Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫ظروف احتالل الجزائر ‪1962-1830:‬‬

‫عن دوافع االستعمار الفرنسي يقول حمدان خوجة في كتابه ( المرآة ) لم تكن الحملة‬
‫الفرنسية آتية كما يزعم الفرنسيين ‪ ،‬ولم يكن الهدف منها تأديب الداي لكنها فكرة تخمرت طويال‬
‫في أذهان ملوك فرنسا وقد هددوا جميعا و توعدوا و لكن لم يفلحوا‬
‫لمحة من األوضاع العامة في الجزائر قبل االحتالل الفرنسي ‪:‬‬
‫األوضاع العامة في الجزائر ‪:‬‬
‫‪ -‬إن األوضاع العامة للجزائر سواء السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية تأثرت بشكل‬
‫كبير بخصائص و طبيعة الحكام العثمانيين بها ‪.‬‬
‫‪ -‬الذي استمر ما يزيد عن ‪ 3‬قرون من جهة ‪ ،‬شخصية الحكام األتراك من جهة أخرى حيث‬
‫ت ميزت هذه األوضاع في االستقرار و االزدهار في بعض األحيان و االضطرابات و االنحطاط‬
‫أحيانا أخرى ‪.‬‬
‫األوضاع السياسية ‪:‬‬
‫الداخلية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫رغم أن عهد الديات كان مليء بالثورات و المؤامرات لم تكن هذه حكمهم تستمر طويال إال‬
‫أنه يمكن أن ن ستثني من ذلك الفترة التي حكم فيها الداي محمد بن عثمان باشا في النصف الثاني‬
‫من القرن ‪ 18‬عشر (‪ )1766-1791‬حيث عرفت الجزائر في ظل حكمة استقرارا نسبيا بالتعاون‬
‫مع محمد بلكبير وصالح باي في إدارة شؤون البالد داخليا و خارجيا كما استطاع الداي محمد بن‬
‫عثمان باشا استطاع أن يتغلب على العجز الذي كانت تعاني منه الميزانية العامة للجزائر وفي‬
‫مجمل الحديث من األوضاع السياسية الداخلية للجزائر قبل االحتالل الفرنسي يمكن القول أنها‬
‫تميزت بعدم االستقرار السياسي و األمن حيث تواصلت االضطرابات و التناحر على الحكم و‬
‫االستبداد و اال ختالالت و االغتياالت و نشوب الفتن األهلية و التمرد و العصيان من طرف‬
‫األهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاق األهالي بالضرائب و اإلتاوات علما أن‬
‫التمرد و العصيان كان يواجهه الدايات بقوة وسفك الدماء و يذكر أن السياسة الجبائية العثمانية‬
‫المرتفعة طبقت عندما نقصت الغنائم البحرية في السنوات األخيرة بسبب فقدان السيطرة على‬
‫البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫ومن بين التمردات و الثورات على الحكم العثماني تلك التي قام بها سكان العاصمة بها‬
‫سكان و القبائل المجاورة سنة ‪ 1692‬م بعد إقدامهم على إشعال النيران في مرافق الميناء وبعض‬
‫السفن الراسية به ‪.‬‬
‫‪-‬وحركة التمرد الواسعة التي قام بها كراغلة تلمسان في عهد الداي إبراهيم باشا كوجوك‬
‫حيث سيطروا على المدينة وطردوا منها الحامية التركية ‪ ،‬كما حاولوا االتصال بكراغلة‬
‫العاصمة ( الجزائر) االنضمام إلى حركتهم لكن الداي تفطن لألمر وقضى على تمردهم بالقوة‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى تمردات أخرى عرفتها مختلف مناطق الجزائر مثل القبائل الكبرى ‪ ، 1767‬سكان‬
‫البليدة ‪ ،‬الحضنة واحات الجنوب و األوراس ‪.‬‬
‫كما نذكر في هذا الصدد ثورة بلحرش الذي ظهرت ‪ 10‬جوان ‪ 10‬جويلية ‪ 1804‬م حيث‬
