬

‫‪ٚ‬‬
ٛ
‫مقدمت الطبعت األولى‬

‫"مصر بتصحى مف النوـ!"‬

‫جاء ىذا العنواف في إحدػ الجرائد المصرية المستقمة معب اًر عف الحراؾ االجتماعي‬
‫والسياسي الذؼ يموج بو الواقع المصرؼ خبلؿ السنوات األخيرة‪ .‬يتميز ىذا الحراؾ‬
‫بالكبلـ عف كل المسكوت عنو وتحدؼ كل الخطوط الحمراء التي تمنع مواجية‬
‫المشكبلت الحقيقية في واقعنا‪ .‬ىذا الكتاب ىو محاولة لمكبلـ عف الجنسية المثمية‬
‫باعتبارىا قضية مف القضايا المسكوت عنيا في مجتمعاتنا العربية‪ ،‬ولكنيا تمس‬
‫معاناة قطاع ليس بالقميل مف الرجاؿ والنساء والشباب والمراىقيف والمراىقات‪.‬‬

‫ىل المثمية مرض؟ أـ متغير وراثي طبيعي؟ أـ ىي مجرد نوع مف أنواع الفسق‬
‫والفجور؟ وعمى ىذا األساس كيف نتعامل مع المثمييف‪ .‬ىل نعامميـ كأشخاص ليـ‬
‫حقوقيـ وعمييـ واجبات؟ أـ نعزليـ ونوص ميـ ونعامميـ كفئة شاذة مف المجتمع؟ ىل‬
‫نشجعيـ عمى اتباع ٍأسموب الحياة المثمي؟ أـ نساعدىـ عمى التغيير؟ وماذا عمف ال‬
‫يريدوف التغيير؟ ىل نحترـ اختيارىـ ونحاورىـ باحتراـ؟ أـ نضطيدىـ ونحرميـ مف‬
‫حقوقيـ كبشر؟ أـ األسمـ أف نتجاىل حتى وجودىـ أو وجود المثمية في ببلدنا‬
‫ونتفادػ الكبلـ عف كل ما يثير الجدؿ أو االختبلؼ لئبل يتزعزع استقرار الوطف؟!‬

‫أوسـ وصفي‬
‫انقاهزة ‪7112‬‬

‫‪ٜ‬‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫في السنوات الثبلث األخيرة ومنذ صدور الطبعة األولى مف كتاب "شفاء الحب"‬
‫وظيور كاتبو في عدة برامج تمفزيونية شييرة لمكبلـ عف المثمية والكتابة في عشرات‬
‫الصحف والمجبلت العربية واالنترنت‪ ،‬كأف باباً مغمقاً قد انفتح وخرج مف تحت‬
‫األرض عشرات ومئات مف المثمييف الذيف يرغبوف في التغيير‪ .‬تقابمت مع العشرات‬
‫مف الشباب مف كافة الخمفيات العرقية والدينية واالقتصادية واالجتماعية والتعميمية مف‬
‫كل الببلد العربية كانوا يعانوف في صمت بيف مطرقة المجتمع الذؼ ال يفيـ وبالتالي‬
‫يكره ويخاؼ ويوصـ‪ ،‬وسنداف العبلج النفسي "الرسمي" الذؼ قد تخمى عف المثمية‬
‫والمثمييف وأصدر مرسومو "السياسي" بأف الجنسية المثمية ليست اضطراب ًا وبالتالي فإف‬
‫التغيير َوىـ ومحاوالت التغيير ما ىي إال تعذيب واحباط‪.‬‬
‫بعد صدور الطبعة األولى مف كتاب "شفاء الحب" (‪ )ٕٓٓٚ‬الذؼ ىو كتاب نظرؼ‬
‫ِّ‬
‫يعرؼ بالقضية ويحاوؿ أف يجيب عف األسئمة الشائعة المرتبطة وبعد ثبلث سنوات‬
‫مف العمل المكثف مع العشرات مف المثمييف ( استمر منيـ حوالي ٓ٘ شخص في‬
‫العبلج حتى اآلف)‪ ،‬تأسس ما يشبو "مجتمعاً لمتعافي" مف عدة مجموعات لممساندة‬
‫عدد منيـ يتجاوز العشرة إلى تناقص شديد لمميوؿ المثمية‬
‫لممثمييف المتعافيف ووصل ُ‬
‫أتاح ليـ فترات توقف تاـ عف كل الممارسات المثمية بالفعل والخياؿ لمدة سنة فأكثر‬
‫بل نحو الجنس اآلخر وتزوج ثبلثة وثبلثة آخروف في طريقيـ‬
‫وعدد آخر بدأ يختبر مي ً‬
‫لمزواج‪.‬‬
‫لقد أصبح الحمـ حقيقة ولكنيا حقيقة ال يتـ الوصوؿ إلييا إال بالعمل الشاؽ‪.‬‬
‫وال أقصد بالعمل الشاؽ ىنا التغصب وكبت الميوؿ الجنسية وانما العمل الشاؽ في‬
‫اكتشاؼ الذات الحقيقية الغيرية التي غمفتيا منذ الطفولة المبكرة ذات مزيفة تستخدـ‬
‫الميوؿ والممارسات المثمية كدفاع سحرؼ لتعويض نقص الذكورة واضطراب االلتحاـ‬
‫باألب وبالذكور بشكل عاـ‪.‬‬

‫ٓٔ‬
‫منذ سنة استشعرنا االحتياج لتدريب مزيد مف األطباء الشباب وتوعية المزيد مف القادة‬
‫الدينييف والمجتمعييف ليكونوا بدورىـ نواة لتعريف المجتمع بمعاناة المثمييف و ِ‬
‫ليكونوا‬
‫ّ‬
‫معاً مجتمعاً محمياً يمكف لممثمييف فيو أف يختبروا القبوؿ واالحتراـ وااللتحاـ مرة أخرػ‬
‫بأقرانيـ مف نفس الجنس وينيوا سنوات طويمة مف االنطواء والعزلة التي تزيد مف‬
‫ميوليـ المثمية وتدفعيـ لمحياة في مجتمع تحتي منغمق مميء باألمراض التي تصيب‬
‫السرية‪.‬‬
‫كل المجتمعات ّ‬
‫وبعد الدورة األولى مف مدرسة التعامل مع الميوؿ المثمية (متمـ)ٔ أصبحت لدينا نواة‬
‫لرابطة معالجي المثمية العرب الذيف نتمنى أف يصل عددىـ لمعشرات بل والمئات‬
‫وينتشروا في كل مدينة عربية‪ .‬وىا نحف سوؼ نبدأ الشير القادـ الدورة الثانية مف‬
‫نفس المدرسة لذلؾ فمف الواجب أف نقدـ الطبعة الثانية مف الكتاب متضمنة الجزء‬
‫العممي الذي يحاوؿ أف يمخص ويجمع الخبرة العالجية العممية التي تراكمت لدينا‬
‫ليكوف مرشداً عممياً لممعالجيف ولطالبي العالج عمى حد سواء‪ .‬ىذا الكتاب مبني‬
‫طوره المعالج‬
‫عمى مبادغ العبلج اإلصبلحي لجوزيف نيكولوسي وعمى النموذج الذؼ ًّ‬
‫النفسي األمريكي ريتشارد كوىيف (وىو مثمي سابق) وىو أيضاً نتاج تفاعل بيف ىذه‬
‫المدرسة العبلجية وخبرتنا المصرية التي تجسدىا قصص حقيقية مف واقع مجتمع‬
‫المثمييف المتعافيف في مصر‪ .‬أتمنى أف يكوف ىذا الكتاب نواة أولى يتـ تحسينيا‬
‫وتطويرىا مع الوقت والخبرة التي تتراكـ لدينا كأطباء ومعالجيف عرب‪.‬‬

‫أوسـ وصفي‬
‫القاىرة‪ .‬نوفمبر ٕٓٔٓ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪0‬‬ ‫)‪Unwanted Sexual Attraction Counseling Training School (US-ACTS‬‬

‫ٔٔ‬
ٕٔ
‫الجزء األوؿ‬
‫كشف الحقائق عف الجنسية المثمية‬
‫األسباب ػ العالج ػ الوقاية‬

‫ٖٔ‬
‫إنني أحبؾ وألنني أحبؾ‪ ،‬أفضل أف أجعمؾ تكرىني لقولي‬
‫الحقيقة عمى أف أجعمؾ تحبني لقولي األكاذيب‬

‫بييترو آريتينو‬
‫شاعر وكاتب مسرحي إيطالي (ٕ‪)ٔ٘٘ٙ -ٜٔٗ‬‬

‫ٗٔ‬
‫الفصل األوؿ‬

‫إعادة ترتيب األوراؽ‬


‫الحقيقة بشأف أسموب الحياة المثمي‬

‫عندما دخل عماد المستشفى إلجراء بعض الفحوصات الطبية بسبب اعتبلؿ صحتو‬
‫في اآلونة األخيرة لـ أشأ أف أصدؽ أف األمر خطير‪ .‬وبشكل كاد أف يكوف تمقائياً‪،‬‬
‫ماؿ عقمي لتجاىل بعض الحقائق التي أعرفيا عف عماد والتي مف شأنيا أف تزيد مف‬
‫قمقي عمى صحتو‪ .‬فمقد ترؾ عماد عممو في البنؾ األجنبي الذؼ يعمل بو محاسب ًا‪،‬‬
‫لكونو لـ يعد يقوػ عمى النزوؿ مف البيت كثي اًر خبلؿ الشيور الثبلثة الماضية‪ .‬خبلؿ‬
‫تمؾ الشيور كاف يصاب بنزالت برد متتالية ال يكاد يفيق مف إحداىا حتى تبدأ‬
‫األخرػ‪ .‬وعندما ازره أحد األطباء الحع طفحاً جمدياً غريباً منتش اًر في كل جسده‪،‬‬
‫فأوصى بأف يذىب إلى إحدػ المستشفيات االستثمارية‪ ،‬المرتبطة بعقد مع البنؾ الذؼ‬
‫يعمل بو عماد‪ ،‬إلجراء فحوص شاممة لبلطمئناف‪ .‬كانت ىذه ىي آخر أخبار عماد‬
‫التي عرفتيا مف إحدػ عميبلتي التي ىي أيضاً زميمة لعماد‪.‬‬
‫كانت بداية معرفتي بعماد عندما ازرني منذ عدة سنوات بشكوػ مف اكتئاب مزمف يرافقو‬
‫منذ فترة المراىقة المبكرة باإلضافة إلى نوبات متقطعة شبو سنوية مف االكتئاب الحاد‬
‫الذؼ يجعمو يبلزـ المنزؿ وال يقوػ عمى مواجية البشر‪ .‬كاف عماد يتحسف مع بعض‬
‫مضادات االكتئاب ولكف شعو اًر بالوحدة والميل لمحزف ظل مرافقاً لو كخمفية موسيقية‬
‫حزينة ألحداث حياتو التي لـ تكف ىي األخرػ سعيدة‪.‬‬
‫عماد شكرؼ ىو االبف األصغر لمواء متقاعد شكرؼ منصور أحد الضباط الذيف‬
‫اشتركوا في الحربيف األخيرتيف المتيف خاضتيما مصر‪ .‬والذؼ ترقى سريعاً في الرتب‬

‫٘ٔ‬
‫العسكرية‪ ،‬ثـ بعد تقاعده تولى مناصب حساسة في الدولة لدرجة جعمتو يكاد ال‬
‫"يزور" منزلو إال في المواسـ واألعياد‪ .‬عموماً كاف ىذا ىو نمط الحياة الذؼ عاشو‬
‫شكرؼ منصور منذ تخرجو في الكمية الحربية في منتصف الستينات‪ .‬وعندما جاءه نبأ‬
‫والدة ابنو األصغر كاف الرائد شكرؼ منصور في ذلؾ الوقت يقود كتيبة مف الكتائب‬
‫المتقدمة عمى الجبية فمـ يستطع العودة لرؤية الطفل الجديد إال بعد أف أتـ ستة أشير‬
‫كاممة‪.‬‬
‫لـ يكف عماد قوؼ البنياف مثل أبيو وأخيو األكبر ماجد‪ .‬كما لـ يكف لديو أدنى ميل‬
‫لمرياضة مثميما‪ .‬فعندما كاف والده يصطحب ماجد لمتمريف في نادؼ القوات المسمحة‬
‫القريب مف المنزؿ‪ ،‬كاف عماد يفضل أف يبقى بالمنزؿ‪ ،‬وكانت والدتو تشجعو دائماً‬
‫عمى البقاء في البيت معيا فكـ كانت تتمنى أف تحتفع بأحد األبناء!‬
‫لـ تستطع مداـ سناء سميمة إحدػ األسر المصرية العريقة التي ليا بعض الجذور‬
‫التركية‪ ،‬أف تسيطر عمى أؼ مف شكرؼ أو ماجد بسبب ميوليما الذكورية الشديدة‪.‬‬
‫فطالما حاولت أف تعمميما آداب الحديث وسموكيات المائدة‪ ،‬لكنيما كانا دائم ًا‬
‫يتمرداف‪ .‬يشرباف الماء مف الزجاجة مباشرة ويستخدماف أيدييما في األكل مما كاف‬
‫ُيشعر مداـ سناء بالتقزز الشديد‪ .‬أما عماد فقد كاف دائماً ولداً مطيعاً سيل المراس‬
‫مما جعل أمو تفرض سيطرتيا التامة عميو‪ .‬بالطبع لـ تفصح مداـ سناء كثي ًار عف‬
‫رغبتيا الدفينة في إنجاب بنت‪ ،‬إال أنيا كانت مف وقت آلخر تمقي بيذه المبلحظة‬
‫ع ندما تشعر أنيا المرأة الوحيدة في البيت المتحممة وحدىا لكل مياـ المنزؿ‪ .‬ولـ تكف‬
‫تدرؼ ولـ يكف حتى عماد يدرؼ أف أمو بشكل ال واعي حاولت تحقيق حمميا المكبوت‬
‫ىذا مف خبللو‪.‬‬
‫في الواقع كاف عماد مياالً بطبعو لمرقة واألدب في السموؾ والحديث فكاف يشارؾ‬
‫والدتو في عدـ رضاىا عف السموكيات الفظة لوالده وأخيو األكبر‪ .‬كما كاف شديد‬
‫يسكف معيـ في‬
‫ّ‬ ‫الحساسية‪ ،‬يميل لمعب اليادغ‪ ،‬ويفضل صحبة بنات عمتو البلتي‬

‫‪ٔٙ‬‬
‫نفس البناية‪ .‬ويستمتع معيف بالطبخ واعداد الكعؾ في األعياد‪ .‬كما لـ يكف يمانع مف‬
‫االشتراؾ في أعماؿ المنزؿ وعندما كانت تذىب والدتو لزيارة والدتيا في المنصورة كاف‬
‫يحل محميا في القياـ بكل األعباء المنزلية عف طيب خاطر‪ .‬كانت مداـ سناء تشجع‬
‫ولدىا بقوة عمى مساعدتو ليا وىذا التشجيع عوضو عف سخرية والده وأخيو المستمرة‬
‫حتى أنو شيئاً فشيئاً ازداد اقترابو النفسي مف أمو وازداد ابتعاده عف كل مف أبيو‬
‫وأخيو‪ .‬ومما ساعد عمى ذلؾ االبتعاد عدـ تواجدىما في البيت أغمب الوقت‪.‬‬
‫شب عماد محباً لمفنوف بشكل عاـ وتعمـ منذ الطفولة أف يدفف حزنو وغضبو في‬
‫القراءة والموسيقى المتيف كاف يمارسيما لساعات طواؿ متحمبلً بذلؾ سخرية ماجد‬
‫الذؼ كاف يق أر بالكاد كتب المدرسة‪ .‬حاوؿ عماد االلتحاؽ بكمية فنية تناسب ميولو إال‬
‫أف أباه رفض بشدة‪ .‬لقد كاف أبوه واقعياً بما يكفي لكي يدرؾ أف عماد لف يصمح‬
‫لمكمية الحربية‪ ،‬لكنو بالرغـ مف ذلؾ لـ يستطع أف يوافق عمى التحاؽ عماد بكمية‬
‫التربية الموسيقية التي كاف يحبيا بل أصر المواء شكرؼ أف ي ِ‬
‫دخل عماد كمية‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬
‫كاف يقوؿ دائماً‪" ،‬ليا معنى"!‬
‫ىذا االحتقار لمفنوف واآلداب زاد مف اليوة الفاصمة بيف عماد وأبيو حتى أصبحت‬
‫عبلقتيما اآلف شبو رسمية‪ ،‬يغمفيا بعض االحتراـ المتبادؿ خاصة بعد أف تجاوز‬
‫عماد الثبلثيف مف العمر‪.‬‬
‫لـ يعد عماد يذكر األوقات التي مرت عميو في طفولتو عندما كاف قمبو يتمزؽ حزناً‬
‫عند رحيل أبيو لوحدتو العسكرية‪ ،‬وكيف كاف يقف يبكي بالساعات أماـ الباب بعد أف‬
‫يغادر أبوه المنزؿ‪ .‬كاف عماد في ذلؾ الوقت في الرابعة‪ ،‬أما اآلف فيو ال يكاد يشعر‬
‫بأؼ شيء تجاه أبيو‪.‬‬
‫بينما كنت أقود سيارتي لزيارة عماد في المستشفى تذكرت ىذه التفاصيل التي عرفتيا‬
‫خبلؿ جمسات العبلج النفسي التي استمرت بيننا لحوالي ثبلث سنوات قبل أف تنقطع‬
‫أخباره لمدة ثبلث سنوات أخرػ‪ ،‬ثـ كانت ىذه األخبار‪.‬‬

‫‪ٔٚ‬‬
‫لقد كنت دائماً أحافع عمى الحدود الوجدانية التي تمنعني مف التعاطف المبالغ فيو مع‬
‫الحاالت التي أعالجيا‪ ،‬لكف يجب أف أعترؼ أف بعض "الحاالت" اخترقت ىذا الجدار‬
‫الذؼ يضعف أحياناً بسبب كثرة التعرض وشدتو‪ .‬كاف عماد مف ضمف ىذه‬
‫الشخصيات التي كنت أشعر بألـ شديد وأنا أستمع إليو يتكمـ عف معاناتو مع الوحدة‬
‫والجوع الشديد لمحب المتيف كاف يشعر بيما عند نياية كل عبلقة عاطفية‪.‬‬
‫كاف يحاوؿ دائماً العثور عمى "رفيق حياتو" الذؼ يمكف أف يشعر معو بالحب‬
‫والحناف‪ ،‬ويشاركو حياتو بكل ما فييا مف تفاصيل صغيرة‪ .‬لكنو في كل مرة كاف يعثر‬
‫عمى رجل يتميز بالحناف الممتزج بقوة الشخصية والذؼ دائم ًا كاف يكبره بعشريف عاماً‬
‫عمى األقل‪ ،‬ال تدوـ العبلقة أكثر مف سنة عمى أقصى تقدير‪ .‬أذكر آخر جمسة‬
‫جاءني فييا ليودعني وينقل لي ق ارره النيائي بأف يكفر بحممو القديـ في العثور عمى‬
‫شريؾ حياتو ويكتفي بساعات أو حتى بدقائق الحب والجنس التي كاف يخرج ليبحث‬
‫عنيا كل ليمة‪.‬‬

‫عندما دخمت الغرفة‪ ،‬كاف عماد مستمقياً عمى السرير وتتصل بذراعيو أنابيب المحاليل‬
‫المختمفة التي أعرؼ أف بيا نسبة عالية مف المضادات الحيوية‪ .‬لـ يقو عماد عمى رد‬
‫التحية وانما أومأ لي برأسو إيماءة مميئة بالحزف واالستسبلـ‪ .‬استطعت أف ألحع بقعاً‬
‫أرجوانية كبيرة تمؤل جسده وىي ما يسمى ب " َورـ كابوسي ‪ "Kaposi Sarcoma‬الذؼ لـ‬
‫تكف تظير منو إال حاالت نادرة جداً قبل ظيور فيروس نقص المناعة المكتسبة في‬
‫الثمانينات‪ .‬لـ أستطع أف أواصل اإلنكار كثي اًر‪ ،‬فمف الواضح أف عماد في حالة حادة‬
‫مف نقص المناعة المكتسب (اإليدز)‪ .‬وىي الحالة النيائية التي يصل إلييا المصابوف‬
‫بفيروس نقص المناعة البشرؼ ‪.HIV‬‬

‫‪ٔٛ‬‬
‫البندوؿ يتأرجح‬
‫في أواخر الستينات وأوائل السبعينات عرؼ الغرب ما يسمى بالثورة الجنسية‪ .‬يرجع‬
‫البعض ظيور ىذه الثورة إلى اختراع حبوب منع الحمل سنة ٓ‪ ٜٔٙ‬كوسيمة سيمة‬
‫المادؼ الذؼ حصمف‬ ‫ومؤكدة‪ .‬آخروف ُيرجعونيا إلى تحرر النساء نتيجة لبلستقبلؿ ّ‬
‫عميو بعد دخوؿ أعداد كبيرة منيف إلى سوؽ العمل بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬فريق‬
‫ثالث ُيرجع ذلؾ إلى استمرار تيار التحديث والتصنيع مع بداية القرف التاسع عشر‬
‫وتناقص المشاعر الدينية وبالذات بعد ثورة التحميل النفسي في عشرينات القرف‬
‫العشريف التي أعادت وضع الرغبة الجنسية في بؤرة اىتماـ الثقافة والفف واألدب‬
‫والحياة االجتماعية عموماً‪ .‬في واقع األمر تعددت العوامل التي أدت لظيور الثورة‬
‫الجنسية في ذلؾ الوقت ويعتقد الكثيروف أنو ال يوجد سبب واحد مسئوؿ عف ىذه‬
‫ٕ‬
‫الظاىرة‪.‬‬
‫عمى أؼ حاؿ تزايدت الثورة الجنسية خبلؿ الستينات والسبعينات‪ ،‬وتعد سنة ٖ‪ٜٔٚ‬‬
‫عبلمة مف عبلمات الطريق‪ ،‬حيث أنو في ىذه السنة تـ اتخاذ ق ارريف أسيما كثي ًار في‬
‫تعزيز الثورة الجنسية وىما قرار المحكمة العميا األمريكية بإباحة اإلجياض‪ ،‬وقرار‬
‫الجمعية األمريكية لمطب النفسي برفع الجنسية المثمية مف الدليل التشخيصي‬
‫واإلحصائي لؤلمراض النفسية (النسخة الثالثة)‪ .‬ىذا القرار األخير سوؼ نتناولو بمزيد‬
‫مف التفصيل في فصل ٍ‬
‫تاؿ‪.‬‬
‫لكف قبل أف نستطرد في استعراض تأثير الثورة الجنسية‪ ،‬دعونا نتساءؿ‪ :‬ما ىو الوقود‬
‫الذؼ يحرؾ ىذه الثورة ويجعميا بالفعل ثورة سياسية واجتماعية‪ ،‬ال تخمو مف غيرة‬
‫وحماس يصل إلى حد الغضب العاـ والكراىية لكل ما يحمل شبية تقييد الحرية‬
‫الجنسية؟‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪7‬‬ ‫"‪Alan Petigny, "Illegitimacy, Postwar Psychology, and the Re-periodization of the Sexual Revolution‬‬
‫‪Journal of Social History, fall 7112‬‬

‫‪ٜٔ‬‬
‫في رأيي أف الثورة الجنسية لـ تنشأ فقط كرد فعل لعوامل اجتماعية واقتصادية‬
‫وسياسية في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وانما مف ضمف عوامل نشوء الثورة‬
‫الجنسية رد الفعل الغاضب لمتزمت الديني الشديد ضد كل ما ىو جنسي‪ .‬فكما تحرؾ‬
‫البندوؿ إلى أقصى اليميف‪ ،‬مف الطبيعي أف يتأرجح بعد ذلؾ ألقصى اليسار‪.‬‬
‫ظير ىذا التزمت منذ العصور الوسطى في صور كثيرة مف ألواف القير اإلنساني‬
‫تحت شعار العفة الجنسيةٖ ثـ امتد إلى العصر الفيكتورؼ ثـ إلى حركات التطير‬
‫وغيرىا مف الحركات الدينية المسيحية التي كانت تنظر لمجنس عمى أنو أمر قذر‬
‫نضطر لممارستو فقط لمحصوؿ عمى النسل وفيما عدا ذلؾ تعتبر ممارستو نوعاً مف‬
‫الذنب والخطية أو عمى األقل مستو ٍ‬
‫متدف مف النضوج الروحي‪.‬‬
‫يحضرني ىنا أحد مشاىد الفيمـ الرائد "بحب السيما" الذؼ عرض في مصر منذ‬
‫سنتيف‪ .‬ىذا الفيمـ بال رغـ مف أنو ال يسيء لمديف المسيحي‪ ،‬إال أنو أثار حفيظة الكثير‬
‫مف األقباط في مصر (وربما بعض المسمميف أيضاً) لعدة أسباب‪ ،‬مف أىميا أنو‬
‫وضع يده عمى حقيقة يعاني منيا كل المصرييف وىي الكبت الجنسي الذؼ يؤدؼ إلى‬
‫الكثير مف الجرائـ الجنسية بدءاً مف العبلقات المحرمة خارج الزواج‬
‫(كما حدث في الفيمـ)‪ ،‬وانتياء بحاالت التحرش الجنسي الجماعي كما حدث في‬
‫شوارع وسط البمد في عيد الفطر الماضي‪.‬‬

‫عندما أتكمـ عف الكبت الجنسي ال أقصد ىنا الممارسة أو عدـ الممارسة‪ ،‬فمف‬
‫الممكف أف نمارس الجنس بشراىة ونحف مكبوتوف جنسي ًا وأف نمتنع عف الممارسة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حزاـ‬ ‫ٖ لعل مف أمثمة ال قير اإلنساني تحت شعار العفة الجنسية ما كاف يسمى في الغرب بحزاـ العفة و ىو‬
‫أثناء‬ ‫حديدؼ يرغـ الرجاؿ نساءىـ عمى ارتدائو أثناء غيابيـ في الحػرب أو التجارة لكي ال يمارسف الجنس‬
‫قالب‬ ‫غيابيـ‪ .‬وكاف ليذا الحزاـ مفتاحًا يغمقو الرجل ويأخذه معو أثناء سفره‪ .‬وتظل المرأة ربما لعدة شيور حبيسة‬
‫الذؼ‬ ‫حديدؼ لكي ال تمارس الجنس خارج الزواج‪ .‬لعل النسخة المقابمة ليذا القير في ببلدنا ىي ختاف البنات‬
‫الزاؿ يمارس حتى اآلف‪.‬‬

‫ٕٓ‬
‫ونحف غير مكبوتيف! الكبت ىو ببساطة عدـ احتراـ‬
‫مف الممكف أف نمارس‬
‫الجنس والنظر إليو عمى أنو شر وخطية‪.‬‬
‫ونحف‬ ‫بشراىة‬ ‫الجنس‬
‫مكبوتوف جنسياً وأف نمتنع‬ ‫إف وضع القيود عمى ممارسة الجنس أمر ضرورؼ‬
‫عف الممارسة ونحف غير‬ ‫والزـ لمحضارة اإلنسانية‪ .‬لكف الكبت ىو أف يكوف‬
‫مكبوتيف!‬ ‫القيد داخمياً في القمب‪ .‬ينشأ موقف كبت المشاعر‬
‫بشكل عاـ ينشأ مف فكرة خاطئة عف الطبيعة البشرية‬
‫وىي أف اإلنساف إذا اعترؼ بشيء لف يستطيع التحكـ فيو وادارتو؛ عندئذ يصبح‬
‫اإلنكار والكبت الطريقة األسمـ لمتحكـ في المشاعر‪ .‬لكف الواقع يقوؿ بكل وضوح أف‬
‫العكس ىو الصحيح تماماً‪ .‬إننا عندما نعترؼ بمشاعرنا الجنسية وبكل أنواع‬
‫المشاعر‪ ،‬ونحترميا‪ ،‬نستطيع أف نديرىا ونتحكـ فييا بنضوج‪ .‬أما الكبت‪ ،‬فبالرغـ مف‬
‫أنو يؤدؼ لمتحكـ التاـ في أوقات كثيرة‪ ،‬إال أنو كثي اًر أيضاً ما يفشل وتخرج المشاعر‬
‫والرغبات في صورة بركانية ال نستطيع التحكـ فييا‪ .‬الموقف الصحيح مف المشاعر‬
‫الجنسية‪ ،‬في رأيي‪ ،‬ىو االعتراؼ بيا كمشاعر إنسانية وعدـ اعتبارىا خطأ في حد‬
‫ذاتيا‪ .‬وفي نفس الوقت وضع القيود والضوابط السميمة لممارسة الجنس في إطاره‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫لقد فشمت الكنيسة لعصور طويمة في الماضي‪ ،‬كما يقوؿ فيميب يانسيٗ‪ ،‬في أف ترػ‬
‫جماؿ وجبلؿ العبلقة الجنسية بيف الرجل والمرأة التي ىي في واقع األمر أحد تجميات‬
‫هللا في الخميقة٘‪ .‬وىذا الفشل في رأؼ يانسي كاف أحد أسباب الثورة الجنسية‪ .‬فيي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪2‬‬ ‫‪P. Yancey, Rumors of another world .What on Earth are we missing? (Grand Rapids: Zondervan,‬‬
‫‪7112) p. 80‬‬
‫٘ أحد أسفار العيد القديـ (نشيد األنشاد) يحتفل بالعبلقة الرومانسية الجنسية بيف الرجل والمرأة‪ .‬وقد اعتبرت‬
‫الكنيسة األولى ىذا السفر رم اًز لمعبلقة بيف المسيح والكنيسة‪ .‬ومع أف ىذا النص يمكف أف ينظر إليو بمثل ىذه‬
‫النظرة الروحية‪ ،‬إال أف ىذا التفسير ال يجب أف يغفل أف السفر أيضًا إشارة إلى قداسة العبلقة الجنسية‪ .‬لذلؾ‬

‫ٕٔ‬
‫بالفعل ثورة قامت ضد الكبت والمنع والتجريـ‪ .‬وكأؼ ثورة‪ ،‬مف الصعب أف يتمتع‬
‫ثوارىا بالموضوعية والتعقل‪ ،‬فكاف رد الفعل عنيفاً مدم اًر رافعاً كل قيد وضارباً عرض‬
‫الحائط بكل محاولة لتنظيـ العبلقات الجنسية بيف البشر‪ .‬أصبح كل شيء مباحاً‪.‬‬
‫الجنس قبل الزواج وخارج الزواج أصبح مباحاً‪ ،‬وأصبح شائعاً الجنس بيف المراىقيف‬
‫وحمل المراىقات والجنس المثمي ذكو اًر بذكور واناثاً بإناث‪ .‬حتى الجنس بيف البالغيف‬
‫واألطفاؿ‪ ،‬المجرـ قانونياً باعتباره نوعاً مف الشذوذ الجنسي ‪ ،Pedophilia‬أصبحت‬
‫ىناؾ اآلف أصوات تنادؼ باعتباره طبيعياً ومشروعاً مسمية إياه "العبلقة الحميمة بيف‬
‫األجياؿ"!‪ ٙ‬بل أكثر مف ذلؾ فقد ظيرت إحدػ مجموعات الدفاع االجتماعي ‪social‬‬

‫‪ advocacy‬منادية باعتبار الجنس بيف الرجاؿ واألطفاؿ مشروعاً وأسمت نفسيا‬


‫"الجمعية األمريكية لمحب بيف الرجل والصبي ‪North American Man-Boy Love‬‬

‫)‪"Association (NAMBLA‬‬

‫المّر‬
‫الحصاد ُ‬
‫بعد اندالع الثورة الجنسية بعقديف‪ ،‬وبالتحديد في بداية الثمانينات‪ ،‬بدأت تظير بيف‬
‫الرجاؿ المثمييف في الواليات المتحدة (وبالذات في المدف الكبرػ مثل ساف فرانسيسكو‬
‫ونيويورؾ) متبلزمة مف األعراض التي ال تظير إال في حاالت نقص المناعة الشديد‬
‫مثل العدوػ العامة بالفطريات وااللتياب الشديد بالجياز اليضمي باإلضافة إلى ورـ‬
‫كابوسي‪ .‬وألف أوؿ ظيور ليذه المتبلزمة كاف بيف الرجاؿ الذيف يمارسوف الجنس مع‬
‫رب المناعة المتعمق بالرجاؿ المثمييف" ‪Gay‬‬
‫الرجاؿ (المثمييف) تمت تسميتيا "اضط ا‬

‫فإنني أرػ أف اقتصار نظرة الكنيسة عمى الجانب الرمزؼ الروحي واغفاؿ الجانب العاطفي اإلنساني كاف أحد‬
‫روافد الثورة الجنسية فيما بعد‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪G.P. Jones, “ The Study of Intergenerational Intimacy in North America: Beyond Politics and‬‬
‫)‪Pedophilia,” Journal of Homosexuality 71, nos. 0-7 (0991‬‬

‫ٕٕ‬
‫)‪ "Related Immune Disorder (GRID‬أؼ أنو في ذلؾ الوقت المبكر مف ظيور‬
‫المرض كاف الربط واضحاً بيف "اإليدز" وأسموب الحياة المثمي‪.‬‬
‫لـ تؤد الثورة الجنسية فقط إلى رفع كل أنواع القيود عف ممارسة الجنس‪ ،‬وانما امتد‬
‫تأثيرىا لتصبح حركة سياسية مرادفة لمحرية وحقوؽ اإلنساف‪ .‬وأصبح حق ممارسة‬
‫الحر ببل قيود أو شروط حقاً يماثل حق التعميـ أو العبلج أو الحرية السياسية‪.‬‬
‫الجنس ّ‬
‫ليذا السبب كاف المسرح معداً منذ السبعينات لتدخل السياسة في المشيد العممي‬
‫واإلحصائي الخاص بالعبلقة بيف فيروس اإليدز وأسموب الحياة المثمي‪ .‬لـ يكف العالـ‬
‫الغربي مستعدًا‪ ،‬بعد أف حصل عمى الحرية الجنسية‪ ،‬أف يعترؼ بأف ظيور ىذا‬
‫الفيروس ىو أحد نتائج رفعو القيود عف ممارسة الجنس‪ .‬ليذا السبب في أواخر القرف‬
‫العشريف تحركت الثورة الجنسية تحركات سياسية لتؤثر أوالً عمى اإلعبلـ والرأؼ العاـ‬
‫ومنيما عمى العمـ والتعميـ والوعي العاـ لئلنساف الغربي‪ .‬وىدفيا األساسي ىو محاولة‬
‫الفصل بيف فيروس اإليدز وأسموب الحياة المثمي‪.‬‬
‫اتخذت ىذه المحاوالت صو اًر متعددة مف أىميا‪:‬‬
‫محاولة الفصل بيف الجنس الشرجي وأسموب الحياة المثمي‪ .‬فبعد أف صار‬ ‫‪‬‬
‫واضحًا أف الجنس الشرجي (ونقل الدـ ومشاركة الحقف) ىـ أىـ طرؽ‬
‫انتشار الفيروس‪ ،‬تحاوؿ جيود الوقاية المتأثرة بالثورة الجنسية والحركات‬
‫السياسية لحقوؽ المثمييف (والتي أصبحت حركة "لحقوؽ المثمية" بدالً مف‬
‫كونيا حركة "لحقوؽ المثمييف") أف تروج بأف الجنس الشرجي ليس‬
‫بالضرورة مثمياً ألنو يحدث بيف الغيرييف أو بيف المراىقيف والمراىقات الذيف‬
‫يحاولوف ممارسة الجنس مع الحفاظ عمى العذرية‪.‬‬
‫محاولة الترويج بأف الجنس الشرجي آمف تماماً عند استخداـ الواقي‬ ‫‪‬‬
‫الذكرؼ‪.‬‬
‫محاولة فصل الجنسية المثمية عف ممارسة الجنس بيف الرجاؿ بحجة‬ ‫‪‬‬
‫أف الجنس بيف الرجاؿ تتـ ممارستو بيف الغيرييف في التجمعات‬

‫ٖٕ‬
‫الذكورية مثل الجيش والسجوف والمبلجئ‪ .‬ىذا بالطبع إدعاء مضحؾ‪،‬‬
‫فممارسة الجنس بيف الرجاؿ في ىذه األماكف ممارسات تعد نادرة وغير‬
‫منتظمة بالمقارنة بممارسة الرجاؿ المثمييف لمجنس‪ .‬ىذه المحاوالت‬
‫"اإلعبلمية" تنيار تماماً أماـ الحقائق "العممية" اإلحصائية وأىميا ما‬
‫ورد في دراسات التنظيـ االجتماعي لمجنس ‪Social Organization of‬‬
‫‪Sexuality‬‬

‫فيما يتعمق بنسبة المثمييف في المجتمع‪:‬‬


‫تعددت اإلحصاءات التي حاولت رسـ صورة لمسموؾ الجنسي في الواليات المتحدة‬
‫بالذات‪ .‬فكانت ىناؾ بحوث "ماستر وجونسوف" والبحث الشيير الذؼ قاـ بو "الفريد‬
‫كينزؼ" سنة ‪ ٜٔٗٛ‬والذؼ ُينسب إليو أنو قدر نسبة المثمييف بحوالي ٓٔ‪ %‬مف‬
‫المجتمع‪ .‬ىذه ىي النسبة التي تميل ألف تروج ليا الحركة المدافعة عف أسموب الحياة‬
‫المثمي‪ .‬ولكف ما ىي الحقيقة في بحث "كينزؼ"؟‬
‫ما سجمو "كينزؼ" بالتحديد ىو أف ‪ %ٖٚ‬مف الرجاؿ في العينة المنتقاة مارس الجنس‬
‫مع رجل آخر عمى األقل مرة واحدة طواؿ عمره (بما في ذلؾ الممارسات التي تحدث‬
‫أثناء المراىقة)‪ .‬ثـ سجل "كينزؼ" أف ٓٔ‪ %‬مف ىؤالء الرجاؿ (أؼ مف المجموعة التي‬
‫مارست الجنس عمى األقل مرة واحدة في الحياة) كانت ممارساتيـ الجنسية قاصرة‬
‫عمى الجنس المثمي لمدة تصل إلى ثبلث سنوات في أؼ فترة مف حياتو منذ سف‬
‫السادسة عشر حتى الخامسة والخمسيف‪ .‬وىذا ما أخذتو حركة الدفاع عف المثمية‬
‫وراحت تروج لو معتبرة أف نسبة المثمييف في المجتمع تبمغ ٓٔ‪ %‬وبذلؾ تؤكد عمى أف‬
‫المثمية متغير طبيعي مثل لوف العينيف مثبلً‪.‬‬

‫ٕٗ‬
‫تناوَلت األمر بمزيد مف الواقعية دراسة التنظيـ االجتماعي لممارسة‬
‫في سنة ٖ‪َ ٜٜٔ‬‬
‫الجنس‪ ٚ‬التي أجريت عمى عينة تصل إلى ‪ ٖٜٔ٘‬شخصاً مف خمفيات مختمفة لتتمكف‬
‫مف دراسة ظاىرة الجنسية المثمية عمى ثبلثة محاور‪:‬‬
‫السموؾ‪( :‬أؼ الممارسة الجنسية)‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫الرغبة‪( :‬المشاعر)‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫اليوية الجنسية‪( :‬كوف اإلنساف يعتبر نفسو مثمياً أـ ال)‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مف حيث السموؾ‪:‬‬


‫حوالي ‪ % ٜ‬مف الرجاؿ قالوا أنيـ مارسوا الجنس مع رجاؿ لمرة واحدة‬ ‫‪‬‬
‫عمى األقل بعد بموغيـ سف البموغ الجنسي (وحوالي ٗ‪%‬‬
‫مف النساء)‬
‫ما يقرب مف ٘‪ %‬مف الرجاؿ قالوا أنيـ مارسوا الجنس مع رجاؿ لمرة‬ ‫‪‬‬
‫واحدة عمى األقل بعد بموغيـ الثامنة عشر مف العمر (ٗ‪%‬‬
‫مف النساء)‪.‬‬
‫ما يقرب مف ٗ‪ %‬مف الرجاؿ قالوا أنيـ مارسوا الجنس مع الرجاؿ لمرة‬ ‫‪‬‬
‫واحدة عمى األقل خبلؿ السنوات الخمس الماضية (حوالي ٕ‪ %‬مف‬
‫النساء)‪.‬‬
‫ما يقرب مف ٖ‪ %‬مف الرجاؿ قالوا أنيـ مارسوا الجنس مع رجاؿ لمرة‬ ‫‪‬‬
‫ٔ‪%ٕ.‬‬ ‫(حوالي‬ ‫الماضية‬ ‫السنة‬ ‫خبلؿ‬ ‫األقل‬ ‫عمى‬ ‫واحدة‬
‫مف النساء)‪.‬‬

‫ىنا نبلحع أف ىناؾ انخفاض شديد (حوالي النصف) في الممارسة الجنسية‬


‫المثمية بيف األوالد بعد بموغيـ سف ‪ ٔٛ‬سنة (٘‪ )%‬بالمقارنة بممارستيـ عندما‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪2‬‬ ‫‪R. T. Michel et al. Sex in America. A Definitive Survey (N.Y: Warner books, 0991) p. 027-021‬‬

‫ٕ٘‬
‫وصموا لسف البموغ الجنسي (‪ .)%ٜ‬ثـ تستمر النسبة في االنخفاض لتصل‬
‫لمربع خبلؿ السنة الماضية وىذا معناه أف الكثير مف المراىقيف والشباب مف‬
‫ُ‬
‫الممكف أف تكوف ليـ بعض الميوؿ والممارسات المثمية باألخص في المراحل‬
‫المبكرة مف حياتيـ‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ يتركوف أسموب الحياة المثمي ويصبحوف‬
‫غيرييف‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مف حيث الرغبة والمشاعر‪:‬‬


‫حوالي ٘ ‪ %‬مف الرجاؿ شعروا باالنجذاب "الجنسي" نحو نفس الجنس‬ ‫‪‬‬
‫(ٗ‪ %‬مف النساء)‬
‫حوالي ٕ‪ %ٗ.‬مف الرجاؿ شعروا باالنجذاب "العاطفي" نحو نفس‬ ‫‪‬‬
‫الجنس (حوالي ‪ %٘.ٛ‬مف النساء)‬

‫نبلحع ىنا أف المتغير الوحيد الذؼ تفوقت فيو النساء عمى الرجاؿ مف حيث‬
‫ظاىرة المثمية ىو االنجذاب العاطفي‪ .‬فالمثمية في النساء تميل ألف تكوف نوع ًا‬
‫مف االعتمادية العاطفية أكثر مف كونيا جنسية‪ .‬كتبت إحدػ المثميات الكممات‬
‫التالية في مدونتيا "يوميات امرأة مثمية" عف الفرؽ بيف العبلقة المثمية بيف‬
‫النساء ونفس العبلقة بيف الرجاؿ‪" :‬مفيش شؾ أني الحظت جانب مف االستيتار‬
‫والفوضى في عبلقات الرجاؿ والحظت كماف أف أكثر ما يحركيـ ىو العبلقة الجنسية و ىي‬
‫غالبا بتكوف األساس‪ .‬الموضوع مش كده عند النساء يعني أنا بالنسبة لي الجنس وسيمة‬
‫لمتعبير عف الحب لكف مش ىدؼ‪".‬‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫أخي ًار‪ :‬مف حيث اليوية الجنسية‪:‬‬
‫‪ %ٕ.ٛ‬مف العينة اعتبروا أنفسيـ مثمييف (ٗ‪ %ٔ.‬مف النساء)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بالطبع ىنا يجب مراعاة اإلنكار الذؼ يعيشو الكثير مف المثمييف في مراحل مف‬
‫حياتيـ‪ ،‬ولكف مع نمو تيار الدفاع عف حقوؽ المثمييف‪ ،‬يمكف أف تتناقص ىذه‬
‫النسبة (بينما يمكف أف تكوف أكبر في ببلدنا) عمى أؼ حاؿ ىذه النسب أقل‬
‫بكثير مف نسبة الػ ٓٔ‪ %‬التي تـ الترويج ليا عبر سنوات طويمة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫رجال‬
‫‪1‬‬ ‫نساء‬
‫‪0‬‬
‫خالل السنة‬ ‫خالل ‪ 5‬سنوات‬ ‫منذ بلوغ سن‬ ‫منذ سن البلوغ‬
‫الماضية‬ ‫الماضية‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫الجنسي‬

‫شكل (ٔ)‬

‫‪ٕٚ‬‬
‫حقهد اإليبزاطىر يكاَه ححج انًظهت انًهكيت في يقديت انًىكب‬
‫وهى يشعز بُجاح يُقطع انُظيز‪.‬‬
‫كم انجًاهيز حقف عهى انجاَبيٍ وفي شزفاث انًُاسل‪.‬‬
‫انجًيع يهىح ويهخف‪،‬‬

‫"ما أجمل ثياب اإلمبراطور! يا لو مف موكب مييب!‬


‫كـ تبدو مبلبس اإلمبراطور محكمة التفصيل!‬
‫لـ يجرؤ أحد أف يعترؼ أف اإلمبراطور ال يرتدؼ أؼ مبلبس!‬
‫ألنو مف ذا الذؼ يريد أف يعتبره الناس إما غبياً أو غير مبلئـًًٍ لمنصبو؟‬
‫لـ تمق ثياب اإلمبراطور مثل ىذا اإلعجاب مف قبل‪.‬‬
‫ولكف كاف بيف الجموع صبي صغير‪ .‬فجأة صرخ‪" :‬ولكنو ال يرتدؼ شيئاً"!‬
‫وبدأ الناس يتيامسوف مردديف ما قالو الصبي "إنو ال يرتدؼ شيئاً"! ‪" ....‬‬
‫ىناؾ صبي صغير يقوؿ إنو ال يرتدؼ شيئاً"!‬
‫وىكذا حتى أصبح الجميع يقولوف‪" :‬ولكنو ال يرتدؼ شيئاً!"‬
‫حتى اإلمبراطور نفسو شعر شعو ارً غير مريح بأف ما يقولونو لـ يكف سوػ الحقيقة‪،‬‬
‫ولكنو قاؿ لنفسو‪" :‬لكنني ينبغي أف أستكمل الموكب!"‬

‫مف قصة "ثياب اإلمبراطور الجديدة"‬


‫ليانز كريستياف أندرسف (٘ٓ‪)ٔٛٚ٘ -ٔٛ‬‬

‫‪ٕٛ‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫عيوف مفتوحة وال ترى!‬


‫الحقيقة بشأف تسييس العمـ واإلعالـ والتربية والتعميـ‬

‫‪ٛ‬‬
‫تاريخ حركة الدفاع عف حقوؽ المثمييف‬

‫بعد التغييرات المجتمعية التي أحدثتيا الثورة الصناعية في القرف التاسع عشر‪،‬‬
‫وبحموؿ عشرينات القرف العشريف‪ ،‬صار ىناؾ مجتمع مثمي منظـ لكنو كاف يعيش‬
‫كثقافة "تحتية" غير معمنة‪ .‬وذلؾ بسبب العنف واالضطياد االجتماعي الذؼ كاف‬
‫المثميوف يتعرضوف لو في ذلؾ الوقت‪ .‬ثـ جاءت الحرب العالمية الثانية التي كانت‬
‫بمثابة نقمة فارقة في التاريخ االجتماعي لمجنسية المثمية؛ حيث ترؾ الكثير مف‬
‫الشباب أسرىـ ومدنيـ الصغيرة بمجتمعاتيا الصغيرة المتماسكة وانخرطوا في الحياة‬
‫العسكرية القاصرة عمى نفس الجنس‪ .‬كما اتجو الكثيروف والكثيرات أيضاً لمعمل في‬
‫المدف الكبرػ‪ .‬وبعد انتياء الحرب‪ ،‬اتخذ الكثير منيـ القرار باالعتراؼ بيويتو المثمية‪.‬‬
‫وىكذا بدأت المدف الكبرػ في األربعينات تعرؼ تجمعات المثمييف في حانات خاصة‬
‫بيـ سميت "حانات المثمييف ‪." Gay bars‬‬
‫أثار ىذا الظيور العمني لممثمييف الكثير مف الضغائ ف االجتماعية ضدىـ في صورة‬
‫فصميـ مف أعماليـ المدنية واخراجيـ مف الجيش حتى أف الرئيس األمريكي دوايت‬
‫إيزنياور أصدر مرسوماً سنة ٖ٘‪ ٜٔ‬بحرماف أؼ مثمي أو مثمية مف الحصوؿ عمى‬
‫وظيفة فيدرالية‪ .‬كثير مف اإلدارات المحمية وشركات القطاع الخاص نيجت نفس‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪8‬‬ ‫‪The Reader's Companion to American History. Copyright © 0990 by Houghton Mifflin Company.‬‬

‫‪ٕٜ‬‬
‫النيج كما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي ‪ FBI‬في تطوير برنامج لمراقبة وتعقب‬
‫المثمييف‪ .‬ىذا بدوره دفع البوليس المحمي لممارسة الكثير مف ألواف التمييز والتحرش‬
‫بالمثمييف‪ .‬الجدير بالذكر أننا في عالمنا العربي الزلنا نعيش ىذه المرحمة مف‬
‫التاريخ (يمكف مراجعة حادثة ‪" queen boat‬كويف بوت" عمى موقع ‪Human rights‬‬

‫‪" watch‬ىيوماف رايتس واتش")‪.‬‬


‫ثـ في الستينات وعمى خمفية حركة الدفاع عف الحقوؽ المدنية لمسود التي كانت‬
‫تستخدـ العنف‪ ،ٜ‬نشأت حركة محبي نفس الجنس ‪ Homophile Movement‬لمدفاع‬
‫عف حقوؽ المثمييف مف الظمـ والتعسف الواقع عمييـ في مكاف العمل وفي المجتمع‬
‫عموماً‪ .‬وبحموؿ سنة ‪ ٜٜٔٙ‬كانت قد ظيرت خمسوف جمعية تؤيد الجنس المثمي في‬
‫أمريكا بعضوية تصل لعدة آالؼ مف األفراد المثمييف‪ .‬وفي السابع والعشريف مف يونيو‬
‫‪ ٜٜٔٙ‬أغار بوليس نيويورؾ عمى أحد حانات المثمييف المعروفة باسـ ‪Stonewall‬‬

‫‪ ،club‬وعمى خبلؼ ما ىو متوقع‪ ،‬قاـ المثميوف بالرد! فاندلعت المظاىرات لثبلثة أياـ‬
‫متواصمة‪ ،‬كما ظيرت الفتات وشعارات عمى البيوت والمتاجر كميا تعمف قوة المثمييف‪.‬‬
‫ٓٔ‬
‫مف ضمف ىذه الشعارات ما يمي‬

‫"كف فخو اًر بما أنت عميو يا رجل! واذا كاف األمر يحتاج لممظاىرات‬
‫واإلضراب أو حتى لؤلسمحة النارية لنعرفيـ مف نحف‪ ،‬فميكف‪ ،‬فيذه ىي المغة‬
‫التي يفيميا ىؤالء الخنازير"‪.‬‬

‫(ناشط مثمي في إحدػ االجتماعات التالية لمظاىرات ستوف ووؿ ‪) ٜٜٔٙ‬‬

‫"ىذه حرب‪ .‬وكل شيء يجوز فييا"‪( .‬المدير التنفيذؼ لمجنة القومية لممثمييف‬
‫مف الرجاؿ والنساء)‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ٜ‬وذلؾ قبل دعوة مارتف لوثر كينج االبف بنبذ العنف‬
‫‪01 J. Dallas, A Strong Delusion: Confronting the Gay Christian Movement (Oregon: Harvest‬‬
‫‪house,0996) p. 69‬‬

‫ٖٓ‬
‫ىكذا بيف ليمة وضحاىا كانت حركة تحرير المثمييف قد خرجت لمنور‪ .‬ومع رياح الثورة‬
‫والعصياف المدني لمسود والنساء وطمبة الجامعات‪ ،‬التي كانت سائدة في ذلؾ الوقت‪،‬‬
‫ولدت حركة حقوؽ المثمييف التي سمت نفسيا ‪ ٔٔLGBT rights‬وىذه اختصار لكممات‬
‫‪ Lesbian, Gay, Bisexual and Transgender‬أؼ حقوؽ المثمييف مف النساء ‪Lesbian‬‬

‫والرجاؿ ‪ Gay‬وذوؼ الجنسية المزدوجة ‪ Bisexual‬والراغبيف في تغيير جنسيـ‬


‫‪.Transgender‬‬

‫مسيرات الكرامة‬
‫نشأت حركة الدفاع عف‬ ‫بحموؿ سنة ٖ‪ ٜٔٚ‬كانت جمعيات الضغط السياسي‬
‫المثمية كأسموب حياة‪ ،‬كرد‬ ‫الخاصة بالمثمييف مف الرجاؿ والنساء في الواليات‬
‫فعل لميراث مف اضطياد‬
‫المتحدة وصل عددىا إلى نحو ٓٓ‪ ٛ‬جمعية‪ .‬وظل‬
‫المثمييف‪.‬‬
‫العدد يتزايد حتى وصل سنة ٓ‪ ٜٜٔ‬لعدة آالؼ‪ .‬منذ‬
‫ذلؾ الحيف ظير ما يسمى بمسيرات الكرامة‬
‫لممثمييف ‪ Gay Pride Parades‬في المدف الغربية الكبرػ‪ .‬بدأت ىذه المسيرات بمسيرة‬
‫ٓٓٓ٘ مثمياً ومثمية في نيويورؾ سنة ٓ‪ ٜٔٚ‬لبلحتفاؿ بالذكرػ السنوية األولى‬
‫لمظاىرات ‪ ٜٜٔٙ‬وتزايد تعداد المشاركيف في مثل ىذه المسيرات تدريجياً حتى أنو في‬
‫سنة ‪ ٜٔٛٚ‬سار حوالي ٓٓ‪ ٙ‬ألف مثمي في مظاىرة في مدينة واشنطوف لممطالبة‬
‫بالمساواة‪ .‬وىكذا تشكمت حركة تحرير المثمييف كحركة سياسية لممطالبة بالحقوؽ‬
‫المدنية كرد فعل لبلضطياد الذؼ كاف المثميوف يتعرضوف لو‪.‬‬
‫ومثل أؼ حركة سياسية تنشأ كرد فعل لبلضطياد‪ ،‬فإنيا تبالغ في مطالبيا فمـ تكتف‬
‫الحركة بالمطالبة بالمساواة في الحقوؽ والواجبات بيف المثمييف والغيرييف بل طالبت‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪00 http://en.wikipedia.org/wiki/Gay_pride_parade‬‬

‫ٖٔ‬
‫بأف يقبل المجتمع أسموب الحياة المثمي ويقر بو‪ .‬أؼ أف الحركة تحولت مف حركة‬
‫لمدفاع عف حقوؽ المثمييف إلى حركة دعائية ألسموب الحياة المثمي تيدؼ إلى اعتبار‬
‫الفرؽ بيف المثمييف والغيرييف مثل الفرؽ بيف السود والبيض مثبلً أو الفرؽ بيف الرجاؿ‬
‫والنساء أو حتى الفرؽ بيف مف يستخدموف اليد اليمنى ومف يستخدموف اليد اليسرػ!‬

