Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫ذك ُر الله ‪‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على‬


‫خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وأشهدُ أن‬
‫ال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمد ًا‬
‫ال إله إ ّ‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬وبعد‪-:‬‬
‫ِ‬
‫الصلة باهلل‬ ‫ِ‬
‫وتقوية‬ ‫فإن من عوامل تقوية اإليمان‬
‫الضعف يف عالقاتنا‬
‫ُ‬ ‫ذكر اهلل تعالى‪ ،‬وما حصل‬
‫‪ُ :‬‬
‫باهلل تعالى إ ّ‬
‫ال من وراء إهمال ونسيان ذكر اهلل تعالى‪.‬‬
‫والسنّة‬
‫واألذكار الشرعية التي وردت يف الكتاب ُ‬
‫ُ‬
‫كثير من المسلمين فال بد من التذكير هبذا‬
‫أهملها ٌ‬
‫الموضوع الذي نحتاجه جميعًا بال استثناء‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫ُ‬
‫فضــل الذكــر‬

‫❋ أمرنا اهلل باإلكثار من ذكــره فقال ‪َ ‬يا َأ ُّي َها‬


‫اهَّلل ِذ ْكـ ًـرا كَثِ ًيرا (‪َ )41‬و َس ِّب ُحو ُه‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي َن آ َمنُوا ا ْذ ُكـ ُـروا َ‬
‫يل‪[ ‬األحــزاب‪ ]42:‬وأخربنا بأن ذكر ُه تعالى‬ ‫ُب ْك َر ًة َو َأ ِص ً‬
‫به تطمئ ُّن القلوب فقال تعالى ‪َ ‬أ َل بِ ِذك ِْر اهَّللِ َت ْط َمئِ ُّن‬
‫وب‪[‬الرعد‪.]28:‬‬ ‫ا ْل ُق ُل ُ‬
‫اهلل على ِّ‬
‫كل‬ ‫يذكر َ‬
‫ُ‬ ‫❋ وهكذا َ‬
‫كان رسول اهلل ‪‬‬
‫أحيانِه كما قالت عائشة – رواه مسلم‪.‬‬
‫❋ وقال رسول اهلل ‪( ‬أال أخبركم بخير أعما ِلكم‬
‫ُ‬
‫وخير‬
‫ٍ‬ ‫درجاتكم‪،‬‬ ‫في‬ ‫ها‬ ‫وأرفع‬
‫ِ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ملكيك‬ ‫وأزكاها عند‬
‫تلقوا ّ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫عدوكم‬ ‫إنفاق الذهب والفضة‪ ،‬ومن أن‬ ‫ِ‬ ‫لكم من‬
‫فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى يا‬
‫«ذكر الله ‪[ )»‬رواه أحمد وهو صحيح]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫رسول الله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪7‬‬

‫❋ ويف صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا (سبق‬


‫ِّ‬
‫المفردون يا رسول الله؟ قال‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫المفردون‪ ،‬قيل‪ :‬وما‬
‫ً‬
‫الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)‪.‬‬
‫❋ ويف صحيح مسلم (‪ )21/7‬قال رســول اهلل‬
‫ّ‬ ‫قـوم في مجلس يذكرون َ‬ ‫يقعد ٌ‬ ‫ُ‬
‫الله فيه‪ ،‬إال‬ ‫‪( :‬ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وغشيت ُه ُم الرحمة‪ ،‬ونزلت عليهم‬
‫َ‬ ‫ته ُم المالئكة ‪،‬‬‫حف ُ‬
‫وذكره ُم ُ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الله فيمن عنده)‪.‬‬ ‫السكينة‪،‬‬
‫الرتمذي واب ُن ماجه وغيرهما عن عبد‬
‫ُّ‬ ‫❋ روى‬
‫اهلل بن بسر أن رجـاً قــال‪ :‬يا رســول اهلل ّ‬
‫إن أبواب‬
‫ِ‬
‫الخير كثيرةٌ‪ ،‬وال أستطيع القيا َم بك ِّلها‪ ،‬فأخربين بما‬
‫شئت أتش َّب ُث به‪ ،‬وال تك ُثر علي فأنسى‪ ،‬قال‪( :‬ال ُ‬
‫يزال‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫لسانك رطبا بذكر الله تعالى)‪.‬‬
‫❋ ويف الصحيحين عن أبي موسى عن النبي ‪‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫يذك ُر َّربه ُ‬ ‫ُ‬
‫مثل ِّ‬
‫الحي‬ ‫(مثل الذي يذكر َّربه والذي ال‬
‫قال‪ُ :‬‬
‫والميت)‪.‬‬
‫ِّ‬

‫❋ وعن معاذ بن جبل عن النبي ‪ ‬أنه قال‪( :‬ليس‬


‫ساعة َّ‬
‫مرت بهم لم يذكروا‬ ‫تحس ُر أهل ّ‬
‫الجن ِة إال على‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الله ‪ ‬فيها) رواه الطرباين وغيره وهو يف صحيح‬
‫الجامع (‪.)5446‬‬
‫عن أبي هريرة عن النبي ‪( :‬ما جلس ٌ‬
‫قوم‬ ‫❋‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫مجلسا لم يذكروا َ‬
‫الله فيه ولم يصلوا على ِّ‬
‫نبيهم‪ ،‬إال‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫كان عليهم ِت ّرة‪ ،‬فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)‬
‫رواه أحمد وغيره – صحيح الجامع (‪.)5607‬‬
‫❋ قال اب ُن الق ّيم يف الوابل الص ّيب ص ‪( :80‬وقال‬
‫أبو الدرداء ‪ :‬لك ِل شي ٍّء جال ٌء وإن جال َء القلوب‬
‫ذكر اهلل ‪.)‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪9‬‬

