إجراءات حجز ما للمدين لدى الغير

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫إجراءات حجز ما للمدين لدى الغير‬

‫تتميز مسطرة حجز ما للمدين لدى الغير من حيث إجراءاتها بوجود‬


‫مرحلتين ‪ ،‬المرحلةاألولى ذات طابع تحفظي لضمان دين الدائن وكفالته‬
‫والمرحلة الثانية بتحويله إلى إجراء تنفيذي بهدف تصحيح الحجز لدى‬
‫‪.‬‬ ‫الغير‬
‫ويتعين على الحاجز اتباع هذه اإلجراءات للمحافظة على حقه وغل يد‬
‫المدين ( المحجوز عليه ) عن التصرف في المال المحجوز وبالتالي‬
‫التعرض على الغير ( المحجوز لديه ) الذي يعتبر مدينا لمدينه بأن‬
‫اليسلم لهذا األخير األموال أو األشياء المدين له بها حتى يتمكن من‬
‫استيفاء دينه‪ ،‬وتبتدء هذه اإلجراءات بطلب إيقاع الحجز لدى الغير‬
‫ثم تبليغ األمر القاضي بالحجز لمدين المدين ( المحجوز لديه ) أوال‬
‫ثم المدين ( المحجوز عليه ) ثانيا وبعد توصل المحجوزلديه‬
‫باألمرالقاضي بالحجز يكون ملزما بالتصريح بما في ذمته سواء‬
‫إيجابيا أو سلبيا ثم يستدعي الرئيس األطراف لحضور جلسة الصلح وفي‬
‫حالة عدم اإلتفاق تأتي مرحلة تصحيح الحجز لدى الغير أمام الجهة‬
‫‪.‬‬‫القضائية‬
‫أوال ‪ :‬طلب الحجز لدى الغير‬
‫يتضح من نص الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م على أن إيقاع الحجز لدى الغير‬
‫يتم بإحدى طريقتين إما بناء على سند تنفيذي وإما بناء على طلب‬
‫مرفق بالوثائق الالزمة إلثبات الدين يتقدم به الحاجز ( الدائن )‬
‫إلى رئيس المحكمة اإلبتدائية المختصة بشرط الرجوع إليه عند وجود‬
‫صعوبة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬إيقاع الحجز بناء على سند تنفيذي‬
‫يعتبر السند التنفيذي المحور األساسي لمباشرة عملية التنفيذ‬
‫الجبري ‪ ،‬إذ اليجوز إجراء أي حجز على منقول أو عقار إال بموجب سند‬
‫صدوره‪.‬‬ ‫قابل للتنفيذ لم تمض عليه ثالثون سنة من يوم‬
‫وهكذا فإن الدائن الذي يتوفر على حكم نهائي قابل للتنفيذ يجوز له‬
‫إيقاع الحجز لدى الغير دون الحاجة إلى استصدار أمر قضائي من رئيس‬
‫المحكمة ‪ ،‬حيث يتقدم الدائن مباشرة بطلب مرفق بالسند التنفيذي‬
‫إلى رئيس مصلحة كتابة الضبط ‪ ،‬وبناء على ذلك يفتح ملف الحجز لدى‬
‫الغير ويضمن هذا الحجز في السجل المنصوص عليه في الفصل ‪ 194‬من ق‬
‫‪ .‬م ‪ .‬م ‪ ،‬ثم يسلم الملف إلى شعبة الحجز لدى الغير وبعد ذلك يبلغ‬
‫مأمور اإلجراءات التنفيذية محضر الحجز أوالإلىالمحجوز لديه ثم بعد‬
‫‪.‬‬‫ذلك يبلغ المحضر إلى المحجوز عليه‬
‫فالحجز لدى الغير في هذه الحالة يكون تنفيذيا يباشره مأمور‬
‫التنفيدية‪.‬‬ ‫اإلجراءات‬
‫ونشير إلى أن بعض القرارات اإلدارية تعفى من الصيغة التنفيذية إذ‬
‫أن المشرع المغربي سمح لإلدارة باتخاد قرارات إدارية وتنفيذها من‬
‫غير اللجوء إلى القضاء وذلك بمقتضى ما لها من امتياز يمكنها من‬