‫الوصـ والعزؿ والتمييز ػػ أصل المشكمة‬


‫ىذا بالطبع رد فعل مفيوـ لكل سموؾ مجتمعي يتميز بالوصـ والتمييز فالمشكمة تنبع‬
‫أساساً مف ميمنا البشرؼ لموصـ والعزؿ والتمييز‪ .‬فالوصـ ىو نوع مف أنواع الخمط بيف‬
‫اإلنساف ومرضو أو سموكو‪ .‬والنتيجة الطبيعية ليذا الخمط ىي العزؿ والتمييز حيث يقوـ‬
‫المجتمع‪ ،‬خوفاً مف المرض‪ ،‬بمحاربة المريض بدالً ًُ مف محاربة المرض‪ .‬وكرد فعل‬
‫لموصـ والعزؿ والتمييز تتشكل حركات الدفاع والتحرير وتمارس ما يمكف أف نسميو‬
‫"بالوصـ المضاد" لكونو يتميز أيضًا بالخمط بيف المريض والمرض‪ .‬ومف أجل الحفاظ‬
‫عمى حقوؽ المريض يدعو إلى الحفاظ عمى حقوؽ المرض!‬
‫وىكذا أصبح المجتمع يضطيد المثمييف خوفاً مف المثمية‪ ،‬ودعاة حقوؽ المثمييف خوف ًا‬
‫مف اضطياد المجتمع لممثمييف يدافعوف عف المثمية كأسموب حياة‪ .‬كبل الحركتيف‬
‫ال تفرقاف بيف المثمي كشخص واجب عمى الجميع احتراـ حقوقو‪ ،‬وأسموب الحياة‬
‫المثمي يمكف أف نتفق أو نختمف عميو‪.‬‬
‫في حالة مرض اإليدز مثبلً وكنتيجة لموصـ والتمييز الذيف يتعرض ليما المصابوف‬
‫بيذا المرض‪ ،‬تبنت برامج التوعية شعارات مثل "حاربوا اإليدز ال األشخاص‬
‫المصابيف بو" ‪ Fight AIDS not people infected with AIDS‬وذلؾ لكوف المجتمع‬
‫في ذلؾ الوقت‪ ،‬خوفاً مف انتشار المرض‪ ،‬اضطيد المصابيف بو بفصميـ مف عمميـ‬
‫وعزليـ عف أسرىـ وبيوتيـ‪.‬‬

‫ٕٖ‬
‫ثـ تدريجياً اختفت كممة الحرب أو المكافحة تماماً وذلؾ لتجنب أؼ إيحاء مف الممكف‬
‫أف يؤدؼ إلى اضطياد المصابيف بالفيروس‪ .‬فظيرت بدالً مف تعبيرات الحرب‬
‫والمكافحة تعبيرات مثل "التجاوب مع اإليدز"‪ .‬أذكر أنو في إحدػ ورش العمل التي‬
‫يجرييا البرنامج اإلقميمي لئليدز في الدوؿ العربية سمعت إحدػ حامبلت الفيروس‬
‫تتكمـ عف الفيروس واصفة إياه "بالصديق الذؼ يزورنا في أجسادنا لذلؾ عمينا أال‬
‫الصحي مف وراء ىذا الكبلـ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نكرىو بل أف نتعايش معو"! بالطبع أنا أفيـ الغرض‬
‫فقبوؿ المرض كأمر واقع أمر ضرورؼ لمشفاء‪ .‬فمف يستفيد المريض مف الصراع‬
‫والحزف والكراىية ألؼ شيء حتى واف كاف الفيروس‪ ،‬بل عميو أف يوفر طاقتو النفسية‬
‫لمعبلج واتباع أسموب الحياة الذؼ يعطيو أفضل صحة ممكنة‪ .‬لكف ىذا المفيوـ‬
‫يصبح خطي اًر عندما يتبناه العمماء الذيف مف الواجب عمييـ أف يعيشوا حالة حرب مع‬
‫الفيروس ويطوروا أدوية لمقضاء عميو فيذا الفيروس في واقع األمر ليس صديقاً بل‬
‫ىو عدو يقتل اإلنساف ليعيش ىو ويتكاثر‪.‬‬
‫تخيموا الكارثة التي يمكف أف تحدث عندما تجتمع مثبلً منظمة الصحة العالمية‬
‫وتصدر ق ار اًر بأف اإليدز ليس مرضاً وأف الفيروس ليس فيروساً مرضياً وانما أحد‬
‫الفيروسات الصديقة لئلنساف وبالتالي ىو ليس معدياً‪ ،‬وذلؾ حتى تمنع الوصـ‬
‫والتمييز الذيف يتعرض ليما حاممو الفيروس! لحسف الحع لـ تفعل منظمة الصحة‬
‫العالمية ذلؾ ولف تفعل‪ .‬ولكف ىذا بالضبط ما فعمتو الجمعية األمريكية لمطب النفسي‬
‫ٕٔ‬
‫مع الجنسية المثمية وىذا ما سوؼ نشرحو بالتفصيل الحقاً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٕٔ لعل المقارنة بيف المثمية واإليدز ليست فقط بسبب العبلقة السببية بينيما وانما ألف ىناؾ تشابيات أخرػ أىميا أف‬
‫المرضيف في منتيى الصعوبة في العبلج‪ .‬المجتمع العبلجي في العالـ لـ ييأس مع اإليدز ولكنو يأس مع المثمية‬
‫أمر طبيعيًا (باستثناء القمة الذيف لـ يخضعوا لمضغط السياسي لحقوؽ المثمييف) وىناؾ شبو آخر يرفض‬ ‫واعتبرىا ًا‬
‫دعاة حقوؽ المثمييف االعتراؼ بو وىو أف المثمية أيضاً "معدية"‪ .‬وىنا أنا ال أقصد العدوػ بفيروس ولكف مف خبلؿ‬
‫نظاـ التعميـ الذؼ يوصل رسالة لؤلطفاؿ ولممراىقيف الذؼ يعاني بعضيـ مف تخبط طبيعي في اليوية الجنسية في‬
‫ىذا السف بأف المثمية خيار طبيعي مما يساىـ في اتجاه ىؤالء المراىقيف ألسموب الحياة المثمي بالرغـ مف أنيـ كاف‬
‫مف الممكف أف يتحركوا ناحية الجنسية الغيرية‪.‬‬

‫ٖٖ‬
‫الموبي المثمي‬

‫مثل كل حركة سياسية نشأت كرد فعل لبلضطياد وانضـ إلييا عدد كبير مف الناس‬
‫يمثموف شرائح المجتمع المختمفة‪ ،‬بدأت حركة حقوؽ المثمييف في إنشاء الموبي الخاص‬
‫بيا‪ .‬تماماً مثمما نشأ الموبي الصييوني كرد فعل الضطياد الييود عبر القروف‬
‫وخاصة اضطياد دوؿ المحور ليـ أثناء الحرب العالمية الثانية (الجدير بالذكر أف‬
‫الحركة النازية اضطيدت المثمييف أيضاً اضطياداً شديداً)‪ .‬وكما فعل الموبي‬
‫الصيويني‪ ،‬راح الموبي المثمي يحاوؿ السيطرة عمى أشد المراكز تأثي اًر في المجتمع‬
‫مثل العمـ واإلعبلـ والتعميـ‪ .‬وفيما يمي سوؼ نحاوؿ استعراض محاوالت الموبي‬
‫المثمي الناجحة لمسيطرة عمى ىذه المراكز المؤثرة في الرأؼ العاـ‪.‬‬

‫المثمية والطب النفسي ػ عالقة ممتبسة‬


‫ٖٔ‬
‫ويونج‬ ‫في البداية تجدر اإلشارة إلى أف المؤسسيف األوائل لمطب النفسي مثل فرويد‬
‫وأدلر اعتبروا الجنسية المثمية نوعاً مف التوقف في التطور الجنسي لئلنساف‪ .‬كاف فرويد‬
‫يؤمف أف الطبيعة الجنسية لئلنساف ىي في األساس ثنائية الميل ‪ ،bisexual‬أما األفراد‬
‫فيصبحوف غيرييف أو مثمييف مف خبلؿ خبراتيـ في العبلقة مع الوالديف واآلخريف (فرويد‬
‫٘ٓ‪.)ٜٔ‬‬
‫في ىذا الصدد يجب التأكيد عمى أف ىناؾ فرقاً بيف مفيوـ المرض الذؼ يفترض أف‬
‫االضطراب‬ ‫ومفيوـ‬ ‫بالمرض‬ ‫يصاب‬ ‫ثـ‬ ‫سميم ًا‬ ‫يكوف‬ ‫اإلنساف‬
‫التطورؼ ‪ Developmental Disorder‬والذؼ ىو توقف وفشل في الوصوؿ إلى التطور‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٖٔ جدير بالذكر أف فرويد كاف ممحداً صريحاً وكاف يعتبر الديف نوعاً مف المرض النفسي (العصاب) وقد ورد ذلؾ في‬
‫الكثير مف كتبو مثل موسى والتوحيد ومستقبل وىـ وغيرىا مف الكتب واألبحاث‪.‬‬

‫ٖٗ‬
‫الجنسي الذؼ كاف مف المفترض أف يتـ الوصوؿ إليو‪ .‬يعتبر فرويد أف الجنسية‬
‫المثمية ىي مرحمة مف مراحل التطور الجنسي لئلنساف‪ ،‬يعبرىا البعض إلى الجنسية‬
‫الغيرية بينما يتوقف البعض اآلخر عندىا ويصبحوف مثمييف‪ .‬لكف فرويد لـ يكف يعتبر‬
‫الجنسية المثمية مشكمة كبيرة أو مرضاً ينبغي عبلجو‪ .‬وفي خطاب وجيو فرويد سنة‬
‫ٖ٘‪ ٜٔ‬ألـ أمريكية لشاب مثمي‪ ،‬كتب فرويد التالي‪:‬‬
‫"بالطبع المثمية ليست ميزة‪ ،‬ولكنيا أمر ال ينبغي الخجل منو‪ ،‬وال ىو رذيمة أو‬
‫أمر يقمل مف شأف اإلنساف‪ .‬ال يمكف أف نعتبر الجنسية المثمية مرضاً‪ ،‬ولكننا‬
‫نعتبرىا شكبلً مف أشكاؿ النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو‬
‫الجنسي‪ .‬الكثير مف األشخاص المحترميف في العالـ القديـ والحديث عمى حد‬
‫سواء كانوا مف المثمييف مثل أفبلطوف ومايكل أنجمو وليوناردو دافنشي‬
‫وغيرىـ‪ .‬إنو مف الظمـ الكبير أف نضطيد المثمية فاضطياد المثمييف جريمة‬
‫وقساوة شديدة أيضاً‪"ٔٗ .‬‬

‫أما التحميميوف الذيف تبعوا فرويد فكانت ليـ آراء متباينة حوؿ سبب المثمية‪ .‬فعمى‬
‫سبيل المثاؿ رفض ساندور رادو (ٓٗ‪ )ٜٜٔٗ ،ٜٔ‬فكرة فرويد أف اإلنساف يولد ذو‬
‫طبيعة مزدوجة وقاؿ أف الجنسية الغيرية طبيعية‪ ،‬أما المثمية فيي محاولة لمحصوؿ‬
‫عمى المذة الجنسية عندما تكوف العبلقة الغيرية الطبيعية صعبة وميددة لممراىق‪ .‬غيره‬
‫مف التحميمييف أروا أف الجنسية المثمية تنتج مف عبلقات مرضية داخل األسرة خبلؿ‬
‫المرحمة األوديبية مف النمو الجنسي (ٗ‪ ٘-‬سنوات)‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪02 Reprinted in Jones, 0912, pp. 718-719, from the American Journal of Psychiatry, 0910, 012, 286).‬‬

‫ٖ٘‬
‫السؤاؿ ىنا ىو‪ :‬ىل تغير المشيد العممي كثي اًر منذ‬
‫لـ تكف ىذه التغييرات نابعة مف‬
‫ذلؾ الوقت؟ ىل ظيرت أبحاث قاطعة تثبت أف‬
‫استيعاب الحقائق العممية التي‬
‫يممييا المنطق‪ ،‬وانما عمى‬ ‫الجنسية المثمية مرض‪ ،‬أو توقف في النمو‬
‫العكس كاف ىذا العمل مدفوعاً‬ ‫الجنسي؟ وىل خرجت أبحاث قاطعة تؤكد أف‬
‫بما كاف يمميو المزاج‬ ‫المثمية ىي مجرد اختبلؼ وراثي؟ الحقيقة ىي أف‬
‫األيديولوجي العاـ في تمؾ‬
‫العمـ لـ يقل كممتو بعد ولـ يثبت أياً مف ىذه‬
‫الحقبة مف التاريخ‪.‬‬
‫األشياء بالدليل القاطع ألف المشكمة ىي أف‬
‫السياسة قطعت الطريق عمى الحوار العممي حيث‬
‫أصبح يتيـ بالكراىية و يوصف بالرجعية والتخمف ومعاداة المثمييف٘ٔ‪ ،‬كل مف يقوـ‬
‫بأؼ بحث في ىذا المجاؿ‪ ،‬الميـ إال األبحاث الوراثية التي تحاوؿ أف تثبت أف‬
‫اإلنساف يولد مثمياً تماماً وأف المثمية ليست سوػ اختبلؼ وراثي مثل لوف العينيف أو‬
‫الشعر أو الميل الستخداـ اليد اليسرػ بد ً‬
‫ال مف اليمنى‪ .‬أما عف كيف وصل الحاؿ‬
‫إلى ما ىو عميو‪ ،‬وماذا كاف دور السياسة في التشخيص والبحث العممي في ىذا‬
‫المجاؿ‪ ،‬فيذا ما سوؼ نجيب عميو في السطور التالية مف خبلؿ تتبعنا لتاريخ ىذا‬
‫التشخيص‪.‬‬

‫تاريخ التشخيص الطبنفسي‬


‫في سنة ٕ٘‪ ٜٔ‬قامت الجمعية األمريكية لمطب النفسي ‪American Psychiatric‬‬

‫)‪ Association (APA‬بإدراج الجنسية المثمية في الدليل التشخيصي واإلحصائي‬


‫لؤلمراض النفسية )‪ Diagnostic and Statistical Manual (DSM‬تحت فئة اضطرابات‬
‫‪Sociopathic personality disturbances‬‬ ‫الشخصية المضادة لممجتمع‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫٘ٔ أصبحت "معاداة المثمية" تيمة سياسية واجتماعية في الغرب تماثل "معاداة السامية"!‬

‫‪ٖٙ‬‬
‫ثـ في سنة ‪ ٜٔٙٛ‬في النسخة الثانية مف الدليل )‪ (DSM II‬تـ تغيير مكاف الجنسية‬
‫المثمية مف فئة االضطرابات السيكوباتية إلى فئة االنحرافات الجنسية ‪sexual‬‬

‫اجعة لمتصنيف‪ ،‬إعتُِب َرت المثمية مشكمة عندما كانت‬


‫الم َر َ‬
‫‪ deviations‬ثـ في النسخة ُ‬
‫تتعارض مع شعور الشخص بنفسو‪ ،‬أؼ عندما تكوف مرفوضة داخمياً منو‪ ،‬أما إذا لـ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫تكف مرفوضة مف الشخص فمـ تعتبر عندئذ َم َرضية‪.‬‬
‫نبلحع التطور التدريجي لبلعتراؼ بالمثمية كخيار طبيعي والسؤاؿ دائماً كما أشرت‬
‫سابقاً‪ ،‬ىل ىذا نتيجة لمزيد مف األبحاث المؤكدة‪ ،‬أـ نتيجة لمضغوط السياسية في‬
‫ذلؾ الوقت؟ ىذا ما سوؼ نتعرض لو في السطور التالية‪.‬‬
‫في تحميمو العممي الرصيف‪ ،‬الذؼ حاوؿ فيو االبتعاد عف التأثيرات السياسية لتشخيص‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫"لـ تكػف ىذه التغييرات نابعة مف استيعاب الحقائق‬ ‫المثمية‪ ،‬يقوؿ بايػر (ٔ‪)ٜٔٛ‬‬
‫العممية التي يممييا المنطق‪ ،‬وانما عمى العكس كاف ىذا العمل مدفوعاً بما كاف يمميو‬
‫المزاج األيدولوجي العاـ في تمؾ الحقبة مف التاريخ"‪ .‬كاف باير بيذا الكبلـ يعمق عمى‬
‫قرار الجمعية األمريكية لمطب النفسي برفع المثمية مف الدليل التشخيصي واإلحصائي‬
‫لؤلمراض النفسية الذؼ بدوره أحبط البحث العممي في األسباب النفسية لممثمية وجعل‬
‫البحث العممي في الجنسية المثمية قاص اًر‪ ،‬كما قمنا‪ ،‬عمى األبحاث الوراثية التي تحاوؿ‬
‫التأكيد عمى أف المثمية مجرد صفة وراثية‪.‬‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫يتتبع الطبيب النفسي األمريكي جيفرؼ‬ ‫وفي كتاب الجنسية المثمية وتسييس الحقيقة‬
‫ساتينوفر التغييرات المتبلحقة السريعة تحت تأثير الضغوط السياسية التي كانت‬
‫تجرؼ وراء الكواليس في الجمعية األمريكية لمطب النفسي الستصدار ذلؾ القرار‬
‫"السياسي"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪06 J. Nicolosi, Reparative Therapy for Male Homosexuals, (N.J.: Aronson books), 0992 p. 8-9‬‬
‫)‪02 R.V. Bayer Homosexuality and American Psychiatry: The Politics of Diagnosis (N.Y: Basic books‬‬
‫‪0980 p. 2-2‬‬
‫‪08 J. Satinover, Homosexuality and the Politics of Truth, (Grand Rapids: Baker books), 0996, p. 27- 21‬‬

‫‪ٖٚ‬‬
‫سنة ٖ‪ٜٔٙ‬‬ ‫‪‬‬

‫مدفوعة بالقمق بشأف السموؾ الجنسي المثمي الذؼ كاف يبدو متزايداً في ذلؾ‬
‫الوقت‪ ،‬كمفت أكاديمية نيويورؾ الطبية لجنتيا لمصحة العامة بتقديـ تقرير عف‬
‫الجنسية المثمية‪ .‬وجاء في تقرير المجنة ما يمي‪" :‬الجنسية المثمية ىي بالفعل‬
‫مرض‪ .‬المثمي إنساف مضطرب وجدانياً بحيث لـ تتطور لديو القدرة الطبيعية‬
‫لتكويف عبلقات مشبعة مع الجنس اآلخر"‪ ٜٔ.‬كما أضافت المجنة‪" :‬بعض مف‬
‫المثمييف قد ذىبوا إلى ما ىو أبعد مف مجرد الدفاع عف المثمية‪ ،‬وىـ اآلف‬
‫ٕٓ‬
‫يحتجوف قائميف أف المثمية ىي أسموب محبب ونبيل ومفضل لمحياة"‪.‬‬

‫سنة ٓ‪ٜٔٚ‬‬ ‫‪‬‬

‫خططت قيادة الموبي المثمي في الجمعية األمريكية لمطب النفسي لمجيود‬


‫منظـ لمتأثير عمى االجتماع السنوؼ لمجمعية ودافعوا عف نشاطيـ ىذا مف‬
‫منطمق أف الجمعية ليست مجرد جمعية عممية‪ ،‬بل ىي مؤسسة اجتماعية‬
‫أيضإًٔ‪ .‬في ىذا االجتماع‪ ،‬قدـ إيرفينج بايبر ‪ Irving Bieber‬وىو طبيب‬
‫نفسي تحميمي مشيور دراسة عف المثمية وأثناء إلقائو ىذه الدراسة ىاجمو‬
‫األعضاء المثميوف وسخروا منو حتى أف أحدىـ قاؿ لو‪" :‬لقد قرأت كتابؾ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪09 Cited in C.W. Socarides, “ Sexual Politics and Scientific Logic: The Issue of Homosexuality, “The‬‬
‫‪Journal of Psychohistory 01, no.2 (0997), p. 017‬‬
‫‪ 71‬نفس المرجع السابق‬
‫‪ 70‬في ظل تيميش دور الديف في المجتمع الحداثي والبعدحداثي‪ ،‬يقوـ المجتمع بالمجوء فقط لعمـ النفس والطب‬
‫النفسي لئلجابة عف األسئمة الوجودية الخاصة باإلنساف مما يجعل لمطب النفسي دو ًار مجتمعيًا بار ًاز‪ .‬ىذا يفسر‬
‫تركيز حركة حقوؽ المثمييف عمى الجمعية األمريكية لمطب النفسي بوصفيا مؤسسة شديدة التأثير في المجتمع‪.‬‬
‫أيضًا لـ تغفل ىذه الحركة أف تستيدؼ الكنيسة وعمـ البلىوت حتى نشأ ما يسمى "بالبلىوت المثمي" كفرع مف‬
‫البلىوت الميبرالي والذؼ تحت تأثيره تعترؼ بعض ىذه الكنائس المتحررة بالزواج المثمي‪ .‬أما الغالبية العظمى‬
‫مف الكنائس والتي تعتبر نفسيا محافظة ترفض ىذا الزواج‪.‬‬

‫‪ٖٛ‬‬
‫يا دكتور بايبر‪ ،‬لو كنت في كتابؾ ىذا قد تكممت عف السود مثمما تكممت عف‬
‫ٕٕ‬
‫المثمييف‪ ،‬لكنت قد تعرضت لممحاكمة وأنت بالفعل تستحق ذلؾ"‪.‬‬

‫سنة ٔ‪ٜٔٚ‬‬ ‫‪‬‬

‫نجحت خطة الموبي المثمي في الجمعية ووافق المنظموف في االجتماع السنوؼ‬


‫التالي سنة ٔ‪ ٜٔٚ‬عمى تنظيـ ندوة خاصة ليست عف "المثمية" ولكف عف‬
‫"المثمييف" (ىنا نبلحع االنتقاؿ مف الجيود العممية المتجردة مف األشخاص‪،‬‬
‫إلى المجيود االجتماعي‪/‬السياسي الذؼ ييدؼ إلى الخمط بيف المثمية‬
‫والمثمييف) وتـ تيديد بعض األعضاء المثمييف لمرئيس أنو إف لـ يوافق عمى‬
‫ىذه الندوة سوؼ يحدث في ىذا االجتماع أكثر بكثير مما حدث في اجتماع‬
‫السنة الماضية‪ .‬ويقتبس ساتينوفر مف باير التالي‪:‬‬
‫بالرغـ مف الموافقة عمى السماح لممثمييف بإجراء ندوتيـ في االجتماع السنوؼ‬
‫سنة ٔ‪ ،ٜٔٚ‬شعر النشطاء المثميوف في واشنطوف أنيـ بحاجة إلي دفعة أخرػ‬
‫لمتأثير عمى مجتمع الطب النفسي فاتصموا بإحدػ الجبيات السياسية لتحرير‬
‫ٖٕ‬
‫المثمييف لتنظيـ المظاىرات المعروفة بمظاىرات مايو ٔ‪ٜٔٚ‬‬
‫وفي الثالث مف مايو ٔ‪ ٜٔٚ‬وأثناء ندوتيـ "العممية" مع زمبلئيـ األطباء‪،‬‬
‫خطف األعضاء المثميوف الميكروفوف وأعطوه ألحد النشطاء المثمييف‬
‫المتجميريف في الشارع حوؿ مقر اجتماع الجمعية والذؼ صاح في‬
‫الميكروفوف قائبلً‪:‬‬
‫الطب النفسي ىو العدو المتربص بنا‪ .‬لقد شف الطب النفسي حرب إبادة‬
‫ضدنا‪ .‬أييا األطباء النفسيوف‪ ،‬يمكنكـ أف تعتبروا ىذا بمثابة إعبلف حرب‬
‫ضدكـ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪77 R.V. Bayer Homosexuality and American Psychiatry.‬‬
‫ٖٕ نفس المرجع السابق‬

‫‪ٖٜ‬‬
‫لـ ُيقدـ بحث عممي واحد‪ .‬وانما قاـ النشطاء المثميوف بترتيب لقاء مع لجنة‬
‫التسميات بالجمعية (المسئولة عف دليل التشخيص السابق ذكره) ونتيجة لذلؾ‬
‫قاـ رئيس ىذه المجنة بالسماح بفكرة أنو غالباً ال ينـ السموؾ الجنسي المثمي‬
‫عف اضطراب نفسي وأف الدليل التشخيصي ربما يحتاج ألف يعكس ىذا الفيـ‬
‫الجديد‪.‬‬
‫سنة ٖ‪ٜٔٚ‬‬ ‫‪‬‬

‫عندما اجتمعت لجنة التسميات لبحث األمر‪ ،‬كاف األمر كمو قد أعد في الغرؼ‬
‫المغمقة‪ .‬أيضاً لـ تُقدـ أؼ معمومات عممية جديدة‪ .‬وأُعطيت فقط ٘ٔ دقيقة‬
‫لممعارضيف لتغيير التسمية لتقديـ حجتيـ (تخيموا ٘ٔ دقيقة لتمخيص كل‬
‫مجيود الطب النفسي في بحث المثمية خبلؿ السبعيف سنة الماضية) وبعد أف‬
‫صوتت المجنة كما كاف مخططاً‪ ،‬كانت ىناؾ أصوات قميمة ىي التي اعترضت‬
‫عمى التغيير‪.‬‬
‫لقد كانت جماعة الضغط المثمي قد استعدت جيداً ليذا التصويت بأف أرسمت‬
‫خطابات لنحو ثبلثيف ألف مف األعضاء لتحثيـ عمى التصويت لصالح‬
‫التغيير‪ .‬وكاف السؤاؿ ىو كيف حصل الموبي المثمي في الجمعية عمى عناويف‬
‫كل ىؤالء األعضاء؟ الحقيقية ىي أنيـ قد اشتروا قائمة المراسمة الخاصة‬
‫بالجمعية بعد أف قاموا بجمع تمويل مف المجتمع المثمي كمو باالستعانة بالمجنة‬
‫القومية لممثميييف )‪ National Gay Task Force (NGTF‬وىي لجنة سياسية‬
‫بح تة‪ .‬ىكذا تظير حقيقة أف رفع الجنسية المثمية مف قائمة األمراض كاف‬
‫عمبلً سياسياً بحتاً!‬

‫ٓٗ‬
‫مرت ثالثوف سنة‬
‫ٕٗ‬
‫والذؼ كاف‬ ‫بعد مرور ثبلثيف سنة وبالتحديد في أكتوبر ٖٕٓٓ قاـ روبرت سبيتزر‬
‫لو دور محورؼ في االجتماعات التي تـ فييا رفع المثمية مف دليل التشخيص سنة‬
‫ٖ‪ ٜٔٚ‬بنشر بحثو الذؼ أجراه عمى ٕٓٓ شخص مثمي (ٖٗٔ مف الرجاؿ و‪ ٘ٚ‬مف‬
‫النساء) الذيف يعتبروف أنفسيـ "مثمييف سابقيف" أؼ أنيـ مروا بتجربة تغيير اليوية‬
‫الجنسية مف المثمية إلى الغيرية وظموا في ىذه اليوية الجديدة لفترات تصل إلى خمس‬
‫سنوات وأكثرٕ٘‪.‬‬
‫قاـ سبيتزر بالمقارنة بيف فت رتيف في حياة ىؤالء األشخاص‪ .‬الفترة األولى ىي فترة‬
‫السنة التي سبقت بداية محاولتيـ لمتغيير والفترة الثانية ىي السنة السابقة إلجرائو ىذه‬
‫المقابمة معيـ‪ .‬وشممت المقارنة المتغيرات التالية‪ :‬األفكار الشيوانية تجاه نفس‬
‫الجنس‪ ،‬الخياالت الجنسية المثمية أو الغيرية أثناء العادة السرية‪ ،‬استخداـ الصور‬
‫والمواد الجنسية المصورة‪ ،‬الشعور بالرغبة الشديدة في المقاءات العاطفية الحميمة مع‬
‫نفس الجنس‪ ،‬معدؿ تواتر الجنس المثمي والغيرؼ‪ .‬وكانت النتائج كالتالي فيما يتعمق‬
‫باالنجذاب الجنسي‪:‬‬
‫استخدـ سبيتزر متصل مف ٓٓٔ درجة بحيث تشير الدرجة ٓٓٔ إلى أف الشخص ينجذب لنفس‬
‫الجنس فقط (أؼ مثمي تمامًا) وصفر إلى أف الشخص ال ينجذب لنفس الجنس مطمقًا (غيرؼ تمامًا)‪.‬‬

‫في السنة السابقة لممقابمة‬ ‫في السنة السابقة لمحاولة‬


‫التغيير (العالج)‬

‫ٖٕ‬ ‫ٔ‪ٜ‬‬ ‫متوسط عينة الرجاؿ‬

‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٛٛ‬‬ ‫متوسط عينة النساء‬

‫جدوؿ (ٔ)‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٕٗ جدير بالذكر أف سبيتزر شخص ممحد (مف خمفية ييودية) بينما نسبة كبيرة مف ىذه العينة قد تغيرت بفعل عدد‬
‫مف الخدمات المسيحية التي تعمل في مجاؿ التعافي مف الجنسية المثمية‪.‬‬
‫ٕ٘ نشره في أكتوبر ٖٕٓٓ في ٖٕٓٓ ‪Archives of Sexual Behavior, ٖٕ (٘), ٖٗٓ-ٗٔٚ, October‬‬

‫ٔٗ‬
‫أؼ أف الميل المثمي تناقص في عينة الرجاؿ مف ٔ‪ ٜ‬إلى ٖٕ وفي عينة النساء‬
‫مف ‪ ٛٛ‬إلى ‪.ٛ‬‬
‫درس سبيتزر أيضاً نسبة وجود الميوؿ المثمية في ىذه العينة في السنة السابقة‬
‫لممقابمة وأيضاً درس مستوػ نجاح العبلقات الجنسية الغيرية ليوالء األشخاص ومعدؿ‬
‫إصابتيـ باالكتئاب ووجد أف تغيي اًر درامياً قد حدث ليؤالء األشخاص في كل ىذه‬
‫المتغيرات‪.‬‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫بحوث عممية أـ إعالمية‬
‫البحث السابق نموذج نادر وجرؼء مف األبحاث العممية النفسية التي تتناوؿ الجنسية‬
‫المثمية ونتائج عبلجيا‪ .‬أما أغمب األبحاث األخرػ التي تتـ في ىذا المجاؿ فكما سبق‬
‫وأشرنا قاصرة فقط عمى محاوالت إلثبات أف الجنسية المثمية متغير وراثي طبيعي‬
‫وىي أبحاث أغمبيا يقوـ بو عمماء مثميوف‪.‬‬
‫شيير نشره في مجمة "العمـ" ‪ Science‬في‬
‫اً‬ ‫كانت البداية ليذه النوعية مف البحوث بحث ًا‬
‫أغسطس ٔ‪ ٜٜٔ‬أحد العمماء في مجاؿ الكيمياء العصبية ‪ Neurochemistry‬مف ساف‬
‫فرانسسكو وىو سايموف ليفاؼ ‪ .Simon LeVay‬وجد ليفاؼ أف أحد تجمعات الخبليا‬
‫العصبية يصل حجمو في الرجاؿ "المثمييف" ضعف حجمو في الرجاؿ "الغيرييف" وقد‬
‫وضعت كممتي "المثمييف" و"الغيرييف" بيف أقواس لكوف تحديد الميوؿ الجنسية لمعينة‬
‫صعباً فيي عينة مف جثث لرجاؿ توفوا‪ .‬كما أف الربط بيف ىذا االكتشاؼ والجنسية‬
‫المثمية (أو بيف أؼ متغير جسدؼ وسموؾ ما) يجب أف يظل محض صدفة إلى أف يتـ‬
‫تأكيد ىذه الحقيقة مف خبلؿ العديد مف األبحاث‪ .‬ولكف ىذا بالطبع ما لـ يحدث‪ .‬ولكف‬
‫الذؼ حدث ىو أف اإلعبلـ الخاضع لسيطرة الموبي المثمي‪ ،‬كالعادة‪ ،‬قد التقط ىذه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ٕٙ‬البحوث الواردة في ىذا الجزء مقتبسة مف كتاب جيفرؼ ساتينوفر "المثمية وتسييس الحقيقة" ‪Homosexuality and‬‬
‫‪the Politics of Truth‬‬

‫ٕٗ‬
‫األبحاث غير المثبتة وغير المؤكدة والمجراة عمى عينات صغيرة وصنع منيا عناويف‬
‫الصحف‪ ،‬بل أف مثل ىذه األبحاث تجرػ في الكثير مف األحياف لنفس ىذه األغراض‬
‫اإلعبلمية حيث يحاوؿ بعض الباحثيف إيجاد أؼ عامل مشترؾ جسدياً بيف الرجاؿ أو‬
‫النساء المثمييف‪ ،‬وبالطبع يجدوف‪ ،‬وذلؾ لمحاولة إثبات أف الجنسية المثمية ىي مجرد‬
‫متغير جسدؼ طبيعي!‬
‫باإلضافة إلى أف ىذا البحث السابق وغيره مف أبحاث التركيب التشريحي لممخ تتناسى أف‬
‫التركيب التشريحي لممخ كما أنو يؤثر في السموؾ فإنو يتأثر أيضاً بو‪ .ٕٚ‬لذلؾ يظل‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل ىذا الفرؽ التشريحي ىو الذؼ صنع الميل المثمي أـ أف السموؾ المثمي ىو‬
‫الذؼ صنع ىذا الفرؽ التشريحي؟!‬

‫ىل يولد المثميوف "ىكذا"؟‬


‫عندما نسأؿ ىذا السؤاؿ‪ ،‬فإننا ينبغي أف نذىب مباشرة لنوع مف الدراسات التي تجرػ‬
‫عادة لئلجابة عميو وىي دراسات التوائـ ‪ .Twin Studies‬االستراتيجية األساسية ليذا‬
‫النوع مف الدراسات تتكوف مف أربع خطوات‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬دراسة معدؿ وجود تماثل في العوامل الوراثية (الجينات) بيف اثنيف مف المثمييف‪:‬‬
‫مف غير األقارب‪( .‬تشابو قميل جداً)‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫ثـ بيف اإلخوة البيولوجييف أؼ مف نفس األب واألـ‪( .‬بعض التشابو)‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫ثـ بيف توأميف غير متماثميف أؼ مف نفس األب واألـ لكف مف بويضتيف‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫مختمفتيف‪( .‬نفس درجة التشابو مثل اإلخوة البيولوجييف العادييف)‬
‫ثـ بيف توأميف متماثميف أؼ مف نفس البويضة‪( .‬تماثل تاـ ٓٓٔ‪)%‬‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪72 Quotation from change your brain change your life‬‬

‫ٖٗ‬
‫إذا كانت المثمية تورث كمتغير وراثي ليس لمبيئة أؼ تأثير فيو مثل لوف الشعر أو‬
‫العينيف (كما يحاوؿ اإلعبلـ أف يثبت)‪ ،‬فإننا سنجد أف درجة التماثل الوراثي (الجيني)‬
‫تتزايد تدريجياً في ىذه الحاالت حتى تصل إلى التماثل الجيني التاـ (ٓٓٔ‪ )%‬في‬
‫التوائـ المتماثمة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬في كل زوج مف األزواج السابقة‪ ،‬تتـ المقارنة بيف درجة التشابو الجيني‬
‫(الوراثي) ودرجة التشابو السموكي‪ .‬بمعنى ت حديد ما إذا كاف التشابو الوراثي يؤدؼ‬
‫بالضرورة إلى تشابو سموكي‪ .‬مرة أخرػ إذا كانت المثمية تورث كمتغير وراثي‬
‫ال دور لمبيئة فيو‪ ،‬فإنو كمما كاف ىناؾ تشابو جيني ًا كمما انعكس ذلؾ عمى السموؾ‬
‫بشكل حتمي (أؼ إذا تواجد التشابو الجيني بيف زوجيف فإنيما بالضرورة يكوناف‬
‫مثمييف)‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬ضبط العوامل البيئية المؤثرة عمى كل مف التوأميف وذلؾ بحصر الفحص عمى‬
‫توأميف تـ تبنييما بعد الوالدة مباشرة وعاش كل منيما في بيئة مختمفة‪ .‬فعندما ينشأ‬
‫توأماف في بيئتيف مختمفتيف وفي نفس الوقت يصبحاف مثمييف يزيد ىذا مف احتمالية‬
‫أف تكػوف المثمية وراثية تماماً وال دور لمبيئة فييا‪( .‬لكف لؤلسف لـ يجر حتى اآلف‬
‫عدداً كافياً مف الدراسات التي درست توائـ تـ تبنييـ في بيئات مختمفة‪ ،‬وىذا يؤدؼ‬
‫لخمط بيف تأثير البيئة وتأثير الوراثة)‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬فحص الفروؽ بيف أزواج مف نوعيات مختمفة كالفرؽ بيف زوج مف التوائـ وبيف‬
‫زوج مف األخوة مف غير التوائـ وزوج مف اإلخوة المتبنيف (الذيف يشتركوف في البيئة‬
‫ولكف ليس في الجينات) وذلؾ لفصل تأثير البيئة عمى نشوء الجنسية المثمية‪.‬‬

‫متغير وراثياً طبيعي مثل لوف العينيف‪ ،‬كما يروج اإلعبلـ المتأثر‬
‫اً‬ ‫إذا كانت المثمية‬
‫بجماعات الضغط المثمي فسوؼ يكوف معدؿ التواتر ‪ concordance rate‬بيف التوأميف‬

‫ٗٗ‬
‫المتماثميف تاماً (ٓٓٔ‪ .)%‬والمقصود بمعدؿ التواتر ىو معدؿ أف يكوف التوأماف إما‬
‫مثمييف أو غيرييف ‪ .‬أما إذا كاف ىناؾ توأماف متماثبلف (مف نفس البويضة) وواحد‬
‫منيما مثمي واآلخر غيرؼ‪ ،‬فبل يمكف عندئذ أف نقوؿ أف دور الوراثة في المثمية ىو‬
‫مف نوع التوريث الحتمي الذؼ ليس لمبيئة تأثير فيو مثل وراثة لوف العينيف أو الشعر‪.‬‬
‫عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬ال يمكف ألحد أف يفرؽ بيف التوأميف المتماثميف الشييريف في عالـ‬
‫كرة القدـ حساـ وابراىيـ حسف في الشكل وذلؾ ألف الشكل معتمد عمى الجينات‬
‫الوراثية فقط (توريث حتمي)‪ ،‬أما كونيما قد لعبا كرة قدـ‪ ،‬فيذا ربما يكوف لو ُبعد‬
‫وراثي جعل كبل منيما ُيحب ىذه المعبة‪ ،‬لكف األمر كاف يحتاج لتدخبلت بيئية في‬
‫صورة أف يأخذىما والداىما مثبلً ويشتركاف ليما في أحد األندية‪ .‬ثـ لعب واحد منيما‬
‫مدافعاً واآلخر مياجماً‪ .‬أيضاً ربما كانت ىناؾ خمفية وراثية في ميل واحد منيما‬
‫لمدفاع واآلخر لميجوـ‪ ،‬لكف مف الواضح أف األمر كاف يحتاج إلى عوامل بيئية‪ ،‬مثل‬
‫مدرب يكمف أحدىما بمركز المدافع واآلخر بمركز المياجـ‪ .‬السؤاؿ ىنا‪ ،‬ىل المثمية‬
‫مثل لوف الشعر والعينيف‪ ،‬أـ مثل لعب كرة القدـ‪ ،‬أو مثل المركز في الممعب؟‬
‫ما تثبتو األبحاث التي سوؼ ندرسيا ىنا ىو أف المثمية مثل لعب كرة القدـ أو المركز‬
‫ُثير وراثياً ولكف ليس تحديداً وراثياً مثل لوف الشعر والعينيف‬
‫في الممعب أؼ أف بيا تأ اً‬
‫‪ .Genetic influence rather than genetic determination‬وىناؾ أمثمة عديدة‬
‫لسموكيات وصفات بشرية بيا تأثير وراثي وليس تحديد وراثي مثل إدماف الخمر‬
‫والسمنة‪ .‬ىناؾ تأثير وراثي إلدماف الخمر ولكف لكي يدمف إنساف الخمر يحتاج ألف‬
‫يشرب خمر بكميات كبيرة‪ ،‬أؼ أف ىناؾ تدخبلً "بيئياً" يجب أف يحدث لكي يصبح‬
‫اإلنساف مدمن ًا عمى الخمر (وىذا عمى عكس لوف الشعر أو العينيف المذيف ال يحتاج‬
‫اإلنساف ألف يفعل شيئاً ليحصل عمييما)‪ .‬أيضاً السمنة‪ ،‬بيا تأثير وراثي‪ ،‬لكف إف‬
‫كاف إنساف مستعد وراثياً لمسمنة‪ ،‬وأدرؾ ذلؾ وأصبح يراعيو في نظامو الغذائي‪،‬‬
‫فيمكنو أال يكوف بديناً‪.‬‬

‫٘ٗ‬
‫األىـ مف ذلؾ ىو أننا نعالج ىذه السموكيات التي بيا تأثير وراثي (مثل إدماف الخمر‬
‫والسمنة) ألننا نؤمف أف التأثير البيئي المعاكس (أؼ التوقف عف التعاطي ومراعاة‬
‫صحي‪ ،‬يمكف أف يعدؿ مف ىذه األمراض) لكننا بطبيعة الحاؿ ال نعالج‬ ‫نظاـ غذائي ّ‬
‫األشخاص ذوؼ البشرة السمراء أو البيضاء أو مف يستخدموف أيادييـ اليسرػ بدالً مف‬
‫اليمنى‪ .‬وىذا ما تريد حركة "حقوؽ المثمييف" أف تروج لو معتبرة أف مف يعالج المثمية‬
‫كمف يعالج مستخدمي اليد اليسرػ ليجعميـ يستخدموف اليمنى!‬

‫نتائج أبحاث التوائـ‬


‫في دراسة أجراىا ج‪ .‬مايكل بايمي وريتشارد بيبلرد بعنواف‪" :‬دراسة وراثية لمتوجو الجنسي‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫وجد الدارساف أف معدؿ تواتر المثمية ‪ concordance rate‬بيف‬ ‫المثمي بيف الرجاؿ"‬
‫التوائـ المتماثمة الذيف تربوا معاً في نفس البيئة ٓ٘‪ %‬فقط (وليس ٓٓٔ‪ )%‬أؼ أنو في‬
‫نصف الحاالت كاف ىناؾ توأماف متماثبلف تماماً في كل الصفات الوراثية (مثل إبراىيـ‬
‫وحساـ حسف‪ )ٕٜ‬لكف واحداً منيما كاف مثمياً واآلخر غيرياً! ىذه الدراسة وحدىا تكفي‬
‫لغمق الممف تماماً والتأكيد عمى أف ىناؾ عوامل "غير وراثية" تؤثر في نشوء الجنسية‬
‫المثمية‪.‬‬
‫أما معدؿ التواتر بيف التوائـ غير المتماثمة في ىذه الدراسة فكاف ٕٕ‪( %‬أؼ أقل مف‬
‫معدؿ التواتر في حالة التوائـ المتماثمة) وىذه النتيجة تؤكد عمى أف ىناؾ عوامل‬
‫وراثية لنشوء الجنسية المثمية لكنيا كما قمنا تنتمي لفئة التأثير الوراثي وليس التحديد‬
‫الوراثي‪.‬‬
‫في دراسة أخرػ بريطانية أجراىا مايكل كينج واليزابيث ماكدونالد بعنواف" المثميوف الذيف‬
‫ىـ توائـ‪ :‬دراسة لست وأربعيف حالة" وجد الباحثاف أف معدؿ التواتر الوراثي لممثمية أقل‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪78 J. M. Baily and R. C. Pillard, “A Genetic Study of Male Sexual Orientation,” Archives of General‬‬
‫‪Psychiatry 28 (0990), pp. 0189-69.‬‬
‫‪ 79‬العبا كزة قدو يصزياٌ شهيزاٌ يٍ انخىائى انًخًاثهت‬

‫‪ٗٙ‬‬
‫مف دراسة بايمي وبيبلرد ولكف كاف ىناؾ نفس الفرؽ بيف التوائـ المتماثمة والتوائـ غير‬
‫المتماثمة‪ .‬ففي دراسة بايمي وبيبلرد كانت (ٓ٘ و ٕٕ) أما في دراسة كينج وماكدونالد‬
‫فكانت ( ٕ٘ و ٕٔ) وفي النياية كتب الباحثاف االستنتاج التالي‪:‬‬
‫إف عدـ التواتر في التوجو الجنسي بيف األزواج مف التوائـ المتماثمة يؤكد أف‬
‫ٖٓ‬
‫العوامل الوارثية وحدىا غير كافية لنشوء التوجو الجنسي‪.‬‬
‫باإلضافة لذلؾ فمف المنطقي أنو إذا كاف ىناؾ جيف لممثمية‪ ،‬فقد كاف ينبغي أف‬
‫يختفي ىذا الجيف منذ وقت طويل فالجينات تبقى في المستودع الوراثي البشرؼ مف‬
‫خبلؿ التناسل والمعروؼ أف أغمب المثمييف ال‬
‫نصف عينة التوائـ المتماثمة‬
‫مستمر‬
‫اً‬ ‫ينجبوف‪ .‬فإذا كاف التوجو الجنسي المثمي‬
‫(المتطابقة في الجينات) كانوا‬
‫مختمفيف في اليوية الجنسية‬ ‫طواؿ ىذه القروف‪ ،‬فبلبد أف ىناؾ عوامل تساعد‬
‫(أؼ واحد منيـ مثمي واآلخر‬ ‫عمى نشوئو غير العامل الوراثي‪.‬‬
‫غيرؼ)!‬

‫جيف المثمية!‬
‫ىذا عف أبحاث التوائـ‪ .‬ماذا عف اكتشاؼ جيف الجنسية المثمية ‪The Gay Gene‬؟ في‬
‫يوليو سنة ٖ‪ ٜٜٔ‬خرجت صحيفة الووؿ ستريت جورناؿ بذلؾ العنواف‪" :‬األبحاث‬
‫ٖٔ‬
‫وفي أحد العناويف الفرعية أشار المقاؿ‬ ‫تتجو نحو اكتشاؼ جيف الجنسية المثمية"‪.‬‬
‫إلى أف المثمية مجرد اختبلؼ وراثي طبيعي‪ .‬وىذا يترؾ عند القارغ العادؼ غير‬
‫المتخصص انطباعاً بأف الموضوع قد ُح ِسـ وأف الجنسية المثمية مجرد متغير وراثي‬

‫طبيعي مثل لوف العينيف‪ .‬بالطبع لـ يحسـ الموضوع وال يمكف أف ُي َ‬


‫حسـ بيذه البساطة‬
‫ولكف أسموب الصحافة ىو صنع االنطباعات التي بمرور الوقت تصبح أقوػ مف‬
‫الحقيقة نفسيا‪ .‬القارغ المدقق يجد دائماً أف المكتوب ىو "وجية نظر" أو "اعتقاد"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪21 M. King and E. McDonald, “Homosexuals Who Are Twins: A Study of 26 Probands, “British‬‬
‫‪Journal of Psychiatry 061 (0997), pp. 212-9.‬‬
‫‪20 “Research Points toward a Gay Gene, “Wall Street Journal, 06 July 0992‬‬

‫‪ٗٚ‬‬
‫لباحث لـ يتأكد بعد ويحتاج إلى عشرات األبحاث المماثمة لكي يتحوؿ إلى "حقيقة‬
‫عممية"‪ .‬لكف الصحافة‪ ،‬التي يسيطر عمييا الموبي المثمي‪ ،‬تتناوؿ ىذه "االعتقادات"‬
‫لتصنع منيا "عقائد" يؤمف بيا الرأؼ العاـ دوف مناقشة‪ .‬دعونا إذاً نفحص تمؾ الدراسة‬
‫التي احتفت بيا الصحافة وحاولت اعتبارىا كشفاً عف جيف الجنسية المثمية‪.‬‬
‫ٕٖ‬
‫ونشرت في مجمة "العمـ"‪ .‬في ىذه الدراسة‬ ‫ىذه الدراسة أجراىا ديف ىامر وزمبلؤه‬
‫اكتشف الباحثوف أنو في عدد محدود مف األسر‪ ،‬ظير التوجو الجنسي المثمي في‬
‫أخواؿ الذكور المثمييف‪ .‬ولكوف النساء لدييف الكروموسوماف ‪ XX‬والرجاؿ ‪ XY‬استنتج‬
‫الباحثوف أف ىناؾ شيء ما عمى كروموسوـ ‪ X‬الذؼ يأتي لو مف أمو (ذلؾ ألف‬
‫الخاؿ ىو المثمي)ٖٖ‪ .‬وبعد أف وجد الباحثوف عينة مف تمؾ األسر التي بيا ذكور‬
‫مثميوف وأخواليـ أيضاً مف المثمييف‪ ،‬شرعوا في فحص الكروموسوـ ‪ X‬في ىؤالء‬
‫الرجاؿ‪ .‬وبالفعل تـ اكتشاؼ متغير متكرر عمى ىذا الكروموسوـ وبالتحديد في‬
‫حيث وجد الباحثوف أف ‪ %75‬مف اإلخوة مف الذكور المثمييف‬ ‫منطقة ‪X88‬‬

‫يشتركوف في نفس المحددات الجينية في منطقة ‪ X88‬وىذا ما احتفمت بو الصحافة‬


‫منذ ذلؾ الوقت واعتبرتو اكتشافاًش "لجيف المثمية" وأغمق الممف‪.‬‬
‫لكف الحقيقة أف ىذا االكتشاؼ ال يرقى إلى ذلؾ المستوػ مطمقاً بسبب صغر حجـ‬
‫العينة‪ .‬فمكي ُيعتػََبر أف ىذا ىو "جيف المثمية" يجب أف يتـ إثبات وجوده في كل‬
‫الرجاؿ المثمييف وليس في تمؾ العينة الصغيرة مف المثمييف الذيف لدييـ خاؿ مثمي‪.‬‬
‫حيث أف إثبات وجود خمفية جينية ألؼ صفة إنسانية يحتاج إلثبات وجوده عمى األقل‬
‫ٖٗ‬
‫في عينة ال تقل عف ثمانية آالؼ شخص‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪27 D. H. Hamer, et al., “A linkage between DNA Markers on the X-Chromosome and Male Sexual‬‬
‫‪Orientation, “Science 760, no. 1009, pp. 270-72.‬‬
‫ٖٖ أما لماذا لـ تكف األـ مثمية فذلؾ لكونيا تمتمؾ كروموسوـ ‪ X‬آخر يمكف أف يعادؿ الكروموسوـ الذؼ بو "عيب" كما‬
‫أف الجنسية المثمية في الرجاؿ تعتبر ظاىرة مختمفة عنيا في النساء‪.‬‬
‫‪ 22‬لقد كاف الفشل في الحصوؿ عمى العدد ىو السبب الذؼ لـ يجعل الباحثيف يجزموف بوجود جيف مورث‬
‫لبلضطراب الوجداني ثنائي القطبية ‪bipolar gene‬‬

‫‪ٗٛ‬‬
‫لذلؾ بعد مرور أربعة شيور وفي نفس المجمة "العمـ" تـ نشر انتقادات حادة ليذه‬
‫الدراسة‪ .‬في ىذه التعميقات الناقدة كتب عمماء وراثة مف جامعات مثل ييل‪ ،‬وكولومبيا‬
‫ولويزيانا ما يمي‪:‬‬
‫الكثيرمف المناقشات التي تناولت ما وجده ىامر وزمبلؤه مف نتائج ركزت‬
‫عمى التداعيات االجتماعية والسياسية‪ .‬بينما ىدفنا الحقيقي ىو مناقشة األدلة‬
‫العممية واستيضاح عدـ االتساؽ الذؼ في ىذه الدراسة والذؼ يدفعنا ألف‬
‫نفسرىا بكثير مف الحذر‪ ..... .‬إف نتائج ىذه الدراسة ال تتسق مع أؼ نموج‬
‫جيني كما أف صغر حجـ العينة (ٓٗ أسرة) يجعل مف ىذه النتائج قابمة لعدة‬
‫تفسيرات ونظريات كثيرة بعضيا وراثي والبعض اآلخر بيئيٖ٘‪.‬‬

‫وىذا جعل ىامر يرد في نفس المجمة‪ ٖٙ‬بقولو‪:‬‬


‫إننا لـ نقل أف‪ Xٕٛ‬مسئوؿ عف تكويف التوجو الجنسي ولكننا فقط نقوؿ أنو‬
‫يشارؾ في تكوينو في بعض األسر‪ .‬كما أننا لـ نقل أف ‪ Xٕٛ‬يمثل جيناً‬
‫تأثير أمكننا تحديده إحصائياً في العينة التي‬
‫اً‬ ‫رئيسياً‪ ،‬كل ما قمنا ىو أف لو‬
‫قمنا بدراستيا‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫”‪21 Risch et al. “ Male Sexual Orientation and Genetic Evidence‬‬
‫‪26 D. H. Hamer et al., “Response to Risch et al. “Science 767 (0992), p. 7161.‬‬

‫‪ٜٗ‬‬
‫مزيد مف األبحاث‬
‫في سنة ‪ ٜٜٜٔ‬وبعد حوالي عشرة سنوات مف العمل في مشروع الجينوـ البشرؼ الذؼ‬
‫بدأ سنة ٓ‪ ٜٜٔ‬حاوؿ بعض العم ماء الكندييف بقسـ العموـ العصبية اإلكمينيكة بجامعة‬
‫أونتاريو الغربية أف يؤكدوا صحة الدراسة السابقة لمدكتور ىامر (والتي اكتشفت أف‬
‫‪ %75‬مف اإلخوة مف الذكور المثمييف يشتركوف في نفس المحددات الجينية في‬
‫منطقة ‪ )Xٕٛ‬المشكمة التي كانت تكمف في بحث د‪ .‬ىامر ىي أنو لـ يفحص ما إذا‬
‫كاف االخوة الغيرييف ليؤالء المثمييف كاف أيضاً ليـ نفس المحددات الجينية في‬
‫منطقة ‪X88‬‬

‫أما العمماء الكنديوف فقاموا بدراسة ىذا المتغير ولكف في عينة أكبر مف األسر ومع‬
‫وجود فيـ أكبر لعمـ الوراثة (بعد مرور ‪ ٙ‬سنوات)‪ .‬وأكد ىذا الفريق الكندؼ أف اإلخوة‬
‫المثمييف لـ تك ف احتمالية اشتراكيـ في نفس المحددات الوراثية في ‪ Xٕٛ‬أكثر مما‬
‫‪ٖٚ‬‬
‫تمميو الصدفة البحتة‬

