‫المجزوءة األولى‪ :‬أنواع الخطاب‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الخطاب اإلشهاري‪:‬‬

‫أ ـ تعريف الخطاب‪:‬‬
‫الخطاب لغة من فعل " خاطب " يخاطب أي ألقى كالما أو حديثا أو حكما‪.‬‬
‫سل إليه في سياق‬‫سل إلى مر َ‬
‫واصطالحا‪ :‬عملية تواصلية تهدف إلى انتقال رسالة من مر ِ‬
‫محدد‪.‬‬
‫بـ ـ تعريف اإلشهار‪:‬‬
‫اإلشهار لغة‪ :‬الظهور واإلعالن واالنتشار‪...‬يقال أشهر سيفه أي أخرجه‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عملية تجارية تهدف إلى ترويج السلع والخدمات عبر وسائل متعددة سمعية‬
‫وبصرية‪ ،‬مكتوبة ومرئية‪ ،‬ويحضر بقوة في المجال االقتصادي بغية ترويج المنتجات والرفع‬
‫من المبيعات‪.‬‬
‫جـ مكونات اإلشهار‪:‬‬
‫للعملية اإلشهارية ثالثة أركان‪:‬‬
‫ض منتوجا ويكون فردا ً أو مؤسسة أو وكالة‪.‬‬ ‫ويعر ُ‬
‫ِ‬ ‫ال ُمنتِ ُج‪ :‬يُروج‬
‫تقب ُل للمنتوج عن طريق الشراء واالقتناء‪.‬‬ ‫ال ُمستَه ِل ُك‪ :‬ال ُم ِ‬
‫السِلعَةُ‪ :‬هي موضوع التبادل بين المن ِتج والمستهلك لتحقيق غاية اإلشهار‪.‬‬
‫د ـ أهداف اإلشهار‪:‬‬
‫ـ التسويق لمنتوج معين‪.‬‬
‫ـ التوعية والتثقيف‪.‬‬
‫ـ إقناع المستهلك بجودة المنتوج‪.‬‬
‫ـ تحقيق الربح المادي‪.‬‬
‫ـ تثبيت ثقافة االستهالك‪.‬‬
‫ـ دفع المستهلك إلى االقتناء‪.‬‬
‫هـ مميزات اإلشهار‪:‬‬
‫ـ االعتماد على دليل لغوي ( جمل وعبارات)‪ ،‬ودليل أيقوني ( الصور‪ ،‬والرسوم‪ ،‬واألشكال‬
‫الهندسية‪ ،‬واأللوان‪.)..‬‬
‫ـ إيهام المستهلك بجودة المنتوج‪.‬‬
‫ـ مخاطبة الجانب الالشعوري من اإلنسان (المستهلك)‪.‬‬
‫ـ يسعى إلى اإلغراء لتحقيق غرض مادي‪.‬‬
‫ـ اعتماد لغة وأساليب اإلغراء من أجل التأثير واإلقناع‪.‬‬
‫ـ توظيف األسلوبين الخبري واإلنشائي‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ 2‬ـ الخطاب الصحفي‪:‬‬
‫الخطاب الصحفي نشاط إعالمي يهتم بجمع األخبار‪ ،‬والمعطيات واألحداث المختلفة التي‬
‫يسعى إلى نقلها إلى المتلقي‪ ،‬أو القارئ أو المستمع أو المشاهد بإحدى وسائل اإلعالم‬
‫المختلفة‪ :‬والصحافة أنواع‪ :‬مكتوبة ( الصحف والمجالت )‪ ،‬مسموعة ( المذياع )‪ ،‬مرئية‬
‫مسموعة ( التلفاز‪ ،‬األنترنيت )‪.‬‬
‫خصائصه‪:‬‬
‫ومن أهم خصائص الخطاب الصحفي ‪:‬‬
‫ـ اعتماد لغة تقريرية مباشرة‪.‬‬
‫ـ توثيق الخبر‪ ،‬والتحقق من مصادره‪.‬‬
‫ـ توخي الموضوعية والحياد والمسؤولية والمصداقية‪.‬‬
‫ـ اعتماد أسلوب اإلثارة وجذب المتلقي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الخطاب السياسي‪:‬‬
‫ـ السياسة تعني فن تدبير الشؤون العامة للمواطنين محليا وجهويا ووطنيا‪ ،‬وتقوم على ضبط‬
‫العالقات بين المواطنين فيما بينهم من جهة‪ ،‬والعالقات بين المواطنين والدولة من جهة ثانية‪.‬‬