‫أداء وظيفتها في سير المرافق العامة وتحقيق النفع العام ‪.‬‬
‫ولحماية األفراد من تعسف اإلدارة فقد حدد في نصوص خاصة اإلجراءات‬
‫التي تتبعها هذه األخيرة قبل إقدامها على استخدام هذا االمتياز وهو‬
‫ما تؤكده المادة الثامنة من القانون رقم ‪ 49.91‬بمنابة مدونة‬
‫تحصيل الضرائب‬
‫وأهمها‪:‬‬ ‫والسندات القابلة للتنفيد متعددة‬
‫والقرارات‪:‬‬ ‫)‪1‬‬
‫األحكام‬
‫السند التنفيذي قد يكون حكما قضائيا صادرا عن إحدى محاكم المملكة‬
‫مالي‪.‬‬ ‫مذيال بالصيغة التنفيذية يلزم المدين بأداء مبلغ‬
‫وقد يكون حكما أجنيا صادرا عن إحدى المحاكم األجنبية وفي هذه‬
‫الحالة ال يقع تنفيذه إال بعد تذييله بالصيغة التنفيذية من طرف‬
‫المحكمة اإلبتدائية لموطن أو محل إقامة المدعى عليه أو مكان‬
‫التنفيذ عند عدم وجودها ‪ ،‬ويجب على هذه الجهة أن تتأكد من صحة‬
‫الحكم األجنبي واختصاص المحكمة األجنبية وفق مبادئ القانون الدولي‬
‫‪ ،‬وأن اليكون الحكم األجنبي يمس النظام العام المغربي وكذلك الشأن‬
‫بالنسبة للعقود المبرمة بالخارج أمام الضباط والموظفين العموميين‬
‫المختصين حيث تصبح بدورها قابلة للتنفيذ بعد تذييلها بالصيغة‬
‫المختصة‪.‬‬ ‫التنفيذية من لدن المحكمة‬
‫األوامر القضائية ‪ :‬وتشمل ‪ :‬أ ‪ : -‬األوامر المبنية على الطلب‬‫) ‪2‬‬
‫وهي التي تصدر في نطاق مقتضيات الفصل ‪ 411‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م واعتبرها‬
‫المشرع سندات قابلة للتنفيذ بمجرد صدورها والتقبل أي طعن إال في‬
‫‪.‬‬‫حالة الرفض‬
‫ب ‪ -‬األوامر اإلستعجالية وهي التي تصدر في نطاق الفصل ‪ 419‬من ق ‪ .‬م‬
‫‪ .‬م من طرف القضاء اإلستعجالي وهي تقبل الطعن باإلستئناف في جميع‬
‫الحاالت داخل أجل ‪ 49‬يوما من تاريخ التبليغ وال تقبل التعرض ‪ ،‬وهي‬
‫القانون‪.‬‬ ‫بذلك تعتبر قابلة للتنفيذ المعجل بقوة‬
‫ج ‪ -‬األمر باألداء ‪ :‬وهو الذي يصدر بناء على سند رسمي أو اعتراف‬
‫بدين ويبلغ إلى المدين ويقبل الطعن باإلستئناف الذي اليؤثر على‬
‫تنفيذه‪.‬‬
‫أحكام المحكمين ‪ :‬وذلك بعد تذييلها بالصيغة التنفيذية من‬ ‫)‪.3‬‬
‫‪.‬‬‫طرف المحكمة المختصة‬
‫والمطالبة برفع أو بطالن الحجز لدى الغير الصادر بناء على سند‬
‫تنفيذي تقدم أمام محكمة الموضوع على اعتبار أن الطعن في هذه‬
‫الحالة ينصب على إجراءات التنفيذ واليمكن لقاضي المستعجالت البث‬
‫الموضوع‪.‬‬ ‫فيه ألنه يمس جوهر‬
‫المحكمة‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬إيقاع الحجز بناء على أمر رئيس‬
‫أعطى المشرع المغربي للدائن ( الحاجز ) في حالة انعدام السند‬
‫التنفيذي وتوفره على دين تابث ومحقق الوجود أي ليس دينا احتماليا‬
‫إمكانية اللجوء إلى رئيس المحكمة الستصدار أمر بالحجز لدى الغير‬