‫وفي سنة ٖٕٓٓ اكتمل مشروع الجينوـ البشرؼ ولـ يتـ العثور عمى أؼ جيف لممثمية‪.‬‬
‫ىذا ما تعرفو جيداً حركات الترويج ألسموب الحياة المثمي‪ ،‬لذلؾ ال يوجد عمى مواقع‬
‫اإلنترنت الخاصة بيذه الحركات أؼ إشارة ألبحاث عممية‪ .‬كل ما ُيكتب في ىذه‬
‫المواقع ىو عبارات مثل‪" :‬لماذا تسأؿ عف سبب المثمية؟ ?‪ "Why ask Why‬بعض‬
‫المواقع األكثر موضوعية تكتب عبارات مثل‪" :‬يقترح الخبراء أف ىناؾ عوامل بيولوجية‬
‫‪ٖٛ‬‬
‫وبيئية واجتماعية تشترؾ في تطور المثمية"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫” ‪22 G.Rice et al., “ Male Homosexuality: Absence of Linkage to Microsatellite Markers at X78,‬‬
‫‪Science 72 April 0999: 661-662‬‬
‫‪28 D. Thompson, Reaching Gay Youth 7111 p. 77‬‬

‫ٓ٘‬
‫أما الحوار العممي الموضوعي والبحث العممي الموثَّق فبل يجد طريقو إلى ووؿ ستريت‬
‫جورناؿ أو نيويورؾ تايمز أو غيرىا مف الجرائد والمجبلت أو مواقع اإلنترنت التي تريد أف‬
‫تعطي االنطباع أف المثمييف يولدوف ىكذا وأف المثمية متغير وراثي طبيعي‬
‫ال عبلقة لمبيئة بو وال يجب التعامل معو عمى أنو اضطراب مف أؼ نوع‪.‬‬

‫عندما قدمت محاضرة عف المثمية في إحدػ منظمات حقوؽ اإلنساف بالقاىرة‪ ،‬كانت بيف‬
‫الحضور صحفية تكتب في إحدػ الجرائد األجنبية التي تنشر في مصر‪ .‬قامت‬
‫الصحفية بنشر محاضرتي تحت العنواف التالي‪" :‬في الوقت الذؼ فيو تسف ببلد كثيرة‬
‫حوؿ العالـ القوانيف التي تشرع حقوؽ المثمييف‪ ،‬يقترح أحد األطباء عبلجاً لممثمية"‪ .‬ثـ‬
‫بدأت مقالتيا قائمة‪" :‬إنو في الوقت الذؼ تسف فيو كل دوؿ العالـ‪ ،‬دولة وراء األخرػ‪،‬‬
‫القوانيف التي تشرع لحقوؽ المثمييف‪ ،‬ال يزاؿ ينظر الكثيروف في مصر لممثمية عمى أنيا‬
‫‪ٖٜ‬‬
‫ولعمنا ىنا نبلحع الخمط الواضح بيف وجية النظر العممية لممثمية‪ ،‬وبيف‬ ‫مرض"‪.‬‬
‫قوانيف حقوؽ المثمييف وكأف اعتبار المثمية مرضاً يتعارض مع حقوؽ المثمييف! فيل مثبلً‬
‫اعتبار الفشل الكموؼ مرضاً ييدد الحقوؽ السياسية والمدنية لممصابيف بو؟!‬
‫بالطبع السبب في ىذا الموقف ىو ذلؾ الميراث مف القمع السياسي والوصـ االجتماعي‬
‫لممثمييف‪ ،‬لكف الموقف السياسي واالجتماعي المشروع المدافع عف حقوؽ المثمييف ال‬
‫ينبغي أف يتدخل في رؤيتنا العممية لمقضية والتي يجب أف تتحرر مف مثل ىذه‬
‫التأثيرات‪ .‬فمف حقوؽ المثمييف‪ ،‬وبالذات مف ال يرضى منيـ بتوجيو الجنسي‪ ،‬أف يعرفوا‬
‫أف التوجو الجنسي المثمي أمر يمكف تغييره‪ ،‬ومف حقيـ الحصوؿ عمى مساعدة لتغييره‪.‬‬
‫أما مف ال يريدوف تغيير توجييـ المثمي فبل يمكف أف يرغميـ أحد عمى ذلؾ‪ ،‬فيـ‬
‫مواطنوف لدييـ كافة الحقوؽ المدنية والسياسية واالجتماعية التي تكفل ليـ أف يختاروا‬
‫أسموب الحياة الذؼ يريدونو ذلؾ شريطة أال يفرضوه عمى أحد‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪29 Psychologist Claims to have “Cure” for Homosexuality The Daily Star-Egypt September 72, 7116‬‬

‫ٔ٘‬
‫التربية والتعميـ ‪ ....‬في األسرة والمدرسة‬
‫بعد أف تناولنا الضغط السياسي المنظـ الذؼ مارسو الموبي المثمي عمى العمـ واإلعبلـ‬
‫في الغرب‪ ،‬يأتي دور الكبلـ عف التربية والتعميـ‪ .‬فالتعميـ أيضاً تعرض لحمبلت‬
‫الضغط والتسييس وذلؾ لمترويج لمتوجو الجنسي المثمي بيف األطفاؿ والمراىقيف أو‬
‫عمى األقل اعتباره اختيا اًر مقبوالً (الحع شعار "ال بأس بالمثمية" ‪ )Gay is Okay‬ىنا‬
‫تكمف الخطورة‪ .‬وىنا يظير االحتياج لمتفريق الدقيق بيف حقوؽ المثمييف في التعبير‬
‫وممارسة توجييـ المثمي‪ ،‬وبيف ترويجيـ ليذا التوجو خاصة بيف األطفاؿ والمراىقيف‪.‬‬
‫مف الطبيعي أف يمر بعض المراىقيف في بداية فترة المراىقة بحالة مف الحيرة‬
‫والتشويش فيما يتعمق بيويتيـ أو ميوليـ الجنسية‪ .‬في ىذه المرحمة الدقيقة مف النمو‬
‫الوجداني والجنسي‪ ،‬يمكف أف يشعر بعض المراىقيف بمشاعر االنجذاب الجنسي‬
‫المثمي‪ ،‬بل وربما يقوموف ببعض الممارسات الجنسية مع أقرانيـ مف نفس الجنس‪.‬‬
‫لكف ىذا ال يؤدؼ بالضرورة لنشوء التوجو الجنسي المثمي‪ .‬فقد أكدت الدراسة‬
‫المسحية لمتنظيـ االجتماعي لممارسة الجنس في الواليات المتحدة األمريكية أف‬
‫الغالبية العظمى مف األطفاؿ والمراىقيف الذيف قاموا بممارسات مثمية في وقت ما مف‬
‫ٓٗ‬
‫لكف إذا قاـ أحد بتشجيعيـ عمى‬ ‫حياتيـ‪ ،‬قد تخموا عف ىذه الممارسات فيما بعد‪.‬‬
‫االستمرار في ىذه الممارسات‪ ،‬فإف ىذا يجعميـ يتجيوف ناحية الجنسية المثمية‪.‬‬
‫الحقيقة ىي أف التوجو الجنسي لئلنساف ليس أم اًر ثابتاً وانما ىو قابل لمتغيير‪ .‬فمف‬
‫الممكف‪ ،‬وبالذات في فترة المراىقة‪ ،‬التي لـ تتأكد فييا بعد كل عوامل الشخصية‪ ،‬أف‬
‫يتحرؾ اإلنساف إما ناحية التوجو المثمي أو التوجو الغيرؼ إذا حصل عمى تشجيع في‬
‫أؼ مف االتجاىيف‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪21 Laumann et al., The Social Organization of Sexuality, p. 791‬‬

‫ٕ٘‬
‫ٔٗ‬
‫اقتبس جيمس دوبسوف الصفحات التالية مف كتاب جوزيف‬ ‫في كتابو تربية األوالد‬
‫ٕٗ‬
‫وىا نحف بدورنا ننقميا إلى‬ ‫نيكولوسي الوقاية مف الجنسية المثمية‪ :‬دليل الوالديف‬
‫العربية لتوعية اآلبػ اء واألميات في ببلدنا‪ .‬يقوؿ جوزيف نيكولوسي أف ىناؾ عدداً‬
‫مف المظاىر السابقة لظيور الجنسية المثمية في األطفاؿ ويمكف مبلحظتيا والتعرؼ‬
‫عمييا مبك اًر جدأً في حياة الطفل‪ .‬مع ظـ ىذه المظاىر تقع تحت تصنيف ما يسمى‬
‫بسموكيات الجنس اآلخر ‪ Cross gender behavior‬وىي عبلمات لوجود اضطراب‬
‫في اليوية الجنسية لمطفل‪ .‬ىذه العبلمات ىي‪:‬‬
‫اإلعبلف المتكرر مف جانب الطفل‪/‬الطفمة عف الرغبة في االنتماء‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫لمجنس اآلخر‪.‬‬
‫تفضيل األوالد الرتداء مبلبس البنات وتفضيل البنات ارتداء مبلبس‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫األوالد‪.‬‬
‫التفضيل المستمر والقوؼ ألدوار الجنس اآلخر فيما يتعمق بالمعب‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫ار نسائية والبنات أدو أً‬
‫ار رجولية في‬ ‫التمثيمي‪ .‬أؼ أف يمعب األوالد أدو اً‬
‫التمثيميات التي يقوموف بمعبيا (لعبة "البيت" مثبلً)‪.‬‬
‫الرغبة الشديدة في لعب األلعاب المفضمة لدػ الجنس اآلخر‪ .‬كأف‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫بل والبنات بالمسدسات والسيارات‪.‬‬
‫يمعب األوالد بالعرائس مث ً‬
‫التفضيل الشديد لمعب مع أقراف مف الجنس اآلخر بدالً مف نفس الجنس‪.‬‬ ‫٘‪.‬‬

‫تبدأ سموكيات ارتداء مبلبس الجنس اآلخر ‪ Cross Dressing‬في السنوات السػابقة‬
‫لممدرسة وبالتحديد في السف بيف الثانػية والرابعة‪ .‬ال ينبغي أف نقمق عندما يحدث ارتداء‬
‫لمبلبس الجنس اآلخر مرات قميمة متفرقة‪ ،‬لكف عندما يتكرر بصورة مستمرة وتبدأ‬
‫ظيور بعض العادات المقمقة مثل استخداـ الولد لمساحيق التجميل الخاصة بأمو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪20 J. Dobson, Bringing Up Boys, (Carol Stream: Tyndale), 7110, p. 008- 077‬‬
‫‪27 J. Nicolosi, Preventing Homosexuality, A Parent’s Guide‬‬

‫ٖ٘‬
‫وعندما يبدأ في تجنب أوالد الجيراف ويفضل أف يكوف مع أختو أو مع صديقاتو مف‬
‫البنات ويبدأ في الولع بالعرائس ومبلبسيا وبيوتيا‪ .‬بعد ذلؾ ربما يبدأ الولد في أف‬
‫يستخدـ صوتاً رفيعاً في الكبلـ وتبدأ حركات جسده ومشيتو تكوف مشابية لمبنات ويبدأ‬
‫في االىتماـ بإطالة الشعر ويولع باإليشاربات والحمقاف وغيرىا‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬والكبلـ ما زاؿ لجوزيف نيكولػوسي‪ ،‬أف ىناؾ عبلقة كبيرة بيف السموؾ‬
‫األنثوؼ في فترة طفولة األوالد وظيور الجنسية المثمية فييـ عند البموغ‪ .‬حيث يشعر‬
‫األوالد في سف مبكرة بنوع مف عدـ الراحػة مع أقرانيـ مف األوالد وبإحسػاس دفيف‬
‫بأنيـ مختمفوف أو ربما أقل مف أقرانيـ مف نفس الجنس‪ .‬لكف اآلبػاء واألميات غالب ًا‬
‫ما ال يدركوف ىذه العبلمات ويتنظروف إلى بعد فوات األواف ليسعوا في طمب‬
‫المساعدة ألوالدىـ وبناتيـ‪ .‬أحد أىـ أسباب ذلؾ ىو أف أحداً لـ يقل ليؤالء الوالديف‬
‫الحقيقة بشأف حاالت التشويش في اليوية الجنسية التي ربما تصيب بعض األطفاؿ‬
‫وماذا عمى األىل أف يفعموا في مثل ىذه الحاالت‪.‬‬

‫ماما‪" :‬ىل أنا ِجاي"؟‬


‫يكمل نيكولوسي موجياً حديثو لآلباء واألميات‪ :‬ربما تشعر‪/‬تشعريف بالقمق إزاء إبنؾ‬
‫بل‪" :‬ماما‪ ،‬ىل‬
‫أو بنتؾ والتطور الجنسي الخاص بيما‪ .‬ربما يأتي إليؾ أحد أبنائؾ قائ ً‬
‫أنا جاؼ"؟ أو "بابا‪ ،‬أنا غالباً ثنائي الجنسية"‪ .‬ربما تجد صور إباحية مثمية في دوالب‬
‫ابنؾ أو بنتؾ أو تكتشف أنيـ دخموا مواقع مثمية عمى اإلنترنت‪ .‬ربما تجد‪/‬تجديف‬
‫مذكرات أو خواطر كتبوا فييا مشاعرىـ العاطفية تجاه نفس الجنس‪ .‬أىـ ما أريد أف‬
‫أقولو لمثل ىؤالء اآلباء واألميات أنو ال يوجد شيء اسمو "طفل مثمي" أو "مراىق‬
‫مثمي" لكف إذا ُت ِرَكت مثل ىذه الحاالت بدوف عالج فإف حوالي ‪ %75‬منيا سوؼ‬
‫‪43‬‬
‫تتحوؿ إلى الجنسية المثمية أو الجنسية المزدوجة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪22 J. Nicolosi, Preventing Homosexuality, A Parent’s Guide chapter 7‬‬

‫ٗ٘‬
‫مف الميـ ىنا أف أقوؿ‪ ،‬والكبلـ مازاؿ لجوزيف نيكولوسي أىـ المعالجيف لمجنسية‬
‫المثمية في العالـ‪ ،‬أف أغمب عمبلئي مف المثمييف لـ تظير عمييـ عبلمات أنثوية‬
‫واضحة أثناء طفولتيـ‪ ،‬لكف أغمبيـ كانت تظير عميو عبلمات "غياب الذكورة" ػ أؼ‬
‫أنيـ كانوا منفصميف عف أقرانيـ مف األوالد ويشعروف بألـ الرفض منيـ‪ .‬وكاف ىذا‬
‫االنفصاؿ عف األوالد يظير في صور متعددة مثل عدـ االىتماـ بالرياضة أو السمبية‬
‫والتراجع وعدـ اإلقداـ وعدـ الرغبة في لعب األلعاب التي بيا عنف أو التحاـ مع‬
‫غيرىـ مف األوالد‪ .‬بعض منيـ كانت لديو صفات شخصية كانت غالباً تعتبر محببة‬
‫مثل‪ :‬الذكاء‪ ،‬الحساسية‪ ،‬الميوؿ الفنية‪ ،‬العقل المبكر (وىي سمة أنثوية في الشخصية‬
‫فالبنات ينضجف نفسياً قبل األوالد) في مجاؿ العبلقات والكبلـ وغيرىا‪ .‬ىذه الصفات‬
‫كانت تساىـ أيضاً في ابتعادىـ عف أقرانيـ مف نفس الجنس وبالتالي إلى تشويو أو‬
‫تأخر في نمو اليوية الذكرية لدييـ‪.‬‬
‫ألف مثل ىؤالء األوالد لـ تظير عمييـ عبلمات أنثوية مثل ارتداء مبلبس النساء أو‬
‫المشية أو الحديث بطريقة فييا تشبو بالنساء‪ ،‬لـ يدرؾ آباؤىـ أو أمياتيـ أف ىناؾ‬
‫مشكمة‪ ،‬وبالتالي لـ يبذلوا أؼ مجيود في العبلج‪.‬‬
‫لكف ال يجب أف نخمط األمور‪ ،‬والكبلـ ما زاؿ لنيكولوسي‪ ،‬فمف الممكف أف يكوف الولد‬
‫حساساً وطيباً واجتماعياً أو فناناً ورقيقاً ويظل أيضاً غيري ًا‪ .‬فميس ىناؾ أؼ مبرر لمنع‬
‫األوالد مف أف يكونوا ىكذا خوفاً مف المثمية‪ .‬األمر في رأيي (وفي رأؼ عدد متزاد مف‬
‫الباحثيف) أف األب يمعب دو اًر رئيسياً في تنمية صفات الذكورة لدى ابنو‪ .‬واألب أىـ‬
‫مف األـ في ىذا األمر فاألميات تصنعف أوالداً أـ اآلباء فيصنعوف رجاالً‪.‬‬
‫في سف مبكر جداً (مف سنة ونصف إلى ثبلث سنوات) يقرر الولد داخمياً أف يكوف‬
‫كياناً منفصبلً ويختار إف كاف يريد أف يكوف مثل أمو أو مثل أبيو‪ .‬وكما تدفع الولد‬
‫الجينات واليورمونات ألف يكوف ذك اًر "جسدياً" تدفعو عبلقة التوحد باألب ألف يكوف‬

‫٘٘‬
‫ذك اًر "نفسياً"‪ .‬وعندما يتعمق األمر بالميل الجنسي (سواء لنفس الجنس‬
‫أو لمجنس اآلخر تمعب العوامل النفسية الدور األكبر)‪.‬‬
‫لذلؾ فإف دور األب ىو أف يؤكد عمى ذكورة ابنو ويساعده أف يقبميا مف خبلؿ قبولو‬
‫لمذكورة في أبيو والعبلقة الجيدة معو‪ .‬يحدث ىذا مف خبلؿ أف يمعب األب مع ابنو‬
‫ألعاباً ذكورية عنيفة مختمفة عما تمعبو النساء والفتايات‪ ،‬أو أف يأخذه معو ليستحما‬
‫معاً‪ .‬في ذلؾ الوقت يدرؾ الطفل الصغير أف جسده شبيو بجسد أبيو وأف عميو أف‬
‫يختار "نفسياً" أف يكوف مثل أبيو‪.‬‬
‫كثير مف اآلباء المحبيف ألوالدىـ فشموا دوف أف يقصدوا في عمل ىذه العبلقة أو ذلؾ‬
‫االرتباط مع أوالدىـ ربما بسبب االختبلؼ في الشخصيات‪ ،‬أو ربما النشغاؿ اآلباء‬
‫بالعمل‪ ،‬أو ربما لضعف الذكورة لدػ األبناء مما جعل تنمية الذكورة فييـ يحتاج لوقت‬
‫طويل ومجيود شاؽ لـ يستطع اآلباء بذلو‪.‬‬
‫األـ تمعب أيضاً دو اًر ميماً ودورىا يتمخص في أف تتراجع قميبلً وتسمح لمولد بأف‬
‫"يذىب" مع أبيو إلى عالـ الرجاؿ‪ .‬ربما تكوف األـ في مرات كثيرة مسيطرة أو راغبة‬
‫في تممؾ الولد وجعمو "ابنيا الصغير المدلل" ‪ Mom’s little boy‬وعندما يجتمع ىذا‬
‫مع سمبية أو انشغاؿ األب أو عدـ التوافق في الشخصية بيف األب واألـ يفشل الولد‬
‫صنع ىذه الرابطة مع أبيو وبالتالي يفشل في تأكيد ذكورتو‪.‬‬
‫في ُ‬
‫أيضاً تميل بعض األميات إلى تأديب أبنائيف أكثر مف البلزـ بحيث تجعل مف كل شيء‬
‫ممنوعاً‪ .‬ال ترفع صوتؾ! ال تمعب لعباً عنيفاً! ال تعترض! كف مطيعاً! فالذكورة متعمقة‬
‫بالشجاعة واإلقداـ التي ربما يقتميا ىذا التأديب المفرط‪.‬‬
‫في بعض األحياف تستخدـ األميات أبناءىف مف الذكور لمحصوؿ عمى الحب واالىتماـ‬
‫الذيف ال يحصمف عمييما مف أزواجيف‪ .‬أو عمى األقل يفشمف في مساعدة أبنائيف عمى‬
‫االستقبلؿ النفسي‪ ،‬بل يستسممف لعبلقات اعتمادية مع أبنائيف‪ .‬أحياناً أيضاً تمنع‬
‫األميات أوالدىف مف االختبلط بآبائيـ (خاصة إذا كانت عبلقة األـ سيئة باألب)‪.‬‬

‫‪٘ٙ‬‬
‫ربما يحدث ىذا في صورة "ال تشغل بابا" "بابا ُمتعب!" "إذا أردت شيئاً اطمبو مني أنا"‬
‫وبطبيعة الحاؿ بالنسبة لكل األطفاؿ‪ ،‬األـ أسيل‪ ،‬فاألـ ىي نبع الحناف وأصل القبوؿ‬
‫غير المشروط بالنسبة لؤلبناء والبنات‪.‬‬
‫كثير مف األوالد يحدث ىذا معيـ ولكنيـ ال‬
‫ًا‬ ‫مرة أخرػ أقوؿ‪ ،‬والكبلـ لنيكولوسي‪ ،‬أف‬

‫يتأثروف بل ويصبحوف غيرييف‪ ،‬لكف بالنسبة لؤلوالد ضعاؼ الذكورة ُ‬


‫الم َعَّرضيف‬
‫(وراثياً) لممثمية‪ ،‬فإنيـ يتأثروف أكثر مف غيرىـ مف اضطراب العبلقة باألب‪.‬‬

‫وختاماً ليذا الفصل أقوؿ أف العيوف المفتوحة كثي اًر ما ال ترػ الحقيقة سواء مف خبلؿ‬
‫تسييس العمـ واإلعبلـ والتعميـ في الغرب‪ ،‬أو مف خبلؿ الجيل والتعمية والتعتيـ‬
‫الحاد بيف الجنسيف في الشرؽ‪ .‬والحقيقة ىي أف الجنسية المثمية ليست خيا اًر‬
‫ّ‬ ‫والفصل‬
‫طبيعياً لمحياة‪ ،‬كما أنيا ليست اإلثـ الذؼ ال ُيغتفر والعار الذؼ ال ُيعبر عنو‪ .‬ىي‬
‫اضطراب في التطور الجنسي لدػ األطفاؿ يمكف تفاديو في الطفولة والمراىقة وتمكف‬
‫معالجتو فيما بعد ولكف بصعوبة بالغة‪.‬‬

‫‪٘ٚ‬‬
‫الحقيقة ناد ارً ما تكوف نقية ‪ ..‬ودائماً ما ال تكوف بسيطة‬

‫أوسكار وايمد‬
‫شاعر وروائي وكاتب مسرحي آيرلندؼ‬
‫وىو أيضاً مثمي (ٗ٘‪)ٜٔٓٓ -ٔٛ‬‬

‫‪٘ٛ‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫تأثيرات متعددة!‬
‫الحقيقة بشأف أسباب الجنسية المثمية‬

‫تنبع الكثير مف المشكبلت في التعامل مع قضية‬


‫النظرة األحادية التبسيطية‬
‫المثمية مف النظرة التبسيطية األحادية‪ .‬الموقف‬
‫ألسباب المثمية تؤدؼ إلى‬
‫ظمـ المثمييف‪.‬‬ ‫المتعصب لحركات الدفاع عف أسموب الحياة‬
‫موقف‬ ‫وأيضاً‬ ‫‪Pro-gay‬‬ ‫‪movements‬‬ ‫المثمي‬
‫المجتمع المضطيد لممثمي يف والخائف مف المثمية بشكل مرضي ‪Homophobic‬‬

‫كبلىما ينشأ مف رؤية أحادية تبسيطية ألسباب الجنسية المثمية‪ .‬فموقف حركات‬
‫الدفاع عف حقوؽ المثمييف ينشأ مف رؤية أف المثمية مجرد متغير وراثي طبيعي‬
‫(المثمي يولد ىكذا وليس لو يد في األمر) وعمى ذلؾ يجب قبولو مف الفرد واألسرة‬
‫والمجتمع كقبوليـ لموف البشرة أو العينيف‪ .‬أما الموقف االضطيادؼ فيرػ أف المثمية‬
‫مجرد اختيار حر (المثمي اختار أف يكوف مثمياً) وأف الجنسية المثمية ىي فقط رذيمة‬
‫يجب أف يتوب عنيا اإلنساف‪ ،‬بل أف بعض التيارات الدينية تعتبرىا "روحاً شريرة"‬
‫تمبس اإلنساف ويمكف مف خبلؿ "إخراج" ىذه الروح أف "يتحرر" مف "قيود" الجنسية‬
‫المثمية!‬
‫وقد تعرضت بنفسي ليذيف الموقفيف معاً عندما قدمت محاضرة في إحدػ الييئات‬
‫عف الجنسية المثمية‪ .‬في ذلؾ الوقت ىاجمني الفريقاف‪ .‬الفريق المدافع عف حقوؽ‬
‫المثمييف اعتبرني رجعياً متعصباً ألني قمت أف المثمية مرض‪ ،‬والفريق المتشدد‬

‫‪ٜ٘‬‬
‫الداعي الضطياد المثمييف ومضايقتيـ‪ ،‬اعتبرني مف خبلؿ نظرية المرض‬
‫(أو باألحرػ االضطراب التطورؼ) أخمييـ مف المسئولية األخبلقية‪.‬‬
‫أذكر أيضاً أف بعضاً مف مبررات اليجوـ عمى فيمـ "عمارة يعقوبياف" أف الكاتب‪،‬‬
‫مف خبلؿ عرضو لماضي حاتـ الرشيد (ال شخصية المثمية في الفيمـ) وتعرضو‬
‫لبلنتياؾ الجنسي في الطفولة‪ ،‬يستدر عطف الجميور عميو وبالتالي عمى المثمييف‬
‫عموماً‪ ،‬وىذا يعد في نظر الكثيريف خط اًر عمى المجتمع‪ .‬ألنيـ يعتبروف أف حماية‬
‫المجتمع مف المثمية تستمزـ اضطياد المثمييف! إذا كانت ىذه المواقف األحادية‬
‫الت بسيطية‪ ،‬فما ىو الموقف األكثر واقعية؟‬

‫ٓ‪ٙ‬‬
‫أسباب الجنسية المثمية؟‬
‫يستخدـ الطبيب النفسي األمريكي جيفرؼ ساتينوفر في كتابو الجنسية المثمية وتسييس‬
‫الحقيقة‪ ،‬والذؼ اقتبستو كثي اًر في ىذا الكتاب‪ ،‬نموذجاً أسماه "اليرـ" لشرح العوامل‬
‫المشاركة في نشوء الجنسية المثمية‪ .‬يبدأ ساتينوفر مف قاعدة اليرـ ويضع االستعداد‬
‫الوراثي‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ ما يمكف أف نسميو التأثير اليورموني داخل الرحـ‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ‬
‫التأثيرات األسرية في الطفولة‪ ،‬وبعدىا العبلقة باألقراف مف نفس الجنس والجنس اآلخر‪،‬‬
‫ثـ اإليذاء الذؼ يحدث في الطفولة (نفسياً وجسدياً)‪ ،‬ثـ التأثيرات االجتماعية‬
‫والمجتمعية‪ ،‬ثـ عنصر اإلدماف والتعود وأخي اًر يخصص قمة اليرـ لما يمكف أف نسميو‬
‫الحر"‪ .‬وسوؼ نتبع ىذا النموذج في شرح العوامل المختمفة‪.‬‬
‫"االختيار ّ‬

‫االختيار‬ ‫الوراثة‬
‫ىو السبب!‬ ‫ىي السبب!‬

‫االختيار‬
‫الموقف المضطيد‬ ‫موقف الدفاع عف‬
‫لممثمييف‬ ‫أسموب الحياة‬
‫تأُثير اإلدماف‬
‫والتعود‬ ‫المثمي‬
‫تأُثير المجتمع‬

‫تأثير اإليذاء النفسي‬

‫تأثير التفاعالت مع‬


‫األقراف‬
‫تأُثير العالقات األسرية‬

‫التأثير اليورموني‬

‫التأثير الوراثي‬

‫الموقف المتكامل‬

‫شكل (ٕ)‬
‫أساب الجنسية المثمية بيف موقفيف تبسيطييف‬

‫ٔ‪ٙ‬‬
‫العوامل البيولوجية‬
‫ينقسـ العامل البيولوجي المسبب لمجنسية المثمية إلى عنصريف‪ ،‬وىما الوراثة‬
‫واليورموناتٗٗ‪ .‬وكما أشرنا مف قبل أف الجانب الوراثي في المثمية ينتمي لما ُيسمى‬
‫"بالتأثير" الوراثي وليس "التحديد" الوراثي‪ .‬التأثير الوراثي ‪ Genetic Influence‬غالباً ما‬
‫يحدد الصفات السموكية مثل إدماف الكحوؿ أو السمنة‪ ،‬أما الصفات الجسدية مثل لوف‬
‫العينيف أو الشعر‪ ،‬فيحددىا التحديد الوراثي ‪.Genetic Determination‬‬
‫التأثير الوراثي يعني أف يولد الطفل ولديو "استعداداً" وراثياً لسموؾ ما‪ ،‬لكف ىذه‬
‫السموؾ ال يظير إلى النور إال في حالة وجود بعض العوامل البيئية األخرػ‪.‬‬
‫فبل يمكف مثبلً أف يصبح اإلنساف مدمناً لمكحوؿ إال بعد أف يتعاطى الكحوؿ بإفراط‪،‬‬
‫وىو لف يصاب بالسمنة إذا كاف يتبع نظاماً غذائياً صحياً‪ .‬أيضاً المثمي لف يظير في‬
‫حياتو السموؾ المثمي إال بعد توافر بعض العوامل البيئية األسرية واالجتماعية كما‬
‫سنورد الحق ًا‪.‬‬
‫العنصر الثاني لؤلسباب البيولوجية لمجنسية المثمية ىو التأثير اليورموني‪ .‬وبالتأثير‬
‫اليورموني ال أقصد أف ىناؾ اختبلفاً في اليورمونات بيف المثمييف والغيرييف‪ .‬وانما‬
‫المقصود ىو اختبلؼ التأثير اليورموني عمى مخ الجنيف الذكر داخل رحـ أمو‪.‬‬
‫عندما تحمل األـ جنيناً ذكر فإف الذكورة الوراثية لمجنيف (كروموسوـ ‪ )Y‬ترسل رسالة‬
‫لؤلـ لكي تجعل الوسط اليورموني لمرحـ يميل لمذكورة اليورمونية ‪ androgenic‬وىذا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٗٗ في مقالتيما المستفيضة التي راجعا فييا األبحاث التي تناولت المسببات البيولوجية لمجنسية المثمية درس ويمياـ بايف‬
‫وبروس بارسونز نحو ٖ٘ٔ مف األدبيات العممية ما بيف بحث وفصل في كتاب وتقرير وغيرىا‪ .‬وبعد ىذه الدراسة‬
‫المستفيضة خمص الباحثاف إلى أنو ال توجد أدلة تساند أؼ نظرية بيولوجية أو نفسية كمسبب وحيد لمجنسية المثمية‪.‬‬
‫كما أنيما أشا ار إلى أف الميل لمتفسير البيولوجي كاف في كثير مف األحياف بسبب عدـ كفاية التفسيرات النفسية‪.‬‬
‫وفي النياية اقتنع الباحثاف بأف النموذج األقرب لمحقيقة ىو نموذج تتفاعل فيو العوامل البيولوجية والبيئية (أؼ‬
‫األسرية واالجتماعية) معًا‪.‬‬
‫”‪W. Byne and B. Parsons, “ Human Sexual Orientation: The Biologic Theories Reappraised,‬‬
‫‪Archives of General Psychiatry 11, no. 2., pp. 778-29‬‬

‫ٕ‪ٙ‬‬
‫يساعد عمى تكويف األعضاء الجنسية الذكػرية لمجنيف‪ .‬عندما يفشل جسـ األـ في عمل‬
‫‪estrogenic‬‬ ‫أنثػوياً‬ ‫يظل‬ ‫لمرحـ‬ ‫اليورموني‬ ‫الوسط‬ ‫فإف‬ ‫التغيير‬ ‫ىذا‬
‫أو ال يكوف ذكرياً بما فيو الكفاية‪ .‬إذا حدث ىذا بدرجة كبيرة‪ ،‬فإنو يؤدؼ إلى بطء أو‬
‫عدـ تكويف األعضاء التناسمية الذكرية أو يؤدؼ إلي تكويف أعضاء تناسمية ذكرية‬
‫وأنثوية معاً‪ .‬وفي ىذه الحالة يحتاج الطفل بعد والدتو إلى عبلج ىورموني وبعض‬
‫العمميات الجراحية‪.‬‬
‫في بعض الحاالت يقتصر التأثير اليورموني األنثوؼ فقط عمى تطور المخ‪ .‬عندئذ‬
‫يميل تركيب مخ الجنيف إلى التركيب األنثوؼ والذؼ يختمف قمي ً‬
‫بل عف المخ الذكرؼ‪.‬‬
‫وىذا ينعكس عمي الصفات النفسية في شخصية االبف فتميل لؤلنوثة‪.‬‬
‫مف المعروؼ أف ىناؾ اختبلفات نفسية في الشخصية بيف الذكور واإلناث‪ .‬عمى‬
‫سبيل المثاؿ يميل الذكور في األغمب إلى استخداـ الفص األيسر مف المخ وبالتالي‬
‫يميموف لمتفكير التحميمي بينما تميل النساء في األغمب إلى استخداـ الفص األيمف‬
‫وبالتالي يممف لمتفكير االنطباعي الحدسي وغير ذلؾ مف االختبلفات‪.‬‬
‫ىذا التأثير يجعل شخصية الذكر تميل لؤلنوثة (وبالطبع العكس ال يحدث بالنسبة لئلناث‬
‫وىذه إحدػ تفسيرات أف نسبة الجنسية المثمية في الرجاؿ ضعفيا في اإلناث)‪ .‬وعندما‬
‫يولد الطفل الذكر وشخصيتو تميل لؤلنوثة فإنو يميل ألمو أكثر مف أبيو ويكوف مؤى ً‬
‫بل‬
‫ألف يتوحد نفسياً بيا أكثر مف أبيو‪ .‬ىذا يجعمو في حاجة أكبر إلى التأكيد عمى ىويتو‬
‫الذكرية وىي الميمة التي مف المنتظر أف يقوـ بيا أبوه‪ .‬ىذا يقودنا بالتالي إلى العامل‬
‫الثالث الذؼ يؤثر في نشوء الجنسية المثمية وىو العبلقات األسرية المبكرة‪.‬‬

‫ٖ‪ٙ‬‬
‫تأُثير العالقات األسرية المبكرة‬
‫أوالً‪ :‬العبلقة بالوالد مف نفس الجنس‬
‫تعد العبلقة مع الوالد مف نفس الجنس‪ ،‬األب في‬
‫العبلقة بالوالد واألقراف مف‬
‫نفس الجنس محورية في‬ ‫حالة الذكر واألـ في حالة األنثى‪ ،‬أىـ العبلقات التي‬
‫تطور اليوية الجنسية‬ ‫تكوف اليوية الجنسية وبالتالي االنجذاب الجنسي‪.‬‬
‫الولد يحتاج لحب أبوؼ ذكورؼ مف أبيو والبنت تحتاج‬
‫إلي حب مف أميا‪ .‬عندما ال يكوف ذلؾ الحب موجوداً بسبب البعد المكاني أو‬
‫النفسي‪ ،‬فإف الطفل لكي يحمي نفسو مف اإلحباط "يفصل نفسو نفسياً" عف الوالد مف‬
‫نفس الجنس‪ .‬ىذا االنفصاؿ النفسي يمنع مف تكوف اليوية الجنسية التي تنشأ بالتوحد‬
‫بالوالد مف نفس الجنس (األب بالنسبة لمولد واألـ بالنسبة لمبنت)‪ .‬كما يتسبب في‬
‫إعاقة مستمرة في العبلقات مع نفس الجنس وربما في العبلقات عموماً‪.‬‬
‫أيضاً عندما ال يؤكد األب عمي ذكورة ابنو‪ ،‬وال يتوحد الولد مع أبيو‪ ،‬فإف ذكورة الولد‬
‫تظل غير كاممة خاصة إذا كاف الولد مؤىبلً وراثي ًا وىورمونياً (مما يزيد احتياجو‬
‫لمتأكيد عمى ىويتو الذكرية)‪.‬‬
‫عندما ال يأخذ األب الولد إلى "عالـ الرجاؿ"‪ .‬فيظل ىذا العالـ يكتنفو الغموض‬
‫والسرية وفي النفس الوقت يظل الطفل مشتاقاً ليذا العالـ‪ .‬وعند سف المراىقة فإف ىذا‬
‫الشوؽ وذلؾ الغموض ربما يؤدياف إلى نمو االنجذاب الجنسي تجاه الذكور‪ .‬ىذا‬
‫العامل بالطبع غير موجود بالنسبة لئلناث ألنيف يولدف في عالـ المرأة‬
‫وال يحتجف لمف يأخذىف إليو‪ .‬ىذا سبب آخر يجعل مف نسبة المثمية بيف اإلناث أقل‬
‫مف الذكور‪.‬‬
‫بعض اآلباء يشعروف أكثر مف غيرىـ باألسف عمى الطرؽ التي أخفقوا بيا في تربية‬
‫أوالدىـ أو أضروا بأوالدىـ مف خبلليا‪ .‬ومع ذلؾ مف الخطأ تحميل الموـ كمو عمي‬
‫الوالديف‪ ،‬ألف األمر يتعمق أيضاً باستقباؿ الطفل (الذؼ غالباً ما يكوف عالي‬

‫ٗ‪ٙ‬‬
‫الحساسية)‪ .‬قد تكوف اإلساءة بسيطة جداً‪ ،‬لكنيا تؤدؼ إلى قرار ال و ٍ‬
‫اع لدػ الطفل‬
‫باالنفصاؿ عف الوالد مف نفس الجنس‪.‬‬
‫اكتشفت إحدػ المثميات أف المحظة التي حدث فييا االنفصاؿ بينيا وبيف أميا‬
‫ىي عندما سافرت األـ لعدة أشير دوف أف تبمغ ابنتيا أنيا ستسافر وانما‬
‫اختفت فجأة‪ .‬كانت البنت في ذلؾ الوقت في سف الرابعة‪ .‬منذ ذلؾ السف‬
‫قررت االبنة االبتعاد عف أميا نفسياً لتحمي نفسيا مف حدوث تمؾ الجروح‬
‫مرة أخرػ‪ .‬وعندئذ أيضاً قررت أف تتوحد بأبييا‪ .‬وىذا كاف حج اًر كبي اًر في‬
‫بناء توجييا الجنسي المثمي فيما بعد‪.‬‬
‫عبرت خبيرة في عمـ النفس تدعى إليزابيث موبرلي ‪ Elizabeth Moberly‬عف العبلقة بيف‬
‫خبرات الطفولة والجنسية المثمية بالقوؿ‪" :‬إف الجنسية المثمية ىي عجز في قدرة الطفل‬
‫عمى التواصل مع الوالد مف نفس الجنس وينتقل ىذا العجز (فيما بعد) إلى التعامل‬
‫٘ٗ‬
‫مع البالغيف مف نفس الجنس عموماً"‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العبلقة مع الوالد مف الجنس اآلخر‬


‫ليست العبلقة مع الوالد مف الجنس اآلخر بنفس القدر مف األىمية في كل حاالت‬
‫تطور الميوؿ المثمية‪ ،‬ولكف في الكثير مف الحاالت تزيد ىذه العبلقة مف صعوبة‬
‫المشكمة التي حدثت في العبلقة مع الوالد مف نفس الجنس‪.‬‬
‫مثبلً يمكف أف يؤدؼ الوالد مف الجنس اآلخر إلى زيادة المسافة والعداوة بيف الطفل‬
‫والوالد مف نفس الجنس‪ .‬عمى سبيل المثاؿ مف الممكف أف تشكو األـ البنيا مف أبيو‬
‫وتتحدث معو عف مشكبلتيا الزوجية معو‪ .‬أيضاً مف الممكف أف تكوف األـ شديدة‬
‫الحماية وال تسمح البنيا بالتحرؾ بعيداً عنيا ليذىب لعالـ الرجاؿ‪ .‬كما مف الممكف أف‬
‫تكوف شخصيتيا أقوػ مف األب بحيث تمنعو مف أخذ االبف معو لعالـ الرجاؿ‪ .‬أيض ًا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪21 E. R. Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic, (Cambridge: James Clarke, 0982) pp. 1- 06‬‬

‫٘‪ٙ‬‬
‫بعض األميات مف خبلؿ "المبالغة في التأديب" تمنع الطفل مف التعبير الذكورؼ عف‬
‫نفسو‪ .‬فالتعبير الذكورؼ أحياناً ما يكوف مصاحباً بشيء مف العنف أو الفوضوية في‬
‫يسخفوف ويستيزئوف مف ذكورة أبنائيـ‪ ،‬خاصة إذا‬
‫السموؾ‪ .‬بعض األميات أيضاً ّ‬
‫كانت أغمب األخوات مف اإلناث البلتي يكبرنو بسنوات كثيرة‪ ،‬واذا كانت لدػ األـ أو‬
‫األخوات مشكمة مع الجنس اآلخر‪ .‬عمى الجانب اآلخر‪ ،‬يوجد بعض الرجاؿ الذيف‪،‬‬
‫بسبب رغبتيـ في إنجاب ذكر‪ ،‬يعامموف بناتيـ وكأنيف ذكور متجاىميف أنوثتيف‪ .‬ىذا‬
‫يؤثر أيضاً في تكويف الشخصية األنثوية وبخاصة في البنات البلتي ىف مولودات‬
‫بضعف أساسي في أنوثتيف‪.‬‬
‫باختصار فإف الطفل‪/‬الطفمة حينما يشعر بانقطاع الصمة بينو‪/‬بينيا وبيف الوالد مف‬
‫نفس الجنس‪ ،‬وفي نفس الوقت يجد‪/‬تجد أف الوالد مف الجنس اآلخر ال يشجع‬
‫توحده‪/‬توحدىا بالوالد مف نفس الجنس أوتعبيره‪/‬تعبيرىا عف الذكورة أو األنوثة‪ ،‬فإف‬
‫ىذا يخصب التربة التي يمكف أف تنمو فييا الميوؿ المثمية‪.‬‬

‫تأثير التفاعالت مع األقراف‬


‫ما بيف سف ال اربعة والخامسة ينتقل األطفاؿ مف المعب إلى جانب األطفاؿ اآلخريف‪،‬‬
‫إلى المعب مع األطفاؿ اآلخريف‪ .‬في ىذه السف يبدأ األطفاؿ في تعمـ كيف ِ‬
‫يكونوف‬
‫ّ‬
‫صداقات‪ .‬ىذه الصداقات المبكرة تضيف إلى اليوية الجنسية لمطفل‪ .‬فاألطفاؿ في‬
‫ىذه السف يحتاجوف بشدة إلى حب وقبوؿ أقرانيـ مف نفس الجنس ألف مثل ىذه‬
‫الصداقات تمعب دو اًر ىاماً في عممية بناء اليوية الجنسية ‪.Gender Identity‬‬
‫األطفاؿ المتخبطوف في عبلقاتيـ مع الوالد مف نفس الجنس قد يختبروف أيضاً درجة‬
‫مماثمة مف البعد والرفض في العبلقة مع أقرانيـ مف نفس الجنس‪ .‬فالولد الذؼ لـ‬
‫يتوحد بذكورة أبيو بما يكفي يخرج ألقرانو مف األوالد وىو يميل لمشخصية األنثوية‪.‬‬
‫ىذا يعرضو لمرفض منيـ‪ ،‬وباألخص مف األوالد الذيف شخصياتيـ شديدة الذكورة‪.‬‬

‫‪ٙٙ‬‬
‫يزيد مف ذلؾ أف األطفاؿ في ىذه السف يميموف إلى التفاخر بجنسيـ والي رفض أؼ‬
‫شبو تقارب مع الجنس اآلخر‪ .‬ىذا يجعل الطفل يتوؽ ويشتاؽ لمقبوؿ مف مثل ىؤالء‬
‫األوالد ويتعمق بيـ وتختمط داخمو الرغبة في أف يكوف مثميـ بالرغبة في أف يقترب‬
‫منيـ ويمتصق بيـ‪ .‬لكنو عندما يفشل في ذلؾ يضطر لبلختبلط بالبنات ويمعب معيف‬
‫بطريقتيف‪ .‬لكف تظل رغبتو في االقتراب مف األوالد مدفونة بداخمو‪ .‬قد يكوف الطفل‬
‫واعياً لتمؾ الرغبة‪ ،‬أو قد تكوف مدفونة فتتحوؿ بطريقة رد الفعل العكسي ‪reaction‬‬

‫‪ formation‬إلى رفض شديد لؤلوالد‪ .‬لكف األكيد أف انفصالو عف األوالد في ىذه السف‬
‫وارتباطو بالبنات يؤدؼ بو إلى التوحد بالبنات‪ ،‬وىذا أسيل عميو نظ اًر لميل شخصيتو‬
‫بالطبيعة إلى األنوثة‪ .‬في ىذه الحالة يشعر الولد باالنتماء لمبنات والراحة معيف‬
‫ويعتبر نفسو "نفسياً" أقرب إلييف‪ ،‬بينما تظل داخمو الرغبة في القبوؿ مف الذكور‪.‬‬
‫أحياناً تمعب عوامل أخرػ دو اًر في عدـ حدوث التوحد باألقراف مف نفس الجنس‪ ،‬فقد‬
‫قالت لي إحدػ المثميات أنيا في ىذه السف لـ تجد مجموعة مف البنات ينتموف لنفس‬
‫الخمفية والثقافة االجتماعية التي كانت تنتمي إلييا فمـ تستطع التوحد بيـ‪.‬‬
‫عمى أؼ حاؿ وميما كاف سبب عدـ التوحد مع األقراف مف نفس الجنس في مرحمة‬
‫الطفولة‪ ،‬فعندما يبدأ البموغ ويبدأ ظيور الرغبة الجنسية الواضحة‪ ،‬ال يجد الطفل‬
‫الذكر نفسو منجذباً عاطفياً وجنسي ًا لمبنات ألنو أصبح يشعر "نفسياً" أنو مثميف‪ .‬وانما‬
‫يجد نفسو منجذباً عاطفياً وجنسياً لؤلوالد محاوالً بيذا أيضاً (ال شعورياً) تحقيق‬
‫التقارب والتوحد القديـ الذؼ فشل فيو‪ ،‬ولكف ىذه المرة بطريقة رومانسية‪/‬جنسية‪.‬‬
‫ويظل ىذا التشويش مستم اًر ربما طواؿ العمر مف خبلؿ أسموب الحياة المثمي‪.‬‬
‫فالعبلقات المثمية كما سبق وأشرنا ليست عبلقات تكامل بيف أفراد مختمفيف ولكنيا‬
‫اع) أف يستكمل ذكورتو المفقودة مف‬
‫عبلقات يحاوؿ كل طرؼ فييا (بشكل ال و ٍ‬
‫الطرؼ اآلخر‪ ،‬لكنو بالطبع ال يستطيع‪ ،‬فيتركو ويبحث عف شخص آخر‪ ،‬وىكذا‪.‬‬

‫‪ٙٚ‬‬
‫في حالة البنات يكوف االعتماد العاطفي شديداً جداً وربما تؤدؼ عبلقة صداقة‬
‫حميمة مكسورة في ىذه المرحمة العمرية إلى جرح عميق يؤدؼ بدوره إلى كسر في‬
‫عبلقة االنتماء والتوحد بنفس الجنس طواؿ العمر‪.‬‬
‫كثي اًر ما أسمع مف بعض المثميات (وبالذات البلتي يمعبف الدور الذكرؼ في العبلقات‬
‫المثمية) عبارات تحقر مف شأف النساء‪ .‬مثل كونيف أقل عقبلً أو تافيات‪ .‬وتعبر‬
‫ىؤالء المثميات عف أنيف ال يشعرف مطمقاً باالنتماء مع النساء‪ ،‬وال يمكف أف يشاركيف‬
‫باألمور اليامة في الحياة‪ ،‬لكنيف ينجذبف إلييف عاطفياً وجنسياً‪.‬‬

‫تأ ُثير اإليذاء النفسي ‪Trauma‬‬

‫اإليذاء النفسي ىو نوع مف األذػ لمنفس يحدث كنتيجة لخبرة صادمة نفسياً‪ .‬الخبرة‬
‫الصادمة ىي الخبرة التي تغمر اإلنساف وتتضمف أفكار ومشاعر شديدة تفوؽ قدرتو‬
‫عمى االستيعاب‪ .‬الخبرات الصادمة نفسي ًا متعددة مثل الحوادث والكوارث الطبيعية‬
‫والجرائـ الشديدة والجراحات الخطيرة باإلضافة إلى وفاة األشخاص المقربيف‪ .‬كما‬
‫تتضمف أيضاً خبرات التعذيب البدني والنفسي والعبلقات المسيئة والتعرض لئلساءات‬
‫المتكررة أو اإلىماؿ في الطفولة‪ .‬اإليذاء النفسي خبرة ذاتية لمف يتعرض ليا‪ .‬وبالتالي‬
‫يتحدد تأثيرىا ليس فقط بنوع الحدث وشدتو وانما أيض ًا بحسب العوامل الذاتية مثل‬
‫استقباؿ الشخص ليا ومتانة بنيانو النفسي‪.‬‬
‫عندما يتعرض األطفاؿ لئليذاء النفسي سواء اإليذاء اإليجابي (إساءة الفعل) مف‬
‫خبلؿ اإلىانة أو الضرب أو االعتداء الجنسي‪ ،‬أو اإليذاء السمبي (إساءة عدـ الفعل)‬
‫مف خبلؿ الترؾ واإلىماؿ‪ ،‬فإف كثيريف منيـ يتعامموف مع ىذه الصدمة مف خبلؿ‬
‫البحث عف سموكيات توفر ليـ نوع ًا مف التيدئة أو التمطيف لمقمق الذؼ يشعروف بو‪.‬‬
‫وكثي اًر ما تكوف تمؾ السموكيات جنسية وغالباً ما تكوف مف خبلؿ االستثارة الذاتية‬
‫(العادة السرية) أو مف خبلؿ الخبرات الجنسية مع نفس الجنس‪ ،‬حيث أف ىذه ىي‬

‫‪ٙٛ‬‬
‫الطرؽ األسيل بالنسبة لؤلطفاؿ في ذلؾ العمر‪ .‬وبالنسبة لؤلطفاؿ المييئيف وراثي ًا‬
‫وىورمونياً والذيف تعرضوا لمشكبلت في العبلقات األسرية والعبلقات باألقراف‪ ،‬كما‬
‫أشرنا‪ ،‬فإف ىذه الخبرات الجنسية المثمية تؤدؼ إلى تأكيد الميل الجنسي المثمي لدييـ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلساءات الجنسية ففي إحدػ الدراسات التي أجريت عمى عينة مف‬
‫ٔٓٓٔ شخص مثمي بالغ ومف المتردديف عمى عيادات األمراض المنقولة جنسياً‪،‬‬
‫ثبت أف حوالي ‪ % ٖٚ‬مف العينة تعرضوا لبلعتداء الجنسي مف ذكور قبل بموغيـ سف‬
‫التاسعة عشر‪.ٗٙ‬‬
‫قد تمعب المشاعر المختمطة القوية التي يشعر بيا الفرد الذؼ تعرض العتداء جنسي‬
‫دو اًر في تشكيل الميوؿ المثمية‪ .‬التخبط أو التشويش في ىذه الحالة يمكف تعريفو بأنو‬
‫غامر بالخزؼ‬
‫اً‬ ‫"الشعور بشعوريف متناقضيف في الوقت نفسو"‪ .‬وتكوف النتيجة إحساساً‬
‫والحيرة‪ .‬فاألمر المحير بالنسبة لمولد الصغير ىو أنو برغـ الموقف البشع الذؼ‬
‫تعرض لو‪ ،‬فقد شعر ببعض المذة‪ .‬وتزيد حالة التخبط والشعور بالعار حينما يكوف‬
‫االعتداء الجنسي ىو السياؽ الوحيد الذؼ حصل فيو ىذا الصبي عمى الحب‬
‫واالىتماـ الذكورؼ الذؼ كاف يشتاؽ إليو مف األب أو مف األقراف مف نفس الجنس‪.‬‬
‫ويترؾ ىذا انطباعاً خادعاً بأف الجنس والحب والقبوؿ واالىتماـ أمور مترادفة أو عمى‬
‫األقل متبلزمة‪.‬‬
‫عندما تتكرر االعتداءات ويشعر الطفل أو المراىق بيذه المشاعر‪ ،‬فإنو يبدأ في‬
‫التساؤؿ بشأف ىويتو الجنسية‪ .‬في ىذه الحالة إذا تعرض إلى تشجيع مف المجتمع‬
‫في المدرسة أو مف خبلؿ اإلعبلـ ألف يعترؼ بيذه المشاعر ويستسمـ ليا باعتبارىا‬
‫أسموباً مقبوالً لمحياة وأنو "ولد ىكذا" ويجب أف يعيش ىكذا‪ ،‬فإنو سيستسمـ بالتالي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪26 L. S. Doll et al., “ Self-Reported Childhood and Adolescent Sexual Abuse Among Adult‬‬
‫‪Homosexual/Bisexual Men, “ Child Abuse and Neglect 06, no. 6 (0997), pp. 811-62‬‬

‫‪ٜٙ‬‬
‫ألسموب الحياة المثمي ويتبناه‪ .‬ىذا بطبيعة الحاؿ يقودنا لمتأثير التالي وىو تأثير‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫تأثير المجتمع‬
‫المشكمة في الغرب ىي اختراؽ المدارس وخاصة الحكومية بواسطة جماعات الضغط‬
‫المثمي التي تروج أف المثمية خيار طبيعي لمحياة أو أف لؤلسرة أشكاالً مختمفة مثل أب‬
‫وأـ أو أب وأب أو أـ وأـ وأف كل ىذه األشكاؿ مقبولة‪ .‬بالطبع ليس ىذا ىو الحاؿ‬
‫عندنا في الشرؽ‪ ،‬ولكف المشكمة في الشرؽ تكمف في جدار الصمت والتجاىل حوؿ كل‬
‫ما يتعمق بالجنس‪ ،‬وبالتالي غياب أو فقر التربية الجنسية لؤلطفاؿ‪ .‬باإلضافة لذلؾ فإف‬
‫مجتمعاتنا مصابة بحالة كاممة مف اإلنكار لوجود التوجو الجنسي المثمي‪ .‬ىذا اإلنكار‬
‫العاـ يصاحبو إنكار خاص حيث ال يقبل أؼ والديف إدراؾ حقيقة أف أحد أبنائيما ربما‬
‫يتطور توجيو الجنسي نحو المثمية‪.‬‬

