Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 11

‫األسواق المالية الدولية‬

‫‪.‬مقدمة عامــــة‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬مدخل إلى األسواق المالية الدولية‬


‫المطلب األول‪ :‬نشأة األسواق المالية الدولية‬
‫المطلب الثاني‪:‬وظائف األسواق المالية الدولية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬مقومات األسواق المالية الدولية‬

‫المبحث الثاني‪:‬اإلستثمار في األسواق المالية الدولية‬


‫‪.‬المطلب األول‪:‬آلية التعامل في األسواق المالية الدولية‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪:‬تحليل واقع االستثمار في األسواق المالية الدولية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬الشركات الكبرى عبر الوطنية و األسواق المالية الدولية‬

‫‪.‬المبحث الثالث‪:‬الالعبون األساسيون في األسـواق المـالية الدولية‬


‫‪.‬المطلب األول‪ :‬أهم المراكز المالية الدولية ومؤشراتها‬
‫"‪. "Eurodollar‬المطلب الثاني ‪:‬سوق الدوالرات األوروبية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬سوق السندات األوروبية‬
‫‪.‬خاتمة عامــــة‬
‫‪ :‬مقــدمة‬

‫تلعب األسواق المالية دورا هاما في اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء‪ ،‬كونها إحدى أدوات السياسة المالية‬
‫المستخدمة في تعبئة المدخرات المحلية وأداة جاذبة لالستثمارات األجنبية‪ ،‬إضافة إلى دورها الفاعل في تمويل خطط التنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬ومع تنامي عجز الموازنات العامة لبعض الدول فقد أخذت – هذه الدول – في البحث عن موارد مالية غير‬
‫‪.‬سيادية لتمويل خططها التنموية‪ ،‬فغدت األسواق المالية واحدة من األدوات الهامة التي تستخدم لمثل هذه الغايات التنموية‬
‫وقد شهدت األسواق المالية الدولية تطورات هائلة خالل السنوات األخيرة سواء من حيث األدوات المالية الجديدة أو من‬
‫حيث التغيرات الهيكلية في تقسيمات األسواق واستحداث أسواق جديدة وتطوير األنظمة المتعلقة بالتداول والتسوية‬
‫والتقاص‪ ،‬األمر الذي استدعى دول العالم المختلفة لبذل جهود مكثفة لمواكبة هذه التغيرات لما لذلك من آثار إيجابية على‬
‫‪.‬سيولة األسواق المالية وعمقها‬
‫‪:‬إشكالية البحث‬
‫‪:‬لمعالجة هذا البحث يتم طرح اإلشكالية التالية‬
‫ما أهمية وآلية عمل األسواق المالية الدولية في إستقطاب وإستثماروتوظيف الموارد المالية على الصعيد الدولي؟ ‪-‬‬

‫‪:‬و انطالقا من هذا التساؤل الرئيسي‪ ،‬يمكن استخراج األسئلة الفرعية التالية‬
‫كيف نشأت األسواق المالية الدولية وما هي وظائفها؟ ‪-‬‬
‫ما هي آلية التعامل في هذه األسواق؟ ‪-‬‬
‫ما هي أهم األسواق المالية الدولية في العالم‪ ،‬وما مؤشراتها؟ ‪-‬‬
‫‪:‬الفرضيات‬
‫‪:‬لإلجابة عن هذه التساؤالت قمنا بوضع الفرضيات التالية‬
‫‪.‬ظهرت األسواق المالية الدولية نتيجة الثورة الصناعية و النهضة التكنولوجية التي أدت إلى ظهور الشركات المساهمة ‪-‬‬
‫التعامل في األسواق المالية الدولية محفوف بعدة مخاطرلذلك فاإلسثمارفي هذه األسواق يتطلب الكفاءة و الخبرة من لدن ‪-‬‬
‫‪.‬جميع المتعاملين في السوق المالي‬
‫‪.‬يعتبر سوق السندات األوروبية ‪،‬باإلضافة الى البورصات العالمية وسوق األورو دوالر أهم المراكز المالية الدولية ‪-‬‬
‫‪:‬منهجية البحث‬
‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة وتحقيق األهداف المرجوة من الموضوع محل البحث‪ ،‬وبغية اختبار صحة الفرضيات‬
‫‪.‬المقدمة وتناولها بالبحث والتحليل‪ ،‬اعتمدنا منهجاإستقرائيا‬

‫‪:‬هيكلة البحث‬
‫‪.‬تم تقسيم البحث إلى ثالث مباحث ‪،‬تتقدمها مقدمة عامة‬
‫‪.‬في المبحث األول‪،‬تطرقنا إلى نشاة األسواق المالية الدولية ‪،‬وظائفها ومقوماتها‬
‫و في المبحث الثاني تناولنا آلية التعامل في األسواق المالية الدولية ومدى مساهمة الشركات الكبرى عبر الوطنية في‬
‫‪.‬عمليات السوق المالي الدولي‬
‫اما في البحث الثالث تعرضنا إلى أهم الالعبين األساسيين في األسواق المالية الدولية ‪ .‬إضافة إلى خاتمة عامة التي تعبر‬
‫‪.‬على حوصلة للموضوع والنتائج المتوصل إليها‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬مدخل إلى األسواق المالية الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة األسواق المالية الدولية‬


‫إن أهم األسواق المالية التي عرفها التاريخ اإلقتصادي في أوروبا بل في العالم ـ و كان التعامل فيها يتم بالكمبياالت‬
‫والسندات األذنية‪ ،‬و المعادن النفيسة ـ هي أسواق البندقية و جنوة في إيطاليا و سوق فرانكفورت‪ ،‬وكانت تلك األسواق من‬
‫أكثر األسواق المالية األوروبية تعامال مع منطقة الشرق األوسط التي شهدت في تلك الفترة نشاطا تجاريا هائال باعتبارها‬
‫‪.‬مركز اتصال بين الشرق األقصى و أوروبا‬
‫و مع تطور الفكر اإلقتصادي الرأسمالي الذي يدعو إلى التخصص و تقسيم العمل‪ ،‬و مع انبثاق الثورة الصناعية‪ ،‬زادت‬
‫أهمية االستثمارات الفردية التي تتطلب موارد مالية كبيرة تفوق قدرات و إمكانيات األفراد‪ .‬و على إثر ذلك ظهرت‬
‫الشركات المساهمة التي فتحت المجال واسعا أمام مشاركة عدد أكبر من المساهمين في ملكية الشركات و بذلك ضمان‬
‫‪.‬التمويل الالزم لها‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬تطور عدد البنوك و ازدادت أهميتها في مختلف الدول‬
‫كل هذه العوامل و الظروف‪ ،‬فضال عن توسع المشاريع اإلستثمارية و المعامالت التجارية‪ ،‬ساهمت بشكل كبير في نشأة‬
‫‪.‬األسواق المالية كأداة فعالة لتعبئة الموارد و المدخرات الالزمة للتمويل التجاري و اإلستثماري‬
‫و أول األسواق المالية ظهورًا‪ ،‬كانت في القرن السابع عشر (ق‪ )17‬في أمستردام‪ ،‬ثم في القرن الثامن عشر (ق‪ )18‬في‬
‫البندقية‪ ،‬و شهد القرنين التاسع عشر و العشرين (ق ‪ 19‬و ق‪ )20‬على التوالي‪ ،‬نشأة المركزين الماليين الدوليين البريطاني‬
‫‪.‬و األمريكي‬
‫و قد ظهرت البورصات في القرن التاسع عشر (ق‪ )19‬من أجل تداول السلع و المنتجات و األوراق المالية و إبرام‬
‫‪:‬الصفقات‪ ،‬و كان ظهور البورصات نتاج عوامل اقتصادية عديدة أهمها‬
‫زيادة النشاط المالي للمؤسسات الكبرى و التي تستعمل أموال ضخمة‪ ،‬كالمصارف و شركات التأمين و شركات النقل و ‪-‬‬
‫االتصاالت؛‬
‫‪.‬زيادة المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬التي شهدت انتقال السلع و المواد األولية من البلدان الُم ستعَم رة إلى البلدان الُم ستعمرة ‪-‬‬
‫إَّن األسواق المالية في الدول المتقدمة تطورت بصفة مصاحبة للتغيرات و التطورات الحاصلة على المستوى ‪-‬‬
‫‪.‬التكنولوجي‪ ،‬و تنامي حجم اإلنتاج و وحدات األعمال الكبيرة بصورة أسرع من الوسائل المتاحة للتمويل‬

