Professional Documents
Culture Documents
الايجاد
الايجاد
االفرياية العليا بجامعة الااهرة دكتوراه – مدرس – قسم السياسة واالقتصاد – كلية الدراسا
مقدمة
علض إدارتااف فبينما تضم الاارة اخفرياية تتسم الحدود اخفرياية تاليديال بضعف قدرة الحكوما
109من الحدود الدولية تمتد بطول 80ألف كيلومترف ولكن أقل من ربع هًه المسافة الممتدة تم
تعييناا بصورة محددة ودقياة .فعلض سبيل المثالف باسمة عدد أفراد اخمن الحدودي الرسميين
علض طول الحدود اخفريايةف يمكن الاول بأن فرد أمن واحد يراقب ويحمي مسافة من الحدود تمتد
لنحو 128كيلومتر 1.وفي رل هًا الناص الشديد في العنصر البشريف وفي رل التحديا
اخمنية الكبيرة التي تواج الدول اخفرياية في إدارة حدودهاف تميل العديد من الدول إدخال نااط
المراقبة الحدودية لداخل حدودها لمسافة تمتد أحيانال لنحو 20كيلومتر ليسال ربطاا بالوحدا
اخمنية الداخلية اخخر .،وعلض الجانب اإنساني تأتي الحدود اخفرياية لتاسم أكثر من 175
2
جماعة إثنية أفرياية اضطر أفرادها لتتو ع علض بلدين أو أكثر بلعل الحدود.
علض الدول اخفرياية منحاا المتنامية خمن الحدود في أفريايا والتي فرض وفي رل التاديدا
أولوية علض جدول اهتماماتاا في المجال اخمنيف تبر إشكالية بحثية رئيسية تتعلق بمال مة
الثالثة الوطني واإقليمي والااري لتحايق المواجاة اللعالة اخفرياية علض المستويا االستجابا
281
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
المختللة خمن الحدود .علض هًا اخساس تثير هًه اإشكالية س االل بحثيال رئيسيال ملاده: للماددا
أمن الحدود؟ الاارة اخفرياية ال يادة الكيلية والكمية في ماددا كيف واجا
الصلة؟ -كيف يمكن تعريف ملاوم أمن الحدود بدقة لتميي ه عن عدد من الملاهيم ًا
المعنية بدراسة أمن الحدود في أفريايا؟ الرئيسية السائدة في اخدبيا -ما هي االتجاها
أمن الحدود في أفريايا؟ -ما هي المراهر المتعددة لماددا
أمن الحدود بين الدول اخفرياية؟ -كيف يمكن تلسير ال يادة الكمية والنوعية في ماددا
أمن الحدود؟ الاارة اخفرياية لماددا -وفق أي مااربة استجاب
ملموسة في مواجاة نجاحا االستجابة اخفرياية متعددة المستويا -إلض أي مد ،حاا
أمن الحدود؟ ماددا
اللرعية تسعض الدراسة لتحايق عدد من األهداف ولإلجابة علض هًا التسا ل الرئيسي والتسا ال
تتضمن:
والتي الدولية علض مستو ،النرريا تتصل الدراسة بالتطو ار المامة التي شادها حال العالقا
تتعامل مع بات
282
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
.1اإلطار النظري
اخخيرة للحرب الباردة برو النررية البنائية Constructivismكطرح بديل السنوا واكب
الدولية .وقد شكل مجال الدراسا يسعض إعادة االعتبار للعوامل االجتماعية في تحليل العالقا
اخمنية واحدة من أكثر الحاول البحثية تأث الر بالنررية البنائية بصورة جوهرية.
الدولية ومنح االعتبار لمجموعة من اللاعلين -رفا مرك ية الدولة الوطنية في العالقا
الدولية. اآلخرين كالاو ،االجتماعية دون الوطنية والمنرما
-النرر لبنية النرام الدولي كبنية اجتماعية تنرماا مجموعة من الايم العامة المنرمة
والتي تتجاو فكرة الاانون الدولي لما هو أبعد من ًلم.
المستمرة بين مختلف اللاعلين اخمر -استم اررية عملية بنا النرام الدولي عبر التلاعال
الًي ي دي حتمال لحالة من التغير المستمر في بنية النرام الدولي التي تتسم في الكثير
بطابع فوضوي .Anarchic من اخوقا
الدولية من محاولة صيا،ة قوانين عامة الوضعية في العالقا -رفا ما قدمت النرريا
حاكمة لسلوم الدول في المجال الدوليف والتي تنطلق جميعاا من افتراا للرشادة
والموضوعية في سلوم هًه الدول.
وقد تجلض اهتمام المدرسة البنائية بالاضايا اخمنية بما فياا أمن الحدود من خالل مجموعة من
علض انتااد ملاوم "مدرسة كوبنااجن"ف والتي قام بمخرجا المتراكمة التي عرف الكتابا
المدرسة الواقعية في العالقا "اخمن الاومي" بصورة خاصة كأحد الملاهيم الرئيسية في كتابا
الدولية .واعتمد هًا الناد علض ما قدم عالم ما بعد الحرب الباردة من شواهد علض الاوة اآلخًة
في االتساع بين "اخمن" و"السياق الاومي" وًلم من خالل اتجاهين متوا يين أولاما راور
طابع عالمي تتجاو حدود الدول وتعبرها بساولة ويسر وتشكل رواهر .أما أمنية ًا ماددا
واضحة باخبعاد المحلية للمن تحمل صال االتجاه الثاني فيتمثل في راور ماددا
283
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
Domestic dimensionوتتصل بصورة أكبر بالجوانب االجتماعية اخمر الًي يجعل محاولة
4
جدو.، مواجاتاا علض نطاق محدود داخل حدود الدولة سياسة ،ير ًا
مدرسة كوبنااجن اهتمامال كبي الر اخمنف أول الكبر ،الطارئة علض ماددا وفي مواجاة التغي ار
في إطار نررية بنرم اخمن العابرة للحدود في إطار ما قدم باري بو ان وآخرون من إسااما
"مركب اخمن الجماعي" Regional Security Complex Theoryوالتي تعد النمط اخكثر
فاعلية من أنماط االعتماد المتبادل في النرام الدوليف وًلم انطالقال من تصور اخمن كبنا
اجتماعي متراكم وليس وضعال مستادفالف والًي يمكن المساهمة في تكوين من خالل تبادل الدعم
مصلحة مشتركة في مواجاة تاديد وجودي طار .ويعتمد اخمن الجماعي علض بين أطراف ًا
في مواجاة تحدي أمني مشترمف مع تجاو فكرة تشارم عدد من الدول الايم والوسائل واخدوا
اخمن الخللية اخيديولوجيةف ومنح الم يد من اخهمية لمنرما اخحالف الدولية الموسعة ًا
النطاق اإقليمي واإقليمي اللرعيف ومع استيعاب التحول الطار علض طبيعة الجماعي ًا
اخمنية كًلم والًي يمنح البعد االقتصادي مكانة أكبر في اإقليمية وطبيعة الماددا التلاعال
5
اخمن اإقليمي. حسابا
علض موضوع الدراسة في الحالة اخفرياية يالحر أن تأسيسال علض ما تادمف وبتطبيق هًه الماوال
ممتدة متعددة اخبعاد بين مجموعة من لتلاعال المناطق الحدودية اخفرياية تشكل نطاقا
اللاعلين الرسميين و،ير الرسميين اخمر الًي خلق فرا،ال نسبيال للسلطة في هًه المناطق مما فتح
6
متعددة للمن. الباب لمنافسة علض مل هًا اللرام متسببال في ماددا
.2اإلطار المراهيمي
علض الر،م من اخهمية الكبر ،خمن الحدود واحتالل موقعال مرك يال علض قائمة صانعي الارار
واخكاديميين علض السوا ف هنام صعوبة كبيرة تواج عملية إصدار تعريف جامع خمن
المتعددة في مجال أمن الحدود 7.Border securityلكن يمكن رصد بعا المساهما
المتحدة اخمريكية يعرف أمن الحدود بأن الحدودف فوفق تعريف و ارة اخمن الداخلي في الواليا
وتاريب اخشخاص حماية الحدود الدولية من االنتاال ،ير الاانوني للسلحة والمخد ار
284
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
والبضائعف من خالل تع ي التجارة والسلر الاانونيين بما يحاق أمن البالد ورخائاا االقتصادي
8
من سيادتاا الوطنية. ويع
بعا المصادر اخكاديمية أمن الحدود انطالقال من ،ايات بأن كل ما يرتبط بتع ي كما عرف
قدرة الحدود الدولية علض إعاقة انتاال النشاط اإجرامي عبر الحدودف وًلم بغرا تاليل مراهر
الضعف المترتبة علض فادان السيطرة علض الحدود ودخولاا في حالة من اللوضض بما ي ثر
9
أخر ،لتعريف بينما تًهب تعريلا بالسلب علض مستو ،الحياة والنشاط االقتصادي الشرعي.
