SA1900078

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 85

‫الوصل و الفصل في سورة الليل‬

‫(دراسة نحوية و بالغية)‬

‫حبث‬

‫مقدم إىل كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية جامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية‬
‫جباكرتا استكماال ؼبتطلبات اغبصول على الدرجة اعبامعية األوىل )‪(S.Hum‬‬

‫إعداد‬

‫سندي سنري‬

‫رقم التسجيل ‪1111111111111 :‬‬

‫قسم اللغة العربية و آدابها‬


‫كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‬
‫جامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية الحكومية بجاكرتا‬
‫‪ 4224‬ه‪ 0447 /‬م‬

‫‌أ‬
脚 │し だごよ冽│り ひ
響 │

(肇 戸 Lb。 )
"り ∼

■ ,GIⅢ ル │が 、1心 二 ■ 尋 じ ■ 臨 ゝlc押 │り Ψ `│ム J∫ ■


ソ Iう
i島
(S・ Hum)が ,亀 ∼嗅14句 」│ょ J」 ガニ│‐ IJ以 、L(blゝ鉾 、
DIJ夕 │

f“ い
"い
ヽいYoYヽ ……Y・ :卜 」 │め

:じ レ l

t4at.:T ) +.lt dJt f",


Uu;)t l}'Jt r etrlt 4/5
ufhq qpr(;t 4#y-)l oir ,r-rJ^ LiAr' a',otq

I Y.tt/-o\t{.
曇期│お しi」 り 1

: c[;i j,Jt ui ;i

-i" (+)\i : \f i*!: : #1, .r- ; -l.e-Jr ) '-aj\ i-*.Jl *= 3i - \


q,."Bt Jt Jrlr c,Lb ;t ufi J _q^"i _t-o
l, r I Ll,
't.
i--rJt
-
\+,> 4;;*2.

VfV a.",K-lr +.")LYi otf-to j-y- L,t+ &Yl


"iri

V-bS i c--Jt l-r-,o :l-rel + k"t" o-r^u.cl 3r --Ft 9 ;:LJt Cr* ii - y

W)LYI .i,t ii* ,-t,; L,t+ + iI J---.1,r g,5f LUy


3--.-^o _L*..

.Gr{w *-" *(I,

Jt-"i _r JL,.i1 .ji 9i +;l-rsl J, .J; i---Jl l-t^ -ii )uL.- j, t:! -r
.a-.141 Gr; J\ oL.+iJl J:*i :t-r*:*l .rb .rF ,.-\ ur*;
t
\.\1 v)
L;l \-.(tj5L>

し ζ■し
輌」


﹁“

ザ │`壼 :。 ム V・ し
・、、` 。
よヽさ・臥い
彎 1喬 脚 椰やr
ぢ ゛ 1牌 q戸
ザ │〆壼 :ム ・・、
ム V々
・VЪ もヽやヽ A人 もヽ
デΥ ぐ ぐ メr婦 ゃ ィ
ぽ 1障 角戸
fヒ 1和 費
。A‐ 9・ 33ヽ ヾ
ザ Ъつ ・ム」
・■1で も、
ギ F∼ 申‐ │ぽ 争‖
購 │「
qq綺・

1輛 ぐ 。A警 ヽ9,33ヽ ぎ テ 1常彎 〆 rl■ っ な手 │´ 暉
'「 巾 _│ず〆 r
`千
iス 田 金 ¬彎 ≠ ヂ 奮 │セ │ッ I氏 係 費 │で t残 りか ヽA!ギ ぃ 。ム 」
ブ 金
ぽ 瀬 亀 │ぽ (cl彎 鶴 気 費 )。 押 」 鸞 鴨 微 ゞ 91ミ 申 角謬

F■ ││「
1殴 ず ‐ 学 IFひ ´
1口 ■ 喘 T分 ■ ■ 囁 Fo:lrθ f亀 爾 f
frr r-* tf"'tfrl
/・ ―
ノ_戸_ ヽ

‐「え11
│し
iへ

〃″争 ブ (ダ
着 山 ジ山 │_が │の 轟脚 │

亀00ヽ Yヽ Vい Al・ い o・ ▼:尋 メ1静


iir')r rll .lr


rJJ
-*;u-rt

Jd^."*U} ++L -LFi rJ:f-Ljl i*l.-!1

\ q,i,A\ . . o\ 1Ao.f\ . . \ : .4jrl1 C

JuJr :iui

│ご iゝ `
メL_は │り L費 ゝ ジ手 1

黙YttitV、 さ
ヽ へ・ヽ
いヽ人:‐ メ│め
‫ملخص‬

‫ساندي سانري ‪ :‬الوصل و الفصل في سورة اللّيل )دراسة نحوية وبالغية)‬

‫حبثت ُب الوصل والفصل ُب سورة اللّيل بدراسة كبوية وبالغية‪ .‬ويهدف ىذا‬
‫البحث إىل معرفة الوصل والفصل ُب سورة اللّيل‪ ،‬من حيث النحو والبالغة‪ .‬وىذا‬
‫البحث يبحث عن الوصل والفصل من موضوعات البالغة‪ .‬ومعرفتها أمر ضروري ُب لغة‬
‫القرآىن خاصا ُب سورة الليل اليت تتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو ُب اغبياة ٍبّ كبياتو‬
‫ويوزع البحث إىل حملة عن سورة الليل وربليل اإلعراب‬‫ّإمأ إىل النعيم و ّإما إىل اعبحيم‪ّ .‬‬
‫بسورة الليل‪ ،‬و ربليل مواضع الوصل والفصل واسرار استخدم الوصل والفصل ُب سورة‬
‫الليل الذي يوّزع على قسمٌن مبحثٌن ‪ :‬القسم األول ( مواضع الوصل وتطبيقها)‬
‫وينقسم على ثالثة مباحث وىو إذا قصد إشراكهما ُب اإلعراب وإذا اتفقتا خربا أو‬
‫إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة وإذ اختلفتا خربا وإنشاء وأوىم الفصل خالف‬
‫اؼبقصود‪ّ .‬أما القسم الثاين ( مواضع الفصل وتطبيقها) وينقسم على اثناين مبحثٌن وىو‬
‫كمال اإلتصال و شبو كمال اإلتصال‪ .‬وكذالك كشف عن بعض اؼبعاين األخرى ُب‬
‫مواضع الوصل والفصل وذلك أنبية الوصل والفصل ُب مظهر من مظاىر اإلعجاز‬
‫القرآين‪.‬‬
‫الكلمات اؼبفتاحية ‪ :‬الوصل ‪ ،‬الفصل ‪ ،‬القرآن‪ ،‬النحو‪ ،‬البالغة‪.‬‬

‫‌و‬
‫‌ز‬

ABSTRAK

Sandy Sanri : Washl dan Fashl dalam Surah Al - Lail (Teori Nahwu dan
Balaghoh)

Peneliti membahas penelitian washl dan fashl dalam surah Al - Lail dengan teori
Nahwu dan Balghah. Adapun tujuan penelitian ini adalah untuk menganalisa
waslh dan fashl dalam surah Al - Lail, yang terdiri dari ilmu nahwu dan balaghoh.
dan pada hakikatnya kedua pembahasan ini adalah topik yang penting dalam
balaghah dan bahasa Al – Quran yang membahas tentang usaha manusia didalam
menempuh kehidupan dan mempersiapkan kematiannya, serta apa yang akan di
dapatkan nikmatkah, atau siksaan. Dan di bagi dalam penjelasan surat Al- Lail,
analisis I’rob surat Al-Lail dan analisis Washl dan Fashl serta rahasia di balik
surat Al-Lail. Yang di kategorikan menjadi 2 pembahasan ; Bagian pertama
adalah ( Tempat – tempat Washl dan Implementasinya) yang terdiri dalam 3
pembahasan yaitu ketika adanya hukum i’rab yang disamakan dan ketika dua
kalimat menyatu dalam bentuk Khabar dan Insya serta ketika bertujuan untuk
menghindari kesalahpahaman. Adapun bagian kedua adalah ( Tempat- tempat
Fashl dan Implementasinya) yang terdiri dalam 2 pembahasan yaitu Kaamal Al-
Ithisal dan Syibhu Kaamal Al-Ithishal. Hal inilah yang dapat mengungkapkan
beberapa makna lain dalam Washl dan Fashl. Dan itulah pentingnya washl dan
Fashl dalam bentuk lain keajaiban Al-Qur’an.

Kata Kunci : Washl, Fashl, Al-Qur’an, Nahwu, Balaghoh.


‫شكر و تقدير‬

‫‪a‬‬
‫الصالة و‬
‫اغبمد هلل الّذي رفع أىل العلم بفضلو‪،‬و خفض أىل اؼبعصية بعدلو‪ ،‬و ّ‬
‫للرسالة على صبيع خلقو‪ ،‬و على آلو و أصحابو‪ّ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫السالم على من نصبو اهلل ّ‬
‫ّ‬

‫حّت أسبكن من إسبام ىذا البحث‪ .‬و‬


‫جل على عونو و توفيقو ّ‬
‫عز و ّ‬
‫فإنّين أشكر اهلل ّ‬
‫أقدم كلمة الشكر و التقدير للذين ساعدوين ّإما باؼبساعدة اؼبادية أو اؼبساعدة اؼبعنوية‬

‫كاألفكار و األدعية ُب سبيل إسبام ىذا البحث‪ ،‬فمن ىؤآلء ‪:‬‬

‫‪ .1‬فضيلة عميد كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬الدكتور سيف األمم‪ ،‬و رئيس‬

‫ؿبمد حسين سبرين اؼباجستًن‪ ،‬و سكريتًن القسم‪ ،‬منة‬


‫قسم اللغة العربية و آداهبا‪ّ ،‬‬
‫الرحيم اؼباجستًن‪ ،‬و اؼبدرسٌن الكرام الذين بذلوا جهودىم و أوقاهتم من أجل‬

‫التقدم العلمي‪ ،‬و الذين قد حثّوين على مداومة الدراسة‬


‫إرشاد الطلبة إىل ّ‬

‫‌ح‬
‫‌ط‬

‫ومالزمتها طول اغبياة‪ ،‬عسى اهلل تعاىل أن هبزيهم أحسن اعبزاء ُب الدنيا و‬

‫اآلخرة ‪ ،‬آمٌن‪.‬‬

‫‪ .1‬فضيلة اؼبشرف الدكتوراندوس اغباج عبد الغ ّفار اؼباجيستًن الذي ال يبل من‬

‫تشجيعي و إشراُب على إسبام ىذا البحث مهما كان مشغوال‪.‬‬

‫‪ .3‬فضيلة اؼبناقشة السيد األستاذ الدكتور أضبد باضبيد والدكتور أويل األبصار‬

‫اؼباجستًن الذان قد بذالن جهدنبا ووقتهما ُب إسبام اؼبناقشة‪.‬‬

‫‪ .4‬أمٌن مكتبة جامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية جباكرتا‪ ،‬و صبيع‬

‫موظفيها الذين منحوا يل فرصة اإلطالع على الكتب اؼبتعلّقة دبوضوع البحث‪.‬‬

‫‪ .5‬الدكتور آنس صفوان خالد اؼباجستًن وتوفيق اؽبداية اؼباجستًن‪ ،‬التعليمي أتوجو‬

‫حّت أستطيع أن أًبّ ىذا‬


‫بالشكر اعبزيل على اغبماس و النصائح اغبسنة ّ‬
‫البحث‪.‬‬

‫‪ .6‬أصدقائي وزمالئي ُب الفصل ( أ ) من قسم اللغة العربية وآداهبا سنة ‪1111‬‬

‫جزاىم اهلل أحسن اعبزاء‪.‬‬

‫واهلل أسأل أن يتقبّل من اعبميع خدماهتم وتعاوهنم‪ ،‬وأن يوفقهم للعمل الدائب اؼبستمر‬

‫الرب والتقوى‪ ،‬وىو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬


‫ُب التعاون على ّ‬
‫محتويات البحث‬

‫‪..............................................‬ب‬ ‫إقرار أصالة البحث‬

‫‪ ..............................................‬ج‬ ‫قرار لجنة المناقشة‬

‫‪ ..............................................‬ه‬ ‫ملخص‬

‫‪ ...............................................‬ز‬ ‫شكر و تقدير‬

‫الفصل األول ‪ :‬مقدمة‬

‫‪ .1.1‬خلفية اؼبشكلة ‪1 ..............................................‬‬

‫‪ .1.1‬ربديد اؼبشكلة ‪7 ................................................‬‬

‫‪ .1.3‬األغراض من البحث ‪7 ..........................................‬‬

‫‪ .1.4‬الدراسات السابقة ‪8 ............................................‬‬

‫‪ .1.5‬منهج البحث ‪8 ................................................‬‬

‫‪ .1.6‬خطة البحث ‪9 .................................................‬‬

‫‌ي‬
‫‌ك‬

‫‪ .4.0‬الفصل الثاني ‪ :‬نظرية عامة عن الوصل و الفصل‬

‫‪ .1.1‬تعريف الوصل و الفصل ‪11 ......................................‬‬

‫‪ .1.1‬مواضع الوصل ‪13 ...............................................‬‬

‫‪ .3.1‬مواضع والفصل ‪18 ..............................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬لمحة عن سورة الليل‬

‫‪ .1.3‬التعريف بسورة الليل ‪19 ..........................................‬‬

‫‪ .1.3‬أسباب النزول ‪31 ..............................................‬‬

‫‪ .3.3‬مناسبة ىذه السورة وما قبلها و ما بعدىا ‪35 ......................‬‬

‫‪ .4.3‬ما اشتملت عليو ىذه السورة ‪36 ..................................‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬دراسة تحليلية عن الوصل و الفصل في سورة الليل‬

‫‪ .1.4‬اعراب بسورة الليل ‪41 ..........................................‬‬

‫‪ .1.4‬مواضع الفصل ُب سورة الليل ‪47 .................................‬‬

‫‪ .3.4‬مواضع الوصل ُب سورة الليل ‪57 .................................‬‬


‫‌ل‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬الخاتمة‬

‫‪ .1.5‬نتائج البحث ‪66 ...............................................‬‬

‫‪ .1.5‬االقرتاحات ‪67 .................................................‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫الفصل األول‬

‫مقدمة‬

‫‪.4،4‬خلفية المشكلة‬

‫اصا من‬
‫البيان ال يقوم باللفظ وحده‪ ،‬واأللفاظ ال تفيد حّت تألّف ضربا خ ّ‬
‫التأليف ويعمد هبا إىل وجو دون وجو من الرتكيب والرتتيب‪ .1‬قال اهلل تعاىل ُب سورة‬

‫‪ .  ‬لن‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪: ‬‬

‫نفهم القرآن بالكلمة أو باعبملة األخرى متقطّعة‪ .‬ولكن سوف نفهم القرآن بكلمة أو‬

‫صبلة كاملة تامة‪ ،‬كما علّم اهلل الناس ببيان األيات أو اغبديث أو التفسًن‪.‬‬

‫شر األمور ؿبدثاهتا‪،‬‬


‫ؿبمد‪ ،‬و ّ‬
‫إ ّن أحسن اغبديث كتاب اهلل‪ ،‬وخًن اؽبدي ىدي ّ‬
‫‪1‬‬
‫كرم اهلل اؼبسلمٌن دبا أنزل عليهم من كتابو‬
‫ّ‬ ‫قد‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫كل ضاللة ُب النّار‬
‫كل بدعة ضاللة و ّ‬
‫و ّ‬
‫اؼبعجز‪ ،‬خاًب الكتب السماوية ليكون دستورا غبياهتم وعالجا ؼبشكالهتم وىو القرآن‬
‫الكرًن‪.‬‬

‫‪1‬الشيخ األمام اىب بكر ‪ ,‬أسرار البالغة ‪ (.‬جدة‪:‬دار اؼبداين‪ )1994 ,‬ص‪3 .‬‬
‫‪1‬امام أيب اغبسٌن بن اغبجاج ‪ ,‬صحيح مسلم( القاىرة ‪ :‬دار اغبديث‪. )1985,‬ج‪.1.‬ر‪867.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫‪  :‌ ‬‬


‫‪        ‬‬ ‫قال تعاىل ُب سورة‬

‫وقال السيوطى عن تعريف القرآن ‪ :‬إن القرآن إمبا صار معجزا ألنو‬ ‫‪   ‬‬

‫جاء بأفصح األلفاظ ُب أحسن نظام التأليف متضمنا أصح اؼبعاىن من توحيد اهلل تعاىل‬

‫وتنزيهو ُب صفاتو ودعوة إىل طاعتو وبيان لطريق عبادتو من ربليل وربرًن وحظر واباحة‬

‫ومن وعظ وتقوًن وأمر دبعروف وهني عن منكر وارشاد إىل ؿباسن األخالق وزجر عن‬

‫يتوىم ُب صورة العقل‬


‫ظباوية واضعا كل شيء منها موضعو الذى ال يرى شيء منو‪ ،‬وال ّ‬
‫أمر أليف بو منو‪ ،‬مودعا أخبار القرون اؼباضية‪ ،‬ومانزل من مضى‪ ،‬وعائدمنهم منبئا عن‬

‫اغبوادث اؼبستقبلة واألعصار األتية من ذلك‪ ،‬جامعا ُب ذلك بٌن اغبجة واحملتج لو‪،‬‬

‫والدليل واؼبدلول عليو ليكون ذلك أكد للزوم ما دعا اليو وأنبأ عن وجوب ما أمر بو‬
‫‪3‬‬
‫وهني عنو‪.‬‬

‫‪‌  ‌ ‌ ‌ ‌ ‬‬ ‫وقال تعاىل ُب سورة الزخرف‪:‬‬
‫تدل على معىن " قد أنزل اهلل القرآن عربية لنف ّكر ونتعلّم ونفهمو‪،‬‬
‫‪ .‌ ‌ ‬ىذه اآلية ّ‬
‫وبب‬
‫البصري ُب تعلّم معاىن القرآن الكرًن ‪ :‬ما أنزل اهلل آية إّال وىو ّ‬
‫ّ‬ ‫كما قال اغبسن‬
‫أن يعلم ُب ما نزلت وماذا عين هبا‪.4‬‬

‫‪3‬ؿبمد أظباعل أبراىم‪ ،‬القران و اعجازه العلمي‪( ،‬القاىرة ‪ :‬دار الفكرى العرىب )‪ ,‬ص‪15-14 .‬‬
‫‪4‬أضبد اؽباشم‪ ،‬الغواعد األساسية للغة العربية‪ ( ،‬ط‪ ,31 .‬بًنت ‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ 1417 ,‬م) ص‪3 .‬‬
‫‪3‬‬

‫وقال عبد اغبميد ابن وبي ‪ :‬ظبعت شعبة يقول ‪ :‬تعلّموا العربية فإ ّهنا تزيد ُب‬

‫العقل وعن سليمان ابن علي ابن عبد اهلل ابن عباس عن العباس‪ ،‬قال ‪ :‬قلت يارسول‬

‫اهلل ما اعبمال ُب الرجل؟ قال ‪ :‬فصاحة لسانو‪.5‬‬

‫الشك أن تعلم اللغة العربية والتعمق فيها مفتاح لفهم التعاليم اإلؽبية الّّت بيّنها‬

‫القرآن والعلوم هبا ليحي اإلنسان حياة طيبة ومباركة‪.‬‬

‫‪       ‬‬ ‫كقولو تبارك وتعاىل ُب سورة الكهف‪:‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪             ‬‬

