Professional Documents
Culture Documents
العرض الخاص بتوثيق التصرفات العقارية
العرض الخاص بتوثيق التصرفات العقارية
العرض الخاص بتوثيق التصرفات العقارية
عرض بعنوان:
نظام توثيق التصرفات العقارية
إشراف األستاذ:
محمد المصمودي
2023 2022
1
نصت الشريعة اإلسالمية على توثيق العقود والمعامالت حيث أمر هللا سبحانه وتعالى
عباده بتحريرها وكتابتها في الوثيقة المكتوبة مصداقا لقوله عز وجل :ﱩ ﭑ ﭒ ﭓ
ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ
ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ
ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸﯹ
كما أن المشرع المغربي من أجل تحصين الملكية العقارية اتخذ عدة تدابير من شأنها
حمايتها – أي الملكية -ومن أنجع هذه الوسائل التوثيق الذي يؤ ّمن ضمان وحماية الحقوق
والمصالح.
تعد عملية تحرير العقود المتصلة بالتصرفات العقارية ذات أهمية بالغة نظرا لكونها
تساهم في إثبات الترفات وفي تسيير التداول العقاري ،إال أن نجاح هذه العملية مرهون
بمدى إمكانياتها في تحقيق استقرار المعامالت ونجاعتها في تحديد االلتزامات.
وتماشيا مع مكانة العقار وأهميته فقد جاءت الرسالة الملكية للتأكيد على ذلك" ال يخفى
عليكم أن العقار يعتبر عامل إنتاج استراتيجي ورافعة أساسية للتنمية المستدامة بمختلف
أبعادها { }....وهو الوعاء الرئيسي لتحفيز االستثمار المنتج المدر للدخل والموفر لفرص
الشغل والنطالق المشاريع االستثمارية في مختلف المجاالت الصناعية والفالحية والسياحية
1
والخدماتية{}...كما أنه – أي العقار -محرك ضروري لالقتصاد الوطني.
-2مقتطف من الرسالة الملكية التي وجهت من طرف جاللة الملك محمد السادس الى المشاركين في المناظرة الوطنية التي
أقيمت بالصخيرات يومي 8و 9دجنبر 2015حول موضوع :السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية االقتصادية
واالجتماعية.
2
إن عناية المشرع بمجال العقار كعنصر أساسي من عناصر قيام كل دولة على حدة جعله
يلزم بضرورة توثيق التصرفات والعقود المتعلقة بالعقار وفق تقنيات خاصة ال يمكن الحديث
عن توثيق العقود إال في إطارها فجعل الوثائق العدلية والعصرية والمحررات الثابتة التاريخ
أساسا لتوثيق هذه التصرفات والعقود.
أصدر المشرع المغربي مدونة الحقوق العينية من أجل توحيد القواعد واألحكام المطبقة
على الملكية العقارية والحقوق العينية ما لم مع التشريعات الخاصة بالعقار ،وبالرجوع
لظهير االلتزامات والعقود المغربي في الفصل ،489نجده استوجب ضرورة تحرير العقود
المتعلقة بالمعامالت العقارية في محرر ثابت التاريخ وفي نفس المنحى أشارت المادة 4من
مدونة الحقوق العينية الى أنه «يجب أن تحرر –تحت طائلة البطالن -جميع التصرفات
المتعلقة بنقل الملكية أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وكذا
الوكاالت الخاصة بها بموجب محرر رسمي أو بموجب محرر ثابت التاريخ يتم تحريره
من طرف محام مقبول للترافع إما من محكمة النقض ما لن ينص قانون خاص على خالف
ذلك.
إضافة الى مدونة الحقوق العينية هناك قوانين خاصة أخرى اهتمت بتنظيم التصرفات
العقارية:
القانون رقم 107.12المغير والمتمم للقانون رقم 44.00المتعلق ببيع العقار في طور ✓
اإلنجاز.
القانون رقم 106.12المغير والمتمم للقانون 18.00المتعلق ببيع الشقق في إطار الملكية ✓
المشتركة.
القانون رقم 51.00المتعلق باإليجار المفضي الى تملك العقار. ✓
القانون رقم 25.90المتعلق بالتجزئات والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات. ✓
القانون رقم 32.09المتعلق بتنظيم التوثيق العصري. ✓
القانون رقم 16.03المتعلق بخطة العدالة. ✓
يندرج موضوع عرضنا تحت عنوان «توثيق التصرفات العقارية" هذا العنوان يثير عدة
إشكاالت أبرزها إشكال محوري يتمثل في :إلى أي حد وفق المشرع المغربي في توثيق
التصرفات العقارية في القوانين العامة والخاصة؟
هذا اإلشكال تتفرع عنه عدة إشكاالت تتمثل في :ما هو مفهوم التوثيق؟ وما هو دوره في
استقرار المعامالت العقارية؟ وكيف يتم توثيق التصرفات العقارية وفق المادة 4من مدونة
الحقوق العينية وفي بعض القوانين األخرى خاصة القانون 16.03المتعلق بخطة العدالة
والقانون 32.09المتعلق بمهنة التوثيق؟ وما هي أحكام التوثيق العبري للتصرفات العقارية؟
3
ولإلجابة عن هذه التساؤالت تستدعي تقسيم هذا العرض وفق مبحثين:
المبحث األول :األحكام العامة لتوثيق التصرفات العقارية
هذا المبحث سنقوم بتقسيمه إلى مطلبين نخصص المطلب الثاني لمفهوم التوثيق ودوره في
استقرار المعامالت العقارية ،وقبله نخصص المطلب األول للتأصيل التاريخي لتوثيق
التصرفات العقارية بالمغرب.
المبحث الثاني :توثيق التصرفات العقارية من خالل مدونة الحقوق العينية وقوانين أخرى
خاصة
سنين في هذا المبحث توثيق التصرفات العقارية في مدونة الحقوق العينية في مطلب أول
ثم لتوثيق التصرفات العقارية في قوانين خاصة في مطلب ثاني ،ومن بين هذه القوانين
القانون المتعلق بمهنة التوثيق والقانون المتعلق بخطة العدالة.
4
المبحث األول :األحكام العامة لتوثيق التصرفات العقارية
المطلب األول :التأصيل التاريخي لتوثيق التصرفات العقارية بالمغرب
الفقرة األولى :توثيق التصرفات العقارية في المغرب ما قبل الحماية
إذا كان نظام التوثيق قد عرف قبل ظهور اإلسالم عند البابليين والفراعنة ،فإن اإلسالم
قد خصه بعناية فائقة ،يتضح ذلك من خالل اآليات القرآنية التي وردت في مسألة الدين ،والتي
يمكن اعتبارها أساس نظام التوثيق في اإلسالم ،فمن خالل هذه اآلية الكريمة يأمر هللا عز وجل
عباده بتوثيق الديون عن طريق الكتابة يقول هللا سبحانه :ﱩ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ
وفي المغرب ،فإن منظومة التوثيق ،في هذه المرحلة عرفت ظهور التوثيق العدلي الذي
يستمد جذوره من أحكام الشريعة ،وقواعد الفقه المالكي على الخصوص ،حيث بدأ العمل
بالوثيقة العدلية بالمغرب منذ دخول اإلسالم إلى هذا البلد .ووثق المغاربة جل معامالتهم المالية
والشخصية بالتوثيق العدلي .وقد صدر أول قانون لتنظيم هذا التوثيق في 24ربيع اآلخر
531هجرية موافق 23يونيو 1938م ،ثم توالت بعد ذلك التعديالت ليصدر بتاريخ 7فبراير
1944الظهير الذي نظم المحاكم الشرعية وقد تضمن في فصول منه مقتضيات تخص خطة
العدالة.1
عرفت مؤسسة التوثيق العصري في المغرب تطورا مهما ،بحيث لم يكن لها وجود قبل
عهد الحماية ،غير أنه وبعد هذا التاريخ (بعد الحماية الفرنسية على المغرب) أقر المشرع
الفرنسي هذه المؤسسة داخل التراب المغربي ،بداية عبر التنصيص على ضرورة إنشاء كتابة
خاصة في كل محكمة يعهد إليها القيام بمهام التوثيق.
5
بعد ذلك توالت مجموعة من المناشير الوزارية التي كانت تجسد حقيقة واحدة هي سعي
المستعمر آنذاك إلى ترسيخ التوثيق الفرنسي بالمغرب بهدف االستيالء على أراضي المغاربة
بطريقة غير مباشرة ،ويعتبر ظهير 4ماي 1925المقتبس من قانون التوثيق الفرنسي 25
فانتوز السنة الحادية عشر الصادر بتاريخ 16ماي 1803نقطة االنطالق للتوثيق العصري
في المغرب .غير أنه وبسبب اإلشكاالت التي أتارها هذا القانون؛ نتيجة اختالف البنية القانونية
واالجتماعية واالقتصادية الفرنسية عن مثيلتها المغربية ،كان البد من إصالح منظومة التوثيق
العصري في بالدنا لتتالءم والخصوصية المغربية في هذا المجال.
وهكذا تعددت محاوالت إصالح مهنة التوثيق ،إلى أن صدر القانون رقم 32.09المنظم
لمهنة التوثيق .ثم المرسوم رقم 2.12.125الصادر في ربيع الثاني 1434الموافق ل 8مارس
المتعلق بتطبيق قانون .32.091
1البشير أغراس ،التوثيق العصري وفق القانون ،32.09ماستر القانون المدني المعمق ص2018 ،4 :ـ .2019
2مجمع اللغة العربية –وزارة التربية والتعليم مصر-ص660
3د محمد جميل بن مبارك ،التوثيق واإلثبات بالكتابة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ص10
6
ومنه الميثاق للعهد .وعلى هذا المعنى سميت الوثيقة وثيقة ألنها تشد المتعاقدين بما جرى حتى
يصير ميثاقا عليهما ،وهي بهذا المعنى تكون قريبة من معنى العقد ،ولذلك يطلق العقد على
الوثيقة.