‫وزاد نشاط األسواق المالية زيادة هائلة‪ ،‬فقد بلغ عدد األسواق المالية في الواليات المتحدة األمريكية أربع عشر بورصة في‬
‫الوقت الحاضر‪ ،‬و أهمها و أكبرها بورصة نيويورك‪ .‬في بريطانيا أيضًا‪ ،‬اندمجت كل األسواق المالية منذ عام ‪1913‬م في‬
‫‪.‬نظام واحد و هو بورصة لندن‬
‫و في اليابان تعمل في الوقت الحاضر ثماني بورصات على رأسها بورصة طوكيو‪ .‬و هو الحال بالنسبة أللمانيا‪ ،‬حيث يوجد‬
‫‪.‬أيضًا ثماني بورصات أهمها بورصة فرانكفورت‪ .‬و بالنسبة لفرنسا‪ ،‬هناك سبع بورصات تترأسها بورصة باريس‬

‫المطلب الثاني‪:‬وظائف األسواق المالية الدولية‬

‫تؤدي األسواق المالية دورا هاما في الحياة االقتصادية‪ ،‬وإذا ما حاولنا عرض أهم الوظائف التي يمكن أن تؤديها‪ ،‬فيمكن‬
‫‪:1‬حصرها فيما يلي‬
‫تنمية االدخار عن طريق تشجيع االستثمار في األوراق المالية‪ ،‬وتوجيه المدخرات لخدمة االقتصاد القومي‪ .‬حيث تشجع ‪1.‬‬
‫سوق األوراق المالية على تنمية عادة االدخار االستثماري‪ ،‬خاصة بالنسبة لصغار المدخرين الذين ال يستطيعون القيام‬
‫بمشاريع مستقلة بأموالهم القليلة‪ ،‬ومن ثم فإنهم يفضلون شراء أوراق مالية على قدر أموالهم‪ ،‬وهذا يساعد على خدمة‬
‫أغراض التنمية والحد من التضخم‪ ،‬كما أنها تساعد على توجيه المدخرات نحو االستثمارات المالئمة (سواء في األسهم أو‬
‫‪.‬السندات) وذلك وفقا التجاهات األسعار‬
‫المساعدة في تحويل األموال من الفئات التي لديها فائض (المقرضين) إلى الفئات التي لديها عجز (المقترضين)‪2. .‬‬
‫فالمقرضون يقومون بتخفيض نفقاتهم االستهالكية الحالية مقابل الحصول على دخول أعلى في المستقبل عند حلول آجال‬
‫استحقاق تلك القروض‪ ،‬وعندما يقوم المقترضون باستخدام تلك األموال المقترضة في شراء وتأجير عناصر اإلنتاج‪ ،‬فإنهم‬
‫‪.‬سوف ينتجون دخوال أعلى‪ ،‬وبالتالي زيادة مستوى المعيشة ليس فقط للمقترضين بل لكل فئات المجتمع‬
‫المساهمة في تمويل خطط التنمية عن طريق طرح أوراق مالية حكومية في تلك السوق‪ .‬حيث رافق بروز أهمية ‪3.‬‬
‫األوراق المالية التي تصدرها شركات المساهمة ازدياد التجاء الحكومات إلى االقتراض العام من أفراد الشعب‪ ،‬لسد نفقاتها‬
‫المتزايدة وتمويل مشروعات التنمية‪ ،‬وذلك عن طريق إصدار السندات واألذون التي تصدرها الخزانة العامة ذات اآلجال‬
‫‪.‬المختلفة‪ ،‬ومن هنا صارت هذه الصكوك مجاال لتوظيف األموال ال يقل أهمية عن أوجه التوظيف األخرى‬
‫المساهمة في دعم االئتمان الداخلي والخارجي‪ .‬حيث إن عمالت البيع والشراء في بورصة األوراق المالية تعد مظهرا ‪4.‬‬
‫من مظاهر االئتمان الداخلي‪ ،‬فإذا ما ازدادت مظاهر هذا االئتمان ليشمل األوراق المالية المتداولة في البورصات العالمية‬
‫‪.‬أصبح من الممكن قبول هذه األوراق كغطاء لعقد القروض المالية‬
‫المساهمة في تحقيق كفاءة عالية في توجيه الموارد إلى المجاالت األكثر ربحية؛ وهو ما يصاحبه نمو وازدهار ‪5.‬‬
‫‪:‬اقتصادي‪ .‬وهذا األمر يتطلب توافر عدة سمات في سوق األوراق المالية‪ ،‬يمكن إيجازها فيما يلي‬
‫‪.‬كفاءة التسعير‪ :‬بمعنى أن تعكس األسعار كافة المعلومات المتاحة )أ(‬
‫كفاءة التشغيل‪ :‬بمعنى أن تتضاءل تكلفة المعامالت إلى أقصى حد‪ ،‬مقارنة بالعائد الذي يمكن أن تسفر عنه تلك )ب(‬
‫‪.‬المعامالت‬
‫‪.‬عدالة السوق‪ :‬بمعنى أن تتيح السوق فرصة متساوية لكل من يرغب في إبرام الصفقات )ج(‬
‫األمان‪ :‬ويقصد به ضرورة توافر وسائل للحماية ضد المخاطر التي تنجم عن العالقات بين األطراف المتعاملة في )د(‬
‫‪.‬السوق‪ ،‬مثل مخاطر الغش والتدليس وغيرها من الممارسات الالأخالقية التي يعمد إليها بعض األطراف‬
‫تحديد أسعار األوراق المالية بصورة واقعية على أساس من المعرفة الكافية ودرجة عالية من العدالة‪ .‬حيث يتم تحديد ‪6.‬‬
‫أسعار األوراق المالية عبر المفاوضة أو المزايدة (المزاد العلني) والتي تعكس بصورة أقرب إلى الدقة رأي المتعاملين في‬
‫السعر المناسب للورقة المالية وفقا لظروف السوق السائدة‪ ،‬باإلضافة إلى ما تقوم به الشركات والجهات االقتصادية من نشر‬
‫كافة البيانات المتعلقة بالشركات وصكوكها وأرباحها ومراكزها المالية؛ وهو ما يحول دون خلق سعر غير واقعي للورقة‬
‫أدنى سعر( وللمشتري )‪Highest Bid‬أعلى سعر طلب( المالية‪ .‬ويمثل هذا السعر أفضل األسعار بالنسبة للبائع‬
‫‪ Lowest Offer).‬عرض‬
‫إن سوق األوراق المالية تعتبر أداة هامة لتقويم الشركات والمشروعات‪ .‬حيث تساهم في زيادة وعي المستثمرين ‪7.‬‬
‫وتبصيرهم بواقع الشركات والمشروعات‪ ،‬ويتم الحكم عليها بالنجاح أو الفشل‪ .‬فانخفاض أسعار األسهم بالنسبة لشركة من‬
‫الشركات دليل قاطع على عدم نجاحها أو على ضعف مركزها المالي؛ وهو ما قد يؤدي إلى إجراء بعض التعديالت في‬
‫‪.‬قيادتها أو في سياستها أمال في تحسين مركزها‬

‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬مقومات األسواق المالية الدولية‬