‫‪‌  ‬‬


‫‪     ‬‬

‫اللغة أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم‪ .6‬اللغة ىي وعاء الثقافة‪ ،‬وأداة‬

‫االتصال بٌن اؼباضي واغباضر‪ ،‬وال يستطيع اإلنسان منهما أن يقف على كنوز الفكر‬

‫اإلنساين من تاريخ وشعر ونثر بدون اللغة‪ .‬فاللغة ؽبا وظائف للفرد واجملتمع‪ ،‬وىي جزء‬

‫اليتجزأ من السيادة‪ ،‬واحملافظة على اللغة ىو ضباية ؽبذه السيادة‪.‬‬

‫‪5‬أضبد اؽباشم ‪ ,‬القواعد األساسية للغة العربية ‪(,‬بًنت‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ )1417 ،‬ص‪3 .‬‬
‫‪6‬الدكتور اميل بديع يعقوب‪ ،‬فقو اللغة العربية و خصائصها‪ ( ،‬بًنوت ‪ :‬دار الثقافة االسالمية‪ )1981 ،‬ص‪6 .‬‬
‫‪4‬‬

‫وعلوم اللغة العربية تتفرع إىل فروع متعددة منها علم الصرف والنحو والبالغة أو‬

‫اؼبعاىن والبيان والبديع‪ .‬وذىب بعض النحاة أن الصرف ّأم العلوم والنحو أبوىا ألهنما‬
‫‪7‬‬
‫تلعبان دوراىا ما َب فهم اللغة العربية‪.‬‬

‫وعرب ابن عصفور (ت‪696.‬ه) بقولو‪ :‬النحو ىو قواعد يعرف هبا أحوال أو‬

‫آخر الكلمات العرية الّت حصلت برتكيب بعضها على بعض من إعراب وبناء وما‬
‫‪8‬‬
‫جر أو‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫نصب‬ ‫أو‬ ‫رفع‬ ‫من‬ ‫الكلمة‬ ‫خر‬ ‫آ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫عليو‬ ‫هبب‬ ‫ما‬ ‫نعرف‬ ‫فيو‬ ‫يتبعهما‪.‬‬

‫جزم أو لزوم حالة واحدة بعد ما ارتكب ُب اعبملة‪ .‬ومعرفتو ضرورية لكل من يزاول‬
‫‪9‬‬
‫الكتابة واػبطابة ومدارسة االداب العربية‪.‬‬

‫وأ ّما الصرف فهو علم بأصول تعرف هبا صيغ الكلمات العربية وأحواؽبا الّت‬

‫ليست بإعراب وال بناء‪ .‬وىو علم يبحث عن الكلم من حيث ما يعرض لو من‬

‫تصريف وإعالل وإدغام وابدال وبو نعرف ما هبب أن تكون عليو بنية الكلمة قبل‬
‫‪11‬‬
‫انتظامها ُب اعبملة‪.‬‬

‫‪7‬الدكتور أمٌن على السيد‪ ،‬في علم الصرف‪ ( ،‬مصر‪ :‬دار اؼبعارف‪ )1976 ،‬ص‪5 .‬‬
‫‪8‬أضبد اؽباشم‪ ،‬القواعد األساسية للغة العربية‪( ،‬بًنت‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ )1417 ،‬ص‪6 .‬‬
‫‪9‬الشيخ األديب مصطفى الغالييىن‪ ،‬جامع الدروس العربية‪( ،‬بًنوت ‪ :‬دار الكتاب العلمية) ص‪7-6 .‬‬
‫‪11‬الشيخ األديب مصطفى الغالييىن‪ ،‬جامع الدروس العربية‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪5‬‬

‫أ ّما البالغة فهي تأدية اؼبعىن اعبليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة‪ ،‬ؽبا ُب‬

‫النفس أثر خالب‪ ،‬مع مالئمة كل كالم للموطن الذي يقول فيو‪ ،‬وألشخاص الذى‬

‫ىباطبون‪ .11‬يبحث فيو ثالثة فنون‪ :‬اؼبعاىن والبيان والبديع‪ .‬وعلم اؼبعاىن ىو قواعد‬

‫يعرف هبا كيفية مطابقة الكالم مقتضى اغبال حّت يكون وقف الغرض الذى سيق لو‪.‬‬

‫كبرتز بو عن اػبطأ ُب تأدية اؼبعىن اؼبراد‪ .‬ونعرف السبب الذي يدعو إىل التقدًن‬

‫والتأخًن‪ ،‬واغبذف والذكر واإلهباز واإلطناب والفصل والوصل‪ .11‬ينحرص ُب شبانية‬

‫أبواب‪ :‬أحوال األسناد اػبربي وأحوال ؼبسند إليو وأحوال اؼبسند وأحوال متعلقات الفعل‬
‫‪13‬‬
‫والقصر واإلنشاء والوصل والفصل واإلهباز واإلطناب واؼبساواة‪.‬‬

‫فأقوم ىذا البحث بدراسة البالغية عن الوصل والفصل أل ّهنما أساس من أساس‬

‫تعلم اللغة العربية الذي ال يفهمها الناس دون تعلم اللغة العربية‪.‬‬

‫‪11‬على اعبارم و مصطفى أمٌن‪ ،‬البالغة الواضحة البيانالمعينى البديع‪( ،‬قاىرة ‪ :‬دار اؼبعارف‪)1964 ،‬‬
‫ص‪.8 .‬‬
‫‪ 11‬أضبد مصطفى اؼبراغي‪ ،‬علوم البالغة البيان و المعانى و البديع‪ ( ،‬بًنوت ‪ :‬دار الكتاب العلمية‪،‬‬
‫‪ )1971‬ص‪.157 .‬‬
‫‪13‬جالل الدين ؿبمد بن عبد الرضبن القزوين اػباطيب‪ ,‬التلخيص في علوم البالغة (اجملهوا اؼبدينة‪:‬‬
‫دار الفكر العريب‪ )1954,‬ص‪37 :‬‬
‫‪6‬‬

‫وقال اإلمام ؾبد اإلسالم ابو بكر عبد القاىر ابن عبد الرضبن اعبرجاىن رضبة اهلل‬

‫اصا‬
‫عليو ورضوانو ‪ :‬البيان ال يقوم باللفظ وحده‪ ،‬واأللفاظ ال تفيد حّت تألّف ضربا خ ّ‬
‫من التأليف ويعمد هبا إىل وجو دون وجو من الرتكيب والرتتيب‪.‬كقولو تعاىل ُب سورة‬

‫البقرة (‪ )            ‬ىذه األية‬

‫الفصل بٌن اعبملتٌن‪ ،‬صبلة سواء عليهم ءأنذرهتم أم مل تنذرىم ال يؤمنون‪ ،‬أل ّن بينهما‬

‫كمال االتصال‪ ،‬إذ أن الثانية توكيدا لألوىل‪.‬‬

‫واؼبثال الثاىن (قال االحنف بن قيس ‪ :‬ال وفاء لكذوب وال راحة لحسود)‬

‫ىذه اعبملة ىي وصل بٌن اعبملتٌن التفاقهما خربا وتناسبهما ُب اؼبعىن وأل ّن ال يوجد‬

‫ىناك ما يقتضى الفصل‪ .‬وذالك ال يبكن أن يكتبوا كتابة جيدة وحسنة وال يتكلموا‬

‫كالما فصيحا وال يشرح معاىن صحيحة إّال بفهم قواعد اللغة العربية‪.‬‬

‫لبناء على ىذه االنبية‪ ،‬أقوم ببحث سورة الليل ُب دراسة كبوية وبالغية‪ُ ،‬ب‬

‫الوصل والفصل‪ .‬دبوضوع البحث ‪" :‬الوصل والفصل ُب سورة الليل"‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ .0،4‬تحديد المشكلة‬

‫نظرا إىل مشكالت البحث الّيت كتبها الباحث‪ ،‬فاكبصر على ما يلى ‪:‬‬

‫‪ .1‬ما اسرار استخدام الوصل والفصل ُب سورة الليل؟‬

‫‪ .1‬ما مواقع الكلمة ُب سورة اليلل من اإلعراب ؟‬

‫‪ . 1،4‬األغراض من البحث‬

‫أما األغراض من البحث فهي ‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة اسرار استخدام الوصل والفصل ُب سورة الليل‬

‫‪ .1‬معرفة مواضع اإلعراب ُب سورة الليل‬

‫‪ . 2،4‬الدراسات السابقة‬

‫مل تبحث الطلبة جبامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية جباكرتا عن ىذا‬

‫البحث‪ ،‬وكثًن منهم قد حبثوا عن الدراسة القرآنية والنحوية الّت تتعلق هبذا البحث‪.‬‬

‫منهم ‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ .1‬أدينج غناوان‪ ،‬علم النحو وأنبيتو ُب فهم القران الكرًن‪1991.‬‬

‫‪ .1‬ترتيونغو أجى ىيتنو‪ ،‬االضافة ُب سورة يوسف (دراسة ربليلية كبوية و بالغية )‬

‫‪1119‬‬

‫‪ .3‬صاغبة‪ ،‬اؼبقارنة بٌن عطف البيان و البدل واستعماؽبما ُب اعبملة‪1997 ،‬‬

‫‪ .4‬عبواردى ألفان‪ ،‬حروف العطف ومعانيها َب صحيح البخاري على البحث‬

‫(كتاب الصوم) ‪ :‬دراسة ربليلية كبوية‪1114 .‬‬

‫‪ .3،4‬منهج البحث‬

‫قسم البحث من جوانب النظر أو من مدخل ربليلو إىل قسمان ‪ :‬األول‪،‬‬

‫البحث الكمي وىو يتعلق بالرقم‪ .‬والثاىن‪ ،‬البحث النوعي أو البحث الكيفي وىو يتعلق‬

‫بالظواىر واألحداث اليت حدثت ُب اجملتمع‪ 14.‬واستخدم البحث النوعى أو البحث‬

‫الكيفي ؽبذا البحث‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Suharismi Arikunto, Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek, (Jakarta:‬‬
‫‪RinekaCipta, 1997), H. 239‬‬
‫‪9‬‬

‫لنيل اؼبصادر البيانات ُب ىذا البحث‪ ،‬أستخدم البحث اؼبكتيب‪ .‬ومصادر‬

‫البيانات ُب ىذا البحث تتكون من اؼبصادر األساسية واؼبصادر الثنائية‪.‬‬

‫أما اؼبصادر األوىل فهي القرآن الكرًن وكتب التفسًن واؼبصادر الثنائية فهي‬

‫الكتب الّّت تتعلق بعلوم اللغة العربية وقواعدىا وخاصا بقواعد النحو والبالغة‪.‬‬

‫وأعتمد َب كتابة ىذا البحث على الدليل الذى أصدرتو جامعة شريف ىداية اهلل‬

‫االسالمية اغبكومية جباكرتا ربت عنوان ‪:‬‬


‫‪Pedoman Penulisan Skripsi Bahasa dan Sastra Arab Fakultas Adab dan‬‬
‫‪Humaniora UIN Syarif Hidayatullah Jakarta 2015.‬‬

‫‪ .4،4‬خطة البحث‬

‫قسمت ىذا البحث إىل طبسة أبواب‪ ،‬وىي‪:‬‬


‫لتسهيل تناول البحث ّ‬
‫الفصل األول ‪ :‬مقدمة‪ ،‬ربتوى على ستة عناصر وىي خلفية اؼبشكلة وربديد‬

‫اؼبشكلة واألغراض من البحث والدراسات السابقة ومنهج البحث وخطة البحث‪.‬‬

‫الفصل الثانى‪ :‬نظرية عن الوصل والفصل ُب علم البالغة‪ ،‬ربتوى على معرفة‬

‫الوصل والفصل وموضعهما واحكامهما‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬حملة عن سورة الليل‪ ،‬ربتوى على مفهوم سورة الليل ما مضمونو‬

‫واعجاز سورة الليل ومناسبة االيات ُب سورة الليل‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬التحليل‪ ،‬وبتوى على إعراب بسورة الليل ومواضع الوصل‬

‫والفصل ُب سورة الليل واسرار استخدام الوصل والفصل ُب سورة الليل‪.‬‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬خاسبة‪ ،‬ربتوى على اػبالصة واالقرتاح واؼبراجع‪.‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫نظرية عامة عن الوصل والفصل‬

‫‪ .4.0‬تعريف الوصل والفصل‬

‫كما ذكر وبٌن الباحث ُب الفصل األول أ ّن الوصل والفصل ىو باب من أبواب‬

‫علم اؼبعاىن ُب دراسة بالغية‪ .‬فهو العلم بواقع اعبمل‪ ،‬والوقوف على ما ينبغي أن يصنع‬

‫فيها العطف واإلستئناف والتهدي إىل كيفية إيقاع حروف العطف ُب مواقعها‪ ،‬أو تركها‬

‫عند عدم اغباجة إليها صعب اؼبسلك‪ ،‬ال يقوف للصواب فيو إال من أوٌب قسطا وافرا‬

‫من البالغة وطبع على إدراك ؿباسنها‪ ،‬ورزق حظا من معرفة ذوق الكالم‪ ،‬وذلك‬

‫لغموض ىذا الباب ودقة مسلكو‪ ،‬وعظيم خطره‪ ،‬وكثًن فائدتو‪.15‬‬

‫فالوصل ‪ :‬عطف بعض اعبمل على بعض‪ ،‬والفصل تركو‪ ،‬فإذا أتت صبلة بعد‬

‫صبلة‪ ،‬فاألوىل ّإما أن يكون ؽبا ؿبّل من اإلعراب‪ ،‬أو ال‪ ،‬وعلى األول‪ ،‬إن قصد تشريك‬

‫‪ 15‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع (بًنوت ‪ :‬دار الكتاب العلمية‪)1999 ,‬‬
‫ص‪.179.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫الثانية ؽبا ُب حكمو عطفت عليها كاؼبفرد‪ ،‬فشرط كونو مقبوال بالواو وكبوه أن يكون‬
‫‪16‬‬
‫بينهما حجة جامعة‪ ،‬كبو ‪ :‬زئد يكتب ويشعر‪ ،‬أويعطي ويبنع‪.‬‬

‫والفصل عند الزـبشري ‪ :‬التمييز بٌن الشيئٌن‪ ،‬وقيل للكالم البٌن‪ ،‬فصل دبعىن‬

‫ألهنم قالوا ‪ :‬كالم ملتبس وُب كالمو لبس‪ ،‬واؼبلتبس اؼبختلط‪ ،‬فقيل ُب نقيضو‬
‫اؼبفصول‪ّ ،‬‬

‫فصل‪ ،‬أي مفصل بعضو عن بعض‪ ،‬فمعىن فصل اػبطاب‪ ،‬البٌن من الكالم اؼبخلص‬

‫الذي يتبينو من ىباطب بو ال يلتبس عليو‪ ،‬ومن فصل اػبطاب وملخصو‪ ،‬أن ىبطئ‬

‫صاحبو مظان الفصل والفصل‪ ،‬فال يقف ُب كلمة الشهادة على اؼبستثىن منو‪ ،‬وال يتلو‬

‫قولو ( فويل للمصلين) إال موصوال دبا بعده‪ ،‬وال ( واهلل يعلم وأنتم ) حّت يصلو بقولو‬

‫( وال تعلمون) وكبو ذلك‪ ،‬وكذلك مظان العطف وتركو‪ ،‬واإلضمار واإلظهار‪ ،‬واغبذف‬
‫‪17‬‬
‫الذكر‪ ،‬وإن شئت كان الفصل دبعىن الفاصل‪.‬‬

‫(‪        ‬‬ ‫وإال فصلت عنها‪ ،‬كبو ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪               ‬‬

‫‪ 16‬جالل الدين ؿبمد بن عبد الرضبان القزوين اػبطيب‪ ،‬التخليص في علوم البالغة (ؾبهول اؼبدينة ‪ :‬دار‬
‫الفكر العريب‪ )1954 ،‬ص‪.175 .‬‬
‫‪17‬‬
‫منًن سلطان‪ ،‬الفصل و الوصل في القران الكريم ( بًنوت ‪ :‬دار اؼبعارف ‪ )1983‬ص ‪.91 .‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ 18)  ‬مل يعطف قولو ( اهلل يستهزئ بهم ) على ( إنّا معكم) لئال يشاركو ُب‬

‫حكم اؼبفعولية للقول وىو ليس فبا قالوه كما سيأٌب‪ .‬وإن مل يكن ؽبا ؿبّل من اإلعراب‬

‫فإن كان ؽبا حكم مل يقصد اعطاؤه للثانية وجب الفصل‪.‬‬

‫‪ .0.0‬مواضع الوصل‬

‫وصل اعبمل عطف بعضها على بعض بالواو‪ ،‬أو إحدى أخواهتا‪ ،‬وفائدتو‬

‫تشريك اؼبعطوف عليو ُب اغبكم‪ ،‬ومن حروف العطف ما يفيد العطف فحسب‪ ،‬وىو‬

‫الواو‪ ،‬ولذا قد زبفى اغباجة إليها فال يدرك إال من أٌب حظا من حسن الذوق‪ ،‬ومنها ما‬

‫يفيد مع التشريك معاين أخرى كالرتتيب من غًن تراخ ُب الفاء‪ ،‬وىو مع الرتاخي ُب ٍب‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫وىكذا ومن أجل ذلك ال يقع اشتباه ُب استعمال ما عدا الواو‪.‬‬

‫ّأما حروف العطف تسعة‪ ،‬فهي ‪ :‬الواو‪ ،‬والفاء‪ ،‬وٍبّ‪ ،‬وحّت‪ ،‬وأو‪ ،‬وأم‪ ،‬وبل‪،‬‬

‫ولكن‪ .‬فالواو‪ ،‬وافاء‪ ،‬وٍبّ‪ ،‬وحّت ‪ :‬تفيد مشاركة اؼبعطوف للمعطوف عليو ُب اغبكم‬

‫‪ 18‬القران الكرًن‪ (.‬البقرة ‪)15 – 14 :‬‬


‫‪ 19‬أضبد مصطفى اؼبراغي‪ ،‬علوم البالغة البيان و المعاني و البديع ( بًنوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫ص‪.163.‬‬ ‫‪)1971‬‬
‫‪14‬‬

‫واإلعراب دائما‪ .‬وأو و ّأم ‪ ،‬إن كانت لغًن اإلضراب عن اؼبعطوف عليو إىل اؼبعطوف‪،‬‬

‫فكذلك‪ ،‬كبو ‪ :‬خذ القلم أو الورقة‪ ،‬أ خالد جاء أم سعيد؟‪.‬‬

‫وإن كانتا لإلضراب فال تفيدان اؼبشاركة بينهما ُب اؼبعىن‪ ،‬و ّإمبا نبا لتشريك ُب‬

‫اإلعراب فقط‪ ،‬كبو ‪ :‬ال يذىب سعيد أو ال يذىب خالد‪ ،‬أو أذىب سعيد؟ أم أذىب‬

‫خالد؟‪ .‬وبل‪ :‬تفيد اإلضراب والعدول عن اؼبعطوف عليو إىل اؼبعطوف‪ ،‬كبو‪ :‬جاء خالد‪،‬‬

‫بل علي‪ .‬ولكن‪ :‬تفيد اإلستدراك‪ ،‬كبو ‪ :‬ما جاء القوم‪ ،‬لكن سعيد‪ .‬وال ‪ :‬تفيد مع‬
‫‪11‬‬
‫العطف نفي اغبكم عما قبلها وإثباتو ؼبا بعدىا‪ ،‬كبو ‪ :‬جاء علي ال خالد‪.‬‬

