Professional Documents
Culture Documents
Economy 1060
Economy 1060
.مقدمة عامــــة
تلعب األسواق المالية دورا هاما في اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء ،كونها إحدى أدوات السياسة المالية
المستخدمة في تعبئة المدخرات المحلية وأداة جاذبة لالستثمارات األجنبية ،إضافة إلى دورها الفاعل في تمويل خطط التنمية
االقتصادية .ومع تنامي عجز الموازنات العامة لبعض الدول فقد أخذت – هذه الدول – في البحث عن موارد مالية غير
.سيادية لتمويل خططها التنموية ،فغدت األسواق المالية واحدة من األدوات الهامة التي تستخدم لمثل هذه الغايات التنموية
وقد شهدت األسواق المالية الدولية تطورات هائلة خالل السنوات األخيرة سواء من حيث األدوات المالية الجديدة أو من
حيث التغيرات الهيكلية في تقسيمات األسواق واستحداث أسواق جديدة وتطوير األنظمة المتعلقة بالتداول والتسوية
والتقاص ،األمر الذي استدعى دول العالم المختلفة لبذل جهود مكثفة لمواكبة هذه التغيرات لما لذلك من آثار إيجابية على
.سيولة األسواق المالية وعمقها
:إشكالية البحث
:لمعالجة هذا البحث يتم طرح اإلشكالية التالية
ما أهمية وآلية عمل األسواق المالية الدولية في إستقطاب وإستثماروتوظيف الموارد المالية على الصعيد الدولي؟ -
:و انطالقا من هذا التساؤل الرئيسي ،يمكن استخراج األسئلة الفرعية التالية
كيف نشأت األسواق المالية الدولية وما هي وظائفها؟ -
ما هي آلية التعامل في هذه األسواق؟ -
ما هي أهم األسواق المالية الدولية في العالم ،وما مؤشراتها؟ -
:الفرضيات
:لإلجابة عن هذه التساؤالت قمنا بوضع الفرضيات التالية
.ظهرت األسواق المالية الدولية نتيجة الثورة الصناعية و النهضة التكنولوجية التي أدت إلى ظهور الشركات المساهمة -
التعامل في األسواق المالية الدولية محفوف بعدة مخاطرلذلك فاإلسثمارفي هذه األسواق يتطلب الكفاءة و الخبرة من لدن -
.جميع المتعاملين في السوق المالي
.يعتبر سوق السندات األوروبية ،باإلضافة الى البورصات العالمية وسوق األورو دوالر أهم المراكز المالية الدولية -
:منهجية البحث
لإلجابة على اإلشكالية المطروحة وتحقيق األهداف المرجوة من الموضوع محل البحث ،وبغية اختبار صحة الفرضيات
.المقدمة وتناولها بالبحث والتحليل ،اعتمدنا منهجاإستقرائيا
:هيكلة البحث
.تم تقسيم البحث إلى ثالث مباحث ،تتقدمها مقدمة عامة
.في المبحث األول،تطرقنا إلى نشاة األسواق المالية الدولية ،وظائفها ومقوماتها
و في المبحث الثاني تناولنا آلية التعامل في األسواق المالية الدولية ومدى مساهمة الشركات الكبرى عبر الوطنية في
.عمليات السوق المالي الدولي
اما في البحث الثالث تعرضنا إلى أهم الالعبين األساسيين في األسواق المالية الدولية .إضافة إلى خاتمة عامة التي تعبر
.على حوصلة للموضوع والنتائج المتوصل إليها
وزاد نشاط األسواق المالية زيادة هائلة ،فقد بلغ عدد األسواق المالية في الواليات المتحدة األمريكية أربع عشر بورصة في
الوقت الحاضر ،و أهمها و أكبرها بورصة نيويورك .في بريطانيا أيضًا ،اندمجت كل األسواق المالية منذ عام 1913م في
.نظام واحد و هو بورصة لندن
و في اليابان تعمل في الوقت الحاضر ثماني بورصات على رأسها بورصة طوكيو .و هو الحال بالنسبة أللمانيا ،حيث يوجد
.أيضًا ثماني بورصات أهمها بورصة فرانكفورت .و بالنسبة لفرنسا ،هناك سبع بورصات تترأسها بورصة باريس
تؤدي األسواق المالية دورا هاما في الحياة االقتصادية ،وإذا ما حاولنا عرض أهم الوظائف التي يمكن أن تؤديها ،فيمكن
:1حصرها فيما يلي
تنمية االدخار عن طريق تشجيع االستثمار في األوراق المالية ،وتوجيه المدخرات لخدمة االقتصاد القومي .حيث تشجع 1.
