Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 65

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة ابن خلدون ‪ -‬تيارت ‪-‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية‬
‫قسم الفلسفة‬
‫رقـــــم القيــــد‪:‬‬
‫تاريخ اإليــداع‪:‬‬
‫تاريخ المناقشة‪:‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬


‫ماستر في فلسفة العلوم‬

‫تاريخ العلوم العربية‬


‫بين االبستيمولوجيا و التاريخ‬
‫(دراسة تحليلية نقدية)‬

‫من إعـــــــــــــداد ‪:‬‬


‫‪ ‬محمد األمين الوكال‬
‫‪ ‬مسعودة الوكــــــال‬

‫لجنة المناقشة ‪:‬‬


‫أ‪ -‬راتيـــــــــــة الحــــــــاج ‪ .....................‬مشرفا‬
‫أ‪ -‬حفصـة الطاهــــر رئيسا ‪ .....................‬رئيسـا‬
‫أ‪ -‬بن ناحي زكـرياء مناقشا ‪ .....................‬مناقشا‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014 :‬‬

‫أ‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫قال تعالى ‪َ ":‬و ْلت َ ُك ْن ِم ْن ُك ْم أ ُ َّمةٌ‬
‫ون ِإلَى ْال َخي ِْر‬ ‫ع َ‬‫يَ ْد ُ‬
‫وف‬
‫ون ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫َويَأ ُم ُر َ‬‫ْ‬
‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر‬ ‫َويَ ْن َه ْو َن َ‬
‫ون"‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َوأولئِ َك ه ُم ال ُمف ِل ُح َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أل عمران ‪-104-‬‬
‫‪:‬‬‫إهداء‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫أهدي هذا البحث الجثد متواضثا راجيثا مثن المثولى‬
‫عز وجل أن يجد القبثول والنجثاإ إلثى أبثي الثذي لثم‬ ‫ّ‬
‫ي يومثثا بشثثيء وأنثثار لثثي در النجثثاإ‬ ‫يبخثثل عل ث ّ‬
‫وإلى أمي التثي زودتنثي بالحنثان والمحبثة وعلمتنثي‬
‫الصثثثثمود إلثثثثى إخثثثثوتي منثثثثى فاطمثثثثة مسثثثثعودة‬
‫علي"معتثثثز" إلثثثى كثثثادي بثثثرعم العائلثثثة محمثثثد‬
‫كريمة "أسيل"‬
‫إلى أصدقائي جمال الدين ميلود رابح‬
‫إلى صديقاتي ‪ :‬آسيا جهاد مسعودة‪.‬‬
‫إلى كل من علمني حرفا أساتذتي‪.‬‬

‫أميـــن‬
‫إهداء‬
‫إلى روحي جدتي وجدي‪.‬‬
‫أهدي هذا العمل المتواضا إلى من علمني النجاإ والصبر‬
‫إلى من أضاء لي الطريق وساندني وتنازل عن حقه إلرضائي‬
‫والعيش في هناء إلى سبب وجودي في الحياة أبي الحبيب‪.‬‬
‫إلى من تتسابق الكلمات لتخرج معبرة عن مكنون ذاتها إلى‬
‫من علمتني وعانت الصعا ألصل إلى ما أنا فيه عندما تكسوني‬
‫الهموم أسبح في بحر حنانها ليخفف من آالم‪ ...‬أمي الحنونة‪.‬‬
‫أقول لهم أنتم وهبتموني الحياة واألمل والنشأة على شرف‬
‫مر على أرض‬ ‫االطالع والمعرفة إلى إخوتي الذين أحبهم حبا لو ّ‬
‫قاحلة لتفجرت منها ينابيا المحبة ‪ :‬منى فاطمة عمر كادي‬
‫أمين "الغيور" علي محبو العائلة إلى عصافير العائلة ‪:‬‬
‫محمد وكريمة أسيل‪.‬‬
‫إلى عمي علي وعمي عبد القادر‪.‬‬
‫إلى كل من علمني حرفا أصبح سنا برقه يضيء الطريق‬
‫أمامي أساتذتي الكرام‪.‬‬
‫إلى صديقات دربي هدى بدر إلى كل من الزهرة‪ :‬بركاهم‬
‫أمينة فاطمة إلى زمالئي وزميالتي في الدراسة إلى كل من‬
‫أضاء بعلمه عقل غيره أو أهدى بالجوا الصحيح حيرة سائله‬
‫فأظهر بسماحته تواضا العلماء وبرحابته سماحة‬

‫مسعودة‬
‫شكر وتقدير‬
‫نتوجه الشكر الجزيل والتقدير‬
‫الخالص لألستاذ المشرف الذي لم يبخل‬
‫علينا بنصائحه وتوجيهاته القيمة التي‬
‫أنارت لنا طريق عملنا‬
‫األستاذ ‪ :‬راتيا الحاج‬
‫كما نتقدم بشكر وتقدير إلى جميا‬
‫األساتذة على مساعدتهم لنا وصدق‬
‫مشاعرهم ونخص بذلك أساتذة قسم‬
‫الفلسفة من رئيس القسم إلى آخر عمال‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫كما نحفظ جميل كل أولئك الذين‬
‫ساعدونا في إعداد هذا البح‬
‫المتواضا ولو معنويا‪.‬‬
‫خطة‬
‫البح‬
‫‪:‬‬ ‫خطة البح‬
‫مقدمـــــــة‬
‫الفصل األول ‪ :‬جينالوجيا المفهوم‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬تاريخ العلوم‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬ابستيمولوجيا‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬تاريخ العلوم العربية‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دراسة تاريخية (كرونولوجية)‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬تأسيس العلوم العربية‬

‫والمسلمين (نماذج عن‬ ‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬أهم انجازات العلماء العر‬

‫تطور العلوم العربية)‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬القيمة االبستيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬التحرر من النظرة التأريخية والتاريخية‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬انعكاسات العلوم العربية على الفكر الغربي‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬


‫الفهرس‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫عنثثدما فكرنثثا فثثي الكتابثثة فثثي موضثثوع تثثاريخ العلثثوم بالعربيثثة وبثثين اإلبسثثتمولوجيا‬
‫وتاريخ دراسة تحليلية نقدية وما يحمله هثذا البحث مثن جثدة ومثا يحتثوي عليثه مثن امكانيثات‬
‫يمكن أن تؤسس بدائل للدراسات السابقة عليهن تطلب األمر منا بعض الجرأة التي قد تفقد فثي‬
‫بعض المرات إلى ما يدعمها من القول العلمي ألنه ال يفصلنا في فضاءات الفكثر العربثي عثن‬
‫واالهتمثام الجثدي بثه ومثا يكفينثا مثن الوقثت لللمثام بكثل جوانبثه وألن‬ ‫غضاض هذا البحث‬
‫بداياته ذاتها جاءت بدايات إشكالية ومثا فتئثت تضثا نفسثها موضثا سثؤال بثل تتسثاءل رباطثة‬
‫جأشها في كل هذا هو أن مزاعمنا ال تشثكل ميثوال ذاتيثة أو اهثواء شخصثية أو أمزجثة فكريثة‬
‫رعونه بقدر ما تسعى وتطمثح إلثى بلثورة مطثامح جيثل مثن الكتثا والمفكثرين والفالسثفة فثي‬
‫فضاءات الفكر العربي بدأ يتبلور منذ خمسثينيات القثرن الحثالي وال يثزال يتسثاءل دون هثوادة‬
‫عثن شثروط تحققثه وعثن معوقثات ذلثك التحقثق وعوائقثه قصثد تجثاوز لثة التعسثة التثي تثثالزم‬
‫متألفنا وتشرإ بقاءنا أتالء للغوي وعبادا ألفكاره‪.‬‬
‫لهذا ترنا نؤكد منذ اآلن على أن محاولتنا هذه في تتبثا موضثوع تثاريخ العلثوم العربيثة‬
‫في الفكر العربي ليست من قبيل الترف الفكري الغائص في التنميثق األكثاديمي وبيثان القثدرة‬
‫على التحكم في دواليبه وأساليبه لكنها محاولة نابغة من إيماننا العميق بأن ما نقوم بثه ال بثد أن‬
‫يكون له مردود تنويري خالق ألننا من أولئك المتمسكين إلى أبعد الحدود بما كلل به إيمانويثل‬
‫كانط مقالته مثا التنثويرح حينمثا حثدده بأنثه تحثرر اإلنسثان مثن الالرشثد والالرشثد هثو عجثز‬
‫اإلنسان من اإلفادة من عقله مثن غيثر معونثة مثن اآلخثرين فثالتنوير إذا هثو أن يكثون اإلنسثان‬
‫جريئا وحرا في االستخدام العام للعقل في كل مسألة‪.‬‬
‫ومن هنا تكون مساهمتنا هاته فثي الحثدي عثن تثاريخ العلثوم العربيثة حثديجا ذا شثجون‬
‫تخثثثتلط فيثثثه االنفعثثثاالت والعواطثثثف مثثثا الطموحثثثات والعقثثثل ومنثثثذ زمثثثن بعثثثد والبثثثاحجين‬
‫والمؤرخين وحتثى العلمثاء والفالسثفة فثي مثؤتمراتهم داعثين إلثى االسثتبيان والبحث فثي هاتثه‬
‫العلوم العربية واالستفادة من ما توصل إليه مؤرخوا العلوم الغربية‪.‬‬
‫لقد برزت الحضارة االسالمية التي تعتبر من الحضارات العالمية التي قثدمت للبشثرية‬
‫ما استطاع االنسان أن يسخره لمنافعه وحياته وأن يبنثي عليثه مثا هيّثأ للنسثان خطثوات التقثدم‬

‫أ‬
‫والتطثثور فثثي العصثثر التاليثثة إلثثى هثثذا اليثثوم ولعثثل الباحث فثثي منجثثزات الحضثثارة اإلسثثالمية‬
‫يثثتمكن مثثن االسثثتفادة منهثثا وتطثثوير امكاناتثثه وقدراتثثه علثثى االبثثداع كلمثثا عثثاود الدراسثثة فيهثثا‬
‫دراسة جادة وواعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن هذه المحاولثة تنثدرج ضثمن مهمثة أساسثية كرسثنا لهثا معظثم وقتنثا فثي البحث كمثا‬
‫سنكرس لها إن شاء هللا مثا بقثي مثن العمثر مثن أجثل صثورة واضثحة لطثال العلثم والمعرفثة‬
‫على هذا الموضوع الشيّق أي تاريخ العلم فمثن خثالل األعمثال المتراكمثة منثذ بضثا عشثرات‬
‫السنين تفتح الطريق امام معرفة افضل لتاريخ العلم وإلسهامه فثي العلثم الكالسثيكي كمثا انهثا‬
‫تسمح ايضا بادراك احدى الميزات االساسية لهذا العلم وهي ميزة بقيثت الثى االن فثي الظثل‬
‫ففثثي العلثثم العربثثي تحقثثق مثثا كثثان يوجثثد كمونثثا فثثي العلثثم اإلغريقثثي فمثثا وجثثد عنثثد العلمثثاء‬
‫اليونانيين اتجاها جنبيا لتخطي حدود منطقة مثا ولكسثر طثوق قافثة معينثة وتقاليثدها والكتسثاء‬
‫أبعاد العالم بأسره نراه وقد أصبح واقعا مكتمال في علم تطثور حثول منطقثة البحثر المتوسثط‬
‫ال كرقعثثة جغرافيثثة وحسثثب وإنّمثثا كبثثؤرة تواصثثل وتبثثادل لكثثل الحضثثارات فثثي مركثثز العثثالم‬
‫القديم وعلى أطرافه وهذا ما ميز العلثم العربثي ولعثل هثذا مثن بثين األسثبا التثي دفعتنثا إلثى‬
‫اختيار هذا الموضوع ‪:‬أولها الدافا الذاتي المتمجل في الرغبة الشديدة في معرفة وهضم تاريخ‬
‫العلم من زاوية الدراسة والتحليل وذلك عن طريق تسليط الضوء على عدة نماذج تمجل فضثاء‬
‫هذا الموضوع و انيا الدافا الموضثوعي الثذي تكمثن جماليتثه فثي تمكثين القثارت مثن التعثرف‬
‫على بعض مالمح تاريخ العلم العربي وفك الغموض عنه كما أن قلثة الدراسثات المعمقثة فثي‬
‫هذا الموضوع فبالرغم من ضخامة المكتبة الفلسفية إال أنها تكاد تخلثو مثن مجثل هثذه الدراسثة‬
‫وحتى إن وجدت فهي ال تعد كونها مباح صغيرة تدرج تحت مواضيا عامة معظمها خثارج‬
‫المجال الفلسفي واألهميثة التثي يكتسثبها موضثوع تثاريخ العلثم إذ أنثه يمثس بكيفيثة أو بثأخرى‬
‫العديد من النقاط المهمة حول قيمته‪.‬‬
‫ولو تطرقنا إلى األهداف المرجوة من إنجازاته المذكرة فهي كجيرة ال حصر لها أهمهثا‬
‫أننا نريد الوصول إلى أن موضوع تاريخ العلم العربي هو في األصل موضوع ابسثتمولوجي‬
‫ولثثثيس فقثثثط مجثثثرد دراسثثثات تاريخيثثثة أضثثثف إلثثثى ذلثثثك أننثثثا نريثثثد بهثثثا أن تكثثثون انشثثثغاالتنا‬
‫واهتماماتنا في إطار فلسفة العلوم‪.‬‬

‫ب‬
‫أما عن اإلشثكالية الرئيسثية فقثد طرحنثا تحثت عنثوان تثاريخ العلثم بثين اإلبسثتيمولوجيا‬
‫والتثثاريخ دراسثثة نقديثثة تحليليثثة انثثدرجت تحثثت لواءهثثا فرضثثيات جديثثدة منهثثا‪ :‬هثثل أن العلثثوم‬
‫العربية مجرد تأريخ للعلم أم هي إنتاج ابستيمولوجي بحتح هذا من جهة أمثا مثن جهثة أخثرى‬
‫هل هي دراسات تراكمية أم أنها دراسة نقدية تحليليةح‬
‫كما أننا تناولنا في موضوعين دراسات سابقة أهمها مثا جثاء بثه رشثدي راشثد يثرى ّ‬
‫أن‬
‫تاريخ العلم العربي هو الوري الشرعي للعلوم اليونانية وهذا ما أعطى العلوم العربيثة صثفة‬
‫العالميثثة بحيثثث أنهثثا احتثثثوت علثثى ترجمثثثات لكتابثثثات أخثثرى غيثثثر اليونانيثثة ولثثثو ّ‬
‫أن هاتثثثه‬
‫الدراسثثات كانثثت مجحفثثة فثثي حثثق هثثذا الموضثثوع إال أنّهثثا اعطثثت دفعثثة نوعيثثة للبح ث فيثثه‬
‫والغوص في غماره‪.‬‬
‫أما عن الصثعوبات التثي واجهتنثا فهثي كجيثرة أهمهثا ضثيق الوقثت الثذي أرقنثا وأقلقنثا‬
‫ويتجلى ذلك في عثدم إعطثاء هثذا الموضثوع قيمتثه العلميثة بثالرغم مثن األهميثة التثي يكتسثيها‬
‫دون أن ننسى المعضلة الكبرى هي افتقار مكتبة الكلية إضافة إلثى تكثرار المثادة العلميثة رغثم‬
‫قلتها كما أنّنا واجهنا ظرفا طارت أدى بنا إلى تنثاول موضثوع آخثر فثي ظثرف وجيثز بسثبب‬
‫سرقة موضوعنا األول من طرف طلبة آخرون وال ندري كبف حدث‪.‬‬
‫اعتمدنا في دراستنا لهذا الموضوع المنهج التحليلي والمثنهج النقثدي اللثذان يتناسثبان و‬
‫طبيعة الموضوع والتي تقتضيه تقريبا كل دراستنا للموضوعح‬
‫المحاور األساسية ‪:‬‬
‫قسمنا هذا البح إلى تمهيد و ال ة فصول وخاتمة وقائمة المصادر والمراجا وفهثرس‬
‫الموضوعات‪.‬‬
‫إذ تناولنا في التمهيد مدخل إلى موضوعنا بصفة عامة م تطرقنا إلى عدة نقاط هامة‪.‬‬
‫أما الفصثل األول عنونثاه بثـ" جينالوجيثا المفهثوم" وقثد ضثم هثذا الفصثل ال ثة مباحث‬
‫وكثثل مبح ث جثثاءت فيثثه مطالثثب فرعيثثة إذا تناولنثثا فيثثه تعريثثف بتثثاريخ العلثثم العربثثي وكثثان‬
‫تعريفا اصطالحيا وفلسفيا أما المح الجثاني فتناولنثا فيثه االبسثتيمولوجيا وتعريفاتهثا إضثافة‬
‫إلى المبح الجال الذي تطرقنا فيه إلى تعريف تاريخ العلوم العربية‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل الجاني عنوناه بــ" دراسة تاريخية (كولوجية)" وقثد ضثمناه مبحجثين كثل مبحث‬
‫مقسثثم إلثثى مطالثثب فالمبح ث الجثثاني عرضثثنا فيثثه أهثثم انجثثازات العلمثثاء العثثر والمسثثلمين‬
‫ونماذج عن تطور العلوم العربية‪.‬‬
‫الفصل الجال عنوانه " القيمة االبستيمولوجية لتثاريخ العلثوم العربيثة" وقثد جعلنثاه فثي‬
‫مبحجثثين األول تحثثت عنثثوان التحثثرر مثثن النظثثرة التأريخيثثة والتاريخيثثة والمبحث الجثثاني فيثثه‬
‫انعكاسات العلوم العربية على الفكر الغربي م جعلنا آخره خاتمة تحتوي على ما توصثلنا إليثه‬
‫من نتائج‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول ‪ :‬جينالوجيا‬
‫المفهوم‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬مفهوم تاريخ العلم‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬اإلبستمولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬أهم انجازات العلماء العرب‬
‫والمسلمين نماذج عن تطور العلوم العربية‪.‬‬

