مذكرة التخرج

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 88

‫جامعة قاصدي مرباح _ ورقلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة إلستكمال المتطلبات لنيل شهادة الماستر أكاديمي‬


‫الميدان‪ :‬الحقوق والعلوم السياسية‬
‫الشعبة‪ :‬الحقوق‬
‫التخصص‪ :‬القانون العام اإلقتصادي‬

‫عنوان المذكرة‬

‫إعداد وتحضير الميزانية العامة للدولة‬


‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫بوليفة محمد عمران‬ ‫محمودي عائشة‬
‫دقاشي شيماء‬
‫سليماني عبد الجليل‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫األسم واللقب‬


‫رئيسا‬
‫مشرفا‬ ‫بوليفة محمد عمران‬
‫مناقشا‬
‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح _ ورقلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة إلستكمال المتطلبات لنيل شهادة الماستر أكاديمي‬


‫الميدان‪ :‬الحقوق والعلوم السياسية‬
‫الشعبة‪ :‬الحقوق‬
‫التخصص‪ :‬القانون العام اإلقتصادي‬

‫عنوان المذكرة‬

‫إعداد وتحضير الميزانية العامة للدولة‬


‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫بوليفة محمد عمران‬ ‫محمودي عائشة‬
‫دقاشي شيماء‬
‫سليماني عبد الجليل‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫األسم واللقب‬


‫رئيسا‬
‫مشرفا‬ ‫بوليفة محمد عمران‬
‫مناقشا‬
‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬
‫شكر‬
‫إهداء‬
‫إهداء‬
‫إهداء‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬

‫ص‪ :‬صفحة‬

‫ق‪ .‬ع‪ :‬القانون العضوي‬


‫المقدمة‬
‫المقدمة‬

‫ع رفت الجزائ ر من ذ نهاي ة ثماني ات الق رن الماض ي جمل ة من اإلص الحات في مج ال‬
‫الميزاني ة العمومي ة‪ ،‬فبع د ص دور أول ق وانين المالي ة‪ ،‬الق انون ‪ 84/17‬والم ؤرخ في ‪ 7‬يولي و‬
‫‪ ،1984‬والذي أسس أول بوادر الميزانية العمومية والمالية العامة للدولة‪ ،‬إتضح إحتوائه على‬
‫إختالالت عميقة دعت إلى إدخال تعديالت متتالية عليه‪ ،‬ليتوافق مع التحوالت المتسارعة التي‬
‫عرفه ا الع الم‪ ،‬مم ا جع ل إص الحه ض رورة تفرض ها الظ روف الداخلي ة‪ ،1‬وتمليه ا ض رورة‬
‫مواكبة التحوالت العالمية في مجال إدارة المالية العامة‪ ،‬ليتم بعد ذلك إلغاء القانون ‪84/17‬‬
‫وإ صدار القانون العضوي ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬والمؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر‪،2018‬‬
‫وال ذي يعت بر تتويج ا لمس ار اإلص الح الم الي والميزاني اتي في الجزائ ر حيث تم تعزي ز ه ذا‬
‫القانون بإصدار‪ 12‬مرسوما تنظيميا مشهرا في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫تس عى الجزائ ر من خالل ه ذا الق انون إلى تحقي ق إط ار موازن اتي يمكن من الوص ول‬
‫إلى األه داف المس طرة‪ ،‬والتحس ين من مس توى األداء ومس ايرة الممارس ات الدولي ة في تس يير‬
‫المالية العمومية‪ ،‬ولعلى من أهم محاور اإلصالح الميزانياتي هو إنتقال الجزائر من التسيير‬
‫التقلي دي للميزاني ة العام ة إلى التس يير الح ديث الق ائم على نظ ام ميزاني ة ال برامج واألداء‪ ،‬من‬
‫أج ل تحقي ق األه داف المرج وة والمس طرة على الم دى المتوس ط‪ ،‬وتحس ين عملي ة تحض ير‬
‫مش اريع ق وانين المالي ة وتق ديمها ومناقش تها والمص ادقة عليه ا ويه دف ه ذا إلى تعزي ز ش فافية‬
‫المالية العمومية وتعزيز دور البرلمان في صناعة القرار المالي العمومي‪.2‬‬

‫‪ 1‬أكحل محمد‪ ،‬مستجدات تحضير ومناقش ة ومص ادقة على ق انون المالي ة للس نة في ظ ل الق انون العض وي ‪ ،18/15‬مجل ة‬
‫األبحاث القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،1‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،2021 ،02‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 2‬أكحل محمد‪،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪2‬‬
‫وتعت بر مرحل ة إع داد وتحض ير الميزاني ة العمومي ة من أهم المراح ل ال تي مس ها‬
‫اإلص الح الميزاي اتي‪ ،‬وذل ك يرج ع إلى مختل ف المس تجدات في ه ذه المرحل ة ال تي نص عليه ا‬
‫الق انون العض وي ‪ 18/15‬من مب ادئ ووث ائق جدي دة تخ دم التوجه ات والق رارات الس يادية في‬
‫مجال المالية العمومية للدولة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫دراسة بعنوان إعداد الميزانية العمومية في ظل القانون العضوي ‪.118/15‬‬ ‫‪-‬‬


‫دراسة بعنوان مستجدات تحضير ومناقشة والمصادقة على قانون المالية للسنة في ظل‬ ‫‪-‬‬
‫القانون العضوي ‪.218/15‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذا الموضوع من أهمية الميزانية العمومية ذاتها‪ ،‬حيث هي الخطة المالية للدولة‬
‫في ما يخص المستقبل وأداة تحقيق أهدافها المسطرة وسياساتها‪ ،‬كما تكمن أهمية هذه الدراسة‬
‫بمعرف ة ك ل من الدارس ين والب احثيين وك ذا الم وظفين ال ذين يع نيهم مج ال المالي ة العام ة عام ة‬
‫والميزانية العمومية خاصة‪ ،‬مختلف جوانب الميزانية العمومية ومراحل إعدادها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫صياغة قانون المالية ومناقشته والمصادقة عليه‪.‬‬

‫أسباب وأهداف الموضوع‪:‬‬

‫وق ع اإلختي ار على ه ذا الموض وع ألس باب شخص ية وموض وعية‪ ،‬تكمن األولى في إرتب اط‬
‫الموض وع بمج ال تخصص نا الق انون الع ام والق انون الع ام اإلقتص ادي‪ ،‬إض افة إلى مس اس‬

‫‪ 1‬الدوم الدراجي‪ ،‬سعداوي محم د عب د الس الم‪ ،‬إع داد الميزاني ة العمومي ة في ظ ل الق انون العض وي ‪ ،18/15‬م ذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون ع ام‬
‫إقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬وهي دراسة هدفت إلى تبيان مستجدات القانون العض وي ‪ 18/15‬ال ذي أتى‬
‫في مسار اإلصالح الميزانياتي في الجزائر‪ ،‬حيث تطرقت ألهداف اإلصالح الميزانياتي وما إستحدثه من مبادئ وإجراءات بداي ة من تحض ير الميزاني ة‬
‫العمومية إلى غاية المصادقة على قانون المالية‪ ،‬وهي دراسة تصب في نفس موضوعنا وتتطرق لذات العناوين األساسية‪.‬‬
‫‪ 2‬أكحل محمد‪ ،‬مستجدات تحضير ومناقشة ومصادقة على قانون المالية للسنة في ظل القانون العضوي ‪ ،18/15‬مجل ة األبح اث القانوني ة والسياس ية‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،1‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ، 2021 ،02‬تطرقت هذه الدراسة إلجراءات تحضير ودراسة قانون المالية ومناقشته ثم المصادقة عليه في ظل القانون‬
‫العضوي ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية وهي دراسة تشترك مع موضوعنا في المرحلة التشريعية لقانون المالية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الموضوع بالجانب المهني والوظيفي المرجو في المستقبل‪ ،‬أما األسباب الموضوعية فتتثمل‬
‫في قل ة الدراس ات األكاديمي ة ال تي ت درس مرحل ة اإلع داد خاص ة في ظ ل الق انون العض وي‬
‫الجديد‪ ،‬وحداثة عملية اإلصالح الميزانياتي في الجزائر‪ .‬وهدفنا من خالل هذا الدراسة إلى‪:‬‬

‫ع رض مس تجدات الق انون العض وي ‪ 18/15‬للمب ادئ واألس س واإلج راءات المعتم د‬ ‫‪-‬‬
‫عليها في عملية إعداد وتحضير الميزانية العمومية‪.‬‬

‫معرف ة كيفي ة تنظيم إط ار ق انون المالي ة الس نوي بتبي ان محت واه وإ ج راءات مناقش ته‬ ‫‪-‬‬
‫والمصادقة عليه‪.‬‬

‫وذلك بدءا من طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫كيف يتم إعداد وتحضير الميزانية العامة للدولة؟‬

‫ولمعالجة مختلف جوانب اإلشكالية الرئيسية تم تقسيمها إلى أسئلة فرعية‪:‬‬

‫ماهي السلطة المسندة إليها عملية إعداد الميزانية العمومية ومبررات ذلك؟‬ ‫‪-‬‬
‫فيما تتمثل تصنيفات موارد وأعباء الميزانية العمومية وفق القانون العضوي ‪18/15‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫ماهي المستجدات في الوثائق الميزانياتية وفق القانون العضوي ‪18/15‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫ماهي إجراءات عملية صياغة ومناقشة مشروع قانون المالية والمصادقة عليه؟‬ ‫‪-‬‬

‫ولإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية لها تم اإلعتماد أساس ا على المنهج التحليلي‪،‬‬
‫وذلك لتحليل مختلف النصوص القانونية والتنظيمية ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬

‫قد تم تقسيم هذا الموضوع إلى فصلين‪ ،‬الفصل األول تضمن المرحلة اإلدارية إلعداد‬
‫الميزاني ة العمومي ة وذل ك بداي ة من الس لطة المكلف ة والمب ادئ ال تي تحكم عملي ة اإلع داد‪ ،‬إلى‬
‫مراحل وإ جراءات تحضير مشروع الميزانية العمومية‪ ،‬أما الفصل الثاني المرحلة التشريعية‪،‬‬
‫تم التطرق فيه لمحتوى قانون المالية وعملية مناقشته والمصادقة عليه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫المرحلة اإلدارية إلعداد الميزانية العمومية‬
‫تمهيد‬

‫إن رغب ة الجزائ ر في تحس ين وإ ص الح المنظوم ة المالي ة في إط ار تحوي ل عمي ق في‬
‫كيفية تسيير المال العام والمحافظة عليه‪ ،‬ومواكبة اإلصالحات السياسية واإلقتصادية الداخلية‬
‫والخارجية بالنسبة للتحوالت الدولية في مجال تسيير المالية العامة‪ ،1‬إنعكست بشكل ملحوظ‬
‫من خالل إص دارها للق انون العض وي ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين المالي ة‪ ،‬وال ذي يعت بر اإلط ار‬
‫القانوني الجديد الذي قامت من خالله بتكريس جملة من اإلصالحات الميزانياتية والمحاسبية‪،‬‬
‫حيث أدرج ه ذا الق انون قواع د وأس س مس تحدثة تحكم الميزاني ة العام ة وخاص ة فيم ا يتعل ق‬
‫بمرحل ة إع دادها‪ ،‬ذل ك ب دءا من إس تحداثه لمب ادئ جدي دة ت دعم الت أطير الميزاني اتي المتع دد‬
‫الس نوات وك ذا إلج راءات جدي دة تحكم تص نيف م وارد وأعب اء الميزاني ة العام ة‪ ،‬والوث ائق‬
‫المتعلقة بإعدادها‪.‬‬

‫وعليه سنتطرق من خالل هذا الفصل إلى‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المبادئ التقنية إلعداد الميزانية العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات إعداد الميزانية العمومية‬

‫‪ 1‬عقال جابر‪ ،‬عمومن خديجة‪ ،‬مستجدات القانون العضوي ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون‬
‫عام إقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‪ ،2021 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبادئ التقنية إلعداد الميزانية العمومية‬

‫تعتبر الميزانية العامة من أهم وأبرز الوثائق األساسية في الحياة السياسية‪ ،‬ذلك ألنها‬
‫تعكس سياس ة الدول ة في مختل ف المج االت اإلقتص ادية واإلجتماعي ة والسياس ية‪ ،‬وتع رف‬
‫الميزاني ة بأنه ا تل ك الوثيق ة ال تي تق ر وت رخص بموجبه ا اإلي رادات واألعب اء بعن وان الس نة‪،1‬‬
‫تحكمه ا مجموع ة من القواع د والمب ادئ وال تي يجب على الس لطة المكلف ة به ا إحترامه ا في‬
‫مختلف مراحل إعدادها‪ ،‬وهذا ما سنعرضه من خالل هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة المكلفة بإعداد الميزانية العمومية‬

‫تعت بر مرحل ة تحض ير وإ ع داد الميزاني ة الخط وة األولى في دورة حي اة الميزاني ة‬


‫العمومي ة‪ ،‬ومن المتف ق علي ه أن عملي ة إع داد الميزاني ة هي عملي ة إداري ة بحت ة‪ ،2‬يرج ع‬
‫اإلختصاص فيها تقليديا إلى السلطة التنفيذية في أغلب دول الع الم على إختالف أنظمتها‪ ،‬ذلك‬
‫إلعتب ار أنه ا تع بر عن خط ة وبرن امج الحكوم ة لنش اطها اإلقتص ادي والسياس ي واإلجتم اعي‪،‬‬
‫وبحكم م ا تتمت ع ب ه من إمكاني ات تقني ة وفني ة ووس ائل مادي ة وبش رية ض خمة تمنحه ا الق درة‬
‫والفعالية على القيام بهذه المهمة بالغة األهمية والتعقيد‪.3‬‬

‫وكان إلسناد هذه المهمة للسلطة التنفيذية مبررات عدة سنذكرها في (الفرع األول)‪ ،‬ومن ثم‬
‫سنتطرق لصالحيات وزير المالية واألجهزة المساعدة له في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبررات إسناد مهمة التحضير للسلطة التنفيذية‬

‫‪ 1‬المديرية العامة للميزانية‪ ،‬معجم المصطلحات‪ ،2021 ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ 2‬محمد ساحل‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسورللنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ 3‬مالك عليان‪ ،‬إعداد الميزانية في ظل القانون العضوي ‪ 18/15‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬جامع ة الجزائ ر‬
‫‪ ،3‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2021 ،03‬ص ‪.66‬‬
‫‪7‬‬
‫يرج ع م برر إس ناد مهم ة التحض ير للس لطة التنفيذي ة إلى مجموع ة من اإلعتب ارات‬
‫المدرجة في النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السلطة التنفيذية الجهاز المسؤول عن تنفيذ الميزانية‬

‫الحكومة هي المسؤولة عن تنفيذ الميزانية العامة وتنسيق بنودها المختلفة‪ ،‬نظرا ألنها‬
‫الوحيدة التي تمتلك إمكانيات التنفيذ والمتابعة وإ عداد الحساب الختامي‪ ،‬وبالتالي فمن البديهي‬
‫أن تتولى السلطة التنفيذية إعداد الميزانية ألنها ستسعى لجعلها أكثر دقة وواقعية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫هذا فإنه من غير المنطقي محاسبة السلطة التنفيذية عن خطط وبرامج وأهداف لم تضعها هي‬
‫ب ذاتها وإ نم ا فرض ت عليه ا فرض ا‪ ،‬ول ذلك ف إن مس ؤولية الس لطة التنفيذي ة أم ام البرلم ان عن د‬
‫تنفيذها للميزانية تستوجب تكليفها بوضع ميزانية تستطيع تنفيذها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروع قانون المالية هو فرصة الحكومة للتعبير عن سياستها‬

‫تعت بر عملي ة إع داد الميزاني ة من أهم األنش طة ال تي تق وم به ا الس لطة التنفيذي ة في ك ل‬


‫سنة‪ ،‬وفي أغلب دول العالم تكون الحكومة مهيمنة في عملية التحضير‪ ،‬على إعتب ار أن إع داد‬
‫الميزاني ة يعت بر بمثاب ة فرص ة للحكوم ة من أج ل التعب ير عن سياس تها ومخط ط أعماله ا‬
‫وأولوياته ا‪ ،‬وبه ذا تك ون ق وانين المالي ة المعي ار األساس ي لقي اس وتع يين أولوي ات الس لطة‬
‫التنفيذية والطريقة الوحيدة لتحقيق األهداف العامة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحكومة هي األقدر على تقدير إحتياجات المرافق العامة وإ يراداتها‬

‫إن السلطة التنفيذية هي من تقوم بإدارة وحدات المرفق العام‪ ،‬األمر الذي يجعلها على‬
‫دراسة كافية بإحتياجات كل مرفق من نفقات وما يتوقع أن تطرحه من إيرادات‪.3‬‬

‫‪ 1‬حجاج مليكة‪ ،‬محاضرات في المالية العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،2020 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬مراد بقالم‪ ،‬ممارسة التحضير التشريعي لمشروع قانون المالية في النظام الجزائري‪ ،‬دكتوراه علوم في القانون الع ام‪ ،‬كلي ة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية بدواو‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ 3‬عليان مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪8‬‬
‫رابعا‪ :‬السلطة التنفيذية األكثر دراية بالوضع المالي للدولة‬

‫تتمتع السلطة التنفيذية بمعرفة عميقة بالوضع المالي لإلقتصاد الوطني وهذا يرجع إلى‬
‫مختلف األجهزة اإلحصائية التي تشرف عليها‪ ،‬وتقوم هذه األخيرة بتزويدها بمختلف البيانات‬
‫والتقديرات الضرورية في هذا المجال‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬السلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في وضع الميزانية‬

‫تعتبر السلطة التنفيذية أكثر قدرة وفعالية من السلطة التشريعية في وضع الميزانية فيما‬
‫تعلق بتحديد الحاجات العامة واألولويات اإلجتماعية وهذا يرجع لعدم خضوعها لإلعتبارات‬
‫المحلية واإلقليمية التي قد تؤثر على أعضاء المجالس الشعبية‪.2‬‬

‫قد تؤدي ترك مهمة التحضير للسلطة التشريعية إلى إصدار ميزانية غير متناسقة ألن‬
‫أعضاء البرلمان سيحاولون إعداد ميزانية ترضي منتخبيهم ال يتم التقيد فيها بالقواعد الفنية‪،‬‬
‫ه ذا من جه ة‪ ،‬ومن جه ة أخ رى يتم إخ راج ميزاني ة ال تع بر عن مخط ط وب رامج الحكوم ة‬
‫المس تقبلية‪ ،‬وعلى ال رغم من ه ذا ف إن الس لطة التش ريعية له ا ح ق التوجي ه فيم ا يخص مراع اة‬
‫اإلعتبارات الواجب إتباعها أثناء إعداد وتحضير الميزانية العمومية‪ ،‬ويتوقف دورها عند هذا‬
‫الحد‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات وزير المالية واألجهزة المساعدة له‬

‫تت ولى الس لطة التنفيدي ة إع داد الميزاني ة العام ة للدول ة‪ ،‬ممثل ة ب الوزير المكل ف بالمالي ة‪ ،‬حيث‬
‫يم ارس ه ذا األخ ير مهم ة تحض ير الميزاني ة وف ق لص الحيات المخول ة ل ه بم وجب الق انون‪،‬‬
‫ويس اعده في ذل ك مجموع ة من الهياك ل واإلدرات التقني ة ال تي تحض ى ب دور مهم في ه دا‬
‫المجال‪.‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬الوجيز في قانون ميزانية الدولة‪ ،‬النشر الجامعي الجديد‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪1‬‬

‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات حلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2008 ،‬ص ‪.359‬‬ ‫‪2‬‬

‫زاوش زهير‪ ،‬محاضرات في المالية العامة‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2019 ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫أوال‪ :‬صالحيات وزير المالية‬

‫يتمتع وزير المالية بصالحيات واسعة أثناء تحضير مشروع الميزانية‪ ،‬ويظه ر ه ذا في‬
‫نص المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪ 82/237‬التي تنص على‪" :‬يسند إلى وزير المالية في‬
‫مجال الميزانية في إطار الصالحيات الموكلة إليه بدراسة وإ عداد المشاريع التمهيدي ة للميزانية‬
‫العامة وميزانية التسيير وميزانية التجهيز وقوانين تسوية الميزانية"‪.1‬‬

‫لكن وب الرجوع إلى المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 95/54‬الم ؤرخ في ‪ 15‬ف براير ‪1995‬‬
‫ال تي نص ت الم ادة األولى من‪ " :‬يق ترح وزي ر المالي ة بمس اعدة ال وزير المنت دب المكل ف‬
‫بالميزاني ة وال وزير المنت دب للخزين ة‪ ،‬في إط ار السياس ة العام ة للحكوم ة وب رامج عمله ا‬
‫المص ادق عليهم ا طبق ا ألحك ام الدس تور‪ ،‬عناص ر السياس ة الوطني ة في مج ال المالي ة ويت ولى‬
‫تطبيقه ا وفق ا للق وانين والتنظيم ات المعم ول به ا"‪ 2‬والمالح ظ من نص ه ذه الم ادة أن المش رع‬
‫الجزائ ري لم ينص ص راحة على ص الحيات وزي ر المالي ة بنفس الدقة والوضوح المنص وص‬
‫عليها في المرسوم التنفيذي ‪ 82/237‬المذكور أعاله‪.3‬‬

‫وفي إطار العودة إلى القانون رقم ‪ 84/17‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬يظهر عدم وجود‬
‫إشارة واضحة إلى الجهة المسؤولة عن إعداد الميزانية والمراحل التي تمر بها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اإلجراءات التي يجب إتباعها خالل هذه العملية‪.4‬‬

‫وبم وجب الق انون العض وي ‪ 18/15‬تج اوز المش رع الجزائ ري ه ذا الغم وض ونص‬
‫ص راحة على ص الحيات وزي ر المالي ة في تحض ير وإ ع داد مش روع ميزاني ة الدول ة في نص‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي ‪ ،82/237‬المتعلق بتحديد صالحيات الوزير المالية‪ ،‬المادة ‪.14‬‬


‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي ‪ ،54/95‬المتعلق بتحديد صالحيات الوزير المالية‪ ،‬المادة ‪.01‬‬
‫‪ 3‬بوجمعة عمار‪ ،‬خليفة تميم‪ ،‬واقع وتحديات إعداد الميزانية وفقا القانون العض وي دراس ة حال ة‪ :‬مؤسس ة الرقاب ة المالي ة –‬
‫بسكرة‪ ،-‬مذكرة ماستر في العلوم المالية والمحاسبة‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2023‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 4‬أبو بكر الصديق خرفي‪ ،‬هشام محمودي‪ ،‬دور اإلدارة في إعداد الميزانية العامة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص دولة ومؤسسات‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪10‬‬
‫الم ادة ‪ 69‬من ه ال تي تنص على‪" :‬يق وم ال وزير المكل ف بالمالي ة‪ ،‬تحت س لطة ال وزير األول‪،‬‬
‫‪2 1‬‬
‫بتحضير مشاريع قوانين المالية التي يتم عرضها في مجلس الوزراء" ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األجهزة واإلدارات التقنية المساهمة في إعداد الميزانية‬

‫تس تلزم عملي ة إع داد الميزاني ة ت دخل بعض المص الح المختص ة وه ذا لم ا له ا من ص الحيات‬
‫واسعة في هذا المجال‪.‬‬

‫المديرية العامة للميزانية‬ ‫ا‪.‬‬

‫تش كل الجه ة الرئيس ية المس ؤولة عن إع داد الميزاني ة العام ة حيث تض طلع بمهم ة تجمي ع‬
‫طلب ات اإلعتم اد المقدم ة من ال دوائر والقطاع ات الوزاري ة‪ ،‬مراعي ة في ذل ك التوجيه ات‬
‫الحكومية‪ ،‬ومن ثم تقوم بتقدير اإلعتمادات من الدوائر والقطاعات الوزارية مراعية في ذلك‬
‫التوجيهات الحكومية‪ ،‬ومن ثم تقوم بتقدير اإلعتمادات الضرورية وصياغتها في وثيقة معتمدة‬
‫بالمذكرة التوجيهية‪.3‬‬

‫المديرية العامة للضرائب واألمالك الوطنية والجمارك‬ ‫ب‪.‬‬

‫تقوم هذه المديريات بمراقبة وتحليل اإليرادات العامة المتوقعة‪ ،‬بالنظر إلى اإلجراءات‬
‫الجبائي ة والجمركي ة ال تي تق وم به ا‪ ،‬حيث تعت بر من المص ادر الرئيس ية ال تي تت ولى إدخ ال‬
‫األموال إلى الخزينة العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى دورها في إدارة األمالك الوطنية‪.4‬‬

‫المديرية المركزية للخزينة العمومية‬ ‫ج‪.‬‬

‫القانون العضوي ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،2018‬المادة ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد الصديق شيخ‪ ،‬الوجيز في المالية العامة وفقا للتشريع الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،2020 ،‬الجزائر‪ ،‬ص‬
‫‪ 3‬حراق مصباح‪ ،‬إقتصاديات المالية العمومية مع اإلسقاط على حالة الجزائر باإلشارة إلى الق انون العض وي ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين المالي ة‪ ،‬النش ر‬
‫الجامعي الجديد‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 4‬مالك عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪11‬‬
‫تت ولى الخزين ة العمومي ة مه ام متع ددة‪ ،‬أبرزه ا إدارة األم وال العام ة حيث تس اهم في تتب ع‬
‫األم وال العام ة النهائي ة ال تي تس تخدم كمص در لتموي ل النفق ات المدرج ة في الميزاني ة العام ة‬
‫للدولة‪.1‬‬

‫وبالت الي ف إن المب دأ الع ام ه و إنف راد الس لطة التنفيذي ة ممثل ة ب وزارة المالي ة بإع داد الميزاني ة‬
‫العام ة للدول ة‪ ،‬وذل ك تحت إش راف وزي ر المالي ة معتم دا في ذل ك على مختل ف األجه زة‬
‫واإلدارات التابعة لوزارته‪.‬‬

‫حيث تم إسناد لوزارة المالية المهام التالي‪:2‬‬

‫تحضير الميزانية العمومية للدولة ومراقبة تنفيذها‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ت أمين الت وازن بين اإلي رادات العام ة والنفق ات العامة واللجوء إلى اإلقتراض في حالة‬ ‫‪-‬‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫تحديد مبلغ الضرائب المقتطعة وتأمين تحصيلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دفع بعض ديون الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراقبة مشروعية النفقات العامة من الناحية القانونية والمحاسبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحضير اإلتفاقيات المالية مع الدول األجنبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ العامة للميزانية العمومية‬

‫تقوم الميزانية العامة للدولة على مجموعة من األسس والقواعد يتم من خاللها وضع‬
‫السياس ات المالي ة واإلقتص ادية واإلجتماعي ة للدول ة‪ ،‬وتع رف بأنه ا قواع د نظري ة ته دف إلى‬
‫وض ع نش اط الس لطة التنفيذي ة تحت رقاب ة الس لطة التش ريعية‪ ،‬س واء تعل ق األم ر بإعتم اد‬
‫الميزانية العامة أو تنفيذها لها‪ ،‬لهذا يتعين على السلطة التنفيذية وهي بصدد تحضير مشروع‬

‫‪1‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪2‬‬
‫عليان مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪12‬‬
‫الميزانية أن تأخذ بعين اإلعتبار كافة المبادئ واألسس التي تقوم عليها الميزانية العامة وهذا‬
‫لتحقيق النتائج واألهداف المرجوة‪.1‬‬

‫يش مل ه ذا المطلب التط رق إلى المب ادئ التقليدي ة ( الف رع األول) ومن ثم التط رق للمب ادئ‬
‫الحديثة التي إستحدثها القانون العضوي ‪( 18/15‬الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المبادئ التقليدية‬

‫تس تند عملي ة تحض ير الميزاني ة العام ة للدول ة على مجموع ة من المب ادئ األساس ية‬
‫الكالسيكية‪( ،‬مبدأ السنوية‪ ،‬الوحدة‪ ،‬العمومية‪ ،‬عدم التخصيص والتوازن) تتمثل هذه المبادئ‬
‫بالتفصيل في مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ السنوية‬

‫مفهومه‬ ‫ا‪.‬‬

‫مع نى ه ذا المب دأ أن الميزاني ة يجب أن تق رر بإعتم اد س نوي من الس لطة التش ريعية‪،‬‬
‫فتحصيل اإليرادات يكون لمدة سنة وصرف النفقات يكون لمدة سنة كذلك‪ ،2‬تبدأ السنة المالية‬
‫من ‪ 1‬جانفي إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬وقد تم تأكيد ذلك في القانون العضوي ‪ 18/15‬المتعلق‬
‫بقوانين المالية حيث نصت المادة ‪ 06‬منه على أنه يقر قانون المالية للسنة ويرخص لكل سنة‬
‫مدني ة مجم وع م وارد الدول ة وأعبائه ا الموجه ة إلنج از ب رامج الدول ة طبق ا لأله داف المح ددة‬
‫والنتائج المنتظرة التي تكون موضوع تقييم‪.3‬‬

‫غير أن التزايد المستمر في النفقات العمومية يؤدي إلى ظهور مشاريع ض خمة تتطلب‬
‫عملية إنجازها تجاوز السنة المالية المحددة‪ ،‬األمر الذي يقابله عصرنة أنظمة الميزانية من‬
‫خالل اإلطار المتعدد السنوات لتقدير وتنفيذ هذه النفقات‪ ،‬حيث يقوم اإلطار المتعدد السنوات‬
‫‪1‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫حراق مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.06‬‬
‫‪13‬‬
‫على البعد الخماسي ليشمل بذلك السنتين المالييتن والسنة المعنية والسنتين الالحقتين‪ ،‬على أن‬
‫يبقى التص ويت على الميزاني ة ك ل س نة وه ذا طبق ا لم ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 05‬من الق انون‬
‫العضوي ‪.118/15‬‬

‫اإلعتبارات التي يقوم عليها مبدأ السنوية‬ ‫ب‪.‬‬

‫يس تند مب دأ الس نوية على العدي د من اإلعتب ارات ال تي ت برز أهميت ه في وض ع الميزاني ة العام ة‬
‫ولعلى من أهمها‪:‬‬

‫اإلعتبار السياسي‪ :‬يعزز مبدأ السنوية ألية رقابة السلطة التش ريعية على أعم ال السلطة‬ ‫‪.1‬‬
‫التنفيذية والتي تجد نفسها مضطرة إلى الرجوع إليها والحصول على موافقتها بصفة‬
‫دورية كل عام‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن المناقشة السنوية للميزانية تجعل‬
‫السلطة التشريعية تقف على كافة األنشطة التي تقوم بها السلطة التنفيذية‪.2‬‬
‫اإلعتب ار الم الي‪ :‬تعت بر م دة س نة الف ترة األفض ل لض مان دق ة تق ديرات إي رادات الدول ة‬ ‫‪.2‬‬
‫ونفقاته ا‪ ،‬بحيث أن مايزي د عن الس نة يص عب توقع ه خاص ة في ظ ل التقلب ات ال تي‬
‫تعرفها أسعار المواد األولية في األسواق العالمية وعلى رأسها أسعار المحروقات‪.3‬‬
‫اإلستثناءات الواردة على مبدأ السنوية‬ ‫ج‪.‬‬

‫ترد على مبدأ سنوية الميزانية بعض اإلستثناءات والتي تبررها المالية الحديثة للدولة وتعدد‬
‫إحتياجاتها‪ ،‬ويمكن حصرها في مايلي‪:‬‬

‫اإلعتم ادات الش هرية (اإلث ني عش ر)‪ :‬وهي ميزاني ات مؤقت ة ُتعتم د عن دما يتع ذر إق رار‬ ‫‪.1‬‬
‫الميزانية في الموعد المحدد‪ ،4‬حيث جاء هذا اإلستثناء للظروف التي تؤدي إلى تأخر‬

‫‪ 1‬زواويد فاطمة الزهراء‪ ،‬ميرة سهام‪ ،‬ميزانية الدولة من خالل القانون العضوي رقم ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون‬
‫إداري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،2022 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 2‬فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ 3‬عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 4‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪14‬‬
‫المص ادقة على الميزاني ة‪ ،‬فك ان الب د من أن تتف ق في الع ام الالح ق بم وجب اإلنف اق‬
‫المماثل في العام السابق مقسما على إثنا عشر شهرا‪ ،‬وقد نص عليها القانون العضوي‬
‫‪ 18/15‬في لم ادة ‪ 78‬وهي تخص ك ل من نفق ات المس تخدمين ونفق ات س ير المص الح‬
‫ونفق ات التحوي ل‪ ،‬حيث تص رف في ح دود ج زء من إث ني عش ر ش هريا وخالل م دة‬
‫أقص اها ‪ 03‬ثالث ة أش هر من مبل غ اإلعتم ادات المالي ة المفتوح ة بعن وان الس نة المالي ة‬
‫السابقة‪.1‬‬
‫رخص ال برامج ‪ :‬وهي اإلعتم ادات ال تي توج ه للمش اريع ال تي تتطلب عملي ة إنجازه ا‬ ‫‪.2‬‬
‫تج اوز الس نة المالي ة حيث تحت اج إلى تص ريح بالموافق ة من الس لطة التش ريعية على‬
‫الحصة غير السنوية‪ ،‬وهي خاصة فقط بنفقات اإلستثمار والتي تنفذ بواسطة إعتمادات‬
‫ال دفع ( الس نوية) ورخص ال برامج (غ ير س نوية) ‪ ،‬وق د تم تس مية رخص ال برامج في‬
‫الق انون العض وي ‪ 18/15‬ب رخص اإلل تزام وم يز بين رخص اإلل تزام ال تي يمكن أن‬
‫تتعدى السنة وإ عتمادات الدفع التي هي عبارة عن تخصيصات سنوية وهو ما أشارت‬
‫إليه المادة ‪ " 30‬تتكون اإلعتمادات المالية المفتوحة من رخص اإللتزام ومن إعتم ادات‬
‫الدفع"‪.2‬‬
‫اإلعتم ادات المالي ة التكميلي ة‪ :‬تتمث ل في اإلعتم ادات المنص وص عليه ا بم وجب ق وانين‬ ‫‪.3‬‬
‫المالي ة التكميلي ة‪ ،‬وته دف إلى تمكين الحكوم ة من التعام ل م ع تغ يرات األوض اع‬
‫اإلقتص ادية واإلجتماعي ة مث ل الجف اف أو زي ادة األج ور نتيجي ة ض عف النفق ات‪،3‬‬
‫وب الرجوع إلى الم ادة ‪ 07‬من الق انون العض وي ‪ 18/15‬على " يق ر ق انون المالي ة‬
‫التصحيحي إلى تعديل أو تتميم أحكام قانون المالية للسنة خالل السنة الجارية"‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ وحدة الميزانية‬


‫‪1‬‬
‫حراق مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179-178‬‬
‫‪2‬‬
‫حراق مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪3‬‬
‫بوجمعة عمار‪ ،‬خليفة تميم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪4‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.07‬‬
‫‪15‬‬
‫تعني وحدة الميزانية أن يتم تجميع وتقييد جميع نفقات وموارد المصالح العامة للدولة في‬
‫وثيق ة واح دة‪ ،‬ويقص د من ه ذا أن يتم إدراج كلي لنفق ات وإ ي رادات العام ة للدول ة في ميزاني ة‬
‫واح دة‪ ،‬حيث يتم تنظيمه ا وف ق ج دولين‪ ،‬األول يخص جمي ع اإلي رادات مهم ا ك ان مص درها‬
‫والث اني يخص جمي ع النفق ات بغض الجه ة عن الجه ة ال تي تص رفها‪ ،1‬وق د أش ار الق انون‬
‫العضوي ‪ 18/15‬لهذا المبدأ في نص المادة ‪ 04‬منه والتي تنص على‪" :‬يكتسي طابع قانون‬
‫المالية‪:2‬‬

‫قانون المالية للسنة‬ ‫‪.1‬‬


‫قانون المالية التصحيحي‬ ‫‪.2‬‬
‫القانون المتضمن تسوية الميزانية"‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلعتبارات التي يقوم عليها مبدأ وحدة الميزانية‬ ‫ا‪.‬‬

‫يؤسس مبدأ وحدة الميزانية على إعتبارين أساسيين يتمثالن في‪:‬‬

‫اإلعتب ار الم الي‪ :‬يك رس مب دأ وح دة الميزاني ة نوع ا من الش فافية والتنظيم في ع رض‬ ‫‪.1‬‬
‫ميزاني ة الدول ة األم ر ال ذي يس هل من عملي ة فهمه ا واإلطالع عليه ا من قب ل الب احثيين‬
‫والمحللين الم اليين‪ ،‬لتق دير م دى توازنه ا ه ذا من جه ة‪ ،‬ومن جه ة أخ رى يس اعد في‬
‫عرض الوضع المالي للدولة بشكل شفاف دون إخفاء الحقائق‪.3‬‬
‫اإلعتب ار السياس ي‪ :‬إن وج ود وثيق ة واح دة تض م جمي ع النفق ات واإلي رادات‪ُ ،‬يمكن‬ ‫‪.2‬‬
‫البرلمان من الحصول على فكرة واضحة وشاملة عن وضعية الدولة المالية‪ ،‬هذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ُيسهل في عملية الرقابة البرلمانية على المالية العامة‪ ،‬في حين‬
‫تعدد الوثائق المالية قد يعيق هذه العملية‪.4‬‬

‫‪ 1‬بن رمضان صالح الدين‪ ،‬بن عبد رحمان تامر‪ ،‬الضوابط القانونية لمناقشة وإصدار قانون المالية السنوي‪ ،‬م ذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون إداري‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.04‬‬
‫‪ 3‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪ 4‬محمد عمران بوليفة‪ ،‬محاضرات في مالية الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلستثناءات الواردة على مبدأ وحدة الميزانية‬ ‫ب‪.‬‬

‫هناك مجموعة من اإلستثناءات التي وردت على قاعدة الوحدة نذكرها في مايلي‪:‬‬

‫الميزاني ة الملحق ة‪ :‬هي ميزاني ة لبعض المراف ق العام ة المس تقلة وال تي ال تتمت ع‬ ‫‪.1‬‬
‫بالشخصية اإلعتبارية‪ ،‬تنشط في المجاالت الصناعية والتجارية‪ ،‬وتتطلب عند تسييرها‬
‫إدارة مالية مستقلة تشمل اإليرادات والنفقات العامة من ميزانية الدولة‪ ،‬وبالرغم من أن‬
‫المشرع قد أشار إلى هذا المبدأ في القانون الملغى ‪ 84/17‬من خالل نص المادة ‪44‬‬
‫منه‪ ،‬إال أنه وبصدور القانون العضوي ‪ 18/15‬نالحظ أن المشرع قد ألغى هذا النوع‬
‫من الميزانيات‪.1‬‬
‫الميزانية المستقلة‪ :‬الميزانية المستقلة تخص ميزانيات المؤسسات التي تتمتع بشخصية‬ ‫‪.2‬‬
‫إعتبارية مستقلة عن الدولة‪ ،‬مما يعني عدم تطبيق القوانين والقواعد المالية والوظيفية‬
‫والحكومية عليها‪ ،‬ولها الحق باإلحتفاظ بفائض اإليرادات واإلقتراض في حالة العجز‪،‬‬
‫وتأخ ذ الجزائ ر به ذا الن وع من الميزاني ات فيم ا يتعل ق بالمؤسس ات العام ة وال دواوين‬
‫الوطنية‪.2‬‬
‫الحسابات الخاصة بالخزينة‪ :‬هذه الحسابات مهمتها تسجيل دخول وخروج األموال من‬ ‫‪.3‬‬
‫الخزين ة نتيج ة لبعض العملي ات الخاص ة ال تي تق وم به ا الدول ة‪ ،‬دون أن تعت بر ه ذه‬
‫األموال إيرادات أو نفقات عامة للدولة‪.3‬‬
‫ولق د نص المش رع الجزائ ري عن ه ذه الحس ابات في نص الم ادة ‪ 41‬من الق انون‬
‫العض وي‪" ،18/15‬ت بين الحس ابات الخاص ة للخزين ة العملي ات ال تي ت دخل في مج االت‬
‫خاصة مبررة بالمرونة في التسيير‪ ،‬وتتعلق هذه الحسابات بعمليات وليس بخدمات أو‬

‫‪ 1‬فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪ 2‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ 3‬مفتاح فاطمة‪ ،‬الميزانية العامة بين القانون األساسي ‪ 84/17‬ومشروع القانون العضوي الجديد لقوانين المالية‪ ،‬مجلة القانون والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تيارت‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،04‬ص ‪328.1‬‬
‫‪17‬‬
‫هيئات"‪ ،1‬وقد قسمها ذات القانون لستة فئات بموجب المادة ‪ 42‬منه‪ ،2‬وفي نص المواد‬
‫‪ 43‬و‪ 44‬حدد القواعد المنظمة لهذه الحسابات‪.3‬‬
‫الميزانيات اإلستثنائية‪( :‬غير العادية) وهي الميزانيات التي تستخدم ألغراض خاصة‬ ‫‪.4‬‬
‫مثل الحروب أو المشاريع اإلستثمارية طويلة األمد‪ ،‬حيث يتم عرضها بشكل مستقل‬
‫عن الميزانية العامة وتمول من إيرادات غير عادية مثل القروض واإلصدار النقدي‬
‫الجديد‪.4‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ عمومية الميزانية (الشمول)‬

‫مفهومه‬ ‫ا‪.‬‬

‫مبدأ عمومية الميزانية يقصد به عرض جميع النفقات العامة واإليرادات العامة في‬
‫الميزانية العامة دون إجراء مقاصة بينهما‪ ،‬وذلك بغض النظر عن حجمها أو نوعها‪ ،5‬ويتبين‬
‫مبدأ عمومية الميزانية في نص المادة ‪ 14‬من القانون العضوي ‪ 18/15‬والتي تنص على‪" :‬‬
‫تق در م وارد ميزاني ة الدول ة وأعبائه ا وت بين في الميزاني ة على ش كل إي رادات ونفق ات‪ ،‬وتح دد‬
‫ه ذه اإلي رادات واألعب اء وي رخص به ا س نويا بم وجب ق انون المالي ة وت وزع حس ب األحك ام‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون"‪.6‬‬

‫‪ 1‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.41‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 42‬من ق‪.‬ع ‪ :18/15‬يتم فتح الحسابات الخاصة للخزينة أو غلقها بموجب قوانين المالية‪ ،‬وتشمل الحسابات الخاصة للخزينة‪:‬‬
‫الحسابات التجارية‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات التخصيص الخاص‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات القروض والتسبيقات‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات التسوية مع الحكومة األجنبية‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات المساهمة واإللتزام‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات العمليات النقدية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 43‬من ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالي ة تنص على‪ :‬يتم قانون ا التخص يص في حس اب خ اص للخزين ة بالنس بة إلى عملي ات الق روض‬
‫والتسبيقات‪ ،‬اليمكن تخص يص إي راد لحس اب خ اص للخزين ة إال بم وجب حكم من ق انون المالي ة‪ ،‬بإس تثناء اإلج راءات ال تيتحكم األم وال المخصص ة‬
‫للمساهمات أو إستعادة اإلعتمادات المالية ضمن الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫المادة ‪ 44‬تنص على‪ :‬تقرر العمليات على الحسابات الخاصة للخزينة ويرخص به ا وتنف ذ ض من نفس الش روط على عملي ات الميزاني ة العام ة للدول ة‪،‬‬
‫ماعدا حسابات القروض والتسبيقات والمساهمة واإللتزام وحسابات العمليات النقدية‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ 5‬زواويد فاطمة الزهراء‪ ،‬ميرة سهام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 6‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.14‬‬
‫‪18‬‬
‫أساليب قيد العمليات المالية‬ ‫ب‪.‬‬
‫أسلوب الص وافي‪ :‬مف اد هذا األس لوب أن يتم تقييد كافة اإلي رادات والنفقات العام ة في‬ ‫‪.1‬‬
‫ميزاني ة ص افية‪ ،‬وذل ك بع د أن يتم خص م من اإلي رادات م ا يص رف من نفق ات‬
‫لتحصيلها‪.1‬‬
‫ولتوض يح ه ذا األس لوب س نعرض مث اال يتعل ق بالض ريبة وال تي تع د من أهم الم وارد‬
‫المالية لميزانية الدولة‪ ،‬وعلى الرغم من أن حاصلها يدرج ضمن موارد الميزانية‪ ،‬إال‬
‫أن تحص يلها يتوق ف على ض رورة ص رف بعض النفق ات مث ل مرتب ات الم وظفين‬
‫والمكلفين بالتحصيل وكذلك توفير اإلمكانيات الضرورية لهم ألداء مهامهم‪.2‬‬
‫أسلوب الحاصل الخام‪ :‬يتبين هذا األسلوب في نص المادة ‪ 38/1‬من القانون العضوي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،18/15‬وال ذي يلخص تنظيم الميزاني ة في ج دولين‪ ،‬األول خ اص بتجمي ع اإلي رادات‬
‫مهما كان نوعها أو مصدرها والجدول الثاني خاص بتقييد النفقات مهما كان مصدرها‬
‫أو هدفها‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ عدم التخصيص‬