‫يتطلب سوق المال توافر عدد من المقومات األساسية لكي يصبح سوقا فعاال قادرا على تحقيق األهداف التي يقام من أجلها‬
‫‪:‬هذه المقومات يمكن حصرها فيما يلي‬
‫اعتناق فلسفة اقتصادية لبيرالية قائمة على الثقة في قدرات قوى السوق على تحريك النشاط االقتصادي في ظل‪1-‬‬
‫اعتبارات الكفاءة االقتصادية والسلوك الرشيد لكل من المنتج والمستهلك‪ ،‬المصدر والمستورد وغيرها من األفراد والهيئات‬
‫القائمة بالنشاط االقتصادي ‪،‬أن رأس المال الخاص يلعب دوره الريادي في تجميع المدخرات الخاصة وإعادة تخصيصها‬
‫‪.‬على وجوه النشاط االقتصادي التي تحقق أعلى معدل عائد ممكن في ظل أدنى مستوى ممكن من المخاطر‬
‫ضرورة وجود حجم كافي من المدخرات بشقيها الوطني واألجنبي المعروضة وفي الوقت نفسه يقابلها طلب كاف عليها‪2-‬‬
‫حتى اليوجد فائض في الطلب دون أن يناظره العرض المتاح من المدخرات التي تتكفل بتغطيته ‪,‬أو فائضا في العرض‬
‫‪.‬اليوجد الطلب القادر على توظيفه في وجوه االستثمارات المالية المختلفة‬
‫وجود فرص استثمارية كافية وقادرة على اجتذاب رؤوس األموال قصيرة وطويلة األجل المعروضة والباحثة في الوقت‪3-‬‬
‫‪.‬نفسه عن فرص جذابة لالستثمار‬
‫ايجاد االطارات التشريعية والتنظيمية الفعالة من خالل مرونتها وقدرتها على التطور والتكيف المستمر مع المتغيرات‪4-‬‬
‫االقتصادية القومية والدولية‪ ،‬فتوافر هذه التشريعات كافية وقادرة وتساعد كثيرا في تسهيل المعامالت وتحركات رؤوس‬
‫‪.‬األموال من ناحية وفي الوقت نفسه توفر الحماية واألمان لكافة أطراف التعامل في السوق المالي من ناحية أخرى‬
‫توافر المؤسسات المصرفية والمالية الفعالة والمتنوعة حتى تؤدي دورها المطلوب في تجميع المدخرات الوطنية‪5-‬‬
‫واألجنبية من ناحية واستحداث وتوليد الفرص االستثمارية وتجهيزها في شكل مشروعات استثمارية والترويج لها من ناحية‬
‫‪.‬أخرى‬
‫فهذة المؤسسات المالية أوالمصرفية تلعب دورا بارزا في عملية التوسط بين المدخرات والمنضمين اليجاد التالقي المطلوب‬
‫‪.‬بين عرض المدخرات والطلب عليها وعرض فرص االستثمار والطلب عليها‬
‫وجود محفظة أوراق مالية جيدة ومتنوعة تحتوي على العديد من المزايا المتنوعة حتى تكون قادرة على جذب المتعاملين‪6-‬‬
‫‪.‬في السوق المالي وفي الوقت نفسه تتضح أمامهم فرص كبيرة لألختيار من بينها‬
‫كما أنه من االمالحظ قد شاع مصطلح "التدويل" في األوراق المالية الدولية بعد ح ع‪ ،2‬ويرجع إلى االجراءات الضخمة‬
‫التي تم اتباعها في الدول الصناعية المتقدمة الرئيسية لتحرير حركة رؤوس األموال من القيود المفرروضة عليها والدور‬
‫الكبير الذي لعبته ثورة المعلومات مما جعل األسواق المالية الدولية أشبه بقرية مالية واحدة مترابطة األطراف وقادرة على‬
‫إيجاد الفرص االستثمارية المتنوعة والجذابة أمام راغبي االستثمار في أرجاء المعمورة باالضافة إلى فتح الباب أمام البنوك‬
‫التجارية والمتخصصة العالمية لتجد الغرض المناسب لتوضيف أموالها التي تراكمت لديها على وجه خاص في الفترة‬
‫‪ 1990-1947‬نتيجة لظاهرة تراكم الفوائض البترودوالرية‪ ،‬و التطور الكبير الذي شهدته أسواق العمالت األروبية يضاف‬
‫إلى ذلك النجاح الذي حققته البنوك المركزية للدول الصناعية المتقدمة في السيطرة على الظاهرة التضخمية في حقبة‬
‫الثمانينات وبتالي فتح الطريق أمام هذه الدول النتهاج سياسات مرنة ألسعار الفائدة مكنتها من تخفيض معدالت الفائدة بها‬
‫ساهم بدوره في زيادة الطلب على األوراق المالية ذات أسعار الفائدة الثابتة (السندات الدولية) ولقد أحدث هذا التطور رواجا‬
‫كبيرا في مجال االستثمارات المالية الدولية وهيأ السبيل أمام حركات رؤوس األموال عبر الحدود الدولية باالضافة إلى‬
‫‪ .‬الدور الكبيرالذي لعبته سياسة تخفيض وإزالة القيود بين األسواق الدولية‬
‫المبحث الثاني‪:‬اإلستثمار في األسواق المالية الدولية‬

‫‪.‬المطلب األول‪ :‬آلية التعامل في األسواق المالية الدولية‬

‫تصدر األوراق المالية إما مقومة بعمالت حقيقية متداولة في دولة من الدول وهذا هو الغالب إما بوحدات نقدية "حسابية" أو‬
‫"مركبة" ال تتداول بالفعل وإنما تستخدم فقط كوحدات للقياس‪ ،‬وذلك لما لها من مزايا العمالت الحقيقية لتجنب ما قد يطرأ‬
‫على العملة من تقلبات قد تضر بمصلحة المتعاملين في السوق المالية ويتم التعامل بها في هذه األسواق على وفق مؤشرات‬
‫‪ :‬يتم على ضوئها تحديد التوجهات التي يمارسها المستثمرون والمضاربون والمحللون الماليون في األسواق المالية‪ ...‬وهي‬
‫المؤشرات االقتصادية‪ :‬تتأثر حركة أسعار األسهم والسندات في السوق المالية بالمؤشرات االقتصادية التي تعكس *‬
‫بدورها مدى صحة التكهنات والتوقعات في السوق‪ ,‬مثل حالة اإلعالن عن ميزانية مالية ضخمة أو نهج استثماري طموح‪,‬‬
‫والذي يعني توقع ارتفاع األسعار بشكل عام‪ ,‬كما أن القيام بضخ أموال إضافية للسوق من شأنه أن ينعكس على حالة‬
‫وأوضاع األوراق المالية في البورصة في البلدان السائرة في طريق النمو وهكذا في اعتماد إحصاءات اإلنتاج الصناعي أو‬
‫‪.‬الناتج القومي أو الدخل القابل للتصرف كمؤشرات في أسواق البورصة في الدول المتقدمة‬
‫المؤشرات النقدية والمالية‪ :‬وهي من أهم المؤشرات لمعرفة اتجاهات األسعار في السوق المالية إذ إن ارتفاع أسعار *‬
‫الفائدة يؤدي إلى توجه المستثمرين نحو اإليداع في المصارف‪ ,‬والقيام ببيع أسهمهم في السوق فيزداد المعروض منها‬
‫وتنخفض أسعارها في حين تتجه األموال نحو السوق المالية في حالة هبوط أسعار الفائدة في المصارف أو تحويلها إلى‬
‫سوق السندات‪ .‬كما أن زيادة عرض النقد سواء أكان في اقتصاديات الدول السائرة في طريق النمو أو المتطورة تؤدي إلى‬
‫ارتفاع أسعار األسهم وبعكسه فأن انخفاض معدالت نمو عرض النقد سوف يعمل على انخفاض أسعار األسهم‪ ,‬وعليه فأن‬
‫تدخل البنوك المركزية في توسيع عرض النقد أو تقليصه ينعكس على تحول أسعار الفائدة نحو االرتفاع أو االنخفاض ومن‬
‫‪.‬ثم التأثير على اتجاهات األسعار في السوق المالية تبعًا لذلك‬
‫حجم التداول في البورصة‪ :‬إن عدد األسهم والسندات المتداولة في السوق المالية يحدد قوة السوق وتوقعات صعوده أو *‬
‫هبوطه بالمستقبل إذ إن كثافة حجم التداول تعني تفاؤل المستثمرين وإقبالهم على االستثمار في السوق وما يتبعه من ارتفاع‬
‫في األسعار نتيجة لذلك‪ .‬أما إذا حققت السوق تقدمًا أو عرضًا ولم يرافقه تداول كثيف‪ ,‬فعندها تبقى األسعار على حالها أو‬
‫تتجه نحو االنخفاض بسبب الجمود النسبي للمشاركة‪ ,‬وبالتالي توجه المستثمرين نحو تصفية استثماراتهم حيث تستمر‬
‫األسعار باتجاهات النزول‪ .‬ومن هنا يتبين لنا بأن كثافة التداول وزيادة األسعار هي التي تولد الطلب والتي يعقبها حصول‬
‫الزيادات المتتالية بعد ذلك‪ ...‬فالطلب إذًا ليس وحده الذي يؤدي إلى زيادة األسعار في األسواق المالية‪ ...‬وهكذا فأن لهذه‬
‫السوق خصائص تختلف عما هي عليه في األسواق االستثمارية وأسواق السلع االستهالكية وهي التي تعكس فاعلية آلية‬
‫‪:‬العملية االستثمارية في تلك األسواق‪ ,‬والمتمثلة بما يأتي‬
‫الطابع الفردي لهذه األسواق مما يجعل المستثمر يواجه أطرافًا قوية في جانب اإلصدار والتسويق ممثلة بالهيئات العامة *‬
‫‪.‬والشركات الكبرى وهي التي لها القدرة على الخوض في السوق الدولية‬
‫إنه من الصعب على المستثمر أن يلم إلمامًا كافيًا باألوضاع السائدة في األسواق بصفة عامة وكذلك بأوضاع الهيئات *‬
‫التي يستثمر أوراقها وكثيرًا ما يعتمد المستثمر في هذا الشأن إما على بضعة معلومات عامة وإما على نصائح وإرشادات‬
‫المتاجرين باألوراق المالية‪ .‬هذا إذا ما علمنا بأن غالبية المستثمرين يلتجئون إلى خدمات المتخصصين نظرًا لما يفرضه‬
‫‪.‬هؤالء من شروط ومن رسوم قلما ترتبط بنوعية األداء وفعاليته‬
‫يحتاج حملة األوراق المالية وخاصة حملة السندات إلى تشديد حمايتهم ليس من المخاطر في السوق العادية والناجمة عن *‬
‫تغير سعر الفائدة أو أسعار الصرف أو ائتمان األوراق المالية‪ ,‬وإنما المخاطر الناجمة عن تخلف المدينين (وخاصة في‬
‫سوق السندات) عن أداء التزاماتهم‪ ,‬والمتمثلة في صعوبة الحصول على العمالت األجنبية عند التسديد أو التأخر عن دفع‬
‫‪.‬الفوائد واألقساط‪ ,‬أو فرض الرقابة على الصرف أو فرض الضرائب‪ ,‬كالضرائب على التحويالت وغير ذلك‬