‫أ‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم تاريخ العلم ‪:‬‬


‫تثثاريخ العلثثم هثثو قبثثل كثثل شثثيء تثثاريخ فهثثم العلثثم تثثاريخ التمييثثز بينثثه وبثثين األنثثواع‬
‫األخثثرى مثثن وعثثي االنسثثان ونشثثاطه المعرفثثي وعليثثه فثثان تثثاريخ العلثثم فثثي إطثثار الحثثدود‬
‫الخاصة بثالعلم وهثي متغيثرة تاريخيثا يضثم بوصثفه تثاريخ النشثاط العلمثي للنسثان كثل مثا‬
‫يغذي صفدا النشاط وينميه كما يضم سيرورته ( سريانه وإخفاقاته ونجاحاته )‬
‫فمعنى تاريخ العلم هثو تثاريخ نشثاط النثاس وتثاريخ وعثيهم المعرفثي لثيس فقثط تثاريخ‬
‫اآلراء والنظريات التي يتثألف منهثا العلثم بثل أيضثا تثاريخ النثاس الثذين ينشثؤون العلثم والثذين‬
‫يكونهم العلم فينشؤون حضارة علمية إنثه يصثبح لثيس فقثط تثاريخ معرفثة الوجثود بثل أيضثا‬
‫تاريخ الوجود الذي يتعلم الناس معرفته وتغييره وهناك مفهوم آخر لتاريخ العلم وهثو التثاريخ‬
‫الذي يضم بالبح عن " وطن" للكتشافات العلمية الكبرى‪ 1‬تثاريخ العلثوم يتكثون مثن حقثائق‬
‫قابلة للتحقيق واإلختبار واإلستنتاج وسرد هذه الحقثائق تحكمثه نظثرة إنتقائيثة منظمثة لهثا وفقثا‬
‫لمحثثور أساسثثي يضثثمها ويجثثذبها إلثثى مسثثار لثثه إتجاهثثه الخثثاص وذلثثك ألن الحقثثائق العلميثثة‬
‫ليست كلها على درجة متكافئة من العلم والداللة عندما يتناولها المؤرخ بالتحليل والتفسثير فثي‬
‫‪2‬‬
‫أي عصر من العصور‬

‫(‪ )1‬محمد عايدا الجابري مدخل إلى فلسفة العلوم العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ابنان‬
‫ص ص ‪41.44‬‬
‫(‪ )2‬أحمد فؤاد باشا فلسفة العلوم بنظرة إسالمية جامعة القاهرة ط‪ 1984 1‬ص ‪69‬‬
‫‪5‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫تعريف تاريخ العلم جورج سارتون ‪1956.1883‬‬


‫إعتبر تاريخ العلم ضرورة علمية وتربويثة و قافيثة فثي أن واحثد وقثاده فثي هثذا ذلثك‬
‫التنميط الجال ي لمراحل تطور العقل البشري الذي وصفه أوغسثت كونثت ‪ )1857.1798‬ممثا‬
‫دفعه إلى اإلقتناع بأن تاريخ العلم هو أساس كل تفكيثر علمثي فثراإ يحاضثر فثي تثاريخ العلثم‬
‫فثثي أشثثهر جامعثثات أمريكثثا وأسثثس لثثه مجثثالت متخصصثثة فيثثه حتثثى إسثثتحد ت لتثثاريخ العلثثم‬
‫‪1‬‬
‫أقساما في أعرق الجامعات األمريكية م في معظم الجامعات األوربية‬
‫تاريخ العلم عند غاستون باشالر ‪1962.1884‬‬
‫الثثذي أصثثدر كتثثا " الفكثثر العلمثثي الجديثثد " سثثنة ‪ 1934‬متزامنثثا مثثا كتثثا بثثوبر "‬
‫منطق الكشف العلمي " وهو الكتا الذي يقول فيه العلم اليخرج من الجهل كمثا يخثرج النثور‬
‫مثثن الظثثالم ألن الجهثثل لثثيس لثثه بنيثثة بثثل يخثثرج مثثن التضثثحيات المسثثتمرة للبنثثاء المعرفثثي‬
‫السابق حتى أن بنية العلثم هثي إدراك أخطائثه و الحقيقثة العلميثة هثي تصثحيح تثاريخي لخطثأ‬
‫طويل واإلختبار هو تصحيح الوهم األولى المشترك‪ 2‬عندما كان غاستون باشالر يبحث عثن‬
‫تحديد الشثروط اإلسثتمولوجية للتقثدم العلمثي أوجثد مبحث القطيعثة العلميثة بالمعرفثة السثاذجة‬
‫وبالعلم الكالسثيكس وبفكثرة المكتمثل والمنتهثي وبثالرأي وقثد جثاء تركيثزه علثى الثرأي بصثفة‬
‫بارزة ألنه ال يعبر إال عن اعتقثاد محتمثل ومنفثرد مثن الديثد فهثو يبثرهن فقثط علثى قثوة العثادة‬
‫وهذا ما قصد إليه الفيزيائي مثاكس بالنثك ‪ 1947.1858‬عنثدما يبثين خطثأ التمسثك بالنظريثة‬
‫‪3‬‬
‫الالفوازية القديمة في الكيمياء‬
‫يميز غاسثتون باشثالر فثي العقالنيثة المفتوحثة بثين مسثتوين مثن الحيثاة متعاكسثين بثل‬
‫يفرق بثين حيثاتين متميثزتين‪ :‬الحيثاة الشثعرية المتجثدرة فثي الكثوني واألولثي والحيثاة العلميثة‬
‫المتجثثذرة فثثي الصثثافي والمجثثرد فتحثثدد مهامهثثا بتحديثثد المفثثاهيم العلميثثة لثثذلك تتحثثدد المهمثثة‬
‫الرئيسثثية للرياضثثيين والفزيثثائيين فثثي غربلثثة اللغثثة والصثثيا والنظريثثات والقثثوانين العلميثثة‬
‫لتصفيتها من شوائب العاطفة والتاريخية‪.‬‬

‫(‪ )1‬جورج سارتون تاريخ العلم(‪6‬ج) ترجمة جماعة من الدكاترة و االساتذة دار المعارف مصر ط‪.1970 2‬‬
‫(‪ )2‬غاستون باشالر الفكر العلمي الجديد تر‪ -‬عادل العوا مراجعة عبد هللا عبد الدايم نشر وزارة الجقافة والسياحة واإلرشاد القومي‬
‫دمشق سوريا ‪ 1969‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ )3‬غاستون باشال ر ‪ :‬تكوين العقل العلمي تر خليل أحمد خليل ‪ :‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيا بيروت لبنان ط‪2‬‬
‫‪ 1982‬ص ‪.95‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫أي أن تثثاريخ العلثثم هثثو أزماتثثه وقطائعثثه بثثل هثثو تثثاريخ أخطثاء العلثثم وتثثاريخ إفالسثثه كمثثا هثثو‬
‫‪1‬‬
‫تاريخ النظريات المغالطة بدل النظريات الخاطئة‬
‫توماس كون‬
‫فثثي كتابثثه " بنيثثة الجثثورات العلميثثة " مثثن أن تثثاريخ العلثثم الحقيقثثي هثثو تثثاريخ الجثثورات‬
‫العلمية التي تغير النظرة إلى العلم وفق نماذج قياسية تكون قادرة على تفسير سثلوك الظثواهر‬
‫‪2‬‬
‫المختلفة وال تقطا الطريق على االبتكارات لنظريات جديدة‬

‫(‪ ) 1‬غاستون باشالر ‪ :‬فلسفة الرفض مبح فلسفية في العقل العلمي الجديد تر‪ :‬خليل أحمد خليل دار الحدا ة بيروت لبنان ط‪1985 1‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫( ‪ )2‬صالإ قنصورة فلسفة العلم دار الجقافة للطباعة والنشر القاهرة ‪ 1981‬ص ‪.103‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلبستمولوجيا‬


‫في الفرنسية ‪épistémologie :‬‬
‫في اإلنجليزية ‪epistemology :‬‬
‫اإلبسثثتمولوجيا لفثثظ مركثثب مثثن لفظثثين‪ :‬أحثثدهما إبيسثثتما ( ‪ )epistémé‬وهثثو العلثثم‬
‫واألخثثثر لوغثثثوس ( ‪ ) logos‬وهثثثو النظريثثثة أو الدراسثثثة فمعنثثثى اإلسثثثبتمولوجيا إذن نظريثثثة‬
‫العلثثوم وفرضثثياتها ونتائجهثثا دراسثثة إنتقاديثثة توصثثل إلثثى إبثثراز أصثثلها المنطقثثة وقيمتهثثا‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫فاإلبسثتمولوجيا تختلثف إذن عثن دراسثة طثرق العلثوم مثن جهثة وعثن دراسثة تركيثب‬
‫القوانين العلمية من جهة انية ألن الدراسة األولى قسم من المنطق التطبيقي والجانية قسم مثن‬
‫الفلسفة الوضعية أو فلسفة التطور ونحن نفرق بين اإلبستمولوجيا ونظرية المعرفة ‪theorie‬‬
‫‪ da la connaissance‬وان كانثت األولثى مثدخال ضثروريا للجانيثة ذلثك ألن اإلبسثتمولوجيا‬
‫التبح فثي المعرفثة مثن جهثة مثا هثي مبنيثة علثى وحثدة الفكثر كمثا فثي نظريثة المعرفثة بثل‬
‫تبح فيها من جهة ماهي معرفة بعدية مفصلة على أبعاد العلوم وأبعاد موضوعاتها وما ذلثك‬
‫فان اصطالإ اإلبستمولوجيا في اإلنجليزية مرادف الصطالإ نظريثة المعرفثة أمثا فثي اللغثة‬
‫الفرنسثثية فهثثو مختلثثف عنثثه ألن نعظثثم الفالسثثفة الفرنسثثيين ال يطلقونثثه إال علثثى فلسثثفة لبعلثثوم‬
‫وتاريخها الفلسفي وإذ كان بعضهم يوسا معناه ويطلقه على سيكولوجية العلثوم فنثرد ذلثك إلثى‬
‫أن دراسة تطثور العلثوم ال تنفصثل عثن نقثدها المنطقثي وال عثن مضثمونها الحسثي المشثخص‬
‫فلسفة العلوم ونظرية المعرفة‪.1‬‬
‫وفثثي ماعثثدا ذلثثك فانثثه مثثازال مثثن الصثثعب جثثدا إقامثثة فواصثثل أو حثثدود نهائيثثة بثثين‬
‫اإلسبتمولوجيا ومختلف الدراسات واألبحاث المشابهة لها كتلك التي ذكرها الالند قبل فالغالب‬
‫أن اإلسبتمولوجيا تتناول مسثائل هثي باألصثالة مثن ميثدان الميتودولوجيثا أو المنطثق أو فلسثفة‬
‫العلثثوم أو نظريثثة المعرفثثة ممثا حثثدا بأحثثد البثثاحجين إلثثى القثثول سثثواء سثثميناه منطقثثا خثثاص او‬
‫منطقا كبيرا او نظريثة المعرفثة او اإلسثبتمولوجيا او كنوزيولوجيثا ‪ cnoseologie‬او علثم‬

‫(‪ )1‬جميل صليبا المعجم الفلسفي دار الكتا اللبناني بيروت لبنان الجزء االول ص ‪.33‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫المعايير ‪ gritéruologie‬او النقد فان البحث الثذي نقثوم بثه كثان هدفثه دومثا بشثكل أو بثأخر‬
‫‪1‬‬
‫هو بيان شروط المعرفة البشرية وقيمتها وحدودها‬
‫ومجل هذا تقريبا يفعل اإلنجليز والطليان إذ يجمعون تحت مصطلح إسبتمولوجيا تلثك‬
‫الدراسثثة النقديثثة التثثي أشثثار إليهثثا الالنثثد ونظريثثة المعرفثثة والميتودولوجيثثا أمثثا األلمثثان فهثثم‬
‫يميزون في لغتهم بين نظريثة المعرفثة وبثين اإلسثبتمولوجيا وإن كثانوا يعنثون بهثذا المصثطلح‬
‫األخير فلسثفة العلثوم جميعهثا ومثا ذلثك فثان اإلسثبتمولوجيا أخثذت تفثرض نفسثها فثي العصثر‬
‫الحاضثثر ‪(5‬علثثم) قثثائم الثثذات يختلثثف مثثن عثثدة وجثثوده عثثن كثثل واحثثدة مثثن هثثذه الدراسثثات‬
‫واألبحاث التي أشرنا إليها ولذلك كان المفيد في مدخل كهذا البدء بابراز أوجه االختالف هثذه‬
‫حتثثى نثثتمكن مثثن أن تكثثون ألنفسثثنا صثثورة واضثثحة بقثثدر اإلمكثثان عثثن هثثذا اللثثون الجديثثد مثثن‬
‫الدراسثثات واألبحثثاث علمثثا بثثأن الصثثورة الواضثثحة والكاملثثة عثثن علثثم مثثن العلثثوم ال يمكثثن‬
‫الحصول عليها إال بعد االنتهاء من اسثتعراض جميثا مسثائله أو علثى األقثل بعثد تقثدم أشثواطا‬
‫‪2‬‬
‫بعيدة عن دراسته‬

‫(‪ )1‬روبير بالنشي ديوان المطبوعات الجامعة الجزائرية ص ص ‪.18 19‬‬


‫(‪ )2‬محمد عابد الجابري مدخل الى فلسفة العلوم العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان‬
‫ص ص ‪20 19‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫تعريف اإلبستمولوجيا فلسفيا ‪:‬‬


‫بيار ماشري وإتيان بالبيار ‪:‬‬
‫كما بين باشالر ليس هناك إبستمولوجيا إال وهي متعلقة بعلم واحد تماما كمثا أنثه لثيس‬
‫هنثثاك تثثاريخ إال وهثثو متعلثثق بعلثثم واحثثد وال بمطلثثق علثثم عمثثومي إن اإلسثثبتمولوجيا جهويثثة‬
‫بحسب مبدئها ولكن الجهات العلمية ال تحصثر بصثفة نهائيثة داخثل الحثدود التثي مثا تحثدها أال‬
‫فترة خاصة من تاريخيها إن اإلبستمولوجيا الجهوية ليست إبستمولوجيا مختصة ‪:‬‬
‫فيشان ‪:‬‬
‫لئن كان البثد مثن القثول مثا كنغثيالم بثأن اإلبسثتمولوجيا ال تعثدو أن تكثون لثو فصثلت‬
‫تاريخ العلوم إال زوجا ناقال للعلم الذي تريثده أن تقثول فيثه قثوال مثا فالبثد أن نضثيف أيضثا إن‬
‫تاريخ العلوم أو فصل عن اإلسبتمولوجيا لن يدرك بأتم معنى الكلمة التاريخ‪.‬‬
‫التوسير ‪:‬‬
‫ال يريد باشالر لفلسثفة العلثوم أن تكثون مثدخل فلسثفيا فثي العلثم وهثو فثي هثذا يعثارض‬
‫جميا الفلسفة التقليدية التي كانت سائدة والتي كانت تجعل الهدف من تأملها في العلثم واحتثواء‬
‫النتائج العلمية لصالح المذاهب الفلسفية واستغالل نتائج علمية بالتالي لصثالح أهثداف تبريريثة‬
‫‪1‬‬
‫تخرج عن إطار الممارسة العلمية‬
‫الالند ‪:‬‬
‫فثثي معجمثثه الفلسثثفي اإلسثثبتمولوجيا بأنهثثا فلسثثفة العلثثوم ثثم يضثثيف ولكثثن بمعنثثى أكجثثر‬
‫خصوصثثية فهثثي ليسثثت بالضثثبط دراسثثة المنثثاهج العلميثثة هثثذه الدراسثثة التثثي هثثي موضثثوع‬
‫الميتودولوجيا والتي تشكل جزءا من المنطق وليست كذلك تركيبا أو إسثتباقا للقثوانين العلميثة‬
‫(علثثى غثثرار مثثا يفعثثل المثثذهب الوضثثعي أو المثثذهب التطثثوري) والماضثثي أسثثاس الدراسثثة‬
‫النقديثثثثة لمبثثثثدت مختلثثثثف العلثثثثوم ولفروضثثثثها ونتائجهثثثثا يقصثثثثد تحديثثثثد أصثثثثلها المنطقثثثثي اال‬
‫‪2‬‬
‫السيكولوجي وبيان قيمتها وحصيلتها الموضوعية‬

‫(‪ )1‬سعيد جالل الدين معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية دار الجنو للنشر تونس ص ص ‪.13 14‬‬
‫(‪ ) 2‬محمد عبد الجابري مدخل إلى فلسفة العلوم العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان‬
‫ص ‪18‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫ديكارت وهيوم وكانط ‪:‬‬


