Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫موضوع العرض‪:‬‬

‫اإلطار القانوني للمستشار الوزاري في‬


‫الشؤون البرلمانية‬
‫ماستر العمل البرلماني والصياغة التشريعية‬

‫وحدة‪ :‬المهن البرلمانية‬


‫تأطير‪ :‬ذ‪.‬عمر الشرقاوي‬
‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫حسين العياشي‬ ‫‪-‬‬
‫إبراهيم كيري‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2024‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعمل الحكومات في سوق معقدة من األفكار والسياسات‪ ،‬تتطلب آالف القرارات التي يجب اتخاذها وفقا‬
‫لكل القضايا التي تواجهها‪ ،‬صحيح أن التكنولوجيا الحديثة تساهم كثيرا في تسهيل الولوج إلى المعلوم‪##‬ات‬
‫والتواصل‪ ،‬لكنها في الوقت نفس‪##‬ه رفعت من توقع‪##‬ات المواط‪##‬نين بش‪##‬أن أوق‪##‬ات اس‪##‬تجابة الحكوم‪##‬ة‪ ،‬وهن‪##‬ا‬
‫فمفتاح نجاح أي حكومة هو قدرتها على اتخاذ قرارات جيدة وابالغها في الوقت المناسب‪.‬‬
‫لكن اتخاذ مثل هذه القرارات يتطلب مشورة عالية الجودة لمساعدة وزراء الحكومة والتنسيق والتن‪##‬اغم‬
‫مع مختلف أصحاب المصلحة داخل وخارج الحكومة‪ ،‬وهنا يلعب المستش‪##‬ارون دورا مم‪##‬يزا في مس‪##‬اعدة‬
‫الحكومة من أجل زيادة استجابتها ومعالجة التحديات االستراتيجية التي تواجهها‪.‬‬
‫وب‪##‬الرغم من أن المستش‪##‬ارين داخ‪##‬ل ال‪##‬ديوان ال‪##‬وزاري يش‪##‬تركون من حيث ش‪##‬روط تع‪##‬يينهم وخص‪##‬ال‬
‫ممارس‪##‬تهم للوظيف‪##‬ة إلى أن هن‪##‬اك اختالف ب‪##‬ارز من حيت المه‪##‬ام المس‪##‬ندة إليهم ك‪##‬ل حس‪##‬ب مجال‪##‬ه‪،‬‬
‫فالمستشار المكلف بالشؤون البرلمانية موضوع عرضنا هذا وان كان يشبه ظاهريا باقي المستشارين‬
‫في ديوان الوزير فإن له مجموعة من المهام والتقنيات الخاصة تستوجب منا الخ‪##‬وض والتعم‪##‬ق أك‪##‬ثر في‬
‫معرفة اإلطار القانوني لهذه الوظيفة‪.‬‬
‫إذ يمثل المستشار الوزاري في الشؤون البرلمانية دوًر ا حيوًيا في النظ‪##‬ام الحك‪##‬ومي‪ ،‬حيث يق‪##‬وم بتق‪##‬ديم‬
‫النصائح والتوجيهات للوزير فيما يتعلق بالعالقات مع البرلمان وتنظيم الشؤون البرلمانية‪ ,‬مما يجعل ه‪##‬ذا‬
‫الدور ركيزة أساسية لضمان التواصل الفّعال بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وبالت‪##‬الي تحقي‪##‬ق ت‪##‬وازن‬
‫أمثل في العملية الديمقراطية‪.‬‬
‫نظرا لكون الشؤون البرلمانية جزًءا ال يتجزأ من العمل الحك‪##‬ومي‪ ،‬ي‪##‬أتي المستش‪##‬ار ال‪##‬وزاري المكل‪##‬ف‬
‫بالشؤون البرلمانية ليتعامل في هذا المجال مع مجموعة من القضايا المتعلقة بالتشريع والسياسات العام‪##‬ة‪,‬‬
‫حيث يقوم بتحليل القوانين المقترحة والتش‪##‬ريعات الحالي‪##‬ة‪ ،‬ويق‪##‬دم تق‪##‬ارير وتوص‪##‬يات للحكوم‪##‬ة بن‪##‬اًء على‬
‫فهمه العميق للعملية البرلمانية والتحديات التي قد تطرأ تواجهها‪.‬‬
‫وبالتالي فموضوع " المستشار الوزاري في الشؤون البرلمانية" يعد ذو أهمية كبيرة ومهمة خاص‪1‬ة‬
‫من الناحيتين العلمية والعملية‪ ،‬باعتبار أن نجاعة العمل الحكومي مرتبطة بشكل مباشر بتقوي‪11‬ة العالق‪11‬ة‬
‫المتوازن‪11‬ة بين الس‪11‬لطتين التنفيذي‪11‬ة والتش‪11‬ريعية‪ ،‬إض‪11‬افة إلى ارتب‪11‬اط ه‪11‬ذه الوظيف‪11‬ة المتم‪11‬يزة بالعم‪11‬ل‬
‫البرلماني والمهن المتعلقة بالمؤسسة البرلمانية التي هي موضوع وحدتنا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األهمية العلمية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكمن األهمية العلمية في كون أن ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة تس‪##‬عى الى توس‪##‬يع النق‪#‬اش العلمي ح‪##‬ول موض‪##‬وعها‬
