Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫دراسات سكيني ‪I • 2‬‬

‫أوديب في كولونوس والملك لير‪ :‬التقاطعات الكالسيكية والحديثة المبكرة‬


‫حرره سيلفيا بيجليازي‬
‫‪Σ‬‬
‫‪ SKEN È‬دراسات المسرح والدراما‬
‫المحرر التنفيذي جويدو أفيزو ‪.‬‬
‫المحررون العامون جويدو أفيزو ‪ ،‬سيلفيا بيجليازي ‪.‬‬
‫هيئة التحرير سيمونا برونيتي‪ ،‬فرانشيسكو لوبي ‪ ،‬نيكوال باسكواليتشيو ‪ ،‬سوزان باين‪ ،‬غيراردو‬
‫اوجوليني ‪.‬‬
‫مديري التحرير بيانكا ديل فيالنو ‪ ،‬سافينا ستيفاناتو ‪.‬‬
‫مساعد اإلدارة فالنتينا أدامي ‪ ،‬إيمانويل ستيلزر ‪ ،‬روبرتا زانوني ‪.‬‬
‫المحررين‬
‫هيئة التحرير كيارا باتيستي‪ ،‬جوزيبي كابالبو ‪ ،‬فرانشيسكو دالوليو ‪ ،‬ماركو دورانتي ‪ ،‬سيديا فيوراتو ‪،‬‬
‫أنطونيتا بروفينزا ‪.‬‬
‫المجلس االستشاري آنا ماريا بيالردينيلي ‪ ،‬أنطون بيرل ‪ ،‬إينوك براتر ‪،‬‬
‫جان كريستوف كافالين ‪ ،‬روزي كولومبو‪ ،‬كلوديا كورتي ‪ ،‬ماركو دي مارينيس ‪ ،‬توبياس دورينغ ‪ ،‬بافيل‬
‫درابك ‪ ،‬بول إدموندسون‪ ،‬كير دوغالس إيالم‪ ،‬إيوان فيرني ‪ ،‬باتريك فينغالس ‪ ،‬إنريكو جياكيريني ‪،‬‬
‫مارك غريفيث‪ ،‬ستيفن هاليويل‪ ،‬روبرت هينكي‪ ،‬بيير جوديت دي ال ‪ .‬كومبي ‪ ،‬إريك نيكلسون‪ ،‬جويدو‬
‫بادوانو ‪ ،‬فرانكو بيريللي ‪ ،‬ديدييه بالسار ‪ ،‬دونا شاليف‪ ،‬سوزان ووفورد‪.‬‬

‫ملحق لـ ‪ .SKENÈ‬مجلة دراسات المسرح والدراما‬


‫حقوق النشر © ‪SKENÈ 2019‬‬
‫كل الحقوق محفوظة‪.‬‬
‫‪ISSN 2464-9295‬‬
‫ردمك ‪8-6185-200-12-979‬‬
‫ال يجوز إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب بأي شكل أو بأي وسيلة‬
‫دون الحصول على إذن من الناشر‪.‬‬
‫‪ SKENÈ‬دراسات المسرح والدراما‬
‫‪https://textsandstudies.skeneproject.it/index.php/TS‬‬
‫‪info@skeneproject.it‬‬
‫دير‪ .‬الرد‪ :)aut . Trib. di Verona ( .‬جويدو أفيزو‬
‫صندوق بريد ‪ 149‬عن طريق صناديق البريد وما إلى ذلك (‪ – )MBE150‬فيالي كولونيل جاليانو‪،51 ،‬‬
‫‪37138‬‬
‫محتويات‬

‫سيلفيا بيجليازي مقدمة ‪9‬‬


‫الجزء ‪ - 1‬كونها كالسيكية‬
‫‪ .1‬ستيفن أورجيل كيف تكون كالسيكًيا ‪33‬‬
‫‪ .2‬كارلو ماريا باجيتا‪ ،‬إليزابيث األولى والسير والتر رالي الكالسيكيات‪ :‬حالة سوفوكليس ‪61‬‬
‫الجزء ‪ - 2‬أوديب‬
‫‪ .3‬لورا سالتكين‪ :‬زيارة أوديب في كولونوس ‪89‬‬
‫‪ .4‬جيراردو ‪ :Ugolini‬بطل حكيم وسريع الغضب ‪ :‬أوديب من طيبة إلى كولونوس ‪101‬‬
‫‪ .5‬جويدو أفيزو‪ :‬بعض المالحظات عن أوديب والزمن ‪119‬‬
‫‪ .6‬فرانشيسكو لوبي الحدية و(عدم) الوصول والتوصيف السلبي في مسرحية سوفوكليس أوديب في‬
‫كولون ‪147‬‬
‫‪ .7‬أنطون بيرل أوديب في كولونوس باعتباره انعكاًسا لألوريستيا ‪ :‬الرجس من طيبة باعتباره هيًرا أثينًيا‬
‫في صنعه ‪165‬‬
‫الجزء ‪ - 3‬أوديب ولير‬
‫‪ .8‬روبرت س‪ .‬ميوال‪ ،‬مفقود وموجود في الترجمة‪ :‬حفالت االستقبال الحديثة المبكرة ألوديب في‬
‫كولونوس ‪203‬‬
‫‪ .9‬شيال مورناغان " إثم أكثر من إثم"‪ :‬التمثيل والمعاناة في أوديب في كولونوس والملك لير ‪227‬‬
‫‪ .10‬آباء سيث ل‪ .‬شين يلعنون األطفال‪ :‬الغضب والعدالة في مسرحية سوفوكليس أوديب في كولونوس‬
‫ومسرحية شكسبير الملك لير ‪247‬‬
‫‪ .11‬آنا بلتراميتي أوديب ' ‪ " ، εἴδωνον‬ظل لير " ( ‪ ،OC 110‬الملك لير ‪265 )1.4.222‬‬
‫‪ .12‬سيلفيا بيجليازي‪ :‬الزمن والعدم‪ :‬الملك لير ‪291‬‬
‫‪ .13‬ديفيد الكينج " أكثر من عشرين للنتيجة"‪ :‬النزع الكمي في الملك لير ‪317‬‬
‫الجزء الرابع – إعادة النظر في أوديب ولير‬
