Professional Documents
Culture Documents
تاريخ
تاريخ
عن دوافع االستعمار الفرنسي يقول حمدان خوجة في كتابه ( المرآة ) لم تكن الحملة
الفرنسية آتية كما يزعم الفرنسيين ،ولم يكن الهدف منها تأديب الداي لكنها فكرة تخمرت طويال
في أذهان ملوك فرنسا وقد هددوا جميعا و توعدوا و لكن لم يفلحوا
لمحة من األوضاع العامة في الجزائر قبل االحتالل الفرنسي :
األوضاع العامة في الجزائر :
-إن األوضاع العامة للجزائر سواء السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية تأثرت بشكل
كبير بخصائص و طبيعة الحكام العثمانيين بها .
-الذي استمر ما يزيد عن 3قرون من جهة ،شخصية الحكام األتراك من جهة أخرى حيث
ت ميزت هذه األوضاع في االستقرار و االزدهار في بعض األحيان و االضطرابات و االنحطاط
أحيانا أخرى .
األوضاع السياسية :
الداخلية : -1
رغم أن عهد الديات كان مليء بالثورات و المؤامرات لم تكن هذه حكمهم تستمر طويال إال
أنه يمكن أن ن ستثني من ذلك الفترة التي حكم فيها الداي محمد بن عثمان باشا في النصف الثاني
من القرن 18عشر ( )1766-1791حيث عرفت الجزائر في ظل حكمة استقرارا نسبيا بالتعاون
مع محمد بلكبير وصالح باي في إدارة شؤون البالد داخليا و خارجيا كما استطاع الداي محمد بن
عثمان باشا استطاع أن يتغلب على العجز الذي كانت تعاني منه الميزانية العامة للجزائر وفي
مجمل الحديث من األوضاع السياسية الداخلية للجزائر قبل االحتالل الفرنسي يمكن القول أنها
تميزت بعدم االستقرار السياسي و األمن حيث تواصلت االضطرابات و التناحر على الحكم و
االستبداد و اال ختالالت و االغتياالت و نشوب الفتن األهلية و التمرد و العصيان من طرف
األهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاق األهالي بالضرائب و اإلتاوات علما أن
التمرد و العصيان كان يواجهه الدايات بقوة وسفك الدماء و يذكر أن السياسة الجبائية العثمانية
المرتفعة طبقت عندما نقصت الغنائم البحرية في السنوات األخيرة بسبب فقدان السيطرة على
البحر األبيض المتوسط.
ومن بين التمردات و الثورات على الحكم العثماني تلك التي قام بها سكان العاصمة بها
سكان و القبائل المجاورة سنة 1692م بعد إقدامهم على إشعال النيران في مرافق الميناء وبعض
السفن الراسية به .
-وحركة التمرد الواسعة التي قام بها كراغلة تلمسان في عهد الداي إبراهيم باشا كوجوك
حيث سيطروا على المدينة وطردوا منها الحامية التركية ،كما حاولوا االتصال بكراغلة
العاصمة ( الجزائر) االنضمام إلى حركتهم لكن الداي تفطن لألمر وقضى على تمردهم بالقوة
1
باإلضافة إلى تمردات أخرى عرفتها مختلف مناطق الجزائر مثل القبائل الكبرى ، 1767سكان
البليدة ،الحضنة واحات الجنوب و األوراس .
كما نذكر في هذا الصدد ثورة بلحرش الذي ظهرت 10جوان 10جويلية 1804م حيث
أعلن بلحرش الثورة والجهاد للقضاء على سلطة بايلك الشرق وبعد سلسلة من المالحقات تمكن
الباي الوضع الحد النهائي لثورته .
-2األوضاع السياسية الخارجية :
على المستوى المغاربي كانت السياسة المغاربية متوترة في أكثر فترات التاريخ بالد
المغرب فقل ما كانت ودية أو حسنة أو على األقل إدراك خطورة التحديات الغربية فمثال مع
تونس كانت الجزائر تعتبرها إقليميا تابعا لها ،وتونس ترفض ذلك ،كما كانت لتونس أطماع في
قسنطينة ومن جهة المغرب كانت له أطماع في تلمسان ،كما كانت له أطماع في تلمسان ،كما
كانت ينظر للجزائر كخطر يهدده و يجب تفاديه
على المستوى األوروبي :
أقامت الجزائر عالقات سياسية واقتصادية و تجارية مع دول أوروبية ،حيث كان دافع
الجزائر لمنع أي تحالف أوروبي منها .
عالقتها مع بريطانيا :
كان للجزائري عالقات ودية في الغالب مع بريطانيا فاستفادت الجزائر من التنافس اتحاد
بين بريطانيا و فرنسا .
تخللت ذلك معاهدة السالم بين الدولتين نصت على نشاط التجارة بين البلدين كما أن
بريطانيا كانت تعمل بكل ما في وسعها لتوتر العالقات الجزائرية الفرنسية .
عالقتها مع اسبانيا :
تميزت بالتوتر بسبب احتالل اسبانيا لوهران المرسى الكبير و الحمالت العسكرية على
المدن و الموانئ الجزائرية
عالقتها مع الواليات األمريكية المتحدة :
كانت الجزائر كعادتها السابقة لالعتراف الواليات األمريكية المتحدة كدولة مستقلة عن
بريطانيا عام 1776كما منحتها مساعدات كبيرة لكن االعتراف و المساعدات لم تمنع الجزائر
من مرض إتاوات التي كانت تفرض على الدول األحرف المارة من البحر األبيض المتوسط و
يبدو أن ال كونغرس األمريكي الذي اعتبر أن الجزائر بعيدة و أن عالقته بالبحر األبيض المتوسط
قليلة فقرر أن ال يقدم اإلتاوات و عليه أعلنت الجزائر الحرب على أمريكا و أرسلت أسطولها
إلى المحيط األطلسي فأسر مجموعة من السفن األمريكية و قادها إلى السواحل الجزائرية .
