Professional Documents
Culture Documents
Shifaalhob
Shifaalhob
Shifaalhob
ٔ
هللآ
ٕ
تبدأ حياتنا في التوقف
عندما نتوقف عف الكبلـ عف األمور الميمّة
ٖ
ٗ
فيرس المحتويات
الصفحة الموضوع
٘
ٙ
الكاتب
ٚ
ٛ
مقدمت الطبعت األولى
جاء ىذا العنواف في إحدػ الجرائد المصرية المستقمة معب اًر عف الحراؾ االجتماعي
والسياسي الذؼ يموج بو الواقع المصرؼ خبلؿ السنوات األخيرة .يتميز ىذا الحراؾ
بالكبلـ عف كل المسكوت عنو وتحدؼ كل الخطوط الحمراء التي تمنع مواجية
المشكبلت الحقيقية في واقعنا .ىذا الكتاب ىو محاولة لمكبلـ عف الجنسية المثمية
باعتبارىا قضية مف القضايا المسكوت عنيا في مجتمعاتنا العربية ،ولكنيا تمس
معاناة قطاع ليس بالقميل مف الرجاؿ والنساء والشباب والمراىقيف والمراىقات.
ىل المثمية مرض؟ أـ متغير وراثي طبيعي؟ أـ ىي مجرد نوع مف أنواع الفسق
والفجور؟ وعمى ىذا األساس كيف نتعامل مع المثمييف .ىل نعامميـ كأشخاص ليـ
حقوقيـ وعمييـ واجبات؟ أـ نعزليـ ونوص ميـ ونعامميـ كفئة شاذة مف المجتمع؟ ىل
نشجعيـ عمى اتباع ٍأسموب الحياة المثمي؟ أـ نساعدىـ عمى التغيير؟ وماذا عمف ال
يريدوف التغيير؟ ىل نحترـ اختيارىـ ونحاورىـ باحتراـ؟ أـ نضطيدىـ ونحرميـ مف
حقوقيـ كبشر؟ أـ األسمـ أف نتجاىل حتى وجودىـ أو وجود المثمية في ببلدنا
ونتفادػ الكبلـ عف كل ما يثير الجدؿ أو االختبلؼ لئبل يتزعزع استقرار الوطف؟!
أوسـ وصفي
انقاهزة 7112
ٜ
مقدمة الطبعة الثانية
في السنوات الثبلث األخيرة ومنذ صدور الطبعة األولى مف كتاب "شفاء الحب"
وظيور كاتبو في عدة برامج تمفزيونية شييرة لمكبلـ عف المثمية والكتابة في عشرات
الصحف والمجبلت العربية واالنترنت ،كأف باباً مغمقاً قد انفتح وخرج مف تحت
األرض عشرات ومئات مف المثمييف الذيف يرغبوف في التغيير .تقابمت مع العشرات
مف الشباب مف كافة الخمفيات العرقية والدينية واالقتصادية واالجتماعية والتعميمية مف
كل الببلد العربية كانوا يعانوف في صمت بيف مطرقة المجتمع الذؼ ال يفيـ وبالتالي
يكره ويخاؼ ويوصـ ،وسنداف العبلج النفسي "الرسمي" الذؼ قد تخمى عف المثمية
والمثمييف وأصدر مرسومو "السياسي" بأف الجنسية المثمية ليست اضطراب ًا وبالتالي فإف
التغيير َوىـ ومحاوالت التغيير ما ىي إال تعذيب واحباط.
بعد صدور الطبعة األولى مف كتاب "شفاء الحب" ( )ٕٓٓٚالذؼ ىو كتاب نظرؼ
ِّ
يعرؼ بالقضية ويحاوؿ أف يجيب عف األسئمة الشائعة المرتبطة وبعد ثبلث سنوات
مف العمل المكثف مع العشرات مف المثمييف ( استمر منيـ حوالي ٓ٘ شخص في
العبلج حتى اآلف) ،تأسس ما يشبو "مجتمعاً لمتعافي" مف عدة مجموعات لممساندة
عدد منيـ يتجاوز العشرة إلى تناقص شديد لمميوؿ المثمية
لممثمييف المتعافيف ووصل ُ
أتاح ليـ فترات توقف تاـ عف كل الممارسات المثمية بالفعل والخياؿ لمدة سنة فأكثر
بل نحو الجنس اآلخر وتزوج ثبلثة وثبلثة آخروف في طريقيـ
وعدد آخر بدأ يختبر مي ً
لمزواج.
لقد أصبح الحمـ حقيقة ولكنيا حقيقة ال يتـ الوصوؿ إلييا إال بالعمل الشاؽ.
وال أقصد بالعمل الشاؽ ىنا التغصب وكبت الميوؿ الجنسية وانما العمل الشاؽ في
اكتشاؼ الذات الحقيقية الغيرية التي غمفتيا منذ الطفولة المبكرة ذات مزيفة تستخدـ
الميوؿ والممارسات المثمية كدفاع سحرؼ لتعويض نقص الذكورة واضطراب االلتحاـ
باألب وبالذكور بشكل عاـ.
ٓٔ
منذ سنة استشعرنا االحتياج لتدريب مزيد مف األطباء الشباب وتوعية المزيد مف القادة
الدينييف والمجتمعييف ليكونوا بدورىـ نواة لتعريف المجتمع بمعاناة المثمييف و ِ
ليكونوا
ّ
معاً مجتمعاً محمياً يمكف لممثمييف فيو أف يختبروا القبوؿ واالحتراـ وااللتحاـ مرة أخرػ
بأقرانيـ مف نفس الجنس وينيوا سنوات طويمة مف االنطواء والعزلة التي تزيد مف
ميوليـ المثمية وتدفعيـ لمحياة في مجتمع تحتي منغمق مميء باألمراض التي تصيب
السرية.
كل المجتمعات ّ
وبعد الدورة األولى مف مدرسة التعامل مع الميوؿ المثمية (متمـ)ٔ أصبحت لدينا نواة
لرابطة معالجي المثمية العرب الذيف نتمنى أف يصل عددىـ لمعشرات بل والمئات
وينتشروا في كل مدينة عربية .وىا نحف سوؼ نبدأ الشير القادـ الدورة الثانية مف
نفس المدرسة لذلؾ فمف الواجب أف نقدـ الطبعة الثانية مف الكتاب متضمنة الجزء
العممي الذي يحاوؿ أف يمخص ويجمع الخبرة العالجية العممية التي تراكمت لدينا
ليكوف مرشداً عممياً لممعالجيف ولطالبي العالج عمى حد سواء .ىذا الكتاب مبني
طوره المعالج
عمى مبادغ العبلج اإلصبلحي لجوزيف نيكولوسي وعمى النموذج الذؼ ًّ
النفسي األمريكي ريتشارد كوىيف (وىو مثمي سابق) وىو أيضاً نتاج تفاعل بيف ىذه
المدرسة العبلجية وخبرتنا المصرية التي تجسدىا قصص حقيقية مف واقع مجتمع
المثمييف المتعافيف في مصر .أتمنى أف يكوف ىذا الكتاب نواة أولى يتـ تحسينيا
وتطويرىا مع الوقت والخبرة التي تتراكـ لدينا كأطباء ومعالجيف عرب.
أوسـ وصفي
القاىرة .نوفمبر ٕٓٔٓ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 )Unwanted Sexual Attraction Counseling Training School (US-ACTS
ٔٔ
ٕٔ
الجزء األوؿ
كشف الحقائق عف الجنسية المثمية
األسباب ػ العالج ػ الوقاية
ٖٔ
إنني أحبؾ وألنني أحبؾ ،أفضل أف أجعمؾ تكرىني لقولي
الحقيقة عمى أف أجعمؾ تحبني لقولي األكاذيب
بييترو آريتينو
شاعر وكاتب مسرحي إيطالي (ٕ)ٔ٘٘ٙ -ٜٔٗ
ٗٔ
الفصل األوؿ
عندما دخل عماد المستشفى إلجراء بعض الفحوصات الطبية بسبب اعتبلؿ صحتو
في اآلونة األخيرة لـ أشأ أف أصدؽ أف األمر خطير .وبشكل كاد أف يكوف تمقائياً،
ماؿ عقمي لتجاىل بعض الحقائق التي أعرفيا عف عماد والتي مف شأنيا أف تزيد مف
قمقي عمى صحتو .فمقد ترؾ عماد عممو في البنؾ األجنبي الذؼ يعمل بو محاسب ًا،
لكونو لـ يعد يقوػ عمى النزوؿ مف البيت كثي اًر خبلؿ الشيور الثبلثة الماضية .خبلؿ
تمؾ الشيور كاف يصاب بنزالت برد متتالية ال يكاد يفيق مف إحداىا حتى تبدأ
األخرػ .وعندما ازره أحد األطباء الحع طفحاً جمدياً غريباً منتش اًر في كل جسده،
فأوصى بأف يذىب إلى إحدػ المستشفيات االستثمارية ،المرتبطة بعقد مع البنؾ الذؼ
يعمل بو عماد ،إلجراء فحوص شاممة لبلطمئناف .كانت ىذه ىي آخر أخبار عماد
التي عرفتيا مف إحدػ عميبلتي التي ىي أيضاً زميمة لعماد.
كانت بداية معرفتي بعماد عندما ازرني منذ عدة سنوات بشكوػ مف اكتئاب مزمف يرافقو
منذ فترة المراىقة المبكرة باإلضافة إلى نوبات متقطعة شبو سنوية مف االكتئاب الحاد
الذؼ يجعمو يبلزـ المنزؿ وال يقوػ عمى مواجية البشر .كاف عماد يتحسف مع بعض
مضادات االكتئاب ولكف شعو اًر بالوحدة والميل لمحزف ظل مرافقاً لو كخمفية موسيقية
حزينة ألحداث حياتو التي لـ تكف ىي األخرػ سعيدة.
عماد شكرؼ ىو االبف األصغر لمواء متقاعد شكرؼ منصور أحد الضباط الذيف
اشتركوا في الحربيف األخيرتيف المتيف خاضتيما مصر .والذؼ ترقى سريعاً في الرتب
٘ٔ
العسكرية ،ثـ بعد تقاعده تولى مناصب حساسة في الدولة لدرجة جعمتو يكاد ال
"يزور" منزلو إال في المواسـ واألعياد .عموماً كاف ىذا ىو نمط الحياة الذؼ عاشو
شكرؼ منصور منذ تخرجو في الكمية الحربية في منتصف الستينات .وعندما جاءه نبأ
والدة ابنو األصغر كاف الرائد شكرؼ منصور في ذلؾ الوقت يقود كتيبة مف الكتائب
المتقدمة عمى الجبية فمـ يستطع العودة لرؤية الطفل الجديد إال بعد أف أتـ ستة أشير
كاممة.
لـ يكف عماد قوؼ البنياف مثل أبيو وأخيو األكبر ماجد .كما لـ يكف لديو أدنى ميل
لمرياضة مثميما .فعندما كاف والده يصطحب ماجد لمتمريف في نادؼ القوات المسمحة
القريب مف المنزؿ ،كاف عماد يفضل أف يبقى بالمنزؿ ،وكانت والدتو تشجعو دائماً
عمى البقاء في البيت معيا فكـ كانت تتمنى أف تحتفع بأحد األبناء!
لـ تستطع مداـ سناء سميمة إحدػ األسر المصرية العريقة التي ليا بعض الجذور
التركية ،أف تسيطر عمى أؼ مف شكرؼ أو ماجد بسبب ميوليما الذكورية الشديدة.
فطالما حاولت أف تعمميما آداب الحديث وسموكيات المائدة ،لكنيما كانا دائم ًا
يتمرداف .يشرباف الماء مف الزجاجة مباشرة ويستخدماف أيدييما في األكل مما كاف
ُيشعر مداـ سناء بالتقزز الشديد .أما عماد فقد كاف دائماً ولداً مطيعاً سيل المراس
مما جعل أمو تفرض سيطرتيا التامة عميو .بالطبع لـ تفصح مداـ سناء كثي ًار عف
رغبتيا الدفينة في إنجاب بنت ،إال أنيا كانت مف وقت آلخر تمقي بيذه المبلحظة
ع ندما تشعر أنيا المرأة الوحيدة في البيت المتحممة وحدىا لكل مياـ المنزؿ .ولـ تكف
تدرؼ ولـ يكف حتى عماد يدرؼ أف أمو بشكل ال واعي حاولت تحقيق حمميا المكبوت
ىذا مف خبللو.
في الواقع كاف عماد مياالً بطبعو لمرقة واألدب في السموؾ والحديث فكاف يشارؾ
والدتو في عدـ رضاىا عف السموكيات الفظة لوالده وأخيو األكبر .كما كاف شديد
يسكف معيـ في
ّ الحساسية ،يميل لمعب اليادغ ،ويفضل صحبة بنات عمتو البلتي
ٔٙ
نفس البناية .ويستمتع معيف بالطبخ واعداد الكعؾ في األعياد .كما لـ يكف يمانع مف
االشتراؾ في أعماؿ المنزؿ وعندما كانت تذىب والدتو لزيارة والدتيا في المنصورة كاف
يحل محميا في القياـ بكل األعباء المنزلية عف طيب خاطر .كانت مداـ سناء تشجع
ولدىا بقوة عمى مساعدتو ليا وىذا التشجيع عوضو عف سخرية والده وأخيو المستمرة
حتى أنو شيئاً فشيئاً ازداد اقترابو النفسي مف أمو وازداد ابتعاده عف كل مف أبيو
وأخيو .ومما ساعد عمى ذلؾ االبتعاد عدـ تواجدىما في البيت أغمب الوقت.
شب عماد محباً لمفنوف بشكل عاـ وتعمـ منذ الطفولة أف يدفف حزنو وغضبو في
القراءة والموسيقى المتيف كاف يمارسيما لساعات طواؿ متحمبلً بذلؾ سخرية ماجد
الذؼ كاف يق أر بالكاد كتب المدرسة .حاوؿ عماد االلتحاؽ بكمية فنية تناسب ميولو إال
أف أباه رفض بشدة .لقد كاف أبوه واقعياً بما يكفي لكي يدرؾ أف عماد لف يصمح
لمكمية الحربية ،لكنو بالرغـ مف ذلؾ لـ يستطع أف يوافق عمى التحاؽ عماد بكمية
التربية الموسيقية التي كاف يحبيا بل أصر المواء شكرؼ أف ي ِ
دخل عماد كمية ،كما ُ
كاف يقوؿ دائماً" ،ليا معنى"!
ىذا االحتقار لمفنوف واآلداب زاد مف اليوة الفاصمة بيف عماد وأبيو حتى أصبحت
عبلقتيما اآلف شبو رسمية ،يغمفيا بعض االحتراـ المتبادؿ خاصة بعد أف تجاوز
عماد الثبلثيف مف العمر.
لـ يعد عماد يذكر األوقات التي مرت عميو في طفولتو عندما كاف قمبو يتمزؽ حزناً
عند رحيل أبيو لوحدتو العسكرية ،وكيف كاف يقف يبكي بالساعات أماـ الباب بعد أف
يغادر أبوه المنزؿ .كاف عماد في ذلؾ الوقت في الرابعة ،أما اآلف فيو ال يكاد يشعر
بأؼ شيء تجاه أبيو.
بينما كنت أقود سيارتي لزيارة عماد في المستشفى تذكرت ىذه التفاصيل التي عرفتيا
خبلؿ جمسات العبلج النفسي التي استمرت بيننا لحوالي ثبلث سنوات قبل أف تنقطع
أخباره لمدة ثبلث سنوات أخرػ ،ثـ كانت ىذه األخبار.
ٔٚ
لقد كنت دائماً أحافع عمى الحدود الوجدانية التي تمنعني مف التعاطف المبالغ فيو مع
الحاالت التي أعالجيا ،لكف يجب أف أعترؼ أف بعض "الحاالت" اخترقت ىذا الجدار
الذؼ يضعف أحياناً بسبب كثرة التعرض وشدتو .كاف عماد مف ضمف ىذه
الشخصيات التي كنت أشعر بألـ شديد وأنا أستمع إليو يتكمـ عف معاناتو مع الوحدة
والجوع الشديد لمحب المتيف كاف يشعر بيما عند نياية كل عبلقة عاطفية.
كاف يحاوؿ دائماً العثور عمى "رفيق حياتو" الذؼ يمكف أف يشعر معو بالحب
والحناف ،ويشاركو حياتو بكل ما فييا مف تفاصيل صغيرة .لكنو في كل مرة كاف يعثر
عمى رجل يتميز بالحناف الممتزج بقوة الشخصية والذؼ دائم ًا كاف يكبره بعشريف عاماً
عمى األقل ،ال تدوـ العبلقة أكثر مف سنة عمى أقصى تقدير .أذكر آخر جمسة
جاءني فييا ليودعني وينقل لي ق ارره النيائي بأف يكفر بحممو القديـ في العثور عمى
شريؾ حياتو ويكتفي بساعات أو حتى بدقائق الحب والجنس التي كاف يخرج ليبحث
عنيا كل ليمة.
عندما دخمت الغرفة ،كاف عماد مستمقياً عمى السرير وتتصل بذراعيو أنابيب المحاليل
المختمفة التي أعرؼ أف بيا نسبة عالية مف المضادات الحيوية .لـ يقو عماد عمى رد
التحية وانما أومأ لي برأسو إيماءة مميئة بالحزف واالستسبلـ .استطعت أف ألحع بقعاً
أرجوانية كبيرة تمؤل جسده وىي ما يسمى ب " َورـ كابوسي "Kaposi Sarcomaالذؼ لـ
تكف تظير منو إال حاالت نادرة جداً قبل ظيور فيروس نقص المناعة المكتسبة في
الثمانينات .لـ أستطع أف أواصل اإلنكار كثي اًر ،فمف الواضح أف عماد في حالة حادة
مف نقص المناعة المكتسب (اإليدز) .وىي الحالة النيائية التي يصل إلييا المصابوف
بفيروس نقص المناعة البشرؼ .HIV
ٔٛ
البندوؿ يتأرجح
في أواخر الستينات وأوائل السبعينات عرؼ الغرب ما يسمى بالثورة الجنسية .يرجع
البعض ظيور ىذه الثورة إلى اختراع حبوب منع الحمل سنة ٓ ٜٔٙكوسيمة سيمة
المادؼ الذؼ حصمف ومؤكدة .آخروف ُيرجعونيا إلى تحرر النساء نتيجة لبلستقبلؿ ّ
عميو بعد دخوؿ أعداد كبيرة منيف إلى سوؽ العمل بعد الحرب العالمية الثانية .فريق
ثالث ُيرجع ذلؾ إلى استمرار تيار التحديث والتصنيع مع بداية القرف التاسع عشر
وتناقص المشاعر الدينية وبالذات بعد ثورة التحميل النفسي في عشرينات القرف
العشريف التي أعادت وضع الرغبة الجنسية في بؤرة اىتماـ الثقافة والفف واألدب
والحياة االجتماعية عموماً .في واقع األمر تعددت العوامل التي أدت لظيور الثورة
الجنسية في ذلؾ الوقت ويعتقد الكثيروف أنو ال يوجد سبب واحد مسئوؿ عف ىذه
ٕ
الظاىرة.
عمى أؼ حاؿ تزايدت الثورة الجنسية خبلؿ الستينات والسبعينات ،وتعد سنة ٖٜٔٚ
عبلمة مف عبلمات الطريق ،حيث أنو في ىذه السنة تـ اتخاذ ق ارريف أسيما كثي ًار في
تعزيز الثورة الجنسية وىما قرار المحكمة العميا األمريكية بإباحة اإلجياض ،وقرار
الجمعية األمريكية لمطب النفسي برفع الجنسية المثمية مف الدليل التشخيصي
واإلحصائي لؤلمراض النفسية (النسخة الثالثة) .ىذا القرار األخير سوؼ نتناولو بمزيد
مف التفصيل في فصل ٍ
تاؿ.
لكف قبل أف نستطرد في استعراض تأثير الثورة الجنسية ،دعونا نتساءؿ :ما ىو الوقود
الذؼ يحرؾ ىذه الثورة ويجعميا بالفعل ثورة سياسية واجتماعية ،ال تخمو مف غيرة
وحماس يصل إلى حد الغضب العاـ والكراىية لكل ما يحمل شبية تقييد الحرية
الجنسية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 "Alan Petigny, "Illegitimacy, Postwar Psychology, and the Re-periodization of the Sexual Revolution
Journal of Social History, fall 7112
ٜٔ
في رأيي أف الثورة الجنسية لـ تنشأ فقط كرد فعل لعوامل اجتماعية واقتصادية
وسياسية في أعقاب الحرب العالمية الثانية ،وانما مف ضمف عوامل نشوء الثورة
الجنسية رد الفعل الغاضب لمتزمت الديني الشديد ضد كل ما ىو جنسي .فكما تحرؾ
البندوؿ إلى أقصى اليميف ،مف الطبيعي أف يتأرجح بعد ذلؾ ألقصى اليسار.
ظير ىذا التزمت منذ العصور الوسطى في صور كثيرة مف ألواف القير اإلنساني
تحت شعار العفة الجنسيةٖ ثـ امتد إلى العصر الفيكتورؼ ثـ إلى حركات التطير
وغيرىا مف الحركات الدينية المسيحية التي كانت تنظر لمجنس عمى أنو أمر قذر
نضطر لممارستو فقط لمحصوؿ عمى النسل وفيما عدا ذلؾ تعتبر ممارستو نوعاً مف
الذنب والخطية أو عمى األقل مستو ٍ
متدف مف النضوج الروحي.
يحضرني ىنا أحد مشاىد الفيمـ الرائد "بحب السيما" الذؼ عرض في مصر منذ
سنتيف .ىذا الفيمـ بال رغـ مف أنو ال يسيء لمديف المسيحي ،إال أنو أثار حفيظة الكثير
مف األقباط في مصر (وربما بعض المسمميف أيضاً) لعدة أسباب ،مف أىميا أنو
وضع يده عمى حقيقة يعاني منيا كل المصرييف وىي الكبت الجنسي الذؼ يؤدؼ إلى
الكثير مف الجرائـ الجنسية بدءاً مف العبلقات المحرمة خارج الزواج
(كما حدث في الفيمـ) ،وانتياء بحاالت التحرش الجنسي الجماعي كما حدث في
شوارع وسط البمد في عيد الفطر الماضي.
عندما أتكمـ عف الكبت الجنسي ال أقصد ىنا الممارسة أو عدـ الممارسة ،فمف
الممكف أف نمارس الجنس بشراىة ونحف مكبوتوف جنسي ًا وأف نمتنع عف الممارسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حزاـ ٖ لعل مف أمثمة ال قير اإلنساني تحت شعار العفة الجنسية ما كاف يسمى في الغرب بحزاـ العفة و ىو
أثناء حديدؼ يرغـ الرجاؿ نساءىـ عمى ارتدائو أثناء غيابيـ في الحػرب أو التجارة لكي ال يمارسف الجنس
قالب غيابيـ .وكاف ليذا الحزاـ مفتاحًا يغمقو الرجل ويأخذه معو أثناء سفره .وتظل المرأة ربما لعدة شيور حبيسة
الذؼ حديدؼ لكي ال تمارس الجنس خارج الزواج .لعل النسخة المقابمة ليذا القير في ببلدنا ىي ختاف البنات
الزاؿ يمارس حتى اآلف.
ٕٓ
ونحف غير مكبوتيف! الكبت ىو ببساطة عدـ احتراـ
مف الممكف أف نمارس
الجنس والنظر إليو عمى أنو شر وخطية.
ونحف بشراىة الجنس
مكبوتوف جنسياً وأف نمتنع إف وضع القيود عمى ممارسة الجنس أمر ضرورؼ
عف الممارسة ونحف غير والزـ لمحضارة اإلنسانية .لكف الكبت ىو أف يكوف
مكبوتيف! القيد داخمياً في القمب .ينشأ موقف كبت المشاعر
بشكل عاـ ينشأ مف فكرة خاطئة عف الطبيعة البشرية
وىي أف اإلنساف إذا اعترؼ بشيء لف يستطيع التحكـ فيو وادارتو؛ عندئذ يصبح
اإلنكار والكبت الطريقة األسمـ لمتحكـ في المشاعر .لكف الواقع يقوؿ بكل وضوح أف
العكس ىو الصحيح تماماً .إننا عندما نعترؼ بمشاعرنا الجنسية وبكل أنواع
المشاعر ،ونحترميا ،نستطيع أف نديرىا ونتحكـ فييا بنضوج .أما الكبت ،فبالرغـ مف
أنو يؤدؼ لمتحكـ التاـ في أوقات كثيرة ،إال أنو كثي اًر أيضاً ما يفشل وتخرج المشاعر
والرغبات في صورة بركانية ال نستطيع التحكـ فييا .الموقف الصحيح مف المشاعر
الجنسية ،في رأيي ،ىو االعتراؼ بيا كمشاعر إنسانية وعدـ اعتبارىا خطأ في حد
ذاتيا .وفي نفس الوقت وضع القيود والضوابط السميمة لممارسة الجنس في إطاره
الصحيح.
لقد فشمت الكنيسة لعصور طويمة في الماضي ،كما يقوؿ فيميب يانسيٗ ،في أف ترػ
جماؿ وجبلؿ العبلقة الجنسية بيف الرجل والمرأة التي ىي في واقع األمر أحد تجميات
هللا في الخميقة٘ .وىذا الفشل في رأؼ يانسي كاف أحد أسباب الثورة الجنسية .فيي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 P. Yancey, Rumors of another world .What on Earth are we missing? (Grand Rapids: Zondervan,
7112) p. 80
٘ أحد أسفار العيد القديـ (نشيد األنشاد) يحتفل بالعبلقة الرومانسية الجنسية بيف الرجل والمرأة .وقد اعتبرت
الكنيسة األولى ىذا السفر رم اًز لمعبلقة بيف المسيح والكنيسة .ومع أف ىذا النص يمكف أف ينظر إليو بمثل ىذه
النظرة الروحية ،إال أف ىذا التفسير ال يجب أف يغفل أف السفر أيضًا إشارة إلى قداسة العبلقة الجنسية .لذلؾ
ٕٔ
بالفعل ثورة قامت ضد الكبت والمنع والتجريـ .وكأؼ ثورة ،مف الصعب أف يتمتع
ثوارىا بالموضوعية والتعقل ،فكاف رد الفعل عنيفاً مدم اًر رافعاً كل قيد وضارباً عرض
الحائط بكل محاولة لتنظيـ العبلقات الجنسية بيف البشر .أصبح كل شيء مباحاً.
الجنس قبل الزواج وخارج الزواج أصبح مباحاً ،وأصبح شائعاً الجنس بيف المراىقيف
وحمل المراىقات والجنس المثمي ذكو اًر بذكور واناثاً بإناث .حتى الجنس بيف البالغيف
واألطفاؿ ،المجرـ قانونياً باعتباره نوعاً مف الشذوذ الجنسي ،Pedophiliaأصبحت
ىناؾ اآلف أصوات تنادؼ باعتباره طبيعياً ومشروعاً مسمية إياه "العبلقة الحميمة بيف
األجياؿ"! ٙبل أكثر مف ذلؾ فقد ظيرت إحدػ مجموعات الدفاع االجتماعي social
)"Association (NAMBLA
المّر
الحصاد ُ
بعد اندالع الثورة الجنسية بعقديف ،وبالتحديد في بداية الثمانينات ،بدأت تظير بيف
الرجاؿ المثمييف في الواليات المتحدة (وبالذات في المدف الكبرػ مثل ساف فرانسيسكو
ونيويورؾ) متبلزمة مف األعراض التي ال تظير إال في حاالت نقص المناعة الشديد
مثل العدوػ العامة بالفطريات وااللتياب الشديد بالجياز اليضمي باإلضافة إلى ورـ
كابوسي .وألف أوؿ ظيور ليذه المتبلزمة كاف بيف الرجاؿ الذيف يمارسوف الجنس مع
رب المناعة المتعمق بالرجاؿ المثمييف" Gay
الرجاؿ (المثمييف) تمت تسميتيا "اضط ا
فإنني أرػ أف اقتصار نظرة الكنيسة عمى الجانب الرمزؼ الروحي واغفاؿ الجانب العاطفي اإلنساني كاف أحد
روافد الثورة الجنسية فيما بعد.
6 G.P. Jones, “ The Study of Intergenerational Intimacy in North America: Beyond Politics and
)Pedophilia,” Journal of Homosexuality 71, nos. 0-7 (0991
ٕٕ
) "Related Immune Disorder (GRIDأؼ أنو في ذلؾ الوقت المبكر مف ظيور
المرض كاف الربط واضحاً بيف "اإليدز" وأسموب الحياة المثمي.
لـ تؤد الثورة الجنسية فقط إلى رفع كل أنواع القيود عف ممارسة الجنس ،وانما امتد
تأثيرىا لتصبح حركة سياسية مرادفة لمحرية وحقوؽ اإلنساف .وأصبح حق ممارسة
الحر ببل قيود أو شروط حقاً يماثل حق التعميـ أو العبلج أو الحرية السياسية.
الجنس ّ
ليذا السبب كاف المسرح معداً منذ السبعينات لتدخل السياسة في المشيد العممي
واإلحصائي الخاص بالعبلقة بيف فيروس اإليدز وأسموب الحياة المثمي .لـ يكف العالـ
الغربي مستعدًا ،بعد أف حصل عمى الحرية الجنسية ،أف يعترؼ بأف ظيور ىذا
الفيروس ىو أحد نتائج رفعو القيود عف ممارسة الجنس .ليذا السبب في أواخر القرف
العشريف تحركت الثورة الجنسية تحركات سياسية لتؤثر أوالً عمى اإلعبلـ والرأؼ العاـ
ومنيما عمى العمـ والتعميـ والوعي العاـ لئلنساف الغربي .وىدفيا األساسي ىو محاولة
الفصل بيف فيروس اإليدز وأسموب الحياة المثمي.
اتخذت ىذه المحاوالت صو اًر متعددة مف أىميا:
محاولة الفصل بيف الجنس الشرجي وأسموب الحياة المثمي .فبعد أف صار
واضحًا أف الجنس الشرجي (ونقل الدـ ومشاركة الحقف) ىـ أىـ طرؽ
انتشار الفيروس ،تحاوؿ جيود الوقاية المتأثرة بالثورة الجنسية والحركات
السياسية لحقوؽ المثمييف (والتي أصبحت حركة "لحقوؽ المثمية" بدالً مف
كونيا حركة "لحقوؽ المثمييف") أف تروج بأف الجنس الشرجي ليس
بالضرورة مثمياً ألنو يحدث بيف الغيرييف أو بيف المراىقيف والمراىقات الذيف
يحاولوف ممارسة الجنس مع الحفاظ عمى العذرية.
محاولة الترويج بأف الجنس الشرجي آمف تماماً عند استخداـ الواقي
الذكرؼ.
محاولة فصل الجنسية المثمية عف ممارسة الجنس بيف الرجاؿ بحجة
أف الجنس بيف الرجاؿ تتـ ممارستو بيف الغيرييف في التجمعات
ٖٕ
الذكورية مثل الجيش والسجوف والمبلجئ .ىذا بالطبع إدعاء مضحؾ،
فممارسة الجنس بيف الرجاؿ في ىذه األماكف ممارسات تعد نادرة وغير
منتظمة بالمقارنة بممارسة الرجاؿ المثمييف لمجنس .ىذه المحاوالت
"اإلعبلمية" تنيار تماماً أماـ الحقائق "العممية" اإلحصائية وأىميا ما
ورد في دراسات التنظيـ االجتماعي لمجنس Social Organization of
Sexuality
ٕٗ
تناوَلت األمر بمزيد مف الواقعية دراسة التنظيـ االجتماعي لممارسة
في سنة َٖ ٜٜٔ
الجنس ٚالتي أجريت عمى عينة تصل إلى ٖٜٔ٘شخصاً مف خمفيات مختمفة لتتمكف
مف دراسة ظاىرة الجنسية المثمية عمى ثبلثة محاور:
السموؾ( :أؼ الممارسة الجنسية) ٔ.
الرغبة( :المشاعر) ٕ.
اليوية الجنسية( :كوف اإلنساف يعتبر نفسو مثمياً أـ ال). ٖ.
ٕ٘
وصموا لسف البموغ الجنسي ( .)%ٜثـ تستمر النسبة في االنخفاض لتصل
لمربع خبلؿ السنة الماضية وىذا معناه أف الكثير مف المراىقيف والشباب مف
ُ
الممكف أف تكوف ليـ بعض الميوؿ والممارسات المثمية باألخص في المراحل
المبكرة مف حياتيـ ،ثـ بعد ذلؾ يتركوف أسموب الحياة المثمي ويصبحوف
غيرييف.
نبلحع ىنا أف المتغير الوحيد الذؼ تفوقت فيو النساء عمى الرجاؿ مف حيث
ظاىرة المثمية ىو االنجذاب العاطفي .فالمثمية في النساء تميل ألف تكوف نوع ًا
مف االعتمادية العاطفية أكثر مف كونيا جنسية .كتبت إحدػ المثميات الكممات
التالية في مدونتيا "يوميات امرأة مثمية" عف الفرؽ بيف العبلقة المثمية بيف
النساء ونفس العبلقة بيف الرجاؿ" :مفيش شؾ أني الحظت جانب مف االستيتار
والفوضى في عبلقات الرجاؿ والحظت كماف أف أكثر ما يحركيـ ىو العبلقة الجنسية و ىي
غالبا بتكوف األساس .الموضوع مش كده عند النساء يعني أنا بالنسبة لي الجنس وسيمة
لمتعبير عف الحب لكف مش ىدؼ".
ٕٙ
أخي ًار :مف حيث اليوية الجنسية:
%ٕ.ٛمف العينة اعتبروا أنفسيـ مثمييف (ٗ %ٔ.مف النساء).
بالطبع ىنا يجب مراعاة اإلنكار الذؼ يعيشو الكثير مف المثمييف في مراحل مف
حياتيـ ،ولكف مع نمو تيار الدفاع عف حقوؽ المثمييف ،يمكف أف تتناقص ىذه
النسبة (بينما يمكف أف تكوف أكبر في ببلدنا) عمى أؼ حاؿ ىذه النسب أقل
بكثير مف نسبة الػ ٓٔ %التي تـ الترويج ليا عبر سنوات طويمة.
9
8
7
6
5
4
3
2 رجال
1 نساء
0
خالل السنة خالل 5سنوات منذ بلوغ سن منذ سن البلوغ
الماضية الماضية 18سنة الجنسي
شكل (ٔ)
ٕٚ
حقهد اإليبزاطىر يكاَه ححج انًظهت انًهكيت في يقديت انًىكب
وهى يشعز بُجاح يُقطع انُظيز.
كم انجًاهيز حقف عهى انجاَبيٍ وفي شزفاث انًُاسل.
انجًيع يهىح ويهخف،
ٕٛ
الفصل الثاني
ٛ
تاريخ حركة الدفاع عف حقوؽ المثمييف
بعد التغييرات المجتمعية التي أحدثتيا الثورة الصناعية في القرف التاسع عشر،
وبحموؿ عشرينات القرف العشريف ،صار ىناؾ مجتمع مثمي منظـ لكنو كاف يعيش
كثقافة "تحتية" غير معمنة .وذلؾ بسبب العنف واالضطياد االجتماعي الذؼ كاف
المثميوف يتعرضوف لو في ذلؾ الوقت .ثـ جاءت الحرب العالمية الثانية التي كانت
بمثابة نقمة فارقة في التاريخ االجتماعي لمجنسية المثمية؛ حيث ترؾ الكثير مف
الشباب أسرىـ ومدنيـ الصغيرة بمجتمعاتيا الصغيرة المتماسكة وانخرطوا في الحياة
العسكرية القاصرة عمى نفس الجنس .كما اتجو الكثيروف والكثيرات أيضاً لمعمل في
المدف الكبرػ .وبعد انتياء الحرب ،اتخذ الكثير منيـ القرار باالعتراؼ بيويتو المثمية.
وىكذا بدأت المدف الكبرػ في األربعينات تعرؼ تجمعات المثمييف في حانات خاصة
بيـ سميت "حانات المثمييف ." Gay bars
أثار ىذا الظيور العمني لممثمييف الكثير مف الضغائ ف االجتماعية ضدىـ في صورة
فصميـ مف أعماليـ المدنية واخراجيـ مف الجيش حتى أف الرئيس األمريكي دوايت
إيزنياور أصدر مرسوماً سنة ٖ٘ ٜٔبحرماف أؼ مثمي أو مثمية مف الحصوؿ عمى
وظيفة فيدرالية .كثير مف اإلدارات المحمية وشركات القطاع الخاص نيجت نفس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 The Reader's Companion to American History. Copyright © 0990 by Houghton Mifflin Company.
