Professional Documents
Culture Documents
SA1900078
SA1900078
SA1900078
حبث
مقدم إىل كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية جامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية
جباكرتا استكماال ؼبتطلبات اغبصول على الدرجة اعبامعية األوىل )(S.Hum
إعداد
سندي سنري
أ
脚 │し だごよ冽│り ひ
響 │
(肇 戸 Lb。 )
"り ∼
f“ い
"い
ヽいYoYヽ ……Y・ :卜 」 │め
:じ レ l
I Y.tt/-o\t{.
曇期│お しi」 り 1
: c[;i j,Jt ui ;i
Jt-"i _r JL,.i1 .ji 9i +;l-rsl J, .J; i---Jl l-t^ -ii )uL.- j, t:! -r
.a-.141 Gr; J\ oL.+iJl J:*i :t-r*:*l .rb .rF ,.-\ ur*;
t
\.\1 v)
L;l \-.(tj5L>
し ζ■し
輌」
こ
﹁“
ザ │`壼 :。 ム V・ し
・、、` 。
よヽさ・臥い
彎 1喬 脚 椰やr
ぢ ゛ 1牌 q戸
ザ │〆壼 :ム ・・、
ム V々
・VЪ もヽやヽ A人 もヽ
デΥ ぐ ぐ メr婦 ゃ ィ
ぽ 1障 角戸
fヒ 1和 費
。A‐ 9・ 33ヽ ヾ
ザ Ъつ ・ム」
・■1で も、
ギ F∼ 申‐ │ぽ 争‖
購 │「
qq綺・
∼
1輛 ぐ 。A警 ヽ9,33ヽ ぎ テ 1常彎 〆 rl■ っ な手 │´ 暉
'「 巾 _│ず〆 r
`千
iス 田 金 ¬彎 ≠ ヂ 奮 │セ │ッ I氏 係 費 │で t残 りか ヽA!ギ ぃ 。ム 」
ブ 金
ぽ 瀬 亀 │ぽ (cl彎 鶴 気 費 )。 押 」 鸞 鴨 微 ゞ 91ミ 申 角謬
“
F■ ││「
1殴 ず ‐ 学 IFひ ´
1口 ■ 喘 T分 ■ ■ 囁 Fo:lrθ f亀 爾 f
frr r-* tf"'tfrl
/・ ―
ノ_戸_ ヽ
」
‐「え11
│し
iへ
〃″争 ブ (ダ
着 山 ジ山 │_が │の 轟脚 │
JuJr :iui
│ご iゝ `
メL_は │り L費 ゝ ジ手 1
黙YttitV、 さ
ヽ へ・ヽ
いヽ人:‐ メ│め
ملخص
حبثت ُب الوصل والفصل ُب سورة اللّيل بدراسة كبوية وبالغية .ويهدف ىذا
البحث إىل معرفة الوصل والفصل ُب سورة اللّيل ،من حيث النحو والبالغة .وىذا
البحث يبحث عن الوصل والفصل من موضوعات البالغة .ومعرفتها أمر ضروري ُب لغة
القرآىن خاصا ُب سورة الليل اليت تتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو ُب اغبياة ٍبّ كبياتو
ويوزع البحث إىل حملة عن سورة الليل وربليل اإلعرابّإمأ إىل النعيم و ّإما إىل اعبحيمّ .
بسورة الليل ،و ربليل مواضع الوصل والفصل واسرار استخدم الوصل والفصل ُب سورة
الليل الذي يوّزع على قسمٌن مبحثٌن :القسم األول ( مواضع الوصل وتطبيقها)
وينقسم على ثالثة مباحث وىو إذا قصد إشراكهما ُب اإلعراب وإذا اتفقتا خربا أو
إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة وإذ اختلفتا خربا وإنشاء وأوىم الفصل خالف
اؼبقصودّ .أما القسم الثاين ( مواضع الفصل وتطبيقها) وينقسم على اثناين مبحثٌن وىو
كمال اإلتصال و شبو كمال اإلتصال .وكذالك كشف عن بعض اؼبعاين األخرى ُب
مواضع الوصل والفصل وذلك أنبية الوصل والفصل ُب مظهر من مظاىر اإلعجاز
القرآين.
الكلمات اؼبفتاحية :الوصل ،الفصل ،القرآن ،النحو ،البالغة.
و
ز
ABSTRAK
Sandy Sanri : Washl dan Fashl dalam Surah Al - Lail (Teori Nahwu dan
Balaghoh)
Peneliti membahas penelitian washl dan fashl dalam surah Al - Lail dengan teori
Nahwu dan Balghah. Adapun tujuan penelitian ini adalah untuk menganalisa
waslh dan fashl dalam surah Al - Lail, yang terdiri dari ilmu nahwu dan balaghoh.
dan pada hakikatnya kedua pembahasan ini adalah topik yang penting dalam
balaghah dan bahasa Al – Quran yang membahas tentang usaha manusia didalam
menempuh kehidupan dan mempersiapkan kematiannya, serta apa yang akan di
dapatkan nikmatkah, atau siksaan. Dan di bagi dalam penjelasan surat Al- Lail,
analisis I’rob surat Al-Lail dan analisis Washl dan Fashl serta rahasia di balik
surat Al-Lail. Yang di kategorikan menjadi 2 pembahasan ; Bagian pertama
adalah ( Tempat – tempat Washl dan Implementasinya) yang terdiri dalam 3
pembahasan yaitu ketika adanya hukum i’rab yang disamakan dan ketika dua
kalimat menyatu dalam bentuk Khabar dan Insya serta ketika bertujuan untuk
menghindari kesalahpahaman. Adapun bagian kedua adalah ( Tempat- tempat
Fashl dan Implementasinya) yang terdiri dalam 2 pembahasan yaitu Kaamal Al-
Ithisal dan Syibhu Kaamal Al-Ithishal. Hal inilah yang dapat mengungkapkan
beberapa makna lain dalam Washl dan Fashl. Dan itulah pentingnya washl dan
Fashl dalam bentuk lain keajaiban Al-Qur’an.
a
الصالة و
اغبمد هلل الّذي رفع أىل العلم بفضلو،و خفض أىل اؼبعصية بعدلو ،و ّ
للرسالة على صبيع خلقو ،و على آلو و أصحابوّ .أما بعد :
السالم على من نصبو اهلل ّ
ّ
.1فضيلة عميد كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية ،الدكتور سيف األمم ،و رئيس
ح
ط
ومالزمتها طول اغبياة ،عسى اهلل تعاىل أن هبزيهم أحسن اعبزاء ُب الدنيا و
اآلخرة ،آمٌن.
.1فضيلة اؼبشرف الدكتوراندوس اغباج عبد الغ ّفار اؼباجيستًن الذي ال يبل من
.3فضيلة اؼبناقشة السيد األستاذ الدكتور أضبد باضبيد والدكتور أويل األبصار
.4أمٌن مكتبة جامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية جباكرتا ،و صبيع
موظفيها الذين منحوا يل فرصة اإلطالع على الكتب اؼبتعلّقة دبوضوع البحث.
.5الدكتور آنس صفوان خالد اؼباجستًن وتوفيق اؽبداية اؼباجستًن ،التعليمي أتوجو
واهلل أسأل أن يتقبّل من اعبميع خدماهتم وتعاوهنم ،وأن يوفقهم للعمل الدائب اؼبستمر
..............................................ه ملخص
ي
ك
المراجع والمصادر
الفصل األول
مقدمة
.4،4خلفية المشكلة
اصا من
البيان ال يقوم باللفظ وحده ،واأللفاظ ال تفيد حّت تألّف ضربا خ ّ
التأليف ويعمد هبا إىل وجو دون وجو من الرتكيب والرتتيب .1قال اهلل تعاىل ُب سورة
. لن :
نفهم القرآن بالكلمة أو باعبملة األخرى متقطّعة .ولكن سوف نفهم القرآن بكلمة أو
صبلة كاملة تامة ،كما علّم اهلل الناس ببيان األيات أو اغبديث أو التفسًن.
1الشيخ األمام اىب بكر ,أسرار البالغة (.جدة:دار اؼبداين )1994 ,ص3 .
1امام أيب اغبسٌن بن اغبجاج ,صحيح مسلم( القاىرة :دار اغبديث. )1985,ج.1.ر867.
1
2
وقال السيوطى عن تعريف القرآن :إن القرآن إمبا صار معجزا ألنو
جاء بأفصح األلفاظ ُب أحسن نظام التأليف متضمنا أصح اؼبعاىن من توحيد اهلل تعاىل
وتنزيهو ُب صفاتو ودعوة إىل طاعتو وبيان لطريق عبادتو من ربليل وربرًن وحظر واباحة
ومن وعظ وتقوًن وأمر دبعروف وهني عن منكر وارشاد إىل ؿباسن األخالق وزجر عن
اغبوادث اؼبستقبلة واألعصار األتية من ذلك ،جامعا ُب ذلك بٌن اغبجة واحملتج لو،
والدليل واؼبدلول عليو ليكون ذلك أكد للزوم ما دعا اليو وأنبأ عن وجوب ما أمر بو
3
وهني عنو.
وقال تعاىل ُب سورة الزخرف:
تدل على معىن " قد أنزل اهلل القرآن عربية لنف ّكر ونتعلّم ونفهمو،
. ىذه اآلية ّ
وبب
البصري ُب تعلّم معاىن القرآن الكرًن :ما أنزل اهلل آية إّال وىو ّ
ّ كما قال اغبسن
أن يعلم ُب ما نزلت وماذا عين هبا.4
3ؿبمد أظباعل أبراىم ،القران و اعجازه العلمي( ،القاىرة :دار الفكرى العرىب ) ,ص15-14 .
4أضبد اؽباشم ،الغواعد األساسية للغة العربية ( ،ط ,31 .بًنت :دار الكتاب العلمية 1417 ,م) ص3 .
3
وقال عبد اغبميد ابن وبي :ظبعت شعبة يقول :تعلّموا العربية فإ ّهنا تزيد ُب
العقل وعن سليمان ابن علي ابن عبد اهلل ابن عباس عن العباس ،قال :قلت يارسول
الشك أن تعلم اللغة العربية والتعمق فيها مفتاح لفهم التعاليم اإلؽبية الّّت بيّنها
كقولو تبارك وتعاىل ُب سورة الكهف:
اللغة أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم .6اللغة ىي وعاء الثقافة ،وأداة
االتصال بٌن اؼباضي واغباضر ،وال يستطيع اإلنسان منهما أن يقف على كنوز الفكر
اإلنساين من تاريخ وشعر ونثر بدون اللغة .فاللغة ؽبا وظائف للفرد واجملتمع ،وىي جزء
5أضبد اؽباشم ,القواعد األساسية للغة العربية (,بًنت :دار الكتاب العلمية )1417 ،ص3 .
6الدكتور اميل بديع يعقوب ،فقو اللغة العربية و خصائصها ( ،بًنوت :دار الثقافة االسالمية )1981 ،ص6 .