‫في إطار األوامر المبنية على طلب وذلك عمال بمقتضيات الفصول ‪ 411‬و‬
‫‪ 111‬و ‪ 194‬من قانون المسطرة المدنية أي بناء على طلب مرفقا‬
‫بالوثائق الالزمة إلثبات دينه ‪ ،‬ويتكلف مأمور اإلجراءات التنفيدية‬
‫لديه‪.‬‬ ‫بتبليغ هذا الحجز إلى المحجوز‬
‫والحكمة من مشروعية هذا الحجز هي ماتقتضيه في أغلب األحوال من‬
‫اإلستعجال وصعوبة الحصول على سند تنفيذي في الوقت المناسب وحتى‬
‫الغير‪.‬‬ ‫التضيع على الدائن فرصة حجز ما للمدين لدى‬
‫وفي هذا اإلطار فإن رئيس المحكمة يكون ملزما من التأكد بوجود عالقة‬
‫مديونية حالة وحقيقية يستنبطها من ظروف الحال والمستندات المستدل‬
‫بها من طرف طالب الحجز ويعتمد على سلطته التقديرية في تفصح‬
‫الوثائق ا لمدلى بها من طرف الحاجز وتقدير مدى جدية الطلب ليقبله‬
‫يرفضه‪.‬‬ ‫أو‬
‫واألمر بإيقاع الحجز لدى الغير يصدره رئيس المحكمة في غيبة األطراف‬
‫ألن الهدف من ذلك هو مباغتة المحجوز عليه بهذا اإلجراء ‪ .‬حتى‬
‫فيها‪.‬‬ ‫اليتمكن من تهريب أمواله المحجوزة بين يدي الغيراو التصرف‬
‫ومن أجل حماية مصلحة أطراف الحجز لدى الغير فإن المشرع المعربي‬
‫أعطى للمحجوز عليه حق اللجوء إلى رئيس المحكمة الذي أ صدر األمر‬
‫بالحجز لدى الغير وذلك بصفته قاضيا للمستعجالت وذلك من أجل النظر‬
‫في العوارض التي يتمسك بها هذا األخير ‪ .‬وفي هذه الحالة يستعمل‬
‫الرئيس سلطته التقديرية في تحديد ما إذا كانت تلك العوارض جدية‬
‫‪.‬‬
‫أم ال‬
‫ويكون األمر برفض الطلب قابال لإلستئناف كسائر األوامر الصادرة بناء‬
‫على طلب ( الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م ) ‪ ،‬أما إذا صدر أمر بقبول‬
‫الطلب فإنه اليمكن للطرف المتضرر استئنافه وانما يمكن أن يتقدم‬
‫محدود‪.‬‬ ‫بطلب إلى قاضي المستعجالت لرفع الحجزأو حصره في مبلغ‬
‫وفي حالة تدخل دائنون آخرون في الحجز فان الحاجز األول اليتمتع بأي‬
‫امتياز على المبالغ الموجودة للمدين في حوزة الغير بحيث توزع بين‬
‫جميع الدائنين الذين تدخلوا قبل أن يكتسب الحكم الصادر بصحة‬
‫الحجز قوة الشيء المقضي به ‪ .‬و يتم التدخل وفق الفصل (‪ 194‬من ق ‪.‬‬
‫)‬‫م ‪ .‬م‬
‫وهكذا يستخلص مماسبق بأنه اليجوز لدائن الحق للحاجز األول الحصول‬
‫على إذن من الرئيس إليقاع الحجز لدى الغير على نفس المحجوز ‪ ،‬وأن‬
‫السابق‪.‬‬ ‫كل ما يستطيعه هو الدخول في الحجز‬
‫ونشير إلى أنه في حالة وجود صعوبة في تنفيذ الحجز لدى الغير‬
‫المبني على أمر قضائي فإنه يمكن اللجوء كما سبق القول إلى رئيس‬
‫المحكمة عمال بمقتضيات الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م‬
‫ثانيا ‪ :‬تبليغ األمر بايقاع الحجز لدى الغير ( الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م‬
‫)‬‫‪ .‬م‬
‫بعد صدور األمر بإيقاع الحجز على مبالغ المدين التي تكون بين يدي‬
