Professional Documents
Culture Documents
المحور الثاني الرغبة والارادة - 054415
المحور الثاني الرغبة والارادة - 054415
-بما أن االنسان ذات واعٌة ومفكرة فهو ٌعً أٌضا رغباته وٌتحكم فٌها وبالتالً تكون الرغبة تابعة
إلرادته أي أن بٌنهما ترابط واتصال.
-لكن فً الممابل نجد االنسان فً كثٌر من الحاالت ٌجهل االسباب الحمٌمٌة التً تجعله ٌرغب فً
الشًء مما ٌجعل الرغبة تنفلت من لبضة الوعً وتكون بذلن تابعة لالوعً ،وهذا معناه أن بٌن الرغبة
واإلرادة لطٌعة وانفصال.
ما طبٌعة العاللة بٌن الرغبة واإلرادة؟ هل هً عاللة اتصال وترابط أم أنها عاللة لطٌعة وانفصال؟
وهل كل ما نرغب فٌه نرٌده ونعٌه أم ٌتدخل الالوعً فً توجٌه رغباتنا؟ بمعنى اخر هل ٌمكن الوعً
برغباتنا والتحكم فٌها أم أنها تتجاوز إرادتنا؟
مطلب التحلٌل:
اطروحة النص:
ٌؤكد الفٌلسوف الهولندي باروخ اسبنٌوزا فً اطروحته على أن الرغبة تمثل ماهٌة االنسان ألنها تتجدر
فً أعماله ،فهً خاصٌة ترتبط بعنصر الوعً الذي ٌعتبر أساس الحٌاة النفسٌة لإلنسان ،فالرغبة وفك
هذا التصور هً الوعً بما نشتهٌه ونرغب فٌه ونسعى للحصول علٌه ،وعلى هذا األساس فاإلرادة هً
فً الوالع رغبات اساسها حفظ بماء الفرد وجهد تبذله النفس لكً تستمر فً الوجود ،فاذا تعلك بالنفس
وحدها سمً إرادة ،واذا تعلك بالنفس والجسم سمً شهوة ،أما الرغبة لٌ ست سوى شهوة لكنها واعٌة،
بمعنى أن الرغبة هً الشهوة المصحوبة بوعً ذاتها ،وبذلن اعتبر اإلنسان حسب اسبٌنوزا كائن راغب.
تحلٌل األطروحة:
المستوى المفاهٌمً:
لتحلٌل النص بشكل أكبر وأكثر وضوحا البد من الولوف عند البنٌة المفاهٌمٌة التً ارتكزت علٌها
اطروحة النص ،وٌأتً فً مطلعها مفهوم اإلرادة باعتبارها المدرة على االختٌار والتصرف وفك ما
ٌملٌه تفكٌر الفرد وحسب سٌاق النص هً الجهد الذي تبذله النفس للحفاظ على بمائها ،وهذا الجهد عندما
ٌرتبط بالنفس والجسم معا ٌسمى شهوة وهً بذلن تشكل ماهٌة اإلنسان ،ذلن أن هذا الجهد المزدوج هو
ما ٌحفظ به اإلنسان وجوده .ثم نجد مفهوم الرغبة الذي ٌتداخل مع مفهوم الشهوة ،بحٌث ٌعرف اسبٌنوزا
الرغبة بما هً شهوة مصحوبة بوعً ذاتها ،وعلى هذا األساس تكون الرغبة هً شهوة مصحوبة بإرادة
الفرد ،هذه األخٌرة تحٌل على دخول عامل الوعً والشعور فً تكوٌن الرغبة لدى االنسان على عكس
الحٌوان الذي ال ٌتوفر على هذا العامل .وهكذا ٌتبٌن أن العاللة بٌن المفاهٌم تمثلت أوال فً عاللة ترابط
بٌن اإلرادة والشهوة بحٌث تبرز فً كون األولى أي اإلرادة تزود الثانٌة بالوعً وتجعلها تتحمك وفك
لتدخل العمل .وثانٌا فً عاللة تداخل بٌن الشهوة والرغبة ،بحٌث أن هذه األخٌرة تحمٌك ما ٌشتهٌه
اإلنسان بشكل واع وهذا ما ٌجعل اإلنسان ٌختلف عن الحٌوان ،إذ أن الرغبة هً من اختصاص اإلنسان
ألنه كائن واع بشهواته فً حٌن الحٌوان لدٌه شهوات ولٌس لدٌه رغبات ألنه ٌفتمد إلى الوعً.
المستوى الحجاجً:
وبما أن الدرس الفلسفً ال ٌكتمل معناه وال ٌستمٌم محتواه إال فً ظل هٌكلة حجاجٌة تدعمه وتضفً
علٌه نوعا من االنسجام المنطمً ،فإ ن صاحب النص لم ٌتجاوز هذا المطلب األساسً واعتمد على بنٌة
حجاجٌة متماسكة للدفاع عن اطروحته استهلها بعرض فكرته حول ماهٌة النفس والجهد الذي تبذله
للحفاظ على وجودها ،ولام بتوضٌح ذلن من خالل الولوف عند هذا الجهد وارتباطه سواء بالنفس
لوحدها أو بالنفس والجسد معا ،حٌث عرف مفهوم اإلرادة التً اعتبرها الجهد الذي تبذله النفس من أجل
الحفاظ على بمائها ،وكذلن مفهوم الشهوة بكونها الجهد الذي تبذله النفس والجسد معا ،لٌصل إلى تعرٌف
لمفهوم الرغب ة بكونها شهوة مصحوبة بوعً ذاتها ،وهذا ما ٌؤكد على أنه ال ٌمكن فصل الرغبة عن
اإلرادة .لٌنتمل بعد ذلن إلى تمدٌم مثال السكن لكً ٌوضح لنا بأن الناس ٌعون رغباتهم إال أنهم ٌجهلون
عللها وأسبابها الحمٌمٌة.
وفً األخٌر بعد عملٌة التحلٌل ٌمكن الخروج باستنتاج مفاده أن جوهر وماهٌة اإلنسان وحمٌمته تتحدد
فً الجهد الذي ٌموم به والذي ٌتجلى فً الرغبة باعتبارها لوة محركة ،وبه ٌكون اإلنسان حسب
اسبٌنوزا كائن راغب.
مطلب المنالشة:
مطلب التركٌب:
خالصة المول أن معالجة اشكالٌة العاللة بٌن الرغبة واإلرادة لد لادتنا إلى تصورات ورؤى متعددة
ومختلفة باختالف المرجعٌات الثمافٌة والفكرٌة وهذا ما ٌضفً على التفكٌر الفلسفً طابع الغنى والتنوع.
وعلٌه فمد تعرفنا من خالل التحلٌل والمنالشة على تصورٌن متعارضٌن حول مفهوم الرغبة ،األول
فلسفً ٌرى أن الرغبة تجد أصلها فً الوعً واإلرادة بحٌث تكون للذات الراغبة سلطة على
الموضوعات التً ترغب فٌها ،وٌظهر هذا التحدٌد فً أطروحة اسبٌنوزا الذي ٌجعل الرغبة مفهوم
مالزم للوعً .فً حٌن أن التصور الثانً ذو الطبٌعة السٌكولوجٌة فٌذهب إلى جعل الالشعور أصل
الرغبة ،وفٌه تكون هذه األخٌرة منفلتة من سلطة الوعً كونها تشتغل خارج منطمة الوعً واإلرادة ،
وهو المولف الذي تبناه المحلل النفسً جان الكان .أما من وجهة نظري فٌتضح لً أن (التعبٌر عن
الرأي الشخصً المدعم بحجج).