قال ابن العربي" :وسميت وثائق من الوثيقة ،وهي ربط الشيء لئال ينفلت ويذهب ،وسميت
1
عقودا ألنها ربطت كتبة كما ربطت قوال"
ثانيا :التوثيق اصطالحا
ويمكن أن يعرف التوثيق باعتباره علما ووظيفة" :خطة يتوالها العدول المنتصبون لكتابة
العقود وضبط الشروط بين المتعاقدين في األنكحة وسائر المعامالت ونحوها على وجه يحتج
2
به"
وكلمة خطة تعنى في التعريف :وظيفة من وظائف الدولة المساعدة للقضاء ،والقائمون بهذه
الخطة يسمون الموثقون ،والعدول والشهود العدول ،وسموا موثقون ألنهم يقومون بالتوثيق
بين الناس.
كما عرفه الدكتور العدل الموثق الغازي الحسيني فقال " :وفن التوثيق هو الذي يرسم خطوط
كل معاملة وينظم سيرها ويحدد مدى نشاطها طبقا لنصوص التشريع وقواعد العرف الثابت
وآراء الفقهاء وما جرى عليه عمل القضاء".
وقال فيه ابن فرحون" :هي صناعة جليلة وشريفة وبضاعة عالية منيفة ،تحتوي على ضبط
أمور الناس على القوانين الشرعية وحفظ دماء المسلمين وأموالهم ،واالطالع على أسرارهم
وأحوالهم ،وبغير هذه الصناعة ال ينال ذلك ،وال يسلك هذه المسالك"3
الفقرة الثانية :دور التوثيق في استقرار المعامالت العقارية
يمنح التوثيق الرسمي ضمانات مهمة في استقرار المعامالت العقارية ،وذلك سواء على مستوى
الجهة المؤهلة لتحريرها وكذلك على مستوى المحرر نفسه.
7
أوال :الضمانات المتعلقة بالجهة المحررة
إن توثيق المحررات وفق نظام الرسمية يوفر ضمانات مهمة الستقرار المعامالت العقارية،
وذلك على مستوى الجهات المكلفة بتحريرها ،وهذا يتبين جليا من خالل القوانين المنظمة لكل
من العدول (أ) ،والموثقين (ب) ،باعتبارهما الجهتين المؤهلتين إلصدار مثل هذه المحررات.
أ ـ بالنسبة للعدول
إن توثيق التصرفات العقارية مهمة جاسمة ،ال يمكن أن يقوم بها إال أشخاص مؤهلون يتمتعون
بالكفاءة القانونية والتجربة المهنية الضرورية ،ومنظمون في إطار نظامي يضمن تأهيلهم
ومراقبتهم واإلشراف عليهم ،ويحدد مسؤولياتهم المهنية والمدنية والجنائية عند االقتضاء ،لذلك
نجد أن المشرع يقرر في القانون المتعلق بخطة العدالة رقم 16.03ما يلي :توفر مجموعة من
الشروط في العدل حددها في المادة 4من القانون المذكور.
يشرف على مراقبة العدول كل من القاضي المكلف بالتوثيق ووزير العدل ،مما يزيد ثقة الزبناء
في التعامل معهم ،تجري النيابة العامة لدى محكمة االستئناف بحثا أوليا في كل شكاية ضد كل
عدل تعلق باختالالت مهنية.
يتعرض العدل كلما ارتكب مخالفة للقواعد المقررة أو بالواجبات المعروضة عليه لمتابعة
تأديبية وللعقوبات التأديبية.
باإلضافة إلى ذلك نجد المادة 53من قانون 16.03المتعلق بخطة العدالة أنها حددت مهام
الهيئة الوطنية للعدول ،والتي تتمثل في صيانة مبادئ وتقاليد أعراف مهنة خطة العدالة،
1
والحرص على تثبيت أخالقيتها ،وعلى تنفيذ العدول لواجباتهم المهنية.
إلى جانب الهيئة الوطنية للعدول المعهود لها مراقبة العدول نجد نوعا آخر من الرقابة اإلدارية
على عملهم ،يتعلق األمر بالمحافظة العقارية ،حيث يقوم المحافظ العقاري بالتأكد من صحة
المحررات المنجزة من قبلهم ،والماثلة لدى المحافظ من أجل تقييد الحقوق التي تتضمنها من
حيث الشكل والجوهر ،بحيث يتفحص مدى أهلية محرريها لمزاولة مهنة التوثيق الرسمي،
وكذا استيفاء المحررات الرسمية للبيانات الالزمة والضرورية العتمادها كدعامة يرتكز عليها
2
المحافظ العقاري تحت طائلة الرفض وعدم قبول التقييد.
إضافة إلى ذلك تمارس إدارة الضرائب رقابة هي األخرى على المحررات الرسمية الصادرة
عن العدول قصد استيفاء الوجابة الجبائية ،وكذا االطالع على كل ما تراه مفيدا لربط الضريبة
8
وتصحيح الربط الضريبي الذي سبق أن قامت به بالنسبة لهؤالء الزبناء المتعاملين ،لذلك أجاز
لها القانون ذلك .وهو ما يتعارض في مواجهة ماسكي هذه الوثائق مع التزام بكتمان السر
1
المهني ،وعدم تمكين أيا كان من االطالع عليه ،إال إذا سمح القانون بذلك على وجه االستثناء
ب ـ بخصوص الموثقين
إن الضمانات المتعلقة بشخص الموثق كمهني تم التنصيص عليها في قانون 09.32المنظم
لمهنة التوثيق العصري ،حيث اشترط أن يكون الموثق شخصا ذو سلوك حسن ومروءة ونزاهة
وشرف ،وأن يلتزم بمبادئ الشرف والحياد والحفاظ على حقوق األطراف ،إضافة إلى إقرار
مسؤوليته من كل األخطاء التي تصدر منه ..وذلك من أجل ضمان استقرار المعامالت العقارية،
وتماشيا مع ذلك وفي إطار قانون 32.09تمارس الرقابة على الموثقين من قابل الهيئات المهنية
للمجلس الوطني للموثقين ،حيث أنه بالرجوع إلى المادة 113نجدها تنص على أنه " يمارس
المجلس الوطني لموثقين المهام المسندة للهيئة الوطنية بمقتضى هذا القانون " .2ومن بين هذه
المهام مراقبة مكاتب الموثقين بصفة نظامية ،وكذا ضمان السير العادي لمصلحة الموثقين
بالمنطقة ،أي تنظيم التغيبات وفترات غياب الفاعلين عن مكتبهم بناء على إذن مسبق من الهيئة
وغيرها من المهام المنوطة بهذا المجلس.
إلى جانب المجلس الجهوي الذي بدوره يتولى مهام الرقابة اإلدارية على عمل الموثق ،بتنسيق
3
مع المجلس الوطني بمقتضى المادة 65من قإانون 32.09 24المتعلق بمهنة التوثيق.
باإلضافة إلى مراقبة المحافظة العقارية ،وإدارة الضرائب على المحررات الرسمية الصادرة
عن الموثقين.
أيضا ولضمان استقرار المعامالت العقارية ،يخضع الموثق في إطار قانون 32.09لرقابة
قضائية من قبل رئيس المحكمة االبتدائية ،الذي يقوم حالة وفاة الموثق قبل توقيع العقد وبناء
على طلب المتعاقدين إحالل توقيع موثق آخر مكان األول 4،كما يتولى أمر التأشير على سجل
التحصين الذي يحدد شكله وزير العدل والممسوك من طرف الموثق ،كما أنه يشهد على مطابقة
نظير العقد للعقد األصلي ،والتأكيد من أن النظير مذيل بخاتم الموثق وتوقيعه.5
1عادل الصدفي ،الدائرة الضريبية وعالقتها بالمهن الحرة ،العدول والموثقون نموذجا ،رسالة لنيل الماستر في القانون
الخاص ،تخصص القانون والعلوم اإلدارية للتنمية ،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية بطنجة ،السنة الدراسية 2012\2011 :الصفحة 37و38
- 2المادة 113من قانون 32.09المنظم لمهنة التوثيق العصري
3المادة 65من قانون 32.09المنظم لمهنة التوثيق العصري
- 4المادة 45من قانون 32.09المتعلق بمهنة التوثيق العصري
5المادة 109من قانون 32.09المنظم لمهنة التوثيق العصري
9
ثانيا :الضمانات المتعلقة بالمحرر نفسه
إن تحرير الوثيقة الرسمية وفق اإلجراءات والضوابط القانونية المحددة في قانون 32.09
المتعلق بمهنة التوثيق العصري ،وفي قانون 16.03المنظم للتوثيق العدلي من شأنها أن تضفي
عليها حجة قاطعة على المتعاقدين وفي مواجهة الغير ،وسواء تعلق األمر بإثبات التصرفات
والوقائع التي تضمنها هذه الوثيقة ،أو من حيث تنفيذها.
أ ـ حجية المحررات الرسمية في اإلثبات.
يعتبر الدليل الكتابي سيد أدلة اإلثبات في القانون المغربي ،فهو يمتاز عن غيره من األدلة
بإمكان إعداده منذ نشوء الحق أي قبل قيام النزاع ،كما أنه يوفر عدة ضمانات ،باإلضافة إلى
أن الكتابة لن تكون عرضة للتزوير كما هو الشأن لشهادة الشهود أو غيرها من األدلة 1،لذلك
نجد المشرع المغربي في المادة 4من مدونة الحقوق العينية ألزمت األطراف المتعاقدة على
توثيق تصرفاتهم العقارية في محررات رسمية نظرا لما تتمتع به هذه األخيرة من حجية في
اإلثبات سواء بين األطراف أو في مواجهة الغير.
وانطالقا من مقتضيات الفصول 418و 419و 420من قانون االلتزامات والعقود فإنه يجب
أن تتوفر في الوثيقة الرسمية مجموعة من الشروط والبيانات القانونية من جهة ،ويجب على
محرريها – الموثقون والعدول – احترام ضوابط وأحكام مهنتهم من جهة أخرى .وهو ما من
شأنه أن يضفي على الوثيقة المحررة من طرفهم الصبغة الرسمية والحجية القاطعة في اإلثبات،
وهو التوجه الذي سارت عليه محكمة النقض حيث جاء في قرار لها بتاريخ 28ماي 1996أن
"عقد البيع المحرر من طرف الموثق يعتبر حجة رسمية ال يطعن فيها طبقا لمقتضيات الفصلين
2
418و 419من قانون االلتزامات والعقود إال بالزور
ب ـ حجية المحررات الرسمية في التنفيذ.