‫وإغناء التحصيل المعرفي وضبط النصوص القانونية التي تنظم مهنة المستشار الوزاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية العملية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتجلى األهمية العملية لموض‪##‬وع دراس‪##‬تنا في ك‪##‬ون مهن‪##‬ة المستش‪##‬ار ال‪##‬وزاري المكل‪##‬ف بالعالق‪##‬ات م‪##‬ع‬
‫البرلم‪##‬ان الحلق‪##‬ة ال‪##‬تي ترب‪##‬ط وزي‪##‬ر كج‪##‬زء من التركيب‪##‬ة الحكومي‪##‬ة بالبرلم‪##‬انيين ال‪##‬ذين يمثل‪##‬ون الس‪##‬لطة‬
‫التشريعية‪ ,‬وذلك بهدف تجويد وتحسين مردودية المؤسستين في جو يسوده التكامل والتناسق‪.‬‬
‫إن اختيارن‪##‬ا له‪##‬ذا الموض‪##‬وع المتمث‪##‬ل في "المستش‪##‬ار ال‪##‬وزاري المكل‪##‬ف بالش‪##‬ؤون البرلماني‪##‬ة" لم يكن‬
‫اعتباطيا بل لعدة أسباب تتمحور أساسا بين ما هو ذاتي وموضوعي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الذاتية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتمثل األسباب الذاتية الختيارنا لهذا الموضوع أساسا في تقديم بحث أكاديمي يساهم في استجالء أهمية‬
‫المستشار الوزاري في الشؤون البرلمانية واالطار القانوني الذي يشتغل فيه‪ ،‬كما أن هناك ميوال شخصية‬
‫لدراسة هذا الموضوع باعتبارن‪##‬ا طلب‪##‬ة ب‪##‬احثين في العم‪##‬ل البرلم‪##‬اني من جه‪##‬ة‪ ،‬وك‪##‬ذا باعتبارن‪##‬ا من جه‪##‬ة‬
‫أخرى مواطنين مغاربة مهتمين بالمشهد السياسي وكيفية تدبير الشأن العام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب الموضوعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫اما االسباب الموضوعية فتعود الى كون موضوع دراستنا بالغ االهمي‪##‬ة ويس‪##‬تحق الدارس‪##‬ة واالهتم‪##‬ام‪,‬‬
‫نظرا لتزايد عدد أعضاء ال‪##‬دواوين الوزاري‪##‬ة في مختل‪##‬ف األنظم‪##‬ة ال‪##‬تي اخت‪##‬ارت ه‪##‬ذا النم‪##‬وذج اإلداري‪-‬‬
‫السياسي؛ فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬المغرب ‪ ...‬س‪#‬واء تعل‪#‬ق األم‪#‬ر باألعض‪##‬اء الرس‪#‬ميين أو ش‪#‬به الرس‪#‬ميين‪،‬‬
‫بشكل يجعل عددهم في كل حكومة يبلغ رقما مهما‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فاألهمية الكمية لألعضاء‪ ،‬تغري بدراس‪#‬تهم‪،‬‬
‫السيما في المغرب‪ ،‬الذي يعرف قلة األبحاث في هذا الموضوع‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة الى أن البحث في موضوع "المستشار الوزاري في الشؤون البرلمانية" ليس بالسهل ب‪##‬ل‬
‫واجهتنا مجموعة من الصعوبات يمكن أن نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ندرة الدراسات المتخصصة في موضوع الدارسة‬
‫‪ ‬شبه غياب أرقام ودراسات رسمية تبين مدى مساهمة المستشار الوزاري المكلف بالشؤون البرلماني‪##‬ة‬
‫في خلق التوازن داخل هذه العالقة الثنائية‬
‫‪ ‬تزامن االعداد والبحث في العرض مع البحث في عروض اخرى لباقي المواد السداسية الثالثة لماس‪##‬تر‬
‫العمل البرلماني والصياغة التشريعية‬
‫ب‪##‬الرغم من ه‪##‬ذه الص‪##‬عوبات فق‪##‬د ارتئين‪##‬ا من خالل دراس‪##‬تنا ه‪##‬ذه الى محاول‪##‬ة تس‪##‬ليط الض‪##‬وء على‬
‫النصوص القانونية التي تأطر كل ما يتعلق بالمستشار الوزاري المكلف بالشؤون البرلمانية ومن تم إزال‪##‬ة‬
‫الغموض حوله حتى يتسنى لنا تمييزه عن باقي المستشارين الموجودين مع‪##‬ه في نفس ال‪##‬ديوان ال‪##‬وزاري‪.‬‬
‫م‪11‬ا هي النص‪11‬وص القانوني‪11‬ة ال‪11‬تي ت‪11‬ؤطر وظيفي‪11‬ة المستش‪11‬ار ال‪11‬وزاري المكل‪11‬ف بالش‪11‬ؤون‬
‫البرلمانية؟‬
‫فم‪11‬ا هي مراح‪11‬ل تط‪11‬ور النص‪11‬وص القانوني‪11‬ة المنظم‪11‬ة له‪11‬ذه المهن‪11‬ة؟ وم‪11‬ا هي القواع‪11‬د‬
‫والشروط التي تحددها هذه النصوص القانونية؟‬