‫أعلن بلحرش الثورة والجهاد للقضاء على سلطة بايلك الشرق وبعد سلسلة من المالحقات تمكن‬
‫الباي الوضع الحد النهائي لثورته ‪.‬‬
‫‪-2‬األوضاع السياسية الخارجية ‪:‬‬
‫على المستوى المغاربي كانت السياسة المغاربية متوترة في أكثر فترات التاريخ بالد‬
‫المغرب فقل ما كانت ودية أو حسنة أو على األقل إدراك خطورة التحديات الغربية فمثال مع‬
‫تونس كانت الجزائر تعتبرها إقليميا تابعا لها ‪ ،‬وتونس ترفض ذلك ‪ ،‬كما كانت لتونس أطماع في‬
‫قسنطينة ومن جهة المغرب كانت له أطماع في تلمسان ‪ ،‬كما كانت له أطماع في تلمسان ‪ ،‬كما‬
‫كانت ينظر للجزائر كخطر يهدده و يجب تفاديه‬
‫على المستوى األوروبي ‪:‬‬
‫أقامت الجزائر عالقات سياسية واقتصادية و تجارية مع دول أوروبية ‪ ،‬حيث كان دافع‬
‫الجزائر لمنع أي تحالف أوروبي منها ‪.‬‬
‫عالقتها مع بريطانيا ‪:‬‬
‫كان للجزائري عالقات ودية في الغالب مع بريطانيا فاستفادت الجزائر من التنافس اتحاد‬
‫بين بريطانيا و فرنسا ‪.‬‬
‫تخللت ذلك معاهدة السالم بين الدولتين نصت على نشاط التجارة بين البلدين كما أن‬
‫بريطانيا كانت تعمل بكل ما في وسعها لتوتر العالقات الجزائرية الفرنسية ‪.‬‬
‫عالقتها مع اسبانيا ‪:‬‬
‫تميزت بالتوتر بسبب احتالل اسبانيا لوهران المرسى الكبير و الحمالت العسكرية على‬
‫المدن و الموانئ الجزائرية‬
‫عالقتها مع الواليات األمريكية المتحدة ‪:‬‬
‫كانت الجزائر كعادتها السابقة لالعتراف الواليات األمريكية المتحدة كدولة مستقلة عن‬
‫بريطانيا عام ‪ 1776‬كما منحتها مساعدات كبيرة لكن االعتراف و المساعدات لم تمنع الجزائر‬
‫من مرض إتاوات التي كانت تفرض على الدول األحرف المارة من البحر األبيض المتوسط و‬
‫يبدو أن ال كونغرس األمريكي الذي اعتبر أن الجزائر بعيدة و أن عالقته بالبحر األبيض المتوسط‬
‫قليلة فقرر أن ال يقدم اإلتاوات و عليه أعلنت الجزائر الحرب على أمريكا و أرسلت أسطولها‬
‫إلى المحيط األطلسي فأسر مجموعة من السفن األمريكية و قادها إلى السواحل الجزائرية ‪.‬‬
‫مما دفع الكونغرس األمريكي إلى إيفاد وفد للتفاوض والتمس المساعدة لدفع اإلتاوة و تم‬
‫توقيع معاهدة سالم مع الدولتين ‪1796‬م‪.‬‬
‫عالقتها مع فرنسا ‪:‬‬
‫عرفت العالقات بين الجزائر و فرنسا تطورات متباينة من المودة و التعاون إلى التوتر‬
‫والحروب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بدأت العالقات األولى والجيدة بين البلدين في عهد خير الدين بربروس و فرنسوا األول‬
‫سنة ‪1835‬م حيث كانت فرنسا حريصة على اكتساب ود الجزار ‪ ،‬بعد التوقيع على المعاهدة‬
‫الثالثية بين المبعوث خير الدين الذي حل بفرنسا بدعوة من ملكها و ذلك ابتداءا من ‪ 1534‬وعلى‬
‫أثر هذه المعاهدة توجه السفير الفرنسي األول إلى الجزائر " جون دوالفوري " حيث عين قنصل‬
‫فرنسي آخر سنة ‪ 1538‬و كان أول قنصل أوروبي و قد تتابع الفرنسيون إلى الجزائر كقناصل‬
‫وسفراء ‪.‬‬
‫التحالف الغربي ضد الجزائر ‪:‬‬
‫في اوائل القرن ‪ 19‬بدأت الدول األوروبية و كذا الواليات المتحدة األمريكية لكن عن دفع‬