أمن الحدود بوسائل من خالل اعتبار أمن الحدود هو تلم العملية المتضمنة نشر اخفراد
10
المحتملة. والبنية التحتية بما يضمن باا الحدود محمية من كل الماددا والتانيا
Border ويتااطع ملاوم أمن الحدود مع عدد من الملاهيم المتداخلة أبر ها إدارة الحدود
التي يمكن من خاللاا تحايق التوا ن بين Managementوهو الملاوم الًي ياصد ب اآلليا
،ايتين متناقضتين راهريال هما تيسير انتاال اخفراد والبضائع بين الدول بالطرق المشروعةف
الدولية اللعالةف العالقا والحد من دخول أي مناا بغير هًه الطرق .وتتضمن هًه اآلليا
تنريم التنمية المتوا نة علض جانبي الحدود الدوليةف واج ار ا اإقليميةف وسياسا والترتيبا
11
المطباة كما ياصد بهدارة الحدود كافة الوسائل واإج ار ا الاجرةف والتجارة العابرة للحدود.
علض عبور اخفراد والبضائع من أجل ضمان خضوعاا للاانونف والتي يتم فرضاا من قبل عدد
المختصة والتي تتبنض معايير موحدةف باالستعانة ببنية تحتية من الوسائل والايئا من المنرما
12
المادية والتانية المساعدة.
المخولة هًا بجانب ملاوم ضبط الحدود Border Controlوالًي يعني كل أنشطة السلطا
باالتساق مع الاانون المحلي والدولي والتي يتم الايام باا علض الحدود الدولية والتي تشكل
استجابة خي محاولة لعبور الحدود أو فرا تاديد علض مناطق جوارها المباشر13 .لكن العديد
باتجاه توسيع السياسية واخمنية والتانية دفع التي شادها العالم علض المستويا من التطو ار
نطاق ملاوم ضبط الحدود بحيث يتجاو عملية عبور الحدود الدولية ليشمل تأسيس نرام
285
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
العابرة للحدود في كل مراحل ويشمل مراقبة التدفاا متكامل يعتمد باخساس علض المعلوما
14
تحركاا بين ناطتي االنطالق والوصول.
الحدود في الاارة اخفرياية ملارقة واضحة .فعلض الر،م من الادم النسبي يشاد مجال دراسا
الدولية باضايا الحدود في الاارة اخفريايةف إال أن النسبة الغالبة لبداية اهتمام العديد من اخدبيا
علض المداخل المرتبطة بالاانون الدولي والتنريم الدولي من دون اعتمد من هًه الدراسا
إدارة الحدود وضبطاا التي يتم تبنياا في الاارة اخفرياية علض االشتبام المباشر مع سياسا
المتصلة المستو ،الوطني واإقليميف اخمر الًي انعكس بصورة واضحة في ،ياب الدراسا
بصورة مباشرة باضايا "أمن الحدود" في الاارة اخفرياية حتض بداية العاد الثاني من الارن الحادي
ضرورية اخكاديمية لتطو ار الدراسا علض أرا الواقع قاد والعشرين .فالعديد من التطو ار
المتعلاة بأمن الحدود في أفريايا مكانتاا الطبيعية. في النااية الدراسا منح
الًي حمل اسم "الحدود اخفرياية :موسوعة قانونية ويشكل كتاب إيان براونلي وايان برن
الماتمة بمجال الحدود في الاارة ودبلوماسية" الصادر في عام 1979مرجعية رئيسية للدراسا
علض تتبع كل الحدود الدولية التي تربط أي دولتين اخفرياية حيث تبنض مااربة شاملة اعتمد
أفريايتين ورصد واقعاا الجغرافي واخسانيد الاانونية المنرمة لاا وواقعاا الاائم من حيث عمليا
15
الترسيم والتعيين وًلم في كتاب ضخم تجاو اخلف وثالثمائة صلحة.
علض العالقة بين الحدود وأ مة الدولة اخفريايةف وكيف لعب مجموعة من اخدبيا وقد رك
اكتمال الحدود بطبيعتاا المصطنعة المتصلة بالمصالح االستعمارية دو الر سلبيال في فشل عمليا
لمصادر يتعلق بعضاا بطبيعة الحدود اخفرياية أركان الدولة اخفريايةف وهو ما ردت اخدبيا
بالواقع الجغرافي والسكانيف بينما يتعلق بعضاا اآلخر ًاتاا بما تتسم ب من مخاللة لماتضيا
اخفرياية المتعاقبة عن إدارة هًه الحدود بصورة فعالة .ومن بين أبر الكتابا بعج الحكوما
الًي صدر عام 2000 العالقة بين الحدود والدولة اخفرياية كتاب جيلري هربس التي تناول
286
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
حامالل اسم "الدولة والاوة في أفريايا :دروس ماارنة في السلطة والسيطرة" الًي تناول فصل
مصطلح صك باسم "التصميم الوطني" الحدود اخفرياية تح الخامس تلصيالل مشكال
الكتاب الًي حرره ريكاردو ريني الريمون .National Designويضاف لكتاب هربس
16
الصادر عام 2005بعنوان "الحدودف الاوميةف والدولة اخفرياية".
تركي ال كبي الر العديد من الدراسا وبالتوا ي مع موجة التحول الديموقراطي في الاارة اخفرياية أبد
علض الربط بين أدوار اللاعلين الرسميين و،ير الرسميين فيما يتعلق بالحدود الدولية اخفرياية علض
االجتماعية وصعود اللاعلين من دون الدولة إلض في العديد من التلاعال النحو الًي أد
السيادة وتنريم العبور من فادان الحدود الدولية مساحة كبيرها من دورها في اللصل بين نطاقا
السكانية. متعددة أبر ها الاجرة والتحركا أحدها لآلخرف لتصبح أكثر نلاًية عبر آليا
ل الحدود الدولية من الخار في صورة تطور متسارع علض ويضاف هًا للضغط الًي تعرض
مسار اإقليمية بما أل م الدولة اخفرياية تبني منطق أكثر مرونة فيما يتعلق بهدارة الحدود واخدوار
وأنتوني أسيواجو مصد الر المتوقعة مناا .وفي هًا السياق شكل الكتاب الًي حرره بول نيوجن
رئيسيال بعد أن صدر في عام 1996حامالل عنوان "الحدود اخفرياية :الحواج ف والانوا ف
17
واللرص".
مااربة التعامل مع الحدود اخفرياية كمنافً عبور الكتاب الًي التي تبن ومن بين أكثر اخدبيا
حرره كل من كريستينا أودلسمان رودريجي وجوردي توماس الًي يحمل اسم "عبور الحدود
اخفرياية بجامعة لشبونة عام اخفرياية :الاجرة والتنال"ف وهو الكتاب الصادر عن مرك الدراسا
السياسية واالجتماعية العابرة للحدود بين الجماعا علض التلاعال 2012ف والًي يرك
إثيوبيا وموريتانيا شمل اخفرياية التي قسمتاا الحدود الدولية في عدد كبير من الحاال
18
الاوية. والكاميرون وبوتسواناف عبر دراسة قضايا متنوعة كالاجرة وانتاال العمالة وسياسا
قضايا أمن الحدود لموقعاا اخمنية المتعددة التي فرضاا الواقع اخفرياي أعاد لكن التحديا
الصلة بالحدود اخفرياية .فاد ناقش كتاب فيليب فرود الًي ًا المرك ي الطبيعي من الدراسا
في ،رب أفريايا" قضية العابرة للحدود والتانيا حمل اسم "اخمن علض الحدود :الممارسا
287
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
مرك ية أبر ها عنوان اللصل الثالث "المعرفة اخمنية والتدخل السياسي" والتي تشير إلض اللجوة
المتسعة بين التطور اللني والتكنولوجي المتسارع في مجال أمن الحدود وبين االعتبا ار السياسية
تأمين الحدود لت ثر علياا سلبال .وقد استعرا الكتاب بالكثير التي عادة ما تتدخل مع عمليا
من التلصيل البنية التحتية خمن الحدود في ،رب أفريايا فضالل عن التطو ار المامة التي وفرتاا
19
تأمين وادارة الحدود الدولية بين دول ،رب أفريايا. اخطر اإقليمية الجماعية في عمليا
كما قدم الكتاب الًي حرره سيليستين باسي وأوشيتا أوشيتا بعنوان "الحوكمة وأمن الحدود في
أفريايا" عرا شامل لكافة نرم إدارة أمن الحدود المطباة في أفريايا من خالل ثالثة عشر فصالل
اللرعية المتخصصة الوطنية واإقليمية لاًه النرمف فضالل عن العمليا المستويا ،ط
الحدود وأثره الالحق علض تنريم أمن الحدودف كتنريم عبور اخفرادف والتحكيم الدولي في ن اعا
اخسلحة عبر الحدود اخفرياية .ويتمتع هًا الكتاب بمي ة رئيسية كون يشكل ضبط تدفاا وآليا
لباحثين أفارقة ونشره في مدينة الجوس إساامال أفريايال خالصال في رل اعتماده علض كتابا
20
النيجيرية.