‫‪ .14‬نيكوال باسكواليتشيو ‪ :‬النهايات السعيدة للملوك القدامى ‪ :‬جان فرانسوا ‪ Ducis ' OEdipe‬و ‪Léar‬‬
‫‪341‬‬
‫‪ .15‬باري أ‪ .‬سبنس ‪ :‬ظالل الملك لير في مسرح بيكيت والعمل المتأخر ‪367‬‬
‫‪ .16‬جسد المأساة لسام شيبرد ‪ :‬جزء من الرهبة (تنويعات أوديب) ‪ .403‬تاماس دوبوزي‬
‫‪ .17‬إريك نيكلسون وأفرا ‪ Sidiropoulou‬فتح االكتشافات من خالل النهايات الموعودة‪ :‬عمل تجريبي‬
‫قيد التقدم على أوديب في كولونوس والملك لير ‪413‬‬
‫المؤلفون ‪433‬‬
‫الفهرس ‪443‬‬
‫‪16‬‬
‫"جسد" المأساة لسام شيبرد‬
‫تاماس دوبوزي‬
‫خالصة‬
‫مسرحية سام شيبرد‪ ،‬جسيم الرهبة (تنويعات أوديب)‪ ،‬تطاردها حتمية بيولوجية تشير إلى وفاة‬
‫شيبرد بسبب مرض التصلب الجانبي الضموري في عام ‪ ،2017‬والذي يتميز على وجه التحديد‬
‫بالتدهور التدريجي للعضالت والحركة‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى الشلل‪ .‬يوجه شكل مسرحيته‬
‫األخيرة المنشورة في الحانة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬سام شيبرد؛ أوديب‪ .‬التصلب الجانبي الضموري‬
‫منذ وفاة سام شيبرد في ‪ 17‬يوليو ‪ ،2017‬بسبب مرض التصلب الجانبي الضموري (‪ ،)ALS‬كان هناك‬
‫زيادة طفيفة في إعادة تقييم إرثه‪ .‬أظهر قسم "الصفحات الخلفية" في مجلة "مراجعة المسرح المعاصر"‬
‫عدًدا من المقاالت‪/‬التأبين التي تناولت خطاًبا نقدًيا "ضيًقا" صّو ر شيبرد ككاتب "للدراما العائلية" (سكوت‬
‫بوتومز ‪)536 :2017‬؛ أو‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬امتدحه ألنه لم يكتب "نفس المسرحية مراًرا وتكراًرا"‪،‬‬
‫وأصبح "أكثر وليس أقل طموًح ا مع تقدمه في السن" (باركر ‪)541 :2017‬؛ أو احتفل برغبته في تجربة‬
‫ما يتجاوز تقاليد المسرح السائد ( ‪ .)Kreitzer 2017: 542‬أكد جيمس أ‪ .‬كرنك‪ ،‬في كتابه فهم سام‬
‫شيبرد‪ ،‬على "تطور" شيبرد في أواخر كاليفورنيا من "المنطقة العاطفية المألوفة ألعماله المبكرة" (‬
‫‪ )114 :2012‬نحو مسرح أكثر تجريبية يخلو من الواقعية النفسية‪ .‬تقول دراسة شانون بليك سكيلتون‪،‬‬
‫"العمل المتأخر لسام شيبرد"‪ ،‬إن "أسلوب شيبرد المتأخر" ‪ -‬بدًء ا من فيلمه ‪ Far North‬عام ‪- 1988‬ال‬
‫يشكل تراجًعا تدريجًيا عن اإلبداع‪ ،‬بل مرحلة جديدة "تقف بمعزل عن عصر ما قبله"‪.‬‬
‫الشرير " (‪ )3 :2016‬سواء بشكل رسمي ‪ -‬إنشاء أعمال "ترانسميديا" التي أحدثت ثورة في نهجه في‬
‫المسرح ‪ -‬وفي الدخول في مجال موضوعي جديد‪ ،‬بما في ذلك السياسة الموضعية‪ ،‬والنسوية‪،‬‬
‫والشيخوخة‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ .‬أضف إلى هذا اإلشادة النقدية باألعمال النثرية التي نشرها شيبرد‬
‫خالل العقدين األخيرين من حياته ‪ -‬ثالث مجموعات قصصية وروايتين ‪ -‬ويبدو أن التجديد العلمي‬
‫لشيبرد بدأ يتسارع‪.‬‬
‫كما هو الحال في سكيلتون‪ ،‬ترى هذه الورقة أن القراءة المثمرة آلخر مسرحية جديدة عاش شيبرد‬
‫ليشاهدها على خشبة المسرح‪ ،‬وهي جسيم من الرهبة (تنويعات أوديب)‪ ،‬يجب أن تتخلى عن الممارسة‬
‫النقدية المعتادة المتمثلة في التركيز إما على معالجة شيبرد للذكورة األمريكية الغربية األسطورية‪ .‬أو‬
‫الدراما العائلية ‪.‬ال يشرح أي من هؤالء السابقين سبب وجوب اعتبار "جسيم الرهبة" مسرحية مهمة‬
‫ضمن شريعة شيبرد‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬فإن تركيز المسرحية على الجسد المريض في ضوء النصوص‬
‫المصدرية ‪ -‬الملك أوديب لسوفوكليس وأوديبوس في كولونوس ‪ -‬هو الذي يقدم رؤية نقدية‪ .‬في هذه‬