‫طمب أحد األصدقاء أف يراني وىو مصاب بفزع شديد ألنو اكتشف أف ابنو‬
‫البالغ مف العمر حوالي ٖٔ سنة قد مارس أحد الممارسات الجنسية مع شاب‬
‫يكبره بحوالي عشرة أعواـ‪ .‬وعندما تحدثنا طويبلً عف ذلؾ االبف المراىق‪،‬‬
‫ظير بوضوح كيف أف ابنو كانت تظير عميو كل صفات الطفل المعرض‬
‫لممثمي ة لكف األب لـ يدرؾ ىذه الحقيقة إال بعد أف حدثت ىذه الممارسة‪ .‬فيو‬
‫لـ يتصور‪ ،‬بل لـ يرد أف يتصور أف يكوف ابنو معرضاً ألمر مثل ىذا!‬
‫مف المشكبلت األخرػ في الشرؽ العربي‪ ،‬وبخاصة في بعض الببلد التي تمارس‬
‫فصبلً شديدًا بيف الجنسيف أف المراىقيف يجب أف يختمطوا بالجنس اآلخر في ىذه‬
‫المرحمة وذلؾ لتشجيع التوجو الجنسي الغيرؼ‪ .‬بالطبع يمكف ضبط ىذا االختبلط‬
‫وتقنينو‪ ،‬لكنو منعو التاـ يؤدؼ إلى انتشار الجنسية المثمية في ىذه الدوؿ بالذات‪.‬‬

‫ٓ‪ٚ‬‬
‫مف سف ‪82 -28‬‬ ‫مف سف ‪28-5‬‬

‫أما في ىذه السف‪،‬‬ ‫لنمو التوجو الغيرؼ‬


‫فيجب أف يحدث العكس‪،‬‬ ‫يجب أف يكوف الطفل‪ /‬الطفمة في ىذه المرحمة‬
‫أؼ يتـ التشجيع عمى االختبلط‬ ‫قريب‪/‬قريبة مف نفس الجنس‪.‬‬
‫مع الجنس اآلخر‬ ‫لتحقيق االنتماء لنفس الجنس في ذلؾ الوقت‪.‬‬
‫لتنمية االنجذاب الغيرؼ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلؾ ينبغي‬
‫عدـ تشجيع االختبلط بالجنس اآلخر كثي اًر‬
‫في ىذه السف لمنع التوحد بالجنس اآلخر‪.‬‬

‫المشكمة في المجتمعات المغمقة‪ ،‬ىو عدـ الوعي وبالتالي ترؾ األطفاؿ يختمطوف‬
‫بالجنس اآلخر كثي اًر في سف ٘‪ ٕٔ-‬ومنعيـ مف االختبلط في سف المراىقة‬
‫(أؼ عكس ما ينبغي أف يحدث لتحقيق التوجو الغيرؼ) ىذا بالطبع ال يؤدؼ‬
‫لمجنسية المثمية في كل الحاالت‪ ،‬ولكف في الحاالت التي لدييا استعداد طبيعي‪.‬‬

‫جدوؿ (ٕ)‬

‫المجتمع المثمي‬
‫الوصـ والتعيير الذؼ يتعرض لو المراىق مف المجتمع العاـ يجعمو ينفصل عف‬
‫المجتمع ويتجو نحو المجتمع المثمي الذؼ يجد فيو القبوؿ واالحتراـ واالنتماء الذؼ ال‬
‫يجده في المجتمع العاـ‪ .‬المجتمع المثمي موجود في ببلدنا ولكنو "تحت األرض" مثمما‬
‫كاف في الغرب في األربعينات والخمسينات قبل الثورة الجنسية وقياـ حركات الدفاع‬
‫عف أسموب الحياة المثمي‪ .‬أتصور أنو مف خبلؿ حرية تداوؿ المعمومات في اإلنترنت‬
‫بالذات‪ ،‬بدأت رياح الثورة الجنسية تيب عمى مجتمعاتنا‪ .‬ولعل الدردشة عمى اإلنترنت‬
‫والمدونات أصبحت أيضاً مف أماكف التجمع والمقاء لممثمييف في ببلدنا‪ ،‬خاصة أنيا‬

‫ٔ‪ٚ‬‬
‫توفر السرية ومجيولية األسماء‪ .‬لكف السؤاؿ كـ مف الحق وكـ مف التضميل يتداوؿ‬
‫في مثل ىذه األوساط؟‬
‫تكمف خطورة المجتمع المثمي‪ ،‬ليس فقط في أنو يشجع أسموب الحياة المثمي ويجعل‬
‫منو ىوية ثـ قضية‪ ،‬ولكف المجتمع المثمي يزيد مف شقة التباعد بيف المثمييف‬
‫والمجتمع العاـ‪ ،‬وبخاصة مف ليست لدييـ أعماؿ تجعميـ مرتبطيف بالمجتمع‪ .‬حتى‬
‫مف يعمموف في المجتمع‪ ،‬يشعروف وكأنيـ مغتربوف في أعماليـ أثناء النيار حتى‬
‫يعودوا إلى "وطنيـ" آخر الميل في أماكف تجمع المثمييف‪ .‬ىذا االبتعاد يزيد مف‬
‫أعراض عدـ النضوج النفسي والعبلقاتي لدييـ باإلضافة لممزيد مف اإلحساس بالوحدة‬
‫واالنعزاؿ والجوع لمحب‪ .‬الكثير مف المثمييف يتحدثوف عف عدـ النضوج واالستغبلؿ‬
‫والخيانات التي تسود المجتمع المثمي الذؼ يعيش أفراده في وحدة حتى وىـ معاً‪ .‬وىذا‬
‫طبيعي بالنسبة لكل مجتمع ينفصل عف المجتمع العاـ ويعيش ثقافة "تحتية" مثل‬
‫البركة اآلسنة التي تنفصل عف أمواج البحر المفتوح التي تنقي المياه "نسبياً"‬
‫باستمرار‪ .‬ىذا الشعور بالوحدة يجعميـ ينغمسوف في عبلقات جنسية متعددة بحثاً عف‬
‫الحب واالنتماء‪ ،‬حتى أنيـ كثي اًر ما يمارسوف الجنس مع مجيوليف ويتعرضوف لخطر‬
‫اإلصابة بفيروس اإليدز باإلضافة لؤلخطار األخرػ الصحية واألمنية‪.‬‬

‫تأثير اإلدماف والتعود‬


‫مف الممكف أف يتحوؿ كل سموؾ ىدفو الحصوؿ عمى المذة أو اليروب مف األلـ‬
‫النفسي إلى سموؾ قيرؼ‪ ،‬أؼ إدماني‪ .‬واإلدماف ببساطة ىو العجز عف السيطرة‪.‬‬
‫وما يؤكده األشخاص الذيف خرجوا مف أسموب الحياة المثمي ىو أنيـ فعموا ذلؾ‬

‫ٕ‪ٚ‬‬
‫بصعوبة شديدة‪ ،‬ليس ألف المثمية أمر ولدوا بو‪ ،‬ولكف ألف السموؾ المثمي في حد‬
‫‪ٗٚ‬‬
‫ذاتو‪ ،‬مثل الكثير مف السموكيات الجنسية‪ ،‬يمكف أف يكوف قيرياً‪.‬‬
‫المشكمة في إدماف الجنس‪ ،‬أو أؼ إدماف‪ ،‬ىو أنو يحدث تغيي اًر في المخ‪ ،‬وبالتحديد‬
‫في مراكز المذة‪ ،‬حيث أف السموؾ المتكرر‪ ،‬خاصة إذا كاف مرتبطاً بالمذة‪ ،‬ينشئ‬
‫مسارات عصبية في المخ‪ ،‬تكوف بمثابة مجرػ نير تتحرؾ فيو المواد الكيميائية بشكل‬
‫تمقائي متحكمة في السموؾ‪ .‬لذلؾ عندما يحاوؿ اإلنساف أف يتوقف عف السموؾ‬
‫اإلدماني فإنو يكوف كمف يجفف ني اًر قد داـ جريانو لسنوات عديدة‪ ،‬وذلؾ لينشئ ني اًر‬
‫بل‬
‫جديدًا أو مسا اًر جديداً في المخ وىذا أمر في غاية الصعوبة ويتطمب وقت ًا طوي ً‬
‫ومحاوالت متكررة وانتكاسات كثيرة قبل أف يصل إلى االستقرار السموكي‪.‬‬

‫تأثير االختيار‬
‫السؤاؿ المحير‪ ،‬ىو ىل بعد كل ىذه التأثيرات‪ ،‬يبقى‬
‫"صحيح أف ىناؾ تأثيرات‬ ‫مكاناً لمحرية واالختيار؟ ىذا السؤاؿ يحيمنا إلى سؤاؿ‬
‫كثيرة ليس لي يد فييا‬ ‫وجودؼ ىاـ عف ُكنو اإلنساف‪ .‬ىل اإلنساف مجرد آلة‬
‫ساىمت في توجيي المثمي‪،‬‬
‫مبرمجة عمى الفعل ورد الفعل كما يعتقد عمـ النفس‬
‫لكف مف يخمع قميصو في‬ ‫‪ٗٛ‬‬
‫وغيره‪ ،‬أـ أف اإلنساف لديو‪،‬‬ ‫السموكي بقيادة سكينر‬
‫كل مرة ىو أنا"!‬
‫عمى األقل‪" ،‬جرثومة" صغيرة مف الحرية تسمح لو أف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪22 R. Lau et al., “Trends in Sexual Behavior in a Cohort of Homosexual Men: A 2-year Prospective Study,‬‬
‫‪“International Journal for the Study of AIDS 2, no.2 (0997), pp. 762-27; A. Lifson, “Men Who Have‬‬
‫‪Sex with Men: Continued Challenges of Preventing HIV infection and AIDS [Editorial], “ American‬‬
‫‪Journal of Public Health 87, no. 7 (0997)pp. 066-62; S. Adib et al., “ Prediction of Relapse in Sexual‬‬
‫‪Practices among Homosexual Men , “ AIDS Education and Prevention 2, no. 2 (0990), pp.792- 212‬‬
‫‪ ٗٛ‬ب‪ .‬ؼ‪ .‬سكينر ‪ )ٜٜٔٓ -ٜٔٓٗ( B. F. Skinner‬ىو رائد عمـ النفس السموكي الذؼ يقوـ عمى ثبلث‬
‫افتراضات فمسفية وىي‪ )ٔ :‬المادية‪ :‬أؼ أنو ال وجود لشيء غير مادؼ و ٕ) التصغيرية‪ :‬أؼ أنو ال توجد‬
‫شخصية متكاممة لئلنساف‪ ،‬بل أف اإلنساف ىو مجموعة مف ردود األفعاؿ المتعممة لممثيرات وٖ) الحتمية‪ :‬أؼ‬
‫أنو ال مجاؿ ألية اختيارات أخبلقية حرة لئلنساف بل سموكو محتـ سابقًا مف خبلؿ محددات بيولوجية وبيئية‪.‬‬

‫ٖ‪ٚ‬‬
‫يتخذ ق اررات عكس تيار اإلدماف والتعود والتأثيرات المختمفة حتى الوراثي واليورموني‬
‫عف ىذه الطبيعة‬ ‫‪ٜٗ‬‬
‫منيا؟ يعبر فيميب يانسي في كتابو" إشاعات مف عالـ آخر"‬
‫المزدوجة لئلنساف فيقوؿ‪:‬‬
‫ال شؾ أننا سنشعر دائماً بصراع بيف عالميف ألف البشر يشكموف توليفة غريبة‬
‫مف االثنيف‪ .‬ونجد أنفسنا ُمعّمقيف في الوسط‪ :‬مبلئكة تتمرغ في الطيف‪،‬‬
‫وثدييات تحاوؿ الطيراف‪ .‬لقد صور أفبلطوف حصانيف يسيراف عكس االتجاه‪،‬‬
‫حيث أقسامنا الخالدة تسعى لمصبلح السماوؼ‪ ،‬بينما البلإنسانية تصارع ىذا‬
‫‪ ...‬إننا نتعثر مف الميد إلى المحد‪ ،‬نميل أحياناً تجاه األبدية‪ ،‬وأحياناً تجاه‬
‫األرض‪ ،‬تمؾ التربة التي أخذنا عنيا اسمنا (آدـ مف أديـ األرض)‪.‬‬

‫سمعت مرة أحد المثمييف يقوؿ‪" :‬صحيح أف ىناؾ تأثيرات كثيرة ليس لي يد فييا‬
‫ساىمت في توجيي المثمي‪ ،‬لكف مف يخمع قميصو في كل مرة ىو أنا"!‬
‫لـ يختر أحد أف يكوف مثمياً‪ ،‬ولكف الخيار الصعب الذؼ اختاره مف قرروا أف يخرجوا‬
‫مف أسموب حياتيـ المثمي ىو خيار مبني عمى إيماف عميق بالحرية اإلنسانية وأف‬
‫اإلنساف يستطيع بمعونة هللا وغيره مف البشر‪ ،‬أف يقاوـ الكثير مف التأثيرات التي وقع‬
‫تحتيا ببل اختيار منو‪ .‬انطبلقاً مف ىذه النقطة‪ ،‬سوؼ نبدأ رحمتنا في الفصل التالي‬
‫والتي وضعت ليا عنواف "الخروج" لئلشارة إلى رحمة التعافي مف أسموب الحياة‬
‫المثمي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ٜٗ‬ؼ‪ .‬يانسي إشاعات مف عالـ آخر‪ .‬ما الذؼ نفتقده؟ (ترجمة سميـ اسكندر) (القاىرة‪ :‬مكتبة الكممة‪)ٕٓٓٚ ،‬‬
‫ص‪ٗٔ .‬‬

‫ٗ‪ٚ‬‬
‫ريد‪ :‬المعنة يا آندؼ‪ .‬ال تفعل بنفسؾ ىذا‪ .‬ما تقولو مجرد أحبلـ سخيفة‪.‬‬
‫المكسيؾ ىناؾ بعيداً وأنت ىنا في ىذا السجف‪ ،‬ىذه ىي حقائق الحياة!‬

‫آندؼ‪ :‬معؾ حق‪ .‬ىي ىناؾ‪ .‬وأنا ىنا‪.‬‬


‫أظف أف األمر في الواقع يتمخص في اختيار صغير‪.‬‬
‫إما أف تنشغل بالحياة‪ .‬أو تنشغل بالموت!‬

‫وبعد أياـ قميمة طمب آندؼ مف أحد الزمبلء حببلً طويبلً‪ .‬ظف أغمب زمبلئو أنو سوؼ ينتحر‪.‬‬
‫لكف المفاجأة التي أصابت الجميع بالذىوؿ ىي أف آندؼ كاف قد طمب الحبل ليربط أغراضو‬
‫بإحدػ ساقيو وىو يزحف خبلؿ ماسورة المجارؼ التي امتدت بطوؿ ٓٓ٘ قدـ ليخرج مف‬
‫الناحية األخرػ ح ارً! وعندما قاـ مدير السجف بتفحص زنزانتو اكتشف أف آندؼ كاف طواؿ‬
‫العشريف سنة الماضية يحفر طريقو لمخروج مف سجف شاوشانؾ!‬
‫ٓ٘‬
‫مف فيمـ "وداعاً شاوشانؾ"‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪11 Shawshank Redemption (0992) Starring Tim Robbins (Andy Dufresne) and Morgan Freeman (ُEllis‬‬
‫‪Boyd “Red” Redding).‬‬

‫٘‪ٚ‬‬
ٚٙ
‫الفصل الرابع‬

‫الخروج الكبير!‬
‫الحقيقة بشأف التعافي مف أسموب الحياة المثمي‬

‫السؤاؿ الذؼ يفرض نفسو في البداية ىو‪" :‬ما ىو‬


‫التغيير ليس لمسة سحرية‬
‫التغيير؟" ىل يقاس التغيير بتغيير السموؾ؟ أـ بتغيير‬
‫ولكنو رحمة طويمة مستمرة‬
‫مف النضوج والتعافي‬ ‫التوجو الجنسي (أؼ نوع االنجذاب)‪ .‬في الواقع يختمف‬
‫الكثيروف بشأف ذلؾ التعريف‪ .‬البعض يعتبر أف‬
‫التغيير ىو ترؾ أسموب الحياة المثمي‪ ،‬أؼ التوقف عف الممارسات الجنسية المثمية‪.‬‬
‫بينما يعتبر البعض اآلخر أف ىذا ليس تغيي ًار‪ ،‬وانما التغيير الحقيقي ىو أف ينشأ لدػ‬
‫المثمي‪/‬المثمية إنجذاب غيرؼ (أؼ لمجنس اآلخر)‪ .‬عمى أؼ حاؿ وأياً كاف التعريف‪،‬‬
‫فالواقع الذؼ يشيد عنو األشخاص الذيف خرجوا مف أسموب الحياة المثمي ىو أف بداية‬
‫طريق التغيير ىي أوالً التوقف عف الممارسة الجنسية المثمية‪ .‬ثـ في بعض األحياف‪،‬‬
‫وبسبب عوامل نفسية وسموكية واجتماعية متعددة‪ ،‬يتطور أو ال يتطور انجذاب جنسي‬
‫غيرؼ لدػ المثمي المتوقف عف الممارسة‪.‬‬

‫دوافع التغيير وطبيعتو‬


‫وقبل الغرؽ في كبلـ نظرؼ‪ ،‬لنسأؿ أنفسنا سؤاالً أكثر عممية‪ .‬ما الذؼ يدفع الناس‬
‫لمتغيير؟ مف واقع الخبرة العممية‪ ،‬لـ أجد أحداً حاوؿ الخروج مف أسموب الحياة المثمي‬
‫إال لثبلثة أسباب‪ :‬السبب األوؿ ببل منازع ىو الوازع الديني الذؼ يعتبر الممارسة‬

‫‪ٚٚ‬‬
‫المثمية اختيا اًر دينياً وأخبلقياً غير مقبوؿ‪ ،‬والسبب الثاني ىو المعاناة النفسية التي‬
‫يعانييا مف يعيشوف أسموب الحياة المثمي‪ ،‬في صورة العبلقات المكسورة واإلساءات‬
‫واالستغبلؿ‪ .‬أما السبب الثالث فيو الرغبة في الحصوؿ عمى حياة أسرية طبيعية‪.‬‬

‫لكف كيف يكوف ىذا التغيير؟ وما ىي طبيعتو؟‬


‫في رأيي أف أىـ ما يجب أف نعرفو عف التغيير‪ ،‬أنو ليس مجرد التوقف عف‬
‫الممارسة‪ ،‬وانما ىو مسيرة مستمرة مف النمو‪ .‬حتى في ثقافة التعافي مف إدماف‬
‫المخدرات (أو أؼ إدماف)‪ ،‬ال يعتبر التعافي مجرد التوقف عف التعاطي‪ ،‬وانما ىو‬
‫نمو مستمر في الشخصية‪ .‬ىذا النمو ىو الذؼ يشكل حائط الدفاع الحقيقي ضد‬
‫العودة لمتعاطي‪ ،‬ولكف بطبيعة الحاؿ‪ ،‬ال يمكف حدوث ىذا النمو في الشخصية‬
‫والتعامل الناضج مع عيوبيا في ظل التعاطي‪ .‬ىذا ينطبق أيضاً عمى التعافي مف‬
‫الجنسية المثمية‪ ،‬ىو أيض ًا مسيرة مف النمو في الشخصية‪ ،‬وأيضاً ال يمكف أف يحدث‬
‫إال في ظل التوقف عف ممارسة أسموب الحياة المثمي‪.‬‬

‫أىداؼ التعافي مف الجنسية المثمية‬


‫بالنسبة لمتعافي مف الجنسية المثمية‪ ،‬توجد األىداؼ التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬األىداؼ السموكية‬
‫التوقف المستقر لفترة طويمة عف الممارسات المثمية‪( .‬الحع ىنا كممتي‬ ‫‪‬‬
‫"المستقر" و"لفترة طويمة" أؼ بدوف انتكاسات كثيرة وبدوف شعور بالكبت‬
‫والضغط)‪.‬‬
‫تأسيس حياة جنسية غيرية مشبعة‪( .‬أيض ًا الحع كممة "مشبعة" فميس‬ ‫‪‬‬
‫اليدؼ مجرد عمل عبلقة جنسية غيرية فأحياناً يدخل بعض المثمييف‬
‫في عبلقات غيرية ليس ألف ىذا مشبع عاطفياً وجنسياً ليـ ولكف كنوع‬

‫‪ٚٛ‬‬
‫مف اإلنكار أو كإثبات ألنفسيـ أو لشخص آخر أنيـ ليسوا مثمييف‪.‬‬
‫وذلؾ عندما يكوف المثمي ال يزاؿ في مرحمة اإلنكار)‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األىداؼ الوجدانية (المشاعر)‬
‫تناقص االنجذاب الجنسي المثمي‪ .‬أؼ أال يعود المثمي يشعر بذلؾ‬ ‫‪‬‬
‫االنجذاب الشديد لنفس الجنس وال تصبح العبلقة العاطفية‪ /‬الجنسية مع‬
‫نفس الجنس ىي الخيار األوؿ لمتعامل مع الشعور بالوحدة والجوع‬
‫لمحب‪.‬‬
‫تنامي االنجذاب الجنسي الغيرؼ‪ .‬أؼ أف يشعر المثمي بأف العبلقة‬ ‫‪‬‬
‫بالجنس اآلخر تشبعو عاطفي ًا‪ ،‬حتى واف كاف شبعاً أقل مف الشبع الذؼ‬
‫يحصل عميو مف العبلقة بنفس الجنس‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األىداؼ التطورية في الشخصية‬
‫تنامي اليوية الجنسية الذكرية (نفسياً)‪ .‬أؼ أف يشعر المثمي‪/‬المثمية‬ ‫‪‬‬
‫بل‬
‫باالنتماء مع الغيرييف وأنو واحد منيـ وليس غريباً منفص ً‬
‫عنيـ‪/‬عنيف‪.‬‬
‫تجاوز الحاجز النفسي مع الجنس اآلخر‪ .‬حل المشكبلت وشفاء‬ ‫‪‬‬
‫الجروح وتغيير أنماط التفكير القديمة تجاه الجنس اآلخر واألشخاص‬
‫الذيف ينتموف لو‪.‬‬

‫نبلحع التدرج في أىداؼ التعافي فتنامي اليوية الجنسية الذكرية‪ ،‬يؤدؼ إلى تناقص‬
‫االنجذاب الجنسي المثمي بيف الذكور‪ ،‬فالشعور باالنجذاب المثمي يزداد كمما زاد‬
‫اإلحساس باالختبلؼ ويتناقص كمما زاد اإلحساس باالنتماء‪ .‬وكمما يتناقص االنجذاب‬
‫الجنسي المثمي‪ ،‬كمما يكوف التوقف عف الممارسات المثمية ليس مجرد كبت لممشاعر‬
‫إنما كنتيجة طبيعية لتناقص االنجذاب‪ .‬وىكذا يستطيع المثمي الخروج مف أسموب‬
‫الحياة بشكل مستقر نفسياً‪.‬‬

‫‪ٜٚ‬‬
‫ذلؾ ألف المثمي في واقع األمر يبحث عف الذكورة في الرجاؿ اآلخريف‪ .‬وسوؼ يتوقف‬
‫عف البحث عنيا واالنجذاب إلييا كمما شعر بوجودىا فيو نفسو‪ .‬لذلؾ يقتبس‬
‫"نيكولوسي" التالي عمى لساف أحد عمبلئؤ٘‪:‬‬

‫لقد كنت أحاوؿ االختبلط بالفتياف الذيف كانوا يحققوف أشػياء لـ أستطع‬
‫تحقيقيا‪ .‬كانوا دائماً ينظروف إلي أنني "الخيار الثاني" سواء في المعب أو في‬
‫أؼ شيء آخر‪ .‬لذلؾ كنت أتراجع لمو ارء بصفتي غير مرغوب فيو في نادؼ‬
‫الرجاؿ‪ .‬لـ أشعر فقط بعدـ األماف‪ ،‬ولكنني شعرت أيضاً بالتجريد التاـ مف‬
‫الذكورة‪ .‬مف المفترض أني ذكر ولكنني لـ أشعر بذلؾ بسبب ما كاف يحدث‬
‫لي‪ .‬وجاء المجتمع بعد ذلؾ ليقوؿ لي أف سبب ىذا الشوؽ الذؼ بداخمي‬
‫لمذكورة ىو أنني "مولود ىكذا"! خبلؿ السنتيف البلتي قضيتيما في العبلج‬
‫أدركت أف ميولي المثمية لـ تكف صرخة لمحصوؿ عمى رجل آخر وانما‬
‫صرخة لمحصوؿ عمى ىوية ذكرية"!‬

‫ليس كل المثمييف وال الغيرييف متشابييف‬


‫تجدر اإلشارة ىنا إلى أف المثمييف ليسوا كميـ متشابييف مف حيث اليوية الذكرية‬
‫أواألنثوية‪ ،‬أو مف حيث العامل األساسي المسبب لمجنسية المثمية وبالتالي مف حيث‬
‫األىداؼ العبلجية في التعافي‪ .‬أيضاً الغيريوف ليسوا جميع ًا عمى نفس الدرجة مف‬
‫الذكورة أو األنوثة‪ .‬في واقع األمر يمكف أف نقوؿ أف ىناؾ متصبلً ‪continuum‬‬
‫لمتوجو الجنسي‪ .‬في أقصاه نجد المثمييف الذيف ليس لدييـ أؼ ميل لمجنس اآلخر‬
‫ولدييـ اليوية الجنسية الذكرية (أو األنثوية) ضعيفة جداً‪ ،‬ويظير ىذا في سمات‬
‫شخصياتيـ وسموكيـ مف حيث طريقة الكبلـ أو المشية أو خبلفو (التي تكوف أنثوية‬
‫في المثمييف وذكورية في المثميات)‪ .‬ىؤالء يميموف التخاذ الدور السمبي في العممية‬
‫الجنسية بيف الذكور (والدور اإليجابي بيف اإلناث)‪ .‬ثـ عندما نتحرؾ لبلتجاه اآلخر‪،‬‬
‫نجد مثمييف أكثر ذكورة ال تبدو عمييـ سمات األنوثة (ومثميات أكثر أنوثة ال تبدو‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪10 J. Nicolosi Reparative Therapy of Male Homosexuality‬‬

‫ٓ‪ٛ‬‬
‫عمييف سمات الذكورة) وىؤالء يميموف التخاذ الدور اإليجابي في العبلقة الجنسية بيف‬
‫الذكور (والدور األنثوؼ في العبلقة بيف اإلناث)‪ .‬في المنتصف نجد مف لدييـ‪/‬لدييف‬
‫ميل جنسي مزدوج ‪ .bisexual‬ثـ في النصف الثاني نجد الغيرييف الذيف تتزايد‬
‫ذكورتيـ (وأنوثتيـ) وانجذابيـ لمجنس اآلخر حتى نجد في أقصى ىذا الجانب‪،‬‬
‫الغيرييف شديدؼ االنجذاب لمجنس اآلخر والذيف حتى في الطفولة والمراىقة لـ يكف‬
‫لدييـ أؼ تشويش في اليوية أو التوجو الجنسي‪.‬‬

‫الغيريوف‬ ‫المثميوف‬

‫الغيريوف األكثر ذكورة‬ ‫الغيريوف األقل ذكورة‬ ‫المثميوف األكثر ذكورة‬ ‫المثميوف األقل ذكورة‬

‫الغيريات األكثر أنوثة‬ ‫الغيريات األقل أنوثة‬ ‫المثميات األكثر أنوثة‬ ‫المثميات األقل أنوثة‬

‫أصحاب الميل المزدوج‬

‫شكل (ٖ)‬

‫في اعتقادؼ أنو بالنسبة لممثمييف األقل الذكورة (والمثميات األقل أنوثة) العامل األكبر‬
‫في تطور الميل المثمي ىو ذلؾ الفقر لمذكورة بيف المثمييف (ولؤلنوثة بالنسبة لممثميات)‬
‫أو حدوث اعتداء جنسي في حالة المثمييف مف الذكور‪( .‬االعتداء الجنسي لئلناث قد‬
‫يؤدؼ لتنامي المثمية في بعض الحاالت)‪.‬‬
‫بينما في المثمييف األكثر ذكورة (والمثميات األكثر أنوثة) تقع المشكمة األكبر في الحاجز‬
‫النفسي مع الجنس اآلخر‪ .‬اليدؼ األساسي في التعافي بالنسبة لمنوع األوؿ تكمف في‬
‫تطوير اليوية الذكرية (أو األنثوية) بينما في النوع الثاني ىو حل المشكمة مع الجنس‬
‫اآلخر (بالطبع بعد التعامل مع عنصر التعود واإلدماف في كل مف النوعيف)‪.‬‬

‫في الجزء الثاني مف الكتاب (القسـ العممي) سوؼ نتناوؿ بالتفصيل وبشكل عممي‬
‫مسيرة التعافي مف الميوؿ المثمية‬

‫ٔ‪ٛ‬‬
‫يجب أف نقبل اإلحباطات المحدودة‪،‬‬
‫دوف أف نفقد األمل غير المحدود‪.‬‬

‫مارتف لوثر كينج االبف‬

‫ٕ‪ٛ‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫سائروف عمى الدرب الصاعد!‬


‫قصص واقعية لمصرييف يتعافوف مف الجنسية المثمية‬

‫في الصفحات المتبقية مف ىذا الكتاب‪ ،‬سوؼ نقدـ قصتيف واقعيتيف لشخصيف أحبا‬
‫أف يكتبا قصتيما مع الجنسية المثمية ومسيرة التعافي التي اختا ار بشجاعة أف‬
‫يسيرانيا‪.‬‬

‫ؾ‪ .‬ج‬
‫فقدت أمي عندما كاف عمرؼ ستة أشير‪ ،‬ودخل أبي السجف ألنو كاف السبب في وفاة‬
‫أمي‪ .‬كاف ينبغي أف أدخل مع أختي الكبرػ إلى إحدػ دور الرعاية ألنو لـ يكف يوجد‬
‫مف يرعاني‪ .‬لـ تكف الرعاية بطبيعة الحاؿ بيا أؼ شيء مف الحناف أو الحب‪ ،‬لكف‬
‫كاف وجود أختي بجانبي يخفف عني قميبلً‪ .‬بعد سف السادسة‪ ،‬كاف عمي أف أترؾ‬
‫أقرب الناس لي مرة أخرػ وأذىب إلى دار أخرػ لمصبية ألنو لـ يكف مسموحاً أف‬
‫أبقى في دار البنات مع أختي بعد سف السادسة‪.‬‬
‫في الدار الجديدة زادت القسوة والضرب واإلىانة مف المشرفيف واإلرغاـ عمى الصبلة‬
‫لدرجة جعمتن ي أكره المشرفيف وأكره هللا الذؼ كنت أراه في صورتيـ القاسية‪ .‬في الدار‬
‫الجديدة كاف األوالد األكبر مني‪ ،‬في إعدادؼ وثانوؼ‪ ،‬يتحكموف في تشغيل "الكاسيت"‪.‬‬
‫وأنا كنت أحب األغاني كثي اًر وكنت أتوسل إلييـ أف يشغموا لنا "الكاسيت"‪ .‬في أحدػ‬
‫المرات اشترط واحد منيـ عمي أف يفعل معي بعض األشياء لكي يشغل الكاسيت‬
‫فحاولت أف أرفض ولكنو أصر فوافقت‪ .‬وتزايد األمر حتى وصل إلى درجة االعتداء‬
‫الجنسي الكامل‪ .‬ومع الوقت أصبح ىؤالء األوالد الكبار يقولوف ألصحابيـ عمي‬
‫ّ‬
‫وأصبحت أمارس ىذا مع عدد كبير منيـ‪.‬‬

‫ٖ‪ٛ‬‬
‫كانت ىذه أوؿ مرة أختبر أؼ نوع مف "الحناف" حتى ولو كاف مصحوباً باأللـ! وبالرغـ‬
‫مف الشعور باإلىانة والقذارة إال أنيا كانت المرات الوحيدة التي احتضنني فييا أحد أو‬
‫قبمني منذ والدتي! أيضاً لـ أكف أعرؼ ما ىو الصح وما ىو الغمط‪ .‬لـ يقل لي أحد أف‬
‫الذؼ أفعمو عيب ًا أو حراماً‪ ،‬لكنني كنت أتعرض لئلىانة والتعيير مف المشرفيف الذيف‬
‫عرفوا عني ىذه الحقيقة‪ .‬أبي أيضاً عرؼ باألمر وكاف رد فعمو أنو ال يريدني‪.‬‬
‫بعد أف كبرت وتركت دار الرعاية‪ ،‬ظمت الطريقة الوحيدة التي أحصل بيا عمى‬
‫الحناف ىي الممارسة الجنسية المثمية (الشاذة) وتعرضت لمكثير مف الذؿ واإلىانة‬
‫التي كنت أتحمميا مف أجل القميل مف االىتماـ أو الحناف مف البعض‪.‬‬
‫عندما دخمت مجموعات المساندةٕ٘‪ ،‬اكتشفت ىذا الذؼ يقولوف عنو "القبوؿ غير‬
‫المشروط"‪ .‬أؼ القبوؿ والحب دوف أف أفعل شيئاً أو أدفع ثمناً‪ .‬في البداية لـ أصدؽ‪،‬‬
‫لكف مع الوقت وجدت أف الحب ال يتغير والقبوؿ كما ىو وال يريد أحد مني شيئاً‬
‫فكنت أتعجب! وألني لـ أكف أستوعب ما يحدث‪ ،‬انقطعت عف المجموعة لفترات‬
‫طويمة‪ ،‬لكنني كنت في النياية أعود‪ .‬وجاء وقت (تقريباً بعد سنتيف في المجموعة)‬
‫شجعني فيو الطبيب الذؼ كاف مسئوالً عف المجموعة أف "أشارؾ" في المجموعة‬
‫بمشكمتي الحقيقية‪ .‬فقاومت بشدة ولكنو استمر في الضغط عمي فشاركت وكانت‬
‫ّ‬
‫المفاجأة غير المتوقعة‪ .‬كنت أتوقع الرفض واإلىانة والتيكـ لكنني وجدت الحب‬
‫والقبوؿ‪ .‬لـ يسألني أحد عف تفاصيل‪ ،‬ولـ ينصحني أحد بشيء أو يعظني‪ .‬كل ما‬
‫قالوه لي ىو أنيـ يحبونني ويقدرونني ويحترموف شجاعتي‪.‬‬
‫كنت أحاوؿ التوقف عف ىذه الممارسات لفترات ثـ أعود عندما يشتد الجوع لمحب‪.‬‬
‫لكف مع استمرارؼ في المجموعات (لستة سنوات اآلف) زادت فترات "تبطيمي"‪ .‬وأنا‬
‫اآلف متوقف عف ىذه الممارسة ألطوؿ مدة في حياتي (ثبلث سنوات تخممتيا سقطة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٕ٘ كانت مجموعة مساندة عامة لمرجاؿ الغيرييف وكاف ىو المثمي الوحيد ولـ يكف يبوح بيذا السر حتى ذلؾ اليوـ‪.‬‬

‫ٗ‪ٛ‬‬
‫واحدة) كما بدأت أشعر باالنجذاب لمجنس اآلخر‪ ،‬وأنا اآلف متزوج ولدؼ عبلقة‬
‫جنسية مشبعة مع زوجتي‪ ،‬كما رزقت بطفمة‪.‬‬
‫كانت عبلقتي باهلل سيئة جداً وكنت ال أصمي‪ .‬لكنني عندما اختبرت المحبة مف ىؤالء‬
‫الناس مع الوقت صدقت أف هللا أيضاً يحبني وأرسل لي ىؤالء الناس‪ .‬أيض ًا كمما‬
‫زادت فترة تبطيمي وأصبحت أشعر بمعونة هللا في ذلؾ‪ ،‬ازددت اقتناعاً برحمة هللا‪.‬‬
‫حتى أبي تحسنت معاممتو لي بشكل غريب وأصبحت أستطيع أف أحبو قميبلً وأناديو‬
‫"بابا" ألوؿ مرة في حياتي‪ .‬في كل ىذا رأيت يد هللا تعمل في حياتي وتشفيني مف كل‬
‫آالـ وجروح السنيف الطويمة‪.‬‬

‫ف‪ .‬ؽ‬
‫نظر‬
‫كاف أبي طيب ولكنو كاف ذو شخصية ضعيفة وكانت عبلقتي بو ضعيفة جدا ًا‬
‫لتغيبو باستمرار عف البيت بسبب ظروؼ عممو‪ .‬لذلؾ كاف تأثيره عمى حياتي ضعيف‬
‫جدا ولـ تنتقل إلي صفات الرجولة مف خبللو‪ .‬وكانت عبلقتي بأخي األكبر ىو اآلخر‬
‫ً‬
‫كأنيا غير موجودة مثميا مثل عبلقاتي مع أعمامي وأخوالي‪.‬‬
‫كانت أمي تتمتع بشخصية قوية‪ ،‬وكانت ىي كل شيء بالنسبة لي‪ .‬تعودت أمي أف‬
‫عمى في كل أجازة صيفية لكي أعمل في محل لبيع األقمشة يممكو خالي‪ ،‬مما‬
‫تضغط َّ‬
‫كاف يحرمني مف التمتع باألجازة الصيفية والمعب والذىاب إلى رحبلت مع أصدقائي‪.‬‬
‫وىذا جعمني أشعر بأني طفل ميمل ليس مف ييتـ بي أو يراعى احتياجاتي النفسية أو‬
‫االجتماعية‪ .‬ولـ تكف لمصورة الذكرية وجود في حياتي‪.‬‬
‫الشيء الوحيد الذؼ أتذكره لمرجل ىو اإلعتداء الجنسي بكل ما فيو مف لذة وألـ‪ .‬فمقد‬
‫تعرضت في طفولتي المبكرة إلعتداءات جنسية متكررة مف أبناء الجيراف المراىقيف‪،‬‬
‫لذلؾ نشأت وأنا أشعر بالخوؼ والعار والعجز والتشويش‪.‬‬

‫٘‪ٛ‬‬
‫فعميا‪ ،‬ولكني كنت‬
‫بعد االعتداءات الجنسية عمي في الطفولة لـ أمارس الجنس ً‬
‫أمارسو في خيالي مف خبلؿ أحبلـ اليقظة‪ ،‬وكنت أىرب إليو مف الضغوط والخوؼ‬
‫والمشاكل‪.‬‬
‫واستمر الحاؿ ىكذا حتى وصمت لسف ٕ٘ سنة عندىا تعرفت عمى صديق يكبرني‬
‫بعدة أعواـ وتوطدت عبلقتنا حتى مارست الجنس معو‪ ،‬ثـ تركتو وبعدىا بمدة تعرفت‬
‫عمى صديق آخر ومارست الجنس معو أيضا‪.‬‬
‫كنت أظف إني ابحث عف الجنس أو المتعة‪ ،‬لكني اكتشفت أني أبحث عف األب‬
‫المفقود لمطفل الموجود داخمي‪ ،‬وكاف تقريرؼ عف نفسي إني إنساف مضطرب نشأت في‬
‫أسرة مضطربة موجودة في عالـ مضطرب‪.‬‬
‫بدأ الصراع ضد الجنسية المثمية في حياتي بعد إدراكي أف أفكارؼ ومشاعرؼ وأفعالي‬
‫ىذه ىي عبارة عف تصرفات مثمييف وكاف صعب عمي كإنساف يود أف يتقرب إلى هللا‬
‫ّ‬
‫أف أستمر في الحياة بيذه الطريقة‪ ،‬لذلؾ طمبت المساعدة مف صديق لي وصديقي‬
‫ىذا أرشدني إلى طبيب نفسي‪.‬‬
‫كانت أفكارؼ عف الطب النفسي أنني سأذىب لمطبيب وأشرح لو معاناتي مف ميولي‬
‫الجنسية المثمية‪ ،‬وسيسألني عف ظروؼ تنشئتي وعبلقتي بأىمي‪ .‬واألىـ أني كنت أتوقع‬
‫أنو سيكتب لي دواء يساعدني عمى الشفاء والتغيير بسرعة فتنتيي كل آالمي‪ ،‬أو‬
‫سينصحني ببعض التدريبات النفسية مف خبلؿ عدة جمسات بعدىا ستحل مشكمتي‬
‫تماما‪ .‬لكف ما فوجئت بو أنو فقط نصحني بأف أبتعد عف‬ ‫ً‬ ‫وأرجع إنساف طبيعي‬
‫الممارسات الجنسية المثمية‪ ،‬وكل األمور التي تؤدػ بي إلييا‪ ،‬كذلؾ إف العبلج سيكوف‬
‫مف خبلؿ حضور مجموعة عبلجية‪ ،‬أستطيع مف خبلليا أف أتعمـ ميارة تمييز المشاعر‬
‫التي أشعر بيا وكيفية التعبير عنيا‪ ،‬ألنو لـ تكف ىناؾ مجموعة مساندة خاصة‬
‫بالجنسية المثمية في ذلؾ الوقت‪ .‬وبدأت أحضر بانتظاـ ىذه المجموعة لمدة أربع‬
‫سنوات‪ ،‬بعدىا تـ إنشاء مجموعة المساندة الخاصة بالجنسية المثمية‪ ،‬فانضممت إلييا‪.‬‬

‫‪ٛٙ‬‬
‫لقد ساعدتني المجموعات أف أرػ أف ما تعرضت لو في طفولتي مف اعتداء جنسي أو‬
‫عبلقة سيئة مع أبي ليس ذنبي ولـ يكف بيدؼ وقتيا أف أفعل أؼ شيء تجاه ما‬
‫تعرضت لو‪ .‬ووجدت أنى لست وحدؼ الذؼ تعرض ليذه الظروؼ‪ ،‬بل يوجد غيرؼ‬
‫كثيروف لذا يستطيعوف أف يفيموا مشاعرؼ ويقدروىا‪ .‬وعرفت اني لست مسئوؿ عف ما‬
‫حدث في طفولتي‪ ،‬لكني مسئوؿ عف اختياراتي اآلف لتمكنني مف تسديد احتياجي‬
‫لمحب األبوؼ بدالً مف ممارسة الجنس المثمي‪.‬‬
‫والنتيجة لمستيا في بداية التغيير في أفكارؼ ومعتقداتي القديمة وصورتي السمبية عف‬
‫نفسي‪ ،‬وقد أثر ىذا التغيير عمى توجيو مشاعرؼ ومحاولة التحكـ في ردود أفعالي‬
‫خاصة في األوقات الصعبة وعند التعرض إلغراءات الوقوع في عبلقات مثمية‪.‬‬
‫أنا اآلف متوقف عف ممارسة الجنس المثمي منذ ٓٔ شيور كاممة‪ .‬وأصبحت شييتي‬
‫مفتوحة اآلف لمزواج وتكويف أسرة‪ ،‬بما يتطمبو ذلؾ مف التزاـ نفسي وروحي وأخبلقي‬
‫واجتماعي‪ .‬أيضاً أصبحت قاد اًر عمى إقامة عبلقات صحية مع نفس الجنس‪ ،‬وادارة‬
‫ح ياتي بشكل مناسب‪ .‬اعتقد أف ىذه نتائج رائعة وقيمة‪ .‬أنا أعرؼ إف طريق التعافي‬
‫والحرية ليس سيبلً أو مميدا‪ ،‬كما انو يستغرؽ وقتا ليس قميبل بل يمتد إلى سنوات‪.‬‬
‫لكني لست وحدؼ‪ ،‬فيناؾ مف يمسؾ بيدؼ ويسير معي‪.‬‬

‫‪ٛٚ‬‬
ٛٛ
‫الجزء الثاني‬
‫البرنامج العالجي‬

‫إعداد‬
‫د‪ .‬أوسـ وصفي‬
‫وفقاً لنظريات العبلج اإلصبلحي لجوزيف نيكولوسي‬
‫وبرنامج ريتشارد كوىف ‪Coming Out Straight‬‬

‫‪ٜٛ‬‬
ٜٓ
‫التعرؼ عمى المشاعر‬
‫والتعبير عنيا‪.‬‬

‫مراقبة األفكار وتصحيح‬


‫المعتقدات المحورية‬

‫قبوؿ النفس‬
‫التوقف عف الممارسات‬ ‫التعرؼ عمى الحتياجات‬
‫تماما‬
‫الجنسية ً‬ ‫النفسية وتسديدىا بطرؽ‬
‫قطع العبلقات مع‬ ‫غير جنسية‪.‬‬
‫أسموب الحياة المثمي‬ ‫تحسيف العبلقة بالجسد‬
‫ومع المثمييف‬
‫المتصالحيف مع المثمية‬ ‫التصالح مع الطفل‬
‫التواصل مع‬ ‫الداخمي‪.‬‬
‫قطع العبلقات الجنسية‬ ‫التبطيل‬
‫النفس‬
‫والرومانسية واالعتمادية‬ ‫شفاء الجروح القديمة‬

‫الروحانية السميمة‬

‫كسز العادة وإعادة‬ ‫النضىج الىجداني‬


‫تىجيه الطاقت الجنسيت‬ ‫التواصل مع‬
‫اآلخريف‬ ‫وتنميت مهاراث الحياة‬

‫التواصل الوجداني الحميـ (غير الرومانسي‬


‫وغير الجنسي وغير االعتمادؼ) مع نفس‬
‫الجنس مثمييف متعافيف وغيرييف)‪.‬‬

‫التواصل مع الجنس اآلخر (غير المبني عمى‬


‫االرتياح لمتشابو واالشتراؾ في االىتمامات)‪.‬‬

‫تنميت الهىيت الذكزيت‬


‫(األنثىيت لإلناث)‬

‫ٔ‪ٜ‬‬
‫في الشكل السابق ثالثة تروس متشابكة عندما يدوروف معاً يتحرؾ المثمي نحو مزيد‬
‫مف الذكورة ونحو الحياة الغيرية‪ .‬الترس األوؿ‪ :‬ىو ترس التواصل مع النفس بشكل‬
‫عميق مف خبلؿ التعرؼ عمى المشاعر (إيجابية كانت أو سمبية) والتعبير عنيا‬
‫ومراقبة األفكار التمقائية وتصحيح طرؽ التفكير والمعتقدات المحورية الخاطئة‪ ،‬أيضاً‬
‫تنمية العبلقة بالجسد واإلقرار باالحتياجات الوجدانية والتصالح مع الطفل الداخمي‬
‫وتسديد احتياجاتو العاطفية بطرؽ غير اعتمادية وغير رومانسية أو جنسية‪ .‬يضاؼ‬
‫إلى ذلؾ استكشاؼ اإليذاء والجروح القديمة بكل أنواعيا والنوح عمييا وغفرانيا وصنع‬
‫السبلـ مع األىل كمما كاف ذلؾ ممكناً‪ .‬الترس الثاني‪ :‬ىو ترس "التبطيل" أؼ التوقف‬
‫التاـ عف الممارسات الجنسية بالفعل وبالخياؿ‪ .‬أما الترس الثالث‪ :‬فيو ترس الخروج‬
‫لمحياة والعبلقات واالنفتاح عمى اآلخريف‪ .‬ىذا االنفتاح يأخذ درجات متدرجة بداية مف‬
‫خطوة طمب العبلج واالنفتاح عمى المعالج (الذؼ يفضل أف يكوف مف نفس الجنس)‪،‬‬
‫ثـ المثمييف المتعافيف المتقدميف ثـ الدخوؿ لمجموعة المساندة ومجتمع المثمييف‬
‫المتعافيف‪ ،‬ثـ االجتراء عمى الدخوؿ في عبلقات عميقة باألصدقاء الغيرييف‬
‫ومشاركتيـ بحقيقة الميوؿ المثمية التي يشعر بيا‪ ،‬ومشوار التعافي الذؼ اختار أف‬
‫يسيره‪ .‬في ىذه األثناء ينبغي عمى بعض المثمييف الذيف صنعوا صداقات حميمة مع‬
‫الجنس اآلخر (الفتيات) مبنية عمى الصداقة واالرتياح لمتشابو واالشتراؾ في‬
‫وي َحِّولوا ىذا النوع مف العبلقات‬
‫االىتمامات األنثوية‪ ،‬أف يتوقفوا عف ىذه العبلقات ُ‬
‫إلى األشخاص مف نفس الجنس‪ .‬وعندما يختبر المثمي المتعافي عمى األقل سنة مف‬
‫التوقف التاـ عف كل الممارسات المثمية (دوف معاناة) وذلؾ بسبب تناقص ميولو‬
‫المثمية بشكل ممحوظ‪ ،‬وعندما يشعر بشيء مف االختبلؼ في مشاعره تجاه الجنس‬
‫اآلخر يمكنو أف يبدأ في صنع عبلقات مع الجنس اآلخر بيدؼ الخطبة والزواج‪.‬‬

‫ٕ‪ٜ‬‬
‫فيما سبق قدمت رؤية عامة مختصرة لمشوار التعافي الطويل الذؼ يستغرؽ عدة‬
‫ٖ٘‬
‫وفيما يمي سوؼ نتناوؿ ىذه "التروس" الثبلثة بالتفصيل لكف قبل أف نبدأ في‬ ‫سنوات‬
‫ذلؾ أريد أف أقدـ بعض التأمبلت عمى نموذج التروس الثبلثة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬يجب أف تعمل التروس الثبلثة معاً ليحدث تقدـ لؤلماـ‪ .‬عمى مدار السنوات التي‬
‫تعاممت فييا مع أصحاب الميوؿ المثمية الحظت أف بعضيـ يجد سيولة في أحد‬
‫التروس فيتحرؾ في ىذا الترس وحده ويضع بو "م ِّ‬
‫حركاً" ويتقدـ فيو كثي ًار ويعتبر نفسو‬ ‫ُ‬
‫تقدـ في التعافي وينتظر اختفاء الميوؿ المثمية وظيور الميوؿ الغيرية‪ .‬لكف ىذا ال‬
‫يحدث فيشعر باإلحباط ويفقد تدريجياً إيمانو بالتغيير‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬كما أف ىناؾ سيولة خاصة في بعض التروس حتى يمكف أف ُيوضع فييا‬
‫محرؾ فإف ىناؾ صعوبة خاصة لدػ البعض في التروس األخرػ وكأف حج اًر ثقيبلً‬
‫ٌ‬
‫قد تثبت بو فمف الصعب دورانو‪ .‬عمى سبيل المثاؿ الشخص الذؼ لـ يصنع عبلقات‬
‫مثمية ولـ ُيدمف الجنس المثمي ربما يكوف ترس "التبطيل" بالنسبة لو سيبلً جداً فيصنع‬
‫شيو اًر مف التبطيل‪ ،‬أما تُرس التعامل مع مشاعره فيكوف صعباً جداً وكأف حج اًر تثبت‬
‫بو‪ .‬ربما يكوف الحاؿ ىو العكس بالنسبة لشخص آخر مف السيل بالنسبة لو أف‬
‫يتواصل مع أعماقو ومشاعره ومع اآلخريف لكنو أدمف الجنس المثمي فيظل سنوات‬
‫لكي يستطيع التبطيل لمدة شيور قميمة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬صحيح أف التروس متشابكة‪ ،‬بحيث أف حركة ترس مف التروس يؤدؼ إلى‬
‫تسييل حركة التروس األخرػ‪ ،‬إال أنو في بعض األحياف‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬يكوف ىناؾ‬
‫حج اًر مثبتاً بالترس ينبغي َرفعو‪ .‬لذلؾ فإف مف يصنعوف أفضل تقدـ في رحمة تعافييـ‬
‫ىـ الذيف يركزوف في البداية عمى رفع األحجار مف عمى كل التروس ولكي ال ُن ِ‬
‫فرط‬
‫ُعّرؼ بالتحديد ما ىو رفع األحجار مف عمى‬
‫في التشبييات وننسى الحقائق دعوني أ َ‬
‫كل ترس‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٖ٘ يتوقف طوؿ المشوار عمى عدة عوامل منيا الدافعية الشخصية والمساندة األسرية والمجتمعية ودرجة الذكورة‬
‫ومدػ التورط في أسموب الحياة المثمي وقدر الفيـ وااللتزاـ والمثابرة في القياـ بمياـ التعافي المختمفة‪.‬‬

‫ٖ‪ٜ‬‬
‫‪ ‬الترس األوؿ (التواصل مع األعماؽ)‪ :‬يشكل رفع الحجر االلتزاـ بالواجبات‬
‫التي يقدميا المعالج مف كتابة يوميات المشاعر واألفكار وغيرىا مف‬
‫الواجبات‪.‬‬
‫‪ ‬الترس الثاني (التبطيل)‪ :‬يشكل رفع الحجر قطع كل العبلقات واالرتباطات‬
‫بأسموب الحياة المثمية وليس فقط العبلقات الجنسية‪.‬‬
‫‪ ‬الترس الثالث‪ :‬يشكل رفع الحجر االستعداد لدخوؿ مجموعة المساندة‬
‫ٗ٘‬
‫فييا واالستعداد‬ ‫(في الوقت المناسب بحسب المعالج) واالنتظاـ والمثابرة‬
‫لمكبلـ والتعبير والمشاركة واالشتراؾ (في الوقت المناسب بحسب المعالج)‬
‫في مدارس ميارات الحياة واالنفتاح والمشاركة بعمق مع الغيرييف‪.‬‬

‫اآلف سوؼ نتناوؿ كل "ترس" بالتفصيل ونتكمـ عف خطوتيف رئيستيف‪ :‬رفع الحجر‬
‫وتركيب الم ِّ‬
‫حرؾ‪ .‬ثـ نناقش عبلقة كل ترس بالترسيف اآلخريف‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٗ٘ لعل صعوبة االلتزاـ والمثابرة مف أقوػ المعوقات لمشوار التعافي مف الميوؿ المثمية‬

‫ٗ‪ٜ‬‬
‫الترس األوؿ‪ :‬التواصل مع النفس‬

‫نضع ىذا الترس أوالً ألف نقطة البداية غالباً ما تكوف أف الشخص الراغب في التغيير‬
‫يذىب إلى مشير أو معالج أو طبيب نفسي طالباً العبلج ومحمبلً بكـ ىائل مف‬
‫المخاوؼ واليأس واإلحباط مف محاوالت سابقة فاشمة‪ .‬لذلؾ تكوف المرحمة األولى ىي‬
‫أف يقوـ المعا لج بمساعدة ىذا الشخص لكي يستكشف حياتو وميوؿ المثمية‪ ،‬كيف‬
‫نشأت وما ىي جذورىا وكيف يمكف التعامل معيا‪.‬‬

‫رفع الحجر‬
‫كثي اًر ما تكوف الجمسة األولى ىي أوؿ مرة يتحدث صاحب الميوؿ المثمية عف ىذه‬
‫الميوؿ مع أؼ إنساف‪ ،‬وربما يكوف المعالج ىو أوؿ شخص غيرؼ يبوح لو عف ميولو‬
‫المثمية لذلؾ فإف ىذه الجمسة األولى ترفع الكثير مف ىذا الحجر‪.‬‬

‫‪ -‬الواجب األوؿ ‪ :‬استكشاؼ العوامل المسببة لمجنسية المثمية‬


‫‪ -‬الواجب الثاني ‪ :‬استكشاؼ الحياة المثمية‬
‫الواجب الثالث ‪ :‬البداية في كتاب "ميارات الحياة"٘٘ والبدء في كتابة اليوميات‬ ‫‪-‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫٘٘ المرشد العممي لمدارس ميارات الحياة وورشة الميارات الحياتية (واحة)‬