‫المحجوز لديه يأتي دور مأمور اإلجراءات التنفيذية الذي يتصفح‬
‫الملف للتحقق من ان المقال او األمر بالحجز قد وضعه الدائن مع عدد‬
‫كاف من النسخ قصد تبليغها الى األطراف واذا كان الملف تنقصه نسخة‬
‫او كان العنوان ناقص او كانت الرسوم القضائية غير مؤذاة فإنه‬
‫ينذر الدائن بذلك ثم يسجل الحجز في سجل خاص وبعد ذلك يحرر محضر‬
‫الحجز بكل استعجال ( وفي بعض الحاالت يمكن تبليغ األمر بإيقاع‬
‫الحجز على مسودته ثم يقوم بعد ذلك عون التنفيذ بتحرير المحضر )‬
‫حتى اليصل الخبر الى المدين فيقوم بسحب أمواله المتواجدة بين يدي‬
‫‪.‬‬
‫الغير‬
‫ويقوم مأمور اإلجراءات التنفيذية بتبليغ الحجز لدى الغير حاال إلى‬
‫ثانيا‪.‬‬ ‫المحجوز بين يديه أوال ثم يبلغه إلى المحجوز عليه‬
‫و بالرجوع إلى نص الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م نجد على أن المشرع‬
‫المغربي سبق المدين على المحجوز لديه في التبليغ على خالف‬
‫القوانين المقارنة كالتشريع المصري ( المادة ‪ 444‬من قانون‬
‫المرافعات والقانون الفرنسي ( الفصل ‪ 964‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م القديم‬
‫وكذلك القانون الجديد المتعلق بالمساطر المدنية ) حيث أنهما نصا‬
‫المحجوز لديه أوال ثم المحجوز عليه ثانيا‪.‬‬ ‫صراحة على تبليغ‬
‫محضر الحجز لدى الغير المعلومات اآلتية‪:‬‬ ‫ويجب أن يحتوي‬
‫صورة للسند التنفيذي أو األمر القضائي‬ ‫‪1‬‬
‫تاريخ المحضر وأسماء األطراف ( الحاجز – المحجوز عليه –‬ ‫‪2‬‬
‫المحجوز لديه ) وعناوينهم‬
‫تحديد مبلغ الدين وفوائده والمصاريف وكذلك المبلغ الغير‬ ‫‪3‬‬
‫القابل للحجز والهدف من ذلك هو معرفة المحجوز لديه بحدود‬
‫مسؤوليته‪.‬‬
‫ذكر رقم الحساب البنكي وإن كان هذا البيان غير ضروري واليترتب‬ ‫‪4‬‬
‫على عدم ذكره بطالن الحجز‬
‫ذكر الرقم المالي إذا كان المحجوز عليه موظفا‬ ‫‪5‬‬
‫نهي المحجوز لديه عن الوفاء بما في ذمته إلى المحجوز عليه‬ ‫‪6‬‬
‫ذمته‪.‬‬ ‫وكذلك تكليف المحجوز لديه بالتصريح بما في‬
‫ويكون التبليغ صحيحا حتى وإن تم طبقا للمقتضيات األخرى المنصوص‬
‫عليها في الفصول ‪ -41-41‬و ‪ 49‬من قانون المسطرة المدنية كالتبليغ‬
‫بواسطة البريد المضمون أو عن طريق السلطة اإلدارية أو الدبلوماسية‬
‫أوعن طريق األعوان القضائيين وإذا تدخل دائنون آخرون اليقع حجز ثان‬
‫أو ثالث وإنما يبلغ هذا التدخل إلى كل من المدين المحجوز بين‬
‫يديه في ‪ 11‬ساعة ( الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م ) وذلك بكتاب مضمون أو‬
‫‪.‬‬ ‫بتبليغ بمتابة تعرض‬
‫ثالثا ‪ :‬تصريح المحجوز لديه بما في ذمته‬
‫إن تصريح المحجوز لديه بما في ذمته يكون إما ايجابيا أو سلبيا‪،‬‬
‫فيكون ايجابيا إذا أدلى بما في ذمته من مبالغ يحدد مقدارها ‪ .‬و‬