4
وعلوم اللغة العربية تتفرع إىل فروع متعددة منها علم الصرف والنحو والبالغة أو
اؼبعاىن والبيان والبديع .وذىب بعض النحاة أن الصرف ّأم العلوم والنحو أبوىا ألهنما
7
تلعبان دوراىا ما َب فهم اللغة العربية.
وعرب ابن عصفور (ت696.ه) بقولو :النحو ىو قواعد يعرف هبا أحوال أو
آخر الكلمات العرية الّت حصلت برتكيب بعضها على بعض من إعراب وبناء وما
8
جر أو
ّ أو نصب أو رفع من الكلمة خر آ يكون أن عليو هبب ما نعرف فيو يتبعهما.
جزم أو لزوم حالة واحدة بعد ما ارتكب ُب اعبملة .ومعرفتو ضرورية لكل من يزاول
9
الكتابة واػبطابة ومدارسة االداب العربية.
وأ ّما الصرف فهو علم بأصول تعرف هبا صيغ الكلمات العربية وأحواؽبا الّت
ليست بإعراب وال بناء .وىو علم يبحث عن الكلم من حيث ما يعرض لو من
تصريف وإعالل وإدغام وابدال وبو نعرف ما هبب أن تكون عليو بنية الكلمة قبل
11
انتظامها ُب اعبملة.
7الدكتور أمٌن على السيد ،في علم الصرف ( ،مصر :دار اؼبعارف )1976 ،ص5 .
8أضبد اؽباشم ،القواعد األساسية للغة العربية( ،بًنت :دار الكتاب العلمية )1417 ،ص6 .
9الشيخ األديب مصطفى الغالييىن ،جامع الدروس العربية( ،بًنوت :دار الكتاب العلمية) ص7-6 .
11الشيخ األديب مصطفى الغالييىن ،جامع الدروس العربية ،ص.8 .
5
أ ّما البالغة فهي تأدية اؼبعىن اعبليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة ،ؽبا ُب
النفس أثر خالب ،مع مالئمة كل كالم للموطن الذي يقول فيو ،وألشخاص الذى
ىباطبون .11يبحث فيو ثالثة فنون :اؼبعاىن والبيان والبديع .وعلم اؼبعاىن ىو قواعد
يعرف هبا كيفية مطابقة الكالم مقتضى اغبال حّت يكون وقف الغرض الذى سيق لو.
كبرتز بو عن اػبطأ ُب تأدية اؼبعىن اؼبراد .ونعرف السبب الذي يدعو إىل التقدًن
أبواب :أحوال األسناد اػبربي وأحوال ؼبسند إليو وأحوال اؼبسند وأحوال متعلقات الفعل
13
والقصر واإلنشاء والوصل والفصل واإلهباز واإلطناب واؼبساواة.
فأقوم ىذا البحث بدراسة البالغية عن الوصل والفصل أل ّهنما أساس من أساس
تعلم اللغة العربية الذي ال يفهمها الناس دون تعلم اللغة العربية.
11على اعبارم و مصطفى أمٌن ،البالغة الواضحة البيانالمعينى البديع( ،قاىرة :دار اؼبعارف)1964 ،
ص.8 .
11أضبد مصطفى اؼبراغي ،علوم البالغة البيان و المعانى و البديع ( ،بًنوت :دار الكتاب العلمية،
)1971ص.157 .
13جالل الدين ؿبمد بن عبد الرضبن القزوين اػباطيب ,التلخيص في علوم البالغة (اجملهوا اؼبدينة:
دار الفكر العريب )1954,ص37 :
6
وقال اإلمام ؾبد اإلسالم ابو بكر عبد القاىر ابن عبد الرضبن اعبرجاىن رضبة اهلل
اصا
عليو ورضوانو :البيان ال يقوم باللفظ وحده ،واأللفاظ ال تفيد حّت تألّف ضربا خ ّ
من التأليف ويعمد هبا إىل وجو دون وجو من الرتكيب والرتتيب.كقولو تعاىل ُب سورة
البقرة ( ) ىذه األية
الفصل بٌن اعبملتٌن ،صبلة سواء عليهم ءأنذرهتم أم مل تنذرىم ال يؤمنون ،أل ّن بينهما
واؼبثال الثاىن (قال االحنف بن قيس :ال وفاء لكذوب وال راحة لحسود)
ىذه اعبملة ىي وصل بٌن اعبملتٌن التفاقهما خربا وتناسبهما ُب اؼبعىن وأل ّن ال يوجد
ىناك ما يقتضى الفصل .وذالك ال يبكن أن يكتبوا كتابة جيدة وحسنة وال يتكلموا
كالما فصيحا وال يشرح معاىن صحيحة إّال بفهم قواعد اللغة العربية.
لبناء على ىذه االنبية ،أقوم ببحث سورة الليل ُب دراسة كبوية وبالغيةُ ،ب
.0،4تحديد المشكلة
نظرا إىل مشكالت البحث الّيت كتبها الباحث ،فاكبصر على ما يلى :
. 1،4األغراض من البحث
. 2،4الدراسات السابقة
مل تبحث الطلبة جبامعة شريف ىداية اهلل اإلسالمية اغبكومية جباكرتا عن ىذا
البحث ،وكثًن منهم قد حبثوا عن الدراسة القرآنية والنحوية الّت تتعلق هبذا البحث.
منهم :
8
.1ترتيونغو أجى ىيتنو ،االضافة ُب سورة يوسف (دراسة ربليلية كبوية و بالغية )
1119
.3،4منهج البحث
البحث الكمي وىو يتعلق بالرقم .والثاىن ،البحث النوعي أو البحث الكيفي وىو يتعلق
14
Suharismi Arikunto, Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek, (Jakarta:
RinekaCipta, 1997), H. 239
9
أما اؼبصادر األوىل فهي القرآن الكرًن وكتب التفسًن واؼبصادر الثنائية فهي
الكتب الّّت تتعلق بعلوم اللغة العربية وقواعدىا وخاصا بقواعد النحو والبالغة.
وأعتمد َب كتابة ىذا البحث على الدليل الذى أصدرتو جامعة شريف ىداية اهلل
.4،4خطة البحث
الفصل الثانى :نظرية عن الوصل والفصل ُب علم البالغة ،ربتوى على معرفة
الفصل الثالث :حملة عن سورة الليل ،ربتوى على مفهوم سورة الليل ما مضمونو
الفصل الرابع :التحليل ،وبتوى على إعراب بسورة الليل ومواضع الوصل
كما ذكر وبٌن الباحث ُب الفصل األول أ ّن الوصل والفصل ىو باب من أبواب
علم اؼبعاىن ُب دراسة بالغية .فهو العلم بواقع اعبمل ،والوقوف على ما ينبغي أن يصنع
فيها العطف واإلستئناف والتهدي إىل كيفية إيقاع حروف العطف ُب مواقعها ،أو تركها
عند عدم اغباجة إليها صعب اؼبسلك ،ال يقوف للصواب فيو إال من أوٌب قسطا وافرا
من البالغة وطبع على إدراك ؿباسنها ،ورزق حظا من معرفة ذوق الكالم ،وذلك
فالوصل :عطف بعض اعبمل على بعض ،والفصل تركو ،فإذا أتت صبلة بعد
صبلة ،فاألوىل ّإما أن يكون ؽبا ؿبّل من اإلعراب ،أو ال ،وعلى األول ،إن قصد تشريك
15أضبد اؽبامشي ،جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع (بًنوت :دار الكتاب العلمية)1999 ,
ص.179.
11
12
الثانية ؽبا ُب حكمو عطفت عليها كاؼبفرد ،فشرط كونو مقبوال بالواو وكبوه أن يكون
16
بينهما حجة جامعة ،كبو :زئد يكتب ويشعر ،أويعطي ويبنع.
والفصل عند الزـبشري :التمييز بٌن الشيئٌن ،وقيل للكالم البٌن ،فصل دبعىن
ألهنم قالوا :كالم ملتبس وُب كالمو لبس ،واؼبلتبس اؼبختلط ،فقيل ُب نقيضو
اؼبفصولّ ،
فصل ،أي مفصل بعضو عن بعض ،فمعىن فصل اػبطاب ،البٌن من الكالم اؼبخلص
الذي يتبينو من ىباطب بو ال يلتبس عليو ،ومن فصل اػبطاب وملخصو ،أن ىبطئ
صاحبو مظان الفصل والفصل ،فال يقف ُب كلمة الشهادة على اؼبستثىن منو ،وال يتلو
قولو ( فويل للمصلين) إال موصوال دبا بعده ،وال ( واهلل يعلم وأنتم ) حّت يصلو بقولو
( وال تعلمون) وكبو ذلك ،وكذلك مظان العطف وتركو ،واإلضمار واإلظهار ،واغبذف
17
الذكر ،وإن شئت كان الفصل دبعىن الفاصل.
( وإال فصلت عنها ،كبو :
16جالل الدين ؿبمد بن عبد الرضبان القزوين اػبطيب ،التخليص في علوم البالغة (ؾبهول اؼبدينة :دار
الفكر العريب )1954 ،ص.175 .
17
منًن سلطان ،الفصل و الوصل في القران الكريم ( بًنوت :دار اؼبعارف )1983ص .91 .
13
18) مل يعطف قولو ( اهلل يستهزئ بهم ) على ( إنّا معكم) لئال يشاركو ُب
حكم اؼبفعولية للقول وىو ليس فبا قالوه كما سيأٌب .وإن مل يكن ؽبا ؿبّل من اإلعراب
.0.0مواضع الوصل
وصل اعبمل عطف بعضها على بعض بالواو ،أو إحدى أخواهتا ،وفائدتو
تشريك اؼبعطوف عليو ُب اغبكم ،ومن حروف العطف ما يفيد العطف فحسب ،وىو
الواو ،ولذا قد زبفى اغباجة إليها فال يدرك إال من أٌب حظا من حسن الذوق ،ومنها ما
يفيد مع التشريك معاين أخرى كالرتتيب من غًن تراخ ُب الفاء ،وىو مع الرتاخي ُب ٍب،
19
وىكذا ومن أجل ذلك ال يقع اشتباه ُب استعمال ما عدا الواو.
ّأما حروف العطف تسعة ،فهي :الواو ،والفاء ،وٍبّ ،وحّت ،وأو ،وأم ،وبل،
ولكن .فالواو ،وافاء ،وٍبّ ،وحّت :تفيد مشاركة اؼبعطوف للمعطوف عليو ُب اغبكم
واإلعراب دائما .وأو و ّأم ،إن كانت لغًن اإلضراب عن اؼبعطوف عليو إىل اؼبعطوف،
وإن كانتا لإلضراب فال تفيدان اؼبشاركة بينهما ُب اؼبعىن ،و ّإمبا نبا لتشريك ُب
اإلعراب فقط ،كبو :ال يذىب سعيد أو ال يذىب خالد ،أو أذىب سعيد؟ أم أذىب
خالد؟ .وبل :تفيد اإلضراب والعدول عن اؼبعطوف عليو إىل اؼبعطوف ،كبو :جاء خالد،
بل علي .ولكن :تفيد اإلستدراك ،كبو :ما جاء القوم ،لكن سعيد .وال :تفيد مع
11
العطف نفي اغبكم عما قبلها وإثباتو ؼبا بعدىا ،كبو :جاء علي ال خالد.
