Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫مهددات أمن الحدود في أفريقيا‪:‬‬

‫المظاهر واألسباب وسياسات االستجابة‬

‫‪Border Security Threats in Africa:‬‬

‫‪Manifestations, Causes and Response Policies‬‬


‫احمد أمل‬

‫االفرياية العليا بجامعة الااهرة‬ ‫دكتوراه – مدرس – قسم السياسة واالقتصاد – كلية الدراسا‬

‫مقدمة‬

‫علض إدارتااف فبينما تضم الاارة اخفرياية‬ ‫تتسم الحدود اخفرياية تاليديال بضعف قدرة الحكوما‬
‫‪ 109‬من الحدود الدولية تمتد بطول ‪ 80‬ألف كيلومترف ولكن أقل من ربع هًه المسافة الممتدة تم‬
‫تعييناا بصورة محددة ودقياة‪ .‬فعلض سبيل المثالف باسمة عدد أفراد اخمن الحدودي الرسميين‬
‫علض طول الحدود اخفريايةف يمكن الاول بأن فرد أمن واحد يراقب ويحمي مسافة من الحدود تمتد‬
‫لنحو ‪ 128‬كيلومتر‪ 1.‬وفي رل هًا الناص الشديد في العنصر البشريف وفي رل التحديا‬
‫اخمنية الكبيرة التي تواج الدول اخفرياية في إدارة حدودهاف تميل العديد من الدول إدخال نااط‬
‫المراقبة الحدودية لداخل حدودها لمسافة تمتد أحيانال لنحو ‪ 20‬كيلومتر ليسال ربطاا بالوحدا‬
‫اخمنية الداخلية اخخر‪ .،‬وعلض الجانب اإنساني تأتي الحدود اخفرياية لتاسم أكثر من ‪175‬‬
‫‪2‬‬
‫جماعة إثنية أفرياية اضطر أفرادها لتتو ع علض بلدين أو أكثر بلعل الحدود‪.‬‬

‫علض الدول اخفرياية منحاا‬ ‫المتنامية خمن الحدود في أفريايا والتي فرض‬ ‫وفي رل التاديدا‬
‫أولوية علض جدول اهتماماتاا في المجال اخمنيف تبر إشكالية بحثية رئيسية تتعلق بمال مة‬
‫الثالثة الوطني واإقليمي والااري لتحايق المواجاة اللعالة‬ ‫اخفرياية علض المستويا‬ ‫االستجابا‬
‫‪281‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫المختللة خمن الحدود‪ .‬علض هًا اخساس تثير هًه اإشكالية س االل بحثيال رئيسيال ملاده‪:‬‬ ‫للماددا‬
‫أمن الحدود؟‬ ‫الاارة اخفرياية ال يادة الكيلية والكمية في ماددا‬ ‫كيف واجا‬

‫ويرتبط باًا الس ال الرئيسي عدد من األسئلة الرر‪:‬ية تتضمن‪:‬‬

‫الصلة؟‬ ‫‪ -‬كيف يمكن تعريف ملاوم أمن الحدود بدقة لتميي ه عن عدد من الملاهيم ًا‬
‫المعنية بدراسة أمن الحدود في أفريايا؟‬ ‫الرئيسية السائدة في اخدبيا‬ ‫‪ -‬ما هي االتجاها‬
‫أمن الحدود في أفريايا؟‬ ‫‪ -‬ما هي المراهر المتعددة لماددا‬
‫أمن الحدود بين الدول اخفرياية؟‬ ‫‪ -‬كيف يمكن تلسير ال يادة الكمية والنوعية في ماددا‬
‫أمن الحدود؟‬ ‫الاارة اخفرياية لماددا‬ ‫‪ -‬وفق أي مااربة استجاب‬
‫ملموسة في مواجاة‬ ‫نجاحا‬ ‫االستجابة اخفرياية متعددة المستويا‬ ‫‪ -‬إلض أي مد‪ ،‬حاا‬
‫أمن الحدود؟‬ ‫ماددا‬
‫اللرعية تسعض الدراسة لتحايق عدد من األهداف‬ ‫ولإلجابة علض هًا التسا ل الرئيسي والتسا ال‬
‫تتضمن‪:‬‬

‫المختللة خمن الحدود في الاارة اخفرياية‪.‬‬ ‫‪ -‬رصد الماددا‬


‫خمن الحدود وتلاقماا‪.‬‬ ‫‪ -‬استكشاف أبر أسباب راور هًه الماددا‬
‫أمن الحدود سوا علض المستو‪ ،‬الااري أو‬ ‫اخفرياية المتعددة لماددا‬ ‫‪ -‬تحليل االستجابا‬
‫اإقليمي أو الوطني‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلطار النظري والمراهيمي‬

‫والتي‬ ‫الدولية علض مستو‪ ،‬النرريا‬ ‫تتصل الدراسة بالتطو ار المامة التي شادها حال العالقا‬
‫تتعامل مع‬ ‫بات‬

‫‪282‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫‪ .1‬اإلطار النظري‬
‫اخخيرة للحرب الباردة برو النررية البنائية ‪ Constructivism‬كطرح بديل‬ ‫السنوا‬ ‫واكب‬
‫الدولية‪ .‬وقد شكل مجال الدراسا‬ ‫يسعض إعادة االعتبار للعوامل االجتماعية في تحليل العالقا‬
‫اخمنية واحدة من أكثر الحاول البحثية تأث الر بالنررية البنائية بصورة جوهرية‪.‬‬

‫التأسيسية تتضمن‪:3‬‬ ‫وتاوم البنائية في مجملاا علض عدد من الماوال‬

‫الدولية ومنح االعتبار لمجموعة من اللاعلين‬ ‫‪ -‬رفا مرك ية الدولة الوطنية في العالقا‬
‫الدولية‪.‬‬ ‫اآلخرين كالاو‪ ،‬االجتماعية دون الوطنية والمنرما‬
‫‪ -‬النرر لبنية النرام الدولي كبنية اجتماعية تنرماا مجموعة من الايم العامة المنرمة‬
‫والتي تتجاو فكرة الاانون الدولي لما هو أبعد من ًلم‪.‬‬
‫المستمرة بين مختلف اللاعلين اخمر‬ ‫‪ -‬استم اررية عملية بنا النرام الدولي عبر التلاعال‬
‫الًي ي دي حتمال لحالة من التغير المستمر في بنية النرام الدولي التي تتسم في الكثير‬
‫بطابع فوضوي ‪.Anarchic‬‬ ‫من اخوقا‬
‫الدولية من محاولة صيا‪،‬ة قوانين عامة‬ ‫الوضعية في العالقا‬ ‫‪ -‬رفا ما قدمت النرريا‬
‫حاكمة لسلوم الدول في المجال الدوليف والتي تنطلق جميعاا من افتراا للرشادة‬
‫والموضوعية في سلوم هًه الدول‪.‬‬
‫وقد تجلض اهتمام المدرسة البنائية بالاضايا اخمنية بما فياا أمن الحدود من خالل مجموعة من‬
‫علض انتااد ملاوم‬ ‫"مدرسة كوبنااجن"ف والتي قام‬ ‫بمخرجا‬ ‫المتراكمة التي عرف‬ ‫الكتابا‬
‫المدرسة الواقعية في العالقا‬ ‫"اخمن الاومي" بصورة خاصة كأحد الملاهيم الرئيسية في كتابا‬
‫الدولية‪ .‬واعتمد هًا الناد علض ما قدم عالم ما بعد الحرب الباردة من شواهد علض الاوة اآلخًة‬
‫في االتساع بين "اخمن" و"السياق الاومي" وًلم من خالل اتجاهين متوا يين أولاما راور‬
‫طابع عالمي تتجاو حدود الدول وتعبرها بساولة ويسر وتشكل رواهر‪ .‬أما‬ ‫أمنية ًا‬ ‫ماددا‬
‫واضحة باخبعاد المحلية‬ ‫للمن تحمل صال‬ ‫االتجاه الثاني فيتمثل في راور ماددا‬

‫‪283‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫‪ Domestic dimension‬وتتصل بصورة أكبر بالجوانب االجتماعية اخمر الًي يجعل محاولة‬
‫‪4‬‬
‫جدو‪.،‬‬ ‫مواجاتاا علض نطاق محدود داخل حدود الدولة سياسة ‪،‬ير ًا‬

‫مدرسة كوبنااجن اهتمامال كبي الر‬ ‫اخمنف أول‬ ‫الكبر‪ ،‬الطارئة علض ماددا‬ ‫وفي مواجاة التغي ار‬
‫في إطار نررية‬ ‫بنرم اخمن العابرة للحدود في إطار ما قدم باري بو ان وآخرون من إسااما‬
‫"مركب اخمن الجماعي" ‪ Regional Security Complex Theory‬والتي تعد النمط اخكثر‬
‫فاعلية من أنماط االعتماد المتبادل في النرام الدوليف وًلم انطالقال من تصور اخمن كبنا‬
‫اجتماعي متراكم وليس وضعال مستادفالف والًي يمكن المساهمة في تكوين من خالل تبادل الدعم‬
‫مصلحة مشتركة في مواجاة تاديد وجودي طار ‪ .‬ويعتمد اخمن الجماعي علض‬ ‫بين أطراف ًا‬
‫في مواجاة تحدي أمني مشترمف مع تجاو فكرة‬ ‫تشارم عدد من الدول الايم والوسائل واخدوا‬
‫اخمن‬ ‫الخللية اخيديولوجيةف ومنح الم يد من اخهمية لمنرما‬ ‫اخحالف الدولية الموسعة ًا‬
‫النطاق اإقليمي واإقليمي اللرعيف ومع استيعاب التحول الطار علض طبيعة‬ ‫الجماعي ًا‬
‫اخمنية كًلم والًي يمنح البعد االقتصادي مكانة أكبر في‬ ‫اإقليمية وطبيعة الماددا‬ ‫التلاعال‬
‫‪5‬‬
‫اخمن اإقليمي‪.‬‬ ‫حسابا‬

‫علض موضوع الدراسة في الحالة اخفرياية يالحر أن‬ ‫تأسيسال علض ما تادمف وبتطبيق هًه الماوال‬
‫ممتدة متعددة اخبعاد بين مجموعة من‬ ‫لتلاعال‬ ‫المناطق الحدودية اخفرياية تشكل نطاقا‬
‫اللاعلين الرسميين و‪،‬ير الرسميين اخمر الًي خلق فرا‪،‬ال نسبيال للسلطة في هًه المناطق مما فتح‬
‫‪6‬‬
‫متعددة للمن‪.‬‬ ‫الباب لمنافسة علض مل هًا اللرام متسببال في ماددا‬

‫‪ .2‬اإلطار المراهيمي‬
‫علض الر‪،‬م من اخهمية الكبر‪ ،‬خمن الحدود واحتالل موقعال مرك يال علض قائمة صانعي الارار‬
‫واخكاديميين علض السوا ف هنام صعوبة كبيرة تواج عملية إصدار تعريف جامع خمن‬
‫المتعددة في مجال أمن‬ ‫الحدود ‪ 7.Border security‬لكن يمكن رصد بعا المساهما‬
‫المتحدة اخمريكية يعرف أمن الحدود بأن‬ ‫الحدودف فوفق تعريف و ارة اخمن الداخلي في الواليا‬
‫وتاريب اخشخاص‬ ‫حماية الحدود الدولية من االنتاال ‪،‬ير الاانوني للسلحة والمخد ار‬
‫‪284‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫والبضائعف من خالل تع ي التجارة والسلر الاانونيين بما يحاق أمن البالد ورخائاا االقتصادي‬
‫‪8‬‬
‫من سيادتاا الوطنية‪.‬‬ ‫ويع‬

‫بعا المصادر اخكاديمية أمن الحدود انطالقال من ‪،‬ايات بأن كل ما يرتبط بتع ي‬ ‫كما عرف‬
‫قدرة الحدود الدولية علض إعاقة انتاال النشاط اإجرامي عبر الحدودف وًلم بغرا تاليل مراهر‬
‫الضعف المترتبة علض فادان السيطرة علض الحدود ودخولاا في حالة من اللوضض بما ي ثر‬
‫‪9‬‬
‫أخر‪ ،‬لتعريف‬ ‫بينما تًهب تعريلا‬ ‫بالسلب علض مستو‪ ،‬الحياة والنشاط االقتصادي الشرعي‪.‬‬
‫أمن الحدود بوسائل من خالل اعتبار أمن الحدود هو تلم العملية المتضمنة نشر اخفراد‬
‫‪10‬‬
‫المحتملة‪.‬‬ ‫والبنية التحتية بما يضمن باا الحدود محمية من كل الماددا‬ ‫والتانيا‬

‫‪Border‬‬ ‫ويتااطع ملاوم أمن الحدود مع عدد من الملاهيم المتداخلة أبر ها إدارة الحدود‬
‫التي يمكن من خاللاا تحايق التوا ن بين‬ ‫‪ Management‬وهو الملاوم الًي ياصد ب اآلليا‬
‫‪،‬ايتين متناقضتين راهريال هما تيسير انتاال اخفراد والبضائع بين الدول بالطرق المشروعةف‬
‫الدولية اللعالةف‬ ‫العالقا‬ ‫والحد من دخول أي مناا بغير هًه الطرق‪ .‬وتتضمن هًه اآلليا‬
‫تنريم‬ ‫التنمية المتوا نة علض جانبي الحدود الدوليةف واج ار ا‬ ‫اإقليميةف وسياسا‬ ‫والترتيبا‬
‫‪11‬‬
‫المطباة‬ ‫كما ياصد بهدارة الحدود كافة الوسائل واإج ار ا‬ ‫الاجرةف والتجارة العابرة للحدود‪.‬‬
‫علض عبور اخفراد والبضائع من أجل ضمان خضوعاا للاانونف والتي يتم فرضاا من قبل عدد‬
‫المختصة والتي تتبنض معايير موحدةف باالستعانة ببنية تحتية من الوسائل‬ ‫والايئا‬ ‫من المنرما‬
‫‪12‬‬
‫المادية والتانية المساعدة‪.‬‬

‫المخولة‬ ‫هًا بجانب ملاوم ضبط الحدود ‪ Border Control‬والًي يعني كل أنشطة السلطا‬
‫باالتساق مع الاانون المحلي والدولي والتي يتم الايام باا علض الحدود الدولية والتي تشكل‬
‫استجابة خي محاولة لعبور الحدود أو فرا تاديد علض مناطق جوارها المباشر‪13 .‬لكن العديد‬
‫باتجاه توسيع‬ ‫السياسية واخمنية والتانية دفع‬ ‫التي شادها العالم علض المستويا‬ ‫من التطو ار‬
‫نطاق ملاوم ضبط الحدود بحيث يتجاو عملية عبور الحدود الدولية ليشمل تأسيس نرام‬

‫‪285‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫العابرة للحدود في كل مراحل‬ ‫ويشمل مراقبة التدفاا‬ ‫متكامل يعتمد باخساس علض المعلوما‬
‫‪14‬‬
‫تحركاا بين ناطتي االنطالق والوصول‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬اتجاهات األدبيات في دراسة أمن الحدود األفريقية‬

