Professional Documents
Culture Documents
الاستيطان ومصادرة الأراضي
الاستيطان ومصادرة الأراضي
.1954
واﻻﺳﺗﯾطﺎن.
-ﺑن زﯾﺎن ﺳﻌدي ،ﺟراﺋم ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻟﺟﻧرال ﺑﯾﺟو إﻟﻰ اﻟﺟﻧرال أوﺳﺎرﯾس.
ﺗﺣوﻟت اﻟﻔﻛرة
ﺗم ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺣﺗﻼل اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻲ 05ﺟوﯾﻠﯾﺔ ّ ،1830
ﺑﻌد أن ّ
إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﯾطﺎن ،واﻟّﺗﻲ ﺻﺎﺣﺑﺗﻬﺎ ﺗطورات ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ" :ﻓﻘدان ﻓرﻧﺳﺎ ﻟﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،واﺷﺗداد اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري ﺣول ﻣﻧﺎطق اﻟﻧﻔوذ ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ وآﺳﯾﺎ" ،وﺗطورات
داﺧﻠﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ" :إﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب إﺑﻘﺎء ﻣﺳﺗﻌﻣرة اﻟﺟزاﺋر".
ﺷﻣﻠت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب" :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ" ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر
اﻟّذي ﻛﺎن ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻟو ازرة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ﺑﺎﻟﻣﯾﺗروﺑول )اﻟﺑﻼد
اﻷم(.
أﺛﻧﺎء ﺳﻌﻲ إدارة اﻻﺣﺗﻼل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ،ورﻏم ﻛ ّل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟّﺗﻲ
وﺗﺷﺑﺛﻬم
ّ ﺑﺗﺻد اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻟﻬﺎ
ّ ﺿدﻫم ﻟﺗﺟرﯾدﻫم ﻣﻧﻬﺎ ،إﻻّ ّأﻧﻬﺎ ُﺑﻬرت وﻓوﺟﺋت
اﺳﺗﻌﻣﻠﺗﻬﺎ ّ
ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ ﺗﺳﯾﯾر ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﻻ وﺟود ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،وﻫذا اﻷﻣر ﺷ ّﻛل
ﻋﻘﺑﺔ أﻣﺎم إدارة اﻻﺣﺗﻼل اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،واﻟّﺗﻲ ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ
وﻣن ﻫﻧﺎ أدرﻛت اﻹدارة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ّأﻧﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻧﻔّذ ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ
ﻗﺎم اﻟﻔرﻧﺳﯾون ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﺣﺗﻼﻟﻬم ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﻣﺻﺎدرة أﻣﺎﻛن اﻟﻌﺑﺎدة وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ إﺳطﺑﻼت
ﻛﻣﺎ ﻋﻣدت ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﺑر ﻣﺛل "ﻣﻘﺑرة اﻟﺑﺷﺎرات ﺑﺑﺎب اﻟوادي" ،وﻫدم ﺑﻌض
ﻟﺟﺄ اﻟﻣﺣﺗﻠون ﻣﻧذ اﻟﺷﻬور اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ إﺑﺎدة اﻟﺳ ّﻛﺎن ﻗﺻد اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬم ﻣﻧﻬم:
"ﻗﺑﯾﻠﺔ اﻟﻌوﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿﺎﺣﯾﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺟزاﺋر"ـ اﻟّﺗﻲ أُﺑﯾدت ﻋﻠﻰ ﺑﻛرة أﺑﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﻓرﯾل
ﺗوﺳﻌت اﻟﺟﯾوش اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ داﺧل اﻟﺟزاﺋر اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ زاد ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﺟ ارﺋم ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة
ﻓﻛﻠّﻣﺎ ّ
ﺷن ﺣﻣﻠﺔ
اﻟﻣﻘﺎوﻣﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﺎرﺷﺎل ﺑﯾﻠﯾﺳﻲ ،واﻟّذي ﺑدورﻩ ﻓﻲ 19ﺟوان ّ ،1845
ﺗرﻫﯾﺑﯾﺔ ﺑﺟﺑﺎل اﻟظﻬرة ،ﺟﻌل أﻫﻠﻬﺎ ﯾﻠوذون ﺑﺎﻟﻔرار ﻧﺣو ﻣﻐﺎرة ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﺑﻌد ﺣﺻﺎر
ﻟﻬﺎ.
اﻟﻣﺣﺎﺿرة رﻗم :1اﻻﺳﺗﯾطﺎن وﻣﺻﺎدرة اﻷراﺿﻲ
ﻓﻲ دوﻟﻬم ،وﻫذا اﻟﺗﻧوع ﻏﻠب ﻋﻠﻰ اﻟواﻓدﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻣﻣﺎ أزﻋﺞ ﺳﻠطﺎت اﻻﺣﺗﻼل(198) .