‫مضمونه‬ ‫ا‪.‬‬

‫يفيد هذا المبدأ بعدم تخصيص إيراد معين لنفقة معينة‪ ،‬تم إقرار هذا المبدأ في نص‬
‫المادة ‪ 38‬من القانون العضوي ‪ 18/15‬والتي تنص على‪" :‬ال يمكن تخصيص أي إيراد لنفقة‬
‫خاص ة ويس تعمل مجم وع اإلي رادات لتغطي ة جمي ع نفق ات الميزاني ة العام ة للدول ة وتعت بر‬
‫إيرادات المبلغ الكلي للحواصل وذلك دون التقليص بين اإليرادات والنفقات‪".‬‬

‫اإلستثناءات الواردة على مبدأ عدم التخصيص‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمران بوليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25-24‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد عمران بوليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪19‬‬
‫تعددت حاالت الخروج على قاعدة عدم التخصيص ويرجع هذا إلى تطور مفهوم الدولة من‬
‫خالل تدخلها في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،1‬وقد وردت اإلستثناءات الخاصة بهذا المبدأ‬
‫في نص المادة ‪ 38‬من القانون العضوي ‪ 18/15‬والمتمثلة في‪:2‬‬

‫اإلج راءات الخاص ة ض من الميزاني ة العام ة للدول ة ال تي تحكم األم وال المخصص ة‬ ‫‪-‬‬
‫للمساهمات أو إستعادة اإلعتمادات المالية‪ ،‬حددتها المادة ‪ 39‬من ذات القانون‪.3‬‬
‫الحسابات الخاصة للخزينة‪ ،‬أشارت إليها المادة ‪ 41‬من نفس القانون‪.4‬‬ ‫‪-‬‬

‫خامسا‪ :‬مبدأ التوازن‬

‫المقصود بتوازن الميزانية أن تتساوى تقديرات النفقات العامة مع تقديرات اإليرادات‬


‫العامة‪ ،‬وفي هذا الصدد نصت المادة ‪ 147‬من الدستور على أنه‪" :‬ال يقبل إقتراح أي قانون‬
‫مضمونه أو نتيجته تخفيض الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية‪ ،‬إال إذا كان مرفوقا‬
‫بت دابير تس تهدف الزي ادة في إي رادات الدول ة أو توف ير مب الغ مالي ة في فص ل أخ ر من النفق ات‬
‫العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها"‪.5‬‬

‫وقد طرح مفهومان لهذا المبدأ األول تقليدي والثاني حديث‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.246‬‬


‫‪ 2‬القانون العضوي ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.38‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 39‬من ق‪.‬ع ‪ :18/15‬تتكون األموال المخصصة للمساهمات من األموال ذات الطابع غير الجب ائي المدفوع ة من قب ل أش خاص معن ويين أو‬
‫طبيعيين للمساهمة في إنجاز نفقات ذات منفعة عامة تحت رقابة الدولة‪ ،‬كما تعتبر أم وال مس اهمة الهب ات والوص ايا المتن ازل عليه ا للدول ة‪ ،‬ويجب أن‬
‫يتطابق إستعمال األموال المخصصة للمساهمة مع موضوع المساهمة وفقا لإلتفاقية المبرمة بين الواهب والمس تفيد من األم وال المخصص ة للمس اهمات‬
‫والهبات‪.‬‬
‫تسجل األموال المخصصة للمساهمات مباشرة كإيرادات الميزانية العام ة للدول ة‪ ،‬وفي حال ة م ا إذا تم تخصيص ها لحس اب تخص يص خ اص فإن ه يفتح‬
‫إعتماد مالي بنفس المبلغ في البرن امج المع ني‪ ،‬بم وجب ق رار من ال وزير المكل ف بالمالي ة‪ ،‬يتم توق ع وتق ييم اإلي رادات المتعلق ة ب األموال المخصص ة‬
‫للمساهمات بموجب قانون المالية‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 41‬من ق‪.‬ع ‪ :18/15‬تبين الحسابات الخاصة للخزينة العمليات ال تي ت دخل في مج االت خاص ة م بررة بالمرون ة في التس يير‪ ،‬وتتعل ق ه ذه‬
‫الحسابات بعمليات وليس بخدمات أو هيئات‪.‬‬
‫‪ 5‬دستور‪ ،2020‬ج‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد‪ ،2020 ،15‬ص ‪.34‬‬
‫‪20‬‬
‫المفه وم التقلي دي لمب دأ الت وازن‪ :‬يع ني تحقي ق ت وازن بين إي رادات الدول ة ونفقاته ا دون‬ ‫ا‪.‬‬
‫زي ادة أو نقص ان‪ ،‬ويرتك ز على المحافظ ة على ه ذا الت وازن بش كل حس اس لتجنب‬
‫حدوث عجز‪ ،‬قد يغطى بطرق غير عادية‪.6‬‬
‫المفه وم الح ديث لمب دأ الت وازن‪ :‬تط ور مفه وم ت وازن الميزاني ة العام ة من ت وازن كمي‬ ‫ب‪.‬‬
‫بين اإليرادات العامة والنفقات العامة‪ ،‬إلى توازن مالي إقتصادي وإ جتماعي‪ ،‬وأصبح‬
‫بإمك ان الدول ة اإلفص اح عن العج ز المقص ود أو المتعم د به دف تحقي ق العمال ة الكامل ة‬
‫وفع مستوى اإلنتاج وتحقيق توازن إقتصادي شامل‪ ،‬والجدير بالذكر أن الجزائر تأخذ‬
‫ب المفهوم الح ديث لمب دأ الت وازن وه ذا يت بين في نص الم ادة ‪ 032‬من الق انون العض وي‬
‫‪.318/15‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ الحديثة‬

‫باإلض افة إلى المب ادئ التقليدي ة توج د هن اك مب ادئ أخ رى إس تحدثها الق انون العض وي‬
‫‪ 18/15‬وأقرتها مجمل التطورات والتغيرات المالية والسياسية في البالد‪ ،‬حيث سيتم التطرق‬
‫لهذه المبادئ في مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ اإلستقرار‬

‫يعد مبدأ اإلستقرار من أهم العناصر اإليجابية لإلصالح الميزانياتي واإلقتص اد الوط ني‬
‫بشكل عام‪ ،‬يتجسد من خالل فرض إعداد الميزانية العمومية في إطار متوسط المدى‪ ،‬وهذا‬
‫طبق ا لم ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 05‬من الق انون العض وي ‪ ،18/15‬والم ادة ‪ 09‬من المرس وم‬
‫التنفيذي ‪ 20/403‬المتعلق بتحديد شروط نضج وتسجيل البرامج‪.4‬‬

‫‪ 6‬فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 03‬من ق‪.‬ع ‪ : 18/15‬يحدد قانون المالية بالنسبة لسنة مالية طبيعة ومبلغ تخصيص الموارد وأعباء الدولة‪ ،‬وكذا التوازن الميزاني والمالي‬
‫الناتج عنه مع مراعاة توازن إقتصادي محدد‪ ،‬تمتد السنة المالية لسنة مدنية‪ ،‬تعمل الدولة في إطار تسيير المالية العمومية على تفضيل تغطية نفقات‬
‫التسيير بواسطة موارد عادية وتحدد نسبة التغطية عن طريق قانون المالية‪.‬‬
‫‪ 3‬حراق مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 4‬ركاب عبد الكريم‪ ،‬معطاهللا محمد‪ ،‬أليات وخصائص تطبيق تسيير الموازن ة العام ة وف ق اإلص الح الميزاني اتي الجدي د في الجزائ ر‪ ،‬مجل ة المنت دى‬
‫للدراسات واألبحاث اإلقتصادية‪ ،‬جامعة تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2023 ،02‬ص ‪.177‬‬
‫‪21‬‬
‫إن إل تزام الحكوم ة ب إحترام ه ذااإلطار يتطلب ق درا من اإلس تقرار في المع ادالت الض ريبية‬
‫وغيره ا من اإلقتطاع ات اإلجباري ة‪ ،‬فتق ديم تق ديرات وتنب ؤات س نوية إلى البرلم ان يجب أن‬
‫يقابله أيضا نص قانوني يلزم على تقديم تنبؤات أو تقديرات للسنوات المقبلة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫يتجس د ه ذا المب دأ في إمكاني ة إطالع المواط نين والمجتم ع الم دني على تص ور الدول ة‬
‫فيم ا يتعل ق بإدارته ا للم وارد المالي ة‪ ،‬وك ذلك توف ير كاف ة المعلوم ات المالي ة الدقيق ة الموثق ة‬
‫واألنية الخاصة بالنشاطات والسياسات المالية المتبعة من طرف الحكومة‪ ،‬مع ضمان تسهيل‬
‫الوص ول إليه ا بفع ل دور الرقاب ة‪ ،2‬وق د جس د الق انون العض وي ‪ 18/15‬ه ذا المب دأ من خالل‬
‫مواده ‪ 70‬و‪.388‬‬

‫ومن خالل مفهوم مبدأ الشفافية يتضح أنه يرتكز على نوعان من الشفافية‪:‬‬

‫الش فافية الخارجي ة‪ :‬تتمث ل في توف ير المعلوم ات الش املة ح ول األنش طة المالي ة الس ابقة‬ ‫ا‪.‬‬
‫والحالية والمستقبلية لإلطالع العام‪ ،‬بما في ذلك أهم المخاطر المتعلقة بالمالية العامة‪،‬‬
‫إض افة إلى توف ير المعلوم ات بش كل يتيس ر ب ه تحلي ل السياس ات وتعزي ز المس اءلة‪ ،‬م ع‬
‫اإللتزام بنشر هذه المعلومات في الوقت المناسب‪.4‬‬
‫الشفافية الداخلية‪ :‬ويمكن تلخصيها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫وضوح الحسابات العمومية وتسهيل الرقابة عليها‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.248‬‬


‫‪ 2‬صابر عيشور‪ ،‬تحت إشراف الحاج عمري‪ ،‬المديرية العامة للميزاني ة‪ ،‬الملتقى الجه وي الخ اص باإلص الح الميزاني اتي‪ 22 ،‬أوت ‪ ،2022‬بعن وان‬
‫اإلصالح الميزانياتي في الجزائر من خالل القانون العضوي رقم ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية المعدل والمتمم‪ ،‬والنصوص التطبيقية المتعلقة ب ه‪ ،‬ص‬
‫‪.20‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 70‬من ق‪.‬ع ‪ :18/15‬تقدم قوانين المالية مجموع موارد وأعباء الدولة بص فة ص ريحة‪ ،‬وتقيم ه ذه الص راحة من خالل المعلوم ات المت وفرة‬
‫والتقديرات التي يمكن أن تنتج عنها‪.‬‬
‫المادة ‪ 88‬من ق‪.‬ع ‪ :18/15‬يرفق مشروع القانون المتضمن تسوية الميزانية أيضا بتقريرين لمجلس المحاسبة يتضمنان مايلي‪:‬‬
‫تقرير يتعلق بنتائج تنفيذ قانون المالية للسنة المالية المعنية‪ ،‬وبتسيير اإلعتمادات المالية التي تمت دراستها باألخص على ضوء البرامج المنفذة‪.‬‬
‫تقرير يتعلق بتصديق حسابات الدولة حسب المبادئ النظامية والصدق والوفاء‪ ،‬ويدعم هذا التصديق بتقرير يبين التحقيقات التي اجريت لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪22‬‬
‫التدفق الحر للمعلومات داخل المنظمة وذلك بتوفير المعلومات الضرورية لك ل مس توى‬ ‫‪-‬‬
‫حسب متطلبات العمل‪.‬‬

‫كم ا تجس د الش فافية نوع ا من المش اركة والمرون ة وه ذا من خالل تب ني مب دأ الديمقراطي ة‬
‫والتعام ل بنزاه ة م ع كاف ة المس ؤوليات‪ ،‬وإ ش راك المس تخدمين في ص ناعة الق رارات ورس م‬
‫السياسات‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ المسؤولية‬

‫يجسد هذا المبدأ من خالل منح المزيد من الحرية في التصرف بالنسبة للمسيرين مقابل‬
‫المساءلة‪ ،‬وخاصة المسؤولية المتعلقة بالسلطة التنفيذية أمام البرلمان‪ ،‬يظهر ذلك بوضوح في‬
‫ق انون تس وية الميزاني ة‪ ،‬ال ذي يع د الوثيق ة ال تي تتض من تنفي ذ ميزاني ة الدول ة ويص ادق عليه ا‬
‫البرلمان‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ األداء‬

‫أص بحت ال دول تعتم د بش كل كب ير على أداء الميزاني ة‪ ،‬وكقاع دة عام ة تعت بر الكف اءة‬
‫المعيار األساسي لتقييم التفاعل البشري‪.3‬‬

‫يش ترط الق انون على الس لطة التنفيذي ة عن د تق ديمها للق انون الم الي الس نوي أن تق دم للبرلم ان‬
‫معلوم ات بش أن األداء الس ابق والمخط ط ل ه‪ ،‬وه و م ايظهر في ق انون تس وية الميزاني ة طبق ا‬
‫لنص المادة‪ 08‬من القانون العضوي ‪.418/15‬‬

‫حيث يتمثل األداء في القدرة على تحقيق األهداف المسطرة التالية‪:5‬‬

‫‪ 1‬رابح يعقوبي‪ ،‬العيد بوعزة‪ ،‬اإلصالح الميزانياتي ض من الق انون ‪ ،18/15‬م ذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون ع ام إقتص ادي‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،2023 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 2‬الدوم دراجي‪ ،‬سعداوي محمد عبد السالم‪ ،‬تحضير وإعداد الميزانية العمومية في ظل القانون العضوي ‪ ،18/15‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون ع ام‬
‫إقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 3‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ 4‬زواويد فاطمة الزهراء‪ ،‬ميرة سهام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪5‬‬

‫‪23‬‬
‫تحسين النجاعة اإلقتصادية واإلجتماعية للبرامج العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم فعالية التصرف العمومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأمين جودة الخدمة المسداة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل إعداد الميزانية العمومية‬

‫شهدت الميزانية العمومية بعد صدور القانون العضوي ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالي ة‬
‫إص الحات هام ة‪ ،‬مس ت ه ذه اإلص الحات مجم ل مراح ل دورته ا وخاص ة عملي ة إع دادها‬
‫وتحضيرها‪ ،‬حيث بعد أن تبنت الجزائر لنظام ميزانية البرامج واألداء بدال عن نظام ميزانية‬
‫الوس ائل والبن ود تم إس تحداث ت أطير جدي د لتص نيف عناص ر الميزاني ة العمومي ة من م وارد‬
‫وأعباء‪ ،‬وكذلك لوثائق جديدة خالل إجراءات تحضيرها وإ عدادها‪ ،‬وهو ما سنتناوله في هذا‬
‫المبحث من خالل المطلب األول المعن ون ب إجراءات تق دير الميزاني ة العام ة للدول ة‪ ،‬والمطلب‬
‫الثاني وثائق إعداد الميزانية العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات تقدير الميزانية العامة للدولة‬

‫تختل ف الط رق واألس اليب المتبع ة لتق دير النفق ات واإلي رادات العام ة ال واردة في‬
‫الميزانية‪ ،‬وإ ن ك ان اله دف ال ذي تس عى إلي ه الس لطة التنفيذي ة ه و أن تك ون التق ديرات مطابقة‬
‫للواق ع بق در اإلمك ان‪ ،‬ح تى تتمكن من تنفي ذ السياس ة المالي ة المق ررة للدول ة دون ح دوث أي‬
‫إضطرابات متعلقة بزيادة النفقات ونقص اإليرادات عما هو متوقع‪ ،‬وقبل التطرق إلجراءات‬
‫تقدير موارد وأعباء الميزانية العمومية البد من أن نتطرق أوال لتصنيف كل منهما وذلك على‬
‫حسب ما أتى به القانون العضوي ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬موارد الميزانية العمومية‬

‫‪24‬‬
‫تع رف م وارد الميزاني ة العام ة للدول ة بأنه ا تل ك المص ادر ال تي تس تمد الدول ة منه ا‬
‫األم وال الالزم ة لس د (تغطي ة) نفقاته ا العام ة‪ ،‬أو هي المب الغ ال تي تحص لها الدول ة لتغطي ة‬
‫اإلنفاق العام‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف الموارد العمومية‬

‫حس ب نص الم ادة ‪ 15‬من الق انون العض وي ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين المالي ة تقس م م وارد‬
‫ميزانية الدولة إلى ثمانية أقسام متمثلة في‪:2‬‬

‫اإليرادات المتحصل عليها من اإلخضاعات مهما كانت طبيعتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫مداخيل األمالك التابعة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مداخيل المساهمات المالية للدولة وكذا أصولها األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المبالغ المدفوعة مقابل الخدمات المقدمة من قبل الدولة وكذا األتاوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مختلف حواصل الميزانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحواصل اإلستثنائية المتنوعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األموال المخصصة للمساهمات والهبات والوصايا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفوائد والحواصل المتحصل عليها من القروض والتسبيقات وتوظيف أموال الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وق د ح دد المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 20/353‬في الم ادة الثاني ة ‪ 02‬من ه‪ ،‬العناص ر المكون ة‬
‫لتصنيف إيرادات الدولة إلى ثالثة أصناف وهي‪:3‬‬

‫طبيعة اإليرادات‬ ‫‪-‬‬


‫تخصيص اإليرادات‬ ‫‪-‬‬
‫التحميل المحاسبي لإليرادات‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/353‬المتعلق بكيفيات تحديد العناصر المكونة لتصنيف إيرادات الدولة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2020‬المادة ‪.02‬‬
‫‪25‬‬
‫والتي يمكن تلخصيها في الجدول التالي‪:‬‬

‫عناصر اإليراد‬ ‫عنوان اإليراد‬ ‫تصنييف اإليراد‬


‫اإليرادات الجبائية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫طبيعة اإليراد‬
‫الضرائب على الدخل‪/‬‬ ‫الغرامات‬
‫الضرائب على رأس المال‪/‬‬
‫الضرائب على اإلستهالك‪/‬‬
‫الحقوق الجمركية والحقوق‬
‫المماثلة‪ /‬ضرائب ورسوم‬
‫أخرى‪ /‬ناتج الغرامات‬
‫الجباية البترولية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الرسم السياحي‪ /‬إتاوة‬
‫المحروقات‪ /‬الضريبة على‬
‫دخل المحروقات‪ /‬الضريبة‬
‫على الناتج‪ /‬ضريبة على‬
‫أجر الشريك المتعاقد‬
‫األجنبي‪ /‬الرسم على الدخل‬
‫البترولي‪ /‬الضريبة التكميلية‬
‫على الدخل‪ /‬الرسم على‬
‫األرباح اإلستثنائية‪ /‬اإلتاوة‬
‫‪26‬‬
‫الجزافية على اإلنتاج‬
‫المسبق‪ /‬الرسم على حرق‬
‫الغاز‪ /‬الناتج على حقوق‬
‫التحويل‬
‫حقوق وأتاوي‪ /‬مداخيل‬
‫اإليجار واإلستغالل‪ /‬ناتج‬
‫التنازل عن األصول المنقولة‬
‫مداخيل أمالك الدولة‬
‫العقارية‪ /‬ناتج الخدمات‬
‫اإلدارية‪ /‬حقوق ومداخيل‬
‫أخرى‬
‫ناتج أرباح البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ /‬ناتج‬
‫أرباح المؤسسات غير‬ ‫مداخيل المساهمات المالية‬
‫المالية‪ /‬إقتطاعات وعوائد‬
‫األصول المالية األخرى‬
‫ناتج المبالغ المدفوعة مقابل‬
‫خدمات الدولة‪ /‬أتاوي‬ ‫مقابل الخدمات المقدمة من‬
‫إستعمال الترددات‪ /‬نواتج‬ ‫طرف الدولة‬
‫األصول الالمادي‬
‫الضرائب والرسوم غير‬ ‫حواصل الميزانية‬
‫المدرجة في الميزانية‬
‫العامة‪ /‬ناتج الرسوم غير‬
‫‪27‬‬
‫المخصصة‪ /‬إيرادات‬
‫مختلفة‪ /‬حواصل أخرى‬
‫اإللغاءات الكلية أو الجزئية‬
‫على ديون الدولة‪/‬‬
‫إسترجاعات إلى الخزينة‪/‬‬ ‫الحواصل اإلستثنائية‬
‫ديون الدولة التي لحقها‬ ‫المتنوعة‬
‫التقادم نهائيا‪ /‬حواصل‬
‫إستثنائية أخرى‬
‫األموال المخصصة‬
‫المساهمات والهبات‬
‫للمساهمات‪ /‬الهبات‪/‬‬
‫والوصايا‬
‫الوصايا‬
‫الفوائد على السندات نواتج‬
‫القروض والتسبيقات‬
‫الفوائد المتحصل عليها من‬
‫والتوظيفات‪ /‬القيم‬
‫خالل القروض والتسبيقات‬
‫والحسومات واألوراق‬
‫وتوظيف أموال الدولة‬
‫المالية‪ /‬فوائد وحواصل‬
‫أخرى‬
‫الجماعات المحلية‪ /‬الحسابات‬
‫الخاصة للخزينة‪ /‬صناديق‬
‫تخصيص اإليراد حسب‬
‫الضمان اإلجتماعي‪ /‬هيئات‬ ‫تخصيص اإليراد‬
‫الوجهة‬
‫تحت الوصاية‪ /‬وجهات‬
‫أخرى‬
‫‪28‬‬
‫تصنف اإليرادات حسب التحميل المحاسبي وفق التشريع‬
‫التحميل المحاسبي‬
‫والتنظيم المحاسبين المعمول به‬
‫المص در‪ :‬من إع داد الطلب ة حس ب نص وص الم واد (‪ )7-4‬من المرس وم لتنفي ذي ‪ 20/353‬الم ؤرخ في ‪ 30‬نوفم بر ‪،2020‬‬
‫المحدد للعناصر المكونة لتصنيفات إيرادات الدولة‪ ،‬ج‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ ،73‬الصادرة في ‪ 6‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقدير الموارد العمومية‬