‫إن اإلجاب‪11‬ة عن ه‪11‬ذه اإلش‪11‬كالية وك‪11‬ل األس‪11‬ئلة ال‪11‬تي تتف‪11‬رع عنه‪11‬ا يقتض‪11‬ي من‪11‬ا االعتم‪11‬اد على المنهج‬
‫الت‪11‬اريخي بص‪11‬ورة أساس‪11‬ية باعتب‪11‬اره األنس‪11‬ب له‪11‬ذه الدارس‪11‬ة‪ ،‬وذل‪11‬ك للوق‪11‬وف عن‪11‬د التط‪11‬ور الت‪11‬اريخي‬
‫للنصوص القانونية التي همت هذه الوظيفة ’’المستشار الوزاري في الشؤون البرلمانية’’‬
‫تلك إذن أب‪1‬رز المح‪1‬ددات المنهجي‪1‬ة ال‪1‬تي س‪1‬نعتمدها في إط‪1‬ار دراس‪1‬تنا ه‪1‬ذه‪ ,‬وه‪1‬و م‪1‬ا يف‪1‬رض علين‪1‬ا‬
‫تقسيمها الى مبح‪11‬ثين لبل‪11‬ورة أهم النق‪11‬اط ال‪11‬تي تم طرحه‪11‬ا خالل اإلش‪11‬كالية أعاله‪ ،‬إذ س‪11‬نتناول من خالل‬
‫المبحث األول مراح‪11‬ل تط‪11‬ور النص‪11‬وص الم‪11‬ؤطر للمستش‪11‬ار ال‪11‬وزاري في الش‪11‬ؤون البرلماني‪11‬ة‪ ،‬بينم‪11‬ا‬
‫سنتطرق في المبحث الثاني للشروط التي ينبغي توفرها في هذا النوع من المناصب‪ ،‬و سنعتمد في ذلك‬
‫على التصميم التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مراحل تطور النصوص القانونية المؤطر للمستشار الوزاري‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مرحلة ظهير ‪ 4‬يناير ‪:1956‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ما بعد ظهير ‪ 23‬أبريل ‪:1975‬‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط تعيين المستشار الوزاري المكلف بالشؤون البرلمانية‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط القانونية للتعيين في الديوان الوزاري‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصال ممارساتية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يعتبر المستشار المكلف بالشؤون البرلمانية المخاطب األساسي للنواب البرلمانيين في الوازرة‪،‬‬
‫ومضيفهم المميز‪ ،‬حيث يضمن العالقات الرسمية بين النواب والمستشارين والوزير‪ ،‬فيتلقى طلباتهم‪،‬‬
‫وتوصياتهم وملتمساتهم‪ .‬ونظرا لما تعرفه هذه العالقة من تطورات ال متناهية كان البد للقانون أن يساير‬
‫ذلك لضمان النجاعة و الحكامية الجيدة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مراحل تطور النصوص القانونية المؤطر للمستشار الوزاري ‪:‬‬
‫يلعب المستشار ال‪##‬وزاري دوًر ا مهًم ا في التف‪##‬اوض والتفاع‪##‬ل م‪##‬ع أعض‪##‬اء البرلم‪##‬ان والكت‪##‬ل السياس‪##‬ية‬
‫المختلفة‪ ,‬إذ يسعى من خالل المهام الموكولة اليه إلى بناء جس‪#‬ور من التواص‪##‬ل والتف‪#‬اهم‪ ،‬وذل‪#‬ك لض‪##‬مان‬
‫دعم القرارات الحكومي‪#‬ة وتس‪#‬هيل عملي‪#‬ة الموافق‪#‬ة عليه‪#‬ا في البرلم‪#‬ان‪ .‬وبالت‪#‬الي ف‪#‬إن دوره يعكس أهمي‪#‬ة‬
‫الح‪##‬وار والتع‪##‬اون بين الس‪##‬لطات المختلف‪##‬ة في بن‪##‬اء نظ‪##‬ام ديمق‪##‬راطي يحق‪##‬ق طموح‪##‬ات المجتم‪##‬ع ويع‪##‬زز‬
‫االستقرار والتقدم‪ .‬ولبلوغ هذه األهداف خص له المشرع منظومة قانونية متميزة‪ ,‬بدءا من سنة ‪1956‬‬
‫وصوال إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة ظهير ‪ 4‬يناير ‪:1956‬‬


‫يعتبر ظهير ‪ 4‬يناير ‪ 1956‬بشأن كيفية تنظيم الدواوين الوزارية وتركيبتها‪ 1‬أول نص قانوني بعد‬
‫االستقالل يحدد تنظيم وضعية خدام الوزراء‪ ،‬حيث نص على التركيبة التالية‪:‬‬
‫مدير الديوان‪ :‬يعتبر مدير الديوان الناطق الرسمي بالوزارة والممثل الشخصي للوزير في كل المحافل‬
‫الرسمية ويعمل على اطالعه على أسرار الوزارة وسيرها اليومي وخباياها‪ ،‬كما يمكنه تلقي التفويض من‬
‫الوزير المعني‬

‫‪ 1‬ظهير ‪ 4‬يناير ‪ 1956‬بشأن كيفية تنظيم الدواوين الوزارية وتركيبتها‬


‫رئيس الديوان‪ :‬يعتبر رئيس الديوان الرجل الثاني من خدام الوزير‪ ،‬يأتي مباشرة بعد مدير الديوان‪ ،‬ومن‬