ﻣﺳﺗوطن ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻬﺟﯾر ﻟﻌﻧﺎﺻر أوروﺑﯾﺔ أﺧرى ﻣن اﻻﻧﺟﻠﯾز واﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾﯾن
إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻋﻬد ﻛل ﻣن ﺑﯾﺟو وراﻧدون طﯾﻠﺔ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣﺻورة ﺑﯾن 1844و.1859
اﻟﻣﺣﺎﺿرة رﻗم :1اﻻﺳﺗﯾطﺎن وﻣﺻﺎدرة اﻷراﺿﻲ
اﻻﺳﺗﯾطﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ،ﺑﺳﺑب اﺳﺗﯾﻼءﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻣﻼك "اﻟﺑﺎﯾﻠك" وﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻷﻋﯾﺎن وﺳﯾﺎﺳﺔ
وﺿﻣﻬﺎ إﻟﻰ
ّ ﻋﻣدت اﻹدارة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد أراﺿﻲ "اﻟﺑﺎﯾﻠك" ﻗﺻد اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺗم ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﺷروع؛ اﻟّذي دﻋﺎ إﻟﻰ ﺗﻬﺟﯾر 45أﻟف ﺷﺧص ﻧﺣو اﻟﺟزاﺋر
وﺑﺎﻟﻔﻌلّ ،
ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻول ﻛل ﻣﻬﺎﺟر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻌﻣرة ﻓﻼﺣﯾﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻗُ ّدر ﻋدد اﻷوروﺑﯾﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن
وﺧﻼل ﺷﻬر ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1832ﺑدأت ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﯾطﺎن اﻟرﺳﻣﻲ؛ ﺣﯾث اﺳﺗﻘدﻣت ﻋددا ﻣن
اﻷﺳر اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟّﺗﻲ ﺷرﻋت ﻓﻲ وﺿﻊ أﺳس ﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت
وﺧﺻﺻت
ّ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟّﺗﻲ ظﻬرت ﻟﻠوﺟود ﻫﻲ اﻟّﺗﻲ ُﻣﻧﺣت ﻟﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ "داﻟﻲ إﺑراﻫﯾم"
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ.
اﻟﻣﺣﺎﺿرة رﻗم :1اﻻﺳﺗﯾطﺎن وﻣﺻﺎدرة اﻷراﺿﻲ
ُﻋرﻓت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺑﺈﻏراﺋﻬﺎ ﻟﻸوروﺑﯾﯾن ﻟﻠﻬﺟرة إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ،وﺑﻌدﻫﺎ ﺑدأت ﺗظﻬر
ﺗﺟﻣﻌﺎت ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿواﺣﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺟزاﺋر ،وﻋﻠﯾﻪ ظﻬر ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﯾطﺎن" :اﻟرﺳﻣﻲ
واﻟﺣر" (197) ،اﻟّذي ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط ﺣرﻛﺔ اﻻﺳﺗﯾطﺎن ﻓﻲ ﺳﻬل ﻣﺗﯾﺟﺔ
ﻋﺎم .1839
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﺑﺎﺋل اﻟّﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘت ﺑﺎﻷﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑﺎﻟﻣﻐرب أو اﻟﺻﺣراء
وﻗد وﺿﻌت إدارة اﻻﺣﺗﻼل ﺗرﺳﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻌد
ﯾﺗم ﻧزﻋﻬﺎ.
ﺣﯾﺎزة ﻋﻘد اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾدﻫﺎ أو ّ
اﻟﺛﺎﻟث ،ﺑﻌد أن ﻋﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻋدد اﻟﻣﻌﻣرﯾن اﻟواﻓدﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﺟرة ﻧﺣو اﻟﺟزاﺋر،
ٕواﻋطﺎء اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬم ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﯾﻬﺎ ،رﻏم ﻋدم اﻣﺗﻼﻛﻬم ﻟﻌﻘود إﺛﺑﺎت
ﺑﻌد أن ُوﺿﻌت اﻟﺟزاﺋر ﺑﯾد اﻟﻣﻌﻣرﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن )اﻟﻛوﻟون( وﺳﯾطروا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،اﻧطﻠﻘوا ﺑﻣﻧﺢ
ووﺳﻌوا اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ّ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﯾﻬود اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺟزاﺋر وﻓق ﻗﺎﻧون ﻛرﯾﻣوا ،1870
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻣدﻧﻲ ،واﺗّﺧذوا ﻣن ﺛورة "اﻟﻣﻘراﻧﻲ" ذرﯾﻌﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧص ﻋﻠﻰ
ﻧطﺎق واﺳﻊ؛ ﻓﺻﺎدروا أﻣﻼك اﻟﺛﺎﺋرﯾن وزﻋﻣﺎﺋﻬﺎ وﻓق ﻗﺎﻧون 30ﻣﺎرس اﻟّذي ّ
ﻣﺻﺎدرة أﻣﻼك اﻟﺛﺎﺋرﯾن اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺛورة ،وﻗُ ّدرت ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟّﺗﻲ ﺻودرت ﺑﻌد
64.739.075ﻓرﻧك.
أن اﻟﻣﺧططﺎت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻻﺣﺗﻼل ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻼء
واﻟﻣﻼﺣظ ّ
أراﺿﻲ اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘرى اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟّﺗﻲ ﺗم ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟواﻓدﯾن اﻷوروﺑﯾﯾن.