‫تعت بر عملي ة تق دير اإلي رادات العمومي ة مش كلة تقني ة ص عبة ومعق دة‪ ،‬حيث ترتب ط أساس ا‬
‫بتوق ع جمي ع التغ يرات اإلقتص ادية ال تي ق د تط رأ على اإلقتص اد الوط ني وك ذا تحدي د جمي ع‬
‫مصادر اإليرادات المختلفة‪ ،‬هذا مايستلزم إختيار أساليب تقدير مالئمة ويتم ذلك بطرق عدة‬
‫منها‪:‬‬

‫التقدير األلي‬ ‫ا‪.‬‬

‫بمقتضى هذا األسلوب يتم تقدير اإليرادات العامة للموازنة الجديدة على أساس إيرادات‬
‫الس نة قب ل األخ يرة‪ ،‬فمثال إذا أردن ا تق دير إي رادات الس نة (ن‪ )1‬س نعتمد على إي رادات الس نة‬
‫األخيرة التي عرفت نتائجها دون إجراء أي تغير إال في الحاالت اإلستثنائية (فرض ضريبة‬
‫جديدة مثال)‪.1‬‬

‫وقد أضيفت إليها قاعدة أخرى وهي قاعدة الزيادات التي بموجبها يتم إضافة نسبة مئوية على‬
‫أخر ميزانية نفذت‪ ،‬تحدد على أساس متوسط الزيادة التي حدثت في اإليرادات العامة خالل‬
‫الخمس (‪ )5‬سنوات السابقة‪.2‬‬

‫التقدير المباشر‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أسيا قمو‪ ،‬محاضرت في المالية العامة‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،2021 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو بكر الصديق بن يحي‪ ،‬قزوح نصيرة‪ ،‬دور وزارة المالية في إعداد الميزانية العامة للدولة‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪29‬‬
‫ي رمي ه ذا األس لوب بص فة أساس ية إلى تنب ؤ وتق دير ك ل مص در من مص ادر اإلي رادات‬
‫العام ة على ح دة وتق دير حص يلة بن اء على ه ذه الدراس ة مباش رة‪ ،‬حيث يتم تكلي ف ك ل وزارة‬
‫بتق دير م ا تتوق ع تحص يله من إي رادات في ش كل رس وم أو ض رائب عن نفس الس نة المالي ة‬
‫موضوع الميزانية الجديدة‪،‬‬

‫ليتم تجميع اإليرادات المتوقعة لمختلف الوزارات بما فيها وزارة المالية حتى يمكن الوصول‬
‫إلى حجم اإليرادات اإلجمالية المتوقعة التي يتعين تسجيلها في الميزانية تفصيال‪.1‬‬

‫تقدير الموارد العمومية في الواقع العملي‪:‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫تنطلق عملية تقدير اإليرادات العامة بداية من شهر أوت لسنة الجارية وذلك على النحو‬
‫التالي‪:2‬‬

‫حساب نتائج التحصيل إبتداءا من شهر جانفي إلى غاية شهر جويلية للسنة المعتبرة (‬ ‫‪-‬‬
‫‪7‬سبعة أشهر األولى) التي تكون نتائجها معروفة‪.‬‬
‫تق دير نت ائج التحص يل المتوقع ة لألش هر الخمس ة (‪ )5‬المتبقي ة من ش هر أوت إلى غاي ة‬ ‫‪-‬‬
‫شهر ديسمبر من السنة المعتبرة‪.‬‬
‫إضافة الفارق الحاصل بين نتائج تحصيل سبعة األشهر األولى (جانفي‪ ،‬جويلية) للسنة‬ ‫‪-‬‬
‫المعتبرة‪ ،‬وتقديرات تحصيل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬أي سبعة األشهر األولى‬
‫من السنة الماضية‪.‬‬

‫ول ذلك ف إن عملي ة تق دير اإلي رادات تتم بن اءا على نت ائج ‪ 7‬األش هر األولى من الس نة الجاري ة‪،‬‬
‫مص ححة بواس طة الف ارق بينه ا وبين تق ديرات ونت ائج األش هر الس بعة األولى من الس نة‬
‫الماضية‪ ،‬وتوقعات ‪ 5‬أشهر المتبقية من السنة الجارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد أمين أوكيل‪ ،‬محاضرات الوجيز في قانون المالية –الميزانية العامة للدولة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2021 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪30‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أعباء الميزانية العامة للدولة‬

‫تعرف النفقة العامة بصورة رئيسية بأنها مبلغ نقدي يقوم بدفعه شخص عام من أجل‬
‫إشباع حاجات عامة‪ ،‬أو أنها مبلغ من النقود يخرج من الذمة المالية للدولة أو إحدى هيئاتها‬
‫بقصد إشباع حاجة عامة‪.‬‬

‫ووفقا لهذا التعريف تتضح أركان النفقة العامة وهي ثالثة‪:‬‬

‫صدور النفقة من شخص عام (الدولة أو إحدى هيئاتها)‬ ‫‪-‬‬


‫مبلغ من النقود (تتخذ طابع نقدي)‬ ‫‪-‬‬
‫الهدف من النفقة تحقيق النفع العام‬ ‫‪-‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف األعباء العمومية‬

‫تص نف النفق ات العمومي ة على حس ب التقس يم الرب اعي ال ذي أص بح قائم ا بع د م ا ك ان‬


‫يعتمد على التقسيم الثنائي للنفقات ( نفقات التسيير ونفقات التجهيز في القانون ‪ ،)84/17‬حيث‬
‫تم التط رق للتص نيف الح ديث في الم ادة ‪ 28‬من الق انون العض وي ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين‬
‫المالية‪ ،‬وتفصيال في المرسوم التنفيذي ‪ 20/354‬الذي يحدد العناصر المكونة لتصنيف أعباء‬
‫الميزانية‪.‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 28‬فإنه‪ :‬تجمع أعباء ميزانية الدولة حسب التصنيفات األتية بحسب‪:1‬‬

‫حسب النشاط‪ :‬يتكون هذا التصنييف من البرنامج وتقسيماته حيث يحتوي النش اط على‬ ‫ا‪.‬‬
‫محفظ ة ب رامج‪ ،‬تجس د ه ذه الحافظ ة مه ام واض حة ومس طرة تس اهم في تس يير سياس ة‬
‫عمومية محددة‪ ،‬وتقسم البرامج إلى مجموعة من البرامج الفرعية ثم إلى نشاط ونشاط‬
‫فرعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.28‬‬
‫‪31‬‬
‫حافظ ة ال برامج ‪ :‬هي عب ارة عن مجموع ة من ال برامج ال تي توض ع تحت مس ؤولية‬ ‫‪.1‬‬
‫وزير أو مسؤول مؤسسة عمومية محددة‪.1‬‬
‫البرنامج‪ :‬هو وحدة تنفيذ اإلعتمادات المالية‪ ،‬ومنه يتضمن مجموع اإلعتمادات المالية‬ ‫‪.2‬‬
‫ال تي تس اهم في إنج از مهم ة خاص ة تابع ة لمص لحة عمومي ة أو ع دة مص الح‪ ،‬ل وزارة‬
‫واح دة أو ع دة وزارات‪ ،‬أو مؤسس ة عمومي ة‪ ،‬حس ب مجموع ة من األه داف الواض حة‬
‫والمتناس قة‪ ،‬وتحت وي ك ل محاف ظ ال برامج على برن امج اإلدارة العام ة ويرتب ط إنش اؤها‬
‫أو تعديلها أو حذفها بالتنظيم الحكومي‪.2‬‬
‫البرن امج الف رعي‪ :‬ه و تقس يم ميزاني اتي للبرن امج ذو ط ابع وظيفي‪ ،‬حيث يتم توزي ع‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلعتمادات المالية المسجلة بعنوان البرنامج على برنامج فرعي واحد أو عدة برامج‬
‫فرعية‪ ،‬وقد يتضمن إعتمادا تاما لعنوان واحد أو عدة عناوين‪.3‬‬
‫النش اط‪ :‬تقس يم عملي للبرن امج‪ ،‬وه و عب ارة عن مجموع ة من األنش طة أو مش روع‬ ‫‪.4‬‬
‫يتطلب م وارد بش رية‪ ،‬مالي ة ومادي ة من أج ل إنت اج أو تق ديم خدم ة‪ ،‬أو تنفي ذ ألي ة أو‬
‫وظيفة إدارية‪.4‬‬
‫وتحكم مهمة التقسيم حسب النشاط معايير مهمة تتمثل في‪:5‬‬
‫بالنسبة للنشاط على المستوى غير ممركز‪ ،‬نشاط واحد لبرنامج واحد وهذا بالنسبة‬ ‫‪-‬‬
‫لوح دة (هيئ ة) إداري ة غ ير ممرك زة‪ ،‬ويمكن تكلي ف ه ذه الوح دة (هيئ ة) اإلداري ة‪،‬‬
‫على المستوى غير ممركز بعدة أنشطة غير ممركزة‪ ،‬بعنوان عدة برامج‪.‬‬

‫‪ 1‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪ ،23‬الفقرة ‪.04‬‬


‫‪ 2‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪ ،23‬الفقرة ‪.05‬‬
‫‪ 3‬صابر عيشور‪ ،‬الحاج عمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 4‬المنشور ‪ ،7336‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،2022‬المتعلق بالنشاط‪ ،‬تقسيم عملي لبرنامج‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 5‬وزارة المالية‪ ،‬المديرية العامة للميزانية‪،‬ملقتى بعنوان تنفيذ ميزانية الدولة في إطار القانون العضوي المتعلق بقوانين المالي ة‪ ،‬ين اير ‪،2023‬ص‪-21‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪32‬‬
‫ال يمكن أن يك ون برن امج ب دون نش اط واح د على األق ل‪ ،‬ويجب أن يك ون عن وان‬ ‫‪-‬‬
‫النشاط مقروءا ومعبرا ومفهوما بسهولة كي يشير وبالتدقيق إلى الهدف المرجو من‬
‫اإلعتمادات المالية‪.‬‬
‫يمكن أن يتلقى النش اط إعتم ادات أب واب من برن امج ف رعي واح د أو ع دة ب رامج‬ ‫‪-‬‬
‫فرعية‪ ،‬يتم التمييز بين أبواب البرامج الفرعية داخل النشاط‪.‬‬
‫يجب أن يب نى النش اط بش كل يجعل ه دائم ا‪ ،‬أو على األق ل يجعل ه مس تقرا على م دى‬ ‫‪-‬‬
‫عدة سنوات‪ ،‬بالخصوص من أجل السماح بتنفيذ السياسة العمومية بشكل دائم‪.‬‬
‫يمكن أن تك ون اإلعتم ادات المخصص ة لألنش طة منبثق ة من ب اب واح د أو ع دة‬ ‫‪-‬‬
‫أبواب‪.‬‬
‫يمكن أن يتض من النش اط مش روعا كب يرا للدول ة أو ع دة مش اريع للتجه يز العم ومي‬ ‫‪-‬‬
‫للدول ة‪ ،‬ويمكن أن يتض من النش اط وبص فة إس تثنائية مش روعا واح دا للتجه يز‬
‫العمومي للدولة‪.‬‬
‫تجنب تكلي ف وح دة (هيئ ة) إداري ة بع دد معت بر من األنش طة وه ذا من أج ل تس هيل‬ ‫‪-‬‬
‫حوار التسيير ولتفادي تصعيب المقروئية والتسيير والتجميع‪.‬‬
‫النشاط الفرعي‪ :‬ويكون عند اإلقتضاء‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫مثال لمخطط لحافظة برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫محفظة‬ ‫البرنامج‬
‫البرامج‬ ‫النشاط‬
‫برامج‬ ‫الفرعي‬

‫التعليم والتكوين‬
‫العاليين‬

‫البحث العلمي‬
‫والتطور التكنولوجي‬
‫وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‬
‫المساهمة في نشر‬
‫االدارة العامة‬ ‫المنحة‬
‫االنشطة العلمية‬

‫ديوان المطبوعات‬
‫الحياة الطالبية‬ ‫النقل‬
‫الجامعية‬

‫الديوان الوطني‬
‫للخدمات الجامعية‬ ‫االطعام‬

‫االيواء‬

‫الوقاية الصحية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة‬

‫حسب الطبيعة اإلقتصادية للنفقات‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫يتضمن هذا التصنيف ألعباء ميزانية الدولة سبعة (‪ )7‬عناوين تنقسم إلى إثنين وثالثين (‬
‫‪ )32‬ص نفا‪ ،‬تس مى بم واد طبق ا ألحك ام الم ادة ‪ 08‬من المرس وم التنفي ذي ‪ ،120/354‬وتس مى‬
‫أبوابا حسب المادة ‪ 29‬من القانون العضوي ‪.18/15‬‬
‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بتحديد العناصرالمكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2020‬المادة ‪.08‬‬
‫‪34‬‬
‫يوضح الجدول التالي تصنيف أعباء الميزانية العمومية حسب الطبيعة اإلقتصادية ‪:‬‬

‫األصناف‬ ‫العنوان‬
‫الرواتب‪ /‬العالوات والتعويضات‪ /‬الزيادات‪/‬‬
‫مساهمات صاحب العمل‪ /‬خدمات اجتماعية على‬
‫عاتق صاحب العمل‪ /‬حوادث العمل ومعاش‬ ‫نفقات المستخدمين‬
‫الخدمة‪ /‬تخصيصات الرواتب للمؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري والمؤسسات العمومية المماثلة‬
‫األخرى‬
‫التنقالت والنقل واإلتصاالت‪ /‬اإلعالم والتوثيق‪/‬‬
‫الخدمات المهنية‪ /‬اإليجار‪ /‬الصيانة واإلصالح‪/‬‬
‫خدمات أخرى‪ /‬التموينات واللوازم‪ /‬أعباء أخرى‬ ‫نفقات تسيير المصالح‬
‫للتسيير‪ /‬خدمات التمهين والتكوين‪ /‬تخصيصات‬
‫تسيير المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫والمؤسسات العمومية المماثلة األخرى‬
‫تثبيتات عينية‪ /‬تثبيتات معنوية‪ /‬تخصيصات‬
‫اإلستثمار للمؤسسات العمومية ذات الطابع‬ ‫نفقات اإلستثمار‬
‫اإلداري والمؤسسات العمومية المماثلة األخرى‬
‫التحويالت لفائدة األشخاص‪ /‬التحويالت لفائدة‬
‫المؤسسات‪ /‬التحويالت للمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االقتصادي والصناعي والتجاري‬
‫نفقات التحويل‬
‫والمؤسسات العمومية المماثلة األخرى‪ /‬التحويالت‬
‫للجماعات المحلية‪ /‬التحويالت لفائدة الجمعيات‪/‬‬
‫التحويالت لفائدة المنظمات الدولية ولدول أجنبية‪/‬‬
‫تحويالت أخرى‬

‫‪35‬‬
‫فوائد على الدين العمومي‪ /‬مصاريف أخرى على‬ ‫أعباء الدين العمومي‬
‫الدين العمومي‬

‫المساهمات المالية‪ /‬القروض والتسبيقات‪ /‬ودائع‬


‫نفقات العمليات المالية‬
‫وكفاالت‬
‫النفقات غير المتوقعة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة وفق المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بتحديد العناصر المكونة لتصنيفات أعباء‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 06‬ديسمبر ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية العدد ‪.73‬‬

‫حسب الوظائف الكبرى للدولة‪:‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫يرتك ز التص نيف حس ب الوظ ائف الك برى للدول ة ألعب اء ميزاني ة الدول ة على تص نيف‬
‫وظيفي لألعب اء يتض من حس ب المس توى‪ ،‬مجم وع األنش طة ال تي تس اهم في تحقي ق نفس‬
‫الهدف‪.1‬‬

‫وتتمثل القطاعات الرئيسية المكلفة بإنجاز األهداف حسب الوظائف الكبرى للدولة فيما يأتي‪:2‬‬

‫المصالح العامة لإلدارات العمومية‬ ‫‪-‬‬


‫الدفاع‬ ‫‪-‬‬
‫النظام واألمن العمومي‬ ‫‪-‬‬
‫الشؤون اإلقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫حماية البيئة‬ ‫‪-‬‬
‫السكن والتجهيز الجماعي‬ ‫‪-‬‬
‫الصحة‬ ‫‪-‬‬
‫الترفيه والثقافة والعبادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بكيفيات تحديد العناصر المكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المادة ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بكيفيات تحديد العناصر المكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المادة ‪.12‬‬
‫‪36‬‬
‫التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫الحماية اإلجتماعية‬ ‫‪-‬‬

‫وتحدد مستويات التصنيف حسب الوظائف الكبرى للدولة كالتالي‪:1‬‬

‫القط اع‪( :‬إح دى القطاع ات الم ذكورة أعاله) يس مح ه ذا المس توى بتحدي د اإلحتياج ات‬ ‫‪.1‬‬
‫العامة والمنفعة العامة األساسية التي يجب تلبيتها‪.‬‬
‫الوظيف ة األساس ية‪ :‬المس توى ال ذي يتض من أنش طة ووظ ائف الدول ة ال تي تس اهم في‬ ‫‪.2‬‬
‫تحقيق نفس الهدف النهائي وتهدف إلى تلبية اإلحتياجات والمنفعة األساسية المحددة في‬
‫القطاع المعني‪.‬‬
‫الوظيفة الثانوية‪ :‬المستوى الذي يتضمن أنشطة ووظائف الدولة التي تساهم في تحقيق‬ ‫‪.3‬‬
‫نفس الهدف الوسيط‪.‬‬

‫تح دد الوظ ائف األساس ية والثانوي ة‪ ،‬وترميزه ا بم وجب ق رار من ال وزير المكل ف‬
‫بالميزانية‪.2‬‬

‫حسب الهيئات اإلدارية‪:‬‬ ‫د‪.‬‬

‫يعتم د ه ذا التص نيف على توزي ع اإلعتم ادات المالي ة حس ب‪ :‬ال وزارات و‪ /‬أو المؤسس ات‬
‫العمومية و‪ /‬أو حسب مركز مسؤولية التسيير الميزانياتي التي تتلقى اإلعتمادات وفقا للهيكل‬
‫التنظيمي و‪ /‬أو التنظيم المحلي للهيئة اإلدارية المعنية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بكيفيات تحديد العناصر المكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المادة ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫صابر عيشور‪ ،‬الحاج عمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،354/20‬المتعلق بكيفيات العناصر المكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المادة ‪.14‬‬
‫‪37‬‬
‫يح دد ترم يز ه ذا التص نيف بم وجب ق رار من ال وزير المكل ف بالميزاني ة‪ ،‬ويتض من التص نيف‬
‫حس ب الهيئ ات اإلداري ة ألعب اء ميزاني ة الدول ة وف ق المس توى تبع ا للهيك ل التنظيمي والنش اط‬
‫مايلي‪:1‬‬

‫المستوى األول‪ :‬نوع الهيئة اإلدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المستوى الثاني‪ :‬صنف الوحدة اإلدارية التي تتلقى اإلعتمادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الثالث‪ :‬المصلحة أو المستفيد لإلعتمادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الرابع‪ :‬الموقع أو األثر الجغرافي للنفقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقدير أعباء الميزانية العمومية‬

‫تتم ع ادة عملي ة تق دير النفق ات دون ص عوبات تقني ة كث يرة‪ ،‬حيث تق وم مختل ف الوح دات‬
‫الحكومي ة بتق دير نفقاته ا تبع ا للحاج ات المس تقبلية المتوقع ة مراعي ة في ذل ك الدق ة وبعي دا عن‬
‫المغ االة‪ ،‬ويطل ق على المب الغ المقترح ة للنفق ات باإلعتم ادات المالي ة‪ ،‬ويتم تق دير اإلعتم ادات‬
‫بإستخدام عدة طرق منها‪:‬‬

‫اإلعتمادات الحصرية‪ :‬تتمثل في اإلعتمادات التي يشكل الرقم الوارد بها الحد األقصى‬ ‫ا‪.‬‬
‫لما تستطيع الحكومة إنفاقه دون الرجوع إلى البرلمان‪ ،‬وهي النفقات التي تبقي المرافق‬
‫العمومي ة على حاله ا‪ ،‬بعب ارة أخ رى هي م ا تعت بر بالنس بة لإلدارات مكس با غ ير قاب ل‬
‫للتقليص‪.2‬‬
‫اإلعتمادات التقيمية‪ :‬وهي النفقات التي تثير صعوبة في تقديرها ترتبط عادة بالمرافق‬ ‫ب‪.‬‬
‫الجديدة التي لم تعرف على وجه التحديد‪ ،‬مما يسمح للحكومة تجاوز اإلعتماد المحدد‬
‫بعد الحصول على موافقة البرلمان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/354‬المتعلق بكيفيات تحديد العناصر المكونة لتصنيفات أعباء الدولة‪ ،‬المادة ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪38‬‬
‫إعتم ادات ال برامج‪ :‬تختص ه ذه الطريق ة لتق دير النفق ات بالمش اريع ال تي تتطلب مق دار‬ ‫ج‪.‬‬
‫زمني طويل لتنفيذها‪ ،‬ويتم تنفيذ هذه البرامج بطريقتين‪:‬‬
‫طريق ة إعتم ادات الرب ط‪ :‬حيث يتم تحدي د مبل غ النفق ة بص ورة تقديري ة ويتم‬ ‫‪.1‬‬
‫إدراجها في ميزانية كل سنة من السنوات الالحقة الجزء الذي ينتظر دفعه فعال‬
‫في النفقات‪.1‬‬
‫طريق ة إعتم ادات ال برامج‪ :‬تتمث ل في أن يتم إع داد ق انون خ اص ومس تقل عن‬ ‫‪.2‬‬
‫الميزانية يسمى ب "قانون البرنامج" وتوافق عليه السلطة التشريعية‪ ،‬ويقسم هذا‬
‫الق انون ذات ه ال برامج على ع دة س نوات ويق رر لك ل ج زء منه ا اإلعتم ادات‬
‫الخاصة به‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وثائق إعداد الميزانية العامة للدولة‬

‫تم ر الميزاني ة العمومي ة بع دة مراح ل وإ ج راءات خالل عملي ة إع دادها‪ ،‬حيث يق وم‬
‫ال وزير المكل ف بالميزاني ة بن اءا على التوجيه ات العام ة لمجلس ال وزراء بإص دار الم ذكرة‬
‫التوجيهية ينبه فيها مختلف الوحدات الحكومية ببدء أجال تحضير مشروع ميزانياتهم متعدد‬
‫الس نوات وم ا تحتوي ه من طلب ات لإلعتم ادات المالي ة والتقري ر ح ول األولوي ات والتخطي ط‬
‫المق ترح‪ ،‬لتق وم بع د ذل ك مختل ف ال وزارات بإرس ال مش اريعهمم وفق ا لتعليم ات الم ذكرة‬
‫التوجيهية من سياسات عامة وتسقيفات للنفقات‪.‬‬