ٕٜ
النيج كما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي FBIفي تطوير برنامج لمراقبة وتعقب
المثمييف .ىذا بدوره دفع البوليس المحمي لممارسة الكثير مف ألواف التمييز والتحرش
بالمثمييف .الجدير بالذكر أننا في عالمنا العربي الزلنا نعيش ىذه المرحمة مف
التاريخ (يمكف مراجعة حادثة " queen boatكويف بوت" عمى موقع Human rights
،clubوعمى خبلؼ ما ىو متوقع ،قاـ المثميوف بالرد! فاندلعت المظاىرات لثبلثة أياـ
متواصمة ،كما ظيرت الفتات وشعارات عمى البيوت والمتاجر كميا تعمف قوة المثمييف.
ٓٔ
مف ضمف ىذه الشعارات ما يمي
"كف فخو اًر بما أنت عميو يا رجل! واذا كاف األمر يحتاج لممظاىرات
واإلضراب أو حتى لؤلسمحة النارية لنعرفيـ مف نحف ،فميكف ،فيذه ىي المغة
التي يفيميا ىؤالء الخنازير".
"ىذه حرب .وكل شيء يجوز فييا"( .المدير التنفيذؼ لمجنة القومية لممثمييف
مف الرجاؿ والنساء).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٜوذلؾ قبل دعوة مارتف لوثر كينج االبف بنبذ العنف
01 J. Dallas, A Strong Delusion: Confronting the Gay Christian Movement (Oregon: Harvest
house,0996) p. 69
ٖٓ
ىكذا بيف ليمة وضحاىا كانت حركة تحرير المثمييف قد خرجت لمنور .ومع رياح الثورة
والعصياف المدني لمسود والنساء وطمبة الجامعات ،التي كانت سائدة في ذلؾ الوقت،
ولدت حركة حقوؽ المثمييف التي سمت نفسيا ٔٔLGBT rightsوىذه اختصار لكممات
Lesbian, Gay, Bisexual and Transgenderأؼ حقوؽ المثمييف مف النساء Lesbian
مسيرات الكرامة
نشأت حركة الدفاع عف بحموؿ سنة ٖ ٜٔٚكانت جمعيات الضغط السياسي
المثمية كأسموب حياة ،كرد الخاصة بالمثمييف مف الرجاؿ والنساء في الواليات
فعل لميراث مف اضطياد
المتحدة وصل عددىا إلى نحو ٓٓ ٛجمعية .وظل
المثمييف.
العدد يتزايد حتى وصل سنة ٓ ٜٜٔلعدة آالؼ .منذ
ذلؾ الحيف ظير ما يسمى بمسيرات الكرامة
لممثمييف Gay Pride Paradesفي المدف الغربية الكبرػ .بدأت ىذه المسيرات بمسيرة
ٓٓٓ٘ مثمياً ومثمية في نيويورؾ سنة ٓ ٜٔٚلبلحتفاؿ بالذكرػ السنوية األولى
لمظاىرات ٜٜٔٙوتزايد تعداد المشاركيف في مثل ىذه المسيرات تدريجياً حتى أنو في
سنة ٜٔٛٚسار حوالي ٓٓ ٙألف مثمي في مظاىرة في مدينة واشنطوف لممطالبة
بالمساواة .وىكذا تشكمت حركة تحرير المثمييف كحركة سياسية لممطالبة بالحقوؽ
المدنية كرد فعل لبلضطياد الذؼ كاف المثميوف يتعرضوف لو.
ومثل أؼ حركة سياسية تنشأ كرد فعل لبلضطياد ،فإنيا تبالغ في مطالبيا فمـ تكتف
الحركة بالمطالبة بالمساواة في الحقوؽ والواجبات بيف المثمييف والغيرييف بل طالبت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
00 http://en.wikipedia.org/wiki/Gay_pride_parade
ٖٔ
بأف يقبل المجتمع أسموب الحياة المثمي ويقر بو .أؼ أف الحركة تحولت مف حركة
لمدفاع عف حقوؽ المثمييف إلى حركة دعائية ألسموب الحياة المثمي تيدؼ إلى اعتبار
الفرؽ بيف المثمييف والغيرييف مثل الفرؽ بيف السود والبيض مثبلً أو الفرؽ بيف الرجاؿ
والنساء أو حتى الفرؽ بيف مف يستخدموف اليد اليمنى ومف يستخدموف اليد اليسرػ!
ٕٖ
ثـ تدريجياً اختفت كممة الحرب أو المكافحة تماماً وذلؾ لتجنب أؼ إيحاء مف الممكف
أف يؤدؼ إلى اضطياد المصابيف بالفيروس .فظيرت بدالً مف تعبيرات الحرب
والمكافحة تعبيرات مثل "التجاوب مع اإليدز" .أذكر أنو في إحدػ ورش العمل التي
يجرييا البرنامج اإلقميمي لئليدز في الدوؿ العربية سمعت إحدػ حامبلت الفيروس
تتكمـ عف الفيروس واصفة إياه "بالصديق الذؼ يزورنا في أجسادنا لذلؾ عمينا أال
الصحي مف وراء ىذا الكبلـ،
ّ نكرىو بل أف نتعايش معو"! بالطبع أنا أفيـ الغرض
فقبوؿ المرض كأمر واقع أمر ضرورؼ لمشفاء .فمف يستفيد المريض مف الصراع
والحزف والكراىية ألؼ شيء حتى واف كاف الفيروس ،بل عميو أف يوفر طاقتو النفسية
لمعبلج واتباع أسموب الحياة الذؼ يعطيو أفضل صحة ممكنة .لكف ىذا المفيوـ
يصبح خطي اًر عندما يتبناه العمماء الذيف مف الواجب عمييـ أف يعيشوا حالة حرب مع
الفيروس ويطوروا أدوية لمقضاء عميو فيذا الفيروس في واقع األمر ليس صديقاً بل
ىو عدو يقتل اإلنساف ليعيش ىو ويتكاثر.
تخيموا الكارثة التي يمكف أف تحدث عندما تجتمع مثبلً منظمة الصحة العالمية
وتصدر ق ار اًر بأف اإليدز ليس مرضاً وأف الفيروس ليس فيروساً مرضياً وانما أحد
الفيروسات الصديقة لئلنساف وبالتالي ىو ليس معدياً ،وذلؾ حتى تمنع الوصـ
والتمييز الذيف يتعرض ليما حاممو الفيروس! لحسف الحع لـ تفعل منظمة الصحة
العالمية ذلؾ ولف تفعل .ولكف ىذا بالضبط ما فعمتو الجمعية األمريكية لمطب النفسي
ٕٔ
مع الجنسية المثمية وىذا ما سوؼ نشرحو بالتفصيل الحقاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٕٔ لعل المقارنة بيف المثمية واإليدز ليست فقط بسبب العبلقة السببية بينيما وانما ألف ىناؾ تشابيات أخرػ أىميا أف
المرضيف في منتيى الصعوبة في العبلج .المجتمع العبلجي في العالـ لـ ييأس مع اإليدز ولكنو يأس مع المثمية
أمر طبيعيًا (باستثناء القمة الذيف لـ يخضعوا لمضغط السياسي لحقوؽ المثمييف) وىناؾ شبو آخر يرفض واعتبرىا ًا
دعاة حقوؽ المثمييف االعتراؼ بو وىو أف المثمية أيضاً "معدية" .وىنا أنا ال أقصد العدوػ بفيروس ولكف مف خبلؿ
نظاـ التعميـ الذؼ يوصل رسالة لؤلطفاؿ ولممراىقيف الذؼ يعاني بعضيـ مف تخبط طبيعي في اليوية الجنسية في
ىذا السف بأف المثمية خيار طبيعي مما يساىـ في اتجاه ىؤالء المراىقيف ألسموب الحياة المثمي بالرغـ مف أنيـ كاف
مف الممكف أف يتحركوا ناحية الجنسية الغيرية.
ٖٖ
الموبي المثمي
مثل كل حركة سياسية نشأت كرد فعل لبلضطياد وانضـ إلييا عدد كبير مف الناس
يمثموف شرائح المجتمع المختمفة ،بدأت حركة حقوؽ المثمييف في إنشاء الموبي الخاص
بيا .تماماً مثمما نشأ الموبي الصييوني كرد فعل الضطياد الييود عبر القروف
وخاصة اضطياد دوؿ المحور ليـ أثناء الحرب العالمية الثانية (الجدير بالذكر أف
الحركة النازية اضطيدت المثمييف أيضاً اضطياداً شديداً) .وكما فعل الموبي
الصيويني ،راح الموبي المثمي يحاوؿ السيطرة عمى أشد المراكز تأثي اًر في المجتمع
مثل العمـ واإلعبلـ والتعميـ .وفيما يمي سوؼ نحاوؿ استعراض محاوالت الموبي
المثمي الناجحة لمسيطرة عمى ىذه المراكز المؤثرة في الرأؼ العاـ.
ٖٗ
الجنسي الذؼ كاف مف المفترض أف يتـ الوصوؿ إليو .يعتبر فرويد أف الجنسية
المثمية ىي مرحمة مف مراحل التطور الجنسي لئلنساف ،يعبرىا البعض إلى الجنسية
الغيرية بينما يتوقف البعض اآلخر عندىا ويصبحوف مثمييف .لكف فرويد لـ يكف يعتبر
الجنسية المثمية مشكمة كبيرة أو مرضاً ينبغي عبلجو .وفي خطاب وجيو فرويد سنة
ٖ٘ ٜٔألـ أمريكية لشاب مثمي ،كتب فرويد التالي:
"بالطبع المثمية ليست ميزة ،ولكنيا أمر ال ينبغي الخجل منو ،وال ىو رذيمة أو
أمر يقمل مف شأف اإلنساف .ال يمكف أف نعتبر الجنسية المثمية مرضاً ،ولكننا
نعتبرىا شكبلً مف أشكاؿ النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو
الجنسي .الكثير مف األشخاص المحترميف في العالـ القديـ والحديث عمى حد
سواء كانوا مف المثمييف مثل أفبلطوف ومايكل أنجمو وليوناردو دافنشي
وغيرىـ .إنو مف الظمـ الكبير أف نضطيد المثمية فاضطياد المثمييف جريمة
وقساوة شديدة أيضاً"ٔٗ .
أما التحميميوف الذيف تبعوا فرويد فكانت ليـ آراء متباينة حوؿ سبب المثمية .فعمى
سبيل المثاؿ رفض ساندور رادو (ٓٗ )ٜٜٔٗ ،ٜٔفكرة فرويد أف اإلنساف يولد ذو
طبيعة مزدوجة وقاؿ أف الجنسية الغيرية طبيعية ،أما المثمية فيي محاولة لمحصوؿ
عمى المذة الجنسية عندما تكوف العبلقة الغيرية الطبيعية صعبة وميددة لممراىق .غيره
مف التحميمييف أروا أف الجنسية المثمية تنتج مف عبلقات مرضية داخل األسرة خبلؿ
المرحمة األوديبية مف النمو الجنسي (ٗ ٘-سنوات).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
02 Reprinted in Jones, 0912, pp. 718-719, from the American Journal of Psychiatry, 0910, 012, 286).
ٖ٘
السؤاؿ ىنا ىو :ىل تغير المشيد العممي كثي اًر منذ
لـ تكف ىذه التغييرات نابعة مف
ذلؾ الوقت؟ ىل ظيرت أبحاث قاطعة تثبت أف
استيعاب الحقائق العممية التي
يممييا المنطق ،وانما عمى الجنسية المثمية مرض ،أو توقف في النمو
العكس كاف ىذا العمل مدفوعاً الجنسي؟ وىل خرجت أبحاث قاطعة تؤكد أف
بما كاف يمميو المزاج المثمية ىي مجرد اختبلؼ وراثي؟ الحقيقة ىي أف
األيديولوجي العاـ في تمؾ
العمـ لـ يقل كممتو بعد ولـ يثبت أياً مف ىذه
الحقبة مف التاريخ.
األشياء بالدليل القاطع ألف المشكمة ىي أف
السياسة قطعت الطريق عمى الحوار العممي حيث
أصبح يتيـ بالكراىية و يوصف بالرجعية والتخمف ومعاداة المثمييف٘ٔ ،كل مف يقوـ
بأؼ بحث في ىذا المجاؿ ،الميـ إال األبحاث الوراثية التي تحاوؿ أف تثبت أف
اإلنساف يولد مثمياً تماماً وأف المثمية ليست سوػ اختبلؼ وراثي مثل لوف العينيف أو
الشعر أو الميل الستخداـ اليد اليسرػ بد ً
ال مف اليمنى .أما عف كيف وصل الحاؿ
إلى ما ىو عميو ،وماذا كاف دور السياسة في التشخيص والبحث العممي في ىذا
المجاؿ ،فيذا ما سوؼ نجيب عميو في السطور التالية مف خبلؿ تتبعنا لتاريخ ىذا
التشخيص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٘ٔ أصبحت "معاداة المثمية" تيمة سياسية واجتماعية في الغرب تماثل "معاداة السامية"!
ٖٙ
ثـ في سنة ٜٔٙٛفي النسخة الثانية مف الدليل ) (DSM IIتـ تغيير مكاف الجنسية
المثمية مف فئة االضطرابات السيكوباتية إلى فئة االنحرافات الجنسية sexual
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
06 J. Nicolosi, Reparative Therapy for Male Homosexuals, (N.J.: Aronson books), 0992 p. 8-9
)02 R.V. Bayer Homosexuality and American Psychiatry: The Politics of Diagnosis (N.Y: Basic books
0980 p. 2-2
08 J. Satinover, Homosexuality and the Politics of Truth, (Grand Rapids: Baker books), 0996, p. 27- 21
ٖٚ
سنة ٖٜٔٙ
مدفوعة بالقمق بشأف السموؾ الجنسي المثمي الذؼ كاف يبدو متزايداً في ذلؾ
الوقت ،كمفت أكاديمية نيويورؾ الطبية لجنتيا لمصحة العامة بتقديـ تقرير عف
الجنسية المثمية .وجاء في تقرير المجنة ما يمي" :الجنسية المثمية ىي بالفعل
مرض .المثمي إنساف مضطرب وجدانياً بحيث لـ تتطور لديو القدرة الطبيعية
لتكويف عبلقات مشبعة مع الجنس اآلخر" ٜٔ.كما أضافت المجنة" :بعض مف
المثمييف قد ذىبوا إلى ما ىو أبعد مف مجرد الدفاع عف المثمية ،وىـ اآلف
ٕٓ
يحتجوف قائميف أف المثمية ىي أسموب محبب ونبيل ومفضل لمحياة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
09 Cited in C.W. Socarides, “ Sexual Politics and Scientific Logic: The Issue of Homosexuality, “The
Journal of Psychohistory 01, no.2 (0997), p. 017
71نفس المرجع السابق
70في ظل تيميش دور الديف في المجتمع الحداثي والبعدحداثي ،يقوـ المجتمع بالمجوء فقط لعمـ النفس والطب
النفسي لئلجابة عف األسئمة الوجودية الخاصة باإلنساف مما يجعل لمطب النفسي دو ًار مجتمعيًا بار ًاز .ىذا يفسر
تركيز حركة حقوؽ المثمييف عمى الجمعية األمريكية لمطب النفسي بوصفيا مؤسسة شديدة التأثير في المجتمع.
أيضًا لـ تغفل ىذه الحركة أف تستيدؼ الكنيسة وعمـ البلىوت حتى نشأ ما يسمى "بالبلىوت المثمي" كفرع مف
البلىوت الميبرالي والذؼ تحت تأثيره تعترؼ بعض ىذه الكنائس المتحررة بالزواج المثمي .أما الغالبية العظمى
مف الكنائس والتي تعتبر نفسيا محافظة ترفض ىذا الزواج.
ٖٛ
يا دكتور بايبر ،لو كنت في كتابؾ ىذا قد تكممت عف السود مثمما تكممت عف
ٕٕ
المثمييف ،لكنت قد تعرضت لممحاكمة وأنت بالفعل تستحق ذلؾ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
77 R.V. Bayer Homosexuality and American Psychiatry.
ٖٕ نفس المرجع السابق
ٖٜ
لـ ُيقدـ بحث عممي واحد .وانما قاـ النشطاء المثميوف بترتيب لقاء مع لجنة
التسميات بالجمعية (المسئولة عف دليل التشخيص السابق ذكره) ونتيجة لذلؾ
قاـ رئيس ىذه المجنة بالسماح بفكرة أنو غالباً ال ينـ السموؾ الجنسي المثمي
عف اضطراب نفسي وأف الدليل التشخيصي ربما يحتاج ألف يعكس ىذا الفيـ
الجديد.
سنة ٖٜٔٚ
عندما اجتمعت لجنة التسميات لبحث األمر ،كاف األمر كمو قد أعد في الغرؼ
المغمقة .أيضاً لـ تُقدـ أؼ معمومات عممية جديدة .وأُعطيت فقط ٘ٔ دقيقة
لممعارضيف لتغيير التسمية لتقديـ حجتيـ (تخيموا ٘ٔ دقيقة لتمخيص كل
مجيود الطب النفسي في بحث المثمية خبلؿ السبعيف سنة الماضية) وبعد أف
صوتت المجنة كما كاف مخططاً ،كانت ىناؾ أصوات قميمة ىي التي اعترضت
عمى التغيير.
لقد كانت جماعة الضغط المثمي قد استعدت جيداً ليذا التصويت بأف أرسمت
خطابات لنحو ثبلثيف ألف مف األعضاء لتحثيـ عمى التصويت لصالح
التغيير .وكاف السؤاؿ ىو كيف حصل الموبي المثمي في الجمعية عمى عناويف
كل ىؤالء األعضاء؟ الحقيقية ىي أنيـ قد اشتروا قائمة المراسمة الخاصة
بالجمعية بعد أف قاموا بجمع تمويل مف المجتمع المثمي كمو باالستعانة بالمجنة
القومية لممثميييف ) National Gay Task Force (NGTFوىي لجنة سياسية
بح تة .ىكذا تظير حقيقة أف رفع الجنسية المثمية مف قائمة األمراض كاف
عمبلً سياسياً بحتاً!
ٓٗ
مرت ثالثوف سنة
ٕٗ
والذؼ كاف بعد مرور ثبلثيف سنة وبالتحديد في أكتوبر ٖٕٓٓ قاـ روبرت سبيتزر
لو دور محورؼ في االجتماعات التي تـ فييا رفع المثمية مف دليل التشخيص سنة
ٖ ٜٔٚبنشر بحثو الذؼ أجراه عمى ٕٓٓ شخص مثمي (ٖٗٔ مف الرجاؿ و ٘ٚمف
النساء) الذيف يعتبروف أنفسيـ "مثمييف سابقيف" أؼ أنيـ مروا بتجربة تغيير اليوية
الجنسية مف المثمية إلى الغيرية وظموا في ىذه اليوية الجديدة لفترات تصل إلى خمس
سنوات وأكثرٕ٘.
قاـ سبيتزر بالمقارنة بيف فت رتيف في حياة ىؤالء األشخاص .الفترة األولى ىي فترة
السنة التي سبقت بداية محاولتيـ لمتغيير والفترة الثانية ىي السنة السابقة إلجرائو ىذه
المقابمة معيـ .وشممت المقارنة المتغيرات التالية :األفكار الشيوانية تجاه نفس
الجنس ،الخياالت الجنسية المثمية أو الغيرية أثناء العادة السرية ،استخداـ الصور
والمواد الجنسية المصورة ،الشعور بالرغبة الشديدة في المقاءات العاطفية الحميمة مع
نفس الجنس ،معدؿ تواتر الجنس المثمي والغيرؼ .وكانت النتائج كالتالي فيما يتعمق
باالنجذاب الجنسي:
استخدـ سبيتزر متصل مف ٓٓٔ درجة بحيث تشير الدرجة ٓٓٔ إلى أف الشخص ينجذب لنفس
الجنس فقط (أؼ مثمي تمامًا) وصفر إلى أف الشخص ال ينجذب لنفس الجنس مطمقًا (غيرؼ تمامًا).
جدوؿ (ٔ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٕٗ جدير بالذكر أف سبيتزر شخص ممحد (مف خمفية ييودية) بينما نسبة كبيرة مف ىذه العينة قد تغيرت بفعل عدد
مف الخدمات المسيحية التي تعمل في مجاؿ التعافي مف الجنسية المثمية.
ٕ٘ نشره في أكتوبر ٖٕٓٓ في ٖٕٓٓ Archives of Sexual Behavior, ٖٕ (٘), ٖٗٓ-ٗٔٚ, October
ٔٗ
أؼ أف الميل المثمي تناقص في عينة الرجاؿ مف ٔ ٜإلى ٖٕ وفي عينة النساء
مف ٛٛإلى .ٛ
درس سبيتزر أيضاً نسبة وجود الميوؿ المثمية في ىذه العينة في السنة السابقة
لممقابمة وأيضاً درس مستوػ نجاح العبلقات الجنسية الغيرية ليوالء األشخاص ومعدؿ
إصابتيـ باالكتئاب ووجد أف تغيي اًر درامياً قد حدث ليؤالء األشخاص في كل ىذه
المتغيرات.
ٕٙ
بحوث عممية أـ إعالمية
البحث السابق نموذج نادر وجرؼء مف األبحاث العممية النفسية التي تتناوؿ الجنسية
المثمية ونتائج عبلجيا .أما أغمب األبحاث األخرػ التي تتـ في ىذا المجاؿ فكما سبق
وأشرنا قاصرة فقط عمى محاوالت إلثبات أف الجنسية المثمية متغير وراثي طبيعي
وىي أبحاث أغمبيا يقوـ بو عمماء مثميوف.
شيير نشره في مجمة "العمـ" Scienceفي
اً كانت البداية ليذه النوعية مف البحوث بحث ًا
أغسطس ٔ ٜٜٔأحد العمماء في مجاؿ الكيمياء العصبية Neurochemistryمف ساف
فرانسسكو وىو سايموف ليفاؼ .Simon LeVayوجد ليفاؼ أف أحد تجمعات الخبليا
العصبية يصل حجمو في الرجاؿ "المثمييف" ضعف حجمو في الرجاؿ "الغيرييف" وقد
وضعت كممتي "المثمييف" و"الغيرييف" بيف أقواس لكوف تحديد الميوؿ الجنسية لمعينة
صعباً فيي عينة مف جثث لرجاؿ توفوا .كما أف الربط بيف ىذا االكتشاؼ والجنسية
المثمية (أو بيف أؼ متغير جسدؼ وسموؾ ما) يجب أف يظل محض صدفة إلى أف يتـ
تأكيد ىذه الحقيقة مف خبلؿ العديد مف األبحاث .ولكف ىذا بالطبع ما لـ يحدث .ولكف
الذؼ حدث ىو أف اإلعبلـ الخاضع لسيطرة الموبي المثمي ،كالعادة ،قد التقط ىذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٕٙالبحوث الواردة في ىذا الجزء مقتبسة مف كتاب جيفرؼ ساتينوفر "المثمية وتسييس الحقيقة" Homosexuality and
the Politics of Truth
ٕٗ
األبحاث غير المثبتة وغير المؤكدة والمجراة عمى عينات صغيرة وصنع منيا عناويف
الصحف ،بل أف مثل ىذه األبحاث تجرػ في الكثير مف األحياف لنفس ىذه األغراض
اإلعبلمية حيث يحاوؿ بعض الباحثيف إيجاد أؼ عامل مشترؾ جسدياً بيف الرجاؿ أو
النساء المثمييف ،وبالطبع يجدوف ،وذلؾ لمحاولة إثبات أف الجنسية المثمية ىي مجرد
متغير جسدؼ طبيعي!
باإلضافة إلى أف ىذا البحث السابق وغيره مف أبحاث التركيب التشريحي لممخ تتناسى أف
التركيب التشريحي لممخ كما أنو يؤثر في السموؾ فإنو يتأثر أيضاً بو .ٕٚلذلؾ يظل
السؤاؿ :ىل ىذا الفرؽ التشريحي ىو الذؼ صنع الميل المثمي أـ أف السموؾ المثمي ىو
الذؼ صنع ىذا الفرؽ التشريحي؟!
أوالً :دراسة معدؿ وجود تماثل في العوامل الوراثية (الجينات) بيف اثنيف مف المثمييف:
مف غير األقارب( .تشابو قميل جداً) ٔ.
ثـ بيف اإلخوة البيولوجييف أؼ مف نفس األب واألـ( .بعض التشابو) ٕ.
ثـ بيف توأميف غير متماثميف أؼ مف نفس األب واألـ لكف مف بويضتيف ٖ.
مختمفتيف( .نفس درجة التشابو مثل اإلخوة البيولوجييف العادييف)
ثـ بيف توأميف متماثميف أؼ مف نفس البويضة( .تماثل تاـ ٓٓٔ)% ٗ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
72 Quotation from change your brain change your life
ٖٗ
إذا كانت المثمية تورث كمتغير وراثي ليس لمبيئة أؼ تأثير فيو مثل لوف الشعر أو
العينيف (كما يحاوؿ اإلعبلـ أف يثبت) ،فإننا سنجد أف درجة التماثل الوراثي (الجيني)
تتزايد تدريجياً في ىذه الحاالت حتى تصل إلى التماثل الجيني التاـ (ٓٓٔ )%في
التوائـ المتماثمة.
ثانياً :في كل زوج مف األزواج السابقة ،تتـ المقارنة بيف درجة التشابو الجيني
(الوراثي) ودرجة التشابو السموكي .بمعنى ت حديد ما إذا كاف التشابو الوراثي يؤدؼ
بالضرورة إلى تشابو سموكي .مرة أخرػ إذا كانت المثمية تورث كمتغير وراثي
ال دور لمبيئة فيو ،فإنو كمما كاف ىناؾ تشابو جيني ًا كمما انعكس ذلؾ عمى السموؾ
بشكل حتمي (أؼ إذا تواجد التشابو الجيني بيف زوجيف فإنيما بالضرورة يكوناف
مثمييف).
ثالث ًا :ضبط العوامل البيئية المؤثرة عمى كل مف التوأميف وذلؾ بحصر الفحص عمى
توأميف تـ تبنييما بعد الوالدة مباشرة وعاش كل منيما في بيئة مختمفة .فعندما ينشأ
توأماف في بيئتيف مختمفتيف وفي نفس الوقت يصبحاف مثمييف يزيد ىذا مف احتمالية
أف تكػوف المثمية وراثية تماماً وال دور لمبيئة فييا( .لكف لؤلسف لـ يجر حتى اآلف
عدداً كافياً مف الدراسات التي درست توائـ تـ تبنييـ في بيئات مختمفة ،وىذا يؤدؼ
لخمط بيف تأثير البيئة وتأثير الوراثة).
رابعاً :فحص الفروؽ بيف أزواج مف نوعيات مختمفة كالفرؽ بيف زوج مف التوائـ وبيف
زوج مف األخوة مف غير التوائـ وزوج مف اإلخوة المتبنيف (الذيف يشتركوف في البيئة
ولكف ليس في الجينات) وذلؾ لفصل تأثير البيئة عمى نشوء الجنسية المثمية.
متغير وراثياً طبيعي مثل لوف العينيف ،كما يروج اإلعبلـ المتأثر
اً إذا كانت المثمية
بجماعات الضغط المثمي فسوؼ يكوف معدؿ التواتر concordance rateبيف التوأميف
ٗٗ
المتماثميف تاماً (ٓٓٔ .)%والمقصود بمعدؿ التواتر ىو معدؿ أف يكوف التوأماف إما
مثمييف أو غيرييف .أما إذا كاف ىناؾ توأماف متماثبلف (مف نفس البويضة) وواحد
منيما مثمي واآلخر غيرؼ ،فبل يمكف عندئذ أف نقوؿ أف دور الوراثة في المثمية ىو
مف نوع التوريث الحتمي الذؼ ليس لمبيئة تأثير فيو مثل وراثة لوف العينيف أو الشعر.
عمى سبيل المثاؿ ،ال يمكف ألحد أف يفرؽ بيف التوأميف المتماثميف الشييريف في عالـ
كرة القدـ حساـ وابراىيـ حسف في الشكل وذلؾ ألف الشكل معتمد عمى الجينات
الوراثية فقط (توريث حتمي) ،أما كونيما قد لعبا كرة قدـ ،فيذا ربما يكوف لو ُبعد
وراثي جعل كبل منيما ُيحب ىذه المعبة ،لكف األمر كاف يحتاج لتدخبلت بيئية في
صورة أف يأخذىما والداىما مثبلً ويشتركاف ليما في أحد األندية .ثـ لعب واحد منيما
مدافعاً واآلخر مياجماً .أيضاً ربما كانت ىناؾ خمفية وراثية في ميل واحد منيما
لمدفاع واآلخر لميجوـ ،لكف مف الواضح أف األمر كاف يحتاج إلى عوامل بيئية ،مثل
مدرب يكمف أحدىما بمركز المدافع واآلخر بمركز المياجـ .السؤاؿ ىنا ،ىل المثمية
مثل لوف الشعر والعينيف ،أـ مثل لعب كرة القدـ ،أو مثل المركز في الممعب؟
ما تثبتو األبحاث التي سوؼ ندرسيا ىنا ىو أف المثمية مثل لعب كرة القدـ أو المركز
ُثير وراثياً ولكف ليس تحديداً وراثياً مثل لوف الشعر والعينيف
في الممعب أؼ أف بيا تأ اً
.Genetic influence rather than genetic determinationوىناؾ أمثمة عديدة
لسموكيات وصفات بشرية بيا تأثير وراثي وليس تحديد وراثي مثل إدماف الخمر
والسمنة .ىناؾ تأثير وراثي إلدماف الخمر ولكف لكي يدمف إنساف الخمر يحتاج ألف
يشرب خمر بكميات كبيرة ،أؼ أف ىناؾ تدخبلً "بيئياً" يجب أف يحدث لكي يصبح
اإلنساف مدمن ًا عمى الخمر (وىذا عمى عكس لوف الشعر أو العينيف المذيف ال يحتاج
اإلنساف ألف يفعل شيئاً ليحصل عمييما) .أيضاً السمنة ،بيا تأثير وراثي ،لكف إف
كاف إنساف مستعد وراثياً لمسمنة ،وأدرؾ ذلؾ وأصبح يراعيو في نظامو الغذائي،
فيمكنو أال يكوف بديناً.
٘ٗ
األىـ مف ذلؾ ىو أننا نعالج ىذه السموكيات التي بيا تأثير وراثي (مثل إدماف الخمر
والسمنة) ألننا نؤمف أف التأثير البيئي المعاكس (أؼ التوقف عف التعاطي ومراعاة
صحي ،يمكف أف يعدؿ مف ىذه األمراض) لكننا بطبيعة الحاؿ ال نعالج نظاـ غذائي ّ
األشخاص ذوؼ البشرة السمراء أو البيضاء أو مف يستخدموف أيادييـ اليسرػ بدالً مف
اليمنى .وىذا ما تريد حركة "حقوؽ المثمييف" أف تروج لو معتبرة أف مف يعالج المثمية
كمف يعالج مستخدمي اليد اليسرػ ليجعميـ يستخدموف اليمنى!
ٗٙ
مف دراسة بايمي وبيبلرد ولكف كاف ىناؾ نفس الفرؽ بيف التوائـ المتماثمة والتوائـ غير
المتماثمة .ففي دراسة بايمي وبيبلرد كانت (ٓ٘ و ٕٕ) أما في دراسة كينج وماكدونالد
فكانت ( ٕ٘ و ٕٔ) وفي النياية كتب الباحثاف االستنتاج التالي:
إف عدـ التواتر في التوجو الجنسي بيف األزواج مف التوائـ المتماثمة يؤكد أف
ٖٓ
العوامل الوارثية وحدىا غير كافية لنشوء التوجو الجنسي.
باإلضافة لذلؾ فمف المنطقي أنو إذا كاف ىناؾ جيف لممثمية ،فقد كاف ينبغي أف
يختفي ىذا الجيف منذ وقت طويل فالجينات تبقى في المستودع الوراثي البشرؼ مف
خبلؿ التناسل والمعروؼ أف أغمب المثمييف ال
نصف عينة التوائـ المتماثمة
مستمر
اً ينجبوف .فإذا كاف التوجو الجنسي المثمي
(المتطابقة في الجينات) كانوا
مختمفيف في اليوية الجنسية طواؿ ىذه القروف ،فبلبد أف ىناؾ عوامل تساعد
(أؼ واحد منيـ مثمي واآلخر عمى نشوئو غير العامل الوراثي.
غيرؼ)!
جيف المثمية!
ىذا عف أبحاث التوائـ .ماذا عف اكتشاؼ جيف الجنسية المثمية The Gay Gene؟ في
يوليو سنة ٖ ٜٜٔخرجت صحيفة الووؿ ستريت جورناؿ بذلؾ العنواف" :األبحاث
ٖٔ
وفي أحد العناويف الفرعية أشار المقاؿ تتجو نحو اكتشاؼ جيف الجنسية المثمية".
إلى أف المثمية مجرد اختبلؼ وراثي طبيعي .وىذا يترؾ عند القارغ العادؼ غير
المتخصص انطباعاً بأف الموضوع قد ُح ِسـ وأف الجنسية المثمية مجرد متغير وراثي
ٗٚ
لباحث لـ يتأكد بعد ويحتاج إلى عشرات األبحاث المماثمة لكي يتحوؿ إلى "حقيقة
عممية" .لكف الصحافة ،التي يسيطر عمييا الموبي المثمي ،تتناوؿ ىذه "االعتقادات"
لتصنع منيا "عقائد" يؤمف بيا الرأؼ العاـ دوف مناقشة .دعونا إذاً نفحص تمؾ الدراسة
التي احتفت بيا الصحافة وحاولت اعتبارىا كشفاً عف جيف الجنسية المثمية.
ٕٖ
ونشرت في مجمة "العمـ" .في ىذه الدراسة ىذه الدراسة أجراىا ديف ىامر وزمبلؤه
اكتشف الباحثوف أنو في عدد محدود مف األسر ،ظير التوجو الجنسي المثمي في
أخواؿ الذكور المثمييف .ولكوف النساء لدييف الكروموسوماف XXوالرجاؿ XYاستنتج
الباحثوف أف ىناؾ شيء ما عمى كروموسوـ Xالذؼ يأتي لو مف أمو (ذلؾ ألف
الخاؿ ىو المثمي)ٖٖ .وبعد أف وجد الباحثوف عينة مف تمؾ األسر التي بيا ذكور
مثميوف وأخواليـ أيضاً مف المثمييف ،شرعوا في فحص الكروموسوـ Xفي ىؤالء
الرجاؿ .وبالفعل تـ اكتشاؼ متغير متكرر عمى ىذا الكروموسوـ وبالتحديد في
حيث وجد الباحثوف أف %75مف اإلخوة مف الذكور المثمييف منطقة X88
ٗٛ
لذلؾ بعد مرور أربعة شيور وفي نفس المجمة "العمـ" تـ نشر انتقادات حادة ليذه
الدراسة .في ىذه التعميقات الناقدة كتب عمماء وراثة مف جامعات مثل ييل ،وكولومبيا
ولويزيانا ما يمي:
الكثيرمف المناقشات التي تناولت ما وجده ىامر وزمبلؤه مف نتائج ركزت
عمى التداعيات االجتماعية والسياسية .بينما ىدفنا الحقيقي ىو مناقشة األدلة
العممية واستيضاح عدـ االتساؽ الذؼ في ىذه الدراسة والذؼ يدفعنا ألف
نفسرىا بكثير مف الحذر ..... .إف نتائج ىذه الدراسة ال تتسق مع أؼ نموج
جيني كما أف صغر حجـ العينة (ٓٗ أسرة) يجعل مف ىذه النتائج قابمة لعدة
تفسيرات ونظريات كثيرة بعضيا وراثي والبعض اآلخر بيئيٖ٘.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
”21 Risch et al. “ Male Sexual Orientation and Genetic Evidence
26 D. H. Hamer et al., “Response to Risch et al. “Science 767 (0992), p. 7161.
ٜٗ
مزيد مف األبحاث
في سنة ٜٜٜٔوبعد حوالي عشرة سنوات مف العمل في مشروع الجينوـ البشرؼ الذؼ
بدأ سنة ٓ ٜٜٔحاوؿ بعض العم ماء الكندييف بقسـ العموـ العصبية اإلكمينيكة بجامعة
أونتاريو الغربية أف يؤكدوا صحة الدراسة السابقة لمدكتور ىامر (والتي اكتشفت أف
%75مف اإلخوة مف الذكور المثمييف يشتركوف في نفس المحددات الجينية في
منطقة )Xٕٛالمشكمة التي كانت تكمف في بحث د .ىامر ىي أنو لـ يفحص ما إذا
كاف االخوة الغيرييف ليؤالء المثمييف كاف أيضاً ليـ نفس المحددات الجينية في
منطقة X88
أما العمماء الكنديوف فقاموا بدراسة ىذا المتغير ولكف في عينة أكبر مف األسر ومع
وجود فيـ أكبر لعمـ الوراثة (بعد مرور ٙسنوات) .وأكد ىذا الفريق الكندؼ أف اإلخوة
المثمييف لـ تك ف احتمالية اشتراكيـ في نفس المحددات الوراثية في Xٕٛأكثر مما
ٖٚ
تمميو الصدفة البحتة
وفي سنة ٖٕٓٓ اكتمل مشروع الجينوـ البشرؼ ولـ يتـ العثور عمى أؼ جيف لممثمية.