‫٘‪ٜ‬‬
‫العوامل المسببة لال نجذاب الجنسي المثمي‬

‫النظاـ األسري الذي يولد فيو الطفل‬ ‫‪)2‬‬


‫عرض‬ ‫المثمية‬ ‫الميوؿ‬ ‫نقصد بالنظاـ األسرؼ منظومة القيـ اإلنسانية وأنماط‬
‫لمشكمة في تكويف اليوية‬
‫العبلقات والتفاعل اإلنساني في األسرة‪ .‬مف مكونات‬
‫الجنسية الذكرية لمذكر وذلؾ‬
‫النظاـ األسرؼ مفيوـ األسرة عف الرجل والمرأة‬
‫بسبب فشل الطفل في‬
‫التوحد واالرتباط بالوالد مف‬ ‫(الذكورة واألنوثة) والعبلقة بينيما‪ .‬كثي اًر ما يكوف‬
‫نفس الجنس واألقراف مف‬ ‫ىناؾ ضعف متوارث لدور األب في األسرة عبر‬
‫نفس الجنس‪.‬‬ ‫األجياؿ فنجد أف والد الشخص صاحب الميوؿ‬
‫المثمية‪ ،‬كانت عبلقتو بأبيو ىو أيضاً ضعيفة‪ .‬وكأف‬
‫الذكورة كانت تتناقص في األسرة مف جيل إلى جيل حتى وصمت إلى أف أصبح‬
‫الجيل الثالث مثمياً‪ .‬مف مكونات النظاـ األسرؼ أيضاً موقف األسرة مف الجنس‪ .‬في‬
‫كثير مف قصص الشباب ذوؼ الميوؿ المثمية‪ ،‬كاف ىناؾ نوع مف الخوؼ والتكتـ أو‬
‫ربما عدـ االحتراـ لمجنس‪ .‬وبالطبع الجنس الذؼ ُيَّوجو نحوه الخوؼ والتقزز ىو‬
‫الجنس الغيرؼ فالجنس المثمي ال ُيذكر مطمقاً وال يعرؼ أحد أنو موجود أصبلً‪.‬‬
‫‪ -‬ك ػػانوا دائمػ ػاً يح ػػذرونا م ػػف الج ػػنس والزن ػػى والنس ػػاء وال ػػتبلمس معي ػػف أو حت ػػى‬
‫النظػػر إلػػييف‪ ،‬فترسػػخ فػػي ذىنػػي أف "البنػػات" حػراـ‪ ،‬أمػػا "األوالد" فمػػـ يقػػل لػػي‬
‫أحد أف النظر والتبلمس معيـ حراـ أيضاً!‬
‫كثي اًر ما سمعت مف الشباب ذوؼ الميوؿ المثمية مثل ىذه العبارات التي تصف التربية‬
‫الجنسية التي حصموا عمييا في طفولتيـ‪ .‬مف مكونات النظاـ األسرؼ أيضاً تركيبة‬
‫السمطة في ىذه األسرة‪ .‬ربما يكوف النظاـ األسرؼ المتوارث جيبلً بعد جيل تقوـ فيو‬
‫المرأة بدور القيادة ودور الذكر فيو ىامشي أو سمبي إما بسبب ضعفو أو إىمالو أو‬
‫كثرة انشغالو أو ربما عدـ تواجده أصبلً‪.‬‬

‫‪ٜٙ‬‬
‫مف مكونات النظاـ األسرؼ الذؼ يولد فيو الطفل نظرة األسرة لمولد والبنت وانتظارىا‬
‫لجنس المولود‪ .‬األـ التي أنجبت عدة أوالد وتتمنى فتاة عندما يولد ليا ولد رقيق ىادغ‬
‫الطباع بالرغـ مف أنو مكتمل الذكورة جسدياً‪ ،‬ربما تحولو إلى بنت نفسياً بأف تقربو‬
‫إلييا وتمنعو عف االختبلط باألوالد العنفاء وتوكل إليو أعماؿ المنزؿ التي يقبميا‬
‫بسرور لكونو مطيعاً وال يريد أف يغضب أمو‪ .‬ربما حتى تمبسو مبلبس البنات أو‬
‫تسمح لو بذلؾ‪ .‬أيضاً األب الذؼ يتمنى أف يرزؽ بالولد ربما إذا رزؽ بفتاة مكتممة‬
‫األنوثة لكنيا تتمتع بشخصية جريئة جسورة فأنو يصنع منيا "ولداً" مف خبلؿ الكبلـ‬
‫والتعميقات والمسئوليات الذكورية التي يعطييا ليا فيرتبط في ذىنيا الحب واالىتماـ‬
‫مف األب بأف تتوحد بيذه الصورة الذكورية‬

‫كيف ترػ دور النظاـ األسرؼ الذؼ نشأت فيو في نمو ميولؾ المثمية؟‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٜٚ‬‬
‫الشخصية‬ ‫‪)8‬‬
‫الحساسية في الشخصية تزيد‬ ‫الم َعَّرض لنمو الميوؿ الجنسية المثمية‬
‫يتميز الطفل ُ‬
‫مف تأثير الجروح التي يتعرض‬
‫بالحساسية الشديدة‪ ،‬كما يتميز بالطاعة الشديدة‬
‫ليا الطفل وبالتالي تساعد عمى‬
‫سيولة انفصالو عف الوالد‬ ‫وعدـ القدرة عمى التمرد أو حتى التعبير عف‬
‫واألقراف مف نفس الجنس‬ ‫الحساس يحتاج إلى‬‫ّ‬ ‫الحقوؽ وتأكيدىا‪ .‬ىذا الطفل‬
‫وىويتو‬ ‫نفسو‬ ‫عف‬ ‫وحتى‬ ‫مزيد مف التبلمس والحب والطمأنة والحماية‪ ،‬إذا لـ‬
‫الذكرية‪.‬‬
‫سدد ىذا االحتياج كما ينبغي‪ ،‬فسوؼ تتكوف لديو‬ ‫ُي ّ‬
‫صورة ذاتية سمبية وىذا يشجع أكثر فأكثر انفصالو‬
‫عف نفسو وعف اآلخريف وبالذات الذكور الذيف يختمفوف عنو في أغمب األحواؿ‪.‬‬
‫عدـ التأقمـ مع النوع ‪ Gender Non-conformity‬يعاني بعض المراىقيف مف درجة‬
‫مف التخبط في اليوية الجنسية في فترة ما قبل البموغ ولكي تتعرؼ عمى الولد إف كاف‬
‫معرضاً لنمو الميوؿ المثمية‪ ،‬تحتاج ألف تسأؿ األسئمة التالية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬ىل يمعب مع األوالد أـ مع البنات؟‬
‫ٕ‪ .‬ىل يفضل ألعاب األوالد (كرة القدـ‪ ،‬الحرب‪ ،‬المصارعة‪ ،‬الخ) أـ ألعاب البنات‬
‫(البيت‪ ،‬العرائس‪ ،‬الخ)؟‬
‫ٖ‪ .‬ىل يتخيل نفسو بطبلً أو نجماً رياضياً‪ ،‬أـ ال؟‬
‫ٗ‪ .‬ىل يق أر مجبلت وكتب مغامرات أو مجبلت رياضية وييتـ بأخبار الرياضة أـ ال؟‬

‫٘‪ .‬ىل قيل لو مف ِقَبل أصدقائو أنو ّ‬


‫"بنوتة" أو حصل عمى أؼ نوع مف السخرية في‬
‫ىذا الموضوع؟‬
‫طب كبنت ويرتدؼ مبلبس أنثوية؟ أو يرقص رقص ًا شرقي ًا‬
‫‪ .ٙ‬ىل كاف يقبل أف يخا ّ‬
‫في األفراح؟‬
‫‪ .ٚ‬ىل كاف يخجل مف الرجاؿ أـ مف النساء؟‬

‫‪ٜٛ‬‬
‫‪٘ٙ‬‬
‫مف األوالد التي انطبقت عمييـ‬ ‫نسبة كبيرة (تصل إلى ٘‪ %ٚ‬في بعض األبحاث)‬
‫ىذه الصفات أصبحوا مف أصحاب الميوؿ المثمية‪ .‬ولعل غياب السموؾ الذكورؼ أىـ‬
‫مف وجود السموؾ األنثوؼ كمؤشر ينبيء بالميوؿ المثمية‪.٘ٚ‬‬

‫كيف ترػ في نفسؾ ىذه الصفات الشخصية؟ وىل حدث في ماضيؾ أؼ مف ىذه‬
‫األمور المذكورة؟‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الجرح مف نفس الجنس (األب في حالة الذكور)‬ ‫‪)3‬‬


‫الجرح األساسي مف الوالد مف نفس الجنس ىو جرح الرفض وعدـ االتصاؿ الذؼ‬
‫بالتالي يمنع الطفل‪ /‬الطفمة مف التوحد بو‪/‬بيا‪ .‬و بالتالي ال يتـ تطور اليوية الجنسية‬
‫الذكرية لمولد واألنثوية لمبنت‪ .‬ىذا يحدث في سف مبكرة جداً وىي مف سنة ونصف‬
‫إلى ثبلث سنوات (مف الميـ ىنا أيضاً اإلشارة إلى أف ٓ‪ %ٜ‬مف المخ يتكوف بنياية‬
‫السنة الثالثة مف العمر!) األب الذؼ يساعد عمى تكويف الشخصية الذكرية لدػ الولد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ٘ٙ‬ىذا يعني أف نسبة ٕ٘‪ %‬مف ىؤالء تحولوا لمجنسية الغيرية بعد ىذه الفترة مف التخبط‪ .‬ىؤالء إذا تعرضوا‬
‫لممساندة الذكرية في ىذه الفترة فيذا يشجع عمى نمو الميوؿ الغيرية واذا تعرضوا لمدعاية المثمية ربما يتحولوا‬
‫لمجنسية المثمية‪.‬‬
‫‪12 J. Nicolosi, Preventing Homosexuality, A Parent’s Guide chapter 7‬‬

‫‪ٜٜ‬‬
‫ىو األب القوؼ الشخصية والحنوف في نفس الوقت وىو األب الذؼ ُي َ‬
‫وصف بأنو "األب‬
‫الظاىر" ‪ Salient Father‬أؼ الذؼ لو ظيور أو حضور قوؼ‪ .‬وفي حالة الطفل‬
‫الحساس يجب أف يكوف حضور األب قوياً وظاى اًر وحنوناً في نفس الوقت وىذه‬
‫ّ‬
‫الصفات قد تكوف صعبة التواجد معاً‪ .‬بعض مف المثمييف الذيف يعترضوف عمى ىذه‬
‫النظرية قائميف أف عبلقتيـ باألب كانت جيدة ومع ذلؾ أصبحوا مثمييف‪ .‬إذا دققنا جيداً‬
‫في ىذه العبلقة نجد أنيـ يقولوف أنيا كانت عبلقة جيدة ألف لـ تحدث بيا مشكبلت‪.‬‬
‫لكف المطموب لنمو اليوية الذكرية لدػ الطفل ليس فقط السبلـ بل االلتحاـ ‪Bonding‬‬

‫الحساس المعرض‬
‫ىذا االلتحاـ يحتاج لمحناف والحزـ والقوة واإلعجاب‪ .‬وبالنسبة لمطفل ّ‬
‫لممثمية يحتاج ليذا بقوة‪ .‬يعترض آخروف أيضاً قائميف أف كثي اًر مف الغيرييف لـ تكف‬
‫حساسيف‬
‫لدييـ عبلقة جيدة بآبائيـ مع ذلؾ لـ يصبحوا مثمييف‪ .‬ىذا بسبب أنيـ ليسوا ّ‬
‫ليذه الدرجة وذكورتيـ قوية فاستطاعوا تحمل العبلقة السيئة مع الوالد واستطاعوا التقاط‬
‫الذكورة مف ذكور آخريف حوليـ‪.‬‬
‫كثي اًر ما أشبو ىذا األمر بالمحموؿ والشبكة‪ .‬لكي‬
‫اليوية‬ ‫لنمو‬ ‫المطموب‬
‫يمتقط المحموؿ الشبكة يحتاج ألف تكوف قوة االستقباؿ‬
‫الذكرية لدػ الطفل ليس‬
‫فقط السبلـ بل االلتحاـ‬ ‫لديو جيدة ويكوف إرساؿ الشبكة قوياً بما فيو الكفاية‪.‬‬
‫االلتحاـ‬ ‫ىذا‬ ‫‪Bonding‬‬ ‫عندما يكوف المحموؿ جيداً والشبكة في غاية الضعف‬
‫يحتاج لمحناف والحزـ والقوة‬ ‫يمكف لممحموؿ أف يمتقط شبكة أخرػ ويجرؼ‬
‫واإلعجاب‪.‬‬
‫االتصاؿ‪ .‬وعندما يكوف التقاط المحموؿ ضعيفاً جداً‬
‫والشبكة قوية ال يمتقط أؼ إشارة منيا‪ .‬عادة تنمو‬
‫الميوؿ المثمية عندما يكوف ىناؾ ضعف في التقاط "المحموؿ" وضعف في إرساؿ‬
‫"الشبكة" وبدرجات متفاوتة‪ .‬فإذا قمنا مثبلً أننا نحتاج لمائة درجة مف الضعف لكي‬
‫تنمو الميوؿ المثمية ربما يكوف ٖٓ درجة منيا ضعف في المحموؿ وٓ‪ ٚ‬درجة‬
‫ضعف في الشبكة أو ٓ‪ ٙ‬درجة ضعف في المحموؿ وٓٗ درجة ضعف في إرساؿ‬

‫ٓٓٔ‬
‫الشبكة وىكذا‪ .‬أيضاً عندما نتكمـ عف الحساسية‪ ،‬يشعر بعض أصحاب الميوؿ المثمية‬
‫بالغضب ألنيـ (بسبب الحساسية أيضاً) يظنوف أننا نتيميـ ونمقي الموـ عمييـ‪ .‬الطفل‬
‫حساس ًا ليس لو ذنب‪ .‬المسئولية دائماً تقع بشكل أكبر عمى األكبر‪ .‬المسئولية‬
‫المولود ّ‬
‫تقع بشكل أكبر عمى الوالديف ألنيـ كاف ينبغي أف يستشعروا حساسية ىذا الولد‬
‫ويعامموه بطريقة مختمفة‪ .‬ما ىي العوامل التي تمنع التوحد بالوالد مف نفس الجنس؟‬
‫(ولنأخذ األب مثبلً)‪:‬‬
‫األب غير المتأكد مف ذكورتو‪ .‬بالرغـ مف كونو غيرياً‪ ،‬مف الممكف أف تكوف شخصيتو‬
‫الذكورية ضعيفة وغالباً يكوف ىذا بسبب ضعف توحده بأبيو دوف أف يصل ىذا بو‬
‫إلى الجنسية المثمية‪ .‬ىذا األب غير المتأكد مف ذكورتو يمكف أف يحتقر الولد الرقيق‬
‫ضعيف الذكورة لكونو يحتقر ىذا في نفسو‪ .‬ربما يكوف األب في ىذه الحالة قد َكَّوف‬
‫حالة مف الدفاع المضاد ضد ذكورتو الضعيفة بالمبالغة في العنف ضد ىذا الولد‬
‫بالذات بالرغـ مف تعاممو العادؼ مع باقي اخوتو‪.‬‬
‫األب غير المبالي‪ .‬يجب أف يكوف األب قوي ًا وج ّذاباً ومغرياً لمطفل لكي يترؾ الحناف‬
‫واألماف التاـ الذؼ يوفره االلتصاؽ باألـ ويذىب لؤلب ليستمتع بنوع حنانو المختمف‪.‬‬
‫الطفل يمكف أف يتوحد مع األب الدافئ الحنوف أو حتى مع األب الذؼ يتميز ببعض‬
‫العنف النابع مف الحب واالىتماـ‪ ،‬أما األصعب في التوحد بو ىو األب غير المتاح‬
‫وغير المبالي‪ ،‬لذلؾ فيذا النوع مف اآلباء ىو األخطر بالنسبة لتكويف اليوية الذكرية‪.‬‬
‫ىذا األب "المسالـ" ىو الذؼ يجعل بعض المثمييف يعترضوف عمى نظرية "المشكمة‬
‫مع األب" كسبب لنشوء المثمية كما أشرنا سابقاً‪.‬‬
‫األب الغائب‪ .‬يتكرر نمط األب الغائب كثي ًار في قصص الشباب ذوؼ الميوؿ المثمية‪.‬‬
‫سواء بسبب الطبلؽ أو السفر لمعمل في "الدوؿ العربية" أو األب الضابط الذؼ يأتي‬
‫فقط في إجازات مف الجيش‪ .‬أحياناً يكوف األب الغائب يعيش في نفس المنزؿ لكف‬
‫ينزؿ لعممو في الصباح قبل أف يستيقع الولد ويعود بعد أف يناـ وىكذا كل يوـ‪ ،‬وفي‬

‫ٔٓٔ‬
‫يوـ اإلجازة يكوف متعباً أو مستغرقاً في قراءة الصحف أو مشاىدة التمفزيوف أو عمى‬
‫القيوة مع أصدقائ و وىو مقتنع أف األوالد ىـ مسئولية األـ وليس عميو إال أف يوفر ليـ‬
‫المأكل والمشرب والممبس‪ .‬ربما يدارؼ األب الضعيف ضعفو النفسي وعدـ قدرتو عمى‬
‫المواجية والقياـ بدوره الذكورؼ في األسرة بانغماسو في العمل فيصبح "مش فاضي"‬
‫بدالً مف أف يكوف "مش قادر"‪.‬‬
‫األب الغامض‪ .‬كثي اًر ما يصف أصحاب الميوؿ المثمية آباءىـ بالغموض‪" .‬لـ أستطع‬
‫أبداً أف أفيمو!" أحد العمبلء قاؿ لي ذات مرة‪ " :‬عندما توفى أبي‪ ،‬لـ أحزف ولـ أفرح‪،‬‬
‫ولـ أشعر بشيء وكأني أحضر جنازة شخص ال أعرفو‪ .‬األب الضعيف أو العنيف‪.‬‬
‫عادة ما ال يظير آباء المثمييف القوة وال الرغبة في إخراج الولد مف دائرة األـ‪ .‬أحياناً‬
‫يتواطئوف مع األـ إلحكاـ السيطرة عمى الولد‪ .‬ال يقوؿ آباء المثمييف العبارة الشييرة‬
‫التي يقوليا آباء الغيرييف‪" :‬سيبيو يعمل المي ىو عايزه" غالباً ما يقولوا "اسمع كبلـ‬
‫أمؾ يا ولد"‪ ،‬فبل عجب إذًا أف يظل ولداً!‬

‫االنفصاؿ الدفاعي ‪Defensive Detachment‬‬


‫ىذا الجرح أو اإلحباط في التوحد بالوالد مف نفس الجنس في ىذا العمر يؤدؼ إلى‬
‫اع يقوـ بو الطفل وبو يقرر (ال واعياً) أف يفصل نفسو نفسياً عف ىذا‬
‫دفاع نفسي ال و ْ‬
‫الوالد حتى يحمي نفسو مف الرفض أو مف توقع الحناف وعدـ وجوده‪ .‬قد يتـ ىذا‬
‫االنفصاؿ بعد فاصل مف االعتراض والتمرد الذؼ يقابمو األب بالتجاىل أو العقاب‪ ،‬أو‬
‫يياس الطفل مف البداية ويقرر االنفصاؿ عف ذلؾ األب وكل ما يمثمو ويعود إلى‬
‫حضف أمو حامبلً إحساساً باليأس والفشل‪ .‬ىذا االنفصاؿ النفسي يتـ مبك اًر (ربما مف‬
‫سف سنة ونصف إلى سنتيف) لكنو يظير بوضوح عند مرحمة الكموف الجنسي (٘‪-‬‬
‫ٕٔ سنة) في صورة صعوبة العبلقة بالذكور وسيولة العبلقة بالبنات في البيت‬
‫والمدرسة‪ .‬في ىذه الحالة يشعر الطفل بانفصاؿ عف الذكور وعف ذكورتو ىو نفسو‬

‫ٕٓٔ‬
‫(قد تكوف ىناؾ ذكورة واضحة يراىا اآلخروف فيو لكنو ال يراىا في نفسو)‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يكوف ىناؾ جوع شديد لؤلب ولمذكور‪ .‬ىذه الحالة مف االنفصاؿ والجوع تؤدؼ‬
‫بعد البموغ إلى االنجذاب الجنسي المثمي (ويبلحع أنو غالباً ما ينجذب المثميوف إلى‬
‫مثل القدرة عمى القرار‪،‬‬ ‫السمات الذكورية التي كانوا يشتاقوف إلييا في آبائيـ‪،‬‬
‫واالعتماد عمى النفس والثقة بالنفس والقدرة إلى إثبات الذات والقيادية‪،‬أو التي كانوا‬
‫يتمنونيا في أنفسيـ‪ ،‬مثل الطوؿ والضخامة والعضبلت أو خفة الدـ والقدرة عمى‬
‫الكبلـ والميارات االجتماعية والقدرة عمى المخاطرة واإلقداـ‪ ،‬الخ‪..‬‬

‫كيف ترػ دور عبلقتؾ بأبيؾ في ميولؾ المثمية؟‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖٓٔ‬
‫األـ القػوية المسيطرة والحامية‬ ‫الجرح مف الوالد مف الجنس اآلخر‬ ‫‪)4‬‬
‫لؤلب‬ ‫والكارىة‬ ‫الخائفة‪،‬‬ ‫لموالد مف الجنس اآلخر أيضاً دور ىاـ في تكويف‬
‫ولمذكورة‪ ،‬تمنع تكويف اليوية‬
‫فبالنسبة‬ ‫اليوية الجنسية لدػ الطفل‪ /‬الطفمة‪.‬‬
‫الذكرية لدػ الولد وبالتالي‬
‫لؤلوالد تمعب األـ عدة أدوار مف الممكف أف تؤدؼ‬
‫تعرضو لمميوؿ المثمية‪.‬‬
‫إلى مشكمة في تكويف اليوية الجنسية الذكرية لدػ‬
‫الولد‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬األـ المسيطرة قوية الشخصية‪ ،‬وخاصة عندما يكوف األب ضعيف الشخصية‪،‬‬
‫تستأثر بالولد وتجعمو يتوحد بيا وفي نفس الوقت تسيطر عميو وترسل دائماً رسائل‬
‫ضغط ومطالبة بالكماؿ األخبلقي والدراسي‪ .‬يجب أف نعرؼ أف الذكورة يجب أف‬
‫يكوف بيا مسحة مف التمرد‪ .‬التربية الزائدة عف البلزـ تخنق الذكورة‪ .‬قاؿ أحدىـ أف‬
‫الذكر شيء خطير مثل مشرط الجراح الحاد‪ ،‬مف الممكف أف يجرح ومف الممكف أف‬

‫ينقذ حياة‪ .‬التعامل اآلمف معو ال يكوف بإفقاده ّ‬


‫حدتو فيصبح كالممعقة وانما بوضعو‬
‫في "جراب" يحميو ويحمي اآلخريف منو واعطاه لمف يعرؼ كيف يتعامل معو‪ .٘ٛ‬ىذه‬
‫ىي التربية السميمة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األـ ذات الحب الخانق والتي تخاؼ عمى ابنيا أكثر مف البلزـ‪ ،‬تمنع األب مف‬
‫دور ميماً وىو‬
‫أف يأخذه بعيدًا عنيا وتخاؼ عميو مف المعب الذكورؼ‪ .‬األب ىنا يمعب اً‬
‫حماية الولد مف رغبة األـ البلواعية في إعادتو إلى حضنيا أو ربما إلى َر ِحميا مرة‬
‫أخرػ! ثالثاً‪ :‬األـ التي تكره األب وتحقر منو أماـ ابنيا وتجعمو يكرىو ويرفضو‬
‫وبالتالي يرفض معو اليوية الذكرية دوف قصد‪ .‬رابعاً‪ :‬األـ التي في خبلؼ دائـ مع‬
‫األب وتستبدؿ ابنو بو وبذلؾ ترتبط بو عاطفياً وتحصل عمى إشباعيا العاطفي منو‪.‬‬
‫رفض األنوثة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪18 John Eldredge, Wild at Heart, Discovering the Secrets of a Man's heart, (Nashville: Thomas Nelson,‬‬
‫‪7110) p. 82‬‬

‫ٗٓٔ‬
‫لكي يصبح الولد ذك اًر يجب أف يرفض األنوثة ورفض األنوثة يحدث مف خبلؿ‬
‫الرفض "الرمزؼ" والمرحمي لؤلـ قد يحدث ىذا مف خبلؿ بعض العنف (الرمزؼ) مع‬
‫األـ‪ .‬يجب عمى األـ أف تخضع لذلؾ وتدرؾ أف الولد ىنا ليس يرفضيا ىي وانما‬
‫يرفض األنوثة ليصبح ذك ارً ويجب عمى الوالديف أف يقننا ذلؾ في حدود األدب‬
‫واالحتراـ‪ .‬بعض مف األميات بسبب عدـ نضوج فييف يقاومف ذلؾ‪ .‬ىذا يؤدؼ‬
‫إلى تزايد العنف عند األوالد مف أصحاب الذكورة العالية‪ ،‬أما البعض اآلخر‪ ،‬بسبب‬
‫الذكورة الضعيفة و الحساسية المفرطة‪ ،‬ال يقووف عمى ذلؾ ويتمسكوف بفكرة سحرية‬
‫لكي‬ ‫الوقت‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫وأنثى‬ ‫ذك اًر‬ ‫يكونوا‬ ‫أف‬ ‫وىي‬
‫ال يرفضوف "ماما" ولو رمزياً‪ .‬عندئذ يصبح المسرح مجي اًز لحدوث اضطراب في‬
‫تكويف اليوية الجنسية الذكرية عند الولد وىذا منشأ الجنسية المثمية أو المزدوجة‪.‬‬
‫األطفاؿ والرجاؿ الغيريوف يشعروف بالتيديد ويحافظوف عمى اليقظة وربما العنف ضد‬
‫أؼ شيء مف الممكف أف يعيدىـ لؤلنوثة وااللتصاؽ باألـ (التي كنا كمنا ممتصقيف بيا‬
‫في الرحـ) بدءاً مف مقاومة لبس األلواف األنثوية إلى الغضب مف توصيل األـ ليـ‬
‫في مشاويرىـ‪ .‬ربما ىذا يفسر الخوؼ مف المثمية (اليوموفوبيا) وربما يفسر اإلفراط‬
‫في العبلقات العاطفي ة والجنسية بالفعل وبالخياؿ (العادة السرية) عند البعض‪،‬‬
‫فباالتصاؿ الجنسي بالمرأة يحموف أنفسيـ مف العودة إلى األـ‪.‬‬
‫النظاـ المثمثي ‪ The Triangular System‬التفاعل بيف ثبلثة‪ :‬األب واألـ والطفل ىو‬
‫المسئوؿ عف نشوء الميوؿ المثمية‪ .‬يقوؿ العالـ النفسي وينيكوت (٘‪)ٜٔٙ‬‬
‫ال يوجد شيء اسمو طفل رضيع بمفرده‪ .‬ىناؾ األب واألـ والطفل الرضيع يعيشوف‬
‫معاً‪ .‬تقميدياً لنمو الميوؿ المثمية يكوف ىناؾ األـ الدافئة شديدة التورط عاطفياً واألب‬
‫البعيد أو السمبي أو الرافض‪ ،‬لكف ىناؾ تنويعات مختمفة عمى نفس ىذا المحف‪:‬‬
‫األـ الدافئة الحنونة واألب البعيد وجدانياً (فرويد ٓٔ‪ ،)ٜٕٕٔ ،ٜٔ‬األـ المسيطرة‬
‫المرتبطة بالولد ارتباط خانق واألب السمبي الرافض (سيجمماف ٗ‪ ،)ٜٔٚ‬األـ‬

‫٘ٓٔ‬
‫المسيطرة واألب السمبي أو الغائب (بيف ٘‪ ،ٜٔٙ‬تشانج و ببلؾ ٓ‪ ٜٔٙ‬وغيرىـ)‪،‬‬
‫األـ الحامية المتممكة واألب غير المبالي (بندر و باستر ٔٗ‪ ،)ٜٔ‬األـ المعبرة عف‬
‫مشاعرىا والحنونة واألب غير المتعاطف والدكتاتور والغائب أغمب الوقت (تيرماف‬
‫ومايمز ‪ ،)ٜٖٔٙ‬األـ القريبة الحميمة واألب العنيف (تومسوف ٖ‪ ،)ٜٔٚ‬العبلقة‬
‫شديدة القوة باألـ والضعيفة باألب (روبرتسوف ٕ‪ )ٜٔٚ‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ضع دائرة حوؿ الحالة‬
‫(الحاالت) التي تتفق معؾ‪.‬‬

‫نظرة األـ لمذكورة‪ .‬بسبب دور األـ ّ‬


‫الفعاؿ في حياة الولد في ىذه الحاالت‪ ،‬فإف‬
‫نظرتيا لؤلب ولمذكورة تشكل نظرة الولد‪ .‬في أغمب الحاالت التي تحوؿ فييا الولد‬
‫لمميل المثمي‪ ،‬استطاعت األـ بصورة واعية أو غير واعية أف تنقل رفضيا لزوجيا أو‬
‫ألبييا أو لمذكورة عموماً البنيا‪ .‬كما أف كثي اًر ما نجد أف األـ تحبط الذكورة الناشئة‬
‫البنيا سواء بالمقاومة العمنية أو الحماية الزائدة أو السخرية‪.‬‬
‫عندما كبر أمجد وبدأ صوتو يصبح خشناً عميقاً‪ ،‬بدأت األـ والجدة بالسخرية‬
‫والتيكـ عميو وألنو كاف ممتصق ًا بيما بشدة ومعجباً بيما وبدؼء مشاعرىما‬
‫القوؼ وفي نفس الوقت كاف منفصبلً عف‬ ‫ّ‬ ‫وقدرتيما عمى الكبلـ وحضورىما‬
‫األب الطيب قميل الكبلـ قميل الحضور‪ ،‬قرر ق ار اًر ال واعياً أف يرفض ىذا‬
‫الصوت ويقمد صوت البنات الرفيع حتى أصبح ىذا الصوت المزيف ىو‬
‫صوتو‪ ،‬وأصبح صوتو الحقيقي الذكورؼ ىو الغريب‪ .‬لعل ىذه قصة رمزية‬
‫تشير إلى أف الجنسية المثمية ما ىي إال ذات مزيفة لكف عندما نتبنّاىا لفترة‬
‫طويمة ومف السنوات المبكرة مف العمر نشعر أنيا الحقيقية والذات الغيرية‬
‫الحقيقية ىي التي تبدو مزيفة‪ .‬عندما أخبرني أمجد بيذه الحقيقة سألتو لماذا‬
‫ال يستخدـ صوتو‪ ،‬قاؿ أنو يشعر بالغرابة إذا استخدمو‪ .‬وبعد عدة محاوالت‬
‫عاد أمجد لصوتو الذكورؼ الطبيعي وأحبو كما أحب كل مف حولو ىذا‬
‫الصوت الذكورؼ بما فييـ أمو! ىنا أريد أف أعمق أف أمجد جاءني وعمره‬

‫‪ٔٓٙ‬‬
‫خمسة عشر عاماً فكاف ىذا أسيل‪ ،‬أما مف يأتي في سف الخامسة والعشريف‬
‫أو الخامسة والثبلثيف يكوف ىذا في منتيى الصعوبة‪.‬‬

‫كيف ترػ الدور الذؼ لعبتو أمؾ في نمو ميولؾ المثمية؟‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الجرح مف اإلخوة‬ ‫‪)5‬‬


‫ٍ‬
‫سمات أنثوية‪ ،‬في شخصيتو أو في ضآلة حجـ جسمو أو في إعاقة‬ ‫الطفل الذؼ يظير‬
‫جسدية‪ ،‬ربما يتعرض لئلساءة النفسية كاإلىانة أو السخرية‪ ،‬أو الجسدية كالضرب أو‬

‫‪ٔٓٚ‬‬
‫الجنسية كاالعتداء الجنسي‪ ،‬مف إخوتو بنسبة أكبر مف غيره‪ .‬ربما تتكرر قصة العنف‬
‫مف األخ األكبر (وأحياناً األصغر) في حياة الكثير مف أصحاب الميوؿ المثمية‪.‬‬
‫ألف أشرؼ كاف صغير الحجـ وكثير المرض منذ طفولتو‪ ،‬كاف أبواه يميزانو‬
‫كثي اًر ويحميانو ويقفوف في صفو عندما يتشاجر مع أخيو األكبر‪َ .‬وَّلّد ىذا‬
‫كراىية وحقد شديد في قمب األخ األكبر الذؼ عزـ في قمبو أف ينتقـ ويكسر‬
‫ىذا الولد المدلل‪ .‬وألف أشرؼ كاف يشتاؽ لمحناف والصداقة مف أخيو لـ يخبر‬
‫والديو بما يحدث مف أخيو في السر لئبل يمنعو مف المعب معو أو يضاعف‬
‫انتقامو في المرة التالية‪ .‬ىكذا تعرض أشرؼ لمحماية الزائدة مف والديو ولمقير‬
‫مف أخيو األكبر وىما عامبلف لعبا الدور األساسي في عدـ نمو ىويتو‬
‫الذكرية ونمو الميوؿ المثمية فيما بعد‪.‬‬

‫كيف كانت عبلقتؾ باخوتؾ؟ وكيف ترػ أنيا لعبت دور في ميولؾ المثمية؟‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٓٛ‬‬
‫الجروح مف األقراف‬ ‫‪)6‬‬
‫ال يقل دور األقراف في تنامي اليوية الذكرية عف دور‬
‫قصص االضطياد وعدـ‬
‫األب واألخ األكبر‪ .‬فالتوازف الذؼ يحدث بيف‬
‫الفيـ مف األوالد موجودة في‬
‫طفولة الكثير مف أصحاب‬ ‫المساندة والتعضيد وبيف التنافس والتحدؼ داخل‬
‫الميوؿ المثمية‪.‬‬ ‫"شمة" األوالد لو قدرة فريدة عمى تنمية الذكورة الكامنة‬
‫في األوالد‪ .‬عندما ال يتوحد الولد بأبيو واخوتو‪،‬‬
‫ويتوحد بأمو وأخواتو البنات‪ ،‬فإف شخصيتو تكوف ميالة لمحساسية وعدـ العنف وال‬
‫يميل لمعب الجسدؼ العنيف مثل باقي األوالد‪ .‬ىذا يجعمو معزوالً عنيـ وربما‬
‫مضطيداً منيـ‪ ،‬فيستسيل المعب والتوحد مع البنات‪ .‬ىذا "االنفصاؿ" عف األوالد‬
‫يكرس انفصالو عف الذكورة وعف ذكورتو ىو شخصياً‪ .‬ويظل منفصبلً عف الذكور وال‬
‫يستطيع أف يعتبر نفسو واحداً منيـ‪ .‬يشعر األطفاؿ المعرضوف لتنامي الميوؿ المثمية‬
‫بشعوريف قوييف‪:‬‬
‫عدـ االنتماء لنفس الجنس (الشعور باالختبلؼ)‬ ‫ػ‬
‫الجوع لبلىتماـ واالنتباه مف نفس الجنس‬ ‫ػ‬

‫ىذا الشعور باالختبلؼ َحَّولو رامز إلى شعور بالتميز والترفع عف "صغائر"‬
‫ىؤالء األوالد وساعده عمى ذلؾ ذكاؤه وتفوقو الدراسي واألخبلقي‪ ،‬فأعطى‬
‫نفسو لمقراءة والدراسة والنبوغ‪ .‬اآلف بعد أف وصل لمثبلثيف يتنازعو شعوراف‪.‬‬
‫األوؿ ىو أنو طفل صغير لـ يحصل عمى الخبرات التي حصل عمييا أقرانو‬
‫فيو‬ ‫بأقداميـ‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫داسوا‬ ‫الذيف‬
‫ال يعرؼ الشوارع وال يعرؼ طرؽ الكبلـ مع الناس بل يحتفع بطريقتو‬
‫الطفولية في التعامل لكونو قد مكث أغمب حياتو "في البيت" وفي نفس الوقت‬
‫يشعر بأنو "عجوز" بسبب كثرة العمـ والمعرفة وعدـ تعممو المعب واالستمتاع‬
‫كما ساعد عمى ذلؾ ارتباطو بالكبار والنقاش معيـ في األمور العقمية‬
‫والفمسفية والروحية بسبب رجاحة عقمو واتساع معارفو‪.‬‬

‫‪ٜٔٓ‬‬
‫ىذا ُي ِعّد المسرح لبلنجذاب الجنسي والذؼ يحدث عادة حوؿ سف البموغ‬
‫(ٖٔ‪ ٔ٘ -‬سنة) حيث يصبح الميل الجنسي ىو الحل السحرؼ ليذا الصراع‪،‬‬
‫خصوصاً واف اإلنساف يميل إلى جنسنة ما يشعر باالحتياج الشديد إليو حيث أف‬
‫الجنس ىو أقرب شيء لبلتحاد العضوؼ بما نرغب فيو‪.‬‬

‫ىل ترػ ىذه العوامل في عبلقتؾ بأقرانؾ؟ اشرح‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٓٔٔ‬
‫الجرح الخاص بصورة الجسد‬ ‫‪)7‬‬
‫األب لو دور أساسي في تكويف الشخصية الفردية‬
‫أغمب المثمييف لديو مشكمة في‬
‫لكل مف الولد والبنت عمى حد سواء‪ .‬والعبلقة‬
‫صورة جسدىـ‪ .‬ال يشعروف‬
‫بامتبلكو و ربما يخجموف منو‪.‬‬ ‫باألب تساعد عمى أف يشعر الطفل بانفصاؿ‬
‫البعض يباىي بو أكثر مف‬ ‫جسده عف أمو وأف يشعر باقتنائو لجسده والحياة‬
‫البلزـ كنوع مف رد الفعل‬ ‫في ىذا الجسد بشكل مستقر ومقبوؿ‪ .‬عندما‬
‫العكسي‪.‬‬
‫تكوف ىناؾ مشكمة في العبلقة باألب‪ ،‬فإف ىذا‬
‫يؤثر في أال تكوف لمطفل أو المراىق عبلقة جيدة‬
‫بجسده‪ .‬فالطفل لكي يكوف عبلقة جيدة بنفسو وبجسده‪ ،‬يحتاج إلى ردود فعل مشجعة‬
‫ممف حولو وىذا دور األب واألـ واألقراف‪ .‬االغتراب عف الجسد‪ .‬الخجل مف الجسد‬
‫وعدـ القدرة عمى التعرية أماـ األوالد (في غرؼ خمع المبلبس‪ ،‬أو عمى الشاطئ)‬
‫عبلمة مميزة لمطفل‪ /‬المراىق المعرض لمميوؿ المثمية‪ .‬ويساعد عمى ذلؾ أف يكوف‬
‫جسده بو شيء مميز كالنحافة أو البدانة المفرطة أو الطوؿ أو القصر الشديد‪ .‬ىذا‬
‫يساعد عمى تكويف "جرح" في العبلقة بالجسد والصورة الذاتية عف الجسد خصوصاً‬
‫وأف األطفاؿ في سف المدرسة يميموف لمتعميق عمى أجساد بعضيـ البعض والتعامل‬
‫بل أو غيرىا‪.‬‬
‫معاً عمى أساس حجـ الجسد أو الميارات الرياضية في كرة القدـ مث ً‬
‫كثير مف المثمييف لدييـ جروح شديدة مف األقراف في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫اإلساءات الجسدية بالضرب المبرح والنفسية المتعمقة بالجسد‪ ،‬مثل الكبلـ المييف عف‬
‫الجسد‪ ،‬أو اإلساءة الجنسية‪ ،‬كميا إساءات تؤدؼ إلى الصورة السيئة عف الجسد‪.‬‬
‫أنت ال تتصور كـ أكره جسدؼ وأريد أف أشوىو‪ .‬ال يمكف أف يكوف ىذا‬
‫الجسد البديف المترىل ذو الثدييف الكبيرييف جسداً لرجل! بعد أف أخرج مف‬
‫لديؾ سوؼ أذىب ألحد المطاعـ وآكل حتى تؤلمني بطني‪ .‬أنا أستطيع أف‬

‫ٔٔٔ‬
‫أتبع نظاماً غذائياً وأنقص مف وزني‪ ،‬لكف لماذا أفعل ذلؾ؟ جسدؼ‬
‫ال يستحق أف أىتـ بو‪ .‬بل البد أف أعاقبو بأف أجعمو ىكذا بديناً قبيحاً‪.‬‬
‫قاؿ لي ىذه الكممات شاب يعاني مف الميوؿ المثمية ويعاني بصورة خاصة مف‬
‫مشاعر شديدة السمبية تجاه جسده منذ أف تعرض لبلعتداء الجنسي مف قبل أحد‬
‫سائقي التاكسي وىو في سف العاشرة‪ .‬و لعل السبب في ربطو بيف جسده وما حدث‬
‫مف اعتداء‪ ،‬ىو أف سائق التاكسي قاؿ لو ما معناه أنو ال يستطيع أف يقاوـ ىذا الجسد‬
‫البض األبيض! ظل صديقنا ىذا يقوؿ لنفسو منذ سف العاشرة وحتى السابعة والعشريف‬
‫ىذه العبارة التي كتبيا في كشكوؿ يومياتو الذؼ نصحتو أف يكتب فيو مشاعره‬
‫وأفكاره‪" :‬أنت لست رجبلً! ‪ ......‬أنت لست رجبلً!" وكرر كتابتيا عشرات المرات في‬
‫الكشكوؿ وكأنو يسدد المكمات لجسده‪ .‬حتى أنو عندما بدأ يستجيب لمعبلج وبدأت‬
‫تتناقص ميولو المثمية‪ ،‬وتنمو لديو بعض الميوؿ الغيرية (لمجنس اآلخر) بدأ يقاوـ ىذه‬
‫الميوؿ وأخبرني بذلؾ قائبلً أنو ال يريد أف ُ"يشفى" ألنو لف توجد امرأة واحدة تقبل ىذا‬
‫المشوه‪ .‬ىذا مع العمـ أنو يتمتع بقدر كبير مف وسامة الوجو وجماؿ الشعر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الجسد‬
‫واذا نقص وزنو واىتـ بجسده سوؼ تتيافت الفتيات عميو!‬

‫ىل ترػ مشكمة في عبلقتؾ بجسدؾ؟ اشرحيا‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕٔٔ‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫االعتداء الجنسي‬ ‫‪)8‬‬


‫يعتبر الطفل ضعيف الذكورة الذؼ لديو جوع لمحب الذكرؼ فريسة سيمة لموقوع في يد‬
‫مغتصبي ومنتيكي األطفاؿ‪ .‬نسبة مف تعرضوا لئلساءة الجنسية ممف لدييـ ميوؿ‬
‫مثمية تصل إلى ٓ‪ %ٛ‬أو إلى ٓ‪ %ٜ‬في بعض‬
‫االعتداء الجنسي ليس ىو‬
‫األبحاث‪ .‬االعتداء الجنسي يكرس اختبلؼ الولد‬
‫السبب المباشر لنمو الميوؿ‬
‫عف باقي األوالد ويجيز عمى اإلحساس بالذكورة‬
‫المثمية‪ ،‬ولكف ضعف الذكورة ىو‬
‫الذؼ يعرض األطفاؿ والمراىقيف‬ ‫كما أنو يربط بيف الجنس واشباع الجوع لمحب‪،‬‬
‫لئلعتداء الجنسي‪ .‬واالعتداء‬ ‫خاصة إذا لـ يكف االعتداء عنيفاً أو قيرياً‪.‬‬
‫الجنسي بدوره يربط بيف الحب‬ ‫أيضاً المذة الجنسية تخمق اعتياداً وادماناً لمجنس‬
‫والجنس المثمي‪.‬‬
‫بالصورة التي تمت عمييا الممارسة‪ ،‬ىذا اإلدماف‬
‫الجنسي يكرس ويقوؼ الميوؿ الجنسية المثمية‪.‬‬
‫بالطبع ال يكفي االعتداء الجنسي بمفرده لنشوء الميوؿ المثمية فالكثير مف األطفاؿ‬
‫تعرضوا لبلعتداء الجنسي ولـ تنشأ لدييـ ميوؿ مثمية‪ ،‬ربما عمى العكس تتزايد بصورة‬
‫مبالغ فييا ميوليـ الغيرية وممارساتيـ الجنسية الغيرية كمحاولة ال واعية لمتأكيد عمى‬
‫الذكورة‪ .‬االعتداء الجنسي ليس ىو السبب المباشر لنمو الميوؿ المثمية‪ ،‬ولكف ضعف‬
‫الذكورة والجوع لمحب واالرتباط الذكورؼ ىو الذؼ يعرض األطفاؿ والمراىقيف لبلعتداء‬
‫الجنسى ويجعميـ يستسمموف لو وال يبمغوف عنو‪.‬‬

‫ٖٔٔ‬
‫قاؿ لي ماجد أنو استسمـ ليذا التفاعل الجنسي الذؼ كاف يحدث بينو وبيف‬
‫ابف عمو الذؼ يكبره بعشر سنوات ألنو كاف جائعاً بشدة لمتبلمس فأبوه لـ‬
‫يكف يممسو أبداً‪ .‬يعود مف العمل مساء ليجد ماجد نائماً يقبمو وىو نائـ وىذه‬
‫كانت فرصة التبلمس الوحيدة‪.‬‬
‫ربما يعترض البعض أيضاً ويقولوف أف كثير مف األطفاؿ لـ يحصموا عمى تبلمس‬
‫ٍ‬
‫كاؼ ولـ يصبحوا مثمييف وخاصة في ثقافتنا العربية التي ال تشجع عمى التعبير عف‬
‫الم َعَّرض لممثمية يحتاج‬
‫الحساس ُ‬
‫مشاعر الحناف بيف الذكور‪ .‬أعود وأقوؿ أف الطفل ّ‬
‫لكـ مف التبلمس أكبر مف غيره‪.‬‬

‫ىل حدثت لؾ إساءة جنسية في الطفولة أو المراىقة؟ كيف؟‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٗٔٔ‬
‫الجروح االجتماعية‬ ‫‪)9‬‬
‫الجروح االجتماعية ىي الجروح التي تحرمنا مف‬
‫أغمب المثمييف شعروا بأنيـ‬
‫مختمفيف ومنبوذيف بسبب‬ ‫احتياجنا الطبيعي لمقبوؿ والحب مف الجماعة التي‬
‫أو حتى‬ ‫ميوليـ المثمية‪.‬‬ ‫نعيش وسطيا‪ .‬تحدث الجروح االجتماعية في صورة‬
‫بسبب كونيـ مختمفيف في‬ ‫األسماء والتسميات والتيكـ والنكات وغيرىا‪ .‬أغمب‬
‫ميوليـ واىتماماتيـ‪.‬‬
‫مف لدييـ ميل جنسي شعروا باأللـ بسبب الكممات‬
‫التي كانت توجو ليـ شخصياً أو يسمعونيا توجو لمف‬
‫يمارس الممارسات التي يمارسونيا‪ .‬أغمب مف لدييـ ميل جنسي مثمي‪ ،‬شعروا في‬
‫وقت مف األوقات بعدـ االنتماء االجتماعي بسبب كونيـ مختمفيف وبالتالي مرفوضيف‪.‬‬
‫ىذا الرفض يؤدؼ إما إلى شعور بالنقص ورغبة في االنسحاب أو إلى رد فعل عكسي‬
‫مف خبلؿ التعالي المبالغ فيو والحساسية الشديدة‪.‬‬

‫صف مشاعر العزؿ والتمييز االجتماعي التي تعرضت ليا بسبب ميولؾ المثمية؟‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫٘ٔٔ‬
‫‪ )22‬الجروح الثقافية‬
‫الجروح االجتماعية ىي ما نتمقاه مف األشخاص والمجتمعات التي عشنا فييا‪ ،‬أما‬
‫المقصود بالجروح الثقافية فيو الرسائل السمبية التي تصل الشخص الذؼ لديو ميوؿ‬
‫مثمية مف الثقافة المحيطة بو‪ ,‬مف وسائل اإلعبلـ ومف الصحافة واالنترنت وغيرىا‪.‬‬
‫وذلؾ مف خبلؿ الوصـ والتعيير والنبذ واالنعزاؿ‪ .‬أو مف خبلؿ أفكار مثل أنو ُوِل َد‬
‫ىكذا وأنو ال سبيل لمتغيير‪ .‬يضاؼ إلى ىذه الجروح الثقافية‪ ،‬أيضاً الجروح "الدينية"‬
‫التي تصل لممثمي مف خبلؿ رجاؿ الديف أو المؤسسات الدينية وىي جروح تتسـ أيضاً‬
‫بالوصـ والتعيير واإلشعار بالذنب‪.‬‬

‫ما ىي الرسائل السمبية التي وصمتؾ مف الثقافة المحيطة سواء التي أشعرتؾ بالعار‬
‫أو التي شجعتؾ عمى الحياة المثمية؟‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٔٙ‬‬
‫الحياة المثمية‬

‫سمات الشخصية المثمية‬ ‫‪‬‬


‫الرغبة الجنسية المثمية‬ ‫‪‬‬
‫عبلقات الحب المثمية‬ ‫‪‬‬
‫الممارسات الجنسية المثمية‬ ‫‪‬‬

‫سمات الشخصية المثمية‬


‫نقص اإلحساس باليوية الذكرية ‪Male Gender Deficit‬‬

‫كثي اًر ما يعبر بعض المثمييف عف شعورىـ الداخمي أنيـ أصغر كثي اًر مف سنيـ‪" :‬‬
‫أشعر أنني ولد صغير" ىذا اإلحساس يعكس نقصاً ‪ deficit‬في اليوية الذكرية‪ ،‬أما‬
‫الحالة التي يشعر الرجل داخمو أنو امرأة فيي تعكس ما ىو أكثر مف مجرد النقص‬
‫وانما االضطراب الجوىرؼ في اليوية الجنسية وىو الذؼ يجعل الذكر يشعر أنو أنثى‬
‫محبوسة في جسد ذكر أو تشعر األنثى أنيا ذكر محبوس في جسد أنثى‪Core .‬‬

‫‪ Gender Identity Disorder‬و ىو المشار إليو بالرغبة في التحوؿ الجنسي ‪Trans-‬‬

‫‪ gender‬نقص اإلحساس باليوية الذكرية ال يعني بالضرورة أف يكوف لممثمي سمات‬


‫أنثوية ‪ effeminate traits‬أو أنو يفشل في القياـ بالدور الذكورؼ اجتماعياً‪ ،‬لكنو يشير‬
‫إلى اإلحساس الداخمي بنقص الذكورة واالختبلؼ عف الذكور وعدـ الشعور بالراحة‬
‫معيـ (إال بطريقة رومانسية أو جنسية) ‪ .‬عمى العكس يمكف لممثمي أف يبدو ذكري ًا‬
‫جداً مف الخارج لكنو ال يشعر بذلؾ داخمياً‪ .‬بل أف كثير مف المثمييف دربوا أنفسيـ أف‬
‫يظيروا بمظير اجتماعي ذكورؼ أو ربما مبالغ في الذكورة كنوع مف الدفاع ضد ذلؾ‬
‫الشعور الداخمي بنقص الذكورة‪.‬‬

‫‪ٔٔٚ‬‬
‫عندما شارؾ حسف بيذا اإلحساس أماـ مجموعة الدارسيف في مدرسة التعامل مع‬
‫الميوؿ المثمية (متمـ) قالت لو إحدػ الفتيات التي تدرس بيذه المدرسة وكانت‬
‫بالمصادفة زميمة لو في الكمية‪" :‬يا حسف لقد كنت فتى أحبلـ أغمب فتيات الكمية"‪.‬‬
‫جدير باإلشارة أف حسف كاف طويل القامة مفتوؿ العضبلت يتمتع بوجو وسيـ‬
‫باإلضافة لكونو موسيقياً مبدعاً مرىف اإلحساس!‬

‫ىل تشعر في داخمؾ بيذا الشعور؟ صفو‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫مشكالت في القدرة عمى توكيد الحقوؽ ‪Problems in Assertion‬‬

‫يصعب عمى بعض المثمييف التواصل المباشر ندًا لند مع الذكور وبخاصة أقوياء‬
‫الشخصية منيـ أو مف ىـ في مراكز السمطة‪ .‬ربما يستبدلوف ذلؾ بالعنف السمبي أو‬
‫الثورات االنفعالية المنفجرة أو بالعودة لممنزؿ وممارسة العادة السرية بشراىة‪ .‬ليذا‬
‫السبب فإف تنمية القدرة عمى توكيد الحقوؽ وتنقية األجواء مع الذكور اآلخريف تعد مف‬
‫التقنيات العبلجية الضرورية لرفع مستوػ الذكورة النفسية‪.‬‬

‫‪ٔٔٛ‬‬
‫شارؾ خبرتؾ في التواصل مع السمطة (الخوؼ مف السمطة‪ ،‬تممق السمطة والتقرب‬
‫منيا‪ ،‬تمجيد السمطة‪ ،‬احتقار السمطة‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ديناميات الدوافع الجنسية المثمية‬


‫الدافع اإلصبلحي ‪Reparative Drive‬‬
‫وصف فرويد ىذا الدافع كتفسير لمرغبة الجنسية المثمية‪ .‬والمقصود بالدافع اإلصبلحي‬
‫ىو رغبة ال واعية في إصالح النقص الذكوري الذؼ يشعر بو مف خبلؿ االتصاؿ‬
‫المثمي‬ ‫يمتمكيا‬ ‫ال‬ ‫ذكورية‬ ‫بسمات‬ ‫يتصف‬ ‫الذؼ‬ ‫باآلخر‬ ‫الجنسي‬
‫(أو ال يشعر أنو يمتمكيا)‪ .‬عمى سبيل المثاؿ ينجذب المثميوف أصحاب األجساـ‬
‫النحيفة أو القصار إلى الرجل الطويل ذو العضبلت وذلؾ ألف ىذا "الشكل" ىو‬
‫ما كاف المثمي يتمنى أف يكونو في طفولتو ومراىقتو‪.‬‬

‫الدافع النرجسي ‪Narcissistic Mirroring‬‬


‫يمكف أف تعتبر الجنسية المثمية حالة وسيطة بيف حب النفس النرجسي في الطفولة‬
‫والحب الجنسي الغيرؼ‪ .‬في الحب الغيرؼ ينجذب الرجل جنسياً لممرأة (اآلخر)‪ .‬أما‬

‫‪ٜٔٔ‬‬
‫في الحب المثمي فالمثمي ينجذب إلى الشخصية التي كاف يتمنى أف يكونيا ويشعر‬
‫بالحسد والدونية أماـ مف يمتمؾ مثل ىذه الشخصية (أو الجسد)‪ .‬رد الفعل الغيرؼ‬
‫لمشعور بالدونية غالباً ما يكوف التنافس أو التعاوف‪ ،‬أما رد الفعل المثمي ىو أف يمتمؾ‬
‫ىذا الشخص مف خبلؿ االتحاد االعتمادؼ أو الرومانسي أو الجنسي‪.‬‬

‫ىل تشعر بانجذاب لؤلشخاص الذيف يمتمكوف الصفات التي كنت تتمنى أف توجد‬
‫فيؾ‪ .‬اشرح مع ذكر أمثمة حديثة‪.‬‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫طبيعة العالقات المثمية‬