‫ـ الخطاب السياسي‪ :‬هو ممارسة اجتماعية قبل أن تكون سياسية‪ ،‬ألنها تهتم بقضايا‬
‫المواطنين وتدبير شؤونهم العامة في ظل قوانين معينة‪.‬‬
‫أنواع الخطاب السياسي‪:‬‬
‫ـ خطاب األغلبية‪ :‬يضع القرارات السياسية ويدافع عنها‪.‬‬
‫ـ خطاب المعارضة‪ :‬يناقش ويحتج ويرفض القرارات السياسية التي تضعها األغلبية‪.‬‬
‫ـ الخطاب األكاديمي‪ :‬يهتم بتدريس الظواهر السياسية بشكل موضوعي علمي‪.‬‬
‫خصائصه‪:‬‬
‫ومن أهم خصائص الخطاب السياسي‪:‬‬
‫التأثير‪ ،‬اإلقناع‪ ،‬اللغة اآلمرة‪ ،‬الحجة الدامغة‪ ،‬التصور المنسجم والمتماسك‪ ،‬البالغة‪..‬‬
‫موضوعاته‪:‬‬
‫سياسية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وتوعوية‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫المجزوءة الثانية‪ :‬قضايا معاصرة‬
‫‪ 1‬ـ اإلنسان والتكنولوجيا‪:‬‬
‫تُعتبر التنمية عملية إنسانية إرادية تدفع بالمجتمع إلى درجة من التقدم‪ ،‬يمكن قياس نتائجه‬
‫بمشيرات عديدة‬
‫ـ التكنولوجيا كلمة يونانية األصل‪ ،‬تتكون من مقطعين؛ المقطع األول‪ " :‬تكنو" ‪ ،‬ويعني‬
‫حرفة‪ ،‬أو مهارة‪ ،‬أو فن‪ ،‬أما الثاني " لوجيا" ‪ ،‬فيعني علم أو دراسة‪ .‬وظهرت مع ظهور‬
‫اإلنسان‪ ،‬حيث بدأ اإلنسان يعمل على البحث واالكتشاف‪ ،‬وتطورت التكنولوجيا عبر تطور‬
‫حياته‪ ،‬كما تطورت أكثر بفضل تقدم العلم وازدهار المعرفة‪ ،‬وتستخدم من طرف اإلنسان من‬
‫أجل زيادة قدراته وإمكاناته ‪ ...‬ويقصد بالتكنولوجيا مجموع المعارف والخبرات والتقنيات‬
‫التي يستعملها اإلنسان الختراع شيء معين أو ابتكار منتوج جديد‪ ،‬وبهذا فالتكنولوجيا هي‬
‫دراسة التقنيات البشرية في صناعة األشياء‪ .‬وللتكنولوجيا جانبان‪:‬‬
‫جانب مادي‪ :‬يتجلى في التصنيع والمكننة‪.‬‬
‫جانب وظيفي‪ :‬يتعلق بكيفية االستعمال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اإلنسان والتنمية‪:‬‬

‫ـ التنمية لغةً‪ :‬الزيادة‪ ،‬التكثير‪ ،‬الوفرة‪ ،‬والنماء‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬تُعتبر التنمية عملية إنسانية إرادية تدفع بالمجتمع إلى درجة من التقدم‪ ،‬يمكن‬
‫قياس نتائجه بمشيرات عديدة منها ‪ :‬حجم االستثمار‪ ،‬مستوى الدخل الفردي‪ ،‬انتشار التعليم‪،‬‬
‫االستفادة من التغطية الصحية‪ ،‬حقوق اإلنسان‪...‬وهكذا تبدو التنمية عملية متكاملة شاملة‬
‫تمس جميع مجاالت الحياة‪ ،‬و تسعى إلى رفع كفاءة القوى المنتجة التي من شأنها أن تنمي‬
‫ثروات المجتمع خدمة ألفرادها و عمالً على بلوغهم مراتب التطور االقتصادي و العلمي‬
‫والتكنولوجي‪.‬‬
‫أنواع التنمية‪:‬‬
‫وتنقسم التنمية في عصرنا الحديث إلى ‪:‬‬
‫تنمية بشرية‪ :‬تقاس بمعيار صحين معرفي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬اقتصادي‬
‫تنمية اقتصادية‪ :‬تهتم بتطوير البنيات التحتية وهياكلها االقتصادية لتحسين ظروف العيش‪.‬‬