البد ألصحاب المحررات الرسمية من اللجوء إلى القضاء الستصدار حكم قضائي بتنفيذ العقد،
إذ أنه رغم ذلك فإن المستندات الرسمية ال تخلوا من االمتيازات ،حيث راعى المشرع مصلحة
األفراد الذين تكون بحوزتهم حجة قوية تثبت حقوقهم ،خاصة ما يتعلق بالتنفيذ المعجل ،فقد
نص الفصل 147من قانون المسطرة المدنية في فقرته األولى على أنه " :يجب أن يأمر بالتنفيذ
المعجل رغم كل تعرض أو استئناف دون كفالة إذا كان هناك سند رسمي أو تعهد معترف به
3
أو حكم سابق غير مستأنف".
1عمر أوتيل ،التوثيق ودوره في استقرار المعامالت العقارية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،تخصص
العقود والعقار ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة ،السنة الجامعية2013\2012 :
الصفحة ،الصفحة 101
2قرار عدد 3434ملف مدني عدد ،2409-92مجلة القضاء المجلس العلمي ،عدد ،52الصفحة 60
3الفصل 147من قانون المسطرة المدنية
10
كما أن حامل الورقة الرسمية يكون من حقه استصدار أمر باألداء أمام رئيس المحكمة االبتدائية
2
1وكذا أمام رئيس المحكمة التجارية.
ولعل الغاية من إضفاء الصبغة التنفيذية على المحررات الرسمية من شأنها تحقيق التوازن
بين مصلحتين متعارضتين ،فمن جهة نتحدث عن ضمان مصلحة الدائن باقتضاء حقه على
وجه السرعة ،ومن جهة أخرى نتحدث عن حق المدين في عدم ممارسة إجراءات التنفيذ على
3
أمواله إال من طرف من تقرر لمصلحته دين في ذمته
11
المبحث الثاني :توثيق التصرفات العقارية من خالل مدونة الحقوق العينية وقوانين
خاصة أخرى
سعى المشرع المغربي إلى تنظيم مسألة الكتابة التوثيقية الخاصة بالمعامالت العقارية من
خالل أحكام الفصل 489من قانون االلتزامات والعقود حيث يظهر من خالل هذا الفصل أنه
إذا كان المبيع مبرما على عقار أو مبنى أو حق من الحقوق العقارية فإنه البد من تحرير البيع
1
كتابة في محرر ثابت التاريخ.
أشار المشرع في المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية إلى ضرورة تحرير المعامالت
العقارية في المحرر الرسمي والذي يتم تحريره من طرف الموثق العصري في إطار القانون
32.09المنظم لمهنة التوثيق او من طرف العدول الشهود في إطار القانون رقم 16.03المتعلق
بخطة العدالة
وذلك راجع إلى أهمية الوثيقة الرسمية ،كما سمح المشرع كذلك لألطراف بإمكانية تحرير
معامالتهم العقارية في محررات ثابتة التاريخ لدى محامي مقبول أمام محكمة النقض 2،ويظهر
أن هذه المادة تركت االختيار بين المحررات الرسمية والثابتة التاريخ في توثيق التصرفات
3
العقارية.
-1سليمان أدخول ،الشرح العملي لمركز الوثائق العدلية في نظام السجالت العقارية دراسة على ضوء التوثيق العدلي
والتشريع العقاري بالمغرب دار السالم الرباط ،2016 ،ص.191:
-2عمر أوتيل ،م س ص.23:
-3نبيل البكوري ،إشكالية توثيق التصرفات العقارية بين المبدأ واالستثناء منشورات المجلة المغربية لألنظمة العقارية
والسياسية العدد الخاص رقم ،17تحت عنوان "النظام العقاري المغربي الجوانب القانونية والمنازعات القضائية مطبعة
األمنية الرباط ،2019ص.227:
-4مدونة الحقوق العينية الجديدة وفق آخر التعديالت (القانون )39.08إعداد وتقديم عبد الكريم كمران ،ط ،2الرباط،
ص.9-8:
يجب اإلشارة إلى مقترح قانون يقضي بتغيير المادتين 4و 319من القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية
ومما جاء في المقترح وخصوصا المادة 4ما يلي " :يجب أن تحرر -تحت طائلة البطالن-جميع التصرفات المتعلقة بنقل
الملكية أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وكذا الوكاالت الخاصة بها بموجب محرر رسمي،
أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لم ينص قانون خاص على
خالف ذلك.
يجب أن يتم توقيع العقد المحرر.....................حررته.
تصحح إمضاءات األطراف من لدن السلطات المحلية المختصة ويتم التعريف بإمضاء المحامي المحرر للعقد من لدن
نقيب هيئة المحامين المقيد بجدولها.
يعتبر تاريخ تصحيح إمضاءات األطراف من لدن السلطات المختصة هو تاريخ إنجاز العقد.
-5إدريس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة،
ط ،3مراكش ،2019،ص125 :
12
سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين نخصص المطلب األول لتوثيق التصرفات العقارية من خالل
المادة 4من مدونة الحقوق العينية ،بينما نخصص المطلب الثاني لتوثيق التصرفات العقارية
في قوانين خاصة.
المطلب األول :توثيق التصرفات العقارية من خالل المادة 4من مدونة الحقوق العينية.
نصت المادة 4من مدونة الحقوق العينية على أنه " يجب أن تحرر -تحت طائلة البطالن -
جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو
إسقاطها وكذا الوكاالت الخاصة بها بموجب محرر رسمي ،أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره
من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لم ينص قانون خاص على خالف ذلك.
يجب أن يتم توقيع العقد المحرر من طرف المحامي والتأشير على جميع صفحاته من األطراف
ومن الجهة التي حررته.
تصحح إمضاءات األطراف من لدن السلطات المحلية المختصة ويتم التعريف بإمضاء
1
المحامي المحرر للعقد من لدن رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرتها.
ومن خالل المادة الرابعة يتضح أن المشرع أقر بنظرية رسمية العقود لكنه لم يحدد طبيعة
المحرر الثابت التاريخ هل هو محرر رسمي أو عرفي ،أو محرر من نوع خاص ،وإذا كان
يمكن اعتباره محرر من نوع خاص بدال من اعتباره محرر رسمي أو عرفي رغم أن هذا الحل
2
الوسط كما يرى البعض ال يؤدي بالضرورة إلى حل مشكلة التكييف التي تطرح عدة تساؤالت.
يتضح كذلك من المادة الرابعة أن توثيق التصرفات العقارية قد تتم في المحررات الرسمية
التي يقوم بها الموظفون العموميون ومن في حكمهم وقد تتم المحررات الثابتة التاريخ التي
يقوم بها المحامون لذلك سنقوم بتقسيم هذا المطلب إلى فقرتين نخصص الفقرة األولى لتوثيق
التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وحجيتها ،ثم الفقرة الثانية لتوثيق التصرفات
العقارية في المحررات الثابتة التاريخ وحجيتها.
13
الفقرة األولى :توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وحجيتها.
عرف الفصل 418من ظهير االلتزامات والعقود الورقة الرسمية بأنها هي التي يتلقاها
الموظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك في الشكل الذي
يحدده القانون.
وتكون رسمية أيضا:
.1األوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم؛
.2األحكام الصادرة من المحاكم المغربية األجنبية بمعنى أن هذه األحكام يمكنها حتى قبل
1
صيرورتها واجبة التنفيذ أن تكون حجة على الوقائع التي تثبتها.
ويظهر أن وصف الورقة بالرسمية هو نتيجة تحريرها من طرف شخص له صفة رسمية
(موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة له صالحية التوثيق) 2ويشترط أن تنسب إليه الورقة
وإن لم يكن قد كتبها 3إضافة إلى صالحيته لتوثيق الورقة في مكان تحرير العقد وفق الشكل
4
المحدد قانونا.
نظرا لإلقبال الكبير على بعض الوثائق رغم تحريرها من غير الموظف العمومي ،فإنها
تكتسب صفة الرسمية كمحررات الموثقين التي تم تنظيمها بالقانون رقم ،32.09حيث نصت
المادة 48منه على أنه تكون للعقود والمحررات التي ينجزها الموثق وفقا لمقتضيات هذا
القانون الصيغة الرسمية المقررة في قانون االلتزامات والعقود 5إضافة الى المحررات العدلية
التي تم تنظيمها وفق القانون 16.03حيث نصت الفقرة األخيرة من المادة 35منه على أنه ال
6
تكون الوثيقة تامة إال إذا كانت مذيلة بالخطاب وتعتبر حينه وثيقة رسمية.
إذا كانت المادة 4من مدونة الحقوق العينية قد أقرت مبدأ االختيارية في توثيق
التصرفات العقارية إما في محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ ،فإن نصوص أخرى استثنت
توثيق التصرفات العقارية من هذا المبدأ ،واستلزمت توثيقها في محررات رسمية فقط كعقود
1
-قانون االلتزامات والعقود المغربي ،إعداد وتقديم عبد الكريم كمران ،ط ،2002 ،2الرباط ،ص68 :
في حين سمى المشرع الفرنسي الورقة الرسمية بالسند الرسمي حيث أشارت المادة 1369الى أن السند الرسمي هو المحرر
الذي يصدر من موظف عام يتمتع باالختصاص والصفة الالزمة لتحريره وفق الشكليات المطلوبة.
-قانون العقود الفرنسي الجديد ترجمة نافع بحر سلطان كلية القانون ،جامعة الفلوجة ،د.ت ،ص110:
-إدريس العالوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء،1981،
ص672:
-8عبد الرحمان الشرقاوي ،القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون
االقتصادي ،4إثبات االلتزام ،ط 2002 ،2مطبعة األمنية الرباط ،ص56:
4
-نفسه ،ص.59-58:
-5ظهير شريف رقم 1-11-79صادر في 25من ذي الحجة 22( 1432نونبر )2011بتنفيذ القانون رقم 32-09بتنظيم
مهنة التوثيق الجريدة الرسمية عدد 27( 59-89ذي الحجة 2011.)1432ص.17 :
-11مرسوم رقم 2-08-378صادر في 28من شوال 28(1429أكتوبر )2008بتطبيق أحكام القانون رقم 16-03المتعلق
بخطة العدالة الجريدة الرسمية رقم ،5400ص.20 :
14
العمري والهبة والصدقة والرهن الحيازي والمغارسة في شكل رسمي تحت طائلة البطالن
وأيضا الوقف العام في إطار المعاوضات العينية وكذا تحرير عقد الوصية في إطار مدونة
1
األسرة.