‫اإلبستمولوجيا تبح في المعرفة وحدودها من حي إنها مدخل ضروري الميتافيزيقا‪.‬‬
‫بوبر ‪:‬‬
‫اإلبسثثتمولوجيا هثثي نظريثثة المعرفثثة العلميثثة وفثثي رأيثثه أن اإلبسثثتمولوجيا علثثى نحثثو‬
‫ماضي واردة عند هيوم ولوك وبركلي ورسل هي إسبتمولوجيا تقليدية بال معنثى ألنهثا تتنثاول‬
‫معرفة أو الفكر بمعنى الذاتي إذ هي تتناول " أنا أعرف" أو " أنا أفكر" بالمعنى الثدارج الثذي‬
‫ليس له عالقة بالمعرفة العلمية ألنثه محصثور فثي عثام الثذوات فثي حثين أن المعثراف العلميثة‬
‫‪1‬‬
‫تنتمي إلى عالم النظريات العلمية والمشاكل والحجج الموضوعية (‪)2‬‬
‫لوك ‪:‬‬
‫أول من يسثمون بثاإلمبيريقيين البريطثانيين للجثدل بثأن كثل أفكارنثا تنشثأ عثن الخبثرة‬
‫لكنثه لثثم يعتقثثد كمثثا ارتثثأى بعثثض اإلمبيثثرقيين المتثأخرين جثثي سثثي مثثل مثثن ضثثمنهم أن كثثل‬
‫معثثرف الحقثثائق مسثثتمدة مثثن الخبثثرة تثثركن بعثثض مجثثل هثثذه المعثثارف إلثثى الحثثدس وبعضثثها‬
‫مؤسس على البرهنة غير أنه ذهب إلى أن الخبرة تشكل أساس المعرفة فأفكار الحس البسيطة‬
‫أصل كل شيء أخر في الفهم‬
‫بركلي وهيوم ‪:‬‬
‫يذهب بهثذا المثذهب أبعثد مثن ذلثك االهتمامثات اإلسثبتمولوجية األساسثية التثي تشثتغلها‬
‫هي حدود الفهم البشري ومداه األمر الذي يستبان من زعم هيوم المركزي باإلمبيريقية أن كثل‬
‫األفكار مستمدة من انطباعثات الحثس وكثل فكثرة بسثيطة نسثخة مثن انطبثاع منثاظر وفثق ذلثك‬
‫تتعين اإلشكالية بها هيوم من تحديد المبررات التي تسوغ انتقالنا مثن انطبثاع إلثى أخثر وألنثه‬
‫رأى أن االعتقاد يتكون من فكرة مفعمة بالحياة تتعلق أو ترتبط بانطباع راهن فمثا الثذي يبثرر‬
‫اعتقادنثثا فثثي أي شثثيء يتجثثاوز االنطبثثاع الثثراهن ح وعلثثى وجثثه الخصثثوص فمثثا الثثذي يبثثرر‬
‫‪2‬‬
‫اعتقادنا في السببية وفي عالم مغاير بال انطباعات الراهنة‬

‫(‪ )1‬مراد ‪ ////‬المعجم الفلسفي دار قباء الحديجة للطباعة والنسخ والتوزيا القاهرة ص ‪. 12‬‬
‫(‪ )2‬نجيب الحصادي دليل إكسفورد للفلسفة المكتب الوطني للبح والتطوير الجزء االول ص ‪.27‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أهم انجازات العلماء العرب والمسلمين نماذج عن تطور العلوم العربية‬
‫ابن سينا والطب ‪:‬‬
‫الطب في عصر ابن سينا*‪ 1‬هو حصثيلة كثل مثا توصثل اليثه البثاحجون مثن علثم الطثب‬
‫لدى اإلمام قل ظهثور اإلسثالم‪..‬أو بلغثة أصثح وحصثيلة مثا تثرجم الثى اللغثة العربيثة مثن كتثب‬
‫الطثثب اليونانيثثة مجثثل أبقثثراط وجثثالينوس أو مثثن طثثب اليونثثان المتثثرجم الثثى اللغثثة الفارسثثية أو‬
‫السريانية التي مزجت فيه مختارات طب الكلثدان القثديم وباإلمكثان إضثافة الطثب الهنثدي الثى‬
‫الذي حمله بعض أطباء الهند الى بغداد في العصر العباسي فهذه العناصر انصهرت وتفاعلثت‬
‫وانتظمت أخيرا فثي كتثابي "الحثاوي"و"الملكي"للرازي وإعتبثرت المرجثا األول فثي الطثب‬
‫وظلت الثى أن ظهثر كتثا "القثانون" فثي الطثب إلبثن سثينا فثألقى ظثال كجيفثا علثى هثذا العلثم‬
‫ومازال حتى أصبح المرجا األعلى ليس في الشثرق بثل وفثي الغثر ومثن أشثهر ابتكثارات‬
‫ابن سينا الطبية ‪..‬فحوصه الدقيقثة ودراسثاته فثي الثدورة الدمويثة عنثد الجنثين وتشثريح القلثب‬
‫‪...‬وكل هذا لم يجده أحد عند"أبقراط"والعند"غالين"‪.‬‬
‫فابن سينا أول من عرف أن الجنين يأخذ بواسطة المشيمة شريانين إ نثين ويثرد وريثدا‬
‫واحثثدا عثثن طريثثق حبثثل السثثرة وقثثد وقثثا هثثذا قبثثل سثثتمائة عثثام مثثن اكتشثثاف الثثدورة بواسثثطة‬
‫العالمة > وليم هارفي< ووصف ابن سثينا سثير الثدم فثي الجنثين عثن طريثق الكبثد الثى القلثب‬
‫بكل دقة وشرإ قلب الجنين وقسمة الى األقسام المعروفة لدى أشهر األطباء ‪...‬كما وصثف‬
‫الجقب الموجود في الجدار الفاصل بين األذنين وعرف أهميته فقال عنه ‪:‬‬
‫إن هثثذا الجقثثب يسثثد حثثاال عنثثدما يتثثنفس المولثثود األول مثثرة وتبثثدأ الثثدورة الدمويثثة‬
‫الرئوية وعرف إبن سينا ‪:‬أن الجنين يأخذ غذاءه من أمد بواسطة المشيمة والشريانين وفيهمثا‬
‫الدم النقي ويعيد الدم الفاسد بواسطة الوريد‪.‬‬

‫‪ - 1‬ولد ابن سينا في أفشنة عام ‪370‬هـ وهي قرية والدته المجاورة لخرمنشن مكان عمل والده البلخي والقريشان من قرى‬
‫البخاري التي انتقل إليها فيما بعد لتبدأ رحلته عبر واحات القرآن وأحكام األد ‪.‬‬
‫توفي ابن سينا في سنة ‪428‬هـ وهو ابن ‪ 58‬سنة ومن مؤلفاته كتب منطقية فلسفية أهمها الشفاء والنجاة وهو ملخص الشفاء‬
‫اإلشارات والتنبيهات – منطق المشرقيين –عيون الحكمة ‪.‬‬
‫ومن رسائله في الفلسفة والمنطق تحتوي على رسالة في أقسام العلوم العقلية رسالة في العقول –رسالة في الكالم على‬
‫النفس الناطقة‪ -‬رسالة في الحدود ‪.‬‬
‫أما فلسفته فهي عقلية –أصولها ومبادئها وقد بقي طوال حياته يسعى للتوفيق بين العقل والنقل من جهة وبين العقل والتجربة‬
‫من جهة أخرى‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫ووصف ابن سينا أعراض حصى المجانة السريرية وصثفا واضثحا وصثافيا وبالغثا فثي‬
‫الدقة بحي أنه يكاد ال ينقص في شيء عن الطب الحدي لهثا فبعثد أن ميثز بثين أعثراض كثل‬
‫من الحصى المجانية والحصى الكلوية قال ‪ :‬يجب أن نتأمل ما قلناه في حصاة الكلية ‪ ..‬م ننتقثل‬
‫وقد علمت الفرق بين حصاة المجانة وحصاة الكليثة فثي الكيفيثة والمقثدار‬ ‫الى تأمل هذا البا‬
‫وبالفرق بين الحصاتين فكانت الكلوية الين يسيرا وأصثفر وأقثر إلثى الحمثرة والمجانيثة‬
‫أصلب وأكبر جدا وأقر الى الدكنة والرمادية والبياض وإن كان يتولد فيها حصاة متفتتة ‪.‬‬
‫والمجانية تتميز في األكجر بعد انفصال وأكجر من تصثبية حصثاة المجانيثة نحيثف وفثي الكليثة‬
‫بالعكس والصبيان من يليهم تصيبهم حصاة المجانة ‪.‬‬
‫ويقول ‪ :‬إن البول في حصاة المجانة الى بياض ورسو ليس بثأحمر بثل الثى بيثاض أو‬
‫رمادية ‪.‬وربما كان بوال غليظا زيتي الجقل وأكجره يكثون رقيقثا وخصوصثا فثي االبتثداء وال‬
‫يكون إيجاع حصاة المجانة كايجاع حصاة الكليثة ألن المجانثة مخثالة فثي فضثاء إال عنثد حثبس‬
‫الحصاة للبول ‪.‬فان وجعه يشتد عند وقوعها في المجرى‪.‬‬
‫والخشونة في حصاة المجانة أكجر ألنها في فضاء يمكن أن يتركب عليهثا مثا يخشثنها ولثذلك‬
‫هي أعظم ألن مكانها أوسا ‪.‬وقد يتفثق أن يكثون فثي مجانثة واحثدة حصثيتان أو أكجثر مثن ذلثك‬
‫فيكجر تفتيت الرميلة وقد يكون ما الرميلة > نخثالى< إلنجثراد سثطحها عثن الحصثاة الخشثنة‬
‫‪.‬وربمثثا بثثال فثثي أخثثره بثثال إرادة وكلمثثا فثثرغ مثثن بثثول يبولثثه اشثثتهى أن يبثثول فثثي الحثثال‬
‫والمتغاضي لذلك هي الحصاة المستدفقة إستدفاع البول المجتمثا‪..‬وكجيرا مثا يبثول الثدم لخثد‬
‫الحصاة خصوصا إذا كانت خشنة وكبيرة وكجيرا ما تحثبس فثاذا اسثتلقى المحصثور وأشثيل‬
‫وركاه وصفر زالت الحصاة عن المجرى وإذا غمز حينئذ في العانة أنزرق البثول ‪..‬وصثفرا‬
‫دليل قوي على الحصاة‪.1‬‬
‫والحصاة الصغير أحبس للبول من الكبيرة ‪.‬ألنها تنشب في المجثرى وأمثا الكبيثرة فقثد‬
‫تثثزول عثثن المجثثرى بسثثرعة ويؤكثثد ابثثن سثثينا أن حصثثاة المجانثثة تكجثثر فثثي الثثبالد الشثثمالية‬

‫ابن سينا عقري يتم وتاريخ حافل مؤسسته األعلى للمطبوعات‬ ‫‪ -/ - 1‬الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي الحائري‬
‫بيروت‪.‬لبنان‪.‬ط ‪ .1991 ¹‬ص ص ‪. 131 129‬‬
‫*هو الحسن بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا ألقابه متعددة الشيخ – الرئيس – مصدر – صافي األجل – الحكيم –‬
‫فيلسوف الدهر ‪.‬‬
‫‪-/1‬الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي الحائري‪.‬ابن سينا ص ص ‪. 132-131‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫وخصوصا في الصبيان ووصف ابن سينا التها السحايا األولى وصفا صحيحا فكان وصثفه‬
‫فتحثثا جديثثدا فثثي عثثالم الطب‪..‬فقثثد بثثان الفثثرق بينثثه وبثثين التهثثا السثثحايا الجثثانوي واألمثثراض‬
‫ووصثثف التهثثا السثثحايا الحاد ممثثا يجيثثر الدهشثثة عنثثدما نقارنثثه بمسثثتوى الفكثثر العلمثثي فثثي‬
‫عصره‪.‬‬
‫يقال قرانيطس ‪1‬للورم الحاد في حجا الثدماغ الرقيثق أو الغلثيظ دون جرمثه وإن كثان‬
‫جرمه قد يعرض له ورم وليس كما ظن بعض المتطببين أن الدماغ ال يرم ‪.‬‬
‫أما عالماته المشتركة إلضثافة الحقيقيثة فحمثى الزمتثه يابسثة تشثتد فثي الطهثائر علثى األكجثر‬
‫وهثثذيان يفثثرط تثثارة وينقطثثا أخثثرى كراهثثة للكثثالم وكسثثالمته ويخثثتلط العقثثل وأكجثثر بقثثر‬
‫الربا وعب األطراف ونفس مضطر غير منتظم ‪..‬ولكنه عظيم وامتداد من الشراسثيق الثى‬
‫فوق كجيرا واختالج أعضاء معه وقبله ينذر به وربما كثان معثه نثوم مضثطر ينتبهثون عنثه‬
‫فيصيحون تارة وينامون تارة ويسهرون تارة ويكون في األكجر نثومهم مضثطربا مشوشثا مثا‬
‫ما صياإ ويكون هناك وقاحثة وجسثارة وغضثب‬ ‫خياالت وأحالم فاسدة هائلة وانتباه مشو‬
‫فوق المعهود ويبغضون الشعاع ويعرضون عنه وتضطر ألسنتهم اضطرابا شديد أو تخشثن‬
‫ويعضون عليها‪.‬‬
‫ويتقدم (قرانيطس)نسيان الشيء القريب وحزن بال علثة وأحثالم رديئة وصثداع كجيثرا‬
‫و قل وامتالء ووجا من خلف الرأس عند الفض وخصوصا في الصفراوي ‪ ..‬ويبسثت أعيثنهم‬
‫يبسا شديدا م أخذت تدما وخصوصا من إحدى العينين ورمضت وكجيرا ما يعرض أن تحمثر‬
‫عروقها حمرة شديدة وربما عقبثه قطثرات دم مثن األنثف وكجيثرا مثا يثدلكون أعيثنهم ويميلثوا‬
‫‪2‬‬
‫الى سكوت وهدوء‬
‫فثثي أكجثثر البثثدن إال فثثي اليثثدين فانثثه ربمثثا يعب ث بصثثما وربما حثثدث بصثثم تقطيثثر بثثدل‬
‫بمعرفته منهم أو بعيد معرفة‪.‬‬
‫وعالمثثات السرسثثام‪ 3‬الحقيقثثي تتقثثدم ثثم يعثثرض المرض وأمثثا الغيثثر حقيقثثي فتتقدمثثه أمثثراض‬
‫أعضثاء أخثثرى ثم تظهثثر عالماتثه وأما الكثثائن مثن جهثثة الحاجثب الحثثاجز وعضثالت الصثثدر‬

‫‪ - 1‬قرانيطس‪:‬كلمة يونانية تعبيرها السرسام الحار‬


‫‪ - 2‬الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي الحائري المرجا السابق ‪:‬ص ص ‪. 134-133‬‬
‫‪ - 3‬السرسام‪:‬كلمة فارسية معناها ورم في حجا الدماغ يحدث عنه حمى و اختالط في الذهن ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫فتتقدمه عالمات السرسام وذات الجنب من وجا ناخس فثي الجنثب عنثد التثنفس وضثيق نفثس‬
‫ونبض منشاري وسعال يابس أوال م يرطب في األكجر وينقص ويكون ما حمى الزمة ‪.‬‬
‫أما األمراض التي تسب اليرقان فقد شثرحها ابثن سثينا شثرحا مسثهبا وافيثا كمثا شثرإ السثكتة‬
‫الدماغية الناتجة عن احتقان الدم مخالفا ذلك التعاليم اليونانية ‪.‬‬
‫وأمثثا داء الجنثثب فقثثد أوضثثح ابثثن سثثينا تشخيصثثه وبين الفثثرق بثثين أعراضثثه وأعراض بعثثض‬
‫األمراض المشابهة له كخراج الكبد وذات الرئة والتها الحيزوم‪.‬‬
‫م قال‪:‬لذات الجنب الخالص عالمات خمس وهي ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬حمى الزمة لمجاورة القلب‪.‬‬
‫الجانية ‪ :‬وجثا وجثا نثاخس تحثت األضثالع ألن العضثو غشثائي وكجيثرا مثا ال يظهثر الثى عنثد‬
‫التنفس وقد يكون ما النخس تمدد وربمثا كثان أكجثر والتمثدد يثدل علثى الكجثرة والثنخس علثى‬
‫القوة في النفوذ واللذع ‪.‬‬
‫الجالجة ‪ :‬ضيق نفس لضغط الورم وصفرة وتواتر منه‪.‬‬
‫الرابعثثة ‪ :‬نثثبض منشثثاري سثثببه االخثثتالف ويثثزداد اختالفثثه ويخثثرج عثثن النظثثام عنثثد المنتهثثى‬
‫لضعف القوة وكجرة المادة‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬السعال فانه يعرض في أول هذه العلة سعال يابس م ينفش وربما كثان هثذا السثعال‬
‫ما النف في أول األمر‪.‬‬
‫ولما كان ذات الجنب يشبه ذات الكبثد بسثبب السثعال والحمثى وضثيق الثنفس ولتمثدد المعثاليق‬
‫وإندفاع األلم الى الغشاء المستبطن وجب أن يفرق بينها وبينها فثالفرق بثين ذات الجنثب وذات‬
‫الكبثثد هثثو أن النثثبض فثثي ذات الكبثثد موجثثب والوجثثا قيثثل لثثيس باخس والوجثثه مسثثتميل الثثى‬
‫الصثفرة الرديئثة والسثعال غيثر نافث بثل تكثون سثعاالت يابسثة متباطئثة وربمثا أسثود اللسثثان‬
‫بعثثض صثثفرته والبثثول يكثثون غليظثثا استسثثقائيا ويكثثون البثثراز كبثثديا ويحثثس بجقثثل فثثي الجانثثب‬
‫األيمن وال يدركه اللمس فيوجا وربمثا كثان فثي ذات الكبثد إسثهال يشثبه غسثالة اللحثم الطثري‬
‫لضعف القوة وإذا كان الورم في الحدبة أحس به في اللمس كجيثرا وان كثان فثي التقعيثر كشثف‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫عنه التثنفس المستعصثي والفثرق بثين ذات الجنثب وذات الرئثة أيضثا هثو أن نثبض ذات الرئثة‬
‫‪1‬‬
‫موجب ووجعه قيل وضيق نفسه أشد ونفسه أسخن وعالمات أخر‬
‫‪2‬‬
‫أبو الريحان البيروني ‪:‬‬
‫جعل البيروني ‪ 13‬درجة بحسب مجموعة السثنين التثي مضثت بينثه وبثين سثنته وضثا‬
‫المجسطبي كما وضا أبو الريحان البيروني جهاز ليقيس حركات الشمس والقمر‬
‫وابتكثثر أبثثو الريحثثان أيضثثا اإلسثثطرال األسثثطواني المسثثتخدم فثثي رصثثد الكواكثثب والنجثثوم‬
‫وتحديد أبعاد األجسام البعيدة و ارتفاعاتها عن سثطح األرض ويعثد مثن أشثهر اآلالت الفلكيثة‬
‫وأكجرها استعماال في العصور الوسطى وهو عبارة عن صفائح مستديرة نقشت عليهثا رسثوم‬
‫الثثدوائر والخطثثوط والنقثثاط األساسثثية فثثي الفلثثك مجثثل األفثثق ومعثثدل النهثثار ومنطقثثة البثثروج‬
‫والقطب وغيرها كما استعمل اإلسطرال في تحديد األوقثات وغيثر ذلثك مثن األعمثال الفلكيثة‬
‫والقياسثثات البسثثيطة وتتحثثرك األرض حثثول محورهثثا مثثن المغثثر الثثى المشثثرق أي عكثثس‬
‫الجهة التي تدور إليها النجوم صفرا في حالة بأن األرض متحركة على محورها في حثين أن‬
‫أكجر علماء اليونان ومنهم بطليموس والعر كانوا يقولون بثأن األرض كرويثة ولكنهثا سثاكتة‬
‫في مركثز العثام ال حركثة لهثا فثي الفضثاء وأن السثماء تمجثل كثرة عظيمثة ركثزت فثي بسثطها‬
‫النجوم وأنهار تدور على قطبين متحركين أحدهما يقثا الثى الشثمال واألخثر الثى الجنثو وأن‬
‫وبثثذلك فثثان مسثثألة دوران األرض حثثول‬ ‫دوران الكثثرة السثثماوية مثثن المشثثرق الثثى المغثثر‬
‫محورها ناقشها البيروني وقد سبقت غاليلو وكوبر نيكثوس ومثن األمثور الفلكيثة التثي تناولهثا‬
‫العر ( األزياج) وقد عثرف ابثن خلثدون فثي مقدمثة الثزيج بأنثه مثن فثروع علثم الهيئثة وهثي‬