‫المسرحية‪ ،‬يتم التشكيك باستمرار في معاملة الجسد باعتباره استعارة ‪ -‬سواء بالنسبة للنظام األخالقي أو‬
‫الدولة‪ .‬ومن هنا انبهار المسرحية بالحمض النووي‪ ،‬والدم‪ ،‬والتقطيع‪ ،‬واإلنجاب على مستوى المضمون‪،‬‬
‫والتفكك على مستوى البنية‪ .‬كما تقترح ليزا ديدريش في كتابها "العالجات‪ :‬اللغة والسياسة وثقافة‬
‫المرض"‪ ،‬تنتمي مسرحية شيبرد إلى أدب أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين الذي‬
‫يعامل الجسد باعتباره "عاطفًيا وفعااًل " (‪ ،)xviii :2007‬في بطرق شخصية للغاية في الوقت نفسه ولكنها‬
‫تتجاوز أيًض ا "تجربة أي فرد بعينه وحساباته‪ ،‬مما يعكس فئات ثقافية أوسع" (‪ .)7‬لقد تم وضع هوس‬
‫شيبرد الطويل بالهوية ‪ -‬الموازنة بين األصالة واألداء ‪ -‬في االعتبار هنا‪ ،‬حيث تشير المسرحية إلى أن‬
‫حالة كليهما ليست أكثر من مجرد بيولوجيا صحية‪ .‬المسرحية ليست إعادة تمثيل لسوفوكليس بقدر ما هي‬
‫استحالة‪ .‬مع ذلك يأتي التراجع عن الكثير مما يقدمه النص المصدر‪ :‬المساءلة‪ ،‬ونظام الفرد والدولة‪،‬‬
‫والوحي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬فإن المؤسسة التي يتوالها شيبرد ليست سوفوكليس‪ ،‬بل هو نفسه‪.‬‬
‫وكما يالحظ سكيلتون‪ ،‬فإن أسلوب الفنان المتأخر غالًبا ما يكون بمثابة رفض أو إعادة نظر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫االغتراب عن األعمال المبكرة والخطاب الذي تشكل جزًء ا منه (‪ .)4 :2016‬يتضمن كتاب شيبرد ما أشار‬
‫إليه جيمس أ‪ .‬كرنك باعتباره مزيًج ا من الخيال والسيرة الذاتية التي تشكل الشخصية العامة لسام شيبرد (‬
‫‪ .)7 ،2 :2012‬أعتقد أن ما نراه ال يقل عن رفض لتلك الشخصية‪.‬‬
‫جسيم الرهبة تم عرضه ألول مرة في أيرلندا في عام ‪ .2013‬كما ذكرنا‪ ،‬يعيد النص صياغة أجزاء من‬
‫الملك أوديب لسوفوكليس وأوديبوس في كولونوس‪ ،‬على الرغم من أن األول يوفر النص المتبادل‬
‫الرئيسي‪ .‬تتأرجح رواية "جسيم الرهبة" بين مصادرها وغموض جريمة قتل مجزأة‪ ،‬وغالًبا ما تعيد‬
‫ترتيب الجدول الزمني لسوفوكليس وتنتهك سالمة مسرحيته تماًم ا‪ .‬كما يالحظ سكيلتون‪" ،‬إن العمل ليس‬
‫بمثابة تكيف‪ . . ...‬بل باألحرى اجترار وتأمل في القدر والمصير الذي يستولي على عناصر من المأساة‬
‫الكالسيكية‪[ . . .‬إنها] تكرر أسطورة أوديب وتعيد مزجها‪ ،‬بينما تولد وتبني قطعة فنية تتكشف في زمان‬
‫ومكان مختلفين على ما يبدو” (‪ .)66 :2016‬إن انقسام المسرحية بين النص القديم وهذا "الزمان والمكان‬
‫المختلفين" ينعكس في انقسام شخصياتها ثنائي وثالثي وأحياًنا رباعي‪ .‬إن أوديب الكالسيكي هو في الوقت‬
‫نفسه أوتو المعاصر‪ ،‬وهو شخصيتان يؤديهما ممثل واحد‪ .‬هناك تيريسياس‪ /‬المسافر ‪/‬العم ديل‪/‬مجنون‬
‫الضواحي رباعي األطراف (برانتلي ‪ )C1 :2014‬الذي يبدو أنه يستوعب شخصيات الرائي وكريون‬
‫والرسول والراعي من الملك أوديب‪ ،‬وأيًض ا تجسيد آخر ألوديب نفسه‪ ،‬وإن كان سابًقا ليتم التعرف عليه‬
‫على أنه قاتل اليوس ورفاقه في السفر‪ ،‬بينما ال يزال حتى اآلن مشتبًها به لم يذكر اسمه في أذهان‬
‫المحققين الذين يحققون في القتل على جانب الطريق‪ .‬لدينا شخصية ‪Laius/Lawrence/Larry/‬‬
‫‪ ، Langos‬الملك واألب واألخ ورجل العصابات في نفس الوقت‪ .‬يقوم كل من ‪ Jocasta/Jocelyn‬و‬
‫‪ Antigone/Annalee‬بتجميع الشخصيات المحددة بشكل متعدد‪.‬‬
‫في أحد األمثلة على التشنجات النصية التي أنشأها شيبرد‪ ،‬تكون مشاهد المجنون أحياًنا مجاورة لمشاهد‬