‫كذا الحجوز الواقعة عليها و التي هي بمثابة تعرضات‪ ،‬و يكون سلبيا‬
‫في الحالة التي يدعى فيها براءة ذمته اتجاه المحجوز عليه سواء‬
‫االلتزام‪.‬‬ ‫بعدم وجودها مطلقا أو بانقضائها بأحد طرق انقضاء‬
‫وإذا كان المشرع المغربي لم يحدد أجال للتصريح بما في الذمة فان‬
‫التشريعات المقارنة قد حددت هذه اآلجال بدقة نذكر منها المشرع‬
‫الفرنسي الذي حدد هذا األجل في ثمانية أيام و المشرع المصري الذي‬
‫حدده في خمسة عشرة يوما والمشرع التونسي الذي حدده إلى غاية رفع‬
‫الغير‪.‬‬ ‫دعوى تصحيح الحجز لدى‬
‫و لقد ذهب بعض العمل القضائي إلى أن اجل التصريح بما في الذمة‬
‫محدود إلى مرحلة رفع دعوى تصحيح الحجز لدى الغير أمام المحكمة‬
‫االبتدائية حيث جاء في حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش " حيث‬
‫انه و أثناء دعوى تصحيح الحجز ثم إنذار المحجوز لديها قصد إدالء‬
‫بتصريح سواء كان سلبيا أم ايجابيا اإلنذار الذي توصلت به بتاريخ‬
‫‪ 99/1/49‬ثم أعيد إنذارها مرة ثانية توصلت به بتاريخ ‪ 99/9/49‬لكن‬
‫‪.‬‬‫بدون جدوى‬
‫و حيث انه من الثابت كما هو مشار إليه أعاله ان المحجوز لديها‬
‫تخلفت عن الحضور كما أنها لم تدل بأي تصريح وانه واستنادا إلى‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 191‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م فانه يتعين الحكم بتصحيح الحجز‬
‫المأمور به و الحكم على المحجوز بين يديها بأداء اصل الدين مع‬
‫القانونية‪".‬‬ ‫الفوائد‬
‫و يعفى المحجوز لديه من التصريح بما في ذمته في الحاالت التالية‬
‫‪:‬‬
‫في حالة التعرض على الحجز من طرف دائن آخر متى كان قد سبق له‬ ‫‪1-‬‬
‫التصريح بذلك ‪ .‬حيث يكتفي باإلشارة إلى التصريح السابق الذي أودعه‬
‫بمثابة الحجز األول ما لم تحدث متغيرات على الدين ) المادة ‪ 194‬من‬
‫م‪( .‬‬ ‫ق ‪ .‬م ‪.‬‬
‫في الحالة التي يأذن فيها قاضي المستعجالت للطرف المحجوز عليه‬ ‫‪2-‬‬
‫بناء على طلب هذا األخير بتسلم مبالغ من المحجوز لديه رغم التعرض‬
‫األطراف‪.‬‬ ‫شريطة إيداعه في كتابة الضبط أو لدى شخص معين باتفاق‬
‫و في الحالة التي يستوفي فيها الحاجز دينه من المبلغ المودع‬ ‫‪3-‬‬
‫‪.‬‬
‫بكتابة الضبط‬
‫و ال يمكن للمحجوز لديه الرجوع في تصريحه اللهم إذا شابته أخطاء‬
‫‪.‬‬‫مادية فيجوز له تصحيحها‬
‫و يكون المحجوز لديه ملزما بالتصريح بما في ذمته وحده دون باقي‬
‫األطراف الذي يمكن لهم أن‬
‫ينازعوا في التصريح بما في الذمة و ذلك أثناء جريان دعوى‬
‫المصادقة على الحجزأمام قضاء‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫وترفع دعوى المنازعة في التصريح بما في الذمة إما من طرف المحجوز‬
‫عليه الن له مصلحة في إثبات دينه لدى المحجوز لديه او من طرف‬
‫الحاجز ألن مصلحته تكمن في كونه دائن للمحجوز عليه الذي يكون‬