ىذا ما تعرفو جيداً حركات الترويج ألسموب الحياة المثمي ،لذلؾ ال يوجد عمى مواقع
اإلنترنت الخاصة بيذه الحركات أؼ إشارة ألبحاث عممية .كل ما ُيكتب في ىذه
المواقع ىو عبارات مثل" :لماذا تسأؿ عف سبب المثمية؟ ? "Why ask Whyبعض
المواقع األكثر موضوعية تكتب عبارات مثل" :يقترح الخبراء أف ىناؾ عوامل بيولوجية
ٖٛ
وبيئية واجتماعية تشترؾ في تطور المثمية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” 22 G.Rice et al., “ Male Homosexuality: Absence of Linkage to Microsatellite Markers at X78,
Science 72 April 0999: 661-662
28 D. Thompson, Reaching Gay Youth 7111 p. 77
ٓ٘
أما الحوار العممي الموضوعي والبحث العممي الموثَّق فبل يجد طريقو إلى ووؿ ستريت
جورناؿ أو نيويورؾ تايمز أو غيرىا مف الجرائد والمجبلت أو مواقع اإلنترنت التي تريد أف
تعطي االنطباع أف المثمييف يولدوف ىكذا وأف المثمية متغير وراثي طبيعي
ال عبلقة لمبيئة بو وال يجب التعامل معو عمى أنو اضطراب مف أؼ نوع.
عندما قدمت محاضرة عف المثمية في إحدػ منظمات حقوؽ اإلنساف بالقاىرة ،كانت بيف
الحضور صحفية تكتب في إحدػ الجرائد األجنبية التي تنشر في مصر .قامت
الصحفية بنشر محاضرتي تحت العنواف التالي" :في الوقت الذؼ فيو تسف ببلد كثيرة
حوؿ العالـ القوانيف التي تشرع حقوؽ المثمييف ،يقترح أحد األطباء عبلجاً لممثمية" .ثـ
بدأت مقالتيا قائمة" :إنو في الوقت الذؼ تسف فيو كل دوؿ العالـ ،دولة وراء األخرػ،
القوانيف التي تشرع لحقوؽ المثمييف ،ال يزاؿ ينظر الكثيروف في مصر لممثمية عمى أنيا
ٖٜ
ولعمنا ىنا نبلحع الخمط الواضح بيف وجية النظر العممية لممثمية ،وبيف مرض".
قوانيف حقوؽ المثمييف وكأف اعتبار المثمية مرضاً يتعارض مع حقوؽ المثمييف! فيل مثبلً
اعتبار الفشل الكموؼ مرضاً ييدد الحقوؽ السياسية والمدنية لممصابيف بو؟!
بالطبع السبب في ىذا الموقف ىو ذلؾ الميراث مف القمع السياسي والوصـ االجتماعي
لممثمييف ،لكف الموقف السياسي واالجتماعي المشروع المدافع عف حقوؽ المثمييف ال
ينبغي أف يتدخل في رؤيتنا العممية لمقضية والتي يجب أف تتحرر مف مثل ىذه
التأثيرات .فمف حقوؽ المثمييف ،وبالذات مف ال يرضى منيـ بتوجيو الجنسي ،أف يعرفوا
أف التوجو الجنسي المثمي أمر يمكف تغييره ،ومف حقيـ الحصوؿ عمى مساعدة لتغييره.
أما مف ال يريدوف تغيير توجييـ المثمي فبل يمكف أف يرغميـ أحد عمى ذلؾ ،فيـ
مواطنوف لدييـ كافة الحقوؽ المدنية والسياسية واالجتماعية التي تكفل ليـ أف يختاروا
أسموب الحياة الذؼ يريدونو ذلؾ شريطة أال يفرضوه عمى أحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29 Psychologist Claims to have “Cure” for Homosexuality The Daily Star-Egypt September 72, 7116
ٔ٘
التربية والتعميـ ....في األسرة والمدرسة
بعد أف تناولنا الضغط السياسي المنظـ الذؼ مارسو الموبي المثمي عمى العمـ واإلعبلـ
في الغرب ،يأتي دور الكبلـ عف التربية والتعميـ .فالتعميـ أيضاً تعرض لحمبلت
الضغط والتسييس وذلؾ لمترويج لمتوجو الجنسي المثمي بيف األطفاؿ والمراىقيف أو
عمى األقل اعتباره اختيا اًر مقبوالً (الحع شعار "ال بأس بالمثمية" )Gay is Okayىنا
تكمف الخطورة .وىنا يظير االحتياج لمتفريق الدقيق بيف حقوؽ المثمييف في التعبير
وممارسة توجييـ المثمي ،وبيف ترويجيـ ليذا التوجو خاصة بيف األطفاؿ والمراىقيف.
مف الطبيعي أف يمر بعض المراىقيف في بداية فترة المراىقة بحالة مف الحيرة
والتشويش فيما يتعمق بيويتيـ أو ميوليـ الجنسية .في ىذه المرحمة الدقيقة مف النمو
الوجداني والجنسي ،يمكف أف يشعر بعض المراىقيف بمشاعر االنجذاب الجنسي
المثمي ،بل وربما يقوموف ببعض الممارسات الجنسية مع أقرانيـ مف نفس الجنس.
لكف ىذا ال يؤدؼ بالضرورة لنشوء التوجو الجنسي المثمي .فقد أكدت الدراسة
المسحية لمتنظيـ االجتماعي لممارسة الجنس في الواليات المتحدة األمريكية أف
الغالبية العظمى مف األطفاؿ والمراىقيف الذيف قاموا بممارسات مثمية في وقت ما مف
ٓٗ
لكف إذا قاـ أحد بتشجيعيـ عمى حياتيـ ،قد تخموا عف ىذه الممارسات فيما بعد.
االستمرار في ىذه الممارسات ،فإف ىذا يجعميـ يتجيوف ناحية الجنسية المثمية.
الحقيقة ىي أف التوجو الجنسي لئلنساف ليس أم اًر ثابتاً وانما ىو قابل لمتغيير .فمف
الممكف ،وبالذات في فترة المراىقة ،التي لـ تتأكد فييا بعد كل عوامل الشخصية ،أف
يتحرؾ اإلنساف إما ناحية التوجو المثمي أو التوجو الغيرؼ إذا حصل عمى تشجيع في
أؼ مف االتجاىيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21 Laumann et al., The Social Organization of Sexuality, p. 791
ٕ٘
ٔٗ
اقتبس جيمس دوبسوف الصفحات التالية مف كتاب جوزيف في كتابو تربية األوالد
ٕٗ
وىا نحف بدورنا ننقميا إلى نيكولوسي الوقاية مف الجنسية المثمية :دليل الوالديف
العربية لتوعية اآلبػ اء واألميات في ببلدنا .يقوؿ جوزيف نيكولوسي أف ىناؾ عدداً
مف المظاىر السابقة لظيور الجنسية المثمية في األطفاؿ ويمكف مبلحظتيا والتعرؼ
عمييا مبك اًر جدأً في حياة الطفل .مع ظـ ىذه المظاىر تقع تحت تصنيف ما يسمى
بسموكيات الجنس اآلخر Cross gender behaviorوىي عبلمات لوجود اضطراب
في اليوية الجنسية لمطفل .ىذه العبلمات ىي:
اإلعبلف المتكرر مف جانب الطفل/الطفمة عف الرغبة في االنتماء ٔ.
لمجنس اآلخر.
تفضيل األوالد الرتداء مبلبس البنات وتفضيل البنات ارتداء مبلبس ٕ.
األوالد.
التفضيل المستمر والقوؼ ألدوار الجنس اآلخر فيما يتعمق بالمعب ٖ.
ار نسائية والبنات أدو أً
ار رجولية في التمثيمي .أؼ أف يمعب األوالد أدو اً
التمثيميات التي يقوموف بمعبيا (لعبة "البيت" مثبلً).
الرغبة الشديدة في لعب األلعاب المفضمة لدػ الجنس اآلخر .كأف ٗ.
بل والبنات بالمسدسات والسيارات.
يمعب األوالد بالعرائس مث ً
التفضيل الشديد لمعب مع أقراف مف الجنس اآلخر بدالً مف نفس الجنس. ٘.
تبدأ سموكيات ارتداء مبلبس الجنس اآلخر Cross Dressingفي السنوات السػابقة
لممدرسة وبالتحديد في السف بيف الثانػية والرابعة .ال ينبغي أف نقمق عندما يحدث ارتداء
لمبلبس الجنس اآلخر مرات قميمة متفرقة ،لكف عندما يتكرر بصورة مستمرة وتبدأ
ظيور بعض العادات المقمقة مثل استخداـ الولد لمساحيق التجميل الخاصة بأمو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20 J. Dobson, Bringing Up Boys, (Carol Stream: Tyndale), 7110, p. 008- 077
27 J. Nicolosi, Preventing Homosexuality, A Parent’s Guide
ٖ٘
وعندما يبدأ في تجنب أوالد الجيراف ويفضل أف يكوف مع أختو أو مع صديقاتو مف
البنات ويبدأ في الولع بالعرائس ومبلبسيا وبيوتيا .بعد ذلؾ ربما يبدأ الولد في أف
يستخدـ صوتاً رفيعاً في الكبلـ وتبدأ حركات جسده ومشيتو تكوف مشابية لمبنات ويبدأ
في االىتماـ بإطالة الشعر ويولع باإليشاربات والحمقاف وغيرىا.
في الواقع ،والكبلـ ما زاؿ لجوزيف نيكولػوسي ،أف ىناؾ عبلقة كبيرة بيف السموؾ
األنثوؼ في فترة طفولة األوالد وظيور الجنسية المثمية فييـ عند البموغ .حيث يشعر
األوالد في سف مبكرة بنوع مف عدـ الراحػة مع أقرانيـ مف األوالد وبإحسػاس دفيف
بأنيـ مختمفوف أو ربما أقل مف أقرانيـ مف نفس الجنس .لكف اآلبػاء واألميات غالب ًا
ما ال يدركوف ىذه العبلمات ويتنظروف إلى بعد فوات األواف ليسعوا في طمب
المساعدة ألوالدىـ وبناتيـ .أحد أىـ أسباب ذلؾ ىو أف أحداً لـ يقل ليؤالء الوالديف
الحقيقة بشأف حاالت التشويش في اليوية الجنسية التي ربما تصيب بعض األطفاؿ
وماذا عمى األىل أف يفعموا في مثل ىذه الحاالت.
ٗ٘
مف الميـ ىنا أف أقوؿ ،والكبلـ مازاؿ لجوزيف نيكولوسي أىـ المعالجيف لمجنسية
المثمية في العالـ ،أف أغمب عمبلئي مف المثمييف لـ تظير عمييـ عبلمات أنثوية
واضحة أثناء طفولتيـ ،لكف أغمبيـ كانت تظير عميو عبلمات "غياب الذكورة" ػ أؼ
أنيـ كانوا منفصميف عف أقرانيـ مف األوالد ويشعروف بألـ الرفض منيـ .وكاف ىذا
االنفصاؿ عف األوالد يظير في صور متعددة مثل عدـ االىتماـ بالرياضة أو السمبية
والتراجع وعدـ اإلقداـ وعدـ الرغبة في لعب األلعاب التي بيا عنف أو التحاـ مع
غيرىـ مف األوالد .بعض منيـ كانت لديو صفات شخصية كانت غالباً تعتبر محببة
مثل :الذكاء ،الحساسية ،الميوؿ الفنية ،العقل المبكر (وىي سمة أنثوية في الشخصية
فالبنات ينضجف نفسياً قبل األوالد) في مجاؿ العبلقات والكبلـ وغيرىا .ىذه الصفات
كانت تساىـ أيضاً في ابتعادىـ عف أقرانيـ مف نفس الجنس وبالتالي إلى تشويو أو
تأخر في نمو اليوية الذكرية لدييـ.
ألف مثل ىؤالء األوالد لـ تظير عمييـ عبلمات أنثوية مثل ارتداء مبلبس النساء أو
المشية أو الحديث بطريقة فييا تشبو بالنساء ،لـ يدرؾ آباؤىـ أو أمياتيـ أف ىناؾ
مشكمة ،وبالتالي لـ يبذلوا أؼ مجيود في العبلج.
لكف ال يجب أف نخمط األمور ،والكبلـ ما زاؿ لنيكولوسي ،فمف الممكف أف يكوف الولد
حساساً وطيباً واجتماعياً أو فناناً ورقيقاً ويظل أيضاً غيري ًا .فميس ىناؾ أؼ مبرر لمنع
األوالد مف أف يكونوا ىكذا خوفاً مف المثمية .األمر في رأيي (وفي رأؼ عدد متزاد مف
الباحثيف) أف األب يمعب دو اًر رئيسياً في تنمية صفات الذكورة لدى ابنو .واألب أىـ
مف األـ في ىذا األمر فاألميات تصنعف أوالداً أـ اآلباء فيصنعوف رجاالً.
في سف مبكر جداً (مف سنة ونصف إلى ثبلث سنوات) يقرر الولد داخمياً أف يكوف
كياناً منفصبلً ويختار إف كاف يريد أف يكوف مثل أمو أو مثل أبيو .وكما تدفع الولد
الجينات واليورمونات ألف يكوف ذك اًر "جسدياً" تدفعو عبلقة التوحد باألب ألف يكوف
٘٘
ذك اًر "نفسياً" .وعندما يتعمق األمر بالميل الجنسي (سواء لنفس الجنس
أو لمجنس اآلخر تمعب العوامل النفسية الدور األكبر).
لذلؾ فإف دور األب ىو أف يؤكد عمى ذكورة ابنو ويساعده أف يقبميا مف خبلؿ قبولو
لمذكورة في أبيو والعبلقة الجيدة معو .يحدث ىذا مف خبلؿ أف يمعب األب مع ابنو
ألعاباً ذكورية عنيفة مختمفة عما تمعبو النساء والفتايات ،أو أف يأخذه معو ليستحما
معاً .في ذلؾ الوقت يدرؾ الطفل الصغير أف جسده شبيو بجسد أبيو وأف عميو أف
يختار "نفسياً" أف يكوف مثل أبيو.
كثير مف اآلباء المحبيف ألوالدىـ فشموا دوف أف يقصدوا في عمل ىذه العبلقة أو ذلؾ
االرتباط مع أوالدىـ ربما بسبب االختبلؼ في الشخصيات ،أو ربما النشغاؿ اآلباء
بالعمل ،أو ربما لضعف الذكورة لدػ األبناء مما جعل تنمية الذكورة فييـ يحتاج لوقت
طويل ومجيود شاؽ لـ يستطع اآلباء بذلو.
األـ تمعب أيضاً دو اًر ميماً ودورىا يتمخص في أف تتراجع قميبلً وتسمح لمولد بأف
"يذىب" مع أبيو إلى عالـ الرجاؿ .ربما تكوف األـ في مرات كثيرة مسيطرة أو راغبة
في تممؾ الولد وجعمو "ابنيا الصغير المدلل" Mom’s little boyوعندما يجتمع ىذا
مع سمبية أو انشغاؿ األب أو عدـ التوافق في الشخصية بيف األب واألـ يفشل الولد
صنع ىذه الرابطة مع أبيو وبالتالي يفشل في تأكيد ذكورتو.
في ُ
أيضاً تميل بعض األميات إلى تأديب أبنائيف أكثر مف البلزـ بحيث تجعل مف كل شيء
ممنوعاً .ال ترفع صوتؾ! ال تمعب لعباً عنيفاً! ال تعترض! كف مطيعاً! فالذكورة متعمقة
بالشجاعة واإلقداـ التي ربما يقتميا ىذا التأديب المفرط.
في بعض األحياف تستخدـ األميات أبناءىف مف الذكور لمحصوؿ عمى الحب واالىتماـ
الذيف ال يحصمف عمييما مف أزواجيف .أو عمى األقل يفشمف في مساعدة أبنائيف عمى
االستقبلؿ النفسي ،بل يستسممف لعبلقات اعتمادية مع أبنائيف .أحياناً أيضاً تمنع
األميات أوالدىف مف االختبلط بآبائيـ (خاصة إذا كانت عبلقة األـ سيئة باألب).
٘ٙ
ربما يحدث ىذا في صورة "ال تشغل بابا" "بابا ُمتعب!" "إذا أردت شيئاً اطمبو مني أنا"
وبطبيعة الحاؿ بالنسبة لكل األطفاؿ ،األـ أسيل ،فاألـ ىي نبع الحناف وأصل القبوؿ
غير المشروط بالنسبة لؤلبناء والبنات.
كثير مف األوالد يحدث ىذا معيـ ولكنيـ ال
ًا مرة أخرػ أقوؿ ،والكبلـ لنيكولوسي ،أف
وختاماً ليذا الفصل أقوؿ أف العيوف المفتوحة كثي اًر ما ال ترػ الحقيقة سواء مف خبلؿ
تسييس العمـ واإلعبلـ والتعميـ في الغرب ،أو مف خبلؿ الجيل والتعمية والتعتيـ
الحاد بيف الجنسيف في الشرؽ .والحقيقة ىي أف الجنسية المثمية ليست خيا اًر
ّ والفصل
طبيعياً لمحياة ،كما أنيا ليست اإلثـ الذؼ ال ُيغتفر والعار الذؼ ال ُيعبر عنو .ىي
اضطراب في التطور الجنسي لدػ األطفاؿ يمكف تفاديو في الطفولة والمراىقة وتمكف
معالجتو فيما بعد ولكف بصعوبة بالغة.
٘ٚ
الحقيقة ناد ارً ما تكوف نقية ..ودائماً ما ال تكوف بسيطة
أوسكار وايمد
شاعر وروائي وكاتب مسرحي آيرلندؼ
وىو أيضاً مثمي (ٗ٘)ٜٔٓٓ -ٔٛ
٘ٛ
الفصل الثالث
تأثيرات متعددة!
الحقيقة بشأف أسباب الجنسية المثمية
كبلىما ينشأ مف رؤية أحادية تبسيطية ألسباب الجنسية المثمية .فموقف حركات
الدفاع عف حقوؽ المثمييف ينشأ مف رؤية أف المثمية مجرد متغير وراثي طبيعي
(المثمي يولد ىكذا وليس لو يد في األمر) وعمى ذلؾ يجب قبولو مف الفرد واألسرة
والمجتمع كقبوليـ لموف البشرة أو العينيف .أما الموقف االضطيادؼ فيرػ أف المثمية
مجرد اختيار حر (المثمي اختار أف يكوف مثمياً) وأف الجنسية المثمية ىي فقط رذيمة
يجب أف يتوب عنيا اإلنساف ،بل أف بعض التيارات الدينية تعتبرىا "روحاً شريرة"
تمبس اإلنساف ويمكف مف خبلؿ "إخراج" ىذه الروح أف "يتحرر" مف "قيود" الجنسية
المثمية!
وقد تعرضت بنفسي ليذيف الموقفيف معاً عندما قدمت محاضرة في إحدػ الييئات
عف الجنسية المثمية .في ذلؾ الوقت ىاجمني الفريقاف .الفريق المدافع عف حقوؽ
المثمييف اعتبرني رجعياً متعصباً ألني قمت أف المثمية مرض ،والفريق المتشدد
ٜ٘
الداعي الضطياد المثمييف ومضايقتيـ ،اعتبرني مف خبلؿ نظرية المرض
(أو باألحرػ االضطراب التطورؼ) أخمييـ مف المسئولية األخبلقية.
أذكر أيضاً أف بعضاً مف مبررات اليجوـ عمى فيمـ "عمارة يعقوبياف" أف الكاتب،
مف خبلؿ عرضو لماضي حاتـ الرشيد (ال شخصية المثمية في الفيمـ) وتعرضو
لبلنتياؾ الجنسي في الطفولة ،يستدر عطف الجميور عميو وبالتالي عمى المثمييف
عموماً ،وىذا يعد في نظر الكثيريف خط اًر عمى المجتمع .ألنيـ يعتبروف أف حماية
المجتمع مف المثمية تستمزـ اضطياد المثمييف! إذا كانت ىذه المواقف األحادية
الت بسيطية ،فما ىو الموقف األكثر واقعية؟
ٓٙ
أسباب الجنسية المثمية؟
يستخدـ الطبيب النفسي األمريكي جيفرؼ ساتينوفر في كتابو الجنسية المثمية وتسييس
الحقيقة ،والذؼ اقتبستو كثي اًر في ىذا الكتاب ،نموذجاً أسماه "اليرـ" لشرح العوامل
المشاركة في نشوء الجنسية المثمية .يبدأ ساتينوفر مف قاعدة اليرـ ويضع االستعداد
الوراثي ،ثـ بعد ذلؾ ما يمكف أف نسميو التأثير اليورموني داخل الرحـ ،ثـ بعد ذلؾ
التأثيرات األسرية في الطفولة ،وبعدىا العبلقة باألقراف مف نفس الجنس والجنس اآلخر،
ثـ اإليذاء الذؼ يحدث في الطفولة (نفسياً وجسدياً) ،ثـ التأثيرات االجتماعية
والمجتمعية ،ثـ عنصر اإلدماف والتعود وأخي اًر يخصص قمة اليرـ لما يمكف أف نسميو
الحر" .وسوؼ نتبع ىذا النموذج في شرح العوامل المختمفة.
"االختيار ّ
االختيار الوراثة
ىو السبب! ىي السبب!
االختيار
الموقف المضطيد موقف الدفاع عف
لممثمييف أسموب الحياة
تأُثير اإلدماف
والتعود المثمي
تأُثير المجتمع
التأثير اليورموني
التأثير الوراثي
الموقف المتكامل
شكل (ٕ)
أساب الجنسية المثمية بيف موقفيف تبسيطييف
ٔٙ
العوامل البيولوجية
ينقسـ العامل البيولوجي المسبب لمجنسية المثمية إلى عنصريف ،وىما الوراثة
واليورموناتٗٗ .وكما أشرنا مف قبل أف الجانب الوراثي في المثمية ينتمي لما ُيسمى
"بالتأثير" الوراثي وليس "التحديد" الوراثي .التأثير الوراثي Genetic Influenceغالباً ما
يحدد الصفات السموكية مثل إدماف الكحوؿ أو السمنة ،أما الصفات الجسدية مثل لوف
العينيف أو الشعر ،فيحددىا التحديد الوراثي .Genetic Determination
التأثير الوراثي يعني أف يولد الطفل ولديو "استعداداً" وراثياً لسموؾ ما ،لكف ىذه
السموؾ ال يظير إلى النور إال في حالة وجود بعض العوامل البيئية األخرػ.
فبل يمكف مثبلً أف يصبح اإلنساف مدمناً لمكحوؿ إال بعد أف يتعاطى الكحوؿ بإفراط،
وىو لف يصاب بالسمنة إذا كاف يتبع نظاماً غذائياً صحياً .أيضاً المثمي لف يظير في
حياتو السموؾ المثمي إال بعد توافر بعض العوامل البيئية األسرية واالجتماعية كما
سنورد الحق ًا.
العنصر الثاني لؤلسباب البيولوجية لمجنسية المثمية ىو التأثير اليورموني .وبالتأثير
اليورموني ال أقصد أف ىناؾ اختبلفاً في اليورمونات بيف المثمييف والغيرييف .وانما
المقصود ىو اختبلؼ التأثير اليورموني عمى مخ الجنيف الذكر داخل رحـ أمو.
عندما تحمل األـ جنيناً ذكر فإف الذكورة الوراثية لمجنيف (كروموسوـ )Yترسل رسالة
لؤلـ لكي تجعل الوسط اليورموني لمرحـ يميل لمذكورة اليورمونية androgenicوىذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٗٗ في مقالتيما المستفيضة التي راجعا فييا األبحاث التي تناولت المسببات البيولوجية لمجنسية المثمية درس ويمياـ بايف
وبروس بارسونز نحو ٖ٘ٔ مف األدبيات العممية ما بيف بحث وفصل في كتاب وتقرير وغيرىا .وبعد ىذه الدراسة
المستفيضة خمص الباحثاف إلى أنو ال توجد أدلة تساند أؼ نظرية بيولوجية أو نفسية كمسبب وحيد لمجنسية المثمية.
كما أنيما أشا ار إلى أف الميل لمتفسير البيولوجي كاف في كثير مف األحياف بسبب عدـ كفاية التفسيرات النفسية.
وفي النياية اقتنع الباحثاف بأف النموذج األقرب لمحقيقة ىو نموذج تتفاعل فيو العوامل البيولوجية والبيئية (أؼ
األسرية واالجتماعية) معًا.
”W. Byne and B. Parsons, “ Human Sexual Orientation: The Biologic Theories Reappraised,
Archives of General Psychiatry 11, no. 2., pp. 778-29
ٕٙ
يساعد عمى تكويف األعضاء الجنسية الذكػرية لمجنيف .عندما يفشل جسـ األـ في عمل
estrogenic أنثػوياً يظل لمرحـ اليورموني الوسط فإف التغيير ىذا
أو ال يكوف ذكرياً بما فيو الكفاية .إذا حدث ىذا بدرجة كبيرة ،فإنو يؤدؼ إلى بطء أو
عدـ تكويف األعضاء التناسمية الذكرية أو يؤدؼ إلي تكويف أعضاء تناسمية ذكرية
وأنثوية معاً .وفي ىذه الحالة يحتاج الطفل بعد والدتو إلى عبلج ىورموني وبعض
العمميات الجراحية.
في بعض الحاالت يقتصر التأثير اليورموني األنثوؼ فقط عمى تطور المخ .عندئذ
يميل تركيب مخ الجنيف إلى التركيب األنثوؼ والذؼ يختمف قمي ً
بل عف المخ الذكرؼ.
وىذا ينعكس عمي الصفات النفسية في شخصية االبف فتميل لؤلنوثة.
مف المعروؼ أف ىناؾ اختبلفات نفسية في الشخصية بيف الذكور واإلناث .عمى
سبيل المثاؿ يميل الذكور في األغمب إلى استخداـ الفص األيسر مف المخ وبالتالي
يميموف لمتفكير التحميمي بينما تميل النساء في األغمب إلى استخداـ الفص األيمف
وبالتالي يممف لمتفكير االنطباعي الحدسي وغير ذلؾ مف االختبلفات.
ىذا التأثير يجعل شخصية الذكر تميل لؤلنوثة (وبالطبع العكس ال يحدث بالنسبة لئلناث
وىذه إحدػ تفسيرات أف نسبة الجنسية المثمية في الرجاؿ ضعفيا في اإلناث) .وعندما
يولد الطفل الذكر وشخصيتو تميل لؤلنوثة فإنو يميل ألمو أكثر مف أبيو ويكوف مؤى ً
بل
ألف يتوحد نفسياً بيا أكثر مف أبيو .ىذا يجعمو في حاجة أكبر إلى التأكيد عمى ىويتو
الذكرية وىي الميمة التي مف المنتظر أف يقوـ بيا أبوه .ىذا يقودنا بالتالي إلى العامل
الثالث الذؼ يؤثر في نشوء الجنسية المثمية وىو العبلقات األسرية المبكرة.
ٖٙ
تأُثير العالقات األسرية المبكرة
أوالً :العبلقة بالوالد مف نفس الجنس
تعد العبلقة مع الوالد مف نفس الجنس ،األب في
العبلقة بالوالد واألقراف مف
نفس الجنس محورية في حالة الذكر واألـ في حالة األنثى ،أىـ العبلقات التي
تطور اليوية الجنسية تكوف اليوية الجنسية وبالتالي االنجذاب الجنسي.
الولد يحتاج لحب أبوؼ ذكورؼ مف أبيو والبنت تحتاج
إلي حب مف أميا .عندما ال يكوف ذلؾ الحب موجوداً بسبب البعد المكاني أو
النفسي ،فإف الطفل لكي يحمي نفسو مف اإلحباط "يفصل نفسو نفسياً" عف الوالد مف
نفس الجنس .ىذا االنفصاؿ النفسي يمنع مف تكوف اليوية الجنسية التي تنشأ بالتوحد
بالوالد مف نفس الجنس (األب بالنسبة لمولد واألـ بالنسبة لمبنت) .كما يتسبب في
إعاقة مستمرة في العبلقات مع نفس الجنس وربما في العبلقات عموماً.
أيضاً عندما ال يؤكد األب عمي ذكورة ابنو ،وال يتوحد الولد مع أبيو ،فإف ذكورة الولد
تظل غير كاممة خاصة إذا كاف الولد مؤىبلً وراثي ًا وىورمونياً (مما يزيد احتياجو
لمتأكيد عمى ىويتو الذكرية).
عندما ال يأخذ األب الولد إلى "عالـ الرجاؿ" .فيظل ىذا العالـ يكتنفو الغموض
والسرية وفي النفس الوقت يظل الطفل مشتاقاً ليذا العالـ .وعند سف المراىقة فإف ىذا
الشوؽ وذلؾ الغموض ربما يؤدياف إلى نمو االنجذاب الجنسي تجاه الذكور .ىذا
العامل بالطبع غير موجود بالنسبة لئلناث ألنيف يولدف في عالـ المرأة
وال يحتجف لمف يأخذىف إليو .ىذا سبب آخر يجعل مف نسبة المثمية بيف اإلناث أقل
مف الذكور.
بعض اآلباء يشعروف أكثر مف غيرىـ باألسف عمى الطرؽ التي أخفقوا بيا في تربية
أوالدىـ أو أضروا بأوالدىـ مف خبلليا .ومع ذلؾ مف الخطأ تحميل الموـ كمو عمي
الوالديف ،ألف األمر يتعمق أيضاً باستقباؿ الطفل (الذؼ غالباً ما يكوف عالي
ٗٙ
الحساسية) .قد تكوف اإلساءة بسيطة جداً ،لكنيا تؤدؼ إلى قرار ال و ٍ
اع لدػ الطفل
باالنفصاؿ عف الوالد مف نفس الجنس.
اكتشفت إحدػ المثميات أف المحظة التي حدث فييا االنفصاؿ بينيا وبيف أميا
ىي عندما سافرت األـ لعدة أشير دوف أف تبمغ ابنتيا أنيا ستسافر وانما
اختفت فجأة .كانت البنت في ذلؾ الوقت في سف الرابعة .منذ ذلؾ السف
قررت االبنة االبتعاد عف أميا نفسياً لتحمي نفسيا مف حدوث تمؾ الجروح
مرة أخرػ .وعندئذ أيضاً قررت أف تتوحد بأبييا .وىذا كاف حج اًر كبي اًر في
بناء توجييا الجنسي المثمي فيما بعد.
عبرت خبيرة في عمـ النفس تدعى إليزابيث موبرلي Elizabeth Moberlyعف العبلقة بيف
خبرات الطفولة والجنسية المثمية بالقوؿ" :إف الجنسية المثمية ىي عجز في قدرة الطفل
عمى التواصل مع الوالد مف نفس الجنس وينتقل ىذا العجز (فيما بعد) إلى التعامل
٘ٗ
مع البالغيف مف نفس الجنس عموماً".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21 E. R. Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic, (Cambridge: James Clarke, 0982) pp. 1- 06
٘ٙ
بعض األميات مف خبلؿ "المبالغة في التأديب" تمنع الطفل مف التعبير الذكورؼ عف
نفسو .فالتعبير الذكورؼ أحياناً ما يكوف مصاحباً بشيء مف العنف أو الفوضوية في
يسخفوف ويستيزئوف مف ذكورة أبنائيـ ،خاصة إذا
السموؾ .بعض األميات أيضاً ّ
كانت أغمب األخوات مف اإلناث البلتي يكبرنو بسنوات كثيرة ،واذا كانت لدػ األـ أو
األخوات مشكمة مع الجنس اآلخر .عمى الجانب اآلخر ،يوجد بعض الرجاؿ الذيف،
بسبب رغبتيـ في إنجاب ذكر ،يعامموف بناتيـ وكأنيف ذكور متجاىميف أنوثتيف .ىذا
يؤثر أيضاً في تكويف الشخصية األنثوية وبخاصة في البنات البلتي ىف مولودات
بضعف أساسي في أنوثتيف.
باختصار فإف الطفل/الطفمة حينما يشعر بانقطاع الصمة بينو/بينيا وبيف الوالد مف
نفس الجنس ،وفي نفس الوقت يجد/تجد أف الوالد مف الجنس اآلخر ال يشجع
توحده/توحدىا بالوالد مف نفس الجنس أوتعبيره/تعبيرىا عف الذكورة أو األنوثة ،فإف
ىذا يخصب التربة التي يمكف أف تنمو فييا الميوؿ المثمية.
ٙٙ
يزيد مف ذلؾ أف األطفاؿ في ىذه السف يميموف إلى التفاخر بجنسيـ والي رفض أؼ
شبو تقارب مع الجنس اآلخر .ىذا يجعل الطفل يتوؽ ويشتاؽ لمقبوؿ مف مثل ىؤالء
األوالد ويتعمق بيـ وتختمط داخمو الرغبة في أف يكوف مثميـ بالرغبة في أف يقترب
منيـ ويمتصق بيـ .لكنو عندما يفشل في ذلؾ يضطر لبلختبلط بالبنات ويمعب معيف
بطريقتيف .لكف تظل رغبتو في االقتراب مف األوالد مدفونة بداخمو .قد يكوف الطفل
واعياً لتمؾ الرغبة ،أو قد تكوف مدفونة فتتحوؿ بطريقة رد الفعل العكسي reaction
formationإلى رفض شديد لؤلوالد .لكف األكيد أف انفصالو عف األوالد في ىذه السف
وارتباطو بالبنات يؤدؼ بو إلى التوحد بالبنات ،وىذا أسيل عميو نظ اًر لميل شخصيتو
بالطبيعة إلى األنوثة .في ىذه الحالة يشعر الولد باالنتماء لمبنات والراحة معيف
ويعتبر نفسو "نفسياً" أقرب إلييف ،بينما تظل داخمو الرغبة في القبوؿ مف الذكور.
أحياناً تمعب عوامل أخرػ دو اًر في عدـ حدوث التوحد باألقراف مف نفس الجنس ،فقد
قالت لي إحدػ المثميات أنيا في ىذه السف لـ تجد مجموعة مف البنات ينتموف لنفس
الخمفية والثقافة االجتماعية التي كانت تنتمي إلييا فمـ تستطع التوحد بيـ.
عمى أؼ حاؿ وميما كاف سبب عدـ التوحد مع األقراف مف نفس الجنس في مرحمة
الطفولة ،فعندما يبدأ البموغ ويبدأ ظيور الرغبة الجنسية الواضحة ،ال يجد الطفل
الذكر نفسو منجذباً عاطفياً وجنسي ًا لمبنات ألنو أصبح يشعر "نفسياً" أنو مثميف .وانما
يجد نفسو منجذباً عاطفياً وجنسياً لؤلوالد محاوالً بيذا أيضاً (ال شعورياً) تحقيق
التقارب والتوحد القديـ الذؼ فشل فيو ،ولكف ىذه المرة بطريقة رومانسية/جنسية.
ويظل ىذا التشويش مستم اًر ربما طواؿ العمر مف خبلؿ أسموب الحياة المثمي.
فالعبلقات المثمية كما سبق وأشرنا ليست عبلقات تكامل بيف أفراد مختمفيف ولكنيا
اع) أف يستكمل ذكورتو المفقودة مف
عبلقات يحاوؿ كل طرؼ فييا (بشكل ال و ٍ
الطرؼ اآلخر ،لكنو بالطبع ال يستطيع ،فيتركو ويبحث عف شخص آخر ،وىكذا.
ٙٚ
في حالة البنات يكوف االعتماد العاطفي شديداً جداً وربما تؤدؼ عبلقة صداقة
حميمة مكسورة في ىذه المرحمة العمرية إلى جرح عميق يؤدؼ بدوره إلى كسر في
عبلقة االنتماء والتوحد بنفس الجنس طواؿ العمر.
كثي اًر ما أسمع مف بعض المثميات (وبالذات البلتي يمعبف الدور الذكرؼ في العبلقات
المثمية) عبارات تحقر مف شأف النساء .مثل كونيف أقل عقبلً أو تافيات .وتعبر
ىؤالء المثميات عف أنيف ال يشعرف مطمقاً باالنتماء مع النساء ،وال يمكف أف يشاركيف
باألمور اليامة في الحياة ،لكنيف ينجذبف إلييف عاطفياً وجنسياً.