‫الحدود في الاارة اخفرياية ملارقة واضحة‪ .‬فعلض الر‪،‬م من الادم النسبي‬ ‫يشاد مجال دراسا‬
‫الدولية باضايا الحدود في الاارة اخفريايةف إال أن النسبة الغالبة‬ ‫لبداية اهتمام العديد من اخدبيا‬
‫علض المداخل المرتبطة بالاانون الدولي والتنريم الدولي من دون‬ ‫اعتمد‬ ‫من هًه الدراسا‬
‫إدارة الحدود وضبطاا التي يتم تبنياا في الاارة اخفرياية علض‬ ‫االشتبام المباشر مع سياسا‬
‫المتصلة‬ ‫المستو‪ ،‬الوطني واإقليميف اخمر الًي انعكس بصورة واضحة في ‪،‬ياب الدراسا‬
‫بصورة مباشرة باضايا "أمن الحدود" في الاارة اخفرياية حتض بداية العاد الثاني من الارن الحادي‬
‫ضرورية‬ ‫اخكاديمية لتطو ار‬ ‫الدراسا‬ ‫علض أرا الواقع قاد‬ ‫والعشرين‪ .‬فالعديد من التطو ار‬
‫المتعلاة بأمن الحدود في أفريايا مكانتاا الطبيعية‪.‬‬ ‫في النااية الدراسا‬ ‫منح‬

‫الًي حمل اسم "الحدود اخفرياية‪ :‬موسوعة قانونية‬ ‫ويشكل كتاب إيان براونلي وايان برن‬
‫الماتمة بمجال الحدود في الاارة‬ ‫ودبلوماسية" الصادر في عام ‪ 1979‬مرجعية رئيسية للدراسا‬
‫علض تتبع كل الحدود الدولية التي تربط أي دولتين‬ ‫اخفرياية حيث تبنض مااربة شاملة اعتمد‬
‫أفريايتين ورصد واقعاا الجغرافي واخسانيد الاانونية المنرمة لاا وواقعاا الاائم من حيث عمليا‬
‫‪15‬‬
‫الترسيم والتعيين وًلم في كتاب ضخم تجاو اخلف وثالثمائة صلحة‪.‬‬

‫علض العالقة بين الحدود وأ مة الدولة اخفريايةف وكيف لعب‬ ‫مجموعة من اخدبيا‬ ‫وقد رك‬
‫اكتمال‬ ‫الحدود بطبيعتاا المصطنعة المتصلة بالمصالح االستعمارية دو الر سلبيال في فشل عمليا‬
‫لمصادر يتعلق بعضاا بطبيعة الحدود اخفرياية‬ ‫أركان الدولة اخفريايةف وهو ما ردت اخدبيا‬
‫بالواقع الجغرافي والسكانيف بينما يتعلق بعضاا اآلخر‬ ‫ًاتاا بما تتسم ب من مخاللة لماتضيا‬
‫اخفرياية المتعاقبة عن إدارة هًه الحدود بصورة فعالة‪ .‬ومن بين أبر الكتابا‬ ‫بعج الحكوما‬
‫الًي صدر عام ‪2000‬‬ ‫العالقة بين الحدود والدولة اخفرياية كتاب جيلري هربس‬ ‫التي تناول‬

‫‪286‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫حامالل اسم "الدولة والاوة في أفريايا‪ :‬دروس ماارنة في السلطة والسيطرة" الًي تناول فصل‬
‫مصطلح صك باسم "التصميم الوطني"‬ ‫الحدود اخفرياية تح‬ ‫الخامس تلصيالل مشكال‬
‫الكتاب الًي حرره ريكاردو ريني الريمون‬ ‫‪ .National Design‬ويضاف لكتاب هربس‬
‫‪16‬‬
‫الصادر عام ‪ 2005‬بعنوان "الحدودف الاوميةف والدولة اخفرياية"‪.‬‬

‫تركي ال كبي الر‬ ‫العديد من الدراسا‬ ‫وبالتوا ي مع موجة التحول الديموقراطي في الاارة اخفرياية أبد‬
‫علض الربط بين أدوار اللاعلين الرسميين و‪،‬ير الرسميين فيما يتعلق بالحدود الدولية اخفرياية علض‬
‫االجتماعية وصعود اللاعلين من دون الدولة إلض‬ ‫في العديد من التلاعال‬ ‫النحو الًي أد‬
‫السيادة وتنريم العبور من‬ ‫فادان الحدود الدولية مساحة كبيرها من دورها في اللصل بين نطاقا‬
‫السكانية‪.‬‬ ‫متعددة أبر ها الاجرة والتحركا‬ ‫أحدها لآلخرف لتصبح أكثر نلاًية عبر آليا‬
‫ل الحدود الدولية من الخار في صورة تطور متسارع علض‬ ‫ويضاف هًا للضغط الًي تعرض‬
‫مسار اإقليمية بما أل م الدولة اخفرياية تبني منطق أكثر مرونة فيما يتعلق بهدارة الحدود واخدوار‬
‫وأنتوني أسيواجو مصد الر‬ ‫المتوقعة مناا‪ .‬وفي هًا السياق شكل الكتاب الًي حرره بول نيوجن‬
‫رئيسيال بعد أن صدر في عام ‪ 1996‬حامالل عنوان "الحدود اخفرياية‪ :‬الحواج ف والانوا ف‬
‫‪17‬‬
‫واللرص"‪.‬‬

‫مااربة التعامل مع الحدود اخفرياية كمنافً عبور الكتاب الًي‬ ‫التي تبن‬ ‫ومن بين أكثر اخدبيا‬
‫حرره كل من كريستينا أودلسمان رودريجي وجوردي توماس الًي يحمل اسم "عبور الحدود‬
‫اخفرياية بجامعة لشبونة عام‬ ‫اخفرياية‪ :‬الاجرة والتنال"ف وهو الكتاب الصادر عن مرك الدراسا‬
‫السياسية واالجتماعية العابرة للحدود بين الجماعا‬ ‫علض التلاعال‬ ‫‪2012‬ف والًي يرك‬
‫إثيوبيا وموريتانيا‬ ‫شمل‬ ‫اخفرياية التي قسمتاا الحدود الدولية في عدد كبير من الحاال‬
‫‪18‬‬
‫الاوية‪.‬‬ ‫والكاميرون وبوتسواناف عبر دراسة قضايا متنوعة كالاجرة وانتاال العمالة وسياسا‬

‫قضايا أمن الحدود لموقعاا‬ ‫اخمنية المتعددة التي فرضاا الواقع اخفرياي أعاد‬ ‫لكن التحديا‬
‫الصلة بالحدود اخفرياية‪ .‬فاد ناقش كتاب فيليب فرود الًي‬ ‫ًا‬ ‫المرك ي الطبيعي من الدراسا‬
‫في ‪،‬رب أفريايا" قضية‬ ‫العابرة للحدود والتانيا‬ ‫حمل اسم "اخمن علض الحدود‪ :‬الممارسا‬
‫‪287‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫مرك ية أبر ها عنوان اللصل الثالث "المعرفة اخمنية والتدخل السياسي" والتي تشير إلض اللجوة‬
‫المتسعة بين التطور اللني والتكنولوجي المتسارع في مجال أمن الحدود وبين االعتبا ار السياسية‬
‫تأمين الحدود لت ثر علياا سلبال‪ .‬وقد استعرا الكتاب بالكثير‬ ‫التي عادة ما تتدخل مع عمليا‬
‫من التلصيل البنية التحتية خمن الحدود في ‪،‬رب أفريايا فضالل عن التطو ار المامة التي وفرتاا‬
‫‪19‬‬
‫تأمين وادارة الحدود الدولية بين دول ‪،‬رب أفريايا‪.‬‬ ‫اخطر اإقليمية الجماعية في عمليا‬

‫كما قدم الكتاب الًي حرره سيليستين باسي وأوشيتا أوشيتا بعنوان "الحوكمة وأمن الحدود في‬

‫أفريايا" عرا شامل لكافة نرم إدارة أمن الحدود المطباة في أفريايا من خالل ثالثة عشر فصالل‬
‫اللرعية المتخصصة‬ ‫الوطنية واإقليمية لاًه النرمف فضالل عن العمليا‬ ‫المستويا‬ ‫‪،‬ط‬
‫الحدود وأثره الالحق علض تنريم أمن الحدودف‬ ‫كتنريم عبور اخفرادف والتحكيم الدولي في ن اعا‬
‫اخسلحة عبر الحدود اخفرياية‪ .‬ويتمتع هًا الكتاب بمي ة رئيسية كون يشكل‬ ‫ضبط تدفاا‬ ‫وآليا‬
‫لباحثين أفارقة ونشره في مدينة الجوس‬ ‫إساامال أفريايال خالصال في رل اعتماده علض كتابا‬
‫‪20‬‬
‫النيجيرية‪.‬‬

‫المتطرفة في أفريايا في إب ار أهمية قضايا‬ ‫المعنية بتتبع نشاط التنريما‬ ‫الدراسا‬ ‫وقد ساهم‬
‫المتطرفة العابرة‬ ‫الحدود اخفرياية‪ :‬مجاباة المنرما‬ ‫أمن الحدود من خالل كتاب "اضطرابا‬
‫المتطرفة من عبور‬ ‫تمكن التنريما‬ ‫للحدود" وهو الكتاب الًي تتبع أسباب ومراهر وتداعيا‬
‫‪21‬‬
‫كما‬ ‫العرمض أو الساحل اخفرياي‪.‬‬ ‫الحدود الدولية اخفرياية بساولة سوا في منطاة البحي ار‬
‫يحمل كتاب "الحدود اخفريايةف الصراعف االندما الااري واإقليمي" قيمة مضافة كبيرة في رل‬
‫تركي ه الكبير علض دراسة راهرة انتاال العنف بصوره المتعددة عبر الحدود اخفرياية وهو االتجاه‬
‫صدور الكتاب عام‬ ‫الًي أصبح يشكل التحدي اخمني الرئيسي في الاارة اخفرياية بحلول وق‬
‫اإجرامية المسلحة أكثر‬ ‫اإثنية ونشاط المجموعا‬ ‫‪ .2019‬حيث أصبح اإرهاب والصراعا‬
‫قدرة علض عبور الحدود الدولية في الاارة اخفرياية وفي دوائر متعددة تمتد من الارن اخفرياي‬
‫شرقال وحتض خليس ‪،‬ينيا ‪،‬ربالف ومن مو مبيق جنوبال وحتض ليبيا شماالل‪ .‬هًا التحدي دفع الكتاب‬

‫‪288‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫البنادق التي يتبناها االتحاد اخفرياي‬ ‫لتخصيص فصل اخخير لمعالجة العالقة بين مبادرة إسكا‬
‫‪22‬‬
‫وبين محاولة السيطرة علض العنف العابر للحدود في أفريايا‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مظاهر تهديد أمن الحدود في أفريقيا‬

‫تحرض قضية أمن الحدود في الاارة اخفرياية بادر كبير من االهتمام العالميف فعلض سبيل المثال‬
‫أصدر منتد‪ ،‬ميونس للمن في منتصف عام ‪ 2019‬تاري الر حمل اسم "اخمن العابر للحدود"ف‬
‫في الاارة اخفرياية قسطال كبي الر من التركي ف حيث اعتبرها التارير من بين المناطق اخكثر‬ ‫نال‬
‫"هشاشة" علض مستو‪ ،‬العالمف وًلم بمعيار عج الحدود الدولية عن تاديم الحد اخدنض من‬
‫الصلة الحمائية‪ .‬وقد أشار‬ ‫الورائف الطبيعية لاًه الحدودف وفي مادمتاا الورائف اخمنية ًا‬
‫التارير إلض انتشار راهرة "الدوائر السائلة" في الاارة اخفرياية والتي‬ ‫النسبة اخكبر من م ش ار‬
‫تضم أقاليم أكثر من دولة تعج الحدود اللاصلة بيناا عن الايام بأي أدوار فعالةف وهي الراهرة‬
‫تترك في منطاتي الساحل اخفرياي‬ ‫اخخيرة بحيث أصبح‬ ‫اآلخًة في االنتشار في السنوا‬
‫العرمض في‬ ‫والارن اخفريايف باإضافة إلض بعا المناطق في شمال الاارةف وفي إقليم البحي ار‬
‫‪23‬‬
‫أمن الحدود في الدول اخفرياية في الوق‬ ‫ويمكن تاييم واقع ماددا‬ ‫وسط الاارة اخفرياية‪.‬‬
‫الراهنف وًلم علض النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬انتشار ظاهرة اإلرهاب العابر للحدود في أفريقيا‬


‫أمن الحدود في الاارة اخفرياية ما تشاده الاارة في‬ ‫من بين المراهر الكبيرة لتلشي مشكال‬
‫اإرهابية في مختلف أقاليماا دون‬ ‫العاود اخخيرة من انتشار ‪،‬ير مسبوق لنشاط التنريما‬
‫اإرهابية في‬ ‫تتمتع ب التنريما‬ ‫تميي ف وتشير هًه الراهرة المستجدة أوالل إلض ما أصبح‬
‫أفريايا من ساولة نسبية في تاديم كافة صور الدعم المتبادلف وثانيال ما أصبح يمي اإرهاب في‬
‫اإرهاب الدوليف خاصة في رل‬ ‫أفريايا من انلتاح علض مصادر خارجية للدعم عبر شبكا‬
‫أهمية تنريما‬ ‫أو حج ها‪ .‬وقد ارتلع‬ ‫عج حدود الدول اخفرياية عن صد هًه التدفاا‬
‫اإرهاب في الشرق اخوسط من‬ ‫اخخيرة نتيجة ما لحق بتنريما‬ ‫اإرهاب في أفريايا في السنوا‬

‫‪289‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫ه ائم متتالية اخمر الًي ساهم في تحول ب رتي الساحل اخفرياي والارن اخفرياي لدائرتين‬

‫اإرهابية الدولية والتي أصبح ارتباطاا بلرعاا في أفريايا ارتباطال‬ ‫أساسيتين لنشاط التنريما‬
‫‪24‬‬
‫عضويال تجاو مجرد التعاطف أو التالقي اللكري الًي مي هًه العالقة في السابق‪.‬‬

‫حركة تنريم داعش منً عام ‪ 2019‬عن اهتمام متصاعد‬ ‫اتجاها‬ ‫فعلض سبيل المثالف عكس‬
‫بالاارة اخفريايةف بر في الراور اإعالمي اخخير ل عيم السابق أبو بكر البغدادي قبل ماتل‬
‫والًي كشف عن اهتمام خاص بما يعرف بتنريم الدولة في ‪،‬رب أفريايا والًي حمل اسم بوكو‬
‫البغدادي عام ‪2015‬ف قبل أن يبايع خليلت أبو إبراهيم الارشيف الًي تلاض‬ ‫حرام إلض أن بايع‬
‫‪25‬‬
‫أيضال مبايعة تنريم الدولة في الصح ار الكبر‪ ،‬الناشط في مالي وبوركينا فاسو‪.‬‬