‫‪ - 1‬الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي الحائري المرجا السابق ص ص ‪. 135-134‬‬


‫‪ - 2‬أبو الريحان البيروني ‪:‬‬
‫ولد البيروني في اليوم الجاني من ذي الحجة عام ‪ 362‬الموافق لـ الرابا سبتمبر عام ‪973‬م في قرية من ضواحي مدينة‬
‫"كاث"عاصمة دولة"خوارزم" ‪.‬والبيروني هي كنية محمد بن المد أبو الريحان الخوارزمي ولد في بظاهر مدينة‬
‫خوارزم‪..‬ولقد ألف أو الريحان الخوارزمي مؤلفات كجيرة منه كتا مقاليد علم الصينة وما يحدث في بسيطة الكرة كتا‬
‫القانون المسعودي في الهيئة والنجوم كتا استخراج األوتار في الدائرة كتا العمل باإلسطرال كتا تحقيق منازل القمر‬
‫كتا رؤية األهلة‪.‬‬
‫يعتبر البيروني مصطلحا بالفلسفة ولكن ليس كابن سينا والفارابي فهو صاحب أراء ذكرت في الكتب تدل على أنه قافة‬
‫فلسفية ولقد أ ار مترجموه الى أنه عاصر الشيخ ابن سينا وكان بينهما مناظرات ومراسالت كلها عبارة عن أجوبة بمسائل‬
‫سأله عنها البيروني توفي أبو الريحان البيروني في ‪ 13‬ديسمبر عام ‪ 1048‬الموافق لـ ‪ 3‬من رجب عام ‪ 440‬هـ على ما‬
‫يذكر أغلب الباحجين وكانت وفاته خاتمة حياة حافلة لرجل كريم عظيم ‪.2‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫صثثناعة حسثثابية علثثى قثثوانين عدديثثة فيمثثا يخثثص كثثل كوكثثب كالمقثثدمات واألصثثول لهثثا فثثي‬
‫معرفة‪.1‬‬
‫البيروني وعلم الفلك ‪:‬‬
‫بح البيروني في إمكانية دوران األرض حول محورها قبل غثاليلو بسثتة قثرون ‪.‬كمثا‬
‫قام باجراء قياسات (جيوديستية وباالستعانة بالرياضثيات تمكثن مثن تحديثد سثمة القبلثة – مكثة‬
‫المكرمة – في جميا أنحاء العالم)‪.2‬‬
‫وقد عمل البيروني جداوله الفلكية الدقيقة بناءا على أرصاده حيث نقثد وعثدل الجثداول‬
‫التي وضعها سابقوه ومعاصروه وبذلك فهو يضفي الهالثة علثى المجسثطي وعثده األسثاس فثي‬
‫كل بح فلكي عربي‪. 3²‬‬
‫أما تغير أطوال النجوم فهو يعود الى تقدم االعتثدالين وهي الحركثة نفسثها التثي ذكثرت‬
‫في بعجة المأمون لقياس طول درجة واحدة من األرض إن القطب الفلكي يتغيثر وهثذه الحركثة‬
‫تغير نقطة تقاطا دائرة البروج ما خط االسثتواء الفلكثي وكانثت نقطثة التقثاطا أيثام بطليمثوس‬
‫في برج الجور وفي أيثام البيرونثي فثي بثرج الحمثل وفي أيامنثا هثذه فثي بثرج الحثوت علثى أي‬
‫حثثثال فثثثان نقطثثثة تقثثثاطا دائثثثرة البثثثروج مثثثا خثثثط االسثثثتواء الفلكثثثي هثثثي فثثثي حركثثثة وتتغيثثثر‬
‫باستمرار كان بطليمثوس قثد حسثبها علثى أنهثا بمقثدار درجثة واحثدة كثل مائثة سثنة وهثذا غيثر‬
‫صحيح وحسبها العر علثى أنهثا بمقثدار درجثة واحثدة كثل ‪ 66‬أو ‪ 70‬سثنة (بحسثب الفلكيثين‬
‫الذين قاموا بهذا الحسا )‪.‬‬
‫ومثثن عثثادة واضثثعي جثثداول الكواكثثب أن يثثذكروا أوالدكثثم زادوا علثثى درجثثات الطثثول‬
‫الواردة في المجسطي وبذلك فقد زاد الشهور واأليام والتواريخ الماضية يضعونها في جثداول‬
‫مرتبة تسهيال على المتعلمين وتسمى األزياج وهناك ‪ 28‬جدوال فلكيثا (زيجثا) تمجثل األرصثاد‬
‫العربية التي أدت الى تصحيح األرصاد التثي سثبقتها وتحمثل أصثالة عربيثة وهثي تقتثر مثن‬
‫واقعها الحالي ومنهثا زيثج إبثراهيم الغثزازي والثزيج المثأموني الممثتحن وزيثج إبثن البلخثي‬

‫‪ - 1‬خوارزم توجد مكانها حاليا بلدة صغيرة تابعة لجمهورية أزبكستان باإلتحاد السوفياتي وقد أطلقت عليها اسم مدينة البيروني إحياء‬
‫لذكراه بركات محمد مراد البيروني فيلسوفا دار اإلشعاع للطباعة القاهرة مصر – ط‪ :1‬ص ‪102‬‬
‫‪ - 2‬إمام إبراهيم أحمد ‪ .‬تاريخ الفلك عند العر ‪.‬القاهرة ‪.1965‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ - 3‬علي عبد هللا الدفاع إسهامات علماء المسلمين في الرياضيات ‪ 1981‬ص ‪.90‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫وبحث البيرونثثي أيضثثا فثثي ظثثاهرة الكسثثوف والخسثثوف وكيفيثثة حسثثابهما باإلضثثافة الثثى مثثا‬
‫‪1‬‬
‫يتصل بدراسة الكواكب األخرى‬
‫الكيمياء عند الرازي ‪:‬‬
‫إن معرفثثة الثثرازي للكيميثثاء قثثد جاءتثثه عثثن طريثثق الطثثب إذ البثثد للطبيثثب البثثارع أن‬
‫يحضر األدوية والعقاقير والمراهم وغيرها وال يمكثن تحضثير هثذه المركبثات إال عثن طريثق‬
‫التجار المختبرية العلمية وربما احتفظ الطبيب ببعض طرائق تحضير العقثاقير النافعثة سثرا‬
‫من أسرار مهنته وقد توصل الرازي الى معرفة عدد كبير من المركبات الكيمياويثة وطرائثق‬
‫متعثثددة مثثن العمليثثات الكيمياويثثة التثثي ال تثثزال مسثثتعملة الثثى هثثذا اليوم فقثثد عثثرف التصثثعيد‬
‫التقطير والتكليس والتبلور والتشميا والصهر والترشيح والتنقية والتشثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثويه أو‬
‫االشتواء والتصدية وتتطلثب كثل عمليثة مثن هثذه العمليثات التثي ذكرناهثا أنثف أدوات خاصثة‬
‫‪2‬‬
‫وأجهزة معقدة في بعض األحيان قد يتألف الجهاز الواحد من أدوات عديدة ‪.‬‬
‫لقد تأ ر الرازي بما قرأه من كتب جابر بثن حيثان فثي الكيميثاء و ذكثر هثو لميثارد‪ ¹‬إن‬
‫الرازي كغيره من أطباء عصره مال الى دراسة الكيمياء لعالقتهثا الو يقثة بالطب وعمثل علثى‬
‫تحضثثير األدويثثة والعقثثاقير وألف فثثي الكيميثثاء كتبثثا عديدة فقثثد الكجيثثر منهثثا ودرس سثثتابلتون‬
‫‪ Stapleton‬كتب الرازي فثي الكيميثاء دراسثة عميقثة فتثأ ر بثه تثأ يرا كبيثرا وأكبثر فيثه عملثه‬
‫جثثدا بالكاتثثب الحثثدي أن يضثثا الثثرازي مثثن حي ث اسثثتخدامه األسثثلو العلمثثي واسثثتنتاجاته‬
‫‪3‬‬
‫الصحيحة المنطقية بمستوى غاليلو ‪ Galileo‬وبويل ‪. Boyle‬‬
‫لقد اتسم الرازي بروإ التحدي وحب االسثتطالع وشثارك جثابر بثن حيثان فثي نظريتثه‬
‫القائلة أن العناصر األساسية في تكوين المواد هما الزئبثق والكبريثت غيثر أنثه أضثاف مكونثا‬
‫الجا وهو الملح‪.‬‬
‫والبثثد لمثثن يقثثرأ مثثا كتبثثه الثثرازي فثثي (سثثر األسثثرار) أن يلمثثس ميلثثه الكبيثثر واهتمامثثه‬
‫الخاص في الكيمياء العملية وتثرجيح التجربثة سثهال وال تثزال كثذلك والملح الصثخري والقلثي‬
‫وجوهر البول والجير المطق وملح البلوط هذا وستأتي علثى تفصثيل هثذه المثواد التثي ذكرهثا‬

‫مؤسسة مصري للتوزيا طرابلس لبنان‪.‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ -1‬عبد الرحيم بدر الفلك عند العر‬
‫‪ - 2‬الطب الروحاني ألبي بكر الرازي‪ -‬تقديم وتحقيق د‪:‬عبد اللطيف العتيد مكتبة‪ -‬النهضة المصرية – ‪-1978‬ص ‪9-8‬‬
‫‪ - 3‬محمد فارس‪.‬موسوعة علماء العر والمسلمين المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ‪ .‬ط‪. 1993 . 1‬ص ‪135‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫في بثا الصثيدلية بصثورة مفصثلة وبأسثمائها التثي تعثرف بهثا اآلن ويعتبثر الثرازي أول مثن‬
‫استخدم الفحم الحيواني في قصر األلوان‪.1‬‬
‫وذكر طريقة تكون كاربونات النحاس القاعدية الخضراء وقال أنها تتكون عند تعرض‬
‫النحاس للهواء الرطب في درجات الحرارة االعتيادية ولكن الناتج إذا ما سثخن تسثخينا شثديدا‬
‫تحول الى مثادة سثوداء (اوكسثيد النحاسثيك) وهكثذا تثرى أن الثرازي قثد اطلثا علثى أغلثب مثا‬
‫كتب جابر بن حيان بل ربما على جميعها وامن بنظرية تكوين المعادة البن حيان وذكثر الملثح‬
‫كمكثثون الث إضثثافة الثثى الكبريثثت والزئبثثق التثثي ذكرهمثثا جثثابر فليس مثثن الغرابثثة بمكثثان أن‬
‫يعتبر بعض المستشرقين الرازي أوسا علما وأكجر تجربة وأدق تصثنيفا للمثواد مثن جثابر بثن‬
‫حيان ذلك ألن الرازي قد خير ما جاء بكتب جابر بن حيان ‪.‬‬
‫وأضاف بفطنته وعقله الواسا الشيء الكجير من الكيمياء والصيدلة‪.2‬‬
‫وأشار هو لميارد الى كتابة األنف الذكر(سر األسرار) بأنه دليثل مختبثر يشثرإ إجثراء‬
‫التجار واألجهزة التي تحتاجها تلثك التجثار علثى الثرغم مثن الغمثوض الثذي يسثود بعثض‬
‫طرائق تحضير المواد وسيتطرد فيقول من مكان أخر والحق يقال أن الثرازي جثاء بجثورة فثي‬
‫الكيمياء وذلك عكس األهمية النسبية المعطاة لكل من التجار العملية والتأمل الفكري خثالف‬
‫لمن سبقه من الكيميثاء وبثين الثذي اعتمثدوا التأمثل فحسثب وأولوه اهتمامثا أكجثر مثن اهتمثامهم‬
‫بالتجار المختبرية وشعور الرازي أن النجاإ الثذي أحثرزه فثي كتابثه (سثر األسثرار) حيث‬
‫شرإ قوائم طويلة عن األجهثزة والمثواد الكيمياويثة التثي اسثتخدمها وجثودة مختبثره فقثد أشثار‬
‫الثثثثثثثثثى كجيثثثثثثثثثر مثثثثثثثثثن األدوات الزجاجيثثثثثثثثثة والمعدنيثثثثثثثثثة والخزفيثثثثثثثثثة فثثثثثثثثثذكر الكثثثثثثثثثؤوس‬
‫الزجاجية الثثدوارق واألحواض وأوانثثي التبلثثور الزجاجيثثة ومصثثابيح التسثثخين وغيرهثثا وذكثثر‬
‫الثثرازي بوضثثوإ أجهثثزة معقثثدة قثثد نصثثبها مثثن األدوات التثثي ذكرناهثثا أنفثثا ويحتثثوي مختبثثر‬
‫الرازي ورفوفه على جميا العناصر والمواد الكيمياوية المعروفة آنذاك وتوصل الثرازي الثى‬
‫معرفثثثة الصثثثودا الكاويثثثة والغليسثثثرين ويعتبر الثثثرازي دون شثثثك مؤسثثثس علمثثثي الكيميثثثاء‬
‫والعالجية والعقاقير كما اعتبره بعض المستشرقين أكجر حذقا في معرفة المواد الكيمياوية مثن‬
‫ابثثن حيثثان كمثثا امنثثوا أن الثثرازي قثثد بثثز ابثثن حيثثان فثثي وصثثف األجهثثزة والمثثواد الكيمياويثثة‬

‫‪ - 1‬كتا الحاوي في الطب ألبي بكر الرازي مطبعته مجلس دائرة المعارف العجمانية حيدر أباد الجزء الجال ‪1955‬م ص ‪. 130‬‬
‫‪ - 2‬موسوعة الحضارة العربية اإلسالمية ‪.1‬المؤسسة العربية لدراسات والنشر بيروت ط‪ 1995 1‬ص ‪. 290 291‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫والتدابير وكان أكجر تنسيقا وتنظيما وقد استعمل الرازي مخطوطة ( سر األسثرار) بتصثنيف‬
‫المواد الكيمياوية تصنيفا موفقا وقسمها إلى أربعة أصناف أساسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعادن(المواد المعدنية)‪.‬‬
‫‪ -2‬المواد النباتية‪.‬‬
‫‪ -3‬المثثثواد الحيوانية‪:‬وتشثثثمل الشثثثعر والقحف والمخ والمرارة والثثثدم واللثثثبن والبثثثول‬
‫والبيض والصدف والقرون‪.‬‬
‫‪ -4‬المشثثتقات أو العقثثاقير المولثثدة وذكثثر الثثرازي تحثثت هثثذا القسثثم عثثددا كبيثثرا مثثن‬
‫المركبثثات الكيمياويثثة مجثثل المرتثثك واالسثثترتج والزنجبثثار والروسثثنختج ( اوكسثثيد النحثثاس‬
‫األسود) والتوتيثا وزعفثران الحديثد والزنجفثر وبيثاض الثزرنيخ ( اوكسثيد الثزرنيخ األبثيض )‬
‫وخب الزجاج وسنأتي على شرحها مفصال ما صيغها الكيميائيثة واسثتعماالتها الطبيثة عنثدما‬
‫نأتي الى ذكر الرازي في بحث الصثيدلة كمثا قسثم الثرازي المعثادن – المثواد المعدنيثة – الثى‬
‫ست مجموعات ‪:‬‬
‫‪ -1‬األرواإ‪:‬ويقصثثثثد بهثثثثا المثثثثواد المتطثثثثايرة والمتسثثثثامية وهي‪:‬الزئبثثثثق والنوشثثثثادر‬
‫والزرانيخ (كبريتيثدات الثزرنيخ) والثوهج األحمثر (احثد كبريتيثدات الثزرنيخ) ويتصثف بلمعثة‬
‫الراتينج‬
‫‪ -2‬األجساد‪:‬وقد وضا الرازي العناصر الفلزية تحت هثذا العنثوان فأشثار الثى الثذهب‬
‫والفضة والنحاس والحديد والقصدير والرصاص والخارصين ومن الجدير بالذكر أن الثرازي‬
‫وضا الزئبق في قائمة األرواإ نظرا لكونه العنصر الفلزي السائل الوحيد المعروف آنذاك‪.‬‬
‫‪ -3‬األحجار‪:‬وصنف تحت هذا العنوان األحجار اآلتية‪:‬المرقشثيتا – الثدوحي – التويتثا‬
‫– الثثثالزورد – الثثثدهيج – الغيثثثروزج – السثثثاذنج – الشثثثك – الكحثثثل – الطلثثثق – الجبسثثثين –‬
‫الزجاج ‪.‬‬
‫‪ -4‬الزاجات‪:‬وضا الرازي تحت هثذا العنثوان المثواد االتيثة ‪ :‬الثزاج األسثود – الثزاج‬
‫األبيض – الزاج األخضر – الزاج األصفر – الزاج األحمر – الشب ‪.‬‬
‫‪ -5‬البثثوارق‪ :‬وهثثي األمثثالإ التثثي يثثدخل فيهثثا عنصثثر البثثورون وعثثدد الثثرازي تحثثت‬
‫عنوان بورق القيز والنطرون وبورق الصاغة والتنكار وبورق الزوروندي وبورق الغر ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ ....................................................................................... :‬جنيالوجيا المفهوم‬