بالرجوع إلى الفقرة األولى من الفصل 419من ظهير االلتزامات والعقود نجدها تنص على
أن "الورقة الرسمية حجة قاطعة حتى على الغير في الوقائع واالتفاقات التي يشهد الموظف
2
العمومي الذي حررها بحصولها في محضره وذلك إلى أن يطعن فيها بالزور.
ويستخلص من هذه الفقرة أن الورقة الرسمية التي استكملت شروطها القانونية تكون حجة على
كافة الناس ،وال تقتصر على المتعاقدين فحسب بل تشمل خلفهما العام والخاص وكافة الناس
فيما يتعلق باالتفاقات والوقائع التي دونت بها ما لم يطعن فيها بالزور.
والورقة الرسمية حجة كذلك بسالمتها المادية أي عدم حصول تغيير في محتوياتها التي
دونت فيها وقت إنشائها ،وال يشترط في ذلك إال أن يكون مظهرها الخارجي غير باعث على
االرتياب والشك في مصدرها وفي سالمتها فإذا وجد بها كشط أو محو أو غير ذلك من العيوب
3
المادية ،كان للمحكمة أن تقدر ما يترتب على ذلك من إسقاط قيمة الورقة في اإلثبات أو نقضها.
بالرجوع إلى قانون المسطرة المدنية نجده ينص على أن المحررات الرسمية يمكن الطعن
فيها عن طريق الزور الفرعي( 4أو الطلب العارض حسب الفصل 94من قانون المسطرة
5
المدنية) ،أو دعوى الزور الفرعية حسب الفصل 102من قانون المسطرة المدنية.
الفقرة الثانية :توثيق التصرفات في المحررات ثابتة التاريخ وحجيتها
يعرف المحرر الثابت التاريخ بأنه كل وثيقة عرفية يتم تحريرها وفقا الشروط التي بينها
القانون ،وبناء على المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية فإن المحرر الذي يحرره المحامي
ال يكون ثابت التاريخ إال بالمصادقة على توقيعات أطرافه طبقا للفقرة األولى والثانية من المادة
المذكورة ،كما أن تسجيل العقد المذكور له أهمية قصوى سواء من أجل تقييد العقد بالمحافظة
على األمالك العقارية ،أو إضفاؤه على العقد صفة ثبوت التاريخ.
1
-إدريس الفاخوري ص126:
2
-ظهير االلتزامات والعقود ،م س ،ص.68 :
3
-إدريس العالوي العبدالوي ،م س ،ص.73:
-15الفصل 92من قانون المسطرة المدنية ،الذي ينص على أنه إذا طعن أحد األطراف أثناء سريان الدعوى في أحد
المستندات المقدمة بالزور الفرعي صرف القاضي النظر عن ذلك إذا رأى أن الفصل في الدعوى ال يتوقف على هذا
المستند.
قانون المسطرة المدنية مع القانون الجديد المتعلق بقضاء القرب وفق آخر التعديالت ،إعداد عبد الكريم كمران ،ط،4
،2022الرباط ،ص- .37:
-16ينص الفصل 102على أنه إذا رفعت المحكمة الزجرية دعوى أصلية بالزور مستقلة عن دعوى الزور الفرعي فان
المحكمة توقف البث في المدني الى أن يصدر حكم القاضي الجنائي.
15
بالرجوع للمادة الرابعة المذكورة نجد أنها نصت على وجوب مرور العقد المحرر لدى
ثالث جهات كل حسب مهمتها الوظيفية ،بدأ من المحامي مرورا بتصحيح اإلمضاءات وصوال
إلى رئيس كتابة ضبط المحكمة االبتدائية التي يزاول بدائرتها المحامي محرر العقد.
أوال :المحامي محرر العقد
تعتبر مهنة المحاماة من المهن المساعدة للقضاء وتساهم في تحقيق العدالة ،ويعتبر
تحرير العقود من مظاهر تلك المساعدة ،إذ يعمل المحامي على تحضير وسائل اإلثبات للفصل
في النزاعات المعروضة أمام القضاء ،وهو ما ذهب إليه المشرع سيرا على نهج المشرع
األنجلوسكسوني إذ عمل على توسيع دارة مهام المحامي من خالل القانون المنظم للمهنة.1
وكذا من خالل المادة الرابعة التي أضافت بعض الشروط منها ما يتعلق بالمحامي بحيث يجب
أن يكون مقبوال للترافع لدى محكمة النقض ،أي بعد اكتسابه لتجربة مهنية أكثر من خمسة
عشر سنة من الممارسة الفعلية للمهنة ،وبعض اإلجراءات المسطريــة المشار إليهـا بعده.
2
ثانيا :مصلحة تصحيح اإلمضاءات
تكمن عملية تصحيح اإلمضاء بصفة عامة في اإلشهاد على صحة اإلمضاء المتواجد على
الوثيقة ،دون التطرق إلى مضمونه ،إال أن هناك بعض الموانع التي تحول دون ممارسة هذه
المسطرة مما يلزم الجهة المختصة بتصحيح اإلمضاء النظر في بعض الحاالت إلى مضمون
الوثيقة المراد تصحيح إمضائها ،و لإلشهاد على صحة اإلمضاء تقوم السلطة المعنية بالتصحيح
مع وضع ختم خاص بذلك وكذا التاريخ باإلضافة إلى العبارة التالية" :اطلع على التوقيع" مع
تبيان هوية األشخاص الراغبين في تثبيت إمضاءاتهم وكذا تصحيحها ،وتعتبر مهمة اإلشهاد
على صحة اإلمضاء خدمة تقدمها اإلدارة للمواطنين لتثبيت التوقيع وليس إلضفاء طابع رسمي
وتوثيقي على مضمون الوثائق ،والمشرع توجه إلى حصر الجهات المختصة باإلشهاد على
صحة اإلمضاء في ست جهات لها صالحية تصحيح اإلمضاء بمقتضى القانون تتمثل في:
رئيس المجلس الجماعي (مصلحة تصحيح اإلمضاءات المتواجدة بالمجالس الجماعية) ▪
رئيس مجلس المقاطعة (مصلحة تصحيح اإلمضاءات المتواجدة بمجالس المقاطعات) ▪
مؤسسة العامل ،السلطات القضائية وأمناء الخزائن ▪
ألعوان الدبلوماسيون والقناصل خارج الوطن ▪
وزير الخارجية والتعاون ▪
- 1ظهير شريف رقم 1.08.101صادر في 20من شوال 20( 1429أكتوبر )2008بتنفيذ القانون رقم 28.08المنظم
لمهنة المحاماة كما وقع تعدليه وتتميمه.
2الظهير الشريف الصادر في 12رمضان 25( 1333يوليو )1915يتعلق باإلشهاد على صحة اإلمضاء كما تم تعديله
وتتميمه بالظهائر الشريفة الصادرة في 10يوليو 1921و 10أكتوبر 1931و 3شتنبر .1955
16
لكن تبقى الجهتين األساسيتين لتلقي هذه العقود المحررة من طرف المحامي المقبول للترافع
لدى محكمة النقض هما مجلس الجماعة ومجلس المقاطعة ،حسب المادة األولى من مرسوم
1
( 8يونيو )2022بتحديد كيفيات اإلشهاد على صحة اإلمضاء من قبل الجماعات والمقاطعات
2
ثالثا :رئيس مصلحة كتابة الضبط لدى المحكمة االبتدائية
بخصوص اختصاصات رئيس كتابة الضبط أو من ينوب عنه تتمثل في التأشير على
العقد المحرر من طرف المحامي الواضع لنموذج توقيعه لدى مصلحة كتابة الضبط ،وكذا
مراقبة مضمون العقود لتكون وفق المقتضيات المقررة في القانون ،وبعد إتمام اإلجراءات
بشأنها ،والـتأكد من خلوها من النقص ،وسالمتها من الخلل ،وذلك بعدم مخالفتها للنصوص
الخاصة بالعقار والتعمير ،ويمتنع على رئيس مصلحة كتابة الضبط أو نائبه المكلف بالتعريف،
التأشير على العقد ،كما ال تكون هذه الوثيقة تامة إال إذا كانت مذيلة بهذا اإلجراء ،وتعتبر حينها
كالوثيقة الرسمـية من حيث الحجية بعد مرورها من هـذه المراحــل الدقيـــقة.
حجية المحررات ثابتة التاريخ
بخصوص حجية الورقة العرفية ،فقد نص الفصل 424من ق ل ع على أن:
"الورقة العرفية المعترف بها ممن يقع التمسك بها ضده أو المعتبرة قانونا في حكم المعترف
بها منه ،يكون لها نفس قوة الدليل التي للورقة الرسمية في مواجهة كافة األشخاص على
التعهدات والبيانات التي تتضمنها وذلك في الحدود المقررة في الفصلين 419و 420عدا ما
يتعلق بالتاريخ كما سيذكر فيما بعد".
وفي نفس هذا السياق ذهبت محكمة النقض إلى أن "الثابت بمقتضى الفصل 424من قانون
االلتزامات والعقود أن الورقة العرفية المعترف بها ممن يقع التمسك بها ضده أو المعتبرة
قانونا في حكم المعترف بها يكون لها نفس قوة دليل الورقة الرسمية في مواجهة كافة األشخاص
على التعهدات التي تتضمنها وذلك ما لم يطعن فيها بسبب اإلكراه أو االحتيال أو التدليس أو
الصورية أو الخطأ المادي."3
- 1مرسوم رقم 2.22.047صادر في 8ذي القعدة 8( 1443يونيو )2022بتحديد كيفيات اإلشهاد على صحة اإلمضاء
من قبل الجماعات والمقاطعات.