‫بعد أن نعرف مفهوم وأحروف العطف كما ذكر ُب السابقة‪ ،‬فيأٌب الباحث‬

‫مواضع الوصل كما يلي ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫هبب الوصل بٌن اعبملتٌن ُب ثالثة مواضع ‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬إذا قصد إشراكهما ُب اإلعراب‪.‬‬

‫‪11‬مصطفى الغالييين‪ ،‬جامع الدروس العربية ( قاىرة ‪ :‬شركة القدس للنشر و التوزيع‪ )1111 ,‬ص ‪.194 .‬‬
‫‪ 11‬على اعبارم و مصطفى أمٌن‪ ،‬البالغة الواضحة البيان‪ ،‬المعاني‪ ،‬البديع(قاىرة‪ :‬دار اؼبعارف‪)1964 ,‬‬
‫ص‪.133.‬‬
‫‪15‬‬

‫إذا كان للجملة األوىل ؿبّل من اإلعراب‪ ،‬وقصد تشريك اعبملة الثانية ؽبا ُب‬

‫اإلعراب حيث ال مانع كبو ‪ :‬علي يقول ويفعل‪ .‬فجملة يقول ُب ؿبّل رفع خرب‬

‫اؼببتداء‪ ،‬وكذالك صبلة‪ :‬ويفعل‪ ،‬معطوفة على صبلة يقول وتشاركها بأ ّهنا ُب ؿبّل‬

‫خرب ثان للمبتدأ‪.‬‬

‫وحكم ىذه اعبملة حكم اؼبفرد اؼبقتضي مشاركة الثاين لألول ُب إعرابو‬

‫واألحسن أن تتفق اعبملتان ُب اإلظبية والفعلية‪ ،‬والفعليتان ُب اؼباضوية‬


‫‪11‬‬
‫واؼبضارعية‪.‬‬

‫" ‪       ‬‬ ‫وكمثل قولو تعاىل ُب كتابو العزيز‪:‬‬

‫‪ 13" ‬فالكلمة (الشمس‬


‫‪        ‬‬

‫والقمر ) معطوفتان على صبلة ( كوكبا) منصوبتان أيضا على اؼبفعولية وعالمة‬

‫نصبهما الفتحة‪.‬‬

‫ب‪ ‌.‬إذا اتفقتا خربا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة‪ ،‬ومل يكن ىناك سبب‬

‫يقتضي الفصل بينهما‪ .‬وللتوضيح ىذا البحث وضع الباحث تعريف اػبرب‬

‫واإلنشاء عند أضبد اؽبامشي ُب كتاب جواىر البالغة‪ :‬خرب ىو ما يتحقق مدلولو‬

‫‪ 11‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬ص‪.181 :‬‬


‫‪13‬القران الكرًن‪( ،‬يوسف ‪)4 :‬‬
‫‪16‬‬

‫ُب اػبارج بدون النطق بو‪ ،‬كبو ‪ :‬العلم نافع‪ ،‬فقد أثبتنا صفة نفع العلم‪ ،‬وتلك‬

‫الصفة ثابة لو ( سواء تل ّفظت باعبملة السابقة أم مل تتلفظ) ألن نفع العلم أمر‬

‫حاصل ُب اغبقيقة والواقع‪ ،‬و ّإمبا أنت ربكى ما اتفق عليو الناس قاطبة‪ ،‬وقضبت‬
‫‪14‬‬
‫بو الشرائع وىدت إليو العقول بدون نظر إىل اثبات جديد‪.‬‬

‫وأما تعريف اإلنشاء ىو لغة اإلهباز‪ ،‬واصطالحا ما ال وبتمل الصدق والكذب‬

‫لذاتو‪ ،‬كبو‪ :‬اغفر وارحم‪ ،‬فالينسب إىل قائلو صدق أو كذب‪ .‬وإن شئت فقل ُب تعريف‬

‫اإلنشاء ما ال وبصل مضمونو وال وبتحقق ّإال إذا تلفظت بو‪ ،‬فطلب الفعل ُب (األمر)‬

‫وطلب الكف ُب (النهي) وطلب احملبوب ُب (التمين) وطلب الفهم ُب (االستفهام)‬

‫وطلب اإلقبال ُب (النداء) كل ذلك ما حصل إال بنفس الصيغ اؼبتلفظ هبا‪.15‬‬

‫وما تعريف األمر ىو طلب حصول الفعل من اؼبخاطب على وجو االستعالء‪،‬‬

‫والنهي ىو طلب الكف عن الفعل على وجو االستعالء‪ ،‬واالستفهام ىو طلب العلم‬

‫بشيء مل يكن معلوما من قبل وذلك بأدة من إحدى أدواتو‪ ،‬اؽبمزة‪ ،‬وىل‪ ،‬وما‪ ،‬ومن‪،‬‬

‫ومّت‪ ،‬وأيانا‪ ،‬وكيف‪ ،‬وإىن‪ ،‬وكم‪ ،‬واي‪ .‬والتمين ىو طلب الشيء احملبوب الذي ال يرجع‬

‫حصولو‪ .‬والنداء ىو طلب اؼبتكلم إقبال اؼبخاطب عليو حبرف نائب مناب ( أنادي)‬

‫‪‌24‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬ص‪‌ ‌ .55.‬‬


‫‪ 15‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬ص‪ 45.‬و ‪.61‬‬
17

،‫ وىيا‬،‫ وأيا‬،‫ واى‬،‫ وا‬،‫ ويا‬،‫ واي‬،‫ اؽبمزة‬: ‫ وأدواتو شبانية‬،‫اؼبنقول من اػبرب إىل اإلنشاء‬

‫ ضرب الباحث األمثال ُب آيات القرآن كقولو‬،‫ فمن البحث الذي بٌن من قبل‬16.‫ووا‬

‫ تكون اعبملة األوىل ( إن‬.17)          ( ‫تعاىل‬

‫ فعطف بينهما بواو‬،‫األبرار لفي نعيم) واعبملة الثانية ( وإن الفجار لفي جحيم) خربية‬

.‫العطف‬

             ( ‫وقولو تعاىل‬

     


  
          

                 

( ‫تعاىل‬ ‫ وقولو‬.‫ تكون ( كلمة أدع واستقم) إنشائيتان ُب فعل األمر‬18)  

   


   
            

.71 – 63 .‫ ص‬.‫ جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‬،‫ أضبد اؽبامشي‬16


)14- 13 :‫ ( اإلنفطار‬،‫ القران الكرًن‬17
)15 :‫ ( الشورى‬،‫ القران الكرًن‬18
‫‪18‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ . )‌ ‌ ‌  ‬اي ّ‬
‫إين أشهد اهلل وأشهدكم ‪ :‬فتكون اعبملة الثانية ُب ىذه االية‬

‫إنشائية لفظا‪ ،‬ولكنها خربية ُب اؼبعىن‪.‬‬

‫وكبو ‪ :‬إذىب إىل فالن وتقول لو كذا‪ ،‬فتكون اعبملة الثانية من ىذا ؼبثال خربية‬

‫لفظا‪ ،‬ولكنها إنشائية معىن ( أي وقل لو)‪ .‬فاالختالف ُب اللفظ ال ُب اؼبعىن اؼبعول‬

‫عليو‪ :‬وؽبذا وجب الوصل وعطف اعبملة الثانية على األوىل لوجود اعبامع بينهما‪ ،‬ومل‬
‫‪31‬‬
‫يكن ىناك سبب يقتضي الفصل بينهما‪ ،‬وكل من اعبملتٌن ال موضع لو من اإلعراب‪.‬‬

‫ج‪ .‬إذ اختلفتا خربا وإنشاء وأوىم الفصل خالف اؼبقصود‪.‬‬

‫زبتلف اعبملتان خربا وإنشاء‪ ،‬ولكن لو ترك العطف ألوؽبم خالف اؼبقصود‪،‬‬

‫كما تقول‪ :‬ال وشفاه اهلل‪ ،‬جوابا ؼبن سألك‪ :‬ىل أبل ؿبمد من مرضو؟ فرتك الواو حينئذ‬

‫يومهم الدعاء عليو مع أن اؼبقصود الدعاء لو‪ 31.‬وؽبذا وجب أيضا الوصل وعطف اعبملة‬

‫الثانية على األوىل لدفع اإليهام‪ ،‬وكل من اعبملتٌن ال ؿبّل لو من اإلعراب‪.31‬‬

‫‪ 19‬القران اؼبرًن‪ ( ،‬ىود ‪)54 :‬‬


‫‪ 31‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬ص‪. 161- 159.‬‬
‫‪ 31‬على اعبارم و مصطفى أمٌن‪ ،‬البالغة الواضحة البيان‪ ،‬المعاني‪ ،‬البديع‪ .‬ص ‪.164.‬‬
‫‪ 31‬على اعبارم و مصطفى أمٌن‪ ،‬البالغة الواضحة البيان‪ ،‬المعاني‪ ،‬البديع‪ .‬ص ‪.165.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ .1.0‬مواضع الفصل‬

‫من حق اعبمل إذا ترادفت ووقع بعضها إثر بعض أن تربط بالواو لتكون على‬

‫متسقر منتظمة‪ ،‬وقد يعرض ؽبا ما يوجب ترك الواو‪ ،‬ويسمى ذلك فصال ‪ .33‬ويقع ُب‬

‫طبسة مواضع ‪:‬‬

‫‪ .4.0.0‬كمال اإلتصال‬

‫وىو إن يكون بٌن اعبملتٌن ارباد تام وامتزاج معنوي‪ ،‬حّت كأهنما أفرغا ُب قالب‬

‫وحد‪ ،‬وىذا يكون ُب ‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬باب التوكيد‪ ،‬لزيادة التقرير أو لدفع توىم ذبوز أو غلط‪.‬‬

‫التوكيد لفظ يقوي متبوعو ويزيل عنو كل غموض‪ ،‬وىو نوعان ‪:‬‬

‫‪ .1‬لفظي ‪ :‬ويتم عادة بإعادة لفظ اؼبؤكد سواء أكان اظبا‪ ،‬أو صبلة‪ ،‬أو فعال‪ ،‬أو‬

‫حرفا‪ ،‬مثل ‪ :‬جاىدوا من أجل اإلستقالل‪ ،‬اإلستقالل‪ .‬زىق الباطل‪،‬‬

‫زىق الباطل‪ .‬عاش‪ ،‬عاش الوطن‪ .‬و فائدة التوكيد اللفظي تقرير اؼبؤكد‬

‫ُب نفس السامع وسبكينو ُب قلبو‪ ،‬وإزالة ما ُب نفسو من الشبهة فيو‪.‬‬

‫‪ 33‬أضبد مصطفى اؼبراغي‪ ،‬علوم البالغة البيان و المعاني و البديع‪ .‬ص ‪.167 .‬‬
‫‪21‬‬

‫‪ .1‬معنوي ‪ :‬ويتم بألفظ مشهورة‪ ،‬مثل ‪ :‬صبيع‪ ،‬عامة‪ ،‬كافة‪ ،‬أصبع‪ ،‬عٌن‪ ،‬نفس‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫كل‪ ،‬كلتا‪ ،‬مثل‪ :‬عاد القائد نفسو‪ ،‬توافد القوم عامتهم الستقبالو‪.‬‬

‫وفائدة التوكيد بالنفس والعٌن رفع احتمال أن يكون ُب الكالم ؾباز أو سهو أو‬

‫نسيان‪ ( .‬فإن قلت ‪" :‬جاء األمًن" فردبا يتوىم السامع أن إسناد اجمليء إليو‪ ،‬ىو على‬

‫سبيل التجور أو النسيان أو السهو‪ ،‬فتأكيده بذكر النفس أو العٌن‪ ،‬رفعا ؽبذا االحتمال‪،‬‬

‫فيعتقد السامع حينئذ أن اعبائي ىو‪ ،‬ال جيشو وال خدمو وال حاشيتو وال شيء من‬

‫األشياء اؼبتعلقة بو)‪.‬‬

‫وفائدة لتوكيد بكل وصبيع وعمة داللة على اإلحاطة والشمول‪( .‬فائدة قالت‪:‬‬

‫"جاء القوم" فردبا يتوىم السامع أن بعضهم قد جاء والبعض االخر قد زبلف عن اجمليء‪.‬‬

‫فتقول‪ " :‬جاء القوم كلهم" دفعا ؽبذا التوىم‪ .‬لذلك ال يقال‪ " :‬جاء علي كلو" ألنو ال‬

‫يتجزأ‪ .‬فإذا قلت ‪ " :‬اشرتيت الفرس كلو" صح‪ ،‬ألنّو يتجزأ من حيث اؼببيع)‪.‬‬

‫وفائدة التوكيد بكالم وكلتا إثبات اغبكم لالثنٌن اؼبؤكدين معا‪ ( .‬فإذا قالت ‪" :‬‬

‫جاء الرجالن"‪ ،‬وأنكر السامع أن اغبكم ثابت لإلثنٌن معا‪ ،‬أو توىم ذلك‪ ،‬فتقول ‪" :‬‬

‫‪ 34‬إبراىم مشس الدين‪ ،‬مرجع الطالب في اإلعراب( بًنوت لبنان ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .)1971 ,‬ص ‪.‬‬
‫‪.111‬‬
‫‪21‬‬

‫جاء الرجالن كالنبا"‪ ،‬دفعا النكاره‪ ،‬أو دفعا لتونبو أن اعبائي أحدنبا ال كالنبا‪ .‬لذلك‬

‫يبتع أن يقال ‪ " :‬اختصم الرجالن كالىم‪ ،‬وتعاىد سليم وخالد كالنبا" بل هبب أن‬

‫ربذف كلمة" كالنبا"‪ ،‬أل ّن فعل اؼبخاصمة والعاىدة اليقع ّإال من إثنٌن فأكثر‪ ،‬فال‬

‫حاجة إىل توكيد ذلك‪ ،‬أل ّن السامع ال يعتقد وال يتوىم أنّو حاصل من أحدنبا دون‬
‫‪35‬‬
‫االخر)‪.‬‬

‫(‪   ‬‬ ‫واؼبثال للتوكيد اللفظي ُب القرآن الكرًن‪ ،‬كبو ‪:‬‬

‫‪ ،36)‬تكون اعبملة الثانية ( أمهلهم رويدا) تأكيدا للجملة األوىل ( فمهل الكافرين)‬

‫(مهل) ُب اعبملة‬
‫أو تكون الكملة ( أمهلهم) ُب اعبملة الثانية تكرير اللفظي من كلمة ّ‬
‫‪   ‬‬ ‫(‪   ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫األوىل‪ .‬و ّأما التوكيد اؼبعنوي‪ ،‬كبو ‪:‬‬

‫‪  ‬‬


‫‪  ‬‬
‫‪               ‬‬

‫‪ ،37)          ‬فاؼبقام ُب اآلية الكريبة مقام تعظيم‬

‫لنيب اهلل يوسف عليو السالم وتعجب من خلقو وأخالقو فوجب فيها ترك العطف‪ :‬وذلك‬

‫ألن اعبملة الثانية ( إن ىذا إال ملك كرًن) مشتملة على معىن اعبملة األوىل ( ما ىذا‬

‫‪ 35‬مصطفى الغلييين‪ ،‬جامع الدروس العربية‪ .‬ص‪.186 – 185 .‬‬


‫‪ 36‬القران الكرًن‪ ( ،‬الطارق‪)17 :‬‬
‫‪ 37‬القران الكرًن‪ ( ،‬يوسف‪)31 :‬‬
‫‪22‬‬

‫بد من صبلة أخرى يؤٌب هبا لتبٌن اعبنس الذي‬


‫كأهنا تنفي إنّو من البشر‪ ،‬وحينها ال ّ‬
‫بشرا) و ّ‬

‫يتمين إليو فتأٌب اعبملة ( إن ىذا إال ملك كرًن) مبينة لنوع اعبنس الذي ينتمي إليو‪ .‬إذن‬

‫البد من‬
‫اعبملة الثانية قد بينت مضمون األوىل واكدتو واثبتت ما نفي عنو وهبذا كان ّ‬

‫الفصل بينهما ‪ :‬ألنّو ال حاجة للوصل بٌن اؼبؤّكد واؼبؤّكد‪.‬‬

‫ب‪‌ .‬باب البدل واؼبقتضى لو الثانية أو َب باؼبطلوب من األول واؼبقام يستدعي عناية‬

‫بشأن اؼبراد سواء أكان بدل‪.‬‬

‫األولون قالوا أئذا متنا )‪ّ 38‬أم بدل بعض كبو (‬


‫كبو ‪ ( :‬بل قالوا مثل ما قال ّ‬
‫أم ّدكم بأنعانم وبنين وجنّات وعيون )‪ 39‬أبدلت الثانية من األوىل تبينها إىل نعم اهلل‬

‫على عباده وىي أوَب فبا قبلها لداللتها على اؼبواد من التفصيل من غًن إحالة على علم‬

‫‪‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‬‬ ‫اؼبخاطبٌن لعنادىم واستكبارىم‪ّ ،‬أم بدل اشتمال كبو ‪( :‬‬

‫‪ 41)‌‌‌‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌‌‌‬أبدلت الثانية من األوىل‬

‫ألهنا أبٌن ُب اؼبراد وىو ضبل اؼبخاطبٌن على اتباع الرسل‪.‬‬


‫بدل اشتمال‪ّ ،‬‬

‫‪ 38‬القران الكرًن‪ ( ،‬اؼبؤمنون‪)81 :‬‬


‫‪39‬القران الكرًن‪ ( ،‬الشعراء‪)133 -131 :‬‬
‫‪ 41‬القران الكرًن‪ ( ،‬يس ‪)11-11 ,‬‬
‫‪23‬‬

‫( ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫و ّأما فائدة البدلية عند الزـبشري ىنا التوكيد‪ ،‬يقول ُب قولو تعاىل‬

‫)‪،41‬‬ ‫‪ ‬‬


‫‪   ‬‬
‫‪           ‬‬

‫فتكون اعبملة ( صراط الذين أنعمت عليهم ) بدل من ( الصراط اؼبستقيم) ُب اعبملة‬

‫األوىل وىي ُب حكم تكرير العامل كأنو قيل ( اىدنا الصراط اؼبستقيم‪ ،‬اىدنا الصراط‬

‫الذين أنعمت عليهم)‪ ،‬كما قال تعاىل (للّذين استضعفوا لمن آمن منهم)‪ 41‬وفائدة‬

‫البدل ىناك التوكيد‪ ،‬ؼبا فيو منالتثنية والتكرير واإلشعار بأن الطريق اؼبستقيم بيانو وتفسًنه‬

‫صراط اؼبسلمٌن‪ ،‬ليكون ذلك شهادة لصراط اؼبسلمٌن باإلستقامة على أبلغ وجو‬
‫‪43‬‬
‫وأكده‪.‬‬

‫ج‪ .‬باب العطف البيان‬

‫وىو تابع جامد‪ ،‬يشبو غلبا ىبالف متبوعو ُب لفظو ويوافقو ُب معانو اؼبراد منو‬

‫الذات‪ ،‬مع توض يح الذات إن كان اؼبتبوع معرفة وزبصيصها إن كان نكرة‪ ،‬وبينو وبٌن‬
‫‪44‬‬
‫بدل الكل من الكل مشاهبة كاملة‪.‬‬

‫‪ 41‬القران الكرًن‪ ( ،‬الفاربة‪)7 – 6 :‬‬


‫‪ 41‬القران الكرًن‪ ( ،‬األعراف‪)75 :‬‬
‫‪ 43‬منًن سلطان‪ ،‬الفصل و الوصل في القران الكريم‪ .‬ص‪.111.‬‬
‫‪ 44‬عباس حسن‪ ،‬نحو الوفي الجزء الثالث (مصر‪ :‬دار اؼبعارف‪.)1966 ،‬ص‪.541 .‬‬
‫‪24‬‬