مما دفع الكونغرس األمريكي إلى إيفاد وفد للتفاوض والتمس المساعدة لدفع اإلتاوة و تم
توقيع معاهدة سالم مع الدولتين 1796م.
عالقتها مع فرنسا :
عرفت العالقات بين الجزائر و فرنسا تطورات متباينة من المودة و التعاون إلى التوتر
والحروب .
2
بدأت العالقات األولى والجيدة بين البلدين في عهد خير الدين بربروس و فرنسوا األول
سنة 1835م حيث كانت فرنسا حريصة على اكتساب ود الجزار ،بعد التوقيع على المعاهدة
الثالثية بين المبعوث خير الدين الذي حل بفرنسا بدعوة من ملكها و ذلك ابتداءا من 1534وعلى
أثر هذه المعاهدة توجه السفير الفرنسي األول إلى الجزائر " جون دوالفوري " حيث عين قنصل
فرنسي آخر سنة 1538و كان أول قنصل أوروبي و قد تتابع الفرنسيون إلى الجزائر كقناصل
وسفراء .
التحالف الغربي ضد الجزائر :
في اوائل القرن 19بدأت الدول األوروبية و كذا الواليات المتحدة األمريكية لكن عن دفع
اإلتاوات للجزائر كما أصبحت النوايا االستعمارية األوروبية تتجلى في األفق ضدها خاصة عندما
حققت تفوقا عسكريا واضحا على الجزائر بفضل دخول دول أوروبا مرحلة الثورة الصناعية
الحديثة
عدم مواكبة الصناعة الجزائرية الحديثة لهذا التطور و بذلك اختل ميزان القوة لصالح
أوروبا على حساب الجزائر .
حيث تحالف األوروبيون ضد الجزائر في مؤتمر فيينا الذي يعقد في 9جوان 1815بطلب
من االنجليز وذلك لوضع حد نهائي للقرصنة البحرية الجزائرية في البحر األبيض المتوسط
واسترقاق المسيحيين و استعبادهم و كلفت بريطانيا بتطبيق مقرارات المؤتمر فتوجه االنجليزي
اللورد أكس مون ( إكس ماوث ) عام 1816على متن أسطول بحري إلى الجزائر و لما اقترب
من سواحلها وضع الداي القنصل البريطاني في السجن لكن البحرية الجزائرية انخدعت بالراية
البيضاء التي كانت تحملها السفن الحربية .
األوضاع العسكرية :
واجهت الجزائر الدولة العثمانية تهديدات خارجية كبيرة خاصة من جانب اسبانيا و ايطاليا
مما جعلها( الجزائر ) تهتم بأسطولها الحربي تدفع به الغارات المسيحية عن مدنها و سواحلها ،
وتحمي التجارة اإلسالمية و المهاجرين األندلسيين و حجاج بيت هللا الحرام من اعتداءات
القراصنة األوروبيين و تدعيم الدولة العثمانية في حروبها .
إن دور البحرية بدأ يتضاءل إلى أن يضمحل نهائيا سنة 1830ويعود انهيار األسطول إلى
العوامل التالية :
-اتفاق الدول األوروبية إلى ضرورة التصدي للجزائر وتقليص دورها
-تقيد الجزائر بمعاهدات شراء سالمة التجارة الدول األوروبية مقابل نقص الغرامات والهدايا
الغارات المسيحية المتكررة على مدينة الجزائر :
-ومن أخطرها الهجوم االنجليزي الهولندي المؤلف من 39بارجة بقيادة اللورد األميرال
اكسمول exmolفي 27أوت سنة 1816
3
-اشتراكية في حروب الدولة العثمانية و آخرها معركة نافارين 1827و على صعيد آخر
ارتكبت الجزائر خطأ فادحا بتمثل في تخليها عن الصناعة البحرية ( كانت تصنع بواخرها
الحربية بنفسها )
-نظرا النشغال التقنيين و الفنيين و المهندسين بالحرب و كذلك بسبب تنازلها عن غابات
الكرنسا الموجودة في بجاية لفائدة التجار اليهود وفي مقدمتهم بكري وبوشناق حيث أقدم هذان
الرجلين على بيع غابات األخشاب إلى انجلترا التي اهتمت بصناعتها البحرية توقفت الصناعة
البحرية في الجزائر و ازدهرت في انجلترا
-األوضاع االجتماعية :
-لم تكن األوضاع االجتماعية أحسن من غيرها حيث عرفت الجزائر انتشار األوبئة خاصة
الفترة التي بلغ فيها مرض الطاعون درجة خطيرة و هي الفترة الممتدة من جوان 1817إلى
سبتمبر 1818
-ظهور الطبقة الدخيلة من اليهود بالرغم من وجود عدة فئات أجنبية مسيحية في الجزائر
إال أن الجماعة النشيطة التي ارتفع شأنها في هذا البلد هي فئة اليهود ألنها كانت تتعامل مع الداي
و قادة الجيوش .
4