اإليذاء النفسي ىو نوع مف األذػ لمنفس يحدث كنتيجة لخبرة صادمة نفسياً .الخبرة
الصادمة ىي الخبرة التي تغمر اإلنساف وتتضمف أفكار ومشاعر شديدة تفوؽ قدرتو
عمى االستيعاب .الخبرات الصادمة نفسي ًا متعددة مثل الحوادث والكوارث الطبيعية
والجرائـ الشديدة والجراحات الخطيرة باإلضافة إلى وفاة األشخاص المقربيف .كما
تتضمف أيضاً خبرات التعذيب البدني والنفسي والعبلقات المسيئة والتعرض لئلساءات
المتكررة أو اإلىماؿ في الطفولة .اإليذاء النفسي خبرة ذاتية لمف يتعرض ليا .وبالتالي
يتحدد تأثيرىا ليس فقط بنوع الحدث وشدتو وانما أيض ًا بحسب العوامل الذاتية مثل
استقباؿ الشخص ليا ومتانة بنيانو النفسي.
عندما يتعرض األطفاؿ لئليذاء النفسي سواء اإليذاء اإليجابي (إساءة الفعل) مف
خبلؿ اإلىانة أو الضرب أو االعتداء الجنسي ،أو اإليذاء السمبي (إساءة عدـ الفعل)
مف خبلؿ الترؾ واإلىماؿ ،فإف كثيريف منيـ يتعامموف مع ىذه الصدمة مف خبلؿ
البحث عف سموكيات توفر ليـ نوع ًا مف التيدئة أو التمطيف لمقمق الذؼ يشعروف بو.
وكثي اًر ما تكوف تمؾ السموكيات جنسية وغالباً ما تكوف مف خبلؿ االستثارة الذاتية
(العادة السرية) أو مف خبلؿ الخبرات الجنسية مع نفس الجنس ،حيث أف ىذه ىي
ٙٛ
الطرؽ األسيل بالنسبة لؤلطفاؿ في ذلؾ العمر .وبالنسبة لؤلطفاؿ المييئيف وراثي ًا
وىورمونياً والذيف تعرضوا لمشكبلت في العبلقات األسرية والعبلقات باألقراف ،كما
أشرنا ،فإف ىذه الخبرات الجنسية المثمية تؤدؼ إلى تأكيد الميل الجنسي المثمي لدييـ.
أما بالنسبة لإلساءات الجنسية ففي إحدػ الدراسات التي أجريت عمى عينة مف
ٔٓٓٔ شخص مثمي بالغ ومف المتردديف عمى عيادات األمراض المنقولة جنسياً،
ثبت أف حوالي % ٖٚمف العينة تعرضوا لبلعتداء الجنسي مف ذكور قبل بموغيـ سف
التاسعة عشر.ٗٙ
قد تمعب المشاعر المختمطة القوية التي يشعر بيا الفرد الذؼ تعرض العتداء جنسي
دو اًر في تشكيل الميوؿ المثمية .التخبط أو التشويش في ىذه الحالة يمكف تعريفو بأنو
غامر بالخزؼ
اً "الشعور بشعوريف متناقضيف في الوقت نفسو" .وتكوف النتيجة إحساساً
والحيرة .فاألمر المحير بالنسبة لمولد الصغير ىو أنو برغـ الموقف البشع الذؼ
تعرض لو ،فقد شعر ببعض المذة .وتزيد حالة التخبط والشعور بالعار حينما يكوف
االعتداء الجنسي ىو السياؽ الوحيد الذؼ حصل فيو ىذا الصبي عمى الحب
واالىتماـ الذكورؼ الذؼ كاف يشتاؽ إليو مف األب أو مف األقراف مف نفس الجنس.
ويترؾ ىذا انطباعاً خادعاً بأف الجنس والحب والقبوؿ واالىتماـ أمور مترادفة أو عمى
األقل متبلزمة.
عندما تتكرر االعتداءات ويشعر الطفل أو المراىق بيذه المشاعر ،فإنو يبدأ في
التساؤؿ بشأف ىويتو الجنسية .في ىذه الحالة إذا تعرض إلى تشجيع مف المجتمع
في المدرسة أو مف خبلؿ اإلعبلـ ألف يعترؼ بيذه المشاعر ويستسمـ ليا باعتبارىا
أسموباً مقبوالً لمحياة وأنو "ولد ىكذا" ويجب أف يعيش ىكذا ،فإنو سيستسمـ بالتالي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26 L. S. Doll et al., “ Self-Reported Childhood and Adolescent Sexual Abuse Among Adult
Homosexual/Bisexual Men, “ Child Abuse and Neglect 06, no. 6 (0997), pp. 811-62
ٜٙ
ألسموب الحياة المثمي ويتبناه .ىذا بطبيعة الحاؿ يقودنا لمتأثير التالي وىو تأثير
المجتمع.
تأثير المجتمع
المشكمة في الغرب ىي اختراؽ المدارس وخاصة الحكومية بواسطة جماعات الضغط
المثمي التي تروج أف المثمية خيار طبيعي لمحياة أو أف لؤلسرة أشكاالً مختمفة مثل أب
وأـ أو أب وأب أو أـ وأـ وأف كل ىذه األشكاؿ مقبولة .بالطبع ليس ىذا ىو الحاؿ
عندنا في الشرؽ ،ولكف المشكمة في الشرؽ تكمف في جدار الصمت والتجاىل حوؿ كل
ما يتعمق بالجنس ،وبالتالي غياب أو فقر التربية الجنسية لؤلطفاؿ .باإلضافة لذلؾ فإف
مجتمعاتنا مصابة بحالة كاممة مف اإلنكار لوجود التوجو الجنسي المثمي .ىذا اإلنكار
العاـ يصاحبو إنكار خاص حيث ال يقبل أؼ والديف إدراؾ حقيقة أف أحد أبنائيما ربما
يتطور توجيو الجنسي نحو المثمية.
طمب أحد األصدقاء أف يراني وىو مصاب بفزع شديد ألنو اكتشف أف ابنو
البالغ مف العمر حوالي ٖٔ سنة قد مارس أحد الممارسات الجنسية مع شاب
يكبره بحوالي عشرة أعواـ .وعندما تحدثنا طويبلً عف ذلؾ االبف المراىق،
ظير بوضوح كيف أف ابنو كانت تظير عميو كل صفات الطفل المعرض
لممثمي ة لكف األب لـ يدرؾ ىذه الحقيقة إال بعد أف حدثت ىذه الممارسة .فيو
لـ يتصور ،بل لـ يرد أف يتصور أف يكوف ابنو معرضاً ألمر مثل ىذا!
مف المشكبلت األخرػ في الشرؽ العربي ،وبخاصة في بعض الببلد التي تمارس
فصبلً شديدًا بيف الجنسيف أف المراىقيف يجب أف يختمطوا بالجنس اآلخر في ىذه
المرحمة وذلؾ لتشجيع التوجو الجنسي الغيرؼ .بالطبع يمكف ضبط ىذا االختبلط
وتقنينو ،لكنو منعو التاـ يؤدؼ إلى انتشار الجنسية المثمية في ىذه الدوؿ بالذات.
ٓٚ
مف سف 82 -28 مف سف 28-5
المشكمة في المجتمعات المغمقة ،ىو عدـ الوعي وبالتالي ترؾ األطفاؿ يختمطوف
بالجنس اآلخر كثي اًر في سف ٘ ٕٔ-ومنعيـ مف االختبلط في سف المراىقة
(أؼ عكس ما ينبغي أف يحدث لتحقيق التوجو الغيرؼ) ىذا بالطبع ال يؤدؼ
لمجنسية المثمية في كل الحاالت ،ولكف في الحاالت التي لدييا استعداد طبيعي.
جدوؿ (ٕ)
المجتمع المثمي
الوصـ والتعيير الذؼ يتعرض لو المراىق مف المجتمع العاـ يجعمو ينفصل عف
المجتمع ويتجو نحو المجتمع المثمي الذؼ يجد فيو القبوؿ واالحتراـ واالنتماء الذؼ ال
يجده في المجتمع العاـ .المجتمع المثمي موجود في ببلدنا ولكنو "تحت األرض" مثمما
كاف في الغرب في األربعينات والخمسينات قبل الثورة الجنسية وقياـ حركات الدفاع
عف أسموب الحياة المثمي .أتصور أنو مف خبلؿ حرية تداوؿ المعمومات في اإلنترنت
بالذات ،بدأت رياح الثورة الجنسية تيب عمى مجتمعاتنا .ولعل الدردشة عمى اإلنترنت
والمدونات أصبحت أيضاً مف أماكف التجمع والمقاء لممثمييف في ببلدنا ،خاصة أنيا
ٔٚ
توفر السرية ومجيولية األسماء .لكف السؤاؿ كـ مف الحق وكـ مف التضميل يتداوؿ
في مثل ىذه األوساط؟
تكمف خطورة المجتمع المثمي ،ليس فقط في أنو يشجع أسموب الحياة المثمي ويجعل
منو ىوية ثـ قضية ،ولكف المجتمع المثمي يزيد مف شقة التباعد بيف المثمييف
والمجتمع العاـ ،وبخاصة مف ليست لدييـ أعماؿ تجعميـ مرتبطيف بالمجتمع .حتى
مف يعمموف في المجتمع ،يشعروف وكأنيـ مغتربوف في أعماليـ أثناء النيار حتى
يعودوا إلى "وطنيـ" آخر الميل في أماكف تجمع المثمييف .ىذا االبتعاد يزيد مف
أعراض عدـ النضوج النفسي والعبلقاتي لدييـ باإلضافة لممزيد مف اإلحساس بالوحدة
واالنعزاؿ والجوع لمحب .الكثير مف المثمييف يتحدثوف عف عدـ النضوج واالستغبلؿ
والخيانات التي تسود المجتمع المثمي الذؼ يعيش أفراده في وحدة حتى وىـ معاً .وىذا
طبيعي بالنسبة لكل مجتمع ينفصل عف المجتمع العاـ ويعيش ثقافة "تحتية" مثل
البركة اآلسنة التي تنفصل عف أمواج البحر المفتوح التي تنقي المياه "نسبياً"
باستمرار .ىذا الشعور بالوحدة يجعميـ ينغمسوف في عبلقات جنسية متعددة بحثاً عف
الحب واالنتماء ،حتى أنيـ كثي اًر ما يمارسوف الجنس مع مجيوليف ويتعرضوف لخطر
اإلصابة بفيروس اإليدز باإلضافة لؤلخطار األخرػ الصحية واألمنية.
ٕٚ
بصعوبة شديدة ،ليس ألف المثمية أمر ولدوا بو ،ولكف ألف السموؾ المثمي في حد
ٗٚ
ذاتو ،مثل الكثير مف السموكيات الجنسية ،يمكف أف يكوف قيرياً.
المشكمة في إدماف الجنس ،أو أؼ إدماف ،ىو أنو يحدث تغيي اًر في المخ ،وبالتحديد
في مراكز المذة ،حيث أف السموؾ المتكرر ،خاصة إذا كاف مرتبطاً بالمذة ،ينشئ
مسارات عصبية في المخ ،تكوف بمثابة مجرػ نير تتحرؾ فيو المواد الكيميائية بشكل
تمقائي متحكمة في السموؾ .لذلؾ عندما يحاوؿ اإلنساف أف يتوقف عف السموؾ
اإلدماني فإنو يكوف كمف يجفف ني اًر قد داـ جريانو لسنوات عديدة ،وذلؾ لينشئ ني اًر
بل
جديدًا أو مسا اًر جديداً في المخ وىذا أمر في غاية الصعوبة ويتطمب وقت ًا طوي ً
ومحاوالت متكررة وانتكاسات كثيرة قبل أف يصل إلى االستقرار السموكي.
تأثير االختيار
السؤاؿ المحير ،ىو ىل بعد كل ىذه التأثيرات ،يبقى
"صحيح أف ىناؾ تأثيرات مكاناً لمحرية واالختيار؟ ىذا السؤاؿ يحيمنا إلى سؤاؿ
كثيرة ليس لي يد فييا وجودؼ ىاـ عف ُكنو اإلنساف .ىل اإلنساف مجرد آلة
ساىمت في توجيي المثمي،
مبرمجة عمى الفعل ورد الفعل كما يعتقد عمـ النفس
لكف مف يخمع قميصو في ٗٛ
وغيره ،أـ أف اإلنساف لديو، السموكي بقيادة سكينر
كل مرة ىو أنا"!
عمى األقل" ،جرثومة" صغيرة مف الحرية تسمح لو أف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22 R. Lau et al., “Trends in Sexual Behavior in a Cohort of Homosexual Men: A 2-year Prospective Study,
“International Journal for the Study of AIDS 2, no.2 (0997), pp. 762-27; A. Lifson, “Men Who Have
Sex with Men: Continued Challenges of Preventing HIV infection and AIDS [Editorial], “ American
Journal of Public Health 87, no. 7 (0997)pp. 066-62; S. Adib et al., “ Prediction of Relapse in Sexual
Practices among Homosexual Men , “ AIDS Education and Prevention 2, no. 2 (0990), pp.792- 212
ٗٛب .ؼ .سكينر )ٜٜٔٓ -ٜٔٓٗ( B. F. Skinnerىو رائد عمـ النفس السموكي الذؼ يقوـ عمى ثبلث
افتراضات فمسفية وىي )ٔ :المادية :أؼ أنو ال وجود لشيء غير مادؼ و ٕ) التصغيرية :أؼ أنو ال توجد
شخصية متكاممة لئلنساف ،بل أف اإلنساف ىو مجموعة مف ردود األفعاؿ المتعممة لممثيرات وٖ) الحتمية :أؼ
أنو ال مجاؿ ألية اختيارات أخبلقية حرة لئلنساف بل سموكو محتـ سابقًا مف خبلؿ محددات بيولوجية وبيئية.
ٖٚ
يتخذ ق اررات عكس تيار اإلدماف والتعود والتأثيرات المختمفة حتى الوراثي واليورموني
عف ىذه الطبيعة ٜٗ
منيا؟ يعبر فيميب يانسي في كتابو" إشاعات مف عالـ آخر"
المزدوجة لئلنساف فيقوؿ:
ال شؾ أننا سنشعر دائماً بصراع بيف عالميف ألف البشر يشكموف توليفة غريبة
مف االثنيف .ونجد أنفسنا ُمعّمقيف في الوسط :مبلئكة تتمرغ في الطيف،
وثدييات تحاوؿ الطيراف .لقد صور أفبلطوف حصانيف يسيراف عكس االتجاه،
حيث أقسامنا الخالدة تسعى لمصبلح السماوؼ ،بينما البلإنسانية تصارع ىذا
...إننا نتعثر مف الميد إلى المحد ،نميل أحياناً تجاه األبدية ،وأحياناً تجاه
األرض ،تمؾ التربة التي أخذنا عنيا اسمنا (آدـ مف أديـ األرض).
سمعت مرة أحد المثمييف يقوؿ" :صحيح أف ىناؾ تأثيرات كثيرة ليس لي يد فييا
ساىمت في توجيي المثمي ،لكف مف يخمع قميصو في كل مرة ىو أنا"!
لـ يختر أحد أف يكوف مثمياً ،ولكف الخيار الصعب الذؼ اختاره مف قرروا أف يخرجوا
مف أسموب حياتيـ المثمي ىو خيار مبني عمى إيماف عميق بالحرية اإلنسانية وأف
اإلنساف يستطيع بمعونة هللا وغيره مف البشر ،أف يقاوـ الكثير مف التأثيرات التي وقع
تحتيا ببل اختيار منو .انطبلقاً مف ىذه النقطة ،سوؼ نبدأ رحمتنا في الفصل التالي
والتي وضعت ليا عنواف "الخروج" لئلشارة إلى رحمة التعافي مف أسموب الحياة
المثمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٜٗؼ .يانسي إشاعات مف عالـ آخر .ما الذؼ نفتقده؟ (ترجمة سميـ اسكندر) (القاىرة :مكتبة الكممة)ٕٓٓٚ ،
صٗٔ .
ٗٚ
ريد :المعنة يا آندؼ .ال تفعل بنفسؾ ىذا .ما تقولو مجرد أحبلـ سخيفة.
المكسيؾ ىناؾ بعيداً وأنت ىنا في ىذا السجف ،ىذه ىي حقائق الحياة!
وبعد أياـ قميمة طمب آندؼ مف أحد الزمبلء حببلً طويبلً .ظف أغمب زمبلئو أنو سوؼ ينتحر.
لكف المفاجأة التي أصابت الجميع بالذىوؿ ىي أف آندؼ كاف قد طمب الحبل ليربط أغراضو
بإحدػ ساقيو وىو يزحف خبلؿ ماسورة المجارؼ التي امتدت بطوؿ ٓٓ٘ قدـ ليخرج مف
الناحية األخرػ ح ارً! وعندما قاـ مدير السجف بتفحص زنزانتو اكتشف أف آندؼ كاف طواؿ
العشريف سنة الماضية يحفر طريقو لمخروج مف سجف شاوشانؾ!
ٓ٘
مف فيمـ "وداعاً شاوشانؾ"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 Shawshank Redemption (0992) Starring Tim Robbins (Andy Dufresne) and Morgan Freeman (ُEllis
Boyd “Red” Redding).
٘ٚ
ٚٙ
الفصل الرابع
الخروج الكبير!
الحقيقة بشأف التعافي مف أسموب الحياة المثمي
ٚٚ
المثمية اختيا اًر دينياً وأخبلقياً غير مقبوؿ ،والسبب الثاني ىو المعاناة النفسية التي
يعانييا مف يعيشوف أسموب الحياة المثمي ،في صورة العبلقات المكسورة واإلساءات
واالستغبلؿ .أما السبب الثالث فيو الرغبة في الحصوؿ عمى حياة أسرية طبيعية.
ٚٛ
مف اإلنكار أو كإثبات ألنفسيـ أو لشخص آخر أنيـ ليسوا مثمييف.
وذلؾ عندما يكوف المثمي ال يزاؿ في مرحمة اإلنكار).
ثانياً :األىداؼ الوجدانية (المشاعر)
تناقص االنجذاب الجنسي المثمي .أؼ أال يعود المثمي يشعر بذلؾ
االنجذاب الشديد لنفس الجنس وال تصبح العبلقة العاطفية /الجنسية مع
نفس الجنس ىي الخيار األوؿ لمتعامل مع الشعور بالوحدة والجوع
لمحب.
تنامي االنجذاب الجنسي الغيرؼ .أؼ أف يشعر المثمي بأف العبلقة
بالجنس اآلخر تشبعو عاطفي ًا ،حتى واف كاف شبعاً أقل مف الشبع الذؼ
يحصل عميو مف العبلقة بنفس الجنس.
ثالثاً :األىداؼ التطورية في الشخصية
تنامي اليوية الجنسية الذكرية (نفسياً) .أؼ أف يشعر المثمي/المثمية
بل
باالنتماء مع الغيرييف وأنو واحد منيـ وليس غريباً منفص ً
عنيـ/عنيف.
تجاوز الحاجز النفسي مع الجنس اآلخر .حل المشكبلت وشفاء
الجروح وتغيير أنماط التفكير القديمة تجاه الجنس اآلخر واألشخاص
الذيف ينتموف لو.
نبلحع التدرج في أىداؼ التعافي فتنامي اليوية الجنسية الذكرية ،يؤدؼ إلى تناقص
االنجذاب الجنسي المثمي بيف الذكور ،فالشعور باالنجذاب المثمي يزداد كمما زاد
اإلحساس باالختبلؼ ويتناقص كمما زاد اإلحساس باالنتماء .وكمما يتناقص االنجذاب
الجنسي المثمي ،كمما يكوف التوقف عف الممارسات المثمية ليس مجرد كبت لممشاعر
إنما كنتيجة طبيعية لتناقص االنجذاب .وىكذا يستطيع المثمي الخروج مف أسموب
الحياة بشكل مستقر نفسياً.
ٜٚ
ذلؾ ألف المثمي في واقع األمر يبحث عف الذكورة في الرجاؿ اآلخريف .وسوؼ يتوقف
عف البحث عنيا واالنجذاب إلييا كمما شعر بوجودىا فيو نفسو .لذلؾ يقتبس
"نيكولوسي" التالي عمى لساف أحد عمبلئؤ٘:
لقد كنت أحاوؿ االختبلط بالفتياف الذيف كانوا يحققوف أشػياء لـ أستطع
تحقيقيا .كانوا دائماً ينظروف إلي أنني "الخيار الثاني" سواء في المعب أو في
أؼ شيء آخر .لذلؾ كنت أتراجع لمو ارء بصفتي غير مرغوب فيو في نادؼ
الرجاؿ .لـ أشعر فقط بعدـ األماف ،ولكنني شعرت أيضاً بالتجريد التاـ مف
الذكورة .مف المفترض أني ذكر ولكنني لـ أشعر بذلؾ بسبب ما كاف يحدث
لي .وجاء المجتمع بعد ذلؾ ليقوؿ لي أف سبب ىذا الشوؽ الذؼ بداخمي
لمذكورة ىو أنني "مولود ىكذا"! خبلؿ السنتيف البلتي قضيتيما في العبلج
أدركت أف ميولي المثمية لـ تكف صرخة لمحصوؿ عمى رجل آخر وانما
صرخة لمحصوؿ عمى ىوية ذكرية"!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 J. Nicolosi Reparative Therapy of Male Homosexuality
ٓٛ
عمييف سمات الذكورة) وىؤالء يميموف التخاذ الدور اإليجابي في العبلقة الجنسية بيف
الذكور (والدور األنثوؼ في العبلقة بيف اإلناث) .في المنتصف نجد مف لدييـ/لدييف
ميل جنسي مزدوج .bisexualثـ في النصف الثاني نجد الغيرييف الذيف تتزايد
ذكورتيـ (وأنوثتيـ) وانجذابيـ لمجنس اآلخر حتى نجد في أقصى ىذا الجانب،
الغيرييف شديدؼ االنجذاب لمجنس اآلخر والذيف حتى في الطفولة والمراىقة لـ يكف
لدييـ أؼ تشويش في اليوية أو التوجو الجنسي.
الغيريوف المثميوف
الغيريوف األكثر ذكورة الغيريوف األقل ذكورة المثميوف األكثر ذكورة المثميوف األقل ذكورة
الغيريات األكثر أنوثة الغيريات األقل أنوثة المثميات األكثر أنوثة المثميات األقل أنوثة
شكل (ٖ)
في اعتقادؼ أنو بالنسبة لممثمييف األقل الذكورة (والمثميات األقل أنوثة) العامل األكبر
في تطور الميل المثمي ىو ذلؾ الفقر لمذكورة بيف المثمييف (ولؤلنوثة بالنسبة لممثميات)
أو حدوث اعتداء جنسي في حالة المثمييف مف الذكور( .االعتداء الجنسي لئلناث قد
يؤدؼ لتنامي المثمية في بعض الحاالت).
بينما في المثمييف األكثر ذكورة (والمثميات األكثر أنوثة) تقع المشكمة األكبر في الحاجز
النفسي مع الجنس اآلخر .اليدؼ األساسي في التعافي بالنسبة لمنوع األوؿ تكمف في
تطوير اليوية الذكرية (أو األنثوية) بينما في النوع الثاني ىو حل المشكمة مع الجنس
اآلخر (بالطبع بعد التعامل مع عنصر التعود واإلدماف في كل مف النوعيف).
في الجزء الثاني مف الكتاب (القسـ العممي) سوؼ نتناوؿ بالتفصيل وبشكل عممي
مسيرة التعافي مف الميوؿ المثمية
ٔٛ
يجب أف نقبل اإلحباطات المحدودة،
دوف أف نفقد األمل غير المحدود.
ٕٛ
الفصل الخامس
في الصفحات المتبقية مف ىذا الكتاب ،سوؼ نقدـ قصتيف واقعيتيف لشخصيف أحبا
أف يكتبا قصتيما مع الجنسية المثمية ومسيرة التعافي التي اختا ار بشجاعة أف
يسيرانيا.
ؾ .ج
فقدت أمي عندما كاف عمرؼ ستة أشير ،ودخل أبي السجف ألنو كاف السبب في وفاة
أمي .كاف ينبغي أف أدخل مع أختي الكبرػ إلى إحدػ دور الرعاية ألنو لـ يكف يوجد
مف يرعاني .لـ تكف الرعاية بطبيعة الحاؿ بيا أؼ شيء مف الحناف أو الحب ،لكف
كاف وجود أختي بجانبي يخفف عني قميبلً .بعد سف السادسة ،كاف عمي أف أترؾ
أقرب الناس لي مرة أخرػ وأذىب إلى دار أخرػ لمصبية ألنو لـ يكف مسموحاً أف
أبقى في دار البنات مع أختي بعد سف السادسة.
في الدار الجديدة زادت القسوة والضرب واإلىانة مف المشرفيف واإلرغاـ عمى الصبلة
لدرجة جعمتن ي أكره المشرفيف وأكره هللا الذؼ كنت أراه في صورتيـ القاسية .في الدار
الجديدة كاف األوالد األكبر مني ،في إعدادؼ وثانوؼ ،يتحكموف في تشغيل "الكاسيت".
وأنا كنت أحب األغاني كثي اًر وكنت أتوسل إلييـ أف يشغموا لنا "الكاسيت" .في أحدػ
المرات اشترط واحد منيـ عمي أف يفعل معي بعض األشياء لكي يشغل الكاسيت
فحاولت أف أرفض ولكنو أصر فوافقت .وتزايد األمر حتى وصل إلى درجة االعتداء
الجنسي الكامل .ومع الوقت أصبح ىؤالء األوالد الكبار يقولوف ألصحابيـ عمي
ّ
وأصبحت أمارس ىذا مع عدد كبير منيـ.
ٖٛ
كانت ىذه أوؿ مرة أختبر أؼ نوع مف "الحناف" حتى ولو كاف مصحوباً باأللـ! وبالرغـ
مف الشعور باإلىانة والقذارة إال أنيا كانت المرات الوحيدة التي احتضنني فييا أحد أو
قبمني منذ والدتي! أيضاً لـ أكف أعرؼ ما ىو الصح وما ىو الغمط .لـ يقل لي أحد أف
الذؼ أفعمو عيب ًا أو حراماً ،لكنني كنت أتعرض لئلىانة والتعيير مف المشرفيف الذيف
عرفوا عني ىذه الحقيقة .أبي أيضاً عرؼ باألمر وكاف رد فعمو أنو ال يريدني.
بعد أف كبرت وتركت دار الرعاية ،ظمت الطريقة الوحيدة التي أحصل بيا عمى
الحناف ىي الممارسة الجنسية المثمية (الشاذة) وتعرضت لمكثير مف الذؿ واإلىانة
التي كنت أتحمميا مف أجل القميل مف االىتماـ أو الحناف مف البعض.
عندما دخمت مجموعات المساندةٕ٘ ،اكتشفت ىذا الذؼ يقولوف عنو "القبوؿ غير
المشروط" .أؼ القبوؿ والحب دوف أف أفعل شيئاً أو أدفع ثمناً .في البداية لـ أصدؽ،
لكف مع الوقت وجدت أف الحب ال يتغير والقبوؿ كما ىو وال يريد أحد مني شيئاً
فكنت أتعجب! وألني لـ أكف أستوعب ما يحدث ،انقطعت عف المجموعة لفترات
طويمة ،لكنني كنت في النياية أعود .وجاء وقت (تقريباً بعد سنتيف في المجموعة)
شجعني فيو الطبيب الذؼ كاف مسئوالً عف المجموعة أف "أشارؾ" في المجموعة
بمشكمتي الحقيقية .فقاومت بشدة ولكنو استمر في الضغط عمي فشاركت وكانت
ّ
المفاجأة غير المتوقعة .كنت أتوقع الرفض واإلىانة والتيكـ لكنني وجدت الحب
والقبوؿ .لـ يسألني أحد عف تفاصيل ،ولـ ينصحني أحد بشيء أو يعظني .كل ما
قالوه لي ىو أنيـ يحبونني ويقدرونني ويحترموف شجاعتي.
كنت أحاوؿ التوقف عف ىذه الممارسات لفترات ثـ أعود عندما يشتد الجوع لمحب.
لكف مع استمرارؼ في المجموعات (لستة سنوات اآلف) زادت فترات "تبطيمي" .وأنا
اآلف متوقف عف ىذه الممارسة ألطوؿ مدة في حياتي (ثبلث سنوات تخممتيا سقطة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٕ٘ كانت مجموعة مساندة عامة لمرجاؿ الغيرييف وكاف ىو المثمي الوحيد ولـ يكف يبوح بيذا السر حتى ذلؾ اليوـ.
ٗٛ
واحدة) كما بدأت أشعر باالنجذاب لمجنس اآلخر ،وأنا اآلف متزوج ولدؼ عبلقة
جنسية مشبعة مع زوجتي ،كما رزقت بطفمة.
كانت عبلقتي باهلل سيئة جداً وكنت ال أصمي .لكنني عندما اختبرت المحبة مف ىؤالء
الناس مع الوقت صدقت أف هللا أيضاً يحبني وأرسل لي ىؤالء الناس .أيض ًا كمما
زادت فترة تبطيمي وأصبحت أشعر بمعونة هللا في ذلؾ ،ازددت اقتناعاً برحمة هللا.
حتى أبي تحسنت معاممتو لي بشكل غريب وأصبحت أستطيع أف أحبو قميبلً وأناديو
"بابا" ألوؿ مرة في حياتي .في كل ىذا رأيت يد هللا تعمل في حياتي وتشفيني مف كل
آالـ وجروح السنيف الطويمة.
ف .ؽ
نظر
كاف أبي طيب ولكنو كاف ذو شخصية ضعيفة وكانت عبلقتي بو ضعيفة جدا ًا
لتغيبو باستمرار عف البيت بسبب ظروؼ عممو .لذلؾ كاف تأثيره عمى حياتي ضعيف
جدا ولـ تنتقل إلي صفات الرجولة مف خبللو .وكانت عبلقتي بأخي األكبر ىو اآلخر
ً
كأنيا غير موجودة مثميا مثل عبلقاتي مع أعمامي وأخوالي.
كانت أمي تتمتع بشخصية قوية ،وكانت ىي كل شيء بالنسبة لي .تعودت أمي أف
عمى في كل أجازة صيفية لكي أعمل في محل لبيع األقمشة يممكو خالي ،مما
تضغط َّ
كاف يحرمني مف التمتع باألجازة الصيفية والمعب والذىاب إلى رحبلت مع أصدقائي.
وىذا جعمني أشعر بأني طفل ميمل ليس مف ييتـ بي أو يراعى احتياجاتي النفسية أو
االجتماعية .ولـ تكف لمصورة الذكرية وجود في حياتي.
الشيء الوحيد الذؼ أتذكره لمرجل ىو اإلعتداء الجنسي بكل ما فيو مف لذة وألـ .فمقد
تعرضت في طفولتي المبكرة إلعتداءات جنسية متكررة مف أبناء الجيراف المراىقيف،
لذلؾ نشأت وأنا أشعر بالخوؼ والعار والعجز والتشويش.
٘ٛ
فعميا ،ولكني كنت
بعد االعتداءات الجنسية عمي في الطفولة لـ أمارس الجنس ً
أمارسو في خيالي مف خبلؿ أحبلـ اليقظة ،وكنت أىرب إليو مف الضغوط والخوؼ
والمشاكل.
واستمر الحاؿ ىكذا حتى وصمت لسف ٕ٘ سنة عندىا تعرفت عمى صديق يكبرني
بعدة أعواـ وتوطدت عبلقتنا حتى مارست الجنس معو ،ثـ تركتو وبعدىا بمدة تعرفت
عمى صديق آخر ومارست الجنس معو أيضا.
كنت أظف إني ابحث عف الجنس أو المتعة ،لكني اكتشفت أني أبحث عف األب
المفقود لمطفل الموجود داخمي ،وكاف تقريرؼ عف نفسي إني إنساف مضطرب نشأت في
أسرة مضطربة موجودة في عالـ مضطرب.
بدأ الصراع ضد الجنسية المثمية في حياتي بعد إدراكي أف أفكارؼ ومشاعرؼ وأفعالي
ىذه ىي عبارة عف تصرفات مثمييف وكاف صعب عمي كإنساف يود أف يتقرب إلى هللا
ّ
أف أستمر في الحياة بيذه الطريقة ،لذلؾ طمبت المساعدة مف صديق لي وصديقي
ىذا أرشدني إلى طبيب نفسي.
كانت أفكارؼ عف الطب النفسي أنني سأذىب لمطبيب وأشرح لو معاناتي مف ميولي
الجنسية المثمية ،وسيسألني عف ظروؼ تنشئتي وعبلقتي بأىمي .واألىـ أني كنت أتوقع
أنو سيكتب لي دواء يساعدني عمى الشفاء والتغيير بسرعة فتنتيي كل آالمي ،أو
سينصحني ببعض التدريبات النفسية مف خبلؿ عدة جمسات بعدىا ستحل مشكمتي
تماما .لكف ما فوجئت بو أنو فقط نصحني بأف أبتعد عف ً وأرجع إنساف طبيعي
الممارسات الجنسية المثمية ،وكل األمور التي تؤدػ بي إلييا ،كذلؾ إف العبلج سيكوف
مف خبلؿ حضور مجموعة عبلجية ،أستطيع مف خبلليا أف أتعمـ ميارة تمييز المشاعر
التي أشعر بيا وكيفية التعبير عنيا ،ألنو لـ تكف ىناؾ مجموعة مساندة خاصة
بالجنسية المثمية في ذلؾ الوقت .وبدأت أحضر بانتظاـ ىذه المجموعة لمدة أربع
سنوات ،بعدىا تـ إنشاء مجموعة المساندة الخاصة بالجنسية المثمية ،فانضممت إلييا.
ٛٙ
لقد ساعدتني المجموعات أف أرػ أف ما تعرضت لو في طفولتي مف اعتداء جنسي أو
عبلقة سيئة مع أبي ليس ذنبي ولـ يكف بيدؼ وقتيا أف أفعل أؼ شيء تجاه ما
تعرضت لو .ووجدت أنى لست وحدؼ الذؼ تعرض ليذه الظروؼ ،بل يوجد غيرؼ
كثيروف لذا يستطيعوف أف يفيموا مشاعرؼ ويقدروىا .وعرفت اني لست مسئوؿ عف ما
حدث في طفولتي ،لكني مسئوؿ عف اختياراتي اآلف لتمكنني مف تسديد احتياجي
لمحب األبوؼ بدالً مف ممارسة الجنس المثمي.
والنتيجة لمستيا في بداية التغيير في أفكارؼ ومعتقداتي القديمة وصورتي السمبية عف
نفسي ،وقد أثر ىذا التغيير عمى توجيو مشاعرؼ ومحاولة التحكـ في ردود أفعالي
خاصة في األوقات الصعبة وعند التعرض إلغراءات الوقوع في عبلقات مثمية.
أنا اآلف متوقف عف ممارسة الجنس المثمي منذ ٓٔ شيور كاممة .وأصبحت شييتي
مفتوحة اآلف لمزواج وتكويف أسرة ،بما يتطمبو ذلؾ مف التزاـ نفسي وروحي وأخبلقي
واجتماعي .أيضاً أصبحت قاد اًر عمى إقامة عبلقات صحية مع نفس الجنس ،وادارة
ح ياتي بشكل مناسب .اعتقد أف ىذه نتائج رائعة وقيمة .أنا أعرؼ إف طريق التعافي
والحرية ليس سيبلً أو مميدا ،كما انو يستغرؽ وقتا ليس قميبل بل يمتد إلى سنوات.
لكني لست وحدؼ ،فيناؾ مف يمسؾ بيدؼ ويسير معي.
ٛٚ
ٛٛ
الجزء الثاني
البرنامج العالجي
إعداد
د .أوسـ وصفي
وفقاً لنظريات العبلج اإلصبلحي لجوزيف نيكولوسي
وبرنامج ريتشارد كوىف Coming Out Straight
ٜٛ
ٜٓ
التعرؼ عمى المشاعر
والتعبير عنيا.
قبوؿ النفس
التوقف عف الممارسات التعرؼ عمى الحتياجات
تماما
الجنسية ً النفسية وتسديدىا بطرؽ
قطع العبلقات مع غير جنسية.
أسموب الحياة المثمي تحسيف العبلقة بالجسد
ومع المثمييف
المتصالحيف مع المثمية التصالح مع الطفل
التواصل مع الداخمي.