‫(‪‬‬ ‫والداعي إليو خفاء األوىل‪ ،‬واؼبقام يستدعي إزالة ىذا اػبفاء‪ ،‬كبو ‪:‬‬

‫‪ ,45)             ‬تكون اعبملة‬

‫الثانية ( قال يا آدم ىل أدلّك على شجرة اػبلد واؼبلك ال يبلى) بيانا كيف وجود‬

‫تشويش الشيطان على نيب اهلل آدم عليو السالم‪.‬‬

‫(‪        ‬‬


‫‪  ‬‬ ‫وكولو تعاىل‬

‫)‪ ،46‬فاعبملة ( يذحبون‬ ‫‪           ‬‬

‫أبناءكم) تكون بيانا ؼبراد ( سوء العذاب) اليت ذكرت ُب اعبملة األوىل‪ .‬ويقول ُب قول‬
‫‪47‬‬
‫‪)‌‌‌     ‬‬ ‫(‪         ‬‬ ‫تعاىل‬

‫سجل عليهم بالظلم بأن قدم القوم الظاؼبٌن ٍب عطفهم عليهم عطف البيان‪ ،‬كأ ّن معىن‬

‫(القوم الظاؼبٌن) وترصبة ( قوم فرعون)‪.‬‬

‫‪ .0.0.0‬كمال االنقطاع‬

‫وىو أن يكون بٌن اعبملتٌن تباين تام دون إيهام خالف اؼبراد‪ ،‬ربت ىذا‬
‫نوعان‪:‬‬

‫‪ 45‬القران الكرًن‪( ،‬طو ‪)111 :‬‬


‫‪ 46‬القران الكرًن‪ ( ،‬البقرة‪)49 :‬‬
‫‪ 47‬القران الكرًن‪ ( ،‬الشعراء ‪)11 - 11 :‬‬
‫‪25‬‬

‫(‪   ‬‬ ‫‌أن زبتلف خربا إنشاء لفظا ومعىن كبو قولو تعاىل‬ ‫أ‪.‬‬

‫‪     ‬‬


‫‪        ‬‬

‫‪                 ‬‬

‫‪26‬‬
‫(‪      ‬‬ ‫وقولو تعاىل‬ ‫‪)‬‬ ‫‪‬‬

‫‪49‬‬
‫‪)‌   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ب‪‌ .‬أال تكون بينهما مناسبة ُب اؼبعىن‪ ،‬وال ارتبطا بٌن اؼبسند فيهما وال بٌن‬

‫علي‪ .‬فاؼبانع من‬


‫اؼبسند‪ ،‬كقولو ‪ :‬علي كتاب‪ ،‬فإنّو ال مناسبة بٌن كتابو ّ‬
‫العطف ُب ىذا اؼبوضع أمر ذاٌب ال يبكن دفعو اصال وىو التباين بٌن‬

‫اعبملتٌن‪ ،‬وؽبذا وجب الفصل وترك العطف‪ ،‬أل ّن العطف يبكن للربط‪ ،‬وال‬
‫‪51‬‬
‫رطب بٌن صبلتٌن ُب ش ّدة التباعد وكمال اإلنقطاع‪.‬‬

‫‪ 48‬القران الكرًن‪ ( ،‬اغبجرات ‪)19 :‬‬


‫‪ 49‬القران الكرًن‪ ( ،‬الفاربة ‪)3:‬‬
‫‪ 51‬أضبد اؽبامشي‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬ص ‪.164 .‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ .1.0.0‬شبو كمال االتصال‬

‫وىو كون اعبملة الثانية قوية االرتباط باألوىل لقوعها جوابا عن السؤال يفهم من‬

‫(‪      ‬‬ ‫اعبملة األوىل فتفصل عنها كما يفصل اعبواب عن السؤال‪ ،‬كبو ‪:‬‬

‫‪ 51)‌            ‬استأنفت صبلة بناء‬

‫على أن اؼبتكلم هبيب عن سؤال قد طبنو اؼبخاطب بينو وبٌن نفسو وتردد فيو وىو ؼباذا‬

‫ألمارة بالسوء) لتجيب عن ذلك‬


‫ال تربأ النفس؟ فجأت اعبملة الثانية ( إ ّن النفس ّ‬
‫التساؤل الذي طبنو اؼبخاطب بينو وبٌن نفسو‪ ،‬فتكون اعبملة قد استأنف الكالم‪.‬‬

‫وعندما تقع اعبملة جوابا عن سؤال يقدر بناء على ما مذكور فهذا قمة البالغة واإلبداع‬

‫اليت ال يبكن لإلنسان العادي أن يصل إليو‪.‬‬

‫وترى ُب القرآن الكرًن ؾبئ الفعل ( قال) مفصوال غًن معطوف‪ .‬وىذا كثًن ُب‬

‫سورة يوسف‪ ،‬والسبب ُب ذالك ألن السورة سياقها سرد قصو بعينو‪ .‬ففي تتبع ىذه‬

‫القصة واغبوار بٌن شخصياهتا تظهر لنا كثًنة مثل ىذا النوع من اعبمل‪.‬‬

‫‪ 51‬القران الكرًن ‪( :‬يوسف‪)53 :‬‬


‫‪27‬‬

‫و ّإمبا يفصل الفعل عما بعده تقدير سؤال ( فماذ قال فالن بعد ذلك؟) فتأٌب‬

‫اؼبقدر ومن ٍب البد من الفصل بينهما ال‬


‫اعبملة لتالية للفعل ( قال) جوابا للسؤال ّ‬

‫(‪         ‬‬


‫‪ ‬‬ ‫العطف كما ُب قولو تعاىل ‪:‬‬

‫(‪    ‬‬ ‫‪ ،51)‌ ‌ ‌       ‬وكبو ‪:‬‬

‫‪ ،53 )‌ ‌ ‌             ‬وكمثل‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫و(‪   ‬‬ ‫)‬ ‫(‪           ‬‬

‫‪55‬‬
‫)‬ ‫‪      ‬‬
‫‪     ‬‬

‫فالفصل مبين على سؤال ( فماذا قال يوسف ألبيو؟ وماذا قال لو أبوه؟ وماذا‬

‫قال األبناء ألبيهم ُب أمر يوسف؟ وماذا رد عليهم؟ وكل ذلك للتنبيو على أمر يدور‬

‫حب يعقوب ليوسف ( عليها‬


‫حول سياق اغبديث وىو ُب اآليات اؼبذكورة للتنبيو على ّ‬
‫السالم)‪ .‬وحسد األخوة لو على ذلك اغبب‪ .‬ومثلو كثًن ُب سور القرآن الكرًن اليت تأٌب‬

‫لسرد القصة وما فيها من أحداث وحوار وجدوال بٌن الشخصيات‪.‬‬

‫‪ 51‬القران الكرًن ‪ ( :‬يوسف ‪)4 :‬‬


‫‪ 53‬القران الكرًن ‪ ( :‬يوسف ‪)5 :‬‬
‫‪ 54‬القران الكرًن ‪ ( :‬يوسف‪)11 :‬‬
‫‪ 55‬القران الكرًن ‪ ( :‬يوسف ‪)13 :‬‬
‫‪28‬‬

‫و ّامبا يقدر السؤال تقديرا لئال ينقطع الكالم‪ ،‬فكأمبا ذلك االستئناف ىو مكان‬

‫اؼبقدرة‪ .‬فيشعرك االستئناف بأ ّن ىناك بأ ّن ىناك مدة زمنية وجيزة بٌن لفظة‬
‫تلك األسئلة ّ‬

‫اؼبقدر‪ ،‬الذي جاء الفصل‬


‫وبٌن صبلة مقول القول‪ .‬والسبب ُب فصلهما ىو ذلك السؤال ّ‬

‫بٌن اعبمل ليأخذ مكانو ويرتك فرصة للقارئ ُب اكتشافو وزبنيمو وكل ذالك خدمة‬
‫‪56‬‬
‫للسياق‪ ،‬ويبدوا ّن لالستئناف ُب السورة اؼبباركة ارتباطا قويا باؼبقام‪.‬‬

‫‪ .2.0.0‬شبو كمل االنقطاع‬

‫وىو أن تستبق صبلة جبولتٌن يصح عطفها على إحدنبا‪ ،‬وال يصح عطفها على األخرى‬

‫لفسد اؼبعىن‪ ،‬فيرتك العطف دفعا ؽبذا الوىم‪ ،‬ويسم الفصل حينئذ قطعا‪ ،‬كقولو‪:‬‬

‫(وتظم سلمى أنين أبغي هبا * بدال أراىا ُب الضالل هتيم) فبٌن اعبملتٌن مناسبة ظاىرة‬

‫الرباد اؼبسندين‪ ،‬أل ّن اؼبعىن أراىا أظنها‪ ،‬وكون اؼبسند إليو ُب األوىل ؿببوبا والثانية ؿببا‪،‬‬

‫ولكن ترك العطف لئال يتهم أنّو عطف على أبغي‪ ،‬فيكون من منظنونات سلمى‪،‬‬

‫كاؼبعطوف عليو‪ ،‬وىو خالف اؼبراد‪.‬‬

‫‪ 56‬ميساكاظم دىداري‪ htm ،‬أثر ألوصل و الفصل ُب بالغة سورة يوسف – ديوان‬
‫العرب‪1118,)file\\\:f\8)Delapan.‬‬
‫‪29‬‬

‫‪ .3.0.0‬التواسط بين الكمالين‬

‫وىو أن تكون اعبملتٌن متناسبتٌن‪ ،‬ولكن يبنع من العطف مانع وىو عدم قصد‬

‫(‪        ‬‬ ‫التشريك ُب اغبكم كقولو تعاىل ‪:‬‬

‫)‪ 57‬فجملة " اهلل يستهزئ هبم " ال‬ ‫‪       ‬‬

‫يصح عطفها على " إنّا معكم" القتضائو أهنا من مقول اؼبنافقٌن‪ ،‬وال على صبلة قالوا‬

‫ألنو يكون اؼبعىن‪ ،‬فإنّو قالوا ذلك استهزاء اهلل هبم‪ ،‬وىذا ال يستقيم‪ ،‬ال استهزاء اهلل هبم‬

‫بأن خذؽبم وخالىم وما سولت ؽبم أنفسهم مسرتجا إياىم من حيث ال يشعرون إّمبا ىو‬

‫على نفس االستهزاء وفعلهم لو وإرادهتم إياه ُب قوؽبم آمنا‪ ،‬ال على ّأهنم حدثوا عن‬

‫بأهنم مستهزئون‪ ،‬إذا اؼبؤاخذة على اعتقاد االستهواء واػبديعة ُب إظهار اإليبان‬
‫انفسهم ّ‬

‫ال ُب قوؽبم ‪ :‬إنّا استهزأنا ‪ ،‬من غًن أن يقرتن بذلك القول اعتقاد ونية‪.58‬‬

‫‪ 57‬القران الكرًن ‪ ( :‬البقرة ‪)14 :‬‬


‫‪ 58‬ميساكاظم دىداري‪ htm ,‬أثر ألوصل و الفصل ُب بالغة سورة يوسف – ديوان‬
‫العرب‪1118,)file\\\:f\8)Delapan.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫لمحة عن سورة الليل‬

‫‪ .4.1‬التعريف بسورة الليل‬

‫عز وجل لينًن طريق اؽبدى والفالح للبشر‪،‬‬


‫القرآن الكرًن دستور خالد‪ ،‬أنزل اهلل ّ‬
‫وىبرجهم من ظلمات الشرك إىل نور اإليبان وسيظل القرآن الكرًن ىاديا ومرشدا‬

‫(‪  ‬‬ ‫رب العلمٌن كما قال اهلل تعاىل ُب سورة الشعراء ‪:‬‬
‫لإلنسانية صبعاء ألنّو كالم ّ‬

‫‪)    ‬‬ ‫‪         ‬‬

‫والقرآن الكرًن أخر ما نزل من السماء ألىل األرض على رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬

‫حيث ال كتاب بعده فهو النور اؼببٌن والصراط اؼبستقيم الواجب علينا اتباعو والسًن على‬
‫‪59‬‬
‫ىديو لننال الفوز برضوان اهلل تعاىل‪.‬‬

‫عز وجل ويشتمل على (سبع وثالثٌن‬


‫(عم) ىو جزء من كتاب اهلل ّ‬
‫وكان جزء ّ‬
‫سورة) اليت منها سورة الليل‪ ،‬وىي سورة مكية آياهتا إحدى وعشرون نزلت بعد سورة‬

‫‪ 59‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪( ،‬القاىرة ‪ :‬دار االفاق العربية ‪ )1417,‬ص‪.7 .‬‬

‫‪31‬‬
‫‪31‬‬

‫وإما إىل‬
‫األعلى‪ ،‬تتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو َب اغبياة ٍب هنايتو ّإما إىل النعيم ّ‬
‫اعبحيم‪ .‬بدأت السورة الكريبة بإقسم الليل إذا يغشى الدنيا بظالمو وبالنهار إذا أنار‬

‫الكون بإشراقو وضيائو وباػبالق العظيم الذى أوجد النوعٌن الذكر واألنثى‪ٍ ،‬ب أوضحت‬

‫سبال وىي ال تنفعهم يوم القيامة ٍبّ حذرت أىل مكة من عذاب اهلل وانتقامة‪ٍ .‬ب ختمت‬

‫السورة بذكر مبوذج للمؤمن الصاحل الذى ينفق مالو َب وجوء اػبرب واؼبقصود بو ىو "أبو‬
‫‪61‬‬
‫بكر الصديق" رضي اهلل عنو حٌن اشرتى بالل وأعتقو ُب سبيل اهلل‪.‬‬

‫‪ .1.3‬أسباب النزول‬

‫حدثنا أبو معمر بن إظباعيل اإلظباعيلي إمالء جبرجان سنة إحدى وثالثٌن‬

‫علي بن عمر اغبافظ‪ ،‬أخربنا علي بن اغبسن بن ىارون‪،‬‬


‫وأربعمائة‪ ،‬أخربنا أبو اغبسن ّ‬
‫ح ّدثنا العباس بن عبد اهلل الرتقفي‪ ،‬ح ّدثنا حفص بن عمر‪ ،‬ح ّدثنا اغبكم بن أبن‪ ،‬عن‬

‫عكرمة عن ابن عباس‪: 61‬‬

‫‪ 61‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ ،‬ص‪.137 .‬‬


‫‪ 61‬االمام األيب اغبسن علي بن أضبد الواحدي‪ ،‬اسباب نزول القران ( بًنوت – لبنان ‪ :‬دار الكتاب‬
‫العلمية ‪ )1991 .‬ص ‪.477 .‬‬
‫‪32‬‬

‫أن رجال كانت لو لبلة فرعها ُب دار رجل فقًن ذي عيال وكان الرجل إذا جاء‬

‫ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر‪ ،‬فردبا سقطت التمرة من أيديهم‪ ،‬فإ ّن‬

‫وجدىا ُب فم احدىم أدخل إصبعو حّت ىبرج التمرة من فيو‪ .‬فشكا الرجل ذلك إىل‬

‫النيب صلى اهلل عليو وسلم وأخربه دبا يلقى من صاحب النخلة ‪ :‬فقال لو النيب صلى اهلل‬

‫عليو وسلم ‪ :‬اذىب ‪ :‬ولقىي صاحب النخلة وقال ‪ :‬تعطيين لبلتك اؼبائلة اليت فرعها ُب‬

‫دار فالن ‪ ،‬ولك هبا لبلة ُب اعبنة؟ فقال لو الرجل ‪( :‬لقد أعطيت ) وإن يل لبال كثًنا‬

‫وما فيها لبلة أعجب إيل شبرة منها‪ٍ :‬ب ذىب الرجل‪ ،‬فلقي رجال كان يسمع الكالم من‬

‫رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم فقال ‪ :‬يا رسول اهلل أاعطيين ما أعطيت الرجل‪ ،‬لبلة ُب‬

‫اعبنة إن أنا أخذهتا؟ قال ‪ :‬نعم‪.‬‬

‫فذىب الرجل فلقي صاحب النخلة‪ ،‬فساومها منو‪ ،‬فقال لو ‪ :‬أشعرت أن‬

‫ؿبمدا أعطاين هبا لبلة ُب اعبنة‪ ،‬فقلت ‪ :‬يعجبين شبرىا ؟ فقال لو اآلخر‪ :‬أتريد بيعها ؟‬

‫قال ‪ :‬ال اّال أن أعطى هبا ما ال أظنّو أعطي‪ .‬قال ‪ :‬فما منك ؟ قال ‪ :‬أربعون لبلة قال‬

‫لو الرجل ‪ :‬لقد جئت بعظيم‪ ،‬تطلب بنخلتك اؼبائلة أربعٌن لبلة؟ ٍب سكت عنو‪ ،‬فقال‬

‫فمر ناس فدعهم‪،‬‬


‫لو ‪ :‬أنا أعطيك أربعٌن لبلة‪ ،‬فقال لو أشهد يل إن كنت صادقا‪ّ .‬‬
‫فأشهد لو بأربعٌن لبنة‪ٍ ،‬ب ذىب إىل النيب صلى اهلل عليو وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول اهلل‪،‬‬

‫إن النخلة قد صارت ُب ملكي‪ ،‬فهي لك‪.‬‬


‫‪33‬‬

‫فذىب رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم إىل صاحب الدار‪ ،‬فقال ‪ :‬إن النخلة‬

‫‪         ‬‬ ‫لك ولعيالك‪ ،‬فأنزل اهلل تبارك وتعاىل ‪:‬‬

‫‪.40    ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫حدثنا‬
‫أخربنا أبو بكر اغبارثي أخربنا أبو الشيخ اغبافظ‪ ،‬أخربنا الوليد بن أبان‪ّ ،‬‬

‫حدثنا ابن أيب الوضاح عن يونس‪ ،‬عن‬


‫حدثنا منصور بن أيب مزاحم‪ّ ،‬‬
‫ؿبمد بن إدريس‪ّ ،‬‬

‫ابن إسحاق‪ ،‬عن عبد اهلل‪:‬‬

‫أن أبا بكر اشرتى بالال من أمية بن خلف بربدة وعشر أواق (من ذىب )‬
‫(‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫) إىل قولو ‪:‬‬ ‫(‪   ‬‬ ‫فأعتقو‪ ،‬فأنزل اهلل تبارك وتعاىل ‪:‬‬
‫‪63‬‬
‫) سعي أىب بكر وأمية بن خلف‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قولو تعاىل ‪ )    ( :‬إىل قولو ‪)  ( :‬‬

‫حدثنا‬
‫أخربنا أبو عبد اهلل ؿبمد بن إبراىيم أخربنا ؿبمد بن جعفر بن اؽبيثم األنباري ّ‬
‫حدثنا سفيان الثوري عن منصور واألعمش عن‬
‫حدثنا قبيصة ّ‬
‫جعفر بن ؿبمد بن شاكر ّ‬
‫سعد بن عبيدة‪ ،‬عن أيب عبد الرضبن السلمي عن علي قال ‪:‬‬

‫‪ 40‬جالل الدين بن ايب عبد الرضبن السيوطي‪ ،‬اسباب الىزول لباب النقول في أسباب النزول‪( ،‬بًنوت –‬
‫لبنان ‪:‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ )1111,‬ص‪.194 .‬‬
‫‪ 63‬االمام األيب اغبسن علي بن أضبد الواحدي‪ ،‬اسباب نزول القران ‪ .‬ص ‪.478.‬‬
‫‪34‬‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬ما منكم من أحد إال كتب مقعده من‬