‫أوديب‪ ،‬كما لو كنا نتعامل حًقا مع شخص واحد في شخصيتين‪ .‬يعترف ‪ The Maniac‬بأنه شخص يتمتع‬
‫"بساللة قوية" وكان والده "يمتلك واحًدا من أكبر وكالء سيارات تشيفي وأكثرهم توسًعا في مقاطعة سان‬
‫برناردينو بأكملها" (‪2017‬ب‪ .)28 :‬طوال الفيلم‪ ،‬يظهر أوديب في بعض األحيان كاماًل وفي أحيان أخرى‬
‫بعينين جاهزتين للقتلع‪ ،‬على الرغم من أنه لم يدرك مصيره بعد وارتكب فعل تشويه الذات‪ .‬هذا المسكن‬
‫الغريب في سوفوكليس‪ ،‬بينما يغادره أيًض ا دون الذهاب إلى أي مكان آخر‪ ،‬يزيد من تعقيده‬
‫أنالي‪/‬أنتيجون‪ ،‬التي تبدو في بعض األحيان‬
‫"جسد" المأساة لسام شيبرد " كنا هناك أيًض ا"‪ :‬الفالسفة في المسرح ‪405‬‬
‫أن تكون ابنة أوديب ‪ -‬تقوده‪ ،‬أعمى‪ ،‬مسن‪ ،‬مرتبك ‪ ،‬ولكن قبل انتحار جوكاستا‪ ،‬إلى كولونوس ( ‪- )62‬‬
‫وفي أوقات أخرى إلى والدته ‪ -‬كما هو الحال عندما تذكر طفلتها‪" ،‬المشوهة" و"الموسومة" ويحتمل أنه‬
‫على "الكاحل" (‪ .)٤٤‬وحقيقة أنها تناقش هذا الندب مع أوديب‪/‬أوتو تخلق إطاًرا زمنًيا وتداخلًيا أكثر‬
‫تشنًجا‪ .‬وهي أيًض ا متزوجة من شخص ُيدعى جيمس‪ ،‬الذي اغتصب وقتل جليسة أطفال في بداية‬
‫المسرحية‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬في حين أن قوس المسرحية يبدأ بالنبوءة‪ ،‬والوحي التدريجي‪ ،‬وينتهي بانتحار‬
‫جوكاستا وتعمية أوديب ‪ -‬وبعبارة أخرى‪ ،‬بينما يمكن التعرف على الملك أوديب في خطوطه العريضة ‪-‬‬
‫فهو أيًض ا شيء آخر‪ ،‬على الرغم من أن هذا اآلخر هو ليس مؤكًدا تماًم ا ‪ .‬تبدو المسرحية وكأنها تحلل أو‬
‫تفكك لسوفوكليس أكثر من كونها مسرحية ثانية أو مجانية إلى جانب مسرحيته‪ .‬يتجلى هذا التشبيه‬
‫المرضي بشكل أكبر في حقيقة أن أوتو‪/‬أوديب يقضي معظم وقته أثناء المسرحية على كرسي متحرك‪،‬‬
‫كما لو أن تعامل شيبرد مع المادة ال يجد ساقيه أبًدا‪ ،‬وأن هذا على األقل جزء من الهدف‪ .‬سأعود إلى هذا‬
‫للحظات‪.‬‬
‫عندما ُعرضت مسرحية "جسيم الرهبة" في عام ‪ ،2014‬تساءل بن برانتلي‪ ،‬الناقد في صحيفة نيويورك‬
‫تايمز‪ ،‬عن "الرؤى الجديدة" (‪ )C1 :2014‬التي جلبها شيبرد إلى سوفوكليس‪ ،‬ووجد المسرحية ناقصة‪.‬‬
‫بالنسبة لبرانتلي‪ ،‬فإن كتاب «جسيم الرهبة» هو تأمل في «طبيعة المأساة» و«قيمة (أو عدم وجودها)‬
‫معرفة الذات واستمرار األسطورة في ذاكرتنا الجماعية» (المرجع نفسه)‪ .‬من خالل الجمع بين األسطورة‬
‫ومعرفة الذات‪ ،‬يقترح وجود صلة بين االهتمام باألصالة لدى سوفوكليس وافتتان شيبرد الطويل باألداء‬
‫كوسيلة للتعبير عن الذات وفقدان الذات‪ .‬يلفت برانتلي االنتباه إلى حقيقة أنه في هذا العرض المسرحي‬
‫الخاص لفيلم "جسيم الرهبة"‪ ،‬تتحرك الشخصيات بين اللهجة األيرلندية والغربية األمريكية‪ ،‬مصحوبة بـ‬
‫"موسيقى وترية متعددة األشكال"‪ ،‬حيث يشير "االنزالق" "ببراعة إلى كيف أن األسطورة يتحول من‬
‫عصر إلى عصر ومن ثقافة إلى ثقافة" (المرجع نفسه)‪ .‬كما يشير أيًض ا إلى االنقسام الثنائي والثالثي‬
‫والرباعي للشخصيات التي تكون "على نحو متناقض خارج العالم الذي تالحظه ومتورًطا فيه" (المرجع‬
‫نفسه)‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬ينتهي برانتلي بتقييم أن هذه "مسرحية دائرية ال نهاية لها" (المرجع نفسه) تزور‬
‫سوفوكليس وتعيد زيارته‪ ،‬باإلضافة إلى عالمات أعمال شيبرد المسرحية‪ ،‬دون الوصول إلى أي مكان‬
‫جديد‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فهو مشلول ‪-‬ال يسكن جسده بالكامل وال يخرج منه بالكامل‪ .‬في هذا المعنى‪،‬‬