المتطرفة في أفريايا في إب ار أهمية قضايا المعنية بتتبع نشاط التنريما الدراسا وقد ساهم
المتطرفة العابرة الحدود اخفرياية :مجاباة المنرما أمن الحدود من خالل كتاب "اضطرابا
المتطرفة من عبور تمكن التنريما للحدود" وهو الكتاب الًي تتبع أسباب ومراهر وتداعيا
21
كما العرمض أو الساحل اخفرياي. الحدود الدولية اخفرياية بساولة سوا في منطاة البحي ار
يحمل كتاب "الحدود اخفريايةف الصراعف االندما الااري واإقليمي" قيمة مضافة كبيرة في رل
تركي ه الكبير علض دراسة راهرة انتاال العنف بصوره المتعددة عبر الحدود اخفرياية وهو االتجاه
صدور الكتاب عام الًي أصبح يشكل التحدي اخمني الرئيسي في الاارة اخفرياية بحلول وق
اإجرامية المسلحة أكثر اإثنية ونشاط المجموعا .2019حيث أصبح اإرهاب والصراعا
قدرة علض عبور الحدود الدولية في الاارة اخفرياية وفي دوائر متعددة تمتد من الارن اخفرياي
شرقال وحتض خليس ،ينيا ،ربالف ومن مو مبيق جنوبال وحتض ليبيا شماالل .هًا التحدي دفع الكتاب
288
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
البنادق التي يتبناها االتحاد اخفرياي لتخصيص فصل اخخير لمعالجة العالقة بين مبادرة إسكا
22
وبين محاولة السيطرة علض العنف العابر للحدود في أفريايا.
تحرض قضية أمن الحدود في الاارة اخفرياية بادر كبير من االهتمام العالميف فعلض سبيل المثال
أصدر منتد ،ميونس للمن في منتصف عام 2019تاري الر حمل اسم "اخمن العابر للحدود"ف
في الاارة اخفرياية قسطال كبي الر من التركي ف حيث اعتبرها التارير من بين المناطق اخكثر نال
"هشاشة" علض مستو ،العالمف وًلم بمعيار عج الحدود الدولية عن تاديم الحد اخدنض من
الصلة الحمائية .وقد أشار الورائف الطبيعية لاًه الحدودف وفي مادمتاا الورائف اخمنية ًا
التارير إلض انتشار راهرة "الدوائر السائلة" في الاارة اخفرياية والتي النسبة اخكبر من م ش ار
تضم أقاليم أكثر من دولة تعج الحدود اللاصلة بيناا عن الايام بأي أدوار فعالةف وهي الراهرة
تترك في منطاتي الساحل اخفرياي اخخيرة بحيث أصبح اآلخًة في االنتشار في السنوا
العرمض في والارن اخفريايف باإضافة إلض بعا المناطق في شمال الاارةف وفي إقليم البحي ار
23
أمن الحدود في الدول اخفرياية في الوق ويمكن تاييم واقع ماددا وسط الاارة اخفرياية.
الراهنف وًلم علض النحو التالي:
289
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
ه ائم متتالية اخمر الًي ساهم في تحول ب رتي الساحل اخفرياي والارن اخفرياي لدائرتين
اإرهابية الدولية والتي أصبح ارتباطاا بلرعاا في أفريايا ارتباطال أساسيتين لنشاط التنريما
24
عضويال تجاو مجرد التعاطف أو التالقي اللكري الًي مي هًه العالقة في السابق.
حركة تنريم داعش منً عام 2019عن اهتمام متصاعد اتجاها فعلض سبيل المثالف عكس
بالاارة اخفريايةف بر في الراور اإعالمي اخخير ل عيم السابق أبو بكر البغدادي قبل ماتل
والًي كشف عن اهتمام خاص بما يعرف بتنريم الدولة في ،رب أفريايا والًي حمل اسم بوكو
البغدادي عام 2015ف قبل أن يبايع خليلت أبو إبراهيم الارشيف الًي تلاض حرام إلض أن بايع
25
أيضال مبايعة تنريم الدولة في الصح ار الكبر ،الناشط في مالي وبوركينا فاسو.
اخمنية للحدود في الاارة اخفريايةف رار ثالثة أنماط مستجدة مي وفي رل تآكل الاد ار
الجغرافية التي يتم نال الدعم الراهرة اإرهابية في أفرياياف أولاا التغير المستجد في المسا ار
نشاط اإرهاب في أفريايا .فمع تعاد المشاد بالمال والسالح عبرها من خار الاارة إلض ساحا
مكافحة اإرهاب من الشرق إلض الجنوب ثم الغربف اتجا في ليبيا علض إثر تادم عمليا
اإرهابية للتح مسار جديد جنوبي يمتد من سواحل الاارة الشرقية ومناا إلض منطاة التنريما
موطنال لتنريم جديد حمل اسم والية وسط أفريايا يستغل ضعف العرمض والتي أصبح البحي ار
26.
سلطة الدولة في مناطق شمال شرق الكونغو الديموقراطية
اإرهابية الناشطة في أفريايا بادر أما النمط الثاني فيتعلق بهمكانية تبادل الدعم بين التنريما
هًه اللكرية التي أوقع من الساولة استغالالل لسيولة الحدودف ومن خالل تجاو الخالفا
من قدراتاا علض النشاط بصورة فعالة. مسلحة نال ساباة في مواجاا في فت ار التنريما
فعلض سبيل المثال أعلن أحد المتحدثين باسم تنريم الدولة في الصح ار الكبر ،ب عامة أبو وليد
الصحراوي عن موقف إيجابي من جماعة نصرة اإسالم والمسلمين التي تضم عددال من
المبايعة لتنريم الااعدةف معتبرهم "أخوة"ف ومشددال علض أهمية التعاون "ومواصلة الكلاح الجماعا
27
معال".
290
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
اإرهابية في أفريايا أعدادال مت ايدة من نشاط التنريما ويتعلق النمط الثالث باستابال ساحا
المااتلين سوا الاادمين من مناطق خارجية كالشرق اخوسطف أو المنتالين بين الدول اخفرياية
من المااتلين ممكنال من دون استغالل حالة العج وبعضاا البعا .لم يكن وصول هًه التدفاا
الكامل في بعا المناطق للحدود الدولية عن ضبط حركة ه ال المااتلين .فلي عام 2017
الاتال في أعرب االتحاد اخفرياي عن قلا بشأن وصول أعداد كبيرة من المااتلين في ساحا
اخفرياية الشرق اخوسط للاارة اخفريايةف ماد الر عددهم بنحو 6000من حاملي الجنسيا
علض امتداد المختللة قادمين من ساحة الاتال السورية والًين أعيد نشرهم في عدد من الجباا
28
الساحل اخفرياي.
ويضاف إلض ه ال المااتلين العائدين أعداد ،ير معلومة من المااتلين ،ير اخفارقة مستليدين
المااجرين من الاارة واليااف خاصة مع من سيولة الحدود اخفرياية وعج ها عن ضبط تدفاا
اخخيرة الاارة اخفرياية في السنوا التاريب والتي استغل التطور الكبير الًي أحر ت شبكا
في تاريب أعداد من المااجرين ،ير الشرعيين من دول آسيوية كأفغانستان وباكستان
29
وبنجالديش وسوريا عبر السواحل الشرقية للاارة اخفرياية.
كًلمف أضيف بعد جديد لملاوم المااتلين اخجانب في الساحل اخفريايف من خالل تمكن
اإرهابية عبر أدواتاا الدعائية من استادام المااتلين من دول الجوار في ،رب أفريايا التنريما
اإرهابية .فعلض سبيل المثال انضم عدد من المااتلين من والتي ال تشاد نشاطال يًكر للتنريما
السنغال عام 2018لكتيبة اللرقان إحد ،فروع تنريم الااعدة في المغرب اإسالمي أحد أهم
الناشطة في الساحل اخفرياي .ومن شأن هًه الراهرة حال تصاعدها أن تضمن التنريما
من قو ،بشرية اإرهابية يعوا ما تلاده هًه التنريما إمدادال مستم الر بالمااتلين للتنريما
30
مكافحة اإرهاب الدولية والمحلية. خالل مواجااتاا الصعبة مع قوا
اإرهابية لنشاطاا في أكثر من إقليم من أقاليم الاارة .فعلض سبيل الصراع فياا وتكثيف التنريما
دول الساحل من أهم أسواق تجارة اخسلحة ،ير الشرعية في العالم في رل المثال أصبح
الممتدة التي يشادها اإقليم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا والكاميرون الصراعا
وتشادف وكًلم في دول جواره الشمالي وخصوصال في ليبيا وفي دول جواره الجنوبي في أفريايا
إلض أن حجم سوق اخسلحة الوسطض ومن ورائاا الكونغو الديموقراطية .وتشير بعا التادي ار
31
في الساحل اخفرياي قد تجاو المليون قطعة سالح.