‫اعبنة ومقعده من النار ! قالوا ‪ :‬يارسول اهلل ‪ ،‬أفال نتّكل ؟ قال ‪ :‬اعملوا فكل ميسر (مل‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫(‪    ‬‬ ‫خلق لو ) ٍب قرأ ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫‪)  ‬‬

‫رواه البخاري‪ ،‬عن أيب نعيم‪ ،‬عن األعمش ورواه مسلم عن أيب زىًن بن حرب‬

‫عن جرير‪ ،‬عن منصور‪.‬‬

‫حدثين‬
‫أخربنا عبد الرضبن بن ضبدان‪ ،‬أخربنا أضبد بن جعفر بن مالك‪ ،‬قال ‪ّ :‬‬

‫حدثنا إبراىيم بن سعد‪،‬‬


‫حدثنا أضبد بن (ؿبمد بن) أيوب‪ّ ،‬‬
‫عبد اهلل بن أضبد بن حنبل‪ّ ،‬‬

‫عن ؿبمد بن إسحاق‪ ،‬عن ؿبمد بن عبد اهلل‪ ،‬عن ابن أيب عتيق‪ ،‬عن عامر بن عبد اهلل‪،‬‬

‫عن بعض أىلو‪:‬‬

‫قال أبو قحافة إلبنو أيب بكر ‪ :‬يا بين‪ ،‬أراك تعتق رقابا ضعافا‪ ،‬فلو أنك إذ‬

‫فعلت ما فعلت أعتقت رجال جالدة يبنعونك ويقومون دونك‪ .‬فقال أبو بكر ‪ :‬يا أبت‪،‬‬

‫‪ 64‬االمام األيب اغبسن علي بن أضبد الواحدي‪ ،‬اسباب نزول القران ‪ .‬ص ‪.481 .‬‬
‫‪35‬‬

‫فتحدث ‪ :‬ما نزل ىؤالء اآليات إال فيو وفيما قالو ‪ :‬أبوه (‬
‫إين ّإمبا أريد ما أريد قال ‪ّ :‬‬

‫‪ )   ‬إىل آخر السورة‪.‬‬ ‫‪    ‬‬

‫وذكر من ظبع ابن الزبًن وىو على اؼبنرب يقول ‪ :‬كان أبو بكر يبتاع الضعفة من‬

‫ال عبيد فيعتقهم‪ ،‬فقال لو أبوه ‪ :‬يا بين لو كنت تبتاع من يبنع ظهرك‪ .‬قال ما منع ظهري‬

‫) إىل آخر‬ ‫(‪        ‬‬ ‫أريد‪ .‬فنزلت فيو‪.‬‬

‫السورة‪.‬‬

‫وقال عطاء عن ابن عباس‪:‬‬

‫إن بالال ؼبا أسلم ذىب إىل األصنام فسلح عليها‪ ،‬وكان عبدا لعبد اهلل بن‬

‫جدعان‪ ،‬فشكا إليو اؼبشركون ما فعل‪ ،‬فوىبو ؽبم‪ ،‬ومائة من اإلبل ينحروهنا آلؽبتهم‪،‬‬

‫الرمضاء‪ ،‬وىو يقول ‪ :‬أحد أحد ‪ .‬فمر بو رسول اهلل صلى‬


‫فأخذوه وجعلوا يعذبونو ُب ّ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ينجيك أحد أحد ‪ٍ .‬ب أخرب رسواهلل صلى اهلل عليو وسلم أبا‬

‫بكر ‪ :‬أ ّن بالال يعذب ُب اهلل‪ ،‬فحمل أبو بكر رطال من ذىب‪ .‬فبتاعو بو‪ .‬فقال‬
‫‪36‬‬

‫اؼبشركون ‪ :‬ما فعل أبو بكر ذلك إىل ليد كانت لبالل عنده‪ .‬فأنزل اهلل تعاىل ‪ :‬و ما‬

‫‪.43 )   ‬‬ ‫(‪      ‬‬ ‫ألحد عنده من نعمة ذبزى‬

‫‪ .3.3‬مناسبة ىذه السورة وما قبلها وما بعدىا‬

‫ظبيت سورة الليل الفتتاحها بإقسام اهلل تعاىل بالليل إذا يغشى‪ ،‬أي يغطي الكون‬

‫بظالمو‪ ،‬ويسرت الشمس والنهار واألرض والوجود حبجابو‪ .‬ؼبا ذكر ُب سورة الشمس قبلها‬

‫‪ )     ‬ذكر ىنا من األوصاف‬ ‫‪ (:‬‬


‫‪    ‬‬

‫‪   ‬‬


‫‪   ‬‬ ‫ما وبصل بو الفالح‪ ،‬وما ربصل بو اػبيبة بقولو تعاىل ‪:‬‬

‫‪    ‬فهي كا التفصيل ؼبا قبلها ‪.44‬‬

‫فأما بعدىا‪ ،‬أ ّن سورة الضحى متصلة هبذه السورة من وجهٌن ‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ 65‬وىبة الزحيلي‪ ،‬تفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج‪(،‬دمشق ‪ :‬دار الفكر‪ )1113,‬ج‪.15 .‬‬
‫ص ‪661‬‬
‫‪ 44‬وىبة الزحيلي‪ ،‬تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهجزج‪ .43 .‬ص ‪.434.‬‬
‫‪37‬‬

‫ختمت سورة الليل بوعد الكرًن من اهلل تعاىل بإرضاء األتقى ُب اآلخًنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وقال تعال بسورة الضحى مؤكدا وعده لنبيو صلى اهلل عليو وسلم بقولو ‪:‬‬

‫(ولسوف يعطيك ربّك فترضى )‬

‫ٍب عدد اهلل تعاىل‬ ‫‪  ‬‬ ‫ذكر تعاىل ُب السورة السابقة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ؿبمد صلى اهلل عليو وسلم‪.67‬‬


‫نعمو على سيد األتقياء ُب ىذه السورة وىو ّ‬

‫‪ .4.3‬ما اشتملت عليو ىذه السورة‬

‫ؿبور السورة سعي اإلنسان وعملو وجزاؤه ُب األخًنة ‪.‬‬

‫إفتتحت السورة بإقسام الليل والنهار وخالق الذكر واألنثى على أن عمل الناس‬

‫ـبتلف‪ ،‬فمنهم تقي ومنهم شقي‪ ،‬ومنهم مؤمن ومنهم فاجر ‪)    ( :‬‬

‫إىل قولو (‪.)     ‬‬

‫ٍبّ أضحت أن الناس فرقٌن‪ ،‬وحددت منهج وطريق كل فريق وجزاء كل منهم ُب‬

‫األخًنة ‪ :‬أىل اإليبان والسعادة واعبنة ‪ :‬وىم الذين بذلوا اؼبال وصدقوا بوعد اهلل ُب‬

‫‪ 67‬وىبة الزحيلي‪ ،‬تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج‪ .‬ج‪ .43 .‬ص‪.443.‬‬
‫‪38‬‬

‫األخًنة‪ ،‬وأىل الكفر والشقاوة والنار ‪ :‬وىم الذين خبلوا بأموال واستغنوا عن رّهبم عز‬

‫(‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫وجل‪ ،‬وأنكروا وعد اهلل بو من اعبنّة ‪ )     ( :‬إىل قولو‬

‫‪.)  ‬‬

‫وأعقبت ذلك ببيان عدم جدوي اؼبال ُب األخًنة‪ ،‬وأ ّن اهلل واضع دستور اؽبداية‪،‬‬

‫(‪ ‬‬ ‫وأنّو مالك الدنيا واألخًنة ‪ )        ( :‬إىل قولو‬

‫‪)  ‬‬


‫‪ ‬‬

‫ودل ىذا التحذير من عذاب اهلل واإلنذار بالنّار على إنّو العقاب اؼبستحق لكل من‬
‫ّ‬

‫كذب بآيات اهلل تعاىل وبرسولو صلى اهلل عليو وسلم‪ )    ( .‬إىل‬

‫قولو (‪.)‌‌‌‌‬‬

‫يبذل مالو ُب طريق اػبًن ـبلصا لوجو اهلل‪ ،‬دون قصد مكافأة أحد‪ ،‬وال ؼبصلحة‬

‫‪‌ ‬‬ ‫دنيوية عند انسان‪ .‬وذلكم اؼبثال ىو ابو بكر الصديق رضي اهلل عنو ‪( :‬‬

‫‪ )‌‌‬إىل قولو (‪.68 )‌‌‌‌‌‬‬

‫‪ 46‬وىبة الزحيلي‪ ،‬تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج‪ .‬ج‪ .43 .‬ص ‪.430 – 434 .‬‬
‫‪39‬‬

‫وبٌن ما للمحسن من‬


‫عرف اهلل تعاىل أن سعي الناس شّت ُب العواقب‪ّ ،‬‬
‫بعد ان ّ‬
‫اليسرى‪ ،‬وما للمسيء من العسري‪ ،‬أخرب أنّو قد قام دبا عليو من البيان والداللة‪،‬‬

‫والرتغيب والرتىيب‪ ،‬واإلرشاد واؽبداية‪ ،‬واعلم أنّو ملك الدنيا واآلخرة‪ ،‬وال يزيد ُب ملكو‬

‫اىتداء الناس‪ ،‬وال يضره ترك اىتدائهم هبداه‪ ،‬ويعطي ما يشاء ؼبن يشاء‪ ،‬فتطلب سعادة‬

‫الدارين منو‪ٍ .‬بّ أنذر الناس صبيعا بعذاب النار‪ ،‬وأبان من يصالىا ووبرتق هبا‪ ،‬ومن يعبد‬

‫عنها ويسلم من عذاهبا‪ ،‬وقد أعذر من أنذر‪.69‬‬

‫وروي أن بالال رضي اهلل عنو كان عبدا فبلوكا ل ( أمية بن خلف) وكان سيدة‬

‫يعذبو إلسالمو‪ ،‬وىبرجو إذا ضبيت الشمس فيطرحو على ظهره ببطحاء مكة‪ٍ ،‬ب يأمر‬

‫بالضخرة العظيمة فتوضع على صدره‪ٍ ،‬ب يقول لو‪ :‬ال تزال ىكذا حّت سبوت أو تكفر‬

‫فمر بو أبو بكر الصديق وىم يصنعون‬


‫حبمده ! فيقول وىو ُب تلك اغبالة ‪ :‬أحد‪ ،‬أحد‪ّ ،‬‬
‫علي‬
‫بو ذلك‪ ،‬فقال ألمية ‪ :‬أال تتقي اهلل ُب ىذا اؼبسكٌن‪ ،‬فقال لو ‪ :‬أنت أفسدتو ّ‬
‫فأنقذه فبا ترى‪ ،‬فاشرتاه أبو بكر منو وأعتقو ُب سبيل اهلل‪ ،‬فقال اؼبشركون‪ :‬إمبّا أعتقو ليد‬

‫‪69‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬التفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج‪ .‬ص‪.444 .‬‬
‫األستاذ الدكتور وىبة ّ‬
41

             ( ‫كانت لو عنده فنزلت‬

.71)     

54
،1.‫) ج‬4764 ،‫ الدار القران الكريم‬: ‫ صفوة التفاسًن( بيروت‬،‫الصابوني‬
ّ ‫علي‬
ّ ‫محمد‬
ّ
.347.‫ص‬
‫الفصل الرابع‬

‫تطبيقات الوصل والفصل في سورة الليل بالنسبة إلى علم النحو وعلم المعانى‬

‫‪ .4.2‬إعراب سورة الليل‬

‫(الواو) حرف قسم وجر‪ ( ،‬الليل) مقسم بو ؾبرور‪،‬‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫واعبار و اجملرور متعقان دبحذوف تقديره أقسم‪ ( ،‬إذا)‬

‫ظرف جملرد الظرفية اجملردة عن الشرط وىو متعلق بفعل‬

‫القسم وصبلة يغشى فعل مضارع مرفوع بالضمة اؼبقدرة‬

‫وفاعلو ضمًن مسترت واعبملة (يغشى) ُب ؿبل جر‬

‫باإلضافة للظرف‪.71‬‬

‫اعبملة معطوفة على ما سبق‪.71‬‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫‪71‬ؿبمد حٌن سالمة ‪ ,‬إعراب جزءعمّ‪(,‬القاىرة ‪ :‬دار االفاق العربية ‪ )1417,‬ص‪139.‬‬


‫جزءعم‪ .‬ص‪139 .‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 71‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب‬

‫‪41‬‬
‫‪42‬‬

‫(الواو) عاطفة‪ ( ،‬ما) مصدرية أو موصولة واعبملة‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‌‬‬

‫عطف أيضا علىى ما تقدم‪.73‬‬

‫لشّت) جواب القسم‪ ( ،‬إن)‬


‫اعبملة ( إ ّن سعيكم ّ‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫حرف توكيد ونصب مبين على الفتح (سعيكم) اسم‬

‫(لشّت) الالم ىي‬


‫إن منصوب والضمًن ُب ؿبل جر ّ‬
‫اؼبزحلقة وشّت خرب إن مرفوع بضمة مقدرة‪.74‬‬

‫(أما) حرف شرط وتفصيل (من)‬


‫(الفاء) استئنافيو‪ّ ،‬‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‌‬‬

‫اسم موصول ميتدأ (أعطى) من ؿبّل ؽبا اإلعراب‬

‫(واتقى) عطف على أعطى‪.75‬‬

‫ؿبل ؽبا معطوفة‬


‫صدق") ال ّ‬
‫(و) عاطفة ‪ ،‬وصبلة (" ّ‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‬‬

‫على صبلة الصلة (" باغبسىن") متعلّق ب "‬

‫صدق"‪.76‬‬
‫ّ‬

‫‪73‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ( دمشق ‪ :‬دار ابن كثًن‪1991،‬م) ج‪ ،11.‬ص ‪511‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪ 74‬ؿبمد حٌن سالمة ‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪141.‬‬
‫‪ 75‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪141 .‬‬
‫‪76‬‬
‫ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ( دمشق – بًنوت ‪ :‬دار ّ‬
‫الرشيد‪1995 ،‬‬
‫م) ص‪347 .‬‬
‫‪43‬‬

‫فسنيسره ( الفاء) رابطة عبواب الشرط و(السٌن)‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‬‬

‫للتصويف و( نيسره) فعل مضارع وفاعل مسترت‬

‫وجوب ومفعول بو‪ ،‬و( لليسرى) متعلقان بنيسره‪،‬‬


‫‪77‬‬
‫عطف على ما تقدم فباثل لو ُب إعرابو‪.‬‬

‫(أما) حرف شرط وتفصيل (من) اسم‬


‫‪( ‌‌‌‌ ‌ ‌ ‌ ‬الواو) عاطفة ّ‬
‫ؿبل ؽبا صلة‬
‫ؿبل رفع مبتدأ ( خبل) ُب ّ‬
‫موصول ُب ّ‬
‫‌‪‌‌‌‬‬ ‫‌‪‬‬ ‫‪‬‬
‫اؼبوصل (من)‬
‫‪‌ ‌‌‌‌‌‬‬
‫(الواو) عاطفة (استغىن) عطف على خبل‪( ،‬الواو)‬

‫ؿبل ؽبا معطوفة على صبلة صلة‬


‫عاطفة ( ك ّذب) ال ّ‬
‫(باغبسىن) متعلّق ب "ك ّذب"‪ ،‬فسنيسره( الفاء) رابطة‬

‫عبواب الشرط و(السٌن) للتصويف و( نيسره) فعل‬

‫مضارع و فاعل مسترت وجوب و مفعول بو ‪،‬‬

‫و(لليسرى) متعلقان بنيسره‪ ،‬عطف على ما تقدم‬

‫فباثل لو ُب إعرابو‪.78‬‬

‫‪77‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم‪ .‬ج‪ ،11.‬ص ‪.511.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪ 78‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ‪ .‬ص‪.347 .‬‬
‫‪44‬‬

‫ؿبل رفع معطوفة‬


‫(الواو) عاطفة (ما) نافيو( يغىن) ُب ّ‬ ‫‪‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‬‬

‫على صبلة سنيسره للعسرى وفعل مضارع مرفوع‬


‫‪‌ ‌‌‌‬‬

‫بالضمة اؼبقدرة وهبوز أن تكون ما نافية ُب معىن‬

‫ؿبل نصب مفعول مطلق ليغىن والتقدير "‬


‫اإلنكار ُب ّ‬
‫اي إننا نغىن" والبعض يعرهبا مفعول مقدما ويقدر أي‬

‫شيء ( يغىن عنو) جار وؾبرور متعلّق بيغىن و(إذا)‬

‫ؿبل نصب متضمن معىن الشرط متعلّق‬


‫ظرف ُب ّ‬
‫تردٌن) ُب ؿب ّل جر‪ ،‬مضاف‬
‫اؼبقدر وصبلة ( ّ‬
‫باعبواب ّ‬

‫إليو بإضافة الظرف إليها‪ 79‬وجواب الشرط ؿبذوف‬

‫تقديره ما يغين عنو مالو‪.81‬‬

‫(إ ّن) حرف توكيد ونصب (علينا) جار وؾبرور ُب ؿبل‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫رفع خرب إن مقدر‪ ،‬و( االم) للتأكيد و(اؽبدى) اسم‬

‫ا ّن مؤخر منصوب بفتحة مقدر‪.81‬‬

‫‪79‬ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم‪ .‬ج‪ ،11.‬ص‪.511 .‬‬


‫‪ 81‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ‪ .‬ص‪.347 .‬‬
‫‪ 81‬ؿبمد حٌن سالمة ‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪.141.‬‬
‫‪45‬‬

‫‪( ‌ ‌‌‌‌‌‌‌‬الواو) عاطفية واعبملة (إ ّن لنا لألخرة واألوىل)‬

‫معطوفة على ما سبق ودباثلة ؽبا ُب اإلعراب‪.81‬‬

‫(الفاء) عافية‪ ،‬واعبملة (أنذرتكم) فعل وفاعل‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫ومفعول‪ ( ،‬نار) مفعول بو ثاين منصوب‪( ،‬تلظى)‬

‫فعل مضارع واألصل تتلظى والفاعل مسترت تقديره ىي‬

‫واعبملة ُب ؿبل نصب نعت‪.83‬‬

‫(ال) نافية‪ ( ،‬يصالىا) فعل مضارع مرفوع بالضمة‬ ‫‪‌‌‌‌‌‌‌‬‬

‫(إال)‬
‫اؼبقدرة‪( ،‬اؽباء) ضمًن ُب ؿبل نصب مفعول بو ّ‬

‫أدة استثناء للحصر و(األشقى) فاعل مرفوع بالضمة‬

‫اؼبقدرة‪.84‬‬

‫‪ 81‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪.141.‬‬


‫جزءعم‪ .‬ص‪.141.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 83‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب‬
‫‪84‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم‪ .‬ج‪ ،11.‬ص ‪.511‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪46‬‬

‫(الذي) اسم موصول ُب ؿب ّل رفع نعت لألشقى وصبلة‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫(ك ّذب) صلة اؼبوصل ال ؿب ّل ؽبا من اإلعراب‪( ،‬الواو)‬