بعد أن نعرف مفهوم وأحروف العطف كما ذكر ُب السابقة ،فيأٌب الباحث
11
هبب الوصل بٌن اعبملتٌن ُب ثالثة مواضع :
11مصطفى الغالييين ،جامع الدروس العربية ( قاىرة :شركة القدس للنشر و التوزيع )1111 ,ص .194 .
11على اعبارم و مصطفى أمٌن ،البالغة الواضحة البيان ،المعاني ،البديع(قاىرة :دار اؼبعارف)1964 ,
ص.133.
15
إذا كان للجملة األوىل ؿبّل من اإلعراب ،وقصد تشريك اعبملة الثانية ؽبا ُب
اإلعراب حيث ال مانع كبو :علي يقول ويفعل .فجملة يقول ُب ؿبّل رفع خرب
اؼببتداء ،وكذالك صبلة :ويفعل ،معطوفة على صبلة يقول وتشاركها بأ ّهنا ُب ؿبّل
وحكم ىذه اعبملة حكم اؼبفرد اؼبقتضي مشاركة الثاين لألول ُب إعرابو
" وكمثل قولو تعاىل ُب كتابو العزيز:
والقمر ) معطوفتان على صبلة ( كوكبا) منصوبتان أيضا على اؼبفعولية وعالمة
نصبهما الفتحة.
ب .إذا اتفقتا خربا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة ،ومل يكن ىناك سبب
يقتضي الفصل بينهما .وللتوضيح ىذا البحث وضع الباحث تعريف اػبرب
واإلنشاء عند أضبد اؽبامشي ُب كتاب جواىر البالغة :خرب ىو ما يتحقق مدلولو
ُب اػبارج بدون النطق بو ،كبو :العلم نافع ،فقد أثبتنا صفة نفع العلم ،وتلك
الصفة ثابة لو ( سواء تل ّفظت باعبملة السابقة أم مل تتلفظ) ألن نفع العلم أمر
حاصل ُب اغبقيقة والواقع ،و ّإمبا أنت ربكى ما اتفق عليو الناس قاطبة ،وقضبت
14
بو الشرائع وىدت إليو العقول بدون نظر إىل اثبات جديد.
لذاتو ،كبو :اغفر وارحم ،فالينسب إىل قائلو صدق أو كذب .وإن شئت فقل ُب تعريف
اإلنشاء ما ال وبصل مضمونو وال وبتحقق ّإال إذا تلفظت بو ،فطلب الفعل ُب (األمر)
وطلب اإلقبال ُب (النداء) كل ذلك ما حصل إال بنفس الصيغ اؼبتلفظ هبا.15
وما تعريف األمر ىو طلب حصول الفعل من اؼبخاطب على وجو االستعالء،
والنهي ىو طلب الكف عن الفعل على وجو االستعالء ،واالستفهام ىو طلب العلم
بشيء مل يكن معلوما من قبل وذلك بأدة من إحدى أدواتو ،اؽبمزة ،وىل ،وما ،ومن،
ومّت ،وأيانا ،وكيف ،وإىن ،وكم ،واي .والتمين ىو طلب الشيء احملبوب الذي ال يرجع
حصولو .والنداء ىو طلب اؼبتكلم إقبال اؼبخاطب عليو حبرف نائب مناب ( أنادي)
، وىيا، وأيا، واى، وا، ويا، واي، اؽبمزة: وأدواتو شبانية،اؼبنقول من اػبرب إىل اإلنشاء
ضرب الباحث األمثال ُب آيات القرآن كقولو، فمن البحث الذي بٌن من قبل16.ووا
تكون اعبملة األوىل ( إن.17) ( تعاىل
فعطف بينهما بواو،األبرار لفي نعيم) واعبملة الثانية ( وإن الفجار لفي جحيم) خربية
.العطف
( وقولو تعاىل
( تعاىل وقولو. تكون ( كلمة أدع واستقم) إنشائيتان ُب فعل األمر18)
19
. ) اي ّ
إين أشهد اهلل وأشهدكم :فتكون اعبملة الثانية ُب ىذه االية
وكبو :إذىب إىل فالن وتقول لو كذا ،فتكون اعبملة الثانية من ىذا ؼبثال خربية
لفظا ،ولكنها إنشائية معىن ( أي وقل لو) .فاالختالف ُب اللفظ ال ُب اؼبعىن اؼبعول
عليو :وؽبذا وجب الوصل وعطف اعبملة الثانية على األوىل لوجود اعبامع بينهما ،ومل
31
يكن ىناك سبب يقتضي الفصل بينهما ،وكل من اعبملتٌن ال موضع لو من اإلعراب.
زبتلف اعبملتان خربا وإنشاء ،ولكن لو ترك العطف ألوؽبم خالف اؼبقصود،
كما تقول :ال وشفاه اهلل ،جوابا ؼبن سألك :ىل أبل ؿبمد من مرضو؟ فرتك الواو حينئذ
يومهم الدعاء عليو مع أن اؼبقصود الدعاء لو 31.وؽبذا وجب أيضا الوصل وعطف اعبملة
.1.0مواضع الفصل
من حق اعبمل إذا ترادفت ووقع بعضها إثر بعض أن تربط بالواو لتكون على
متسقر منتظمة ،وقد يعرض ؽبا ما يوجب ترك الواو ،ويسمى ذلك فصال .33ويقع ُب
.4.0.0كمال اإلتصال
وىو إن يكون بٌن اعبملتٌن ارباد تام وامتزاج معنوي ،حّت كأهنما أفرغا ُب قالب
التوكيد لفظ يقوي متبوعو ويزيل عنو كل غموض ،وىو نوعان :
.1لفظي :ويتم عادة بإعادة لفظ اؼبؤكد سواء أكان اظبا ،أو صبلة ،أو فعال ،أو
زىق الباطل .عاش ،عاش الوطن .و فائدة التوكيد اللفظي تقرير اؼبؤكد
33أضبد مصطفى اؼبراغي ،علوم البالغة البيان و المعاني و البديع .ص .167 .
21
.1معنوي :ويتم بألفظ مشهورة ،مثل :صبيع ،عامة ،كافة ،أصبع ،عٌن ،نفس،
34
كل ،كلتا ،مثل :عاد القائد نفسو ،توافد القوم عامتهم الستقبالو.
وفائدة التوكيد بالنفس والعٌن رفع احتمال أن يكون ُب الكالم ؾباز أو سهو أو
نسيان ( .فإن قلت " :جاء األمًن" فردبا يتوىم السامع أن إسناد اجمليء إليو ،ىو على
سبيل التجور أو النسيان أو السهو ،فتأكيده بذكر النفس أو العٌن ،رفعا ؽبذا االحتمال،
فيعتقد السامع حينئذ أن اعبائي ىو ،ال جيشو وال خدمو وال حاشيتو وال شيء من
وفائدة لتوكيد بكل وصبيع وعمة داللة على اإلحاطة والشمول( .فائدة قالت:
"جاء القوم" فردبا يتوىم السامع أن بعضهم قد جاء والبعض االخر قد زبلف عن اجمليء.
فتقول " :جاء القوم كلهم" دفعا ؽبذا التوىم .لذلك ال يقال " :جاء علي كلو" ألنو ال
يتجزأ .فإذا قلت " :اشرتيت الفرس كلو" صح ،ألنّو يتجزأ من حيث اؼببيع).
وفائدة التوكيد بكالم وكلتا إثبات اغبكم لالثنٌن اؼبؤكدين معا ( .فإذا قالت " :
جاء الرجالن" ،وأنكر السامع أن اغبكم ثابت لإلثنٌن معا ،أو توىم ذلك ،فتقول " :
34إبراىم مشس الدين ،مرجع الطالب في اإلعراب( بًنوت لبنان :دار الكتب العلمية .)1971 ,ص .
.111
21
جاء الرجالن كالنبا" ،دفعا النكاره ،أو دفعا لتونبو أن اعبائي أحدنبا ال كالنبا .لذلك
يبتع أن يقال " :اختصم الرجالن كالىم ،وتعاىد سليم وخالد كالنبا" بل هبب أن
ربذف كلمة" كالنبا" ،أل ّن فعل اؼبخاصمة والعاىدة اليقع ّإال من إثنٌن فأكثر ،فال
حاجة إىل توكيد ذلك ،أل ّن السامع ال يعتقد وال يتوىم أنّو حاصل من أحدنبا دون
35
االخر).
( واؼبثال للتوكيد اللفظي ُب القرآن الكرًن ،كبو :
،36)تكون اعبملة الثانية ( أمهلهم رويدا) تأكيدا للجملة األوىل ( فمهل الكافرين)
(مهل) ُب اعبملة
أو تكون الكملة ( أمهلهم) ُب اعبملة الثانية تكرير اللفظي من كلمة ّ
(
األوىل .و ّأما التوكيد اؼبعنوي ،كبو :
،37) فاؼبقام ُب اآلية الكريبة مقام تعظيم
لنيب اهلل يوسف عليو السالم وتعجب من خلقو وأخالقو فوجب فيها ترك العطف :وذلك
ألن اعبملة الثانية ( إن ىذا إال ملك كرًن) مشتملة على معىن اعبملة األوىل ( ما ىذا
يتمين إليو فتأٌب اعبملة ( إن ىذا إال ملك كرًن) مبينة لنوع اعبنس الذي ينتمي إليو .إذن
البد من
اعبملة الثانية قد بينت مضمون األوىل واكدتو واثبتت ما نفي عنو وهبذا كان ّ
ب .باب البدل واؼبقتضى لو الثانية أو َب باؼبطلوب من األول واؼبقام يستدعي عناية
على عباده وىي أوَب فبا قبلها لداللتها على اؼبواد من التفصيل من غًن إحالة على علم
اؼبخاطبٌن لعنادىم واستكبارىمّ ،أم بدل اشتمال كبو ( :
(
و ّأما فائدة البدلية عند الزـبشري ىنا التوكيد ،يقول ُب قولو تعاىل
فتكون اعبملة ( صراط الذين أنعمت عليهم ) بدل من ( الصراط اؼبستقيم) ُب اعبملة
األوىل وىي ُب حكم تكرير العامل كأنو قيل ( اىدنا الصراط اؼبستقيم ،اىدنا الصراط
الذين أنعمت عليهم) ،كما قال تعاىل (للّذين استضعفوا لمن آمن منهم) 41وفائدة
البدل ىناك التوكيد ،ؼبا فيو منالتثنية والتكرير واإلشعار بأن الطريق اؼبستقيم بيانو وتفسًنه
صراط اؼبسلمٌن ،ليكون ذلك شهادة لصراط اؼبسلمٌن باإلستقامة على أبلغ وجو
43
وأكده.