ومن بين مراهر التطور الكبيرة التي شادتاا الاارة اخفرياية عمومال واقليم الساحل اخفرياي
اإرهابية والًي جا بصورة خاصةف التطور النوعي في اخسلحة التي تستخدماا التنريما
السلطا الماضية .فلي نااية عام 2018أعلن خالل السنوا ليعوا خسائر هًه التنريما
بدون طيار النيجيرية عن اكتشاف استخدام تنريم الدولة في ،رب أفريايا (بوكو حرام) الطائ ار
مكافحة اإرهاب النيجيرية .وقد تأكد هًا التطور خالل في الايام بماام استطالعية لمواقع قوا
المستخدمة وفي نمط عام 2019مع الكشف عن تادم إضافي أحر ه التنريم في نوع الطائ ار
لاوا تشغيلااف حيث بدأ التنريم في استخداماا في ماام هجومية من خالل توجي ضربا
32
مكافحة اإرهاب وعدم االكتلا بتوريلاا في ماام المراقبة واالستطالع.
متالحاة بدون طيار مكمالل لتطو ار اإرهابية في الساحل للطائ ار ويأتي استخدام التنريما
بداية نشاطاا في اإقليم .فوفق تاارير اللجنة الوطنية واكب في مستو ،تسليح هًه الجماعا
اللجنة من جمع نحو 2000 لجمع اخسلحة ،ير المشروعة ومكافحتاا في النيجرف فاد تمكن
9صواريس و 66لغمال وقًائف آر قطعة سالح في اللترة بين عامي 2011و 2014تضمن
مختللةف عبر الحدود الشمالية للبالد قادمة من ليبيا بغرا بي جي ومدافع رشاشة من عيا ار
33
اإرهابية في كل من مالي ونيجيريا. إعادة تو يعاا علض الجماعا
اخخيرة اإرهابية لعدد من اخسلحة النوعية في السنوا كًلم تم توثيق استخدام التنريما
مدافع هاون بلجيكية الصنع من عيار 60ممف التاريب تضمن علياا عبر مسا ار حصل
وأخر ،فرنسية من عيار 81ممف وصواريس محمولة من ط ار ستريال 2الروسية الصنعف
292
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
اإرهابية أسلحة خليلة سودانية الصنع مصنعة حديثال باإضافة إلض توثيق استخدام التنريما
34
2011و 2013و.2014 في سنوا
وفي رل استمرار اضطراب اخوضاع في اإقليم يرل من المتوقع استمرار تدفق شحنا
اإرهابية في الساحل اخفرياي والتي اخسلحة الثايلة والمتوسطة والخليلة لصالح التنريما
قوا طابعال هجوميال ضد تمرك ا عناا العديد من العمليا ف خاصة تلم التي حمل كشل
مكافحة اإرهاب. الجيش والشرطة المنخرطة في عمليا
متنوعة لحركة المااجرين ،ير الشرعيينف يمتد أولاا من أقصض وتشاد الاارة اخفرياية مسا ار
شرق الاارة إلض أقصض ،ربااف ويمتد الثاني رأسيال من جنوب الاارة في اتجاه شمالااف بينما يمتد
المسار الثالث من الارن اخفرياي إلض جنوب الاارة وخصوصال جماورية جنوب أفرياياف أما
المسار الرابع فاو مسار خارجي يأتي بالمااجرين ،ير الشرعيين من دول شرق وجنوب آسيا في
اخخيرة أصبح إقليم الساحل اخفرياي أحد اتجاه دول الساحل الشرقي خفريايا .وفي السنوا
اإجبارية" لتاريب البشر من مختلف مناطق الاارة اخفرياية ومن بعا دول جنوب "المسا ار
36
و،رب آسيا نحو أوروبا.
المت ايدة من الالجئين اخفارقة العابرين للحدود الدوليةف خرو ومن بين اخسباب الملسرة للتدفاا
التي تلاد فياا الدولة السيطرة علض نسبة كبيرة من ه ال الالجئين من مناطق الصراعا
293
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
الممتدة يمكن أن تساط مناطق حدودية متعددة كبيرة من إقليمااف وفي حالة الصراعا مساحا
عن أي سيطرة حكومية اخمر الًي ييسر من تحرم الالجئين عبر هًه الحدود .ومما فاقم من
الالجئين عبر الحدود الدولية في أفريايا الوضع السي الًي تعاني من ثالثة من مشكلة تدفاا
أكبر أربع دول أفرياية سكانالف حيث تعد نيجيريا واثيوبيا والكونغو الديموقراطية من أكثر دول
37
الاارة تصدي الر لالجئين وهي الدول التي تتمتع بعدد سكان كبير.
فلي عام 2013قدر حجم المعادن الماربة من الكونغو الديموقراطية وحدها بنحو 7آالف طن
قيمتاا نحو 30مليون دوالر .وفي عام 2016قدر خسائر الاارة اخفرياية من تجارة بلغ
خسائر الاارة من تاريب اخسمام ،ير الشرعية بأكثر من 2.5مليار دوالرف بينما بلغ
البترولية هو مصدر الخسارة اخكبر للاارة اخخشاب 13مليار دوالر .ويعد تاريب الخاما
اخفرياية حيث تخسر الاارة ما تلوق قيمت 100مليار دوالر سنويال نتيجة تاريب مصادر الطاقة
38
البترولية وحدها.
والمعادن مصد الر لتمويل اإرهاب العابر للحدودف حيث تشير كما يعد تاريب السلع والخاما
التادي ار إلض أن التعدين ،ير النرامي يشكل مصد الر لما تبلغ قيمت %17من تمويل الجماعا
294
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
المسلحة حول العالمف وهي النسبة التي ترتلع في السياق اخفريايف خاصة مع تواتر الشواهد علض
اإرهابية في هًا المجال بصورة كبيرةف حيث يعد التنايب عن اللحم وتاريب نشاط التنريما
أحد المصادر الرئيسية لتمويل حركة شباب المجاهدين في الصومالف كما يعد التنايب عن
اإرهابية في الساحل اخفرياي .ولم يكن اإرهاب الًهب مصد الر رئيسيال لتمويل نشاط التنريما
ليجد موطنال في شرق الكونغو الديموقراطي في إطار ما أعلن عن من تأسيس "والية وسط
أفريايا" من دون استغالل خرو إقليم كيلو عن سيطرة الحكومة في كينشاسا بما سمح للتنريما
اإرهابية باالستلادة من نشاطاا في التنايب عن الًهب والماس والكولتان وتصديرها للخار ف
أقداماا في مواجاة كبيرة مستمرة من التمويل تساعد علض تثبي تدفاا وليوفر لاًه التنريما
39
جديدة. مكافحة اإرهابف وتسمح لاا بالتخطيط للتمدد في مساحا عمليا
في وال ياتصر اخمر علض التعدين ،ير النرامي وتاريب مستخرجات عبر الحدودف حيث تنام
اخخيرة تجارة اخسلحة الصغيرة والخليلة في أفريايا عبر الحدود الدوليةف بحيث ناه السنوا
الحجم السنوي لاًه التجارة عالميال المليار دوالر تحمل الاارة اخفرياية النصيب اخكبر مناا في
التاريب ضعف الحدود فيااف وبسبب استغالل الكثير من شبكا رل تعدد دوائر الصراعا
هائلة من اخسلحة سوا لتلبية الطلب المت ايد اخفرياية في تحويلاا لنااط مرور رئيسية لكميا
40
الاتال اخفرياية أو لتاريباا لخار الاارة. علياا في ساحا
295
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
الطبيعية العابرة للحدودف وعادةل ما يتم ماايضة هًه السلع باإبل أو الماشية .وتشمل قائمة السلع
41
ال راعية والسجائر. الماربة المواد الغًائية والحاصال
كما تحول إقليم الساحل اخفرياي إلض حلاة وصل أساسية في أحد أهم طرق تاريب المخد ار
من دول أمريكا الالتينية قبل أن يعاد تصديرها حول العالم حيث يعد ناطة تجميع للمخد ار
من أمريكا الالتينية إلض دول خليس ،ينيا المطلة للسوق الرئيسية في أوروبا .إً تصل المخد ار
علض اخطلنطي وخصوصال عدد من الدول الصغيرة كغينيا بيساو وسيراليون و،اناف قبل أن تنال
42
إلض المطا ار الداخلية لدول الساحل اخفرياي ومناا إلض أوروبا.