‫اخمنية للحدود في الاارة اخفريايةف رار ثالثة أنماط مستجدة مي‬ ‫وفي رل تآكل الاد ار‬
‫الجغرافية التي يتم نال الدعم‬ ‫الراهرة اإرهابية في أفرياياف أولاا التغير المستجد في المسا ار‬
‫نشاط اإرهاب في أفريايا‪ .‬فمع تعاد المشاد‬ ‫بالمال والسالح عبرها من خار الاارة إلض ساحا‬
‫مكافحة اإرهاب من الشرق إلض الجنوب ثم الغربف اتجا‬ ‫في ليبيا علض إثر تادم عمليا‬
‫اإرهابية للتح مسار جديد جنوبي يمتد من سواحل الاارة الشرقية ومناا إلض منطاة‬ ‫التنريما‬
‫موطنال لتنريم جديد حمل اسم والية وسط أفريايا يستغل ضعف‬ ‫العرمض والتي أصبح‬ ‫البحي ار‬
‫‪26.‬‬
‫سلطة الدولة في مناطق شمال شرق الكونغو الديموقراطية‬

‫اإرهابية الناشطة في أفريايا بادر‬ ‫أما النمط الثاني فيتعلق بهمكانية تبادل الدعم بين التنريما‬
‫هًه‬ ‫اللكرية التي أوقع‬ ‫من الساولة استغالالل لسيولة الحدودف ومن خالل تجاو الخالفا‬
‫من قدراتاا علض النشاط بصورة فعالة‪.‬‬ ‫مسلحة نال‬ ‫ساباة في مواجاا‬ ‫في فت ار‬ ‫التنريما‬
‫فعلض سبيل المثال أعلن أحد المتحدثين باسم تنريم الدولة في الصح ار الكبر‪ ،‬ب عامة أبو وليد‬
‫الصحراوي عن موقف إيجابي من جماعة نصرة اإسالم والمسلمين التي تضم عددال من‬
‫المبايعة لتنريم الااعدةف معتبرهم "أخوة"ف ومشددال علض أهمية التعاون "ومواصلة الكلاح‬ ‫الجماعا‬
‫‪27‬‬
‫معال"‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اإرهابية في أفريايا أعدادال مت ايدة من‬ ‫نشاط التنريما‬ ‫ويتعلق النمط الثالث باستابال ساحا‬
‫المااتلين سوا الاادمين من مناطق خارجية كالشرق اخوسطف أو المنتالين بين الدول اخفرياية‬
‫من المااتلين ممكنال من دون استغالل حالة العج‬ ‫وبعضاا البعا‪ .‬لم يكن وصول هًه التدفاا‬
‫الكامل في بعا المناطق للحدود الدولية عن ضبط حركة ه ال المااتلين‪ .‬فلي عام ‪2017‬‬
‫الاتال في‬ ‫أعرب االتحاد اخفرياي عن قلا بشأن وصول أعداد كبيرة من المااتلين في ساحا‬
‫اخفرياية‬ ‫الشرق اخوسط للاارة اخفريايةف ماد الر عددهم بنحو ‪ 6000‬من حاملي الجنسيا‬
‫علض امتداد‬ ‫المختللة قادمين من ساحة الاتال السورية والًين أعيد نشرهم في عدد من الجباا‬
‫‪28‬‬
‫الساحل اخفرياي‪.‬‬

‫ويضاف إلض ه ال المااتلين العائدين أعداد ‪،‬ير معلومة من المااتلين ‪،‬ير اخفارقة مستليدين‬
‫المااجرين من الاارة واليااف خاصة مع‬ ‫من سيولة الحدود اخفرياية وعج ها عن ضبط تدفاا‬
‫اخخيرة‬ ‫الاارة اخفرياية في السنوا‬ ‫التاريب والتي استغل‬ ‫التطور الكبير الًي أحر ت شبكا‬
‫في تاريب أعداد من المااجرين ‪،‬ير الشرعيين من دول آسيوية كأفغانستان وباكستان‬
‫‪29‬‬
‫وبنجالديش وسوريا عبر السواحل الشرقية للاارة اخفرياية‪.‬‬

‫كًلمف أضيف بعد جديد لملاوم المااتلين اخجانب في الساحل اخفريايف من خالل تمكن‬
‫اإرهابية عبر أدواتاا الدعائية من استادام المااتلين من دول الجوار في ‪،‬رب أفريايا‬ ‫التنريما‬
‫اإرهابية‪ .‬فعلض سبيل المثال انضم عدد من المااتلين من‬ ‫والتي ال تشاد نشاطال يًكر للتنريما‬
‫السنغال عام ‪ 2018‬لكتيبة اللرقان إحد‪ ،‬فروع تنريم الااعدة في المغرب اإسالمي أحد أهم‬
‫الناشطة في الساحل اخفرياي‪ .‬ومن شأن هًه الراهرة حال تصاعدها أن تضمن‬ ‫التنريما‬
‫من قو‪ ،‬بشرية‬ ‫اإرهابية يعوا ما تلاده هًه التنريما‬ ‫إمدادال مستم الر بالمااتلين للتنريما‬
‫‪30‬‬
‫مكافحة اإرهاب الدولية والمحلية‪.‬‬ ‫خالل مواجااتاا الصعبة مع قوا‬

‫‪ .2‬التطور الكمي والنو‪:‬ي في التدفقات غير المشرو‪:‬ة لألسلحة ‪:‬بر الحدود‬


‫الاارة اخفرياية في العاد اخخير إلض واحدة من أهم مناطق التجارة ‪،‬ير المشروعة‬ ‫تحول‬
‫للسلحة في العالم وًلم بعد االرتلاع الاائل في الطلب علض السالح في أفريايا نتيجة تعدد ب ر‬
‫‪291‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اإرهابية لنشاطاا في أكثر من إقليم من أقاليم الاارة‪ .‬فعلض سبيل‬ ‫الصراع فياا وتكثيف التنريما‬
‫دول الساحل من أهم أسواق تجارة اخسلحة ‪،‬ير الشرعية في العالم في رل‬ ‫المثال أصبح‬
‫الممتدة التي يشادها اإقليم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا والكاميرون‬ ‫الصراعا‬
‫وتشادف وكًلم في دول جواره الشمالي وخصوصال في ليبيا وفي دول جواره الجنوبي في أفريايا‬
‫إلض أن حجم سوق اخسلحة‬ ‫الوسطض ومن ورائاا الكونغو الديموقراطية‪ .‬وتشير بعا التادي ار‬
‫‪31‬‬
‫في الساحل اخفرياي قد تجاو المليون قطعة سالح‪.‬‬

‫ومن بين مراهر التطور الكبيرة التي شادتاا الاارة اخفرياية عمومال واقليم الساحل اخفرياي‬
‫اإرهابية والًي جا‬ ‫بصورة خاصةف التطور النوعي في اخسلحة التي تستخدماا التنريما‬
‫السلطا‬ ‫الماضية‪ .‬فلي نااية عام ‪ 2018‬أعلن‬ ‫خالل السنوا‬ ‫ليعوا خسائر هًه التنريما‬
‫بدون طيار‬ ‫النيجيرية عن اكتشاف استخدام تنريم الدولة في ‪،‬رب أفريايا (بوكو حرام) الطائ ار‬
‫مكافحة اإرهاب النيجيرية‪ .‬وقد تأكد هًا التطور خالل‬ ‫في الايام بماام استطالعية لمواقع قوا‬
‫المستخدمة وفي نمط‬ ‫عام ‪ 2019‬مع الكشف عن تادم إضافي أحر ه التنريم في نوع الطائ ار‬
‫لاوا‬ ‫تشغيلااف حيث بدأ التنريم في استخداماا في ماام هجومية من خالل توجي ضربا‬
‫‪32‬‬
‫مكافحة اإرهاب وعدم االكتلا بتوريلاا في ماام المراقبة واالستطالع‪.‬‬

‫متالحاة‬ ‫بدون طيار مكمالل لتطو ار‬ ‫اإرهابية في الساحل للطائ ار‬ ‫ويأتي استخدام التنريما‬
‫بداية نشاطاا في اإقليم‪ .‬فوفق تاارير اللجنة الوطنية‬ ‫واكب‬ ‫في مستو‪ ،‬تسليح هًه الجماعا‬
‫اللجنة من جمع نحو ‪2000‬‬ ‫لجمع اخسلحة ‪،‬ير المشروعة ومكافحتاا في النيجرف فاد تمكن‬
‫‪ 9‬صواريس و ‪ 66‬لغمال وقًائف آر‬ ‫قطعة سالح في اللترة بين عامي ‪ 2011‬و‪ 2014‬تضمن‬
‫مختللةف عبر الحدود الشمالية للبالد قادمة من ليبيا بغرا‬ ‫بي جي ومدافع رشاشة من عيا ار‬
‫‪33‬‬
‫اإرهابية في كل من مالي ونيجيريا‪.‬‬ ‫إعادة تو يعاا علض الجماعا‬

‫اخخيرة‬ ‫اإرهابية لعدد من اخسلحة النوعية في السنوا‬ ‫كًلم تم توثيق استخدام التنريما‬
‫مدافع هاون بلجيكية الصنع من عيار ‪ 60‬ممف‬ ‫التاريب تضمن‬ ‫علياا عبر مسا ار‬ ‫حصل‬
‫وأخر‪ ،‬فرنسية من عيار ‪ 81‬ممف وصواريس محمولة من ط ار ستريال ‪ 2‬الروسية الصنعف‬
‫‪292‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اإرهابية أسلحة خليلة سودانية الصنع مصنعة حديثال‬ ‫باإضافة إلض توثيق استخدام التنريما‬
‫‪34‬‬
‫‪ 2011‬و‪ 2013‬و‪.2014‬‬ ‫في سنوا‬

‫وفي رل استمرار اضطراب اخوضاع في اإقليم يرل من المتوقع استمرار تدفق شحنا‬
‫اإرهابية في الساحل اخفرياي والتي‬ ‫اخسلحة الثايلة والمتوسطة والخليلة لصالح التنريما‬
‫قوا‬ ‫طابعال هجوميال ضد تمرك ا‬ ‫عناا العديد من العمليا ف خاصة تلم التي حمل‬ ‫كشل‬
‫مكافحة اإرهاب‪.‬‬ ‫الجيش والشرطة المنخرطة في عمليا‬

‫‪ .3‬تهريب المهاجرين غير الشر‪:‬يين واإلتجار بالبشر‬


‫الاجرة ‪،‬ير الشرعية علض رصد‬ ‫الًي ترك في ‪،‬البية التاارير المعنية بمراقبة تدفاا‬ ‫في الوق‬
‫عبور المااجرين ‪،‬ير الشرعيين لسواحل البحر المتوسط الجنوبية إلض أوروباف تغلل هًه‬ ‫عمليا‬
‫المااجرين العابرة‬ ‫التاارير حاياة أن الاارة اخفرياية تأتي في صدارة قا ار العالم من حيث تدفاا‬
‫للحدود داخل الاارةف حيث لم تتجاو نسبة المااجرين ‪،‬ير الشرعيين في أفريايا الًين تمكنوا من‬
‫مغادرة الاارة ‪%20‬ف بينما انتال ‪ %80‬منام عبر الحدود الدولية من دولة أفرياية خخر‪ ،‬في‬
‫‪35‬‬
‫حركة ‪،‬البال ما ترل داخل حدود اإقليم الواحد ‪.Intra-regional‬‬

‫متنوعة لحركة المااجرين ‪،‬ير الشرعيينف يمتد أولاا من أقصض‬ ‫وتشاد الاارة اخفرياية مسا ار‬
‫شرق الاارة إلض أقصض ‪،‬ربااف ويمتد الثاني رأسيال من جنوب الاارة في اتجاه شمالااف بينما يمتد‬
‫المسار الثالث من الارن اخفرياي إلض جنوب الاارة وخصوصال جماورية جنوب أفرياياف أما‬
‫المسار الرابع فاو مسار خارجي يأتي بالمااجرين ‪،‬ير الشرعيين من دول شرق وجنوب آسيا في‬
‫اخخيرة أصبح إقليم الساحل اخفرياي أحد‬ ‫اتجاه دول الساحل الشرقي خفريايا‪ .‬وفي السنوا‬
‫اإجبارية" لتاريب البشر من مختلف مناطق الاارة اخفرياية ومن بعا دول جنوب‬ ‫"المسا ار‬
‫‪36‬‬
‫و‪،‬رب آسيا نحو أوروبا‪.‬‬

‫المت ايدة من الالجئين اخفارقة العابرين للحدود الدوليةف خرو‬ ‫ومن بين اخسباب الملسرة للتدفاا‬
‫التي تلاد فياا الدولة السيطرة علض‬ ‫نسبة كبيرة من ه ال الالجئين من مناطق الصراعا‬

‫‪293‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫الممتدة يمكن أن تساط مناطق حدودية متعددة‬ ‫كبيرة من إقليمااف وفي حالة الصراعا‬ ‫مساحا‬
‫عن أي سيطرة حكومية اخمر الًي ييسر من تحرم الالجئين عبر هًه الحدود‪ .‬ومما فاقم من‬
‫الالجئين عبر الحدود الدولية في أفريايا الوضع السي الًي تعاني من ثالثة من‬ ‫مشكلة تدفاا‬
‫أكبر أربع دول أفرياية سكانالف حيث تعد نيجيريا واثيوبيا والكونغو الديموقراطية من أكثر دول‬
‫‪37‬‬
‫الاارة تصدي الر لالجئين وهي الدول التي تتمتع بعدد سكان كبير‪.‬‬

‫‪ .4‬تهريب الخامات والسلع ‪:‬بر الحدود‬


‫ملحة للمن االقتصادي لعدد كبير من‬ ‫أسلر ضعف الحدود الدولية اخفرياية عن فرا تحديا‬
‫في الاارة اخفرياية راهرة التعدين ‪،‬ير النرامي‬ ‫دول الاارة‪ .‬حيث تنتشر في مناطق الصراعا‬
‫واسعة من اخطراف المحلية التي تستغل ‪،‬ياب الدولة عن العديد من المناطق‬ ‫علض يد قطاعا‬
‫معدنية كبيرة‪ .‬وينتشر نشاط التنايب ‪،‬ير النرامي عن الًهب بصورة خاصة‬ ‫التي تتمتع بثروا‬
‫الدائم لبيع الًهب والمعادن‬ ‫والًي يشكل مورد ر ق لماليين اخفارقة‪ .‬وفي رل االحتيا‬
‫التاريب والجريمة‬ ‫التاريب عبر الحدود اخمر الًي يربطاا بشبكا‬ ‫المستخرجةف تنشط شبكا‬
‫التاريب‬ ‫الكبيرة من المعادن لم تكن ليتم تاريباا من دون استغالل شبكا‬ ‫المنرمة‪ .‬هًه الكميا‬
‫للضعف الشديد للحدود اخفرياية سوا الحدود البرية اللاصلة بين دول الاارة وبعضاا البعاف أو‬
‫الحدود البحرية التي تلصل بين الاارة اخفرياية و‪،‬يرها من قا ار العالم‪.‬‬