‫فور إستالم وزارة المالية للميزانيات القطاعية تقوم بتنظيم جلسات مناقشة مع ممثلي‬
‫الوزارات لمناقشتهم حول طلبات إعتماداتهم المالية‪ ،‬ثم تقوم بتحضير مشروع الميزانية العامة‬
‫والحجم‪ ،1،2،3‬وبع د دراس ة المش روع على مس توى الس لطة التنفيذي ة تحول ه (إيداع ه) إلى‬
‫السلطة التشريعية لمناقشته والتصويت عليه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو بكر الصديق بن يحي‪ ،‬قزوح نصيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عباس محرزي‪ ،‬إقتصاديات للمالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.360‬‬
‫‪39‬‬
‫حيث في هذا المطلب سنفصل في وثائق إعداد الميزانية المذكورة أعاله‪ ،‬بداية بتبيان اإلطار‬
‫الميزاني اتي المتوس ط الم دى (الف رع األول) وتنفي ذه من خالل إط ار النفق ات المتوس ط الم دى‬
‫ومخطط اإللتزام بالنفقات (الفرع الثاني)‪ ،‬وكل من المذكرة التوجيهية (الفرع الث الث) والتقرير‬
‫حول األولويات والخطيط (الفرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‬

‫ك رس الق انون العض وي ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين المالي ة اإلط ار الميزاني اتي المتوس ط‬
‫الم دى في مادت ه الخامس ة ‪ ،05‬وص در المرس وم التنفي ذي ‪ 20/335‬الم ؤرخ في ‪ 22‬نوفم بر‬
‫‪ 2020‬والذي يحدد كيفيات تصميم وإ عداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم وأهداف اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‬

‫يشكل اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى برمجة مالية لمدة ‪ 03‬ثالثة سنوات إليرادات‬
‫وأعباء ورصيد الميزانية العامة للدولة‪ ،1‬حيث عرفته المادة الثالثة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ ،20/335‬على أنه أداة برمجة منزلقة من سنة إلى أخرى‪ ،‬إلى مدى ثالثة س نوات للمجمع ات‬
‫الكبرى‪ ،‬ويتضمن هذا اإلطار المتمثل في وثيقة تعكس وضعية السنة المعتبرة وكذا السنتين‬
‫الموالي تين‪ ،‬تق ديرات اإلي رادات والنفق ات والرص يد الن اتج عن ميزاني ة الدول ة وك ذا مديوني ة‬
‫الدول ة‪ ،‬عن د اإلقتض اء‪ ،‬وذل ك وفق ا لإلط ار اإلقتص ادي الكلي والوض عية المالي ة للخزين ة‬
‫خصوصا‪.2‬‬

‫وحسب ذات المرسوم فإن اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى يهدف إلى مايلي‪:3‬‬

‫تعزيز توازن اإلقتصاد الكلي واإلنضباط المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬بوعيشاوي مراد‪ ،‬غزازي عماد‪ ،‬تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى كألية لتحصيص إستدامة مالية للدول ة في ظ ل الق انون العض وي‬
‫الجديد رقم ‪ 18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المجلة الجزائرية للمالية العامة‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2021 ،01‬ص ‪.379‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 20/335‬المتعلق بتحديد كيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2020‬المادة ‪.03‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بتحديد كيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المادة ‪.04‬‬
‫‪40‬‬
‫تحس ين تخص يص الم وارد المحتمل ة حس ب أولوي ة النفق ات على أس اس الخي ارات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلستراتيجية للحكومة‪.‬‬
‫تعزيز التقدير الميزانياتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغطية المالية الدائمة وتقييم اإلحتماالت الميزانياتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‬

‫يكلف وزير المالية بتصميم وإ عداد مشروع اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى كل سنة‪،‬‬
‫حيث يس مح ه ذا بتخص يص إعتم ادات مالي ة لمختل ف ال دوائر الوزاري ة‪ ،1‬وه ذا إعتم ادا على‬
‫مجموعة من العناصر والتي حددتها المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي ‪ 20/335‬وتتمثل في‪:2‬‬

‫تطور التحصيل بعنوان الجباية العادية‬ ‫‪-‬‬


‫تط ور التحص يل بعن وان جباي ة المحروق ات‪ ،‬ذات الص لة بمتوس ط س عر برمي ل النف ط‬ ‫‪-‬‬
‫ومتوسط سعره الضريبي‬
‫سعر صرف الدينار الجزائري‬ ‫‪-‬‬
‫إستراتيجيات القطاعات الرئيسية المنتجة لقيمة مضافة‬ ‫‪-‬‬
‫التطور العام لألسعار‬ ‫‪-‬‬
‫تطور النفقات العمومية‬ ‫‪-‬‬
‫تطور الوضعية المالية للخزينة‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‬

‫‪1‬‬
‫بوعيشاوي مراد‪ ،‬غزازي عماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.379‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بتحديد كيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المادة ‪.05‬‬
‫‪41‬‬
‫بن اءا على نص الم ادة ‪ 06‬من المرس وم التنفي ذي ‪ ،20/335‬فإن ه يتم تحدي د اإلط ار‬
‫الميزاني اتي المتوس ط الم دى في إجتم اع الحكوم ة‪ ،‬بن اءا على تقري ر ال وزير المكل ف بالمالي ة‪،‬‬
‫ويشكل مؤشرا للسقف الميزانياتي المحدد من قبل الحكومة إلعداد ميزانية الدولة والمصادقة‬
‫عليه ا‪ ،‬كم ا يتم إلح اق تس قيفات النفق ات بالم ذكرة التوجيهي ة لتحض ير مش اريع ق وانين المالي ة‬
‫وميزاني ة الدول ة‪ ،‬ويتم من جه ة أخ رى إلح اق نت ائج الميزاني ات المنف ذة س ابقا بوثيق ة اإلط ار‬
‫الميزاني اتي المتوس ط الم دى‪ ،‬م ع ض رورة ت برير الف وارق المعاين ة للتق ديرات الميزانياتي ة‬
‫المتوسطة السابقة والمتتالية‪ ،‬في تقرير عرض مشروع قانون المالية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إطار النفقات متوسط المدى ومخطط اإللتزام بالنفقات‬

‫يتم تنفي ذ اإلط ار الميزاني اتي المتوس ط الم دى من خالل إط ار النفق ات المتوس ط الم دى‬
‫ومخط ط اإلل تزام بالنفق ات‪ ،‬وذل ك ق د نظم المرس وم التنفي ذي ‪ 20/335‬كيفي ات إع داد إط ار‬
‫النفقات المتوسط المدى وكذا مخطط اإللتزام بالنفقات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إطار النفقات المتوسط المدى‬

‫يتمث ل اإلط ار النفق ات المتوس ط الم دى في توزي ع مجم وع النفق ات حس ب طبيع ة النفق ة‬
‫على الوزارات‪ ،‬أي تحديد سقف نفقات كل وزارة أو مؤسسة عمومية‪.2‬‬

‫ويمكن تعريف ه إس تنادا على الم ادة ‪ 08‬من المرس وم التنفي ذي ‪ 20/335‬ب أن إط ار النفق ات‬
‫المتوس ط الم دى ه و أداة برمج ة‪ ،‬يح دد بالنس بة لك ل محفظ ة وزاري ة برمج ة متع ددة الس نوات‬
‫للنفقات‪ ،‬على المدى المتوسط‪ ،‬وتكون متحركة من سنة إلى أخرى‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد ‪ 6‬و‪ 7‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بكيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫صابر عيشور‪ ،‬الحاج عمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بكيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المادة ‪.08‬‬
‫‪42‬‬
‫ويش مل ثالث ة ‪ 03‬س نوات على مس توى التق ديرات‪ ،‬يحت وي على توقع ات نفق ات ال وزارة أو‬
‫المؤسسة العمومية وفق البرامج والبرامج الفرعية‪ ،‬من حيث طبيعتها ومآلها‪.1‬‬

‫ُتل زم اإلقتراح ات المتف ق عليها بعد مناقشة الميزانية‪ ،‬ال وزارة أو المؤسسة العمومي ة المعنية‪،‬‬
‫وُت بين على مس توى الحجم ‪ ،02‬وذل ك وف ق نص الم ادة ‪ 75‬من الق انون العض وي ‪18/15‬‬
‫المتعل ق بق وانين المالي ة‪ ،2‬وتص اغ ه ذه اإلقتراح ات على النح و الم ذكور في الم ادة ‪ 09‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 20/335‬وذلك كما يلي‪:3‬‬

‫بالنسبة للسنة المالية األولى إلطار النفقات المتوسط المدى‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫في ظ ل إح ترام س قف النفق ات المبلغ ة من ال وزير المكل ف بالمالي ة في إط ار الم ذكرة‬


‫التوجيهي ة المتعلق ة بإع داد المش روع التمهي دي لق انون المالي ة ال ذي ي ذكر بتق ديرات الميزاني ات‬
‫المحددة ضمن اإلطار الميزانياني المتوسط المدى للسنة المالية المعنية‪ ،‬ويكتسي سقف النفقات‬
‫الُم بلغ طابعا إلزاميا لهذه السنة المالية‪.‬‬

‫ومثال ذلك سقف النفقات لسنة ‪ 2021‬مذكور في قانون المالية لسنة ‪ 2020‬في مادته ‪117‬‬
‫ب‪ 8164.83 :‬مليار دينار جزائري‪ ،‬وفعال بعد صدور قانون المالية لسنة ‪ 2021‬في مادته‬
‫‪ 157‬إح ترم س قف النفق ات الم ذكور س ابقا تبع ا للم ذكرة التوجيهي ة المتعلق ة بإع داد المش روع‬
‫التمهي دي لق انون المالي ة لس نة ‪ 2021‬وك انت األعب اء النهائي ة لس نة ‪ 2021‬في ح دود مبل غ‬
‫‪ 8113.03‬مليار دينار جزائري‪ ،‬أي أن الحكومة لم تتجاوز السقف المذكور في قانون المالية‬
‫لسنة ‪ 2020‬بحكم اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪.4‬‬

‫وبالنسبة للسنتين الماليتين المواليتين‪ ،‬على األقل إلطار النفقات المتوسط المدى‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صابر عيشور‪ ،‬الحاج عمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.75‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بكيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المادة ‪.09‬‬
‫‪4‬‬
‫بوعيشاوي مراد‪ ،‬غزازي عماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪43‬‬
‫األخذ بعين اإلعتبار لمعايير التطور المنسجمة مع اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى التي‬
‫حددها الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬

‫وبالعودة إلى المذكرة التوجيهية لسنة ‪ 2024‬نجدها نصت على رصد المبلغ اإلجمالي لألعباء‬
‫ب ‪ 14.953.68‬مليار دينار جزائري لسنة ‪ 2024‬ومبلغ ‪ 9.682.03‬مليار دينار جزائري‪،‬‬
‫حيث يتم تعديل التقديرات سنويا عند تحضير المشروع التمهيدي لقانون المالية وفقا للمادة ‪09‬‬
‫من األمر ‪ 20/335‬للتكفل بالزيادات في األجور ومنحة البطالة وعالوات التقاعد إلى غيرها‬
‫من إلتزامات الدولة اإلجتماعية واإلقتصادية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخطط اإللتزام بالنفقات‬

‫لمتابع ة تنفي ذ إط ار النفق ات المتوس ط الم دى‪ ،‬يتم إع داد مخط ط اإلل تزام بالنفق ات‪ ،‬ويع رف‬
‫مخط ط اإلل تزام بالنفق ات بأن ه وثيق ة يتم من خالله ا تق ييم النفق ات الميزانياتي ة لس نة واح دة‪،‬‬
‫ويعكس المستوى المعتاد لإللتزامات بالنفقات عند تنفيذ ميزانية الدول ة‪ ،‬ويتم إعداده من طرف‬
‫الوزير أو المؤسسة العمومية كل شهر أو ثالثة أشهر‪ ،‬ويبين مخطط اإللتزام بالنفقات مستوى‬
‫اإللتزام لكل برنامج وأقسامه الفرعية‪ ،2‬ويجب مراعاة مايلي عند إعداد المخطط‪:3‬‬

‫مستوى ووتيرة تنفيذ النفقات للسنة المالية األخيرة المعروفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إقتراحات النفقات المتوسطة المدى المقدمة من طرف الوزراء ومسؤولي المؤسسات‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫النفقات اإللزامية وغير القابلة للتقليص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترتيب السلمي لألولويات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫الدوم دراجي‪ ،‬سعداوي محمد عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد ‪ 7-6‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بكيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،20/335‬المتعلق بكيفيات تصميم وإعداد اإلطار الميزانياتي المتوسط المدى‪ ،‬المادة ‪.07‬‬
‫‪44‬‬
‫كم ا يق وم وزي ر المالي ة بتجمي ع مخطط ات اإلل تزام بالنفق ات الموقوف ة‪ ،‬من أج ل الوق وف على‬
‫تنفي ذ الس نة المالي ة األولى من إط ار النفق ات المتوس ط الم دى‪ ،‬وه و م ا ُيمكن أيض ا من إع داد‬
‫وضعية مقاربة بين مخطط اإللتزام بالنفقات المجمع ومخطط الخزينة للدولة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المذكرة التوجيهية‬

‫تق وم وزارة المالي ة بإص دار الم ذكرة التوجيهي ة بغ رض توف ير المعطي ات الض رورية‬
‫التي يتم على أساسها إعداد ميزانية الدولة وتحديد التوجيهات المالية التي يجب إحترامها من‬
‫قبل الوزراء خالل عملية إعداد ميزانياتهم وتقدير إيرادات وموارد كل قطاع مسؤولين عنه‬
‫بشكل سليم وفقا لإلرشادات المالية المحددة فيها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مضمون المذكرة التوجيهية‬

‫تتضمن المذكرة التوجيهية كل من‪:2‬‬

‫أهم التوجيهات لقانون المالية والميزانية‬ ‫‪-‬‬


‫إطار النفقات المتوسط المدى‬ ‫‪-‬‬
‫ميزانية البرنامج( الوثائق التي تسمح بإعداد ميزانية البرنامج)‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف المذكرة التوجيهية لكل برنامج‬

‫وتتمثل وظيفة المذكرة التوجيية بالنسبة لكل برنامج في‪:3‬‬


‫تقديم التكاليف المتعلقة بالبرنامج‪ ،‬والتوزيع حسب أبواب النفقات واألهداف المحددة والنتائج‬
‫المحصل عليها والمنتظرة‪ ،‬وكذا تقييمها للسنوات القادمة المقاسة بمؤشرات األداء‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة خصوصا إلى قائمة المشاريع الكبرى‪.‬‬
‫‪ 1‬بوعيشاوي مراد‪ ،‬غزازي عماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ 2‬شاوش هند‪ ،‬عادل عاللي‪ ،‬الملتقى الوطني إصالح نظام المحاسبة العمومية ودوره في تعزيز حوكمة المؤسسات العمومي ة‪ ،‬بعن وان األلي ات الجدي دة‬
‫لتحضير وإعداد مشروع قانون المالية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 3‬عادل عاللي‪ ،‬دورة تكوينية للمديرية العامة للميزانية والية ورقلة‪ ،‬تعريف الق انون العض وي رقم ‪ 18/15‬المتعل ق بق وانين المالي ة وك ذا النص وص‬
‫التطبيقية المتعلقة به‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪45‬‬
‫تبرير تطوير اإلعتمادات مقارنة بالنفقات الفعلية للسنتين السابقتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جدول إستحقاق اإلعتمادات المتعلقة برخص اإللتزام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة التقديرية لمناصب الشغل حسب اإللحاق البياني لمناصب الميزانية للوزارة‪ ،‬مع‬ ‫‪-‬‬
‫تبرير التغيرات مقارنة مع الوضعية الموجودة‪.‬‬
‫أنشطة ووسائل المؤسسات العمومية تحت الوصاية في حدود محيط البرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تقرير األولويات والتخطيط‬

‫حسب المادة ‪ 75‬من القانون العضوي ‪ ،18/15‬يتمثل تقرير األولويات والتخطيط في‬
‫الوث ائق المجتمع ة في الحجم ‪ ،02‬بإعتب اره أح د مرفق ات مش روع ق انون المالي ة للس نة‪ ،‬يع ده‬
‫وزي ر وك ل مس ؤول مؤسس ة عمومي ة مكل ف بتس يير محفظ ة ال برامج الموزع ة حس ب اإلدارة‬
‫المركزي ة‪ ،‬حس ب المص الح غ ير الممرك زة وك ذا حس ب الهيئ ات العمومي ة تحت الوص اية‬
‫والهيئ ات اإلقليمي ة‪ ،‬عن دما تكل ف ه ذه الهيئ ات بتنفي ذ ك ل ال برامج أو ج زء من ه‪ ،‬ويتض من ك ل‬
‫برنامج من هذه البرامج ال سيما التوزيع بحسب األبواب للنفقات واألهداف المحددة والنتائج‬
‫المنتظرة‪ ،‬وكذا تقييمها‪ ،‬مع اإلشارة لقائمة المشاريع الكبرى‪.1‬‬

‫ويش مل التقري ر ح ول األولوي ات والتخطي ط لك ل برن امج على مجموع ة من العناص ر وال تي‬
‫تتثمل في‪:2‬‬

‫تحديد إسم الوزارة وإ سم البرنامج‪ ،‬المسؤول الوزاري والمسؤول عن البرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إستراتيجية البرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األهداف والمؤشرات (مع منهجيتها وتقييمها)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبرير اإلعتمادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملخص عن إعتمادات البرنامج حسب البرنامج الفرعي والعنوان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.75‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل عاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪46‬‬
‫تأطير المؤسسات العمومية والهيئات التي تدير إعتمادات البرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قائمة المشاريع الكبرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوزي ع ال داخلي من ط رف اإلدارة المركزي ة والمص الح غ ير الممرك زة عن دما تكل ف‬ ‫‪-‬‬
‫بتنفيذ كل البرنامج أو جزء منه‪.‬‬

‫يبين الجدول المبين في المحلق رقم نموذج لمخطط األولويات والتخطيط‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫من خالل عرض نا له ذا الفص ل يتض ح لن ا أن الس لطة التنفيذي ة تنف رد بمهم ة إع داد وتحض ير‬
‫الميزانية العمومية ممثلة في ذلك بوزارة المالية‪ ،‬والتي تمتلك مجموعة من األجهزة والهياكل‬
‫اإلدارية المساعدة لها في إتمام هذه العملية‪.‬‬

‫إض افة إلى مجموع ة من األسس والقواع د ال تي تحكم الميزاني ة العمومي ة وال تي ك انت تقتص ر‬
‫س ابقا على خمس ة مب ادئ (الت وازن‪ ،‬وح دة الميزاني ة‪ ،‬الش مولية‪ ،‬الس نوية‪ ،‬ع دم التخص يص)‪،‬‬
‫وبعد صدور القانون العضوي ‪ 18/15‬إستحدث مبادئ أخرى إضافية (المسؤولية‪ ،‬الشفافية‪،‬‬
‫اإلستقرار‪ ،‬األداء) لتصبح الميزانية العمومية تحكمها تسعة مبادئ أساسية‪.‬‬

‫حيث يق وم وزي ر المالي ة بإص دار أول وثيق ة تعلن عن بداي ة إج راءات إع داد الميزاني ة‬
‫وهي الم ذكرة التوجيهي ة وال تي ي بين فيه ا السياس ات العام ة المتبع ة وتس قيفات النفق ات‪ ،‬في‬
‫المقابل تقوم مختلف الوزارات بتحضير مشروع ميزانياتهم متعدد السنوات‪ ،‬والذي يحتوي‬
‫على م ا يتوقعون ه من إي رادات وم ا يطلبون ه من إعتم ادات مالي ة م ع التقري ر ح ول األولوي ات‬
‫والتخطيط‪ ،‬لتقوم وزارة المالية بجمعها ومناقشتها مع ممثلي الوزارات ثم تقوم بإعداد مشروع‬
‫الميزاني ة العمومي ة في ش كله النه ائي م ع الحجم ‪ 1‬والحجم ‪ 2‬والحجم ‪ ،3‬وتحول ه إلى الس لطة‬
‫التشريعية حتى تقوم بإعتماده‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫عادة ما تتولى الحكومة إعداد وتحضير الميزانية العمومية‪ ،‬بحيث تعد أقدر من البرلمان في‬
‫تقدير النفقات العامة واإليرادات العامة‪ ،‬بفضل مختلف األجهزة واإلطارات والموارد البشرية‬
‫المؤهلة التي تتوفر عليها والتي تستطيع أن تمدها باإلحصاءات والمعطيات والبيانات الدقيقة‬
‫إلع داد الميزاني ة العمومي ة حس ب المق درة المالي ة لالقتص اد الوط ني واألولوي ات االجتماعي ة‪،‬‬
‫على نحو مالئم للظروف االقتصادية والمالية لكل دولة‪.1‬‬

‫وبذلك تسند عملية إعداد الميزانية العمومية إلى وزير المالية الذي يكون مصحوبا أثناء تقدمه‬
‫للبرلمان بالوثائق الملحقة‪ ،‬التي تهدف إلى تحديد روح ومضمون مشروع الميزانية العمومية‬
‫وتعطي الرؤي ة الواض حة عن التوازن ات االقتص ادية والمالي ة للدول ة‪ ،‬ال ذي يق د م في ش كل‬
‫مش روع ق انون المالي ة‪ ،2‬وه ذا م ا س نتناوله في ه ذا المبحث س وف نتط رق أوال إلى محت وى‬
‫مش روع ق انون المالي ة (مبحث أول) ثم ثاني ا س نتطرق إلى مناقش ة إعتم اد الميزاني ة العام ة‬
‫(اإلقرار والمصادقة) (مبحث ثاني)‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد عباس محرزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.350‬‬


‫‪- 2‬مالك عليان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪50‬‬
‫المبحث األول‪ :‬محتوى مشروع قانون المالية‬