‫القلب يصدأ‬
‫َ‬ ‫❋ قال اب ـ ُن الق ّيم‪( :‬وال ريب أن‬
‫النحاس‪ ،‬فجالؤه بالذكر‪ ،‬وصدأ القلب‬
‫ُ‬ ‫كما يصدأ‬
‫ِ‬
‫بالغفلة والذنب‪ ،‬وجالؤه بشيئين‪ :‬االستغفار‬ ‫بأمرين‪:‬‬
‫والذكر)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪10‬‬

‫فوائــد الذكــر‬

‫ابن الق ِّيم يف الوابل الص ِّيب ‪ 78‬فائدة منها‪:‬‬


‫ذكر ُ‬
‫ويكسره‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬أنه يطرد الشيطان ويقم ُعه‬
‫‪ -2‬أنه يرضي الرحم َن ‪.‬‬
‫والغم عن القلب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهم‬ ‫‪ -3‬أنه ُ‬
‫يزيل ّ‬
‫والسرور‪.‬‬
‫َ‬ ‫الفرح‬
‫َ‬ ‫يجلب للقلب‬
‫ُ‬ ‫‪ -4‬أنه‬
‫ينو ُر الوجه والقلب‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ّ‬
‫يور ُثه المح ّب َة هلل ‪.‬‬
‫‪ -6‬أنه َ‬
‫والقرب من اهلل ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -7‬أنه يور ُثه المراقب َة واإلناب َة‬
‫‪ -8‬أنه ُّ‬
‫يحط الخطايا ويذه ُبها‪.‬‬
‫‪ -9‬أنه ينجي من عذاب اهلل تعالى كما يف الحديث‬
‫ً‬ ‫عمل ٌ‬ ‫َ‬
‫آدمي عمال أنجى له من عذاب الله من ذكر‬ ‫(ما‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪11‬‬

‫الله تعالى) [رواه أحمد وغيره وهو في صحيح الجامع (‪.])5644‬‬


‫ِ‬
‫وغشيان الرحم َة‬ ‫سبب تنزيل السكينةَ‪،‬‬ ‫‪ -10‬أنه‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وحفوف المالئكة بالذاكر‪.‬‬
‫سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة‬
‫‪ -11‬أنه ُ‬
‫ِ‬
‫والكذب والباطل‪.‬‬
‫ِ‬
‫وأفضلها‪.‬‬ ‫أيسر العبادات وهو من أج ِّلها‬
‫‪ -12‬أنه ُ‬
‫َ‬
‫األمان من نسيانه‬ ‫يوجب‬
‫ُ‬ ‫‪ -13‬أن دوا َم ِ‬
‫ذكر اهلل‬
‫الذي هو سبب الشقاء للعبد‪.‬‬
‫ريــاض الجن ِّة يف‬
‫ُ‬ ‫‪ -14‬أن مجالس الــذكـ ِـر هي‬
‫وسبب المغفرة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ومجالس المالئكة يف الدنيا‬
‫ُ‬ ‫الدنيا‪،‬‬
‫ففي الصحيحين حديث أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ً‬
‫مالئكة يطوفون في ُ‬ ‫ّ‬
‫رق يلتمسون‬‫ِ‬ ‫الط‬ ‫لله‬ ‫(إن‬ ‫اهلل ‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫أهل الذكر‪ ،‬فإذا وجدوا قوما يذكرون الله ‪ ،‬تنادوا‪:‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪12‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫هل ُّموا إلى حاجتكم‪ ،‬قال‪ :‬فيحفونهم بأجنحتهم إلى‬
‫ُ‬
‫فيسألهم ُّربهم تعالى وهو أعلم‬ ‫السماء الدنيا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول عبادي ‪ ......‬قال‪ :‬يقول فأشهدكم أني قد‬ ‫بهم‪ :‬ما‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫غفرت لهم‪ ،‬قال‪ :‬فيقول ملك من المالئكة‪ :‬فيهم فالن‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الجلساء ال يشقى‬ ‫لحاجة‪ ،‬قال‪ :‬هم‬
‫ٍ‬ ‫ليس منهم‪ ،‬إنما جاء‬
‫جليس ُهم)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بهم‬
‫‪ -15‬ومن فوائد الذكر‪ :‬أنه من أكرب العون على‬
‫عز ّ‬
‫وجل فإنَّه يح ِّب ُبها إلى العبد و ُي ِّس ُهلها عليه‪.‬‬ ‫طاعته ّ‬
‫العسير‬
‫َ‬ ‫الصعب و ُي َي ُّس ُر‬
‫َ‬ ‫سه ُل‬
‫‪ -16‬أن ذكر اهلل ُي ِّ‬
‫َّ‬
‫المشاق‪.‬‬ ‫و ُيخ ّف ُ‬
‫ف‬
‫ِ‬
‫القلب مخاو َف ُه‬ ‫ـب عــن‬
‫‪ -17‬أن ذكــر اهلل يــذهـ ُ‬
‫ِ‬
‫األمن‪ ،‬حتى كأن‬ ‫عجيب يف حصول‬ ‫ٌ‬ ‫ك َّلها وله ٌ‬
‫تأثير‬
‫خائف مع‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫والغافل‬ ‫المخاوف التي يجدها ٌ‬
‫أمان له ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪13‬‬