‫‪.‬المطلب الثاني ‪:‬تحليل واقع االستثمار في األسواق المالية الدولية‬

‫لقد أصبح االقتصاد العالمي‪ ,‬إزاء األهمية المتزايدة لرأس المال في صناعة الخدمات المالية بمكوناتها المصرفية وغير‬
‫المصرفية‪ ,‬أداة تحركها مؤشرات ورموز البورصات العالمية (داوجونز‪ ،‬ناسدك‪ ،‬نيكاي‪ ،‬داكس‪ ،‬كيك‪ )...‬والتي تؤدي إلى‬
‫نقل الثروة العينية من يد مستثمر إلى آخر دون عوائق أو حتى عبر الحدود الجغرافية حيث الحركة المستمرة لرؤوس‬
‫األموال الباحثة عن الربح أمام فوائضها المتراكمة وتوفير ضمانات ألصحاب هذه األموال وتنويعها من خالل اآلليات التي‬
‫توفرها األدوات المالية والتحكم في األسواق المختلفة‪ .‬فعلى سبيل المثال أشارت تقارير البنك الدولي إلى أن حجم التعامل‬
‫على الصعيد العالمي بلغ لسوق (اليورو‪ -‬دوالر) حوالي (‪ )300‬مليار دوالر في يوم العمل الواحد‪ ،‬أي ما يقارب (‪)75‬‬
‫تريلون دوالر في السنة في حين لم يتجاوز حجم التجارة في قطاع السلع والخدمات (‪ )3‬تريلون دوالر حتى أضحت خطرًا‬
‫يهدد اقتصاديات العالم؛ فقد أثبتت تجارب عقد التسعينات من القرن الماضي أن هذه الحركة للكميات الهائلة من رؤوس‬
‫األموال كثيرًا ما أدت إلى حدوث أزمات وصدمات مالية مكلفة (في المكسيك‪ ،‬النمور اآلسيوية‪ ،‬البرازيل‪ ،‬روسيا‪)...‬‬
‫‪:‬والمتمثلة في‬
‫‪.‬المخاطر الناجمة عن التقلبات الفجائية لالستثمارات في األسواق المالية الدولية وخاصة قصيرة األجل منها ‪-‬‬
‫‪.‬مخاطر التعرض للمضاربات في السوق ‪-‬‬
‫‪.‬مخاطر هروب األموال الوطنية ‪-‬‬
‫‪.‬مخاطر دخول األموال القذرة (غسيل األموال) ‪-‬‬
‫‪.‬إضعاف السيطرة على السياسات الوطنية في مجاالت السياسة النقدية والمالية ‪-‬‬
‫وهكذا استأثرت القوى العظمى لالستثمار بثروات العالم وأسواقه ساعدها في ذلك ازدهار شبكات االتصال ونقل المعلومات‬
‫التي يوفرها التقدم التقني الهائل في ربط األسواق المالية العالمية مما يسمح للمستثمرين االستجابة للتطورات التي تحدث في‬
‫األسواق بصفة آنية وفورية‪ .‬وبسبب ظاهرة التضخم النقدي الذي يعتبر من الخصائص الهيكلية للحياة االقتصادية الحديثة‬
‫في شتى دول العالم والذي أدى بدوره إلى ارتفاع التكاليف الالزمة لالستثمار إلى جانب حاجة رؤوس األموال إلى توسيع‬
‫نشاطاتها وعدم قدرة االدخارات من الجانب اآلخر لتلبية حجم االستثمارات المطلوبة‪ ,‬فليس هناك من سبيل سوى األسواق‬
‫المالية للحصول على األموال الالزمة لمواجهة ذلك الطلب لتنفيذ االستثمارات‪ ,‬يتم بواسطتها إجراء الصفقات من خالل قيام‬
‫المستثمرين ببيع حصصهم أو زيادتها بالشراء‪ ...‬وهكذا نشطت السوق المالية كأداة مالية جديدة‪ ,‬وما رافق ذلك من دعوات‬
‫إللغاء التنظيمات القانونية والتشريعية التي تقف في سبيل ترويج اقتصاديات السوق‪ ,‬وممارسة العمليات المصرفية والمالية‬
‫على نطاق واسع ومن ثم التسريع في حركة تدفق رؤوس األموال عبر الحدود‪ ,‬مما خلق اتساعًا في نطاق التعامل باألوراق‬
‫المالية بأنواعها المختلفة‪ ،‬لتتحول أجزاء من حجم رؤوس األموال المتداولة إلى المضاربة عالميًا في أسواق العمالت‬
‫والبورصات واألوراق المالية واألسهم والسندات والبيوع المكشوفة؛ األمر الذي جعل التعامل في األسواق المالية الدولية‬
‫يتطلب المراجعة المستمرة للمفاهيم واآلثار ال بل والستراتيجيات المتبعة فغالبًا ما يتم التعامل في هذه األسواق ضمن عملية‬
‫مقصودة تحركها القوى الرأسمالية لتحقيق مصالحها بما في ذلك تحرير التجارة وفتح األسواق الدولية أمام االنتقال الحر‬
‫للسلع والخدمات وذلك عن طريق الالعبين األساسيين في هذه األسواق الدولية التي تقود عمليات االستثمار وإجراءات‬
‫‪.‬البيوع والسمسرة والمضاربات المالية‬

‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬الشركات الكبرى عبر الوطنية و األسواق المالية الدولية‬

‫على أثر االزدهار االقتصادي في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية برزت ظاهرة انتشار ما يسمى بالشركات متعددة‬
‫‪.‬الجنسية أو الشركات عبر الوطنية (أغلب هذه الشركات أمريكي‪ ،‬أو أوربي‪ ،‬ياباني)‬
‫تسعى الشركات الكبرى إلى دعم السوق العالمية الحرة والترويج لها حيث يكون الفاعل األكبر وبأقوى صورة الشركات‪-‬‬
‫متعددة الجنسية العمالقة والالعبون الكبار في أسواق المال الدولية‪ .‬من هنا يتضح فن اللعبة في األسواق المالية الدولية من‬
‫‪:‬خالل هذه الشركات وعلى الشكل اآلتي‬
‫تصاعد اتجاهات وحركات رؤوس األموال الغربية والشركات من هذا النوع بمساعدة شبكة االتصاالت والمعلومات‪1. ,‬‬
‫يوضح مصادر القوة الهائلة التي تتيح لالحتكارات العمالقة اختراق األسواق العالمية بما فيها أسواق األوراق المالية عن‬
‫طريق تحركات وأنشطة وتفاعالت لزيادة قدرتها على المناورة في التعامل بهذه األسواق باتباع أسلوب تشجيع المضاربة‬
‫في البورصات على األسهم والسندات من أجل تشغيل الكتل المالية الهائلة المتحركة من األموال ذات األصول المصرفية‬
‫والتي تفوق في قيمتها مجموع قيمة التجارة العالمية بما ال يقل عن ثالثين مرة (من السلع والخدمات المنظورة وغير‬
‫المنظورة) وهذا يعني أنه إذا كان مجموع قيمة التجارة السلعية على مستوى العالم هو ثالثة تريليون دوالر (كما بينا) فأن‬
‫حجم االستثمارات المطروحة في مجال البورصات واألسهم والسندات‪ ،‬وفي النقود اإللكترونية أو بطاقات االئتمان التي‬
‫يتعاملون بها في تلك األسواق ال يقل عن (‪ )100‬تريليون دوالر والتي تكون بدورها بعيدة عن سيطرة أغنى البنوك‬
‫‪.‬المركزية في العالم‬
‫إن تحركات وأنشطة االحتكارات التجارية والصناعية والمعلوماتية واإلعالمية الغربية ذات القدرات المفزعة كانت تتم ‪2-‬‬
‫‪(Transborder‬في اتجاه محاولة تجاوز أو عبور الحدود وتطال السيادة الوطنية للدول والمجتمعات وفيما يعرف بـ‬
‫وقد كان مجال تلك األنشطة والتحركات ينطلق من إقامة فروع للشركات العمالقة المتعددة الجنسيات لممارسة )‪trends‬‬
‫مثل تلك األعمال وبالطريقة التي تمليها هذه الشركات‪ ,‬لتسهيل مهمات تحركات القوى األعظم للهيمنة على اقتصاديات العالم‬
‫عن طريق الشركات الكبرى كأحد األساليب المهمة للسيطرة على تدفقات رؤوس األموال واالستثمارات‪ ,‬والتحكم في‬
‫مسارات أسواق البورصة في العالم بما فيها أسواق األسهم والسندات؛ إذ إنها والحالة هذه تعتبر المستفيد من هذه األسواق‬
‫وخاصة ما يتعلق منها برؤوس األموال المستثمرة بالعمليات المالية التي تعكسها آلية العمل في أسواق المال الدولية والتي‬
‫‪.‬تتجلى بأقوى صورة في الشركات عابرة الجنسيات العمالقة والالعبين في األسواق المالية الدولية‬

‫‪.‬دور عمليات غسل العملة (غسل األموال) ‪-‬‬


‫غسيل األموال يعني القيام بعملية استثمار عملة محصلة بشكل غير قانوني من قبل طرف ثالث لطمس هوية مصدرها‪ ,‬علمًا‬
‫بأن مصدر هذه األموال هو فعل إجرامي‪ ...‬ويتم استغالل هذه األموال في مجاالت قبول الودائع‪ ،‬والحواالت المصرفية‪،‬‬
‫إصدار وسائل الدفع المصرفية‪ ،‬الضمانات وااللتزامات المالية‪ ،‬االتجار لحساب الغير أو للحساب الخاص‪ ،‬التحويل‬
‫الخارجي‪ ،‬السمسرة النقدية‪ ،‬إدارة المحفظة النقدية‪ ،‬امتالك وإدارة السندات المالية وغيرها من األنشطة المصرفية‪ .‬وتشير‬
‫البيانات األولية إلى أن هناك (‪ ) 9,-‬تريليون دوالر أمريكي من إنتاج العالم ينفق في ما يعرف بـ"اقتصاد الظل" أو الصفقات‬
‫التي ال تخضع للضرائب وال تسجل في الدفاتر الرسمية والتي تضم الدخل القانوني غير المسجل للصفقات المدفوعة نقدًا من‬
‫‪:‬جهة الدخل غير القانوني لنشاطات التهريب والمخدرات وغيرها‪ .‬ويتم غسيل األموال على ثالث مراحل‬
‫ال‬
‫ا مرحلة األولى‪ :‬توظيف األموال غير المشروعة على شكل إيداعات بالبنوك والمؤسسات المالية أو شراء األسهم‬
‫‪.‬والسندات‪ .‬لمرحلة الثانية‪ :‬إخفاء المصدر الحقيقي لألموال عن طريق أجراء سلسلة من المعامالت المالية‬
‫‪.‬المرحلة الثالثة‪ :‬إعادة وضع األموال غير المشروعة بعد غسلها‬
‫هذا وتعتبر أسواق المال الدولية من أهم المجاالت التي تمكن لهذا النوع من األموال ممارسة نشاطها حيث تصعب متابعتها‬
‫ومراقبتها أو حتى محاصرتها في هذه السوق نظرًا الندماجها في شبكة األنشطة المالية والمصرفية التقليدية ويزداد األمر‬
‫صعوبة بالنسبة للمدفوعات اإللكترونية المجفرة (بطاقات االئتمان الذكية) وكذلك ما يتعلق بأنظمة الدفع عبر االنترنيت‪ ,‬كما‬
‫أن غاسلي األموال ال يهتمون بالجدوى االقتصادية لالستثمار بقدر اهتمامهم بالتوظيف الذي يسمح بإعادة أو استمرارية‬
‫تدوير األموال‪ ,‬وهو ما يشكل خطرًا على مناخ االستثمار وخاصة في األسواق المالية المتمثلة في أسواق األوراق المالية من‬
‫األسهم والسندات إذ إن حركة األموال المطلوب غسلها دون مراعاة الربحية ضمن حيز هذه األسواق سوف يؤدي إلى‬
‫إرباك السوق وترويج عملية المضاربات ما بين المتعاملين في السوق وخلق حالة من المنافسة غير المتكافئة مع المستثمرين‬
‫حيث أن عملية غسل األموال لضخامة مبالغها تؤثر على أسعار الفائدة وأسعار الصرف وما يعكسه ذلك من تباين سريع في‬
‫أسعار األسهم والسندات وتبدالتها وبالتالي الوقوع في مطب الخسارات أو االنسحاب من السوق أو إفالس بعض‬
‫المستثمرين؛ نظرًا للحجم الكبير الذي تحتله األموال المغسولة في األسواق المالية الدولية‪ ,‬سيما وأن هناك عصابات‬
‫وشبكات ومنظمات دولية ذات إمكانيات هائلة متخصصة في عمليات خلق األموال القذرة‪ ,‬وتبييضها‪ -‬غسلها‪ -‬بفضل‬
‫العولمة المالية عن طريق انتقال األشخاص والتحويالت المصرفية وانتقال رؤوس األموال‪ ...‬وتقدر منظمة األمم المتحدة‬
‫األرباح المتولدة عن الجريمة المنظمة بحدود تريليون دوالر أمريكي سنويًا‪ ,‬ويعاد غسل خمس هذا المبلغ الضخم في‬
‫االقتصاد العالمي أي حوالي (‪ )200‬مليار دوالر سنويًا‪ .‬ومن أبرز عمليات التعامل هذه ما يحصل في مجال األسواق المالية‬
‫والمؤسسات المالية التي تمارس الحسابات السرية المالية والمصرفية حيث يتم غسل األموال وتبييضها عبر وسائل الدخول‬
‫في عمليات شراء األسهم والسندات (سلسلة من عمليات البيع والشراء) وما تعكسه مثل هذه العمليات من آثار سلبية على‬
‫عمليات التداول والتعامل في تلك األسواق‪ .‬ويزداد األمر خطورة إذا ما علمنا بأن شبكات غسيل األموال القذرة توظف عددًا‬
‫كبيرًا من المستشارين القانونيين االقتصاديين والماليين والسماسرة إلدارة ومتابعة عمليات التعامل وخاصة من خالل‬
‫التي تقوم بإصدار فواتير وشهادات استخدام نهائي مزورة إلخفاء مصدر هذه )‪ (Off sure‬المؤسسات المالية والبنوك‬
‫األموال‪ ,‬وما يتبعه من إرباك لألسواق المالية الدولية نتيجة لحصول التغيرات المفاجئة والسريعة في أسعار األسهم‬
‫والسندات وأقيام المبادالت بشكل عام‪ .‬تلك هي حال أسواق المال الدولية وما تعانيه عمليات االستثمار فيها من حاالت‬
‫المنافسة غير المتكافئة والمضاربات والتالعب مما يجعلها تحت وطأة تحركات الكتل المالية المفزعة وتدفقات رؤوس‬
‫األموال وتنامي قدرة الفاعلين األقوى على صعيد رأس المال العالمي‪ ,‬لتشكل إمبراطورية الرأسمال النقدي المستقل عن‬
‫الرأسمال الصناعي والبضاعي وهكذا يتم االستئثار بموارد األسواق المالية الدولية ومردوداتها من خالل عمليات االستثمار‬
‫‪.‬والمضاربة في تلك األسواق‬