‫أهم اختصاصاته السهر على السير االداري للوازرة سواء فيما يخص تتبع المراسالت أو تقديم بعض‬
‫الوثائق والمراسالت للوزير قصد التأشير عليها أو توقيعها‪.‬‬
‫كاتب السر‪ :‬وهو الشخص المؤهل للقيام بشؤون الوزير الشخصية التي ال يمكن للوزير القيام بها بحكم‬
‫جدول أعماله اليومية‪.‬‬
‫الملحقون‪ :‬وهم مجموعة من االشخاص الذين يقومون بدراسة جميع الملفات المعروضة على الوزير من‬
‫أجل إبداء الرأي أو اتخاذ القرار‪.‬‬
‫وإلحاقا بهذا الظهير صدر الظهير الشريف رقم ‪ 1.56.085‬بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪ 21956‬في السماح‬
‫للوزراء وكتاب الدولة والكاتب العام االمين العام للحكومة ووكالء الوزارة في تفويض االمضاء‪ ،‬بحيث‬
‫خول هذا الظهير ألعضاء الحكومة ووكالء الوزارة إمكانية تفويض االمضاء أو التأشير لمديري ديوانهم‬
‫ورئيسه على جميع القرارات المتعلقة بالتأدية والتحويل واالحالة وكذلك جميع العقود المتعلقة بالمصالح‬
‫الراجعة لنفوذهم ما عدا المراسيم والقرارات التنظيمية ‪ ،‬وذلك لمدة نفوذ السلطة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثم عقبه ظهير ‪ :1957‬حيث تكفل الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.068‬الصادر في ‪10‬أبريل ‪1957‬‬
‫بشأن إمضاء الوزراء وكتاب الدولة ووكالء الوزارات بتحديد التفويض في السلطة أو التوقيع الممنوحة‬
‫من أعضاء الحكومة‪ ،‬والذي أدخل عليه تعديل جوهري بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪1.58.269‬‬
‫بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪ 41958‬بحيث تضمن الفصل الثاني المكرر ما يلي‪ “:‬إذا ما أدخل تعديل على تأسيس‬
‫الحكومة فإن التفويضات التي تكون إحدى السلطات المشار إليها في الفصل االول أعاله قد منحتها من‬
‫قبل ألعضاء ديوانها أو لموظفين من إدارتها تبقى نافذة المفعول إذا كانت هذه السلطة وكذا المفوض‬
‫لهم يشغلون نفس الوظائف التي كانوا فيها فيما سبق” وبهذا يكون هذا النص القانوني سمح بتمديد‬
‫التفويضات السابقة على التعديل الحكومي‪ ،‬مادام أن المفوض لهم لم يغيروا مواقعهم‪ ،‬وفي ذلك حفاظ‬
‫على استقرار السير العادي للمرفق العمومي‪.‬‬
‫ونظرا لالنعكاسات السلبية‪ ،‬ومخافة تسييس الجهاز االداري الذي أسس له بعض الوزراء المحسوبين‬
‫على الصف المعارض‪ ،‬كان البد من أن يتدخل عاهل البالد‪ ،‬وألح من خالل توجيهاته المتعلقة بتنمية‬
‫المغرب في ‪20‬أبريل ‪ 1965‬على أال يعين في دواوين الوزراء إال من يتوفر على شرطي الكفاءة‬
‫والمروءة‪ ،‬وأال يتدخل في السير العادي لإلدارة والتي يجب أن تناط أساسا بالموظفين العموميين وعلى‬
‫رأسهم الكاتب العام للوزارة‪.‬‬
‫وتعزيزا لما سبق‪ ,‬صدر المنشور الملكي المؤرخ بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 1966‬المتعلق بتعيين‬
‫واختصاصات أعضاء الدواوين الوزارية‪ 5‬في نفس السياق‪ ,‬بحيث تدخل جاللة الملك لتنظيم هذا‬
‫االختصاص بما يلزم من الدقة والصرامة لمنع تسييس االدارة بما ال يخدم الصالح العام‪ ،‬وقد قسم هذا‬
‫المنشور إلى قسمين‪ :‬القسم االول خصص لتعيين أعضاء الدواوين الوزارية والقسم الثاني الختصاصهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ما بعد ظهير ‪ 23‬أبريل ‪:1975‬‬

‫‪ 2‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.56.085‬بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪1956‬‬


‫‪ 3‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.068‬الصادر في ‪10‬أبريل ‪1957‬‬
‫‪ 4‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.269‬بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪1958‬‬