‫لقد حدد القانون رقم ‪ 17-84‬في مادته ‪ 67‬من الباب الخامس المتعلق بتحضير قوانين المالية‬
‫والتصويت عليها وتنفيذها‪ ،‬مضمون قانون المالية‪ ،‬حيث أكد إشتماله على قسمين منفصلين‪،‬‬
‫كم ا يش ترط أن يرف ق بجمل ة من الوث ائق الض رورية لدراس ته ومناقش ته‪ ،‬وبم ا أن الميزاني ة‬
‫عب ارة عن خط ة مالي ة توض ح سياس ة الحكوم ة‪ ،‬ف إن عملي ة توض يح وتحدي د مض مون ق انون‬
‫المالي ة تكتس ي أهمي ة بالغ ة في ع دة ج وانب‪ ،‬فمن جه ة توض ح مالمح السياس ة العام ة خاص ة‬
‫منه ا المالي ة و أه داف الحكوم ة كم ا تس مح وتس هل عملي ة ممارس ة الرقاب ة البرلماني ة بالش كل‬
‫يض من فعاليات ه‪ ،‬إلى ج انب كون ه يس اعد على وض ع الح دود واإلط ار الق انوني إلدخ ال‬
‫التع ديالت من قب ل الحكوم ة من جه ة أخ رى‪ ،1‬ومن جه ة أخ رى نج د أن الق انون ‪15-18‬‬
‫المتعلق بقوانين المالية والمؤرخ في ‪ 02/09/20218‬قد نص على إحتواء قانون المالية على‬
‫(‪ )04‬أج زاء متباين ة‪ 2‬باإلض افة إلى وث ائق مرفق ة بق انون المالي ة لتس هيل عملي ة المناقش ة‬
‫والدراس ة‪3،‬وعلي ه فإنن ا س نتناول من خالل ه ذا المبحث وث ائق ق انون المالي ة (مطلب اول) و‬
‫الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية (مطلب ثاني)‬

‫المطلب األول‪ :‬وثائق قانون المالية‬

‫من أجل إضفاء مزيدا من الشفافية على المعلومات المقدمة إلى البرلمان من طرف الحكومة‪،‬‬
‫وجب على هذه األخيرة تعزيز الجودة والدقة والموثوقية للبيانات والمعلومات وهذا من خالل‬
‫تجدي د وث ائق الميزاني ة وتبس يطها‪ ،‬وي أتي ه ذا في س ياق التح ول المقص ود لتب ني التس يير‬
‫المتمحور حول النتائج واإلنتقال من ميزانية الوسائل إلى الميزانية القائمة على النتائج‪ ،‬توطيدا‬
‫للمصداقية في تسيير اإلقتصاد والمالية العمومية من أجل تحليل أفضل لمحتوى قوانين المالية‬
‫والمصادقة عليها عن دراية‪.‬‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 84/17‬المؤرخ في ‪7‬جويلية ‪ 1984‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬ج رع ‪ ،28‬المؤرخة في ‪ 10/07/1984‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ 2‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.73‬‬
‫‪ 3‬ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة‪.74‬‬
‫‪51‬‬
‫ل ذا يتعين على الس لطة التنفيذي ة عن د إع داد الميزاني ة العام ة للدول ة تحدي د مض مون مش روع‬
‫قانون المالية‪ ،‬والوثائق الواجب إرفاقها معه‪ ،‬لكي تسمح ألعضاء البرلمان دراسته ومناقشته‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف قانون المالية‬

‫عرف ه المش رع الجزائ ري من خالل الم ادة ‪ 3‬من الق انون العض وي ‪ 84/17‬ال تي تنص على‪:‬‬
‫يقر ويرخص قانون المالية للسنة‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مدنية بمجمل موارد الدولة وأعبائه ا‪ ،‬وك ذا‬
‫الوس ائل المالي ة األخ رى المخصص ة لتس يير المراف ق العمومي ة وتنفي ذ المخط ط اإلنم ائي‬
‫السنوي‪. 1‬‬

‫كما يعرفه الفقه بإنه‪" :‬توقيع إجازة للنفقات العامة واإليرادات العامة عن مدة مقبلة غالبا ما‬
‫تك ون س نة"‪ ،2‬كم ا يمث ل ق انون المالي ة تل ك الوثيق ة المحض رة من قب ل الس لطات التنفيذي ة ال تي‬
‫تجند طاقاتها سنويا على مستوى جميع المصالح التابعة لها من أجل دراسة جميع التوقعات‬
‫المالية وض وابط اإلقتص اد الوط ني‪ ،‬والتحكم في الثغرات ال تي يمكن أن يكون لها أثار سلبية‬
‫على المالية العمومية‪ ،‬والسبب في ذلك هو الحرص على تقديم مشروع قانون مالية مقنع حتى‬
‫تتم المصادقة عليه من قبل البرلمان‪ ،‬إذن هو ذلك القانون الذي يحدد خالل سنة مالية واحدة‬
‫كمية وطبيعة المبالغ المخصصة لموارد الدولة وأعبائها المنتظر تنفيذها‪،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون قانون المالية‬

‫لقد أعيد النظر في هيكلة قانون المالية مع إرفاقه بعدة جداول من شأنها تعطي صورة أكثر‬
‫وض وحا عن إس تخدام األم وال العمومي ة‪ ،‬ويرتك ز التع ديل أساس ا على المع ايير ال تي على‬
‫أساس ها ت وزع االعتم ادات المالي ة وهي األه داف والنت ائج‪ ،‬أم ا فيم ا يخص الم وارد‪ ،‬وخاص ة‬
‫منها الجبائية‪ ،‬حافظ قانون المالية على طابعه التقليدي‪3.‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 06‬من القانون‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،3‬القانون ‪ ،17-84‬المؤرخ في‪ ،1984/05/07 :‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪1984‬‬
‫‪ 2‬جباري وليد‪ ،‬عجيلة عيسى‪ :‬قانون تسوية الميزانية آللية رقابية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫غرداية‪ ،2021،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ 3‬يلس شاوش بشير‪ ،‬قانون المالية لسنة ‪ 2023‬في إطار القانون العضوي رقم ‪ 15—18‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مجلة االستثمار والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2023 ،01‬ص‪. 3‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ 15-18‬المتعل ق بق وانين المالي ة في نص ها ب " يق ر ق انون المالي ة للس نة وي رخص لك ل س نة‬
‫مدنية‪ ،‬مجموع موارد الدولة وأعبائها الموجهة إلنجاز برامج الدولة طبقا لألهداف المحددة‬
‫والنتائج المنتظرة التي تكون موضوع تقييم"‪.‬‬

‫يع رض ق انون المالي ة في ش كل أحك ام وت راخيص الميزاني ة فيم ا يتعل ق بنس ب وأوعي ة‬
‫الض رائب‪ ،‬الض مانات ودي ون الدول ة‪ ،‬وك ذا مب الغ رخص االل تزام واعتم ادات ال دفع الخاص ة‬
‫بالموازن ة العام ة للدول ة والحس ابات الخاص ة للخزين ة‪ ،‬ال تي تش كل مض مون ق انون المالي ة‪،‬‬
‫باإلضافة ملحقات تتعلق بعرض الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوثائق المتضمنة قانون المالية‬

‫نص القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية ‪ 15-18‬في مادته رقم ‪ 72‬على ضرورة قيام‬
‫الجه ات الحكومي ة بوض ع وع رض مجموع ة من الوث ائق قب ل نهاي ة الثالثي األول من نهاي ة‬
‫السنة المالية وأهمها إعداد التقارير المرفقة بمشروع قانون المالية والذي ستعرض فيه كافة‬
‫المعلوم ات والبيان ات المتعلق ة بالوض ع ال راهن وك ذا اآلف اق المس تقبلية ذات الص لة بالمس ائل‬
‫االقتصادية واالجتماعية والمالية‪ ،‬وأيضا تقرير يضم كافة تطورات وضع االقتصاد الوطني‬
‫وتوجهات المالية العامة‪.‬‬

‫حسب ما جاء في نص المادة ‪ 73‬من القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية في " يتضمن‬
‫مشروع قانون المالية للسنة أربعة (‪ )4‬أجزاء متباينة"‪ .‬كما نالحظ فقد نصت المادة صراحتا‬
‫على وجود أربعة أجزاء متباينة في قانون المالية وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪.1‬الج زاء األول‪ :‬ويحت وي على األحك ام المتعلق ة ب الترخيص الس نوي لتحص يل الم وارد‬
‫العمومية وتخصيصها‪ ،‬وكذا مبالغ الموارد المتوقعة من طرف الدولة التي من شأنها أن تسمح‬
‫بتغطية العمليات الموازنية والمالية للدولة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫بالنس بة ل ترخيص الس نوي لتحص يل الم وارد العمومي ة وتخصيص ها وك ذا مبل غ‬ ‫‪‬‬
‫الموارد المتوقعة فقد جاء التأكيد على مباشرتها بموجب قانون المالية فقط في‬
‫الم ادة ‪ 16‬من الق انون ‪ 15-18‬المتعل ق بق وانين المالي ة في " يمنح ال ترخيص‬
‫س نويا‪ ،‬لتحص يل الض رائب والحق وق والرس وم وك ذا مختل ف أن واع المس اهمات‬
‫والم داخيل والحواص ل األخ رى‪ ،‬لفائ دة الدول ة‪ ،‬بم وجب ق انون المالي ة‪ .‬ويق در‬
‫الحاصل وكذا الحصة المخصصة للميزانية العامة للدولة بموجب قانون المالية‬
‫للسنة "‬

‫‪.2‬الجزء الثاني‪ :‬يحدد‬

‫مبلغ رخص االلتزام واعتمادات الدفع‪ ،‬حسب كل وزارة ومؤسسة عمومية‬ ‫‪‬‬

‫تناوله ا الج دول "ب" حيث ي بين مبل غ رخص االل تزام واعتم ادات ال دفع المفتوح ة للس نة حس ب‬
‫ك ل وزارة (تس بقها رئاس ة الجمهوري ة ثم مص الح ال وزير األول ‪ 31 +‬وزارة ) وك ل هيئ ة‬
‫عمومية وعددها ‪( 16‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬مجلس الدولة‪،‬‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬المحكمة الدستورية‪ ،‬مجلس المحاسبة‪ ،‬السلطة العليا للشفافية والوقاية‬
‫من الفس اد ومكافحت ه‪ ،‬الس لطة الوطني ة المس تقلة لالنتخاب ات‪ ،‬المجلس الوط ني االقتص ادي‬
‫واالجتم اعي والبي ئي‪ ،‬المجلس اإلس المي األعلى‪ ،‬المجلس األعلى للغ ة العربي ة‪ ،‬المجلس‬
‫الوط ني لحق وق االنس ان‪ ،‬األكاديمي ة الجزائري ة للعل وم والتكنولوجي ات‪ ،‬المرص د الوط ني‬
‫للمجتمع المدني‪ ،‬المجلس األعلى للشباب‪) ،‬‬

‫مبل غ اعتم ادات ال دفع ورخص االل تزام لك ل حس اب من حس ابات التخص يص‬ ‫‪‬‬
‫الخاص‪.‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 50‬من القانون ‪ 15-18‬المتعلق بقوانين المالية تبين حسابات التخصيص‬
‫الخ اص‪ ،‬العملي ات الممول ة إث ر حكم في ق انون المالي ة بواس طة الم وارد الخاص ة ال تي تك ون‬
‫بطبيعته ا له ا عالق ة مباش رة م ع النفق ات المعني ة‪( .‬حس اب خ اص مم ول من عملي ات‬
‫‪54‬‬
‫الخوصصة‪ ،‬نفقاته تأخذ بالحسبان فقط العمليات التي لها عالقة بالخوصصة)‪ ،‬يمكن أن تكمل‬
‫الموارد الخاصة لحساب تخصيص خاص‪ ،‬بتخصيص مسجل في الميزانية العامة للدولة في‬
‫حدود ‪ %10‬من الموارد المحصلة‪.‬‬

‫حسابات التخصيص الخاص موضوع برنامج عمل يعد من طرف األمرين بالصرف موضحا‬
‫للكل حساب األهداف المرجوة وكذا أجال تحقيقها‪.‬‬

‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من القانون العضوي لسنة ‪ 2001‬الفرنسي على أنه " تبين‬
‫حسابات التخصيص الخاصة في إطار الشروط المنصوص عليها في قوانين المالية‪ ،‬عمليات‬
‫ميزاني ة ممول ة بم وارد مخصص ة‪ ،‬تك ون ه ذه الم وارد بطبيعته ا على عالق ة مباش رة بالنفق ات‬
‫المعنية"‬

‫سقف المكشوف المطبق على الحسابات اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.3‬الجزء الثالث‪ :‬ويتضمن‬

‫رخصة منح ضمانات الدولة وتحديد نظامها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رخصة التكفل بديون الغير وتحديد نظامها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 21‬من الق انون العض وي ‪ 15-18‬المتعل ق بق وانين المالي ة "‬
‫ي رخص ق انون المالي ة للدول ة ب االقتراض ومنح الض مانات‪ ،‬وذل ك م ع مراع اة التوازن ات‬
‫الميزانية والمالية واالقتصادية وكذا الدين العمومي الساري"‬

‫األحك ام المتعلق ة بوع اء ونس بة وكيفي ات تحص يل اإلخض اعات مهم ا ك انت‬ ‫‪‬‬
‫طبيعته ا‪ .‬ويجب أال ت ؤثر ه ذه األحك ام على الت وازن الميزاني اتي المع رف في‬
‫المادة ‪ 03‬من هذا القانون‪.‬‬

‫كل حكم يتعلق بالمحاسبة العمومية وتنفيذ ورقابة اإليرادات والنفقات العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .4‬الجز الرابع‪ :‬ويتضمن الجداول اآلتية‪:‬‬

‫الجدول أ" ويتعلق باإليرادات مقسمة إلى إيراد بإيراد أي اإليرادات بتفصيلها‬ ‫‪‬‬

‫الجدول "ب “ويتعلق باالعتمادات المفتوحة للسنة والموزعة حسب كل وزارة أو‬ ‫‪‬‬
‫مؤسس ة عمومي ة وحس ب ال برامج وحس ب التخص يص‪ ،‬وي بين رخص االل تزام‬
‫واعتمادات الدفع المفتوحة‪.‬‬

‫الج دول "ج" وي بين قائم ة الحس ابات الخاص ة للخزين ة ومحتواه ا‪ ،‬حس ب ك ل‬ ‫‪‬‬
‫صنف‪.‬‬

‫الجدول د" ويبين التوازنات الميزانياتية والمالية واإلقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الج دول "ه" وي بين قائم ة الض رائب واإلخض اعات األخ رى وحواص لها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المخصص ة للدول ة وللجماع ات اإلقليمي ة وك ذا تل ك المخصص ة بطريق ة غ ير‬
‫مباش رة له ذه األخ يرة عن طري ق الهيئ ات المش ار إليه ا في الم ادة ‪ 13‬من ه ذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫الجدول او" ويتعلق بالرسوم شبه الجبائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجدول "ز" ويتعلق باالقتطاعات اإلجبارية غير الجبائية الموجهة لتمويل هيئات‬ ‫‪‬‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫الجدول "ح" ويبين تقديرات النفقات الجبائية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪56‬‬
‫والمالحظ كذلك أن القسم الرابع من أقسام مشروع قانون المالية والمتضمن مختلف الجداول‬
‫التوض يحية (من الج دول أ إلى الج دول ح)‪ ،‬يمث ل بيان ات ومعلوم ات األقس ام الثالث ة األولى‪،‬‬
‫األمر الذي يسمح ألعضاء البرلمان بإمكانية إجراء قراءة أكثر وضوحا لتفاصيل قانون المالية‬

‫‪1‬‬
‫السنوي أو التصحيحي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية‬

‫يرفق مشروع قانون المالية بمجموعة من المالحق من أجل توضيح وتقديم صورة شاملة عن‬
‫التوازن ات االقتص ادية والمالي ة للبالد والس ماح للبرلم ان من ممارس ة دوره في مراقب ة النش اط‬
‫الم الي للحكوم ة‪ .‬فنج د أن الق انون العض وي ‪ 15-18‬وض ع عملي ات الدول ة في إط ار ق انوني‬
‫يتماشى وتسيير موارد الدولة بشفافية ورشادة في صرف المال العام‪ ،‬في ظل ذلك فقد ألزم‬
‫ارف اق مش اريع ق وانين المالي ة بوث ائق لتس هيل ذل ك بحس ب م ا ورد في الم ادة ‪ 75‬من ذات‬
‫القانون‪ ،‬وتتمثل هذه الوثائق في‪:2‬‬

‫‪ 1‬مصطفى شبرة محمد‪ ،‬اهمية اصالح النظام الموازني في ترشيد االنفاق العام للجزائر‪ ،‬اطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬مالية‬
‫ومحاسبة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬سنة ‪.2022‬‬
‫‪ 2‬عقال جابر‪ ،‬عمومن خديجة‪ :‬مستجدات القانون العضوي ‪ 15/18‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على شهادة‬
‫الماستر في حقوق تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‪ ،2020/2021 ،‬ص ‪24‬‬
‫‪57‬‬
‫أوال‪ :‬تقري ر عن الوض عية واآلف اق االقتص ادية واالجـ ـتـمـــاعية والمالـية على الم دى المتوس ط‬
‫وي ـبــرز على الخصوص التوازنات االقتصادية والمالية التقديرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مالحق تفسيرية يبين فيها‪ ،‬السيما التطور حسب صنف الضرائب بما فيها تلك المتعلقة‬
‫بالتدابير الجديدة‪ ،‬وبصفة عامة تقديرات الحواصل الناتجة عن الموارد األخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وثائق مجمعة في ثالثة أحجام تتعلق بما يلي‪:‬‬

‫الحجم ‪ :1‬مش روع ميزاني ة الدول ة تع ده المديري ة العام ة للميزاني ة‪ ،‬وال ذي ي بين مجم وع‬
‫‪1‬‬
‫النفقات‪:‬‬

‫حسب كل وزارة أو مؤسسة عمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حسب البرامج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حسب أبواب النفقات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫على مدى ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحجم ‪ :2‬تقري ر عن األولوي ات والتخطي ط (‪ )RPP‬ال ذي يتم إع داده من ط رف ال وزارة أو‬


‫المؤسسة العمومية‪ ،‬حيث تبين هذه الوثيقة اقتراحات الوزارات والمؤسسات العمومية حسب‬
‫المص الح المركزي ة‪ ،‬المص الح غ ير ممرك زة‪ ،‬الهيئ ات الخاض عة للوص اية والهيئ ات اإلقليمي ة‬
‫لميزانية الدولة‪.‬‬

‫الحجم ‪ :3‬التوزيع اإلقليمي لميزانية الدولة‪ ،‬الذي تعده كذلك المديرية العامة للميزانية‪ ،‬حيث‬
‫تبين هذه الوثيقة التوزيع الجغرافي لنفقات ميزانية الدولة‪.‬‬

‫تعرض هذه الوثيقة‪:‬‬

‫الميزانيات حسب الواليات‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬التنظيم الجديد للمديرية العامة للميزانية والذي يتطابق مع النظام الميزانياتي الجديد صادر في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 252—21‬ممضي في ‪06‬‬
‫يونيو ‪ ،2021‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة المالية‪ ،‬مادة ‪ ،3‬جريدة رسمية عدد ‪ 47‬مؤرخة في ‪ 15‬يونيو ‪ ،2021‬الصفحة ‪.7‬‬
‫‪58‬‬
‫المشاريع حسب الواليات‬ ‫‪‬‬

‫جدول استحقاق االعتمادات المتعلقة برخص االلتزام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قائمة كاملة للحسابات الخاصة للخزينة تبرز على الخصوص مبلغ اإليرادات‬ ‫‪‬‬
‫والنفقات المتوقعة لحسابات التخصيص الخاص‪.‬‬

‫جدول التعداد يبين فيه تطوراته ويبرر التغيرات السنوية‪ ،‬ويعد حسب كيفيات‬ ‫‪‬‬
‫محددة عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫يتم تق ديم البيان ات والمعلوم ات المرتبط ة بالمحافظ ة على المص الح الرئيس ية للدول ة وبال دفاع‬
‫الوطني‪ ،‬في وثائق على شكل مالئم‪ ،‬ويجب أن يتم نشرها مع مراعاة حساسيتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إعتماد مشروع قانون المالية (اإلقرار والمصادقة)‬

‫ي ؤدي البرلم ان في جمي ع األنظم ة الدس تورية ثالث ة أن واع من اإلختصاص ات‪،‬‬
‫اإلختصاص التشريعي‪ ،‬الرقابي‪ ،‬والمالي‪ ،‬ويعتبر هذا األخير من بين أهم اإلختصاص ات ال تي‬
‫يؤديه ا البرلم ان‪ ،‬حيث يستند على مب دأ "ال ض ريبة ب دون تمثي ل" ومنه ي برر إرتب اط الميزانية‬
‫بالبرلم ان‪ ،‬باإلض افة إلى م ا ي ترتب عنه ا من ت أثيرات مباش رة على حي اة الم واطن اليومي ة‪،‬‬
‫والجدير بالذكر أن اإلختصاص المالي كان السباق في نشأة النظام الليبرالي المالي‪.‬‬

‫وفي ض من اإلختصاص ات المالي ة ال تي يحض ى به ا البرلم ان‪ ،‬اإلختص اص بالمص ادقة على‬
‫مشروع قانون المالية والذي يعتبر عصب الحياة في الدولة‪ ،‬ويمنح للبرلمان صالحية مراقبة‬
‫الحكومة فيما يخص تحصيل الموارد وطريقة صرفها‪.1‬‬

‫يعتبر مشروع الميزانية العامة للدولة الذي قامت بتحضيره السلطة التنفيدية ووضعت‬
‫على عاتقه ا عبء إع داده فيم ا يخص وض ع التق ديرات لإلي رادات والنفق ات العام ة‪ ،‬يظ ل في‬

‫‪1‬‬
‫مراد بقالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪59‬‬
‫نظره ا مج رد مش روع إلى أن تتم المص ادقة علي ه من ط رف غرف تي البرلم ان الممثل ة في‬
‫المجلس الشعبي الوطني ومجلس االمة‪ ،‬وعندما تنتهي إجراءات المصادقة‪ ،‬حينها فقط يشكل‬
‫الميزانية العامة للدولة‪.‬‬

‫من خالل م ا س بق‪ ،‬س يتم التط رق في ه ذا المبحث إلى دراس ة مش روع ق انون المالي ة على‬
‫مس توى المجلس الش عبي الوط ني في (المطلب األول) ومن ثم التط رق في (المطلب الث اني)‬
‫إلى دراسة المشروع على مستوى مجلس االمة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني‬