‫جرب هذا وهذا‪.‬‬ ‫ِ‬


‫حس قد ّ‬
‫أمنه‪ ،‬ومن له أدنى ٍّ‬
‫اكر قو ًة يف جسمه‪ :‬يقول‬ ‫‪ -18‬أن ذكر اهلل ُيعطي ّ‬
‫الذ َ‬
‫قوة شيخ اإلسالم يف‬
‫شاهدت من ّ‬
‫ُ‬ ‫اب ُن الق ّيم‪( :‬وقد‬
‫سننه وكالمه وإقدامه وكتابه أمر ًا عجيبًا‪ ،‬فكان يكتب‬
‫ٍ‬
‫جمعة وأكثر‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الناسخ يف‬ ‫يف اليوم من التصنيف ما يكت ُبه‬
‫ِ‬
‫الحرب أمر ًا عظيمًا)‬ ‫العسكر من قوته يف‬
‫ُ‬ ‫وقد شاهد‬
‫القيم]‪.‬‬
‫الصيب البن ّ‬
‫[الوابل ّ‬

‫النبي ‪ ‬ابنته فاطمة وعليًا أن يس ِّبحا‬ ‫َّ‬


‫وقد عل َم ُّ‬
‫كل ٍ‬
‫ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثالثًا وثالثين ويحمدا‬ ‫َّ‬
‫لما سألته‬
‫ثالثًا وثالثين ويكربا ثالثًا وثالثين‪ّ ،‬‬
‫الخاد َم‪ ،‬فعلمها ذلك وقال‪( :‬إنه ٌ‬
‫خير لكما من خادم)‬
‫[متفق عليه]‪ .‬وهذا يدل على ّ‬
‫أن للذكر تأثير يف جسم‬
‫الذاكر‪.‬‬
‫‪ -19‬أن كثرة ذكــر اهلل أم ـ ٌ‬
‫ـان مــن النِّفـاق فإن‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪14‬‬

‫المنافقيـن ‪‬ال يذكرون اهلل إ َّ‬


‫ال قليلـًا‪ ‬النساء ‪.142‬‬
‫‪ -20‬أن يف دوام الذكر يف الطريق والبيت والحضر‬
‫والسفر‪ ،‬تكثيـر ًا لشهـود العبد يوم القيامة‪.‬‬
‫ـبق النـ ِ‬
‫ـاس إلــى‬ ‫ـم أسـ ُ‬‫‪ -21‬الذاكــرون اهلل كثيــر ًا هـ ْ‬
‫ـرة ويف الحديــث (ســبق المفـ ِّـردون‪[ )..‬مســلم] وقــد‬ ‫اآلخـ ِ‬

‫مر ص‪. ٧‬‬


‫ّ‬
‫ورغم هذه الفوائد الكثيرة لذكر اهلل فإننا نجدُ كثير ًا‬
‫وقصروا يف ذلك فلماذا؟‬
‫من الناس قد أهملوا َّ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪15‬‬

‫أسباب إهمال كثري من الناس األذكار الشرعية‬

‫معرفة فوائدُ الذكر‪ ،‬فال بد من معرفة‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬عد ُم‬


‫هذه الفوائد وقد ذكر ابن الق ّيم منها قريبًا من الثمانين‬
‫فلرتاجع يف كتابه الوابل الص ِّيب من العمل الط ِّيب‪.‬‬
‫والواجب تع ُّلمها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجهل باألذكار الشرعية‪،‬‬ ‫‪   -2‬‬
‫واستعما ُلها دائمًا لرتسخ يف الذهن‪.‬‬
‫ِ‬
‫معرفة األجر لهذه األذكار مثل قول ال‬ ‫‪ -3‬عد ُم‬
‫مرة‪،‬‬
‫ال اهلل وحده ال شريك له ‪ ...‬يف اليوم مئة ّ‬ ‫إله إ ّ‬
‫ومثل قول س ّيد االستغفار يف الصباح والمساء ‪...‬‬
‫وهكذا‪ .‬وتالوة القرآن وسبحان اهلل وبحمده‪.‬‬
‫ِ‬
‫معرفة معاين بعض‬ ‫‪ -4‬ومن األسباب أيضًا‪ :‬عد ُم‬
‫األذكار مثل معنى (أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي‬
‫‪ )...‬يف س ّيد االستغفار ‪ .‬فال بد من معرفة معاين األذكار‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪16‬‬

‫والرجوع إلى كتب شــروح الحديث وكتب اللغة‬


‫وكذلك كتاب تحفة الذاكرين للشوكاين‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن أسباب اإلهمال‪ :‬البيئة السيئة والرفقة‬
‫السيئة التي ال تعين على ذكر اهلل تعالى‪.‬‬
‫االعتقادات الخاطئ ُة‬
‫ُ‬ ‫‪ -6‬ومن أسباب اإلهمال‪:‬‬
‫مثل االعتقاد بــأن التل ّفظ بــاألذكــار بدعة قياسًا‬
‫على الن َّية‪ ،‬ومثل الظن بأن الجهر باألذكار يخالف‬
‫والرقي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الحضارة‬
‫ِ‬
‫وقت‬ ‫ُ‬
‫االنشغال يف‬ ‫‪   -7‬ومــن األسباب أيضًا‪:‬‬
‫األذكــار الشرعية باألعمال الدنيوية أو النوم حتى‬
‫يفوت وقت األذكار‪.‬‬
‫‪  -8‬ومــن األســبــاب‪ :‬التسويف‪ ،‬فيؤجل بعض‬
‫األذكار حتى ينساها مثل األذكار التي بعد الصلوات‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪17‬‬