‫األمالإ ‪:‬وذكر الرازي تحت هذا البا عددا من األمالإ مجل‪ :‬الملح الحلو (ملح الطعام)‬
‫والملح المر (الملح األفرنجي) أي كبيرتات المغنيسيوم التي استعملت ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الجاني ‪ :‬دراسة تاريخية‬
‫كرونولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تأسيس العلوم العربية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬قيمة الترجمات‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫المبحث األول‪ :‬تأسيس العلوم العربية‬


‫موضوع الكالم هنا ظاهرة قافية ذات أهمية رئيسية نستطيا أن نعرفه بأنه إدماج‬
‫اإلسالم مأوى اإلنسانية الروحية الحياتية الجديدة لكل ما وصلت إليه الجقافات التي سبقته في‬
‫الشرق والغر ‪ .‬من هنا فان مة مدى ضخما يرتسم أمامنا‪ :‬اإلسالم يقوم بتسليم إرث‬
‫اليونان ( وفيه الحقيقي وفيه المنحول ) م ينقل هذا الميراث نتيجة العمل مترجمي مدرسة‬
‫طليطلة إلى الغر في القرن الجاني عشر و أنه ليمكن مقارنته غزارة ونتائج هذه الترجمات‬
‫من اليونانية إلى السريانية ومن السريانية إلى العربية ومن العربية إلى الالتينية بترجمة‬
‫الفقه البوذي الماهاياني ومن السنسكريتية إلى الصينية أو بالترجمات التي تمت في القرنين‬
‫السادس و السابا بسبب نزعة شاه أكبر اإلصالحية من السنسكريتية إلى الفارسية ‪.‬‬
‫وبامكاننا تمييز مركزين للعمل ‪:‬‬
‫والجنو‬ ‫الغر‬ ‫‪ -1‬فلدينا أعمال السريان من جهة تعني العمل الذي تم بين شعو‬
‫اإلمبراطورية اإليرانية الساسانية من األراميين تدور اساس حول الفلسفة و الطب وفيما عدا‬
‫ذلك فان المراكز التي تبوأها السطوريون في علم المسيحية وفي التأويل ( وذلك بتأ ير‬
‫أوريجين على مدرستهم)‬
‫‪ -2‬ولدينا من جهة انية مايمكن تسميته بالتقليد اليوناني المشرقي في شمال وشرق‬
‫اإلمبراطورية الساسانية والتي تدور اعمالها بشكل رئيسي حول الكيمياء السحرية وعلم‬
‫الفلك والفلسفة وعلوم الطبيعة لما في ذلك العلوم السرية التي تشكل جسم واحدا ما هذه‬
‫‪1‬‬
‫النظرة غلى الكون‬
‫فقد تأسست مدرسة الفرس الشهيرة في الرها وفي اللحظة التي كان يسلم إمبراطور‬
‫ظهر أول مترجم لأل ار الفلسفية اليونانية إلى السريانية‬ ‫جوفيان فيها الفارسيين المدينة حي‬
‫تحت إسم بروبسي وفي سنة ‪ 498‬أقفل إمبراطور البيزنطي زنيون هذه المدرسة ( مدرسة‬
‫الرها) بسبب نزعتها النسطورية إال أن بعض األساتذة والتالمذة من ظلوا أوفياء للنسطورية‬
‫أسسوا مدرسة جديدة أصبحت فيما بعد مركز االهوتيا وفلسفيا‬ ‫لجأو إلى نصيبين حي‬
‫وباإلضافة إلى ذلك فقد أسس الملك الساسانية كسرى أنوشروان (‪ )579 -521‬مدرسة جند‬

‫( ‪ )1‬تاريخ الفلسفة اإلسالمية هنري كوربان تر نصير مروة وحسن قبيسي عويدات للنشر والطباعة بيروت لبنان ط‪ 1998 2‬ص‬
‫‪.55‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫اإلمبراطورية الفارسية وكان أساتذتها في غالبيتهم من السريان ومن جند‬ ‫السماء بجنو‬
‫السماء هذه أحضر الخليفة المنصور الطبيب جور جيوس بن بختيشوع واإلسم الكبير الذي‬
‫يسود هذه الحقبة هو اسم ( سرجيوس الرئيس الشيخ توفي في القسطنطينية سنة ‪ )536‬فقد‬
‫كان ذا حيوية خاصة حقا وبخالف بعض أ ار بعض الشخصيات ترجم هذا الراهب‬
‫السنطوري قسما كبيرا من أ ار جالينوكس وأ ار أرسطو المنطقية إلى السريانية والبد لنا‬
‫ونحن نؤرخ لهذه الحقبة من ان نمسك بأسماء‪ :‬بود(‪ 1)1‬مترجم كليلة ودمنة إلى السريانية‬
‫وأخو دمنة (‪ )575‬م أسماء سبيوبخت (‪ )667‬ويعقو الرهاوي (‪ )708-633‬وجورجيوس‬
‫أسقف العر ‪ 724‬من بين الكتا السريان اليعاقبة وبخالف المنطق الذي أهدى فيه يولسس‬
‫الفارسي رسالة إلى الملك الساسانية كسرى أنوشروان فقد كانت مجاما الحكمة المرتبة على‬
‫شكل تاريخ فلسفة هي التي أ ارت إهتمام الكاتب والمترجمين السريان‪.‬‬
‫ونظرا إلنشغالتهم بعقيدة النفس األفالطونية فقد كان الحكماء اليونان وخصوصا أفالطون‬
‫يترجمون عنهم بوجود الرهبان الشرقيين ومما الشك فيه هو أن الفكرة المكونة في اإلسالم‬
‫عن األنبياء اليونان لم تكن بدون تأ ير علما بأن الحكماء اإلغريق يأخذون إلهامهم من (‬
‫‪2‬‬
‫مشكاة األنوار الدينية )‬
‫وعلى ضوء هذه الترجمات اليونانية – السريانية بدأ مشروع ترجمات منذ القرن‬
‫للهجرة كاستمرار أوسا و أكجر منهجية لعمل أ ار اإلهتمام في السابق وأرض ذات‬ ‫الجال‬
‫األغراض الحالية أكجر مما بدأ تجديدا ولقد كان في شبه الجزيرة العربية وفي الفترة السابقة‬
‫للسالم عدد كبير من األطباء النسطوريين من خريجي جند بيسايور وقد تأسست في بغداد‬
‫في سنة ‪148‬هـ‪765 -‬م وفي سنة ‪217‬هـ الموافقة لسنة ‪832‬م بن الخليفة المأمون بيت‬
‫الحكمة وائتمن يحي بن ماسوية (‪243‬هـ ‪857‬م) عليه إلى أن خلفه تلميذه الخصب الشهير‬
‫حنين ابن إسحاق المولود في الحيرة من عائلة ترجا نسبها إلى القبيلة العربية المسيحية عباد(‬
‫من ‪194‬هـ‪809 -‬م إلى ‪260‬هـ‪873 -‬م) وكان حنين أشهر مترجم للمؤلفات اليونانية إلى‬
‫السريانية والعربية دون أدنى شك إضافة إلى اسم والده إسحق بن حنين توفي ‪910‬م وابن‬

‫(‪ )1‬بود هو البرديوط بود كاهن مسيحي نقل كتا كليلة ودمنة من الفهلوية إلى السريانية ‪.‬‬
‫( ‪ )2‬الفاخوري حنا الجرخليل تاريخ الفلسفة العربية دار الجيل بيروت ج‪ ( 2‬الفلسفة العربية في الشرق والغر ) ط الجالجة ‪ 1993‬ص‬
‫‪.8 9‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫اخيه حبيش بن الحسن إلى جانب اسمه لقد وجد مركز حقيقي للترجمات قام به فريق يوافق‬
‫أو يترجم من السريانية إلى العربية في الغالب او من اليونانية إلى العربية مباشرة في النادر‬
‫من األح يان وما إن كان القرنان الجال والرابا حتى كانت االصطالحات الفنية كلها سواء في‬
‫الالهوت أو في الفلسفة قد توفرت للعربية‪.‬‬
‫و مة أسماء أخرى للمترجمين أخرين البد من اإلشارة إليهم‪ :‬فلدينا يحي بن البطريق (‬
‫مطلا القرن التاسا للميالد ) وعبد المسيح بن عبد هللا بن النـــــاعمة الحمصي (من النصف‬
‫االول من القرن التاسا ) وهو مساعد الفيلسوف الكندي ومترجم سوفستيقا وفيزيقا أرسطو‬
‫إلى ارسطو ولدينا اإلسم الالما لقسطا بن لوقا ( ولد حوالي سنة ‪820‬م‬ ‫الشهير المنسو‬
‫ومات حوالي سنة ‪912‬م ) وهو من أصل بعلبكي (الهليوبوليس اليونانية في سوريا)‪ 1‬وكانت‬
‫من ساللة يونانية مسيحية وهو في فيلسوف وطبيب فيزيائي ورياضي ترجم شروإ اإلسكندر‬
‫األفروديسي ويوحنا ميلوبون على فيزيقا أرسطو وبعض الشروحات الجزئية عن الكون‬
‫والفساد ورسالة في ال ‪ placitis phliosophorun‬المنحول على بلو تارك ونجد بين‬
‫مؤلفاته الشخصية رسالته عن الفرق بين الروإ والعقل وهي معروفة بشكل خاص وكذلك‬
‫بعض أبحا ه عن العلوم الخفية حي تشبه شروحاته‪.‬‬
‫البد من أن ننوه هنا أيضا في القرن العاشر بأبي بشرة الفتائي ( توفي سنة ‪940‬م)‬
‫والفيلسوف النصراني يحي بن عدي ( توفي سنة ‪974‬م) وتلميذه أبو الخير بن الخمار (ولد‬
‫سنة ‪ 942‬م ) وكلهم من القرن العاشر ويقتضي أن ننوه بشكل خاص بأصمية مدرسة صابئة‬
‫حران التي كانت بجوار الرهان الذين يغيض المجريطي المنحول باإلشارات الدقيقة إلى‬
‫ديانتهم الفلكية والذين كانوا يصعدون بنسبهم الروحي ( مجل السهر وردي فيما بعد) إلى‬
‫هرمس وعاذلميون وتشارك عقائدهم المعتقدات الدينية الكلدانية الفلكية القديمة والدراسات‬
‫الرياضية والفلكية والروحانية ونوعا من األفلوطنية الفيجاغورية الجديدة‪.‬‬

‫( ‪ )1‬أبوريان محمد علي تاريخ الفكر الفلسفي في االسالم دار المعرفة الجامعية اسكندرية ‪ 1992‬ص ‪101.102‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫وقد كان بينهم عدد من المترجمين النشيطين من القرن الجامن حتى القرن العاشر ولكن‬
‫االسم أكجر شهرة بينهم اسم ابت بن قرة ( ‪ )904-826‬وكان من إتباع الديانة الفلكية‬
‫‪1‬‬
‫الورعين وهو مؤلف ممتاز ومترجم للعديد من المؤلفات الرياضية والفلكية‬

‫( ‪ )1‬أبوريان محمد علي تاريخ الفكر الفلسفي في االسالم ص ‪105‬‬


‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قيمة الترجمات ‪:‬‬


‫الترجمة تحتاج إلى ال ة أمور على المترجم استيفاؤها ضرورة وهي اتقان اللغات‬
‫المنقولة منها إتقان اللغة المنقول إليها المعرفة بالمادة المنقولة‬
‫وكجير من المترجمين لم تكن تتوفر فيهم هذه الشروط كاملة ولذلك كان الخلفاء يأمرون‬
‫باصالإ بعض التراجم أو باعادة ترجمتها من جديد اما الخطأ االكبر الذي وقا فيه التراجمة‬
‫فهو نسبة لبعض الكتب إلى غير مؤلفيها وهذا الخطأ كان له بعض اال ار الخطرة على العر‬
‫( الربوبية ) عزي ألرسطو وهو ألفلوطين وقد إعتمد عليه الفارابي في مؤلفه الجما‬ ‫ككتا‬
‫بين رأيي الحكيمين أفالطون وأرسطو النقل تم مرارا على درجتين من اليونانية إلى‬
‫السريانية على يد أحد المترجمين ومن السريانية الى العربية على يد أخر فضاعت بعض‬
‫بعض‬ ‫المعاني بين لغة و لغة وبين مترجم ومترجم وهنا البد من التأكيد على أن عيو‬
‫المترجمين الذين ال ينقلون الكتب عن لغتها األصلية تفوق بخطورتها أي عيب أخر البتعادها‬
‫عن األصل حرص المترجمين عل اتباع الطريقة الحرفية لتشوه الكجير من المعاني‪.‬‬
‫إن الترجمة كانت على يد السريان وهؤالء كانوا يضيفون ويحذفون حسب اهوائهم‬
‫هناك صعوبات أخرى اعترضت المترجمين وهي صعوبات خاصة بالعقلية ذلك أن العقلية‬
‫كانت عقلية و نية ولذلك يكجر في اللغة‬ ‫اليونان ية كانت معقودة على فكرة تعدد المذاهب‬
‫اليونانية تأليه الموجودات ذات الرتب العالية كالنفس مجال بينما في اللغة العربية ال يصاغ هذا‬
‫غير صافية أو خالصة‬ ‫التعبير خصوصا بعد اإلسالم ‪ 1‬وصول الفلسفة اليونانية إلى العر‬
‫مسيحي أو أفلوطيني محدث أو غنوصي أو فيجاغوري الخ لذلك ينبه فالزر‬ ‫بل متلبسة بجو‬
‫إلى انه من الخطأ اإلسراع بارجاع رأي فيلسوف إسالمي الى أرسطو أو إلى أفالطون‬
‫مباشرة ألنهم على األرجح لم يكونوا على اتصال مباشر بهؤالء بل بالمفسرين والشراإ و‬
‫األفالطونية المحد ة التي بدأ تأ يرها في المسيحية في القرن الرابا الميالدي ويرى " دي‬
‫بور " أن معرفة المسلمين بالفالسفة قبل سقراط ناقصة وتعتمد على كتب منحولة وهذا ما‬
‫يقدره أيضا دي بور أنت قائال ( لم يستبدل الفالسفة االسالميون المشاؤون حقيقة االختالف‬
‫بين اآلراء المشائية واآلراء األفالطونية المحد ة وبقي فهم اإلسالميين ألرسطو مشوبا عامة‬

‫( ‪ )1‬أميرة حلمي مطر الفكر اإلسالمي وتراث اليوناني الهيئة المصرية العامة للكتا ‪ 1996‬ص ‪25 26‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫باألفالطونية المحد ة ولم يخلص أرسطو من هذا اللبس إال مؤخرا لدى أكبر شراحة وهو ابن‬
‫رشد‪.‬‬
‫ولك ن بالرغم من كل األخطاء والغموض والتحريف التي المست نقل الكتب إلى اللغة‬
‫العربية يبقى صحيحا القول بأن الدقة والوضوإ هي الطابا األعلم واألغلب الذي يسيطر‬
‫‪1‬‬
‫على معظم المؤلفات‬
‫أ‪ -‬أشهر الكتب المنقولة الى اللغة العربية ‪:‬‬
‫عن أفالطون ‪:‬‬
‫أن معظم الكتب األفالطونية نقلت إلى اللغة العربية في عهد المأمون وسوف نذكر فيما‬
‫يلي أهم هذه الكتب وعلى األخص تلك التي كان لها تأ ير على الفكر الفلسفي عند العر ‪:‬‬
‫‪ -‬كتا الجمهورية نقله وفسره حنين بن إسحق‪.‬‬