‫‪ 5‬المنشور الملكي المؤرخ بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 1966‬المتعلق بتعيين واختصاصات أعضاء الدواوين الوزارية‬
‫بتاريخ ‪ 23‬أبريل ‪ 1975‬صدر الظهير الشريف رقم ‪ 1.74.331‬المتعلق بوضعية الحكومة وتأليف‬
‫دواوينهم‪ . 6‬وقد نظم هذا الظهير من بين ما نظم في فصله الثالث كيفية تكوين وتسيير الدواوين الوزارية‪،‬‬
‫وهكذا يحدد تأليف ديوان الوزير األول كما يلي‪:‬‬
‫● رئيس للديوان‬
‫● ستة مستشارين تقنيين‬
‫● ملحق للصحافة‪.‬‬
‫بينما يضم ديوان كل وزير من الوزراء‪:‬‬
‫● رئيسا للديوان‬
‫● خمسة مستشارين تقنيين منهم مستشار قانوني‪ ،‬مستشار في الشؤون البرلمانية‪ ،‬مستشار في االتصال‬
‫ورئيسا للكتابة الخاصة‪.‬‬
‫في حين يتألف ديوان كاتب الدولة ونائب كاتب الدولة من رئيسا للديوان ومستشارين تقنيين اثنين‪.‬‬
‫ويعين هؤالء جميعا من قبل السلطات الحكومية التي ينتمون إليها‪.‬‬
‫و هذا ما كرسته المادة ‪ 29‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال‬
‫الحكومة والوضع القانوني ألعضائها‪ 7‬كما حددت أيضا انتهاء مدة انتدابهم‪ ,‬حيث نصت على ما يلي‪:‬‬
‫" يتوفر كل عضو من أعضاء الحكومة على ديوان خاص‪ ،‬يختار أعضاءه من األشخاص الذين تتوافر‬
‫فيهم الكفاءة والخبرة والنزاهة‪.‬‬
‫وتناط بهم مهمة القيام‪ ،‬لحساب عضو الحكومة التابعين له‪ ،‬بالدراسات وتسوية المسائل التي تكتسي‬
‫طابعا سياسيا أو خاصا‪.‬‬
‫ويحدد بنص تنظيمي تأليف دواوين أعضاء الحكومة والمهام المنوطة بهم‪ ،‬وااللتزامات الملقاة على‬
‫عاتقهم والمعايير المعتمدة الختيارهم‪ ،‬واألجرة الشهرية والمنافع الممنوحة لهم خالل مزاولة مهامهم‪.‬‬
‫تنتهي مهمة كل عضو من أعضاء الدواوين باستقالته أو إعفائه أو انتهاء مهام عضو الحكومة‬
‫‪8‬‬
‫المعني‪".‬‬
‫لم يغفل ظهير ‪ 1975‬عن الجانب المتعلق برواتب موظفي الديوان والتي باتت تقتط‪#‬ع من االعتم‪#‬ادات‬
‫المخصصة بالمناصب المقررة في ميزانية كل وزارة‪ ,‬في هذا االطار تم تحديد راتب المستشار الوزاري‬
‫في الشؤون البرلمانية في ‪ 12.000‬درهم‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة كذلك انه في سنة ‪ 1995‬جاءت رسالة الوزير األول رقم ‪ 95-96‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل‬
‫‪ 1995‬حول حد السن ألعضاء الدواوين الوزارية والمكلفين بالدراسات‪ ،9‬التي كان مفاده‪##‬ا ب‪##‬أن تع‪##‬يين‬
‫أعضاء الدواوين الوزارية يتم في نطاق مقتض‪##‬يات الظه‪##‬ير الش‪##‬ريف رقم ‪ 1-74-331‬الص‪##‬ادر في ‪11‬‬
‫من ربيع اآلخر ‪ 23( 1395‬أبريل ‪ ) 1975‬بشأن حالة أعضاء الحكومة وتأليف دواوينهم‪ ،‬وال يتضمن‬
‫هذا الظهير الشريف أي مقتضى بتحديد سن معينة إلحالة المعنيين باألمر على التقاعد‪.‬‬

‫‪ 6‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.74.331‬صادر في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 23{ 1396‬ابريل‪}1975‬المتعلق بوضعية الحكومة وتأليف دواوينهم‪.‬الصادر في‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 3389‬بتاريخ ‪.12/10/1977‬‬
‫‪ 7‬القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم‬
‫‪ 1.15.33‬صادر في ‪ 28‬من جمادى األولى ‪ 19( 1436‬مارس ‪.)2015‬‬
‫‪ 8‬المادة ‪ 29‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها‬
‫‪ 9‬رسالة الوزير األول رقم ‪ 95-96‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 1995‬حول حد السن ألعضاء الدواوين الوزارية والمكلفين بالدراسات‬
‫فتبعا لذلك‪ ،‬وبالنظر إلى نوعية المهام المس‪##‬ندة إلى أعض‪##‬اء ال‪##‬دواوين الوزاري‪##‬ة‪ ،‬فإن‪##‬ه من غ‪##‬ير المالئم‬
‫إخضاعهم لحد السن لإلحالة على التقاعد‪.‬‬
