Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫جمع القرآن الكريم‪:‬‬

‫معنى جمع القرآن؟‬


‫كلمة جمع القرآن تطلق تارة ويراد منها حفظه واستظهاره في الصدور وتطلق تارة‬
‫أخرى ويراج منها كتابته وتدوينه هذا جمع في الصحائف والسطور وذاك جمع في‬
‫القلوب والصدور‪.‬‬
‫وقد وقع جمع القران في عهود ثالثة من خير القرون‪:‬‬
‫‪ -‬عهد الرسول الكريم‬
‫‪ -‬عهد ابي بكر رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬عهد عثمان رضي هللا عنه‬
‫أوال‪ :‬جمع القرآن في عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫لقد كان الرسول صلى هللا عليه وسلم احرص الناس على القران فكان ينهى‬
‫أصحابه ان يكتبوا عنه شيئا ً غير القرآن وعلة هذا النهي زيادة االعتناء بالكتاب‬
‫المبين ومخافة ان يلتبس القران بغيره او يختلط بالقران ما ليس منه ما دام الوحي‬
‫نازالً‪.‬‬
‫في عهد النبي محمد صلى هللا عليه وسلم كان حفظ القران وجمعه بطريقتين هما‪:‬‬
‫األول‪ :‬حفظه في الصدور‪:‬‬
‫كان الرسول صلى هللا عليه وسلم يترقب نزول الوحي عليه بشوق فيحفظه ويفهمه‪.‬‬
‫(مراجعة األحاديث في الكتاب)‬