‫‪ -‬كتا النواميس ( القوانين ) نقله حنين ويحيى بن عدي‪.‬‬


‫‪ -‬كتا أصول الهندسة نقله قسطا بن لوقا‪.‬‬
‫‪ -‬كتا المناسبات نقله يحيى بن عدي‪.‬‬
‫‪ -‬كتا طيماوس نقله يحيى بن الطليق وأصلحه حنين ويحيى بن عدي‪.‬‬
‫عن أرسطو ‪:‬‬
‫بل عرفت بالصورة المقبولة‬ ‫لم تعرف الكتب األرسطوطالسية خالصة عند العر‬
‫عندهم ولهذا نجد أن النقلة نحلوا أرسطو كتبا ليست له في األصل من مؤلفات أرسطو التي‬
‫نقلت إلى اللغة العربية والتي كان لها تأ ير على الفكر العربي ‪:‬‬
‫الكتب المنطقية وهي مانية كتب معظمها نقل إلى اللغة العربية فمجال (قاطيفورياس)‬ ‫‪-‬‬
‫معناه المقوالت نقله حنين بن إسحق وشرحه وفسره فورفوريوس‪.‬‬
‫( باري أرميناس ) معناه العبارة نقله حنين إلى السريانية و إسحق إلى العربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫( أنا لوطيقا ) معناه القياس نقله تيادور إلى العربية وأصلحه حنين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫( ‪ )1‬النشار علي سامي نشأة الفكر الفلسفي في االسالم دار المعارف ط‪ 1956 3‬ج‪ 1‬ص ‪78‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫وأما بقية الكتب المنطقية كالجدل نقله إسحق إلى السريانية و يحيى إلى العربية والبرهان‬
‫نقله حنين وإسحق إلى السريانية و متى إلى العربية والمغالطات نقله إبن ناعمة إلى‬
‫‪1‬‬
‫السريانية‪.‬‬
‫وابن عدي إلى العربية وأخيرا كتابي الخطابة والشعر األخير نقله أبو بشر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتب الطبيعية ‪:‬‬
‫السماع الطبيعي نقله حنين إلى السريانية وعدي إلى العربية ويقال أيضا إن قسطا بن‬ ‫كتا‬
‫لوقا نقله إلى العربية‪.‬‬
‫كتا السماء والعالم نقله يوحنا البطريق وأصلحه حنين‪.‬‬
‫كتا الكون والفساد نقله حنين إلى السريانية وإسحق إلى العربية‪.‬‬
‫كتا اآل ار العلوية نقله أبو بشر متى م يحيى من السريانية إلى العربية‬
‫كتا النفس نقله حنين إلى السريانية وإسحق إلى العربية‬
‫كتا الحيوان نقله يوحنا إلى العربية‬
‫ج‪ -‬اإلالهيات ( ما وراء الطبيعة ) ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫نقله حنين إلى السريانية وإسحق وعدي ومتى إلى العربية‬
‫أشهر الكتب المنحولة ‪:‬‬
‫كتا ( أ ولوجيا أرسطوطاليس ) ترجمة إبن ناعمة الحمصي والكتا ليس ألرسطو‬
‫بل هو من عمل مؤلف سرياني مجهول جما فيه مقتطفات من تاسوعات أفلوطين ونسبها‬
‫ألرسطو م جاء الحمصي وترجمه من السريانية إلى العربية وكان هذا الكتا مصدرا هاما‬
‫وليس أدل على ذلك موقف الغرابة‬ ‫من المصادر التي عاقت تقدم الفكر الفلسفي عند العر‬
‫الذي اعتمد عليه وذهب يوفق بين أفالطون و أرسطو من جهة وبين الفلسفة والدين من جهة‬
‫( الخير المحض ) نقل إلى العربية ونسب إلى‬ ‫أخرى ومن الكتب المنحولة أيضا كتا‬
‫مبادت الالصعوت‬ ‫أرسطو في حين أنه لمؤلف مجهول جما فيه مقتطفات من كتا‬
‫التفاحة يلعب فيه‬ ‫أخر نسب إلى أرسطو يدعى كتا‬ ‫ألبروقلس األفالطوني وهناك كتا‬
‫أرسطو نفس الدور الذي يلعبه سقراط في قصته فيدون التي ألفها أفالطون والواقا أن كل ما‬

‫( ‪ )1‬محمد عزيز نظمي سالم‪ :‬تاريخ المنطق عند العر مؤسسة شبا الجامعة الطباعة والتوزيا‪ .‬إسكندرية ‪ 1983‬ص ‪216‬‬
‫( ‪ )2‬المرجا نفسه ص ‪217‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫في هذا الكتا أفالطوني المذهب ولكنه نسب إلى أرسطو (‪ 1)1‬بحجة أن أرسطو كان يحمل‬
‫بيده تفاحة أ ناء إلقاء المحاضرات‬
‫نتائج حركة الترجمة والتعريب ‪:‬‬
‫لقد اعتاد الباحجون في حركة الترجمة أن يصلوا إلى نتيجة شبه مقررة تؤكد تبعية‬
‫الفكر العربي للفكر اليوناني وبالتالي إلى القول ينفي االصالة عن الفكر العربي واقتصار‬
‫معارف السابقين فقط ونحن بدورنا نرفض الرأي ألن لمفكري‬ ‫دوره على فهم وتشر‬
‫فلسفتهم الخاصة‪ .‬و نعتبر أن حركة النقل كانت عامال مساعدا لتطوير الفكر العربي‬ ‫العر‬
‫وإغنائه بالتراث الفكري العالمي ولقد ظهر أ ر الترجمة في نواحي متعددة أهمها‪ :‬اللغة‪-‬‬
‫العربي‪ -‬علم الكالم وأصول الفقه والمؤلفات تأ رت كلها بعلم‬ ‫الفلسفة –العلم – األد‬
‫المنطق‪ -‬في العقلية العربية‬
‫في اللغة ‪:‬‬
‫كان البد للعر من مواجهة مشكالت جديدة عرضت لهم بعد التحول الذي طرأ على‬
‫حياتهم وإيجاد الحلول لها من هذه المشاكل بل وأهمها هي أن اللغة العربية ال تعبر عن‬
‫المصطلحات واألفكار والمواضيا العلمية والفلسفية الجديدة‪ .‬لذلك راحوا يعملون على‬
‫تطويرها و إنهائها بمختل ف الطرق والوسائل لتصبح لغة علمية قادرة على التعبير عن كل‬
‫أفكار المستجدة وكان لهم ما أرادوا بفضل ما أوتوا من اقتدار على االشتقاق والتعبير‬
‫فأفسحت العربية ميدانها للعلوم األجنبية عندهم تقاعسوا أو جمدوا أو اكتفوا لما سما عمن‬
‫كان قبلهم لقصرت اللغة عن أداء المعاني العلمية ولفقدت اللغة العربية ألوفا من أسماء‬
‫المعاني ومن المصطلحات العلمية التي اشتملت عليها الكتب المترجمة فيما بعد والواقا أن‬
‫عملهم انحصر باتجاهين احدهما اقتصر بحجه في اللغة العربية الشتقاق األلفاظ من أصول‬
‫عربية وإعطائها معاني جديدة مجل‪ :‬األوليات‪ -‬البديهيات – الجوهر – العرض – قديم –‬
‫–االنية –الماهية – الكيفية – غيرها واالتجاه األخر ويعرف بالتعريب تمجل بنقل‬ ‫حدي‬
‫الكلمات األعجمية نفسها إلى اللغة العربية بعد صقلها وإدخالها النسق اللغوي مجل أسطورة‬

‫( ‪ )1‬المدرسي محمد تقي العرفان االسالمي بين نظريات البشر ولبصائر الوحي دار البيان العربي ط‪ 1992 3‬ص ‪85 86‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫‪1‬‬
‫فتار – فندق "حتى ييسر هللا لهذه المفردات األعجمية من يصيا لها مصطلحا عربيا"‬
‫العبارة العربية أيضا فبعد أن كانت تتصف بالبالغة والجزالة في الجاهلية‬ ‫والتحول أصا‬
‫وصدر اإلسالم أصبحت عبارة علمية مرنة اتصفت بالجملة االعتراضية واستعمال فعل‬
‫الكون والوجود علما بأنها فقدت كجيرا من بالغتها وجزالتها ومما يدل على مرونتها وقدرتها‬
‫والهضم وتجاوبها ما التقدم العلمي وجود كجرة من المصطلحات والتعابير‬ ‫على االستيعا‬
‫في مختلف العلوم والفنون في قاموسها‪.‬‬
‫في الفلسفة ‪:‬‬
‫عن طريق الترجمة‬ ‫فمن البديهي القول بأن الفلسفة اليونانية التي تعرف إليها العر‬
‫الجورة‬ ‫ساهمت مساهمة فعالة في نمو الفكر الفلسفي فب االسالم وكانت سببا من أسبا‬
‫الفكرية التي قادتها بعض الفرق الكالمية كالمعتزلة والماتريدية فالمغتزلة استندت في‬
‫مجادلتها و مناظر اتها على القياس العقلي ضد الملحدين والدهريين وذلك بتأثير الترجمة‪،‬‬
‫وبفضل فلسفة أفالطون و أرسطو واألفالطونية المحدثة برز الفالسفة اإلسالم كالفارابي‬
‫وابن سينا وابن رشد وهم كما قال الدكتور صليبا‪ ،‬الذين كشفوا للعقل العربي عن العناصر‬
‫التي يحتاج إليها في صراعه الحضاري ولكن ليس معنى هذا أن نسلم بقول المستشرق (‬
‫رينان ) أن الفلسفة العربية هي فلسفة يونانية مكتوب بأحرف عربية وهو يريد لذلك أن ينفي‬
‫أصالة واالبتكار عن الفالسفة العرب ويؤكد أنهم مجرد نقلة‪ ،‬والحقيقة برأينا أن المسلمين لم‬
‫يكونوا مترجمين فقط‪ ،‬إنما كانوا مبتكرين ومبدعين في هذه المواد التي نقولها من اللغة‬
‫األجنبية فقد فسروها وأضافوا إليها شروحا وتعليقات عظيمة القيمة جليلة القدر ‪.‬‬
‫في العلم ‪:‬‬
‫إن النهضة العلمية عند العرب شيدت على علوم اليونان والهنود التي أطلعوا‬
‫عليها بواسطة الترجمة‪ ،‬فمعظم مؤلفات إقليدس وجالينوس وأبقراط وبطليموس وأفالطون‬
‫وأرسطو واألفالطونية المحدثة كانت متوفرة لدى العلماء العرب قرأوها وهضموها وتمثلوا‬
‫معانيها وانطلقوا منها يعرضون منجزاتهم و اكتشافاتهم العلمية التي تعبر عن أصالتهم‬
‫وعبقريتهم والتي سجلت خطواتهم في عالم الفكر والحضارة من هؤالء الخوارزمي في‬
‫الرياضيات‪ ،‬وابن الهيثم في الفيزياء‪ ،‬والبتاني و البيروني في علم الفلك‪ .‬أما في علم الطب‬
‫( ‪ )1‬مجلة عالم الفكر‪ .‬الترجمة والتعريب مجلد ‪ 19‬عدد ‪ 4‬سنة ‪ 1989‬ص ‪85‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني ‪............................................................................ :‬دراسة تاريخية كرونولوجية‬

‫فنكتفي بذكر الرازي وابن سينا وابن رشد من بين األطباء الكثيرين الذين تركوا اكتشافات‬
‫هامة الزالت تشهد على براعتهم والبد من التنويه بفضل جابر بن حيان الذي لمع اسمه في‬
‫عالم الكيمياء ولقد ترك العلماء العرب مؤلفات ضخمة في مجاالت علمية شتى اعتمدت‬
‫مراجع ومصادر لعلماء عصر النهضة منها (الجبر والمقابلة ) للخوارزمي وكتاب (‬
‫المناظر ) البن الهيثم ( الحاوي ) للرازي و ( القانون ) ابن سينا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الجال ‪ :‬القيمة‬
‫اإلبستمولوجية لتاريخ العلوم‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬التحرر من النظرة التاريخية‬
‫والتاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬انعكاسات العلوم العربية على الفكر‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫المبحث األول ‪ :‬التحرر من النظرة التاريخية والتاريخية ‪.‬‬


‫والمسلمون حول‬ ‫هناك جدل دائر منذ أكجر من نصف قرن أ اره المجقفون العر‬
‫دراسة التراث العلمي كاحدى وسائل التجديد ولتوضيح الصورة بشكل أدق نعود الى األسبا‬
‫الحقيقية لظهور االهتمام بتاريخ العلوم العربية واإلسالمية بدأ االهتمام بتاريخ العلوم ما‬
‫ظهور فلسفة التنوير في أوروبا في القرن ‪ 18‬م‪.‬ففي فرنسا ظهرت ألول مرة أفكار عظيمة‬
‫واحتاجت فلسفة التنوير لتعريف الحدا ة فقد أصبح ينظر الى مفهوم‬ ‫حول القديم والحدي‬
‫التقدم المستمر للحقائق أو التراكم (كما يقول د‪ -‬راشد)‪.‬‬
‫والى التقدم المستمر للنسانية مأخوذة كعقل واحد أو كشخص واحد(ومنهم الفيلسوف‬
‫الفرنسي كوندرسيه الذي تحدث عن التقدم الذهني اإلنساني) وهنا يظهر تمجيد العقل‬
‫اإلنساني بغض النظر عن اللغة أو العرق أو الدين وطرإ فالسفة التنوير مهمة دراسة‬
‫الفترات المتعاقبة والتطور الذهني خالل تلك الفترات ولكي يتم رسم لوحة متكاملة لتطور‬
‫الفكر اإلنساني البد من دراسة جميا مراحل تطوره وهنا وجب التعمق في التراث العلمي‬
‫العربي كما يشير د‪.‬راشد وعلى يدي كوندرسيه الفرنسي ظهر العلم العربي ألول مرة‬
‫كاحدى فترات التاريخ المهمة ومن يومها لم ينقطا إهتمام فالسفة العلوم ومؤرخيها بالعلم‬
‫العربي وقد رأى بعض المؤرخين أهمية العلم العربي في أنه ظهر في فترة سيطرت فيها‬
‫الخرافات في أوروبا ولذلك بدأت بحوث وهمة في تاريخ العلوم عامة ومنها تاريخ‬
‫الرياضيات والطب والفلك خاصة وكانت صورة العلم العربي مشرفة في هذه الفترة على‬
‫الترجمات الالتينية للمخطوطات العربية ولم يتعاملوا مباشرة ما المخطوط العربي ولكن‬
‫ظهور الفلسفة الرومانسية األلمانية وعلى رأسها ماكس مولر وغيرهم ترك أ را كبيرا في‬
‫استفاد منها العلم العربي في البداية ولكنه أصبح من ضحاياه‬ ‫الحركة بتاريخ العلوم حي‬
‫الحقا حسب د‪.‬رشدي راشد لقد جرى التمييز بين األجناس البشرية حسب اللغات فاللغات‬
‫الفلسفة الرومانسية كعقلية علمية فلسفية أما اللغات السامية‬ ‫األرية صالحة برأي أصحا‬
‫فتصلح لذهن ديني شعري فقط وبالتالي انتشرت فكرة العبقرية اليونانية أو األوروبية وأن‬
‫العلم ظاهرة أوروبية صرفة ولكن الرجوع الى النصوص اليونانية أجبر المؤرخين على‬
‫الع ودة الى النصوص اليونانيـــة والتي فقدت في أصلها اليونانــــي مجل كتا ديوفنطس في‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫المسائل العددية (‪ 7‬كتب باليونانية و‪ 4‬بالعربية) وكتا أبولونيوس في المخروطات (‪ 4‬كتب‬


‫باليونانية و‪ 3‬بالعربية) واستمرت تلك العنصرية أو العقائدية تجاه العلم العربي على مدى‬
‫قرنين (‪ )20-19‬وبقيت أ ارها حتى اليوم‪.‬‬
‫ولألسف لوحظت ظاهرة مؤسفة في أعمال حتى كبار مؤرخي العلم مجل كارادي فو الفرنسي‬
‫الذي لم يتمكن من رؤية ما كتبه نصي ر الدين الطوسي في كتابه ( التذكرة النصيرية ) حول‬
‫نظام هيئة جديد (نظام فلكي) مخالف لنظام بطليموس الوارد في كتابه " المحبسطي" الى أن‬
‫جاء نيجيبارو األمريكي لينتبه لهذا اإلكتشاف العظيم لنصير الدين الطوسي ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬محمود حمزة ‪ .‬حول تاريخ العلم العربي بمنهج جديد‪,‬ص ‪.57‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انعكاسات العلوم العربية على الفكر العربي‪.‬‬


‫ينطق التراث المعرفي عبر التاريخ الطويل للنسانية والقصير للعلم بحقيقة مؤداها أن‬
‫النظرية التي تعبر عن الواقا إنما تصل الى هذه المرتبة لكونها قد اهتدت بمنهج أو طريقة‬
‫ألهمية هذه‬ ‫تميزها في التعبير عن معطياتها وقد فطن ديكارت في مطلا العصر الحدي‬
‫الفكرة وكان مقصده الحقيقي من القواعد التي دونها في "المقال عن المنهج" أن تكون هذه‬
‫القواعد هادية للعقل ومرشدة له أ ناء رحلته من الشك الى اليقين ‪.‬‬
‫ان هذه الحقيقة الجلية تؤكد رشاد العقل وحسن توجهه المعرفي وتدعم في الوقت نفسه‬
‫التواصل بين العلم ونسيج الواقا بكل ما يحمله من مضامين حية وتقضي على بعد االغترا‬
‫من هذا النوع قد يقضي الى أزمة‬ ‫المعرفي بين المفكر وبيئته السيوسيكولوجية إذ االغترا‬
‫الذات أو‬ ‫حضارية ساحقة ماحقة تطبق فيها بشراسة على العقل مما قد يغض الى استال‬
‫‪1‬‬
‫تخارجها أو تناقضها ‪.‬‬
‫من خالل منظور الميجودولوجيا إذن يمكن للجورة العقالنية التي تنادى بها أن تدعم‬
‫ذاتها تاريخيا من وعي الذات بأبعاد المعرفة التي تسعى إليها ومن خالل كشف الذات بصورة‬
‫متواصلة من عمق التقدم العلمي الذي يبدأ أوائل خطواته بالعقل ولقد شغل العلماء منذ طويل‬
‫بمجل هذه القضايا وما أن أبحا هم كانت تدور حول مشكالت علمية إال أنهم لم يترددوا لحضة‬
‫واحدة في تبصير األجيال التالية بأبعاد منهجية هامة تحافظ دوما على بعد تواصل االتصال‬
‫العلمي بين األجيال في الوقت الذي تجعل فيه الفكر بمجابة الحامل الطبيعي للمعرفة من خالل‬
‫النمو و التراكم على أن يفهم من هذا تأكيد العلماء على الجانب الديناميكي لألفكار ألن الفكرة‬
‫الديناميكية تكفل للعلم عناصر التقدم وهذا ما يمكن أن نتبينه من قواعد منهجية العلم العربي‬
‫كما نراها في ضوء الجورة العقالنية التي نرى ضرورة إحدا ها في دراسة العلم العربي‬
‫التغلب على سلطة الكتابات القديمة وما تمارسه على‬ ‫وتاريخه معا لقد أراد العلماء العر‬
‫العقل من تأ ير وقد إمتد الخيط الرفيا الذي سرى عبر التاريخ الجقافي للعلم بين العلماء‬
‫حديجا وربما كان العالمة حسن بن الهيجم أول من قدم صياغة واضحة‬ ‫قديما والغر‬ ‫العر‬
‫لهذه القاعدة في كتابه( الشكوك على بطليموس – تحقيق صبره – الشهابي) فقد احتفظ ابن‬