الجريمة المنرمة في أفريايا عن اتساع نشاط شبكا الرئيسية التي نجم ومن بين المشكال
بين اإرهابيةف حيث تمي العديد من التحليال تحولاا التدريجي إلض شريم رئيسي للتنريما
الجريمةف أولاما أقدم كان ينأ ،بنلس عن أي شكل من أشكال التورط في جيلين من منرما
اإرهابيةف ويسعض لضمان استدامة نشاط عبر ال من من خالل بنا بالتنريما عالقا
مصلحية قوية بالمجتمع المحيط تمنح جًو الر قوية .وبين جيل ثان أحدث أقل الت امال عالقا
إيجابية بمجتمع ف ويسعض لتعريم أرباح اآلنية بأي وسيلةف اخمر الًي يجعل من ببنا عالقا
اإرهابية حليلال ملضالل بالنسبة ل ف وهو الجيل اخكثر انتشا الر في الاارة اخفرياية في التنريما
43
الراهن. الوق
الدالة علض ما تعاني الحدود اخفرياية من ضعف وهشاشة في أدائاا في رل تعدد الم ش ار
خدوارها المختللة وعلض رأساا الوريلة اخمنيةف يمكن إرجاع هًا الضعف لعدد من اخسباب
المتنوعةف بعضاا بنيويف يتعلق بطبيعة الحدود الدولية في الاارة اخفرياية منً نشأتااف واآلخر
وريلي يتعلق بالطرياة التي أدار باا الدول اخفرياية قضية أمن الحدود منً االستاالل وحتض
الرئيسية الراهن .وتشير مجموعتي اخسباب البنيوية والوريلية إلض عدد من التناقضا الوق
296
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
اخمنية والتي يتعين أن تنخرط الدول اخفرياية في محاولة تسويتاا سريعال من أجل تع ي الاد ار
للحدود الدولية.
من ضعف نوعية أخر ،تع الطبيعة الكميةف ترار م ش ار ًا وباإضافة لاًه الم ش ار
الحدود اخفرياية وعج ها عن الايام بورائلاا المختللة علض نحو فعالف وفي مادمتاا ،ياب
االتساق حيث تنتشر راهرة الدول بداخل دول كحالة جامبيا في السنغال وكًلم ليسوتو
واسواتيني في جنوب أفرياياف فضالل عن الدول التي يعاني إقليماا من تشوه هندسي واضح مثل
مالي والصومال .يضاف إلض ًلم انتشار الدول الحبيسة التي يتحول سعياا الدائم للوصول إلض
44
المنافً البحرية الدولية إلض مصدر للتوت ار الحدودية.
وتتلاقم هًه المشكلة عندما تنتشر جماعة إثنية عبر أقاليم أكثر من دولة أفرياية بحيث يعتبر
أفراد الجماعة حركتام عبر الحدود الدولية حركة طبيعية داخل أرضام وهي الحركة التي يتسع
التي تحترف الرعي علض وج الخصوص وتتنال في مساحة نطاقاا بشدة في حالة الجماعا
كبيرة من اخرا تعبر خاللاا الحدود الدولية بين دولتين أو أكثر .كًلم تعتبر الكثير من
اخفرياية أناا تتمتع بسيادة شب مطلاة علض "أرا الجماعة" بحيث تر ،لنلساا الحق الجماعا
في احتكار أنشطة مثل التعدين و،يره من أشكال االستغالل االقتصادي للرا من دون حق
التشابكا ل لدولة في تنريم هًا االستغالل أو المشاركة في الحصول علض عوائده .وقد دفع
المت ايدة بين الراهرة اإثنية والحدود الدولية لراور ناطة التاا بحثية تحمل اسم "أنثروبولوجيا
التي تربط بين ضعف اخفرياية المختللة مادة خصبة لتأكيد الماوال الحدود" تجد في الحاال
45
قدرة الحدود الدولية علض أدا ورائلاا وبين التركيب السكاني علض جانبياا.
وتجسد محصلة هًا الوضع المعاد في راور خرائط متعددة للحدود في أفرياياف بعضاا رسمي
قوة مراهر الضعف في النوع اخول اد معترف ب دوليال واآلخر ،ير رسميف وكلما تجل
السيطرة" بين الداخلية علض "الحدود" و"نطاقا مع الصراعا النوع الثاني اخمر الًي أصبح
في الاارة المختللة داخل الدولة الواحدة النوع اخكثر حدة وخطورة من الصراعا الجماعا
رسمية لدولتين أفريايتين علض خللية ن اع بين قوا اخفرياية والًي تلوق خطورت الصراعا
46
اخخيرة. علض الحدود الدوليةف وهو النمط الًي تراجع بشدة في السنوا
298
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
اخفرياية جاود التكامل االقتصادي علض وج التحديد بالتنريما وعلض صعيد موا ارتبط
عضويتاا شرطال أساسيال من شروط التادم في مسيرة التكاملف فنشأ اإقليمية اللرعية التي كان
مثل المجموعة االقتصادية لدول ،رب أفريايا (إيكواس)ف وجماعة تنمية الجنوب تنريما
اخفرياي (سادم)ف والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريايا (كوميسا)ف و،يرها .والمالحر أن علض
بتطوير أدوارها علض الر،م من الطبيعة االقتصادية الغالبة علض هًه المنرما ف سرعان ما قام
اخدوار السياسية واخمنية. أرا الواقع لتمدد في مساحة واسعة شمل
في تع ي العمل الًي ال يمكن في إ،لال الدور اإيجابي للعديد من هًه التنريما وفي الوق
الطبيعة اإقليمية المختللة ًا اخفرياي المشترم وبًل الجاود اللعالة في تسوية اخ ما
أن هًا التمدد في والوطنية علض السوا ف يباض من المام اإشارة إلض أن التجربة العملية قد أكد
اخفرياية الاارية واإقليمية اللرعية إنما جا خصمال من سيادة الدولة الوطنية في أدوار التنريما
علض أساس تنا ل دول الاارة طوعال تطوير التكامل اخفرياي قام أفريايا .فالكثير من عمليا
الجماعية .ومن بين أكثر المجاال عن عدد من مراهر سيادتاا علض إقليماا لصالح الكيانا
تأث الر باًا االتجاه المتنامي أفريايال الدور الحمائي للحدود سوا فيما يتعلق بالجانب االقتصادي أو
فعالة متعددة اخطراف في تاديم معالجا اخمنيف اخمر الًي أوجب انخراط هًه الكيانا
47
أمن الحدود. لمشكال
299
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
المتعلاة بعملية تخطيط الحدود اخفرياية Demarcationف حيث تنتشر الحدود بجانب المشكال
48
،ير المخططة علض أرا الواقع في الاارة اخفريايةف وتلم التي تم تخطيطاا بصورة معيبة.
ويادم الساحالن الشرقي والغربي للاارة اخفرياية نموًجين واضحين علض عج الدول اخفرياية
عن تأمين حدودها البحرية .فابالة السواحل الصومالية المطلة علض المحيط الاندي تكثل
حوادث الارصنة واختطاف السلن بصورة مطردة منً مطلع اخللية الثالثةف اخمر الًي دفع مجلس
بموجب عملية اخمن الدولي إصدار ق ارره رقم 1838في أكتوبر من عام 2008والًي تشكل
المالحية في تلم المنطاةف وهي العملية التي يتم تجديد تلويضاا عسكرية دولية لحماية المم ار
49
وعلض الساحل الغربي للاارة تشاد منطاة خليس ،ينيا تصاعدال بصورة دورية حتض عام .2020
كبي الر لحوادث االعتدا علض السلن المالحية قبالة سواحل كل من ،انا وتوجو وبنين ونيجيريا
والكاميرون والجابون وًلم منً بداية العاد الثاني من الارن الحادي والعشرين .وتتمي حوادث
النلط خاصة تلم الاادمة من الموانئ االعتدا علض السلن في خليس ،ينيا بالتركي علض ناقال
النيجيريةف في رل كون نيجيريا واحدة من الدول اخعضا في منرمة أوبم والمنتس والمصدر
50
اخول للمواد النلطية في الاارة اخفرياية.
هًا الضعف الكبير للدول اخفرياية في تأمين حدودها البحرية سمح بتعارم دور اخطراف
،ير المشروعة للاارة اخفريايةف حيث تلعب هًه اخطراف أدوا الر رئيسية الخارجية في نال التدفاا
في تاريب البشر والسلع والبضائع واخموالف و،يرها .إً يتم تصدير نسبة كبيرة من مستخرجا
300
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
التعدين ،ير المشروع إلض خار الاارةف كما يعد عبور البحر المتوسط نحو السواحل اخوروبية
تاريب البشر في دول جنوب أوروباف وهي الراهرة التي اتسع المصدر اخهم لدخل عصابا
بسبب ضعف الحدود اخفرياية لتنخرط فياا أطراف أخر ،من دول آسيوية اتخًوا من الاارة
سواحل اخفرياية معب الر للمااجرين من دول الشرق اخوسط وجنوب آسيا نحو أوروبا .كما تحول
الواردة من أمريكا الالتينية قبل إعادة تصديرها المخد ار الاارة الغربية لنااط تجميع لشحنا
الخارجيةف فلي رل خوروبا .هًه الحالة تكرس ضعف مناعة الدول اخفرياية أمام االختراقا
اخطراف الخارجية استمرار عج هًه الدول عن تأمين حدودها بالادر الكافيف ترتلع محاوال
51
الستغالل هًه الاشاشة في كافة أشكال الجريمة المنرمة واخخطار العابرة للحدود.