‫برانتلي على حق‪ ،‬على الرغم من أن البعض عن غير قصد‪ ،‬في اإلشارة إلى أن هذا "الضجة المضطربة‬
‫حول الموضوعات القديمة [في النهاية] تقول عن خالقها أكثر من موضوعها" (المرجع نفسه)‪ .‬وهو ال‬
‫يتساءل لماذا وكيف يمكن لهذه اإلشارة إلى "خالقها" أن تؤثر على تقديرنا للمشهد‪ .‬كما أنه ال يتساءل عما‬
‫يخدم الفعل الساكن في المسرحية‪ُ .‬ترك هذا للناقد الالحق‪ ،‬ستيفن سكوت بوتومز‪ ،‬لإلجابة‪“ :‬كما يوحي‬
‫المصطلح الموسيقي “االختالفات”‪ ،‬فإن [شيبرد ]ال يقدم سرًدا متماسًك ا (أرسطو)‪ ،‬بل موضوًعا وتكراًرا‪.‬‬
‫المسرحية عبارة عن مجموعة من األجزاء التي غالًبا ما تخلط عمًدا بين األطر الزمنية والعالقات‬
‫األسرية‪ ،‬بحيث ال يوجد شيء مؤكد في النهاية باستثناء العودة المستمرة والمؤلمة للعنف نفسه” (‪:2017‬‬
‫‪ .)539‬في المركز يوجد تشريع مستمر للعنف الذي تبدو نقطة تركيزه هي التماسك المسرحي‪ ،‬أو فعل‬
‫الكتابة المسرحية نفسه‪ .‬ومن هنا تأتي أهمية مالحظة برانتلي غير المقصودة حول مركزية منشئ‬
‫المسرحية‪ .‬إذن فإن جسيم الرهبة هو نوع من المسرح الفوقي‪ ،‬الذي تمنع اضطراباته الفهم الملخص‪ ،‬وال‬
‫تتركنا إال مع المشهد نفسه‪ :‬مشهد من التفكك العنيف والشلل‪ .‬بمعنى ما‪ ،‬فهو مسرح فوقي ألغراض إحباط‬
‫أي مستوى من الوعي‪ ،‬كما لو أن المسرحية ترغب فقط في جعلنا نختبر األعراض دون تشخيص أو‬
‫عالج‪ .‬علم األمراض النقي‪.‬‬
‫في النصف األخير من المسرحية‪ ،‬تقترب آنالي‪/‬أنتيجون من الجمهور مباشرة لتسأل‪" :‬يا للمأساة‪ ،‬للمأساة‪،‬‬
‫للمأساة‪ ،‬للمأساة ‪ .‬تبول عليه‪ .‬تبول على رأس سوفوكليس ‪ . . . .‬لماذا أضيع وقتي؟ لماذا تضيع لك؟ ما‬
‫الغرض منه؟ التنفيس؟ تطهير؟ استعارة؟ ما في ذلك بالنسبة لنا؟ ‪ . . .‬أفضل أال أعرف‪ .‬اخبرك الحقيقة‪ .‬أنا‬
‫أتجول وأدور وأدور حول هذا الموضوع ‪ . . . .‬هل أنا أفضل حاال؟ ال! أنت؟" (‪ .)7-76‬المفتاح هنا هو‬
‫تجربة أنالي‪/‬أنتيجون للحظة المسرح بدًال من األشياء السريعة مثل "الكاثار سيس"‪ ،‬أو "التطهير"‪ ،‬أو‬
‫"االستعارة "‪.‬ال يتم التعبير عن المسرح باعتباره معرفة‪ .‬وال يكون مدفوًعا حتى بإمكانية ذلك أو الرغبة‬
‫فيه‪ .‬السؤال األخير لـ ‪" ،Annalee/Antigone‬ما الفائدة من ذلك بالنسبة لي ولكم؟ ذكرى مكسورة؟" (‬
‫‪ )77‬يشير إلى أن المأساة ال تؤدي حتى إلى الوعي التاريخي‪ ،‬حيث أن مشاهدة مشهدها يعني "االنفصال"‬
‫عن "الذاكرة"‪ ،‬وإساءة التذكر‪ ،‬والحضور إلى ذلك‪.‬‬
‫"جسد" المأساة لسام شيبرد " كنا هناك أيًض ا"‪ :‬الفالسفة في المسرح ‪407‬‬
‫الذي يفشل‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬في التسجيل أو التماسك بشكل دائم‪ .‬في حين يمكن القول إن هناك استعادة‬
‫من نوع ما في نهاية الملك أوديب‪ ،‬فإن "جسيم الرهبة "ال يقدم سوى كسر ال يمكن عالجه في سلسلة من‬
‫األسئلة المستمرة‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فهو ملجأ من لسعة اإلجابات‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن عدم األصالة‬
‫يصبح نصف ثنائية يشكك شيبرد في شرعيتها‪ .‬فالمشهد‪ ،‬في النهاية‪ ،‬منغلق على نفسه‪ ،‬ومتكرر‪،‬‬
‫ومشلول‪ ،‬وال أهمية لألصالة واألصالة‪ُ .‬يفهم التطهير على أنه طرد ما هو منهك عند شيبرد‪ :‬الرغبة في‬
‫التنفيس‪ ،‬والتطهير‪ ،‬واالستعارة‪ ،‬واإلغالق ‪ -‬وبعبارة أخرى الخالص أو التعالي ‪ -‬والتي ال يبدو أن أًيا‬
‫منها يفسر الرغبة الكامنة في المسرح‪ .‬كما تقول جوسلين‪/‬جوكاستا ألوديب‪" :‬ما الذي يمكنني الوثوق به‬