‫‪.‬المبحث الثالث‪:‬الالعبون األساسيون في األسـواق المــالية الدولية‬

‫يختلف السوق المالي الدولي عن السوق المالي المحلي كون أن األول ليس له حدود وطنية‪،‬لذلك عملياته أوسع والمتدخلون‬
‫‪.‬في هذا السوق من مختلف الجنسيات‬
‫‪.‬المطلب األول‪ :‬أهم المراكز المالية الدولية ومؤشراتها‬
‫–السوق المالي األمريكي – بورصة نيويورك ‪1.‬‬
‫تعتبر نيويورك حاليا أهم سوق أو مركز مالي دولي‪ ،‬و يرجع ذلك إلى الحجم الكبير لرؤوس األموال المتداولة فيها‪ ،‬و أهمية‬
‫الضغط و التأثير الذي تمارسه بورصة وول ستريت على بقية المراكز المالية الدولية في العالم‪ ،‬و مما زاد من أهمية السوق‬
‫‪،...‬المالي األمريكي أيضا‪ ،‬الوضع المتميز للدوالر في النظام النقدي الدولي‬

‫لقد ظهرت نيويورك كمركز مالي دولي بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث تم في عام ‪1954‬م إصدار قرضين بالدوالر‬
‫‪.1‬استفادت منهما بلجيكا و استراليا‪ ،‬بمبلغ ‪ 55‬مليون دوالر‬
‫و تطورت بورصة نيويورك في هذه الفترة‪ ،‬حيث وصلت في منتصف الستينات االستثمارات الطويلة األجل في السندات‬
‫‪.‬األجنبية مبلغ ‪ 5.7‬مليار دوالر و كانت موجهة في ألغلبها إلى البنوك األجنبية األوروبية‬
‫في عام ‪1962‬م‪ ،‬بلغ إجمالي السندات المصدرة من قبل السوق المالي األمريكي رقما قياسيا ب ‪ 1146‬مليون دوالر‪ ،‬و‬
‫‪.‬يتجاوز هذا المبلغ مجموع القروض األجنبية المصدرة في إنجلترا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬هولندا و النمسا‪ ،‬كلها مجتمعة‬
‫في ‪1972‬م‪ ،‬بلغ حجم التداول في سوق األوراق المالية لنيويورك حوالي ‪ 71.2‬مليار إسترليني‪ ،‬و هذا يفوق مجموع‬
‫‪.‬التداول في (لندن‪ ،‬طوكيو‪ ،‬زيوريخ)مجتمعة‬
‫وخالل الفترة (‪ )1987-1981‬بلغت رؤوس األموال األجنبية الموظفة في األسواق المالية األمريكية حوالي ‪ 920‬مليار‬
‫دوالر‪ ،...‬القسم األعظم منها استثمر في السندات الحكومية األمريكية‪ -‬ليساهم و بشكل فعال في تغطية عجز الموازنة العامة‬
‫‪.‬المستمر‬
‫و قد أصبحت البورصات األمريكية أهم األسواق في العالم‪ ،‬حيث تمثل قيمة مجموع أدوات اإلستثمار المالية المسجلة في‬
‫السوق المالي األمريكي من ‪ %30‬إلى ‪ %60‬من قيمة الرسملة في البورصات العالمية‪ ،‬سواء بالنسبة لألسهم أو بالنسبة‬
‫‪.‬للسندات‬

‫‪:‬خصائص السوق المالي األمريكي ‪-‬‬


‫تتطلب قواعد التعامل في سوق نيويورك المالي و سوق األسهم األمريكي أن تتم جميع عمليات البيع و الشراء بالمزاد العلني‬
‫و بصوت عال و مسموع‪ ،‬من هنا جاء منع المبادالت السرية منعا باتًا‪ ،‬باإلضافة إلى أنه ال يجوز للسمسار أن يتمم طلبات‬
‫‪.‬البيع أو الشراء الواردة إليه من زبائنه دون عرضها في القاعة بطريقة المزاد العلني‬
‫‪:‬و تتميز األسواق المالية األمريكية بمجموعة من الخصائص‪ ،‬أهمها‬
‫وجود نظام معلومات متطور و كفؤ؛ ‪-‬‬
‫القدرة الفائقة على االتصال المستمر بجميع األسواق المالية في العالم‪ ،‬وهذا من خالل ربطها بنظام إلكتروني متعدد ‪-‬‬
‫األطراف؛‬
‫السماح ببيع األوراق المالية لألجانب سواًء من خالل السوق الثانوي‪ ،‬أو عبر إبرام صفقات خارج السوق المالي ‪-‬‬
‫الرسمي؛‬
‫‪.‬التطوير و التحديث المستمر على مستوى أسواق المال األمريكية بهدف تحقيق الكفاءة العالية ‪-‬‬