‫عدـ قدرة المثمي عمى "رؤية اآلخر" وعمل عبلقة حقيقية معو‪ ،‬فالمثمي ال يبحث‬ ‫ٔ)‬
‫عف آخر وانما عف "نفسو في اآلخر"‪ .‬المثمي يبحث عف ذكورتو المفقودة‬
‫(أو التي لـ تتطور) وبالطبع ال يجدىا لكونو يبحث في المكاف الخاطئ‪ ،‬فيظل‬
‫يبحث عنيا بصورة قيرية في عبلقات متتالية كمف يجرؼ وراء سراب‪ .‬في واقع‬
‫األمر ىذا ىو أحد أسباب فشل العبلقات بيف الغير الناضجيف عموماً‪ ،‬سواء‬

‫ٕٓٔ‬
‫كانوا مثمييف أـ غيرييف‪ .‬لكف بيف المثمييف عدـ النضوج أشد‪ .‬ليذا السبب تؤكد‬
‫الباحثة "إليزابيث موبرلي" أف سبب عدـ مشروعية العبلقات المثمية نابع مف كونيا‬
‫‪ٜ٘‬‬
‫في وقع األمر عبلقة جنسية بيف أطفاؿ‪.‬‬
‫غياب العنصر األنثوؼ في العبلقة يؤدؼ إلى عدـ استقرارىا‪ .‬النساء أكثر مي ً‬
‫بل‬ ‫ٕ)‬
‫لمحب واإلخبلص في العبلقة‪ .‬أما الرجاؿ فمدييـ قدرة أيضاً عمى الحب‬
‫واإلخبلص لكنيا أقل مف النساء‪ .‬وجود المرأة في العبلقة يوقع ىذه الصفة في‬
‫الرجل‪ .‬غياب العنصر األنثوؼ يحوؿ العبلقة إلى مجرد "ترفيو جنسي" ببل‬
‫أدنى ارتباط أو إخبلص‪ ،‬وىو ما يميل إليو الرجاؿ أكثر مف النساء‪ .‬الحقيقة‬
‫ليس لدؼ إحصاءات‪ ،‬لكف ليذا السبب أظف العبلقات المثمية النسائية أكثر‬
‫استق ار اًر مف مثيبلتيا بيف الرجاؿ لكنيا بالطبع أقل استق ار اًر مف العبلقات الغيرية‬
‫نتيجة لغياب عنصر التكامل الجسدؼ والنفسي‪.‬‬
‫تعميقاً عمى مقاؿ نشرتو لي مجمة رو از اليوسف وكنت فيو أتكمـ عف مآؿ‬
‫العبلقات المثمية‪ ،‬كتبت إحدػ المثميات في المدونة الخاصة بيا كيف أنيا‬
‫صدمت مما قمتو‪ .‬لكنيا وجيت بعد ذلؾ كبلميا لغيرىا مف المثميات البلتي‬
‫يشاركف مشاعرىف عمى ىذه المدونات‪ ،‬قائمة "أف ىذا بالرغـ مف كونو مؤلماً‬
‫إال أنو يعبر عف الحقيقة التي نعرفيا جميعاً"! كتبت ىذا بعد قطع إحدػ‬
‫العبلقات ولكنيا بعد فترة عادت وحذفت ىذا الكبلـ مف مدونتيا‪ ،‬ربما لدخوليا‬
‫في عبلقة جديدة!‬
‫التكامل أحد عناصر االستقرار في العبلقات‪ .‬وىو مبني عمى االختبلؼ أما‬ ‫ٖ)‬
‫التماثل فيقمل مف التكامل‪ .‬ليس فقط عمى المستوػ الجسدؼ‪ ،‬ولكف أيضاً عمى‬
‫المستوػ العاطفي‪ .‬ما يجذب الرجل لممرأة ىو رغبة دفينة الكتماؿ الكائف‬
‫البشرؼ بعنصريو الذكرؼ واألنثوؼ‪ .‬أما االنجذاب المثمي فيحدث كمحاولة مف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪19 E. R. Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic, (Cambridge: James Clarke, 0982), p. 78‬‬

‫ٕٔٔ‬
‫الشخص أف يتكامل فردياً‪ ،‬أؼ يكمل الناقص في شخصيتو ىو‪ .‬فيي إذاً‬
‫عبلقة مبنية عمى االمتبلؾ وليس التكامل‪ .‬وكل عبلقة مبنية عمى االمتبلؾ‬
‫ال التكامل ال يكتب ليا النجاح طويبلً سواء كانت مثمية أـ غيرية‪ ،‬لكف‪ ،‬مرة‬
‫أخرػ‪ ،‬ىذا أكثر شيوع ًا بيف المثمييف‪.‬‬
‫يميل الجنس المثمي لمتركيز عمى الشكل والصفات الجسدية أكثر مف الجنس‬ ‫ٗ)‬
‫الغيرؼ‪ .‬أغمب المثمييف ال ينجذبوف إال لمف لو صفات جسدية معينة (ىذا أيضاً‬
‫موجود في الجنس الغيرؼ لكنو يكوف عبلمة عمى عدـ النضوج)‪ .‬ترؾ أحد‬
‫المثمييف ىذا التعميق عمى موقعنا عمى االنترنت‪ " :‬أنا ال أمانع في ممارسة‬
‫الجنس مع أؼ رجل بشرط أف يكوف وسيماً"‪ .‬التركيز عمى الصفات الخارجية‬
‫يجعل العبلقة تنتيي بمجرد أف يصاب أؼ مف الطرفيف بالممل أو يكتشف شخصاً‬
‫آخر فيو نفس الصفات ولكف ربما بشكل أجمل أو عمى األقل "مختمف"‪.‬‬
‫بعد فترة مف ممارسة العبلقات الجنسية العابرة مع مجيوليف‪ ،‬يفصل المثميوف‬ ‫٘)‬
‫بيف الجنس والحب ويتجنبوف العبلقات الحميمة حتى ال يتعرضوا لمشاعر‬
‫اليجر والترؾ ويرضوف بالجنس كبديل لمحب‪.‬‬

‫تعميقؾ عمى العبلقات المثمية التي عشتيا مف قبل‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕٕٔ‬
‫الممارسات الجنسية المثمية‬
‫أشارت إحدػ دراسات التنظيـ االجتماعي لمممارسات الجنسية لؤلرقاـ التالية عف‬
‫الفرؽ بيف المحددات األساسية لمسموؾ الجنسي في المثمييف والغيرييف‬

‫النسبة‬ ‫الغيرييف‬ ‫المثمييف‬ ‫المؤشر‬

‫ٔ‪ٖ٘:‬‬ ‫ٕ‪ٜٚ,‬‬ ‫‪ٕ,ٛ‬‬ ‫إجمالي النسبة في المجتمع (ذكور)‪.‬‬

‫ٔ‪ٚٓ:‬‬ ‫‪ٜٛ,ٙ‬‬ ‫ٗ‪ٔ,‬‬ ‫إجمالي النسبة في المجتمع (إناث)‪.‬‬

‫ٕٔ‪ٔ:‬‬ ‫ٗ‬ ‫ٓ٘‬ ‫متوسط عدد الشركاء الجنسييف طواؿ العمر‪.‬‬

‫‪ٔ:ٚ‬‬ ‫ٕ‪ٔ,‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫متوسط عدد الشركاء الجنسييف خبلؿ السنة األخيرة‪.‬‬

‫ٔ‪ٗٔ:‬‬ ‫ٖ‪%ٛ‬‬ ‫أقل مف‬ ‫نسبة الممتزميف بشريؾ واحد‪.‬‬


‫ٕ‪%‬‬

‫‪ٔ :ٚ‬‬ ‫٘‪%ٜ,‬‬ ‫٘‪%ٙ‬‬ ‫نسبة الجنس الشرجي خبلؿ السنة األخيرة‪.‬‬

‫جدوؿ (ٖ)‬

‫ىذه اإلحصاءات تشير لمتالي‪:‬‬


‫فشل العبلقات المثمية‪ :‬ىذا واضح مف عدد الشركاء طواؿ العمر الذؼ يصل‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫إلى ٓ٘ في المثمييف بينما في الغيرييف ٗ وكذلؾ مف نسبة مف يمتزموف بشريؾ‬
‫واحد بيف المثمييف وىي أقل مف ٕ‪ %‬أما في الغيرييف فالنسبة تصل إلى‬
‫ٖ‪ .%ٛ‬أؼ أف العبلقات الغيرية أكثر استق ار اًر بجدارة‪ .‬ومف النتائج األخرػ‬
‫التي استخمصتيا ىذه الدراسة ىي أف ٓ‪ %ٜ‬مف النساء الغيريات و٘‪ %ٚ‬مف‬
‫الرجاؿ الغيرييف لـ يمارسف‪/‬يمارسوا الجنس خارج الزواج مطمقاً‪.‬‬

‫ٖٕٔ‬
‫ممارسة الجنس الشرجي (والذؼ يحمل أكبر خطورة فيما يتعمق بانتشار فيروس‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫اإليدز) أوسع انتشا اًر بيف المثمييف عنو في الغيرييف (٘‪ %ٙ‬بيف المثمييف‬
‫٘‪ %ٜ,‬بيف الغيرييف أؼ حوالي سبعة أضعاؼ)‪.‬‬
‫ىذه الدراسة أوضحت أف المثمييف يستخدموف الواقي الذكرؼ أكثر مف الغيرييف‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫فيـ يستخدمونو بنسبة ٓ‪ %ٙ‬بينما يستخدمو الغيريوف بنسبة ٖ٘‪ .%‬إال أف‬
‫فيروس اإليدز ينتشر بيف المثمييف بصورة أكبر مف الغيرييف لسببيف‪ :‬األوؿ ىو‬
‫أف المثمييف يمارسوف الجنس مع عدد أكبر مف الشركاء بينما يميل الغيريوف‬
‫لبللتزاـ بعدد أقل مف الشركاء‪ .‬السبب الثاني ىو أف الجنس الشرجي عنيف‬
‫وكثي اًر ما يتقطع الواقي الذكرؼ أثناء الممارسة‪.‬‬
‫أجريت في مصر دراسة مسحية عمى ثبلثة مف الفئات المعرضة لئلصابة وكانت‬
‫نتائجيا مؤكدة ليذه الحقيقة فقد جاءت النسب كالتالي‪ :‬نسبة اإلصابة بفيروس اإليدز‬
‫بيف العامبلت بالجنس التجارؼ ‪ ،%ٓ,ٛ‬نسبة اإلصابة بالفيروس بيف مستخدمي الحقف‬
‫‪ ،%ٓ,ٙ‬نسبة اإلصابة بيف الرجاؿ الذيف يمارسوف الجنس مع الرجاؿ ٕ‪.%ٙ,‬‬

‫تعميقؾ عمى الممارسات الجنسية المثمية التي عشتيا مف قبل‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕٗٔ‬
‫كتابة اليوميات‬
‫مف خبلؿ كتابة اليوميات يتـ التدرب عمى التواصل مع ما يحدث داخمياً مف أفكار‬
‫مف خبلليا نكتشف أنماط مشاعرنا وافكارنا وسموكنا‪ .‬متى‬ ‫ومشاعر وانجذابات‬
‫تياجمنا األفكار الجنسية وكيف نتعامل معيا‪ .‬متى ننجذب؟ ولمف ننجذب ولماذا؟‬
‫الرجاؿ ينجذبوف لنعومة النساء والنساء لخشونة الرجاؿ‪ .‬المشكمة في الجنسية المثمية‬
‫ىي أنؾ تنجذب لما ىو لديؾ بالفعل‪ ،‬لكونؾ ال تدرؾ أنو لديؾ وال تمتمكو بالفعل‪.‬‬
‫وذلؾ ألف عبلقتؾ بجسدؾ الذكورؼ وبذكورتؾ عموماً مقطوعة‪ .‬ربما تعرؼ بعقمؾ ما‬
‫لديؾ لكنؾ ال تؤمف بقمبؾ بو (ال تمتمكو وجدانياً)‪ .‬عندما تعيش أسموب حياة صحي ًا‬
‫جسدياً ونفسياً وروحياً وفكرياً‪ ،‬فإنؾ تستعيد العبلقة الجيدة بنفسؾ فبل تنجذب إلى ما‬
‫ىو مثمؾ‪ ،‬وانما إلى ما ىو غيرؾ‪.‬‬
‫قاؿ لي أحمد أنو كمما يشعر بانجذاب نحو أحد الرجاؿ‪ ،‬فأنو يسأؿ نفسو‪:‬‬
‫أحمد لماذا تنجذب ليذا الرجل؟ فتجيب نفسو قائمة‪ " :‬ألف جسمو ذكورؼ‬
‫مفتوؿ العضبلت" فيقوؿ لنفسو‪" :‬ربما جسمؾ ليس مثمو مفتوؿ العضبلت‬
‫جسـ ذكورؼ فمماذا تنجذب لما ىو عندؾ بالفعل‪ .‬ويشيد أحمد أنو‬
‫لكنو أيضاً ُ‬
‫كمما فعل ذلؾ كمما تناقص االنجذاب بشكل ممحوظ‬

‫االنجذاب دائماً ما يزداد كمما زاد الغموض وىذا الغموض يجعمنا نرػ ما ننجذب إليو‬
‫وكأف الحياة كميا مربوطة بو وكمما تكممنا إلى أنفسنا بشأف حقيقة ما ننجذب إليو‬
‫(سواء كاف شخصاً مف نفس الجنس أو الجنس اآلخر أو طعاماً أو أؼ شيء) فإف‬
‫جاذبيتو تقل ل مدرجة التي تجعمنا قادريف عمى التعامل السموكي السميـ مع مشاعر‬
‫االنجذاب والشيوة‪.‬‬

‫ٕ٘ٔ‬
‫التأكيدات اإليجابية ‪Positive Affirmations‬‬

‫كـ مف المرات سمعنا رسائل سمبية عف أنفسنا‪ ،‬سواء مف األىل أو مف األصدقاء‪،‬‬


‫سواء في البيت أو في المدرسة‪ ،‬سواء بقصد أو بدوف قصد‪ .‬سواء بالكبلـ أو بمجرد‬
‫التصرفات أو اإليماءات‪ .‬ىذه الرسائل شكمت نظرتنا السمبية ألنفسنا‪ .‬لكي تتغير ىذا‬
‫النظرة السمبية نحتاج ألف نستمع إلى رسائل إيجابية جديدة تغسل ما بداخمنا مف‬
‫رسائل سمبية‪ .‬فيما يمي أمثمة لمتأكيدات اإليجابية التي كتبيا أحد األشخاص‪ .‬ىذه‬
‫العبارات ىي العبارات التي كاف يتمنى سماعيا مف والده واخوتو وأصدقاءه خبلؿ‬
‫سنوات نموه كطفل ومراىق‪ .‬بعد كتابة ىذه التأكيدات قاـ "أحمد" بتسجيميا ويسمعيا‬
‫كل يوـ عمى األقل مرتيف‪( .‬عند التسجيل راعي أف تترؾ وقت بعد كل عبارة لكي‬
‫تردد ما تسمعو بصوت مسموع)‬
‫ممحوظة‪ :‬إذا شعرت أف ىذا كبلـ فارغ وانؾ "تخدع نفسؾ" ال بأس احترـ أيضاً ىذا‬
‫الشعور وقمو لنفسؾ‪ .‬ربما تشعر بالحاجة لمصياح والسب والمعف (ال بأس) ولكف عد‬
‫لبلستماع لمتأكيدات اإليجابية وترديدىا‪.‬‬

‫يا أحمد أنا باحبؾ‬


‫يا أحمد إحنا اصحابؾ‪ .‬نفسنا نشوفؾ‬
‫يا أحمد أنا بانبسط لما أشوفؾ‬
‫يا أحمد أنا مميوؼ عميؾ‬
‫يا أحمد إنت بتحب ربنا‬
‫يا أحمد إنت فاىـ الديف صح‬
‫يا أحمد إنت مشرؽ‬
‫يا أحمد المي عممتو بإيديؾ ده حمو خالص‬
‫يا أحمد قضيتؾ عادلة‬
‫يا أحمد أنت متحدث لبق‬

‫‪ٕٔٙ‬‬
‫يا أحمد أنت بتفيـ نفسؾ‬
‫يا أحمد إحنا اتفاجئنا بالحاجات الجديدة الجميمة دؼ‬
‫يا أحمد انت بتحبني‬
‫يا أحمد ارتاح‬
‫يا أحمد انت نشيط‬
‫يا أحمد إنت بتشتغل جد‬
‫يا أحمد انت متواضع‬
‫يا أحمد دخمتؾ بتعمل فرؽ‬
‫يا أحمد لما بتتكمـ إحنا بنسكت وبنبقى عايزيف نسمع لؾ‬
‫يا أحمد لؾ حضور قوؼ ّ‬
‫أخاذ‬
‫يا أحمد إنت إنساف لذيذ‬
‫يا أحمد إنت بتعرؼ أشياء جديدة غريبة مف أماكف عديدة‬
‫يا أحمد خطؾ حمو‬
‫يا أحمد انت متحكـ في حياتؾ و ليؾ ىدؼ كبير بتتحرؾ نحوه‬
‫يا أحمد انت طولؾ مناسب‬
‫يا أحمد لونؾ مقبوؿ عند أغمب الناس‬
‫يا أحمد إنت جميل‬
‫يا أحمد انت عريض‬

‫الح َجر" بالنسبة لمترس األوؿ (التواصل مع النفس) ىي‬


‫كانت تدريبات "رفع َ‬
‫‪ ‬إدراؾ العوامل المسببة لمميوؿ المثمية‬
‫‪ ‬استكشاؼ أسموب الحياة المثمي‬
‫‪ ‬البدء في كتابة اليوميات‬
‫‪ ‬كتابة التوكيدات اإليجابية‬

‫‪ٕٔٚ‬‬
‫تركيب المحرؾ‬

‫بعد ىذه الواجبات غالباً ما يكوف الصديق‬


‫اليدؼ المحورؼ مف العبلج ىو‬
‫مستعدًا لتركيب المحرؾ وىو البدء في العمل‬
‫تحقيق التواصل الوجداني العميق مع‬
‫في كتاب "ميارات الحياة" حيث يبدأ المثمي‬
‫النفس واآلخريف وذلؾ باف يكتشف‬
‫اإلنساف حياتو الداخمية ويكوف مستعدًا‬ ‫المتعافي في التعامل مع مشاعره وأفكاره‬
‫أف يشارؾ بيا عمى مستويات متدرجة‬ ‫التمقائية التي تنشأ في المواقف المختمفة‬
‫مف االنفتاح عمى اآلخريف‪.‬‬ ‫وأيضاً يستكشف طرؽ تفكيره مثل الشخصنة‬
‫والميل لمتفكير السمبي والقفز لبلستنتاجات‬
‫وغيرىا ويستكشف المعتقدات المحورية السمبية التي تؤدؼ إلى نشوء األفكار التمقائية‬
‫السمبية التي تدخمو في مزاج سيء يجعمو ُمعرضاً لمجوء لمممارسات المثمية بالخياؿ أو‬
‫بالفعل‪ .‬مف خبلؿ ىذا الكتاب العممي أيضاً يبدأ التعامل مع ماضيو كطفل وما تعرض لو‬
‫مف جوع لمحب واساءات مختمفة ويبدأ في التواصل مع الطفل الداخمي وتسديد احتياجاتو‬
‫بطرؽ غير رومانسية أو جنسية مع نفس الجنس‪ .‬ثـ بعد ذلؾ يتعامل مع أنماط عبلقاتو‬
‫المضطرب ويصححو‪ .‬يحدث كل ىذا عمى ثبلثة محاور متدرجة في االتساع والمخاطرة‬
‫فردياً مع المعالج الشخصي‬ ‫‪-‬‬
‫جماعياً في مجموعة المساندة‬ ‫‪-‬‬
‫مجتمعياً مف خبلؿ مجتمع التعافي أو في مدارس ميارات الحياة‬ ‫‪-‬‬
‫ثـ المجتمع العاـ‬ ‫‪-‬‬
‫كما ىو واضح ىنا يظير التداخل بيف ىذا الترس والترس الثالث وىو ترس التواصل مع‬
‫اآلخريف حيث أف اليدؼ المحورؼ مف العبلج عموم ًا ىو تحقيق التواصل الوجداني‬
‫العميق مع النفس واآلخريف وذلؾ بأف يكتشف اإلنساف حياتو الداخمية ويكوف مستعدًا أف‬
‫يشارؾ بيا عمى مستويات متدرجة مف االنفتاح عمى اآلخريف‪.‬‬

‫‪ٕٔٛ‬‬
‫العالقة بالتروس األخرى‬
‫رفع الحجر عف الترس األوؿ والتحرؾ بو‬
‫يؤدؼ بشكل تمقائي لتسييل رفع الحجر‬
‫مف التروس األخرػ ويؤدؼ أيضاً إلى‬
‫ال بطي‬ ‫ال ىا‬
‫م الن‬

‫تحريكيا‪ .‬الجمسات األولى وربما حتى‬

‫زي‬
‫ال ىا‬
‫م ا‬
‫الجمسة األولى مع المعالج تؤدؼ إلى‬
‫تحريؾ الترس الثالث‪ ،‬ترس التواصل مع‬
‫اآلخريف حيث يمثل المعالج أوؿ غيرؼ‪،‬‬
‫أو ربما أوؿ شخص آخر عمى اإلطبلؽ يفتح المثمي قمبو عميو ويكتشف قبولو وتقديره‬
‫لو‪ .‬كما أف رفع الحجر مف عمى الترس األوؿ والبداية في تحريكو يؤدؼ أيضاً إلى‬
‫تحريؾ الترس الثاني (التبطيل) ألف خبرة التواصل والقبوؿ واالحتراـ مف المعالج مف‬
‫الممكف أف تشبع الجوع لمتواصل والتبلحـ مع الذكور لمدرجة التي تجعل طالب‬
‫التعافي يتوقف بسيولة عف الممارسات المثمية لفترات طويمة تصل غالباً إلى أسابيع‬
‫حتى يظف البعض بسبب اختفاء الميوؿ المثمية بنسبة كبيرة أف العبلج قد تـ‪ .‬لكف بعد‬
‫فترة تظير الميوؿ مرة أخرػ فيشعر بإحباط ويأس‪ .‬وصف أحد المثمييف المتعافيف‬
‫المرحمة األولى مف التعافي كأنيا صب لمشروب غازؼ في كوب بسرعة‪ .‬في البداية‬
‫يظف مف يصب أف الكوب قد امتؤل وانتيى األمر لكف بعد فترة ينزؿ مستوػ االمتبلء‬
‫لكنو ال يعود إلى الصفر فقد حدث نمو حقيقي لكف ليس بالصورة التي شعر بيا ألنو‬
‫كأنو مصحوباَ ببعض الحماس والفرح ألنو وجد أخي اًر المعالج الذؼ يفيمو ويجعمو يفيـ‬
‫ميولو المثمية وفي نفس الوقت يحترمو ويقدره ويتواصل معو عمى مستوػ عميق لـ‬
‫يختبره مف قبل في حياتو‪ .‬في بعض المرات النادرة تصل فترة التوقف ىذه إلى‬
‫سنيف! فيناؾ شاباف مف الذيف مر عمى توقفيـ التاـ عف الممارسات المثمية بالفعل‬
‫والخياؿ أكثر مف سنة ونصف اآلف‪ ،‬بدأ ىذا التبطيل منذ أوؿ جمسة ولـ يتوقف حتى‬
‫اآلف‪.‬‬

‫‪ٕٜٔ‬‬
ٖٔٓ
‫الترس الثاني‪ :‬التبطيل‬

‫كما أشرنا فتحريؾ الترس األوؿ (التواصل مع النفس) وبعض مف التحريؾ لمترس‬
‫الثالث (التواصل مع اآلخريف) مف خبلؿ التواصل مع المعالج (كواحد مف "اآلخريف")‬
‫يؤدياف إلى تحريؾ الترس الثاني (التبطيل) لكف ينبغي أف يأتي وقت يقوـ فيو الصديق‬
‫الطالب لمتغيير باتخاذ ق اررات حاسمة بشأف عبلقتو بالمجتمع المثمي والعبلقات مع‬
‫المثمييف النشطيف‪.‬‬

‫رفع الحجر‬
‫يمثل رفع الحجر ىنا ما يمكف أف نسميو قطع الروابط مع أسموب الحياة المثمي‬
‫ويجب أف نبلحع ىنا أننا ال نقوؿ قطع العبلقات الجنسية ولكف قطع العبلقات مع‬
‫أسموب الحياة المثمية أؼ قطع العبلقات مع المجتمع المثمي ومع المثمييف النشطيف‬
‫حتى ولو لـ تكف عبلقات جنسية أو رومانسية‪ .‬أيضاً قطع العبلقات مع أسموب‬
‫الحياة المثمي ي عني التوقف عف استخداـ المفردات المستخدمة بيف المثمييف والنكات‬
‫وأسموب التفكير والكبلـ واألنشطة واألماكف وكل شيء‪ .‬في بعض األحياف يتأخر‬
‫الكثيروف في التعافي ألنيـ يحتفظوف بعبلقات مع مثمييف نشطيف (ال يسيروف في‬
‫طريق التعافي) وال يعتبروف أف ىذا يضر بتعافييـ وذلؾ فقط ألنيـ ال يمارسوف‬
‫الجنس معاً (و ربما يحتفظوف بعبلقات مع أشخاص كانت ليـ بيـ عبلقات جنسية‬
‫سابقة!) ربما يفترض ىؤالء أنيـ لكونيـ ال يتكمموف عف الجنس فبل توجد مشكمة‪.‬‬
‫بل توجد مشكمة فطريقة الحديث ومفرداتو ال تدور حوؿ التعافي‪ .‬ربما ليس حوؿ‬
‫الجنس لكف قد يكوف حوؿ الرومانسية أو االحتياجات العاطفية أو الكبلـ السمبي تجاه‬

‫ٖٔٔ‬
‫المستقبل والحياة وربما تجاه المجتمع والغيرييف‪ .‬ربما أيضاً يتكمـ الصديق الذؼ بدأ‬
‫طريق التعافي مع صديق لو لـ يتخذ ىذه الخطوة بعد‪ .‬ربما ال يياجميا لكف عمى‬
‫األقل لـ يتخذ القرار‪ .‬ربما يحكي لو حكاية عابرة عف عبلقة جديدة ومشاعره في ىذه‬
‫العبلقة‪ .‬أيضاً ربما يحتفع بعض السائريف في درب التعافي بعادة الدخوؿ عمى غرؼ‬
‫الدردشة المثمية مف حيف آلخر ليعرؼ ما الذؼ يجرؼ‪ .‬كل ىذه الممارسات تعطل‬
‫مسيرة التعافي‪.‬‬
‫لمتعافي والتخمص مف الميوؿ المثمية(بالنسبة لمذكور) تدريجياً يجب أف تنقطع روابط‬
‫مع الذكور وتنمو روابط أخرػ‪ ،‬وتنقطع روابط مع اإلناث وتنمو روابط أخرػ‪ .‬مع‬
‫الذكور يجب أف تنقطع الروابط الجنسية والرومانسية واالعتمادية وتنمو روابط‬
‫االرتياح والتعود والصداقة واالشتراؾ في االىتمامات‪ .‬مع اإلناث يجب أف يحدث‬
‫العكس‪ ،‬يجب أف تنقطع روابط االرتياح والتعود والصداقة واالشتراؾ في االىتمامات‬
‫لتنمو الروابط الرومانسية والجنسية‪.‬‬

‫يجب أف نبلحع أف ىذا يحدث تدريجياً مف خبلؿ عبلقات أكثر صحة بالنفس وهللا‬
‫واآلخريف‪ ،‬كما يجب أف ندرؾ أيضاً أف ىناؾ اختبلفات بيف المثمييف فالمثمي مرتفع‬
‫الذكورة (وبالذات الذؼ انخرط في ممارسات جنسية كثيرة) تكوف الصعوبة لديو في‬
‫الجنس أكثر مف الرومانسية واالعتمادية‪ ،‬أما المثمي مرتفع األنوثة فالمشكمة بالنسبة‬
‫لو تكمف في الميوؿ الرومانسية واالعتمادية أكثر مف الجنسية‪ .‬و مع تنامي الذكورة‬
‫تدريجياً يختفي التعمق الرومانسي واالعتمادؼ وي بقى الصراع مع الميوؿ الجنسية‬
‫وربما يزيد قميبلً (وذلؾ عبلمة عمى تحرؾ المثمي عمى "متصل" النمو الجنسي مف‬
‫مثمي منخفض الذكورة مرتفع األنوثة إلى مثمي مرتفع الذكورة منخفض األنوثة)‪.‬‬

‫ٕٖٔ‬
‫الغيرييف‬ ‫المثمييف‬

‫الغيريوف األكثر ذكورة‬ ‫الغيريوف األقل ذكورة‬ ‫المثميوف األكثر ذكورة‬ ‫المثميوف األقل ذكورة‬

‫أصحاب الميل المزدوج‬

‫شكل (ٗ)‬

‫فؾ االرتباط بأسموب الحياة المثمي‬


‫المالعب (األماكف)‬
‫ما ىي األماكف التي تثير فيؾ الرغبات المثمية (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬أماكف تجمع‬
‫المثمييف‪ ،‬األماكف المزدحمة عموماً‪ ،‬وسائل الموصبلت المزدحمة‪ ،‬األماكف التي‬
‫تشعرؾ بالوحدة و باأللـ النفسي‪ ،‬وبالتالي الشعور بالرغبة في الممارسة‪ ،‬الخ‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الصعوبات‬
‫لدؼ صعوبات في االبتعاد عف األماكف ىذه الصعوبات ىي (عمى سبيل المثاؿ‪،‬‬
‫أمر عمى ىذه األماكف في طريقي لعممي‪ ،‬ىذه األماكف قريبة مف منزلي‪ ،‬ىذه األماكف‬
‫ىي التي أشعر فييا باالنتماء والقبوؿ‪) ،‬‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖٖٔ‬
‫كيف سأواجو ىذه الصعوبات (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬سوؼ أختار طريقاً آخر لمذىاب‬
‫لمعمل‪ ،‬سوؼ أحاوؿ أال أنظر ألحد وأنا أمر بيذه األماكف‪ ،‬أحاوؿ أف أفتش عف‬
‫الحب والقبوؿ في أماكف أخرػ وبطرؽ أخرػ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الالعبوف (األشخاص)‬
‫وىـ عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬األشخاص الذيف مارست معيـ عبلقات مثمية‪ ،‬أو األشخاص‬
‫الذيف لديؾ تجاىيـ ميل جنسي ويبادلونؾ نفس الشعور‪ ،‬أوالمثميوف الذيف ال يريدوف‬
‫التعافي‪ ،‬وال يؤمنوف بالتغيير‪ .‬مف ىـ األشخاص "الخطريف" بالنسبة لؾ في رحمة‬
‫التعافي؟ (كف أميناً مع نفسؾ)‬

‫______________________________________________‬ ‫ٔ)‬
‫______________________________________________‬ ‫ٕ)‬
‫______________________________________________‬ ‫ٖ)‬
‫______________________________________________‬ ‫ٗ)‬
‫______________________________________________‬ ‫٘)‬

‫ٖٗٔ‬
‫الصعوبات‬
‫لدؼ صعوبات في قطع العبلقات مع ىؤالء األشخاص (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬ىـ أقرب‬
‫أصدقائي‪ ،‬أحدىـ بيني وبينو مشروع وحسابات مالية‪ ،‬أحدىـ أنا متعمق بو تعمقاً‬
‫شديداً‪ ،‬أحدىـ لديو صور لنا معاً وييددني بيا‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫كيف سأواجييا (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬سوؼ أفض الشركة‪ ،‬سوؼ أبدأ في تكويف‬
‫صداقات جديدة في أسموب حياتي الجديد‪ ،‬سوؼ لف أبالي بتيديداتو وأعتمد عمى هللا‪،‬‬
‫سوؼ أوضح لو أنني في مسيرة تعافي وتغيير لئبل يظف أنني تركتو وذىبت لشخص‬
‫آخر‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫قطع العبلقات القديمة مثل قطع جزء مف الجسـ‪.‬‬


‫أعط نفسؾ الفرصة لتنوح‬
‫عندما يضطر إنساف لقطع ساقو لكونيا مصابة‬
‫المثمية‬ ‫العبلقات‬ ‫عمى‬
‫القديمة‪.‬‬ ‫بالغنغرينة مثبلً‪ ،‬فمف الطبيعي أف ينوح ويتألـ عمى‬
‫فقداف ىذه الساؽ‪ .‬صحيح أنيا مريضة وميتة واذا‬

‫ٖ٘ٔ‬
‫تركيا سوؼ تتسبب في موتو‪ ،‬إال أنيا كانت جزءاً مف جسمو طواؿ عمره‪ ،‬لذلؾ مف‬
‫حقو أف يبكييا وينوح عمييا‪ .‬ىذا "النوح" قد يأخذ أكثر مف شكل‪ ،‬ربما الغضب عمى‬
‫العبلج وعمى المعالج وعمى هللا الذؼ يظف أنو خمقو ىكذا ثـ يطالبو بالتغير‪ ،‬أو عمى‬
‫نفسو وكونو مثمياً وربما االكتئاب واالنسحاب ورفض الحياة كميا‪ ،‬وربما مجرد الحزف‬
‫لبضعة أياـ‪ .‬أىـ شيء يجب أف تعرفو ىو أف ىذه الحالة مؤقتة وستنتيي واذا عبرتيا‬
‫تكوف أخذت خطوة كبيرة في عممية التعافي‪ .‬ال تتخذ ق اررات ىامة أثناء مرحمة مؤقتة‬
‫مثل ىذه!‬
‫الحياة الجديدة تمر بفترة‬ ‫كما يجب أف تتذكر أنو إف كاف الجسد ال يتجدد‪،‬‬
‫موت مؤقت!‬ ‫والساؽ المقطوعة لف تنمو مكانيا ساقاً جديدة‪ ،‬لكف‬
‫شك اًر هلل‪ ،‬يمكف بعد فترة أف "تنمو" لؾ عبلقات جديدة‬
‫صحة وأسموب حياة أكثر اتزاناً‪ ،‬وتذكر أف الحياة الجديدة يجب أف تمر بالموت‬
‫أكثر ّ‬
‫وال يمكف لمدودة التي تزحف عمى بطنيا أف تصير فراشة تطير بجناحيف إال إذا مرت‬
‫بفترة مف "شبو الموت" كعذراء داخل شرنقة يظنيا الجميع قد ماتت‪ ،‬لكنيا تفاجئ‬
‫الجميع وتخرج كفراشة جميمة معمنة أف الدودة بالفعل قد ماتت‪ ،‬لكف ولدت فراشة‬
‫تحمق بيف الزىور‪.‬‬

‫األلعاب (األشياء)‬
‫االنترنت!‬
‫ألعاب جنسية‪ /‬صور جنسية‪ /‬مجبلت جنسية‬
‫صور أو خطابات لعبلقات مثمية سابقة‬
‫نحتاج أف نتخمص مف كل األشياء التي تذكرنا بالعبلقات المثمية وأسموب الحياة‬
‫المثمي وذكريات الممارسات المثمية‪ .‬ىذه األشياء أيضاً سوؼ نبكي وننوح عمييا ومف‬
‫حقنا أف نفعل ذلؾ!‬

‫‪ٖٔٙ‬‬
‫أحتاج أف أتخمص مف‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الصعوبات‬
‫كيف سوؼ أحل مشاكمي مع االنترنت ؟ (ضع عبلمة)‬
‫)‬ ‫(‬ ‫سوؼ أبتعد عف االنترنت تماماً !‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ال أستطيع االبتعاد عف االنترنت (عممي متوقف عميو)‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫اقتراحات الستخداـ أكثر أماناً لبلنترنت‬

‫)‬ ‫(‬ ‫* سوؼ لف أفتح االنترنت إال في وجود شخص آخر يمكنو أف يرػ الشاشة‬

‫)‬ ‫(‬ ‫* سوؼ أنقل الكومبيوتر لمكاف عاـ (غرفة المعيشة‪ ،‬غرفة السفرة)‬

‫)‬ ‫(‬ ‫* سوؼ أضع "مرشحات" عمى االنرنت‬

‫)‬ ‫(‬ ‫* سوؼ أجعل شخصاً آخر يعرؼ دائماً ما أدخل عميو ويحاسبني‬

‫)‬ ‫(‬ ‫* سوؼ أغير عنواني البريدؼ وأخرج مف كل برامج "الشات"‬

‫* اقتراحات أخرػ ______________________________________‬


‫__________________________________________________‬

‫‪ٖٔٚ‬‬
‫سوؼ أتجنب األشياء السمبية في الحياة التي تجعمني معرضاً لمرغبة في الممارسة‬
‫الجنسية ػ ػ ػ‬
‫ما ىي األشياء والمشاعر التي تجعمني أرغب في ممارسة الجنس المثمي‪ ،‬أو العادة‬
‫السرية أو أدخل عمى االنترنت؟ (ضع عبلمة)‬

‫)‬ ‫(‬ ‫ٔ) اإلفراط في العمل‬


‫)‬ ‫(‬ ‫ٕ) اإلفراط في األكل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ٖ) مشاعر الممل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ٗ) مشاعر اليأس‬
‫)‬ ‫(‬ ‫٘) مشاعر الغضب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ )ٙ‬مشاعر الوحدة والجوع لمحب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ )ٚ‬مشاعر الخوؼ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ )ٛ‬مشاعر اإلحراج‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ )ٜ‬الضغوط األسرية‬

‫أشياء أخرػ‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٖٔٛ‬‬
‫ممارسات بديمة لمتعامل مع مواقف الضغط والتعب النفسي بدالً مف الممارسات‬
‫الجنسية‬
‫الصبلة والدعاء‬ ‫ٔ)‬
‫طرؽ أخرػ لمترفيو (الخروج لمتمشية‪ /‬االستماع لمموسيقى‪ /‬األكل‪ /‬عمل‬ ‫ٕ)‬
‫شيء محبب‪ /‬الخ)‬
‫االتصاؿ بأشخاص إيجابييف‬ ‫ٖ)‬
‫تأجيل الفكرة لساعة واحدة‪ ،‬بعدىا قد تختفي الفكرة إذا انشغمنا بشيء‬ ‫ٗ)‬
‫آخر‪.‬‬
‫تذكير النفس بما أشعر بو بعد الممارسة المثمية‬ ‫٘)‬
‫تذكير النفس بفترة التبطيل‬ ‫‪)ٙ‬‬
‫___________________________________________‬ ‫‪)ٚ‬‬

‫‪ٖٜٔ‬‬
‫الم ّحّرؾ‬
‫تركيب ُ‬

‫بعد رفع الحجر مف خبلؿ قطع العبلقات مع أسموب الحياة المثمي يأتي دور اتخاذ‬
‫القرار بالتوقف التاـ عف أؼ ممارسة جنسية بالفعل أو بالخياؿ‬

‫أيف أنت عمى ىذا السمـ ؟‬

‫إمكانية إقامة عالقة عاطفية و جنسية‬


‫مع امرأة (زواج)‬
‫انجذاب نحو النساء‬
‫ولكف غير كامل رومانسي فقط أو جنسي فقط‬

‫ال انجذاب جنسي لمرجاؿ أو النساء‬


‫اليدؼ‬
‫ال عادة سرية (احتالـ)‬

‫عادة سرية بدوف خياالت (ميكانيكية)‬

‫عادة سرية مع خياالت وذكريات جنسية مثمية‬

‫عادة سرية مع مواقع مثمية‬

‫جنس افتراضي (شات) (فوف سكس) الخ‬

‫عالقة جنسية ثابتة مع شخص واحد‬

‫عالقات جنسية متعددة‬


‫(لميمة واحدة) ( مع مجيوليف)‬

‫شكل (‪ )5‬درجات "التبطيل"‬

‫ٓٗٔ‬
‫نصائح ىامة‬
‫التحرؾ لؤلماـ ليس بالتحرؾ لمخطوة التالية وانما بالتحرؾ لميدؼ واذا‬ ‫ٔ)‬
‫رجعت لموراء حاوؿ أف ترجع خطوة واحدة بدالً مف اثنتيف‪ ،‬واذا رجعت‬
‫خطوتيف‪ ،‬ال ترجع ثبلثة‪ .‬قـ وواصل المحاولة‪.‬‬
‫ميما وقعت وتقيقرت (حتى ولو وصمت لنقطة البداية) قـ وواصل العمل‬ ‫ٕ)‬
‫في تعافيؾ معتمداً عمى هللا وعمى زمبلئؾ في الطريق وقـ بعمل التعافي‬
‫بأمانة أكثر‪ .‬ما حققتو مف قبل لـ يضع ولكنؾ عمى األقل أصبحت تعرؼ‬
‫الطريق إلى األماـ وتعرؼ مف أيف سقطت ورجعت لموراء‪ ،‬وسوؼ تكوف‬
‫أكثر حذ اًر المرة القادمة‪.‬‬
‫إذا استطعت االمتناع عف السموؾ المثمي بالفعل والخياؿ لعدة سنوات‪،‬‬ ‫ٖ)‬
‫سوؼ تبدأ في اختبار التوجو الغيرؼ (ال نعرؼ عدد السنوات‪ ،‬ولكنؾ سوؼ‬
‫تختبر ذلؾ)‪.‬‬

‫ٓ‪ٙ‬‬
‫بعض األفكار عف االنجذاب الجنسي والعادة السرية‬
‫االنتصاب ليس سيئاً ! عندما تشعر باإلثارة عندما ترػ رجبلً وسيماً فيذا ليس ذنباً أو‬
‫خطية أخبلقية‪ .‬إنيا رسالة مف الطفل الذؼ بداخمؾ يقوؿ فييا أنو لـ يشبع مف‬
‫الصحي بنفس الجنس (الذكور)‪ .‬مف الطبيعي أف الطفل والمراىق يشعر‬ ‫ّ‬ ‫االرتباط‬
‫باالنجذاب لنفس الجنس‪ ،‬س واء لمكبار مثل األب أو العـ أو الخاؿ‪ ،‬أو لؤلقراف الذيف‬
‫يمتمكوف صفات ال يمتمكيا مثل الجسـ المتناسق أو الميارة في الكبلـ أو في لعب‬
‫الكرة أو في أؼ شيء‪ .‬وتنتاب الطفل‪/‬المراىق مشاعر مختمفة غالباً مف االنجذاب‬
‫والتنافس في نفس الوقت‪ .‬لكف ىذه األزمة يتـ حّميا في أغمب األحياف مف خبلؿ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ٓ‪ ٙ‬مقتبسة مف برنامج ‪ Coming Out Straight‬لريتشارد كوىف ‪Richard Cohen‬‬

‫ٔٗٔ‬
‫االنتماء لفريق أو "شمة" بحيث يكوف نجاح الفريق‪ ،‬نجاح لكل فرد ميما كاف دوره‬
‫صغي اًر أو كبي اًر‪ ،‬وميما كاف جسمو كبي اًر أو صغي ًار‪ .‬بيذه الطريقة يشعر الطفل أنو‬
‫"واحد مف األوالد" وأف "كمنا معاً في فريق واحد" بيذه الطريقة ييدأ االنجذاب وييدأ‬
‫التنا فس‪ .‬صحيح أف ىذه المشاعر تظل موجودة لكنيا غير شديدة‪ .‬أما إذا لـ تحل‬
‫ىذه األزمة فإف مشاعر االنجذاب والتنافس تستمر (وبالنسبة لمطفل ضعيف الذكورة‬
‫تكوف مشاعر االنجذاب أقوػ مف مشاعر التنافس) وعندما يأتي سف البموغ‪ ،‬فإنو ىذا‬
‫االنجذاب يتجنسف‪ .‬لذلؾ عندما تشعر بانجذاب جنسي لفتى وسيـ ممشوؽ القواـ أو‬
‫قوؼ الشخصية أو لبق الكبلـ‪ ،‬تذكر أنو الطفل أو المراىق الذؼ بداخمؾ الذؼ يريد أف‬
‫يكوف ىو أيضاً كذلؾ!‬
‫‪ ‬توقف عف إدانة نفسؾ!‬
‫‪ ‬توقف عف الشعور بالذنب!‬
‫‪ ‬ىذه "رسالة" اقرأىا دوف أف تقتل "الرسوؿ"‪ .‬ىي رسالة مف الطفل الداخمي‪.‬‬
‫رسالة جوع لمحب تغمفت بغبلؼ جنسي‪.‬‬
‫‪ ‬إذا تركت نفسؾ لبلنجذاب الجنسي‪ ،‬تكوف كمف يق أر "المظروؼ" ويترؾ‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪ ‬فؾ الشفرة واق أر الرسالة الحقيقية ػ ػ وسوؼ تقوـ بشفاء قمبؾ‪.‬‬
‫‪ ‬الجنس ربما يقوـ بتيدئتؾ وقتياً‪ ،‬لكنو لف يشبع جوعؾ عمى المدػ الطويل‪،‬‬
‫بل سوؼ يزداد الجوع‪ ،‬وىذا ىو تفسير انجذاباتؾ الكثيرة وعبلقاتؾ المتعددة‬
‫دوف شبع‪.‬‬
‫‪ ‬أيضاً مجرد "التوقف عف الجنس" لف يحل المشكمة‪ .‬العبلقات "غير الجنسية"‬
‫و "غير الرومانسية" و"غير االعتمادية" مع نفس الجنس ىي التي سوؼ‬
‫تشبع ىذا النوع مف الجوع لمحب ألنيا مف نفس نوع الحب واالنتماء والقبوؿ‬
‫الذؼ كاف يحمـ بو الطفل مع األطفاؿ والكبار قبل ظيور الجنس في حياتو‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫حقائق عف العادة السرية‬
‫أف تكوف إنساناً ذا طبيعة جنسية فيذا شيء صحيح‪ .‬الجنس نعمة مف هللا‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫سبحانو وتعالى‪ .‬احمد هللا مف أجل أنو خمقؾ كائناً جنسياً‪ .‬فالجنس ىو القدرة‬
‫عمى العبلقة الحميمة‪ .‬الجنس لو وظيفة ىامة في الزواج و ِ‬
‫"العشرة" الزوجية‪.‬‬
‫اتبع "قانوف القمب"‪ .‬اسأؿ نفسؾ‪" :‬ما الذؼ يريد قمبي أف يقولو لي مف خبلؿ‬ ‫ثانياً‪:‬‬
‫ىذه الرغبة اآلف؟" المشاعر التي نشعر بيا مف الوحدة أو الغضب أو الممل‬
‫أو اإلحباط‪ ،‬ىي التي تنقمنا مف شخصية إلى شخصية‪ .‬مف شخصية "الذؼ‬
‫يريد التوقف والتغيير" إلى شخصية "الذؼ يريد المذة اآلف ميما كاف الثمف"‬
‫مف الشخصية "العاقمة" إلى الشخصية "المجنونة"‪ .‬المشكمة ىي غياب‬
‫التواصل بيف الشخصيتيف‪ ،‬فعندما تظير "المجنونة" تختفي "العاقمة" عندما‬
‫نتواصل مع أنفسنا مف الداخل نستطيع أف نرػ الشخصيتيف معاً‪ .‬في ىذه‬
‫الحالة يمكننا أف نستدعي "العاقمة"‪ ،‬عندئذ غالباً ما يكوف االختيار في اتجاه‬
‫الخيار "العاقل" الذؼ اتخذناه ػ قرار التعافي‪.‬‬
‫الشعور بالذنب لف يفيدؾ‪ .‬ما سوؼ يفيدؾ ىو الق اررات السميمة في اتجاه‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫التعافي‪ .‬الشعور بالذنب والخزؼ يزيد مف الجروح الداخمية وىذا بدوره يزيد‬
‫مف جوعنا لمحب‪ .‬نفس ىذا الجوع الذؼ نفسره جنسياً فنشعر بتزايد الرغبة‬
‫السرية‬
‫والقمق‪ ،‬فتزداد األفكار والخياالت الجنسية‪ ،‬وبالتالي ممارسة العادة ّ‬
‫لميروب مف القمق‪ ،‬ثـ الخزؼ والذنب ومزيد مف القمق‪ ..‬وىكذا‪..‬‬
‫السرية‪ .ٔ .‬ربما لتيدئة‬
‫نحتاج أف نفيـ السبب الذؼ يجعمنا نمارس العادة ّ‬ ‫رابعاً‪:‬‬
‫واراحة أنفسنا مف الضغط العصبي واالحتياجات النفسية‪ .‬ربما ىذه ىي‬
‫الطريقة الوحيدة التي تعممناىا لكي نسترخي‪ .‬فمماذا ال ترتاح وتسترخ بطرؽ‬
‫آخرػ؟! ٕ‪ .‬ربما الطفل الداخمي يحاوؿ لفت انتباىؾ الحتياجو لمدؼء‬
‫والحميمة‪ ،‬فمماذا ال تتصل بشخص حميـ وتكممو عف مشاعرؾ‪،‬‬

‫ٖٗٔ‬
‫أو حتى تتكمـ مع نفسؾ؟ ٖ‪ .‬طريقة لمعودة لنفسؾ (جسدؾ)‪ .‬جسدؼ ىو "أنا"‬
‫أفكارؼ مميئة باألشياء واألشخاص اآلخريف‪ ،‬أما جسدؼ فممكي تماماً‪،‬‬
‫بالعودة لمجسد يحاوؿ الطفل الداخمي أف يعيدؾ إليو (أؼ إلى نفسؾ) عندما‬
‫تعيش حياتؾ فقط إلرضاء اآلخريف وتسديد الخانات المختمفة في حياتؾ‬
‫(عمل – مسئوليات اجتماعية – دراسة – الخ) فإنؾ تدريجياً تنفصل عف‬
‫نفسؾ‪ ،‬عف مشاعرؾ واحتياجاتؾ الحقيقية‪ .‬لذلؾ فمف خبلؿ لمس جسدؾ في‬
‫المناطق الحساسة (التي تؤدؼ إلى شعور قوؼ وسريع بالجسد) تحاوؿ نفسؾ‬
‫إرجاعؾ إلييا‪ ،‬وكأف نفسؾ تقوؿ لؾ‪ِ :‬‬
‫"حس بي!" ٗ‪ .‬كبديل لمعبلقات‬
‫الحميمة مع اآلخريف‪ ،‬أو كنوع مف اليرب مف الصراعات في العبلقات‬
‫السرية‬
‫اليومية (في العمل أو األسرة أو غير ذلؾ) فالخياالت الجنسية والعادة ّ‬
‫ربما تكوف أسيل مف العمل عمى العبلقات لكي تكوف أكثر ّ‬
‫صحة واشباعاً‪.‬‬
‫٘‪ .‬مف أىـ أسباب رغبتنا في ممارسة الجنس‪ ،‬التضخيـ الذؼ يحدث في‬
‫احتياجاتنا الجنسية مف خبلؿ الممارسة الكثيرة (نفس األمر بالنسبة لؤلكل)‬
‫األكل األكثر مف البلزـ يزيد مف الجوع وندخل في حمقة مفرغة‪ .‬الصوـ يقمل‬
‫مف الجوع! كسر الدائرة صعب‪ ،‬لكنو ممكف! إذا حاولت ووقعت‪ ،‬قـ وحاوؿ‬
‫السرية كنوع مف مكافأة النفس بعد يوـ‬
‫مف جديد‪ .ٙ .‬ربما نستخدـ العادة ّ‬
‫السرية لتخدير‬
‫عمل مضني أو نجاح في شيء ما‪ .ٚ .‬ربما تستخدـ العادة ّ‬
‫األلـ الجسدؼ مؤقتاً‪ .ٛ .‬بالطبع لتخدير األلـ النفسي (ألـ – نرفزة ػ خزؼ ػ‬
‫رعب)‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬ربما استخدمت العادة السرية في الطفولة لرعاية نفسؾ عندما لـ يرعاؾ أحد‪.‬‬
‫أو كاف ما حصمت عميو مف رعاية أقل مف احتياجؾ‪ .‬أغمبنا كانت احتياجاتنا‬
‫الحساسة‪.‬‬
‫النفسية أعمى مف أغمب الناس‪ ،‬بسبب طبيعتنا ّ‬

‫ٗٗٔ‬
‫السرية كبديل لمثورة‪ ,‬كثير ممف لدييـ ميوؿ مثمية لدييـ أيضاً سمة‬
‫سادساً‪ :‬العادة ّ‬
‫الرغبة المستمرة في إرضاء اآلخريف‪ .‬فيـ دائماً مطيعوف ويشعروف أنيـ‬
‫ينبغي أف يكونوا دائماً عند حسف ظف اآلخريف‪ .‬ربما لذلؾ يستخدموف العادة‬
‫السرية كطريقة غير مباشرة لمتعبير عف رغبتيـ المدفونة في الثورة والغضب‬
‫والتمرد‪ .‬ربما بعد التوبيخ والتعنيف مف أحد الرؤساء في العمل‪ ،‬وعدـ قدرتنا‬
‫عمى الدفاع عف أنفسنا نشعر عند العودة لممنزؿ برغبة شديدة في ممارسة‬
‫السرية!‬
‫العادة ّ‬

‫البدائل اإليجابية لمعادة السرية ػ ػ ػ ػ ماذا تفعل عندما تشعر بالرغبة؟‬


‫تنفس بعمق (شييق – زفير) لمدة خمس مرات قبل أف تفعل أؼ شيء‪ ،‬وحاوؿ‬ ‫ٔ)‬
‫أف تستمع لرسالة الطفل الداخمي‪ ..‬ماذا يقوؿ؟ ىل يقوؿ‪ :‬التفت إلي! ػ أريد أف‬
‫ّ‬
‫أرتاح! ػ أشعر بالخوؼ! أشعر بالوحدة! ػ ال أحد يحبني! ػ ػ أنا يائس!‬
‫أ دع هللا ببساطة أف يعطيؾ القوة‪ .‬ال تشعر أنؾ "نجس" ألنؾ فكرت في ىذا‬ ‫ٕ)‬
‫األمر‪ .‬ىذه الفكرة في حد ذاتيا ليست سوػ نداء مف الطفل الداخمي!‬
‫االتصاؿ بصديق أو مشرؼ أو قائد غيرؼ‪ ،‬أو زميل مثمي أقدـ في رحمة‬ ‫ٖ)‬
‫التعافي‬
‫تعرؼ عمى السبب (ىل ىو اإلرىاؽ؟ ىل الغضب؟ ىل الوحدة؟)‬ ‫ٗ)‬
‫تحدث مع طفمؾ الداخمي‪ :‬يا ‪ .....‬أنت ال تريد جنساً أنت تريد حب ًا‪.‬‬ ‫٘)‬
‫يا ‪ ......‬أنا أشعر بؾ‪ ...‬يا ‪ ......‬الجنس لف يحل المشكمة (إذا كاف ممكناً‬
‫استخدـ الكتابة لزيادة التركيز)‪.‬‬