‫وأذكار النوم‪.‬‬
‫‪ -9‬ومن األسباب‪ :‬كثرة األعمال واألشغال فال‬
‫يحضر مجالـس العلم وال يحافظ على األذكار‪.‬‬
‫‪  -10‬ومــن أسباب التقصير واإلهمال لألذكار‬
‫الشرعية‪ :‬كثرة الــذنــوب والمعاصي وعــدم تذكر‬
‫والتوسع يف المباحات‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الموت‬
‫بعض ذوي‬
‫‪ -11‬ومن أسباب اإلهمال‪ :‬مشاهد ُة ُ‬
‫األسوة والقدوة على شيء من التفريط واإلهمال مثل‬
‫ِ‬
‫الصالة مباشرة‬ ‫عدم ترديده لألذان واالنصراف بعد‬
‫بدون أذكار دبر الصلوات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -12‬ومن األسباب‪ :‬عدم الرتبية على هذه األذكار‬
‫الص َغر ‪.‬‬
‫الشرعية منذ ِّ‬
‫‪ -13‬ومن أسباب إهمال األذكار الشرعية‪ :‬عدم‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪18‬‬

‫مراجعة هذه األذكار ‪ ،‬فال بد من مراجعتها من الكتب‬


‫ومع طلبة العلم‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪19‬‬

‫آداب وأحكـام الذكـر‬

‫غير‬ ‫النووي ‪( :‬أعلم َّ‬


‫أن فضيلة الذكر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -1‬قال‬
‫ٍ‬
‫منحصرة يف التسبيح والتهليل والتحميد ونحوها‪ ،‬بل‬
‫ُ‬
‫كل عام ٍل هلل تعالى بطاعة فهو ٌ‬
‫ذاكر اهلل تعالى‪ ،‬كذا قال‬
‫وغيره من العلماء‪ .‬وقال عطا ٌء ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫سعيد بن جبير‬
‫(مجالس الذكر هي مجالس الحالل والحرام‪ :‬كيف‬
‫تصلي و تصوم وتشرتي وتبيع) [األذكار ص‪.] ٧٠‬‬
‫النووي ‪( :‬أجمع العلما ُء على جواز‬
‫ُّ‬ ‫‪ -2‬قال‬
‫ِ‬
‫للمحدث والجنب والحائض‬ ‫الذكر بالقلب واللسان‬
‫ِ‬
‫والنفساء وذلــك يف التسبيح والتهليل والتحميد‬
‫والتكبير والصالة على النبي والدعاء وغير ذلك)‪.‬‬
‫النووي ‪( :‬ينبغي لمن كان له وظيف ٌة من‬
‫ُّ‬ ‫‪ -3‬قال‬
‫الذكر يف ٍ‬
‫وقت من لي ٍل أو ٍ‬
‫هنار أو عقيب صالة ففاتته‪،‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪20‬‬

‫أن يتداركَها ويأيت هبا إذا تم ّك َن منها وال ُيهملها‪ ،‬فقد‬


‫ثبت يف صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬قال‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل (من نام عن حزبه‪ ،‬أو عن شيء ُ‬
‫منه‪ ،‬فقرأه ما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بين صالة الفجر وصالة الظهر كتب له كأنما قرأه من‬
‫الليل) [مسلم رقم (‪.])747‬‬
‫قطع الذكر يف الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪   -4‬يجب ُ‬
‫فيجب عليه ر ُّد السال ِم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‌أ‪ -‬إذا س َّلم عليه أحدٌ‬
‫‌ب‪ -‬إذا عطس عنده عاطس فحمد اهلل‪ ،‬فعليه‬
‫شم َت ُه‪.‬‬
‫أن ُي ِّ‬
‫الخطيب يف خطبة الجمعة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ج‪ -‬إذا بدأ‬ ‫‌‬
‫‌د‪   -‬إذا سمع المؤ ِّذن أجا َب ُه ألن إجابة المؤذن‬
‫واجبة على الراجح‪.‬‬
‫‌هـ‪   -‬إذا رأى منكر ًا أزاله أو رأى معروفًا أمر‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪21‬‬

‫به ألهنما واجبان‪.‬‬


‫النعاس فليرقد فلع ّله إذا ذكر دعا‬
‫ُ‬ ‫‌و‪ -‬إذا غلب ُه‬
‫على نفسه‪.‬‬
‫ال ما ورد فيه‬ ‫ُ‬
‫األفضل االستسرار بالذكر إ ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫الجهر مثل التلبية واألذان واإلقــامــة والتكبير يف‬
‫العيدين والتهنئة بالزواج وغيرها‪.‬‬
‫‪   -6‬الذكر الجماعي من البدع إ ّ‬
‫ال ما ورد الدليل‬
‫فيه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مقيد‬ ‫(كل ذكرٍ‬
‫المهمة ُّ‬ ‫*‪   ‬وإليك هذه القاعدة‬
‫َّ‬
‫كيفية أو عـ ٍ‬
‫ـدد لم يرد به الشرع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مكان أو‬ ‫ٍ‬
‫بزمان أو‬
‫يجوز‬
‫ُ‬ ‫فهو بدعة) ألن النّصوص العا ّمة والمطلقة ال‬
‫تخصيصها وال تقييده‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنواع الذكر وأهمية األذكار النبوية ومواضيعها‬