‫إن لم يكن بعقلي؟" فيجيب‪" :‬إنهم يشكلون فيك أشياًء غير موجودة" (‪ .)93‬الحظ أن العقل هنا متعدد ‪-‬‬
‫"هم" ‪ -‬متعدد ومتضارب ذاتًيا وثابت مثل الشخصيات على المسرح‪ .‬لقد ولت شخصيات شيبرد التي‬
‫طالبت بـ "الغرب الحقيقي"‪ ،‬كما في عنوان إحدى مسرحياته في منتصف حياته المهنية‪ ،‬أو أي شكل آخر‬
‫من أشكال األصالة‪ .‬ما تبقى هو االستيالء المستمر على مجموعة متحللة ‪ -‬مشهد خالص‪ ،‬دون عالج‪.‬‬
‫أريد أن أكون واضحا هنا‪ :‬ليس األمر أن شيبرد ينكر االستعارة‪ ،‬لكنه يسبر وظائفها دون إعادة تشكيلها‪.‬‬
‫إنها حركة أو عملية‪ ،‬وليست محتوى يمكن تمييزه‪ ،‬هي التي تمثلها هذه المسرحية‪.‬‬
‫عندما يحدد برانتلي مركز هذه المسرحية باعتباره مؤلفها‪ ،‬فمن المحتمل أنه يتحدث عن الكاتب المسرحي‬
‫شيبرد الحائز على جائزة بوليتزر‪ ،‬والنجم السينمائي المرشح لجائزة األوسكار‪ ،‬والزوج السابق الشهير‬
‫لجيسيكا النج‪ ،‬وليس شيبرد في األعمال المتأخرة‪ ،‬التي يتم أخذها بشكل متزايد مع شيخوخة الجسم‪ .‬في‬
‫"جزيء من الرهبة"‪ ،‬كما آمل أن أكون قد اقترحت‪ ،‬فإن الجسد المريض هو في حد ذاته عامل هيكلي‬
‫حيوي‪ .‬إذا كان الجسد‪ ،‬عند سوفوكليس‪ ،‬غالًبا ما يكون تعبيًرا مجازًيا عن المصير و‪/‬أو حالة الدولة‪ ،‬فإنه‬
‫عند شيبرد "مجرد من االستعارة" على هذا النحو‪ .‬اإليماءة دائما بعيدة عن االستعارة‪ .‬المبدع في هذه‬
‫المسرحية هو كاتب المسرحية المسن والممثل والزوج‪/‬األب المصاب بمرض التصلب الجانبي‬
‫الضموري‪ .‬آخر عملين نثريين له‪ ،The One Inside ،‬الذي ُنشر في عام ‪ ،2017‬و‪Spy of the First‬‬
‫‪ ،Person‬الذي ُنشر بعد وفاته ولكن أيًضا في عام ‪ ،2017‬واضحان في وصفهما ألضرار المرض‪" :‬في‬
‫اآلونة األخيرة‪ ،‬كانت هناك تشنجات‪ ،‬وانقباضات ‪ .‬عند العجول والقدمين – هزات كهربائية صغيرة‬
‫غريبة حول الرقبة” (‪ .)2017a: 48‬يشهد شيبرد على كتابة الرواية التي يظهر منها هذا المقتطف منذ‬
‫الفيلم الوثائقي‪ ،‬شيبرد ودارك‪ ،‬الذي صدر في عام ‪ ،2013‬مما يشير إلى أنه كان على علم بالمرض أثناء‬
‫كتابة جسيم الرهبة‪ .‬إن اإلطار الزمني النموذجي بين بداية مرض التصلب الجانبي الضموري والوفاة هو‬
‫من ثالث إلى خمس سنوات‪ ،‬وأحياًنا يصل إلى عشر سنوات‪ ،‬مما يؤكد ذلك بشكل أكبر‪ .‬واألدلة النصية‬
‫كثيرة‪ُ .‬يظهر المشهد االفتتاحي أوديب وهو يمسح دمه‪ ،‬الذي يستمر في التدفق من وجهه (ولكن ليس‬
‫عينيه) طوال الوقت (‪)5‬؛ خطه االفتتاحي ‪" ،‬هذا ‪ . . .‬كان هذا هو المكان‪ ،‬أليس كذلك؟ (‪ )5‬يدمج اإلعداد‬
‫مع الجسم نفسه‪ .‬يواصل المشهد الثاني هذا التركيز على الجسد حيث يقوم العم ديل‪/‬تيريسياس بالحفر في‬
‫وعاء من األجزاء الحيوانية والبشرية الدموية التي يقرأ منها المستقبل‪ ،‬بينما يناقش هو ولورانس‪/‬اليوس‬
‫فوائد األوضاع الجنسية المختلفة لإلنجاب مع جوسلين‪/‬جوكاستا (‪ .) .)9‬ويوضح العم ديل‪/‬تيريسياس أن‬
‫الجسد نفسه يزود "المستقبل" (‪ )11‬ويخلط مرة أخرى بين الالقصة في المسرحية والجسد‪ .‬أن العم‬
‫ديل‪/‬تيريسياس يقرأ‪ ،‬في تلك المرحلة‪ ،‬حتى قبل والدة أوديب‪ ،‬أمعاء شخص ُأعدم بتهمة الكذب "حول‬
‫أصوله" (‪ )١١‬يوحي بموت الجسد وليس "أكاذيب" السرد الملزم‪ .‬يصل في التقدم من والوفاء ألصل‪ .‬وال‬
‫مجال هنا للحديث عن األصل‪ ،‬مفهوًم ا بيولوجًيا‪ ،‬ألنه ال يوجد خروج عنه‪ .‬الحًقا‪ ،‬أكد العم ديل‪/‬تيريسياس‬
‫ذلك‪ ،‬وأخبر الجمهور أن الناس يأتون إليه للتنبؤ‪ ،‬لكنهم طوال الوقت يعرفون أن "األمور ميؤوس منها‪.‬‬