‫أشهر من حفظ القران في عهده‪:‬‬


‫ي بن كعب‪ ،‬وسالم مولى أبي حذيفة‪.‬‬
‫ابن أم عبد‪ ،‬معاذ بن جبل‪ ،‬أب ّ‬
‫الثاني‪ :‬حفظه في السطور‪:‬‬
‫قد كان للنبي صلى هللا عليه وسلم كتّاب للوحي معروفين بالدين الكامل واألمانة‬
‫الفائقة والعقل الراجح والتثبت البالغ كما كانوا معروفين بالحذق في الهجاء والكتابة‬
‫وقد اشتهر الخلفاء األربعة اال هم (علي بن ابي طالب أبو بكر الصديق عمر بن‬
‫الخطاب وعثمان بن عفان) (وكذلك الزبير بن العوام ومعاوية وخالد وأبان ابنا‬
‫ي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم)‪.‬‬ ‫سعيد بن العاص بن أمية وأب ّ‬
‫فكانت تنزل اآلية عليه فيأمرهم بكتابتها ويرشدهم الى موضعها في سورتها كما‬
‫كان الصحابة يكتبون ما ينزل من القرآن ابتداء اجتهادا ً من انفسهم ولم تكن أدوات‬
‫الكتابة ميسره لهم في ذلك الوقت ف كانوا يكتبونه على كل ما تناله أيديهم من‬
‫سب " وهي جريد النخل"‪ ،‬واللّخَاف " وهي الحجار الرقيقة"‪ ،‬والرقاع " وهي"‬ ‫العُ ُ‬
‫القطعة من الورق او الجلد"‪ ،‬الكرانيف" وهي أطراف العسب العريضة"‪ ،‬واالقتاب‬
‫" وهي الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه"‪.‬‬
‫وقد حرص النبي صلى هللا عليه وسلم على ان يكون جهد هؤالء الكتّاب في كتابة‬
‫القرآن فقط ومنعهم من كتابه غيره اال في ظروف خاص لبعض أناس مخصوصين‪.‬‬
‫وقُبض الرسول صلى هللا عليه وسلم والقران محفوظ في الصدور ومكتوب في‬
‫الصحف على نحو ما سبق مفرق اآليات والسور او مرتب اآليات فقط وكل سورة‬
‫على حده فلم يجمع القران في العهد النبوي بين لوحين؛ الن الوحي كان يتنزل تباعا ً‬
‫فيحفظه القراء ويكتبه الكتبة‪.‬‬
‫ما السبب الباعث على كتابة القران مع ان حفظة القرآن من الصحابة‬
‫كانوا كثيرين؟‬
‫‪ -1‬معاضدة المكتوب للمحفوظ وهذا أدعى للتوثيق والتثبت ولذلك كان المعول‬
‫عليه عند الجمع الحفظ والكتابة كما ورد في حديث زيد وقوله فجمعته من‬
‫الرقاع واالكتاف وصدور الرجال‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتماد على حفظ الصحابة ال يكفي؛ ألنهم عرضة للنسيان والموت حصل‬
‫في موقعة اليمامة أما التدوين فباق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عهد أبي بكر الصديق‪:‬‬
‫توفي النبي صلى هللا عليه وسلم والقران لم يجمع في مصحف واحد مكتوب وانما‬
‫كان متفرقا في الصدور وااللواح الن لم تكن هناك دواع في حياته استدعت جمع‬
‫القران في مصحف واجد وبعد تولي أبو بكر الخالفة كانت هناك دوافع وأسباب‬
‫دفعت الصحابة الى القيام بجمع القران في مصحف واحد أول تلك الدوافع هي‪:‬‬
‫_ لحوق النبي صلى هللا عليه وسلم بالرفيق األعلى الذي ترتب عليه انقطاع الوحي‬
‫فكان ذلك المصاب الجلل من البواعث المهمة التي دفعت الصحابة لجمع القران‪.‬‬
‫_واقعة اليمامة التي قتل فيها عدد كبير من الصحابة وكان من بينهم عدد كبير من‬
‫القراء مما دفع عمر بن الخطاب الى ان يذهب الى أبي بكر الصديق ويطلب منه‬
‫اإلسراع في جمع القران وتدوينه حتى ال يذهب القران بذهاب حفاظه‪.‬‬
‫• الباعث عليه؟‬
‫الخوف من ان يذهب كثير من القران باستشهاد حفظته وبخاصة عقب مقتل سبعين‬
‫من الصحابة من الحفاظ في معركة اليمامة‬
‫• من أشار بهذا الجمع؟‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‬
‫• هدف هذا الجمع؟‬
‫يهدف الى حفظ القران الكريم في مأمن من األخطار وفي صورة يسهل الرجوع‬
‫إليها من إقرار الشكل النهائي لهذا الكتاب المقدس‪.‬‬
‫• منهج هذا الجمع؟‬
‫قام هذا الجمع على دعامتين‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على ما كان محفوظا ً في صدور الصحابة‬
‫‪ -‬االعتماد على ما كان مكتوبا ً بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وكان هذا المنهج قائما ً على المقابلة بين المحفوظ في الصدور والمحفوظ في‬
‫السطور وذلك زيادة في التوثيق والتثبت وان هذا المكتوب انما هو عين ما كتب‬
‫بين يدي رسول هللا وعلى هذا فإن الشهادة ها هنا ليست على قرآنية المكتوب؛ ألن‬
‫القرآنية ال ريب فيها ولم تكن موضع شك حتى تحتاج الى شهادة‪.‬‬
‫✓ بعد ان اتم زيد جمع القران سلمه البي بكر فحفظه حتى وفاته ثم انتقل الى‬
‫امير المؤمنين عمر بن الخطاب وبعد وفاته انتقل الى حفصة ام المؤمنين الى‬
‫ان طلبه منها عثمان بن عفان لنسخه ثم أعاد اليها‪.‬‬
‫من مميزات جمع القران الكريم في عهد ابي بكر الصديق‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تم هذا الجمع على أدق وجوه البحث والتحري‬
‫ثانياً‪ :‬أنه اقتُصر فيه على مالم تنسخ تالوته‬
‫ثالثاً‪ :‬أنه ظفر بإجماع األمة‬
‫ثالثاً‪ :‬عهد عثمان بن عفان‪:‬‬
‫قام عثمان بن عفان بجمع القران وهو نسخ عدة نسخ من نفس المصحف الذي جمع‬
‫في عهد الصديق وسمي جمعا ً مجازاً‪.‬‬
‫سبب جمع القران في عهده‪:‬‬
‫‪ -1‬رفع االختالف والتنازع في القران الكريم وقطع المراء فيه وذلك باعتماد‬
‫القراءات المتواترة التي يمكن أن يُقرأ بها القران الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية النص القرآني من أي إضافة أو نقص نتيجة وجود عدد من المصاحف‬
‫بأيدي الصحابة حيث اشتملت على ما ليس بقرآن كالشروح والتفاسير‪.‬‬
‫(مراجعة صفحة ‪ 39‬الحديث واللي فوقه)‬