‫عاطفة و( توىل) عطف على ك ّذب‪. 85‬‬

‫(الواو) عاطية‪( ،‬السٌن) حرف بدل على االستقبال‪،‬‬ ‫‪‌‌‌‌ ‌ ‌ ‬‬

‫(هبنبها) فعل مضارع و(اؽباء) ضمًن ُب ؿبّل نصب‬


‫‪‌ ‌‌‌‌‌‌‬‬

‫مؤخر‪( ،‬الّذي) اسم‬


‫مقدم‪( ،‬األتقي) فاعل ّ‬
‫مفعول بو ّ‬

‫موصول ُب ؿبل رفع نعت ألتقى أو مفعول بو لفعل‬

‫ؿبذوف تقديره أعين‪( ،86‬يؤٌب) مضارع مرفوع بالضمة‬

‫اؼبقدرة والفاعل ضمًن مسترت واعبملة إما ّاهنا بدل‬

‫ألهنا داخلة‬
‫من يؤٌب فتكون ال ؿب ّل ؽبا من اإلعراب ّ‬

‫ُب حيز الصلة و ّإما ُب ؿب ّل نصب حال من فاعل يؤٌب‬

‫أي متزكيا‪ ( .87‬مالو) مفعول أول أو ثان منصوب‬

‫‪ 85‬ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪ .‬ج‪ ،11.‬ص ‪.511‬‬


‫‪86‬‬
‫ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ‪ .‬ص‪348 .‬‬
‫‪ 87‬اعراب القران الكرًن ‪ ،‬محيي ال ّدين ال ّدرويش‪ .‬ج‪ ،11.‬ص‪.511 .‬‬
‫‪47‬‬

‫ؿبل نصب حال من فاعل‬


‫مقدر‪( ،‬يتزّكى) ُب ّ‬
‫واألخر ّ‬

‫يؤين أو ىي بدل من صبلة يؤٌب ال ؿب ّل ؽبا‪.88‬‬

‫(الواو) حرف عطف‪ ( ،‬ما) نافية‪( ،‬ألحد) جار‬ ‫‪‌‌ ‌ ‌ ‌ ‬‬

‫وؾبرور متعلّقان دبحذوف خرب مقدم‪( ،‬عنده) ظرف‬


‫‪‌‌‌‌‬‬

‫متعلّق دبحذوف حال‪( ،‬من) حرف جار زائد‪،‬‬

‫(نعمة) اسم ؾبرور لفظا مرفوع ؿب ّال على أنو مبتدأ‬

‫و(ذبزى) صبلة فعلية ُب ؿبل جر نعت لنعمة‪.89‬‬

‫(االّ) أدة استثناء و(ابتغاء) مستثىن من غًن جنس ألنّو‬ ‫‌‪‌‬‬ ‫‪‌ ‌ ‌ ‬‬

‫منقطع أل ّن ابتغاء وجو ربّو ليس من غًن جنس النعمة‬


‫‪‌ ‌‌‌‬‬

‫اى ما ألحد عنده نعمة إال ابتغاء وجو ربو األعلى‪،‬‬

‫واألحسن إعراب ابتغاء مفعول ألجلو منصوب ألن‬

‫اؼبعىن ال يؤٌب مالو إال ال نتغاء وجو ربّو‪.91‬‬

‫(الواو) عاطفية ‪( :‬الالم) جواب قسم مضمر أى واهلل‬ ‫‪‌ ‌‌‌‌‌‬‬

‫‪ 88‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ‪ .‬ص‪349 .‬‬


‫‪ 89‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪141.‬‬
‫‪ 91‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪141.‬‬
‫‪48‬‬

‫لسوف يرضى‪( ،‬سوف) حرف تسويف‪( ،‬يرضى)‬

‫فعل مضارع مرفوع بالضامة اؼبقدرة والفاعل ضمًن‬

‫مسترت تقديره ىو يعود على سيدنا أيب بكر الصديق‬

‫رضي اهلل عنو‪.91‬‬

‫‪ .0.2‬مواضع الفصل وتطبيقاتها‬

‫المبحث األول ‪ :‬كمال اإلتصال‬

‫وذالك أن يكون بٌن اعبملتٌن ارباد تام‪ ،‬دبعىن أن يكون بينهما اتصال كامل‪،‬‬

‫فتكون اعبملة الثانية إما بيانا ألوىل أو تأكيدا ؽبا أو بدال منها‪.91‬‬

‫وىو أن تكون اعبملة الثانية مبينة ألوىل‪ ،‬وذلك بأن تنزل منزلة عطف البيان من‬

‫متبوعو ُب إفادة اإليضاح‪ ،‬والذى يدعو إىل ذلك أن يكون ُب األوىل بعض اػبفاء‬

‫‪ 91‬ؿبمد حٌن سالمة‪ ،‬إعراب جزءعمّ‪ .‬ص‪141.‬‬


‫‪ 91‬علم الدين ؿبمدياسٌن بن ؿبمدعيسى الفاداين اؼبكي‪ ،‬حسن الصياغة (م ّكة ‪ :‬دار العلوم الدينية‬
‫شعب‪ 1118 ،‬م) ‪.‬ص‪.65.‬‬
‫‪49‬‬

‫الداعي إىل إزالتو فتأٌب الثانية لتزيل ىذا اػبفاء‪ .‬أو يكون ُب األوىل إصبال ألمور عدة‬

‫ربتاج إىل تفصيل فتأٌب الثانية لتفصيل ىذاه اإلصبال‪.‬‬

‫‪‌‌ ‌‌ ‌  ‌ (:‬‬ ‫األول بأ ّن نكون مؤكدة ؽبا‪ ،‬كقول اهلل تعاىل‬

‫‪ )‌‌ ‌‌‌‌‬الواو عاطفية وما نافية وهبوز أن تكون استتفهامية ُب معىن‬

‫اي إغناء يغين‪ ،‬وشيئ ينفعو مالو إذا‬


‫اإلنكار ُب ؿبّل نصب مفعول مطلق ليغين أي ّ‬
‫ىلك وىوى ُب نار اعبحيم؟ ىل ينفعو اؼبال‪ ،‬ويدفع عن الوبال‪ .‬وبعضهم يعرهبا مفعوال‬

‫ويقدر أي شيئ يغين‪ ،‬ويغين فعل مضارع مرفوع وعنو متعلّق بيغين ومالو فاعل‬
‫مقدما ّ‬
‫ّ‬

‫وإذا ظرف جملرد الظرفية متعلّق بيغين‪.93‬‬

‫تردى‬
‫اؼبقدر وصبلة ّ‬
‫متضمن معىن الشرط متعلّق باعبواب ّ‬
‫ؿبل نصب ّ‬
‫اي ظرف ُب ّ‬
‫ُب ؿب ّل جر‪ ،‬مضاف إليو بإضافة الظرف إليها وجواب الشرط ؿبذوف تقديره ما يغين‬
‫‪94‬‬
‫تردى فعل ماض واؼبصدر‬
‫تردى حبث لطيف قال ‪ّ ( :‬‬
‫عنو مالو ‪ ،‬وال بن خالوية ُب ّ‬
‫تردى ُب بئر وُب‬
‫اؼبرتدية والنطيحة‪ ،‬يقال ّ‬
‫مرتد ومنو قولو تعاىل و ّ‬
‫ترديا فهو ّ‬
‫يرتدى ّ‬
‫تردى ّ‬
‫ّ‬

‫‪93‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ( دمشق ‪ :‬دار ابن كثًن‪1991،‬م) ج‪ ،11.‬ص‪.511 .‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪94‬‬
‫ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو‪ .‬ص‪.347 .‬‬
‫‪51‬‬

‫أىوية وُب ىلكة‪ ،‬إذا وقع فيها ويقال ‪ :‬ردى زيد يرتدى ردى إذا ىلك وأرداه اهلل يرديو‬

‫إرداء ويقال ردى الفرس يردى رديانا‪.‬‬

‫وقال األصمعي ‪ :‬سألت منتجع بن بنهان عن رديان الفرس فقال ‪ :‬ىو عدوه‬

‫ؼبتنعك اؼبوضع الذي يبرتغ فيو واالري وزنو‬


‫ومنمعكو ‪ :‬االري االخيّة أي اؼبعلف ا ّ‬
‫ّ‬ ‫بن ريو‬

‫فاعول ظبى بذلك حملسبو الدابة‪ ،‬يقال ‪ :‬تأريت باؼبكان إذا لزمتو ورببست بو"‪ 95‬وقيل‬

‫تردى من اعببل ‪ :‬قال اهلل‬


‫فيو وجهان ‪ :‬أحدنبا أن يكون ذلك مأخوذا من قولك ‪ّ :‬‬
‫تردى ُب قعر‬
‫تردى ُب اغبفرة إذا قرب أو ّ‬
‫ؼبرتية و النطيحة) فيكون اؼبعىن‪ّ ،‬‬
‫تعاىل ( وا ّ‬
‫تردى ُب جهنم‪ ،‬فماذا يغىن عنو‬
‫جهنم‪ ،‬وتقديرا االية ‪ :‬إنا إذا يسرناه للعسرى‪ ،‬وىو النار ّ‬
‫مالو الذى خبل بو و تركو لو ارثو‪ ،‬ومل يصحبو منو إىل آخرتو‪ ،‬اليت ىي موضع فقره‬

‫وحاجتو شيئ‪ ،‬كما قال ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقنا كم أول مرة وتركتم ما خلونا‬

‫كم وراء ظهوركم) وقال ( ونرثو ما يقول ويأتينا فردا) أخرب ان الذي ينتفع اإلنسان بو ىو‬

‫ما يقدمو اإلنسان من أألعمال الرب وإعطاء األموال ُب حقوقها‪ ،‬دون اؼبال الذي ىبلفو‬

‫تردى تفعل من الردى وىو اؽبلك يرد اؼبوت‪.96‬‬


‫على ورثنو و(الثاين) أن ّ‬

‫‪95‬‬
‫ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص ‪.513-511‬‬
‫‪96‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى ( لبنان‪ -‬بًنوت ‪ :‬دار الفكر‪ 1981 ،‬م ) ج‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪،11‬ص‪.111.‬‬
‫‪51‬‬

‫و(‪ )‌‌   ‬كالم مستأنف مسوق إلخبارىم بأن عليو سبحانو‬

‫دبقتضى حكمتو بيان اؽبدى من الضالل‪ .‬وإن حرف مشبّو بالفعل وعلينا خربىا‬

‫اؼبقدم والالم للتأكيد واؽبدى اسم ا ّن اؼبؤخر‪ .97‬وأنّو تعاىل ؼبا عرفهم أن سعيهم شّت ُب‬

‫العواقب وبٌن ما للمحسن من اليسرى وللمسئ من العسر‪ ،‬أخربىم أنّو قد قضى ما عليو‬

‫من البيان والداللة والرتغيب والرتىيب واإلرشاد واؽبداية فقال( إن علينا للهدى)‪ 98‬اى‬

‫نوضح سبيل الرشد من سبيل‬


‫إ ّن علينا ان نبٌن للناس طريق اؽبدى من طريق الضاللة و ّ‬

‫اغبق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)‪.99‬‬


‫الغي كقولو ( وقل ُّ‬

‫واؼبعتزل احتجوا هبذه االية على صحة مذىبهم ُب مسائل( إحدىا) أنّو تعاىل‬

‫أباح األعذار وما كلف اؼبكلف إال ما ُب وسعو وطاقتو‪ ،‬فثبت أنو تعاىل ال يكلف دبا ال‬

‫يطاق( وثانيها) أن كلمة على للوجوب‪ ،‬فتدل على أنّو قد هبب للعبد على اهلل شيئ‬

‫(وثالثها) أنّو لو مل يكن العبد مستقال باإلجد ؼبا كان ُب وضع الدالئل فائدة‪ ،‬وأجوبة‬

‫أصحابنا عن مثل ىذه الوجوه مشهورة‪ ،‬وذكر الواحدى وجها اخر نقلو عن الفراء فقال‬

‫اؼبعىن ‪ :‬إن علينا للهدى واإلضالل‪ ،‬فرتك اإلضالل كما قال (سرابيل تقيكم اغبر) وىي‬

‫‪97‬ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.513.‬‬


‫‪98‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.511.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪99‬‬
‫ؿبمد علي الصابّوين‪ ،‬صفوة التّفاسير ( بًنوت ‪ :‬دار القرآن الكرًن‪ 1981،‬م)‪ .‬ص‪.571.‬‬
‫ّ‬
‫‪52‬‬

‫تفي اغبر والربد‪ ،‬وىذه معىن قول ابن عبس ُب رواية عطاء‪ ،‬قال يريد أرشد أو ليأتى اىل‬

‫العمل بطاعّت‪ ،‬وأحول بٌن أعدائى ان يعملوا بطاعّت فذكر معن الغضالل‪ ،‬قالت اؼبعتزلة‬

‫ىذا التأويل ساقط لقولو تعاىل(وعلى اهلل قصد السبيل ومنها جائر) فبٌن أن قصد السبيل‬

‫على اهلل‪ ،‬و ّأما جور السبيل فيبٌن أنو ليس على اهلل وال منو‪ ،‬واعلم أن االستقصاء قد‬

‫سبق ُب تلك االية‪.111‬‬

‫(‪   ‬‬


‫‪‬‬ ‫الثاني‪ ،‬أن تكون اعبملة الثانية مبينة أو موضحة ألوىل‪ ،‬كقولو تعاىل‬

‫‪ ) ‬الفاء عاطفة على ّ‬


‫مقدر‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬

‫وأنذرتكم فعل ماض وفاعل مفعول بو ونارا مفعول بو ثان وصبلة تلظّى نعت لنارا وتلظّى‬

‫فعل مضارع ؿبذوف منو إحدى التاءين‪ 111‬واألصل تتلظّى‪.111‬‬

‫أي فمن طلب الدنيا واآلخرة من غًن مالكهما اغبقيقي وىو اهلل فقد اخطأ‬

‫وضل سواء السبيل وعبارة ابن خالوية جيّدة وىي ‪ (:‬تلظى فعل مضارع واألصل‬
‫الطريق ّ‬
‫نارا تتلظّى‬
‫نارا تّلظى بإدغام التاء يريد ً‬
‫تتلظى‪ .‬وقد قرأ ابن مسعود بذالك وقرأ ابن كثًن ‪ً :‬‬
‫فعال ماضيًا لقيل تلظت ألن النار مؤنثة واؼبصدرية تلظّت تتلظى تلظّيا‬
‫ولو كان تلظّى ً‬

‫‪111‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.113 .‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪ 111‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ‪ .‬ص‪.348.‬‬
‫‪111‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.513.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪53‬‬

‫فهي متلظية ويقال ُب أظباء جهنم سقر وجهنم واعبحيم ولظى نعوذ باهلل منها وىذه‬

‫األظباء معارف ال تنصرف للتأنيث واؼبعرفة)‪ .‬ال نافية ويصالىا فعل مضارع مرفوع واؽباء‬

‫مفعول بو وإال أداة حرص واألشقى فاعل يصالىا‪ ،‬الّذي نعت لألشقى وصبلة كذب ال‬

‫توىل عطف على كذب داخل ُب حيز الصلة‪.113‬‬


‫ألهنا صلة و ّ‬
‫ؿبل ؽبا ّ‬
‫ّ‬

‫واؼبعىن فحذرتكم يا اىل مكة نارا تتوقد وتتوىج من شدة حرارهتا‪ ،‬ال يدخلها‬

‫للخلود فيها وال يذوق سعًنىا‪ّ ،‬إال الكافر الشقى‪ ،‬وك ّذب الرسل وأعرض عن‬

‫اإليبان‪ ،114‬تلظى أي تنلهب وتتوىج‪ ،‬يقال تلظت النار تلظيا‪ ،‬ومنو ظبعت جهنم لظى‪،‬‬

‫ٍب بٌن ّأهنا ؼبن ىي بقولو( ال يصالىا إال األشقى) قال ابن عباس ‪ :‬نزلت ُب أمية بن‬

‫خلف وأمثالو الذين كذبوا ؿبمدا واألنبياء قبلو‪ ،‬وقيل إن األشقى دبعىن الشقى كما يقال‬

‫‪ :‬لست فيها بأوحد أى بواحد‪ ،‬فاؼبعىن ال يدخلها إال الكافر الذي ىو شقى ألنّو كذب‬

‫بآيات اهلل‪ ،‬وتوىل أى أعرض عن طاعة اهلل‪.‬‬

‫واعلم أن اؼبرجئة يتمسكون هبذه اآلية ُب أنو ال وعيد إال على الكافر‪ ،‬قال‬

‫ويدل على ذلك ثالث أوجو‬


‫القاضى ‪ :‬وال يبكن إجراء ىذه اآلية على ظاىرىا‪ّ ,‬‬

‫(أحدىا) أنّو يقضى أن ال يدخل النار ( إال األشقى الذى كذب وتوىل ) فوجب ُب‬

‫‪113‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.513.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪114‬‬
‫الصابوين‪ ،‬صفوة التّفاسير‪ .‬ص‪.571.‬‬
‫ؿبمد علي ّ‬
‫ّ‬
‫‪54‬‬

‫الكافر الذى مل يكذب ومل يتوىل أن ال يدخل النار ( وثانيها ) أن ىذا إغراء باؼبعاصى‪،‬‬

‫ألنّو دبنزلة أن يقول اهلل تعاىل‪ ،‬ؼبن صدق باهلل ورسولو ومل يكذب ومل يتول ‪ :‬أى معصية‬

‫أوقدمت عليها‪ ،‬فلن نصرك‪ ،‬وىذا يتجاوز حد اإلغراء إىل أن تصًن كاإلباحة‪ ،‬وتعاىل اهلل‬

‫يدل على ىذا‬


‫عن ذلك ( وثالثها ) أن قولو تعاىل ‪ :‬من بعد ( وسيجنبها األتقى ) ّ‬

‫الظاىر ألنّو معلوم من حال الفاسق‪ ،‬أنّو ليس بأتقى‪ ،‬أل ّن ذلك مبالغة ُب التقوى‪ ،‬ومن‬

‫يرتكب عظائم الكبائر ال يوصف بأنّو أتقى‪ ،‬فإن كان األول يدل على أن الفاسق ال‬

‫كل مكلف ال هبنب‬


‫يدخل النار‪ ،‬فهذا الثاين يدل على أن الفاسق ال هبنب النار‪ ،‬و ّ‬
‫بد من التأويل‪.115‬‬
‫النار‪ ،‬فال بد وأن يكون من أىلها‪ ،‬وؼبا ثبت أنو ال ّ‬

‫و ّأما قولو ‪ :‬اؼبراد إن ىذا األشقى أحق بو فضعيف ألنّو ترك للظاىر من غًن‬

‫دليل‪ ،‬فثبت ضعف الوجوه اليت ذكرىا القاضي‪ ،‬فإن قيل فما اعبواب عنو على قولكم‪،‬‬

‫فأنكم ال تقتعون بعدم وعيد الفساق؟ اعبواب من وجهٌن ‪ ( :‬األوىل ) ماذ كره الواحدى‬

‫وىو أن معىن ( ال يصالىا ) ال يلزمو ُب حقيقة اللغة‪ ،‬يقال‪ .‬صلى الكافر النار إذا لزمها‬

‫مقاسيا شدهتا وحرىا‪ ،‬وعندنا أن ىذه اؼبالزمة ال تثبت إال الكافر‪ ،‬أم الفاسق فإما ان ال‬

‫‪115‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.114 – 113.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪55‬‬

‫يدخلها أو إن دخلها زبلص منها (الثاين) أن ىبص عموم ىذا الظاىر باآليات الدالة‬
‫‪116‬‬
‫على وعيد الفساق‪ ،‬واهلل أعلم‬