‫٘ٗٔ‬
‫السرية‪ ،‬ماذا تفعل؟‬
‫عندما تمارس العادة ّ‬
‫تنفس نفس عميق (شييق – زفير) لحوالي ٘ مرات‪.‬‬ ‫ٔ)‬
‫سامح نفسؾ‪ ..‬يجب أف توقف دائرة الذنب والخزؼ وتتعامل مع نفسؾ برحمة‬ ‫ٕ)‬
‫وحب‪.‬‬
‫تعرؼ عمى السبب وراء رغبتؾ في ممارسة العادة السرية‪.‬‬ ‫ٖ)‬
‫تعامل مع السبب بفاعمية‬ ‫ٗ)‬
‫ابحث عف بدائل إيجابية‬ ‫٘)‬
‫اعترؼ‪ ،‬اكتب يوميات ممارسة العادة لمتعرؼ عمى األشياء التي تثير الرغبة‬ ‫‪)ٙ‬‬
‫في ممارسة العادة‪.‬‬
‫سوؼ يكوف لديؾ رغبة في الممارسة بشدة كنوع مف االنتقاـ أو التعويض‪.‬‬ ‫‪)ٚ‬‬
‫تذكر أنت تصعد جببلً‪ ،‬إذا تعثرت ووقعت‪ ،‬حاوؿ أال تعود إلى سفح الجبل مرة‬
‫أخرػ‬
‫عندما تتوقف لفترة طويمة‪ .‬عندما تتوقف لفترة طويمة‪ ،‬توقع حدوث أحبلـ بأنؾ تعود‬
‫لممارستيا‪ ،‬قد تكوف مصاحبة باحتبلـ وقد ال تكوف‪ .‬ىذا طبيعي‪ .‬إذا استيقظت‬
‫وبذىنؾ بعض مف ىذه األفكار‪ ،‬تخمص منيا وعش يومؾ! العادة السرية "عمى‬
‫بنات"‪ .‬يعتقد البعض أف ممارسة العادة السرية مع تخيل الجنس اآلخر أو الزواج‬
‫يعتبر حبلً لمميوؿ المثمية‪ .‬ىذا بطبيعة الحاؿ غير صحيح ألف ىذه الحموؿ تتعامل‬
‫مع الظاىرة وكأنيا مجرد سموؾ جنسي‪ .‬وىذا واف نجح مؤقتاً‪ ،‬ال ينجح عمى المدػ‬
‫البعيد ألنو ال يتعامل مع أصل المسألة‪.‬‬

‫‪ٔٗٙ‬‬
‫مبلحظات‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫صحي‬
‫تنمية أسموب حياة ّ‬
‫مف الضرورؼ ليس فقط قطع الروابط مع أسموب الحياة المثمي‪ ،‬وانما البدء في تنمية‬
‫أسموب حياة صحي‪ .‬يستخدـ د‪ .‬كرستوفر أوستف "قائمة التقييـ اليومي" لمساعدة‬
‫عمبلئو في تحقيق سموؾ أكثر صحة‪ .‬باستخداـ ىذه القائمة يمكف لمشخص أف يتابع‬
‫نفسو في أكثر مف مجاؿ مف مجاالت الحياة‪.‬‬

‫‪ٔٗٚ‬‬
‫قائمة التقييـ اليومي‬
‫االسـ ___________________ األسبوع‪ :‬مف ____________ إلػى ____________‬
‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعـ (‬ ‫ىل قمت بعمل واجب ىذا األسبوع؟‬
‫أعط نفسؾ درجة مف عشرة في المجاالت التالية عمى مدار األسبوع‬

‫األحد‬ ‫السبت‬ ‫الجمعة‬ ‫الخميس‬ ‫األربعاء‬ ‫الثالثاء‬ ‫اال ثنيف‬ ‫العمل اليومي‬
‫التقميل مف الكافييف‬
‫الصحي‬
‫ّ‬ ‫األكل‬
‫بل)‬
‫النوـ (‪ ٛ‬ساعات لي ً‬
‫التمرينات الرياضية‬
‫العرفاف‬
‫قراءة الكتاب‬
‫التأمل والدعاء‬
‫كتابة اليوميات‬
‫االعت ارؼ و المحاسبة‬
‫القياـ بمخاطرات‬
‫التعبير عف المشاعر‬
‫االنفتاح والتواصل‬
‫الخدمة‪ /‬العطاء‬
‫الترفيو‬
‫االنجذابات المثمية‬

‫ماذا كانت أىدافؾ الشخصية خبلؿ ىذا األسبوع؟ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬

‫ما ىو أكثر شيء ساعدؾ خبلؿ ىذا األسبوع؟ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬

‫ما ىي نقاط القوة التي رأيتيا في نفسؾ خبلؿ ىذا األسبوع؟‬


‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫ػػػػػػػ ػػػػػػػػػػػػػ‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫‪ٔٗٛ‬‬
‫الكافييف ػ ػ ػ ػ ػ اليدؼ ىو االمتناع عف الكافييف (أو اإلقبلؿ منو بقدر اإلمكاف)‬
‫حيث أنو يزيد مف القمق والغضب والخوؼ‪ .‬ىذه المشاعر تثير األفكار الخاطئة و‬
‫ال مف الكافييف‬
‫الرغبات الجنسية الزائدة عف الحد‪ .‬قـ بشرب الماء أو العصائر بد ً‬
‫الصحي ػ ػ ػ ػ ػ ػ اإلقبلؿ مف الدىوف والسكريات‪ .‬أكل الكثير مف الخضروات‬
‫ّ‬ ‫األكل‬
‫الطازجة أو المطبوخة‪.‬‬
‫النوـ ػ ػ ػ ػ النوـ ثماف ساعات يومياً (ليبلً)‬
‫التمرينات الرياضية ػ ػ ػ ػ ػ ػ المقصود بالتمريف‪ ،‬المشي أو السباحة‪ ،‬أو التدريب في‬
‫صالة األلعاب (الجيـ) مثل العجمة الثابتة أو تماريف اإليروبيكس‪.‬‬
‫الصبلة (التأمل والدعاء) ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الصبلة تحافع عمى التواصل اليومي مع هللا وطمب‬
‫القوة والمعونة منو بصورة يومية‪ .‬عندما نتصور أننا نسير مسيرة التعافي بمفردنا‬
‫وبقوتنا‪ ،‬فإننا سوؼ نقع‪ .‬الصبلة يوميًا تذكرنا أف هللا ىو المسيطر فنتوقف نحف‬
‫عف محاوالت السيطرة‪ .‬القوة ليست منا وانما مف هللا‪ .‬نحف فقط نفعل ما يجب عمينا‬
‫فعمو وهللا ىو الذؼ يقوينا ويحمينا‪.‬‬
‫العرفاف ػ ػ ػ ػ ػ ممارسة الشكر والعرفاف ىو أف ندرب أنفسنا عمى رؤية األشياء‬
‫اإليجابية في حياتنا ونشكر هللا عمييا‪ .‬تعمـ أف تكتب في يومياتؾ كل يوـ شيئاً‬
‫تشكر هللا عميو‪ .‬حتى األشياء التي نتخذىا كأمور مسمـ بيا مثل الجو‪ ،‬الطعاـ‪،‬‬
‫العمل‪ ،‬الماؿ لتسديد االحتياجات األساسية‪ ،‬األشخاص الذيف في حياتنا‪،‬‬
‫الضحؾ‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الكراسي المريحة! الخ‪..‬‬
‫كتابة اليوميات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ممارسة كتابة المشاعر واألفكار (بما فييا األفكار الجنسية‬
‫وكيف تعاممت معيا) لمدة ٘ٔ دقيقة عمى األقل يوميًا يساعدؾ لمتواصل مع‬
‫نفسؾ والتعرؼ عمى ما بداخمؾ والتعامل معو أوالً بأوؿ قبل أف يتحوؿ إلى سموؾ‪.‬‬

‫االعتراؼ والمحاسبة ػ ػ ػ ػ عندما تعترؼ لشخص آخر برغباتؾ وبسقطاتؾ فأنت‬


‫تستمر في طريق التعافي‪ .‬اجعل لؾ صديقيف أو ثبلثة تشاركيـ بانتظاـ وبطريقة‬
‫دورية ٔ‪ ٖ-ٕ-‬بما يدور في حياتؾ بكل أمانة وشفافية‪ .‬اليدؼ مف كونيـ اثنيف‬

‫‪ٜٔٗ‬‬
‫أو ثبلثة تشاركيـ بالتتابع ىو أال تركز عمى شخص واحد وتتكوف لديؾ اعتمادية‬
‫عاطفية عميو‪.‬‬
‫القياـ بمخاطرات صحية ػ ػ ػ القياـ باألشياء التي دائمًا تخاؼ منيا‪.‬‬
‫(عمى سبيل المثاؿ‪ :‬الكبلـ لشخص غريب‪ ،‬التعبير عما تحتاجو أو ترفضو‬
‫بشجاعة‪ ،‬رفض تسمط األـ‪ ،‬الذىاب ألماكف جديدة‪ ،‬التحدث مع صديق غيرؼ‬
‫عف ميولؾ المثمية‪ ،‬االشتراؾ في رحمة أو في نشاط كمو مف الغيرييف‪ ،‬الوقوؼ مع‬
‫شمة مف الغيرييف‪( .‬راعي التدرج حتى ال تصاب باإلحباط)‪.‬‬
‫التعبير عف المشاعر ػ ػ ػ ػ في كل مرة تعبر عف مشاعرؾ‪ ،‬فأنت تسمح لمطفل‬
‫الداخمي بالتعبير عف نفسو بطريقة أخرػ غير الجنس‪ .‬تضحؾ بصوت عالي‪،‬‬
‫تبكي‪ ،‬تيتف في مبارايات الرياضة‪ ،‬أو تمارس أؼ مف التعبيرات المختمفة عف‬
‫المشاعر‪.‬‬
‫الخدمة والعطاء ػ ػ ػ ػ ػ القياـ بأعماؿ بسيطة مف الخدمة والعطاء يخرجؾ خارج‬
‫نفسؾ‪ .‬مف الممكف أف تساعد سيدة مسنة عبور الطريق‪ ،‬أو تقوـ لتعطي كرسيؾ‬
‫في األتوبيس لرجل مسف‪ .‬يمكنؾ أف تحمل المشتروات لسيدة لدييا أطفاؿ‪ ،‬أو‬
‫تساعد الجيراف في عمل شيء (تجنب المساعدات النسائية في البيت كالطبيخ‬
‫والغسيل وىذه األشياء)‪ .‬تحدػ نفسؾ أف تقو بستة أعماؿ طيبة ورحمة في اليوـ‪.‬‬
‫االنفتاح و التواصل االجتماعي ػ ػ ػ الكبلـ مع الغرباء‪ .‬الكبلـ مع الزمبلء ربما عف‬
‫أمور بسيطة مثل الجو أو الظروؼ السياسية أو الرياضية أو أمور العمل أو‬
‫الحياة عمومًا‪ .‬اليزار مع الزمبلء‪ ،‬طمب اإلفطار أو الغداء معيـ‪( .‬تحمل ىزار‬
‫الغيرييف الذؼ ربما يكوف جنسيًا!)‬
‫الترفيو ػ ػ ػ ػ الترفيو واإلجازات مف األمور الميمة في التعافي‪ .‬ممارسة اليوايات التي‬
‫ربما تكوف قد دفنتيا مف زمف‪ .‬لماذا ال تذىب إلى مكاف يمكنؾ فيو أف تقود‬
‫دراجة‪ ،‬أو قارب أو تعوـ في البحر‪ .‬أيضًا الترفيو األسبوعي ميـ‪ .‬لماذا ال تذىب‬
‫مع بعض األصدقاء لمعب البولينج أو البمياردو أو البنج بونج أو ربما صيد‬

‫ٓ٘ٔ‬
‫السمؾ مف النيل‪ ،‬أو مشاىدة مبارة كرة قدـ أو حتى الجموس عمى القيوة واحتساء‬
‫الشاؼ ولعب الطاولة أو الدومينو‪.‬‬

‫العالقة بالتروس األخرى‬


‫يؤدؼ تحريؾ الترس الثاني (التبطيل)‬
‫إلى تحريؾ الترسيف اآلخريف‪ .‬عندما‬
‫ال بطي‬ ‫ال ىا‬
‫م الن‬ ‫يستطيع السائر في طريق التعافي أف‬
‫يتحكـ في مشاعره وسموكو كما لـ‬

‫ال ىا‬
‫يحدث مف قبل فإف معنوياتو ترتفع‬
‫زي‬ ‫م ا‬
‫ويقل شعوره بالخزؼ‪ ،‬وبالتالي يستطيع‬
‫بشكل أقوػ وأعمق أف يتواصل مع‬
‫أعماقو ومع اآلخريف‪.‬‬

‫ٔ٘ٔ‬
ٕٔ٘
‫الترس الثالث‪ :‬التواصل مع اآلخريف‬

‫بالطبع يؤدؼ تحريؾ الترسيف األوؿ والثاني إلى صنع كثير مف الحركة في الترس‬
‫الث الث بطبيعة الحاؿ لكف ىناؾ خطوات حاسمة يجب اتخاذىا لجعل ىذا الترس الياـ‬
‫يتحرؾ باستمرار لؤلماـ‪.‬‬

‫رفع الحجر‬
‫كثي اًر ما تكوف الجمسة األولى ىي أوؿ مرة فييا يتحدث صاحب الميوؿ المثمية عف‬
‫ىذه الميوؿ مع أؼ إنساف‪ ،‬وربما يكوف المعالج ىو أوؿ شخص غيرؼ يبوح لو عف‬
‫ميولو المثمية لذلؾ فإف ىذه الجمسة األولى ترفع الكثير مف الحجر الموضوع عمى‬
‫التواصل مع اآلخريف‪ .‬بعد عدة جمسات يقوـ المعالج بمساعدة الصديق طالب التغيير‬
‫لبناء شبكة مف العبلقات المساندة في مسيرة التعافي‪ .‬بحسب نموذج الخروج كغيرييف‬
‫‪ Coming out Straight‬الذؼ وضعو ريتشارد كوىيف ىناؾ خمسة أنواع مف العبلقات‬
‫نريد أف ننمييا في حياتنا‪:‬‬

‫أشخاص يصارعوف مثمنا مع الميوؿ المثمية غير المرغوب فييا ويسيروف‬ ‫ٔ)‬
‫معنا مسيرة التعافي‪.‬‬
‫أشخاص غيريوف ال يعمموف عف صراعنا ولكنيـ أصدقاء جيدوف‪.‬‬ ‫ٕ)‬
‫أشخاص غيريوف يعمموف بصراعنا ويقبمونا كما نحف ويودوف مساندتنا‬ ‫ٖ)‬
‫ومساعدتنا في مسيرة التعافي‪.‬‬
‫أشخاص غيريوف يعمموف صراعنا وىـ أكبر سن ًا وأكثر نضوجاً وىكذا‬ ‫ٗ)‬
‫يساعدونا لعمل عبلقات "والدية" جديدة تعوض العبلقات الوالدية التي لـ‬
‫تكف كافية في طفولتنا ومراىقتنا‪.‬‬

‫ٖ٘ٔ‬
‫أف نقدـ نحف (المثمييف) رعاية واشراؼ لمثمييف آخريف يبدأوف مسيرة التعافي‬ ‫٘)‬
‫أو حتى لغيرييف‪.‬‬

‫تبدأ أولى خطوات رفع الحجر عندما يساعد المعالج عميمو لكي يتصل ببعض مف‬
‫المتقدميف في مجتمع التعافي وبالذات ممف يشتركوف معو في الصفات الشخصية‬
‫والخمفية ليساعدوه في شرح طريق التعافي بطريقة أكثر عممية واختبارية ولكي يكونوا‬
‫مسانديف في وقت الشعور بالضيق أو الوحدة وىي األوقات التي يكوف فييا المثمي‬
‫السائر في طريق التعافي معرضاً لمجوء لمممارسات المثمية‪ .‬ثـ بعد ذلؾ يدخل إلى‬
‫مستو آخر بالدخوؿ لمجموعة المساندة‪ .‬كثي اًر ما يكوف الكبلـ أو حتى التواجد أماـ‬
‫ً‬
‫مجموعة مف الذكور ىو الرعب األكبر لممثمي‪ .‬أحيان ًا يحمل بعض المثمييف الطالبيف‬
‫لمتغيير مشاعر سمبية تجاه المثمييف واحتقار ليـ كإسقاط الحتقاره لنفسو ولميولو‬
‫المثمية‪ .‬كل ىذا يجعل خطوة حضور المجموعة خطوة شديدة الصعوبة عند البعض‪.‬‬

‫في البداية كثي اًر ما أشرح لطالبي التغيير أنني سوؼ أكوف بمثابة المدرب أو المدرس‬
‫صحية مع نفس‬
‫ّ‬ ‫ليـ ومف خبلؿ العبلقة بي كمعالج سوؼ أساعدىـ لعمل عبلقة‬
‫الجنس تكوف بمثابة نموذج يتبعونو مع الكثير مف األشخاص اآلخريف مف نفس الجنس‬
‫وكمما خرجنا لمخارج زاد التحدؼ وزادت الصعوبة ولكف أيض ًا تزيد الفائدة العبلجية‬
‫فالقبوؿ مف المعالج جيد لكنو في النياية ميني يتقاضى أج ًار‪ ،‬والقبوؿ مف المثمي‬
‫مشجع فيو ليس مينياً وال يتقاضى أج اًر لكنو في النياية قبوؿ مف شخص يعاني مف‬
‫نفس الميوؿ‪ .‬أما القبوؿ واالحتراـ مف شخص غيرؼ فيو يقدـ أشد درجات القبوؿ‬
‫وأكثرىا قدرة عمى تغيير الصورة الذاتية‪ ،‬فيو قبوؿ مف شخص ليس ميني ًا‬
‫وال يعاني مف نفس الميوؿ‪ .‬لذلؾ فحتى القدر القميل مف التواصل المحترـ مع الغيرؼ‬

‫ٗ٘ٔ‬
‫الذؼ يشاركو المثمي بحقيقة ميولو المثمية يؤدؼ ألكبر التأثير في قبوؿ المثمي المتعافي‬
‫لنفسو وايمانو بذكورتو وبعدـ اختبلفو عف اآلخريف مف الغيرييف‪.‬‬

‫المعالج‬

‫مثمييف متعافيف‬

‫مجموعة مف المثمييف‬

‫صديق غيري‬

‫مجموعة مف الغيرييف‬

‫الكالـ أماـ الجماعات وفي اإلعالـ‬

‫شكل (‪)ٙ‬‬

‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع المعالج‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫٘٘ٔ‬
‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔ٘ٙ‬‬
‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫تركيب المحرؾ‬
‫يتـ وضع المحرؾ "الموتور" لمترس الثالث عندما يقدـ السائر في طريق التعافي عمى‬
‫خطوة مشاركة صديق غيرؼ بميولو المثمية‪ .‬ىذا الشيء الذؼ كاف دائماً يخافو ويخفيو‬
‫عف الجميع سوؼ يقولو ألصدقائو مف الغيرييف‪ .‬كل العبلقات والصداقات مع‬
‫الغيرييف (إف ُو ِجدت) كانت دائماً مشوبة بذلؾ الشؾ‪ :‬ماذا لو عرفوا حقيقتي‪ ،‬ىل‬
‫سيظموا يعاممونني بنفس الطريقة‪ .‬يظل ىذا الياجس مانعاً لبللتحاـ الحقيقي‪ .‬االلتحاـ‬
‫الذؼ يحدث بيف األطفاؿ ويؤدؼ إلى نمو اليوية الجنسية الذكرية يحدث في الوقت‬
‫الذؼ ال يعرؼ فيو األطفاؿ أف يخفوا أسرارىـ بل يحكوف ألصداقئيـ كل شيء بل‬
‫ويعرضوف أجساميـ عمييـ وربما يقصوف عمييـ قصص وأسرار بيوتيـ‪ .‬ىذا االلتحاـ‬
‫الكامل في الطفولة بدوف عبلقات رومانسية أو جنسية أو اعتمادية‪ ،‬يؤدؼ إلى تأسيس‬

‫‪ٔ٘ٚ‬‬
‫اليوية الذكرية بينيـ‪ .‬فيشعروف أنيـ مثل بعضيـ البعض ويقضي عمى أؼ شعور‬
‫الشخصيات‬ ‫طبائع‬ ‫في‬ ‫بينيـ‬ ‫االختبلفات‬ ‫كانت‬ ‫ميما‬ ‫باالختبلؼ‬
‫أو حجـ الجسـ أو الخمفيات االقتصادية واالجتماعية والدينية والعرقية‪.‬‬
‫ىذا النوع مف االنفتاح الشديد الذؼ يحدث في الطفولة نحتاج ألف نصنعو أو عمى‬
‫األقل نقترب منو في سف الرشد‪ .‬ىذا بالطبع صعب ليس فقط ألنو كالنبات الذؼ يزرع‬
‫في غير أوانو ولكف ألنو كالنبات الذؼ نحاوؿ أف نستزرعو في بيئة مميئة بالحشائش‬
‫الضارة مف الميوؿ الجنسية المثمية والخوؼ والخزؼ واليوموفوبيا والكثير مف الجروح‬
‫واإلساءات الماضية‪ .‬لذلؾ نحتاج إلى "صوبة" نحاوؿ أف نوفر فييا درجة الح اررة‬
‫المناسبة ونخمص تربتيا مف الحشائش والحشرات الكثيرة المحيطة ونراعييا دائماً‪.‬‬

‫مشاركة صديق غيري‬


‫تقدـ الصداقات اإلنسانية غير الجنسية مع الرجاؿ الغيرييف الجذابيف جنسي ًا بالنسبة‬
‫لنا أكبر فرصة لمشفاء‪ ،‬وذلؾ ألف مثل ىؤالء يقدموف لنا فرصة لكي نغير االنجذاب‬
‫الجنسي ونحولو إلى صداقة وزمالة ومحبة أخوية‪.‬‬
‫خطوات مشاركة صديق غيرؼ عف الميوؿ المثمية‪:‬‬
‫تنمية العبلقة والكبلـ عف المشاعر والخبرات الشخصية‪.‬‬ ‫ٔ)‬
‫الكبلـ عف األسرة والخبرات في الطفولة‪.‬‬ ‫ٕ)‬
‫إذا كاف الكبلـ متبادالً‪ ،‬أؼ إذا تكمـ معؾ عف ىذه األمور أيضاً‪ ،‬واصل‬ ‫ٖ)‬
‫الحديث معو‪ .‬ربما يساعد عمى ذلؾ التواجد معاً في كورسات أو مدارس‬
‫تتحدث عف االحتياجات النفسية والتنشئة والطفولة وغير ذلؾ مثل مدرسة‬
‫"ميارات الحياة" أو "القمب الواعي" أو غيرىا‪.‬‬
‫إذا وصمنا إلى النقطة التي فييا نرػ نحف االثناف تأثير خبرات الطفولة والجوع‬ ‫ٗ)‬
‫لمحب عمى شخصياتنا وميولنا‪ ،‬نبدأ في "تعميـ" ىذا الصديق عف الميوؿ المثمية‬

‫‪ٔ٘ٛ‬‬
‫وكيف تنشأ وعبلقتيا باألسرة والعبلقة بالوالد مف نفس الجنس‪ ،‬ومف الجنس‬
‫اآلخر والجروح المختمفة‪.‬‬
‫ثـ بعد ذلؾ عممو عف العبلج وأنو يمكنو أف يساعدؾ في ىذا األمر وذلؾ بأف‬ ‫٘)‬
‫يعاممؾ بنفس الطريقة التي كاف يعاممؾ بيا في السابق‪ ،‬فبل ييممؾ وال ييتـ بؾ‬
‫أكثر مف البلزـ‪.‬‬
‫ضعوا حدوداً واضحة‪ ،‬وال تعتمد عميو أكثر مف البلزـ‪.‬‬ ‫‪)ٙ‬‬
‫يجب أف يكوف اعتمادؾ أوالً (عمى هللا ػ عمى نفسؾ ػ عمى مجموعة مف‬ ‫‪)ٚ‬‬
‫األصدقاء وليس واحد)‪.‬‬

‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع أصدقاء غيرييف‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٜٔ٘‬‬
‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫مبلحظات عف الجمسات األولى مع أصدقاء غيرييف‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٓ‪ٔٙ‬‬
‫المجتمع الروحي‬
‫ونقصد بو مجتمع اإليماف الذؼ يقدـ لنا محبة طاىرة نقية "في هللا"‪ .‬يقدموف لنا الزمالة‬
‫والصداقة والمشاركة بما فييا مف تمضية وقت في االستماع والكبلـ والتبلمس‬
‫الصحي النظيف‪ .‬بطبيعة الحاؿ يقع العبء عمينا أف نقوـ دائماً "بعدـ جنسنة" ىذه‬
‫ّ‬
‫المبلمسات‪.‬‬

‫التواصل عف ُبعد (التميفونات واإليميل)‬


‫الميزة التي يقدميا التواصل عف بعد ىي أننا نستطيع أف نحصل عمى مساندة في أؼ‬
‫وقت وفي أؼ مكاف نحتاج فيو لممساندة‪ .‬قد تكوف مف خبلؿ بعض الدقائق مف‬
‫نصية قصيرة‪ .‬مف الميـ في ىذا األمر‬
‫الحديث والتشجيع‪ ،‬أو حتى مف خبلؿ رسالة ّ‬
‫أف يكوف لدػ كل واحد منا عدد مف األشخاص الذيف يمكنيـ مساعدتو بحسب‬
‫ما يسمح وقتيـ‪ ،‬بحيث ال نعتمد عمى شخص أو شخصيف فقط‪ .‬مف الميـ أيض ًا أف‬
‫نقاوـ مشاعر اإلحباط عندما ال يرد أحد األشخاص أو يكوف مشغوالً بحيث‬
‫ال يعطينا الوقت الذؼ نتوقعو ونرغب فيو‪ .‬يجب أف نتعامل بنضوج وواقعية ونقاوـ في‬
‫أنفسنا الحساسية البالغة والميل لمشعور بالرفض والترؾ‪( .‬راقب تناقص الحساسية فيؾ‬
‫واعتبره عبلمة عمى النضوج والتقدـ لؤلماـ في التعافي)‪.‬‬

‫األسرة واألصدقاء‬
‫باألسرة نقصد اآلباء واألميات‪ ،‬والزوج والزوجة واألوالد بالنسبة لممتزوجيف‪ .‬الحصوؿ‬
‫عمى المساندة مف ىؤالء األشخاص تساعد عممية التغيير‪ .‬ربما ال تكوف العبلقات في‬
‫األسرة عمى ما يراـ وتحتاج إلى الكثير مف المصارحة والمصالحة لكي تكوف مصد اًر‬
‫لممساندة‪ ،‬ربما يكوف ىذا عم ً‬
‫بل صعب ًا لكنو شديد األىمية في مسيرة التعافي والتغيير‪.‬‬
‫لعل قصة طارؽ تمثل النموذج المثالي لصنع السبلـ مع األب ومع األسرة لذلؾ‬
‫سوؼ أضعيا ىنا بالضبط كما كتبيا وبالمغة العامية المصرية‪.‬‬

‫ٔ‪ٔٙ‬‬
‫بعد سنة وكاـ شير مف بداية رحمتى فى التعافى‪ ..‬لقيتنى بدخل فى خطوة‬
‫عمرػ ماكنت أتصورىا!‪ ..‬خطوة جعمتني أدرؾ إني ميما بحقق إنجازات فى‬
‫التعافي مف تبطيل أو تغيير‪ ،‬عمرؼ ما ىوصل لمسبلـ المي بدأت أعيشو‬
‫بعدىا‪ !...‬صارحت بابا بكل حاجة!‪ ..‬ميولي وانجذاباتي والمي عممو أخويا‬
‫تجاىو‪!...‬‬ ‫زماف!‪ ..‬وفوؽ كل ده‪ ،‬صارحتو وواجيتو بكل مشاعرؼ‬

‫بابا بالنسبة لي كاف غريب‪ ..‬مرفوض‪ ..‬بعيد أوؼ‪ ..‬كاف بالنسبة لي بيمثل‬
‫كل شيء سيء ومكروه في الحياة!‪ ...‬كنت بكره وجوده!‪ ..‬مجرد إني أشوفو‬
‫أماـ عينيا!‪ ..‬مجرد أسمع صوتو أو إنو يممسني‪ ..‬أو حتى يحاوؿ يقرب‬
‫الكره المي‬
‫مني!‪ ...‬وخصوصا بعد ما بدأت التعافي‪ ..‬قد إيو مشاعر الرفض و ُ‬
‫جوايا تجاىو زادت واشتعمت يوـ عف يوـ‪ ..‬لغاية ما وصمنا لمحظة‬
‫االنفجار!‪ ...‬لكف الغريب إنو ماكانش انفجار عمى قد ما كاف غسيل!‪ ..‬أنا‬
‫سيل‬ ‫ماكانش‬ ‫الموضوع‬ ‫صحيح‬ ‫جوايا!‪...‬‬ ‫مف‬ ‫اتغسمت‬
‫وال بسيط‪ ..‬الحكاية كانت في منتيى األلـ‪ ..‬وبعد ما كل األلـ والغضب المي‬
‫جوايا خرج‪ ،‬لقيت بابا بيفتحمي دراعاتو!‪ ...‬أوؿ مرة أترمي في حضنو!‪ ..‬أوؿ‬
‫أب‪!!..‬‬ ‫مرة أحس إف ليا أب‪ ..‬وأحس أصبل بمعنى كممة‬

‫أخي ار بقيت قادر أتنفس زؼ زماف‪ ..‬زماف أوؼ!‪ ...‬بعد المي حصل ده انا‬
‫حاسس بكبراف ونضج وأماف غير طبيعي!‪ ...‬وقبل كل ده حاسس بسبلـ‬
‫داخمي مش قادر أوصفو! لكف الغريب إني يوـ عف يوـ بكتشف حاجة عجيبة‬
‫جدا!‪ ..‬أنا وبابا مااتغيرناش!‪ ..‬أنا لسة برفض عيوب كتير في شخصيتو‪..‬‬
‫لكف بقيت أالقي نفسي دلوقتي قادر أرفض عيوبو‪ ،‬مف غير‬
‫ما أرفض وجوده!‪ ...‬بابا زؼ ما ىو‪ ..‬انا المي نظرتي تجاىو اتغيرت‪ ،‬بعدما‬
‫غسمت نفسي وقدرت أعبر عف مشاعر تجاىو‪ ..‬كانت مكبوتة جوايا‬

‫تانية‪!...‬‬ ‫تماـ زؼ عبلقتي بربنا ما اتغيرت بعدما بقيت شايف وجوده بعيوف‬
‫أما بقى مسألة إني أواجو أخويا و(انفجر فيو) زؼ بابا ما بيطمب مني‪ ..‬أنا‬
‫بصراحة بقيت حاسس إني خبلص ما بقيتش جوا الدايرة دؼ!‪ ...‬بقيت‬
‫حاسس إني أكبر مف االنتقاـ أو حتى الغفراف! يمكف بعد شوية موقفي ده‬
‫يتغير‪ ..‬لكف أىـ حاجة إني مش ىعيش غير المي حاسس بيو!‪ ..‬وأىـ حاجة‬

‫ٕ‪ٔٙ‬‬
‫تشويش‪!!..‬‬ ‫كماف دلوقتي إني عاوز أستوعب عبلقتي بأبويا‪ ..‬مف غير‬
‫قد ايو بتبقى عبلقاتنا ممتعة‪ ،‬لما بنشوفيا عمى حقيقتيا!‪ ..‬ونعترؼ بالشروخ‬
‫والشوائب المي فييا! قد ايو لما بنتكمـ ونصرخ ونخرج مف دايرة الكبت ‪..‬‬
‫بنبتدؼ نشوؼ كل حاجة عمى حقيقتيا‪ ..‬مف غير القشرة المزيفة المي‬
‫استخبينا تحتيا سنيف!! دؼ مش مواعع وال شعارات‪ ..‬دؼ معاني بعيشيا كل‬
‫يوـ في مسيرة التعافي‪ ..‬وأتمنى أفضل أعيشيا‪ ،‬آلخر لحظة في عمرؼ‪ ...‬أنا‬
‫وكل المي معايا فييا‪ ..‬لنصل إلى السبلـ‪ .‬تحياتي‪.‬‬

‫مبلحظات عف محاوالت صنع السبلـ مع األب واألىل مف الذكور (األخ‪ ،‬العـ‪،‬‬


‫الخاؿ‪ ،‬إلخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖ‪ٔٙ‬‬
‫الرياضة المنظمة‬
‫لعب الرياضة المنظمة في فرؽ لكرة القدـ أو كرة السمة أو الكرة الطائرة لو فوائد كبيرة‪.‬‬
‫أىميا شفاء جروح الطفولة المرتبطة بالرياضة مثل‪ .‬النظرة السمبية واالستيزاء‬
‫واالحتقار والرفض الذؼ حصمنا عميو بسبب عدـ إجادتنا لعب الكرة‪ .‬قد ال تبدو ىذه‬
‫األمور ميمة بالنسبة لنا اآلف‪ ،‬ولكف عندما كنا أطفاالً كانت ميمة جداً‪ .‬وىي ال تزاؿ‬
‫ميمة لمطفل الداخمي الذؼ يبحث عف القبوؿ مف نفس الجنس‪ ،‬ويجعمنا نبحث عنو‬
‫جنسياً‪ .‬نحف نحتاج لمقبوؿ "رياضياً" مف رجاؿ غيرييف يجيدوف لعب الكرة‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يقبموف طريقة لعبنا المتواضعة‪ ،‬لكي نشفى مف جراح الطفولة الرياضية‪.‬‬

‫خبرات الجروح في مجاؿ الرياضة (لعب الكرة) التعرض لمسخرية واالستيزاء والرفض‬
‫والعزؿ‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٗ‪ٔٙ‬‬
‫الروحانية‬
‫الروحانية نقصد بيا العبلقة مع هللا وىي أعمق بكثير مف مجرد أداء الفروض الدينية‪.‬‬
‫ىذه الروحانية تنمو ب التأمل والصبلة االرتجالية "الدعاء" باإلضافة لمصموات الطقسية‬
‫المعتادة وأيضاً مف خبلؿ دراسة النصوص الدينية بطريقة تؤكد عمى العبلقة العميقة‬
‫باهلل بدالً مف مجرد الحراـ والحبلؿ‪ .‬ال يدؼ ىنا ىو أف ننظر ألنفسنا ونتأكد مف أف‬
‫ىويتنا ليست في الجنس المثمي أو الغيرؼ‪ .‬ىويتنا في أننا مخموقوف مف هللا ومحبوبوف‬
‫منو‪.‬‬

‫تأثير المثمية عمى روحانيتؾ (عبلقتؾ باهلل سبحانو وتعالى) وتأثير عبلقتؾ باهلل عمى‬
‫موقفؾ مف الميوؿ المثمية‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫٘‪ٔٙ‬‬
‫ميارات التواصل‬
‫‪ ‬النظر في العينيف‬
‫‪ ‬التبلمس المناسب (بحسب العبلقة)‬
‫‪ ‬المغة المسئولة (الكبلـ بصيغة "أنا" و"أنت")‬
‫االستماع المتمعف‬ ‫‪‬‬

‫المقصود باالستماع المتمعف‪ ،‬االستماع الذؼ ييدؼ الوصوؿ لممعنى الحقيقي الذؼ‬
‫يريد اآلخر أف يقولو‪ .‬لبلستماع المتمعف خطوات وىي‪:‬‬
‫تبلقي العينيف (يميل البعض لتفادؼ النظر لآلخريف في عيونيـ بسبب الخجل‬ ‫ٔ)‬
‫أو الخوؼ)‬
‫محاولة تفيـ وجية نظر اآلخر (رؤية الدنيا مف منظوره ىو)‬ ‫ٕ)‬
‫مبلحظة لغة الجسد لدػ اآلخر‪ .‬ما الذؼ يعكسو جسده؟ (ىل يتجنب النظر‬ ‫ٖ)‬
‫في العي نيف؟ ىل ييز أحد أجزاء جسده بطريقة تدؿ عمى التوتر؟ ىل تدؿ‬
‫تعبيرات وجيو عمى الغضب؟ إلخ)‬
‫األسئمة مفتوحة النياية‪.‬‬ ‫ٗ)‬
‫إعادة ما يقولو بصياغة أخرػ لمتأكيد عمى الفيـ والقبوؿ‪.‬‬ ‫٘)‬

‫‪ٔٙٙ‬‬
‫أمثمة لمحاوالت حل صراع قديمة فاشمة (مع األب‪ ،‬مع األـ‪ ،‬مع اإلخوة واألخوات‪ ،‬مع‬
‫األصدقاء والزمبلء‪ ،‬مع الرؤساء في العمل) مرات فقدت فييا أعصابؾ وانفعمت‬
‫وانسحبت‪ ،‬وربما تركت العمل‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٙٚ‬‬
‫مثاؿ‪:‬‬
‫قل لي ماذا حدث عندما شاركت صديقؾ بميولؾ المثمية؟ (سؤاؿ مفتوح)‬ ‫‪-‬‬
‫قمت لو أف ىناؾ سر لـ أقمو لؾ طواؿ عمرؼ؟ ‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيف شعرت عندما قمت ىذا؟ (سؤاؿ مفتوح)‬ ‫‪-‬‬
‫شعرت وكأني سوؼ أختنق‬ ‫‪-‬‬
‫مف فرط الخوؼ شعرت وكأنؾ نفسؾ سوؼ يتوقف (إعادة صياغة)‬ ‫‪-‬‬
‫نعـ‪ .‬لكني شجعت نفسي وتذكرت ما قمناه في المجموعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيف شعرت عندما ذكرت نفسؾ بما قمناه في المجموعة (سؤاؿ مفتوح)‬ ‫‪-‬‬
‫شعرت ببعض الطمأنينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كأف تذكرؾ لمكبلـ الذؼ قمناه في المجموعة طمأنؾ (إعادة صياغة)‬ ‫‪-‬‬
‫ثـ ماذا حدث بعد ذلؾ؟ (سؤاؿ مفتوح)‬ ‫‪-‬‬
‫بدأت أكممو عف طفولتي وعالقتي بأبي وأمي والعالقة بينيما وعالقة كل‬ ‫‪-‬‬
‫منيما بي‪.‬‬
‫يبدو أنؾ تكممت طويبلً (تعميق)‬ ‫‪-‬‬
‫نعـ حوالي ساعة‬ ‫‪-‬‬
‫وىو ىل كاف يشاركؾ بأمور مف حياتو الشخصية أيضاً؟‬ ‫‪-‬‬
‫نعـ‬ ‫‪-‬‬
‫كيف شعرت عندما فعل ذلؾ؟ (سؤاؿ مفتوح)‬ ‫‪-‬‬
‫شعرت أف حياتو تشبو حياتي لحد كبير؟‬ ‫‪-‬‬
‫شعرت أنو ال يوجد فرؽ كبير بينكما (إعادة صياغة)‬ ‫‪-‬‬
‫نعـ وىذا شجعني أف أشاركو بصراعي مع الميوؿ المثمية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ٔٙٛ‬‬
‫‪Conflict Resolution‬‬ ‫حل المشكبلت التي تنشأ مع اآلخريف (تنقية األجواء)‬
‫يقوـ بتحديد ما حدث أو ما قالو أو فعمو شخص آخر جعمو يختبر رد فعل‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫عنيف (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬يا فبلف عندما تركتني ومشيت بينما كنت‬
‫أشارؾ‪...‬‬
‫يحترـ مشاعره ويعبر عنيا باستخداـ لغة مشاعر (حزيف ػ غضباف ػ خائف ػ‬ ‫ثانياً‪:‬‬
‫فرحاف) (ىذا جعمني أشعر بالغضب والجرح واإلحراج)‬
‫يفحص األفكار أو األحكاـ التي نشأت داخمو نتيجة لمموقف أو الكبلـ الذؼ‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫قيل ويصححو إذا كاف ىناؾ خطأ‪( .‬عمى سبيل المثاؿ‪ :‬مافعمتو جعمني أظف‬
‫أنؾ تحتقرني‪).‬‬
‫يحدد رغباتو واحتياجاتو التي يتمنى أف يحترميا اآلخروف (ما أطمبو منؾ ىو‬ ‫رابعاً‪:‬‬
‫أف تظل جالساً وتسمعني بينما أشارؾ حتى ولو لـ تكف موافقاً مع‬
‫ما أقولو‪".‬‬
‫خامساً‪ :‬يقوؿ ما ىو عمى استعداد أف يعطيو أيض ًا (وبالنسبة لي سوؼ أظل أحترمؾ‬
‫وأسمعؾ حتى ولو كنت غير موافق عمى ما تقولو‪( .‬حاوؿ أف تجعل الخمسة‬
‫عناصر في نفس الطوؿ وتجنب أف تعع أو تمقي محاضرة خاصة عند الجزء‬
‫الخاص بأفكارؾ!)‬

‫مبلحظات عف خبرات نجاح في حل الصراع‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٜٔٙ‬‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________‬
‫________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫النوح مع اآلخريف‬
‫تعد ممارسة بعض تقنيات التبلمس مع مشاعر النوح الداخمية أماـ آخريف مف أىـ‬
‫الممارسات التي تؤدؼ لمتقدـ السريع لكل التروس معاً‪.‬‬

‫‪ ‬شفاء الذكريات ‪Healing of Memories‬‬


‫‪ ‬التركيز ‪Focusing‬‬
‫‪ ‬شفاء الجروح الخاصة بصورة الجسد ‪Healing body image wounds‬‬
‫‪ ‬األحضاف ‪Holding‬‬
‫‪ ‬لعب األدوار ‪Role Playing‬‬
‫‪ ‬السيكودراما ‪Psychodrama‬‬

‫ٓ‪ٔٚ‬‬
‫‪ ‬إخراج طاقة الغضب ‪Bioenergetics‬‬
‫‪Memory Healing‬‬ ‫شفاء الذكريات‬
‫الخطوة األولى‪ :‬تذكر الموقف (المواقف) الجارحة‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬إعادة اختبار المشاعر (نحتاج آلخريف لكي نشعر معيـ بيذه‬
‫المشاعر‪ .‬نبكي معيـ)‬
‫استكشاؼ المعتقدات المحورية ‪ Core Beliefs‬التي نشأت مف ىذه‬ ‫الخطوة الثالثة‪:‬‬
‫الجروح (عمى سبيل المثاؿ‪ :‬أنني ببل قيمة ‪ ،‬أنني متروؾ‪ ،‬الخ)‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬تصحيح المعقتدات المحورية الناشئة عف الجرح‪.‬‬

‫الموقف (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو‪ ،‬كاف أخي‬
‫يضربني باستمرار‪ ،‬كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية‪ ،‬كانت أمي تسخر مني‪ ،‬كاف‬
‫البنات يقولوف لي‪ :‬انتي أختنا الصغيرة!" الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الشعور (الحزف‪ ،‬الغضب‪ ،‬الخزؼ‪ ،‬الخ)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٔ‪ٔٚ‬‬
‫____________________________________________________‬

‫المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف‪ ،‬أنا مختمف‪ ،‬أنا مرفوض‪ ،‬جسمي ضئيل‪ ،‬ال‬
‫يمكف أف أكوف رجل‪ ،‬الغيريوف عنفاء‪ ،‬البنات قويات‪ ،‬الجنس ىو الطريقة الوحيدة‬
‫لمتواصل مع الرجاؿ‪ ،‬ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ‪ ،‬أنا مولود ىكذا‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف‪،‬‬
‫سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف‬
‫الرجاؿ‪ ،‬امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني‬
‫لست ذك اًر‪ ،‬إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير‬
‫ميـ‪ ،‬إلخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕ‪ٔٚ‬‬
‫الموقف (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو‪ ،‬كاف أخي‬
‫يضربني باستمرار‪ ،‬كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية‪ ،‬كانت أمي تسخر مني‪ ،‬كاف‬
‫البنات يقولوف لي‪ :‬انتي أختنا الصغيرة!" الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الشعور (الحزف‪ ،‬الغضب‪ ،‬الخزؼ‪ ،‬الخ)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫المعتقدات المحورية الناشئ ة (أنا ضعيف‪ ،‬أنا مختمف‪ ،‬أنا مرفوض‪ ،‬جسمي ضئيل‪ ،‬ال‬
‫يمكف أف أكوف رجل‪ ،‬الغيريوف عنفاء‪ ،‬البنات قويات‪ ،‬الجنس ىو الطريقة الوحيدة‬
‫لمتواصل مع الرجاؿ‪ ،‬ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ‪ ،‬أنا مولود ىكذا‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖ‪ٔٚ‬‬
‫تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف‪،‬‬
‫سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف‬
‫الرجاؿ‪ ،‬امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني‬
‫لست ذك اًر‪ ،‬إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير‬
‫ميـ‪ ،‬إلخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الموقف (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو‪ ،‬كاف أخي‬
‫يضربني باستمرار‪ ،‬كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية‪ ،‬كانت أمي تسخر مني‪ ،‬كاف‬
‫البنات يقولوف لي‪ :‬انتي أختنا الصغيرة!" الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الشعور (الحزف‪ ،‬الغضب‪ ،‬الخزؼ‪ ،‬الخ)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٗ‪ٔٚ‬‬
‫المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف‪ ،‬أنا مختمف‪ ،‬أنا مرفوض‪ ،‬جسمي ضئيل‪ ،‬ال‬
‫يمكف أف أكوف رجل‪ ،‬الغيريوف عنفاء‪ ،‬البنات قويات‪ ،‬الجنس ىو الطريقة الوحيدة‬
‫لمتواصل مع الرجاؿ‪ ،‬ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ‪ ،‬أنا مولود ىكذا‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف‪،‬‬
‫سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف‬
‫الرجاؿ‪ ،‬امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني‬
‫لست ذك اًر‪ ،‬إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير‬
‫ميـ‪ ،‬إلخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫٘‪ٔٚ‬‬
‫الموقف (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو‪ ،‬كاف أخي‬
‫يضربني باستمرار‪ ،‬كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية‪ ،‬كانت أمي تسخر مني‪ ،‬كاف‬
‫البنات يقولوف لي‪ :‬انتي أختنا الصغيرة!" الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫الشعور (الحزف‪ ،‬الغضب‪ ،‬الخزؼ‪ ،‬الخ)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف‪ ،‬أنا مختمف‪ ،‬أنا مرفوض‪ ،‬جسمي ضئيل‪ ،‬ال‬
‫يمكف أف أكوف رجل‪ ،‬الغيريوف عنفاء‪ ،‬البنات قويات‪ ،‬الجنس ىو الطريقة الوحيدة‬
‫لمتواصل مع الرجاؿ‪ ،‬ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ‪ ،‬أنا مولود ىكذا‪ ،‬الخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٚٙ‬‬
‫تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف‪،‬‬
‫سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف‬
‫الرجاؿ‪ ،‬امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني‬
‫لست ذك اًر‪ ،‬إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير‬
‫ميـ‪ ،‬إلخ)‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٚٚ‬‬
‫‪Focusing‬‬ ‫التركيز‬
‫في بداية الستينات بدأ البروفيسور يوجيف جندلف ‪ Eugen Gendlin‬مف جامعة شيكاغو‬
‫بحثاً يحاوؿ اإلجابة عف السؤاؿ‪ " :‬لماذا يفيد العبلج النفسي بعض العمبلء وال يفيد‬
‫البعض اآلخر؟"‪ .‬المنطق البسيط يقوؿ أف السبب يكمف في أسموب المعالج مثل‬
‫الذكاء و األصالة والقدرة عمى المواجدة واالستماع والقبوؿ‪ .‬لكف جاءت النتائج عكس‬
‫ذلؾ‪ .‬لقد كاف المعالجوف عمى نفس المستوػ في العينتيف (الذيف استفادوا) و(الذيف لـ‬
‫يستفيدوا) فما الفرؽ إذاً؟ عندما بدأ الباحثوف يفحصوف الفروؽ بيف العمبلء وجدوا أف‬
‫العمبلء الذيف يستفيدوف مف العبلج ىـ العمبلء الذيف ال يتكمموف بسرعة بل يصمتوف‬
‫أثناء الحوار ويفشموف في التعبير ويصارعوف لكي يجدوا الكممة المناسبة لممشاعر‬
‫التي يشعروف بيا‪ .‬فيقولوف مثبلً‪ .. :‬ىمـ‪ .‬أه‪ ..‬ال‪ ..‬مش غضب لكف‪...‬يمكف خوؼ؟‬
‫ال أدرؼ! عادة ما يستطيع ىؤالء العمبلء أف يقولوا أنيـ يشعروف بيذه المشاعر في‬
‫أجسادىـ‪ .. :‬ىنا في صدرؼ‪ ..‬زؼ ما يكوف حاجة طابقة عمي ‪ ..‬زؼ ما تكوف فيو‬
‫ّ‬
‫عُقدة في معدتي‪ ..‬بكممات أبسط‪ .‬العمبلء الذيف عادة ما يستفيدوف مف العبلج ىـ‬
‫الذيف لدييـ وعي بأجسادىـ أثناء جمسات العبلج‪ .‬بينما العمبلء الذؼ ال يستفيدوف‬
‫كثي اًر ىـ الذيف يعيشوف في عقوليـ‪ .‬وبيذه الطريقة بدأ الدكتور جندلف يعمـ ىذه‬
‫الميارة الفعالة لتحقيق الشفاء الوجداني وىي ميارة "التركيز" ػ التركيز مع المشاعر‬
‫‪What you feel, you can heal.‬‬ ‫وتأثيرىا في الجسد ‪ ...‬ما تشعر بو ‪ ..‬تشفيو!‬

‫‪ٔٚٛ‬‬
‫ست خطوات لممارسة التركيز‬

‫ٔ‪ .‬افسح مكاف‬


‫التركيز ىو ميارة االستماع لشيء بداخمؾ يريد أف يتواصل معؾ‪ .‬ىذه الشيء‬
‫بداخمؾ خجوؿ جداً مثل طفل صغير (بل ىو الطفل الداخمي الصغير) لذلؾ‬
‫يجب أف تطمأنو قبل أف تستمع إلى رسالتو‪ .‬امنحو تركيزؾ التاـ‪ .‬ضع كل‬
‫حياتؾ جانباً وافسح لو مكاناً‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬اشعر بالمشاعر في جسدؾ‬


‫تعمـ أف تكوف عمى عبلقة بمشاعرؾ‪ .‬عندما تكوف في عبلقة مع خبرتؾ الداخمية‬
‫تجعمؾ تستطيع أف تكوف "مع" مشاعرؾ وليس "فييا"‪ .‬مف السيل أف ندخل في‬
‫المشاعر وتغمرنا‪ .‬لكي ال تغمرنا نحتاج ألف نتعامل معيا‪ .‬لكيبل يغرقنا البحر‬
‫"في" مياىو يجب أف نتعمـ أف نصنع عبلقة جيدة "مع" ىذه المياه فنعوـ معيا‪.‬‬
‫اختر مشكم ًة أو صراعاً دخمت فيو مؤخ اًر وحاوؿ أف تتعرؼ عمى الشعور الذؼ‬
‫تشعر بو في جسدؾ‪ .‬في الصدر‪ ،‬في البطف‪ ،‬في الذراعيف‪ ،‬في الرقبة‪ ،‬في‬
‫الخاصرة‪ ،‬الخ‪( .‬مف الممكف أف يكوف في أكثر مف مكاف)‪ .‬اقض وقتاً حتى‬
‫تستطيع أف "تتبلمس" مع ىذه األحاسيس‪ .‬حدد مكاف ىذه المشاعر‪ .‬ثـ اختر‬
‫الشعور األقوػ فييا‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬امسؾ بالمشاعر‬


‫ما ىي نوعية ىذه األحاسيس التي تشعر بيا؟ اعطيا اسماً‪ .‬كممة أو عبارة‬
‫(حزيف‪ ،‬غاضب‪ ،‬سعيد‪ ،‬خائف‪ ،‬جائع لمحب‪ ،‬وحيد‪ ،‬كاره‪ ،‬إلخ‪ )..‬اقض وقت ًا‪.‬‬
‫ربما يتغير أكثر مف مرة االسـ الذؼ تعطيو لمشعور‪ .‬كف صبو اًر‪ .‬كف مستمعاً‬
‫جيداً لجسدؾ ومشاعرؾ‪ ،‬كف منتبياً لقمبؾ وىو يتكمـ‪ .‬كف والداً جيداً لطفمؾ‬
‫الداخمي‪.‬‬

‫‪ٜٔٚ‬‬
‫ٗ‪ .‬اربط بيف المشاعر والكممات‬
‫وعد بيف الكممة‪/‬العبارة و الشعور المحسوس في الجسد حتى يتـ الربط‬‫اذىب ُ‬
‫بينيما‪ .‬إ ذا لـ تشعر بالمواءمة بيف الكممة والشعور المحسوس في الجسد‪ ،‬اختر‬
‫كممة أخرػ حتى تشعر بالتوافق‪ .‬بعد الوصوؿ لمتوافق التاـ اصمت واسترح‬
‫لدقيقة‪ .‬فقط كف ىادئاً‪.‬‬

‫٘‪ .‬اسأؿ أسئمة‬


‫"ما الذؼ في األمر يجعمؾ(غاضب ًا‪/‬خائفاً‪/‬حزين ًا)"؟ ثـ انصت‪.‬‬
‫سوؼ يبدأ العقل في تقديـ اإلجابات لكف يجب أف تعرؼ أف العقل ليس ىو‬
‫الذؼ يمتمؾ الحقيقة األعمق‪ .‬دع العقل يحاوؿ لكف الحقيقة األعمق سوؼ تأتي‬
‫مف "تحت" مف الجسد‪ .‬كف صبو اًر‪ .‬اسأؿ نفسؾ مرة أخرػ وكرر السؤاؿ وكف‬
‫والداً جيداً لطفمؾ وراعياً جيداً لجسدؾ‪ .‬عندما تجد التعبير المناسب سوؼ تشعر‬
‫بالراحة‪.‬‬
‫عن دئذ اسأؿ نفسؾ‪" :‬ما الذؼ تحتاجو؟" ثـ انتظر واسمع‪ .‬ربما كل الذؼ كنت‬
‫تحتاجو ىو مجرد التعبير‪ .‬ربما لديؾ احتياج محدد‪ .‬استمع كوالد جيد لتتعرؼ‬
‫عمى احتياج طفمؾ‪.‬‬
‫ال تقـ بتقديـ وعود زائفة‪ .‬ال تقدـ لنفسؾ وعوداً ال تستطيع أف تقدميا‪ .‬ربما تحتاج‪:‬‬
‫أف تحصل أو حتى تعبر عف حق ما‪.‬‬ ‫ػ‬
‫أف تحصل عمى راحة أو ترفيو أو متعة‬ ‫ػ‬
‫أف تغفر لنفسؾ‬ ‫ػ‬

‫‪ .ٙ‬اشكر جسدؾ وقمبؾ ألنو شارؾ معؾ ما يشعر بو‪.‬‬


‫تذكر أف جوىر التركيز ىو أف تكوف لؾ عالقة جيدة بداخمؾ (قمبؾ‪ ،‬ذاتؾ‬
‫الحقيقية‪ ،‬مشاعرؾ‪ ،‬جسدؾ)‬