‫قال اب ُن الق ّيم ‪ ‬يف مدارج السالكين يف آخر منزلة‬


‫الذكر (‪ :)40‬وأنواع الذكر ثالثة‪ :‬ثنا ٌء ودعا ٌء ورعايةٌ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الثناء‪ :‬فنحو «سبحان الله والحمد لله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ذكر‬
‫✔ فإما ُ‬
‫ّ‬
‫وال إله إال الله‪ ،‬والله أكبر»‬
‫ِ‬
‫الدعاء‪ :‬فنحو ‪‬ربنا ظلمنا أنفسنا وإن‬ ‫ذكر‬
‫✔ وأما ُ‬
‫ن من الخاسرين‪ ‬األعراف‬ ‫وترح ْمنا لنكون ّ‬
‫َ‬ ‫لم تغفر لنا‬
‫ُ‬ ‫«ياحي يا ُ‬
‫قيوم برحمتك استغيث» ونحو‬ ‫ُّ‬ ‫‪ ، 23‬ونحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫اهلل معي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرعاية‪ُ :‬‬
‫فمثل قول الذاكر‪ُ :‬‬ ‫ذكر‬
‫✔ وأما ُ‬
‫مما ُيستعمل‬
‫اهلل شاهدي ونحو ذلك ّ‬
‫إلي ‪ُ ،‬‬
‫ناظر َّ‬
‫اهلل ٌ‬
‫ُ‬
‫لتقوية الحضور مع اهلل ‪ ،‬وفيه رعاي ٌة لمصلحة القلب‪،‬‬
‫والتحرز من الغفالت‪ ،‬وفيها‬
‫ُّ‬ ‫ولحفظ األدب مع اهلل‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪23‬‬

‫بالسر‬ ‫ِ‬
‫المناجاة‬ ‫ـرب بأنواع‬
‫ِّ‬ ‫تعليم القلب مناجا َة الـ ِّ‬
‫ُ‬
‫والقلب‪ ...‬انتهى كال ُم ُه‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪24‬‬

‫وسيلة األذكار الشرعية‬

‫والرتمذي عن ُيسيرة ‪( :‬أن َّ‬


‫النبي‬ ‫ُّ‬ ‫روى أبو داود‬
‫ُ‬
‫راعي ْي َن بالتكبير والتقديس والتهليل‪،‬‬
‫أمره ّن أن ُي َ‬ ‫‪‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫فإنهن مسؤوالت مستنطقات)‬ ‫وأن يعقدن باألنامل‪،‬‬
‫ّ‬
‫النووي‬ ‫[حديث حسن‪ -‬أبو داود (‪ )1501‬والترمذي (‪ )3653‬وحسنه‬

‫في األذكار]‪.‬‬
‫والنسائي عن عبد اهلل بن‬
‫ُّ‬ ‫والرتمذي‬
‫ُّ‬ ‫وروى أبو داود‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول الله ‪ ‬يعقد التسبيح‬ ‫عمرو ‪ :‬قال‪( :‬رأيت‬
‫للنووي (‪.])87/1‬‬
‫ّ‬ ‫بيمينه) [صحيح – راجع صحيح األذكار‬

‫وهــنــاك حديث مــوضــوع روات ــه مجهولون بل‬


‫السبحة) وهو يف‬
‫بعضهم متّهم وهو (نعم المذكِّر ُّ‬
‫ُ‬
‫سلسلة األحاديث الضعيفة رقم (‪ .)83‬قال الشيخ‬
‫الحديث من حيث معناه ٌ‬
‫باطل عندي‬ ‫َ‬ ‫ثم أن‬
‫األلباين « ّ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪25‬‬

‫ألمور‪:‬‬
‫النبـي‬
‫ّ‬ ‫♦ األول‪ :‬أن السبحـة بدعـ ٌة لم تكن يف عهد‬
‫‪ ،‬إنما حدثت بعده وأن لفظة السبحـة مو ّلدة ال‬
‫القرطبي يف‬
‫ّ‬ ‫وضــاح‬
‫تعرفها العرب‪ ،‬وقد روى اب ُن ّ‬
‫البدع والنهي عنها (ص ‪ )12‬عن الصلت بن هبرام‬
‫ٍ‬
‫بـامرأة معها تسبيح تس ّبح به‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫مر اب ُن‬
‫قال‪ّ :‬‬
‫يسبح بحصى‪ ،‬فضر َب ُه‬‫ُ‬ ‫مر برج ٍل‬
‫فقطعه وألقا ُه‪ ،‬ثم َّ‬
‫ٍ‬
‫بدعة ظلمًا !!‬ ‫برجله‪ ،‬ثم قال‪ :‬لقد سبقتُم‪ ،‬ركبتُم‬
‫ٍ‬
‫محمد علمًا‪.‬‬ ‫ولقد غلبتُم أصحاب‬
‫مخالف لهديه ‪ ‬أنه كان يعقد‬
‫ٌ‬ ‫♦ الثاين‪ :‬أنه‬
‫التسبيح بيمينه‪.‬‬
‫مخالف ألمره ‪‬لبعض النسوة‪( :‬واعقدن‬
‫ٌ‬ ‫ثم هو‬
‫ّ‬
‫فإنهن مسؤوالت ومستنطقات) ثم ذكر أن‬ ‫باألنامل‬
‫إبراهيم النخعي كان ينهى ابنته أن تعين النساء على‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪26‬‬
‫فتل خيوط التسبيح التي يسبح هبا [رواه ُ‬
‫ابن أبي شيبة بسند‬ ‫ُ َّ‬
‫جيد]‪.‬‬
‫ّ‬