‫مدينا للمحجوز لديه و هدفه في ذلك تحقيق دين مدينه في ذمة‬
‫لديه‪.‬‬
‫المحجوز‬
‫و يمكن للحاجز المنازعة في التصريح بما في الذمة و لو لم يكن‬
‫تنفيذي‪.‬‬
‫بيده سند‬
‫وأما بالنسبة لوسائل اإلثبات التي يجوز له استعمالها في دعوى‬
‫رأيين‪:‬‬ ‫المنازعة فلقد انقسم الفقه في هذا الخصوص إلى‬
‫فالرأي األول ذهب إلى انه اليمكن للحاجزأن يتمسك في مواجهة‬‫‪1-‬‬
‫المحجوز لديه بأدلة اإلثبات التي يجوزللمحجوز عليه التمسك بها ‪) .‬‬
‫مثال إذا كان الدين مما يجب إثباته بالكتابة ‪ ،‬فال يجوز للحاجز‬
‫القرائن‪(.‬‬ ‫إثباته بشهادة الشهود أو‬
‫أما الرأي الثاني فانه خول للحاجز الدائن باعتباره غيرا و ال‬ ‫‪2-‬‬
‫يحل محل مدينه إثبات الدين بكافة وسائل اإلثبات‪ ،‬كما انه ال يمكن‬
‫للمحجوز عليه أن يتمسك في مواجهته باألوراق إذا كانت ثابتة‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬محاولة إبرام الصلح بين األطراف‬
‫ينص الفصل ‪ 191‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬على أنه " يستدعي الرئيس األطراف لجلسة‬
‫قريبة و ذلك خالل الثمانية أيام الموالية للتبليغات المنصوص عليها‬
‫‪.‬‬
‫في الفصل ‪ 194‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م‬
‫إذا اتفق األطراف على توزيع المبالغ المحجوزة لدى الغير حرر محضرا‬
‫التوزيع‪.‬‬ ‫بذلك و سلمت فورا قوائم‬
‫إذا لم يقع اتفاق سواء في الدين نفسه أو في التصريح االيجابي‬
‫للغير المحجوز لديه أو إذا تخلف بعض األطراف عـن الحضور أخرت‬
‫القضية إلى جلسة أخرى يحدد تاريخها حاال و يستدعى لها األطراف من‬
‫جديد و يقع االستماع إليهم في مواجهة بعضهم بعضا فيما يرجع لصحة‬
‫أو بطالن الحجز أو لرفع اليد عن هذا الحجز و كذا فيما يرجع‬
‫للتصريح اإليجابي الذي يتعين على المحجوز لديه أن يفضي به أو‬
‫‪.‬‬
‫يجدده في الجلسة نفسها‬
‫يترتب على عدم حضور الغير المحجوز لديه أو عدم تصريحه الحكم عليه‬
‫حكما قابال للتنفيـذ بأداء االقتطاعات التي لم تقع وكذلك المصاريف‬
‫‪.‬‬
‫يقع تنفيذ الحكم الصادر بمجرد انتهاء أجل االستئناف وفقا للفصل‬
‫‪ 141‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م‬
‫ال تسري مقتضيات المقطع الثالث من هذا الفصل على األحكام و األوامر‬
‫االيجابي‪.‬‬ ‫الصادرة في موضوع النفقـة إذا لم يقع خالف في التصريح‬
‫يسلم المحجوز لديه فورا إلى المستفيد المبالغ المحكوم بها في‬
‫حدود القدر المصرح به بعد انتهاء المسطرة المقررة في المقطعين‬
‫الفصل‪".‬‬‫األول و الثاني من هذا‬
‫من خالل هذا النص يتبين لنا أن المشرع اشترط ضرورة إجراء محاولة‬
‫االتفاق الودي بين أشخاص الحجز بهدف إجراء الصلح بينهم ‪ .‬و هنا‬
‫حالتين‪:‬‬ ‫نكون أمام‬
‫الحالة األولى ‪ :‬إما حصول اتفاق و وقوع الصلح و هذه الحالة‬ ‫‪1-‬‬