وىو تابع جامد ،يشبو غلبا ىبالف متبوعو ُب لفظو ويوافقو ُب معانو اؼبراد منو
الذات ،مع توض يح الذات إن كان اؼبتبوع معرفة وزبصيصها إن كان نكرة ،وبينو وبٌن
44
بدل الكل من الكل مشاهبة كاملة.
( والداعي إليو خفاء األوىل ،واؼبقام يستدعي إزالة ىذا اػبفاء ،كبو :
,45) تكون اعبملة
الثانية ( قال يا آدم ىل أدلّك على شجرة اػبلد واؼبلك ال يبلى) بيانا كيف وجود
) ،46فاعبملة ( يذحبون
أبناءكم) تكون بيانا ؼبراد ( سوء العذاب) اليت ذكرت ُب اعبملة األوىل .ويقول ُب قول
47
) ( تعاىل
سجل عليهم بالظلم بأن قدم القوم الظاؼبٌن ٍب عطفهم عليهم عطف البيان ،كأ ّن معىن
.0.0.0كمال االنقطاع
وىو أن يكون بٌن اعبملتٌن تباين تام دون إيهام خالف اؼبراد ،ربت ىذا
نوعان:
( أن زبتلف خربا إنشاء لفظا ومعىن كبو قولو تعاىل أ.
26
( وقولو تعاىل )
49
)
ب .أال تكون بينهما مناسبة ُب اؼبعىن ،وال ارتبطا بٌن اؼبسند فيهما وال بٌن
اعبملتٌن ،وؽبذا وجب الفصل وترك العطف ،أل ّن العطف يبكن للربط ،وال
51
رطب بٌن صبلتٌن ُب ش ّدة التباعد وكمال اإلنقطاع.
وىو كون اعبملة الثانية قوية االرتباط باألوىل لقوعها جوابا عن السؤال يفهم من
( اعبملة األوىل فتفصل عنها كما يفصل اعبواب عن السؤال ،كبو :
51) استأنفت صبلة بناء
على أن اؼبتكلم هبيب عن سؤال قد طبنو اؼبخاطب بينو وبٌن نفسو وتردد فيو وىو ؼباذا
وعندما تقع اعبملة جوابا عن سؤال يقدر بناء على ما مذكور فهذا قمة البالغة واإلبداع
وترى ُب القرآن الكرًن ؾبئ الفعل ( قال) مفصوال غًن معطوف .وىذا كثًن ُب
سورة يوسف ،والسبب ُب ذالك ألن السورة سياقها سرد قصو بعينو .ففي تتبع ىذه
القصة واغبوار بٌن شخصياهتا تظهر لنا كثًنة مثل ىذا النوع من اعبمل.
و ّإمبا يفصل الفعل عما بعده تقدير سؤال ( فماذ قال فالن بعد ذلك؟) فتأٌب
( ،51) وكبو :
،53 ) وكمثل:
54
و( ) (
55
)
فالفصل مبين على سؤال ( فماذا قال يوسف ألبيو؟ وماذا قال لو أبوه؟ وماذا
قال األبناء ألبيهم ُب أمر يوسف؟ وماذا رد عليهم؟ وكل ذلك للتنبيو على أمر يدور
و ّامبا يقدر السؤال تقديرا لئال ينقطع الكالم ،فكأمبا ذلك االستئناف ىو مكان
اؼبقدرة .فيشعرك االستئناف بأ ّن ىناك بأ ّن ىناك مدة زمنية وجيزة بٌن لفظة
تلك األسئلة ّ
بٌن اعبمل ليأخذ مكانو ويرتك فرصة للقارئ ُب اكتشافو وزبنيمو وكل ذالك خدمة
56
للسياق ،ويبدوا ّن لالستئناف ُب السورة اؼبباركة ارتباطا قويا باؼبقام.
وىو أن تستبق صبلة جبولتٌن يصح عطفها على إحدنبا ،وال يصح عطفها على األخرى
لفسد اؼبعىن ،فيرتك العطف دفعا ؽبذا الوىم ،ويسم الفصل حينئذ قطعا ،كقولو:
(وتظم سلمى أنين أبغي هبا * بدال أراىا ُب الضالل هتيم) فبٌن اعبملتٌن مناسبة ظاىرة
الرباد اؼبسندين ،أل ّن اؼبعىن أراىا أظنها ،وكون اؼبسند إليو ُب األوىل ؿببوبا والثانية ؿببا،
ولكن ترك العطف لئال يتهم أنّو عطف على أبغي ،فيكون من منظنونات سلمى،
56ميساكاظم دىداري htm ،أثر ألوصل و الفصل ُب بالغة سورة يوسف – ديوان
العرب1118,)file\\\:f\8)Delapan.
29
وىو أن تكون اعبملتٌن متناسبتٌن ،ولكن يبنع من العطف مانع وىو عدم قصد
( التشريك ُب اغبكم كقولو تعاىل :
) 57فجملة " اهلل يستهزئ هبم " ال
يصح عطفها على " إنّا معكم" القتضائو أهنا من مقول اؼبنافقٌن ،وال على صبلة قالوا
ألنو يكون اؼبعىن ،فإنّو قالوا ذلك استهزاء اهلل هبم ،وىذا ال يستقيم ،ال استهزاء اهلل هبم
بأن خذؽبم وخالىم وما سولت ؽبم أنفسهم مسرتجا إياىم من حيث ال يشعرون إّمبا ىو
على نفس االستهزاء وفعلهم لو وإرادهتم إياه ُب قوؽبم آمنا ،ال على ّأهنم حدثوا عن
بأهنم مستهزئون ،إذا اؼبؤاخذة على اعتقاد االستهواء واػبديعة ُب إظهار اإليبان
انفسهم ّ
ال ُب قوؽبم :إنّا استهزأنا ،من غًن أن يقرتن بذلك القول اعتقاد ونية.58
( رب العلمٌن كما قال اهلل تعاىل ُب سورة الشعراء :
لإلنسانية صبعاء ألنّو كالم ّ
)
والقرآن الكرًن أخر ما نزل من السماء ألىل األرض على رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم
حيث ال كتاب بعده فهو النور اؼببٌن والصراط اؼبستقيم الواجب علينا اتباعو والسًن على
59
ىديو لننال الفوز برضوان اهلل تعاىل.
59ؿبمد حٌن سالمة ،إعراب جزءعمّ( ،القاىرة :دار االفاق العربية )1417,ص.7 .
31
31
وإما إىل
األعلى ،تتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو َب اغبياة ٍب هنايتو ّإما إىل النعيم ّ
اعبحيم .بدأت السورة الكريبة بإقسم الليل إذا يغشى الدنيا بظالمو وبالنهار إذا أنار
الكون بإشراقو وضيائو وباػبالق العظيم الذى أوجد النوعٌن الذكر واألنثىٍ ،ب أوضحت
سبال وىي ال تنفعهم يوم القيامة ٍبّ حذرت أىل مكة من عذاب اهلل وانتقامةٍ .ب ختمت
السورة بذكر مبوذج للمؤمن الصاحل الذى ينفق مالو َب وجوء اػبرب واؼبقصود بو ىو "أبو
61
بكر الصديق" رضي اهلل عنو حٌن اشرتى بالل وأعتقو ُب سبيل اهلل.
.1.3أسباب النزول
حدثنا أبو معمر بن إظباعيل اإلظباعيلي إمالء جبرجان سنة إحدى وثالثٌن
أن رجال كانت لو لبلة فرعها ُب دار رجل فقًن ذي عيال وكان الرجل إذا جاء
ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر ،فردبا سقطت التمرة من أيديهم ،فإ ّن
وجدىا ُب فم احدىم أدخل إصبعو حّت ىبرج التمرة من فيو .فشكا الرجل ذلك إىل
النيب صلى اهلل عليو وسلم وأخربه دبا يلقى من صاحب النخلة :فقال لو النيب صلى اهلل
عليو وسلم :اذىب :ولقىي صاحب النخلة وقال :تعطيين لبلتك اؼبائلة اليت فرعها ُب
دار فالن ،ولك هبا لبلة ُب اعبنة؟ فقال لو الرجل ( :لقد أعطيت ) وإن يل لبال كثًنا
وما فيها لبلة أعجب إيل شبرة منهاٍ :ب ذىب الرجل ،فلقي رجال كان يسمع الكالم من
رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم فقال :يا رسول اهلل أاعطيين ما أعطيت الرجل ،لبلة ُب
فذىب الرجل فلقي صاحب النخلة ،فساومها منو ،فقال لو :أشعرت أن
ؿبمدا أعطاين هبا لبلة ُب اعبنة ،فقلت :يعجبين شبرىا ؟ فقال لو اآلخر :أتريد بيعها ؟
قال :ال اّال أن أعطى هبا ما ال أظنّو أعطي .قال :فما منك ؟ قال :أربعون لبلة قال
لو الرجل :لقد جئت بعظيم ،تطلب بنخلتك اؼبائلة أربعٌن لبلة؟ ٍب سكت عنو ،فقال
فذىب رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم إىل صاحب الدار ،فقال :إن النخلة
لك ولعيالك ،فأنزل اهلل تبارك وتعاىل :
حدثنا
أخربنا أبو بكر اغبارثي أخربنا أبو الشيخ اغبافظ ،أخربنا الوليد بن أبانّ ،
أن أبا بكر اشرتى بالال من أمية بن خلف بربدة وعشر أواق (من ذىب )
(
) إىل قولو : ( فأعتقو ،فأنزل اهلل تبارك وتعاىل :
63
) سعي أىب بكر وأمية بن خلف.
قولو تعاىل ) ( :إىل قولو ) ( :
حدثنا
أخربنا أبو عبد اهلل ؿبمد بن إبراىيم أخربنا ؿبمد بن جعفر بن اؽبيثم األنباري ّ
حدثنا سفيان الثوري عن منصور واألعمش عن
حدثنا قبيصة ّ
جعفر بن ؿبمد بن شاكر ّ
سعد بن عبيدة ،عن أيب عبد الرضبن السلمي عن علي قال :
40جالل الدين بن ايب عبد الرضبن السيوطي ،اسباب الىزول لباب النقول في أسباب النزول( ،بًنوت –
لبنان :مؤسسة الكتب الثقافية )1111,ص.194 .
63االمام األيب اغبسن علي بن أضبد الواحدي ،اسباب نزول القران .ص .478.
34
قال رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم :ما منكم من أحد إال كتب مقعده من
اعبنة ومقعده من النار ! قالوا :يارسول اهلل ،أفال نتّكل ؟ قال :اعملوا فكل ميسر (مل
( خلق لو ) ٍب قرأ :
42
)
رواه البخاري ،عن أيب نعيم ،عن األعمش ورواه مسلم عن أيب زىًن بن حرب
حدثين
أخربنا عبد الرضبن بن ضبدان ،أخربنا أضبد بن جعفر بن مالك ،قال ّ :
عن ؿبمد بن إسحاق ،عن ؿبمد بن عبد اهلل ،عن ابن أيب عتيق ،عن عامر بن عبد اهلل،
قال أبو قحافة إلبنو أيب بكر :يا بين ،أراك تعتق رقابا ضعافا ،فلو أنك إذ
فعلت ما فعلت أعتقت رجال جالدة يبنعونك ويقومون دونك .فقال أبو بكر :يا أبت،
64االمام األيب اغبسن علي بن أضبد الواحدي ،اسباب نزول القران .ص .481 .