- 2الظهير الشريف الصادر في 12رمضان 25( 1333يوليو )1915يتعلق باإلشهاد على صحة اإلمضاء كما تم تعديله
وتتميمه بالظهائر الشريفة الصادرة في 10يوليو 1921و 10أكتوبر 1931و 3شتنبر .1955
- 3قرار عدد 345صادر بتاريخ .2013/07/02منشور بالعدد األخير من مجلة القضاء والقانون ( 164لسنة )2014
17
المطلب الثاني :توثيق التصرفات العقارية في قوانين خاصة
الفقرة األولى :توثيق التصرفات العقارية وفق قانون 16/03المتعلق بخطة العدالة
بداية نؤكد على أن نظام التوثيق العدلي في المغرب يقوم على أساس نظام العدلين ،ويتأسس
عبلى ازدواجية الجمع بين أحكام الكتابة وأحكام الشهادة ،كما يخضع لرقابة القضاء الصارمة
وإشرافه المباشر ،وال تصير الوثيقة رسمية إال إذا خاطب القاضي المكلف بالتوثيق لإلعالم
بأدائها ومراقبتها ،بمعنى أنه هناك ازدواجية من حيث تدخل الطرفين ،الطرف األول هم العدول
يقومون بتلقي تصريحات األطراف ،والطرف الثاني هم القضاة الذين يقومون بدور الخطاب
أو التلقي.1
ومن هنا فإن التوثيق العدلي إلى جانب كونه يحقق االستقرار على المستوى االقتصادي
واالجتماعي ،فإنه يلعب دورا مهما في توفير األمن والعدل بين األطراف المتعاقدة ،وذلك نظرا
لما يتوفر عليه من وسائل وآليات بواسطتها تتمكن الدولة من توفير الحماية الالزمة ألفراد
المجتمع من جميع الفتن والمنازعات.2
والمشرع المغربي لم يضع تعريفا للمحررات العدلية ،إال أن الفقه قد عرفها بأنها تلك
المحررات المخاطب عليها من طرف قاضي التوثيق والمحررة وفق الشكل الذي يحدده
القانون .ونظرا للدور اإلثباتي الذي تلعبه الوثيقة العدلية في شتى المجاالت منها األسرة والعقار
واإلرث ...فإنها تعد من قبيل األوراق والمستندات الرسمية التي تنطبق عليها مقتضيات
الفصلين 418و 419من ق ل ع .3إذن فعلى هذا األساس فالوثيقة العدلية وسيلة من وسائل
اإلثبات القاطعة في ميدان التصرفات العقارية ال يمكن الطعن فيها إال بالزور.
وإذا كان العدول بدورهم مؤهلون بامتياز إلبرام عقود العقار غير المحفظ ونظرا لطبيعة
تكوينهم المستندة إلى الشريعة اإلسالمية فإن تحريرهم للعقود المنصبة على العقارات يتطلب
منهم استكمال تكوينهم باالطالع على المقتضيات الخاصة بالعقارات المحفظة وبالقواعد
المنظمة لبيع العقارات في طور اإلنجاز.4
1أمينة العمراني ،األمن التعاقدي ودوره في تحقيق األمن العقاري ،سلسلة أعمال جامعية األمن التعاقدي وفق التشريع
المغربي ص.137 :
2العلمي الحراق ،التوثيق العدلي بين الفقه المالكي والتقنين المغربي وتطبيقاته في مدونة األسرة ط ،2005 1ج 1ص:
.53
3عبد السالم آيت سعيد دور الوثيقة العدلية في نظام التحفيظ العقاري ،مركز إدريس الفاخوري للدراسات واألبحاث في
العلوم القانونية وجدة ط ،2017ج ،1ص.496 :
4عبد العزيز كيان ،حماية المستهلك في بيع العقار في طور اإلنجاز ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،القانون
الخاص جامعة سيدي محمد بن عبد هللا 2005ــ 2006ص.15 :
18
وتعتبر خطة العدالة مهنة حرة وتحت مراقبة وزارة العدل ويشترط لالنتصاب لها عدة شروط
من بينها أن يكون الشخص مغربيا مسلما بالغا من العمر 25سنة على األقل ،...كما أن التوثيق
العدلي يمتاز بخصائص تميزه وتجعله مختلفا عن غيره من النظم التوثيقية األخرى منها:
التوثيق العدلي نظام قانوني وضعي مرجعيته دينية.
التوثيق العدلي يتم بواسطة عدلين كأصل عام.
التوثيق العدلي يجمع بين أحكام الكتابة وأحكام الشهادة.
التوثيق العدلي يخضع لرقابة القضاء.
والمشرع المغربي وحماية منه لحقوق األطراف المتعاقدة سعى إلى إحكام بناء الوثيقة العدلية
بمجموعة من الضوابط أهمها وجوب كتابة الوثيقة في الصك المعد لذلك ،بعد تلقيها وحفظها
في دفتر الجيب مع ضرورة خلوها من أي نقص أو عيب.1
الفقرة الثانية :التصرفات العقارية في القانون 32/09المتعلق بالتوثيق العصري
تخضع مهنة التوثيق ألحكام القانون رقم ،32.092وهي مهنة حرة تمارس وفق الشروط
وحسب االختصاصات المقررة في هذا القانون وفي النصوص الخاصة ،3وقد وفر هذا القانون
إلى حد كبير حماية قانونية للمهنة ،متى احترم الموثق الممارس األخالقيات التي تفرضها عليه
مهنته ،4كما وفر حماية للمتعاملين أيضا ،وهو ما يبرر نية المشرع في تحقيق نوع من التوازن
التعاقدي الذي فرضه التطور والتغير الذي عرفه المجتمع.5
فالموثق ملزم حسب المادة 3من القانون رقم 32.09بالتحقق تحت مسؤوليته من هوية
األطراف الحاضرين لديه ،وصفتهم وأهليتهم للتصرف ،ومدى مطابقة الوثائق المدلى بها
1محمد لشقار ،الحماية القانونية للمشتري في عقود اقتناء السكن ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني واألعمال،
عبد المالك السعدي طنجة 2009ـ ،2010ص.28 :
- 2الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.11.179بتاريخ 25ذو الحجة1432ه 22/نونبر2011م ،منشور بالجريدة
الرسمية تحت عدد 5998:الصادرة بتاريخ 27ذي الحجة 1432ه 24 /نونبر.2011
- 3المادة 1من قانون رقم 32.09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق.
- 4عبد هللا درميش ،أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم ،مقال يشكل مساهم في ندوة إصالح مهنة التوثيق في ظل
تحديات العولمة ،والمنظمة بالمعهد العالي للقضاء يوم 3نونبر 2009بالرباط ،منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،العدد ،69سنة ،2010ص.23:
- 5لمياء الفركاتي ،توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين و البحث في قانون العقود و العقار ،السنة الجامعية :2007-2006ص.1
19
للقانون ،كما أنه ملزم بالتأكد من الوضعية القانونية والمادية للعقار موضوع التعاقد 1وطبيعته
هل هو عقار محفظ؟ أو في طور التحفيظ؟ أم غير محفظ؟
فإذا كان العقار محفظا أو في طور التحفيظ ،يتعين على الموثق أن يتأكد من مدى
مطابقة الوثائق المدلى بها من طرف المفوت ،وكذا مطابقة هويته مع ما هو مضمن في الرسم
العقاري أو مطلب التحفيظ ،وفي ذلك حماية ألصحاب الحقوق األصليين وقطع الطريق أمام
العابثين والمتالعبين ،فضال عن ذلك واستنادا إلى نفس المادة يلتزم الموثق بإسداء النصح
لألطراف ،ويوضح لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب عن العقود التي يتلقاها ،2كما يجب على
الموثق طبقا لمقتضيات المادة 40من القانون المنظم لمهنة التوثيق أن يشير في العقد الذي
حرره إلى قراءة األطراف له أو إلى أنه اطلعوا على مضامينه من طرفه ،ومتى كان أحد
أطراف العقد يجهل اللغة التي حرر بها العقد يشهد عليه الموثق بذلك ،مع ضرورة تطبيق
أحكام المادة 38من القانون رقم 32.09التي توجب على الموثق االستعانة بترجمان مقبول
لدى المحاكم عند وجود صعوبة في التلقي ،وفي حالة تعذر وجود ترجمان يمكنه االستعانة بكل
شخص يراه أهال للقيام بهذه المهمة ،شريطة قبوله من طرف المعني بالترجمة ،ويشترط في
الترجمان أو الشخص المستعان به أال يكون شاهدا أو له مصلحة في العقد.
فحسب المادة 42من القانون المنظم لمهنة التوثيق يكون المشرع قد جعل من تحرير
العقد باللغة العربية قاعدة ومبدأ أساسيا ،غير أنه ترك الخيار لألطراف أن يعتمدوا أي لغة
أخرى في التحرير وبإرادتهم المنفردة ،إذ ليس للموثق الحق في أن يلزمهم بلغة معينة إلثبات
التزاماتهم ،وتماشيا مع ما هو جاري به العمل فإنه عادة ما نجد الموثق يحرص على أن يضمن
بالمحررات التوثيقية ،بندا يشار فيه إلى أن األطراف يتفقون على تحرير اتفاقاتهم باللغة التي
كتب بها العقد ،أي باللغة الفرنسية أو غيرها من اللغات وبهذا يكون البند ملزما لألطراف
- 1أنيس القضاوي ،الوثيقة العصرية ودورها في استقرار المعامالت العقارية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون عقود
وعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية ،2008-2007ص.5:
- 2كريم آيت عيسى ،واجب الموثق بإسداء النصح ،مقال منشور بالمجلة المغربية في الفقه والقضاء ،العدد الرابع ،مطبعة
األمنية الرباط ،بدون سنة الطبع ،ص.86:
20
ولغيرهم ،1كما أن الموثق يكون خاضعا لرقابة من حيث المحررات والوثائق التي يتولى
تحريرها وعند إدراجه لهذا البند يكون قد تبنى إرادة األطراف في اختيار لغة تحرير العقد.2
فضال عن ذلك يجب أن تتضمن العقود التي يتلقاها الموثق األسماء الكاملة لألطراف -بما فيها
اسم األب واألم -وباقي الموقعين على العقد ،وال يسمح باختصارها إال إذا سبق في العقد ما
يوضحها مرة واحدة على األقل ،3وبيان موطنهم وتاريخ مكان والدتهم وجنسيتهم ومهنتهم
ونوع الوثيقة الرسمية المعتمدة في إثبات هويتهم ومراجعها وحالتهم العائلية والنظام المالي
للزواج بالنسبة لألطراف عند االقتضاء.