‫فلي عام ‪ 2013‬قدر حجم المعادن الماربة من الكونغو الديموقراطية وحدها بنحو ‪ 7‬آالف طن‬
‫قيمتاا نحو ‪ 30‬مليون دوالر‪ .‬وفي عام ‪ 2016‬قدر خسائر الاارة اخفرياية من تجارة‬ ‫بلغ‬
‫خسائر الاارة من تاريب‬ ‫اخسمام ‪،‬ير الشرعية بأكثر من ‪ 2.5‬مليار دوالرف بينما بلغ‬
‫البترولية هو مصدر الخسارة اخكبر للاارة‬ ‫اخخشاب ‪ 13‬مليار دوالر‪ .‬ويعد تاريب الخاما‬
‫اخفرياية حيث تخسر الاارة ما تلوق قيمت ‪ 100‬مليار دوالر سنويال نتيجة تاريب مصادر الطاقة‬
‫‪38‬‬
‫البترولية وحدها‪.‬‬

‫والمعادن مصد الر لتمويل اإرهاب العابر للحدودف حيث تشير‬ ‫كما يعد تاريب السلع والخاما‬
‫التادي ار إلض أن التعدين ‪،‬ير النرامي يشكل مصد الر لما تبلغ قيمت ‪ %17‬من تمويل الجماعا‬
‫‪294‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫المسلحة حول العالمف وهي النسبة التي ترتلع في السياق اخفريايف خاصة مع تواتر الشواهد علض‬
‫اإرهابية في هًا المجال بصورة كبيرةف حيث يعد التنايب عن اللحم وتاريب‬ ‫نشاط التنريما‬
‫أحد المصادر الرئيسية لتمويل حركة شباب المجاهدين في الصومالف كما يعد التنايب عن‬
‫اإرهابية في الساحل اخفرياي‪ .‬ولم يكن اإرهاب‬ ‫الًهب مصد الر رئيسيال لتمويل نشاط التنريما‬
‫ليجد موطنال في شرق الكونغو الديموقراطي في إطار ما أعلن عن من تأسيس "والية وسط‬
‫أفريايا" من دون استغالل خرو إقليم كيلو عن سيطرة الحكومة في كينشاسا بما سمح للتنريما‬
‫اإرهابية باالستلادة من نشاطاا في التنايب عن الًهب والماس والكولتان وتصديرها للخار ف‬
‫أقداماا في مواجاة‬ ‫كبيرة مستمرة من التمويل تساعد علض تثبي‬ ‫تدفاا‬ ‫وليوفر لاًه التنريما‬
‫‪39‬‬
‫جديدة‪.‬‬ ‫مكافحة اإرهابف وتسمح لاا بالتخطيط للتمدد في مساحا‬ ‫عمليا‬

‫في‬ ‫وال ياتصر اخمر علض التعدين ‪،‬ير النرامي وتاريب مستخرجات عبر الحدودف حيث تنام‬
‫اخخيرة تجارة اخسلحة الصغيرة والخليلة في أفريايا عبر الحدود الدوليةف بحيث ناه‬ ‫السنوا‬
‫الحجم السنوي لاًه التجارة عالميال المليار دوالر تحمل الاارة اخفرياية النصيب اخكبر مناا في‬
‫التاريب ضعف الحدود‬ ‫فيااف وبسبب استغالل الكثير من شبكا‬ ‫رل تعدد دوائر الصراعا‬
‫هائلة من اخسلحة سوا لتلبية الطلب المت ايد‬ ‫اخفرياية في تحويلاا لنااط مرور رئيسية لكميا‬
‫‪40‬‬
‫الاتال اخفرياية أو لتاريباا لخار الاارة‪.‬‬ ‫علياا في ساحا‬

‫‪ .5‬اتساع نشاط شبكات الجريمة المنظمة العابر للحدود‬


‫اإجرامية‬ ‫العديد من مناطق الاارة اخفرياية إلض ساحة لعب ملتوحة للعديد من التنريما‬ ‫تحول‬
‫استلادة م دوجة من تردي اخوضاع اخمنية والسياسية من ناحيةف ومن التطور التاني‬ ‫التي حاا‬
‫الاائل من ناحية أخر‪ .،‬ومن بين أقاليم الاارة المختللة يبر الساحل اخفرياي كمرك النتشار‬
‫مراهر نشاطاا لتشمل ‪،‬سيل اخموالف وتاريب البشرف‬ ‫الجريمة المنرمة والتي تعدد‬ ‫شبكا‬
‫والتجارة باخعضا البشريةف وتاريب السلع المختللة المشروع مناا و‪،‬ير المشروع‪ .‬وتلعب‬
‫الرعوية دو الر أساسيال في تاريب البضائع بين بلدان الساحل اخفرياي نر الر لحركتاا‬ ‫الجماعا‬

‫‪295‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫الطبيعية العابرة للحدودف وعادةل ما يتم ماايضة هًه السلع باإبل أو الماشية‪ .‬وتشمل قائمة السلع‬
‫‪41‬‬
‫ال راعية والسجائر‪.‬‬ ‫الماربة المواد الغًائية والحاصال‬

‫كما تحول إقليم الساحل اخفرياي إلض حلاة وصل أساسية في أحد أهم طرق تاريب المخد ار‬
‫من دول أمريكا الالتينية قبل أن يعاد تصديرها‬ ‫حول العالم حيث يعد ناطة تجميع للمخد ار‬
‫من أمريكا الالتينية إلض دول خليس ‪،‬ينيا المطلة‬ ‫للسوق الرئيسية في أوروبا‪ .‬إً تصل المخد ار‬
‫علض اخطلنطي وخصوصال عدد من الدول الصغيرة كغينيا بيساو وسيراليون و‪،‬اناف قبل أن تنال‬
‫‪42‬‬
‫إلض المطا ار الداخلية لدول الساحل اخفرياي ومناا إلض أوروبا‪.‬‬

‫الجريمة المنرمة في أفريايا‬ ‫عن اتساع نشاط شبكا‬ ‫الرئيسية التي نجم‬ ‫ومن بين المشكال‬
‫بين‬ ‫اإرهابيةف حيث تمي العديد من التحليال‬ ‫تحولاا التدريجي إلض شريم رئيسي للتنريما‬
‫الجريمةف أولاما أقدم كان ينأ‪ ،‬بنلس عن أي شكل من أشكال التورط في‬ ‫جيلين من منرما‬
‫اإرهابيةف ويسعض لضمان استدامة نشاط عبر ال من من خالل بنا‬ ‫بالتنريما‬ ‫عالقا‬

‫مصلحية قوية بالمجتمع المحيط تمنح جًو الر قوية‪ .‬وبين جيل ثان أحدث أقل الت امال‬ ‫عالقا‬
‫إيجابية بمجتمع ف ويسعض لتعريم أرباح اآلنية بأي وسيلةف اخمر الًي يجعل من‬ ‫ببنا عالقا‬
‫اإرهابية حليلال ملضالل بالنسبة ل ف وهو الجيل اخكثر انتشا الر في الاارة اخفرياية في‬ ‫التنريما‬
‫‪43‬‬
‫الراهن‪.‬‬ ‫الوق‬

‫رابعاً‪ :‬أسباب تصا‪:‬د مشكالت أمن الحدود في أفريقيا‬

‫الدالة علض ما تعاني الحدود اخفرياية من ضعف وهشاشة في أدائاا‬ ‫في رل تعدد الم ش ار‬
‫خدوارها المختللة وعلض رأساا الوريلة اخمنيةف يمكن إرجاع هًا الضعف لعدد من اخسباب‬
‫المتنوعةف بعضاا بنيويف يتعلق بطبيعة الحدود الدولية في الاارة اخفرياية منً نشأتااف واآلخر‬
‫وريلي يتعلق بالطرياة التي أدار باا الدول اخفرياية قضية أمن الحدود منً االستاالل وحتض‬
‫الرئيسية‬ ‫الراهن‪ .‬وتشير مجموعتي اخسباب البنيوية والوريلية إلض عدد من التناقضا‬ ‫الوق‬

‫‪296‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اخمنية‬ ‫والتي يتعين أن تنخرط الدول اخفرياية في محاولة تسويتاا سريعال من أجل تع ي الاد ار‬
‫للحدود الدولية‪.‬‬

‫‪ .1‬الميراث االستعماري وطبيعة الحدود األفريقية‬


‫العال م من حيث طول الحدود السياسية بين دولااف وهو ما جا‬ ‫تعد الاارة اخفرياية أكبر قا ار‬
‫أقاليم الاارة بين عدد كبير من الاو‪ ،‬االستعمارية المتنافسةف قبل أن تتج كل دولة‬ ‫نتيجة تلتي‬
‫فيما بعد الدول‬ ‫صغيرة يسال إدارتااف والتي شكل‬ ‫مستعمرة لتاسيم مستعمراتاا إلض وحدا‬
‫اخفرياية المستالة‪ .‬كًلم تشاد الدول اخفرياية راهرة تعدد دول الجوار بحيث ترتبط الكونغو‬
‫الديموقراطية بتسع دولف وترتبط كل من امبيا وتن انيا بحدود مشتركة مع ثمان دولف وترتبط كل‬
‫من مالي والنيجر بحدود مشتركة مع سبع دولف بينما ترتبط كل من مو مبيق وجنوب أفريايا‬
‫دول‪.‬‬ ‫وبوركينا فاسوف والكاميرون وليبيا والج ائر بس‬

‫من ضعف‬ ‫نوعية أخر‪ ،‬تع‬ ‫الطبيعة الكميةف ترار م ش ار‬ ‫ًا‬ ‫وباإضافة لاًه الم ش ار‬
‫الحدود اخفرياية وعج ها عن الايام بورائلاا المختللة علض نحو فعالف وفي مادمتاا ‪،‬ياب‬
‫االتساق حيث تنتشر راهرة الدول بداخل دول كحالة جامبيا في السنغال وكًلم ليسوتو‬
‫واسواتيني في جنوب أفرياياف فضالل عن الدول التي يعاني إقليماا من تشوه هندسي واضح مثل‬
‫مالي والصومال‪ .‬يضاف إلض ًلم انتشار الدول الحبيسة التي يتحول سعياا الدائم للوصول إلض‬
‫‪44‬‬
‫المنافً البحرية الدولية إلض مصدر للتوت ار الحدودية‪.‬‬

‫‪ .2‬ازدواجية نطاقات السيادة في القارة األفريقية‬


‫الدول اخوروبية االستعمارية الحدود بين مستعمراتاا اخفرياية والتي ورثتاا دول‬ ‫منً أن أنشأ‬
‫الاارة بعد االستااللف كان من الجلي تعارا هًه الحدود مع الواقع المتعلق بأنماط انتشار‬
‫الراهرة السياسية قائمة في أفريايا قبل وصول‬ ‫اإثنية في الاارة اخفرياية‪ .‬ولما كان‬ ‫الجماعا‬
‫كبيرة من االختالف بين الحدود الموضوعة للمستعم ار‬ ‫المستعمر اخوروبيف رار مساحا‬
‫انتشار السلطة الابلية في العديد من الدول‬ ‫اخوروبية والتي ورثتاا الدول المستالةف وبين مساحا‬
‫اخفريايةف وهو ما أنتس ا دواجية واضحة في ملاوم السيادة في الدول اخفرياية‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫وتتلاقم هًه المشكلة عندما تنتشر جماعة إثنية عبر أقاليم أكثر من دولة أفرياية بحيث يعتبر‬
‫أفراد الجماعة حركتام عبر الحدود الدولية حركة طبيعية داخل أرضام وهي الحركة التي يتسع‬
‫التي تحترف الرعي علض وج الخصوص وتتنال في مساحة‬ ‫نطاقاا بشدة في حالة الجماعا‬
‫كبيرة من اخرا تعبر خاللاا الحدود الدولية بين دولتين أو أكثر‪ .‬كًلم تعتبر الكثير من‬
‫اخفرياية أناا تتمتع بسيادة شب مطلاة علض "أرا الجماعة" بحيث تر‪ ،‬لنلساا الحق‬ ‫الجماعا‬
‫في احتكار أنشطة مثل التعدين و‪،‬يره من أشكال االستغالل االقتصادي للرا من دون حق‬
‫التشابكا‬ ‫ل لدولة في تنريم هًا االستغالل أو المشاركة في الحصول علض عوائده‪ .‬وقد دفع‬
‫المت ايدة بين الراهرة اإثنية والحدود الدولية لراور ناطة التاا بحثية تحمل اسم "أنثروبولوجيا‬
‫التي تربط بين ضعف‬ ‫اخفرياية المختللة مادة خصبة لتأكيد الماوال‬ ‫الحدود" تجد في الحاال‬
‫‪45‬‬
‫قدرة الحدود الدولية علض أدا ورائلاا وبين التركيب السكاني علض جانبياا‪.‬‬

‫وتجسد محصلة هًا الوضع المعاد في راور خرائط متعددة للحدود في أفرياياف بعضاا رسمي‬
‫قوة‬ ‫مراهر الضعف في النوع اخول اد‬ ‫معترف ب دوليال واآلخر ‪،‬ير رسميف وكلما تجل‬
‫السيطرة" بين‬ ‫الداخلية علض "الحدود" و"نطاقا‬ ‫مع الصراعا‬ ‫النوع الثاني اخمر الًي أصبح‬
‫في الاارة‬ ‫المختللة داخل الدولة الواحدة النوع اخكثر حدة وخطورة من الصراعا‬ ‫الجماعا‬
‫رسمية لدولتين أفريايتين علض خللية ن اع‬ ‫بين قوا‬ ‫اخفرياية والًي تلوق خطورت الصراعا‬
‫‪46‬‬
‫اخخيرة‪.‬‬ ‫علض الحدود الدوليةف وهو النمط الًي تراجع بشدة في السنوا‬

‫‪ .3‬اآلثار المختلطة للتقدم في مسيرة التكامل القاري واإلقليمي الرر‪:‬ي في أفريقيا‬


‫للاارة اخفرياية مسيرة ممتدة في مجال التكامل اإقليمي والااريف فابل أن تستكمل دول الاارة‬
‫بواكير التنسيق اخفرياي بنشأة مجموعتي الدار البيضا ومونروفياف وفي السنوا‬ ‫استااللاا نشأ‬
‫قصير من نيل عدد كبير من دول الاارة استااللاا تأسس‬ ‫وبعد وق‬ ‫اخولض من عاد الستينيا‬
‫االندما والتكامل بين دول‬ ‫منرمة الوحدة اخفرياية كتنريم قاري يسعض لتحايق أعلض مستويا‬
‫الاارة‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اخفرياية‬ ‫جاود التكامل االقتصادي علض وج التحديد بالتنريما‬ ‫وعلض صعيد موا ارتبط‬
‫عضويتاا شرطال أساسيال من شروط التادم في مسيرة التكاملف فنشأ‬ ‫اإقليمية اللرعية التي كان‬
‫مثل المجموعة االقتصادية لدول ‪،‬رب أفريايا (إيكواس)ف وجماعة تنمية الجنوب‬ ‫تنريما‬
‫اخفرياي (سادم)ف والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريايا (كوميسا)ف و‪،‬يرها‪ .‬والمالحر أن علض‬
‫بتطوير أدوارها علض‬ ‫الر‪،‬م من الطبيعة االقتصادية الغالبة علض هًه المنرما ف سرعان ما قام‬
‫اخدوار السياسية واخمنية‪.‬‬ ‫أرا الواقع لتمدد في مساحة واسعة شمل‬