‫وعلى خالف ذلك‪ ،‬فإنه يتعين إخضاع المكلفين بالدراسات لقاعدة حد الس‪##‬ن المعين‪##‬ة في ‪ 60‬س‪##‬نة‪ ،‬ألن‬
‫تعيينهم يتم في نط‪##‬اق المرس‪##‬وم رقم ‪ 2.80.645‬الص‪##‬ادر في ‪ 28‬من ص‪##‬فر ‪ 5( 1401‬ين‪##‬اير ‪)1981‬‬
‫الذي ينطلق في حيثياته من الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 24( 1377‬فبراير‬
‫‪ ) 1958‬بمثابة النظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫و نظرا لما قد يعرفه هذا النوع من التوظيف غير المباشر الذي ق‪#‬د يتح‪#‬ول إلى رب‪#‬ع سياس‪#‬ي‪ ،‬ت‪#‬دخل‬
‫ال‪#‬وزير األول الس‪#‬يد إدريس جط‪#‬و بم‪#‬وجب المنش‪11‬ور رقم ‪ 2002/16‬بت‪11‬اريخ ‪ 25‬نون‪11‬بر ‪ 2002‬ح‪11‬ول‬
‫تأليف الدواوين الوزاري‪11‬ة‪ 10‬حيث لفت انتب‪##‬اه ال‪##‬وزراء إلى ض‪##‬رورة ترش‪##‬يد نفق‪##‬ات الدول‪##‬ة والتقليص من‬
‫وتيرة االنفاق في نط‪##‬اق الحف‪##‬اظ على التوازن‪##‬ات المالي‪##‬ة للدول‪##‬ة‪ ،‬وألح على االقتص‪##‬ار في تع‪##‬يين أعض‪##‬اء‬
‫الدواوين وموظفي المكاتب والمستخدمين في حدود ‪ 12‬منص‪##‬با على األك‪##‬ثر بالنس‪##‬بة لل‪##‬وزراء ومن بينهم‬
‫مستشار في الشؤون البرلمانية‪ ،‬و‪ 7‬مناصب فقط بالنسبة لكتاب الدولة‪.‬‬
‫ثم ص‪##‬در بع‪#‬د ذل‪#‬ك منش‪11‬ور رقم ‪-02-16‬د بت‪11‬اريخ ‪ 20‬رمض‪11‬ان ‪ 25( 1423‬نون‪11‬بر ‪ )2002‬ح‪11‬ول‬
‫تأليف الدواوين الوزارية‪ .11‬الذي أكد على الشروط التي ينبغي أن تتوفر في المستشار الوزاري‪.‬‬
‫نستخلص مما سبق‪ ,‬انه نظرا لغياب النص التنظيمي الذي سيؤطر هذه الوظائف فإن النصوص السابقة‬
‫الذكر هي القائمة بهذا المج‪#‬ال الى ح‪#‬د اآلن‪ ,‬إذ تح‪#‬دد ش‪#‬روط تع‪#‬يين أعض‪##‬اء ال‪#‬ديوان إض‪##‬افة الى المه‪#‬ام‬
‫واالختصاصات المسندة إليهم‪ ,‬وهذا ما سنتوقف عنده في الجزء الثاني‪ ,‬مع التركيز أك‪##‬ثر على المستش‪##‬ار‬
‫الوزاري المكلف بالشؤون البرلمانية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط تعيين المستشار الوزاري المكلف بالشؤون البرلمانية ‪:‬‬

‫نظرا لالنعكاسات السلبية‪ ،‬ومخافة لتسييس الجهاز اإلداري الذي أسس له بعض الوزراء المحسوبين‬
‫على الصف المعارض‪ ،‬كان البد من أن يتدخل عاهل البالد‪ ،‬حيث ألح من خالل توجيهاته المتعلقة بتنمية‬
‫المغرب في ‪20‬أبريل ‪ 1965‬على أال يعين في دواوين الوزراء إال من يتوفر على شرطي الكفاءة‬
‫والمروءة‪ ،‬وأال يتدخل في السير العادي لإلدارة والتي يجب أن تناط أساسا بالموظفين العموميين وعلى‬
‫رأسهم الكاتب العام للوزارة‪.‬‬
‫لذلك أصبحت السلطة التقديرية التي يتمتع بها الوزير في اختيار أعضاء ديوانه‪ ،‬محكومة بضرورة‬
‫احترامه جملة من الشروط القانونية التي يحددها المشرع لسالمة عملية التشكيل والتي اعتبر ها أساسية‬
‫لتكوين ديوان كفء ومشرف وتهم في جانبها الكبير في الخصال والمؤهالت الواجبة في المرشحين‪.‬‬
‫يمكن تقسيم شروط التعيين في الديوان الو ازري إلى شروط قانونية‪ ،‬ومعايير ممارساتية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط القانونية للتعيين في الديوان الوزاري‪:‬‬


‫‪ 10‬المنشور رقم ‪ 2002/16‬بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ 2002‬حول تأليف الدواوين الوزارية‬
‫‪ 11‬منشور رقم ‪-02-16‬د بتاريخ ‪ 20‬رمضان ‪ 25( 1423‬نونبر ‪ )2002‬حول تأليف الدواوين الوزارية‬
‫تعتبر الكفاءة والخبرة والمروءة شروطا أساسية لتولي منصب في الديوان الو ازري في اغلب األنظمة‬
‫التي تعرف هذه المؤسسة ففي فرنسا وبلجيكا وغيرها من البلدان الديمقراطية تتكون الدواوين من‬
‫مجموعة من المتعاونين المتوفرين على الخبرة والدراية‪ .‬وتستند عملية التأليف على االحترافية والكفاءة‬