‫يص ادق البرلم ان على مش روع ق انون المالي ة في م دة أقص اها ‪ 75‬يوم ا من ت اريخ‬
‫إيداع ه‪ ،‬وه ذا طبق ا لنص الم ادة ‪ 146‬من الدس تور‪ ،1‬ويص وت علي ه ك ل من المجلس الش عبي‬
‫الوط ني في م دة ‪ 47‬يوم ا‪ ،‬ويص وت مجلس االم ة ه و األخ ر على النص المص وت علي ه في‬
‫أجل أقصاه ‪ 20‬يوما‪ ،‬وهذا طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 44‬من القانون العضوي ‪. 212-16‬‬

‫وفي هذا اإلطار نصت المادة ‪ 71‬من القانون العضوي ‪ 15-18‬المتعلق بقوانين المالي ة على‪:‬‬
‫"يودع مشروع قانون المالية للسنة لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني في تاريخ ‪ 7‬أكتوبر‪،‬‬
‫كأقصى حد من السنة التي تسبق السنة المالية المعني"‪.3‬‬

‫يتم إيداع مشروع قانون المالية المتضمن الميزانية العامة للدولة لدى مكتب المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬الذي يعتبر الغرفة السفلى األولى المعنية بمناقشة القوانين‪ ،‬ليقوم هذا األخير بتحويله‬
‫إلى لجنة المالية والميزانية‪ ،‬من أجل دراسته قبل عرضه للمناقشة في الجلسة العامة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫الدستور‪ ،2020 ،‬ص ‪ ،33‬المادة ‪146‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،16/12‬المتعلق بتحديد النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪ ،‬المادة ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.71‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪60‬‬
‫من خالل ماسبق سيشمل هذا المطلب التطرق إلى دراسة مشروع قانون المالية على مس توى‬
‫لجن ة المالي ة والميزاني ة في(الف رع األول) ومن ثم التط رق إلى المص ادقة على مش روع ق انون‬
‫المالية في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى لجنة المالية والميزانية‬

‫تحتل اللجان بصفة عامة ولجنة المالية بصفة خاصة أهمية بالغة في العمل البرلماني‪،‬‬
‫على إعتبار أنها تمثل العمل األولي والتحضيري‪ ،‬الذي يتيح للنواب فهم المشروع المعروض‬
‫عليهم فهم ا دقيق ا وعميق ا‪ ،‬ألن ه من غ ير الممكن على الن واب أن يدرس وا ويناقش وا جمي ع‬
‫المشاريع المعروضة عليهم‪ ،‬بإختالفها وتنوع موضوعاتها‪ ،‬وبالتالي فإن اللجنة المالية تكون‬
‫مختص ة في ه ذا المج ال ال ذي تعم ل من خالل ه على تبس يط وتس هيل المش اريع للن واب‬
‫لمساعدتهم على فهمها بشكل أفضل‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلها‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 34‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬تتشكل لجنة المالية‬
‫والميزاني ة من ع دد أعض اء ي تراوح من (‪ )30‬إلى (‪ )50‬عض و على األك ثر‪ ،‬إال أن أعض اء‬
‫اللجنة حاليا وصل عددهم إلى ‪ 61‬عضوا‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن أعضاء لجنة المالية والميزانية األكثر عددا بين اللجان االثني عشر الدائم ة‬
‫بالمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬حيث يتشكل عدد أعض ائهم من (‪ )20‬إلى (‪ )30‬كحد أقصى‪ ،‬أما‬
‫لجنة المالية والميزانية عددهم (‪ )30‬عضو كحد أدنى‪.‬‬

‫‪ 1‬حاجي عبير‪ ،‬نصر الشريف زهرة‪ ،‬الرقابة التشريعية على الميزانية العامة للدولة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخص ص الق انون اإلداري‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪61‬‬
‫وه ذا إن دل فه و ي دل على المكان ة الهام ة له ذه اللجن ة عن غيره ا من اللج ان األخ رى‪ ،‬وذل ك‬
‫لصعوبة المهام المنوطة لها‪ ،‬األمر الذي يتطلب تكافئ عدد كبير من النواب للقيام بهذا العمل‬
‫على أكمل وجه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إختصاصاتها‬

‫تقوم اللجنة المالية المتخصصة في اللجان الدائمة في المجلس الشعبي الوطني بدراسة‬
‫مشروع قانون المالية‪ ،‬وتقديم إقتراحات وبعض اإلضافات التي قد تراها مناسبة‪ ،‬ليتم إدراجه ا‬
‫في التقريرالتمهي دي ال ذي س يعرض على الن واب في الجلس ة العام ة‪ ،‬وفي ه ذا الس ياق نص ت‬
‫الم ادة ‪ 23‬من النظ ام ال داخلي للمجلس على إختصاص ات اللجن ة المالي ة‪ ،2‬حيث ج اء فيه ا‬
‫"اليأتي عمل لجان المالية إال بعد إعداد مشروع الميزانية من طرف الحكومة وعرضه أمام‬
‫المجلس الشعبي الوطني وعن طريق رئيسه والذي يحيله بدوره إلى هذه اللجنة المتخصصة‬
‫والمكلف ة بق وة الق انون بالمس ائل المتعلق ة بإختصاص ات والمتمثل ة في الميزاني ة العام ة‪ ،‬النظ ام‬
‫الجبائي الجمركي‪ ،‬العملة‪ ،‬القروض‪ ،‬البنوك‪ ،‬التأمينات"‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬أعمال لجنة المالية والميزانية قبل المناقشة‬

‫تقوم لجنة المالية والميزانية ببعض األشغال قبل شروعها في مناقشة مشروع الميزانية العامة‬
‫للدولة المتمثلة في‪:4‬‬

‫اإلجتماع التمهيدي للجنة المالية والميزانية‬ ‫ا‪.‬‬

‫‪ 1‬بقالم مراد‪ ،‬دور اللجان البرلمانية الدائمة في دراسة مشروع قانون المالية في الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬جامع ة ش لف‪ ،‬المجل د‬
‫‪ ،08‬العدد ‪ ،2019 ،05‬ص ‪.81-80‬‬
‫‪ 2‬ق‪.‬ع ‪ ،16/12‬المتعلق بتحديد النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪ ،2000 ،‬المادة ‪.23‬‬
‫‪ 3‬حاجي عبير‪ ،‬نصر الشريف زهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 4‬مراد بقالم‪ ،‬ممارسة التحضير التشريعي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪62‬‬
‫بع د أن يتم إحال ة المش روع من قب ل رئيس المجلس الش عبي الوط ني‪ ،‬إلى لجن ة المالي ة‬
‫والميزاني ة‪ ،‬تق وم ه ذه األخ يرة بإس تدعاء أعض اء اللجن ة لعق د إجتم اع تمهي دي تق وم من خالل ه‬
‫ب‪:‬‬

‫برمجة أشغال اللجنة‬ ‫‪.1‬‬

‫وه ذا من خالل تحدي د اإلط ار الزم ني بوض ع رزنام ة تح دد الت واريخ الخاص ة بالمه ام ال تي‬
‫ستقوم بها اللجنة خالل دراستها للمشروع‪.‬‬

‫توزيع الوثائق على أعضاء اللجنة‬ ‫‪.2‬‬

‫تش رع اللجن ة بتوزي ع المش روع م ع مرفقات ه إلى أعض اء اللجن ة لإلطالع على مض امينه قب ل‬
‫دراسته‪.‬‬

‫ضبط برنامج اإلستماعات‬ ‫‪.3‬‬

‫التي تخص الوزراء والمنظمات والجمعيات والمتخصصين الذين ترى فيهم اللجنة ضرورة‬
‫اإلستماع واألخد برأيهم‪.‬‬

‫إعداد التقرير التمهيدي‬ ‫ب‪.‬‬

‫يعتبر التقرير التمهيدي أول وثيقة تصدرها لجنة المالية والميزانية يحتوي على ملخص لكل‬
‫النقاش ات والتع ديالت ال تي طرحته ا اللجن ة خالل دراس تها للمش روع‪ ،‬وذل ك ح تى يس تفيد من ه‬
‫أعضاء البرلمان في المناقشة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصادقة على مشروع قانون المالية‬

‫‪ 1‬بوقصبة راضية‪ ،‬بوحادة نسرين‪ ،‬التأطير الدستوري للمالية العامة بالجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية‪،‬‬
‫جامعة جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪63‬‬
‫تبدأ عملية المصادقة على مشروع قانون المالية بعد إنتهاء لجنة المالية والميزانية من‬
‫عملها‪ ،‬حيث تمر المصادقة على مستوى المجلس الشعبي الوطني بمراحل عديدة بدءا بمناقشة‬
‫المش روع في جلس ة عام ة (أوال) ومن ثم تق ديم التع ديالت (ثاني ا) وص وال إلى التص ويت على‬
‫مشروع قانون المالية (ثالثا)‪ ،‬حيث سيتم توضيح هذه المراحل من خالل مايلي‪:‬‬

‫أوال ‪:‬مناقشة مشروع قانون المالية في جلسة عامة‬

‫بعد اإلنتهاء من الدراسة التقنية من قبل لجنة المالية والميزانية‪ ،‬لمشروع قانون المالية‬
‫وإ كمال كافة اإلجراءات اإلعالمية للنواب وذلك بتوزيع التقرير التمهيدي عليهم‪ ،1‬حيث يوزع‬
‫هذا التقرير قبل ثالثة أيام من تاريخ إنعقاد الجلسة‪ ،‬ويعتبر هذا التوزيع مفيد للنواب‪ ،‬بحيث‬
‫سيتيح لهم فرصة اإلطالع على أعمال اللجنة وكذلك سيمكنهم من التحضير الجيد للجلسة‪.2‬‬

‫بع دها ت أتي مرحل ة المناقش ة على مش روع ق انون المالي ة وب الرجوع إلى دس تور‪ 2020‬نص‬
‫المؤسس الدستوري على ضرورة إجراء المناقشة على مستوى غرفتي البرلمان على التوالي‬
‫ح تى تتم المص ادقة علي ه وه ذا م ايظهر في نص الم ادة ‪ ،145‬وفي نص الم ادة ‪ 144‬نص‬
‫صراحة على أحقية البرلمان في اإلعداد والتصويت على مشروع قانون المالية‪.3‬‬

‫تبدأ إجراءات المناقشة وفق هذا العرض التسلسلي‪:‬‬

‫الخطوة األولى‪ :‬عرض وزير المالية‬ ‫ا‪.‬‬

‫تبدأ إجراءات المناقشة بعرض يقدمه وزير المالية بخصوص أهم المحاور المتضمنة في‬
‫المشروع‪ ،‬حيث تظهر فيه العناصر التالية‪:4‬‬

‫‪ 1‬عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ 2‬بن رمضان صالح‪ ،‬بن عبد الرحمان تامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ : 144‬تودع مشاريع القوانين المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة اإلقليم والتقسيم اإلقليمي لدى مكتب مجلس األمة‪.‬‬
‫بإستثناء الحاالت المبينة بالفقرة أعاله تودع كل مشاريع القوانين األخرى لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫المادة ‪ :145‬مع مراعاة أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ ،144‬يجب أن يكون كل مشروع أو إقتراح قانون موضوع مناقش ة من ط رف المجلس الش عبي‬
‫الوطني ومجلس األمة‪ ،‬على التوالي‪ ،‬حتى تتم المصادقة عليه ‪....‬‬
‫‪ 4‬محمد أمين أوكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62-61‬‬
‫‪64‬‬
‫ت أثير الجباي ة البترولي ة على الميزاني ة العام ة م ع اإلش ارة إلى الس عر الم رجعي‬ ‫‪-‬‬
‫للمحروقات المعتمد في إعدادها‪.‬‬
‫نسب تغير حجم النفقات واإليرادات باإلرتفاع أو اإلنخفاض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حجم المديونية العمومية خاصة الخارجية منها وتأثيرها في السنوات القادمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بين معدالت التضخم ومؤشرات النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم اإلجراءات الجبائية خارج مجال المحروقات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬عرض مقرر اللجنة‬ ‫ب‪.‬‬

‫يحي ل رئيس المجلس الش عبي الوط ني الكلم ة لمق رر اللجن ة‪ ،‬ليتل و ه ذا األخ ير التقري ر‬
‫التمهي دي ال ذي أعدت ه اللجن ة بخص وص المش روع‪ ،‬فيب دأ المق رر بتوض يح سياس ة الحكوم ة‬
‫المالية‪ ،‬وشرح األسباب والدوافع اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية التي تبنتها في مشروع‬
‫الميزانية العامة للدولة‪.1‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬مرحلة التدخالت الشفاوية والكتابية‬ ‫ج‪.‬‬

‫بعد أن يطلع النواب على التوضيحات والشروحات الموجودة في التقرير التمهيدي المعد‬
‫من قبل لجنة المالية والميزانية‪ ،‬وبعد إستماعهم إلى عرض وزير المالية‪ ،‬ومقرر اللجنة تبدأ‬
‫المناقش ات ع بر الت دخالت الش فوية والكتابي ة‪ ،‬ليط رح الن واب إستفس اراتهم ح ول المح اور‬
‫المتضمنة في المشروع والتي يرون فيها نوعا من الغموض واللبس‪ ،‬كما يمكن لهم تسجيل‬
‫مالحظاتهم أو تقديم إقتراحاتهم بخصوص تعديل مادة أو أكثر‪.2‬‬

‫الخطوة الرابعة‪ :‬الرد على التدخالت‬ ‫د‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زاوش زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪2‬‬
‫مخالفة كريم‪ ،‬محاضرات في قانون الميزانية العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.139-138‬‬
‫‪65‬‬
‫بع د اإلنته اء من مرحل ة الت دخالت الش فوية والكتابي ة من قب ل الن واب‪ ،‬يق وم وزي ر المالي ة‬
‫ب الرد بص ورة مجمل ة على كاف ة ه ذه الت دخالت‪ ،‬ليت ولى بع دها ك ل وزي ر مع ني بتق ديم‬
‫الشروحات للرد على المالحظات التي تخص قطاعه الوزاري‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إضفاء التعديالت على مشروع قانون المالية‬

‫ال يقتصر البرلمان على الموافقة على مشروع الميزانية أو رفضه‪ ،‬بل يلحق به بعض‬
‫التعديالت‪ ،‬وفقا للصالحيات التي خولها له الدستور ولكن بشروط محددة‪.‬‬

‫األساس الدستوري للتعديل‬ ‫ا‪.‬‬

‫يكرس الدستور سلطة تعديل مشاريع قوانين المالية إلى البرلمان وهذا طبقا لما جاء في نص‬
‫المادة ‪ 146‬منه‪ ،‬وبموجب نص المادة ‪ 139‬فقرة ‪ 12‬من الدستور خول المشرع الجزائري‬
‫للبرلم ان بح ق التش ريع في المج االت المتعلق ة بق انون المالي ة وميزاني ة الدول ة‪ ،‬حيث ج اء في‬
‫نص المادة ‪ 139‬فقرة ‪ 12‬من الدستورمايلي‪" :‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له‬
‫‪2‬‬
‫الدستور‪ ،‬وكذلك في المجاالت التالية التصويت على قوانين المالية "‪.‬‬

‫شروط تقديم التعديل‬ ‫ب‪.‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 147‬من دستور ‪ 2020‬السالف الذكر‪ ،‬نجد أن المؤسس الدستوري قد قيد‬
‫البرلم ان بش روط عن د إق تراح تع ديل يمس الميزاني ة‪ ،‬فال يقب ل أي إق تراح بموجب ه يتم تخفيض‬
‫الم وارد العام ة وال زي ادة النفق ات العام ة‪ ،‬إال في ح ال م ا إذا ك ان التع ديل ي رمي إلى زي ادة‬
‫الموارد المالية أم تقليص النفقات العمومية‪.‬‬

‫وفي ه ذا اإلط ار ح ددت الم ادة ‪ 61‬من النظ ام ال داخلي للمجلس الش عبي ش روط تق ديم التع ديل‬
‫وهي كاألتي‪:3‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد أمين أوكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد أمين أوكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪66‬‬
‫يجب أن يقدم التعديل من اللجنة المختصة للميزانية أو من ‪ 10‬نواب على األقل‬ ‫‪-‬‬
‫يجب أن يكون التعديل معلال وموجزا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب أن يك ون موض وع التع ديل يخص م ادة من م واد النص الم ودع أو ل ه عالق ة‬ ‫‪-‬‬
‫مباشرة إن تضمن إدراج مادة إضافية‪.‬‬
‫يجب أن يوق ع التع ديل من قب ل جمي ع الن واب المق دمين ل ه‪ ،‬وي ودع في أج ل ‪ 24‬س اعة‬ ‫‪-‬‬
‫إبتداءا من الشروع في مناقشة النص محل التعديل‪.‬‬

‫بع د إنته اء الم دة المح ددة لقب ول إق تراح التع ديل‪ ،‬تس تدعي لجن ة الميزاني ة الن واب أص حاب‬
‫اإلقتراح بالتعديل لدراسة ومناقشة النصوص المراد تعديلها‪ ،‬في حالة اإلتفاق يسجل التعديل‪،‬‬
‫أما في حالة وجود خالف في المقترح‪ ،‬يتم عرض النص على المجلس للفصل فيه عن طريق‬
‫إجراء التصويت‪.‬‬

‫في هذا الصدد نشير إلى أن المشرع لم يحدد أجال معينة للتعديل‪ ،‬بل عليهم تقديم تعديالتهم‬
‫قبل الشروع في التصويت على المادة محل التعديل‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن مجلس األمة ال يملك حق المبادرة بالقوانين‪ ،‬وبالتالي فإنه مجرد من‬
‫حق تعديل القوانين‪ ،‬فيرجع اإلختصاص في هذا الصدد إلى الغرفة األولى في البرلمان وهذا‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 28‬من القانون العضوي ‪ ،216/12‬والحكومة صاحبة المشروع‪ ،‬وهذا وفق‬
‫الشروط المنصوص عليها أعاله‪.3‬‬

‫إعداد التقرير التكميلي‬ ‫ج‪.‬‬

‫إن إنته اء ه ذه المرحل ة تت وج بإع داد تقري ر تكميلي من ط رف اللجن ة‪ ،‬يتض من النت ائج‬
‫النهائية التي تم التوصل إليها جراء لقاء اللجنة بالحكومة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪2‬‬
‫بن رمضان صالح الدين‪ ،‬وبن عبد الرحمان تامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪67‬‬
‫يتض من ه ذا التقري ر ملخص بش أن التع ديالت المقترح ة من ط رف المجلس‪ ،‬وتوض يح الم واد‬
‫التي ورد فيها تعديل باإلضافة إلى تاريخ إرسالها واألجواء التي تمت من خاللها‪.‬‬

‫يتض من ك ذلك القواع د المعتم د عليه ا من ط رف اللجن ة فيم ا يخص مناقش ة التع ديالت‪ ،‬ك ذلك‬
‫تقديم بعض التوصيات في المسائل الهامة التي لفتت إهتمام اللجنة‪.1‬‬

‫ثالثا التصويت على مشروع قانون المالية‬

‫يعت بر التص ويت أخ ر محط ة يم ر به ا مش روع ق انون المالي ة‪ ،‬فبع د إنته اء إج راءات‬
‫المناقش ة العام ة لقواع ده وإ عتم اد التع ديالت المقترح ة لم واده‪ ،‬يتجه ز بع دها المجلس الش عبي‬
‫الوط ني للش روع في التص ويت على مش روع ق انون المالي ة‪ ،2‬وفي ه ذا الس ياق نص ت الم ادة‬
‫‪ 139/12‬من دستور ‪.2020‬‬

‫تبدأ عملية التصويت بتقديم التقرير التكميلي المعد من قبل لجنة المالية والميزانية المتضمن‬
‫مقدم ة تحت وي على إس تنتاجات اللجن ة بخص وص التع ديالت‪ 3‬والمش ار إليه ا في الق انون‬
‫العضوي ‪ 12-16‬ويتم إجراء التصويت وفق األشكال التي يحددها هذا األخير‪.‬‬

‫شروط عملية التصويت‬ ‫ا‪.‬‬

‫يجرى التصويت برفع األيد في اإلقتراع العام‪ ،‬أو اإلقتراع السري وطبقا للمادة ‪ 30‬من‬
‫الق انون العض وي ‪ 12-16‬يمكن أن تتم المن اداة اإلس مية‪ ،‬وحس ب نص الم ادة ‪ 31‬من النظ ام‬
‫الداخلي يحدد نمط اإلقتراع بقرار من مكتب كل غرفة أو من مكتب رئيس المجلس وهذا يتم‬
‫بعد إستشارة رؤساء المجموعات البرلمانية‪.‬‬

‫‪ 1‬مراد بقالم‪ ،‬ممارسة التحضير التشريعي ‪ ،....‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬


‫‪ 2‬مخالفة كريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ 3‬غزاري عفاف‪ ،‬الرقابة البرلمانية‪ ،‬على المالية العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص الدول ة والمؤسس ات العمومي ة‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪68‬‬
‫ويكون التصويت من قبل النواب بصفة شخصية لكن في حال حدوث غياب أحد الن واب يمكن‬
‫أن يكلف زميله للتصويت نيابة عنه بموجب وكالة واحدة‪ ،‬وفقا للشروط المحددة في النظام‬
‫الداخلي للمجلس‪.1‬‬

‫ويش ترط لص حة التص ويت حض ور أغلبي ة الن واب وه ذا طبق ا لنص الم ادة ‪ 58‬من النظ ام‬
‫الداخلي للمجلس‪ ، 2‬وفي هذا السياق لم يتم تحديد ما إذا كانت األغلبية هنا مطلقة أم نسبية‪ ،‬لكن‬
‫األرجح أن تكون األغلبية المطلوبة هي البسيطة‪ ،‬ألنه في الغالب إذا تطلب التصويت األغلبية‬
‫المطلقة فإنه سينص عليها صراحة‪ ،‬كما نص عليها بالنسبة للتصويت على القوانين العضوية‬
‫التي تصح باألغلبية المطلقة من قبل مجلس االمة‪ ،3‬وفي حال عدم توفر النصاب المحدد‪ ،‬في‬
‫حض ور غالبي ة الن واب‪ ،‬تنص ب جلس ة ثاني ة بع د إنقض اء ‪ 6‬س اعات على األق ل و‪ 12‬س اعة‬
‫باألكثر ويعتبر التصويت في هذه الجلسة صحيحا بغض النظر عن عدد النواب الحاضرين‪.4‬‬