35
فتحدث :ما نزل ىؤالء اآليات إال فيو وفيما قالو :أبوه (
إين ّإمبا أريد ما أريد قال ّ :
) إىل آخر السورة.
وذكر من ظبع ابن الزبًن وىو على اؼبنرب يقول :كان أبو بكر يبتاع الضعفة من
ال عبيد فيعتقهم ،فقال لو أبوه :يا بين لو كنت تبتاع من يبنع ظهرك .قال ما منع ظهري
) إىل آخر ( أريد .فنزلت فيو.
السورة.
إن بالال ؼبا أسلم ذىب إىل األصنام فسلح عليها ،وكان عبدا لعبد اهلل بن
جدعان ،فشكا إليو اؼبشركون ما فعل ،فوىبو ؽبم ،ومائة من اإلبل ينحروهنا آلؽبتهم،
بكر :أ ّن بالال يعذب ُب اهلل ،فحمل أبو بكر رطال من ذىب .فبتاعو بو .فقال
36
اؼبشركون :ما فعل أبو بكر ذلك إىل ليد كانت لبالل عنده .فأنزل اهلل تعاىل :و ما
.43 ) ( ألحد عنده من نعمة ذبزى
ظبيت سورة الليل الفتتاحها بإقسام اهلل تعاىل بالليل إذا يغشى ،أي يغطي الكون
بظالمو ،ويسرت الشمس والنهار واألرض والوجود حبجابو .ؼبا ذكر ُب سورة الشمس قبلها
فأما بعدىا ،أ ّن سورة الضحى متصلة هبذه السورة من وجهٌن :
ّ
65وىبة الزحيلي ،تفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج(،دمشق :دار الفكر )1113,ج.15 .
ص 661
44وىبة الزحيلي ،تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهجزج .43 .ص .434.
37
ختمت سورة الليل بوعد الكرًن من اهلل تعاىل بإرضاء األتقى ُب اآلخًنة. -1
وقال تعال بسورة الضحى مؤكدا وعده لنبيو صلى اهلل عليو وسلم بقولو :
ٍب عدد اهلل تعاىل ذكر تعاىل ُب السورة السابقة : -1
إفتتحت السورة بإقسام الليل والنهار وخالق الذكر واألنثى على أن عمل الناس
ـبتلف ،فمنهم تقي ومنهم شقي ،ومنهم مؤمن ومنهم فاجر ) ( :
ٍبّ أضحت أن الناس فرقٌن ،وحددت منهج وطريق كل فريق وجزاء كل منهم ُب
األخًنة :أىل اإليبان والسعادة واعبنة :وىم الذين بذلوا اؼبال وصدقوا بوعد اهلل ُب
67وىبة الزحيلي ،تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج .ج .43 .ص.443.
38
األخًنة ،وأىل الكفر والشقاوة والنار :وىم الذين خبلوا بأموال واستغنوا عن رّهبم عز
(
وجل ،وأنكروا وعد اهلل بو من اعبنّة ) ( :إىل قولو
وأعقبت ذلك ببيان عدم جدوي اؼبال ُب األخًنة ،وأ ّن اهلل واضع دستور اؽبداية،
( وأنّو مالك الدنيا واألخًنة ) ( :إىل قولو
ودل ىذا التحذير من عذاب اهلل واإلنذار بالنّار على إنّو العقاب اؼبستحق لكل من
ّ
كذب بآيات اهلل تعاىل وبرسولو صلى اهلل عليو وسلم ) ( .إىل
قولو (.)
يبذل مالو ُب طريق اػبًن ـبلصا لوجو اهلل ،دون قصد مكافأة أحد ،وال ؼبصلحة
دنيوية عند انسان .وذلكم اؼبثال ىو ابو بكر الصديق رضي اهلل عنو ( :
46وىبة الزحيلي ،تفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج .ج .43 .ص .430 – 434 .
39
والرتغيب والرتىيب ،واإلرشاد واؽبداية ،واعلم أنّو ملك الدنيا واآلخرة ،وال يزيد ُب ملكو
اىتداء الناس ،وال يضره ترك اىتدائهم هبداه ،ويعطي ما يشاء ؼبن يشاء ،فتطلب سعادة
الدارين منوٍ .بّ أنذر الناس صبيعا بعذاب النار ،وأبان من يصالىا ووبرتق هبا ،ومن يعبد
وروي أن بالال رضي اهلل عنو كان عبدا فبلوكا ل ( أمية بن خلف) وكان سيدة
يعذبو إلسالمو ،وىبرجو إذا ضبيت الشمس فيطرحو على ظهره ببطحاء مكةٍ ،ب يأمر
بالضخرة العظيمة فتوضع على صدرهٍ ،ب يقول لو :ال تزال ىكذا حّت سبوت أو تكفر
69
الزحيلي ،التفسًن اؼبنًن ُب العقيدة و الشريعة و اؼبنهج .ص.444 .
األستاذ الدكتور وىبة ّ
41
( كانت لو عنده فنزلت
54
،1.) ج4764 ، الدار القران الكريم: صفوة التفاسًن( بيروت،الصابوني
ّ علي
ّ محمد
ّ
.347.ص
الفصل الرابع
تطبيقات الوصل والفصل في سورة الليل بالنسبة إلى علم النحو وعلم المعانى
باإلضافة للظرف.71
41
42
صدق".76
ّ
73
الدرويش ،اعراب القران الكريم ( دمشق :دار ابن كثًن1991،م) ج ،11.ص 511
الدين ّ
ؿبيي ّ
74ؿبمد حٌن سالمة ،إعراب جزءعمّ .ص141.
75ؿبمد حٌن سالمة ،إعراب جزءعمّ .ص141 .
76
ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو ( دمشق – بًنوت :دار ّ
الرشيد1995 ،
م) ص347 .
43
فباثل لو ُب إعرابو.78
77
الدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص .511.
الدين ّ
ؿبيي ّ
78ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .ص.347 .
44
(إ ّن) حرف توكيد ونصب (علينا) جار وؾبرور ُب ؿبل
(إال)
اؼبقدرة( ،اؽباء) ضمًن ُب ؿبل نصب مفعول بو ّ
اؼبقدرة.84
(الواو) عاطية( ،السٌن) حرف بدل على االستقبال،
ألهنا داخلة
من يؤٌب فتكون ال ؿب ّل ؽبا من اإلعراب ّ
(الواو) حرف عطف ( ،ما) نافية( ،ألحد) جار
(االّ) أدة استثناء و(ابتغاء) مستثىن من غًن جنس ألنّو
وذالك أن يكون بٌن اعبملتٌن ارباد تام ،دبعىن أن يكون بينهما اتصال كامل،
فتكون اعبملة الثانية إما بيانا ألوىل أو تأكيدا ؽبا أو بدال منها.91
وىو أن تكون اعبملة الثانية مبينة ألوىل ،وذلك بأن تنزل منزلة عطف البيان من
متبوعو ُب إفادة اإليضاح ،والذى يدعو إىل ذلك أن يكون ُب األوىل بعض اػبفاء
الداعي إىل إزالتو فتأٌب الثانية لتزيل ىذا اػبفاء .أو يكون ُب األوىل إصبال ألمور عدة
(: األول بأ ّن نكون مؤكدة ؽبا ،كقول اهلل تعاىل
ويقدر أي شيئ يغين ،ويغين فعل مضارع مرفوع وعنو متعلّق بيغين ومالو فاعل
مقدما ّ
ّ
تردى
اؼبقدر وصبلة ّ
متضمن معىن الشرط متعلّق باعبواب ّ
ؿبل نصب ّ
اي ظرف ُب ّ
ُب ؿب ّل جر ،مضاف إليو بإضافة الظرف إليها وجواب الشرط ؿبذوف تقديره ما يغين
94
تردى فعل ماض واؼبصدر
تردى حبث لطيف قال ّ ( :
عنو مالو ،وال بن خالوية ُب ّ
تردى ُب بئر وُب
اؼبرتدية والنطيحة ،يقال ّ
مرتد ومنو قولو تعاىل و ّ
ترديا فهو ّ
يرتدى ّ
تردى ّ
ّ
93
الدرويش ،اعراب القران الكريم ( دمشق :دار ابن كثًن1991،م) ج ،11.ص.511 .
الدين ّ
ؿبيي ّ
94
ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .ص.347 .
51
أىوية وُب ىلكة ،إذا وقع فيها ويقال :ردى زيد يرتدى ردى إذا ىلك وأرداه اهلل يرديو
وقال األصمعي :سألت منتجع بن بنهان عن رديان الفرس فقال :ىو عدوه
فاعول ظبى بذلك حملسبو الدابة ،يقال :تأريت باؼبكان إذا لزمتو ورببست بو" 95وقيل
وحاجتو شيئ ،كما قال ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقنا كم أول مرة وتركتم ما خلونا
كم وراء ظهوركم) وقال ( ونرثو ما يقول ويأتينا فردا) أخرب ان الذي ينتفع اإلنسان بو ىو
ما يقدمو اإلنسان من أألعمال الرب وإعطاء األموال ُب حقوقها ،دون اؼبال الذي ىبلفو
95
ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص .513-511
96
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى ( لبنان -بًنوت :دار الفكر 1981 ،م ) ج
ؿبمد ّ
إمام ّ
،11ص.111.