‫‪-‬السوق المالي البريطاني‪-‬بورصة لندن ‪2.‬‬

‫تعتبر لندن أهم مركز مالي أوروبي‪,‬كما تحتل المركز الثاني بعد نيويورك في العالم‪ .‬و يعود نشاط بورصة لندن إلى القرن‬
‫السابع عشر(ق‪ ،) 17‬حيث بدأت الحكومة البريطانية و بعض الشركات التجارية الكبرى بتجميع رؤوس األموال من خالل‬
‫بيع األسهم و السندات‪ .‬و مع تزايد حجم االستثمارات المالية‪ ،‬ظهر نوع من المتعاملين يؤدي دور الوساطة بين بائعي و‬
‫‪.‬مشتري األوراق المالية‬
‫‪.‬و انتقل تجار األوراق المالية‪ -‬بعد أن كانوا يجتمعون في مقاهي لندن‪ -‬إلى مبنى خاص من أجل ممارسة نشاطهم‬
‫حيث وصلت االستثمارات الخارجية ‪1،‬و بدأت لندن تكتسب أهميتها كمركز مالي دولي خالل القرن التاسع عشر(ق‪)19‬‬
‫البريطانية إلى حدودها القصوى‪ .‬و بعد الحرب العالمية األولى تأثرت شهرة السوق المالي البريطاني بسبب المنافسة الكبيرة‬
‫‪.‬من طرف بورصة نيويورك‪ ،‬إضافة إلى األثر السلبي لألزمة اإلقتصادية لعام ‪1929‬م على دور لندن‬
‫‪..‬بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬تمكنت لندن من العودة إلى الساحة المالية الدولية من خالل تقديمها للقروض باألورو‪ -‬دوالر‬
‫وتؤدي بورصة لندن دورين رئيسيين‪ ،‬فهي تمثل مصدرًا لرؤوس األموال بالنسبة للبريطانيين واألجانب‪ ،‬كما أنها تعتبر‬
‫‪.‬مركزًا عالميا للتعامل باألوراق المالية‬
‫وقد شهدت اإليرادات البريطانية الصافية من الخدمات المالية خالل النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬ويمثل الجدول التالي‬
‫‪.‬تطور هذا التطور خالل الفترة ‪1970‬م‪1980-‬م‬
‫وتشير اإلحصائيات والدراسات أَّن عدد األوراق المالية المسجلة في بورصة لندن يزيد عن ‪ 6000‬سهم‪ ،‬تقدر بنسبة ‪%50‬‬
‫من إجمالي األوراق المالية المسجلة في األسواق المالية األوروبية‪ ،‬منها ‪ 2000‬سهم لشركات دولية وأوروبية‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للسندات فسوق لندن المالي يعتبر من أول األسواق األوروبية‪ ،‬وأكبرها في هذا المجال‪ ،‬ذلك ألن معظم السندات الصادرة‬
‫‪.‬في السوق المالي الدولي مسجلة في سوق لندن‬
‫يتميز سوق لندن المالي بنظام خاص متعلق بوسائل وطرق تنفيذ العمليات‪ ،‬فهو ليس سوق للمزاد العلني كبقية األسواق‬
‫المالية الدولية‪ ،‬وإَّنما يتعامل بالتفاوض والمساومة‪ .‬والسمسار في بورصة لندن يقتصر دوره على الوساطة بين العميل‬
‫والجوبرز الذي يشبه تاجر الجملة في األسواق السلعية‪ ،‬إذ أَّن الجوبر ال يتعامل مع الجمهور ولكنه يقوم ببيع وشراء‬
‫‪.‬األوراق المالية لحسابه‪ ،‬وإن كان يعمل باسم وتحت مسؤولية أحد سماسرة األوراق المالية‬
‫و الجوبرز هم مجموعة من األعضاء في سوق لندن المالي‪ ،‬حيث يقومون بوظيفة "صانعي األسواق"‪ ،‬ويبلغ عددهم ثالثة‬
‫‪.‬عشر(‪ )13‬تاجرًا يتعاملون مع سماسرة األوراق المالية‬
‫‪:‬و يتميز أيضًا سوق لندن المالي بعدد من الخصائص‪ ،‬هي‬
‫الخبرة في مجال المعامالت المالية؛‪-‬‬
‫استقرار سوق العمالت األجنبية؛‪-‬‬
‫‪.‬الضرائب المنخفضة على أرباح األوراق المالية‪-‬‬
‫‪.‬كما ينقسم سوق لندن المالي إلى سوق األسهم‪ ،‬سوق السندات‪ ،‬سوق العقود المستقبلية وسوق العمالت األجنبية‬
‫‪:‬بورصة باريس وبورصة طوكيو ‪3.‬‬
‫‪:‬بورصة باريس ‪1-‬‬

‫قبل الحرب العالمية األولى لعبت فرنسا دورًا هاما في السوق المالي الدولي‪ ،‬ألَّن األحجام الكبيرة لتراكم رأس المال‬
‫ومحدودية استعماله في المجاالت اإلنتاجية داخل فرنسا ساعدت البنوك الفرنسية على تبوء مركزها في تمويل عمليات‬
‫‪.‬التجارة الدولية وتقديم قروض للدول األخرى‬
‫و بدأ السوق المالي الفرنسي يكتسب أكثر أهمية خالل النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬ويعود ذلك إلى ارتفاع معدالت‬
‫‪.1‬النمو اإلقتصادي وتراكم رأس المال داخل فرنسا‬
‫وهذا رغم أَّن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حَّد ت من توسع نشاطها المالي‪ ،‬مثل القيود المفروضة على‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها‬
‫‪.‬الشركات الفرنسية من الخارج‬
‫وهذا رغم أَّن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حَّد ت من توسع نشاطها المالي‪ ،‬مثل القيود المفروضة على‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها‬
‫‪.‬الشركات الفرنسية من الخارج‬
‫و في السوق المالي الفرنسي يتم أغلب التعامل بالسندات‪ ،‬وتقوم الحكومة بوضع شروط ومعايير تسجيل األوراق المالية‬
‫‪.‬األجنبية وطريقة تداولها في السوق‪ .‬ولهذا تعرف األسواق المالية الفرنسية بأنها حكومية اإلدارة والقرار‬
‫‪:‬بورصة طوكيو ‪2-‬‬