‫منهج الجمع‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتمد الصحف التي جمعها زيد بن ثابت في عهد ابي بكر الصديق أساسا ً في‬
‫نسخ هذه المصاحف حيث امر رضي هللا عنه بإحضارها من عند أم المؤمنين‬
‫حفصة بنت عمر ثم أعادها‪.‬‬
‫‪ -2‬إشراف سيدنا عثمان بن عفان رضي هللا عنه المباشر على الجمع حيث كان‬
‫يتفقد اللجنة باستمرار ويتعهدهم‪.‬‬
‫‪ -3‬رجوع اللجنة الى الخليفة عثمان بن عفان فيما يحتاجون اليه للتأكد من كتابته‬
‫(مراجعة الحديث)‪.‬‬
‫‪ -4‬استيثاق اللجنة مما يكتبونه وبخاصة فيما تعددت فيه القراءة حيث كانوا‬
‫يسألون مشاهير الصحابة عن كيفية القراءة به‪.‬‬
‫‪ -5‬أن الكتابة تمت بشكل يجمع ما ثبت من االحرف السبعة في العرضة األخيرة‬
‫على ان يكتب بدون تكرار الكلمات‪.‬‬
‫‪ -6‬عند اختالف اللجنة في كتابة كلمة فإنهم يكتبونها بلسان قريش كما مر في‬
‫اختالف زيد والرهط القرشيين في كلمة التابوت‪.‬‬
‫إرسال عثمان بن عفان المصاحف لألمصار‪:‬‬
‫بعد ان أتم النّساخ نسخ المصاحف أعاد سيدنا عثمان المصحف ألم المؤمنين وامر‬
‫بتوزيع المصاحف على االمصار؛ ليقضي على االختالف في قراءة القرآن الكريم‬
‫فأرسل الى كل مصر من األمصار بمصحف من المصاحف التي نسخت واحتفظ‬
‫عنده بمصحف سمي " المصحف اإلمام" وقد وقع االختالف في عدد المصاحف‬
‫التي نسخها لألمصار فقيل ثمان وقيل أربع وقيل خمس وهو المرجح‪.‬‬
‫خصائص الجمع في عهد عثمان بن عفان‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتصار على ما ثبت في العرضة األخيرة والتي شهدها وسمعها زيد بن‬
‫ثابت من رسول هللا‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتيب اآليات والسور على الوجه المعروف اليوم‪.‬‬
‫‪ُ -3‬كتب القرآن الكريم بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة واألحرف السبعة‬
‫التي نزل عليها القرآن‪.‬‬
‫‪ -4‬تجريد المصحف من كل ما ليس قرآنا ً مثل الشرح واية زيادة بجانب اآليات‬
‫على وجه التفسير‪.‬‬
‫التعريف بأشهر المصنفات في تفسير القران الكريم‪:‬‬
‫(أ) كتب التفسير بالمأثور أو الرواية‪:‬‬
‫‪ -1‬جامع البيان في تفسير القرآن (االمام الطبري)‬
‫االمام الطبري أبو جعفر ‪ ،‬محمد بن جرير‪ ،‬المتوفى سنة ‪ 310‬هـ‬
‫‪ -2‬بحر العلوم (االمام السمرقندي)‬
‫أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي المتوفى سنة‬
‫‪ 373‬هـ‬
‫‪ -3‬الكشف والبيان عن تفسير القرآن (االمام الثعلبي)‬
‫أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المقرئ المفسر المتوفى‬
‫‪ 427‬هـ‬
‫‪ -4‬معالم التنزيل (االمام البغوي)‬
‫بالفراء البغوي المتوفى‬
‫ّ‬ ‫أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد المعروف‬
‫‪510‬هـ‬
‫‪ -5‬تفسير القرآن العظيم (االمام ابن كثير)‬
‫االمام الجليل الحافظ‪ ،‬عماد الدين ‪،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير‬
‫البصري ثم الدمشقي المتوفى ‪ 774‬هـ‬
‫(ب) كتب التفسير بالرأي أو الدراية‪:‬‬
‫‪ -1‬التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب (لإلمام الرازي)‬
‫أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ابن علي الطبرستاني‬
‫الرازي الملقب بفخر الدين المتوفى سنة ‪ 606‬هـ‬
‫‪ -2‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل (لإلمام البيضاوي)‬
‫قاضي القضاة ناصر الدين أبو الخير‪ ،‬عبد هللا بن عمر بن محمد البيضاوي‬
‫المتوفى سنة ‪ 691‬هـ‬
‫‪ -3‬مدارك التنزيل وحقائق التأويل (لإلمام النسفي)‬
‫أبو البركات‪ ،‬عبد هللا بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي المتوفى سنة ‪701‬‬
‫هـ‬
‫‪ -4‬لُباب التأويل في معاني التنزيل (لإلمام الخازن)‬
‫عالء الدين‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر البغدادي‬
‫المعروف بالخازن المتوفى سنة ‪ 741‬هـ‬
‫‪ -5‬البحر المحيط في التفسير (لإلمام أبي حيان)‬
‫أثير الدين‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان‬
‫االندلسي الشهير بأبي حيّان‬