‫(‪‬‬ ‫الثالث‪ ،‬أن تكون اعبملة الثانية مبينة أو موضحة ألوىل كقولو تعاىل‬

‫‪ )‌      ‬الواو عاطفة والسٌن حرف استقبال جيء بو‬ ‫‪  ‬‬

‫للتأكيد وهبنبها فعل مضارع مرفوع ومفعول بو ويتزّكى فعل مضارع وفاعلو مسترت واعبملة‬

‫ألهنا داخلة ُب حيز صلة الذي وإما حال من فاعل‬


‫ؿبل ؽبا ّ‬
‫إما بدل من يؤٌب فتكون ال ّ‬
‫يؤٌب أي متزكيا بو عند اهلل‪ .117‬وسيباعد عن النار اؼبتقي للكافر واؼبعاصي اتقاء بالغا‪،‬‬

‫مر ‪ :‬األتقى أبو بكر الصديق ُب قول صبيع اؼبفسرين‪ ،‬اي إ ّهنا نزلت‬
‫قال الواحدي كما ّ‬
‫فيو‪ ،‬وإال فحكمها عما‪ .‬وىذا األتقى ىو الذي ينفق مالو ويعطيو ُب وجوه اػبًن‪ ،‬طالبا‬

‫أن يكون عند اهلل زاكيا مطهرا نقيا من الذنوب‪ ،‬ال يريد بذالك رياء وال ظبعة‪ ،‬وال مدوبا‬

‫وثناء من الناس‪.118‬‬

‫‪116‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى ‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.114.‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪117‬ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.514 -513.‬‬
‫‪118‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج (دمشق ‪ :‬دار‬
‫األستاذ الدكتور وىبة ّ‬
‫الفكر‪ 1119 ,‬م) ص‪.661 .‬‬
‫‪56‬‬

‫ومعىن سيجنبها أي سيبعدىا وهبعل منها على جانب يقال جنبتو الشيء اى‬

‫بعدتو وجنبتو عنو‪ ،‬وفيو مسألتان ‪( :‬اؼبسألة األوىل) أصبع اؼبفسرون منا على أن اؼبراد منو‬

‫أبو بكر رضي اهلل تعاىل عنو‪ .‬واعلم أن الشيعة بأسرىم ينكرون ىذه الرواية‪ ،‬ويقولون إ ّهنا‬

‫نزلت ُب حق على ابن أىب طالب عليو السالم والدليل عليو قولو تعاىل (ويؤتون الزكاة‬

‫وىم راكعون ) فقولو ( األتقى‪ ،‬الذي يؤتى مالو يتزكى) إشارة إىل ما َب اآلية من قولو‬

‫(ويؤتون الزكاة وىم راكعون ) وؼبا ذكر ذلك بعضهم ُب ؿبضرى قالت‪ ،‬أقيم الداللة‬

‫العقلية على ان اؼبراد من ىذه اآلية أبو بكر وتقريرىا ‪ :‬إن اؼبراد من ىذا األتقى ىو‬

‫أفضل اػبلق‪ ،‬فإذا كان كذلك‪ ،‬وجب أن يكون اؼبراد أبو بكر‪( .‬اؼبسألة الثانية) قال‬

‫ؿبل لو النّو‬
‫ؿبل ( يتزكى) وجهان ‪ :‬إن جعلت بدال من يؤتى فال ّ‬
‫صاحب الكشاف ُب ّ‬
‫دخل ُب حكم الصلة‪ ،‬والصالت ال ؿب ّل ؽبا‪ .‬وإن جعلتو حاال من الضمًن ُب (يؤٌب)‬

‫فحملو النصب‪.119‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬شبو كمال اإلتصال‬

‫(‪ ‬‬ ‫كون اعبملة الثانية جوابا عن سؤال نشأ من اعبملة األوىل‪ ،‬كقولو تعاىل‬
‫‪111‬‬
‫‪)‌‌‌   ‬‬ ‫‪             ‬‬

‫‪119‬‬
‫الدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى ‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.116 – 115.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪111‬‬
‫الدرويش‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪.511.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪57‬‬

‫فسياق االيات من قول تعاىل ( والليل إذا يغشى والنّهار إذا ذبلّى ) إىل قولو ( وما خلق‬
‫الذكر واألنثى ) يدل لنا انّو تعاىل أقسم بالليل الذي يأوى فيو كل حيوان إىل مأواه‬
‫ويسكن اػبالق عن اإلضطراب ويغشاىم النوم الذى جعلو اهلل راحة ألبدهنم وغذاء‬
‫ألرواحهم‪ٍ ،‬ب أقسم بالنهار إذا ذبلى‪ ،‬أل ّن النهار إذا جاء انكشف بضوئو ما كان ُب‬
‫الدنيا من الظلمة‪ ،‬وجاء الوقت الذى يتحرك فيو الناس ؼباشهم وتتحرك الطًن من أو‬
‫كارىا واؽبوام من مكاهنا‪ ،‬فلو كان الدىر كلو ليال لتعذر اؼبعاش ولو كان كلو هنارا لبطلت‬
‫الراحة‪ ،‬لكن اؼبصلحة كانت ُب تعاقبهما على ما قال سبحانو (وىو الذى جعل الليل‬
‫والنهار خلفة) ( وسخر لكم الليل والنهار) أما قولو ( والليل إذا يغشى ) ؼبا اهلل تعاىل مل‬
‫يذكر مفعول يغشى‪ ،‬أل ّن اذا الشمس من قولو ( والليل إذا يغشاىا) او النهار من قوم‬
‫(يغشى الليل والنهار) او كل شيئ يواريو بظالمو من قولو ( إذا وقب) وقولو (والنهار اذا‬
‫ذبلّى ) اى ظهر بزوال ظلمة الليل‪ ،‬أو ظهر وانكشف بطلوع الشمس‪.111‬‬
‫( والليل إذا يغشى والنهار إذا ذبلّى ) نبا صورتان متعاكستان ‪ :‬صورة الليل‬
‫عندما يسرت بظالمو‪ ،‬وصورة النهار عندما يتجلّى وينكشف لذي عينٌن‪ ،‬لذا فقد جاء‬
‫‪111‬‬
‫موضوع السورة متناسقا منسجما مع ىذا اؼبطلع الرائع‪.‬‬

‫وقولو تعاىل ‪ )     (:‬القسم بالذكر واألنثى يتناول القسم‪،‬‬
‫جبميع ذوى األرواح الذين ىم أشرف اؼبخلوقات‪ ،‬ال ّن كل حيوان فهو إما ذكر أو أنثى‬
‫بد وان يكون إما ذكر أو انثى‪ ،‬بدليل أنّو لو حلف بالطالق‪ ،‬أنّو‬
‫واػبنثى فهو ُب نفسة ال ّ‬

‫‪111‬‬
‫الدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.198 .‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪ 111‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو‪ .‬ص‪.346 .‬‬
‫‪58‬‬

‫مل يلق ُب ىذه اليوم ال ذكرا وال أنثى‪ ،‬وكان قذ لقى خنثى فإنو ينحث ُب يبينو‪ .113‬وماذا‬
‫سيكون بعد تلك األىوال؟ فجاء اعبواب جبواب القسم ُب قولو تعاىل ( إ ّن سعيكم‬
‫لشّت) اقسم سبحانو هبذه األشياء‪ ،‬أن أعمال عباده لشّت أي أى ـبتلفة ُب اعبزاء وشّت‬
‫صبع شتيت مثل مرضى ومريض‪ ،114‬وقيل اؼبختلف اؼبتباين شّت لتباعد ما بٌن بعض‬
‫وبعضو الن بعضو ضالل وبعضو ىدى‪ ،‬وبعضو يوجب اعبنان‪ ،‬وبعضو يوجب النًنان‪،‬‬
‫فشتان ما بينهما والشتات وشيء شتيت وزان كرًن متفرق وقوم شّت فعلى متفرقون‬
‫‪115‬‬
‫وجاؤوا أشتاتا كذلك شتان ما بينهما اى بعد" واظبها والالم اؼبزحلقة وشّت خرب إن‪.‬‬

‫ويقرب من من ىذه االية قولو ( ال يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنّة)‬


‫وقولو (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ال يستوون ) وقولو ( أم حسب الذين‬
‫أجرحوا السيئات أن نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياىم مملتهم‬
‫ساء ما يحكمون ) وقال ( وال الظل والحرر)‪.116‬‬

‫‪ .1.2‬مواضع الوصل وتطبيقاتها‬

‫قال أبو على الفارس ىذا الباب مرجع البالغة ألن َب قوة مدركو الصالحية‬
‫إلدراك ما سواه‪ ،‬ولصعوبتو من جهة استخراج اعبهة اعبامعة ُب حالة الوصل إذا يتوقف‬

‫‪113‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.198 .‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪114‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪199 .‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪115‬‬
‫الدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪511.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪116‬‬
‫الدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى ‪ .‬ج ‪،11‬ص‪199 .‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪59‬‬

‫على معرفة ىل بٌن صبلتٌن كمال اإلنقطاع‪ ،‬أو كمال إتصال‪ ،‬أو شبو كل منهما‪ ،‬أو‬
‫التوسط ( الوصل عطف صبلة على) اعبملة ( أخرى ) واؼبراد بو ما يشتمل العطف الواقع‬
‫بٌن اعبمل اؼبتعددة كعطف صبلتٌن على صبلتٌن فإنّو ردبا ال تناسب صبل أربع مرتتبة حبيث‬
‫تعطف واحدة على ما قبلها بل تناسب األوليان واألخريان فيعطف كل اثنٌن أوال‬
‫ويعطف األخريان على األوليٌن ؼبناسبة ؾبموع األخريٌن جملموع األوليٌن‪.117‬‬

‫ُب ىذا الكتاب ( قاصر على العطف بالواو ) اي عطف اعبملة الثانية على‬
‫اعبملة األوىل بالواو خاصة ‪ :‬ألنّك ال تصول بٌن اعبملتٌن إال إذا كان جامع بينهما‬
‫ألهنا ؼبطلق اعبمع‬
‫فيشرتط ُب العطف أن تكون بينهما جهة جامعة وىذا خاص بالواو ّ‬
‫وال وبسن العطف هبا حّت يراعى ما ىو أخص جامعا بينهما ومل يتعد الكالم ىنا إال‬
‫العطف بغًن الواو ( أل ّن العطف بغًنىا ) أي بغًن الواو من كل ما يدل على التشريك ُب‬
‫اغبصول اػبارجى ( ال يقع فيو إشباه ) أل ّن غًنىا يفيد معاىن ـبصوصة فإذا ربقق معىن‬
‫منها وقصد التشريك حسن العطف باغبرف الدال عليو وإن مل توجد جهة جامعة غًن‬
‫التشريك‪.118‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أن تتفق اعبملتان خربا أو إنشاء‪ ،‬لفظ ومعىن أو معىن فقط‪،‬‬
‫‪ ‬‬ ‫مع وجود اؼبناسبة بينهما‪ ،‬وليس ىناك مانع من الوصل‪ ،‬من ذلك قولو تعاىل (‬
‫‪)            ‬‬

‫‪ 117‬علم الدين ؿبمدياسٌن بن ؿبمدعيسى الفاداين اؼبكي‪ ،‬حسن الصياغة (م ّكة ‪ :‬دار العلوم الدينية‬
‫شعب‪ 1118 ،‬م) ص‪59..‬‬
‫‪ 118‬علم الدين ؿبمدياسٌن بن ؿبمدعيسى الفاداين اؼبكي‪ ،‬حسن الصياغة ‪ .‬ص‪.61.‬‬
‫‪61‬‬

‫فهذه اآليات جاءت متفقة إنشاء جبامع معنوي للإلستدالل على قدرتو تعاىل‪،‬‬
‫انّو تعاىل أقسم باللّيل الذي يأوى فيو كل حيوان إىل مأواه ويسكن اػبالق عن‬
‫االضطراب ويغشاىم النوم الذى جعلو اهلل راحة ألبدهنم وغذاء ألرواحهم‪ٍ ،‬ب أقسم‬
‫بالنهار إذا ذبلى‪ ،‬أل ّن النهار إذا جاء انكشف بضوئو ما كان ُب الدنيا من الظلمة‪ ،‬وجاء‬
‫الوقت الذى يتحرك فيو الناس ؼباشهم وتتحرك الطًن من أو كارىا واؽبوام من مكاهنا‪،‬‬
‫وقولو تعاىل ‪ (:‬وما خلق الذكر واألنثى) القسم بالذكر واألنثى يتناول القسم‪ ،‬جبميع‬
‫ذوى األرواح الذين ىم أشرف اؼبخلوقات‪ ،‬ال ّن كل حيوان فهو إما ذكر أو أنثى واػبنثى‬
‫بد وان يكون إما ذكر أو انثى‪ ،‬بدليل أنّو لو حلف بالطالق‪ ،‬أنّو مل يلق‬
‫فهو ُب نفسة ال ّ‬
‫ُب ىذه اليوم ال ذكرا وال أنثى‪ ،‬وكان قذ لقى خنثى فإنو ينحث ُب يبينو‪.119‬‬

‫‪‌‌‌‌ ‌ ‬‬


‫‪ ‌‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‬‬ ‫والمبحث الثاني ‪ :‬من قولو تعاىل (‬
‫‪ )‌‌‌‌   ‌‌‌‌‌‌‌ ‌‌‌‌‌‌‬ىذه االيات جاءت‬
‫متفقة خربا جبامع معنوي لالستدالل على وجوه اػبًن من عتق الرقاب وفك األسارى‬
‫وتقوية اؼبسلمٌن على عدوىم كما كان يفعلو أبو بكر سواء كان ذلك واجب أو نقال‪،‬‬
‫وإطالق ىذا كاإلطالق ُب قولو ( وفبّا رزقناىم ينفقون) فإن اؼبراد منو كل ذلك إنفاقا ُب‬
‫سبيل اهلل سواء كان واجبا أو نقال‪ ،‬وقد مدح اهلل قوما فقال ( ويطمعون الطعام على‬
‫حبّو مسكينا ويتيما أو أسًنا)‪.111‬‬

‫‪119‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.198 .‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪111‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.199 .‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪61‬‬

‫وقولو ( أعطى ) يتانول إعطاء حقوق اؼبال وإعطاء حقوق النفسفي طاعة اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬يقال ‪ :‬فالن أعطى الطاعة وأعطى السعة وقولو (واتقى) فهو إشارة إىل االحرتاز‬
‫عن كل ماال ينبغى‪ ،‬وقد ذكرنا أنّو ىل من شرط كونو متقيا أن يكون ؿبرتزا عن الصغائر‬
‫صدق باغبسىن) فاغبسىن فيها وجوه‬
‫أم ال ُب تفسًن قولو تعاىل ( ىدى للمتقٌن) وقولو ( ّ‬
‫( أحدىا) ّأهنا قول ال إلو إال اهلل‪ ،‬واؼبعىن ‪ :‬فأما من إعطاء مال وال اتقاء ؿبارم‪ ،‬وىو‬
‫كقولو( او إطعام ُب يوم ذى مسغبة) إىل قولو ( ٍبّ كان من الذين آمنوا)‪.‬‬

‫( وثانيها) أن اغبسىن عبارة عما فريضة اهلل تعاىل من العبادات على األبدان وُب‬
‫صدق بالشرائع‪ ،‬فعلم أنو تعاىل مل‬
‫األموال كأنّو قيل أعطى ُب سبيل اهلل واتقى احملارم و ّ‬
‫يشرعها إال ؼبا فيها من وجوه الصالح واغبسن‪.‬‬

‫( وثالثها) أن اغبسىن ىو اػبلف الذي وعده اهلل ُب قولو ( وما أنفقتم من شيء‬
‫فهو ىبلفو) وقولو تعاىل ( وك ّذب باغبسىن) أي مل يصدق باػبلق‪ ،‬فبخل دبالو لسوء ظنو‬
‫باؼبعبود‪ ،‬كما قال بعضهم ‪ :‬منع اؼبوجود‪ ،‬سواء ظن باؼبعبود ‪ :‬وروى من أىب الدار داء أنّو‬
‫قال " ما من يوم غربت فيو الشمس إال ومالكان يناديان يسمعهما خلق اهلل كلهم إال‬
‫الثقلٌن‪ .‬اللهم أعط كل منفق خلفا وكل فبسك تلفا ( ورابعها) أن اغبسىن ىو الثواب‬
‫وقيل إنو اعبنّة‪ ،‬واؼبعىن واحد‪ ،‬قال فتادة صدق دبوعود اهلل فعمل لذلك اؼبوعود‪ ،‬قال‬
‫القفال ‪ :‬وباعبملة ا ّن اغبسىن لفظة تسع كل خصلة حسنة‪ ،‬قال اهلل تعاىل ( قل ىل‬
‫تربصون بنا إال إحدى اغبسيٌن) يعىن النصر أو الشهادة‪.111‬‬

‫‪111‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪111.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪62‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(‪ ‬‬


‫‪  ‬‬ ‫والمبحث الثالث ‪ :‬من قول اهلل تعاىل‬
‫‪ )     ‬ىذه االيات‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫جاءت متفقة خربا جبامع معنوي لالستدالل على أنّو تعاىل خص الكافر هبذا اػبذالن‬
‫وىو أنو جعل اؼبعصية بالنسبة إليو أرجح من الطاعة‪ ،‬وأجاب القفال رضبو اهلل تعاىل عن‬
‫وجوه التمسك باآلية من الوجوه ( أحدىا) إن تسمية أحد الضدين باسم اآلخر ؾباز‬
‫مشهور ‪ ،‬قال تعاىل ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وقال ( فبشرىم بعذاب أليم) قلما ظبي‬
‫اهلل فعل األلطاف الداعية إىل الطاعات تيسًن لليسرى‪ ،‬ظبي ترك ىذه األلطاف تيسًنا‬
‫للعسرا ( وثانيها ) أن يكون على جهة إضافة الفعل إىل السبب لو دون ذلك على سبيل‬
‫اغبكم بو واإلخبار عنو ( واعبواب) عن الكل أنّو عدول عن الظاىر‪ ،‬وذلك غًن جائز ال‬
‫سيما أنا مينا ان الظهًن من جانبنا متأكد بالدليل العقل القاطع‪.111‬‬

‫ودخول السٌن ُب قولو ( فسنيسره) وجوه( أحدىا ) أنّو على التوفيق والتلتيف‬
‫وىو من اهلل تعاىل قطع وبقٌن‪ ،‬كما ُب قولو ( إعبدوا ربكم – إيل قولو – لعلكم تتقون)‬
‫و( ثانيها) أن وبمل ان اؼبطيع قد يصًن عاصيا‪ ،‬والعاصى قد يصًن بالتوبة مطيعا‪ ،‬فهذا‬
‫السبب كان التغيًن فيو ؿباال (وثالثها) أن الثوب ؼبا كان أكثره وافعا ُب اآلخرة وكان ذلك‬
‫فبا مل يأت وقتو‪ ،‬وال يقف أحد على وقتو إال اهلل‪ ،‬ال جرم دخلو تراخ‪ ،‬فأدخلت السٌن‬
‫ألهنا حرف الرتخى ليدل بذلك على أن الوعد آجل غًن حاضر‪.113‬‬
‫ّ‬

‫وقولو تعاىل (‪ )‌‌‌      ‬فاعلم أن الواو عاطفة وما‬

‫‪111‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪111.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪113‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪111.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪63‬‬