كما يجب أن يحرر العقد تحت مسؤولية الموثق دون انقطاع أو بتر أو إصالح في صلبه
أو إقحام أو كتابة بين السطور أو إلحاق أو تشطيب أو ترك بياض باستثناء ما يفصل بين
الفقرات والبنود ،وفي هذه الحالة يوضع خطا على البياض ،فضال عن ذلك ترقم الصفحات
ويشار إلى عددها في آخر العقد ،هذا ويجب أن تصحح األخطاء واإلغفاالت بواسطة إحاالت
تدون إما في الهامش أو في أسفل الصفحة.4
وعالوة على ذلك يجب أن تذيل هذه التصحيحات بتوقيع الموثق واألطراف بعد
اطالعهم على مضمون التصحيح ،فهذا األخير يكون باتفاق األطراف عليه ،وبتوقيعاته جميعا
يصبح التصحيح واالستدراك جزء من العقد له حجيته شأنه ِشأن باقي البنود األخرى ،ويجب
أيضا أن تذيل أصول العقود تحت طائلة البطالن بأسماء وتوقيعات األطراف والترجمان
والشهود إن وجدوا ،إذ يوقع األطراف على كل صفحة من صفحات العقد ويكتب تاريخ توقيع
كل طرف ،كما يؤشر الموثق على كل صفحة ويكتب تاريخ وساعة توقيع األطراف والموثق
باألرقام والحروف ،وإذا كان أحد األطراف ال يحسن التوقيع فإنه يضع بصمته على العقد
- 2عبد القادر بوحامد ،تعريب العقود التوثيقية وشكليتها على ضوء مقتضيات رقم ،32.09مقال منشور بمجلة المنبر
القانوني العدد ،4مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،أبريل ،2013ص.43:
- 3نجيب أهتوت ،توثيق التصرفات العقارية ودرها في تحقيق األمن العقاري ،مقال منشور بمجلة المنبر القانوني ،العدد
8-7أبريل ،2015ص.29:
- 4المادة 41من نفس القانون.
21
ويشهد عليه الموثق بذلك ،أما إذا تعذر عليه التوقيع واإلبصام فإن الموثق يشهد عليه بذلك
بمحضر شاهدين.
وتكون التوقيعات بخط اليد وبمداد غير قابل للمحو ،1ويوقع الموثق العقد فورا آخر توقيع
لألطراف ويكتسب بذلك العقد الصيغة الرسمية ،ويجب أن تلحق بها كل الوثائق التي استند
عليها الموثق إلبرامه ،2فبهذه المقتضيات يكون المشرع قد حاول أن يعطي من جهة للمحرر
جمالية خاصة به من حيث الشكل تميزه عن العقود األخرى خاصة العرفية ،ومن جهة أخرى
العمل على الحد من أي تزوير أو تحريف لمضمون العقد أو المحرر.3
ومن كل ما سبق يمكن القول إن المشرع قد عمل على توحيد شكل إبرام العقود في
مجال التوثيق ،فالموثق يحظى بدور مهم في تثبيت المعامالت العقارية نظرا لكونه يخضع
لقانون يجعل من الوثيقة المحررة فعال تستحق الرسمية والحجية القطعية التي تعطيها القوة
الثبوتية والتي ال يمكن الطعن فيها إال بالزور ،كما أنه يصعب تزويرها ألن لها أصال يحتفظ
به الموثق في سجل خاص يؤشر على كل صفحاته رئيس المحكمة االبتدائية الواقع بدائرتها
مقر عمله ،ويضمن الموثق في السجل المذكور كل البيانات الموجزة للعقود التي يتلقاها.
بقي أن نشير إلى إجراء هام يتولى الموثق القيام به ،ويتمثل في كونه يقدم نسخا من
المحررات ولعقود بعد اإلشهاد بمطابقتها لألصل من طرفه لمكتب التسجيل المختص قصد
استيفاء واجبات التسجيل ،كما يتولى القيام باإلجراءات الضرورية للتقييد في السجالت العقارية
وغيرها لضمان فعاليتها ،وهذا ما يبرز دوره في تحفيظ األمن العقاري والتوثيقي للراغبين في
توثيق تصرفاتهم العقارية.
- 3هشام الدرقاوي ،دعوى تزوير الفرعية المدنية بين التشريع والتطبيق ،رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات العليا
المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية ،2004-2003ص.18:
22
الفقرة الثالثة :التوثيق العبري للتصرفات العقارية
إن تحرير العقود والمحررات العقارية والتجارية ،يستأثر بتوثيقها في األصل العبريون،
وهذا ما يستفاد من النصوص القانونية ،1والتي تجعل العقود العقارية والمحررات المرتبطة
بها فيما يخص معامالت اليهود المغاربة ،من اختصاص الموثقين العبريين .إال أنه نظرا لقلة
الموثقين العبريين في عصرنا الحالي ،أصبح يشاركهم الموثقون العصريون في توثيق هذه
المحررات ،فالموثقون العبريون صاروا قليلين جدا ،فصار اليهود المغاربة يوثقون معامالتهم
العقارية والتجارية وغيرها (ماعدا قضايا األحوال الشخصية والميراث) لدى الموثقين
العصريين.
وال يوجد من الناحية القانونية ،ما يمنع الموثقين العصريين من توثيق هذه المعامالت،
خصوصا أن الموثقين العبريين قد قلوا في هذه اآلونة األخيرة .وإن كان تنقل اليهودي المغربي
من مكان بعيد ،إلى موثق بالرباط لتوثيق عقد زواجه ،سيحتم عليه ذلك ،ألن الموثقين العبريين
هم المختصين بتوثيق هذه العقود ،وألنه يطبق عليهم قانونهم العبري ،الذي يفرض
خصوصيات في العقد .وذلك على خالف القضايا المرتبطة بالمعامالت األخرى التي ال تدخل
في مجال أحوالهم الشخصية ،وال تطبق عليها القوانين العبرية .فتوثيق تنازل عن حق الشفعة
مثال ،أو عقد كراء أو مجرد وكالة بيع عقار ،قد يصعب انتقال اليهودي من مدينة الداخلة الى
موثق الرباط لتحريرها ،ألنه ليس مفروضا أن يستأثر بتوثيقها الموثق العبري كما هو حال
قضايا األحوال الشخصية .لذلك صارت المحررات المتعلقة بهذه القضايا ،يقوم بها الموثقون
العصريون .أما محررات الموثقين العبريين بشأنها ،فهي قليلة جدا.
أوال :توثيق العقود العقارية
كانت األمالك العقارية لليهود بالمالح بالمدن قليلة ،نظرا لكونهم ال يستطيعون ملك
أراض خارج المدينة إال تحت شروط أمن قلما كانت تتوفر ،وقد كانت المعامالت على
عقاراتهم وثيقة جدا لدرجة أنها لم تسمح بإحداث تجارة حقيقية ،لكن منذ إقامة الحماية
- 1وذلك كالنصوص الجبائية التي تحدد العقود العبرية الواجبة التسجيل ،والتي تذكر من ضمنها المحررات المتعلقة
بالعقارات.
23
بالمغرب ،أقبل اليهود على الشؤون العقارية بجرأة .1وقد كان أيضا لليهود بالمغرب ملكية
زراعية صغيرة ،لكن كانت هذه الملكيات قليلة نظرا لقلة اليهود.2
- 1توثيق بعض العقود العقارية الخاصة
كان العبريون بالمغرب ،قبل عهد الحماية وأثناء دخولها بسنوات يقومون بتوثيق بعض
العقود العقارية الخاصة بهم ،ونضرب مثاال بحق " الحذقة " ،وهي كلمة عبرانية معناها )
أمسك واخذ وملك واحتفظ وافترض( ،وهي لها عدة معان ،من بينها على الخصوص ،ذلك
المفهوم الذي يعني نوعا من االكتساب والتمتع واالحتفاظ بالملك .وبمقتضى هذا الحق يمنع
على أي يهودي ،أن يستأجر منزال أو دكانا في ملكية أحد األغيار ،إذا كان قد استأجره مسبقا
يهودي آخر ،ألن المستأجر األول يملك " الحذقة " أي حق التمتع ،مما يجعل حرمانه من هذا
الحق بدون موافقته عمال غير مشروع.3
وقد أدرج هذا الحق في المغرب من ضمن الحقوق العرفية اإلسالمية ألن حقوق اليهود
كانت دائما تحت رعاية وحماية الدولة اإلسالمية ،وقد أولى مجلس الجالية اليهودية وأحبار
اليهود هذا الحق العيني اهتماما حتى أصبح من األعراف التي ال يمكن تجاهلها خصوصا
حماية أول مستغل ومقيم في المكان.