‫تنمية مستدامة‪ :‬تتجلى في ربط الحاضر بالمستقبل والحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية‬
‫من أجل األجيال الالحقة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ اإلنسان ومشاكل الهجرة‪:‬‬

‫الهجرة لغة‪ :‬هي الترك واالبتعاد والرحيل‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هي االنتقال من البلد األم إلى بلد آخر قصد االستقرار أو اإلقامة بشكل دائم أو‬
‫مؤقت‪ ،‬بحثا عن فرص عمل‪ ،‬أو هروبا من أوضاع البالد المضطربة‪ ،‬وهي عملية مستمرة‬
‫‪3‬‬
 ‫استمرار حياة اإلنسان والنمو السكاني واالختالفات بين المناطق الجغرافية‪.‬‬
‫أنواع الهجرة‪:‬‬
‫ويمكن تصنيف الهجرة إلى صنفين‪:‬‬
‫هجرة داخلية‪ :‬تتم داخل البلد األصلي‪.‬‬
‫هجرة خارجية‪ :‬يتم االنتقال فيها من بلد آلخر‪.‬‬
‫هجرة فردية‪ :‬تتعلق بطموح مادي أو علمي‪ ،‬أو إقامة اضطرارية‪.‬‬
‫هجرة جماعية‪ :‬فرارا من الحروب أو الكوارث أو االضطهاد أو التهجير القسري‪...‬‬
‫أسبابها‪:‬‬
‫من بين أهم أسباب الهجرة‪:‬‬
‫البحث عن العمل واالستقرار‪ ،‬الهروب من الحروب واضطراب أوضاع البلد األصلي‪،‬‬
‫معانقة حلم العيش في البلدان المتقدمة‪ ،‬الدافع العلمي من أجل إتمام الدراسة‪.‬‬

‫المجزوءة الثالثة‪ :‬مفاهيم‬

‫‪ 1‬ـ مفهوم الحداثة‪:‬‬
‫ـ الحداثة مصطلح أوربي المنشأ‪ ،‬ونعني بها المعاصرة والعصرنة‪ ،‬وهي محاولة للتجديد‬
‫واإلبداع والتمدن والتحضر‪ ،‬من خالل ابتكار أنماط جديدة في الحياة اليومية للسير نحو‬
‫التطور والتقدم والتجديد‪ ،‬وتجاوز التقليد والتخلف كما أنها تعكس بأكملها التحول الهائل الذي‬
‫غزا مجال الفكر والتقنية والمعرفة بصفة عامة‪.‬‬
‫ـ ظهرت في أوربا في القرن التاسع عشر‪ ،‬وبلغت ذروتها في مطلع القرن العشرين‪،‬‬
‫وتطورت مع تطور البورجوازية الغربية‪ ،‬وهي حركة تاريخية قابلة للتطور والتنوع‪،‬‬
‫وترفض التقليد والتراث‪ ،‬وتقبل العلم والعقالنية والتقدم والديموقراطية‪ ،‬وارتبطت بالفكر‬
‫العقالني المادي والثورة الصناعية وتحرر األدب والفن من قيود الكالسيكية وقيمها‪...،‬‬
‫والعامل األساسي في ظهور الحداثة في أوربا هو االطالع هذا األخير على الفكر العربي عن‬
‫طريق الترجمة واالحتكاك بالعرب عبر مجموعة من القنوات كالحروب الصليبية والتجارة‪،‬‬
‫وهذا العامل هو الذي مهد وساهم في تسريع وتيرتها‪ ،‬وقد تجسدت في االكتشافات الجغرافيا‬
‫واختراع المطبعة وتطور الثورة الصناعية‪ ،‬وظهور الدولة الحديثة وحقوق اإلنسان‪ ،‬وانتشار‬
‫الفكر الليبرالي والرأسمالية‪...‬‬
‫ـ ارتبطت الحداثة في العالم العربي بمحاوالت التكيف مع المتغير الحضاري العالمي‬
‫ومراعاة التأصيل والخصوصية‪ ،‬فأصبحت موقفا من الحياة يسعى في الغالب إلى مالحقة‬