اخخيرة تبني هًه الدول أمن الحدود لد ،الدول اخفرياية في السنوا ال يعني تلاقم مشكال
جادة للحد من اآلثار الضارة لاًا مواقف سلبية تجاه المشكلة أو عدم اضطالعاا بمحاوال
أمن الحدود لعدد من المادد اخمني الكبير .حيث يمكن تاسيم االستجابة اخفرياية لمشكال
أكثرها اتساعال هو المستو ،الااري الممثل في االتحاد اخفريايف باإضافة لالستجابة المستويا
الطابع الوطني التي اللردية ًا اإقليمية اللرعيةف فضالل عن االستجابا التي قدمتاا المنرما
العديد من الدول اخفرياية. أقرتاا حكوما
.1المستوى القاري
مبكرف فعلض سبيل اخطر التنريمية الاارية مجاالل مالئمال لمعالجة قضايا الحدود منً وق مثل
المثال جا إعالن قمة الااهرة لمنرمة الوحدة اخفرياية عام 1964لي كد استارار الحدود
الحدود بين الدول اخفرياية قبل أن تنشأ. الموروثة عن االستعمار ليستبق الكثير من صراعا
ملوضية االتحاد اخفرياي برنامس االتحاد اخفرياي بشأن الحدود عام واستم ار الر لاًا الناسف أطلا
2007ف وهو البرنامس الًي لعب دو الر مامال في إقرار العديد من المباد الحاكمة المتوافق علياا
معيارية تلت م باا كافة دول الاارةف وهي بشأن إدارة الحدود في الدول اخفرياية وفق م ش ار
301
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
أساسال التلاقية االتحاد اخفرياي بشأن التعاون الحدودي عام 2014 التي مثل المباد
والمعروفة باتلاقية نيامي .وفي رل هًا التادم المطردف سعض االتحاد اخفرياي إكساب انخراط
في قضايا أمن الحدود طابعال أكثر عملية حين أطلق استراتيجية االتحاد اخفرياي بشأن حوكمة
52
المتنامية خمن الحدود في الاارة اخفرياية. الحدودف والتي تمثل استجابة متطورة للتحديا
وفي يونيو من عام 2020تم إصدار نسخة مطورة من مسودة استراتيجية االتحاد اخفرياي
لإلدارة المتكاملة للحدود والتي تعد تطوي الر مامال للنسخة الساباة الصادرة عام .2017تاوم
استراتيجية االتحاد اخفرياي لإلدارة المتكاملة للحدود علض تبني تعريف لوريلة الحدود باعتبارها
أداة لتع ي السلم واالستارارف باعتبارها مناطق لتيسير التكامل اإقليمي والتنمية المستدامة .ومن
ثمف تر ،االستراتيجية ضرورة تأسيس نرام للحدود عبر الاارة قادر علض الجمع بين المصالح
الوطنية واإقليمية والااريةف حيث تلعب الحدود دو الر م دوجالف باعتبارها نااط اتصال وتااطع
53
علض هًا وجسو الر واصلة من ناحيةف وباعتبارها نااط فصل ومراقبة وحماية من ناحية أخر.،
اخساس تاوم االستراتيجية علض خمس ركائ رئيسية يمثل كل مناا هدفال مستاالل وهي:
302
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
العابرة للحدود والتي وفي الشأن ًات تسعض االستراتيجية اخفرياية للتصدي باوة لكافة التاديدا
ال تحمل الطابع السياسي مثل الجريمة ومراهر انعدام اخمنف وًلم بمواجاة نشاط الجريمة
وثياة بين بنا عالقا المسلحة العنيلة العابرة للحدود عبر تع ي المنرمةف والجماعا
إنلاً الاانونف وهو ما يمثل آلية وقائية تمنع تحول المناطق المحلية وسلطا المجتمعا
يغيب عناا حضور الدولة بصورت الحدودية والطرفية من أقاليم الدول اخفرياية لمساحا
55
المعاودة.
ي ال ،البال علض المنطق اإقليمي مما انعكس بالسلب علض دور الحدود كجسور وصل لتيسير
بين دول الاارة .والض جانب ،ياب االلت ام السياسي انتاال اخشخاص والسلع والخدما
أخر ،يسعض االتحاد اخفرياي للتغلب علياا في المستابل اخفريايةف ترار عابا للحكوما
الجمركية والتنريمية كعائق أساسي أمام التجارة البينية الاريب تتمثل في استمرار الحواج
اخفريايةف كًلم ضعف البنية التحتية إدارة الحدودف والتعايد الشديد في اإج ار ا ف اخمر الًي
أد ،الرتلاع كبير في حجم التجارة الحدودية ،ير الرسمية مما أفاد االقتصاد الرسمي للدول
اخفرياية مصادر مامة للدخلف كان يمكن أن يتحصل علياا حال تيسير اإج ار ا .وفي هًا
للتكامل مع أحد أهم التحوال جا الشأن تاترح االستراتيجية اخفرياية سلسلة من اإج ار ا
اخخيرة وهو تأسيس منطاة التجارة الحرة اخفرياية والتي ستساهم في تبسيط في السنوا
اإداريةف وتع ي كافة أشكال التجارة العابرة للحدودف وهو ما سيتم بالتوا ي مع التوسع المعامال
56
من انخراط السكان في المناطق الحدودية في التجارة الشرعية. في بنا روابط مصلحية تع
304
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
يسعض االتحاد اخفرياي لتحويل المناطق الحدودية لمناطق لتع ي السالم واالستارار والنمو
والتكامل علض المستويين االجتماعي واالقتصادي بين الدول اخفرياية .ومن بين الاضايا المامة
اخراضي الحدودية طويالل لمشكال اخراف بعدما تعرض في هًا الشأن ما يتعلق بسياسا
ناجمة عن وضعاا الجغرافيف بحيث تكون عرضة لإلهمال والتجاهل في بعا اخحيانف ومنطاة
المسلحة في أحيان أخر .،ولتحايق هًا الادف بدأ االتحاد اخفرياي في حث لترك الصراعا
المايمة علض الحدود عبر الدول اخفرياية علض تع ي المشاركة المجتمعية الكاملة للمجتمعا
حوكمة إدارة الحدود .وقد أولض إِشراكاا كلاعل معترف ب رسميال يتحمل العديد من مس وليا
المايمة علض الج ر والمناطق الساحليةف حيث االتحاد اخفرياي اهتمامال خاصال بالمجتمعا
االستراتيجية اخفرياية البحرية المدمجة لعام 2050اقتراحال بهنشا منطاة بحرية حصرية تضمن
اخفرياية الساحلية وبعضاا البعا. مدمجة للاارة اخفريايةف وًلم لتيسير التكامل بين المجتمعا
58
305
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
المحلية فياا دول المنرمة عن اإدارة اللعالة للحدود الدولية نشوب أعمال عنف بين المجتمعا
59
علض جانبي الحدود.
اخمنية المتعلاة بالحدود أطلا وكخطوة أولض لتع ي قد ار دول المنرمة علض مواجاة التحديا
اخمنية واإدارية للدول اخعضا في مجال الحدودف وهو المنطاة مشروعاا لتع ي الاد ار
المشروع الًي بدأ عام 2014بخطوة أولض تتعلق بهج ار تاييم شامل لكلا ة المعابر الحدودية
الرسمية بين الدول اخعضا ف والًي كلف ب برنامس الاطاع اخمني التابع للمنرمة IGAD
.Security Sector Programmeوقد كشف هًا التاييم عن حاياة أن ،البية النااط
الحدودية بين دول المنطاة تدار بشكل ،ير كف اخمر الًي يجعل من الحدود الدولية عرضة
لمخاطر أمنية عديدة تبدأ باإرهاب وتنتاي بتاريب السلع الغًائية رخيصة الثمنف مرو الر بتاريب
العنيلة .وقد بدأ المشروع في مرحلت اخولية في واخسلحة وانتشار الصراعا البشر والمخد ار
تاييم الحدود بين جيبوتي واثيوبيا والصومالف علض أن يمتد ليشمل كافة الحدود البينية الرابطة بين
60
كل دول المنرمة في مراحل متادمة.
المنرمة في توجي أمن الحدودف بدأ ومع تادم جاود منرمة إيجاد في معالجة مشكال
االهتمام للبعاد االجتماعية واالقتصادية المتسببة في ضعف قدرة دول المنرمة علض التحكم في
حدودها الدولية وادارتاا علض نحو كف .وقد شكل هًا التوج ناطة بداية لتركي برامس المنرمة
علي في وثائااا "المحور الرابط بين التجارة ،ير النرامية العابرة للحدودف علض ما أطلا
من مرور وحوكمة اخمن العابر للحدود" وًلم بما يضمن للدول في شرق أفريايا أن تع
اخفراد والبضائع عبر الحدود مع أخً اخبعاد اخمنية في االعتبار من خالل مااربة تاوم تدفاا
61
علض التوا ن.