‫في تع ي العمل‬ ‫الًي ال يمكن في إ‪،‬لال الدور اإيجابي للعديد من هًه التنريما‬ ‫وفي الوق‬
‫الطبيعة اإقليمية‬ ‫المختللة ًا‬ ‫اخفرياي المشترم وبًل الجاود اللعالة في تسوية اخ ما‬
‫أن هًا التمدد في‬ ‫والوطنية علض السوا ف يباض من المام اإشارة إلض أن التجربة العملية قد أكد‬
‫اخفرياية الاارية واإقليمية اللرعية إنما جا خصمال من سيادة الدولة الوطنية في‬ ‫أدوار التنريما‬

‫علض أساس تنا ل دول الاارة طوعال‬ ‫تطوير التكامل اخفرياي قام‬ ‫أفريايا‪ .‬فالكثير من عمليا‬
‫الجماعية‪ .‬ومن بين أكثر المجاال‬ ‫عن عدد من مراهر سيادتاا علض إقليماا لصالح الكيانا‬
‫تأث الر باًا االتجاه المتنامي أفريايال الدور الحمائي للحدود سوا فيما يتعلق بالجانب االقتصادي أو‬
‫فعالة‬ ‫متعددة اخطراف في تاديم معالجا‬ ‫اخمنيف اخمر الًي أوجب انخراط هًه الكيانا‬
‫‪47‬‬
‫أمن الحدود‪.‬‬ ‫لمشكال‬

‫‪ .4‬مشكالت تنظيم الحدود البرية المشتركة‬


‫عملية تعيين الحدود ‪Delimitation‬ف فلي‬ ‫كبيرة شاب‬ ‫الحدود اخفرياية من مشكال‬ ‫عان‬
‫ال توجد حدد دولية معينة متلق علياا ومعترف باا من الدول المتجاورةف من‬ ‫العديد من الحاال‬
‫بيناا مساحة ممتدة من الحدود البرية بين ماالوي و امبيا والحدود بين مالي وبوركينا فاسوف‬
‫تتعامل مع الحدود بين مستعمراتاا‬ ‫االستعمارية التي كان‬ ‫ويرجع هًا اخمر إلض السياسا‬
‫المتصلة باعتبارها حدود إدارية يتكرر تغييرها وتعديلاا من دون التوثيق الكافي وفق ماتضيا‬
‫الطعن في شرعية عملية التعيينف‬ ‫المصلحة االقتصادية باخساس‪ .‬كما تتعدد في أفريايا حاال‬
‫متعارضة‪.‬‬ ‫وتباين اخسانيد الاانونية لكل طرف وتعددها اخمر الًي يتسبب في نشأة ادعا ا‬

‫‪299‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫المتعلاة بعملية تخطيط الحدود اخفرياية ‪Demarcation‬ف حيث تنتشر الحدود‬ ‫بجانب المشكال‬
‫‪48‬‬
‫‪،‬ير المخططة علض أرا الواقع في الاارة اخفريايةف وتلم التي تم تخطيطاا بصورة معيبة‪.‬‬

‫‪ .5‬العجز ‪:‬ن مواجهة مهددات أمن الحدود البحرية‬


‫قدرة محدودة علض تأمين الحدود البرية بين بعضاا البعاف‬ ‫الدول اخفرياية قد أثبت‬ ‫إًا كان‬
‫فالمالحر أن هًه الادرة تتضا ل بشدة فيما يتعلق بالحدود البحرية المطلة شماالل علض البحر‬
‫المتوسطف وشرقال علض البحر اخحمر والمحيط الانديف و‪،‬ربال علض المحيط اخطلنطي‪ .‬فلي رل‬
‫الكثير من السواحل اخفرياية إلض‬ ‫والخب ار ف وتعدد مصادر التاديدف تحول‬ ‫محدودية الاد ار‬
‫‪،‬ير المشروعة علض اختالفاا لتداولاا في الاارة اخفرياية‬ ‫مراك عالمية رئيسية الستابال التدفاا‬
‫عالمية أخر‪.،‬‬ ‫أو إعادة إرسالاا لمحطا‬

‫ويادم الساحالن الشرقي والغربي للاارة اخفرياية نموًجين واضحين علض عج الدول اخفرياية‬
‫عن تأمين حدودها البحرية‪ .‬فابالة السواحل الصومالية المطلة علض المحيط الاندي تكثل‬
‫حوادث الارصنة واختطاف السلن بصورة مطردة منً مطلع اخللية الثالثةف اخمر الًي دفع مجلس‬
‫بموجب عملية‬ ‫اخمن الدولي إصدار ق ارره رقم ‪ 1838‬في أكتوبر من عام ‪ 2008‬والًي تشكل‬
‫المالحية في تلم المنطاةف وهي العملية التي يتم تجديد تلويضاا‬ ‫عسكرية دولية لحماية المم ار‬
‫‪49‬‬
‫وعلض الساحل الغربي للاارة تشاد منطاة خليس ‪،‬ينيا تصاعدال‬ ‫بصورة دورية حتض عام ‪.2020‬‬
‫كبي الر لحوادث االعتدا علض السلن المالحية قبالة سواحل كل من ‪،‬انا وتوجو وبنين ونيجيريا‬
‫والكاميرون والجابون وًلم منً بداية العاد الثاني من الارن الحادي والعشرين‪ .‬وتتمي حوادث‬
‫النلط خاصة تلم الاادمة من الموانئ‬ ‫االعتدا علض السلن في خليس ‪،‬ينيا بالتركي علض ناقال‬
‫النيجيريةف في رل كون نيجيريا واحدة من الدول اخعضا في منرمة أوبم والمنتس والمصدر‬
‫‪50‬‬
‫اخول للمواد النلطية في الاارة اخفرياية‪.‬‬

‫هًا الضعف الكبير للدول اخفرياية في تأمين حدودها البحرية سمح بتعارم دور اخطراف‬
‫‪،‬ير المشروعة للاارة اخفريايةف حيث تلعب هًه اخطراف أدوا الر رئيسية‬ ‫الخارجية في نال التدفاا‬
‫في تاريب البشر والسلع والبضائع واخموالف و‪،‬يرها‪ .‬إً يتم تصدير نسبة كبيرة من مستخرجا‬
‫‪300‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫التعدين ‪،‬ير المشروع إلض خار الاارةف كما يعد عبور البحر المتوسط نحو السواحل اخوروبية‬
‫تاريب البشر في دول جنوب أوروباف وهي الراهرة التي اتسع‬ ‫المصدر اخهم لدخل عصابا‬
‫بسبب ضعف الحدود اخفرياية لتنخرط فياا أطراف أخر‪ ،‬من دول آسيوية اتخًوا من الاارة‬
‫سواحل‬ ‫اخفرياية معب الر للمااجرين من دول الشرق اخوسط وجنوب آسيا نحو أوروبا‪ .‬كما تحول‬
‫الواردة من أمريكا الالتينية قبل إعادة تصديرها‬ ‫المخد ار‬ ‫الاارة الغربية لنااط تجميع لشحنا‬
‫الخارجيةف فلي رل‬ ‫خوروبا‪ .‬هًه الحالة تكرس ضعف مناعة الدول اخفرياية أمام االختراقا‬
‫اخطراف الخارجية‬ ‫استمرار عج هًه الدول عن تأمين حدودها بالادر الكافيف ترتلع محاوال‬
‫‪51‬‬
‫الستغالل هًه الاشاشة في كافة أشكال الجريمة المنرمة واخخطار العابرة للحدود‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬السياسات األفريقية لالستجابة مشكالت أمن الحدود‬

‫اخخيرة تبني هًه الدول‬ ‫أمن الحدود لد‪ ،‬الدول اخفرياية في السنوا‬ ‫ال يعني تلاقم مشكال‬
‫جادة للحد من اآلثار الضارة لاًا‬ ‫مواقف سلبية تجاه المشكلة أو عدم اضطالعاا بمحاوال‬
‫أمن الحدود لعدد من‬ ‫المادد اخمني الكبير‪ .‬حيث يمكن تاسيم االستجابة اخفرياية لمشكال‬
‫أكثرها اتساعال هو المستو‪ ،‬الااري الممثل في االتحاد اخفريايف باإضافة لالستجابة‬ ‫المستويا‬
‫الطابع الوطني التي‬ ‫اللردية ًا‬ ‫اإقليمية اللرعيةف فضالل عن االستجابا‬ ‫التي قدمتاا المنرما‬
‫العديد من الدول اخفرياية‪.‬‬ ‫أقرتاا حكوما‬

‫‪ .1‬المستوى القاري‬
‫مبكرف فعلض سبيل‬ ‫اخطر التنريمية الاارية مجاالل مالئمال لمعالجة قضايا الحدود منً وق‬ ‫مثل‬
‫المثال جا إعالن قمة الااهرة لمنرمة الوحدة اخفرياية عام ‪ 1964‬لي كد استارار الحدود‬
‫الحدود بين الدول اخفرياية قبل أن تنشأ‪.‬‬ ‫الموروثة عن االستعمار ليستبق الكثير من صراعا‬
‫ملوضية االتحاد اخفرياي برنامس االتحاد اخفرياي بشأن الحدود عام‬ ‫واستم ار الر لاًا الناسف أطلا‬
‫‪2007‬ف وهو البرنامس الًي لعب دو الر مامال في إقرار العديد من المباد الحاكمة المتوافق علياا‬
‫معيارية تلت م باا كافة دول الاارةف وهي‬ ‫بشأن إدارة الحدود في الدول اخفرياية وفق م ش ار‬

‫‪301‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫أساسال التلاقية االتحاد اخفرياي بشأن التعاون الحدودي عام ‪2014‬‬ ‫التي مثل‬ ‫المباد‬
‫والمعروفة باتلاقية نيامي‪ .‬وفي رل هًا التادم المطردف سعض االتحاد اخفرياي إكساب انخراط‬
‫في قضايا أمن الحدود طابعال أكثر عملية حين أطلق استراتيجية االتحاد اخفرياي بشأن حوكمة‬
‫‪52‬‬
‫المتنامية خمن الحدود في الاارة اخفرياية‪.‬‬ ‫الحدودف والتي تمثل استجابة متطورة للتحديا‬

‫وفي يونيو من عام ‪ 2020‬تم إصدار نسخة مطورة من مسودة استراتيجية االتحاد اخفرياي‬
‫لإلدارة المتكاملة للحدود والتي تعد تطوي الر مامال للنسخة الساباة الصادرة عام ‪ .2017‬تاوم‬
‫استراتيجية االتحاد اخفرياي لإلدارة المتكاملة للحدود علض تبني تعريف لوريلة الحدود باعتبارها‬
‫أداة لتع ي السلم واالستارارف باعتبارها مناطق لتيسير التكامل اإقليمي والتنمية المستدامة‪ .‬ومن‬
‫ثمف تر‪ ،‬االستراتيجية ضرورة تأسيس نرام للحدود عبر الاارة قادر علض الجمع بين المصالح‬
‫الوطنية واإقليمية والااريةف حيث تلعب الحدود دو الر م دوجالف باعتبارها نااط اتصال وتااطع‬
‫‪53‬‬
‫علض هًا‬ ‫وجسو الر واصلة من ناحيةف وباعتبارها نااط فصل ومراقبة وحماية من ناحية أخر‪.،‬‬
‫اخساس تاوم االستراتيجية علض خمس ركائ رئيسية يمثل كل مناا هدفال مستاالل وهي‪:‬‬

‫‪ -‬تع ي قد ار حوكمة الحدود‬


‫ويتحاق هًا الادف من خالل عملية مستمرة إكساب اخطراف المختللة المعنية للمعارف‬
‫الضرورية من أجل تحسين اخدا التنريميف وتضم قائمة اخطراف المعنية المس ولين‬ ‫والاد ار‬
‫والايئا‬ ‫عن إدارة قضايا الحدود علض المستو‪ ،‬الااري واإقليميف الممثلين الوطنيين من الو ا ار‬
‫المحلية‬ ‫ومس ولي الرقابة واخمن فضالل عن المجتمعا‬ ‫الوطنية والنواب ور سا البلديا‬
‫المتوطنة في المناطق الحدودية‪ .‬وتستادف استراتيجية االتحاد اخفرياي إكساب كل هًه اخطراف‬
‫واالستخدام اللعال للمواردف وتحسين آليا‬ ‫الال مة في مجال تبادل المعلوما‬ ‫المعارف والاد ار‬
‫حوكمة الحدود بمختلف أبعادها بما في ًلم تحسين البنية التحتية التكنولوجية (كوثائق السلر‬
‫واالتصال)‪ .‬فضالل عن تدريب‬ ‫وأجا ة رصدها الكترونيالف وأنرمة التلتيشف وأنرمة جمع البيانا‬
‫كافة المس ولين عن إدارة الحدود علض التعامل مع الاضايا المستجدة كالاجرة واالتجار بالبشر في‬
‫حاوق اإنسان‪ .‬وفي هًا المجال أسلر تعاون االتحاد اخفرياي مع‬ ‫إطار من االلت ام بمباد‬

‫‪302‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫‪Deutsche Gesellschaft für Internationale‬‬ ‫الوكالة اخلمانية للتعاون الدولي‬


‫)‪ Zusammenarbeit (GIZ‬عن ترسيم وتعيين أكثر من ستة آالف كيلو متر من الحدود‬
‫الناوا بمستو‪ ،‬البنية التحتية واخطر‬ ‫الدولية في أفريايا وفق المعايير المتادمة التي تضمن‬
‫‪54‬‬
‫الم سسية إدارة الحدود‪.‬‬

‫العابرة للحدود‬ ‫وحلااف ومجاباة التاديدا‬ ‫‪ -‬الوقاية من الن اعا‬


‫الحدودية بصورتيااف‬ ‫ومن خالل تحايق هًا الادف يسعض االتحاد اخفرياي للوقاية من الن اعا‬
‫بين الجيوش الوطنية علض بعا المناطق المختلف علياا والتي‬ ‫سوا تلم المتعلاة بالن اعا‬
‫بين المجتمعا‬ ‫تتنا ع دولتان أو أكثر علض فرا السيادة عليااف أو تلم المتعلاة بالن اعا‬
‫ولتحايق هًا الادف تعتمد االستراتيجية اخفرياية علض ترسيس مبدأ‬ ‫المحلية العابرة للحدود‪.‬‬
‫الحدوديةف مع االلت ام‬ ‫التسوية السلمية التلاوضية لكافة الن اعا‬ ‫سالمة الحدودف وتطوير آليا‬
‫الال مة لتحديد الحدود البرية والبحرية بين الدول اخفرياية‬ ‫التام باستكمال كافة اإج ار ا‬
‫نلس‬ ‫وتعيينااف مع البنا التدريجي لنرام قاري إدارة الحدود يتسم بالمرونة والصرامة في الوق‬
‫من أجل تع ي التكامل والتعاون بين دول الاارة من دون المساس باخمن واالستارار‪.‬‬