‫يحتل السوق المالي الياباني المركز الثالث بعد سوق المالي ألمريكا والسوق المالي لبريطانيا‪ ،‬وتم إنشاء أول األسواق المالية‬
‫في اليابان عام ‪ 1878‬م‪ ،‬وهما سوق "طوكيو" وسوق " أوساكا "‪ .‬و قد لعب السوق المالي الياباني دورا هاما في عملية‬
‫تمويل الصناعة الناتجة عن موجة التطور االقتصادي في اليابان خالل القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬مما جعل الحكومة‬
‫اليابانية تهتم بتطوير وتحديث األسواق المالية اليابانية مستفيدة من الخبرة األمريكية في هذا المجال‪ ،‬إلى أن أصبحت‬
‫‪.‬بورصة طوكيو من أكبر منافسي بورصة نيويورك في النصف الثاني من القرن العشرين‬
‫‪:‬و من أهم خصائص السوق المالي اليابان‬
‫تنوع أدوات اإلستثمار المتداولة فيه وانخفاض المخاطر؛ ‪-‬‬
‫االنفتاح الكبير على تسجيل وتداول األوراق المالية للشركات األجنبية؛ ‪-‬‬
‫تطور نظم المعلومات والقدرة على االتصال المستمر باألسواق المالية الدولية؛ ‪-‬‬
‫‪.‬االتسام بالسيولة العالية ‪-‬‬
‫بورصة القاهرة ‪ :‬تحتل المـرتية األولى عـربيًا ‪ ,‬بما لديها من تجارب في هذا الميدان بإعتبارها أقدم بورصة عربية ‪4. -‬‬
‫‪ .‬وتعتبر إلى جانب البورصة الفلسطينية أهم وأنشط البورصات العربية‬
‫أهم المؤشرات المستخدمة في المراكز المالية الدولية*‬
‫يتم قياس حركة واتجاه أسعار األسهم في أسواق األوراق المالية من خالل جملة من المؤشرات‪ ،‬ويضم كل مؤشر مجموعة‬
‫‪.‬من الشركات التي تعكس حركة السوق ودرجة كفاءته ومعدل زيادة أو انخفاض أسعار األسهم‬
‫و أهم المؤشرات التي تميز المراكز المالية الدولية‪ ،‬مؤشر داو جونز ومؤشر ستاندارد أند بورز ‪ ،500‬في السوق المالي‬
‫األمريكي‪ ،‬ومؤشر فايننشل تايمز في السوق المالي البريطاني‪ ،‬ومؤشر نيكاي في السوق المالي الياباني‪ ،‬إضافة إلى مؤشر‬
‫‪، ...‬كاك ‪ 40‬في السوق المالي الفرنسي‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫في عام ‪ 1887‬طور تشارلز داو إثنين من اوسع المؤشرات إستخداما هما مؤشر للشركات الصناعية ‪,‬و مؤشر صناعات‬
‫السكك الحديدية والذي يتضمن‪ 20‬من اكبر هذه المؤسسات في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬والذان يعرفان اآلن بمؤشر داو‬
‫‪.‬جونز الصناعي ومؤشر داو جونز للنقل‬
‫يعتبر مؤشر داو جونز من أقدم وأشهر المؤشرات المستخدمة في األسواق المالية‪،‬إذ نشر ألول مرة في صحيفة وول‬
‫‪.‬ويشمل هذا المؤشر ثالثة مؤشرات فرعية ومؤشر رئيسي يمثل السوق المالي كليًا ‪.‬ستريت في ‪3‬يوليو ‪1884‬‬
‫يحتوي على خمسمائة ورقة مالية تمثل ‪ %80‬من القيمة السوقية لألسهم ‪ (S&P 500):‬ستاندرد أند بور ‪• 500‬‬
‫المتداولة في بورصة نيويورك (‪ )400‬شركة صناعية‪ 40 ،‬شركة منافع عامة‪ 20 ،‬شركة نقل‪ 40 ،‬شركة في مجال المال‬
‫‪.3‬والبنوك والتأمين‬
‫‪ S&P 100 ، S&P 400.‬وهناك •‬
‫انجلترا‬
‫‪.‬يجمع هذا المؤشر ثالثين من األوراق المالية األكثر أهمية في بورصة لندن ‪• FT-30:‬‬
‫‪.‬المؤشر األكثر شهرة‪ ،‬ويحتوي على ‪ 100‬ورقة مالية تمثل ‪ %70‬من إجمالي رسملة البورصة ‪• FTSE-100:‬‬
‫يتكون من ‪ 40‬ورقة مالية للشركات األكثر أهمية في بورصة ‪ CAC40:‬فرنسا مؤشر‬
‫‪.‬باريس‬
‫يحتوي على ‪ 30‬ورقة مالية تمثل ‪ 70%‬من رسملة البورصة ‪ DAX:‬ألمانيا مؤشر‬
‫‪.‬يحتوي على ‪ 225‬ورقة مالية تمثل حوالي ‪ 70%‬من رسملة بورصة طوكيو ‪ Nikkei:‬اليابان مؤشر‬
‫‪.‬المطلب الثاني ‪:‬سوق الدوالرات األوروبية‬
‫تعود أسباب ظهور هذه الدوالرات األوروبية إلى فترة الخمسينيات‪ ،‬حيث عمدت بعض الدول نتيجة للظروف التي خلفتها‬
‫الحرب الباردة بين المعسكرين إلى إيداع موجوداتها من الدوالرات في بنوك أوروبا الغربية لتجنب قيام الو‪.‬م‪.‬أ بتجميدها‬
‫‪.‬فيما لو كانت موظفة في داخلها‬
‫مفهوم الدوالر األوروبي‪ :‬الدوالر األوروبي هو نفسه الدوالر األمريكي المتواجد بشكل ودائع في بنوك خارج الواليات‬
‫‪.‬المتحدة األمريكية‬
‫و يعني في األصل الودائع بالدوالر في بنوك أوروبا بضمها "‪ "Eurodollar‬البد من معرفة تعبير اصطالحي آخر هو‬
‫فروع لبنوك أمريكية في أوروبا أيضا‪ ،‬و مؤخرا يطلق على الدوالرات األوروبية ودائع بالدوالرات في العالم خارج‬
‫‪.‬الواليات المتحدة بتعميم أكبر‬
‫‪:‬خصائص سوق األورو‪ -‬دوالر‬
‫إن عمليات اإليداع لدى البنوك باألورو‪ -‬دوالر قد أدت إلى ظهور سوق مالي دولي جديد يختلف تماما عن األسواق الوطنية‬
‫‪:2‬وتتم عملياته بالدوالرات من خالل وساطة البنوك المنتشرة خارج الو‪.‬م‪.‬أ وأهم خصائص هذا السوق‬
‫إن سوق األورو دوالر كجزء من السوق المالي الدولي ليس له حدود وطنية معينة ولذلك فإنه ال يخضع لرقابة أية دولة ‪1-‬‬
‫أو نظام ‪ ،‬فسلطات الرقابة في دولة ما عاجزة على التأثير على نشاط هذا السوق بشكل فعال وإمكانياتها محدودة في هذا‬
‫‪ .‬المجال بما لديها من العمالت األجنبية‬
‫‪.‬يقوم هذا السوق على أسا س عمليات اإليداع واإلقراض ‪،‬ولذلك يعتبر سوقا لألموال المقرضة ‪2-‬‬
‫إن الحجم الكبير جدا والمتزايد لعمليات سوق األورو دوالر يؤثر بشكل كبير على األوضاع النقدية واإلئتمانية للنظام ‪3-‬‬
‫‪.‬الرأسمالي بكامله‬
‫‪.‬إنتماء الدائنين والمدينين في هذا السوق إلى دول مختلفة ‪4-‬‬
‫‪.‬يتمتع هذا السوق بإستقاللية نسبية وسياسة خاصة ألسعار الفائدة تختلف تماما عن المعدالت المعمول بها دوليا ‪5-‬‬
‫‪ :‬يتألف سوق األورو دوالر من قسمين من العمليات ‪6-‬‬
‫‪ .‬عمليات ما بين البنوك ‪ :‬تتخذ شكل الودائع الجارية واآلجلة بمعدالت فائدة معينة ‪-‬‬
‫‪.‬عمليات ما بين البنوك والمتعاملين اآلخرين‪ :‬عندما تقدم البنوك قروضا لمتعامليها ‪-‬‬
‫‪:‬أسباب تطور سوق األورو دوالر‬
‫‪:‬يعود ظهور وتطور سوق األورو دوالر لعدة أسباب أهمها‬
‫التحديد الصارم لمعدالت الفائدة الدائنة التي تدفعها بنوك الو‪.‬م‪.‬أ لمودعيها من قبل البنوك المركزية أو ما يسمى بقاعدة ‪-‬‬
‫مما أدى إلى قيام عدد كبير من أصحاب الودائع بالدوالرات من غير المقيمين وبعض المقيمين بتوظيف‪""Q" ،‬ك" أو‬
‫‪.‬أموالهم خارج الو‪.‬م‪.‬أ للتهرب من أحكام القاعدة المشار إليها سابقا‪،‬وبالتالي الحصول على معدالت فائدة أعلى في أوروبا‬
‫‪.‬العجز المزمن في ميزان المدفوعات األمريكي وأيضا طريقة تمويل هذا العجز ‪-‬‬
‫الحذر المفروض على البنوك البريطانية منذ سنة ‪ 1957‬بإستعمال الجنيه اإلسترليني كعملة أجنبية لعمليات ‪-‬‬
‫التحويل ‪،‬وإجراء المعامالت النقدية بين الدول خارج منطقة اإلسترليني قد أجبر البنوك في لندن على إحالل الدوالر مكان‬
‫‪.‬اإلسترليني وبالتالي الحصول على كل الدوالرات الالزمة من خارج إنجلترا‬
‫ضريبة مساوات الفائدة في الو‪.‬م‪.‬أ أدت إلى إنخفاض الطلب على القروض من قبل غير المقيمين األمريكيين ( بسبب ‪-‬‬
‫‪.‬إرتفاع تكلفة هذه القروض) مما أرغم هؤالء إلى اللجوء خارج الو‪.‬م‪.‬أ للحصول على التمويل الالزم‬
‫شركات التأمين األوروبية والتي تعمل لصالح الو‪.‬م‪.‬أ وجدت أنه من صالحها اإلبقاء على إحتياطاتها من الدوالر في سوق ‪-‬‬
‫‪.‬الدوالر األوروبي الذي يحقق لهم ربحية وعوائد مالية كبيرة‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن سوق األورو دوالر قد نشأ في سوق العمالت األجنبية األوروبية حيث يضم هذا األخير عدة أسواق‬
‫للعمالت‬

You might also like