‫اإلتاوات للجزائر كما أصبحت النوايا االستعمارية األوروبية تتجلى في األفق ضدها خاصة عندما‬
‫حققت تفوقا عسكريا واضحا على الجزائر بفضل دخول دول أوروبا مرحلة الثورة الصناعية‬
‫الحديثة‬
‫عدم مواكبة الصناعة الجزائرية الحديثة لهذا التطور و بذلك اختل ميزان القوة لصالح‬
‫أوروبا على حساب الجزائر ‪.‬‬
‫حيث تحالف األوروبيون ضد الجزائر في مؤتمر فيينا الذي يعقد في ‪9‬جوان ‪ 1815‬بطلب‬
‫من االنجليز وذلك لوضع حد نهائي للقرصنة البحرية الجزائرية في البحر األبيض المتوسط‬
‫واسترقاق المسيحيين و استعبادهم و كلفت بريطانيا بتطبيق مقرارات المؤتمر فتوجه االنجليزي‬
‫اللورد أكس مون ( إكس ماوث ) عام ‪ 1816‬على متن أسطول بحري إلى الجزائر و لما اقترب‬
‫من سواحلها وضع الداي القنصل البريطاني في السجن لكن البحرية الجزائرية انخدعت بالراية‬
‫البيضاء التي كانت تحملها السفن الحربية ‪.‬‬
‫األوضاع العسكرية ‪:‬‬
‫واجهت الجزائر الدولة العثمانية تهديدات خارجية كبيرة خاصة من جانب اسبانيا و ايطاليا‬
‫مما جعلها( الجزائر ) تهتم بأسطولها الحربي تدفع به الغارات المسيحية عن مدنها و سواحلها ‪،‬‬
‫وتحمي التجارة اإلسالمية و المهاجرين األندلسيين و حجاج بيت هللا الحرام من اعتداءات‬
‫القراصنة األوروبيين و تدعيم الدولة العثمانية في حروبها ‪.‬‬
‫إن دور البحرية بدأ يتضاءل إلى أن يضمحل نهائيا سنة ‪ 1830‬ويعود انهيار األسطول إلى‬
‫العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاق الدول األوروبية إلى ضرورة التصدي للجزائر وتقليص دورها‬
‫‪ -‬تقيد الجزائر بمعاهدات شراء سالمة التجارة الدول األوروبية مقابل نقص الغرامات والهدايا‬
‫الغارات المسيحية المتكررة على مدينة الجزائر ‪:‬‬
‫‪ -‬ومن أخطرها الهجوم االنجليزي الهولندي المؤلف من ‪ 39‬بارجة بقيادة اللورد األميرال‬
‫اكسمول ‪ exmol‬في ‪ 27‬أوت سنة ‪1816‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬اشتراكية في حروب الدولة العثمانية و آخرها معركة نافارين ‪ 1827‬و على صعيد آخر‬
‫ارتكبت الجزائر خطأ فادحا بتمثل في تخليها عن الصناعة البحرية ( كانت تصنع بواخرها‬
‫الحربية بنفسها )‬
‫‪ -‬نظرا النشغال التقنيين و الفنيين و المهندسين بالحرب و كذلك بسبب تنازلها عن غابات‬
‫الكرنسا الموجودة في بجاية لفائدة التجار اليهود وفي مقدمتهم بكري وبوشناق حيث أقدم هذان‬
‫الرجلين على بيع غابات األخشاب إلى انجلترا التي اهتمت بصناعتها البحرية توقفت الصناعة‬
‫البحرية في الجزائر و ازدهرت في انجلترا‬
‫‪ -‬األوضاع االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬لم تكن األوضاع االجتماعية أحسن من غيرها حيث عرفت الجزائر انتشار األوبئة خاصة‬
‫الفترة التي بلغ فيها مرض الطاعون درجة خطيرة و هي الفترة الممتدة من جوان ‪ 1817‬إلى‬
‫سبتمبر ‪1818‬‬
‫‪ -‬ظهور الطبقة الدخيلة من اليهود بالرغم من وجود عدة فئات أجنبية مسيحية في الجزائر‬
‫إال أن الجماعة النشيطة التي ارتفع شأنها في هذا البلد هي فئة اليهود ألنها كانت تتعامل مع الداي‬
‫و قادة الجيوش ‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like