‫األثر الثقافي والحضاري للقرآن الكريم‪:‬‬


‫‪ -1‬تأسيس الشخصية الحضارية من خالل بناء الوعي المتكامل فالقران‬
‫عرفه بالغاية‬
‫عرف االنسان بأصل خلقته وبطبيعته البشرية كما ّ‬ ‫الكريم ّ‬
‫التي من ُخلق من أجلها وعّفه أيضا بقيمة المعرفة وتنوع مصادرها مما‬
‫فتح اآلفاق أمام االنسان للسير في مضمار الحضارة‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر العديد من الحضارات اإلنسانية مع بيان أسباب انحاللها وعوامل‬
‫انهيارها مما يحذر من صنيع ما صنعوا‪.‬‬
‫‪ -3‬التأكيد على القيم الحضارية التي تضمن رشد الحضارة من العدل‬
‫والرحمة والحق والخير وغير ذلك من القيم التي ال راحة لإلنسانية دون‬
‫التخلق بها‪.‬‬
‫(مراجعة اآلية والحديث ص ‪)43‬‬
‫السنة النبوية‬
‫ان السنة النبوية تمثل البيان التفصيلي للقران الكريم والترجمة التطبيقية العملية‬
‫لحقائقه الكبرى وتشريعاته العظمى‪ ،‬انها تؤسس لواقعية هذا الدين وتبرهن على‬
‫أهليته للتعامل مع الحياة‪.‬‬
‫مفهوم السنة النبوية لغة‪:‬‬
‫‪ -1‬السيرة‪:‬‬
‫قال ابن فارس في مادة (سن) السين والنون أصل واحد مطرد وهو جريان الشيء‬
‫واطراده في سهولة واالصل قولهم سننت الماء على وجهي أسنه سنا ً‪ ،‬إذا ارسلته‬
‫أرساالً – الى قوله – ومما اشتق منه السنة وهي السيرة‪ " .‬وسنة رسول هللا عليه‬
‫السالم‪ :‬سيرته"‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة حسنة كانت أو قبيحة‪:‬‬
‫قال الجرجاني السنة في اللغة الطريقة مرضية كانت أو غير مرضية والعادة‪.‬‬
‫(مراجعة قول النبي ص ‪)44‬‬

‫مفهوم السنة النبوية اصطالحاً‪:‬‬


‫للسنة تعريف خاص بالمحدثين وتعريف خاص باألصوليين وتعريف‬
‫خاص عند الفقهاء‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف السنة عند المحدثين‪ :‬كل ما أ ُث َر عن النبي صلى هللا عليه وسلم من قول او‬
‫فعل او تقرير او صفة‪.‬‬
‫ب‪-‬تعريف السنة عند األصوليين‪ :‬كل ما صدر عن النبي صلى هللا عليه وسلم من‬
‫قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليالً لحكم شرعي‪.‬‬
‫ج‪-‬تعريف السنة عند الفقهاء‪ :‬ما في فعله ثواب‪ ،‬وفي تركه مالمة وعتاب ال عقاب‪.‬‬
‫ان مفاهيم السنة النبوية تعكس لنا قيمتها الكبرى في بناء الثقافة اإلسالمية وكيف انها تمثل‬
‫ركنا ركينا في تأسيس معارفنا المتنوعة‪.‬‬

‫السنة وحي من هللا تعالى كالقرآن الكريم كما تدل على ذلك النصوص المتكاثرة من الكتاب‬
‫والسنة وأقوال االئمة األعالم‪.‬‬
‫مراجعة األدلة واألحاديث من (ص ‪ 45‬الى ص ‪)47‬‬

‫منزلة السنة من القرآن‪:‬‬


‫أوال‪ :‬مرتبة السنة من الكتاب من حيث الفضل‪ :‬من المعلوم انه ال نزاع في‬
‫أن الكتاب يمتاز عن السنة ويفضل عليها بأن لفظه منزل من عند هللا سبحانه متعبد‬
‫بتالوته معجز للبشر بأن يأتوا بمثله بخالفها فهي متأخرة عنه في الفضل من هذه‬
‫النواحي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرتبة السنة من الكتاب من حيث االحتجاج‪ :‬ان السنة مع الكتاب في‬
‫مرتبة واحدة من حيث االعتبار واالحتجاج بهما على االحكام الشرعية الن ُح ّجية‬
‫الكتاب انما جاءت من ناحية انه وحي من عند هللا والسنة مساوية للقرآن من هذه‬
‫الناحية فإنها مثله فيجب القول بعدم تأخرها عنه في االعتبار‪.‬‬
‫وللسنة مع القران الكريم عدة أوجه نوضحها فيما يأتي‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أن تأتي مؤكدة لما جاء في القرآن‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن تأتي مبينة ومفصلة لمجمل القرآن‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن تأتي مقيدة لمطلق القرآن‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن تأتي مخصصة لعموم القرآن‪.‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أن تأتي السنة المنشئة ألحكام جديدة لم يذكرها القرآن‪.‬‬
‫واألمثلة في ذلك كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تحريم ال ُح ُمر األهلية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحريم الذهب والحرير على الرجال‪.‬‬
‫(مراجعة اآليات والتفاصيل في الكتاب ص ‪ 48‬وص‪)49‬‬
‫تدوين السنة‪:‬‬
‫ال يظن أن مسألة تدوين السنة النبوية مسألة تاريخية ليس لها عالقة بواقعنا‬
‫الفكري والثقافي‪ ،‬بل إنها تمثل‪:‬‬
‫تعكس لنا مدى عناية األمة بحفظ المصدر الثاني من مصادر الثقافة‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫تبين لنا عمق البناء المعرفي للثقافة اإلسالمية من خالل العلوم التي نشأت‬ ‫‪-2‬‬
‫حفاظا ً على الوحي اإللهي‪.‬‬
‫توضح تفرد الثقافة اإلسالمية التي ُحفظت أصولها بما لم ت ُحفظ به أصول‬ ‫‪-3‬‬
‫أي من الثقافات سواها‪.‬‬
‫أ_ تدوين السنة في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫نهى الرسول صلى هللا عليه وسلم عن كتابة االحاديث أول نزول الوحي مخافة‬
‫التباس أقواله وشروحه وسيرته بالقرآن وال سيما إذا كتب هذا كله في صحيفة‬
‫واحدة مع القرآن ‪ ،‬ثم أذن بعد ذلك إذنا عاما حين نزل أكثر الوحي وحفظه‬
‫الكثيرون‪ ،‬وأمن اختالطه بسواه‪ ،‬وقد جاءت األدلة الكثيرة تدل على إذن رسول هللا‬
‫في كتابة الحديث‪( .‬مراجعة اقوال الصحابة واالحاديث ص ‪)50‬‬