‫العابرة للحدود والتي‬ ‫وفي الشأن ًات تسعض االستراتيجية اخفرياية للتصدي باوة لكافة التاديدا‬
‫ال تحمل الطابع السياسي مثل الجريمة ومراهر انعدام اخمنف وًلم بمواجاة نشاط الجريمة‬
‫وثياة بين‬ ‫بنا عالقا‬ ‫المسلحة العنيلة العابرة للحدود عبر تع ي‬ ‫المنرمةف والجماعا‬
‫إنلاً الاانونف وهو ما يمثل آلية وقائية تمنع تحول المناطق‬ ‫المحلية وسلطا‬ ‫المجتمعا‬
‫يغيب عناا حضور الدولة بصورت‬ ‫الحدودية والطرفية من أقاليم الدول اخفرياية لمساحا‬
‫‪55‬‬
‫المعاودة‪.‬‬

‫‪ -‬تيسير الحركية والاجرة والتجارة الحرة‬


‫اإقليمية اللرعية في أفريايا لتحايق‬ ‫منرمة الوحدة اخفرياية ومن بعدها كافة المنرما‬ ‫تأسس‬
‫هدف رئيسي وهو تع ي التكامل العابر للحدود بين دول الاارة وبعضاا البعا‪ .‬ومع التادم‬
‫المطرد في مسيرة التكامل اإقليميف وجد برنامس االتحاد اخفرياي للحدود أن المنطق الوطني ال‬
‫‪303‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫ي ال ‪،‬البال علض المنطق اإقليمي مما انعكس بالسلب علض دور الحدود كجسور وصل لتيسير‬
‫بين دول الاارة‪ .‬والض جانب ‪،‬ياب االلت ام السياسي‬ ‫انتاال اخشخاص والسلع والخدما‬
‫أخر‪ ،‬يسعض االتحاد اخفرياي للتغلب علياا في المستابل‬ ‫اخفريايةف ترار عابا‬ ‫للحكوما‬
‫الجمركية والتنريمية كعائق أساسي أمام التجارة البينية‬ ‫الاريب تتمثل في استمرار الحواج‬
‫اخفريايةف كًلم ضعف البنية التحتية إدارة الحدودف والتعايد الشديد في اإج ار ا ف اخمر الًي‬
‫أد‪ ،‬الرتلاع كبير في حجم التجارة الحدودية ‪،‬ير الرسمية مما أفاد االقتصاد الرسمي للدول‬
‫اخفرياية مصادر مامة للدخلف كان يمكن أن يتحصل علياا حال تيسير اإج ار ا ‪ .‬وفي هًا‬
‫للتكامل مع أحد أهم التحوال‬ ‫جا‬ ‫الشأن تاترح االستراتيجية اخفرياية سلسلة من اإج ار ا‬
‫اخخيرة وهو تأسيس منطاة التجارة الحرة اخفرياية والتي ستساهم في تبسيط‬ ‫في السنوا‬
‫اإداريةف وتع ي كافة أشكال التجارة العابرة للحدودف وهو ما سيتم بالتوا ي مع التوسع‬ ‫المعامال‬
‫‪56‬‬
‫من انخراط السكان في المناطق الحدودية في التجارة الشرعية‪.‬‬ ‫في بنا روابط مصلحية تع‬

‫‪ -‬اإدارة التعاونية للحدود‬


‫التي تعيق اإدارة اللعالة للحدود بما يجعلاا من مصادر تاديد اخمن في‬ ‫من بين أهم المشكال‬
‫إدارة الحدود المشتركةف حيث تمثل الدولة‬ ‫أفريايا ما يتعلق بغياب التعاون الكافي بين سلطا‬
‫الاجرة والجمارم والايئا‬ ‫متعددة في عملية إدارة الحدود كحرس الحدود وسلطا‬ ‫بجاا‬
‫الخاصة بالرقابة علض السلعف لكن في الغالب تشير التجربة اخفرياية إلض تلشي‬ ‫الصحية والايئا‬
‫اللاسدة والمعيبة علض جانبي الحدودف اخمر الًي يترتب علي الكثير من الخسائر‬ ‫الممارسا‬
‫الدولة‪ .‬ويسعض االتحاد اخفرياي إلض إدخال العديد من‬ ‫المادية وانعدام الثاة في م سسا‬
‫واإدا ار‬ ‫تاوم علض اإدارة التعاونية للحدودف وًلم من خالل التعاون بين الوحدا‬ ‫التحسينا‬
‫المتحدة علض جانبي الحدودف‬ ‫المتناررة بين البلدين المشتركين في حدود دوليةف وتوحيد اإج ار ا‬
‫‪57‬‬
‫الوالية العابرة للحدود‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫باالستلادة من اخدوار التحلي ية التي قد تلعباا المنرما‬

‫‪ -‬تنمية المناطق الحدودية وتع ي المشاركة المجتمعية‬

‫‪304‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫يسعض االتحاد اخفرياي لتحويل المناطق الحدودية لمناطق لتع ي السالم واالستارار والنمو‬
‫والتكامل علض المستويين االجتماعي واالقتصادي بين الدول اخفرياية‪ .‬ومن بين الاضايا المامة‬
‫اخراضي الحدودية طويالل لمشكال‬ ‫اخراف بعدما تعرض‬ ‫في هًا الشأن ما يتعلق بسياسا‬
‫ناجمة عن وضعاا الجغرافيف بحيث تكون عرضة لإلهمال والتجاهل في بعا اخحيانف ومنطاة‬
‫المسلحة في أحيان أخر‪ .،‬ولتحايق هًا الادف بدأ االتحاد اخفرياي في حث‬ ‫لترك الصراعا‬
‫المايمة علض الحدود عبر‬ ‫الدول اخفرياية علض تع ي المشاركة المجتمعية الكاملة للمجتمعا‬
‫حوكمة إدارة الحدود‪ .‬وقد أولض‬ ‫إِشراكاا كلاعل معترف ب رسميال يتحمل العديد من مس وليا‬
‫المايمة علض الج ر والمناطق الساحليةف حيث‬ ‫االتحاد اخفرياي اهتمامال خاصال بالمجتمعا‬
‫االستراتيجية اخفرياية البحرية المدمجة لعام ‪ 2050‬اقتراحال بهنشا منطاة بحرية حصرية‬ ‫تضمن‬
‫اخفرياية الساحلية وبعضاا البعا‪.‬‬ ‫مدمجة للاارة اخفريايةف وًلم لتيسير التكامل بين المجتمعا‬
‫‪58‬‬

‫‪ .2‬المستوى اإلقليمي الرر‪:‬ي‬


‫علض الر‪،‬م من تعدد التجارب اإيجابية علض المستو‪ ،‬اإقليمي اللرعي في الاارة اخفريايةف تبر‬
‫تجربتي الايئة الحكومية للتنمية (إيجاد)ف ومجموعة التنمية لدول الجنوب اخفرياي (سادم) لتادم‬
‫في‪:‬‬ ‫أمن الحدود تمثل‬ ‫سريعة ومباشرة لمعالجة تحديا‬ ‫استجابا‬

‫‪ -‬الايئة الحكومية للتنمية (إيجاد)‬


‫في عام‬ ‫اللرعية اخفرياية والتي تأسس‬ ‫تعد الايئة الحكومية للتنمية (إيجاد) أحد أهم التجمعا‬
‫قبل ًلم بعشرة أعوام‪.‬‬ ‫‪ 1996‬كتطوير للايئة الحكومية الدولية لإلنما والتصحر التي نشأ‬
‫وتضم المنرمة كل من السودان وجنوب السودان واثيوبيا وكينيا وأو‪،‬ندا والصومال وجيبوتي‬
‫الجريمة‬ ‫اخمن اإقليمي وشبكا‬ ‫منرمة إيجاد مشروعال حمل اسم "ماددا‬ ‫واريتريا‪ .‬وقد أطلا‬
‫في منطاة دول إيجاد" وهو المشروع الًي ينطلق من اعتراف دول المنرمة بأن الحدود بين دولاا‬
‫اخمنية الخطيرة التي ترتبط بصورة وثياة‬ ‫تعاني من هشاشة واضحة أمام العديد من الماددا‬
‫التي عج‬ ‫العديد من الحاال‬ ‫في المنطاة‪ .‬فاد شاد‬ ‫بخلق بيئة مواتية النتشار الصراعا‬

‫‪305‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫المحلية‬ ‫فياا دول المنرمة عن اإدارة اللعالة للحدود الدولية نشوب أعمال عنف بين المجتمعا‬
‫‪59‬‬
‫علض جانبي الحدود‪.‬‬

‫اخمنية المتعلاة بالحدود أطلا‬ ‫وكخطوة أولض لتع ي قد ار دول المنرمة علض مواجاة التحديا‬
‫اخمنية واإدارية للدول اخعضا في مجال الحدودف وهو‬ ‫المنطاة مشروعاا لتع ي الاد ار‬
‫المشروع الًي بدأ عام ‪ 2014‬بخطوة أولض تتعلق بهج ار تاييم شامل لكلا ة المعابر الحدودية‬
‫الرسمية بين الدول اخعضا ف والًي كلف ب برنامس الاطاع اخمني التابع للمنرمة ‪IGAD‬‬
‫‪ .Security Sector Programme‬وقد كشف هًا التاييم عن حاياة أن ‪،‬البية النااط‬
‫الحدودية بين دول المنطاة تدار بشكل ‪،‬ير كف اخمر الًي يجعل من الحدود الدولية عرضة‬
‫لمخاطر أمنية عديدة تبدأ باإرهاب وتنتاي بتاريب السلع الغًائية رخيصة الثمنف مرو الر بتاريب‬
‫العنيلة‪ .‬وقد بدأ المشروع في مرحلت اخولية في‬ ‫واخسلحة وانتشار الصراعا‬ ‫البشر والمخد ار‬
‫تاييم الحدود بين جيبوتي واثيوبيا والصومالف علض أن يمتد ليشمل كافة الحدود البينية الرابطة بين‬
‫‪60‬‬
‫كل دول المنرمة في مراحل متادمة‪.‬‬

‫المنرمة في توجي‬ ‫أمن الحدودف بدأ‬ ‫ومع تادم جاود منرمة إيجاد في معالجة مشكال‬
‫االهتمام للبعاد االجتماعية واالقتصادية المتسببة في ضعف قدرة دول المنرمة علض التحكم في‬
‫حدودها الدولية وادارتاا علض نحو كف ‪ .‬وقد شكل هًا التوج ناطة بداية لتركي برامس المنرمة‬
‫علي في وثائااا "المحور الرابط بين التجارة ‪،‬ير النرامية العابرة للحدودف‬ ‫علض ما أطلا‬
‫من مرور‬ ‫وحوكمة اخمن العابر للحدود" وًلم بما يضمن للدول في شرق أفريايا أن تع‬
‫اخفراد والبضائع عبر الحدود مع أخً اخبعاد اخمنية في االعتبار من خالل مااربة تاوم‬ ‫تدفاا‬
‫‪61‬‬
‫علض التوا ن‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة التنمية لدول الجنوب اخفرياي (سادم)‬


‫في عام ‪ 1992‬أعلن عن تأسيس مجموعة التنمية لدول الجنوب اخفرياي كتطوير لمنرمة‬
‫عام ‪.1980‬‬ ‫إقليمية فرعية ساباة هي م تمر التنسيق لتنمية الجنوب اخفرياي والتي تأسس‬

‫‪306‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫وتضم سادم خمس عشرة دولة هي جنوب أفريايا وليسوتو واسواتيني وبوتسوانا و يمبابوي وناميبيا‬
‫ومو مبيق وأنجوال ومد‪،‬شار وسيشل وموريشيوس وماالوي و امبيا والكونغو الديموقراطية وتن انيا‪.‬‬

‫وفي أ‪،‬سطس من عام ‪ 2011‬أصدر تجمع سادم وثياة إرشادية لإلدارة المنساة للحدود رك‬
‫الوثياة مبدأ اإدارة المنساة للحدود‬ ‫وقد تبن‬ ‫التنليًية‪.‬‬ ‫علض الجانب العملي واخدوا‬
‫‪ Coordinated Border Management‬كااعدة ارتكا أساسيةف خاصة فيما يتعلق بمواكبة‬
‫تحول المنرمة من منطاة تجارة حرة إلض سوق مشتركة بما ياتضي ًلم من إعادة النرر في‬
‫ملاوم الحدود ورائلاا‪ .‬وياوم مبدأ اإدارة المنساة للحدود علض التنسيق المستمر بين كافة‬
‫والماام اخساسية لايام الحدود بورائلاا علض‬ ‫اخطراف المتناررة الضالعة في مختلف العمليا‬
‫واالستراتيجيا ف كأساس للعمل المشترم علض أرا الواقع‪ .‬وتستادف دول‬ ‫مستو‪ ،‬السياسا‬
‫تجمع سادم من تطبيق هًا المبدأ تحايق عدد من اخهداف تتمثل في‪:62‬‬

‫الضالعة في‬ ‫واإدا ار‬ ‫‪ -‬تحسين عملية إدارة الحدودف وتع ي الشلافية والمسا لة للوكاال‬
‫هًه الماام‪.‬‬
‫إدارة الحدود في دول‬ ‫بين هيئا‬ ‫‪ -‬إ الة أي مرار للتنافس أو تضارب االختصاصا‬
‫التجمع‪.‬‬
‫ر وس اخموال العابرة للحدود‪.‬‬ ‫‪ -‬تيسير التجارة والنال والسياحة وتدفاا‬
‫‪ -‬تع ي كلا ة إدارة الحدود‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تنليً خطة عمل التكامل اإقليمي اقتصاديال وأمنيال‪.‬‬
‫‪ .3‬مستوى الترتيبات الوطنية الخاصة بالدول األفريقية‬
‫رئيسية اتخًتاا الدول‬ ‫الاارية واإقليميةف ترار خطوا‬ ‫المرتبطة بالتنريما‬ ‫بجانب الترتيبا‬
‫اخفرياية لتأمين حدودهاف في رل استمرار الدولة الوطنية في كوناا اللاعل الرئيسي صاحب‬
‫هًه اإج ار ا ‪:‬‬ ‫السيادة اخصلية علض الساحتين العالمية واخفريايةف وتضمن‬

‫اإنلاق علض الاطاع اخمني‬ ‫‪ -‬تعديل أولويا‬

‫‪307‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫حكومة بوتسوانا‬ ‫يحتل اإنلاق علض أمن الحدود مكانة أكثر تادمالف فلي عام ‪ 2017‬أعلن‬
‫تركي ها علض قطاع أمن الحدود اخمر الًي انعكس في تطوير قطاع أمن الحدود بدرجة كبيرة‬
‫المراقبة الشرطية علض المناطق الحدودية اخكثر‬ ‫سوا من خالل تأسيس العديد من مراك‬
‫احتياجالف أو من خالل تخصيص نحو ‪ 180‬مليون دوالر لتع ي قد ار قطاع أمن الحدود بأعداد‬
‫المراقبة‪ .‬وفي عام ‪2018‬‬ ‫المستخدمة في دوريا‬ ‫المسلحة والمركبا‬ ‫إضافية من المركبا‬
‫الحكومة الغانية عن اعت اماا تخصيص ‪ 164‬مليون دوالر إضافية تخصص لتطوير‬ ‫أعلن‬
‫بدون طيار‬ ‫الاليكوبتر والطائ ار‬ ‫المراقبة لجاا الشرطة بما يشمل استخدام الطائ ار‬ ‫قد ار‬
‫المراقبة الحديثة التي أصبح استاداماا وتوريلاا في مجال‬ ‫فضالل عن العديد من أجا ة وتانيا‬
‫قدر‬
‫يمبابوي ‪ 600‬ألف دوالر لرفع ا‬ ‫أمن الحدود أولوية رئيسية للشرطة الغانية‪ .‬كما خصص‬
‫البنية التحتية للمراك الحدودية وبصورة خاصة مرك بيتبريد ‪ Beitbridge‬الحدودي اللاصل‬
‫‪63‬‬
‫بين يمبابوي وجنوب أفرياياف وًلم في رل تنامي الخسائر االقتصادية من التاريب‪.‬‬