51
و( ) كالم مستأنف مسوق إلخبارىم بأن عليو سبحانو
دبقتضى حكمتو بيان اؽبدى من الضالل .وإن حرف مشبّو بالفعل وعلينا خربىا
اؼبقدم والالم للتأكيد واؽبدى اسم ا ّن اؼبؤخر .97وأنّو تعاىل ؼبا عرفهم أن سعيهم شّت ُب
العواقب وبٌن ما للمحسن من اليسرى وللمسئ من العسر ،أخربىم أنّو قد قضى ما عليو
من البيان والداللة والرتغيب والرتىيب واإلرشاد واؽبداية فقال( إن علينا للهدى) 98اى
واؼبعتزل احتجوا هبذه االية على صحة مذىبهم ُب مسائل( إحدىا) أنّو تعاىل
أباح األعذار وما كلف اؼبكلف إال ما ُب وسعو وطاقتو ،فثبت أنو تعاىل ال يكلف دبا ال
يطاق( وثانيها) أن كلمة على للوجوب ،فتدل على أنّو قد هبب للعبد على اهلل شيئ
(وثالثها) أنّو لو مل يكن العبد مستقال باإلجد ؼبا كان ُب وضع الدالئل فائدة ،وأجوبة
أصحابنا عن مثل ىذه الوجوه مشهورة ،وذكر الواحدى وجها اخر نقلو عن الفراء فقال
اؼبعىن :إن علينا للهدى واإلضالل ،فرتك اإلضالل كما قال (سرابيل تقيكم اغبر) وىي
تفي اغبر والربد ،وىذه معىن قول ابن عبس ُب رواية عطاء ،قال يريد أرشد أو ليأتى اىل
العمل بطاعّت ،وأحول بٌن أعدائى ان يعملوا بطاعّت فذكر معن الغضالل ،قالت اؼبعتزلة
ىذا التأويل ساقط لقولو تعاىل(وعلى اهلل قصد السبيل ومنها جائر) فبٌن أن قصد السبيل
على اهلل ،و ّأما جور السبيل فيبٌن أنو ليس على اهلل وال منو ،واعلم أن االستقصاء قد
وأنذرتكم فعل ماض وفاعل مفعول بو ونارا مفعول بو ثان وصبلة تلظّى نعت لنارا وتلظّى
أي فمن طلب الدنيا واآلخرة من غًن مالكهما اغبقيقي وىو اهلل فقد اخطأ
وضل سواء السبيل وعبارة ابن خالوية جيّدة وىي (:تلظى فعل مضارع واألصل
الطريق ّ
نارا تتلظّى
نارا تّلظى بإدغام التاء يريد ً
تتلظى .وقد قرأ ابن مسعود بذالك وقرأ ابن كثًن ً :
فعال ماضيًا لقيل تلظت ألن النار مؤنثة واؼبصدرية تلظّت تتلظى تلظّيا
ولو كان تلظّى ً
111
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.113 .
ؿبمد ّ
إمام ّ
111ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .ص.348.
111
الدرويش ،اعراب القران الكريم.ج ،11.ص.513.
الدين ّ
ؿبيي ّ
53
فهي متلظية ويقال ُب أظباء جهنم سقر وجهنم واعبحيم ولظى نعوذ باهلل منها وىذه
األظباء معارف ال تنصرف للتأنيث واؼبعرفة) .ال نافية ويصالىا فعل مضارع مرفوع واؽباء
مفعول بو وإال أداة حرص واألشقى فاعل يصالىا ،الّذي نعت لألشقى وصبلة كذب ال
واؼبعىن فحذرتكم يا اىل مكة نارا تتوقد وتتوىج من شدة حرارهتا ،ال يدخلها
للخلود فيها وال يذوق سعًنىاّ ،إال الكافر الشقى ،وك ّذب الرسل وأعرض عن
اإليبان ،114تلظى أي تنلهب وتتوىج ،يقال تلظت النار تلظيا ،ومنو ظبعت جهنم لظى،
ٍب بٌن ّأهنا ؼبن ىي بقولو( ال يصالىا إال األشقى) قال ابن عباس :نزلت ُب أمية بن
خلف وأمثالو الذين كذبوا ؿبمدا واألنبياء قبلو ،وقيل إن األشقى دبعىن الشقى كما يقال
:لست فيها بأوحد أى بواحد ،فاؼبعىن ال يدخلها إال الكافر الذي ىو شقى ألنّو كذب
واعلم أن اؼبرجئة يتمسكون هبذه اآلية ُب أنو ال وعيد إال على الكافر ،قال
(أحدىا) أنّو يقضى أن ال يدخل النار ( إال األشقى الذى كذب وتوىل ) فوجب ُب
113
الدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص.513.
الدين ّ
ؿبيي ّ
114
الصابوين ،صفوة التّفاسير .ص.571.
ؿبمد علي ّ
ّ
54
الكافر الذى مل يكذب ومل يتوىل أن ال يدخل النار ( وثانيها ) أن ىذا إغراء باؼبعاصى،
ألنّو دبنزلة أن يقول اهلل تعاىل ،ؼبن صدق باهلل ورسولو ومل يكذب ومل يتول :أى معصية
أوقدمت عليها ،فلن نصرك ،وىذا يتجاوز حد اإلغراء إىل أن تصًن كاإلباحة ،وتعاىل اهلل
الظاىر ألنّو معلوم من حال الفاسق ،أنّو ليس بأتقى ،أل ّن ذلك مبالغة ُب التقوى ،ومن
يرتكب عظائم الكبائر ال يوصف بأنّو أتقى ،فإن كان األول يدل على أن الفاسق ال
و ّأما قولو :اؼبراد إن ىذا األشقى أحق بو فضعيف ألنّو ترك للظاىر من غًن
دليل ،فثبت ضعف الوجوه اليت ذكرىا القاضي ،فإن قيل فما اعبواب عنو على قولكم،
فأنكم ال تقتعون بعدم وعيد الفساق؟ اعبواب من وجهٌن ( :األوىل ) ماذ كره الواحدى
وىو أن معىن ( ال يصالىا ) ال يلزمو ُب حقيقة اللغة ،يقال .صلى الكافر النار إذا لزمها
مقاسيا شدهتا وحرىا ،وعندنا أن ىذه اؼبالزمة ال تثبت إال الكافر ،أم الفاسق فإما ان ال
115
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.114 – 113.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
55
يدخلها أو إن دخلها زبلص منها (الثاين) أن ىبص عموم ىذا الظاىر باآليات الدالة
116
على وعيد الفساق ،واهلل أعلم
( الثالث ،أن تكون اعبملة الثانية مبينة أو موضحة ألوىل كقولو تعاىل
) الواو عاطفة والسٌن حرف استقبال جيء بو
للتأكيد وهبنبها فعل مضارع مرفوع ومفعول بو ويتزّكى فعل مضارع وفاعلو مسترت واعبملة
مر :األتقى أبو بكر الصديق ُب قول صبيع اؼبفسرين ،اي إ ّهنا نزلت
قال الواحدي كما ّ
فيو ،وإال فحكمها عما .وىذا األتقى ىو الذي ينفق مالو ويعطيو ُب وجوه اػبًن ،طالبا
أن يكون عند اهلل زاكيا مطهرا نقيا من الذنوب ،ال يريد بذالك رياء وال ظبعة ،وال مدوبا
وثناء من الناس.118
116
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.114.
ؿبمد ّ
إمام ّ
117ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش ،اعراب القران الكريم.ج ،11.ص.514 -513.
118
الزحيلي ،التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج (دمشق :دار
األستاذ الدكتور وىبة ّ
الفكر 1119 ,م) ص.661 .
56
ومعىن سيجنبها أي سيبعدىا وهبعل منها على جانب يقال جنبتو الشيء اى
بعدتو وجنبتو عنو ،وفيو مسألتان ( :اؼبسألة األوىل) أصبع اؼبفسرون منا على أن اؼبراد منو
أبو بكر رضي اهلل تعاىل عنو .واعلم أن الشيعة بأسرىم ينكرون ىذه الرواية ،ويقولون إ ّهنا
نزلت ُب حق على ابن أىب طالب عليو السالم والدليل عليو قولو تعاىل (ويؤتون الزكاة
وىم راكعون ) فقولو ( األتقى ،الذي يؤتى مالو يتزكى) إشارة إىل ما َب اآلية من قولو
(ويؤتون الزكاة وىم راكعون ) وؼبا ذكر ذلك بعضهم ُب ؿبضرى قالت ،أقيم الداللة
العقلية على ان اؼبراد من ىذه اآلية أبو بكر وتقريرىا :إن اؼبراد من ىذا األتقى ىو
أفضل اػبلق ،فإذا كان كذلك ،وجب أن يكون اؼبراد أبو بكر( .اؼبسألة الثانية) قال
ؿبل لو النّو
ؿبل ( يتزكى) وجهان :إن جعلت بدال من يؤتى فال ّ
صاحب الكشاف ُب ّ
دخل ُب حكم الصلة ،والصالت ال ؿب ّل ؽبا .وإن جعلتو حاال من الضمًن ُب (يؤٌب)
فحملو النصب.119
( كون اعبملة الثانية جوابا عن سؤال نشأ من اعبملة األوىل ،كقولو تعاىل
111
)
119
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.116 – 115.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
111
الدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص.511.
الدين ّ
ؿبيي ّ
57
فسياق االيات من قول تعاىل ( والليل إذا يغشى والنّهار إذا ذبلّى ) إىل قولو ( وما خلق
الذكر واألنثى ) يدل لنا انّو تعاىل أقسم بالليل الذي يأوى فيو كل حيوان إىل مأواه
ويسكن اػبالق عن اإلضطراب ويغشاىم النوم الذى جعلو اهلل راحة ألبدهنم وغذاء
ألرواحهمٍ ،ب أقسم بالنهار إذا ذبلى ،أل ّن النهار إذا جاء انكشف بضوئو ما كان ُب
الدنيا من الظلمة ،وجاء الوقت الذى يتحرك فيو الناس ؼباشهم وتتحرك الطًن من أو
كارىا واؽبوام من مكاهنا ،فلو كان الدىر كلو ليال لتعذر اؼبعاش ولو كان كلو هنارا لبطلت
الراحة ،لكن اؼبصلحة كانت ُب تعاقبهما على ما قال سبحانو (وىو الذى جعل الليل
والنهار خلفة) ( وسخر لكم الليل والنهار) أما قولو ( والليل إذا يغشى ) ؼبا اهلل تعاىل مل
يذكر مفعول يغشى ،أل ّن اذا الشمس من قولو ( والليل إذا يغشاىا) او النهار من قوم
(يغشى الليل والنهار) او كل شيئ يواريو بظالمو من قولو ( إذا وقب) وقولو (والنهار اذا
ذبلّى ) اى ظهر بزوال ظلمة الليل ،أو ظهر وانكشف بطلوع الشمس.111
( والليل إذا يغشى والنهار إذا ذبلّى ) نبا صورتان متعاكستان :صورة الليل
عندما يسرت بظالمو ،وصورة النهار عندما يتجلّى وينكشف لذي عينٌن ،لذا فقد جاء
111
موضوع السورة متناسقا منسجما مع ىذا اؼبطلع الرائع.
وقولو تعاىل ) (:القسم بالذكر واألنثى يتناول القسم،
جبميع ذوى األرواح الذين ىم أشرف اؼبخلوقات ،ال ّن كل حيوان فهو إما ذكر أو أنثى
بد وان يكون إما ذكر أو انثى ،بدليل أنّو لو حلف بالطالق ،أنّو
واػبنثى فهو ُب نفسة ال ّ
111
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.198 .
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
111ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .ص.346 .