‫منصوص عليها في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 191‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م التي‬
‫جاء فيها ‪ " :‬إذا اتفق األطراف على توزيع المبالغ المحجوزة لدى‬
‫التوزيع‪".‬‬ ‫الغير حرر محضر بذلك و سلمت فورا قوائم‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬عدم حصول االتفاق و يحرر المحضر بعدم الصلح‬ ‫‪2-‬‬
‫‪.‬‬‫و يبلغ لألطراف و تسلم قوائم التوزيع‬
‫و ال يمكن لألطراف الحاضرين الرجوع في الصلح أو في المنازعة كما ال‬
‫فيه‪.‬‬ ‫يعرض المحضر بعد تحريره على أنظار القضاء للبث‬
‫و نشير إلى أن محاولة االتفاق مرحلة جوهرية و ضرورية يجب ممارستها‬
‫من طرف رئيس المحكمة أو من ينوب عنه بصفته قاضيا منتدبا مكلفا‬
‫بالتوزيع الودي حيث يقوم باستدعاء الدائنين الحاجزين و المتعرضين‬
‫على الحجز و المحجوز عليه لجلسة قريبة خالل ثمانية أيام الموالية‬
‫‪.‬‬
‫لتبليغ الحجز‬
‫خامسا ‪ :‬دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير‬
‫تدخل دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير في إطار المرحلة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬وتقام هذه الدعوى أمام قضاء الموضوع بعد فشل محاولة‬
‫الصلح بين أطراف الحجز لدى الغير سواء تعلق موضوع الدعوى بالدين‬
‫محل الحجز لدى الغير أو بالتصريح اإليجابي للمحجوز لديه ‪ ،‬والمشرع‬
‫المغربي لم يحدد أجال لتقييد رفع هذه الدعوى وفي دعوى المصادقة‬
‫ينظر القاضي في عالقة المديونية بين المحجوز لديه والمحجوز عليه‬
‫واللجوء إلى دعوى المصادقة يكون غير الزم في الحالة التي يتم فيها‬
‫إيقاع الحجز لدى الغير بناء على حكم أو أمر صادر في موضوع النفقة‬
‫بشرط عدم المنازعة في التصريح اإليجابي للمحجوز لديه حيث يسلم‬
‫المحجوز لديه فورا إلى الحاجز المستفيد من الحكم المبالغ المحكوم‬
‫الودي‪.‬‬ ‫بها في حدود القدر المصرح به أثناء مرحلة اإلتفاق‬
‫منها‪:‬‬ ‫ولرفع دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير يجب توافر شروط‬
‫التزام طالب الحجز بتقديم طلب برفع دعوى المصادقة على الحجز‬ ‫‪1‬‬
‫وإن كان الفقه المغربي قد انقسم بخصوص هذا الشرط إلى اتجاهين بين‬
‫مؤيد ومعارض‬
‫أن يكون الحجز بلغ إلى كل من المحجوز لديه والمحجوزعليه ذلك‬ ‫‪2‬‬
‫أنه يترتب على عدم تبليغهما بطالن كل إجراءات حجز ما للمدين لدى‬
‫الغير‬
‫كما يشترط أن يكون الدين محل الحجز لدى الغير حاال ومحقق األداء‬ ‫‪3‬‬
‫ذلك انه اذا ادلى المحجوز لديه بتصريح سلبي ينكر فيه وجود مبلغ‬
‫للمحجوز عليه بين يديه ‪ .‬أو انكر عالقته بالمحجوز عليه فإن الحجز‬
‫باطال‪.‬‬ ‫لدى الغير يكون‬
‫عدم صدور أمر برفع الحجز لدى الغير حيث أنه برفع الحجز يصبح‬ ‫‪4‬‬