306
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
وتضم سادم خمس عشرة دولة هي جنوب أفريايا وليسوتو واسواتيني وبوتسوانا و يمبابوي وناميبيا
ومو مبيق وأنجوال ومد،شار وسيشل وموريشيوس وماالوي و امبيا والكونغو الديموقراطية وتن انيا.
وفي أ،سطس من عام 2011أصدر تجمع سادم وثياة إرشادية لإلدارة المنساة للحدود رك
الوثياة مبدأ اإدارة المنساة للحدود وقد تبن التنليًية. علض الجانب العملي واخدوا
Coordinated Border Managementكااعدة ارتكا أساسيةف خاصة فيما يتعلق بمواكبة
تحول المنرمة من منطاة تجارة حرة إلض سوق مشتركة بما ياتضي ًلم من إعادة النرر في
ملاوم الحدود ورائلاا .وياوم مبدأ اإدارة المنساة للحدود علض التنسيق المستمر بين كافة
والماام اخساسية لايام الحدود بورائلاا علض اخطراف المتناررة الضالعة في مختلف العمليا
واالستراتيجيا ف كأساس للعمل المشترم علض أرا الواقع .وتستادف دول مستو ،السياسا
تجمع سادم من تطبيق هًا المبدأ تحايق عدد من اخهداف تتمثل في:62
الضالعة في واإدا ار -تحسين عملية إدارة الحدودف وتع ي الشلافية والمسا لة للوكاال
هًه الماام.
إدارة الحدود في دول بين هيئا -إ الة أي مرار للتنافس أو تضارب االختصاصا
التجمع.
ر وس اخموال العابرة للحدود. -تيسير التجارة والنال والسياحة وتدفاا
-تع ي كلا ة إدارة الحدود.
-المساهمة في تنليً خطة عمل التكامل اإقليمي اقتصاديال وأمنيال.
.3مستوى الترتيبات الوطنية الخاصة بالدول األفريقية
رئيسية اتخًتاا الدول الاارية واإقليميةف ترار خطوا المرتبطة بالتنريما بجانب الترتيبا
اخفرياية لتأمين حدودهاف في رل استمرار الدولة الوطنية في كوناا اللاعل الرئيسي صاحب
هًه اإج ار ا : السيادة اخصلية علض الساحتين العالمية واخفريايةف وتضمن
307
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
حكومة بوتسوانا يحتل اإنلاق علض أمن الحدود مكانة أكثر تادمالف فلي عام 2017أعلن
تركي ها علض قطاع أمن الحدود اخمر الًي انعكس في تطوير قطاع أمن الحدود بدرجة كبيرة
المراقبة الشرطية علض المناطق الحدودية اخكثر سوا من خالل تأسيس العديد من مراك
احتياجالف أو من خالل تخصيص نحو 180مليون دوالر لتع ي قد ار قطاع أمن الحدود بأعداد
المراقبة .وفي عام 2018 المستخدمة في دوريا المسلحة والمركبا إضافية من المركبا
الحكومة الغانية عن اعت اماا تخصيص 164مليون دوالر إضافية تخصص لتطوير أعلن
بدون طيار الاليكوبتر والطائ ار المراقبة لجاا الشرطة بما يشمل استخدام الطائ ار قد ار
المراقبة الحديثة التي أصبح استاداماا وتوريلاا في مجال فضالل عن العديد من أجا ة وتانيا
قدر
يمبابوي 600ألف دوالر لرفع ا أمن الحدود أولوية رئيسية للشرطة الغانية .كما خصص
البنية التحتية للمراك الحدودية وبصورة خاصة مرك بيتبريد Beitbridgeالحدودي اللاصل
63
بين يمبابوي وجنوب أفرياياف وًلم في رل تنامي الخسائر االقتصادية من التاريب.
المطالب اخفرياية للدول المانحة -وضع قطاع أمن الحدود علض أولويا
الدول اخفرياية أكثر حرصال علض المتنامية المتعلاة بأمن الحدودف أصبح في رل التحديا
المالية للعديد من دول حشد الم يد من الموارد لمواجاة هًه التحديا ف ومع ضعف الاد ار
الدول اخفرياية أكثر حرصال علض إعالم الدول المانحة باحتياجاتاا المت ايدة للدعم الاارةف أصبح
المسلحة الكينية الاوا في هًا المجال علض وج التحديد .فلي سبتمبر من عام 2018ف حصل
العربية المتحدة وًلم هليكوبتر مخصصة لمراقبة الحدود من دولة اإما ار علض ثمان طائ ار
من قدراتاا علض مراقبة حدودها مع الصومال والتي تعد مساحة رئيسية لترك نشاط كي تع
64
حركة شباب المجاهدين.
308
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
استعادة سيطرة الدولة اخفرياية علض مجال أمن الحدودف فعلض سبيل المثال كأحد أهم مجاال
كينيا في أكتوبر من عام 2017بهعادة هيكلة وحدة مراقبة الحدود الريلية ليتم تسميتاا قام
باسم جديد هو وحدة شرطة الحدود Border Police Unitف مع إطالق برنامس لمضاعلة أعداد
الوحدة الجديدة نجاحال التابعة لاا من 3آالف عنصر إلض 6آالف عنصر .ومع إثبا الاوا
المتحدة اخمريكية بتخصيص منحة بايمة 131مليون شلن كيني إمداد الواليا ملموسال قام
65
تدريبية ومعدا الوحدة بمركبا
جنوب أفريايا بهعادة هيكلة قطاع أمن الحدود باستحداث سلطة إدارة الحدود Border كما قام
) Management Authority (BMAوًلم كي يتم إخضاع كافة المراك والمعابر الحدودية
البالغ عددها 72مرك ال لسلطة واحدة تغطي المنافً الحدودية البرية والبحرية والجوية .ولتدعيم
جنوب أفريايا الباب أمام مشاركة الاطاع البالد علض المراقبة المباشرة لحدودهاف فتح قد ار
اخمن -ينتمي ،البية أفرادها لضباط الحكومة مع عدد من شركا الخاصف حيث تعاقد
استطالع ومراقبة علض امتداد الحدود البرية االحتياط والضباط الساباين -لتتولض تسيير دوريا
66
للبالد.
309
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
الج ائر عن تأسيس 10 المراقبة والتصوير عبر كامي ار متادمة ونرم حديثة للرادار .كما أعلن
نااط مراقبة حدودية جديدة تمتد بطول حدودها مع المغرب وًلم بغرا مكافحة عمليا
متخصصة في عبور المناطق الصحراوية بعيدال عن التاريب المنترمة التي تاوم باا شبكا
68
نااط المراقبة المعتادة الماامة علض الطرق المعبدة.
310
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
2003مًكرة تلاهم تاضي بتحويل المنطاة التي تشاد التاا حدود الدول الثالث إلض "مثلث
71
للنمو" لالستلادة من اشترام الدول الثالث في نار مبي ي.
خالصات ونتائج
المتعددة خمن الحدود في الاارة اخفريايةف والبحث في مسببا من خالل استعراا الماددا
بعدد من المختللةف يمكن الخرو االستجابة علض المستويا راورهاف ورصد سياسا
الرئيسية تتمثل في: الخالصا
اخمن ،ير أمن الحدود في أفريايا إلض ماددا .1تنتمي النسبة الغالبة من ماددا
الدولية علض الحدود والتي بات التاليديةف وًلم بعد التراجع الحاد في الصراعا
المباشرة والتي عادة ما ال يتم اللجو للمواجاا محصورة في عدد محدود من الن اعا
بين الجيوش الوطنية لتسويتاا في رل تعدد البدائل السياسية والاانونية المتاحة بما في
الاارة اخفرياية في ًلم التعاون المشترم .ويأتي هًا الوضع المستجد بعد أن شاد
الحدودية كالصراع بين الارن العشرين العديد من الصراعا وثمانينيا سبعينيا
الصومال واثيوبياف وبين ليبيا وتشادف وبين السنغال وموريتانيا .لكن هًا التحول ال يعكس
،ير التاليدية من قدرة أمن الحدود بعدما أثبتت الماددا أي تراجع في حدة ماددا
علض تكبيد الدول اخفرياية خسائر كبر.،
المدرسة أمن الحدود في الدول اخفرياية اتساقال واضحال مع ماوال .2يعكس واقع ماددا
يغلب علياا الاائمة ارتباطال وثياال بمسببا البنائية في هًا المجال .حيث ترتبط الماددا
الطابع االجتماعيف فضالل عن تلاقم حدتاا بمنطق التراكم عبر عملية تاريخية ممتدة
الحكوما يمكن رصد أصولاا المبكرة خالل الحابة االستعمارية قبل أن تتسبب سياسا
المتعاقبة علض الدول اخفرياية في إكساباا الم يد من العمق والتجًر .وعلض جانب آخرف
311
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر -يناير 2022
اخمن الجماعي أمن الحدود علض ترتيبا االستجابة اخفرياية لماددا تعتمد سياسا
خاصة في المستويين اإقليمي والااري.