‫‪ - 1‬ماهر عبد القادر محمد‪ .‬العلم العربي (أصول العقالنية النقدية) اإلسكندرية ‪ 2004‬ص ص ‪. 44 – 43‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫الهيجم لنفسه بموقف المتلقي السلبي الذي يطالا ويحلل وينقد ويكتشف مواضا األخطاء‬
‫والغموض والتناقضات والال أ نشاق مما جعله يصحح ويضيف ويبتكر وينظر لخبرة علمية‬
‫جديدة قوامها التواصل العلمي المبني على النقد بغرض إظهار الحقيقة كذلك كان ابن رشد‬
‫من أكجر الفالسفة حرصا على النقد‬ ‫وهو في طليعته رواد المذهب العقلي في اإلسالم‬
‫وإعمال العقل ومن أكجرهم تمسكا بالنظر في اآلراء ألن الشرع يحجنا على هذا ‪.‬‬
‫والناظر في مقدمة ابن خلدون يجد أنه أشار في مواضيا متعددة منها الى األوهام التي‬
‫وأنه بين الى أي حد يمكن أن يتعرض الخبر‬ ‫يمكن أن تؤ ر على سالمة الفكر والنظر‬
‫ولذا أوجدناه يشير الى هذا الجانب مؤكدا عليه ومتواصال ما أسالفه من‬ ‫التاريخي للكذ‬
‫العلماء الذين أجادوا فهم طريقة العلم ‪.1‬‬
‫وقد بلور ابن خلدون فكرته بصورة رائعة ومركزة حين أشار الى أن الكذب في‬
‫التاريخ وارد وان له أسبابا تقتضيه ومن بين هذه األسباب التشيعات لآلراء والمذاهب‪ ,‬فإن‬
‫النفس إذا كانت على حال االعتدال في قبول الخبر أعطته حقه في التمحيص والنظر حتى‬
‫تتبين صدقه من كذبه ‪ ,‬وإذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من األخبار ألول‬
‫وصلة‪ ,‬وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن االنتقاد والتمحيص فتقع في‬
‫قبول الكذب ونقله ابن خلدون (المقدمة ‪.‬ف ‪ ) 1‬يريد ابن خلدون من هذا النص إذن أن‬
‫ينقل الى أجيال العلماء رسالة ثابتة تؤكد أن العلم إذا أسلم قيادة عقله لكتابات القدماء دون أن‬
‫يعمل النقد في محتواها فإنه لن يكشف لنا ما هو جديد‪ ,‬لقد ورث ابن خلدون رؤية أسالفه‬
‫من المفكرين العرب للتراث القديم و سلطة الكتابات ‪.‬‬
‫وأوروبا العصر الحديث ورثت تقليد العلم العربي ‪ ,‬وهو ما يبدو من النظرة‬
‫الفاحصة للجانب السلبي من كتاب " األورجانون الجديد " الذي دونه فرنسيس بيكون حيث‬
‫رفض األفكار العامة والشائعة التي تقبل عادة دون نقد أو تمحيص ألنها تمثل قيدا على‬
‫العقل وأنها سلطة مقنعة الى إ قناعها بصوابها ‪ ,‬ولذا ينبغي تطهير العقل من قيدها ‪,‬وتبدو‬
‫قمة هذا الفهم المنهجي عند ديكارت صاحب منهج الوضوح الذي رفض الوقوف عند مجرد‬
‫التلقي السلبي لآلراء‪ ,‬وفهم أن هناك مهمة يجب انجازها بصورة عقالنية وهي " أال أقبل‬

‫‪ - 1‬ماهر عبد القادر محمد ‪ .‬العلم العربي ‪. 46 – 45‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫شيئا ما على أنه حق ما لم أعرف يقينا أنه كذلك ‪ ..‬وأال أدخل في أحكامي إال ما يتمثل أمام‬
‫عقلي في جالء وتميز ‪,‬ديكارت من خالل كل هذه المعاني نجد أن اآلراء القديمة ينبغي أن‬
‫تخضع للنقد ‪,‬ويجب أال نسمح لها بالسيطرة على عقولنا ‪ ,‬وعدم النقد يجعل العقل مسترسال‬
‫مع طبعه مسلما بآراء القدماء‪,‬وهنا تبرز أمامنا صورة الفكر الغربي المعاصر في ربطه بين‬
‫العقالنية والمجتمع والتقدم ‪ ,‬وهو ما يبدو من خالل موقف إثنين من أكبر فالسفة العلم في‬
‫هذا القرن ‪:‬كارل بوبر وتوماس كون‪.1‬‬
‫أما نظرية كارل بوبر ‪,‬إمام فلسفة العلم في هذا العصر ‪,‬فقد صدرت في وقت كان‬
‫العلم فيه بحاجة الى أفكار جديدة تواكب أحداثه ‪,‬كان ذلك في الفترة التي أوشكت فيها‬
‫الحرب العالمية الثانية على االنتهاء‪,‬حيث صدر كتاب كارل بوبر المشهور بعنوان "‬
‫المجتمع المفتوح وأ عدائه " ليتبع الفكر الفلسفي والسياسي بصورة دقيقة وأثره في المجتمع‬
‫من خالل التمييز بين نوعين من المجتمعات هما‪ :‬المجتمع المفتوح والمجتمع المغلق ‪,‬وجد‬
‫بوبر بناء على دراسته التحليلية النقدية أنه ليس كافيا وجود المجتمع وحده لنمو العلم ‪ ,‬وإنما‬
‫المجتمع الذي نريده فهو ذلك المجتمع الذي تشيع فيه روح النقد العقالني ‪ ,‬وهذا هو المجتمع‬
‫المفتوح الذي يمكنه أن ينتج العلم إنتاجا ‪ ,‬على خالف المجتمع المغلق‪.‬‬
‫من خالل هذا الموقف استطاع بوبر أن يؤكد فعالية المجتمع المفتوح كمؤسسة تدفع‬
‫العلم ألن العلم يعرض أرائه على محك البحث ومن ثم تخضع أفكاره لنقد ورؤى غيره من‬
‫العلماء الذين يشغلون بالبحث العلمي ‪ ,‬مما يعني بالضرورة أن المجتمع المفتوح يوفر للعلم‬
‫أسس الممارسة العلمية وال يضع قيودا عليها‪. 2‬‬
‫يشير هذا التصور البوبري الى أن المعرفة العلمية منهجيا تعمل من خالل‬
‫ميكانيزمات التجربة والخطأ ‪ ,‬والنقد والتنقيد وحدهما يعمالن على حذف الخطأ و استبعاد‬
‫النظريات غير الصالحة وهنا يتعين على مجتمع العلماء أن يؤدي دوره في المجتمع وفقا‬
‫ألسس عقالنية بحتة ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬ماهر عبد القادر ‪.‬المرجع السابق ص ‪. 47‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪- popper. K.R The open society Andits Eremies .2.Vol Routlege Kegam Paul . London .1980.‬‬
‫‪ - 3‬المرجا السابق ص ‪. 48‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫وأما النظرية األخرى في التقدم فيمثلها العالمة توماس كون الذي دون رائعته "‬
‫تركيب الثورات العلمية " في الستينات ‪ ,‬ومع أن توماس كون يتفق مع كارل بوبر في أن‬
‫المجتمع شرط أساسي لحدوث أي تقدم علمي‪ ,‬إال أنه يعتقد أن المجتمع ال يمكن أن يمارس‬
‫هذا الدور ما لم يكن مزودا بنموذج علمي ( والحديث هنا عن المجتمع العلمي أصال )‬
‫والمجتمعات العلمية القادرة على إنتاج النموذج العلمي قادرة بدورها على بلوغ التقدم‬
‫العلمي وهنا فإن المسألة تتعلق بالتنافس بين مجتمعات تملك القدرة على إنتاج النموذج (‬
‫ماديا وعلميا و سيكولوجيا وا جتماعيا ) ومجتمعات ليست ليديها القدرة على إنتاجها ( بفعل‬
‫العوامل المادية والضغوط اإلستراتيجية والحصار االقتصادي وغيرها من العوامل التي‬
‫تصل الى حد الحرص على عدم تسرب السر ‪ Know How‬فتقعان تلك المجتمعات على‬
‫تكنولوجيا المجتمعات األولى‪ )...‬ولذا وجدنا توماس كون يحاول أن يلمح لدور علم‬
‫االجتماع في هذا الصدد ‪ ,‬لكنه ال يكشف عن حقيقة الغاية التي يمكن أن يحفظها‪ ,‬أو حتى‬
‫عن نوع علم االجتماع الذي ينبغي على فيلسوف العلم أن يأخذه في االعتبار‪.1‬‬
‫لكن إذا كانت منهجية كارل بوبر تبرز دور النقد والتنقيد وتدعم العقالنية بصورة‬
‫فاعل ة ‪ ,‬فإن منهجية توماس كون تبرز دور الضغط االجتماعي الذي تمارسه النماذج ‪,‬‬
‫واألمر األبعد من هذا أنهما لم يحددا الدور االجتماعي للنقد ‪ ,‬ولم يقنتا معايير ثابتة‬
‫للممارسة التي تدفع التقدم ‪.‬‬
‫لقد انحصر الصراع بين أنصار التقدم ومحاوالت تجديد الفكر العربي المعاصر وبين‬
‫أنصار المحافظة على التراث والتقليد في هذه المنطقة تقريبا‪ ،‬لم يفهم الطرقات مستويات‬
‫التمييز الميثودولوجي في تلك الحركة االستواللية ولذا وجدنا الفريق األول ينحي التراث‬
‫جانبا ( ان يرفض أو تعنيده أو بيان قصوره وعدم صالحيته للعصر الراهن ) ويحاول أن‬
‫يأخذ بأسباب النهضة ومعايير التقدم كما وجدت من الغرب دون فهم أصولها ‪ ,‬ودون معرفة‬
‫أسباب المراجعات المتتابعة التي يقوم بها الغرب لتصوراته وقد نسي هذا الفريق أن التراث‬
‫تمكن توظيفه ‪ ,‬وتمكن دراسته باعتباره علما بالدرجة األولى ‪,‬وليس من مخلفات الماضي ‪,‬‬

‫‪ -‬توماس كون تركيب الجورات العلمية ترجمة ماهر عبد القادر محمد دار النهضة العربية بيروت ط‪ 2‬ودار‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. 145‬‬ ‫المعرفة الجامعية اإلسكندرية ‪2000‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫والخطأ المنهجي لهذا الفريق يبدو من اعتماده على حجج تستفي مقدماتها من سياق معرفي‬
‫للنتائج التي يريد االنتهاء إليها وهنا انقطع الخيط الرفيع الذي كان يمكن من خالله لهذا‬
‫الفريق يحاور الفريق األخر ‪.‬‬
‫في مقابل هذا نجد أن أنصار الفريق الثاني يحاولون الحفاظ على هوية األمة وذاتيها‬
‫‪ ,‬ويستشعرون الخطر من المحاوالت التي تحاول تنحية التراث أو التقليد إذ كيف تمكن ألمة‬
‫أن توظف إمكاناتها المعرفية دون أن تستلهم تراثها أوال إن محاوالت التقدم البد وأن تكون‬
‫من خالل الماضي الذي يبعث العزة والمجد ‪ ,‬وهنا استبعدت مقولة األخر بوعي وإدراك ‪.‬‬
‫لكن نوع المنهجية التي تطرحها الثورة العقالنية النقدية والتي تنادى بها أن تقيم‬
‫جسرا من االتصال المتواصل بين التراث واألخر ‪ ,‬على أال تعتمد هذه المنهجية على‬
‫اس تبعاد الماضي و تمجيده ‪ ,‬ودائما تعتمد على استبعاد الماضي وعلى توظيفه بصورة فاعلة‬
‫‪ ,‬من خاللها تمكن استكشاف الفعل الحضاري لالنتقاد بين الثقافات ( ثقافة الذات وثقافة‬
‫األخر ) بحيث تقف على مواطن و أبعاد المؤثرات الثقافية ونتائجها‪. 1‬‬
‫إن األعمال والكتابات الراهنة في تاريخ العلم العربي بصورة التي تلمها في كتابات‬
‫هذا الجيل ‪ ,‬تلقى ظالال من الشكوك على فكرة العقالنية كما رسمتها تلك الكتابات ‪ ,‬ومن ثم‬
‫ال ينبغي أن نترك تلك الكتابات المجال لممارسة ضغطها على مستقبل علم تاريخ العلم‬
‫العربي‪. 2‬‬
‫إن الحديث عن نظرية المعرفة المتعلقة بتأسيس العلم العربي إنما هي مسألة مهمة‬
‫تستوجب منا ضرورة إجراء نوع من التحليل والتفكيك لعناصر المكونات القائمة فعال والتي‬
‫كان من الواجب عزلها في الكتابات المختلفة منذ زمن طويل لمعرفة الروابط القائمة فعال‬
‫بين البنيات المختلفة لتصورات الكتاب عن العلم العربي ‪ .‬إن أهم الشروط والمتطلبات التي‬
‫يجب أن تتوافر في أي دراسة للعلم العربي ما يلي ‪:‬‬
‫أن يكشف هذا العلم عن األفكار و التصورات األساسية التي كانت لدى العرب‪ ،‬بحيث‬
‫شكلت في جوهرها وحدة وتجانس بالنسبة لالبستمولوجيا العربية الوليدة التي إنطلقت على‬

‫‪ - 1‬ماهر عبد القادر محمد ‪,‬العلم العربي (أصول العقالنية النقدية اإلسكندرية ‪, )2004‬ص ‪. 49‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪. 50‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫الساحة منافسة البستمولوجيا العقل اليوناني الذي وفدت علومه و فلسفاته الى العرب بكل‬
‫دقائقها ‪ ,‬والتي لم تكن متطابقة مع التصور العربي اإلسالمي في أبجدياته‪ ،‬رغم الدفاع‬
‫المجيد لبعض القدماء والمحدثين أيضا‪ ،‬عن تقديس تطرية العلم اليوناني‪ ،‬واعتبارها خاتمة‬
‫باب االجتهاد عن الشرائح ‪,‬نقول لقد أسقط عمدا من لب الكتابات التي تناولت العلم العربي‪،‬‬
‫عند الغرب الحديث والعرب المعاصرين‪ ،‬هذا الجانب االبستمولوجي المهم ‪ ,‬ولذا تحول‬
‫العر بي الى مجرد تاريخ للعلم العربي ال يعرض سوى حياة العلماء وإنجازاتهم تمجيدا أو قد‬
‫حابين السطور ‪ ,‬مما ترتب عليه أن جاءت الكتابات ذات صبغة تاريخية ركيكة ‪,‬حفلت‬
‫بأخطاء كثيرة فــــي التاريخ لألحداث‪ ،‬أو األشخاص أو تحديد األزمنة أو ما الى ذلك‪. 1‬‬
‫ومن ثم ينبغي االلتف ات الى أن دراسة أفكار وتصورات العلماء تضعنا مباشرة أمام‬
‫تشكيل تسقى لبنية الفكر العلمي ذاته ‪ ,‬وليس أدل على هذا من أن الحسن بن الهيثم فهم أن‬
‫العلم في جوهره نشاط يتمثل في حل المشكالت ‪ ,‬ويكفيك على ذلك الكتابات التي وضعت‬
‫عن " الشكوك على إقليدس " أو " الشكوك على بطليموس " أو " الشكوك على جالينوس "‬
‫وما تمتعت به تحليالتها من تمييز دقيق بين مستوى تفسير المعطيات االمبريقية ومستوى‬
‫حل المشكالت لقد كانت المشكالت بمثابة الهدف الرئيسي للعلماء‪ ,‬وقد نجم عنها نظريات‬
‫علمية مهمة أدت الى تقدم المعرفية العلمية في وقتها ‪.‬‬
‫لقد ت رتب على عدم إدراك المعنى السابق من جانب بعض المشتغلين بحركة التاريخ للعلم‬
‫العربي ‪ ,‬أن جاءت أراء بعض الدراسات عن إبداعات العلماء العرب القدماء من خالل‬
‫منظور ينصب على صدق النظرية ‪ ,‬وكان األحرى أن نتسأل ما إذا كانت النظرية تشكل‬
‫في جوهرها حلوال كافية لمشكالت ذات مغزى مثل مشكلة المصادرة الخامسة إلقليدس‬
‫مثال‪:‬‬
‫وبناء على الفكرة السابقة البد وأن نتأسس ابستمولوجيا العلم العربي على تتبع تطور التفكير‬
‫العلمي ‪,‬هذا التتبع ينصب على دراسة مناهج العلماء سواء أكانت إستقرائية ‪ Inductive‬أم‬
‫إستنباطية ‪ Deductive‬أم غيرها ‪.‬بصورة قوية‬