‫_ تدوين الحديث في الصحف في حياته عليه الصالة والسالم‪:‬‬


‫دون بعض الصحابة السنة في الصحف في حياة النبي وهي كثيرة منها‪:‬‬
‫قد ّ‬
‫▪ صحيفة أبي بكر الصديق وفيها فرائض الصدقة‬
‫▪ صحيفة علي بن أبي طالب (ص ‪)50‬‬
‫▪ صحيفة عبد هللا بن عمرو بن العاص المعروفة بالصحيفة الصادقة (ص ‪)51‬‬

‫ب_ تدوين السنة في عهد الصحابة رضوان هللا عليهم‪:‬‬


‫لقد كانت جهود الصحابة هي األساس األول في تدوين السنة وحفظها ونقلها الى‬
‫االمه وفيما يلي نماذج من تلك الجهود‪:‬‬
‫‪ -1‬كتابة بعضهم الى بعض بالسنة‪:‬‬
‫أن جابر بن سمرة كتب بعض احاديث الرسول صلى هللا عليه وسلم وبعث بها إلى عامر‬
‫بن سعد بن أبي وقاص بناء على طلبه ذلك منه‪.‬‬
‫وكتب زيد بن أرقم بعض االحاديث النبوية وأرسل بها إلى أنس بن مالك‪.‬‬
‫‪ -2‬تدوين الحديث في الصحف‪:‬‬
‫ومن األمثلة على هذه الصحف‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصحيفة الصحيحة التي يرويها همام عن أبي هريرة من حديثه‪.‬‬
‫ب‪ -‬صحيفة أبي موسى األشعري‬
‫ج‪ -‬جهود التابعين في تدوين السنة المشرفة‪:‬‬
‫بذل جيل التابعين في خدمة السنة وتدوينها وحفظها جهودا ً كبيرة ومن هذه الجهود‪:‬‬
‫وكتابتها(مراجعة ص ‪)51‬‬ ‫‪ -1‬الحث على التزام السنة وحفظها‬
‫‪ -2‬تدوين السنة في الصحف‬
‫انتشرت كتابة الحديث في الصحف في جيل التابعين على نطاق أوسع مما كان‬
‫في زمن الصحابة ومن األمثلة على هذه الصحف‪:‬‬
‫صحيفة سعيد بن جبير تلميذ ابن عباس‬ ‫•‬
‫صحيفة بشير بن نهيك كتبها عن أبي هريرة‬ ‫•‬
‫صحيفة مجاهد بن جبر تلميذ ابن عباس‬ ‫•‬
‫صحيفة أيوب بن أبي تميمة السختياني‬ ‫•‬
‫صحيفة هشام بن عروة بن الزبير‬ ‫•‬
‫د‪ -‬التدوين الرسمي للسنة‪:‬‬
‫التدوين الرسمي للسنة كان بأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وكان ذلك‬
‫في عهد التابعين ومن أبرز العلماء الذين قاموا بتنفيذ هذه االمر ابن شهاب الزهري‪.‬‬
‫( االقوال واالحاديث ص ‪) 52‬‬

‫هـ ‪ -‬تصنيف السنة‪:‬‬


‫انتشر تصنيف السنة على الكتب واالجزاء في عهد صغار التابعين وأتباع التابعين‬
‫ويعتبر هذا الجيل جيل التأسيس لعلوم السنة المطهرة ومن أشهر المصنفين من‬
‫األئمة األوائل في هذا الجيل‪ :‬مالك‪ ،‬الشافعي‪ ،‬الثوري‪ ،‬األوزاعي‪ ،‬شبعة‪ ،‬ابن‬
‫المبارك‪ ،‬ابن عيينة‪ ،‬سعيد بن القطان‪ ،‬ابن مهدي‪ ،‬ووكيع‪.‬‬
‫وأشهر عناوين مصنفات علماء هذا القرن الثاني‪ :‬موطأ‪ ،‬مصنف‪ ،‬جامع‪ ،‬سنن‪،‬‬
‫وبعضها كان بعناوين خاصة مثل‪ :‬الجهاد‪ ،‬الزهد‪ ،‬المغازي‪ ،‬والسير‪.‬‬
‫(أ) أنواع الحديث باعتبار عدد الرواة‪:‬‬
‫‪ -1‬الحديث المتواتر‪:‬‬
‫• تعريفه لغة‪ :‬اسم فاعل مشتق من التواتر أي التتابع‪.‬‬
‫• تعريفه اصطالحا ً‪ :‬ما رواه عدد كثير تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫• أقسامه‪:‬‬
‫‪ o‬المتواتر اللفظي‪ :‬وهو ما اتفق رواته على رواية الحديث بنفس اللفظ‪.‬‬
‫(قول الرسول ص ‪)53‬‬