‫التقدم الغربي ومحاكاته دون أن يرقى إلى جوهر الحداثة الذي يعني اإلنتاج واإلبداع والتجدد‬
‫والرفاهية والقوة والتميز‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ 2‬ـ مفهوم التواصل‪:‬‬
‫ـ التواصل لغة مصدر من فعل تواصل على وزن تفاعل مما يدل على مشاركة اآلخر‪،‬‬
‫ويحمل معنى اإلقبال على اآلخر واالنصات له‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬نشاط إنساني ظهر مع اإلنسان‪ ،‬حيث تم التواصل بين بني البشر بطرق ووسائل‬
‫تقليدية تطورت فيما بعد عن طريق التطور العلمي والتكنولوجي‪ ،‬كما يمر التواصل عبر‬
‫وسائل متعددة ( السمعي‪ ،‬البصري‪ ،‬المكتوبة‪ ،‬المقروءة عن بعد‪ ،‬السلكي‪ ،‬الالسلكي)‬
‫مكوناته‪:‬‬
‫يقتضي وجود طرفي التواصل المكونات األساسية التالية‪:‬‬
‫سل‪َ ،‬وال ُمستَق ِبل‪ ،‬والرسالة التواصلية‪ ،‬وقناة لمرور الخطاب التواصلي‪.‬‬ ‫ال ُمر ِ‬
‫وظائفه‪:‬‬
‫الوظيفة المرجعية‪ ،‬والوظيفة التعبيرية‪ ،‬والوظيفة التأثيرية‪ ،‬والوظيفة الميتالوغية‪ ،‬والوظيفة‬
‫االنتباهية‪ ،‬والوظيفة الشعرية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مفهوم اإلبداع‪:‬‬
‫اإلبداع في اللغة هو االختراع واالبتكار أو هو إنتاج شيء جدي ٍد لم يكن موجودا ً من قبل‪ ،‬أو‬
‫إعادة تأليف المسبوق بطرق جديدة وتجديده وتطويره‪ .‬ويتجلى اإلبداع في عدة مجاالت‪ ،‬من‬
‫أهمها‪ :‬المجال األدبي والثقافي والعلمي والتكنولوجي وحتى في الجانب االقتصادي‪...‬‬

‫المجزوءة الرابعة‪ :‬قيم إنسانية في الشعر العربي‬

‫‪ 1‬ـ التضامن‪:‬‬
‫ـ القيم مجموعة من المبادئ‪ ،‬تسعى إلى توجيه السلوك اإلنساني‪ ،‬وتمتين العالقات بين بني‬
‫البشر‪ ،‬وإكساب الحياة معنى يُسهم في الحفاظ على تماسك المجتمع‪ .‬والقيم أنواع‪ ،‬من أهمها‪ :‬قيمة‬
‫التضامن‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والحب‪ ،‬والتعايش‪ ،‬والحرية‪ ...،‬وتعد القيم من العناصر‬
‫الضرورية في الوقت الراهن‪ ،‬من أجل مواجهة تحديات العصر‪ ،‬والكوارث التي تهدد البيئة‪،‬‬
‫وأخطار األمراض الفتاكة التي تقلق حياة ماليين البشر في العالم‪ ،‬ومحاربة الفقر واالضطهاد‬
‫والحروب‪ .‬لهذا أصبحت القيم اليوم دستورا يتشكل من التراث اإلنساني المشترك الذي أقره‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ـ التضامن رابطة وجدانية متعددة المظاهر تربطنا باآلخرين بشكل مستمر‪ ،‬وتعتبر قيمة‬
‫التضامن من أكثر القيم اإلنسانية السامية التي ترقى باإلنسان من ما هو فردي إلى ما هو جماعي‬
‫وتشاركي‪ ،‬من أجل حسن التعايش مع باقي أفراد مجتمعه‪ ،‬من خالل أنواع من السلوكات التي ال‬
‫تقف عند حدود العرق أو الجنس‪...‬‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ 2‬ـ التسامح‪:‬‬
‫خاصية إنسانية راقية‪ ،‬ويعني اإلقرار بحق االختالف والقبول باآلخر‪ ،‬واحترام المخالف‬