‫ال سيئ ٌة واحدة‬ ‫ِ‬


‫السبحة إ ّ‬ ‫ثم قال (ولو لم يكن يف‬
‫وهي أهنا قضت على سنّة العد باألصابع أو كادت مع‬
‫اتفاقهم على أهنا أفضل ‪ ،‬لكفى‪ .‬ثم ذكر بعض مفاسد‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هذه البدعة ثم قال‪ :‬قال‬
‫وكل ش ٍر يف ابتداع من خلف‬
‫ري يف اتّباع من سلف ‪ُّ ...‬‬
‫وكل خ ٍ‬
‫ُّ‬

‫[راجع الضعيفة رقم الحديث ‪.]83‬‬


‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪27‬‬
‫َّّ‬ ‫ُ‬
‫للعبد أن خيل بها‬
‫ِ‬ ‫األذكار التي ال ينبغي‬

‫وهي قسمان‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬األذكار العا ّمة غير المؤقتة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األذكار الخاصة المقيدة بوقت‪.‬‬
‫يجوز تقييدها‬
‫ُ‬ ‫العامة غير المؤقتة‪( :‬وال‬
‫أ‪ .‬األذكار ّ‬
‫إ ّ‬
‫ال بدليل)‪ :‬ومنها‪-:‬‬
‫‪( )1‬سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم)‪:‬‬
‫البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫ُّ‬ ‫روى‬
‫(كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان‬
‫ِ‬ ‫رسول اهلل ‪:‬‬
‫الميزان‪ ،‬حبيبتان للرحمن‪ :‬سبحان الله وبحمده‪،‬‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫[فتح ‪ ، 199/9 - 537/13‬مسلم رقم‬ ‫سبحان الله العظيم)‬
‫‪.]2694‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪28‬‬
‫ّ‬
‫‪( )2‬سبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله‬
‫أكبر)‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جندب قــال‪ :‬قال‬ ‫سمرة بـ ُن‬‫مسلم عن ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وروى‬
‫أربع‪ :‬سبحان‬ ‫(أحب الكالم إلى الله ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫رسول اهلل ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬وال إله إال الله‪ُ ،‬‬
‫والله أكبر‪ ،‬وال يض ُّر‬
‫بأي ّ‬
‫هن بدأت) [مسلم (‪.])2137‬‬ ‫ِّ‬

‫‪( )3‬سبحان الله وبحمده)‪:‬‬


‫يف الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول اهلل ‪‬‬
‫قال‪( :‬من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مئة َّ‬
‫مرة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫خطاياه وإن كانت َ‬
‫مثل زبد البحر) [فتح ‪338/6‬‬ ‫ُح َّطت‬
‫– مسلم (‪ ،)2693‬وروى مسلم (‪ ])2731‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال‬
‫ّ‬
‫(إن ّ‬
‫أحب الكالم إلى الله‪ ،‬سبحان الله‬ ‫رسول اهلل ‪:‬‬
‫وبحمده)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪29‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪( )4‬ال إله إال الله وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫ُ‬
‫الحمد وهو على ِّ‬
‫شيء قدير)‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫يف الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول اهلل ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(من قال ال إله إال الله وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‪،‬‬
‫شيء قدير في اليوم مئة‬‫ٍ‬ ‫وله الحمد‪ ،‬وهو على ِّ‬
‫كل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مرة كانت له َ‬
‫عدل عشر رقاب‪ ،‬وكتبت له مئة حسنة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫سيئة‪ ،‬وكانت له حرزا من الشيطان‬ ‫ٍ‬ ‫ومحيت عنه مئة‬
‫ٌ‬
‫أحد بأفضل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مما جاء‬ ‫يأت‬
‫يومه ذلك حتى يمسي‪ ،‬ولم ِ‬
‫إال ٌ‬‫ّ‬
‫رجل عمل أكثر منه) [فتح ‪ – 201/11 ، 338/6‬مسلم‬ ‫به‬
‫رقم (‪.])2693‬‬
‫‪ ( )5‬ال حول وال قوة إال بالله)‪:‬‬
‫يف الصحيحين عن أبي موسـى األشعـري قال‪ :‬قال‬
‫َّ‬ ‫ُّ َ‬
‫الجنة؟‬ ‫كنوز‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫كنز‬
‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ك‬ ‫النبي ‪ ( :‬أال أدل‬
‫لي ُّ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪30‬‬
‫ُ‬
‫فقلت‪ :‬بلى يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ :‬ال حول وال قوة إال‬
‫بالله) [فتح ‪ – 108/8‬مسلم (‪.])2704‬‬
‫‪(    )6‬االستغفـار)‪:‬‬
‫اآليات كثيرة منها قوله تعالى ‪‬واستغفر لذنبك‬
‫بالعشي واإلبكار‪ ‬غافر ‪ ،55‬ويف‬
‫ِّ‬ ‫وس ِّب ْح بحمد ربك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫صحيح مسلم قال رسول اهلل ‪( :‬إنــه ُليغان على‬
‫مرة) [رقم (‪.])2702‬‬
‫قلبي‪ ،‬وإني ألستغفر الله في اليوم مئة َّ‬