‫‪ o‬المتواتر المعنوي‪ :‬وهو ما تواتر معناه دون لفظه أي‪ :‬اختلفت ألفاظه مع‬
‫االتفاق على نفس المعنى مثل األحاديث الواردة في الشفاعة واألحاديث‬
‫الواردة في الحوض وأحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد عنه صلى‬
‫هللا عليه وسلم نحو مائه حديث أنه رفع يديه تختلف في اللفظ وكل منها‬
‫تختلف عن األخرى‪.‬‬
‫• حكم الحديث المتواتر‪ :‬المتواتر يفيد العلم الضروري‪ ،‬أي العلم اليقيني‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث اآلحاد‪:‬‬
‫• تعريفه‪ :‬هو ما لم يجمع شروط المتواتر‪.‬‬
‫• حكمه حديث اآلحاد‪ (:‬قول االمام النووي ص ‪)53‬‬
‫• أقسامه‪:‬‬
‫‪ o‬الحديث المشهور‪ :‬ما رواه ثالثة رواه فأكثر في كل طبقة من طبقات‬
‫السند ما لم يبلغ حد التواتر‪( .‬ومثال عليه الحديث ص ‪ )54‬وقد روى هذا‬
‫الحديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم أربعة من الصحابة وهم‪:‬‬
‫عبد هللا بن عمرو بن العاص وزياد بن لبيد وعائشة وأبو هريرة‬
‫فرواه عن عبدهللا بن عمرو بن العاص في جميع طبقات السند ثالثة فأكثر‬
‫كما هو مفصل في أسانيده‪.‬‬
‫‪ o‬الحديث العزيز‪ :‬أن ال يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند‪.‬‬
‫يعني أال يوجد في طبقة من طبقات السند أقل من اثنين؛ أما إن وجد في‬
‫بعض طبقات السند ثالثة فأكثر فال يضر‪ ،‬بشرط أن تبقى ولو طبقة‬
‫واحدة فيها اثنان؛ ألن العبرة ألقل طبقة من طبقات السند‪( .‬ومثال عليه ما‬
‫ذكره الحافظ ابن الحجر ص ‪)54‬‬
‫• الحديث الغريب‪ :‬هو الذي انفرد بروايته شخص واحد في أي موضع‬
‫وقع التفرد به (ومثال عليه حديث انما االعمال بالنيات ص ‪ 54‬وص ‪)55‬‬
‫(ب) أنواع الحديث باعتبار ما ينتهي إليه السند‪:‬‬
‫‪ _1‬الحديث القدسي‪:‬‬
‫• تعريفه‪ :‬هو ما نقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم مع إسناده إياه إلى‬
‫ربه عز وجل‪.‬‬
‫• الفرق بينه وبين القرآن‪:‬‬
‫‪ o‬أن القرآن لفظه ومعناه من هللا تعالى والحديث القدسي معناه من هللا‬
‫ولفظه من عند النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ o‬أن القرآن يتعبد بتالوته‪ ،‬والحديث القدسي ال يتعبد بتالوته‪.‬‬
‫‪ o‬أن القرآن معجز تحدى هللا به‪ ،‬والحديث القدسي ليس كذلك‪.‬‬
‫‪ o‬أن القرآن يشترط في ثبوته التواتر‪ ،‬والحديث القدسي ال يشترط في‬
‫ثبوته التواتر‪.‬‬
‫(مثال عليه ما رواه أبو هريرة ص ‪)55‬‬