‫المطالب اخفرياية للدول المانحة‬ ‫‪ -‬وضع قطاع أمن الحدود علض أولويا‬
‫الدول اخفرياية أكثر حرصال علض‬ ‫المتنامية المتعلاة بأمن الحدودف أصبح‬ ‫في رل التحديا‬
‫المالية للعديد من دول‬ ‫حشد الم يد من الموارد لمواجاة هًه التحديا ف ومع ضعف الاد ار‬
‫الدول اخفرياية أكثر حرصال علض إعالم الدول المانحة باحتياجاتاا المت ايدة للدعم‬ ‫الاارةف أصبح‬
‫المسلحة الكينية‬ ‫الاوا‬ ‫في هًا المجال علض وج التحديد‪ .‬فلي سبتمبر من عام ‪2018‬ف حصل‬
‫العربية المتحدة وًلم‬ ‫هليكوبتر مخصصة لمراقبة الحدود من دولة اإما ار‬ ‫علض ثمان طائ ار‬
‫من قدراتاا علض مراقبة حدودها مع الصومال والتي تعد مساحة رئيسية لترك نشاط‬ ‫كي تع‬
‫‪64‬‬
‫حركة شباب المجاهدين‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير البنية الم سسية لمراقبة الحدود‬


‫التي تعاني مناا الدول اخفرياية في مجال أمن الحدود ضعف البنية‬ ‫من بين المشكال‬
‫المحلية في العديد من‬ ‫الماام بين أكثر من جاة فضالل عن تلويا السلطا‬ ‫الم سسية وتشت‬
‫دول الاارة بمراقبة الحدود نر الر لوقوعاا في أقاليم طرفية نائية‪ .‬ويأتي مجال التطوير الم سسي‬

‫‪308‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫استعادة سيطرة الدولة اخفرياية علض مجال أمن الحدودف فعلض سبيل المثال‬ ‫كأحد أهم مجاال‬
‫كينيا في أكتوبر من عام ‪ 2017‬بهعادة هيكلة وحدة مراقبة الحدود الريلية ليتم تسميتاا‬ ‫قام‬
‫باسم جديد هو وحدة شرطة الحدود ‪Border Police Unit‬ف مع إطالق برنامس لمضاعلة أعداد‬

‫الوحدة الجديدة نجاحال‬ ‫التابعة لاا من ‪ 3‬آالف عنصر إلض ‪ 6‬آالف عنصر‪ .‬ومع إثبا‬ ‫الاوا‬
‫المتحدة اخمريكية بتخصيص منحة بايمة ‪ 131‬مليون شلن كيني إمداد‬ ‫الواليا‬ ‫ملموسال قام‬
‫‪65‬‬
‫تدريبية‬ ‫ومعدا‬ ‫الوحدة بمركبا‬

‫جنوب أفريايا بهعادة هيكلة قطاع أمن الحدود باستحداث سلطة إدارة الحدود ‪Border‬‬ ‫كما قام‬
‫)‪ Management Authority (BMA‬وًلم كي يتم إخضاع كافة المراك والمعابر الحدودية‬
‫البالغ عددها ‪ 72‬مرك ال لسلطة واحدة تغطي المنافً الحدودية البرية والبحرية والجوية‪ .‬ولتدعيم‬
‫جنوب أفريايا الباب أمام مشاركة الاطاع‬ ‫البالد علض المراقبة المباشرة لحدودهاف فتح‬ ‫قد ار‬
‫اخمن ‪-‬ينتمي ‪،‬البية أفرادها لضباط‬ ‫الحكومة مع عدد من شركا‬ ‫الخاصف حيث تعاقد‬
‫استطالع ومراقبة علض امتداد الحدود البرية‬ ‫االحتياط والضباط الساباين‪ -‬لتتولض تسيير دوريا‬
‫‪66‬‬
‫للبالد‪.‬‬

‫‪ -‬تع ي قد ار الما ار الحدودية ونااط المراقبة‬


‫اللوجستية اخساسية عن ماار عمل مالئمةف‬ ‫الدول اخفرياية من ‪،‬ياب االستعدادا‬ ‫عان‬
‫واخسلحة الال مة‬ ‫مراقبة الحدودف فضالل عن المركبا‬ ‫ومراك للايادة والسيطرة علض عمليا‬
‫اإرهابية في الساحل اخفريايف‬ ‫للرا اخمن في المناطق الحدودية‪ .‬ومنً تنامي التاديدا‬
‫ا لعديد من دول اإقليم في تطوير استعداداتاا في المعابر الحدوديةف من بين ًلم ما‬ ‫شرع‬
‫ب تشاد في مايو من عام ‪ 2018‬من تأسيس مار جديد للايادة والسيطرة في العاصمة‬ ‫قام‬
‫ب موريتانيا في نوفمبر من عام ‪ 2017‬من االتلاق مع شركة‬ ‫نجاميناف وما سبق وأن قام‬
‫ووتشانس ‪ Wuchang‬الصينية لبنا السلن للشروع في بنا قطعة بحرية راسية تختص بمراقبة‬
‫‪67‬‬
‫الج ائر عن شروعاا‬ ‫وفي عام ‪ 2016‬أعلن‬ ‫سواحلاا الممتدة المطلة علض المحيط اخطلنطي‪.‬‬
‫في تأسيس حائط حدودي "ًكي" علض الحدود بيناا وبين المغرب حيث يورف بكثافة تانيا‬

‫‪309‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫الج ائر عن تأسيس ‪10‬‬ ‫المراقبة والتصوير عبر كامي ار متادمة ونرم حديثة للرادار‪ .‬كما أعلن‬
‫نااط مراقبة حدودية جديدة تمتد بطول حدودها مع المغرب وًلم بغرا مكافحة عمليا‬
‫متخصصة في عبور المناطق الصحراوية بعيدال عن‬ ‫التاريب المنترمة التي تاوم باا شبكا‬
‫‪68‬‬
‫نااط المراقبة المعتادة الماامة علض الطرق المعبدة‪.‬‬

‫متطورة‬ ‫تأمين الحدود بأسلحة وتانيا‬ ‫‪ -‬إمداد قوا‬


‫أمن الحدود بأسلحة ووسائل أكثر‬ ‫جاود الدول اخفرياية لتشمل مجال تسليح وتجاي قوا‬ ‫امتد‬
‫تأمين الحدود علض النيجيرية علض‬ ‫تادمال من الناحية التانية‪ .‬فلي رل االعتماد الكبير لاوا‬
‫نيجيريا في مارس من عام ‪ 2018‬اتلاقال إنشا خط إنتا محلي لعدد‬ ‫اخسلحة الخليلةف وقع‬
‫دفع رباعي‬ ‫من البنادق اآللية من ط ار اي ‪ Beryl M762‬و ‪ AK-74‬فضالل عن إنتا سيا ار‬
‫مااومة لللغام بداية من سبتمبر من العام نلس ف والتي تعد اخكثر استخدامال علض الحدود‬
‫الشمالية والشرقية للبالد حيث تنشط جماعة بوكو حرام اإرهابية علض المناطق المحاًية للحدود‬
‫‪69‬‬
‫واخمن وكًلم قوا‬ ‫الحكومة لتدعيم إدارة االستخبا ار‬ ‫وفي بوتسوانا اتجا‬ ‫مع الكاميرون‪.‬‬
‫اتصال‬ ‫معدا‬ ‫الشرطة العاملة في مجال أمن الحدود بالعديد من الوسائل المساعدة تضمن‬
‫الكترونية مامة في مجال ضبط الجريمة العابرة للحدودف فضالل عن‬ ‫ومعدا‬ ‫ومراقبة ومركبا‬
‫مراقبة الحدود بنرام مرك يف اخمر الًي تجسد في‬ ‫تأسيس دائرة تلل يونية مغلاة تربط كامي ار‬
‫‪70‬‬
‫إعالن الحكومة عن منح ملف أمن الحدود أولوية واضحة في مي انية الدولة منً عام ‪.2018‬‬

‫الثنائية والثالثية لإلدارة المشتركة للحدود‬ ‫‪ -‬الترتيبا‬


‫المشتركة لحماية الحدود بما يضمن تكامل جاود‬ ‫تنتشر بين الدول اخفرياية راهرة الدوريا‬
‫أمن الحدودف فعلض سبيل‬ ‫من قدرتاا علض التصدي لماددا‬ ‫الحدود المشتركة ويع‬ ‫الدول ًا‬
‫المثال شاد شار يونيو من عام ‪ 2018‬توقيع تشاد والسودان اتلاقال ثنائيال ياضي بالتعاون‬
‫لتضم أكثر من دولتينف وقد تتسع‬ ‫ال مشترم في مجال أمن الحدود‪ .‬وقد تمتد هًه االتلاقيا‬
‫كل من امبيا وماالوي ومو مبيق في عام‬ ‫لتتجاو المجال اخمنيف فعلض سبيل المثال وقع‬

‫‪310‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫‪ 2003‬مًكرة تلاهم تاضي بتحويل المنطاة التي تشاد التاا حدود الدول الثالث إلض "مثلث‬
‫‪71‬‬
‫للنمو" لالستلادة من اشترام الدول الثالث في نار مبي ي‪.‬‬

‫خالصات ونتائج‬

‫المتعددة خمن الحدود في الاارة اخفريايةف والبحث في مسببا‬ ‫من خالل استعراا الماددا‬
‫بعدد من‬ ‫المختللةف يمكن الخرو‬ ‫االستجابة علض المستويا‬ ‫راورهاف ورصد سياسا‬
‫الرئيسية تتمثل في‪:‬‬ ‫الخالصا‬

‫اخمن ‪،‬ير‬ ‫أمن الحدود في أفريايا إلض ماددا‬ ‫‪ .1‬تنتمي النسبة الغالبة من ماددا‬
‫الدولية علض الحدود والتي بات‬ ‫التاليديةف وًلم بعد التراجع الحاد في الصراعا‬
‫المباشرة‬ ‫والتي عادة ما ال يتم اللجو للمواجاا‬ ‫محصورة في عدد محدود من الن اعا‬
‫بين الجيوش الوطنية لتسويتاا في رل تعدد البدائل السياسية والاانونية المتاحة بما في‬
‫الاارة اخفرياية في‬ ‫ًلم التعاون المشترم‪ .‬ويأتي هًا الوضع المستجد بعد أن شاد‬
‫الحدودية كالصراع بين‬ ‫الارن العشرين العديد من الصراعا‬ ‫وثمانينيا‬ ‫سبعينيا‬
‫الصومال واثيوبياف وبين ليبيا وتشادف وبين السنغال وموريتانيا‪ .‬لكن هًا التحول ال يعكس‬
‫‪،‬ير التاليدية من قدرة‬ ‫أمن الحدود بعدما أثبتت الماددا‬ ‫أي تراجع في حدة ماددا‬
‫علض تكبيد الدول اخفرياية خسائر كبر‪.،‬‬
‫المدرسة‬ ‫أمن الحدود في الدول اخفرياية اتساقال واضحال مع ماوال‬ ‫‪ .2‬يعكس واقع ماددا‬
‫يغلب علياا‬ ‫الاائمة ارتباطال وثياال بمسببا‬ ‫البنائية في هًا المجال‪ .‬حيث ترتبط الماددا‬
‫الطابع االجتماعيف فضالل عن تلاقم حدتاا بمنطق التراكم عبر عملية تاريخية ممتدة‬
‫الحكوما‬ ‫يمكن رصد أصولاا المبكرة خالل الحابة االستعمارية قبل أن تتسبب سياسا‬
‫المتعاقبة علض الدول اخفرياية في إكساباا الم يد من العمق والتجًر‪ .‬وعلض جانب آخرف‬

‫‪311‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر ‪ -‬يناير ‪2022‬‬

‫اخمن الجماعي‬ ‫أمن الحدود علض ترتيبا‬ ‫االستجابة اخفرياية لماددا‬ ‫تعتمد سياسا‬
‫خاصة في المستويين اإقليمي والااري‪.‬‬
‫اخمن الجماعي في مواجاة‬ ‫‪ .3‬علض الر‪،‬م من االعتماد اخفرياي المت ايد علض ترتيبا‬
‫التاليدية الاائمة علض‬ ‫أمن الحدودف ال ي ال هنام حضور بار للمااربا‬ ‫ماددا‬
‫الحمائية االنكلائية خاصة لد‪ ،‬بعا الدول اخفرياية الواقعة في أقاليم‬ ‫السياسا‬
‫من قبيل‬ ‫متوترة بدول جوارها‪ .‬حيث ال ت ال ممارسا‬ ‫مضطربة أو التي تشاد عالقا‬
‫أفرياية متعددةف وهي‬ ‫‪،‬لق الحدود ومنع مرور اخفراد والبضائع قائمة في حاال‬
‫مبر الر إضافيال منً بداية انتشار فيروس كورونا في الاارة اخفرياية‬ ‫التي وجد‬ ‫الممارسا‬
‫متعددة‪.‬‬ ‫والًي تم استغالل كًريعة لتاييد المرور عبر الحدود في حاال‬
‫‪ .4‬ال ي ال هنام الم يد من الجاد المطلوب بًل من جانب اخطراف المختللة المعنية بأمن‬
‫ثالثةف أولاا تحايق قدر أعلض من‬ ‫الحدود في أفرياياف علض أن يتم توجيا في مسا ار‬
‫المختللة (الوطني واإقليمي‬ ‫تأمين الحدود سوا بين المستويا‬ ‫التنسيق بين سياسا‬
‫والااري) أو بين اللاعلين في كل مستو‪ .،‬ويتمثل المسار الثاني في توسيع نطاق‬
‫أمن الحدود بحيث تصبح أكثر قدرة علض معالجة المسببا‬ ‫مواجاة ماددا‬ ‫سياسا‬
‫الطبيعة االجتماعية‬ ‫االشتبام مع العوامل ًا‬ ‫بتع ي‬ ‫الجًرية لاًه الماددا‬
‫تأمين الحدود‬ ‫واالقتصادية والثاافية‪ .‬أما المسار اخخير فيتصل باالرتاا بمرونة سياسا‬
‫المتالحاة في‬ ‫في أفريايا والًي يسمح لاا بأن تكون أكثر سرعة في االستجابة للتطو ار‬
‫أمن الحدود‪.‬‬ ‫ماددا‬
‫وختاماًف ترل قضية أمن الحدود في أفريايا قضية محورية من بين قضايا اخمن والسالم علض‬
‫مستو‪ ،‬الاارة ككل‪ .‬ويخلق هًا الواقع حاجة ملحة لتطور متوا ٍ علض المستويين الواقعي‬
‫الاائمة والمستابلية بما يمكن أن تلرض من‬ ‫واخكاديمي من أجل التصدي لمختلف الماددا‬
‫وجودية للدولة اخفرياية‪.‬‬ ‫تحديا‬