قطع العبلقات الجنسية التبطيل
النفس
والرومانسية واالعتمادية شفاء الجروح القديمة
الروحانية السميمة
ٜٔ
في الشكل السابق ثالثة تروس متشابكة عندما يدوروف معاً يتحرؾ المثمي نحو مزيد
مف الذكورة ونحو الحياة الغيرية .الترس األوؿ :ىو ترس التواصل مع النفس بشكل
عميق مف خبلؿ التعرؼ عمى المشاعر (إيجابية كانت أو سمبية) والتعبير عنيا
ومراقبة األفكار التمقائية وتصحيح طرؽ التفكير والمعتقدات المحورية الخاطئة ،أيضاً
تنمية العبلقة بالجسد واإلقرار باالحتياجات الوجدانية والتصالح مع الطفل الداخمي
وتسديد احتياجاتو العاطفية بطرؽ غير اعتمادية وغير رومانسية أو جنسية .يضاؼ
إلى ذلؾ استكشاؼ اإليذاء والجروح القديمة بكل أنواعيا والنوح عمييا وغفرانيا وصنع
السبلـ مع األىل كمما كاف ذلؾ ممكناً .الترس الثاني :ىو ترس "التبطيل" أؼ التوقف
التاـ عف الممارسات الجنسية بالفعل وبالخياؿ .أما الترس الثالث :فيو ترس الخروج
لمحياة والعبلقات واالنفتاح عمى اآلخريف .ىذا االنفتاح يأخذ درجات متدرجة بداية مف
خطوة طمب العبلج واالنفتاح عمى المعالج (الذؼ يفضل أف يكوف مف نفس الجنس)،
ثـ المثمييف المتعافيف المتقدميف ثـ الدخوؿ لمجموعة المساندة ومجتمع المثمييف
المتعافيف ،ثـ االجتراء عمى الدخوؿ في عبلقات عميقة باألصدقاء الغيرييف
ومشاركتيـ بحقيقة الميوؿ المثمية التي يشعر بيا ،ومشوار التعافي الذؼ اختار أف
يسيره .في ىذه األثناء ينبغي عمى بعض المثمييف الذيف صنعوا صداقات حميمة مع
الجنس اآلخر (الفتيات) مبنية عمى الصداقة واالرتياح لمتشابو واالشتراؾ في
وي َحِّولوا ىذا النوع مف العبلقات
االىتمامات األنثوية ،أف يتوقفوا عف ىذه العبلقات ُ
إلى األشخاص مف نفس الجنس .وعندما يختبر المثمي المتعافي عمى األقل سنة مف
التوقف التاـ عف كل الممارسات المثمية (دوف معاناة) وذلؾ بسبب تناقص ميولو
المثمية بشكل ممحوظ ،وعندما يشعر بشيء مف االختبلؼ في مشاعره تجاه الجنس
اآلخر يمكنو أف يبدأ في صنع عبلقات مع الجنس اآلخر بيدؼ الخطبة والزواج.
ٕٜ
فيما سبق قدمت رؤية عامة مختصرة لمشوار التعافي الطويل الذؼ يستغرؽ عدة
ٖ٘
وفيما يمي سوؼ نتناوؿ ىذه "التروس" الثبلثة بالتفصيل لكف قبل أف نبدأ في سنوات
ذلؾ أريد أف أقدـ بعض التأمبلت عمى نموذج التروس الثبلثة.
أوالً :يجب أف تعمل التروس الثبلثة معاً ليحدث تقدـ لؤلماـ .عمى مدار السنوات التي
تعاممت فييا مع أصحاب الميوؿ المثمية الحظت أف بعضيـ يجد سيولة في أحد
التروس فيتحرؾ في ىذا الترس وحده ويضع بو "م ِّ
حركاً" ويتقدـ فيو كثي ًار ويعتبر نفسو ُ
تقدـ في التعافي وينتظر اختفاء الميوؿ المثمية وظيور الميوؿ الغيرية .لكف ىذا ال
يحدث فيشعر باإلحباط ويفقد تدريجياً إيمانو بالتغيير.
ثاني ًا :كما أف ىناؾ سيولة خاصة في بعض التروس حتى يمكف أف ُيوضع فييا
محرؾ فإف ىناؾ صعوبة خاصة لدػ البعض في التروس األخرػ وكأف حج اًر ثقيبلً
ٌ
قد تثبت بو فمف الصعب دورانو .عمى سبيل المثاؿ الشخص الذؼ لـ يصنع عبلقات
مثمية ولـ ُيدمف الجنس المثمي ربما يكوف ترس "التبطيل" بالنسبة لو سيبلً جداً فيصنع
شيو اًر مف التبطيل ،أما تُرس التعامل مع مشاعره فيكوف صعباً جداً وكأف حج اًر تثبت
بو .ربما يكوف الحاؿ ىو العكس بالنسبة لشخص آخر مف السيل بالنسبة لو أف
يتواصل مع أعماقو ومشاعره ومع اآلخريف لكنو أدمف الجنس المثمي فيظل سنوات
لكي يستطيع التبطيل لمدة شيور قميمة.
ثالث ًا :صحيح أف التروس متشابكة ،بحيث أف حركة ترس مف التروس يؤدؼ إلى
تسييل حركة التروس األخرػ ،إال أنو في بعض األحياف ،كما أشرنا ،يكوف ىناؾ
حج اًر مثبتاً بالترس ينبغي َرفعو .لذلؾ فإف مف يصنعوف أفضل تقدـ في رحمة تعافييـ
ىـ الذيف يركزوف في البداية عمى رفع األحجار مف عمى كل التروس ولكي ال ُن ِ
فرط
ُعّرؼ بالتحديد ما ىو رفع األحجار مف عمى
في التشبييات وننسى الحقائق دعوني أ َ
كل ترس:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٖ٘ يتوقف طوؿ المشوار عمى عدة عوامل منيا الدافعية الشخصية والمساندة األسرية والمجتمعية ودرجة الذكورة
ومدػ التورط في أسموب الحياة المثمي وقدر الفيـ وااللتزاـ والمثابرة في القياـ بمياـ التعافي المختمفة.
ٖٜ
الترس األوؿ (التواصل مع األعماؽ) :يشكل رفع الحجر االلتزاـ بالواجبات
التي يقدميا المعالج مف كتابة يوميات المشاعر واألفكار وغيرىا مف
الواجبات.
الترس الثاني (التبطيل) :يشكل رفع الحجر قطع كل العبلقات واالرتباطات
بأسموب الحياة المثمية وليس فقط العبلقات الجنسية.
الترس الثالث :يشكل رفع الحجر االستعداد لدخوؿ مجموعة المساندة
ٗ٘
فييا واالستعداد (في الوقت المناسب بحسب المعالج) واالنتظاـ والمثابرة
لمكبلـ والتعبير والمشاركة واالشتراؾ (في الوقت المناسب بحسب المعالج)
في مدارس ميارات الحياة واالنفتاح والمشاركة بعمق مع الغيرييف.
اآلف سوؼ نتناوؿ كل "ترس" بالتفصيل ونتكمـ عف خطوتيف رئيستيف :رفع الحجر
وتركيب الم ِّ
حرؾ .ثـ نناقش عبلقة كل ترس بالترسيف اآلخريف. ُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٗ٘ لعل صعوبة االلتزاـ والمثابرة مف أقوػ المعوقات لمشوار التعافي مف الميوؿ المثمية
ٜٗ
الترس األوؿ :التواصل مع النفس
نضع ىذا الترس أوالً ألف نقطة البداية غالباً ما تكوف أف الشخص الراغب في التغيير
يذىب إلى مشير أو معالج أو طبيب نفسي طالباً العبلج ومحمبلً بكـ ىائل مف
المخاوؼ واليأس واإلحباط مف محاوالت سابقة فاشمة .لذلؾ تكوف المرحمة األولى ىي
أف يقوـ المعا لج بمساعدة ىذا الشخص لكي يستكشف حياتو وميوؿ المثمية ،كيف
نشأت وما ىي جذورىا وكيف يمكف التعامل معيا.
رفع الحجر
كثي اًر ما تكوف الجمسة األولى ىي أوؿ مرة يتحدث صاحب الميوؿ المثمية عف ىذه
الميوؿ مع أؼ إنساف ،وربما يكوف المعالج ىو أوؿ شخص غيرؼ يبوح لو عف ميولو
المثمية لذلؾ فإف ىذه الجمسة األولى ترفع الكثير مف ىذا الحجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٘٘ المرشد العممي لمدارس ميارات الحياة وورشة الميارات الحياتية (واحة)
ٜ٘
العوامل المسببة لال نجذاب الجنسي المثمي
ٜٙ
مف مكونات النظاـ األسرؼ الذؼ يولد فيو الطفل نظرة األسرة لمولد والبنت وانتظارىا
لجنس المولود .األـ التي أنجبت عدة أوالد وتتمنى فتاة عندما يولد ليا ولد رقيق ىادغ
الطباع بالرغـ مف أنو مكتمل الذكورة جسدياً ،ربما تحولو إلى بنت نفسياً بأف تقربو
إلييا وتمنعو عف االختبلط باألوالد العنفاء وتوكل إليو أعماؿ المنزؿ التي يقبميا
بسرور لكونو مطيعاً وال يريد أف يغضب أمو .ربما حتى تمبسو مبلبس البنات أو
تسمح لو بذلؾ .أيضاً األب الذؼ يتمنى أف يرزؽ بالولد ربما إذا رزؽ بفتاة مكتممة
األنوثة لكنيا تتمتع بشخصية جريئة جسورة فأنو يصنع منيا "ولداً" مف خبلؿ الكبلـ
والتعميقات والمسئوليات الذكورية التي يعطييا ليا فيرتبط في ذىنيا الحب واالىتماـ
مف األب بأف تتوحد بيذه الصورة الذكورية
كيف ترػ دور النظاـ األسرؼ الذؼ نشأت فيو في نمو ميولؾ المثمية؟
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٜٚ
الشخصية )8
الحساسية في الشخصية تزيد الم َعَّرض لنمو الميوؿ الجنسية المثمية
يتميز الطفل ُ
مف تأثير الجروح التي يتعرض
بالحساسية الشديدة ،كما يتميز بالطاعة الشديدة
ليا الطفل وبالتالي تساعد عمى
سيولة انفصالو عف الوالد وعدـ القدرة عمى التمرد أو حتى التعبير عف
واألقراف مف نفس الجنس الحساس يحتاج إلىّ الحقوؽ وتأكيدىا .ىذا الطفل
وىويتو نفسو عف وحتى مزيد مف التبلمس والحب والطمأنة والحماية ،إذا لـ
الذكرية.
سدد ىذا االحتياج كما ينبغي ،فسوؼ تتكوف لديو ُي ّ
صورة ذاتية سمبية وىذا يشجع أكثر فأكثر انفصالو
عف نفسو وعف اآلخريف وبالذات الذكور الذيف يختمفوف عنو في أغمب األحواؿ.
عدـ التأقمـ مع النوع Gender Non-conformityيعاني بعض المراىقيف مف درجة
مف التخبط في اليوية الجنسية في فترة ما قبل البموغ ولكي تتعرؼ عمى الولد إف كاف
معرضاً لنمو الميوؿ المثمية ،تحتاج ألف تسأؿ األسئمة التالية:
ٔ .ىل يمعب مع األوالد أـ مع البنات؟
ٕ .ىل يفضل ألعاب األوالد (كرة القدـ ،الحرب ،المصارعة ،الخ) أـ ألعاب البنات
(البيت ،العرائس ،الخ)؟
ٖ .ىل يتخيل نفسو بطبلً أو نجماً رياضياً ،أـ ال؟
ٗ .ىل يق أر مجبلت وكتب مغامرات أو مجبلت رياضية وييتـ بأخبار الرياضة أـ ال؟
ٜٛ
٘ٙ
مف األوالد التي انطبقت عمييـ نسبة كبيرة (تصل إلى ٘ %ٚفي بعض األبحاث)
ىذه الصفات أصبحوا مف أصحاب الميوؿ المثمية .ولعل غياب السموؾ الذكورؼ أىـ
مف وجود السموؾ األنثوؼ كمؤشر ينبيء بالميوؿ المثمية.٘ٚ
كيف ترػ في نفسؾ ىذه الصفات الشخصية؟ وىل حدث في ماضيؾ أؼ مف ىذه
األمور المذكورة؟
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٘ٙىذا يعني أف نسبة ٕ٘ %مف ىؤالء تحولوا لمجنسية الغيرية بعد ىذه الفترة مف التخبط .ىؤالء إذا تعرضوا
لممساندة الذكرية في ىذه الفترة فيذا يشجع عمى نمو الميوؿ الغيرية واذا تعرضوا لمدعاية المثمية ربما يتحولوا
لمجنسية المثمية.
12 J. Nicolosi, Preventing Homosexuality, A Parent’s Guide chapter 7
ٜٜ
ىو األب القوؼ الشخصية والحنوف في نفس الوقت وىو األب الذؼ ُي َ
وصف بأنو "األب
الظاىر" Salient Fatherأؼ الذؼ لو ظيور أو حضور قوؼ .وفي حالة الطفل
الحساس يجب أف يكوف حضور األب قوياً وظاى اًر وحنوناً في نفس الوقت وىذه
ّ
الصفات قد تكوف صعبة التواجد معاً .بعض مف المثمييف الذيف يعترضوف عمى ىذه
النظرية قائميف أف عبلقتيـ باألب كانت جيدة ومع ذلؾ أصبحوا مثمييف .إذا دققنا جيداً
في ىذه العبلقة نجد أنيـ يقولوف أنيا كانت عبلقة جيدة ألف لـ تحدث بيا مشكبلت.
لكف المطموب لنمو اليوية الذكرية لدػ الطفل ليس فقط السبلـ بل االلتحاـ Bonding
الحساس المعرض
ىذا االلتحاـ يحتاج لمحناف والحزـ والقوة واإلعجاب .وبالنسبة لمطفل ّ
لممثمية يحتاج ليذا بقوة .يعترض آخروف أيضاً قائميف أف كثي اًر مف الغيرييف لـ تكف
حساسيف
لدييـ عبلقة جيدة بآبائيـ مع ذلؾ لـ يصبحوا مثمييف .ىذا بسبب أنيـ ليسوا ّ
ليذه الدرجة وذكورتيـ قوية فاستطاعوا تحمل العبلقة السيئة مع الوالد واستطاعوا التقاط
الذكورة مف ذكور آخريف حوليـ.
كثي اًر ما أشبو ىذا األمر بالمحموؿ والشبكة .لكي
اليوية لنمو المطموب
يمتقط المحموؿ الشبكة يحتاج ألف تكوف قوة االستقباؿ
الذكرية لدػ الطفل ليس
فقط السبلـ بل االلتحاـ لديو جيدة ويكوف إرساؿ الشبكة قوياً بما فيو الكفاية.
االلتحاـ ىذا Bonding عندما يكوف المحموؿ جيداً والشبكة في غاية الضعف
يحتاج لمحناف والحزـ والقوة يمكف لممحموؿ أف يمتقط شبكة أخرػ ويجرؼ
واإلعجاب.
االتصاؿ .وعندما يكوف التقاط المحموؿ ضعيفاً جداً
والشبكة قوية ال يمتقط أؼ إشارة منيا .عادة تنمو
الميوؿ المثمية عندما يكوف ىناؾ ضعف في التقاط "المحموؿ" وضعف في إرساؿ
"الشبكة" وبدرجات متفاوتة .فإذا قمنا مثبلً أننا نحتاج لمائة درجة مف الضعف لكي
تنمو الميوؿ المثمية ربما يكوف ٖٓ درجة منيا ضعف في المحموؿ وٓ ٚدرجة
ضعف في الشبكة أو ٓ ٙدرجة ضعف في المحموؿ وٓٗ درجة ضعف في إرساؿ
ٓٓٔ
الشبكة وىكذا .أيضاً عندما نتكمـ عف الحساسية ،يشعر بعض أصحاب الميوؿ المثمية
بالغضب ألنيـ (بسبب الحساسية أيضاً) يظنوف أننا نتيميـ ونمقي الموـ عمييـ .الطفل
حساس ًا ليس لو ذنب .المسئولية دائماً تقع بشكل أكبر عمى األكبر .المسئولية
المولود ّ
تقع بشكل أكبر عمى الوالديف ألنيـ كاف ينبغي أف يستشعروا حساسية ىذا الولد
ويعامموه بطريقة مختمفة .ما ىي العوامل التي تمنع التوحد بالوالد مف نفس الجنس؟
(ولنأخذ األب مثبلً):
األب غير المتأكد مف ذكورتو .بالرغـ مف كونو غيرياً ،مف الممكف أف تكوف شخصيتو
الذكورية ضعيفة وغالباً يكوف ىذا بسبب ضعف توحده بأبيو دوف أف يصل ىذا بو
إلى الجنسية المثمية .ىذا األب غير المتأكد مف ذكورتو يمكف أف يحتقر الولد الرقيق
ضعيف الذكورة لكونو يحتقر ىذا في نفسو .ربما يكوف األب في ىذه الحالة قد َكَّوف
حالة مف الدفاع المضاد ضد ذكورتو الضعيفة بالمبالغة في العنف ضد ىذا الولد
بالذات بالرغـ مف تعاممو العادؼ مع باقي اخوتو.
األب غير المبالي .يجب أف يكوف األب قوي ًا وج ّذاباً ومغرياً لمطفل لكي يترؾ الحناف
واألماف التاـ الذؼ يوفره االلتصاؽ باألـ ويذىب لؤلب ليستمتع بنوع حنانو المختمف.
الطفل يمكف أف يتوحد مع األب الدافئ الحنوف أو حتى مع األب الذؼ يتميز ببعض
العنف النابع مف الحب واالىتماـ ،أما األصعب في التوحد بو ىو األب غير المتاح
وغير المبالي ،لذلؾ فيذا النوع مف اآلباء ىو األخطر بالنسبة لتكويف اليوية الذكرية.
ىذا األب "المسالـ" ىو الذؼ يجعل بعض المثمييف يعترضوف عمى نظرية "المشكمة
مع األب" كسبب لنشوء المثمية كما أشرنا سابقاً.
األب الغائب .يتكرر نمط األب الغائب كثي ًار في قصص الشباب ذوؼ الميوؿ المثمية.
سواء بسبب الطبلؽ أو السفر لمعمل في "الدوؿ العربية" أو األب الضابط الذؼ يأتي
فقط في إجازات مف الجيش .أحياناً يكوف األب الغائب يعيش في نفس المنزؿ لكف
ينزؿ لعممو في الصباح قبل أف يستيقع الولد ويعود بعد أف يناـ وىكذا كل يوـ ،وفي
ٔٓٔ
يوـ اإلجازة يكوف متعباً أو مستغرقاً في قراءة الصحف أو مشاىدة التمفزيوف أو عمى
القيوة مع أصدقائ و وىو مقتنع أف األوالد ىـ مسئولية األـ وليس عميو إال أف يوفر ليـ
المأكل والمشرب والممبس .ربما يدارؼ األب الضعيف ضعفو النفسي وعدـ قدرتو عمى
المواجية والقياـ بدوره الذكورؼ في األسرة بانغماسو في العمل فيصبح "مش فاضي"
بدالً مف أف يكوف "مش قادر".
األب الغامض .كثي اًر ما يصف أصحاب الميوؿ المثمية آباءىـ بالغموض" .لـ أستطع
أبداً أف أفيمو!" أحد العمبلء قاؿ لي ذات مرة " :عندما توفى أبي ،لـ أحزف ولـ أفرح،
ولـ أشعر بشيء وكأني أحضر جنازة شخص ال أعرفو .األب الضعيف أو العنيف.
عادة ما ال يظير آباء المثمييف القوة وال الرغبة في إخراج الولد مف دائرة األـ .أحياناً
يتواطئوف مع األـ إلحكاـ السيطرة عمى الولد .ال يقوؿ آباء المثمييف العبارة الشييرة
التي يقوليا آباء الغيرييف" :سيبيو يعمل المي ىو عايزه" غالباً ما يقولوا "اسمع كبلـ
أمؾ يا ولد" ،فبل عجب إذًا أف يظل ولداً!
ٕٓٔ
(قد تكوف ىناؾ ذكورة واضحة يراىا اآلخروف فيو لكنو ال يراىا في نفسو) ،وفي نفس
الوقت يكوف ىناؾ جوع شديد لؤلب ولمذكور .ىذه الحالة مف االنفصاؿ والجوع تؤدؼ
بعد البموغ إلى االنجذاب الجنسي المثمي (ويبلحع أنو غالباً ما ينجذب المثميوف إلى
مثل القدرة عمى القرار، السمات الذكورية التي كانوا يشتاقوف إلييا في آبائيـ،
واالعتماد عمى النفس والثقة بالنفس والقدرة إلى إثبات الذات والقيادية،أو التي كانوا
يتمنونيا في أنفسيـ ،مثل الطوؿ والضخامة والعضبلت أو خفة الدـ والقدرة عمى
الكبلـ والميارات االجتماعية والقدرة عمى المخاطرة واإلقداـ ،الخ..
ٖٓٔ
األـ القػوية المسيطرة والحامية الجرح مف الوالد مف الجنس اآلخر )4
لؤلب والكارىة الخائفة، لموالد مف الجنس اآلخر أيضاً دور ىاـ في تكويف
ولمذكورة ،تمنع تكويف اليوية
فبالنسبة اليوية الجنسية لدػ الطفل /الطفمة.
الذكرية لدػ الولد وبالتالي
لؤلوالد تمعب األـ عدة أدوار مف الممكف أف تؤدؼ
تعرضو لمميوؿ المثمية.
إلى مشكمة في تكويف اليوية الجنسية الذكرية لدػ
الولد.
أوالً :األـ المسيطرة قوية الشخصية ،وخاصة عندما يكوف األب ضعيف الشخصية،
تستأثر بالولد وتجعمو يتوحد بيا وفي نفس الوقت تسيطر عميو وترسل دائماً رسائل
ضغط ومطالبة بالكماؿ األخبلقي والدراسي .يجب أف نعرؼ أف الذكورة يجب أف
يكوف بيا مسحة مف التمرد .التربية الزائدة عف البلزـ تخنق الذكورة .قاؿ أحدىـ أف
الذكر شيء خطير مثل مشرط الجراح الحاد ،مف الممكف أف يجرح ومف الممكف أف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18 John Eldredge, Wild at Heart, Discovering the Secrets of a Man's heart, (Nashville: Thomas Nelson,
7110) p. 82
ٗٓٔ
لكي يصبح الولد ذك اًر يجب أف يرفض األنوثة ورفض األنوثة يحدث مف خبلؿ
الرفض "الرمزؼ" والمرحمي لؤلـ قد يحدث ىذا مف خبلؿ بعض العنف (الرمزؼ) مع
األـ .يجب عمى األـ أف تخضع لذلؾ وتدرؾ أف الولد ىنا ليس يرفضيا ىي وانما
يرفض األنوثة ليصبح ذك ارً ويجب عمى الوالديف أف يقننا ذلؾ في حدود األدب
واالحتراـ .بعض مف األميات بسبب عدـ نضوج فييف يقاومف ذلؾ .ىذا يؤدؼ
إلى تزايد العنف عند األوالد مف أصحاب الذكورة العالية ،أما البعض اآلخر ،بسبب
الذكورة الضعيفة و الحساسية المفرطة ،ال يقووف عمى ذلؾ ويتمسكوف بفكرة سحرية
لكي الوقت نفس في وأنثى ذك اًر يكونوا أف وىي
ال يرفضوف "ماما" ولو رمزياً .عندئذ يصبح المسرح مجي اًز لحدوث اضطراب في
تكويف اليوية الجنسية الذكرية عند الولد وىذا منشأ الجنسية المثمية أو المزدوجة.
األطفاؿ والرجاؿ الغيريوف يشعروف بالتيديد ويحافظوف عمى اليقظة وربما العنف ضد
أؼ شيء مف الممكف أف يعيدىـ لؤلنوثة وااللتصاؽ باألـ (التي كنا كمنا ممتصقيف بيا
في الرحـ) بدءاً مف مقاومة لبس األلواف األنثوية إلى الغضب مف توصيل األـ ليـ
في مشاويرىـ .ربما ىذا يفسر الخوؼ مف المثمية (اليوموفوبيا) وربما يفسر اإلفراط
في العبلقات العاطفي ة والجنسية بالفعل وبالخياؿ (العادة السرية) عند البعض،
فباالتصاؿ الجنسي بالمرأة يحموف أنفسيـ مف العودة إلى األـ.
النظاـ المثمثي The Triangular Systemالتفاعل بيف ثبلثة :األب واألـ والطفل ىو
المسئوؿ عف نشوء الميوؿ المثمية .يقوؿ العالـ النفسي وينيكوت (٘)ٜٔٙ
ال يوجد شيء اسمو طفل رضيع بمفرده .ىناؾ األب واألـ والطفل الرضيع يعيشوف
معاً .تقميدياً لنمو الميوؿ المثمية يكوف ىناؾ األـ الدافئة شديدة التورط عاطفياً واألب
البعيد أو السمبي أو الرافض ،لكف ىناؾ تنويعات مختمفة عمى نفس ىذا المحف:
األـ الدافئة الحنونة واألب البعيد وجدانياً (فرويد ٓٔ ،)ٜٕٕٔ ،ٜٔاألـ المسيطرة
المرتبطة بالولد ارتباط خانق واألب السمبي الرافض (سيجمماف ٗ ،)ٜٔٚاألـ
٘ٓٔ
المسيطرة واألب السمبي أو الغائب (بيف ٘ ،ٜٔٙتشانج و ببلؾ ٓ ٜٔٙوغيرىـ)،
األـ الحامية المتممكة واألب غير المبالي (بندر و باستر ٔٗ ،)ٜٔاألـ المعبرة عف
مشاعرىا والحنونة واألب غير المتعاطف والدكتاتور والغائب أغمب الوقت (تيرماف
ومايمز ،)ٜٖٔٙاألـ القريبة الحميمة واألب العنيف (تومسوف ٖ ،)ٜٔٚالعبلقة
شديدة القوة باألـ والضعيفة باألب (روبرتسوف ٕ )ٜٔٚػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ضع دائرة حوؿ الحالة
(الحاالت) التي تتفق معؾ.
ٔٓٙ
خمسة عشر عاماً فكاف ىذا أسيل ،أما مف يأتي في سف الخامسة والعشريف
أو الخامسة والثبلثيف يكوف ىذا في منتيى الصعوبة.
ٔٓٚ
الجنسية كاالعتداء الجنسي ،مف إخوتو بنسبة أكبر مف غيره .ربما تتكرر قصة العنف
مف األخ األكبر (وأحياناً األصغر) في حياة الكثير مف أصحاب الميوؿ المثمية.
ألف أشرؼ كاف صغير الحجـ وكثير المرض منذ طفولتو ،كاف أبواه يميزانو
كثي اًر ويحميانو ويقفوف في صفو عندما يتشاجر مع أخيو األكبرَ .وَّلّد ىذا
كراىية وحقد شديد في قمب األخ األكبر الذؼ عزـ في قمبو أف ينتقـ ويكسر
ىذا الولد المدلل .وألف أشرؼ كاف يشتاؽ لمحناف والصداقة مف أخيو لـ يخبر
والديو بما يحدث مف أخيو في السر لئبل يمنعو مف المعب معو أو يضاعف
انتقامو في المرة التالية .ىكذا تعرض أشرؼ لمحماية الزائدة مف والديو ولمقير
مف أخيو األكبر وىما عامبلف لعبا الدور األساسي في عدـ نمو ىويتو
الذكرية ونمو الميوؿ المثمية فيما بعد.
كيف كانت عبلقتؾ باخوتؾ؟ وكيف ترػ أنيا لعبت دور في ميولؾ المثمية؟
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٓٛ
الجروح مف األقراف )6
ال يقل دور األقراف في تنامي اليوية الذكرية عف دور
قصص االضطياد وعدـ
األب واألخ األكبر .فالتوازف الذؼ يحدث بيف
الفيـ مف األوالد موجودة في
طفولة الكثير مف أصحاب المساندة والتعضيد وبيف التنافس والتحدؼ داخل
الميوؿ المثمية. "شمة" األوالد لو قدرة فريدة عمى تنمية الذكورة الكامنة
في األوالد .عندما ال يتوحد الولد بأبيو واخوتو،
ويتوحد بأمو وأخواتو البنات ،فإف شخصيتو تكوف ميالة لمحساسية وعدـ العنف وال
يميل لمعب الجسدؼ العنيف مثل باقي األوالد .ىذا يجعمو معزوالً عنيـ وربما
مضطيداً منيـ ،فيستسيل المعب والتوحد مع البنات .ىذا "االنفصاؿ" عف األوالد
يكرس انفصالو عف الذكورة وعف ذكورتو ىو شخصياً .ويظل منفصبلً عف الذكور وال
يستطيع أف يعتبر نفسو واحداً منيـ .يشعر األطفاؿ المعرضوف لتنامي الميوؿ المثمية
بشعوريف قوييف:
عدـ االنتماء لنفس الجنس (الشعور باالختبلؼ) ػ
الجوع لبلىتماـ واالنتباه مف نفس الجنس ػ
ىذا الشعور باالختبلؼ َحَّولو رامز إلى شعور بالتميز والترفع عف "صغائر"
ىؤالء األوالد وساعده عمى ذلؾ ذكاؤه وتفوقو الدراسي واألخبلقي ،فأعطى
نفسو لمقراءة والدراسة والنبوغ .اآلف بعد أف وصل لمثبلثيف يتنازعو شعوراف.
األوؿ ىو أنو طفل صغير لـ يحصل عمى الخبرات التي حصل عمييا أقرانو
فيو بأقداميـ، الحياة داسوا الذيف
ال يعرؼ الشوارع وال يعرؼ طرؽ الكبلـ مع الناس بل يحتفع بطريقتو
الطفولية في التعامل لكونو قد مكث أغمب حياتو "في البيت" وفي نفس الوقت
يشعر بأنو "عجوز" بسبب كثرة العمـ والمعرفة وعدـ تعممو المعب واالستمتاع
كما ساعد عمى ذلؾ ارتباطو بالكبار والنقاش معيـ في األمور العقمية
والفمسفية والروحية بسبب رجاحة عقمو واتساع معارفو.
ٜٔٓ
ىذا ُي ِعّد المسرح لبلنجذاب الجنسي والذؼ يحدث عادة حوؿ سف البموغ
(ٖٔ ٔ٘ -سنة) حيث يصبح الميل الجنسي ىو الحل السحرؼ ليذا الصراع،
خصوصاً واف اإلنساف يميل إلى جنسنة ما يشعر باالحتياج الشديد إليو حيث أف
الجنس ىو أقرب شيء لبلتحاد العضوؼ بما نرغب فيو.
ٓٔٔ
الجرح الخاص بصورة الجسد )7
األب لو دور أساسي في تكويف الشخصية الفردية
أغمب المثمييف لديو مشكمة في
لكل مف الولد والبنت عمى حد سواء .والعبلقة
صورة جسدىـ .ال يشعروف
بامتبلكو و ربما يخجموف منو. باألب تساعد عمى أف يشعر الطفل بانفصاؿ
البعض يباىي بو أكثر مف جسده عف أمو وأف يشعر باقتنائو لجسده والحياة
البلزـ كنوع مف رد الفعل في ىذا الجسد بشكل مستقر ومقبوؿ .عندما
العكسي.
تكوف ىناؾ مشكمة في العبلقة باألب ،فإف ىذا
يؤثر في أال تكوف لمطفل أو المراىق عبلقة جيدة
بجسده .فالطفل لكي يكوف عبلقة جيدة بنفسو وبجسده ،يحتاج إلى ردود فعل مشجعة
ممف حولو وىذا دور األب واألـ واألقراف .االغتراب عف الجسد .الخجل مف الجسد
وعدـ القدرة عمى التعرية أماـ األوالد (في غرؼ خمع المبلبس ،أو عمى الشاطئ)
عبلمة مميزة لمطفل /المراىق المعرض لمميوؿ المثمية .ويساعد عمى ذلؾ أف يكوف
جسده بو شيء مميز كالنحافة أو البدانة المفرطة أو الطوؿ أو القصر الشديد .ىذا
يساعد عمى تكويف "جرح" في العبلقة بالجسد والصورة الذاتية عف الجسد خصوصاً
وأف األطفاؿ في سف المدرسة يميموف لمتعميق عمى أجساد بعضيـ البعض والتعامل
بل أو غيرىا.
معاً عمى أساس حجـ الجسد أو الميارات الرياضية في كرة القدـ مث ً
كثير مف المثمييف لدييـ جروح شديدة مف األقراف في ىذا المجاؿ.
اإلساءات الجسدية بالضرب المبرح والنفسية المتعمقة بالجسد ،مثل الكبلـ المييف عف
الجسد ،أو اإلساءة الجنسية ،كميا إساءات تؤدؼ إلى الصورة السيئة عف الجسد.
أنت ال تتصور كـ أكره جسدؼ وأريد أف أشوىو .ال يمكف أف يكوف ىذا
الجسد البديف المترىل ذو الثدييف الكبيرييف جسداً لرجل! بعد أف أخرج مف
لديؾ سوؼ أذىب ألحد المطاعـ وآكل حتى تؤلمني بطني .أنا أستطيع أف
ٔٔٔ
أتبع نظاماً غذائياً وأنقص مف وزني ،لكف لماذا أفعل ذلؾ؟ جسدؼ
ال يستحق أف أىتـ بو .بل البد أف أعاقبو بأف أجعمو ىكذا بديناً قبيحاً.
قاؿ لي ىذه الكممات شاب يعاني مف الميوؿ المثمية ويعاني بصورة خاصة مف
مشاعر شديدة السمبية تجاه جسده منذ أف تعرض لبلعتداء الجنسي مف قبل أحد
سائقي التاكسي وىو في سف العاشرة .و لعل السبب في ربطو بيف جسده وما حدث
مف اعتداء ،ىو أف سائق التاكسي قاؿ لو ما معناه أنو ال يستطيع أف يقاوـ ىذا الجسد
البض األبيض! ظل صديقنا ىذا يقوؿ لنفسو منذ سف العاشرة وحتى السابعة والعشريف
ىذه العبارة التي كتبيا في كشكوؿ يومياتو الذؼ نصحتو أف يكتب فيو مشاعره
وأفكاره" :أنت لست رجبلً! ......أنت لست رجبلً!" وكرر كتابتيا عشرات المرات في
الكشكوؿ وكأنو يسدد المكمات لجسده .حتى أنو عندما بدأ يستجيب لمعبلج وبدأت
تتناقص ميولو المثمية ،وتنمو لديو بعض الميوؿ الغيرية (لمجنس اآلخر) بدأ يقاوـ ىذه
الميوؿ وأخبرني بذلؾ قائبلً أنو ال يريد أف ُ"يشفى" ألنو لف توجد امرأة واحدة تقبل ىذا
المشوه .ىذا مع العمـ أنو يتمتع بقدر كبير مف وسامة الوجو وجماؿ الشعر، ّ الجسد
واذا نقص وزنو واىتـ بجسده سوؼ تتيافت الفتيات عميو!
ٕٔٔ
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٔٔ
قاؿ لي ماجد أنو استسمـ ليذا التفاعل الجنسي الذؼ كاف يحدث بينو وبيف
ابف عمو الذؼ يكبره بعشر سنوات ألنو كاف جائعاً بشدة لمتبلمس فأبوه لـ
يكف يممسو أبداً .يعود مف العمل مساء ليجد ماجد نائماً يقبمو وىو نائـ وىذه
كانت فرصة التبلمس الوحيدة.
ربما يعترض البعض أيضاً ويقولوف أف كثير مف األطفاؿ لـ يحصموا عمى تبلمس
ٍ
كاؼ ولـ يصبحوا مثمييف وخاصة في ثقافتنا العربية التي ال تشجع عمى التعبير عف
الم َعَّرض لممثمية يحتاج
الحساس ُ
مشاعر الحناف بيف الذكور .أعود وأقوؿ أف الطفل ّ
لكـ مف التبلمس أكبر مف غيره.
ٗٔٔ
الجروح االجتماعية )9
الجروح االجتماعية ىي الجروح التي تحرمنا مف
أغمب المثمييف شعروا بأنيـ
مختمفيف ومنبوذيف بسبب احتياجنا الطبيعي لمقبوؿ والحب مف الجماعة التي
أو حتى ميوليـ المثمية. نعيش وسطيا .تحدث الجروح االجتماعية في صورة
بسبب كونيـ مختمفيف في األسماء والتسميات والتيكـ والنكات وغيرىا .أغمب
ميوليـ واىتماماتيـ.
مف لدييـ ميل جنسي شعروا باأللـ بسبب الكممات
التي كانت توجو ليـ شخصياً أو يسمعونيا توجو لمف
يمارس الممارسات التي يمارسونيا .أغمب مف لدييـ ميل جنسي مثمي ،شعروا في
وقت مف األوقات بعدـ االنتماء االجتماعي بسبب كونيـ مختمفيف وبالتالي مرفوضيف.
ىذا الرفض يؤدؼ إما إلى شعور بالنقص ورغبة في االنسحاب أو إلى رد فعل عكسي
مف خبلؿ التعالي المبالغ فيو والحساسية الشديدة.
صف مشاعر العزؿ والتمييز االجتماعي التي تعرضت ليا بسبب ميولؾ المثمية؟
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
٘ٔٔ
)22الجروح الثقافية
الجروح االجتماعية ىي ما نتمقاه مف األشخاص والمجتمعات التي عشنا فييا ،أما
المقصود بالجروح الثقافية فيو الرسائل السمبية التي تصل الشخص الذؼ لديو ميوؿ
مثمية مف الثقافة المحيطة بو ,مف وسائل اإلعبلـ ومف الصحافة واالنترنت وغيرىا.