وقد تم إسقاط هذا الحق من بين أشكال المعامالت ،حيث أنه لم يعد قابال للتقييد
بالسجالت العقارية ،نظرا ألن الوضعية التي كان يخلفها هذا الحق يشكل حرجا خطيرا،
وبالتالي عبثا من شأنه أن يخلف أضرارا بكل أنواع ممتلكات الخواص واألحباس ،وهذا ما
سارت عليه المحاكم في المغرب والقضاء الفرنسي خمسة عشر سنة خالل عهد الحماية.4
- 2توثيق باقي العقود العقارية
- 1روجي لوطورنو" :فاس قبل الحماية" ،الجزء األول ،دار الغرب اإلسالمي بيروت لبنان ،ط 1992 ،1ص .546
- 2حاييم الزعفراني " :يهود األندلس والمغرب " ،مطبعة النجاح الجديدة ،2000 ،ص .405
- 3حاييم الزعفراني " :ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب " ،ترجمة أحمد شحالن وعبد الغني أبو العزم ،مطبعة دار
قرطبة الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،1987ص.164
- 4حسين الصفريوي " :الوجيز في الحقوق العينية تحت تأثير التطبيق بالمغرب " ،مساهمة في المؤتمر التاسع عشر
لالتحاد الدولي التوثيق الالتيني أمستردام ،هولندا ،سلسلة الدراسات التوثيقية 6وسلسلة الدراسات القانونية ،15طبعة
أبريل ،1989ص .63
24
إن اليهود المغاربة كانوا ومازالوا ،يبرمون عقودا مختلفة على العقارات ،من بيوع
ورهون وأكرية ،ويقومون بتوثيق هذه العقود لضمان معامالتهم وتصرفاتهم ،وإثباتها إذا
تطلبها وضع قانوني معين خاص بهم ،كضرورة إثبات اعتمارهم لبعض المحالت التي كان
يمنع القانون اعتمارها ،كاعتمارهم محالت السكنى بالحارات األوروبية .حيث ألزم ظهير
شريف 1صادر سنة ،1941اليهود المغاربة بإفراغ محالت السكنى بالحارات األوروبية ،إذا
لم يثبتوا بحجة على أن اعتمارهم بالمحالت المذكورة كان قبل فاتح شتنبر1939م ،ومعلوم
أن أهم حجة هو العقد الكتابي الذي اعتمروا على أساسه المحالت.
ويخضع توثيق العقود العقارية لليهود المغاربة ،وفقا للقانون العقاري المغربي ،انطالقا من
قاعدة " خضوع العقار لقانون موقعه "2.فعقد بيع عقار أوهبته ولو تعلق بيهودي أو ذو ديانة
أخرى ال يخرج عن مقتضيات القانون العقاري المغربي.
عالوة على ذلك ،فإن اليهود المغاربة يقومون بتصرفات على العقارات بينهم ،وتارة بينهم
وبين المغاربة ،على أي نظام عقاري سواء كانت أمالكا للخواص أو غيرها مما يجوز
التصرف فيه قانونا .بل إنهم يقومون بتصرفات قانونية على أمالكهم الوقفية ،حيث أتيح لهم
في فترة معينة ،القيام بتصرفات على أمالكهم الوقفية ،والذي كان يلزم عن طريقه
اإلسرائيليون بتقديم التصرف في األمالك الوقفية كل ثالثة أشهر للباشا ،الذي كان يراقب هذه
3
التصرفات على العقارات المحبسة.
والمعامالت العقارية لليهود ،ليست محصورة فيما بينهم ،أو بينهم وبين المغاربة .بل كذلك
بينهم وبين الدولة المغربية والجماعات المحلية فيما يتعلق بعقود البيع والهبات ،حيث تبرم
بعض الجماعات الترابية (البلديات والجماعات القروية) ،عقود اقتناء عقارات يملكها يهود
- 1ظهير شريف في شأن منع اليهود من السكنى بالحارات األوروبية ،صادر بتاريخ 1941/08/19في الجريدة
الرسمية عدد
1507الصادرة بتاريخ ، 12/09/1941ص .1496
- 2محمود ربيع خاطر ":القانون المدني معلقا عليه بأحدث أحكام محكمة النقض " ،دار محمود القاهرة ،مصر،
طبعة ،2018ص.19
- 3قرار وزيري بشأن ضبط التصرف بأمالك األوقاف اإلسرائيلية بفاس ،صادر بتاريخ /05/141914في الجريدة
الرسمية عدد 55صادرة بتاريخ /05/221914ص .208
25
مغاربة ،1واإلذن بالتخلي لهم عن عقارات بثمن رمزي ،2وذلك بعد المداولة في إحدى دورات
المجلس ،3والمصادقة عليها بقرار وزير الداخلية 4أو والي الجهة ،5وتوثيقها في الشكل
المحدد قانونا ،وإدراجها في سجل األمالك البلدية.
كما أن الدولة المغربية في شخص ممثليها تبرم عقود بيع أمالكها الخاصة ،لليهود المغاربة،6
كما أنه يوهب إليها أمالك عقارية من قبلهم ،7وتبرم معهم تارة عقود كراء مع الوعد بالبيع
ويلحق نص العقد بالظهير الشريف اآلذن بالكراء مع الوعد بالبيع ،وذلك بعد اتباع مسطرة
إدارية ،يعقبها توثيق العقد في محرر رسمي يحرره العدول والموثقون المغاربة انسجاما مع
أحكام مدونة الحقوق العينية .كما تجدر اإلشارة ،إلى أن توثيق اليهود المغاربة معامالتهم
العقارية ،ال يقتصر عليهم كأشخاص ذاتيين ،بل خول المشرع المغربي للجان جماعات
اليهود ،والتي اعترف لها بالشخصية المعنوية ،بإبرام العمليات المتعلقة باألمالك العقارية من
بيوع ورهون عقارية ومعاوضات ،وذلك بعد اتخاذ قرار للجنة بأغلبية أصوات أعضائها
وبشرط المصادقة على ذلك من طرف رئيس الحكومة.
- 1قرار وزيري في المصادقة على ما قررته اللجنة البلدية بالدار البيضاء من اإلذن في اقتناء أربع قطع أرضية
كائنة بحي الحنك والمعدة للسكنى اإلسرائيليين ،صادر بتاريخ فاتح يوليوز ،1957منشور بالجريدة الرسمية عدد
،2124صادرة بتاريخ 10يوليوز ،1953ص.2416
- 2مرسوم ملكي رقم 663.65بتاريخ 2نونبر 1965يصادق بموجبه على مقرر المجلس الجماعي لمدينة الرباط
الصادر باإلذن بالتخلي بالمراضاة للجنة الجالية اليهودية بالرباط عن قطعة أرض من الملك البلدي الخاص ،منشور في
الجريدة الرسمية عدد ،2767صادرة بتاريخ ،1965/11/10ص .2404
903- 3المادة 37من ظهير 3أكتوبر 2002الصادر بتنفيذه القانون رقم ،78.00كما تم تغييره وتتميمه بالمادة
األولى من الظهير الشريف رقم 1.08.153الصادر في 18فبراير ،2009منشور بالجريدة الرسمية عدد ،5711
صادرة بتاريخ 23فبراير ،2009ص .536
26
ختاما ومن خالل البحث في هذا الموضوع حاولنا جاهدين أن نحيط بمختلف الجوانب األساسية
التي تهم توثيق التصرفات العقارية ،وذلك في مدونة الحقوق العينية والقوانين الخاصة األخرى
بحيث يالحظ أن المشرع المغربي حسم في توثيق جميع التصرفات العقارية وجعل الكتابة
شرطا النعقادها وحصرها في المحررات الرسمية والمحررات ثابتة في التاريخ.
وبما أن المشرع فرض الرسمية في توثيق هذه التصرفات العقارية فإنه توخى المصلحة
العامة ومصلحة األطراف المتعاقدة ألن الكتابة تقلل من المنازعات بين األفراد كما أنها تساهم
في تحقيق األمن القانوني والقضائي ،وهذا يعني أن المشرع المغربي متشبت إلى حد ما بفرض
الرسمية في توثيق التصرفات العقارية ،كما أنه دعم مسؤولية محرري العقود سواء من الناحية
التأديبية والمدنية والجنائية ،كما عزز من االلتزامات التي تقع على عاتقه وهو ما ينعكس على
ثقة األطراف المتعاقدة ويحقق األمن التوثيقي واستقرار المعامالت.
ثم إنه من خالل تناولنا لهذا الموضوع نستطيع القول إننا وقفنا على بعض الخالصات يمكن
تحديدها فيما يلي:
المشرع المغربي نظم مهنه تحرير العقود من خالل نص المادة 4من مدونة الحقوق العينية
والقوانين الخاصة حرصا منه على استقرار المعامالت بين الناس وتفاديا لحدوث نزاعات
بينهم بشأنها .تناولت هذه المادة الجهات الموكول لها تحرير التصرفات العقارية تحت طائلة
البطالن .إال أنه لم يحدد المقصود من المحرر ثابت التاريخ وإن كان األمر يحتاج دوما إلى
عمل الفقه والقضاء لتوضيح ما يعتري النص القانوني من نقص وغموض.
كذلك أن المادة 4جاءت مخالفة لما جاءت به القوانين العقارية الخاصة بحيث ميزت بين
المحامي المقبول للترافع أمام محكمة النقض وباقي المحامين حيث حصرت توثيق
المحررات ثابتة التاريخ في يد المحامي المقبول للترافع أمام محكمه النقض.
ونتيجة لما تم عرضه ونظرا لخطورة التصرفات الواردة على العقار قام المشرع بالقطع
مع المحررات العرفية وإقصاء الكتاب العموميون من تحريرها ،األمر الذي يستدعي
باإلسراع بإصدار الالئحة المحددة والمنظمة للمهن المؤهلة لتحرير العقود في القوانين
العقارية الخاصة.
كما أنه من جهة أخرى نجد المشرع أغفل الحديث عن المحررات اإللكترونية من مدونة
الحقوق العينية ،كما أبقى على الشكل التقليدي للوثيقة العدلية مع ما يصحب ذلك من غياب
تحديد دقيق للعالقة بين األطراف المتداخلة في بناء تلك الوثيقة خصوصا بين العدلين
وقاضي التوثيق.