‫‪ 1‬ماهر عبد القادر محمد علي ‪.‬المنهج العلمي عند العلماء العرب‪.‬سلسلة معارف إنسانية ص ‪. 10‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫هذا التتبع ليكشف عن لمحة التواصل بين أجيال العلماء إبستمولوجيا وينعكس هذا التواصل‬
‫بالضرورة على تأسيس العالقة بين التاريخ العلم وفلسفة العلم من خالل مناهج العلم ‪,‬وهو‬
‫ما يبدو في كتابات العلماء العرب بصورة متكاملة ‪,‬ولكن قد ال تكون مدركة تماما لغياب‬
‫الجانب التنظيري الذي يمكن أن ينقل الفكرة من مستوى التصور المجرد الى مستوى العقل‬
‫‪1‬‬
‫‪,‬وال شك أن هذه النقلة ال تتحقق إال بنوع من الميثودولوجيا (المناهج)الجيدة ‪.‬‬
‫إن النظرية اإلبستمولوجية الناجحة البد وأن تكشف بصورة قوية اآلثار التي ترتبت‬
‫على تبني المجتمع لنظرية علمية معينة دون نظرية أخرى منافسة لها‪ ,‬هذا التصور يشكل‬
‫قاعدة جوهرية إلبسمولوجيا العلم العربي ‪ ,‬ألنه يكشف عن النظريات والنظريات المنافسة‪,‬‬
‫ويبين جوانب اإلخفاق بنفس القدر الذي انكشفت به جوانب الصعود‪ ,‬ويترتب هذا التوصل‬
‫الى نتائج علمية جديدة حول العلم العربي ‪.‬‬
‫إن هذه االبستمولوجيا تجعل قاعدتها األساسية خضوع النظريات لشروط العقل وشروط‬
‫االختبار معيارا جوهريا لقبولها في السياق العلمي كمكون أساسي من مكونات العقالنية التي‬
‫نذهب اليها ‪ ,‬وعلى العلم في هذه الحالة أن يتبين الى أي حد تتمتع نظريته بالجدارة في‬
‫مقابل لنظريات أخرى‪.‬إذ المجتمع دائما يتطلع الى إثراء العقالنية ويتجه الى تأسيس العلم‬
‫واستبعاد الال علم من السياق التصوري ومن ثم من دائرة العقالنية ‪,‬ألن حركة التقدم‬
‫العلمي تبدأ دائما من الفكرة الواضحة التي يقبلها العقل على حد قول ديكارت رائد الفلسفة‬
‫‪2‬‬
‫الحديثة ومؤسسها الحقيقي‪.‬‬
‫ومن خالل هذه النظرية نكتشف أيضا الى أي حد عمل حسن ابن الهيثم من خالل‬
‫هذا المستوى العقالني الذي يحاول تعرية نصوص القدماء والكشف عن تناقضاتها وأخطائها‬
‫‪,‬وبيان الغموض الذي اكتشف بعض جوانبها ‪,‬األمر الذي جعلها غير صالحة لإلنتاج العلمي‬
‫وال شك أن عمل ابن الهيثم في " الشكوك على بطليموس " كشف عن بعد فلسفي منطقي‬
‫عميق ألنه ربط بين العقالنية والنقد من جانب وحاول تأسيس فلسفة العلم من جانب أخر ‪,‬‬
‫وقد ترتب على هذه النظرية أن أصبحت هناك رؤية أخرى بديلة مخالفة أو منافسة للرؤية‬
‫التي تشكلت لدى العلماء السابقين من خالل نص بطليموس وهذه الرؤية تشكل بعدا معرفيا‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد دياب‪.‬تحقيق التراث العربي ‪ .‬المركز العربي للصحافة ‪.‬القاهرة ‪.1983.‬ص ‪. 239‬‬
‫‪ - 2‬ماهر عبد القادر محمد علي ‪.‬المنهج العلمي عند العلماء العرب سلسلة معارف إنسانية ‪ .‬ص ‪. 12‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ..................................................... :‬القيمة اإلبسيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‬

‫جديدا أمكن من خاللها تأسيس النموذج العلمي الجديد الذي عرضه الحسن بن الهيثم في‬
‫‪1‬‬
‫كتاب المناظر‪.‬‬
‫إن إبستمولوجيا العلم العربي كما ننظر إليها في إطار نظريتنا إنا تتأسس على النظرة لنتائج‬
‫العلم ذاته‪,‬إذ أن العمل العلمي ينبغي النظر اليه باعتباره إنتاجا جماعيا صدر عن عقل‬
‫جمعي وهو الذي يشكل جوهر اعتقادات الجماعة العلمية‪,‬ورؤيتها لواقع الخبرة العلمية التي‬
‫تعرضها‪ ,‬وهذا المنطلق فإن المنظور اإلبستمولوجيي البد وأن يدرس اإلعتبارات أو‬
‫البنيات التي أدت بالجماعة العلمية إلى تأسيس برهان ‪ ,‬أو حجة معنية لتدعيم وجهة نظرها‪.‬‬
‫التي ندعو إليها تعمل على تأسيس نظرة عقالنية للعلم العربي حين‬ ‫إن االبستمولوجيا‬
‫نتساءل الى أي حد أمكن التمييز بين الال علم والعلم عند العلماء العرب‪,‬وكيف أمكن لبعض‬
‫العلماء أن ينتقل من الخرافة‪,‬أو من المكونات الالعقالنية التي زخرت بها الكتابات التي‬
‫وفدت الى العلماء العرب ‪ ,‬الى أساس عقلي صلب أسس في بعض األحيان برامج للبحث‬
‫العلمي " على غرار ما يذهب الى ذلك الكاتوش " كما هو الحال عند الحسن بن الهيثم مثال‬
‫يبقى إذن بعد هذه المالمح أن تكشف لنا نظريتنا عن نوع الميثودولوجيا ‪,‬أو المناهج التي‬
‫تنطوي عليها وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الكشف عن دورنا العلمي الحقيقي لن يتسنى إال‬
‫لتطور أفكار العلم العربي في تواصلها‬ ‫بدراسة علمية فلسفية اجتماعية وسيكولوجية‬
‫واتصالها عبر األجيال العلمية‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬المرجا السابق ‪.‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪. 14‬‬

‫‪42‬‬
‫خاتمة‬

‫‪43‬‬
‫خاتمــــــــــــة‬

‫لقد خلصنا من خالل هذه الدراسة الى النتائج التالية ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬أن موضثثوعنا تناولنثثاه بنظثثرة ابسثثتيمولوجية ونظثثرة تأريخيثثة وهمثثا نظرتثثان متقطعثثان‬
‫ظاهريا ولكن هما باطنيا هما متفاعالن و هذا ما تريد أن توصلنا إليه فلسفة العلوم‪.‬‬
‫انيا ‪ :‬أردنا الكشف عن مدى اهتمثام المفكثرين العثر بتثاريخ العلثوم العربيثة ومحثاولتهم فثي‬
‫االرتقاء بها من مجرد دراسات تاريخية إلى المستوى المعرفي ابستيمولوجي‪.‬‬
‫الجثثا ‪ :‬نريثثد مثثن خثثالل مثثن موضثثوعنا أن نؤسثثس لفلسثثفة علميثثة عربيثثة لهثثا غايتهثثا وأهثثدافها‬
‫وقائمة بذاتها‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ال نريد أن نحاكم ونقثيم اللغثة العربيثة وإنمثا نريثد الكشثف عثن مضثمون تثاريخ العلثوم‬
‫العربية التي تحمل في طياتها غايات ابستيمولوجية بحتة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬خلصنا إلثى أن العلثوم العربيثة تظثل علومثا ولكثن مثا ذالثك ال يمكثن اسثتبعاد التثاريخ‬
‫مقوماتها ألننا كدارسين لهذا الموضوع تظل في منظورنا تحت سيطرة النزعة التاريخية علثى‬
‫العلوم العربية ‪.‬‬

‫‪43‬‬
44
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجا‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬


‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ -01‬أبو الريحان البيروني القانون المسعودي الجزء ‪ 1‬مطبعة المعارف العجمانية حيدر‬
‫آباد الدكن ‪.1954‬‬
‫‪ -02‬أبو ريان محمد علي تاريخ الفكر الفلسفي في االسالم دار المعرفة الجامعية اسكندرية‬
‫‪.1992‬‬
‫الجما بين الحكيمين تقديم وتحقيق ألبير نصري نادر‬ ‫‪ -03‬أبو نصر الفارابي كتا‬
‫الطبعة الكا ولكية بيروت – لبنان – ‪.1960‬‬

‫‪45‬‬
‫الحروف تحقيق وتقديم وتعليق محسن مهدي دار المشرق‬ ‫‪ -04‬أبو نصر الفارابي كتا‬
‫بيروت – لبنان – ‪.1969‬‬
‫األلفاظ المستعملة في المنطق تحقيق وتقديم وتعليق محسن‬ ‫‪ -05‬أبو نصر الفارابي كتا‬
‫مهدي الطبعة ‪ 2‬دار الشرق بيروت – لبنان ‪.1968‬‬
‫إحصاء العلوم تحقيق وتقديم عجمان أمين الطبعة ‪ 2‬دار‬ ‫‪ -06‬أبو نصر الفارابي كتا‬
‫الفكر مصر ‪.1948‬‬
‫‪ -07‬ابن سينا في دوائر المعارف العربية والعالمية وكتب اإلعالم أحمد غسان سبانو دار‬
‫قتيبة للنشر ‪.2000/1984‬‬
‫‪ -08‬أشرف محمد صالح محمد سيد اآل ار الباقية عند البيروني دار النشر االلكتروني‬
‫كتب العربية مصر – القاهرة‪ -‬الطبعة األولى ‪.2007‬‬
‫‪ -09‬أحمد فؤاد باشا فلسفة العلوم بنظرة إسالمية جامعة القاهرة الطبعة ‪.1984 1‬‬
‫ابن سينا عقري يتم وتاريخ حافل‬ ‫‪ -10‬الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي الحائري‬
‫مؤسسته األعلى للمطبوعات بيروت‪.‬لبنان الطبعة‪1991. 1‬‬
‫الطب الروحاني ‪ -‬تقديم وتحقيق د‪:‬عبد اللطيف العتيد مكتبة‪-‬‬ ‫‪ -11‬أبي بكر الرازي كتا‬
‫النهضة المصرية – ‪.1978‬‬
‫‪ -12‬النشار علي سامي نشأة الفكر الفلسفي في االسالم دار المعارف ط‪ 1956 3‬الجزء‪.1‬‬
‫‪ -13‬المدرسي محمد تقي العرفان االسالمي بين نظريات البشر ولبصائر الوحي دار البيان‬
‫العربي ط‪.1992 3‬‬
‫‪ -14‬إمام إبراهيم أحمد ‪ .‬تاريخ الفلك عند العر ‪.‬القاهرة ‪.1965‬‬
‫‪ -15‬الفاخوري حنا الجرخليل تاريخ الفلسفة العربية دار الجيل بيروت ج‪ ( 2‬الفلسفة العربية‬
‫في الشرق والغر ) ط الجالجة ‪.1993‬‬
‫‪ -16‬أميرة حلمي مطر الفكر االسالمي وتراث اليوناني الهيئة المصرية العامة للكتا‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -17‬بود هو البرديوط بود كاهن مسيحي نقل كتا كليلة ودمنة من الفهلوية إلى السريانية‪.‬‬
‫‪ -18‬بركات محمد مراد البيروني فيلسوفا دار اإلشعاع للطباعة القاهرة مصر – الطبعة‪.1‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -19‬دونلد رهيل العلوم والهندسة في الحضارة االسالمية ترجمة‪ :‬أحمد فؤاد باشا عالم‬
‫المعرفة الكويت‪.‬‬
‫‪ -20‬حسن عاصمي ابن سينا الرجل واأل ر دار الفكر العربي بيروت لبنان الطبعة‬
‫األولى ‪.1990‬‬
‫‪ -21‬جورج سارتون تاريخ العلم(‪6‬ج) ترجمة جماعة من الدكاترة و األساتذة دار المعارف‬
‫مصر الطبعة ‪.2‬‬
‫‪ -22‬جميل صليبا المعجم الفلسفي دار الكتا اللبناني بيروت لبنان الجزء األول‪.‬‬
‫عويدات‬ ‫‪ -23‬هنري كوربان تاريخ الفلسفة اإلسالمية تر نصير مروة وحسن قبيسي‬
‫للنشر والطباعة بيروت لبنان الطبعة ‪.1998 2‬‬
‫‪ -24‬ماهر عبد القادر محمد‪ .‬العلم العربي (أصول العقالنية النقدية) اإلسكندرية ‪.2004‬‬
‫‪ -25‬ماهر عبد القادر محمد علي ‪.‬المنهج العلمي عند العلماء العر ‪.‬سلسلة معارف إنسانية‪.‬‬
‫‪ -26‬محمد بن موسى الخوارزمي الجبر والمقابلة تقديم وتعليق علي مصطفى مشرفة‬
‫ومحمد مرسي أحمد وبول باربيه ‪.1937‬‬
‫‪ -27‬محمد عايد الجابري مدخل إلى فلسفة العلوم العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان‪.‬‬
‫الجامعة الطباعة‬ ‫مؤسسة شبا‬ ‫‪ -28‬محمد عزيز نظمي سالم‪ :‬تاريخ المنطق عند العر‬
‫والتوزيا‪ .‬إسكندرية ‪.1983‬‬
‫والمسلمين المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬ ‫‪ -29‬محمد فارس‪.‬موسوعة علماء العر‬
‫بيروت ‪ .‬الطبعة ‪.1‬‬
‫‪ -30‬محمود حمزة ‪ .‬حول تاريخ العلم العربي بمنهج جديد‪.‬‬
‫‪ -31‬مراد سعيد المعجم الفلسفي دار قباء الحديجة للطباعة والنسخ والتوزيا القاهرة‪.‬‬
‫‪ -32‬نجيب الحصادي دليل إكسفورد للفلسفة المكتب الوطني للبح والتطوير الجزء األول‪.‬‬
‫‪ -33‬سعيد جالل الدين معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية دار الجنو للنشر تونس‪.‬‬
‫‪ -34‬علي عبد هللا الدفاع إسهامات علماء المسلمين في الرياضيات ‪.1981‬‬
‫‪ -35‬عبد الحميد ديا ‪.‬تحقيق التراث العربي ‪ .‬المركز العربي للصحافة ‪.‬القاهرة ‪.1983.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -36‬عبد القادر بشة إبستيمولوجيا فلسفة الفيزياء النوتونية دار الطليعة بيروت – لبنان‪.‬‬
‫مؤسسة مصري للتوزيا طرابلس لبنان‪.‬‬ ‫‪ -37‬عبد الرحيم بدر الفلك عند العر‬
‫‪ -38‬صالإ قنصورة فلسفة العلم دار الجقافة للطباعة والنشر القاهرة ‪.1981‬‬
‫‪ -39‬روبير بالنشي ديوان المطبوعات الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -40‬رؤوف شيهاني مشاهير فالسفة المسلمين مركز الدراسات الفلسفية المملكة المتحدة‬
‫لندن‪.‬‬
‫‪ -41‬توماس كون تركيب الجورات العلمية ترجمة ماهر عبد القادر محمد دار النهضة‬
‫العربية بيروت الطبعة ‪ 2‬ودار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ‪.2000‬‬
‫‪ -42‬غاستون باشالر الفكر العلمي الجديد تر‪ -‬عادل العوا مراجعة عبد هللا عبد الدايم‬
‫نشر وزارة الجقافة والسياحة واإلرشاد القومي دمشق سوريا ‪.1969‬‬
‫فلسفية في العقل العلمي الجديد تر‪ :‬خليل أحمد‬ ‫‪ -43‬غاستون باشالر ‪ :‬فلسفة الرفض مبح‬
‫خليل دار الحدا ة بيروت لبنان الطبعة ‪.1985 1‬‬
‫‪ -44‬غاستون باشالر ‪ :‬تكوين العقل العلمي تر خليل أحمد خليل ‪ :‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيا بيروت لبنان الطبعة ‪.1982 2‬‬

‫المجالت ‪:‬‬
‫‪ -01‬محمود الحمزة حول تأريخ العلم العربي بمنهج جديد‪.‬‬
‫‪ -02‬مجلة الدليل الرابطة المحمدية للعلماء رؤية الدكتور راشدي راشد‪.‬‬
‫‪ -03‬مجلة عالم الفكر‪ .‬الترجمة والتعريب مجلد ‪ 19‬عدد ‪ 4‬سنة ‪.1989‬‬
‫‪ -04‬موسوعة الحضارة العربية اإلسالمية األولى المؤسسة العربية لدراسات والنشر‬
‫بيروت الطبعة ‪.1995 1‬‬

‫‪48‬‬
49
‫الفهرس‬

‫‪50‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬
‫خطة البحث‬
‫شكر وتقدير‬
‫إهــــــــــداء‬
‫مقدمـــــــة‪........................................................:‬أ – ب‪ -‬ج‪ -‬د‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬جينالوجيا المفهوم‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬تاريخ العلوم‪06.........................................‬‬

‫‪ -‬تعريف تاريخ العلم جورج سارتون ‪07 ..................... 1956.1883‬‬


‫‪ -‬تاريخ العلم عند غاستون باشالر ‪08-07 .................. 1962.1884‬‬
‫‪ -‬توماس كون ‪08 ..................................................................‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬ابستيمولوجيا‪09.................................‬‬

‫في الفرنسية ‪09......................................... épistémologie :‬‬ ‫إصطالحا ‪:‬‬


‫في اإلنجليزية ‪09.........................................epistemology :‬‬
‫تعريف اإلبستمولوجيا فلسفيا ‪13-11....................................... :‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬تاريخ العلوم العربية‪18-14...................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دراسة تاريخية (كرونولوجية)‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬تأسيس العلوم العربية‪31-28..................‬‬

‫والمسلمين (نماذج عن تطور العلوم‬ ‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬أهم انجازات العلماء العر‬

‫العربية)‪33-32.........................................................‬‬

‫أ ‪ -‬أشهر الكتب المنقولة الى اللغة العربية ‪34 ...................... :‬‬

‫ب‪ -‬الكتب الطبيعية ‪35 ................................................. :‬‬

‫ج‪ -‬اإلالهيات ( ماوراء الطبيعة )‪35 ....................................‬‬

‫د‪ -‬أشهر الكتب المنحولة ‪36 .............................................‬‬

‫‪51‬‬
‫نتائج حركة الترجمة والتعريب ‪38-36..............................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬القيمة االبستيمولوجية لتاريخ العلوم العربية‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬التحرر من النظرة التأريخية والتاريخية‪41-40.....................‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬انعكاسات العلوم العربية على الفكر الغربي‪42.....................‬‬

‫خاتمة ‪43.................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪45...........................................................................‬‬

‫الفهرس‪51.........................................................................................‬‬

‫‪52‬‬

You might also like