‫إضافة إلى سمعة الشخص‪ ،‬التي يثبتها مساره الوظيفي أو السياسي‪ .‬وعادة ما تنص القوانين المتعلقة‬
‫بالدواوين الوزارية‪ ،‬تلزم الوزراء بمراعاتها عند اختيار هم مساعديهم‪ ،‬وركز أساسا على شرطين هما‬
‫الكفاية والمروء‪.‬‬
‫شرط الكفاية‪ :‬حدد الملك‪ ،‬في توجيهاته العامة الموجهة للحكومة في ‪ 20‬أبريل ‪, 1965‬‬ ‫‪-‬‬
‫شرطين أساسيين االختيار أعضاء الديوان هما‪ :‬الكفاية والمروءة لتصان للدواوين حرمتها‬
‫بالنسبة لإلدارة والناس‪ ،‬وأكد عليهما في المنشور الملكي المؤرخ ب ‪ 23‬فبراير ‪ , 1966‬وبين‬
‫قواعد تحققها‪ ،‬تم في ظهير ‪ 29‬أبريل ‪ 1975‬المعدل بظهير ‪ 10‬أكتوبر ‪ , 1996‬حيث نص‬
‫الفصل الثامن منه على ما يلي‪ :‬يجب أن تتوافر في أعضاء الدواوين الوزارية الكفاية والمروءة‬
‫لتصان للدواوين حرمتها بالنسبة لإلدارة والناس ‪...‬‬
‫فبالنسبة لشرط الكفاية‪ ،‬ميز المنشور الملكي بين إثبات الكفاية وتقد يرها‪ ،‬فإثبات الكفاية يتم بثالثة‬
‫مقومات‬
‫▪ التكوين المدرسي والجامعي العالي المكلل بإجازات وشهادات‬
‫▪ الدراية بالشؤون العامة‬
‫‪ ▪ .‬الخصال الشخصية المتعلقة بطبع المرشح وخلقه وسلوكه االجتماعي‬
‫اما تقدير الكفاية فيتم بالمقارنة بين أعضاء الدواوين والموظفين‪ ،‬على اختالف مراتبهم العاملين‬
‫بالوزارة من خالل‪:‬‬
‫▪ توفر أعضاء الدواوين على تكوين ومعرفة مهنية تساوي على االقل ما يتطلب في الموظفين االداريين‬
‫‪ ▪ .‬مساواة أعضاء الدواوين الوزارية مع الموظفين فيما يرجع إلى االجور‪ ،‬إذا كان مستواهم واحد‬
‫وعملهم متشابه‪.‬‬
‫شرط المروءة ‪ :‬يعد شرط المروءة شرطا ال غنى عنه‪ ،‬حسب المنشور الملكي لسنة ‪, 1966‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذي يلزم الوزراء باختيار مرشحين تتوفر فيهم صفة المروءة‪ ،‬بشكل تابت تبوتا ال مراء فيه‪،‬‬
‫والتي يمكن تأكيد ثبوتها باالستناد بكيفية صحيحة على المستندات والوثائق المطلوبة عادة لنيل‬
‫المناصب العمومية )نسخة من سجل السوابق العدلية بطاقة ‪ /‬مراقبة السجل المركزي للعقوبات‬
‫التأديبية ‪ /‬البحث السابق لدى المصالح المختصة كالشرطة والدرك الملكي( هذا ويمكن أن تساعد‬
‫االستفاضة نوعا ما على تيسير السبيل إلى معرفة شخصية المرشح‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصال ممارساتية‪:‬‬


‫ال يستحضر الوزير في تكوينه للديوان الشروط القانونية فحسب‪ ،‬بل يراعي كذلك توافر قيم وخصال‬
‫والمؤهالت‪ ،‬تمكن أعضاء ديوانه من العمل بكفاءة وتفان‪ ،‬ومواجهة مختلف إكراهات المناصب التي‬
‫تتداخل فيها الضغوط االدارية والسياسية واالكراهات الزمنية والشخصية‪ ،‬ذلك أن للكفاءة كشرط قانوني‬
‫تجسيدات متعددة‪ ،‬وال تنحصر في وجه واحد‪ .‬وعليه يركز الوزراء على مجموعة من الخصال الوظيفية‬
‫والشخصية التي يفضلون توفرها في محيطهم السياسي والتي ترجح االختيار بين المرشحين المتعددين‪,‬‬
‫نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ /1‬الكفاءة التقنية‪:‬‬
‫يعتمد الوزراء بشكل كبير على الكفاءة التقنية ألعضاء دواوينهم‪ ،‬باعتبارها مفيدة في دراسة‬
‫الملفات‪ ،‬وتقديم االستشارات‪ ،‬السيما ذات الطبيعة التقنية‪ ،‬إذ يحتمل أال يكون الوزير ملما بمختلف‬
‫الجوانب التقنية للقطاع الذي سيشرف عليه‪ ،‬فيتخذ الكفاءة التقنية ألعضاء ديوانه شرطا إلزميا‬
‫إلعانته على اإلحاطة بكل ما هو تقني داخل الوزارة‪.‬‬
‫‪ /2‬مهارات العمل‪:‬‬
‫في اختياره أعضاء الديوان‪ ،‬يستحضر الوزير قدرة المرشحين‪ ،‬ومهارتهم في العمل‪ ،‬ومدى‬
‫استعدادهم وجاهزيتهم لالشتغال إلى جانبه‪ ،‬ومدى استطاعتهم العمل خارج التوقيت اإلداري المعتاد‪،‬‬