‫‪ _ 2‬الحديث المرفوع‪:‬‬
‫• تعريفه‪ :‬هو ما أضيف إلى النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو‬
‫تقرير (وهو سكوت عن فعل حدث أمامه) أو صفة خَلقية أو ُخلقية‪.‬‬
‫• أمثلة عليه‪:‬‬
‫‪ o‬مثال المرفوع القولي‪ :‬أن يقول الصحابي أو غيره " قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم كذا"‪.‬‬
‫‪ o‬مثال المرفوع الفعلي‪ :‬أن يقول الصحابي أو غيره " فعل رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم كذا"‪.‬‬
‫‪ o‬مثال المرفوع التقريري‪ :‬أن يقول الصحابي أو غيره " فُعل بحضرة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم كذا" وال يروي إنكاره لذلك الفعل‪.‬‬
‫‪ o‬مثال المرفوع الوصفي‪ :‬قول أنس رضي هللا عنه " كان رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أحسن الناس ُخلقا ً"‪.‬‬
‫‪ _3‬الحديث الموقوف‪:‬‬
‫• تعريفه‪ :‬هو ما ورد عن الصحابة رضوان هللا عليهم من أقوالهم وأفعالهم‬
‫وتقريراتهم فيتوقف عندهم وال يتجاوز الى رسول هللا‪.‬‬
‫• أمثلة عليه‪:‬‬
‫‪ o‬مثال الموقوف القولي‪ :‬قول الراوي‪ ،‬قال علي بن أبي طالب رضي هللا‬
‫عنه‪ " :‬ح ّدثوا الناس بما يعرفون‪ ،‬أتريدون أن يكذب هللا ورسوله"‪.‬‬
‫‪ o‬مثال الموقوف الفعلي‪ :‬قول البخاري‪" :‬وأ ّم عباس وهو متيمم"‪.‬‬
‫‪ o‬مثال الموقوف التقريري‪ :‬قول بعض التابعين‪ ":‬فعلت كذا أمام أحد‬
‫ي"‪.‬‬‫الصحابة ولم ينكر عل ّ‬
‫‪ _4‬الحديث المقطوع‪:‬‬
‫• تعريفه‪ :‬هو ما أضيف إلى التابعي أو من دونه من قول أو فعل‪.‬‬
‫• أمثلة عليه‪:‬‬
‫‪ o‬مثال المقطوع القولي‪ :‬قول الحسن البصري في الصالة خلف‬
‫المبتدع" ص ّل وعليه بدعته"‪.‬‬
‫‪ o‬مثال المقطوع الفعلي‪ :‬قول إبراهيم بن محمد المنتشر ‪ " :‬كان‬
‫مسروق يرخي الستر بينه وبين اهله ويقبل على صالته ويخليهم‬
‫وديناهم"‪.‬‬
‫(ج) أنواع الحديث باعتبار القبول والرد‪:‬‬
‫‪ _1‬المقبول‪:‬‬
‫ينقسم الخبر المقبول – بالنسبة إلى تفاوت مراتبه‪ -‬إلى قسمين‪:‬‬
‫• الصحيح‪:‬‬
‫‪ o‬تعريفه‪ :‬هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى‬
‫منتهاه من غير شذوذ وال علة‪.‬‬
‫‪ o‬شروطه‪ :‬اتصال السند – عدالة الرواة – ضبط الرواة – عدم الشذوذ‬
‫– عدم العلة القادحة‪.‬‬
‫‪ o‬مثال عليه ما قاله االمام البخاري ص ‪57‬‬
‫• الحسن‪:‬‬
‫خف ضبطه‪،‬‬ ‫‪ o‬تعريفه‪ :‬هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الذي ّ‬
‫عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ وال علة‪.‬‬
‫‪ o‬حكمه‪ :‬هو كالصحيح في االحتجاج به وان كان دونه في القوة ولذلك‬
‫احتج به جميع الفقهاء وعملوا به وعلى االحتجاج به معظم المحدثين‬
‫واألصوليين‪.‬‬
‫‪ o‬مثال عليه ما قاله االمام الترمذي ص‪57‬‬