27
القرارات الوزارية والظهائر الشريفة والمراسيم الملكية
ظهير شريف في شأن منع اليهود من السكنى بالحارات األوروبية ،صادر بتاريخ
1941/08/19في الجريدة الرسمية عدد 1507الصادرة بتاريخ .12/09/1941
قرار وزيري بشأن ضبط التصرف بأمالك األوقاف اإلسرائيلية بفاس ،صادر بتاريخ
/05/141914في الجريدة الرسمية عدد 55صادرة بتاريخ .1914/22/05
قرار وزيري في المصادقة على ما قررته اللجنة البلدية بالدار البيضاء من اإلذن في اقتناء
أربع قطع أرضية كائنة بحي الحنك والمعدة للسكنى اإلسرائيليين ،صادر بتاريخ فاتح
يوليوز ،1957منشور بالجريدة الرسمية عدد ،2124صادرة بتاريخ 10يوليوز.1953
مرسوم ملكي رقم 663.65بتاريخ 2نونبر 1965يصادق بموجبه على مقرر المجلس
الجماعي لمدينة الرباط الصادر باإلذن بالتخلي بالمراضاة للجنة الجالية اليهودية بالرباط
عن قطعة أرض من الملك البلدي الخاص ،منشور في الجريدة الرسمية عدد ،2767
صادرة بتاريخ .1965/11/10
ظهير شريف في اإلذن ببيع أرض مالح سطات ألعضاء الجماعات اإلسرائيلية ،صادر
بتاريخ ،16/03/1925منشور في ج.ر عدد ،651صادرة بتاريخ .14/04/1925
قرار وزيري باإلذن للدولة بقبول الهبة الممنوحة من طرف جمعيات االتحاد اإلسرائيلي،
صادر بتاريخ ،25/06 /1926منشور في ج.ر عدد ،715صادرة بتاريخ
.06/07/1962
الظهير الشريف الصادر في 12رمضان 25( 1333يوليو )1915يتعلق باإلشهاد على
صحة اإلمضاء كما تم تعديله وتتميمه بالظهائر الشريفة الصادرة في 10يوليو 1921و
10أكتوبر 1931و 3شتنبر .1955
الظهير الشريف الصادر في 12رمضان 25( 1333يوليو )1915يتعلق باإلشهاد على
صحة اإلمضاء كما تم تعديله وتتميمه بالظهائر الشريفة الصادرة في 10يوليو 1921و10
أكتوبر 1931و 3شتنبر .1955
28
ظهير شريف رقم 1-11-79صادر في 25من ذي الحجة 22( 1432نونبر )2011بتنفيذ
القانون رقم 32-09بتنظيم مهنة التوثيق الجريدة الرسمية عدد 27( 59-89ذي الحجة
.2011.)1432
المرسوم رقم 2.02.183صادر في 5مارس 2002بتغيير وتتميم القرار الصادر في 31
دجنبر 1921بتحديد طريقة تدبير شؤون الملك البلدي ،منشور بالجريدة الرسمية عدد
4984بتاريخ 7مارس .2002
ظهير شريف رقم 1.08.101صادر في 20من شوال 20( 1429أكتوبر )2008بتنفيذ
القانون رقم 28.08المنظم لمهنة المحاماة كما وقع تعدليه وتتميمه.
مرسوم رقم 2-08-378صادر في 28من شوال 28(1429أكتوبر )2008بتطبيق أحكام
القانون رقم 16-03المتعلق بخطة العدالة الجريدة الرسمية رقم .5400
قرار عدد 345صادر بتاريخ .2013/07/02منشور بالعدد األخير من مجلة القضاء
والقانون ( 164لسنة .)2014
مرسوم رقم 2.22.047صادر في 8ذي القعدة 8( 1443يونيو )2022بتحديد كيفيات
اإلشهاد على صحة اإلمضاء من قبل الجماعات والمقاطعات.
29
لئحة المراجع والمصادر
أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم ،عبد هللا درميش ،مقال يشكل مساهم في ندوة إصالح
مهنة التوثيق في ظل تحديات العولمة ،والمنظمة بالمعهد العالي للقضاء يوم 3نونبر 2009
بالرباط ،منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد ،69سنة .2010
إشكالية توثيق التصرفات العقارية بين المبدأ واالستثناء منشورات المجلة المغربية لألنظمة
العقارية والسياسية ،نبيل البكوري العدد الخاص رقم ،17تحت عنوان "النظام العقاري
المغربي الجوانب القانونية والمنازعات القضائية مطبعة األمنية الرباط .2019
ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب ،حاييم الزعفراني ،ترجمة أحمد شحالن وعبد الغني أبو
العزم ،مطبعة دار قرطبة الدار البيضاء ،الطبعة األولى .1987
األمن التعاقدي ودوره في تحقيق األمن العقاري ،أمينة العمراني ،سلسلة أعمال جامعية
األمن التعاقدي وفق التشريع المغربي.
تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام تأليف أبو عبد هللا محمد بن فرحون،
دار الكتب العلمية ط ،1995 ،1ج.1
تعريب العقود التوثيقية وشكليتها على ضوء مقتضيات رقم ،32.09عبد القادر بوحامد،
مقال منشور بمجلة المنبر القانوني العدد ،4مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،أبريل .2013
توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية ،لمياء الفركاتي ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث
في قانون العقود والعقار ،السنة الجامعية.2007-2006
توثيق التصرفات العقارية ودرها في تحقيق األمن العقاري ،نجيب أهتوت ،مقال منشور
بمجلة المنبر القانوني ،العدد 8-7أبريل .2015
التوثيق العدلي بين الفقه المالكي والتقنين المغربي وتطبيقاته في مدونة األسرة ،العلمي
الحراق ،ط ،2005 1ج.1
التوثيق العصري وفق القانون ،32.09البشير أغراس ماستر القانون المدني المعمق
التوثيق واإلثبات بالكتابة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ،د محمد جميل بن مبارك.
30
التوثيق ودوره في استقرار المعامالت العقارية ،عمر أوتيل ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في
القانون الخاص ،تخصص العقود والعقار ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية بوجدة ،السنة الجامعية.2013\2012 :
الحماية القانونية للمشتري في عقود اقتناء السكن ،محمد لشقار ،رسالة لنيل دبلوم الماستر
في القانون المدني واألعمال ،عبد المالك السعدي طنجة 2009ـ.2010
حماية المستهلك في بيع العقار في طور اإلنجاز ،عبد العزيز كيان ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،القانون الخاص جامعة سيدي محمد بن عبد هللا 2005ــ .2006
د محمد المصمودي ،التوثيق العصري لألستاذ محمد المصمودي ط 2020ـ .2021
الدائرة الضريبية وعالقتها بالمهن الحرة ،العدول والموثقون نموذجا ،عادل الصدفي،
رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص ،تخصص القانون والعلوم اإلدارية للتنمية ،جامعة
عبد المالك السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة ،السنة الدراسية:
.2012\2011
دعوى تزوير الفرعية المدنية بين التشريع والتطبيق ،هشام الدرقاوي ،رسالة لنيل دبلوم
الماستر الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون
العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول بوجدة،
السنة الجامعية .2004-2003
دور المحافظ العقاري في مراقبة المحررات واألحكام العقارية ،عبد الحميد لعريم ،رسالة
لنيل الماستر في القانون الخاص ،تخصص العقود والعقار ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة ،السنة الجامعية.2009\2008 :
دور الوثيقة العدلية في نظام التحفيظ العقاري ،عبد السالم آيت سعيد ،مركز إدريس
الفاخوري للدراسات واألبحاث في العلوم القانونية وجدة ط ،2017ج.1
الشرح العملي لمركز الوثائق العدلية في نظام السجالت العقارية ،سليمان أدخول ،دراسة
على ضوء التوثيق العدلي والتشريع العقاري بالمغرب دار السالم الرباط.2016 ،
فاس قبل الحماية ،روجي لوطورنو ،الجزء األول ،دار الغرب اإلسالمي بيروت لبنان،
ط.1992 ،1
31
قانون االلتزامات والعقود المغربي ،إعداد وتقديم عبد الكريم كمران ،ط ،2002 ،2الرباط.
قانون العقود الفرنسي الجديد ترجمة نافع بحر سلطان كلية القانون ،جامعة الفلوجة.
القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة
للقانون االقتصادي 4عبد الرحمان الشرقاوي ،إثبات االلتزام ،ط 2002 ،2مطبعة األمنية
الرباط.
القانون المدني معلقا عليه بأحدث أحكام محكمة النقض ،محمود ربيع خاطر ،دار محمود
القاهرة ،مصر ،طبعة .2018
قانون المسطرة المدنية
قانون رقم 32.09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق.
مجمع اللغة العربية –وزارة التربية والتعليم مصر-
مدونة الحقوق العينية الجديدة وفق آخر التعديالت (القانون )39.08إعداد وتقديم عبد
الكريم كمران ،ط ،2الرباط.
المنهج الفائق والمنهل الرائق والمعنى الالئق آداب الموثق وأحكام الوثائق ،أبو العباس
احمد بن يحيى الونشريسي.
الموقع الرسمي للمملكةwww.maroc.ma :اطلع عليه يومه 2023/04/23الساعة
.19:11
واجب الموثق بإسداء النصح ،كريم آيت عيسى ،مقال منشور بالمجلة المغربية في الفقه
والقضاء ،العدد الرابع ،مطبعة األمنية الرباط ،بدون سنة الطبع.
الوثيقة العصرية ودورها في استقرار المعامالت العقارية ،أنيس القضاوي ،رسالة لنيل
دبلوم الماستر في قانون عقود وعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
جامعة محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية .2008-2007
الوجيز في الحقوق العينية تحت تأثير التطبيق بالمغرب ،حسين الصفريوي ،مساهمة في
المؤتمر التاسع عشر لالتحاد الدولي التوثيق الالتيني أمستردام ،هولندا ،سلسلة الدراسات
التوثيقية 6وسلسلة الدراسات القانونية ،15طبعة أبريل .1989
32
وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي ،إدريس العالوي العبدالوي ،مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء ،1981،ص671:
الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية
الخاصة ،إدريس الفاخوري ،ط ،3مراكش.2019،
يهود األندلس والمغرب ،حاييم الزعفراني ،مطبعة النجاح الجديدة.2000 ،
33
المحتويات
2 ....................................................................................................................
المبحث الثاني :توثيق التصرفات العقارية من خالل مدونة الحقوق العينية وقوانين خاصة أخرى 12 ....
المطلب األول :توثيق التصرفات العقارية من خالل المادة 4من مدونة الحقوق العينية13 ................ .
الفقرة األولى :توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وحجيتها14 ................................. .
الفقرة الثانية :توثيق التصرفات في المحررات ثابتة التاريخ وحجيتها 15 ........................................
الفقرة األولى :توثيق التصرفات العقارية وفق قانون 16/03المتعلق بخطة العدالة 18 ........................
الفقرة الثانية :التصرفات العقارية في القانون 32/09المتعلق بالتوثيق العصري 19 ...........................
27 ..................................................................................................................
34