‫‪312‬‬
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

:‫الهوامش‬

1. Catherine Dorgnach, Border Management in Africa (Vienna: International


Center for Migration Policy Development, 2013), P.7.
2. Dr. Wafula Okumu, "The Purpose and Functions of International Boundaries:
With Specific Reference to Africa", in African Union Border Programme
(AUBP), Delimitation and Demarcation of Boundaries in Africa General
Issues and Case Studies (Addis Ababa: Commission of the African Union,
Department of Peace and Security, 2013), P. 11.
‫ مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‬،"‫ "النظرية البنائية في العالقات الدولية‬،‫ خالد المصري‬.3
-317 .‫ ص‬.‫ ص‬،)2014 ،2 ‫ العدد‬،30 ‫ المجلد‬،‫ جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‬:‫(دمشق‬
.318
4. David Mutimer, “Critical Security Studies”, in Myriam Dunn Cavelty, and
Victor Mauer (eds.), The Routledge Handbook of Security Studies (Abingdon:
Routledge, 2010), Pp. 47-53.
5. Barry Buzan, “Regional Security Complex Theory in the Post-Cold War
World”, in F. Söderbaum et al. (eds.), Theories of New Regionalism (London:
Palgrave Macmillan, 2003), Pp. 141-142.
6. Johannes Gaechter, “Border Security at the Top of African Agendas: Why has
border security become so important in African states and whose interests
does it serve?” SAIS Journal of Global Affairs (Baltimore: Johns Hopkins
University School of Advanced International Studies, Vol. 22, Issue 1, 2019),
Pp. 3-5.
7. Eric L. Olson & Christopher Wilson, Defining Border Security, Wilson
Center, February 13, 2013. https://bit.ly/3pzVkm2
8. Border Security, U.S. Department of Homeland Security.
https://bit.ly/34XoNN1
9. Victor M. Manjarrez, Jr., “Border Security: Defining it is the Real Challenge”,
Journal of Homeland Security and Emergency Management (Berlin: De
Gruyter, Vol. 12, No. 4, January 2015), Pp. 4-5.
10. Christopher L. Levy, Border Security: A Journey Without A Destination,
M.A. Thesis (Monterey: Naval Postgraduate School, December 2013), P. 9.
11. Organization for Security and Co-operation in Europe (OSCE), Border
Security and Management Concept: Framework for Co-operation by the
OSCE Participating States, Ministerial Council, Ljubljana, 6 December 2005,
P.2. https://bit.ly/3w4CJAH
-East Africa Community (EAC), Border Management. https://bit.ly/3x2FeUo
12. Michel Zarnowiecki, “Borders, their design, and their operation”, in Gerard
McLinden, Enrique Fanta, David Widdowson, Tom Doyle (eds.), Border

313
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

Management Modernization (Washington D.C.: The World Bank, 2011), P.


37.
13. European Commission, Practical Handbook for Border Guards (Brussels:
European Commission, October, 2019). P. 8.
14. Berry Tholen, “The changing border: developments and risks in border control
management of Western countries”, International Review of Administrative
Sciences (London: SAGE Publications, Vol. 76, No. 2, 2010), P. 260 .
15. Ian Brownlie, and Ian R. Burns, African Boundaries: A Legal and Diplomatic
Encyclopedia (Berkeley: University of California Press, 1979.)
16. Jeffrey Herbst, State and Power in Africa: comparative Lessons in Authority
and Control (Princeton: Princeton University Press, 2000.)
-Ricardo René Larémont (ed.), Borders, Nationalism, and the African State
(Boulder: Lynne Rienner Publishers, 2005.)
17. Paul Nugent, and Anthony Asiwaju (eds.), African Boundaries: Barriers,
Conduits and Opportunities (London: Pinter, 1996.)
18. Cristina Udelsmann Rodrigues, and Jordi Tomàs (eds.), Crossing African
Borders: Migration and Mobility (Lisbon: Center of African Studies,
University Institute of Lisbon, 2012.)
19. Philippe M. Frowd, Security at the Borders: Transnational Practices and
Technologies in West Africa (Cambridge: Cambridge University Press, 2018 .)
20. Celestine Bassey, and Oshita O. Oshita, Governance and Border Security in
Africa (Lagos: Malthouse Press Limited, 2010.)
21. Olivier J. Walther, William F.S. Miles (eds.), African Border Disorders:
Addressing Transnational Extremist Organizations (Abingdon: Routledge,
2017.)
22. Inocent Moyo, and christiopher Changwe Nshimbi (eds.), African Borders,
Conflict, Regional and Continental Integration (Abingdon: Routledge, 2019.)
23. Munich Security Conference, Transnational Security Report: Cooperating
Across Borders: Tackling Illicit Flows (Munich: Munich Security conference,
2019.)
24. Denys Reva, How will ISIS setbacks impact Africa? Existing vulnerabilities
could provide favourable conditions for ISIS to establish itself on the
continent (Johannesburg: Institute for Security Studies ISS,
2017.)https://issafrica.org/amp/iss-today/how-will-isis-setbacks-impact-africa
21 ،‫ العين اإلخبارية‬،‫ تأثير "مصطفى ست مريم" على القائد الجديد لداعش‬،‫ خوسيه لويس مانسيا‬.25
https://bit.ly/2sYqb2g .2019 ‫نوفمبر‬
26. Daniel Fahey, ADF Rebels in the DRC: Why are Locals Protesting Against
the UN, Again?, Africa Arguments, 11 December 2019 https://bit.ly/361v9dq
2018 ‫ يناير‬14 ،‫ سويس إنفو‬،‫ الجماعات الجهادية تتعاون في مواجهة قوة مجموعة الساحل‬.27
https://bit.ly/35Pjheh

314
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

28. Adja Khadidiatou Faye, West Africa Must Confront its Foreign Terrorist
Fighters (Pretoria: Institute for Security Studies, August 2019،)
https://bit.ly/34PwzpO
29. International Organization for Migration (IOM), Displacement Tracking
Matrix: Libya's Migrant Report (Grand-Saconnex: International Organization
for Migration, Round 26, June-July 2019), Pp. 8, 10, 18,19.
30. Adja Khadidiatou Faye, Op. cit.
31. André Desmarais, Monitoring Illicit Arms Flows: National Forensic
Institutions in the Sahel", Security Assessment in North Africa Briefing Paper
(Geneva: Small Arms Survey, June 2018), Pp. 5-6.
32. Dionne Searcey, Boko Haram Is Back. With Better Drones, New York Times,
13 September 2019. https://nyti.ms/3gghCF8
،‫ مسح األسلحة الصغيرة‬:‫ النيجر (جنيف‬:‫ قياس تدفقات األسلحة غير المشروعة‬،‫ سافانا دي تسييرس‬.33
.8 ‫ ص‬،)2017 ‫ديسمبر‬
34. Conflict Armament Research, Investigating Cross-Border Weapon Transfers
in Sahel, November (London: Conflict Armament Research Ltd., 2016), P.
10.
35. African Migration Trends to Watch in 2021, Africa Center for Strategic
Studies, December 2020. https://bit.ly/2SibXGv
36. Clara Alberola, Zachary Strain and Rufus Horne, West and Central Africa and
East and Horn of Africa (Maastricht: Maastricht Graduate School of
Governance, 2018.)
37. Béla Hovy, Frank Laczko, Rene N’Guettia Kouass " African migration: An
overview of key trends", in Aderanti Adepoju, Corrado Fumagalli, Nanjala
Nyabola (eds.), Africa Migration Report: Challenging the Narrative (Grand-
Saconnex: International Organization for Migration, 2020). Pp. 16-17.
38. Sheila Khama, Illicit trade in natural resources in Africa (Abidjan: African
Development Bank, the African Natural Resources Center, 2016), Pp. 5-7.
39. Sebastian Gatimu, Is the illegal trade in Congolese minerals financing terror?
(Pretoria: Institute for Security Studies, 2014.) https://bit.ly/2T9aORE
40. United Nations, Security Council: Spread of 1 Billion Small Arms, Light
Weapons Remains Major Threat Worldwide, High Representative for
Disarmament Affairs Tells Security Council, 8713th Meeting February 5,
2020. https://bit.ly/3z8DHxZ
41. Mark Shaw and Tuesday Reitano, The Political Economy of Trafficking and
Trade in the Sahara: Instability and Opportunities (Washington D.C.: World
Bank, Sahara Knowledge Exchange, December, 2014), Pp. 9-12.
42. Serigne Bamba Gaye, Connections between Jihadist groups and smuggling
and illegal trafficking rings in the Sahel (Dakar: Centre of Competence Sub-
Saharan Africa, 2018), Pp. 10-14.

315
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

43. Erik Alda and Joseph L. Sala, "Links Between Terrorism, Organized Crime
and Crime: The Case of the Sahel Region" Stability: International Journal of
Security & Development (Bradford: Peace Studies and International
Development, University of Bradford, UK, Vol. 3, No. 1, 2014), Pp. 2-7.
‫ رصد عالم السياسة جيفري هربست بدقة تأثير حجم وشكل أقاليم الدول األفريقية على استقرارها‬.44
:‫ للمزيد انظر‬،‫ونزوعها للصراعات الداخلية والخارجية‬

- Jeffrey Herbst, Op. Cit., Pp. 139-173.

45. Thomas M. Wilson and Hastings Donnan, "Nation, state and identity at
international borders", in Thomas M. Wilson and Hastings Donnan (eds.),
Border identities Nation and state at international frontiers (Cambridge:
Cambridge University Press, 1998), Pp. 3-7.
46. Francis Nguendi Ikome, "Africa’s international borders as potential sources of
conflict and future threats to peace and security", ISS Papers (Pretoria:
Institute for Security Studies, No. 233, 2012), Pp. 3-6.
47. El-Affendi, "The Perils of Regionalism: Regional Integration as a Source of
Instability in the Horn of Africa?", Journal of Intervention and State-building
(Abingdon: Routledge, Vol 3, No.1, March, 2009), Pp. 15-16.
‫ مركز دراسات المستقبل‬:‫ الحدود السياسية وواقع الدولة في أفريقيا (القاهرة‬،‫ محمد عاشور مهدي‬.48
.103- 86 .‫ ص‬.‫ ص‬،)1996 ،‫األفريقي‬
49. Santiago Iglesias Baniela, and Juan Vinagre Ríos, "Piracy in Somalia: A
Challenge to The International Community", The Journal of Navigation
(London: The Royal Institute of Navigation, Issue 65, 2012), Pp. 694-696.
50. Devotha Edward Mandanda, Guo Ping, "Differences and Similarities between
Gulf of Guinea and Somalia Maritime Piracy: Lessons Gulf of Guinea Coastal
States Should Learn from Somali Piracy", Journal of Law, Policy and
Globalization (International Institute for Science, Technology and Education
(IISTE)Vol.65, 2016), Pp. 41-45.
51. Dirk Siebels, "Pirates, smugglers and corrupt officials – maritime security in
East and West Africa", International Journal of Maritime Crime & Security
(Harrow: Centre for Business & Economic Research (CBER), Volume 1 Issue
1 February 2020), Pp. 37-41 .
52. Laurent Touchard, "Of Walls and Men: Securing African Borders in the 21th
Century", IFRI Focus stratégique (Paris: Institut français des relations
international (IFRI), No. 85, November 2018), Pp. 9-12.
:‫ مسودة استراتيجية االتحاد األفريقي لإلدارة المتكاملة للحدود (أديس أبابا‬،‫ مفوضية االتحاد األفريقي‬.53
-4 .‫ ص‬.‫ ص‬،)2020 ‫ يونيو‬،‫ إدارة السالم واألمن التابعة لالتحاد األفريقي‬،‫مفوضية االتحاد األفريقي‬
.7

316
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

54. Esayas Abebe, Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit


(GIZ), Border Governance: Support to the African Union Border Programme.
https://bit.ly/3g3jvGo
29-24 .‫ ص‬.‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ مفوضية االتحاد األفريقي‬.55
56. Philomena Apiko, Sean Woolfrey and Bruce Byiers, The promise of the
African Continental Free Trade Area (Maastricht: Political Economy
Dynamics of Regional Organisations in Africa, European Centre for
Development Policy Management, Discussion Paper No. 287, December
2020), Pp. 9-12.
43-38 .‫ ص‬.‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ مفوضية االتحاد األفريقي‬.57
47-44 .‫ ص‬.‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬.58
59. Intergovernmental Authority on Development (IGAD), Mapping Cross-Border
Security Threats and Criminal Networks in the IGAD Region, (Djibouti:
IGAD, 2018), Pp. 1-4.
60. Intergovernmental Authority on Development (IGAD), Comprehensive
Assessment Study on Vulnerabilities and Threats of Transnational Organized
Crime in the IGAD Region, (Djibouti: Intergovernmental Authority on
Development, 2014.)
61. Intergovernmental Authority on Development (IGAD), Policy Framework on
the nexus between Informal Cross-Border Trade & Cross-Border Security
Governance Enhancing Cross-Border Cooperation and Cross-Border
Economic Exchanges in the IGAD Region (Djibouti: IGAD, 2018) Pp. 28-31.
62. South African Development Community (SADC), Draft Guideline on The
Coordinated Border Management (Gaborone: SADC, August, 2011), Pp. 15-
19.
63. Mashudu Netsianda, Govt acquires drones for border surveillance, Chronicle,
September 4, 2020. https://bit.ly/355jAmh
64. Kenya confirms UAE Fennec delivery, Defence Web, September 17, 2018
https://bit.ly/3pxl5mN
65. U.S. Embassy Nairobi Press Office, United States Donates Ksh 173 Million
Mobile Field Hospital and Ksh 131 Million in Vehicles and Training
Equipment to Border Police Unit, December 8, 2020. https://bit.ly/3ghbHj4
66. Ottilia Anna Maunganidze And Aimée-Noël Mbiyozo, South Africa’s Border
Management Authority dream could be a nightmare (Johannesburg: Institute
for Security Studies ISS, August 2020.) https://bit.ly/3pyB0RH
67. China begins construction of Mauritanian landing ship, Defence Web,
November 17, 2017. https://bit.ly/3z9Ckz4
18 ،‫ بالعربية‬CNN ،"‫ الجزائر تبني جداراً عازالً على الحدود مع المغرب لـ"محاربة التهريب‬.68
https://cnn.it/3z9FbYB 2016 ،‫أغسطس‬

317
2022 ‫ يناير‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر‬

69. Nigeria’s DICON to manufacture Beryl M762 assault rifles, Military Africa,
March 29, 2018 https://bit.ly/3g1H16z
70. Botswana to prioritise defence and security spending in 2018/2019 budget,
Defece Web, October 3, 2017. https://bit.ly/3gnzttU
71. Nikki Slocum-Bradley, "The Zambia-Malawi-Mozambique Growth Triangle
(ZMM-GT): Discursive Region-building in Africa and Consequences for
Development", in Fredrik Söderbaum and Ian Taylor (eds.), Afro-Regions:
The Dynamics of Cross-BorderMicro-Regionalism in Africa (Uppsala:
Nordiska Afrikainstitutet, 2008), Pp. 92

318

You might also like