‫‪ _2‬المردود‪:‬‬
‫ينقسم الحديث المردود الى قسمين‪:‬‬
‫• الضعيف‪:‬‬
‫‪ o‬تعريفه‪ :‬هو الذي لم يجمع صفة القبول بفقد شرط من شروطه‪.‬‬
‫‪ o‬مثال عليه ما رواه الترمذي وابن ماجه ص ‪58‬‬
‫وهو حديث ضعيف الن في سنده راويا ً اسمه أبو بكر بن أبي مريم‬
‫سرق بيته فاختلط‬
‫قال عنه الحافظ ابن الحجر‪ :‬ضعيف وكان قد ُ‬
‫(أي اختل حفظه)‪.‬‬
‫‪ o‬أجاز بعض العلماء العمل بالحديث الضعيف في فضائل‬
‫االعمال لكن بشروط ثالثة أوضحها ابن حجر‪:‬‬
‫▪ أن يكون الضعف غير شديد‬
‫▪ أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به‬
‫▪ أال يعتقد عند العمل به ثبوته‪ ،‬بل يعتقد االحتياط‪.‬‬
‫• الموضوع‪:‬‬
‫‪ o‬تعريفه‪ :‬هو الحديث المكذوب على رسول هللا سواء أكان عمدا ً‬
‫أو خطأ وال يجوز روايته ونسبه إلى النبي إال لبيان وضعه‪.‬‬
‫‪ o‬قال االمام النووي رحمه هللا " الكذب عند اهل السنة هو‬
‫االخبار عن الشي بخالف ما هو سواء تعمده أم غلط فيه أو‬
‫سهى‪.‬‬
‫‪ o‬مثال عليه الحديث ص ‪58‬‬
‫من أهم كتب الحديث النبوي الشريف التي يجب معرفتها‪\:‬‬
‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪ :‬أبو عبدهللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة‬
‫البخاري الجعفي موالهم‪ ،‬شيخ اإلسالم وإمام الحفاظ‪ ،‬أمير‬
‫المؤمنين في الحديث‪ ،‬صاحب التصانيف الكثيرة‬
‫( المتوفى ‪ 256‬هـ)‪.‬‬
‫✓ اسم الكتاب‪ :‬اشتهر بين العلماء بـ" صحيح البخاري"‪ ،‬أما اسمه‬
‫الذي س ّماه به مؤلفه‪ ،‬كما قرر ذلك المحققون فهو‪ ":‬الجامع المسند‬
‫الصحيح المختصر من أمور رسول هللا وسننه وأيامه"‪.‬‬
‫‪ -2‬صحيح مسلم‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪ :‬هو اإلمام الحافظ الناقد أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن‬
‫مسلم القشيري النيسابوري (المتوفى سنة ‪ 261‬هـ)‬
‫✓ اسم الكتاب‪ :‬االسم الذي اشتهر بين العلماء لهذا الكتاب هو "‬
‫صحيح مسلم"‪ ،‬ولكان سماه مؤلفه بـ" المسند الصحيح" وقد روى‬
‫الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن مسلم قال‪ " :‬صنفت هذا‬
‫المسند الصحيح من ثالثمائة ألف حديث مسموعة"‪.‬‬
‫‪ -3‬سنن أبي داوود السجستاني‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪:‬هو سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد األزدي‬
‫أبو داوود السجستاني‪ ،‬اإلمام‪ ،‬شيخ السنة‪ ،‬مقدم الحفاظ‪ ،‬ومحدث‬
‫البصرة (المولود سنة ‪ 202‬هـ) و (المتوفى سنة ‪ 275‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬سنن الترمذي‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪ :‬هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن‬
‫الضحاك السلمي الترمذي الحافظ العالم البارع صاحب التصانيف‬
‫الكثيرة (المولود سنة ‪ 209‬هـ) و (المتوفى سنة ‪279‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -5‬سنن النسائي‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪ :‬هو اإلمام أبو عبد الرحمن بن شعيب بن علي بن بحر‬
‫النسائي (المولود سنة ‪215‬هـ) (المتوفى سنة ‪ 303‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -6‬سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫✓ مؤلفه‪ :‬هو أبو عبدهللا محمد بن يزيد بن ماجه الحافظ الكبير الحجة المفسر‪،‬‬
‫مصنف السنن والتاريخ والتفسير وغيرها‪ ،‬حافظ قزوين في عصره (المولود‬
‫سنة ‪ 209‬هـ) (المتوفى سنة ‪ 273‬هـ)‪.‬‬
‫كتب أخرى ينبغي االهتمام بها‪:‬‬
‫‪ ‬كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف‪ ،‬ألبي محمد عبد العظيم بن‬
‫عبد القوي زكي الدين المنذري (المتوفى سنة ‪656‬هـ)‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب رياض الصالحين لإلمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف‬
‫النووي (المتوفى سنة ‪ 676‬هـ)‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب األذكار لإلمام النووي (المتوفى سنة ‪ 676‬هـ)‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب األربعون النووية لإلمام النووي (المتوفى سنة ‪ 676‬هـ)‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب الكبائر لشمس الدين أبي عبدهللا محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى سنة‬
‫‪ 748‬هـ)‪.‬‬
‫األثر الثقافي والحضاري للسنة النبوية‪:‬‬
‫• تقدم السنة النبوية المطهرة تصورا ً تفصيليا للطبيعة البشرية بكل‬
‫سماتها وخصائصها وفضائلها وأدوائها؛ حيث إنه صلى هللا عليه وسلم‬
‫تعامل مع كافة أنماط الشخصيات اإلنسانية‪ ،‬وحين نمتلك القدرة على‬
‫تحليل هذه المواقف التطبيقية النبوية ستفتح لنا الكثير من آفاق الوعي‬
‫بالطبيعة البشرية‪ ،‬وستتصل حلقات كثيرة من الصورة العامة للمعين‬
‫اإلنساني الذي جاء به الوحي اإللهي‪ ،‬ومن ثم نستطيع أن نعيد البناء‬
‫الحضاري لألملة اإلسالمية كما انطلقت سابقا من خالل هذا الوحي‬
‫اإللهي‪.‬‬
‫• احتوت السنة النبوية المطهرة على كافة ما يدفع الشخصية اإلنسانية‬
‫نحو اإلمام من تحفيز معنوي واجتثاث لعوامل الضعف واليأس وربط‬
‫مسارات الفالح الدنيوي واألخروي مما أطلق مسيرة حضارة إسالمية‬
‫راشدة امتدت لقرون متطاولة حملت في لوائها مفاتيح الخير وأفق‬
‫الرشاد لإلنسانية‪.‬‬

You might also like