وذلؾ مف خبلؿ الوصـ والتعيير والنبذ واالنعزاؿ .أو مف خبلؿ أفكار مثل أنو ُوِل َد
ىكذا وأنو ال سبيل لمتغيير .يضاؼ إلى ىذه الجروح الثقافية ،أيضاً الجروح "الدينية"
التي تصل لممثمي مف خبلؿ رجاؿ الديف أو المؤسسات الدينية وىي جروح تتسـ أيضاً
بالوصـ والتعيير واإلشعار بالذنب.
ما ىي الرسائل السمبية التي وصمتؾ مف الثقافة المحيطة سواء التي أشعرتؾ بالعار
أو التي شجعتؾ عمى الحياة المثمية؟
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٔٙ
الحياة المثمية
كثي اًر ما يعبر بعض المثمييف عف شعورىـ الداخمي أنيـ أصغر كثي اًر مف سنيـ" :
أشعر أنني ولد صغير" ىذا اإلحساس يعكس نقصاً deficitفي اليوية الذكرية ،أما
الحالة التي يشعر الرجل داخمو أنو امرأة فيي تعكس ما ىو أكثر مف مجرد النقص
وانما االضطراب الجوىرؼ في اليوية الجنسية وىو الذؼ يجعل الذكر يشعر أنو أنثى
محبوسة في جسد ذكر أو تشعر األنثى أنيا ذكر محبوس في جسد أنثىCore .
ٔٔٚ
عندما شارؾ حسف بيذا اإلحساس أماـ مجموعة الدارسيف في مدرسة التعامل مع
الميوؿ المثمية (متمـ) قالت لو إحدػ الفتيات التي تدرس بيذه المدرسة وكانت
بالمصادفة زميمة لو في الكمية" :يا حسف لقد كنت فتى أحبلـ أغمب فتيات الكمية".
جدير باإلشارة أف حسف كاف طويل القامة مفتوؿ العضبلت يتمتع بوجو وسيـ
باإلضافة لكونو موسيقياً مبدعاً مرىف اإلحساس!
يصعب عمى بعض المثمييف التواصل المباشر ندًا لند مع الذكور وبخاصة أقوياء
الشخصية منيـ أو مف ىـ في مراكز السمطة .ربما يستبدلوف ذلؾ بالعنف السمبي أو
الثورات االنفعالية المنفجرة أو بالعودة لممنزؿ وممارسة العادة السرية بشراىة .ليذا
السبب فإف تنمية القدرة عمى توكيد الحقوؽ وتنقية األجواء مع الذكور اآلخريف تعد مف
التقنيات العبلجية الضرورية لرفع مستوػ الذكورة النفسية.
ٔٔٛ
شارؾ خبرتؾ في التواصل مع السمطة (الخوؼ مف السمطة ،تممق السمطة والتقرب
منيا ،تمجيد السمطة ،احتقار السمطة ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٜٔٔ
في الحب المثمي فالمثمي ينجذب إلى الشخصية التي كاف يتمنى أف يكونيا ويشعر
بالحسد والدونية أماـ مف يمتمؾ مثل ىذه الشخصية (أو الجسد) .رد الفعل الغيرؼ
لمشعور بالدونية غالباً ما يكوف التنافس أو التعاوف ،أما رد الفعل المثمي ىو أف يمتمؾ
ىذا الشخص مف خبلؿ االتحاد االعتمادؼ أو الرومانسي أو الجنسي.
ىل تشعر بانجذاب لؤلشخاص الذيف يمتمكوف الصفات التي كنت تتمنى أف توجد
فيؾ .اشرح مع ذكر أمثمة حديثة.
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٕٓٔ
كانوا مثمييف أـ غيرييف .لكف بيف المثمييف عدـ النضوج أشد .ليذا السبب تؤكد
الباحثة "إليزابيث موبرلي" أف سبب عدـ مشروعية العبلقات المثمية نابع مف كونيا
ٜ٘
في وقع األمر عبلقة جنسية بيف أطفاؿ.
غياب العنصر األنثوؼ في العبلقة يؤدؼ إلى عدـ استقرارىا .النساء أكثر مي ً
بل ٕ)
لمحب واإلخبلص في العبلقة .أما الرجاؿ فمدييـ قدرة أيضاً عمى الحب
واإلخبلص لكنيا أقل مف النساء .وجود المرأة في العبلقة يوقع ىذه الصفة في
الرجل .غياب العنصر األنثوؼ يحوؿ العبلقة إلى مجرد "ترفيو جنسي" ببل
أدنى ارتباط أو إخبلص ،وىو ما يميل إليو الرجاؿ أكثر مف النساء .الحقيقة
ليس لدؼ إحصاءات ،لكف ليذا السبب أظف العبلقات المثمية النسائية أكثر
استق ار اًر مف مثيبلتيا بيف الرجاؿ لكنيا بالطبع أقل استق ار اًر مف العبلقات الغيرية
نتيجة لغياب عنصر التكامل الجسدؼ والنفسي.
تعميقاً عمى مقاؿ نشرتو لي مجمة رو از اليوسف وكنت فيو أتكمـ عف مآؿ
العبلقات المثمية ،كتبت إحدػ المثميات في المدونة الخاصة بيا كيف أنيا
صدمت مما قمتو .لكنيا وجيت بعد ذلؾ كبلميا لغيرىا مف المثميات البلتي
يشاركف مشاعرىف عمى ىذه المدونات ،قائمة "أف ىذا بالرغـ مف كونو مؤلماً
إال أنو يعبر عف الحقيقة التي نعرفيا جميعاً"! كتبت ىذا بعد قطع إحدػ
العبلقات ولكنيا بعد فترة عادت وحذفت ىذا الكبلـ مف مدونتيا ،ربما لدخوليا
في عبلقة جديدة!
التكامل أحد عناصر االستقرار في العبلقات .وىو مبني عمى االختبلؼ أما ٖ)
التماثل فيقمل مف التكامل .ليس فقط عمى المستوػ الجسدؼ ،ولكف أيضاً عمى
المستوػ العاطفي .ما يجذب الرجل لممرأة ىو رغبة دفينة الكتماؿ الكائف
البشرؼ بعنصريو الذكرؼ واألنثوؼ .أما االنجذاب المثمي فيحدث كمحاولة مف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19 E. R. Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic, (Cambridge: James Clarke, 0982), p. 78
ٕٔٔ
الشخص أف يتكامل فردياً ،أؼ يكمل الناقص في شخصيتو ىو .فيي إذاً
عبلقة مبنية عمى االمتبلؾ وليس التكامل .وكل عبلقة مبنية عمى االمتبلؾ
ال التكامل ال يكتب ليا النجاح طويبلً سواء كانت مثمية أـ غيرية ،لكف ،مرة
أخرػ ،ىذا أكثر شيوع ًا بيف المثمييف.
يميل الجنس المثمي لمتركيز عمى الشكل والصفات الجسدية أكثر مف الجنس ٗ)
الغيرؼ .أغمب المثمييف ال ينجذبوف إال لمف لو صفات جسدية معينة (ىذا أيضاً
موجود في الجنس الغيرؼ لكنو يكوف عبلمة عمى عدـ النضوج) .ترؾ أحد
المثمييف ىذا التعميق عمى موقعنا عمى االنترنت " :أنا ال أمانع في ممارسة
الجنس مع أؼ رجل بشرط أف يكوف وسيماً" .التركيز عمى الصفات الخارجية
يجعل العبلقة تنتيي بمجرد أف يصاب أؼ مف الطرفيف بالممل أو يكتشف شخصاً
آخر فيو نفس الصفات ولكف ربما بشكل أجمل أو عمى األقل "مختمف".
بعد فترة مف ممارسة العبلقات الجنسية العابرة مع مجيوليف ،يفصل المثميوف ٘)
بيف الجنس والحب ويتجنبوف العبلقات الحميمة حتى ال يتعرضوا لمشاعر
اليجر والترؾ ويرضوف بالجنس كبديل لمحب.
ٕٕٔ
الممارسات الجنسية المثمية
أشارت إحدػ دراسات التنظيـ االجتماعي لمممارسات الجنسية لؤلرقاـ التالية عف
الفرؽ بيف المحددات األساسية لمسموؾ الجنسي في المثمييف والغيرييف
ٔ:ٚ ٕٔ, ٛ متوسط عدد الشركاء الجنسييف خبلؿ السنة األخيرة.
ٔ :ٚ ٘%ٜ, ٘%ٙ نسبة الجنس الشرجي خبلؿ السنة األخيرة.
جدوؿ (ٖ)
ٖٕٔ
ممارسة الجنس الشرجي (والذؼ يحمل أكبر خطورة فيما يتعمق بانتشار فيروس ٕ.
اإليدز) أوسع انتشا اًر بيف المثمييف عنو في الغيرييف (٘ %ٙبيف المثمييف
٘ %ٜ,بيف الغيرييف أؼ حوالي سبعة أضعاؼ).
ىذه الدراسة أوضحت أف المثمييف يستخدموف الواقي الذكرؼ أكثر مف الغيرييف. ٖ.
فيـ يستخدمونو بنسبة ٓ %ٙبينما يستخدمو الغيريوف بنسبة ٖ٘ .%إال أف
فيروس اإليدز ينتشر بيف المثمييف بصورة أكبر مف الغيرييف لسببيف :األوؿ ىو
أف المثمييف يمارسوف الجنس مع عدد أكبر مف الشركاء بينما يميل الغيريوف
لبللتزاـ بعدد أقل مف الشركاء .السبب الثاني ىو أف الجنس الشرجي عنيف
وكثي اًر ما يتقطع الواقي الذكرؼ أثناء الممارسة.
أجريت في مصر دراسة مسحية عمى ثبلثة مف الفئات المعرضة لئلصابة وكانت
نتائجيا مؤكدة ليذه الحقيقة فقد جاءت النسب كالتالي :نسبة اإلصابة بفيروس اإليدز
بيف العامبلت بالجنس التجارؼ ،%ٓ,ٛنسبة اإلصابة بالفيروس بيف مستخدمي الحقف
،%ٓ,ٙنسبة اإلصابة بيف الرجاؿ الذيف يمارسوف الجنس مع الرجاؿ ٕ.%ٙ,
ٕٗٔ
كتابة اليوميات
مف خبلؿ كتابة اليوميات يتـ التدرب عمى التواصل مع ما يحدث داخمياً مف أفكار
مف خبلليا نكتشف أنماط مشاعرنا وافكارنا وسموكنا .متى ومشاعر وانجذابات
تياجمنا األفكار الجنسية وكيف نتعامل معيا .متى ننجذب؟ ولمف ننجذب ولماذا؟
الرجاؿ ينجذبوف لنعومة النساء والنساء لخشونة الرجاؿ .المشكمة في الجنسية المثمية
ىي أنؾ تنجذب لما ىو لديؾ بالفعل ،لكونؾ ال تدرؾ أنو لديؾ وال تمتمكو بالفعل.
وذلؾ ألف عبلقتؾ بجسدؾ الذكورؼ وبذكورتؾ عموماً مقطوعة .ربما تعرؼ بعقمؾ ما
لديؾ لكنؾ ال تؤمف بقمبؾ بو (ال تمتمكو وجدانياً) .عندما تعيش أسموب حياة صحي ًا
جسدياً ونفسياً وروحياً وفكرياً ،فإنؾ تستعيد العبلقة الجيدة بنفسؾ فبل تنجذب إلى ما
ىو مثمؾ ،وانما إلى ما ىو غيرؾ.
قاؿ لي أحمد أنو كمما يشعر بانجذاب نحو أحد الرجاؿ ،فأنو يسأؿ نفسو:
أحمد لماذا تنجذب ليذا الرجل؟ فتجيب نفسو قائمة " :ألف جسمو ذكورؼ
مفتوؿ العضبلت" فيقوؿ لنفسو" :ربما جسمؾ ليس مثمو مفتوؿ العضبلت
جسـ ذكورؼ فمماذا تنجذب لما ىو عندؾ بالفعل .ويشيد أحمد أنو
لكنو أيضاً ُ
كمما فعل ذلؾ كمما تناقص االنجذاب بشكل ممحوظ
االنجذاب دائماً ما يزداد كمما زاد الغموض وىذا الغموض يجعمنا نرػ ما ننجذب إليو
وكأف الحياة كميا مربوطة بو وكمما تكممنا إلى أنفسنا بشأف حقيقة ما ننجذب إليو
(سواء كاف شخصاً مف نفس الجنس أو الجنس اآلخر أو طعاماً أو أؼ شيء) فإف
جاذبيتو تقل ل مدرجة التي تجعمنا قادريف عمى التعامل السموكي السميـ مع مشاعر
االنجذاب والشيوة.
ٕ٘ٔ
التأكيدات اإليجابية Positive Affirmations
ٕٔٙ
يا أحمد أنت بتفيـ نفسؾ
يا أحمد إحنا اتفاجئنا بالحاجات الجديدة الجميمة دؼ
يا أحمد انت بتحبني
يا أحمد ارتاح
يا أحمد انت نشيط
يا أحمد إنت بتشتغل جد
يا أحمد انت متواضع
يا أحمد دخمتؾ بتعمل فرؽ
يا أحمد لما بتتكمـ إحنا بنسكت وبنبقى عايزيف نسمع لؾ
يا أحمد لؾ حضور قوؼ ّ
أخاذ
يا أحمد إنت إنساف لذيذ
يا أحمد إنت بتعرؼ أشياء جديدة غريبة مف أماكف عديدة
يا أحمد خطؾ حمو
يا أحمد انت متحكـ في حياتؾ و ليؾ ىدؼ كبير بتتحرؾ نحوه
يا أحمد انت طولؾ مناسب
يا أحمد لونؾ مقبوؿ عند أغمب الناس
يا أحمد إنت جميل
يا أحمد انت عريض
ٕٔٚ
تركيب المحرؾ
ٕٔٛ
العالقة بالتروس األخرى
رفع الحجر عف الترس األوؿ والتحرؾ بو
يؤدؼ بشكل تمقائي لتسييل رفع الحجر
مف التروس األخرػ ويؤدؼ أيضاً إلى
ال بطي ال ىا
م الن
زي
ال ىا
م ا
الجمسة األولى مع المعالج تؤدؼ إلى
تحريؾ الترس الثالث ،ترس التواصل مع
اآلخريف حيث يمثل المعالج أوؿ غيرؼ،
أو ربما أوؿ شخص آخر عمى اإلطبلؽ يفتح المثمي قمبو عميو ويكتشف قبولو وتقديره
لو .كما أف رفع الحجر مف عمى الترس األوؿ والبداية في تحريكو يؤدؼ أيضاً إلى
تحريؾ الترس الثاني (التبطيل) ألف خبرة التواصل والقبوؿ واالحتراـ مف المعالج مف
الممكف أف تشبع الجوع لمتواصل والتبلحـ مع الذكور لمدرجة التي تجعل طالب
التعافي يتوقف بسيولة عف الممارسات المثمية لفترات طويمة تصل غالباً إلى أسابيع
حتى يظف البعض بسبب اختفاء الميوؿ المثمية بنسبة كبيرة أف العبلج قد تـ .لكف بعد
فترة تظير الميوؿ مرة أخرػ فيشعر بإحباط ويأس .وصف أحد المثمييف المتعافيف
المرحمة األولى مف التعافي كأنيا صب لمشروب غازؼ في كوب بسرعة .في البداية
يظف مف يصب أف الكوب قد امتؤل وانتيى األمر لكف بعد فترة ينزؿ مستوػ االمتبلء
لكنو ال يعود إلى الصفر فقد حدث نمو حقيقي لكف ليس بالصورة التي شعر بيا ألنو
كأنو مصحوباَ ببعض الحماس والفرح ألنو وجد أخي اًر المعالج الذؼ يفيمو ويجعمو يفيـ
ميولو المثمية وفي نفس الوقت يحترمو ويقدره ويتواصل معو عمى مستوػ عميق لـ
يختبره مف قبل في حياتو .في بعض المرات النادرة تصل فترة التوقف ىذه إلى
سنيف! فيناؾ شاباف مف الذيف مر عمى توقفيـ التاـ عف الممارسات المثمية بالفعل
والخياؿ أكثر مف سنة ونصف اآلف ،بدأ ىذا التبطيل منذ أوؿ جمسة ولـ يتوقف حتى
اآلف.
ٕٜٔ
ٖٔٓ
الترس الثاني :التبطيل
كما أشرنا فتحريؾ الترس األوؿ (التواصل مع النفس) وبعض مف التحريؾ لمترس
الثالث (التواصل مع اآلخريف) مف خبلؿ التواصل مع المعالج (كواحد مف "اآلخريف")
يؤدياف إلى تحريؾ الترس الثاني (التبطيل) لكف ينبغي أف يأتي وقت يقوـ فيو الصديق
الطالب لمتغيير باتخاذ ق اررات حاسمة بشأف عبلقتو بالمجتمع المثمي والعبلقات مع
المثمييف النشطيف.
رفع الحجر
يمثل رفع الحجر ىنا ما يمكف أف نسميو قطع الروابط مع أسموب الحياة المثمي
ويجب أف نبلحع ىنا أننا ال نقوؿ قطع العبلقات الجنسية ولكف قطع العبلقات مع
أسموب الحياة المثمية أؼ قطع العبلقات مع المجتمع المثمي ومع المثمييف النشطيف
حتى ولو لـ تكف عبلقات جنسية أو رومانسية .أيضاً قطع العبلقات مع أسموب
الحياة المثمي ي عني التوقف عف استخداـ المفردات المستخدمة بيف المثمييف والنكات
وأسموب التفكير والكبلـ واألنشطة واألماكف وكل شيء .في بعض األحياف يتأخر
الكثيروف في التعافي ألنيـ يحتفظوف بعبلقات مع مثمييف نشطيف (ال يسيروف في
طريق التعافي) وال يعتبروف أف ىذا يضر بتعافييـ وذلؾ فقط ألنيـ ال يمارسوف
الجنس معاً (و ربما يحتفظوف بعبلقات مع أشخاص كانت ليـ بيـ عبلقات جنسية
سابقة!) ربما يفترض ىؤالء أنيـ لكونيـ ال يتكمموف عف الجنس فبل توجد مشكمة.
بل توجد مشكمة فطريقة الحديث ومفرداتو ال تدور حوؿ التعافي .ربما ليس حوؿ
الجنس لكف قد يكوف حوؿ الرومانسية أو االحتياجات العاطفية أو الكبلـ السمبي تجاه
ٖٔٔ
المستقبل والحياة وربما تجاه المجتمع والغيرييف .ربما أيضاً يتكمـ الصديق الذؼ بدأ
طريق التعافي مع صديق لو لـ يتخذ ىذه الخطوة بعد .ربما ال يياجميا لكف عمى
األقل لـ يتخذ القرار .ربما يحكي لو حكاية عابرة عف عبلقة جديدة ومشاعره في ىذه
العبلقة .أيضاً ربما يحتفع بعض السائريف في درب التعافي بعادة الدخوؿ عمى غرؼ
الدردشة المثمية مف حيف آلخر ليعرؼ ما الذؼ يجرؼ .كل ىذه الممارسات تعطل
مسيرة التعافي.
لمتعافي والتخمص مف الميوؿ المثمية(بالنسبة لمذكور) تدريجياً يجب أف تنقطع روابط
مع الذكور وتنمو روابط أخرػ ،وتنقطع روابط مع اإلناث وتنمو روابط أخرػ .مع
الذكور يجب أف تنقطع الروابط الجنسية والرومانسية واالعتمادية وتنمو روابط
االرتياح والتعود والصداقة واالشتراؾ في االىتمامات .مع اإلناث يجب أف يحدث
العكس ،يجب أف تنقطع روابط االرتياح والتعود والصداقة واالشتراؾ في االىتمامات
لتنمو الروابط الرومانسية والجنسية.
يجب أف نبلحع أف ىذا يحدث تدريجياً مف خبلؿ عبلقات أكثر صحة بالنفس وهللا
واآلخريف ،كما يجب أف ندرؾ أيضاً أف ىناؾ اختبلفات بيف المثمييف فالمثمي مرتفع
الذكورة (وبالذات الذؼ انخرط في ممارسات جنسية كثيرة) تكوف الصعوبة لديو في
الجنس أكثر مف الرومانسية واالعتمادية ،أما المثمي مرتفع األنوثة فالمشكمة بالنسبة
لو تكمف في الميوؿ الرومانسية واالعتمادية أكثر مف الجنسية .و مع تنامي الذكورة
تدريجياً يختفي التعمق الرومانسي واالعتمادؼ وي بقى الصراع مع الميوؿ الجنسية
وربما يزيد قميبلً (وذلؾ عبلمة عمى تحرؾ المثمي عمى "متصل" النمو الجنسي مف
مثمي منخفض الذكورة مرتفع األنوثة إلى مثمي مرتفع الذكورة منخفض األنوثة).
ٕٖٔ
الغيرييف المثمييف
الغيريوف األكثر ذكورة الغيريوف األقل ذكورة المثميوف األكثر ذكورة المثميوف األقل ذكورة
شكل (ٗ)
الصعوبات
لدؼ صعوبات في االبتعاد عف األماكف ىذه الصعوبات ىي (عمى سبيل المثاؿ،
أمر عمى ىذه األماكف في طريقي لعممي ،ىذه األماكف قريبة مف منزلي ،ىذه األماكف
ىي التي أشعر فييا باالنتماء والقبوؿ) ،
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٖٔ
كيف سأواجو ىذه الصعوبات (عمى سبيل المثاؿ ،سوؼ أختار طريقاً آخر لمذىاب
لمعمل ،سوؼ أحاوؿ أال أنظر ألحد وأنا أمر بيذه األماكف ،أحاوؿ أف أفتش عف
الحب والقبوؿ في أماكف أخرػ وبطرؽ أخرػ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
الالعبوف (األشخاص)
وىـ عمى سبيل المثاؿ ،األشخاص الذيف مارست معيـ عبلقات مثمية ،أو األشخاص
الذيف لديؾ تجاىيـ ميل جنسي ويبادلونؾ نفس الشعور ،أوالمثميوف الذيف ال يريدوف
التعافي ،وال يؤمنوف بالتغيير .مف ىـ األشخاص "الخطريف" بالنسبة لؾ في رحمة
التعافي؟ (كف أميناً مع نفسؾ)
______________________________________________ ٔ)
______________________________________________ ٕ)
______________________________________________ ٖ)
______________________________________________ ٗ)
______________________________________________ ٘)
ٖٗٔ
الصعوبات
لدؼ صعوبات في قطع العبلقات مع ىؤالء األشخاص (عمى سبيل المثاؿ ،ىـ أقرب
أصدقائي ،أحدىـ بيني وبينو مشروع وحسابات مالية ،أحدىـ أنا متعمق بو تعمقاً
شديداً ،أحدىـ لديو صور لنا معاً وييددني بيا ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
كيف سأواجييا (عمى سبيل المثاؿ ،سوؼ أفض الشركة ،سوؼ أبدأ في تكويف
صداقات جديدة في أسموب حياتي الجديد ،سوؼ لف أبالي بتيديداتو وأعتمد عمى هللا،
سوؼ أوضح لو أنني في مسيرة تعافي وتغيير لئبل يظف أنني تركتو وذىبت لشخص
آخر ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖ٘ٔ
تركيا سوؼ تتسبب في موتو ،إال أنيا كانت جزءاً مف جسمو طواؿ عمره ،لذلؾ مف
حقو أف يبكييا وينوح عمييا .ىذا "النوح" قد يأخذ أكثر مف شكل ،ربما الغضب عمى
العبلج وعمى المعالج وعمى هللا الذؼ يظف أنو خمقو ىكذا ثـ يطالبو بالتغير ،أو عمى
نفسو وكونو مثمياً وربما االكتئاب واالنسحاب ورفض الحياة كميا ،وربما مجرد الحزف
لبضعة أياـ .أىـ شيء يجب أف تعرفو ىو أف ىذه الحالة مؤقتة وستنتيي واذا عبرتيا
تكوف أخذت خطوة كبيرة في عممية التعافي .ال تتخذ ق اررات ىامة أثناء مرحمة مؤقتة
مثل ىذه!
الحياة الجديدة تمر بفترة كما يجب أف تتذكر أنو إف كاف الجسد ال يتجدد،
موت مؤقت! والساؽ المقطوعة لف تنمو مكانيا ساقاً جديدة ،لكف
شك اًر هلل ،يمكف بعد فترة أف "تنمو" لؾ عبلقات جديدة
صحة وأسموب حياة أكثر اتزاناً ،وتذكر أف الحياة الجديدة يجب أف تمر بالموت
أكثر ّ
وال يمكف لمدودة التي تزحف عمى بطنيا أف تصير فراشة تطير بجناحيف إال إذا مرت
بفترة مف "شبو الموت" كعذراء داخل شرنقة يظنيا الجميع قد ماتت ،لكنيا تفاجئ
الجميع وتخرج كفراشة جميمة معمنة أف الدودة بالفعل قد ماتت ،لكف ولدت فراشة
تحمق بيف الزىور.
األلعاب (األشياء)
االنترنت!
ألعاب جنسية /صور جنسية /مجبلت جنسية
صور أو خطابات لعبلقات مثمية سابقة
نحتاج أف نتخمص مف كل األشياء التي تذكرنا بالعبلقات المثمية وأسموب الحياة
المثمي وذكريات الممارسات المثمية .ىذه األشياء أيضاً سوؼ نبكي وننوح عمييا ومف
حقنا أف نفعل ذلؾ!
ٖٔٙ
أحتاج أف أتخمص مف
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
الصعوبات
كيف سوؼ أحل مشاكمي مع االنترنت ؟ (ضع عبلمة)
) ( سوؼ أبتعد عف االنترنت تماماً ! ٔ.
) ( ال أستطيع االبتعاد عف االنترنت (عممي متوقف عميو) ٕ.
) ( * سوؼ لف أفتح االنترنت إال في وجود شخص آخر يمكنو أف يرػ الشاشة
) ( * سوؼ أنقل الكومبيوتر لمكاف عاـ (غرفة المعيشة ،غرفة السفرة)
) ( * سوؼ أجعل شخصاً آخر يعرؼ دائماً ما أدخل عميو ويحاسبني
ٖٔٚ
سوؼ أتجنب األشياء السمبية في الحياة التي تجعمني معرضاً لمرغبة في الممارسة
الجنسية ػ ػ ػ
ما ىي األشياء والمشاعر التي تجعمني أرغب في ممارسة الجنس المثمي ،أو العادة
السرية أو أدخل عمى االنترنت؟ (ضع عبلمة)
أشياء أخرػ
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٔٛ
ممارسات بديمة لمتعامل مع مواقف الضغط والتعب النفسي بدالً مف الممارسات
الجنسية
الصبلة والدعاء ٔ)
طرؽ أخرػ لمترفيو (الخروج لمتمشية /االستماع لمموسيقى /األكل /عمل ٕ)
شيء محبب /الخ)
االتصاؿ بأشخاص إيجابييف ٖ)
تأجيل الفكرة لساعة واحدة ،بعدىا قد تختفي الفكرة إذا انشغمنا بشيء ٗ)
آخر.
تذكير النفس بما أشعر بو بعد الممارسة المثمية ٘)
تذكير النفس بفترة التبطيل )ٙ
___________________________________________ )ٚ
ٖٜٔ
الم ّحّرؾ
تركيب ُ
بعد رفع الحجر مف خبلؿ قطع العبلقات مع أسموب الحياة المثمي يأتي دور اتخاذ
القرار بالتوقف التاـ عف أؼ ممارسة جنسية بالفعل أو بالخياؿ
ٓٗٔ
نصائح ىامة
التحرؾ لؤلماـ ليس بالتحرؾ لمخطوة التالية وانما بالتحرؾ لميدؼ واذا ٔ)
رجعت لموراء حاوؿ أف ترجع خطوة واحدة بدالً مف اثنتيف ،واذا رجعت
خطوتيف ،ال ترجع ثبلثة .قـ وواصل المحاولة.
ميما وقعت وتقيقرت (حتى ولو وصمت لنقطة البداية) قـ وواصل العمل ٕ)
في تعافيؾ معتمداً عمى هللا وعمى زمبلئؾ في الطريق وقـ بعمل التعافي
بأمانة أكثر .ما حققتو مف قبل لـ يضع ولكنؾ عمى األقل أصبحت تعرؼ
الطريق إلى األماـ وتعرؼ مف أيف سقطت ورجعت لموراء ،وسوؼ تكوف
أكثر حذ اًر المرة القادمة.
إذا استطعت االمتناع عف السموؾ المثمي بالفعل والخياؿ لعدة سنوات، ٖ)
سوؼ تبدأ في اختبار التوجو الغيرؼ (ال نعرؼ عدد السنوات ،ولكنؾ سوؼ
تختبر ذلؾ).
ٓٙ
بعض األفكار عف االنجذاب الجنسي والعادة السرية
االنتصاب ليس سيئاً ! عندما تشعر باإلثارة عندما ترػ رجبلً وسيماً فيذا ليس ذنباً أو
خطية أخبلقية .إنيا رسالة مف الطفل الذؼ بداخمؾ يقوؿ فييا أنو لـ يشبع مف
الصحي بنفس الجنس (الذكور) .مف الطبيعي أف الطفل والمراىق يشعر ّ االرتباط
باالنجذاب لنفس الجنس ،س واء لمكبار مثل األب أو العـ أو الخاؿ ،أو لؤلقراف الذيف
يمتمكوف صفات ال يمتمكيا مثل الجسـ المتناسق أو الميارة في الكبلـ أو في لعب
الكرة أو في أؼ شيء .وتنتاب الطفل/المراىق مشاعر مختمفة غالباً مف االنجذاب
والتنافس في نفس الوقت .لكف ىذه األزمة يتـ حّميا في أغمب األحياف مف خبلؿ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ ٙمقتبسة مف برنامج Coming Out Straightلريتشارد كوىف Richard Cohen
ٔٗٔ
االنتماء لفريق أو "شمة" بحيث يكوف نجاح الفريق ،نجاح لكل فرد ميما كاف دوره
صغي اًر أو كبي اًر ،وميما كاف جسمو كبي اًر أو صغي ًار .بيذه الطريقة يشعر الطفل أنو
"واحد مف األوالد" وأف "كمنا معاً في فريق واحد" بيذه الطريقة ييدأ االنجذاب وييدأ
التنا فس .صحيح أف ىذه المشاعر تظل موجودة لكنيا غير شديدة .أما إذا لـ تحل
ىذه األزمة فإف مشاعر االنجذاب والتنافس تستمر (وبالنسبة لمطفل ضعيف الذكورة
تكوف مشاعر االنجذاب أقوػ مف مشاعر التنافس) وعندما يأتي سف البموغ ،فإنو ىذا
االنجذاب يتجنسف .لذلؾ عندما تشعر بانجذاب جنسي لفتى وسيـ ممشوؽ القواـ أو
قوؼ الشخصية أو لبق الكبلـ ،تذكر أنو الطفل أو المراىق الذؼ بداخمؾ الذؼ يريد أف
يكوف ىو أيضاً كذلؾ!
توقف عف إدانة نفسؾ!
توقف عف الشعور بالذنب!
ىذه "رسالة" اقرأىا دوف أف تقتل "الرسوؿ" .ىي رسالة مف الطفل الداخمي.
رسالة جوع لمحب تغمفت بغبلؼ جنسي.
إذا تركت نفسؾ لبلنجذاب الجنسي ،تكوف كمف يق أر "المظروؼ" ويترؾ
الرسالة.
فؾ الشفرة واق أر الرسالة الحقيقية ػ ػ وسوؼ تقوـ بشفاء قمبؾ.
الجنس ربما يقوـ بتيدئتؾ وقتياً ،لكنو لف يشبع جوعؾ عمى المدػ الطويل،
بل سوؼ يزداد الجوع ،وىذا ىو تفسير انجذاباتؾ الكثيرة وعبلقاتؾ المتعددة
دوف شبع.
أيضاً مجرد "التوقف عف الجنس" لف يحل المشكمة .العبلقات "غير الجنسية"
و "غير الرومانسية" و"غير االعتمادية" مع نفس الجنس ىي التي سوؼ
تشبع ىذا النوع مف الجوع لمحب ألنيا مف نفس نوع الحب واالنتماء والقبوؿ
الذؼ كاف يحمـ بو الطفل مع األطفاؿ والكبار قبل ظيور الجنس في حياتو.
ٕٗٔ
حقائق عف العادة السرية
أف تكوف إنساناً ذا طبيعة جنسية فيذا شيء صحيح .الجنس نعمة مف هللا أوالً:
سبحانو وتعالى .احمد هللا مف أجل أنو خمقؾ كائناً جنسياً .فالجنس ىو القدرة
عمى العبلقة الحميمة .الجنس لو وظيفة ىامة في الزواج و ِ
"العشرة" الزوجية.
اتبع "قانوف القمب" .اسأؿ نفسؾ" :ما الذؼ يريد قمبي أف يقولو لي مف خبلؿ ثانياً:
ىذه الرغبة اآلف؟" المشاعر التي نشعر بيا مف الوحدة أو الغضب أو الممل
أو اإلحباط ،ىي التي تنقمنا مف شخصية إلى شخصية .مف شخصية "الذؼ
يريد التوقف والتغيير" إلى شخصية "الذؼ يريد المذة اآلف ميما كاف الثمف"
مف الشخصية "العاقمة" إلى الشخصية "المجنونة" .المشكمة ىي غياب
التواصل بيف الشخصيتيف ،فعندما تظير "المجنونة" تختفي "العاقمة" عندما
نتواصل مع أنفسنا مف الداخل نستطيع أف نرػ الشخصيتيف معاً .في ىذه
الحالة يمكننا أف نستدعي "العاقمة" ،عندئذ غالباً ما يكوف االختيار في اتجاه
الخيار "العاقل" الذؼ اتخذناه ػ قرار التعافي.
الشعور بالذنب لف يفيدؾ .ما سوؼ يفيدؾ ىو الق اررات السميمة في اتجاه ثالثاً:
التعافي .الشعور بالذنب والخزؼ يزيد مف الجروح الداخمية وىذا بدوره يزيد
مف جوعنا لمحب .نفس ىذا الجوع الذؼ نفسره جنسياً فنشعر بتزايد الرغبة
السرية
والقمق ،فتزداد األفكار والخياالت الجنسية ،وبالتالي ممارسة العادة ّ
لميروب مف القمق ،ثـ الخزؼ والذنب ومزيد مف القمق ..وىكذا..
السرية .ٔ .ربما لتيدئة
نحتاج أف نفيـ السبب الذؼ يجعمنا نمارس العادة ّ رابعاً:
واراحة أنفسنا مف الضغط العصبي واالحتياجات النفسية .ربما ىذه ىي
الطريقة الوحيدة التي تعممناىا لكي نسترخي .فمماذا ال ترتاح وتسترخ بطرؽ
آخرػ؟! ٕ .ربما الطفل الداخمي يحاوؿ لفت انتباىؾ الحتياجو لمدؼء
والحميمة ،فمماذا ال تتصل بشخص حميـ وتكممو عف مشاعرؾ،
ٖٗٔ
أو حتى تتكمـ مع نفسؾ؟ ٖ .طريقة لمعودة لنفسؾ (جسدؾ) .جسدؼ ىو "أنا"
أفكارؼ مميئة باألشياء واألشخاص اآلخريف ،أما جسدؼ فممكي تماماً،
بالعودة لمجسد يحاوؿ الطفل الداخمي أف يعيدؾ إليو (أؼ إلى نفسؾ) عندما
تعيش حياتؾ فقط إلرضاء اآلخريف وتسديد الخانات المختمفة في حياتؾ
(عمل – مسئوليات اجتماعية – دراسة – الخ) فإنؾ تدريجياً تنفصل عف
نفسؾ ،عف مشاعرؾ واحتياجاتؾ الحقيقية .لذلؾ فمف خبلؿ لمس جسدؾ في
المناطق الحساسة (التي تؤدؼ إلى شعور قوؼ وسريع بالجسد) تحاوؿ نفسؾ
إرجاعؾ إلييا ،وكأف نفسؾ تقوؿ لؾِ :
"حس بي!" ٗ .كبديل لمعبلقات
الحميمة مع اآلخريف ،أو كنوع مف اليرب مف الصراعات في العبلقات
السرية
اليومية (في العمل أو األسرة أو غير ذلؾ) فالخياالت الجنسية والعادة ّ
ربما تكوف أسيل مف العمل عمى العبلقات لكي تكوف أكثر ّ
صحة واشباعاً.