‫‪( )7‬الصالة على ّ‬


‫النبي ‪:)‬‬
‫آيات وأحاديث كثير ٌة تدل على وجوهبا‪.‬‬
‫ويف ذلك ٌ‬
‫‪( )8‬قــراءة القرآن ‪ ،‬والسالم ‪ ،‬والــدعــاء‪ ،‬وجميع‬
‫ٌ‬
‫أذكار كذلك)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المقيدة بوقت هي‬ ‫العبادات غير‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪31‬‬

‫ب‪ .‬األذكار الخاصة المقيدة بوقت‪:‬‬


‫منها أذكار طريف النهار (الصباح والمساء)‪ ،‬وهذه‬
‫تنبيهات أربع ٌة بين يدي الموضوع‪-:‬‬
‫ٌ‬
‫قال الشيخ بكر أبو زيد يف كت ِّيب (أذكــار طريف‬
‫النهار) ص ‪:16‬‬
‫♦ التنبيه األول‪ :‬هذه األذكار يف الصباح والمساء‬
‫ال يف ثمانية ألفاظ تحتها ٌّ‬
‫خط يكون‬ ‫جميعًا بألفاظها إ ّ‬
‫موضع (أصبح ‪ :‬أمسى) وموضع (التذكير ‪ :‬التأنيث)‬
‫ُ‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫اهلل ‪ ‬يف القرآن‪ ،‬طرف النهار‬
‫♦ التنبيه الثاين‪ :‬ب َّين ُ‬
‫َّ‬
‫محل أذكار الصباح والمساء يف آيات منها‪ :‬وسبح‬
‫بحمد ر ّبــك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب‪‬‬
‫ُّ‬
‫فمحل ورد الصباح يف اإلبكار هو الغدو بعد صالة‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪32‬‬

‫ُّ‬
‫ومحل ورد المساء يف‬ ‫الصبح وقبل طلوع الشمس‪،‬‬
‫العشي هو اآلصال بعد صالة العصر قبل الغروب‪،‬‬
‫ِّ‬
‫واسع كمن عرض له ُش ٌ‬
‫غل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫واألمر فيهما‬
‫ُ‬
‫األذكار بالنسبة للعدد على‬
‫ُ‬ ‫♦ التنبيه الثالث‪ :‬هذه‬
‫مرة واحدة‪ ،‬ومنها ما‬
‫ستّـة أنـواع هي‪ :‬منها ما يقال ّ‬
‫مرات‪،‬‬
‫مرات أو أربع ّ‬
‫مرتين أو ثالث ّ‬
‫يقال مر ّة أو ّ‬
‫مرات‪ ،‬ومنها‬
‫مرات‪ ،‬ومنها سبع ّ‬
‫ومنها ما يقال ثالث ّ‬
‫االقتصار‬
‫ُ‬ ‫مرة‪ ،‬ثم قال (ويتع ّيـ ُن‬
‫مرات‪ ،‬ومنها مئة ّ‬ ‫عشر ّ‬
‫ال لما كان لتخصيصها وجهة)‪.‬‬ ‫على هذه األعداد وإ ّ‬
‫ٍ‬
‫عدد‬ ‫ب رسول اهلل ‪ ‬على‬ ‫♦ التنبي ُه الرابع‪ :‬ر ّت َ‬
‫من هذه األذكار مكاسب عظيمة من الفضل والوعد‬
‫توظيف المسلم‬
‫ُ‬ ‫بالجنّة وغيرها وعليه ّ‬
‫أن صفة الكمال‬
‫لجميع هذه األذكار على نفسه طريف النهار‪ ،‬وتحصل‬
‫فليغتنم‬
‫ْ‬ ‫وظيف ُة الورد ببعضها‪ ،‬فإذا ضاق ُ‬
‫وقت المسلم‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪33‬‬

‫ٌ‬
‫تفريط ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اإلهمال لجمعيها فهو‬ ‫تيسر له‪ ،‬وأ ّما‬
‫منها ما َّ‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫(فصل يف األذكار‬ ‫قال اب ُن الق ّيم يف الوابل الص ّيب‪:‬‬
‫المو َّظفة التي ال ينبغي للعبد أن َّ‬
‫يخل هبا لشدّ ة الحاجة‬
‫إليها وعظيم االنتفاع يف اآلجل والعاجل هبا‪ ،‬وفيه‬
‫فصول‪ .‬ثم قال‪ :‬الفصل األول يف ذكر طريف النهـار‪-:‬‬
‫وهما بين الصبح وطلـوع الشمس وما بين العصر‬
‫والغروب‪ ،‬قال تعالى ‪ ‬يا أيها الذين آمنـوا اذكـروا‬
‫اهلل ذكــر ًا كثيـر ًا وس ِّبحـو ُه بكـر ًة وأصيالً ‪‬‬
‫[األحــزاب‬

‫‪ ،]42-41‬وقال تعالى ‪ ‬وس ِّبح بحمد ر ِّبك قبل طلوع‬


‫تفسير ما جاء‬
‫ُ‬ ‫الشمس وقبل الغروب ‪[ ‬ق‪ ، ]39:‬وهذا‬
‫يف األحاديث‪ :‬من قال كذا وكذا حين يصبح وحين‬
‫ُيمسي ) انتهى كالمه رحمه اهلل‪.‬‬
‫وهناك أذكار يف مناسبات كثيرة منها‪ :‬عند النوم‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪34‬‬