58
مل يلق ُب ىذه اليوم ال ذكرا وال أنثى ،وكان قذ لقى خنثى فإنو ينحث ُب يبينو .113وماذا
سيكون بعد تلك األىوال؟ فجاء اعبواب جبواب القسم ُب قولو تعاىل ( إ ّن سعيكم
لشّت) اقسم سبحانو هبذه األشياء ،أن أعمال عباده لشّت أي أى ـبتلفة ُب اعبزاء وشّت
صبع شتيت مثل مرضى ومريض ،114وقيل اؼبختلف اؼبتباين شّت لتباعد ما بٌن بعض
وبعضو الن بعضو ضالل وبعضو ىدى ،وبعضو يوجب اعبنان ،وبعضو يوجب النًنان،
فشتان ما بينهما والشتات وشيء شتيت وزان كرًن متفرق وقوم شّت فعلى متفرقون
115
وجاؤوا أشتاتا كذلك شتان ما بينهما اى بعد" واظبها والالم اؼبزحلقة وشّت خرب إن.
قال أبو على الفارس ىذا الباب مرجع البالغة ألن َب قوة مدركو الصالحية
إلدراك ما سواه ،ولصعوبتو من جهة استخراج اعبهة اعبامعة ُب حالة الوصل إذا يتوقف
113
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.198 .
ؿبمد ّ
إمام ّ
114
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص199 .
ؿبمد ّ
إمام ّ
115
الدرويش ،اعراب القران الكريم.ج ،11.ص511.
الدين ّ
ؿبيي ّ
116
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص199 .
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
59
على معرفة ىل بٌن صبلتٌن كمال اإلنقطاع ،أو كمال إتصال ،أو شبو كل منهما ،أو
التوسط ( الوصل عطف صبلة على) اعبملة ( أخرى ) واؼبراد بو ما يشتمل العطف الواقع
بٌن اعبمل اؼبتعددة كعطف صبلتٌن على صبلتٌن فإنّو ردبا ال تناسب صبل أربع مرتتبة حبيث
تعطف واحدة على ما قبلها بل تناسب األوليان واألخريان فيعطف كل اثنٌن أوال
ويعطف األخريان على األوليٌن ؼبناسبة ؾبموع األخريٌن جملموع األوليٌن.117
ُب ىذا الكتاب ( قاصر على العطف بالواو ) اي عطف اعبملة الثانية على
اعبملة األوىل بالواو خاصة :ألنّك ال تصول بٌن اعبملتٌن إال إذا كان جامع بينهما
ألهنا ؼبطلق اعبمع
فيشرتط ُب العطف أن تكون بينهما جهة جامعة وىذا خاص بالواو ّ
وال وبسن العطف هبا حّت يراعى ما ىو أخص جامعا بينهما ومل يتعد الكالم ىنا إال
العطف بغًن الواو ( أل ّن العطف بغًنىا ) أي بغًن الواو من كل ما يدل على التشريك ُب
اغبصول اػبارجى ( ال يقع فيو إشباه ) أل ّن غًنىا يفيد معاىن ـبصوصة فإذا ربقق معىن
منها وقصد التشريك حسن العطف باغبرف الدال عليو وإن مل توجد جهة جامعة غًن
التشريك.118
المبحث األول :أن تتفق اعبملتان خربا أو إنشاء ،لفظ ومعىن أو معىن فقط،
مع وجود اؼبناسبة بينهما ،وليس ىناك مانع من الوصل ،من ذلك قولو تعاىل (
)
117علم الدين ؿبمدياسٌن بن ؿبمدعيسى الفاداين اؼبكي ،حسن الصياغة (م ّكة :دار العلوم الدينية
شعب 1118 ،م) ص59..
118علم الدين ؿبمدياسٌن بن ؿبمدعيسى الفاداين اؼبكي ،حسن الصياغة .ص.61.
61
فهذه اآليات جاءت متفقة إنشاء جبامع معنوي للإلستدالل على قدرتو تعاىل،
انّو تعاىل أقسم باللّيل الذي يأوى فيو كل حيوان إىل مأواه ويسكن اػبالق عن
االضطراب ويغشاىم النوم الذى جعلو اهلل راحة ألبدهنم وغذاء ألرواحهمٍ ،ب أقسم
بالنهار إذا ذبلى ،أل ّن النهار إذا جاء انكشف بضوئو ما كان ُب الدنيا من الظلمة ،وجاء
الوقت الذى يتحرك فيو الناس ؼباشهم وتتحرك الطًن من أو كارىا واؽبوام من مكاهنا،
وقولو تعاىل (:وما خلق الذكر واألنثى) القسم بالذكر واألنثى يتناول القسم ،جبميع
ذوى األرواح الذين ىم أشرف اؼبخلوقات ،ال ّن كل حيوان فهو إما ذكر أو أنثى واػبنثى
بد وان يكون إما ذكر أو انثى ،بدليل أنّو لو حلف بالطالق ،أنّو مل يلق
فهو ُب نفسة ال ّ
ُب ىذه اليوم ال ذكرا وال أنثى ،وكان قذ لقى خنثى فإنو ينحث ُب يبينو.119
119
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.198 .
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
111
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص.199 .
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
61
وقولو ( أعطى ) يتانول إعطاء حقوق اؼبال وإعطاء حقوق النفسفي طاعة اهلل
تعاىل ،يقال :فالن أعطى الطاعة وأعطى السعة وقولو (واتقى) فهو إشارة إىل االحرتاز
عن كل ماال ينبغى ،وقد ذكرنا أنّو ىل من شرط كونو متقيا أن يكون ؿبرتزا عن الصغائر
صدق باغبسىن) فاغبسىن فيها وجوه
أم ال ُب تفسًن قولو تعاىل ( ىدى للمتقٌن) وقولو ( ّ
( أحدىا) ّأهنا قول ال إلو إال اهلل ،واؼبعىن :فأما من إعطاء مال وال اتقاء ؿبارم ،وىو
كقولو( او إطعام ُب يوم ذى مسغبة) إىل قولو ( ٍبّ كان من الذين آمنوا).
( وثانيها) أن اغبسىن عبارة عما فريضة اهلل تعاىل من العبادات على األبدان وُب
صدق بالشرائع ،فعلم أنو تعاىل مل
األموال كأنّو قيل أعطى ُب سبيل اهلل واتقى احملارم و ّ
يشرعها إال ؼبا فيها من وجوه الصالح واغبسن.
( وثالثها) أن اغبسىن ىو اػبلف الذي وعده اهلل ُب قولو ( وما أنفقتم من شيء
فهو ىبلفو) وقولو تعاىل ( وك ّذب باغبسىن) أي مل يصدق باػبلق ،فبخل دبالو لسوء ظنو
باؼبعبود ،كما قال بعضهم :منع اؼبوجود ،سواء ظن باؼبعبود :وروى من أىب الدار داء أنّو
قال " ما من يوم غربت فيو الشمس إال ومالكان يناديان يسمعهما خلق اهلل كلهم إال
الثقلٌن .اللهم أعط كل منفق خلفا وكل فبسك تلفا ( ورابعها) أن اغبسىن ىو الثواب
وقيل إنو اعبنّة ،واؼبعىن واحد ،قال فتادة صدق دبوعود اهلل فعمل لذلك اؼبوعود ،قال
القفال :وباعبملة ا ّن اغبسىن لفظة تسع كل خصلة حسنة ،قال اهلل تعاىل ( قل ىل
تربصون بنا إال إحدى اغبسيٌن) يعىن النصر أو الشهادة.111
111
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص111.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
62
جاءت متفقة خربا جبامع معنوي لالستدالل على أنّو تعاىل خص الكافر هبذا اػبذالن
وىو أنو جعل اؼبعصية بالنسبة إليو أرجح من الطاعة ،وأجاب القفال رضبو اهلل تعاىل عن
وجوه التمسك باآلية من الوجوه ( أحدىا) إن تسمية أحد الضدين باسم اآلخر ؾباز
مشهور ،قال تعاىل ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وقال ( فبشرىم بعذاب أليم) قلما ظبي
اهلل فعل األلطاف الداعية إىل الطاعات تيسًن لليسرى ،ظبي ترك ىذه األلطاف تيسًنا
للعسرا ( وثانيها ) أن يكون على جهة إضافة الفعل إىل السبب لو دون ذلك على سبيل
اغبكم بو واإلخبار عنو ( واعبواب) عن الكل أنّو عدول عن الظاىر ،وذلك غًن جائز ال
سيما أنا مينا ان الظهًن من جانبنا متأكد بالدليل العقل القاطع.111
ودخول السٌن ُب قولو ( فسنيسره) وجوه( أحدىا ) أنّو على التوفيق والتلتيف
وىو من اهلل تعاىل قطع وبقٌن ،كما ُب قولو ( إعبدوا ربكم – إيل قولو – لعلكم تتقون)
و( ثانيها) أن وبمل ان اؼبطيع قد يصًن عاصيا ،والعاصى قد يصًن بالتوبة مطيعا ،فهذا
السبب كان التغيًن فيو ؿباال (وثالثها) أن الثوب ؼبا كان أكثره وافعا ُب اآلخرة وكان ذلك
فبا مل يأت وقتو ،وال يقف أحد على وقتو إال اهلل ،ال جرم دخلو تراخ ،فأدخلت السٌن
ألهنا حرف الرتخى ليدل بذلك على أن الوعد آجل غًن حاضر.113
ّ
وقولو تعاىل ( ) فاعلم أن الواو عاطفة وما
111
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص111.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
113
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص111.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
إمام ّ
63
نبا وبتمل أن يكون إستفهاما دبعىن اإلنكار ،ووبتمل أن يكون نفيا .114وشيئ
ينفعو مالو إذا ىلك وىوى ُب نار اعبحيم ؟ ىل ينفعو اؼبال ،ويدفع عنو الوبال .وبعضهم
يقدر أي شيئ يغين ،ويغين فعل مضارع مرفوع وعنو متعلّق بيغين
مقدما و ّ
يعرهبا مفعوال ّ
115
متضمن
ّ ؿبل نصب
ومالو فاعل وإذا ظرف جملرد الظرفية متعلّق بيغين ،اي ظرف ُب ّ
تردى ُب ؿبّل جر ،مضاف إليو بإضافة الظرف
اؼبقدر وصبلة ّ
معىن الشرط متعلّق باعبواب ّ
إليها وجواب الشرط ؿبذوف تقديره ما يغين عنو مالو.116
وقولو تعاىل ) ( :كالم مستأنف مسوق إلخربىم بأن عليو
سبحانو دبقتضى حكمتو بيان اؽبدى من الضالل .وإن حرف مشبّو بالفعل وعلينا خربىا
اؼبقدم والالم للتأكيد واؽبدى اسم ا ّن اؼبؤخر .117وأنّو تعاىل ؼبا عرفهم أن سعيهم شّت ُب
العواقب وبٌن ما للمحسن من اليسرى وللمسئ من العسر ،أخربىم أنّو قد قضى ما عليو
من البيان والداللة والرتغيب والرتىيب واإلرشاد واؽبداية فقال( إن علينا للهدى)،118
واؼبعتزل احتجوا هبذه االية على صحة مذىبهم ُب مسائل( إحدىا) أنّو تعاىل أباح
األعذار وما كلف اؼبكلف إال ما ُب وسعو وطاقتو ،فثبت أنّو تعاىل ال يكلف دبا ال
يطاق( وثانيها) أن كلمة على للوجوب ،فتدل على أنّو قد هبب للعبد على اهلل شيئ
(وثالثها) أنّو لو مل يكن العبد مستقال باإلجد ؼبا كان ُب وضع الدالئل فائدة ،وأجوبة
أصحابنا عن مثل ىذه الوجوه مشهورة ،وذكر الواحدى وجها اخر نقلو عن الفراء فقال
114
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص111.