٘ .مف أىـ أسباب رغبتنا في ممارسة الجنس ،التضخيـ الذؼ يحدث في
احتياجاتنا الجنسية مف خبلؿ الممارسة الكثيرة (نفس األمر بالنسبة لؤلكل)
األكل األكثر مف البلزـ يزيد مف الجوع وندخل في حمقة مفرغة .الصوـ يقمل
مف الجوع! كسر الدائرة صعب ،لكنو ممكف! إذا حاولت ووقعت ،قـ وحاوؿ
السرية كنوع مف مكافأة النفس بعد يوـ
مف جديد .ٙ .ربما نستخدـ العادة ّ
السرية لتخدير
عمل مضني أو نجاح في شيء ما .ٚ .ربما تستخدـ العادة ّ
األلـ الجسدؼ مؤقتاً .ٛ .بالطبع لتخدير األلـ النفسي (ألـ – نرفزة ػ خزؼ ػ
رعب).
خامساً :ربما استخدمت العادة السرية في الطفولة لرعاية نفسؾ عندما لـ يرعاؾ أحد.
أو كاف ما حصمت عميو مف رعاية أقل مف احتياجؾ .أغمبنا كانت احتياجاتنا
الحساسة.
النفسية أعمى مف أغمب الناس ،بسبب طبيعتنا ّ
ٗٗٔ
السرية كبديل لمثورة ,كثير ممف لدييـ ميوؿ مثمية لدييـ أيضاً سمة
سادساً :العادة ّ
الرغبة المستمرة في إرضاء اآلخريف .فيـ دائماً مطيعوف ويشعروف أنيـ
ينبغي أف يكونوا دائماً عند حسف ظف اآلخريف .ربما لذلؾ يستخدموف العادة
السرية كطريقة غير مباشرة لمتعبير عف رغبتيـ المدفونة في الثورة والغضب
والتمرد .ربما بعد التوبيخ والتعنيف مف أحد الرؤساء في العمل ،وعدـ قدرتنا
عمى الدفاع عف أنفسنا نشعر عند العودة لممنزؿ برغبة شديدة في ممارسة
السرية!
العادة ّ
٘ٗٔ
السرية ،ماذا تفعل؟
عندما تمارس العادة ّ
تنفس نفس عميق (شييق – زفير) لحوالي ٘ مرات. ٔ)
سامح نفسؾ ..يجب أف توقف دائرة الذنب والخزؼ وتتعامل مع نفسؾ برحمة ٕ)
وحب.
تعرؼ عمى السبب وراء رغبتؾ في ممارسة العادة السرية. ٖ)
تعامل مع السبب بفاعمية ٗ)
ابحث عف بدائل إيجابية ٘)
اعترؼ ،اكتب يوميات ممارسة العادة لمتعرؼ عمى األشياء التي تثير الرغبة )ٙ
في ممارسة العادة.
سوؼ يكوف لديؾ رغبة في الممارسة بشدة كنوع مف االنتقاـ أو التعويض. )ٚ
تذكر أنت تصعد جببلً ،إذا تعثرت ووقعت ،حاوؿ أال تعود إلى سفح الجبل مرة
أخرػ
عندما تتوقف لفترة طويمة .عندما تتوقف لفترة طويمة ،توقع حدوث أحبلـ بأنؾ تعود
لممارستيا ،قد تكوف مصاحبة باحتبلـ وقد ال تكوف .ىذا طبيعي .إذا استيقظت
وبذىنؾ بعض مف ىذه األفكار ،تخمص منيا وعش يومؾ! العادة السرية "عمى
بنات" .يعتقد البعض أف ممارسة العادة السرية مع تخيل الجنس اآلخر أو الزواج
يعتبر حبلً لمميوؿ المثمية .ىذا بطبيعة الحاؿ غير صحيح ألف ىذه الحموؿ تتعامل
مع الظاىرة وكأنيا مجرد سموؾ جنسي .وىذا واف نجح مؤقتاً ،ال ينجح عمى المدػ
البعيد ألنو ال يتعامل مع أصل المسألة.
ٔٗٙ
مبلحظات
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
صحي
تنمية أسموب حياة ّ
مف الضرورؼ ليس فقط قطع الروابط مع أسموب الحياة المثمي ،وانما البدء في تنمية
أسموب حياة صحي .يستخدـ د .كرستوفر أوستف "قائمة التقييـ اليومي" لمساعدة
عمبلئو في تحقيق سموؾ أكثر صحة .باستخداـ ىذه القائمة يمكف لمشخص أف يتابع
نفسو في أكثر مف مجاؿ مف مجاالت الحياة.
ٔٗٚ
قائمة التقييـ اليومي
االسـ ___________________ األسبوع :مف ____________ إلػى ____________
) ال ( ) نعـ ( ىل قمت بعمل واجب ىذا األسبوع؟
أعط نفسؾ درجة مف عشرة في المجاالت التالية عمى مدار األسبوع
األحد السبت الجمعة الخميس األربعاء الثالثاء اال ثنيف العمل اليومي
التقميل مف الكافييف
الصحي
ّ األكل
بل)
النوـ ( ٛساعات لي ً
التمرينات الرياضية
العرفاف
قراءة الكتاب
التأمل والدعاء
كتابة اليوميات
االعت ارؼ و المحاسبة
القياـ بمخاطرات
التعبير عف المشاعر
االنفتاح والتواصل
الخدمة /العطاء
الترفيو
االنجذابات المثمية
جدول ()2
ٔٗٛ
الكافييف ػ ػ ػ ػ ػ اليدؼ ىو االمتناع عف الكافييف (أو اإلقبلؿ منو بقدر اإلمكاف)
حيث أنو يزيد مف القمق والغضب والخوؼ .ىذه المشاعر تثير األفكار الخاطئة و
ال مف الكافييف
الرغبات الجنسية الزائدة عف الحد .قـ بشرب الماء أو العصائر بد ً
الصحي ػ ػ ػ ػ ػ ػ اإلقبلؿ مف الدىوف والسكريات .أكل الكثير مف الخضروات
ّ األكل
الطازجة أو المطبوخة.
النوـ ػ ػ ػ ػ النوـ ثماف ساعات يومياً (ليبلً)
التمرينات الرياضية ػ ػ ػ ػ ػ ػ المقصود بالتمريف ،المشي أو السباحة ،أو التدريب في
صالة األلعاب (الجيـ) مثل العجمة الثابتة أو تماريف اإليروبيكس.
الصبلة (التأمل والدعاء) ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الصبلة تحافع عمى التواصل اليومي مع هللا وطمب
القوة والمعونة منو بصورة يومية .عندما نتصور أننا نسير مسيرة التعافي بمفردنا
وبقوتنا ،فإننا سوؼ نقع .الصبلة يوميًا تذكرنا أف هللا ىو المسيطر فنتوقف نحف
عف محاوالت السيطرة .القوة ليست منا وانما مف هللا .نحف فقط نفعل ما يجب عمينا
فعمو وهللا ىو الذؼ يقوينا ويحمينا.
العرفاف ػ ػ ػ ػ ػ ممارسة الشكر والعرفاف ىو أف ندرب أنفسنا عمى رؤية األشياء
اإليجابية في حياتنا ونشكر هللا عمييا .تعمـ أف تكتب في يومياتؾ كل يوـ شيئاً
تشكر هللا عميو .حتى األشياء التي نتخذىا كأمور مسمـ بيا مثل الجو ،الطعاـ،
العمل ،الماؿ لتسديد االحتياجات األساسية ،األشخاص الذيف في حياتنا،
الضحؾ ،الموسيقى ،الكراسي المريحة! الخ..
كتابة اليوميات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ممارسة كتابة المشاعر واألفكار (بما فييا األفكار الجنسية
وكيف تعاممت معيا) لمدة ٘ٔ دقيقة عمى األقل يوميًا يساعدؾ لمتواصل مع
نفسؾ والتعرؼ عمى ما بداخمؾ والتعامل معو أوالً بأوؿ قبل أف يتحوؿ إلى سموؾ.
ٜٔٗ
أو ثبلثة تشاركيـ بالتتابع ىو أال تركز عمى شخص واحد وتتكوف لديؾ اعتمادية
عاطفية عميو.
القياـ بمخاطرات صحية ػ ػ ػ القياـ باألشياء التي دائمًا تخاؼ منيا.
(عمى سبيل المثاؿ :الكبلـ لشخص غريب ،التعبير عما تحتاجو أو ترفضو
بشجاعة ،رفض تسمط األـ ،الذىاب ألماكف جديدة ،التحدث مع صديق غيرؼ
عف ميولؾ المثمية ،االشتراؾ في رحمة أو في نشاط كمو مف الغيرييف ،الوقوؼ مع
شمة مف الغيرييف( .راعي التدرج حتى ال تصاب باإلحباط).
التعبير عف المشاعر ػ ػ ػ ػ في كل مرة تعبر عف مشاعرؾ ،فأنت تسمح لمطفل
الداخمي بالتعبير عف نفسو بطريقة أخرػ غير الجنس .تضحؾ بصوت عالي،
تبكي ،تيتف في مبارايات الرياضة ،أو تمارس أؼ مف التعبيرات المختمفة عف
المشاعر.
الخدمة والعطاء ػ ػ ػ ػ ػ القياـ بأعماؿ بسيطة مف الخدمة والعطاء يخرجؾ خارج
نفسؾ .مف الممكف أف تساعد سيدة مسنة عبور الطريق ،أو تقوـ لتعطي كرسيؾ
في األتوبيس لرجل مسف .يمكنؾ أف تحمل المشتروات لسيدة لدييا أطفاؿ ،أو
تساعد الجيراف في عمل شيء (تجنب المساعدات النسائية في البيت كالطبيخ
والغسيل وىذه األشياء) .تحدػ نفسؾ أف تقو بستة أعماؿ طيبة ورحمة في اليوـ.
االنفتاح و التواصل االجتماعي ػ ػ ػ الكبلـ مع الغرباء .الكبلـ مع الزمبلء ربما عف
أمور بسيطة مثل الجو أو الظروؼ السياسية أو الرياضية أو أمور العمل أو
الحياة عمومًا .اليزار مع الزمبلء ،طمب اإلفطار أو الغداء معيـ( .تحمل ىزار
الغيرييف الذؼ ربما يكوف جنسيًا!)
الترفيو ػ ػ ػ ػ الترفيو واإلجازات مف األمور الميمة في التعافي .ممارسة اليوايات التي
ربما تكوف قد دفنتيا مف زمف .لماذا ال تذىب إلى مكاف يمكنؾ فيو أف تقود
دراجة ،أو قارب أو تعوـ في البحر .أيضًا الترفيو األسبوعي ميـ .لماذا ال تذىب
مع بعض األصدقاء لمعب البولينج أو البمياردو أو البنج بونج أو ربما صيد
ٓ٘ٔ
السمؾ مف النيل ،أو مشاىدة مبارة كرة قدـ أو حتى الجموس عمى القيوة واحتساء
الشاؼ ولعب الطاولة أو الدومينو.
ال ىا
يحدث مف قبل فإف معنوياتو ترتفع
زي م ا
ويقل شعوره بالخزؼ ،وبالتالي يستطيع
بشكل أقوػ وأعمق أف يتواصل مع
أعماقو ومع اآلخريف.
ٔ٘ٔ
ٕٔ٘
الترس الثالث :التواصل مع اآلخريف
بالطبع يؤدؼ تحريؾ الترسيف األوؿ والثاني إلى صنع كثير مف الحركة في الترس
الث الث بطبيعة الحاؿ لكف ىناؾ خطوات حاسمة يجب اتخاذىا لجعل ىذا الترس الياـ
يتحرؾ باستمرار لؤلماـ.
رفع الحجر
كثي اًر ما تكوف الجمسة األولى ىي أوؿ مرة فييا يتحدث صاحب الميوؿ المثمية عف
ىذه الميوؿ مع أؼ إنساف ،وربما يكوف المعالج ىو أوؿ شخص غيرؼ يبوح لو عف
ميولو المثمية لذلؾ فإف ىذه الجمسة األولى ترفع الكثير مف الحجر الموضوع عمى
التواصل مع اآلخريف .بعد عدة جمسات يقوـ المعالج بمساعدة الصديق طالب التغيير
لبناء شبكة مف العبلقات المساندة في مسيرة التعافي .بحسب نموذج الخروج كغيرييف
Coming out Straightالذؼ وضعو ريتشارد كوىيف ىناؾ خمسة أنواع مف العبلقات
نريد أف ننمييا في حياتنا:
أشخاص يصارعوف مثمنا مع الميوؿ المثمية غير المرغوب فييا ويسيروف ٔ)
معنا مسيرة التعافي.
أشخاص غيريوف ال يعمموف عف صراعنا ولكنيـ أصدقاء جيدوف. ٕ)
أشخاص غيريوف يعمموف بصراعنا ويقبمونا كما نحف ويودوف مساندتنا ٖ)
ومساعدتنا في مسيرة التعافي.
أشخاص غيريوف يعمموف صراعنا وىـ أكبر سن ًا وأكثر نضوجاً وىكذا ٗ)
يساعدونا لعمل عبلقات "والدية" جديدة تعوض العبلقات الوالدية التي لـ
تكف كافية في طفولتنا ومراىقتنا.
ٖ٘ٔ
أف نقدـ نحف (المثمييف) رعاية واشراؼ لمثمييف آخريف يبدأوف مسيرة التعافي ٘)
أو حتى لغيرييف.
تبدأ أولى خطوات رفع الحجر عندما يساعد المعالج عميمو لكي يتصل ببعض مف
المتقدميف في مجتمع التعافي وبالذات ممف يشتركوف معو في الصفات الشخصية
والخمفية ليساعدوه في شرح طريق التعافي بطريقة أكثر عممية واختبارية ولكي يكونوا
مسانديف في وقت الشعور بالضيق أو الوحدة وىي األوقات التي يكوف فييا المثمي
السائر في طريق التعافي معرضاً لمجوء لمممارسات المثمية .ثـ بعد ذلؾ يدخل إلى
مستو آخر بالدخوؿ لمجموعة المساندة .كثي اًر ما يكوف الكبلـ أو حتى التواجد أماـ
ً
مجموعة مف الذكور ىو الرعب األكبر لممثمي .أحيان ًا يحمل بعض المثمييف الطالبيف
لمتغيير مشاعر سمبية تجاه المثمييف واحتقار ليـ كإسقاط الحتقاره لنفسو ولميولو
المثمية .كل ىذا يجعل خطوة حضور المجموعة خطوة شديدة الصعوبة عند البعض.
في البداية كثي اًر ما أشرح لطالبي التغيير أنني سوؼ أكوف بمثابة المدرب أو المدرس
صحية مع نفس
ّ ليـ ومف خبلؿ العبلقة بي كمعالج سوؼ أساعدىـ لعمل عبلقة
الجنس تكوف بمثابة نموذج يتبعونو مع الكثير مف األشخاص اآلخريف مف نفس الجنس
وكمما خرجنا لمخارج زاد التحدؼ وزادت الصعوبة ولكف أيض ًا تزيد الفائدة العبلجية
فالقبوؿ مف المعالج جيد لكنو في النياية ميني يتقاضى أج ًار ،والقبوؿ مف المثمي
مشجع فيو ليس مينياً وال يتقاضى أج اًر لكنو في النياية قبوؿ مف شخص يعاني مف
نفس الميوؿ .أما القبوؿ واالحتراـ مف شخص غيرؼ فيو يقدـ أشد درجات القبوؿ
وأكثرىا قدرة عمى تغيير الصورة الذاتية ،فيو قبوؿ مف شخص ليس ميني ًا
وال يعاني مف نفس الميوؿ .لذلؾ فحتى القدر القميل مف التواصل المحترـ مع الغيرؼ
ٗ٘ٔ
الذؼ يشاركو المثمي بحقيقة ميولو المثمية يؤدؼ ألكبر التأثير في قبوؿ المثمي المتعافي
لنفسو وايمانو بذكورتو وبعدـ اختبلفو عف اآلخريف مف الغيرييف.
المعالج
مثمييف متعافيف
مجموعة مف المثمييف
صديق غيري
مجموعة مف الغيرييف
شكل ()ٙ
٘٘ٔ
مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔ٘ٙ
مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
تركيب المحرؾ
يتـ وضع المحرؾ "الموتور" لمترس الثالث عندما يقدـ السائر في طريق التعافي عمى
خطوة مشاركة صديق غيرؼ بميولو المثمية .ىذا الشيء الذؼ كاف دائماً يخافو ويخفيو
عف الجميع سوؼ يقولو ألصدقائو مف الغيرييف .كل العبلقات والصداقات مع
الغيرييف (إف ُو ِجدت) كانت دائماً مشوبة بذلؾ الشؾ :ماذا لو عرفوا حقيقتي ،ىل
سيظموا يعاممونني بنفس الطريقة .يظل ىذا الياجس مانعاً لبللتحاـ الحقيقي .االلتحاـ
الذؼ يحدث بيف األطفاؿ ويؤدؼ إلى نمو اليوية الجنسية الذكرية يحدث في الوقت
الذؼ ال يعرؼ فيو األطفاؿ أف يخفوا أسرارىـ بل يحكوف ألصداقئيـ كل شيء بل
ويعرضوف أجساميـ عمييـ وربما يقصوف عمييـ قصص وأسرار بيوتيـ .ىذا االلتحاـ
الكامل في الطفولة بدوف عبلقات رومانسية أو جنسية أو اعتمادية ،يؤدؼ إلى تأسيس
ٔ٘ٚ
اليوية الذكرية بينيـ .فيشعروف أنيـ مثل بعضيـ البعض ويقضي عمى أؼ شعور
الشخصيات طبائع في بينيـ االختبلفات كانت ميما باالختبلؼ
أو حجـ الجسـ أو الخمفيات االقتصادية واالجتماعية والدينية والعرقية.
ىذا النوع مف االنفتاح الشديد الذؼ يحدث في الطفولة نحتاج ألف نصنعو أو عمى
األقل نقترب منو في سف الرشد .ىذا بالطبع صعب ليس فقط ألنو كالنبات الذؼ يزرع
في غير أوانو ولكف ألنو كالنبات الذؼ نحاوؿ أف نستزرعو في بيئة مميئة بالحشائش
الضارة مف الميوؿ الجنسية المثمية والخوؼ والخزؼ واليوموفوبيا والكثير مف الجروح
واإلساءات الماضية .لذلؾ نحتاج إلى "صوبة" نحاوؿ أف نوفر فييا درجة الح اررة
المناسبة ونخمص تربتيا مف الحشائش والحشرات الكثيرة المحيطة ونراعييا دائماً.
ٔ٘ٛ
وكيف تنشأ وعبلقتيا باألسرة والعبلقة بالوالد مف نفس الجنس ،ومف الجنس
اآلخر والجروح المختمفة.
ثـ بعد ذلؾ عممو عف العبلج وأنو يمكنو أف يساعدؾ في ىذا األمر وذلؾ بأف ٘)
يعاممؾ بنفس الطريقة التي كاف يعاممؾ بيا في السابق ،فبل ييممؾ وال ييتـ بؾ
أكثر مف البلزـ.
ضعوا حدوداً واضحة ،وال تعتمد عميو أكثر مف البلزـ. )ٙ
يجب أف يكوف اعتمادؾ أوالً (عمى هللا ػ عمى نفسؾ ػ عمى مجموعة مف )ٚ
األصدقاء وليس واحد).
ٜٔ٘
مبلحظات عف الجمسات األولى مع مثمييف متعافيف (متقدميف في طريق التعافي)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٓٔٙ
المجتمع الروحي
ونقصد بو مجتمع اإليماف الذؼ يقدـ لنا محبة طاىرة نقية "في هللا" .يقدموف لنا الزمالة
والصداقة والمشاركة بما فييا مف تمضية وقت في االستماع والكبلـ والتبلمس
الصحي النظيف .بطبيعة الحاؿ يقع العبء عمينا أف نقوـ دائماً "بعدـ جنسنة" ىذه
ّ
المبلمسات.
األسرة واألصدقاء
باألسرة نقصد اآلباء واألميات ،والزوج والزوجة واألوالد بالنسبة لممتزوجيف .الحصوؿ
عمى المساندة مف ىؤالء األشخاص تساعد عممية التغيير .ربما ال تكوف العبلقات في
األسرة عمى ما يراـ وتحتاج إلى الكثير مف المصارحة والمصالحة لكي تكوف مصد اًر
لممساندة ،ربما يكوف ىذا عم ً
بل صعب ًا لكنو شديد األىمية في مسيرة التعافي والتغيير.
لعل قصة طارؽ تمثل النموذج المثالي لصنع السبلـ مع األب ومع األسرة لذلؾ
سوؼ أضعيا ىنا بالضبط كما كتبيا وبالمغة العامية المصرية.
ٔٔٙ
بعد سنة وكاـ شير مف بداية رحمتى فى التعافى ..لقيتنى بدخل فى خطوة
عمرػ ماكنت أتصورىا! ..خطوة جعمتني أدرؾ إني ميما بحقق إنجازات فى
التعافي مف تبطيل أو تغيير ،عمرؼ ما ىوصل لمسبلـ المي بدأت أعيشو
بعدىا !...صارحت بابا بكل حاجة! ..ميولي وانجذاباتي والمي عممو أخويا
تجاىو!... زماف! ..وفوؽ كل ده ،صارحتو وواجيتو بكل مشاعرؼ
بابا بالنسبة لي كاف غريب ..مرفوض ..بعيد أوؼ ..كاف بالنسبة لي بيمثل
كل شيء سيء ومكروه في الحياة! ...كنت بكره وجوده! ..مجرد إني أشوفو
أماـ عينيا! ..مجرد أسمع صوتو أو إنو يممسني ..أو حتى يحاوؿ يقرب
الكره المي
مني! ...وخصوصا بعد ما بدأت التعافي ..قد إيو مشاعر الرفض و ُ
جوايا تجاىو زادت واشتعمت يوـ عف يوـ ..لغاية ما وصمنا لمحظة
االنفجار! ...لكف الغريب إنو ماكانش انفجار عمى قد ما كاف غسيل! ..أنا
سيل ماكانش الموضوع صحيح جوايا!... مف اتغسمت
وال بسيط ..الحكاية كانت في منتيى األلـ ..وبعد ما كل األلـ والغضب المي
جوايا خرج ،لقيت بابا بيفتحمي دراعاتو! ...أوؿ مرة أترمي في حضنو! ..أوؿ
أب!!.. مرة أحس إف ليا أب ..وأحس أصبل بمعنى كممة
أخي ار بقيت قادر أتنفس زؼ زماف ..زماف أوؼ! ...بعد المي حصل ده انا
حاسس بكبراف ونضج وأماف غير طبيعي! ...وقبل كل ده حاسس بسبلـ
داخمي مش قادر أوصفو! لكف الغريب إني يوـ عف يوـ بكتشف حاجة عجيبة
جدا! ..أنا وبابا مااتغيرناش! ..أنا لسة برفض عيوب كتير في شخصيتو..
لكف بقيت أالقي نفسي دلوقتي قادر أرفض عيوبو ،مف غير
ما أرفض وجوده! ...بابا زؼ ما ىو ..انا المي نظرتي تجاىو اتغيرت ،بعدما
غسمت نفسي وقدرت أعبر عف مشاعر تجاىو ..كانت مكبوتة جوايا
تانية!... تماـ زؼ عبلقتي بربنا ما اتغيرت بعدما بقيت شايف وجوده بعيوف
أما بقى مسألة إني أواجو أخويا و(انفجر فيو) زؼ بابا ما بيطمب مني ..أنا
بصراحة بقيت حاسس إني خبلص ما بقيتش جوا الدايرة دؼ! ...بقيت
حاسس إني أكبر مف االنتقاـ أو حتى الغفراف! يمكف بعد شوية موقفي ده
يتغير ..لكف أىـ حاجة إني مش ىعيش غير المي حاسس بيو! ..وأىـ حاجة
ٕٔٙ
تشويش!!.. كماف دلوقتي إني عاوز أستوعب عبلقتي بأبويا ..مف غير
قد ايو بتبقى عبلقاتنا ممتعة ،لما بنشوفيا عمى حقيقتيا! ..ونعترؼ بالشروخ
والشوائب المي فييا! قد ايو لما بنتكمـ ونصرخ ونخرج مف دايرة الكبت ..
بنبتدؼ نشوؼ كل حاجة عمى حقيقتيا ..مف غير القشرة المزيفة المي
استخبينا تحتيا سنيف!! دؼ مش مواعع وال شعارات ..دؼ معاني بعيشيا كل
يوـ في مسيرة التعافي ..وأتمنى أفضل أعيشيا ،آلخر لحظة في عمرؼ ...أنا
وكل المي معايا فييا ..لنصل إلى السبلـ .تحياتي.
ٖٔٙ
الرياضة المنظمة
لعب الرياضة المنظمة في فرؽ لكرة القدـ أو كرة السمة أو الكرة الطائرة لو فوائد كبيرة.
أىميا شفاء جروح الطفولة المرتبطة بالرياضة مثل .النظرة السمبية واالستيزاء
واالحتقار والرفض الذؼ حصمنا عميو بسبب عدـ إجادتنا لعب الكرة .قد ال تبدو ىذه
األمور ميمة بالنسبة لنا اآلف ،ولكف عندما كنا أطفاالً كانت ميمة جداً .وىي ال تزاؿ
ميمة لمطفل الداخمي الذؼ يبحث عف القبوؿ مف نفس الجنس ،ويجعمنا نبحث عنو
جنسياً .نحف نحتاج لمقبوؿ "رياضياً" مف رجاؿ غيرييف يجيدوف لعب الكرة ،وفي نفس
الوقت يقبموف طريقة لعبنا المتواضعة ،لكي نشفى مف جراح الطفولة الرياضية.
خبرات الجروح في مجاؿ الرياضة (لعب الكرة) التعرض لمسخرية واالستيزاء والرفض
والعزؿ
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٗٔٙ
الروحانية
الروحانية نقصد بيا العبلقة مع هللا وىي أعمق بكثير مف مجرد أداء الفروض الدينية.
ىذه الروحانية تنمو ب التأمل والصبلة االرتجالية "الدعاء" باإلضافة لمصموات الطقسية
المعتادة وأيضاً مف خبلؿ دراسة النصوص الدينية بطريقة تؤكد عمى العبلقة العميقة
باهلل بدالً مف مجرد الحراـ والحبلؿ .ال يدؼ ىنا ىو أف ننظر ألنفسنا ونتأكد مف أف
ىويتنا ليست في الجنس المثمي أو الغيرؼ .ىويتنا في أننا مخموقوف مف هللا ومحبوبوف
منو.
تأثير المثمية عمى روحانيتؾ (عبلقتؾ باهلل سبحانو وتعالى) وتأثير عبلقتؾ باهلل عمى
موقفؾ مف الميوؿ المثمية
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
٘ٔٙ
ميارات التواصل
النظر في العينيف
التبلمس المناسب (بحسب العبلقة)
المغة المسئولة (الكبلـ بصيغة "أنا" و"أنت")
االستماع المتمعف
المقصود باالستماع المتمعف ،االستماع الذؼ ييدؼ الوصوؿ لممعنى الحقيقي الذؼ
يريد اآلخر أف يقولو .لبلستماع المتمعف خطوات وىي:
تبلقي العينيف (يميل البعض لتفادؼ النظر لآلخريف في عيونيـ بسبب الخجل ٔ)
أو الخوؼ)
محاولة تفيـ وجية نظر اآلخر (رؤية الدنيا مف منظوره ىو) ٕ)
مبلحظة لغة الجسد لدػ اآلخر .ما الذؼ يعكسو جسده؟ (ىل يتجنب النظر ٖ)
في العي نيف؟ ىل ييز أحد أجزاء جسده بطريقة تدؿ عمى التوتر؟ ىل تدؿ
تعبيرات وجيو عمى الغضب؟ إلخ)
األسئمة مفتوحة النياية. ٗ)
إعادة ما يقولو بصياغة أخرػ لمتأكيد عمى الفيـ والقبوؿ. ٘)
ٔٙٙ
أمثمة لمحاوالت حل صراع قديمة فاشمة (مع األب ،مع األـ ،مع اإلخوة واألخوات ،مع
األصدقاء والزمبلء ،مع الرؤساء في العمل) مرات فقدت فييا أعصابؾ وانفعمت
وانسحبت ،وربما تركت العمل
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٙٚ
مثاؿ:
قل لي ماذا حدث عندما شاركت صديقؾ بميولؾ المثمية؟ (سؤاؿ مفتوح) -
قمت لو أف ىناؾ سر لـ أقمو لؾ طواؿ عمرؼ؟ .. -
كيف شعرت عندما قمت ىذا؟ (سؤاؿ مفتوح) -
شعرت وكأني سوؼ أختنق -
مف فرط الخوؼ شعرت وكأنؾ نفسؾ سوؼ يتوقف (إعادة صياغة) -
نعـ .لكني شجعت نفسي وتذكرت ما قمناه في المجموعة. -
كيف شعرت عندما ذكرت نفسؾ بما قمناه في المجموعة (سؤاؿ مفتوح) -
شعرت ببعض الطمأنينة. -
كأف تذكرؾ لمكبلـ الذؼ قمناه في المجموعة طمأنؾ (إعادة صياغة) -
ثـ ماذا حدث بعد ذلؾ؟ (سؤاؿ مفتوح) -
بدأت أكممو عف طفولتي وعالقتي بأبي وأمي والعالقة بينيما وعالقة كل -
منيما بي.
يبدو أنؾ تكممت طويبلً (تعميق) -
نعـ حوالي ساعة -
وىو ىل كاف يشاركؾ بأمور مف حياتو الشخصية أيضاً؟ -
نعـ -
كيف شعرت عندما فعل ذلؾ؟ (سؤاؿ مفتوح) -
شعرت أف حياتو تشبو حياتي لحد كبير؟ -
شعرت أنو ال يوجد فرؽ كبير بينكما (إعادة صياغة) -
نعـ وىذا شجعني أف أشاركو بصراعي مع الميوؿ المثمية -
ٔٙٛ
Conflict Resolution حل المشكبلت التي تنشأ مع اآلخريف (تنقية األجواء)
يقوـ بتحديد ما حدث أو ما قالو أو فعمو شخص آخر جعمو يختبر رد فعل أوالً:
عنيف (عمى سبيل المثاؿ ،يا فبلف عندما تركتني ومشيت بينما كنت
أشارؾ...
يحترـ مشاعره ويعبر عنيا باستخداـ لغة مشاعر (حزيف ػ غضباف ػ خائف ػ ثانياً:
فرحاف) (ىذا جعمني أشعر بالغضب والجرح واإلحراج)
يفحص األفكار أو األحكاـ التي نشأت داخمو نتيجة لمموقف أو الكبلـ الذؼ ثالثاً:
قيل ويصححو إذا كاف ىناؾ خطأ( .عمى سبيل المثاؿ :مافعمتو جعمني أظف
أنؾ تحتقرني).
يحدد رغباتو واحتياجاتو التي يتمنى أف يحترميا اآلخروف (ما أطمبو منؾ ىو رابعاً:
أف تظل جالساً وتسمعني بينما أشارؾ حتى ولو لـ تكف موافقاً مع
ما أقولو".
خامساً :يقوؿ ما ىو عمى استعداد أف يعطيو أيض ًا (وبالنسبة لي سوؼ أظل أحترمؾ
وأسمعؾ حتى ولو كنت غير موافق عمى ما تقولو( .حاوؿ أف تجعل الخمسة
عناصر في نفس الطوؿ وتجنب أف تعع أو تمقي محاضرة خاصة عند الجزء
الخاص بأفكارؾ!)
ٜٔٙ
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________
________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
النوح مع اآلخريف
تعد ممارسة بعض تقنيات التبلمس مع مشاعر النوح الداخمية أماـ آخريف مف أىـ
الممارسات التي تؤدؼ لمتقدـ السريع لكل التروس معاً.
ٓٔٚ
إخراج طاقة الغضب Bioenergetics
Memory Healing شفاء الذكريات
الخطوة األولى :تذكر الموقف (المواقف) الجارحة
الخطوة الثانية :إعادة اختبار المشاعر (نحتاج آلخريف لكي نشعر معيـ بيذه
المشاعر .نبكي معيـ)
استكشاؼ المعتقدات المحورية Core Beliefsالتي نشأت مف ىذه الخطوة الثالثة:
الجروح (عمى سبيل المثاؿ :أنني ببل قيمة ،أنني متروؾ ،الخ)
الخطوة الرابعة :تصحيح المعقتدات المحورية الناشئة عف الجرح.
الموقف (عمى سبيل المثاؿ ،كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو ،كاف أخي
يضربني باستمرار ،كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية ،كانت أمي تسخر مني ،كاف
البنات يقولوف لي :انتي أختنا الصغيرة!" الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٔٚ
____________________________________________________
المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف ،أنا مختمف ،أنا مرفوض ،جسمي ضئيل ،ال
يمكف أف أكوف رجل ،الغيريوف عنفاء ،البنات قويات ،الجنس ىو الطريقة الوحيدة
لمتواصل مع الرجاؿ ،ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ ،أنا مولود ىكذا ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف،
سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف
الرجاؿ ،امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني
لست ذك اًر ،إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير
ميـ ،إلخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٕٔٚ
الموقف (عمى سبيل المثاؿ ،كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو ،كاف أخي
يضربني باستمرار ،كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية ،كانت أمي تسخر مني ،كاف
البنات يقولوف لي :انتي أختنا الصغيرة!" الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
المعتقدات المحورية الناشئ ة (أنا ضعيف ،أنا مختمف ،أنا مرفوض ،جسمي ضئيل ،ال
يمكف أف أكوف رجل ،الغيريوف عنفاء ،البنات قويات ،الجنس ىو الطريقة الوحيدة
لمتواصل مع الرجاؿ ،ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ ،أنا مولود ىكذا ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٔٚ
تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف،
سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف
الرجاؿ ،امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني
لست ذك اًر ،إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير
ميـ ،إلخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
الموقف (عمى سبيل المثاؿ ،كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو ،كاف أخي
يضربني باستمرار ،كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية ،كانت أمي تسخر مني ،كاف
البنات يقولوف لي :انتي أختنا الصغيرة!" الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٗٔٚ
المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف ،أنا مختمف ،أنا مرفوض ،جسمي ضئيل ،ال
يمكف أف أكوف رجل ،الغيريوف عنفاء ،البنات قويات ،الجنس ىو الطريقة الوحيدة
لمتواصل مع الرجاؿ ،ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ ،أنا مولود ىكذا ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف،
سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف
الرجاؿ ،امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني
لست ذك اًر ،إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير
ميـ ،إلخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
٘ٔٚ
الموقف (عمى سبيل المثاؿ ،كاف والدؼ يقوؿ لي دائماً أني مصدر عار لو ،كاف أخي
يضربني باستمرار ،كاف زمبلئي ينادوني بأسماء أنثوية ،كانت أمي تسخر مني ،كاف
البنات يقولوف لي :انتي أختنا الصغيرة!" الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
المعتقدات المحورية الناشئة (أنا ضعيف ،أنا مختمف ،أنا مرفوض ،جسمي ضئيل ،ال
يمكف أف أكوف رجل ،الغيريوف عنفاء ،البنات قويات ،الجنس ىو الطريقة الوحيدة
لمتواصل مع الرجاؿ ،ال يمكف الوثوؽ بالرجاؿ ،أنا مولود ىكذا ،الخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٚٙ
تصحيح المعتقدات (ضرب أخي لي ال يعني إني ضعيف ولكف يعني أنو عنيف،
سخرية أمي مف ذكورتي ال يعني أني غير ذكر ولكف ربما يعني أنيا ُمعقدة مف
الرجاؿ ،امتبلء ثديي في المراىقة أمر طبيعي يمر بو مراىقوف كثيروف وال يعني أني
لست ذك اًر ،إىماؿ أبي لي كاف بسبب إدمانو لمعمل وليس بسبب إني مرفوض وغير
ميـ ،إلخ)
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٚٚ
Focusing التركيز
في بداية الستينات بدأ البروفيسور يوجيف جندلف Eugen Gendlinمف جامعة شيكاغو
بحثاً يحاوؿ اإلجابة عف السؤاؿ " :لماذا يفيد العبلج النفسي بعض العمبلء وال يفيد
البعض اآلخر؟" .المنطق البسيط يقوؿ أف السبب يكمف في أسموب المعالج مثل
الذكاء و األصالة والقدرة عمى المواجدة واالستماع والقبوؿ .لكف جاءت النتائج عكس
ذلؾ .لقد كاف المعالجوف عمى نفس المستوػ في العينتيف (الذيف استفادوا) و(الذيف لـ
يستفيدوا) فما الفرؽ إذاً؟ عندما بدأ الباحثوف يفحصوف الفروؽ بيف العمبلء وجدوا أف
العمبلء الذيف يستفيدوف مف العبلج ىـ العمبلء الذيف ال يتكمموف بسرعة بل يصمتوف
أثناء الحوار ويفشموف في التعبير ويصارعوف لكي يجدوا الكممة المناسبة لممشاعر
التي يشعروف بيا .فيقولوف مثبلً .. :ىمـ .أه ..ال ..مش غضب لكف...يمكف خوؼ؟
ال أدرؼ! عادة ما يستطيع ىؤالء العمبلء أف يقولوا أنيـ يشعروف بيذه المشاعر في
أجسادىـ .. :ىنا في صدرؼ ..زؼ ما يكوف حاجة طابقة عمي ..زؼ ما تكوف فيو
ّ
عُقدة في معدتي ..بكممات أبسط .العمبلء الذيف عادة ما يستفيدوف مف العبلج ىـ
الذيف لدييـ وعي بأجسادىـ أثناء جمسات العبلج .بينما العمبلء الذؼ ال يستفيدوف
كثي اًر ىـ الذيف يعيشوف في عقوليـ .وبيذه الطريقة بدأ الدكتور جندلف يعمـ ىذه
الميارة الفعالة لتحقيق الشفاء الوجداني وىي ميارة "التركيز" ػ التركيز مع المشاعر
What you feel, you can heal. وتأثيرىا في الجسد ...ما تشعر بو ..تشفيو!