‫نبا وبتمل أن يكون إستفهاما دبعىن اإلنكار ‪ ،‬ووبتمل أن يكون نفيا‪ .114‬وشيئ‬
‫ينفعو مالو إذا ىلك وىوى ُب نار اعبحيم ؟ ىل ينفعو اؼبال‪ ،‬ويدفع عنو الوبال‪ .‬وبعضهم‬
‫يقدر أي شيئ يغين‪ ،‬ويغين فعل مضارع مرفوع وعنو متعلّق بيغين‬
‫مقدما و ّ‬
‫يعرهبا مفعوال ّ‬
‫‪115‬‬
‫متضمن‬
‫ّ‬ ‫ؿبل نصب‬
‫ومالو فاعل وإذا ظرف جملرد الظرفية متعلّق بيغين ‪ ،‬اي ظرف ُب ّ‬
‫تردى ُب ؿبّل جر‪ ،‬مضاف إليو بإضافة الظرف‬
‫اؼبقدر وصبلة ّ‬
‫معىن الشرط متعلّق باعبواب ّ‬
‫إليها وجواب الشرط ؿبذوف تقديره ما يغين عنو مالو‪.116‬‬

‫وقولو تعاىل ‪ )    ( :‬كالم مستأنف مسوق إلخربىم بأن عليو‬
‫سبحانو دبقتضى حكمتو بيان اؽبدى من الضالل‪ .‬وإن حرف مشبّو بالفعل وعلينا خربىا‬
‫اؼبقدم والالم للتأكيد واؽبدى اسم ا ّن اؼبؤخر‪ .117‬وأنّو تعاىل ؼبا عرفهم أن سعيهم شّت ُب‬
‫العواقب وبٌن ما للمحسن من اليسرى وللمسئ من العسر‪ ،‬أخربىم أنّو قد قضى ما عليو‬
‫من البيان والداللة والرتغيب والرتىيب واإلرشاد واؽبداية فقال( إن علينا للهدى)‪،118‬‬
‫واؼبعتزل احتجوا هبذه االية على صحة مذىبهم ُب مسائل( إحدىا) أنّو تعاىل أباح‬
‫األعذار وما كلف اؼبكلف إال ما ُب وسعو وطاقتو‪ ،‬فثبت أنّو تعاىل ال يكلف دبا ال‬
‫يطاق( وثانيها) أن كلمة على للوجوب‪ ،‬فتدل على أنّو قد هبب للعبد على اهلل شيئ‬
‫(وثالثها) أنّو لو مل يكن العبد مستقال باإلجد ؼبا كان ُب وضع الدالئل فائدة‪ ،‬وأجوبة‬
‫أصحابنا عن مثل ىذه الوجوه مشهورة‪ ،‬وذكر الواحدى وجها اخر نقلو عن الفراء فقال‬

‫‪114‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪111.‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪115‬‬
‫ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص ‪511‬‬
‫‪ 116‬ؿبمد الصاُب‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو‪ .‬ص‪347 .‬‬
‫‪117‬‬
‫الدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪513.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪118‬‬
‫الدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪511.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪64‬‬

‫اؼبعىن ‪ :‬إن علينا للهدى واإلضالل‪ ،‬فرتك اإلضالل كما قال ( سرابيل تقيكم اغبر) وىي‬
‫تفي اغبر والربد‪ ،‬وىذه معىن قول ابن عبس ُب رواية عطاء‪ ،‬قال يريد أرشد أو ليأتى اىل‬
‫العمل بطاعّت‪ ،‬وأحول بٌن أعدائى ان يعملوا بطاعّت فذكر معن الغضالل‪ ،‬قالت اؼبعتزلة‬
‫ىذا التأويل ساقط لقولو تعاىل( وعلى اهلل قصد السبيل ومنها جائر) فبٌن أن قصد‬
‫السبيل على اهلل‪ ،‬وأما جور السبيل فيبٌن أنو ليس على اهلل وال منو‪ ،‬واعلم أن االستقصاء‬
‫قد سبق ُب تلك االية‪.119‬‬

‫وقولو تعاىل (‪ )     ‬الواو عاطفة وما بعدىا عطف على ما‬
‫‪131‬‬
‫وفيو وجهان ( األول) أن لنا كل ما ُب الدنيا واآلخرة‬ ‫تقدم فباثل لو ُب اإلعراب‬
‫يضربا ترككم االىتداؤ هبدانا‪ ،‬وال يزيد ُب ملكنا اىتداؤكم‪ ،‬بل نفع ذلك وضره عائدان‬
‫عليكم ولو شئنا ؼبنعنا كم من اؼبعاصى قهرا‪ ،‬إذ لنا الدنيا واآلخرة ولكنا ال مبنعكم من‬
‫ىذا الوجو‪ ،‬أل ّن ىذا الوجو خبل باتكليف‪ ،‬بل مبنعكم بالبيان والنعريف‪ ،‬والوعد والوعد‬
‫(الثاين) أن لنا ملك الدارين نعطى ما نشاء من نشاء‪ ،‬فبطل سعادة الدار بٌن منا واألول‬
‫أوفق لقول اؼبعتزلة والثاين أوافق لقولنا‪.131‬‬

‫(‪   ‬‬


‫‪     ‬‬ ‫والمبحث الرابع ‪ :‬من قول اهلل تعاىل‬
‫‪ ) ‬ىذه االيات جاءت متفقة خربا جبامع معنوي لالستدالل على اؼبعىن ال يدخل إال‬
‫توىل أي أعرض عن طاعة اهلل‪ .‬وأعلم أن‬
‫الكافر الذي ىو شقى أل ّن كذب بآيات اهلل‪ ،‬و ّ‬

‫‪119‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪113 .‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫إمام ّ‬
‫‪131‬‬
‫الدرويش ‪ ،‬اعراب القران الكريم ‪.‬ج‪ ،11.‬ص‪513.‬‬
‫الدين ّ‬
‫ؿبيي ّ‬
‫‪131‬‬
‫الدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪1 13.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫ّ‬
‫‪65‬‬

‫اؼبرجئة يتمسكون هبذا اآلية ُب أنّو ال وعيد إال الكافر‪ ،‬قال القاضي‪ :‬ال يبكن إجراء ىذه‬
‫اآلية على ظاىرىا‪ ،‬اى معصية أقدمت عليها‪ ،‬فلن تصرك‪ ،‬وىذا يتجاوز حد اإلغراء إىل‬
‫أن تصًن كاإلباحة‪ ،‬وتعاىل اهلل عن ذلك‪.131‬‬

‫وقولو تعاىل (‪ )   ‬أي وسيباعد عن النار اؼبتقى للكفر واؼبعاصي‬
‫مر ‪ :‬األتقى أبو بكر الصديق ُب قولو صبيع اؼبفسرين‪ ،‬أي‬
‫اتقاء بالغا‪ ،‬قال الواحدي كما ّ‬
‫ّإهنا نزلت فيو ‪ ،‬و ّإال حكمها عم‪ .‬وىذا األتقى ىو الذي ينفق مالو ويعطيو ُب وجوه‬
‫اػبًن‪ ،‬طالبا أن يكون عند اهلل زكيا متطاىرا نقيا من الذنوب‪ ،‬ال يريد بذالك رياء وال‬
‫ظبعة‪ ،‬وال مدوبا وثناء من الناس‪.133‬‬

‫يدل على ترك ىذا الظاىر ألن معلوم من حال الفاسق‪ ،‬أنّو ليس بأتقى‪ ،‬أل ّن‬
‫ذلك مبالغة ُب التقوى‪ ،‬ومن يرتكب عظائم الكبائر اليوصف بأنّو أتقى‪ ،‬فإن كان األول‬
‫يدل على أن الفاسق ال هبنب النار‪،‬‬
‫يدل على أن الفاسق ال يدخل النار‪ ،‬فهذا الثاين ّ‬
‫بد من‬
‫بد وأن يكون من أىلها‪ ،‬وؼبا ثبت أنو ال ّ‬
‫وكل مكلف ال هبنب النار‪ ،‬فال ّ‬
‫التأويل‪.134‬‬

‫ّأما قولو ( أوال) يلزم ُب غًن ىذا الكافر أن ال يدخل النار (فجوابو) أن كل كافر‬
‫بد وأن يكون مك ّذبا للنيب ُب دعواه‪ ،‬ويكون متوليا عن النظر ُب داللة صدق ذلك‬
‫ال ّ‬
‫وتوىل ) وإذا كان كل كافر‬
‫النيب‪ ،‬فيصدق عليو أنو أشقى من سائر العصاة‪ ،‬وأنو ( ك ّذب ّ‬

‫‪131‬‬
‫الرزى فخر ال ّدين‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪114 - 1 13.‬‬
‫ؿبمد ّ‬
‫ّ‬
‫‪133‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج‪ .‬ص ‪661‬‬
‫األستاذ الدكتور وىبة ّ‬
‫‪134‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪1 14.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫ّ‬
‫‪66‬‬

‫داخال ُب اآلية سقط مقالو القاضى‪ ( .‬والثاين) إن ىذا إغراء باؼبعصية فضعف أيضا‪،‬‬
‫ألنّو يكفى ُب الزجر عن اؼبعصية حصول الذم ُب العاجل وحصول غضب اهلل دبعىن أنو‬
‫ال يكرمو وال يعظمو وال يعيطو الثواب‪ ،‬ولعلو يعذبو بطريق آخر‪ ،‬فلم يدل دليل على‬
‫إكبصار طريق التعذيب ُب إدخال النار‪(.‬والثالث) قولو تعاىل ( وسيجنبها األتقى) فهذا‬
‫ال يدل على حال غًن األتقى إال على سبيل اؼبفهوم‪ ،‬والتمسك بدليل اػبطاب وىو‬
‫ينكر ذلك فكيف سبسك بو ؟ والذي يؤكد ىذا أن ىذا يقضى فيمن ليس بأتقى دخل‬
‫النار‪ ،‬فيلزم ُب الصبيان واجملانٌن أن يدخلوا النار وذلك باطل‪.135‬‬

‫والمبحث الخامس من قول اهلل تعاىل (‪    ‬‬

‫‪    ‬‬


‫‪   ‬‬
‫‪      ‬‬

‫‪‌‌ )‌ ‬ىذه االيات جاءت متفقة خربا جبامع معنوي ولفظي لالستدالل على اؼبعىن إذا‬

‫ثبت أن اؼبراد هبذه اآليات من كان أفضل خلق وتثبت أن ذلك األفضل من األمة‪ ،‬إما‬
‫أبو بكر أو علي وثبت أن اآلية غًن صاغبة لعلي‪ ،‬تعٌن ضبلو على أيب بكر رضي اهلل‬

‫عنو‪ ،‬و ثبت داللة اآلية أيضا على أن أبا بكر أفضل األمة‪ .‬و دلت اآليتان ( ‪‬‬

‫‪ )      ‬على أن كل‬ ‫‪     ‬‬

‫واحد منهما إمبا فعل ما فعل لوجو اهلل إال أن آية على تدل على أنو فعل مافعل لوجو‬

‫‪135‬‬
‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪1 14.‬‬
‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫ّ‬
‫‪67‬‬

‫اهلل‪ ،‬و للخوف من يوم القيامة‪ .‬أما قولو ( ولوسف يرضى ) تدل على أنو وعد أبا بكر‬
‫‌‬ ‫أن يرضيو ُب اآلخرة بثوابو‪.136‬‬

‫‪‌ 117‬‬ ‫الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى‪ .‬ج ‪،11‬ص‪.‬‬


‫الرزى فخر ّ‬
‫ؿبمد ّ‬
‫‌ ّ‬
‫‪136‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫خاتمة‬

‫‪.4.3‬نتائج البحث‬

‫وبعد أ ّن انتهي الباحث من البحث ُب األبواب السابقة عن الوصل والفصل ُب‬

‫سورة اللّيل بدراسة كبوية وبالغية واآلن أذكر خالصة البحث ونتائجو كما يأٌب ‪:‬‬

‫أ ّن الوصل والفصل ىو باب من األبواب اليت حبثت ُب علم اؼبعاىن ُب دراسة‬

‫بالغية‪ .‬فهو العلم بواقع اعبمل‪ ،‬الذي يتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو ُب اغبياة ٍبّ‬
‫ويوزع البحث إىل حملة عن سورة الليل وربليل‬
‫كبياتو ّإمأ إىل النعيم و ّإما إىل اعبحيم‪ّ .‬‬

‫اإلعراب بسورة الليل‪ ،‬و ربليل مواضع الوصل والفصل واسرار استخدم الوصل والفصل‬

‫ُب سورة الليل‪.‬‬

‫والذي يوّزع على قسمٌن مبحثٌن ‪ :‬القسم األول ( مواضع الوصل وتطبيقها)‬

‫وينقسم على ثالثة مباحث وىو إذا قصد إشراكهما ُب اإلعراب وإذا اتفقتا خربا أو‬

‫إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة وإذ اختلفتا خربا وإنشاء وأوىم الفصل خالف‬

‫‪68‬‬
‫‪69‬‬

‫اؼبقصود‪ّ .‬أما القسم الثاين ( مواضع الفصل وتطبيقها) وينقسم على اثناين مبحثٌن وىو‬

‫كمال اإلتصال و شبو كمال اإلتصال‪.‬‬

‫واعتمد ىذا البحث على كتب التفسًن ومصادر أخرى وقد أ ّكد اؼبوقع ىذا‬

‫البحث من خالل التطبيق على إرتباط الفصل دبوضوع البيان أو التوكيد أو البدل‪ .‬وكان‬

‫البد من اغبديث عن اعبملة اؼبقرتنة بواو اغبال بوصفها جزءا ال يتجزأ من الوصل‪.‬‬
‫ّ‬

‫كذالك كشف عن بعض معاين األخرى ُب مواضع الوصل والفصل وذلك أنبية الوصل‬

‫والفصل ُب مظهر من مظاىر اإلعجاز القرآين‪.‬‬

‫‪ .0.3‬االقتراحات‬

‫قد انتهيت ىذا البحث العلمي مل يكن كامال‪ ،‬من اجل ذلك اقرتح إىل إخوان‬
‫الطالب والطالبات أن يقدر للحصول إىل أحسن التحليل منو وأرجو منهم النصائح و‬
‫اإلرشادات ؽبذا البحث‪.‬‬

‫وأخًنا أقدم ضبدا و شكرا هلل الذي قد أعطاين صحة و ىداية حيت أستطيع أن‬
‫أًب الواجبة النهائية من جامعة اإلسالمية اغبكومية شريف ىدية اهلل جباكرتا‪ .‬وىي كتابة‬
‫البحث العلمي عسى اهلل أن ينفعناهبذا العلم‪" .‬واهلل أعلم"‪.‬‬
‫المصادر والمراجع المالحق‬

‫أ‪ .‬العربية‬

‫أيب بكر‪ ،‬الشيخ األمام ‪ ,‬أسرار البالغة ‪.‬جدة‪:‬دار اؼبداين‪1994 ,‬م‪.‬‬

‫ؿبمد إظباعل‪ ،‬القرآن و إعجازه العلمي‪ ،‬القاىرة ‪ :‬دار الفكرى‬


‫إبراىيم‪ّ ،‬‬
‫العريب‪1996،‬م‪.‬‬

‫أيب اغبسٌن بن اغبجاج‪ ،‬امام‪ ،‬صحيح مسلم‪ .‬القاىرة ‪ :‬دار اغبديث‪.1985,‬‬

‫اعبارم‪ ،‬علي و مصطفى أمٌن‪ ،‬البالغة الواضحة البيان و المعاني و االلبديع ‪ .‬مكة‪:‬‬

‫اغبرمٌن‪.‬‬

‫اغبجاج ‪،‬امام أيب اغبسٌن بن ‪ ,‬صحيح مسلم‪ .‬القاىرة ‪ :‬دار اغبديث‪1985,‬م‪.‬‬

‫الدرويش‪ ،‬ؿبيي الدين‪ ،‬إعراب القران الكريم و بيانو‪ .‬دمشق‪ :‬دار ابن كثًن‪1991 .‬م‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪71‬‬
‫‪71‬‬

‫الزحيلي‪ ،‬األستاذ الدكتور وىبة‪ ،‬التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج‪.‬‬

‫دمشق‪:‬دار الفكر‪1113،‬م‪.‬‬

‫الشافعي‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬بًنوت ‪ :‬دار الكتاب‬

‫العلمية‪1113،‬م‪.‬‬

‫ؿبمد علي‪ ،‬صفوة التفاسير‪.‬بًنوت‪ :‬دار القران الكرًن‪1981،‬م‪.‬‬


‫الصابوين‪ّ ،‬‬

‫الصاُب‪،‬ؿبمود بن عبد اغبيم‪ ،‬الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو‪ .‬دمشق ‪:‬‬

‫الرشيد‪1995،‬م‪.‬‬
‫دار ّ‬

‫الغالبٌن‪ ،‬مصطفي‪ ،‬جامع الدروس العربية‪،‬ط‪ ،1.‬القاىرة ‪ :‬مكتبة الشوق‬

‫الدولية‪1118،‬م‪.‬‬

‫ؿبمد ياسن بن عيسى‪ ،‬حسن الصياغة شرح دروس البالغة‪.‬‬


‫الفداين‪ ،‬علم الدين ّ‬
‫م ّكة‪ :‬دار العلوم الدنية شعب‪.1117،‬‬

‫القرآن الكرًن‬

‫اؽبامشي‪ ،‬أضبد‪ ،‬القوعد األساسية للغة لعرابية‪ ،‬ط‪،3.‬بًنوت‪ :‬دار الكتاب‬

‫العلمية‪1417،‬ه‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫اؽبامشي‪ ،‬أضبد‪ ،‬جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع‪ .‬بًنوت ‪ :‬دار الكتاب‬

‫العلمية‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫خليل‪ ،‬حلمى‪ ،‬مق ّدمة للدلراسة اللغة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار اؼبعارف اعبامعة‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫جزءعم إعراب و تفسير و البالغة و أسباب النزول‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ؿبمد حٌن‪ ،‬إعراب‬
‫سالمة‪ّ ،‬‬
‫القاىرة ‪ :‬دار األفكار‪.1111.‬‬

‫الرزى ‪ ،‬تفسير الفخر الرازى ‪ .‬لبنان‪ -‬بًنوت ‪ :‬دار الفكر‪،‬‬


‫ؿبمد ّ‬
‫الدين‪ ،‬إمام ّ‬
‫فخر ّ‬

‫‪ 1981‬م‪.‬‬

‫معلوف‪ ،‬لويس‪ ،‬المنجد للغة العربية و األعالم‪ ،‬بًنوت‪ :‬دار اؼبشرق‪1111،‬م‪.‬‬

‫ميساكاظم دىداري‪ htm ,‬أثر ألوصل و الفصل ُب بالغة سورة يوسف – ديوان‬

‫العرب‪1118,)file\\\:f\8)Delapan.‬‬

‫يعقوب‪ ،‬دكتور أميل بديع‪ ،‬فقو اللغة العربية و خصائها‪ ،‬بًنوت‪ :‬دار الكتابة العلمية‬

‫‪1981‬م‪.‬‬
73

‫ األجتبية‬.‫ب‬

Bisri, Adib dan Munawwir A. Fatah, Kamus Al-Bisri- Arab Arab – Indonesia,
Surabaya: Pustaka Progresif,1990.

Fakultas Adab dan Humaniora, Pedoman Penulisan Skripsi Prodi Bahasa dan
Sastra Arab, Jakarta: Adabia Press,2015.

Munawwir, A.W dan Muhammad Fairuz. Al- Munnawwir Kamus Arab –


Indonesia, Surabaya : Pustaka Progresif 2008.

You might also like