‫عديم الجدوى‪ .‬الطمس‪ .‬اإلبادة ‪ . . .‬طوال الوقت كانوا يشعرون أنها تتسلل إلى عظامهم‪ . . .‬هم يعرفون‪.‬‬
‫وهم يعلمون» (‪ .)٤٥‬يتردد صدى هذا التجسيد في كل مكان‪ ،‬مثل عندما يصف العم ديل‪/‬تيريسياس مشهد‬
‫مقتل اليوس‪/‬لورانس‪/‬الري‪ /‬النغوس ‪" :‬كانت الجثث كلها ممزقة‪ . . .‬الرؤوس هنا‪ .‬الذراعين والساقين‬
‫هناك‪ .‬كان عليهم البحث عن جميع األجزاء‪ .‬كان قضيب الملك مفقوًدا‪ .‬تخيل ذلك!‪ . . .‬أعادوا الجثث مًعا‪.‬‬
‫وطرحها مثل اللغز "(‪ .)18‬يحتل التصرف في الجسد مركز الصدارة‪ ،‬لكن القصة لم يتم استرجاعها أبًدا‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن الفشل في التعويض عن هالك التقطيع هو القصة التالية‪ " :‬تقطيع األحشاء ‪ ،‬ونزع‬
‫القلوب‪ ،‬ورسمها وتقطيعها إلى أرباع‪ ،‬وتدحرج الرؤوس‪ .‬تقطر دًم ا على درجات المذبح" [‪ .]23‬األمر‬
‫األكثر وضوًح ا هو ظهور أوتو المتكرر طوال المسرحية على كرسي متحرك ‪ -‬في عداد المفقودين‬
‫"جسد" المأساة لسام شيبرد " كنا هناك أيًض ا"‪ :‬الفالسفة في المسرح ‪409‬‬
‫سواء كحالة طبية أو مفارقة تاريخية ‪ -‬فهي تسلط الضوء على المرض باإلضافة إلى العالقة بين موضوع‬
‫المسرحية ومؤلفها‪ .‬هنا‪ ،‬بدًال من أن يكون الجسد وسيلة للتنبؤ ‪ ،‬فإن الجسد هو القدر‪ ،‬والمسرحية ككل‬
‫تطاردها حتمية بيولوجية تشير إلى وفاة شيبرد بسبب مرض التصلب الجانبي الضموري‪ ،‬وهو مرض‬
‫يتميز على وجه التحديد بالتدهور التدريجي للعضالت والقدرة على الحركة‪ ،‬في نهاية المطاف‪ .‬مما يؤدي‬
‫إلى الشلل‪ ،‬وهو ما تم تفعيله بنيويا في المسرحية‪ .‬وكما يقول المحققون‪« :‬آثار اإلطارات‪ ،‬والعظام‪،‬‬
‫واألسنان‪ ،‬وقطع القماش‪ . . .‬كلهم يروون قصة» (‪ ،)٢٢‬لكن القصة التي يروونها ليست قصة «معنى» (‬
‫‪ )٢٣‬بل قصة ال معنى‪ ،‬ألنه في هذه المسرحية حتى المشاعر البدائية ‪ -‬الغضب‪ ،‬والفجور‪ ،‬والعدوان ‪-‬‬
‫هي مجرد جوانب من الحياة‪ .‬الدم (‪ )47‬وليس اإلرادة الفردية‪ ،‬وأوتو‪/‬أوديب ليس مأساوًيا بحكم عيب في‬
‫الشخصية ربما يكون قد اهتم به‪ ،‬ولكنه "شيء مميت‪ ،‬ال يمكن عالجه" (‪ .)38‬إن النغوس ‪/‬اليوس هو‬
‫الذي يذكر في منتصف المسرحية بشكل مباشر ما كان شيبرد يخبرنا به طوال الوقت‪" :‬هؤالء "رواة‬
‫الحكايات "ال يعرفون أبًدا ما يدور داخل مشاعر الرجل‪ .‬إنهم يحولون األشياء لتناسب احتياجاتهم الخاصة‪.‬‬
‫تقلبات في الحبكة‪ ،‬قصة ‪ -‬اختراعات تجعل المستمع يعتقد أنه على شيء ما بينما األمعاء تغلي‪ ،‬والدم‬
‫ينطلق في القلب" (‪.) 50‬ال يقدم شيبرد أي مرآة للنص المصدر لسوفوكليس ألن هذه هي وجهة نظره‬
‫بالتحديد ‪:‬ال توجد رواية بديلة‪" .‬كل الشجاعة مطروحة اآلن" (‪ )79‬وما يقولونه لنا هو‪ ،‬على حد تعبير‬
‫المجنون‪" ،‬أي جلد عابر نرتديه‪ .‬كل يوم تراق طبقة أخرى حتى ال يتبقى سوى الدم والعضالت» ( ‪.)91‬‬
‫فهو في الواقع ليس أوديب على اإلطالق‪ ،‬حتى لو كانا يشتركان في نفس الشخصية في المسرحية‪.‬‬
‫المصالحة غير ممكنة‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬ما الذي يمكن أن نستنتجه من هذه المسرحية‪ ،‬التي تتعامل سطورها النهائية مع المرض ليس‬
‫باعتباره كناية عن حالة معرضة لخطر التعفن األخالقي والسياسي ‪ ،‬ولكن باعتباره "أصل" الرغبة في‬
‫مثل هذه االستعارات؟ "أنا مريض"‪ ،‬يخبرنا أوديب‪” .‬مريض في الحياة اليومية‪ .‬مريض في أصولي» (‬
‫‪ .)١١٥‬يقوم السرد على محاولة التذكر ‪ ،‬سواء استعادة الجسد أو بناء ذاكرة يمكن االعتماد عليها‪ ،‬وال‬
‫يمكن تحقيق أي منهما هنا في تقطيع أوصال سوفوكليس‪ .‬إن حقيقة أن أنالي‪/‬أنتيجون قد أنجبت بالفعل‬