ٔٚٛ
ست خطوات لممارسة التركيز
ٜٔٚ
ٗ .اربط بيف المشاعر والكممات
وعد بيف الكممة/العبارة و الشعور المحسوس في الجسد حتى يتـ الربطاذىب ُ
بينيما .إ ذا لـ تشعر بالمواءمة بيف الكممة والشعور المحسوس في الجسد ،اختر
كممة أخرػ حتى تشعر بالتوافق .بعد الوصوؿ لمتوافق التاـ اصمت واسترح
لدقيقة .فقط كف ىادئاً.
ٓٔٛ
تعميقات بعد التدريب
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٔٛ
Healing Body Image Wounds شفاء الجروح الخاصة بصورة الجسد
ٔ .حدد الجرح:
كف محدداً بشأف الجزء مف الجسد (الصدر ػ األرداؼ ػ القضيب ػ الخ). *
الرس حتى القدميف.
ابدأ مف أ *
ثـ مف القدميف لمرأس. *
بما في ذلؾ الجزء الذؼ تشعر تجاىو شعو اًر سيئ ًا *
ٕٔٛ
تعميقات بعد التدريب
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٔٛ
تدريب المرآة
ىذا التدريب يستخدـ لتحديد بعض الجروح المحددة الخاصة بصورة الجسد وعممية
الشفاء.
ٔ .اجعل عميمؾ يرتدؼ المايوه ويقف أماـ مرآة كبيرة بطولؾ .قف أنت بجانبو
ٕ .اطمب منو أف يبدأ مف رأسو أو مف قدميو في وصف كيف يشعر تجاه كل جزء
مف أجزاء جسده
ٖ .بحسب الوقت المتاح .ربما نحتاج لمدخوؿ في تاريخ كل جزء مف أجزاء الجسد.
عمى سبيل المثاؿ:
(أخي األكبر كاف يضربني عندما كاف عمرؼ ٚسنوات ،كاف يضرب -
وجيي بيده وكاف يضربني عمى بطني أيضاً ػ مازلت أشعر باأللـ في ىذه
األماكف).
عندما كاف عمرؼ ثماف سنوات أحد جيراننا أرغمني عمى ممارسة الجنس -
الفمي معو ووضع عضوه في فمي بالعافية .مازلت أشعر بعضوه في فمي.
كاف عضوه كبي اًر جداً وكاف يؤلمني في فمي .أنا أشعر أف عضوؼ صغير
جدًا! (كانت نظرة الطفل لمعضو أنو عمبلؽ بينما كاف حجمو طبيعياً ،لذلؾ
ىو يظف أف عضوه صغير أكثر مف البلزـ بينما ىو طبيعي)
كاف أخي يتيكـ عمى حجـ عضوؼ! -
كانت أمي تتيكـ مف نحافتي وتيتـ باألطفاؿ السماف! -
أشعر أنني سميف جدأً بشكل مضحؾ ومخزؼ! -
أكره صدرؼ ،أنو مثل صدر النساء! -
أردافي ممتمئة مثل النساء! -
ساقاؼ رفيعتاف جداًّ! -
ٗٔٛ
ٗ .بعد االنتياء ،يمكنؾ أف تسألو إف كاف يحتاج إلى مساعدة لمعمل في أؼ مف
ىذه األمور (عمى سبيل المثاؿ الكبلـ عف حجـ العضو أو عف السمنة .يمكف
استخداـ أكثر مف أسموب مثل الحوار الصوتي (مع الجزء مف الجسـ ،أو
السيكودراما ،أو غير ذلؾ).
يمكف استخداـ ىذا التدريب في إطار المجموعة .اجعل المجموعة تنقسـ إلى أزواج وكل
واحد يقف أماـ اآلخر ويشاركو بما يراه في أجزاء جسده (بعد أف يقدـ المعالج نموذجاً أماـ
الجميع) بالدور اشترؾ مع كل زوج بالترتيب .ثـ في النياية اعط وقتاً لممشاركة كيف شعر
كل واحد وكيف استفاد .قـ بمساندة مف يشعر بصعوبة في عمل التدريب.
واجب
في البيت قف أماـ مرآة طويمة عاريًا واجعل كل جزء مف أجزاء جسدؾ يقوؿ الحقيقة
(التي قاليا لؾ المعالج واآلخريف ،حتى لو لـ يكف عقمؾ مقتنعاً بيا .صدؽ اآلخريف!)
اجعػػل قػػدمؾ تقػػوؿ مػػا تريػػده( .قػػدمي تقػػوؿ :أنػػا قػػدـ جميمػػة مكتممػػة الػذكورة وقويػػة ػ
وقد حممتؾ لمدة خمس وعشريف سنة!)
اجعل صدرؾ يقوؿ الحقيقة( .أنػا ممتمػئ قمػيبلً لكنػي لسػت صػدر امػرأة .أنػا صػدر ػ
رجل مكتمل الرجولة)
اجعل عضوؾ التناسمي يقوؿ الحقيقة( .ربما أنا لسػت ضػخماً لكنػي كبيػر بمػا فيػو ػ
الكفاية .مف حقي أف تحترمني!)
بعد أف تتكمـ األعضاء .تكمـ أنت إلييا ػ
ِ
أنت قدمي الجميمة القوية .أنا فخور بؾ .لقد حممتيني خمسة وعشريف سنة. ػ
أنت صدرؼ القوؼ .أنا فخور بؾ! ػ
أنت عضوؼ الذكرؼ القوؼ .أفتخر بامتبلكؾ! ػ
اجعل العميل يكتب ىذه العبارات ويريؾ إياىا في الجمسة التالية .شجعو عمى تكرار
التدريب في البيت عدة مرات.
٘ٔٛ
تعميقات بعد التدريب
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٔٛٙ
Holding Therapy األحضاف
في البداية يجب التأكيد أف ممارسة ىذا النوع مف العبلج يجب أف تحدث مف خبلؿ
اآلباء الطبيعييف بالنسبة لؤلوالد أو األميات الطبيعيات لمبنات .وىذا بالطبع في حالة
ما إذا تـ صنع السبلـ معيـ/معيف .أو مع أشخاص بدالء عف اآلباء واألميات مف
الغيرييف األكبر سناً والذيف شاركناىـ بطبيعة ميولنا ومسيرة تعافينا.
ٔٛٚ
Psychodrama السيكودراما
في مجموعة المساندة نقوـ أحياناً بعمل سيكودراما نعيد فيو لعب حدث قديـ يمثل
العبلقات المؤلمة التي عاشيا أحد األفراد .يمعب أعضاء مختمفوف مف المجموعة
األدوار المختمفة التي يروييا أحد األعضاء الذؼ يشارؾ بحدث مؤلـ ،كما لو كاف ىذا
العضو يحيا ىذا الحدث مرة أخرػ ليختبر المشاعر التي دفنيا لوقت طويل.
آخر مرة قمنا بيذه الممارسة ،قاؿ العضو المحورؼ في السيكودراماً أنو يشعر أنو
عمى وشؾ أف "يفصل" كما يحدث عادة عندما يواجو مشاعر مؤلمة .ىذا "الفصل" ىو
ما نريد في المجموعة أف نتغمب عميو ونستبدؿ بو االختبار الكامل ،بقدر المستطاع،
لممشاعر المؤلمة التي شعر بيا واألفكار التي فكر فييا كطفل أثناء حدوث ذلؾ.
في البداية يحكي العضو المحورؼ القصة
ثـ يحاوؿ المعالج أف يحدد الشخصيات التي تمعب األدوار المختمفة
يبدأ العضو المحورؼ في وصف سمات كل شخصية والعبارات المتكررة
الذؼ يستخدميا/تستخدميا
يبدأ كل عضو في أف يمعب دوره ويختبر العضو المحورؼ المشاعر وربما
يوجو عبارات لـ يستطع أف يوجييا كطفل ،ويحاوؿ كل عضو أف يمعب
المعطى لو ويقوؿ العبارات التي يمكف ليذه "الشخصية" أف تقوليا.
الدور ُ
(يمكف لمعضو المحورؼ أف ُيصحح)
ٔٛٛ
مبلحظات
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٜٔٛ
العالقات مع الجنس اآلخر
ٜٓٔ
62
خمس معوقات لنمو الميوؿ الغيرية
ٔ) القمق األخبلقي مثل عدـ السماح لمنفس باألفكار الجنسية تجاه الجنس اآلخر،
أو عدـ االستعداد لممواعدة إال إذا كاف متأكداً مف أنو سوؼ يتزوج مف يواعدىا.
المرضي
ٕ) القمق بشأف األداء الجنسي ُ
ٖ) عدـ فيـ العبلقػات الغيرية واالستعداد ليا وعدـ فيـ الجنس اآلخػر
(ىناؾ مثميوف يعرفوف الجنس اآلخر جيداً)
ٗ) معتقدات محورية .وجود ميوؿ مثمية يمغي الميوؿ الغيرية .ال أستطيع أف أكوف
غيرياً .ال أحب أف أكوف غيري ًا فالغيريوف أفظاظ وقساة.
٘) التقزز مف الجنس اآلخر (الرجاؿ مجرد حيوانات جنسية ،النساء مقرفات ،الخ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لجيفرؼ روبنسوف) Jeffrey W. Robinson ٔ ٙمف كتاب تنمية الميوؿ الغيرية
ٜٔٔ
أربعة طرؽ لتنمية الميوؿ الغيرية في الرجاؿ
ٔ) تقميل الحساسية Systematic Desensitization
ٕٜٔ
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
أثناء ىذه المرحمة ينبغي أف يشكل مجتمع أصحاب الميوؿ المثمية فقط ُربع أو ُخمس
معارفؾ والباقوف مف الغيرييف والنساء .ىذا يجعل المتعافي مف الميوؿ المثمية مرتاحاً
ومعتاداً عمى مجتمع الغيرييف.
مبلحظات
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٖٜٔ
ٖ) الحياة ىنا واآلف Living in the Here and Now
كثير مف القمق والمخاوؼ التي تنشأ عند التواجد مع امرأة ينشأ مف التفكير في
المستقبل وما ىو مطموب منؾ وما يتوقعو اآلخروف منؾ .ال بأس مف أف تخطئ
وتتعمـ مف أخطائؾ .ال أحد يطالبؾ بشيء .لست مطالباً أف تتزوج أوؿ واحدة
تواعدىا .ركز في اإلنسانة التي أمامؾ وال تفكر في شيء آخر!
مبلحظات
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
عند بعض المتعافيف ربما تحولت العبلقات إلى مجرد شيوة وجنس .ال تستبدؿ الشيوة
المثمية بالشيوة الغيرية .كما تعممت الحب والتواصل مع الذكور ببل جنس أو
رومانسية ،تعمـ أف تتواصل مع النساء أيضاً ببل جنس أو رومانسية أوالً ثـ دع
الرومانسية والجنس ينمياف تدريجياً ًَ.
ٜٗٔ
متى تصبح مستعداً لمزواج؟
ٔ) مدة ال تقل عف سنة مف التبطيل التاـ لمممارسات المثمية بالفعل أو بالخياؿ
(يمكف عمل عادة سرية ميكانيكية قميمة).
ٖ) نمو القدرة عمى عمل عبلقات طويمة نسبياً (تناقص الحساسية والقمص وقطع
العبلقات بسرعة)
مبلحظات
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
____________________________________________________
ٜ٘ٔ
ٜٔٙ
قصص تعافي
ٜٔٚ
مقدمة
طِبقت فييا
الغرض مف تقديـ ىذه القصص ىو االقتراب مف مسيرات تعافي حقيقية ُ
المرجوة .واليدؼ ىو أف نخرج مف نطاؽ التنظير
ّ ىذه المبادغ العبلجية وأتت بالنتائج
إلى الواقع العممي .سوؼ أقوـ بالتعميق عمى ىذه القصص التي كتبيا أصحابيا
بأنفسيـ لكي أوضح الخمفية النظرية العممية لما يحدث في ىذه القصص .ال يسعني
ىنا إال أف أشكر مف كتبوا ىذه القصص بمبادرات شخصية رغبة منيـ في التوثيق
لقصص تعافييـ وتقديـ خبراتيـ ألشخاص جدد سائروف وسوؼ يسيروف في نفس
الطريق .بالطبع تـ تغيير األسماء والتفاصيل لمحفاظ عمى السرية ومجيولية األسماء.
ٜٔٛ
قصة رامي وحناف
ىذه القصة أرسميا لي رامي وىو شخص راسمني وتقابمت معو مرات قميمة في بمد
عربي شقيق مؤخ اًر وقبل خطوبتو أرسل لي ىذا الخطاب الذؼ أرسمو لخطيبتو ليخبرىا
بحقيقة صراعو مع الميوؿ المثمية.
القصة يا حناف بدأت مع الطفل رامي الذؼ كاف عمره لـ يتجاوز األشير ...حينيا
كاف يبكي بطريقة مستمرة في الميل .ال أعمـ ماذا كاف يحتاج ...ولكنو لـ يكف مرتاحاً
...أتساءؿ ماىي أحسف طريقة لمتعامل مع ىذا؟ ربما االحتضاف؟ ربما القبل؟ ربما
الغناء بصوت خافت؟؟؟ اه لقد نسيت فطريقة جوف والد رامي كانت مختمفة لمتعامل
مع الموقف .لقد قاـ برمي رامي ذؼ األشير القميمة مف سرير إلى سرير بكل غضب
وعصبية ...وىكذا سكت رامي ! وربما كاف الدرس األوؿ لو بأف الحياة سترميو
كثي اًر ...وأف األحضاف والقبل ليسوا بالمتناوؿ.
بدأ رامي يكبر .وبدأ يكبر احتياجو العميق لمحب الذؼ ربما نبع مف شخصيتو
الحساسة جداً .وفي كل مرة كاف يشعر بجوع لمحب كاف يأكل بدؿ منيا وجبة دسمة
مف التأنيب أو الضرب .بالنسبة لجوف إنيا الطريقة الوحيدة حتى يكبر رامي بطريقة
ياه!! يحدث؟؟ ماذا ولكف؟؟ رامي. تكمـ أخي ًار وميذبة. صحيحة
لقد تحولت السنوات األولى مف حياتو المميئة بالتوتر إلى تأتأة ...رامي يتأتئ!
وما الحل؟؟؟ مرة أخرػ نجد الحموؿ عند جوف ...فياىو جوف يقوؿ" :تكمـ ببطء!"
ٜٜٔ
(بصيغة مميئة بالغضب) ....أو ...احكي شوؼ شوؼ ميف الحقؾ بعصا ...كل
شيء طبعاً إال الحب ...
وما زاد األمر سوءاً ىو سخرية أصدقاء المدرسة ...التي زادت شعور رامي أنو ال
يجب أف يتكمـ ...كبلمو غير مقبوؿ ...إنو ال يجيد الكبلـ!
تعميق :8السخرية مف األقراف واالضطياد مف األخ األكبر عامل متكرر في
قصص تكوف الميوؿ المثمية
قصة رامي لـ تبدأ بعد يا حناف ...فكل ما سبق كاف مقدمة لممصيبة ...كل
بل عاطفياً وبشكل كامل عف أبيو جوف ...ولكف مف أيف
ما سبق جعل رامي منفص ً
سيأكل؟؟؟ أيف وجبة الحب؟؟؟ إنيا موجودة ...مريـ والدة رامي وجميمة جدتو ىما
العنصراف الجديداف في قصتنا ...فياتاف كانتا المصدراف الذيف قدمتا لرامي الوجبة
المغشوشة مف الحب ...لماذا مغشوشة؟؟؟ مغشوشة ألف احتياج الصبي رامي كاف
لوجبة الحب الذكورية مف أب يحبو ويحتضنو ويمعب معو كصبي ...كذكر ...
كرجل صغير ...ولكف ىذا لـ يحدث ...وعوضاً عف ذلؾ جمس رامي مع أمو
وجدتو وخاالتو وأصدقاء جدتو طواؿ الوقت ...وبدأ يستمتع بأحاديثيف ...ويألف
طريقتيف ...ويستأنس بصحبتيف.
تعميق :3بالضبط! عندما يتعامل األب مع ولده الصغير عمى أنو رجل
صغير (مشروع رجل) يبدأ مشروع تكوف الذكورة النفسية لدى الطفل
واالبتعاد عف األـ وعف األنوثة (ىذا االبتعاد يييئ المسرح فيما بعد لنمو
الميوؿ نحو اإلناث).
وامتزجت حساسية رامي الوراثية مع بيئة رامي المريضة المكتسبة ...تآمر الوراثي
مع المكتسب لتدمير ىذا الطفل الذؼ بدأ ينضج ويبمغ ويراىق ...
وما ساعد المؤامرة ىـ أصدقاء المدرسة الغاليف ...فاآلف لدييـ شيء آخر غير
التأتأة ...أنت ناعـ مثل البنات ...العب بالكرة مثمنا ...رامي نواعـ ...وطبعاً
ٕٓٓ
كاف البد أف يسمع نفس ىذه الكممات العذبة مف جوف .آآآآه يا حناف ...كـ يكره
رامي ىذه الفترة ...
أنا أعمـ أنؾ تأخذيف نفساً عميقاً اآلف ...وأعتقد أف دموعؾ بدأت تتجمع في أمكاف
ىطوليا ...انتظرؼ ...خبئييا ...فاألسوأ قادـ .مع بداية النضوج الجنسي بدأ رامي
يشعر أف ىناؾ شيئاً ما ليس عمى مايراـ ...كاف يقوؿ لنفسو أنت صبي
يا رامي صح؟ ػ صح ! ...أنت ذكر صح؟ ػ صححح!! ...مف المفروض أف
تنجذب لمبنات صح؟؟ ػ صححححح!!! ...لكف الصح وقتيا لـ يحدث!! ...ووجد
رامي نفسو ينجذب لمذكور بدؿ البنات ....وجد نفسو يشعر بتوتر جنسي مع
الصبياف ...إنو لـ يختر ذلؾ ...إنو لـ يرد ذلؾ ...ولكنو ببساطة حدث رغماً عنو
كما حدثت أوؿ رمية لو مف عمى السرير ....
تعميق :4البداية بالشعور بالتوتر وعدـ االرتياح مع الذكور .بسبب عدـ
التوحد معيـ في سف ما قبل البموغ والتوحد مع اإلناث بدالً منيـ .بعد ذلؾ
يكوف الجنس ىو الحل السحري لمتوتر!
ما الحل؟؟ الحل وجبة مغشوشة جديدة مف الحب ...ىذه المرة كانت الوجبة ىي
تفوؽ رامي الدراسي ...قد تقوليف ىذا رائع! نعـ ىذا رائع ولكف ليس لتغطية مشكمة
وزيادة إنكارىا ...تفوؽ رامي كانت الركيزة التي بنى قيمتو عمييا في ذلؾ الوقت ...
وكاف ييرب مف مشكمة انجذابو الشاذ بأف يقوؿ أنت أحسف مف الكل! أنت أشطر مف
الكل! ستكبر وتدخل أحسف جامعة وحينيا سيتغير موضوع انجذابؾ الجنسي! وىكذا
زاد اإلنكار ...زاد الكبت ...زاد الكذب ...وزاد مع ىؤالء التآمر بيف حساسية رامي
مع بيئة المنزؿ مع تفوؽ الدراسة وتميزىا بشكل كبير.
ٕٔٓ
وأتى عاـ االنفجار ...عاـ ألفيف وستة .حيف دخل رامي موقعاً إباحياً لبنانياً لمشباب
الذيف لدييـ انجذاب مثمي ...والتقى بأحدىـ ...وبعد صراع طويل حدث
ما تفكريف بو ...نعـ لقد حدث ...
قرر رامي االبتعاد ...قرر االنفصاؿ عف هللا وعف الكنيسة ...وبدأ اإلنكار يسقط ...
ومع سقوطو بدأ أوؿ شعاع نور يظير مف كومة الظبلـ التي غطت وبسماكة عشريف
عاماً مف حياة الشاب المسكيف .الشعاع بدأ مع وجدؼ ...الذؼ كاف الشخص األوؿ
الذؼ وثق رامي مف حبو واىتمامو ...مع وجدؼ دخمت معادلة جديدة وغريبة
وعجيبة وغير مغشوشة ...بدأ مشوار التعافي مع وجدؼ ودعمو بشكل كبير
...الدكتور مف خبلؿ كتبو ومراسبلتو ...ولحبيب الفضل العظيـ مف خبلؿ احتضانو
واصغائو وبكائو معي ...وديفيد مف خبلؿ تواصمو الدائـ ...
تعميق :6لعب "حبيب" دور األب البديل الذي يقدـ األحضاف التي لـ
يقدميا جوف (األب الطبيعي).
ٕٕٓ
قصة أحمد
األـ حساسة ،مرحة ،متدينة ،تربت في منزؿ مفعـ بالحب مف الجد والجدة ،وقصر بو
البيانو ومدرس المغة الفرنسية .ال تعرؼ فف إدارة المنزؿ وجدة تعيش بالمنزؿ دائما
تخبرني قصص عف الوالد في الطفولة وعصبية أبي عمي أمي.
تعميق :8في مقابل الذكورة الضعيفة ،نجد في أسرة المنشأ لدى أصحاب
الميوؿ المثمية ،األنوثة القوية والجذابة والحنونة في صورة األـ والجدة
والخاالت واألخوات وغيرىف .باإلضافة إلى شيوع ثقافة "كره واحتقار الذكورة"
بيف ىذا المجتمع األنثوي والتي تنتقل لأل والد الذيف يتربوف في ىذا الوسط
المشبع باألنوثة .وكثي اًر ما يكوف المستوى االقتصادي واالجتماعي والدؼء
االجتماعي أعمى في ناحية األـ وبالتالي يكوف األب (رمز الذكورة) محتق ًرا
لدرجة ما.
ٖٕٓ
أنا األصغر في المنزؿ كما يقاؿ عني ،أشقر فتي جميل ،منذ أف ولدت وأنا أحب
أبي ،أبي فقط .أنتظره ألناـ بجانبو وأدفئ لو ظيره بظيرؼ كما يطمب مني طواؿ الميل
...دائما ما انتظره ...عندما يسافر يعود ليجدني أقفز درجات السمـ كميا ألصل إليو
ألحتضنو وال أخجل ...أمضيت سنوات عمرؼ األولي بجانبو حتى بدأ يخسر في
عممو ...مرض أختي المزمف يظير ويحتاج لعناية ومصاريف ...بدأ بزيادة العراؾ
مع أمي ويضربيا كثي ار ظاناً انيا السبب لما يحدث لو وبدأ يفضل أخي األكبر عمى
الكل ...مع أني أحب أخي بدأت أشعر بالغيرة تجاىو.
تعميق :3بسبب بعض الظروؼ التي لـ يستطع األب التعامل معيا ىبت
رياح قوية عمى األسرة مزقت الرابطة التي كانت بيف أحمد وأبيو قبل أف
تؤدي ىذه الرابطة إلى تأصيل الذكورة في أحمد .فجأة أصبح "بابا"
(الذكورة) ليس رم اًز لمحب والحناف والدؼء بل لمكراىية والعنف والتفرقة في
المعاممة.
وجدتني في يوـ وليمو بيف أحضاف عامل لدينا في المحل .أنا وأختي نصعد السمـ
يحاوؿ أف يغتصب أحداً فينا ...أختي تسرع ألعمي وأنا أظل واقفاً ال أفيـ .وتتوالي
األياـ .منذ سف السادسة وأنا يتـ استيبلكي وال أعمـ .لـ يكف اعتداء
وال ضرب كانت أحضاف وكاف شعور غريب يحدث وال أفيـ (لـ يحدث ىتؾ عرض).
وبدأت اكره أبي .بدأ يخيفني .يضربني .أسمع صوتو فأجرؼ .أدعو هللا أف ال يعرؼ
ما أفعمو فالعامل يناديني س اًر ...إذا فيذا خطأ .
ٕٗٓ
بالجنس المثمي .بالنسبة لأل والد الغيرييف يرتبط الحناف والحب الذكوري
بالحناف األبوي والصداقة والمعب معاً والمتعة معاً .ىذا لـ يحصل عميو
األطفاؿ المثميوف كل ما حصموا عميو مف حب ذكري كاف جنسياً .أما فيما
عدا الجنس فمـ يحصموا مف الذكور إال عمى الضرب واإلىانة والسخرية.
بدأ أبي يرغمني عمي النوـ بجانبو وأنا ال أرغب ...وعندما أناـ أجده مع أمي
( )......أغير عمييا كثي ار وأكرىو أكتر ...انتقمت أمي لحجرة أخرؼ في المنزؿ لتبقي
فييا ...ىي األخرؼ ابتعدت عنو ...وأنا معيا ...نمت بجوارىا ىي وأختي ...
تربينا معاً وذكرياتنا معاً .إخوتي ازدادوا بي ضرباً ..وأنا وأختي بدأت ذكريات
الطفولة تتكوف مع بنات عماتي كميف وابف عمتي الوحيد ىو أيضاً.
تعميق :5انفصمت الرابطة مع األب وتوثقت مع األـ .األطفاؿ عندما يروف
الجنس بيف البالغيف يعتبرونو عنفاً وىذا يؤصل فكرة أف ممارسة الرجل
الجنس مع امرأة عنف وقسوة .فيكوف لساف حاؿ الولد المثمي" .لف أفعل
بامرأة ىذا الشيء الفظيع الذي كاف يفعمو أبي مع أمي" خاصة إذا كاف يتـ
رغماً عف رغبة األـ .مما يؤكد ذلؾ أف األـ انتقمت لغرفة أخرى مع البنات
والولد الذي تـ عزلو تماماً عف الذكورة! وىا ىـ األخوة الذكور اآلخريف
يكمموف الصورة فيضطيدوا ىذا الفتى الرقيق الذي ال يجد إال في اإلناث
المالذ فيرتبط بيف.
حتي كبرت بعض الشئ ..وأنا مع نفس العامل ..نمتقي كل يوـ س ارً ..وبدأت
خالتي تغدؽ عمي أمواال كثيرة .وكما قاؿ المثل .الماؿ السايب يعمـ السرقو فكنت
أسرؽ توكة شعر ،مشط ،فموس عمشاف اشترؼ ميكي وسمير ،وعمـ أبي أني سرقت
وضربني ضربا ال يتصوره عقل ،وبدأت أفصل نفسي تماما عف ىذا الشخص.
وانتقمت مف مدرسة الراىبات الخاصة لمدرسة حكومية .وبدأ الويل .كانوا يمقبوني باسـ
"إنت" .بدأت التحرشات تزيد .كنت أرد عمييـ
فتاة .دائما يقولوا لي "إنتي" وليس َ
بميارتي داخل الفصل .كنت مف الناجحيف .وأشارؾ نجاحي بنات عماتي وأختي
ٕ٘ٓ
وصديقاً منطوياً مثمي كاف معي بنفس المدرسة السابقة .وكنت أنجذب كثي ار لمف
أجدىـ أقوياء الشخصية بييزروا مع بعض بطريقة غريبة .وأنا معرفش.
ال أ لعب كورة وال أقوؿ نكت .أنا أعرؼ أىزر بس مع بنات العيمة وصاحبي المي طمع
عنده نفس الميوؿ والغريب ،أختو صاحبة أختي.
تعميق :6بدأت تكتمل الصورة ويتخذ أحمد الشخصية األنثوية وتصبح
أمر غريباً وغامضاً ومختمفاً .والمختمف جذاب! بدأ أحمد ينجذب لما
الذكورة اً
ليس فيو مف صفات الذكورة كما تنجذب البنات لأل والد .لقوة الشخصية
ولكبر حجـ الجسد والدـ الخفيف والقدرة عمى إلقاء النكات دوف الضحؾ.
باختصار بدأ ينجذب كما تنجذب اإلناث لما يسمى ُ"تقل" األوالد .ىل
تذكروف األغنية " :يا واد يا تقيل!"
خرج العامل مف المحل وتوقفت الممارسات .وبدأت في اشتياؽ .كنت أريد أف أفعميا
مع أؼ أحد ..حتي تمت مع ابف عمتي الوحيد .لؤلسف .وبدأت أكبر مع زميمي
المنطوؼ بالمدرسة وبدأنا نتعرؼ مع بعض وأصرح لو بالتحرشات التي تحدث لي
في الشارع وأنا معجب بيا وىو يندىش ويطمب مني المزيد مف الحكايات وبدأ يحكي
عف تحرشات حدثت لو واجتمعنا بصديق ثالث ميتـ بالحاجات دؼ ،ومحدش عارؼ
إني بمارس حاجة واجتمعنا برابع ،وأصبحنا شمو كاممة عندىا نفس المعاناة.
تعميق :7بداية تكويف المجتمع المثمي الصغير.
وكوّنا دائرة ،ونحف في جامعاتنا المختمفة ،نتعمق بيذا ونحب ىذا مف طرؼ
لؤلسف َّ
واحد ونحدث بعضنا البعض .حياة مثمية كاممة .إلى أف دخمت في اعتمادية كاممة
عمى صديقي .أينما يقوؿ لي أف أذىب أذىب .وىو يرسـ لي حياتي ويختار لي
ما ألبس وما أشرب وما آكل .وكثرت عبلقاتي االعتمادية والخياالت واالنجذاب بتمؾ
الفترة .وزادت العادة السرية فوؽ الطبيعي ...لـ أستطع أف أوقفيا أبدا أبدا! وبدأت
حياتي باالختناؽ .مف أنا؟ لماذا ىذا الضياع والذؿ؟ لماذا ىذا االستغبلؿ وعندما
ٕٓٙ
قررت االبتعاد عف ىذه الصحبة .كيف وىو كل ذكرياتي وكياني؟ دخمت الجيش
وتعرفت عمى كثيريف .وبدأت بفرض شخصيتي المعتادة .المرح والرقص وتََقبل أف
اآلخريف يرونني كفتاة و"ييزروا" معي نفس ىذا "اليزار" ،حتي ىمس لي شخص في
أذني" :لماذا دائما في اليزار تضع نفسؾ مكاف األنثى واآلخروف رجاؿ؟ أيف أنت؟ أنا
خائف عميؾ؟ وحضنني حضناً لـ ولف أنساه طواؿ عمرؼ .حضف نقي نظيف ببل
مقابل .ببل جنس.
تعميق :8تحدث الرغبة في التعافي غالباً عندما يحدث شيئاف :األوؿ ىو
المعاناة في الحياة المثمية والثاني :ىو الحصوؿ عمى حب ذكري غير
جنسي.
وتعرفت عميؾ خبلؿ تمؾ الفترة مف عمى النت .كنت أىرب مف الجيش ألزور العيادة.
ألوؿ مرة أجد شخصا غريباً .ال أستطيع اختراؽ عقمو فعبلً .ىل أنت جاد؟ ىل
أستطيع الشفاء؟ وتعرفت عمى مف سبقني في مسيرة التعافي .حسف ثـ شكرؼ .تعرفت
عمييـ وأنا في منتيى الشؾ في صدؽ ما يقولوف وفي إمكانية النجاح .انضممت
لمجموعة المساندة .ووجدت الفرؽ! وجدت الفرؽ بيف أصحاب ىدفيـ الوحيد المثمية
وأصحاب ىدفيـ الوحيد ىو التعافي والتغيير .وجدت جرأة في التعبير عف المشاعر
(حتى االنجذابات الجنسية) نعـ كنا إذا شعر أحدنا بانجذاب جنسي تجاه اآلخر يخبره
أماـ الجميع والوجو محمر موشؾ عمى االنفجار والعجيب أف االنجذاب عندما نتكمـ
عنو ونستبدلو بالحب غير الجنسي ،يختفي! وجدت حباً غير مشروط حقيقي وصداقة
ال تعتمد عمى أؼ استغبلؿ مادؼ أو جنسي أو معنوؼ مف أؼ نوع! وعرفت عف
السمـ! سمـ التعافي والتبطيل .وبعد وقت قررت أف أبدأ بصعود السمـ .ىاطمع درجة
درجة وأقوـ وأقع ثـ أقوـ مرة أخرػ .أحارب اإلساءالت واالنجذابات .بدأت في
المجموعة أسمع وأنصت وأتعمـ وأطبق.
ٕٓٚ
أشكر هللا ،وأصمي وأبكي لو ليعينني فيو القوؼ .أتكمـ بجرأة عما يواجيني مف تحديات
ومصاعب .أجد الحل في مجموعة المساندة .الكل يريدني أف أصعد عمى السمـ
ونصعد معاً.
تعميق :9يمثل مجتمع التعافي المجتمع الذكوري البديل الذي يقدـ الحب
والقبوؿ بشكل غير جنسي (ما كاف ينبغي أف يحدث في الطفولة وقبل
البموغ ،أي قبل الجنس) وفي نفس الوقت يحث عمى التوقف عف
الممارسات الجنسية كميا بالفعل وحتى بالخياؿ وفضح االنجذابات أوالً
بأوؿ .في ىذا المجتمع تتـ دائماً ثالث ممارسات أساسية لمتعافي وىي:
التبطيل ،والتواصل مع النفس (المشاعر والذكريات والجروح مف كل نوع
والتواصل مع الجسد بصور غير جنسية) ،والتواصل مع اآلخريف (مف
مثمييف متعافيف وغيرييف غير مصابيف بكراىية المثمييف).
وجاءت المحظة الصعبة وىي لحظة االعتراؼ لصديق غيرؼ بميولي المثمية وبمشوار
التعافي .ىل سيقبمني؟ أـ سيرفضني؟ أـ ماذا؟ سئمت االستغبلؿ واالنتياؾ .معقوؿ
سرؼ بإيدؼ؟ وحينما قمت لو ،سكت ...وفي اليوـ الثاني أجده يقابمني وعيناه
أسممو ّ
محمرتاف مف السير والحزف عمي .يحمف لي أنو يحبني وسوؼ يقف بجانبي ميما
ّ
كمفو األمر .بعدىا تقدمت بشدة في التعافي .بدأت أشكو لو حالي في أؼ وقت .وبعد
ذلؾ قمت لشخص آخر معي في الجيش وتقبمني كأخ .حققوا لي الحب الحقيقي .حب ًا
ببل اعتمادية وببل رومانسية ،ببل جنس .ببل ُذؿ واستغبلؿ .حب رجاؿ لرجاؿ.
عامموني كرجل .كشخص صغير ،لكف مف الممكف أف يكبر نصحوني في أذني
ّ
بمطف .يتصموف بي دائماً ويطمئنوف عمي .عممت سنة تبطيل واحتفمت مع المجموعة
ّ
(وسنة التبطيل دؼ يعني تبطيل خالص ،وال حتى عادة سرية!) لـ أكف أحمـ أبداً أف
أكمل ىذه المدة متوقفاً تماماً!
ٕٓٛ
المر ولكنو األكثر فعالية ىو الخروج لمنور مع الغيرييف
تعميق :22الدواء ّ
لكي يختبر صاحب الميوؿ المثمية القبوؿ غير المشروط الكامل مف
أشخاص غيرييف يعرفوف بميولو المثمية ويحبونو ويحترمونو ويعاممونو كما
يعامموف غيره مف الغيرييف ،فيبدأ يثق في نفسو وفي ذكورتو ويحصل عمى
االرتباط المفقود بالذكور وتعاود ذكورتو النمو.
واشتغمت في مجاؿ الطفل .أحمي حقو وأتكمـ بعمو الصوت عما يواجيو األطفاؿ مف
إىماؿ .الزـ أساعد زمايمي .الزـ يحسوا "حبلوة" التعافي واالطمئناف المي أنا فييا.
حسيت بقوة وثقة بالنفس ،أتمنى إف كل أطفاؿ العالـ يحسوىا .الرسالة الزـ توصل.
ّ
حاولت أف أىمس ألصحابي القدامى في آذانيـ بما أمر بو مف تغيير حقيقي .عبروا
لي بصراحة أنيـ غير مستعديف لمتغيير ،تركتيـ ومضيت فعندؼ ما ينتظرني مف
تحديات ألواجييا وأقيرىا بإذف هللا.
ّ
ٕٜٓ