‫وبدل مجهودات استثنائية فالعمل إلى جانب الوزير قد يستغرق من الثامنة صباحا إلى منتصف الليل‬
‫أو أكثر‪ ،‬لذلك يراعي الوزير مدى استعداد أعضاء فريقه ومرونتهم للعمل إلى جانبه مهما اختلفت‬
‫الظروف‪.‬‬
‫‪ /3‬التحفظ وكتمان األسرار‪:‬‬
‫يستحضر الوزير كذلك في اختياره أعضاء الديوان‪ ،‬تميزهم بالتحفظ والكتمان ذلك أن العمل‬
‫الوزاري ليس ملفا مفتوحا للصحافة والخصوم السياسيين‪ ،‬لذلك يفترض في عضو الديوان التحفظ‪،‬‬
‫وعدم تسريب المعلومات المتعلقة بالملفات والسياسات وطرق التدبير الحكومي‪.‬‬
‫‪ /4‬الطاعة واالمتثال ‪:‬‬
‫الوزير عند تشكيلة للديوان يضع في الحسبان مدى توفر خصلة الطاعة واالمتثال لألوامر لدى‬
‫المرشحين ومدى استعدادهم االنخراط في العمل إلى جانبه في إطار عالقة تبعية‪ .‬وتمكن من عدم‬
‫تجاوز صالحياتهم ودورهم المتمثل أساسا في مساعدة الوزير سياسيا‪.‬‬
‫‪ /5‬األمانة والوفاء‪:‬‬
‫يمكن للوزير أن يتساهل في جميع الشروط والخصال‪ ،‬باستثناء خصلة الوفاء والثقة‪ ،‬إذ يستحيل‬
‫عليه العمل بحرية‪ ،‬إلى جانب أعضاء غير أوفياء‪ ،‬أو ليسوا محل ثقة الكاملة‪ ،‬لذلك يختار اشخاصا‬
‫أوفياء‪ ،‬سيشاركونه في اغلب ملفات الوزارة ومنها ملفات حساسة‪ ،‬وسيشتغلون إلى جانبه بشكل‬
‫يومي‪ ،‬وال يمكن لهم االصطفاف ضده‪ ،‬او معارضته‪ .‬وهو األمر الذي يفرض اتصاف المرشحين‬
‫بالكثير من األمانة و اإلستقامة‪ ،‬فالوزير يختار من يكون بمثابة أذنيه وعينيه بشأن المساعدة في‬
‫تدبير المرفق الو ازري الذي يشرف عليه‪.‬‬
‫‪ /6‬النفوذ والتأثير‪:‬‬
‫من الصفات التي يفضلها الوزير في معاونيه القدرة على التأثير والنفوذ‪ ،‬ومدى توفرهم على‬
‫شبكة من العالقات والروابط التواصلية‪ ،‬التي بإمكانها تسهيل صيرورة صناعة واتخاذ القرارات‬
‫وتنفيذها‪ .‬فالعضو المثالي بالنسبة للوزير هو الذي يتكئ على شبكة عالقات‪ ،‬ويقدر على استثمارها‬
‫في الوقت المناسب‪ ،‬وعلى تحريكها لصالح توجهات وسياسات الوزير‪.‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 4‬يناير ‪ 1956‬بشأن كيفية تنظيم الدواوين الوزارية وتركيبتها‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.56.085‬بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪1956‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.068‬الصادر في ‪10‬أبريل ‪1957‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.269‬بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪1958‬‬
‫‪-‬المنشور الملكي المؤرخ بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 1966‬المتعلق بتعيين واختصاصات أعضاء الدواوين‬
‫الوزارية‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.74.331‬صادر في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 23{ 1396‬ابريل‪}1975‬المتعلق‬
‫بوضعية الحكومة وتأليف دواوينهم‪.‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 3389‬بتاريخ‬
‫‪.12/10/1977‬‬
‫‪-‬القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني‬
‫ألعضائها‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.15.33‬صادر في ‪ 28‬من جمادى األولى ‪( 1436‬‬
‫‪ 19‬مارس ‪.)2015‬‬
‫‪ -‬رسالة الوزير األول رقم ‪ 95-96‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 1995‬حول حد السن ألعضاء الدواوين‬
‫الوزارية والمكلفين بالدراسات‬
‫‪ -‬المنشور رقم ‪ 2002/16‬بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ 2002‬حول تأليف الدواوين الوزارية‬
‫‪ -‬منشور رقم ‪-02-16‬د بتاريخ ‪ 20‬رمضان ‪ 25( 1423‬نونبر ‪ )2002‬حول تأليف الدواوين‬
‫الوزارية‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

You might also like