اخمن الجماعي في مواجاة .3علض الر،م من االعتماد اخفرياي المت ايد علض ترتيبا
التاليدية الاائمة علض أمن الحدودف ال ي ال هنام حضور بار للمااربا ماددا
الحمائية االنكلائية خاصة لد ،بعا الدول اخفرياية الواقعة في أقاليم السياسا
من قبيل متوترة بدول جوارها .حيث ال ت ال ممارسا مضطربة أو التي تشاد عالقا
أفرياية متعددةف وهي ،لق الحدود ومنع مرور اخفراد والبضائع قائمة في حاال
مبر الر إضافيال منً بداية انتشار فيروس كورونا في الاارة اخفرياية التي وجد الممارسا
متعددة. والًي تم استغالل كًريعة لتاييد المرور عبر الحدود في حاال
.4ال ي ال هنام الم يد من الجاد المطلوب بًل من جانب اخطراف المختللة المعنية بأمن
ثالثةف أولاا تحايق قدر أعلض من الحدود في أفرياياف علض أن يتم توجيا في مسا ار
المختللة (الوطني واإقليمي تأمين الحدود سوا بين المستويا التنسيق بين سياسا
والااري) أو بين اللاعلين في كل مستو .،ويتمثل المسار الثاني في توسيع نطاق
أمن الحدود بحيث تصبح أكثر قدرة علض معالجة المسببا مواجاة ماددا سياسا
الطبيعة االجتماعية االشتبام مع العوامل ًا بتع ي الجًرية لاًه الماددا
تأمين الحدود واالقتصادية والثاافية .أما المسار اخخير فيتصل باالرتاا بمرونة سياسا
المتالحاة في في أفريايا والًي يسمح لاا بأن تكون أكثر سرعة في االستجابة للتطو ار
أمن الحدود. ماددا
وختاماًف ترل قضية أمن الحدود في أفريايا قضية محورية من بين قضايا اخمن والسالم علض
مستو ،الاارة ككل .ويخلق هًا الواقع حاجة ملحة لتطور متوا ٍ علض المستويين الواقعي
الاائمة والمستابلية بما يمكن أن تلرض من واخكاديمي من أجل التصدي لمختلف الماددا
وجودية للدولة اخفرياية. تحديا
312
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
:الهوامش
313
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
314
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
28. Adja Khadidiatou Faye, West Africa Must Confront its Foreign Terrorist
Fighters (Pretoria: Institute for Security Studies, August 2019،)
https://bit.ly/34PwzpO
29. International Organization for Migration (IOM), Displacement Tracking
Matrix: Libya's Migrant Report (Grand-Saconnex: International Organization
for Migration, Round 26, June-July 2019), Pp. 8, 10, 18,19.
30. Adja Khadidiatou Faye, Op. cit.
31. André Desmarais, Monitoring Illicit Arms Flows: National Forensic
Institutions in the Sahel", Security Assessment in North Africa Briefing Paper
(Geneva: Small Arms Survey, June 2018), Pp. 5-6.
32. Dionne Searcey, Boko Haram Is Back. With Better Drones, New York Times,
13 September 2019. https://nyti.ms/3gghCF8
، مسح األسلحة الصغيرة: النيجر (جنيف: قياس تدفقات األسلحة غير المشروعة، سافانا دي تسييرس.33
.8 ص،)2017 ديسمبر
34. Conflict Armament Research, Investigating Cross-Border Weapon Transfers
in Sahel, November (London: Conflict Armament Research Ltd., 2016), P.
10.
35. African Migration Trends to Watch in 2021, Africa Center for Strategic
Studies, December 2020. https://bit.ly/2SibXGv
36. Clara Alberola, Zachary Strain and Rufus Horne, West and Central Africa and
East and Horn of Africa (Maastricht: Maastricht Graduate School of
Governance, 2018.)
37. Béla Hovy, Frank Laczko, Rene N’Guettia Kouass " African migration: An
overview of key trends", in Aderanti Adepoju, Corrado Fumagalli, Nanjala
Nyabola (eds.), Africa Migration Report: Challenging the Narrative (Grand-
Saconnex: International Organization for Migration, 2020). Pp. 16-17.
38. Sheila Khama, Illicit trade in natural resources in Africa (Abidjan: African
Development Bank, the African Natural Resources Center, 2016), Pp. 5-7.
39. Sebastian Gatimu, Is the illegal trade in Congolese minerals financing terror?
(Pretoria: Institute for Security Studies, 2014.) https://bit.ly/2T9aORE
40. United Nations, Security Council: Spread of 1 Billion Small Arms, Light
Weapons Remains Major Threat Worldwide, High Representative for
Disarmament Affairs Tells Security Council, 8713th Meeting February 5,
2020. https://bit.ly/3z8DHxZ
41. Mark Shaw and Tuesday Reitano, The Political Economy of Trafficking and
Trade in the Sahara: Instability and Opportunities (Washington D.C.: World
Bank, Sahara Knowledge Exchange, December, 2014), Pp. 9-12.
42. Serigne Bamba Gaye, Connections between Jihadist groups and smuggling
and illegal trafficking rings in the Sahel (Dakar: Centre of Competence Sub-
Saharan Africa, 2018), Pp. 10-14.
315
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
43. Erik Alda and Joseph L. Sala, "Links Between Terrorism, Organized Crime
and Crime: The Case of the Sahel Region" Stability: International Journal of
Security & Development (Bradford: Peace Studies and International
Development, University of Bradford, UK, Vol. 3, No. 1, 2014), Pp. 2-7.
رصد عالم السياسة جيفري هربست بدقة تأثير حجم وشكل أقاليم الدول األفريقية على استقرارها.44
: للمزيد انظر،ونزوعها للصراعات الداخلية والخارجية
45. Thomas M. Wilson and Hastings Donnan, "Nation, state and identity at
international borders", in Thomas M. Wilson and Hastings Donnan (eds.),
Border identities Nation and state at international frontiers (Cambridge:
Cambridge University Press, 1998), Pp. 3-7.
46. Francis Nguendi Ikome, "Africa’s international borders as potential sources of
conflict and future threats to peace and security", ISS Papers (Pretoria:
Institute for Security Studies, No. 233, 2012), Pp. 3-6.
47. El-Affendi, "The Perils of Regionalism: Regional Integration as a Source of
Instability in the Horn of Africa?", Journal of Intervention and State-building
(Abingdon: Routledge, Vol 3, No.1, March, 2009), Pp. 15-16.
مركز دراسات المستقبل: الحدود السياسية وواقع الدولة في أفريقيا (القاهرة، محمد عاشور مهدي.48
.103- 86 . ص. ص،)1996 ،األفريقي
49. Santiago Iglesias Baniela, and Juan Vinagre Ríos, "Piracy in Somalia: A
Challenge to The International Community", The Journal of Navigation
(London: The Royal Institute of Navigation, Issue 65, 2012), Pp. 694-696.
50. Devotha Edward Mandanda, Guo Ping, "Differences and Similarities between
Gulf of Guinea and Somalia Maritime Piracy: Lessons Gulf of Guinea Coastal
States Should Learn from Somali Piracy", Journal of Law, Policy and
Globalization (International Institute for Science, Technology and Education
(IISTE)Vol.65, 2016), Pp. 41-45.
51. Dirk Siebels, "Pirates, smugglers and corrupt officials – maritime security in
East and West Africa", International Journal of Maritime Crime & Security
(Harrow: Centre for Business & Economic Research (CBER), Volume 1 Issue
1 February 2020), Pp. 37-41 .
52. Laurent Touchard, "Of Walls and Men: Securing African Borders in the 21th
Century", IFRI Focus stratégique (Paris: Institut français des relations
international (IFRI), No. 85, November 2018), Pp. 9-12.
: مسودة استراتيجية االتحاد األفريقي لإلدارة المتكاملة للحدود (أديس أبابا، مفوضية االتحاد األفريقي.53
-4 . ص. ص،)2020 يونيو، إدارة السالم واألمن التابعة لالتحاد األفريقي،مفوضية االتحاد األفريقي
.7
316
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
317
2022 يناير- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد الثالث عشر
69. Nigeria’s DICON to manufacture Beryl M762 assault rifles, Military Africa,
March 29, 2018 https://bit.ly/3g1H16z
70. Botswana to prioritise defence and security spending in 2018/2019 budget,
Defece Web, October 3, 2017. https://bit.ly/3gnzttU
71. Nikki Slocum-Bradley, "The Zambia-Malawi-Mozambique Growth Triangle
(ZMM-GT): Discursive Region-building in Africa and Consequences for
Development", in Fredrik Söderbaum and Ian Taylor (eds.), Afro-Regions:
The Dynamics of Cross-BorderMicro-Regionalism in Africa (Uppsala:
Nordiska Afrikainstitutet, 2008), Pp. 92
318