‫األحكام الخاصة بالتصويت‬ ‫ب‪.‬‬

‫حس ب نص الم ادة ‪ 29‬من الق انون العض وي ‪ 12-16‬ف إن مش اريع ومقتراح ات الق وانين‬
‫العضوية والمالية تخضع أثناء التصويت لطرق التالية‪:‬‬

‫التصويت مع المناقشة العامة‬ ‫ا‪.‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 32‬من النظام الداخلي للمجلس على أن" التصويت مع المناقشة العامة‬
‫إجراء عادي لدراسة المشاريع وإ قتراح القوانين ويجري على مرحلتين هما المناقشة العامة‬
‫والتصويت مادة مادة ‪،‬وفق نظام تصويت إجمالي"‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪2‬‬
‫بن رمضان صالح الدين‪ ،‬بن عبد الرحمان تامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪3‬‬
‫بوقصبة راضية‪ ،‬بوحادة نسرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪5‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/12‬المتعلق المادة ‪.12‬‬
‫‪69‬‬
‫تتم عملي ة التص ويت أوال على النص وص المطروح ة للتع ديل‪ ،‬وذل ك م ادة بم ادة‪ ،‬بع د إنته اء‬
‫التصويت على هذه المواد‪ ،‬يقوم رئيس المجلس الشعبي الوطني بعرض المواد التي بقيت كما‬
‫تم طرحها دون تعديل للتصويت عليها بصفة إجمالية‪.1‬‬

‫التصويت اإلجمالي‬ ‫ب‪.‬‬

‫نظ ام المص ادقة على ميزاني ة الدولة يعت بر من األساسيات الشرعية ال تي تقوم به ا السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬حيث يصوت البرلمان ويقر قانون المالية‪ ،‬الذي تلتزم به الحكومة‪ ،‬وتتباين الطرق‬
‫المستخدمة في هذا الصدد من دولة إلى أخرى‪ ،‬وفي الجزائر يعتبر التصويت اإلجمالي هو‬
‫التصويت المستعمل على نظام ميزانية الدولة‪.2‬‬

‫ويظهر ذلك بوضوح في القانون العضوي ‪ 15-18‬في نص المادة ‪ 77‬التي تقر على أن‬
‫تكون كل من اإليرادات العامة والنفقات العامة محل تصويت إجمالي دون تجزئة مهما كانت‬
‫طبيعتها‪ ،‬خصوصا تلك الحسابات الخاصة بالخزينة‪.‬‬

‫التصويت بالمناقشة المحدودة‬ ‫ج‪.‬‬

‫بالنسبة لهذا اإلجراء فإن حق المناقشة يقتصر على أشخاص محددة هم ممثلي الحكومة‪،‬‬
‫اللجنة المختصة‪ ،‬وأصحاب اإلقتراح بالتعديل‪ ،‬بهدف تجنب المناوشات التي تؤدي إلى عرقلة‬
‫سير التصويت‪ ،‬هذا اإلجراء يخدم مصلحة الحكومة بشكل كبير‪ ،‬فيجعلها في منصب قوة من‬
‫خالل ت دخلها في أعم ال اللج ان وتق ديم إقتراحته ا وتوص يتها المناس بة لمش اريعها‪ ،‬لكن ه ذا‬
‫اإلج راء من ش أنه أن يقي د دور الن واب ويج برهم على الموافق ة على تع ديالت الحكوم ة دون‬
‫القدرة على معارضتها‪ ،‬لتجنب التأخيرات والتعقيدات التي قد تنجم جراء المعارضة‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد الصديق شيخ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ 2‬عوففي شيماء‪ ،‬بوزيان بشرى‪ ،‬اإلختص اص الرق ابي للبرلم ان في الج انب الم الي‪ ،‬م ذكرة ماس تر‪ ،‬تخص ص ق انون إداري‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬الدوم دراجي‪ ،‬سعداوي محمد عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪70‬‬
‫التصويت بدون مناقشة‬ ‫د‪.‬‬

‫يعتم د المجلس الش عبي الوط ني ه ذا الن وع من التص ويت‪ ،‬في ح ال تم إخط اره من قب ل‬
‫رئيس الجمهورية طبقا لنص المادة ‪ 38/2‬من القانون العضوي ‪ ،02-99‬وحسب نص المادة‬
‫‪ 42‬من الدس تور‪ ،‬ف إن ه ذا اإلج راء يتم في حال ة واح دة تخص التص ويت على األوام ر ال تي‬
‫يص درها رئيس الجمهوري ة‪ ،‬على المجلس ليواف ق عليه ا‪ ،‬في ه ذا اإلج راء تنع دم وج ود أي‬
‫مناقشة أو تعديل‪ ،‬وإ نما يتم التصويت على النص كامال بعد اإلستماع إلى تقرير اللجنة وليس‬
‫مادة بمادة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى مجلس األمة‬

‫لقد كان للدستور الجزائري محاولة لتوسيع حيز الرقابة على السلطة التنفيذية من قبل‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬وذلك بإنشاء غرفة ثانية في البرلمان تحت مسمى (مجلس األمة) والهدف‬
‫من ه ذا اإلنش اء يكمن في تحس ين التمثي ل ال داخلي للبرلم ان من خالل تمثي ل المجموع ات‬
‫المحلية من قبل منتخبيهم‪ ،‬وتجنب تهميش بعض الكفاءات والخبرات أثناء التعيين‪.‬‬

‫ويعتبر مجلس األمة وسيلة يمكن من خاللها تعزيز التوازن داخل البرلمان‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫نزع إحتكار العمل التشريعي من سلطة المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وإ كمال العمل التشريعي‪.2‬‬

‫بعد إنتهاء إجراءات المناقشة والتصويت من قبل الغرفة األولى في البرلمان (المجلس الشعبي‬
‫الوطني)‪ ،‬يرسل رئيس المجلس الشعبي الوطني النص المصوت عليه‪ ،‬في أجل ‪ 10‬أيام إلى‬
‫رئيس مجلس االمة‪ ،‬مع ضرورة إعالم الوزيراألول بهذا اإلرسال‪.3‬‬

‫‪ 1‬سيد عثمان نوال‪ ،‬بوقرنين كاهنة‪ ،‬إختصاصات المجلس الشعبي الوطني في ظل الدستور الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص دولة ومؤسسات‪ ،‬كلي ة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 2‬بن رمضان صالح الدين‪ ،‬بن عبد رحمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 3‬نصير إبراهيم‪ ،‬تكوين مجلس األمة وصالحياته التشريعية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،38‬ص‬
‫‪71‬‬
‫بناءا على ما تم تقديمه‪ ،‬سيتم التطرق في هذا المطلب إلى دراسة مشروع قانون المالية على‬
‫مس توى اللجن ة المالي ة واإلقتص ادية في ف رع األول‪ ،‬وفي الف رع الث اني س يتم التط رق إلى‬
‫الحاالت اإلستثنائية الخاصة بعدم المصادقة على مشروع قانون المالية‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى اللجنة اإلقتصادية والمالية‬

‫إن اللجن ة اإلقتص ادية والمالي ة من اللج ان المالي ة المتخصص ة بدراس ة مش روع ق انون‬
‫المالي ة على مس توى مجلس األم ة‪ ،‬حيث س نتطرق في ه ذا الف رع إلى دراس ة تش كيلها (أوال)‬
‫ومن ثم التط رق الى إختصاص اتها (ثاني ا) وص وال إلى مرحل ة مناقش ة مش روع ق انون المالي ة‬
‫على مستوى مجلس األمة (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلها‬

‫تتك ون لجن ة الش ؤون اإلقتص ادية والمالي ة طبق ا لنص الم ادة ‪ 28‬من النظ ام ال داخلي‬
‫لمجلس األم ة‪ ،‬من ع دد أعض اء ي تراوح م ا بين (‪ )15‬إلى (‪ )90‬عض وا على األك ثر‪ ،‬وتض م‬
‫اللجان األخرى عدد أعضاء يتراوح من (‪ )10‬إلى (‪ )15‬عضوا على األكثر‪ ،‬بينما عدد لجان‬
‫مجلس األمة هو ‪ 09‬لجان حسب نص المادة ‪ 16‬من النظام الداخلي للمجلس‪ ،‬والمالحظ من‬
‫تش كيلة لجن ة الش ؤون اإلقتص ادية أن أق ل ع دد ممكن أن تتش كل من ه ه و ‪ 15‬عض وا‪ ،‬ه و في‬
‫نفس األمر السقف المحدد الذي يقف عنده تشكيل اللجان األخرى داخل المجلس‪ ،‬األمر الذي‬
‫يؤك د على أهمي ة العم ل ال ذي تق وم ب ه اللجن ة‪ ،‬بحيث يتطلب ع دد أعض اء أك بر من أج ل أداء‬
‫العمل كما يجب‪.1‬‬

‫ثانيا إختصاصاتها‬

‫تكل ف اللجن ة اإلقتص ادية والمالي ة في مجلس األم ة وفق ا لنص الم ادة ‪ 21‬من النظ ام‬
‫ال داخلي للمجلس األم ة‪ ،‬تختص بمعالج ة القض ايا المتعلق ة بالنظ ام اإلص الحي واإلقتص ادي‬
‫‪1‬‬
‫مراد بقالم‪ ،‬ممارسة التحضير التشريعي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪72‬‬
‫ونظ ام األس عار والمنافس ة واإلنت اج والمب ادارات التجاري ة والتنمي ة والتخطي ط والص ناعة‬
‫والهيكلة والطاقة والمن اجم والشراكة واإلستثمار‪ ،‬وك ذلك تختص بالمسائل المتعلقة بالميزانية‬
‫والنظام الجبائي والجمركي والعملة‪.1‬‬

‫تعمل اللجنة اإلقتصادية والمالية على مستوى مجلس األمة بدراسة النص المصوت عليه من‬
‫قبل المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بعد عرض ممثل الحكومة‪ ،‬وفي إطار ممارسة أعمالها يحق لها‬
‫اإلس تعانة بأش خاص من ذي خ برة وكف اءة لمس اعدتها في أداء مهامه ا‪ ،‬وتع د بع دها تق ارير‬
‫تحتوي على مالحظاتهم‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية على مستوى مجلس األمة‬

‫تبدأ مناقشة مشروع قانون المالية للمرة الثانية أمام مجلس األمة بنفس اإلج راءات ال تي‬
‫رأيناها في المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بدءا من عرض وزير المالية ثم عرض رئيس أو مقرر‬
‫اللجنة اإلقتصادية والمالية ثم مناقشة القانون مناقشة عامة‪ ،‬حيث تتم المناقشة والتصويت على‬
‫ق انون المالي ة خالل ‪ 20‬ي وم من ت اريخ إيداع ه ل دى مجلس األم ة وه ذا طبق ا لنص الم ادة ‪44‬‬
‫من القانون العضوي‪.318/16‬‬

‫الفرق الواضح هنا بين المناقشة في المجلس الشعبي الوطني ومجلس االمة‪ ،‬يكمن في‬
‫إختالف وض عية النص المط روح للمناقش ة‪ ،‬وفي إط ار اإلختص اص التش ريعي لكال الغرف تين‬
‫يك ون المجلس الش عبي الوط ني أم ام مش روع ق انون أو (إق تراح لق انون) فيق وم بمناقش ته‬
‫والتصويت عليه‪ ،‬مع أحقيته في صياغة وإ دخال بعض التعديالت الالزمة على القانون‪ ،‬وفق‬
‫الض وابط والش روط الس الفة ال ذكر‪ ،‬أم ا مجلس األم ة فيك ون أم ام نص ق د تمت مناقش ته وتم‬

‫‪1‬‬
‫حاجي عبير‪ ،‬نصر الشريف زهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الصديق شيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪3‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪73‬‬
‫تعديل ه والتص ويت علي ه‪ ،‬فمجلس األم ة هن ا ال يمل ك أحقي ة التع ديل ويقتص ر دوره في النظ ر‬
‫أي المناقشة والتصويت في القوانين التي وافق عليها المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬

‫وبخص وص أش كال اإلق تراع ف إن مجلس األم ة يعم ل ب اإلقتراع الس ري أو ب اإلقتراع الع ام‬
‫بموجب المادة ‪ 63‬من نظام الداخلي للمجلس‪ ،‬وتكون مناقشات المجلس ص حيحة بغض النظر‬
‫عن عدد الحضور‪ ،‬بإستثناء التصويت الذي ال يصح إال بحضور ثالث أرباع أعضائه‪ ،‬وه ذا‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 59‬من النظام الداخلي لمجلس األمة‪.1‬‬

‫تنص الم ادة ‪ 41‬الق انون العض وي ‪ 16/12‬على " يص ادق مجلس األم ة على النص ال ذي‬
‫ص وت علي ه المجلس الش عبي الوط ني بأغلبي ة أعض ائه الحاض رين بالنس بة لمش اريع الق وانين‬
‫العادية‪ ،‬أو باألغلبية المطلقة بالنسبة لمشاريع القوانين العضوية"‪.‬‬

‫وبع د التص ويت على الق انون يرس ل رئيس مجلس األم ة ق انون المالي ة في ص يغته النهائي ة‬
‫ل رئيس الجمهوري ة خالل ‪ 10‬أي ام‪ ،‬ويعلم ك ل من رئيس المجلس الش عبي الوط ني ورئيس‬
‫الحكوم ة به ذا اإلرس ال‪ ،‬ليص بح الق انون بع د موافق ة رئيس الجمهوري ة علي ه وص دوره في‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬قابال لتنفيذ من أول يوم من السنة التي أعد من أجلها‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحاالت اإلستثنائية‬

‫في ه ذا الف رع س نتطرق إلى الح االت اإلس تثنائية ال تي يتع ذر فيه ا على البرلم ان‬
‫المص ادقة على ق انون المالي ة‪ ،‬والحل ول المقترح ة من قب ل المؤس س الدس توري لتج اوز ه ذا‬
‫الخل ل‪ ،‬ب دءا من ع رض المش روع على اللجن ة المتس اوية األعض اء (أوال) ثم الح ل التش ريعي‬
‫(ثانيا) وأخيرا الحل الدستوري (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عرض المشروع على اللجنة المتساوية األعضاء‬


‫‪ 1‬لكحل وسيلة‪ ،‬بودة نعيمة‪ ،‬دور البرلمان في إعداد الميزانية العامة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخص ص دول ة ومؤسس ات‪ ،‬كلي ة الحق وق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سعيدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 2‬فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪74‬‬
‫في حال م ا إذا تم خالف بين الغرفتين أثن اء التص ويت يحول الق انون دون مص ادقة إلى لجنة‬
‫متس اوية األعض اء وه ذا بطلب من رئيس الحكوم ة‪ ،‬تتش كل ه ذه اللجن ة من أعض اء كلت ا‬
‫الغرفتين‪ ،‬وهذا إلقتراح نص يتعلق باألحكام محل الخالف‪ ،‬وهذا يتبين في نص المادة‪89‬من‬
‫القانون رقم ‪ 10(12-16‬أعضاء) من كل غرفة‪ ،‬وفي هذه الحالة يتاح للجنة في أجل ثمانية‬
‫أي ام من اج ل البث في الخالف وإ ق تراح نص مش ترك بم وجب نص الم ادة ‪ 44‬من الق انون‬
‫العضوي‬

‫المالحظ من عمل هذه اللجنة أنها ال تتدخل من تلقاء نفسها في حل المنازعات بين الغرفتين‪،‬‬
‫إال عن د إخطاره ا من ط رف ال وزير األول‪ ،‬مم ا يظه ر الت دخل الب ارز للس لطة التنفيدي ة في‬
‫أعم ال الس لطة التش ريعية‪ ،‬فال تمل ك اللجنة ب ذاتها ح ق الت دخل لح ل الخالف وال ح تى السلطة‬
‫التش ريعية ال تي ال تمل ك ح ق تحري ك عم ل اللجن ة إال إذا طلب ال وزير األول ت دخلها لح ل‬
‫الخالف‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحل التشريعي‬

‫ق د يح دث لع دة أس باب ع دم تمكن الحكوم ة من إع داد مش روع ق انون المالي ة وعرض ه على‬


‫البرلم ان في األج ال المح ددة‪ ،‬وتحس با ل ذلك وض ع المش رع الجزائ ري حال إلس تدراك ه ذا‬
‫التأخر‪ ،2‬يتبين في نص المادة ‪ 78‬من القانون العضوي ‪ 15-18‬حيث جاء فيها‪:3‬‬

‫يس تمر تنفي ذ إي رادات ونفق ات الميزاني ة العام ة للدول ة بص فة مؤقت ة حس ب الش روط‬ ‫ا‪.‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫بالنسبة لإليرادات وفقا لنسب وكيفيات التحصيل السارية تطبيقا لقانون المالية السابق‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫خزاري عفاف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33 -32‬‬
‫‪2‬‬
‫فاتح مزيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪.‬ع ‪ ،18/15‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.78‬‬
‫‪75‬‬
‫بالنسبة لنفقات المستخدمين ونفقات سير المصالح وأعباء ديون الدولة ونفقات التحوي ل‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫في ح دود ج زء من إث ني عش ر‪ ،‬ش هريا وخالل م دة أقص اها ثالث ة (‪ )3‬أش هر من مبل غ‬
‫اإلعتمادات المالية المفتوحة بعنوان السنة المالية السابقة‪.‬‬
‫بالنس بة لنفق ات اإلس تثمار ونفق ات س ير المص الح المالي ة في ح دود رب ع اإلعتم ادات‬ ‫‪.3‬‬
‫المالية المفتوحة حسب كل وزارة وحسب كل أمر بالصرف كما تم توزيعها في السنة‬
‫المالية السابقة‪.‬‬
‫يستمر تنفيذ الحسابات الخاصة بالخزينة تكون وفقا لألحكام التشريعية والتنظيمية التي‬ ‫ب‪.‬‬
‫تحكمها قبل بداية السنة المالية‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذه الميزانيات يطلق عليها إسم ميزانية اإلثني عشرية‪ ،‬يتم اللجوء إليها‬
‫من طرف الدولة في حال إذا تم التأخر في إعتماد قانون المالية الجديد‪ ،‬وقد أشرنا إليها ضمن‬
‫اإلستثناءات الواردة على مبدأ سنوية الميزانية في الفصل األول أعاله ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحل الدستوري‬

‫المبدأ العام أنه تتم المصادقة على مشروع قانون المالية قبل نهاية السنة‪ ،‬عمال بمبدأ السنوية‬
‫وفي ح ال ع دم المص ادقة علي ه ألي س بب من األس باب خالل م دة ‪ 75‬ي وم من ت اريخ إيداع ه‪،‬‬
‫يقوم رئيس الجمهورية وفقا لصالحيات المخولة له من قبل المؤسس الدستوري بإصدار قانون‬
‫المالي ة ب أمر بق وة الق انون عمال بنص الم ادة ‪ 146‬ال تي تنص على" يص ادق البرلم ان على‬
‫قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 75‬يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬وفي حالة عدم المصادقة عليه في‬
‫األجال المحددة‪ ،‬يصدر رئيس الجمهورية مشروع الحكومة بأمر"‪.1‬‬

‫ويمثل المخطط الزمني الموضح أدناه مراحل إصدار قانون المالية‪ ،‬بدءا من إعداد مشروع‬
‫الميزانية العمومية إلى المصادقة عليه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أمين أوكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67-66‬‬
‫‪76‬‬
‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫من إعداد الطلبة‪ ،‬وفقا للمواد القانون ‪ 18/15‬والمراسيم التنظيمية المختلفة المنظمة لعملية إعداد الميزانية والمصادقة على قانون المالية‬
‫‪77‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لهذا الفصل ‪،‬أن القانون العضوي ‪ 18/15‬قد أدخل بعض التعديالت‬
‫بشأن مكونات قانون المالية‪ ،‬وذلك بإضافته لجزئين‪ ،‬ليصبح يتضمن أربعة أجزاء باإلضافة‬
‫إلى إثراءه‪ ،‬بالعديد من الوثائق‪ ،‬وهذا تعزيزا لمبدأ الشفافية‪.‬‬

‫كما سلطنا الضوء على إجراءات إعتماد قانون المالية‪ ،‬لدى غرفتي البرلمان‪ ،‬التي تبدأ فيها‬
‫اإلجراءات من تاريخ إيداعه لدى المجلس في ‪ 7‬أكتوبر‪.‬‬

‫فالنس بة لدراس ة المش روع‪ ،‬تب دأ المحط ة ل دى المجلس الش عبي الوط ني‪ ،‬ليق وم ه ذا األخ ير‬
‫بمناقشته‪ ،‬ومن ثم إدخال بعض التعديالت عليه‪ ،‬وبعدها يشرع في إجراء التصويت عليه في‬
‫أج ل ‪ 47‬ي وم من ت اريخ إيداع ه‪ ،‬لي ذهب بع دها الق انون إلى مجلس االم ة‪ ،‬وه ذا إلع ادة النظ ر‬
‫فيه والتصويت عليه في أجل ‪ 20‬يوم من تاريخ إيداعه‪.‬‬

‫وفي ح ال ح دوث خالف بين الغرف تين‪ ،‬يع رض المش روع على اللجن ة المتس اوية األعض اء‬
‫إليج اد حل ل نزاع‪ ،‬أم ا في ح ال ت أخر الحكوم ة في إع داد المش روع‪ ُ،‬يلج أ في ه ذه الحال ة إلى‬
‫حل تشريعي يتم بموجبه إستمرار تنفيد العمليات المالية إستنادا للعام السابق‪.‬‬

‫وفي حال تجاوز أجال المصادقة المحددة‪ ،‬لرئيس الجمهورية الحق في إصدار قانون المالية‬

‫بأمر بقوة القانون‪ ،‬وفقا لصالحيات المخولة له‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪02‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪05‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المرحلة اإلدارية إلعداد الميزانية العمومية‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المبادئ التقنية إلعداد الميزانية‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬السلطة المكلفة بإعداد الميزانية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ العامة للميزانية العمومية‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل إعداد الميزانية العمومية‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إجراءات تقدير الميزانية العمومية‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬وثائق إعداد الميزانية العمومية‬
‫‪48‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪50‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المرحلة التشريعية لقانون المالية‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬محتوى مشروع قانون المالية‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬وثائق قانون المالية‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الوثائق المرفقة بقانون المالية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إعتماد مشروع قانون المالية (اإلقرار‬
‫‪59‬‬
‫والمصادقة)‬
‫المطلب األول‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى‬
‫‪60‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة مشروع قانون المالية على مستوى‬
‫‪71‬‬
‫مجلس األمة‬

‫‪79‬‬
‫‪78‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫الخاتمة‬
‫المالحق‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪80‬‬

You might also like