ؿبمد ّ
إمام ّ
115
ؿبيي ال ّدين ال ّدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص 511
116ؿبمد الصاُب ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .ص347 .
117
الدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص513.
الدين ّ
ؿبيي ّ
118
الدرويش ،اعراب القران الكريم.ج ،11.ص511.
الدين ّ
ؿبيي ّ
64
اؼبعىن :إن علينا للهدى واإلضالل ،فرتك اإلضالل كما قال ( سرابيل تقيكم اغبر) وىي
تفي اغبر والربد ،وىذه معىن قول ابن عبس ُب رواية عطاء ،قال يريد أرشد أو ليأتى اىل
العمل بطاعّت ،وأحول بٌن أعدائى ان يعملوا بطاعّت فذكر معن الغضالل ،قالت اؼبعتزلة
ىذا التأويل ساقط لقولو تعاىل( وعلى اهلل قصد السبيل ومنها جائر) فبٌن أن قصد
السبيل على اهلل ،وأما جور السبيل فيبٌن أنو ليس على اهلل وال منو ،واعلم أن االستقصاء
قد سبق ُب تلك االية.119
وقولو تعاىل ( ) الواو عاطفة وما بعدىا عطف على ما
131
وفيو وجهان ( األول) أن لنا كل ما ُب الدنيا واآلخرة تقدم فباثل لو ُب اإلعراب
يضربا ترككم االىتداؤ هبدانا ،وال يزيد ُب ملكنا اىتداؤكم ،بل نفع ذلك وضره عائدان
عليكم ولو شئنا ؼبنعنا كم من اؼبعاصى قهرا ،إذ لنا الدنيا واآلخرة ولكنا ال مبنعكم من
ىذا الوجو ،أل ّن ىذا الوجو خبل باتكليف ،بل مبنعكم بالبيان والنعريف ،والوعد والوعد
(الثاين) أن لنا ملك الدارين نعطى ما نشاء من نشاء ،فبطل سعادة الدار بٌن منا واألول
أوفق لقول اؼبعتزلة والثاين أوافق لقولنا.131
119
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص113 .
ؿبمد ّ
إمام ّ
131
الدرويش ،اعراب القران الكريم .ج ،11.ص513.
الدين ّ
ؿبيي ّ
131
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص1 13.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
ّ
65
اؼبرجئة يتمسكون هبذا اآلية ُب أنّو ال وعيد إال الكافر ،قال القاضي :ال يبكن إجراء ىذه
اآلية على ظاىرىا ،اى معصية أقدمت عليها ،فلن تصرك ،وىذا يتجاوز حد اإلغراء إىل
أن تصًن كاإلباحة ،وتعاىل اهلل عن ذلك.131
وقولو تعاىل ( ) أي وسيباعد عن النار اؼبتقى للكفر واؼبعاصي
مر :األتقى أبو بكر الصديق ُب قولو صبيع اؼبفسرين ،أي
اتقاء بالغا ،قال الواحدي كما ّ
ّإهنا نزلت فيو ،و ّإال حكمها عم .وىذا األتقى ىو الذي ينفق مالو ويعطيو ُب وجوه
اػبًن ،طالبا أن يكون عند اهلل زكيا متطاىرا نقيا من الذنوب ،ال يريد بذالك رياء وال
ظبعة ،وال مدوبا وثناء من الناس.133
يدل على ترك ىذا الظاىر ألن معلوم من حال الفاسق ،أنّو ليس بأتقى ،أل ّن
ذلك مبالغة ُب التقوى ،ومن يرتكب عظائم الكبائر اليوصف بأنّو أتقى ،فإن كان األول
يدل على أن الفاسق ال هبنب النار،
يدل على أن الفاسق ال يدخل النار ،فهذا الثاين ّ
بد من
بد وأن يكون من أىلها ،وؼبا ثبت أنو ال ّ
وكل مكلف ال هبنب النار ،فال ّ
التأويل.134
ّأما قولو ( أوال) يلزم ُب غًن ىذا الكافر أن ال يدخل النار (فجوابو) أن كل كافر
بد وأن يكون مك ّذبا للنيب ُب دعواه ،ويكون متوليا عن النظر ُب داللة صدق ذلك
ال ّ
وتوىل ) وإذا كان كل كافر
النيب ،فيصدق عليو أنو أشقى من سائر العصاة ،وأنو ( ك ّذب ّ
131
الرزى فخر ال ّدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص114 - 1 13.
ؿبمد ّ
ّ
133
الزحيلي ،التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج .ص 661
األستاذ الدكتور وىبة ّ
134
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص1 14.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
ّ
66
داخال ُب اآلية سقط مقالو القاضى ( .والثاين) إن ىذا إغراء باؼبعصية فضعف أيضا،
ألنّو يكفى ُب الزجر عن اؼبعصية حصول الذم ُب العاجل وحصول غضب اهلل دبعىن أنو
ال يكرمو وال يعظمو وال يعيطو الثواب ،ولعلو يعذبو بطريق آخر ،فلم يدل دليل على
إكبصار طريق التعذيب ُب إدخال النار(.والثالث) قولو تعاىل ( وسيجنبها األتقى) فهذا
ال يدل على حال غًن األتقى إال على سبيل اؼبفهوم ،والتمسك بدليل اػبطاب وىو
ينكر ذلك فكيف سبسك بو ؟ والذي يؤكد ىذا أن ىذا يقضى فيمن ليس بأتقى دخل
النار ،فيلزم ُب الصبيان واجملانٌن أن يدخلوا النار وذلك باطل.135
والمبحث الخامس من قول اهلل تعاىل (
) ىذه االيات جاءت متفقة خربا جبامع معنوي ولفظي لالستدالل على اؼبعىن إذا
ثبت أن اؼبراد هبذه اآليات من كان أفضل خلق وتثبت أن ذلك األفضل من األمة ،إما
أبو بكر أو علي وثبت أن اآلية غًن صاغبة لعلي ،تعٌن ضبلو على أيب بكر رضي اهلل
عنو ،و ثبت داللة اآلية أيضا على أن أبا بكر أفضل األمة .و دلت اآليتان (
) على أن كل
واحد منهما إمبا فعل ما فعل لوجو اهلل إال أن آية على تدل على أنو فعل مافعل لوجو
135
الدين ،تفسير الفخر الرازى .ج ،11ص1 14.
الرزى فخر ّ
ؿبمد ّ
ّ
67
اهلل ،و للخوف من يوم القيامة .أما قولو ( ولوسف يرضى ) تدل على أنو وعد أبا بكر
أن يرضيو ُب اآلخرة بثوابو.136
خاتمة
.4.3نتائج البحث
سورة اللّيل بدراسة كبوية وبالغية واآلن أذكر خالصة البحث ونتائجو كما يأٌب :
بالغية .فهو العلم بواقع اعبمل ،الذي يتحدث عن سعي اإلنسان وكدحو ُب اغبياة ٍبّ
ويوزع البحث إىل حملة عن سورة الليل وربليل
كبياتو ّإمأ إىل النعيم و ّإما إىل اعبحيمّ .
اإلعراب بسورة الليل ،و ربليل مواضع الوصل والفصل واسرار استخدم الوصل والفصل
والذي يوّزع على قسمٌن مبحثٌن :القسم األول ( مواضع الوصل وتطبيقها)
وينقسم على ثالثة مباحث وىو إذا قصد إشراكهما ُب اإلعراب وإذا اتفقتا خربا أو
إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة وإذ اختلفتا خربا وإنشاء وأوىم الفصل خالف
68
69
اؼبقصودّ .أما القسم الثاين ( مواضع الفصل وتطبيقها) وينقسم على اثناين مبحثٌن وىو
واعتمد ىذا البحث على كتب التفسًن ومصادر أخرى وقد أ ّكد اؼبوقع ىذا
البحث من خالل التطبيق على إرتباط الفصل دبوضوع البيان أو التوكيد أو البدل .وكان
البد من اغبديث عن اعبملة اؼبقرتنة بواو اغبال بوصفها جزءا ال يتجزأ من الوصل.
ّ
كذالك كشف عن بعض معاين األخرى ُب مواضع الوصل والفصل وذلك أنبية الوصل
.0.3االقتراحات
قد انتهيت ىذا البحث العلمي مل يكن كامال ،من اجل ذلك اقرتح إىل إخوان
الطالب والطالبات أن يقدر للحصول إىل أحسن التحليل منو وأرجو منهم النصائح و
اإلرشادات ؽبذا البحث.
وأخًنا أقدم ضبدا و شكرا هلل الذي قد أعطاين صحة و ىداية حيت أستطيع أن
أًب الواجبة النهائية من جامعة اإلسالمية اغبكومية شريف ىدية اهلل جباكرتا .وىي كتابة
البحث العلمي عسى اهلل أن ينفعناهبذا العلم" .واهلل أعلم".
المصادر والمراجع المالحق
أ .العربية
اعبارم ،علي و مصطفى أمٌن ،البالغة الواضحة البيان و المعاني و االلبديع .مكة:
اغبرمٌن.
الدرويش ،ؿبيي الدين ،إعراب القران الكريم و بيانو .دمشق :دار ابن كثًن1991 .م.
ّ
71
71
دمشق:دار الفكر1113،م.
الشافعي ،جالل الدين السيوطي ،اإلتقان في علوم القرآن ،بًنوت :دار الكتاب
العلمية1113،م.
الصاُب،ؿبمود بن عبد اغبيم ،الجدول في إعراب القرآن و صرفو و بيانو .دمشق :
الرشيد1995،م.
دار ّ
الدولية1118،م.
القرآن الكرًن
العلمية1417،ه.
72
اؽبامشي ،أضبد ،جواىر البالغة في المعاني و البيان و البديع .بًنوت :دار الكتاب
العلمية1999 ،م.
خليل ،حلمى ،مق ّدمة للدلراسة اللغة ،اإلسكندرية :دار اؼبعارف اعبامعة1996 ،م.
1981م.
ميساكاظم دىداري htm ,أثر ألوصل و الفصل ُب بالغة سورة يوسف – ديوان
العرب1118,)file\\\:f\8)Delapan.
يعقوب ،دكتور أميل بديع ،فقو اللغة العربية و خصائها ،بًنوت :دار الكتابة العلمية
1981م.
73
األجتبية.ب
Bisri, Adib dan Munawwir A. Fatah, Kamus Al-Bisri- Arab Arab – Indonesia,
Surabaya: Pustaka Progresif,1990.
Fakultas Adab dan Humaniora, Pedoman Penulisan Skripsi Prodi Bahasa dan
Sastra Arab, Jakarta: Adabia Press,2015.