‫طلب المصادقة عليه غير ذي موضوع ‪ .‬ويكون الطلب غير مرتكز على‬
‫رفضه‪.‬‬ ‫اساس وبالتالي يتم‬
‫ويترتب عن دعوى المصادقة على الحجز لدى الغير صدور الحكم إما‬
‫ببطالن الحجز فيعفى المحجوز لديه من كل التزام بمجرد ما يكتسي‬
‫القرار قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬أوحكم بأداء أصل الدين وأمر‬
‫المحجوز لديه بأداء المبلغ لطالب الحجز أو المتعرضين ‪ .‬في حدود‬
‫مقدار رأس المال وتوابع الدين المسموح بها قانونا ما لم يكن قد‬
‫سبق تحديدها من طرف رئيس المحكمة عند إصدار األمر بإيقاع الحجز‪ ،‬و‬
‫‪ .‬يكون المحجوز لديه في هذه الحالة ملزما قبل تنفيذ الحكم بتصحيح‬
‫الحجز بتقديم شهادة تثبت عدم وقوع أي تعرض أو استئناف ضد هذا‬
‫م)‬ ‫الحكم (‪ .‬الفصل ‪ 141‬من ق ‪ .‬م ‪.‬‬
‫ويكون الحكم الصادر بالمصادقة على الحجز لدى الغير قابل لإلستئناف‬
‫اذا كان مبلغ الدين محل الحجز يتجاوز ثالثة آالف درهم بالنسبة‬
‫للمحاكم اإلبتدائية ذات الوالية العامة وعشرون ألف درهم بالنسبة‬
‫التجارية‪.‬‬ ‫للمحاكم‬
‫ومن خالل فراءة نص المادة ‪ 191‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬م نجد على انها تعطي‬
‫صالحية البث في مسطرة التصديق على الحجزلدى الغير لرئيس المحكمة‬
‫للمستعجالت‪.‬‬ ‫أو من ينوب عنه بصفته قاضي الموضوع البصفته قاضيا‬
‫خاتمة‬
‫يتضح مما سبق بأن الحجز لدى الغير إجراء مؤقت ومفاجئ وأن‬
‫اإلجراءات المتبعة في مسطرة الحجز لدى الغير إجراءات دقيقة‪ ،‬كما‬
‫أن هذا النوع من الحجزحينما يتم بناء على أمر من رئيس المحكمة في‬
‫إطار األوامر المبنية على طلب يمر بمرحلتين ‪ :‬المرحلة األولى ذات‬
‫طابع تحفظي تتجلى في غل يد المحجوز عليه من التصرف في األموال‬
‫المحجوزة ‪،‬وفي نفس الوقت منع المحجوز لديه من تسديد ما بذمته‬
‫لفائدة المحجوز عليه ‪ ،‬والمرحلة الثانية ذات طابع تنفيذي تتعلق‬
‫بتصحيح الحجز لدى الغير أوالمصادقة عليه‪ ،‬وكما أن النصوص‬
‫القانونية التي ينبغي اإلعتماد عليها في هذه المسطرة كثيرة‬
‫ومتنوعة بعضها منصوص عليه في قانون المسطرة المدنية ‪ -‬قانون‬
‫اإللتزامات والعقود ‪ -‬القانون التجاري واإلداري والبعض اآلخر منصوص‬
‫‪.‬‬‫عليه عبر ظهائر ومراسيم وفرارات‬
‫كما أن الحجز لدى الغير اليمكن ان يتم ببساطة كلما تعلق بمؤسسة‬
‫اقتصادية أو بنكية ‪ ،‬حيث يثار جدل حول إمكانية حجز الحساب الجاري‬
‫للمدين لدى أحد األبناك ذلك ألن هذا الحساب يتضمن عمليات عديدة غير‬
‫قابلة للتجزئة وأن الحجز يقع على الرصيد النهائي عند تصفية‬
‫الحساب‪.‬‬
‫ثم هناك بعض المؤسسات البنكية التي تحتج ضد األوامر القضائية‬
‫‪.‬‬ ‫بإيقاع الحجز لدى الغير بالسر المهني‬
‫إعداد‪:‬ذة‪/‬السهبي نهيدة _منتدبة قضائية بمحكمة اإلستئناف التجارية‬
‫بمراكش_‬

You might also like