‫واالستيقاظ‪ ،‬واألك ــل والــشــرب‪ ،‬وأذكـــار دخــول‬


‫المنزل والــخــروج منه‪ ،‬وأذكـــار دخــول المسجد‬
‫والخروج منه‪ ،‬وأذكار األذان‪ ،‬واألذكار أثناء الصالة‬
‫وبعد الصالة‪ ،‬واألذكار أثناء الكرب والحزن والهم‪،‬‬
‫وأذكار تطرد الشيطان‪ ،‬وأذكار عند المصيبة والبالء‬
‫والفتن‪ ،‬وأذكــار عند األمــراض‪ ،‬وأذكــار عند زيارة‬
‫المقابر والمرضى‪ ،‬وأذكار للصائم‪ ،‬وأذكار للمسافر‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪35‬‬

‫الكتب املصنفة يف األذكار‬

‫وقد صنّف العلما ُء يف األذكار وأهـم المراجـع يف‬


‫ذلك‪:‬‬
‫❍ كتاب (األذكـــــار) للنووي‪ ،‬وهــو من أوسع‬
‫المراجع يف الباب‪.‬‬
‫❍ وكتاب (الوابل الص ِّيب) البن الق ِّيم ‪.‬‬
‫❍ وكتاب (تحفة الذاكرين) لإلمام الشوكاين‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬ ‫‪36‬‬
‫ّ‬
‫تنبهات مهمة على بعض األذكار‬

‫‪ -1‬يف دعــاء ركــوب الدابة يف السفر يقال دعاء‬


‫مسلم عن ابن عمر أن رسول اهلل‬
‫ٌ‬ ‫الركوب‪ ،‬لما رواه‬
‫ـان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر‪ ،‬ك َّبر‬ ‫كـ َ‬
‫ّ‬
‫ثالثًا ثم قال‪( :‬سبحان الذي سخر لنا هذا ‪ ،.....‬اللهم‬
‫البر والتقوى ومن العمل ما‬‫ّإنا نسألك في سفرنا هذا ّ‬
‫ّ‬
‫قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون‪،‬‬ ‫ترضى ‪ .....‬وإذا رجع‬
‫عابدون‪ِّ ،‬‬
‫لربنا حامدون) [رواه مسلم (نووي ‪.])110/9‬‬
‫كل ذكـ ٍـر ورد يف مناسبة عن رســول اهلل فال‬
‫‪ُّ -2‬‬
‫حرف واحدٌ لما ورد‬
‫ٌ‬ ‫يزا ُد عليه وال ينقص وال ُيبدّ ل‬
‫يف حديث الــراء يف الصحيحين عند النوم (اللهم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسلمت نفسي إليك ‪ ...‬آمنت بكتابك الذي أنزلت‪،‬‬
‫وبنبيك الذي أرسلت) فقال الصحابي (وبرسولك‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫ذكر الله ‪‬‬
‫‪37‬‬

‫ّ‬
‫(وبنبيك الذي‬ ‫الذي أرسلت) فقال له رسول اهلل ‪:‬‬
‫أرسلت) [راجع فتح الباري ‪ 109/11‬ونووي ‪.]32/17‬‬
‫‪ -3‬يف دعاء دخول المسجد ورد يف صحيح مسلم‬
‫ُ‬
‫حديث أبي حميد قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪( :‬إذا دخل‬
‫ِّ‬
‫فليسلم على ّ‬ ‫ُ‬
‫النبي‪ ،‬وليقل‪ :‬اللهم‬ ‫أحدكم إلى المسجد‪،‬‬
‫افتح لي أبواب رحمتك‪ ،‬وإذا خرج‪ ،‬فليقل‪ :‬اللهم إني‬
‫أسألك من فضلك) [مسلم (نووي ‪.])224/5‬‬
‫‪ -4‬إجابة المؤذن واجبة ثم الصالة على رسول اهلل‬
‫‪ ‬ثم الدعاء‪ :‬ويف صحيح مسلم عن ابن عمرو أنه‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫سمعتم المؤذن فقولوا‬ ‫سمع رسول اهلل ‪ ‬يقول‪( :‬إذا‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫مثل ما يقول‪ ،‬ثم صلوا ّ‬
‫علي ‪ ...‬ثم سلوا لي الوسيلة)‬
‫[مسلم ‪ 85/4‬نووي]‪.‬‬
‫احلمد ِ‬
‫هلل رب العامليــن ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وآخــر دعــوانا أن‬
‫فضــل الذكــر ‪6................................‬‬
‫ُ‬
‫فوائــد الذكــر‪10...............................‬‬
‫أسباب إمهال كثري من الناس األذكار الشرعية ‪15.‬‬
‫آداب وأحكـام الذكـر ‪19.........................‬‬
‫وأمهية األذكار النبوية ومواضي ُعها‪22.‬‬
‫ُ‬ ‫أنواع الذكر‬
‫وسيلة األذكار الشرعية ‪24.......................‬‬
‫خيل هبا‪27........‬‬ ‫ِ‬
‫للعبد أن َّّ‬ ‫األذكا ُر اليت ال ينبغي‬
‫الكتب املصنفة يف األذكار ‪35......................‬‬
‫مهمة على بعض األذكار‪36................‬‬
‫تنبهات ّ‬

You might also like