‫ٓ‪ٔٛ‬‬
‫تعميقات بعد التدريب‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٔ‪ٔٛ‬‬
‫‪Healing Body Image Wounds‬‬ ‫شفاء الجروح الخاصة بصورة الجسد‬
‫ٔ‪ .‬حدد الجرح‪:‬‬
‫كف محدداً بشأف الجزء مف الجسد (الصدر ػ األرداؼ ػ القضيب ػ الخ)‪.‬‬ ‫*‬
‫الرس حتى القدميف‪.‬‬
‫ابدأ مف أ‬ ‫*‬
‫ثـ مف القدميف لمرأس‪.‬‬ ‫*‬
‫بما في ذلؾ الجزء الذؼ تشعر تجاىو شعو اًر سيئ ًا‬ ‫*‬

‫ٕ‪ .‬ما الذؼ حدث وتسبب في ىذا الجرح؟ تذكر األحداث‬


‫كف محدداً بشأف كل حدث مرتبط بذلؾ الجزء مف الجسـ‬ ‫*‬

‫ٖ‪ .‬ما ىي المعتقدات التي بدأت تعتقدىا بسبب ىذا الجرح‬


‫كف محدداً بشأف كل عضو‬ ‫*‬
‫معتقدات عف نفسؾ (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬أنا نحيف لمغاية)‬ ‫ػ‬
‫معتقدات عف اآلخريف (البدناء أكثر قيمة مني)‬ ‫ػ‬

‫ٗ‪ .‬ما الذؼ تحتاجو لتشفي ىذا الجرح؟‬


‫قـ بنفسؾ بخمق طقوس أو ممارسات عبلجية تعالج ىذا الجرح (عمى سبيل‬ ‫*‬
‫صحي‪ ،‬الخ)‬
‫المثاؿ‪ ،‬الذىاب لصالة األلعاب‪ .‬اتباع نظاـ غذائي ّ‬
‫طبق أساليب عبلجية مختمفة لشفاء ىذا الجرح (عمى سبيل المثاؿ‪ ،‬تدريب‬ ‫*‬
‫المرآة)‬

‫٘‪ .‬ما ىي معتقداتؾ اآلف عف ىذا الجزء مف جسمؾ؟ عف اآلخريف؟‬


‫أ ‪ .‬استبدؿ األفكار السمبية بأخرػ إيجابية‬
‫ب‪ .‬كرر ىذه العبارات اإليجابية أماـ المرآة‪ ،‬معطياً كرامة لجسدؾ الذؼ يتمتع‬
‫بالصحة والذكورة والجماؿ‬
‫ّ‬
‫جدت بداخمؾ نوح‬
‫ج‪ُ .‬نح عمى ىذه الجروح إف َو َ‬
‫د‪ .‬احتفل بطبيعتؾ الجنسية (كذكر ػ أنثى)‬

‫ٕ‪ٔٛ‬‬
‫تعميقات بعد التدريب‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖ‪ٔٛ‬‬
‫تدريب المرآة‬
‫ىذا التدريب يستخدـ لتحديد بعض الجروح المحددة الخاصة بصورة الجسد وعممية‬
‫الشفاء‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬اجعل عميمؾ يرتدؼ المايوه ويقف أماـ مرآة كبيرة بطولؾ‪ .‬قف أنت بجانبو‬

‫ٕ‪ .‬اطمب منو أف يبدأ مف رأسو أو مف قدميو في وصف كيف يشعر تجاه كل جزء‬
‫مف أجزاء جسده‬

‫ٖ‪ .‬بحسب الوقت المتاح‪ .‬ربما نحتاج لمدخوؿ في تاريخ كل جزء مف أجزاء الجسد‪.‬‬
‫عمى سبيل المثاؿ‪:‬‬
‫(أخي األكبر كاف يضربني عندما كاف عمرؼ ‪ ٚ‬سنوات‪ ،‬كاف يضرب‬ ‫‪-‬‬
‫وجيي بيده وكاف يضربني عمى بطني أيضاً ػ مازلت أشعر باأللـ في ىذه‬
‫األماكف)‪.‬‬
‫عندما كاف عمرؼ ثماف سنوات أحد جيراننا أرغمني عمى ممارسة الجنس‬ ‫‪-‬‬
‫الفمي معو ووضع عضوه في فمي بالعافية‪ .‬مازلت أشعر بعضوه في فمي‪.‬‬
‫كاف عضوه كبي اًر جداً وكاف يؤلمني في فمي‪ .‬أنا أشعر أف عضوؼ صغير‬
‫جدًا! (كانت نظرة الطفل لمعضو أنو عمبلؽ بينما كاف حجمو طبيعياً‪ ،‬لذلؾ‬
‫ىو يظف أف عضوه صغير أكثر مف البلزـ بينما ىو طبيعي)‬
‫كاف أخي يتيكـ عمى حجـ عضوؼ!‬ ‫‪-‬‬
‫كانت أمي تتيكـ مف نحافتي وتيتـ باألطفاؿ السماف!‬ ‫‪-‬‬
‫أشعر أنني سميف جدأً بشكل مضحؾ ومخزؼ!‬ ‫‪-‬‬
‫أكره صدرؼ‪ ،‬أنو مثل صدر النساء!‬ ‫‪-‬‬
‫أردافي ممتمئة مثل النساء!‬ ‫‪-‬‬
‫ساقاؼ رفيعتاف جداًّ!‬ ‫‪-‬‬

‫ٗ‪ٔٛ‬‬
‫ٗ‪ .‬بعد االنتياء‪ ،‬يمكنؾ أف تسألو إف كاف يحتاج إلى مساعدة لمعمل في أؼ مف‬
‫ىذه األمور (عمى سبيل المثاؿ الكبلـ عف حجـ العضو أو عف السمنة‪ .‬يمكف‬
‫استخداـ أكثر مف أسموب مثل الحوار الصوتي (مع الجزء مف الجسـ‪ ،‬أو‬
‫السيكودراما‪ ،‬أو غير ذلؾ)‪.‬‬
‫يمكف استخداـ ىذا التدريب في إطار المجموعة‪ .‬اجعل المجموعة تنقسـ إلى أزواج وكل‬
‫واحد يقف أماـ اآلخر ويشاركو بما يراه في أجزاء جسده (بعد أف يقدـ المعالج نموذجاً أماـ‬
‫الجميع) بالدور اشترؾ مع كل زوج بالترتيب‪ .‬ثـ في النياية اعط وقتاً لممشاركة كيف شعر‬
‫كل واحد وكيف استفاد‪ .‬قـ بمساندة مف يشعر بصعوبة في عمل التدريب‪.‬‬

‫واجب‬
‫في البيت قف أماـ مرآة طويمة عاريًا واجعل كل جزء مف أجزاء جسدؾ يقوؿ الحقيقة‬
‫(التي قاليا لؾ المعالج واآلخريف‪ ،‬حتى لو لـ يكف عقمؾ مقتنعاً بيا‪ .‬صدؽ اآلخريف!)‬
‫اجعػػل قػػدمؾ تقػػوؿ مػػا تريػػده‪( .‬قػػدمي تقػػوؿ‪ :‬أنػػا قػػدـ جميمػػة مكتممػػة الػذكورة وقويػػة‬ ‫ػ‬
‫وقد حممتؾ لمدة خمس وعشريف سنة!)‬
‫اجعل صدرؾ يقوؿ الحقيقة‪( .‬أنػا ممتمػئ قمػيبلً لكنػي لسػت صػدر امػرأة‪ .‬أنػا صػدر‬ ‫ػ‬
‫رجل مكتمل الرجولة)‬
‫اجعل عضوؾ التناسمي يقوؿ الحقيقة‪( .‬ربما أنا لسػت ضػخماً لكنػي كبيػر بمػا فيػو‬ ‫ػ‬
‫الكفاية‪ .‬مف حقي أف تحترمني!)‬
‫بعد أف تتكمـ األعضاء‪ .‬تكمـ أنت إلييا‬ ‫ػ‬
‫ِ‬
‫أنت قدمي الجميمة القوية‪ .‬أنا فخور بؾ‪ .‬لقد حممتيني خمسة وعشريف سنة‪.‬‬ ‫ػ‬
‫أنت صدرؼ القوؼ‪ .‬أنا فخور بؾ!‬ ‫ػ‬
‫أنت عضوؼ الذكرؼ القوؼ‪ .‬أفتخر بامتبلكؾ!‬ ‫ػ‬
‫اجعل العميل يكتب ىذه العبارات ويريؾ إياىا في الجمسة التالية‪ .‬شجعو عمى تكرار‬
‫التدريب في البيت عدة مرات‪.‬‬

‫٘‪ٔٛ‬‬
‫تعميقات بعد التدريب‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٔٛٙ‬‬
‫‪Holding Therapy‬‬ ‫األحضاف‬
‫في البداية يجب التأكيد أف ممارسة ىذا النوع مف العبلج يجب أف تحدث مف خبلؿ‬
‫اآلباء الطبيعييف بالنسبة لؤلوالد أو األميات الطبيعيات لمبنات‪ .‬وىذا بالطبع في حالة‬
‫ما إذا تـ صنع السبلـ معيـ‪/‬معيف‪ .‬أو مع أشخاص بدالء عف اآلباء واألميات مف‬
‫الغيرييف األكبر سناً والذيف شاركناىـ بطبيعة ميولنا ومسيرة تعافينا‪.‬‬

‫‪Role Playing‬‬ ‫لعب األدوار‬


‫ربما مف خبلؿ "الكرسي الفارغ" الذؼ يمكف أف ُ"نجمس عميو" األب أو األخ أو العـ‬
‫الذؼ كاف السبب في الجرح والمشا عر المؤلمة التي نحمميا مف سنيف ونقوؿ لو كل ما‬
‫لـ نقمو ونعبر أمامو عما لـ نعبر عنو مف غضب‪ .‬واحباط‪.‬‬

‫‪Bioenergetics‬‬ ‫إخراج طاقة الغضب‬


‫يدفف النساء غضبيف خمف دموعيف ويدفف الرجاؿ دموعيـ خمف غضبيـ‪ .‬بالنسبة‬
‫لمرجاؿ المنفصميف عف ىويتيـ الذكورية فيـ يتصرفوف كالنساء فيدفنوف غضبيـ خمف‬
‫دموعيـ أو خوفيـ‪ .‬ربما يمكف إخراج طاقة الغضب مف خبلؿ ضرب أحد المخدات‬
‫مثبلً‪.‬‬
‫أخبرني حساـ أنو افتعل شجا اًر مع موظف الحسابات الذؼ يعمل في الورشة‬
‫التي يعمل ىو أيضاً بيا وأدرؾ بعدىا أنو كاف يريد أف يخرج شحنة غضبو‬
‫تجاه أبيو‪ .‬بعد ىذه المشاجرة شعر حساـ بقوتو‪ ،‬واستطاع أف يسامح أباه‬
‫المتوفي منذ سنوات عديدة‪.‬‬

‫‪ٔٛٚ‬‬
‫‪Psychodrama‬‬ ‫السيكودراما‬
‫في مجموعة المساندة نقوـ أحياناً بعمل سيكودراما نعيد فيو لعب حدث قديـ يمثل‬
‫العبلقات المؤلمة التي عاشيا أحد األفراد‪ .‬يمعب أعضاء مختمفوف مف المجموعة‬
‫األدوار المختمفة التي يروييا أحد األعضاء الذؼ يشارؾ بحدث مؤلـ‪ ،‬كما لو كاف ىذا‬
‫العضو يحيا ىذا الحدث مرة أخرػ ليختبر المشاعر التي دفنيا لوقت طويل‪.‬‬
‫آخر مرة قمنا بيذه الممارسة‪ ،‬قاؿ العضو المحورؼ في السيكودراماً أنو يشعر أنو‬
‫عمى وشؾ أف "يفصل" كما يحدث عادة عندما يواجو مشاعر مؤلمة‪ .‬ىذا "الفصل" ىو‬
‫ما نريد في المجموعة أف نتغمب عميو ونستبدؿ بو االختبار الكامل‪ ،‬بقدر المستطاع‪،‬‬
‫لممشاعر المؤلمة التي شعر بيا واألفكار التي فكر فييا كطفل أثناء حدوث ذلؾ‪.‬‬
‫‪ ‬في البداية يحكي العضو المحورؼ القصة‬
‫‪ ‬ثـ يحاوؿ المعالج أف يحدد الشخصيات التي تمعب األدوار المختمفة‬
‫‪ ‬يبدأ العضو المحورؼ في وصف سمات كل شخصية والعبارات المتكررة‬
‫الذؼ يستخدميا‪/‬تستخدميا‬
‫‪ ‬يبدأ كل عضو في أف يمعب دوره ويختبر العضو المحورؼ المشاعر وربما‬
‫يوجو عبارات لـ يستطع أف يوجييا كطفل‪ ،‬ويحاوؿ كل عضو أف يمعب‬
‫المعطى لو ويقوؿ العبارات التي يمكف ليذه "الشخصية" أف تقوليا‪.‬‬
‫الدور ُ‬
‫(يمكف لمعضو المحورؼ أف ُيصحح)‬

‫‪ٔٛٛ‬‬
‫مبلحظات‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٜٔٛ‬‬
‫العالقات مع الجنس اآلخر‬

‫المواعدة والخطوبة لممتعافيف مف الميوؿ المثمية غير المرغوبة‬


‫عادة ما يشعر الرجاؿ والنساء المتعافوف والمتعافيات مف الميوؿ المثمية ببعض‬
‫الخوؼ والتوتر بشأف المواعدة والزواج والعبلقة بالجنس اآلخر عموماً‪ .‬وتطورياً ىـ‬
‫يشبيوف المراى قيف في ىذا األمر ميما كانت أعمارىـ وليذا يجب أف نساعدىـ أف‬
‫يدركوا أف ىذا طبيعي فيـ ال يزالوف مراىقيف (وجدانياً)‪ .‬كما أنيـ يحتاجوف لسؤاؿ‬
‫أشخاص غيرييف مف نفس الجنس ومف الجنس اآلخر (مف نفس السف وأكبر) عف‬
‫طبيعة الجنس اآلخر وكيفية التعامل معو‪.‬‬

‫عقبات في طريق المواعدة واالرتباط السميـ‬


‫‪ ‬عدـ محبة النفس والثقة بالنفس‪ .‬ال يستطيع أحد أف يحب شخصاً آخر وىو‬
‫ال يحب نفسو‪.‬‬
‫عدـ نمو الذكورة (األنوثة) وامتبلكيا لمدرجة التي يشعر فييا الرجل أو‬ ‫‪‬‬
‫المرأة أنو كفء إلرضاء اآلخر‪.‬‬
‫الجروح القديمة مف الجنس اآلخر (األب ػ األـ ػ عبلقة عاطفية قديمة‪ ،‬إلخ)‬ ‫‪‬‬
‫ىذه الجروح غير المشفية يمكف أف تؤدؼ إلى مواقف مف الجنس اآلخر مثل‬
‫كراىية الجنس اآلخر‪ ،‬الغضب مف الجنس اآلخر‪ ،‬تقديس الجنس اآلخر‪،‬‬
‫إلخ‬
‫التسرع بسبب ضغوط المجتمع‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫التفكير السحرؼ أف االرتباط بالجنس اآلخر سوؼ يحل قضية الميوؿ‬ ‫‪‬‬
‫المثمية‪.‬‬
‫‪ ‬ىـ يحتاجوف لسؤاؿ أشخاص غيرييف مف الجنس اآلخر‬

‫ٓ‪ٜٔ‬‬
‫‪62‬‬
‫خمس معوقات لنمو الميوؿ الغيرية‬

‫ٔ) القمق األخبلقي مثل عدـ السماح لمنفس باألفكار الجنسية تجاه الجنس اآلخر‪،‬‬
‫أو عدـ االستعداد لممواعدة إال إذا كاف متأكداً مف أنو سوؼ يتزوج مف يواعدىا‪.‬‬

‫المرضي‬
‫ٕ) القمق بشأف األداء الجنسي ُ‬
‫ٖ) عدـ فيـ العبلقػات الغيرية واالستعداد ليا وعدـ فيـ الجنس اآلخػر‬
‫(ىناؾ مثميوف يعرفوف الجنس اآلخر جيداً)‬

‫ٗ) معتقدات محورية‪ .‬وجود ميوؿ مثمية يمغي الميوؿ الغيرية‪ .‬ال أستطيع أف أكوف‬
‫غيرياً‪ .‬ال أحب أف أكوف غيري ًا فالغيريوف أفظاظ وقساة‪.‬‬

‫٘) التقزز مف الجنس اآلخر (الرجاؿ مجرد حيوانات جنسية‪ ،‬النساء مقرفات‪ ،‬الخ)‬

‫مبلحظاتؾ الشخصة (ما ىو األمر بالنسبة لؾ؟)‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(لجيفرؼ روبنسوف) ‪Jeffrey W. Robinson‬‬ ‫ٔ‪ ٙ‬مف كتاب تنمية الميوؿ الغيرية‬

‫ٔ‪ٜٔ‬‬
‫أربعة طرؽ لتنمية الميوؿ الغيرية في الرجاؿ‬
‫ٔ) تقميل الحساسية ‪Systematic Desensitization‬‬

‫‪ ‬تشجيع الكبلـ عف النساء والجنس الغيرؼ والزواج والرومانسية‪ .‬ربما قراءة‬


‫كتاب "روعة الجنس في الزواج" أو غيره مف الكتب التي تتكمـ بشكل إيجابي‬
‫عف الجنس الغيرؼ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية اليدوء واالسترخاء وعدـ التعجل‬
‫‪ ‬في حالة المتزوجيف استخداـ ‪sensate focus technique‬‬
‫أوؿ أسبوع‪ :‬التجرد مف المبلبس أماـ بعضيما البعض (التغيير) إف كاف ىذا‬
‫ال يحدث‬
‫ثاني أسبوع‪ :‬النوـ معاً بدوف مبلبس والتبلمس غير الجنسي‬
‫ثالث اسبوع‪ :‬التبلمس الجنسي‬

‫تدريبات التخيل واالسترخاء لمرجاؿ‬


‫مع موسيقى خفيفة‪ .‬أغمض عينيؾ وتخيل فتاة جميمة تدخل عميؾ الغرفة وأنت مسترخ‬
‫تماماً‪ .‬أنت تنظر إلييا وىي تبتسـ لؾ وتبدو معجبة بؾ‪ .‬ىل تشعر بسعادة؟ (استمر‬
‫مستمر في االسترخاء‬
‫اً‬ ‫في االسترخاء والتنفس) ثـ تجمس بجانبؾ (وأنت ال تزاؿ‬
‫والتنفس بعمق) ىي تنظر إليؾ بإعجاب وتبلمس رجميا رجمؾ أثناء الجموس (مستمر‬
‫في االسترخاء) ثـ تضع يدىا عمى ركبتؾ (وأنت ال تزاؿ مسترخي ًا تماماً) ثـ تضع‬
‫ذراعيا حوؿ كتفيؾ ثـ تريح رأسيا عمى كتفؾ (وأنت مسترخ تماماً وتتنفس بعمق)‬
‫كيف شعرت بعد ىذا التدريب؟‬
‫ىل استمتعت بإعجابيا بؾ؟ ىل شعرت بالخوؼ والتوتر؟ أـ القرؼ والتقزز؟‬
‫ما ىي الفكرة التي أشعرتؾ بالخوؼ؟ التقزز؟‬
‫مبلحظات‬

‫ٕ‪ٜٔ‬‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕ) المشاركة المجتمعية ‪Cultural Participation‬‬

‫أثناء ىذه المرحمة ينبغي أف يشكل مجتمع أصحاب الميوؿ المثمية فقط ُربع أو ُخمس‬
‫معارفؾ والباقوف مف الغيرييف والنساء‪ .‬ىذا يجعل المتعافي مف الميوؿ المثمية مرتاحاً‬
‫ومعتاداً عمى مجتمع الغيرييف‪.‬‬

‫مبلحظات‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٖ‪ٜٔ‬‬
‫ٖ) الحياة ىنا واآلف ‪Living in the Here and Now‬‬

‫كثير مف القمق والمخاوؼ التي تنشأ عند التواجد مع امرأة ينشأ مف التفكير في‬
‫المستقبل وما ىو مطموب منؾ وما يتوقعو اآلخروف منؾ‪ .‬ال بأس مف أف تخطئ‬
‫وتتعمـ مف أخطائؾ‪ .‬ال أحد يطالبؾ بشيء‪ .‬لست مطالباً أف تتزوج أوؿ واحدة‬
‫تواعدىا‪ .‬ركز في اإلنسانة التي أمامؾ وال تفكر في شيء آخر!‬

‫مبلحظات‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٗ) تعمـ الحب وليس الشيوة ‪Learn Love not Lust‬‬

‫عند بعض المتعافيف ربما تحولت العبلقات إلى مجرد شيوة وجنس‪ .‬ال تستبدؿ الشيوة‬
‫المثمية بالشيوة الغيرية‪ .‬كما تعممت الحب والتواصل مع الذكور ببل جنس أو‬
‫رومانسية‪ ،‬تعمـ أف تتواصل مع النساء أيضاً ببل جنس أو رومانسية أوالً ثـ دع‬
‫الرومانسية والجنس ينمياف تدريجياً ًَ‪.‬‬

‫ٗ‪ٜٔ‬‬
‫متى تصبح مستعداً لمزواج؟‬

‫ٔ) مدة ال تقل عف سنة مف التبطيل التاـ لمممارسات المثمية بالفعل أو بالخياؿ‬
‫(يمكف عمل عادة سرية ميكانيكية قميمة)‪.‬‬

‫ٕ) نمو قدر مف االنجذاب لمجنس اآلخر‬

‫ٖ) نمو القدرة عمى عمل عبلقات طويمة نسبياً (تناقص الحساسية والقمص وقطع‬
‫العبلقات بسرعة)‬

‫ٗ) نمو روحي واستقرار العبلقة باهلل‪.‬‬

‫مبلحظات‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫٘‪ٜٔ‬‬
ٜٔٙ
‫قصص تعافي‬

‫‪ٜٔٚ‬‬
‫مقدمة‬
‫طِبقت فييا‬
‫الغرض مف تقديـ ىذه القصص ىو االقتراب مف مسيرات تعافي حقيقية ُ‬
‫المرجوة‪ .‬واليدؼ ىو أف نخرج مف نطاؽ التنظير‬
‫ّ‬ ‫ىذه المبادغ العبلجية وأتت بالنتائج‬
‫إلى الواقع العممي‪ .‬سوؼ أقوـ بالتعميق عمى ىذه القصص التي كتبيا أصحابيا‬
‫بأنفسيـ لكي أوضح الخمفية النظرية العممية لما يحدث في ىذه القصص‪ .‬ال يسعني‬
‫ىنا إال أف أشكر مف كتبوا ىذه القصص بمبادرات شخصية رغبة منيـ في التوثيق‬
‫لقصص تعافييـ وتقديـ خبراتيـ ألشخاص جدد سائروف وسوؼ يسيروف في نفس‬
‫الطريق‪ .‬بالطبع تـ تغيير األسماء والتفاصيل لمحفاظ عمى السرية ومجيولية األسماء‪.‬‬

‫‪ٜٔٛ‬‬
‫قصة رامي وحناف‬

‫ىذه القصة أرسميا لي رامي وىو شخص راسمني وتقابمت معو مرات قميمة في بمد‬
‫عربي شقيق مؤخ اًر وقبل خطوبتو أرسل لي ىذا الخطاب الذؼ أرسمو لخطيبتو ليخبرىا‬
‫بحقيقة صراعو مع الميوؿ المثمية‪.‬‬

‫القصة يا حناف بدأت مع الطفل رامي الذؼ كاف عمره لـ يتجاوز األشير ‪ ...‬حينيا‬
‫كاف يبكي بطريقة مستمرة في الميل‪ .‬ال أعمـ ماذا كاف يحتاج ‪ ...‬ولكنو لـ يكف مرتاحاً‬
‫‪ ...‬أتساءؿ ماىي أحسف طريقة لمتعامل مع ىذا؟ ربما االحتضاف؟ ربما القبل؟ ربما‬
‫الغناء بصوت خافت؟؟؟ اه لقد نسيت فطريقة جوف والد رامي كانت مختمفة لمتعامل‬
‫مع الموقف‪ .‬لقد قاـ برمي رامي ذؼ األشير القميمة مف سرير إلى سرير بكل غضب‬
‫وعصبية ‪ ...‬وىكذا سكت رامي ! وربما كاف الدرس األوؿ لو بأف الحياة سترميو‬
‫كثي اًر ‪ ...‬وأف األحضاف والقبل ليسوا بالمتناوؿ‪.‬‬

‫تعميق ‪ :2‬الطفل المعرض لممثمية طفل حساس احتياجو لمحب والتالمس‬


‫‪defensive detachment‬‬ ‫أكبر مف المعتاد‪ .‬سكت رامي (االنفصاؿ الدفاعي)‬
‫وفقداف األماف األساسي ‪( basic trust‬الحياة سترميو كثي اًر واألحضاف‬
‫والقبل ليسوا بالمتناوؿ) ‪ ...‬ربما فقط في الجنس!‬

‫بدأ رامي يكبر‪ .‬وبدأ يكبر احتياجو العميق لمحب الذؼ ربما نبع مف شخصيتو‬
‫الحساسة جداً‪ .‬وفي كل مرة كاف يشعر بجوع لمحب كاف يأكل بدؿ منيا وجبة دسمة‬
‫مف التأنيب أو الضرب‪ .‬بالنسبة لجوف إنيا الطريقة الوحيدة حتى يكبر رامي بطريقة‬
‫ياه!!‬ ‫يحدث؟؟‬ ‫ماذا‬ ‫ولكف؟؟‬ ‫رامي‪.‬‬ ‫تكمـ‬ ‫أخي ًار‬ ‫وميذبة‪.‬‬ ‫صحيحة‬
‫لقد تحولت السنوات األولى مف حياتو المميئة بالتوتر إلى تأتأة ‪ ...‬رامي يتأتئ!‬
‫وما الحل؟؟؟ مرة أخرػ نجد الحموؿ عند جوف ‪ ...‬فياىو جوف يقوؿ‪" :‬تكمـ ببطء!"‬

‫‪ٜٜٔ‬‬
‫(بصيغة مميئة بالغضب) ‪ ....‬أو ‪ ...‬احكي شوؼ شوؼ ميف الحقؾ بعصا ‪ ...‬كل‬
‫شيء طبعاً إال الحب ‪...‬‬
‫وما زاد األمر سوءاً ىو سخرية أصدقاء المدرسة ‪ ...‬التي زادت شعور رامي أنو ال‬
‫يجب أف يتكمـ ‪ ...‬كبلمو غير مقبوؿ ‪ ...‬إنو ال يجيد الكبلـ!‬
‫تعميق ‪ :8‬السخرية مف األقراف واالضطياد مف األخ األكبر عامل متكرر في‬
‫قصص تكوف الميوؿ المثمية‬

‫قصة رامي لـ تبدأ بعد يا حناف ‪ ...‬فكل ما سبق كاف مقدمة لممصيبة ‪ ...‬كل‬
‫بل عاطفياً وبشكل كامل عف أبيو جوف ‪ ...‬ولكف مف أيف‬
‫ما سبق جعل رامي منفص ً‬
‫سيأكل؟؟؟ أيف وجبة الحب؟؟؟ إنيا موجودة ‪ ...‬مريـ والدة رامي وجميمة جدتو ىما‬
‫العنصراف الجديداف في قصتنا ‪ ...‬فياتاف كانتا المصدراف الذيف قدمتا لرامي الوجبة‬
‫المغشوشة مف الحب ‪ ...‬لماذا مغشوشة؟؟؟ مغشوشة ألف احتياج الصبي رامي كاف‬
‫لوجبة الحب الذكورية مف أب يحبو ويحتضنو ويمعب معو كصبي ‪ ...‬كذكر ‪...‬‬
‫كرجل صغير ‪ ...‬ولكف ىذا لـ يحدث ‪ ...‬وعوضاً عف ذلؾ جمس رامي مع أمو‬
‫وجدتو وخاالتو وأصدقاء جدتو طواؿ الوقت ‪ ...‬وبدأ يستمتع بأحاديثيف ‪ ...‬ويألف‬
‫طريقتيف ‪ ...‬ويستأنس بصحبتيف‪.‬‬

‫تعميق ‪ :3‬بالضبط! عندما يتعامل األب مع ولده الصغير عمى أنو رجل‬
‫صغير (مشروع رجل) يبدأ مشروع تكوف الذكورة النفسية لدى الطفل‬
‫واالبتعاد عف األـ وعف األنوثة (ىذا االبتعاد يييئ المسرح فيما بعد لنمو‬
‫الميوؿ نحو اإلناث)‪.‬‬

‫وامتزجت حساسية رامي الوراثية مع بيئة رامي المريضة المكتسبة ‪ ...‬تآمر الوراثي‬
‫مع المكتسب لتدمير ىذا الطفل الذؼ بدأ ينضج ويبمغ ويراىق ‪...‬‬
‫وما ساعد المؤامرة ىـ أصدقاء المدرسة الغاليف ‪ ...‬فاآلف لدييـ شيء آخر غير‬
‫التأتأة ‪ ...‬أنت ناعـ مثل البنات ‪ ...‬العب بالكرة مثمنا ‪ ...‬رامي نواعـ ‪ ...‬وطبعاً‬

‫ٕٓٓ‬
‫كاف البد أف يسمع نفس ىذه الكممات العذبة مف جوف‪ .‬آآآآه يا حناف ‪ ...‬كـ يكره‬
‫رامي ىذه الفترة ‪...‬‬
‫أنا أعمـ أنؾ تأخذيف نفساً عميقاً اآلف ‪ ...‬وأعتقد أف دموعؾ بدأت تتجمع في أمكاف‬
‫ىطوليا ‪ ...‬انتظرؼ ‪ ...‬خبئييا ‪ ...‬فاألسوأ قادـ‪ .‬مع بداية النضوج الجنسي بدأ رامي‬
‫يشعر أف ىناؾ شيئاً ما ليس عمى مايراـ ‪ ...‬كاف يقوؿ لنفسو أنت صبي‬
‫يا رامي صح؟ ػ صح ! ‪ ...‬أنت ذكر صح؟ ػ صححح!! ‪ ...‬مف المفروض أف‬
‫تنجذب لمبنات صح؟؟ ػ صححححح!!! ‪ ...‬لكف الصح وقتيا لـ يحدث!! ‪ ...‬ووجد‬
‫رامي نفسو ينجذب لمذكور بدؿ البنات ‪ ....‬وجد نفسو يشعر بتوتر جنسي مع‬
‫الصبياف ‪ ...‬إنو لـ يختر ذلؾ ‪ ...‬إنو لـ يرد ذلؾ ‪ ...‬ولكنو ببساطة حدث رغماً عنو‬
‫كما حدثت أوؿ رمية لو مف عمى السرير ‪....‬‬
‫تعميق ‪ :4‬البداية بالشعور بالتوتر وعدـ االرتياح مع الذكور‪ .‬بسبب عدـ‬
‫التوحد معيـ في سف ما قبل البموغ والتوحد مع اإلناث بدالً منيـ‪ .‬بعد ذلؾ‬
‫يكوف الجنس ىو الحل السحري لمتوتر!‬

‫ما الحل؟؟ الحل وجبة مغشوشة جديدة مف الحب ‪ ...‬ىذه المرة كانت الوجبة ىي‬
‫تفوؽ رامي الدراسي ‪ ...‬قد تقوليف ىذا رائع! نعـ ىذا رائع ولكف ليس لتغطية مشكمة‬
‫وزيادة إنكارىا ‪ ...‬تفوؽ رامي كانت الركيزة التي بنى قيمتو عمييا في ذلؾ الوقت ‪...‬‬
‫وكاف ييرب مف مشكمة انجذابو الشاذ بأف يقوؿ أنت أحسف مف الكل! أنت أشطر مف‬
‫الكل! ستكبر وتدخل أحسف جامعة وحينيا سيتغير موضوع انجذابؾ الجنسي! وىكذا‬
‫زاد اإلنكار ‪ ...‬زاد الكبت ‪ ...‬زاد الكذب ‪ ...‬وزاد مع ىؤالء التآمر بيف حساسية رامي‬
‫مع بيئة المنزؿ مع تفوؽ الدراسة وتميزىا بشكل كبير‪.‬‬

‫تعميق ‪ :5‬اإلنكار‪ ،‬الكبت‪ ،‬التفوؽ‪ ،‬اإلمعاف في اليوية المثمية أو القضية‬


‫المثمية كميا تعيق التغيير‬

‫ٕٔٓ‬
‫وأتى عاـ االنفجار ‪ ...‬عاـ ألفيف وستة‪ .‬حيف دخل رامي موقعاً إباحياً لبنانياً لمشباب‬
‫الذيف لدييـ انجذاب مثمي ‪ ...‬والتقى بأحدىـ ‪ ...‬وبعد صراع طويل حدث‬
‫ما تفكريف بو ‪ ...‬نعـ لقد حدث ‪...‬‬
‫قرر رامي االبتعاد ‪ ...‬قرر االنفصاؿ عف هللا وعف الكنيسة ‪ ...‬وبدأ اإلنكار يسقط ‪...‬‬
‫ومع سقوطو بدأ أوؿ شعاع نور يظير مف كومة الظبلـ التي غطت وبسماكة عشريف‬
‫عاماً مف حياة الشاب المسكيف‪ .‬الشعاع بدأ مع وجدؼ ‪ ...‬الذؼ كاف الشخص األوؿ‬
‫الذؼ وثق رامي مف حبو واىتمامو ‪ ...‬مع وجدؼ دخمت معادلة جديدة وغريبة‬
‫وعجيبة وغير مغشوشة ‪ ...‬بدأ مشوار التعافي مع وجدؼ ودعمو بشكل كبير‬
‫‪...‬الدكتور مف خبلؿ كتبو ومراسبلتو ‪ ...‬ولحبيب الفضل العظيـ مف خبلؿ احتضانو‬
‫واصغائو وبكائو معي ‪ ...‬وديفيد مف خبلؿ تواصمو الدائـ ‪...‬‬
‫تعميق ‪ :6‬لعب "حبيب" دور األب البديل الذي يقدـ األحضاف التي لـ‬
‫يقدميا جوف (األب الطبيعي)‪.‬‬

‫كيف تتفاعل شخصي ًا مع ىذه القصة؟ ماذا تعممت منيا؟‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫ٕٕٓ‬
‫قصة أحمد‬

‫المَّوجو لي وىا أنا أضعو كما ىو باإلضافة إلى‬


‫كتب أحمد قصتو في ىذا الخطاب ُ‬
‫بعض التعميقات عميو‪:‬‬
‫عزيزؼ د‪/‬أوسـ‬
‫أبدأ معؾ في سرد حكايتي لعميا تفيد في يوـ ما‪ :‬باختصار سأعرض لقطات سريعة‪.‬‬
‫األب طيب القمب‪ ،‬متقمب المزاج‪ ،‬عصبي‪ ،‬تربي في بيت تحكمو نساء قويات وأب‬
‫يغيب لفترات‪.‬‬
‫تعميق‪ :2‬كثي اًر ما يكوف غياب الذكورة عنص اًر متوارثاً في المنظومة األسرية‬
‫فاألب الذي لـ تكف لو عالقة بوالده مف الصعب أف يقيـ عالقة بابنو وىكذا‬
‫تتناقص الذكورة في النظاـ األسري حتى تؤدي في أحد األجياؿ إلى نشوء‬
‫الجنسية المثمية‪.‬‬

‫األـ حساسة‪ ،‬مرحة‪ ،‬متدينة‪ ،‬تربت في منزؿ مفعـ بالحب مف الجد والجدة‪ ،‬وقصر بو‬
‫البيانو ومدرس المغة الفرنسية‪ .‬ال تعرؼ فف إدارة المنزؿ وجدة تعيش بالمنزؿ دائما‬
‫تخبرني قصص عف الوالد في الطفولة وعصبية أبي عمي أمي‪.‬‬
‫تعميق ‪ :8‬في مقابل الذكورة الضعيفة‪ ،‬نجد في أسرة المنشأ لدى أصحاب‬
‫الميوؿ المثمية‪ ،‬األنوثة القوية والجذابة والحنونة في صورة األـ والجدة‬
‫والخاالت واألخوات وغيرىف‪ .‬باإلضافة إلى شيوع ثقافة "كره واحتقار الذكورة"‬
‫بيف ىذا المجتمع األنثوي والتي تنتقل لأل والد الذيف يتربوف في ىذا الوسط‬
‫المشبع باألنوثة‪ .‬وكثي اًر ما يكوف المستوى االقتصادي واالجتماعي والدؼء‬
‫االجتماعي أعمى في ناحية األـ وبالتالي يكوف األب (رمز الذكورة) محتق ًرا‬
‫لدرجة ما‪.‬‬

‫ٖٕٓ‬
‫أنا األصغر في المنزؿ كما يقاؿ عني‪ ،‬أشقر فتي جميل‪ ،‬منذ أف ولدت وأنا أحب‬
‫أبي‪ ،‬أبي فقط‪ .‬أنتظره ألناـ بجانبو وأدفئ لو ظيره بظيرؼ كما يطمب مني طواؿ الميل‬
‫‪ ...‬دائما ما انتظره ‪ ...‬عندما يسافر يعود ليجدني أقفز درجات السمـ كميا ألصل إليو‬
‫ألحتضنو وال أخجل ‪ ...‬أمضيت سنوات عمرؼ األولي بجانبو حتى بدأ يخسر في‬
‫عممو ‪ ...‬مرض أختي المزمف يظير ويحتاج لعناية ومصاريف ‪ ...‬بدأ بزيادة العراؾ‬
‫مع أمي ويضربيا كثي ار ظاناً انيا السبب لما يحدث لو وبدأ يفضل أخي األكبر عمى‬
‫الكل ‪ ...‬مع أني أحب أخي بدأت أشعر بالغيرة تجاىو‪.‬‬
‫تعميق ‪ :3‬بسبب بعض الظروؼ التي لـ يستطع األب التعامل معيا ىبت‬
‫رياح قوية عمى األسرة مزقت الرابطة التي كانت بيف أحمد وأبيو قبل أف‬
‫تؤدي ىذه الرابطة إلى تأصيل الذكورة في أحمد‪ .‬فجأة أصبح "بابا"‬
‫(الذكورة) ليس رم اًز لمحب والحناف والدؼء بل لمكراىية والعنف والتفرقة في‬
‫المعاممة‪.‬‬

‫وجدتني في يوـ وليمو بيف أحضاف عامل لدينا في المحل‪ .‬أنا وأختي نصعد السمـ‬
‫يحاوؿ أف يغتصب أحداً فينا ‪ ...‬أختي تسرع ألعمي وأنا أظل واقفاً ال أفيـ‪ .‬وتتوالي‬
‫األياـ‪ .‬منذ سف السادسة وأنا يتـ استيبلكي وال أعمـ‪ .‬لـ يكف اعتداء‬
‫وال ضرب كانت أحضاف وكاف شعور غريب يحدث وال أفيـ (لـ يحدث ىتؾ عرض)‪.‬‬
‫وبدأت اكره أبي‪ .‬بدأ يخيفني‪ .‬يضربني‪ .‬أسمع صوتو فأجرؼ‪ .‬أدعو هللا أف ال يعرؼ‬
‫ما أفعمو فالعامل يناديني س اًر ‪ ...‬إذا فيذا خطأ ‪.‬‬

‫تعميق‪ :4‬االستغالؿ الجنسي يؤكد عمى عدة أشياء‪ :‬الذكورة معتدية‬


‫مستغمة‪ ،‬الطريقة الوحيدة لالرتباط بالذكور ىي الجنس‪ .‬كما أف الطفل‬
‫عتدى عميو‪ .‬فيشعر‬
‫دائماً ما يشعر بالذنب وبأنو مسئوؿ ومخطئ وليس ُم ً‬
‫أنو يريد ذلؾ ويحبو مع أنو ال يريده‪ .‬ىو يريد العودة لحضف األب الذي‬
‫افتقده لكف ىذا يحدث بطريقة جنسية‪ .‬قد يشعر ببعض المذة الجنسية‬
‫فيألف ىذه الممارسة‪ .‬وىكذا يرتبط في عقمو الحناف والحب الذكوري‬

‫ٕٗٓ‬
‫بالجنس المثمي‪ .‬بالنسبة لأل والد الغيرييف يرتبط الحناف والحب الذكوري‬
‫بالحناف األبوي والصداقة والمعب معاً والمتعة معاً‪ .‬ىذا لـ يحصل عميو‬
‫األطفاؿ المثميوف كل ما حصموا عميو مف حب ذكري كاف جنسياً‪ .‬أما فيما‬
‫عدا الجنس فمـ يحصموا مف الذكور إال عمى الضرب واإلىانة والسخرية‪.‬‬

‫بدأ أبي يرغمني عمي النوـ بجانبو وأنا ال أرغب ‪ ...‬وعندما أناـ أجده مع أمي‬
‫(‪ )......‬أغير عمييا كثي ار وأكرىو أكتر ‪ ...‬انتقمت أمي لحجرة أخرؼ في المنزؿ لتبقي‬
‫فييا ‪ ...‬ىي األخرؼ ابتعدت عنو ‪ ...‬وأنا معيا ‪ ...‬نمت بجوارىا ىي وأختي ‪...‬‬
‫تربينا معاً وذكرياتنا معاً‪ .‬إخوتي ازدادوا بي ضرباً ‪ ..‬وأنا وأختي بدأت ذكريات‬
‫الطفولة تتكوف مع بنات عماتي كميف وابف عمتي الوحيد ىو أيضاً‪.‬‬
‫تعميق‪ :5‬انفصمت الرابطة مع األب وتوثقت مع األـ‪ .‬األطفاؿ عندما يروف‬
‫الجنس بيف البالغيف يعتبرونو عنفاً وىذا يؤصل فكرة أف ممارسة الرجل‬
‫الجنس مع امرأة عنف وقسوة‪ .‬فيكوف لساف حاؿ الولد المثمي‪" .‬لف أفعل‬
‫بامرأة ىذا الشيء الفظيع الذي كاف يفعمو أبي مع أمي" خاصة إذا كاف يتـ‬
‫رغماً عف رغبة األـ‪ .‬مما يؤكد ذلؾ أف األـ انتقمت لغرفة أخرى مع البنات‬
‫والولد الذي تـ عزلو تماماً عف الذكورة! وىا ىـ األخوة الذكور اآلخريف‬
‫يكمموف الصورة فيضطيدوا ىذا الفتى الرقيق الذي ال يجد إال في اإلناث‬
‫المالذ فيرتبط بيف‪.‬‬

‫حتي كبرت بعض الشئ ‪ ..‬وأنا مع نفس العامل ‪ ..‬نمتقي كل يوـ س ارً ‪ ..‬وبدأت‬
‫خالتي تغدؽ عمي أمواال كثيرة‪ .‬وكما قاؿ المثل‪ .‬الماؿ السايب يعمـ السرقو فكنت‬
‫أسرؽ توكة شعر‪ ،‬مشط‪ ،‬فموس عمشاف اشترؼ ميكي وسمير‪ ،‬وعمـ أبي أني سرقت‬
‫وضربني ضربا ال يتصوره عقل‪ ،‬وبدأت أفصل نفسي تماما عف ىذا الشخص‪.‬‬
‫وانتقمت مف مدرسة الراىبات الخاصة لمدرسة حكومية‪ .‬وبدأ الويل‪ .‬كانوا يمقبوني باسـ‬
‫"إنت"‪ .‬بدأت التحرشات تزيد‪ .‬كنت أرد عمييـ‬
‫فتاة‪ .‬دائما يقولوا لي "إنتي" وليس َ‬
‫بميارتي داخل الفصل‪ .‬كنت مف الناجحيف‪ .‬وأشارؾ نجاحي بنات عماتي وأختي‬

‫ٕ٘ٓ‬
‫وصديقاً منطوياً مثمي كاف معي بنفس المدرسة السابقة‪ .‬وكنت أنجذب كثي ار لمف‬
‫أجدىـ أقوياء الشخصية بييزروا مع بعض بطريقة غريبة‪ .‬وأنا معرفش‪.‬‬
‫ال أ لعب كورة وال أقوؿ نكت‪ .‬أنا أعرؼ أىزر بس مع بنات العيمة وصاحبي المي طمع‬
‫عنده نفس الميوؿ والغريب‪ ،‬أختو صاحبة أختي‪.‬‬
‫تعميق ‪ :6‬بدأت تكتمل الصورة ويتخذ أحمد الشخصية األنثوية وتصبح‬
‫أمر غريباً وغامضاً ومختمفاً‪ .‬والمختمف جذاب! بدأ أحمد ينجذب لما‬
‫الذكورة اً‬
‫ليس فيو مف صفات الذكورة كما تنجذب البنات لأل والد‪ .‬لقوة الشخصية‬
‫ولكبر حجـ الجسد والدـ الخفيف والقدرة عمى إلقاء النكات دوف الضحؾ‪.‬‬
‫باختصار بدأ ينجذب كما تنجذب اإلناث لما يسمى ُ"تقل" األوالد‪ .‬ىل‬
‫تذكروف األغنية‪ " :‬يا واد يا تقيل!"‬

‫خرج العامل مف المحل وتوقفت الممارسات‪ .‬وبدأت في اشتياؽ‪ .‬كنت أريد أف أفعميا‬
‫مع أؼ أحد ‪ ..‬حتي تمت مع ابف عمتي الوحيد‪ .‬لؤلسف‪ .‬وبدأت أكبر مع زميمي‬
‫المنطوؼ بالمدرسة وبدأنا نتعرؼ مع بعض وأصرح لو بالتحرشات التي تحدث لي‬
‫في الشارع وأنا معجب بيا وىو يندىش ويطمب مني المزيد مف الحكايات وبدأ يحكي‬
‫عف تحرشات حدثت لو واجتمعنا بصديق ثالث ميتـ بالحاجات دؼ‪ ،‬ومحدش عارؼ‬
‫إني بمارس حاجة واجتمعنا برابع‪ ،‬وأصبحنا شمو كاممة عندىا نفس المعاناة‪.‬‬
‫تعميق ‪ :7‬بداية تكويف المجتمع المثمي الصغير‪.‬‬

‫وكوّنا دائرة‪ ،‬ونحف في جامعاتنا المختمفة‪ ،‬نتعمق بيذا ونحب ىذا مف طرؼ‬
‫لؤلسف َّ‬
‫واحد ونحدث بعضنا البعض‪ .‬حياة مثمية كاممة‪ .‬إلى أف دخمت في اعتمادية كاممة‬
‫عمى صديقي‪ .‬أينما يقوؿ لي أف أذىب أذىب‪ .‬وىو يرسـ لي حياتي ويختار لي‬
‫ما ألبس وما أشرب وما آكل‪ .‬وكثرت عبلقاتي االعتمادية والخياالت واالنجذاب بتمؾ‬
‫الفترة‪ .‬وزادت العادة السرية فوؽ الطبيعي ‪ ...‬لـ أستطع أف أوقفيا أبدا أبدا! وبدأت‬
‫حياتي باالختناؽ‪ .‬مف أنا؟ لماذا ىذا الضياع والذؿ؟ لماذا ىذا االستغبلؿ وعندما‬

‫‪ٕٓٙ‬‬
‫قررت االبتعاد عف ىذه الصحبة‪ .‬كيف وىو كل ذكرياتي وكياني؟ دخمت الجيش‬
‫وتعرفت عمى كثيريف‪ .‬وبدأت بفرض شخصيتي المعتادة‪ .‬المرح والرقص وتََقبل أف‬
‫اآلخريف يرونني كفتاة و"ييزروا" معي نفس ىذا "اليزار"‪ ،‬حتي ىمس لي شخص في‬
‫أذني‪" :‬لماذا دائما في اليزار تضع نفسؾ مكاف األنثى واآلخروف رجاؿ؟ أيف أنت؟ أنا‬
‫خائف عميؾ؟ وحضنني حضناً لـ ولف أنساه طواؿ عمرؼ‪ .‬حضف نقي نظيف ببل‬
‫مقابل‪ .‬ببل جنس‪.‬‬
‫تعميق‪ :8‬تحدث الرغبة في التعافي غالباً عندما يحدث شيئاف‪ :‬األوؿ ىو‬
‫المعاناة في الحياة المثمية والثاني‪ :‬ىو الحصوؿ عمى حب ذكري غير‬
‫جنسي‪.‬‬

‫وتعرفت عميؾ خبلؿ تمؾ الفترة مف عمى النت‪ .‬كنت أىرب مف الجيش ألزور العيادة‪.‬‬
‫ألوؿ مرة أجد شخصا غريباً‪ .‬ال أستطيع اختراؽ عقمو فعبلً‪ .‬ىل أنت جاد؟ ىل‬
‫أستطيع الشفاء؟ وتعرفت عمى مف سبقني في مسيرة التعافي‪ .‬حسف ثـ شكرؼ‪ .‬تعرفت‬
‫عمييـ وأنا في منتيى الشؾ في صدؽ ما يقولوف وفي إمكانية النجاح‪ .‬انضممت‬
‫لمجموعة المساندة‪ .‬ووجدت الفرؽ! وجدت الفرؽ بيف أصحاب ىدفيـ الوحيد المثمية‬
‫وأصحاب ىدفيـ الوحيد ىو التعافي والتغيير‪ .‬وجدت جرأة في التعبير عف المشاعر‬
‫(حتى االنجذابات الجنسية) نعـ كنا إذا شعر أحدنا بانجذاب جنسي تجاه اآلخر يخبره‬
‫أماـ الجميع والوجو محمر موشؾ عمى االنفجار والعجيب أف االنجذاب عندما نتكمـ‬
‫عنو ونستبدلو بالحب غير الجنسي‪ ،‬يختفي! وجدت حباً غير مشروط حقيقي وصداقة‬
‫ال تعتمد عمى أؼ استغبلؿ مادؼ أو جنسي أو معنوؼ مف أؼ نوع! وعرفت عف‬
‫السمـ! سمـ التعافي والتبطيل‪ .‬وبعد وقت قررت أف أبدأ بصعود السمـ‪ .‬ىاطمع درجة‬
‫درجة وأقوـ وأقع ثـ أقوـ مرة أخرػ‪ .‬أحارب اإلساءالت واالنجذابات‪ .‬بدأت في‬
‫المجموعة أسمع وأنصت وأتعمـ وأطبق‪.‬‬

‫‪ٕٓٚ‬‬
‫أشكر هللا‪ ،‬وأصمي وأبكي لو ليعينني فيو القوؼ‪ .‬أتكمـ بجرأة عما يواجيني مف تحديات‬
‫ومصاعب‪ .‬أجد الحل في مجموعة المساندة‪ .‬الكل يريدني أف أصعد عمى السمـ‬
‫ونصعد معاً‪.‬‬
‫تعميق ‪ :9‬يمثل مجتمع التعافي المجتمع الذكوري البديل الذي يقدـ الحب‬
‫والقبوؿ بشكل غير جنسي (ما كاف ينبغي أف يحدث في الطفولة وقبل‬
‫البموغ‪ ،‬أي قبل الجنس) وفي نفس الوقت يحث عمى التوقف عف‬
‫الممارسات الجنسية كميا بالفعل وحتى بالخياؿ وفضح االنجذابات أوالً‬
‫بأوؿ‪ .‬في ىذا المجتمع تتـ دائماً ثالث ممارسات أساسية لمتعافي وىي‪:‬‬
‫التبطيل‪ ،‬والتواصل مع النفس (المشاعر والذكريات والجروح مف كل نوع‬
‫والتواصل مع الجسد بصور غير جنسية)‪ ،‬والتواصل مع اآلخريف (مف‬
‫مثمييف متعافيف وغيرييف غير مصابيف بكراىية المثمييف)‪.‬‬

‫وجاءت المحظة الصعبة وىي لحظة االعتراؼ لصديق غيرؼ بميولي المثمية وبمشوار‬
‫التعافي‪ .‬ىل سيقبمني؟ أـ سيرفضني؟ أـ ماذا؟ سئمت االستغبلؿ واالنتياؾ‪ .‬معقوؿ‬
‫سرؼ بإيدؼ؟ وحينما قمت لو‪ ،‬سكت ‪ ...‬وفي اليوـ الثاني أجده يقابمني وعيناه‬
‫أسممو ّ‬
‫محمرتاف مف السير والحزف عمي‪ .‬يحمف لي أنو يحبني وسوؼ يقف بجانبي ميما‬
‫ّ‬
‫كمفو األمر‪ .‬بعدىا تقدمت بشدة في التعافي‪ .‬بدأت أشكو لو حالي في أؼ وقت‪ .‬وبعد‬
‫ذلؾ قمت لشخص آخر معي في الجيش وتقبمني كأخ‪ .‬حققوا لي الحب الحقيقي‪ .‬حب ًا‬
‫ببل اعتمادية وببل رومانسية‪ ،‬ببل جنس‪ .‬ببل ُذؿ واستغبلؿ‪ .‬حب رجاؿ لرجاؿ‪.‬‬
‫عامموني كرجل‪ .‬كشخص صغير‪ ،‬لكف مف الممكف أف يكبر نصحوني في أذني‬
‫ّ‬
‫بمطف‪ .‬يتصموف بي دائماً ويطمئنوف عمي‪ .‬عممت سنة تبطيل واحتفمت مع المجموعة‬
‫ّ‬
‫(وسنة التبطيل دؼ يعني تبطيل خالص‪ ،‬وال حتى عادة سرية!) لـ أكف أحمـ أبداً أف‬
‫أكمل ىذه المدة متوقفاً تماماً!‬

‫‪ٕٓٛ‬‬
‫المر ولكنو األكثر فعالية ىو الخروج لمنور مع الغيرييف‬
‫تعميق ‪ :22‬الدواء ّ‬
‫لكي يختبر صاحب الميوؿ المثمية القبوؿ غير المشروط الكامل مف‬
‫أشخاص غيرييف يعرفوف بميولو المثمية ويحبونو ويحترمونو ويعاممونو كما‬
‫يعامموف غيره مف الغيرييف‪ ،‬فيبدأ يثق في نفسو وفي ذكورتو ويحصل عمى‬
‫االرتباط المفقود بالذكور وتعاود ذكورتو النمو‪.‬‬

‫واشتغمت في مجاؿ الطفل‪ .‬أحمي حقو وأتكمـ بعمو الصوت عما يواجيو األطفاؿ مف‬
‫إىماؿ‪ .‬الزـ أساعد زمايمي‪ .‬الزـ يحسوا "حبلوة" التعافي واالطمئناف المي أنا فييا‪.‬‬
‫حسيت بقوة وثقة بالنفس‪ ،‬أتمنى إف كل أطفاؿ العالـ يحسوىا‪ .‬الرسالة الزـ توصل‪.‬‬
‫ّ‬
‫حاولت أف أىمس ألصحابي القدامى في آذانيـ بما أمر بو مف تغيير حقيقي‪ .‬عبروا‬
‫لي بصراحة أنيـ غير مستعديف لمتغيير‪ ،‬تركتيـ ومضيت فعندؼ ما ينتظرني مف‬
‫تحديات ألواجييا وأقيرىا بإذف هللا‪.‬‬
‫ّ‬

‫كيف تتفاعل شخصي ًا مع ىذه القصة؟ ماذا تعممت منيا؟‬


‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬
‫____________________________________________________‬

‫‪ٕٜٓ‬‬

You might also like