‫أوتو‪/‬أوديب جديد قبل أن ُيصاب أوتو‪/‬أوديب الحالي بالعمى‪ ،‬ناهيك عن موته‪ُ ،‬تبرز دائرية القدرية‬
‫البيولوجية‪ ،‬والطبيعة الوهمية للذات كتعبير عن اإلرادة في الحياة‪ .‬وجه القدر‪ .‬لقد ثبت أخيًرا أن الذاتية‬
‫التي صارعها شيبرد طوال عمله غير ذات صلة‪ ،‬نظًر ا ألن الموضوع ليس أكثر من مشهد‬
‫للصحة‪/‬العجز‪ ،‬وفي نفس الوقت يولد االستعارة وينهارها‪ .‬إن تشويش المشهد ال يقل عن تشويش‬
‫الموضوع المريض‪.‬‬
‫سأختتم باإلشارة إلى أنه لم يتم إنجاز سوى القليل نسبًيا من العمل بشأن االرتباط بين المرض واألدب‪،‬‬
‫ومن المؤكد أنه لم يتم القيام بأي عمل‪ ،‬على حد ما تمكنت من التأكد منه‪ ،‬في مواجهة شيبرد‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإنه يشير إلى أرض خصبة لتجديد المعرفة حول عمله‪ .‬تشير مقاالت مثل مقالة أندريا ر‪ .‬ومايكل كوتو‬
‫بعنوان "موضوع المرض كموضوع لألدب" (‪ )2009‬إلى أن الجسم السليم والمريض هو في حد ذاته‬
‫"أصل" الشكل السردي‪ ،‬كما يقول شيبرد‪" :‬المرض وتتابعاته تعيد قياس حدود الجسد وإمكانياته‪ ،‬وعندما‬
‫تصبح الذات واعية لهذه الحدود المعدلة‪ ،‬فإنها تتطور إلى ذات مرضية تبحث عن سرد يتكيف مع‬
‫الظروف الجديدة” ( كوتو ‪ .)1 :2009‬الكتابة عن الحاجة إلى الممارسة السريرية للتعامل مع هذه‬
‫التعديالت السردية‪ ،‬مثل هذا العمل يستكشف‪ ،‬كما يفعل شيبرد‪" ،‬اضطراب السيرة الذاتية بين التجربة‬
‫الذاتية للمرض‪ ،‬والموضوع المعدل‪ . . ."...‬الذي يتطلب نمط وجوده المختلف في العالم رواية جديدة" (‪-1‬‬
‫‪ .)2‬ما نشهده في شيبرد هو على وجه التحديد هذا التحول ‪ -‬مالحظة في الوقت الفعلي تقريًبا لكيفية قيام‬
‫الشخص المصاب بإعادة تشكيل النص والسرد إلعادة تموضعه في العالم‪ ،‬وهو ما ال يملك سوى القليل‬
‫من الصبر تجاه الجوانب الجمالية والسياسية والثقافية‪ .‬المعاني التي توفر التماسك‪ .‬يبدو األمر كما لو أن‬
‫شيبرد قد حقق أخيًر ا التوليف بين المشهد واألصالة الذي كان يسعى لتحقيقه منذ فترة طويلة‪ .‬الكثير مما‬
‫يثير رعبه‪.‬‬

‫األعمال المذكورة‬
‫برانتلي‪ ،‬بن (‪ ،”Call Out the Patricide Squad“ ،)2014‬اوقات نيويورك‪ 23 ،‬نوفمبر‪.C1 ،‬‬
‫كرنك‪ ،‬جيمس أ‪ ،)2012( .‬فهم سام شيبرد‪ ،‬كولومبيا ‪ :SC‬مطبعة جامعة كارولينا الجنوبية‪.‬‬
‫ديدريش‪ ،‬ليزا (‪ ،)2007‬العالجات‪ :‬اللغة والسياسة وثقافة المرض‪ ،‬مينيابوليس‪ :‬مطبعة جامعة مينيسوتا‪.‬‬
‫"جسد" المأساة لسام شيبرد " كنا هناك أيًض ا"‪ :‬الفالسفة في المسرح ‪411‬‬
‫)‪" ،Kottow ، Andrea R. and Michael H. Kottow (2009‬موضوع المرض كموضوع‬
‫لألدب"‪ ،‬الفلسفة واألخالق والعلوم اإلنسانية في الطب ‪.6-1 :)10( 2‬‬
‫كريتزر ‪ ،‬كارسون (‪“ ،)2017‬كاتب رعاة البقر”‪ ،‬مراجعة المسرح المعاصر ‪.3-542 :)4( 27‬‬
‫باركر‪ ،‬كريستيان (‪“ ،)2017‬شيبرد داخل وخارج األكاديمية”‪ ،‬مراجعة المسرح المعاصر ‪-539 :)4( 27‬‬
‫‪.41‬‬
‫سكوت بوتومز‪ ،‬ستيفن (‪“ ،)2017‬تذكر سام شيبرد (‪ ،”)2017-1943‬مراجعة المسرح المعاصر ‪:)4( 27‬‬
‫‪.9-536‬‬
‫شيبرد ودارك (‪ ،)2013‬من إخراج تريفا وورمفيلد ‪ ،‬وشركة ميوزك بوكس فيلمز وهوبي فيلمز‪.‬‬
‫شيبرد‪ ،‬سام (‪ 2017‬أ)‪ ،‬الواحد في الداخل‪ ،‬نيويورك‪ :‬كنوبف‪.‬‬
‫— (‪ 2017‬ب)‪ ،‬جسيم من الرهبة (اختالفات أوديب)‪ ،‬نيويورك‪ :‬عتيق‪.‬‬
‫سكيلتون‪ ،‬شانون بليك (‪ ،)2016‬العمل المتأخر لسام شيبرد‪ ،‬لندن‪ :‬بلومزبري ميثوين دراما‪.‬‬

You might also like