‫بغض النظر عن عقيدته وعرقه ولونه وانتمائه الفكري والسياسي وطبقته االجتماعية أو‬
‫الجنسية‪ ،‬واالعتراف بحقه في الوجود وبحقه في التعبير عن رأيه وممارسة طقوسه واإليمان‬
‫بمعتقداته بطالقة ودون رقابة‪ .‬ومد جسور التواصل والتفاعل اإليجابي في مختلف مناحي‬
‫الحياة‪ ،‬بعيدا عن اإلقصاء والعنف واالحتقار وانتهاك الحقوق وفرض األمر الواقع وتكريس‬
‫الهيمنة والتمييز والتعصب والتطرف واالضطهاد والعنصرية‪ .‬والتسامح قيمة أخالقية‬
‫وضرورة سياسية وقانونية‪ ،‬ومشير دال على التحضر‪ ،‬وفضيلة تجعل السالم ممكنا‪ ،‬ومفتاح‬
‫حقوق اإلنسان والتعددية الثقافية وشرط التآلف واالجتماع ودعامة التضامن وحسن الجوار‪.‬‬
‫ـ وقيمة التسامح قيمة مركزية في كل األديان السماوية‪ ،‬وتحتل الصدارة في منظومة القيم‬
‫اإلسالمية الداعية إلى المساواة واألخوة والتراحم والتعاون على وجوه البر‪ .‬وهي أيضا قيمة‬
‫أساسية حاضرة بقوة في كل فعل تربوي أو سياسي أو حقوقي أو جمعوي أو عالقات دولية‬
‫في العالم المعاصر‪ .‬ولتحقيق التسامح البد من التحلي بالقيم اآلتية‪:‬‬
‫ـ اإلصغاء إلى اآلخرين واحترام آرائهم وقناعاتهم‪.‬‬
‫ـ العمل على إقناع اآلخرين باألدلة والحجج‪.‬‬
‫ـ نبذ العنف واإلقصاء والتحلي بالنضج والحكمة والتواضع والهدوء والقدرة على التنازل‬
‫والتفاوض واحتواء الموقف لتعزيز التفاهم والتسامح والصداقة‪.‬‬
‫ـ النقد الذاتي واالعتراف بالخطأ والتحلي بالموضوعية وقبول النقد ومراجعة الذات‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الجمال‪:‬‬
‫ـ الجمال هو قيمة إنسانية عظيمة ونبيلة مرتبطة بالعاطفة والشعور اإليجابي‪ ،‬وتناولها‬
‫الفالسفة والمفكرون منذ القديم بالتحليل والتمحيص‪ ،‬وصاغها الفنانون واألدباء في صور‬
‫شتى ومضامين متنوعة‪ .‬واإلنسان في حياته اليومية لم يأل جهدا في تجسيد الجمال وتبنيه‪،‬‬
‫سواء من خالل االعتناء بأناقته ومظهره الخارجي أو من خالل استمتاعه بكل ما هو جميل‪.‬‬
‫غير أن الجمال لم يستقر على معنى محدد‪ ،‬ولذلك حير الفالسفة والفنانين وعلماء النفس‬
‫والمفكرين‪ ،‬فتعددت تفسيراته وأشكال اإلحاطة به‪ .‬والجمال هو التناسق واالنسجام والتناغم‬
‫بين العناصر المكونة للشيء التي تخلق ارتياحا ورضى وبهجة وتأثيرا في نفس المتلقي‪.‬‬
‫ويتحقق الجمال عبر إحساس الفرد المختلف ذوقا وثقافة وعاطفة عن اآلخر‪.‬‬
‫ـ وللجمال مجاالت كثيرة مرتبطة بمختلف أوجه الحياة اإلنسانية‪ ،‬إذ اإلنسان يتفاعل مع‬
‫األشياء والطبيعة بحسه وشعوره وإدراكه العقلي والبصري فيكون الجمال هو عنوان الحياة‬
‫السعيدة‪ ،‬وأن اإلنسان كان في كل لحظة من لحظات التاريخ يربط مع الجمال عالقة ذاتية‬
‫خاصة‪ ،‬حسب ثقافته ورؤيته إلى العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