سوق األوراق المالية على تنمية عادة االدخار االستثماري ،خاصة بالنسبة لصغار المدخرين الذين ال يستطيعون القيام
بمشاريع مستقلة بأموالهم القليلة ،ومن ثم فإنهم يفضلون شراء أوراق مالية على قدر أموالهم ،وهذا يساعد على خدمة
أغراض التنمية والحد من التضخم ،كما أنها تساعد على توجيه المدخرات نحو االستثمارات المالئمة (سواء في األسهم أو
.السندات) وذلك وفقا التجاهات األسعار
المساعدة في تحويل األموال من الفئات التي لديها فائض (المقرضين) إلى الفئات التي لديها عجز (المقترضين)2. .
فالمقرضون يقومون بتخفيض نفقاتهم االستهالكية الحالية مقابل الحصول على دخول أعلى في المستقبل عند حلول آجال
استحقاق تلك القروض ،وعندما يقوم المقترضون باستخدام تلك األموال المقترضة في شراء وتأجير عناصر اإلنتاج ،فإنهم
.سوف ينتجون دخوال أعلى ،وبالتالي زيادة مستوى المعيشة ليس فقط للمقترضين بل لكل فئات المجتمع
المساهمة في تمويل خطط التنمية عن طريق طرح أوراق مالية حكومية في تلك السوق .حيث رافق بروز أهمية 3.
األوراق المالية التي تصدرها شركات المساهمة ازدياد التجاء الحكومات إلى االقتراض العام من أفراد الشعب ،لسد نفقاتها
المتزايدة وتمويل مشروعات التنمية ،وذلك عن طريق إصدار السندات واألذون التي تصدرها الخزانة العامة ذات اآلجال
.المختلفة ،ومن هنا صارت هذه الصكوك مجاال لتوظيف األموال ال يقل أهمية عن أوجه التوظيف األخرى
المساهمة في دعم االئتمان الداخلي والخارجي .حيث إن عمالت البيع والشراء في بورصة األوراق المالية تعد مظهرا 4.
من مظاهر االئتمان الداخلي ،فإذا ما ازدادت مظاهر هذا االئتمان ليشمل األوراق المالية المتداولة في البورصات العالمية
.أصبح من الممكن قبول هذه األوراق كغطاء لعقد القروض المالية
المساهمة في تحقيق كفاءة عالية في توجيه الموارد إلى المجاالت األكثر ربحية؛ وهو ما يصاحبه نمو وازدهار 5.
:اقتصادي .وهذا األمر يتطلب توافر عدة سمات في سوق األوراق المالية ،يمكن إيجازها فيما يلي
.كفاءة التسعير :بمعنى أن تعكس األسعار كافة المعلومات المتاحة )أ(
كفاءة التشغيل :بمعنى أن تتضاءل تكلفة المعامالت إلى أقصى حد ،مقارنة بالعائد الذي يمكن أن تسفر عنه تلك )ب(
.المعامالت
.عدالة السوق :بمعنى أن تتيح السوق فرصة متساوية لكل من يرغب في إبرام الصفقات )ج(
األمان :ويقصد به ضرورة توافر وسائل للحماية ضد المخاطر التي تنجم عن العالقات بين األطراف المتعاملة في )د(
.السوق ،مثل مخاطر الغش والتدليس وغيرها من الممارسات الالأخالقية التي يعمد إليها بعض األطراف
تحديد أسعار األوراق المالية بصورة واقعية على أساس من المعرفة الكافية ودرجة عالية من العدالة .حيث يتم تحديد 6.
أسعار األوراق المالية عبر المفاوضة أو المزايدة (المزاد العلني) والتي تعكس بصورة أقرب إلى الدقة رأي المتعاملين في
السعر المناسب للورقة المالية وفقا لظروف السوق السائدة ،باإلضافة إلى ما تقوم به الشركات والجهات االقتصادية من نشر
كافة البيانات المتعلقة بالشركات وصكوكها وأرباحها ومراكزها المالية؛ وهو ما يحول دون خلق سعر غير واقعي للورقة
أدنى سعر( وللمشتري )Highest Bidأعلى سعر طلب( المالية .ويمثل هذا السعر أفضل األسعار بالنسبة للبائع
Lowest Offer).عرض
إن سوق األوراق المالية تعتبر أداة هامة لتقويم الشركات والمشروعات .حيث تساهم في زيادة وعي المستثمرين 7.
وتبصيرهم بواقع الشركات والمشروعات ،ويتم الحكم عليها بالنجاح أو الفشل .فانخفاض أسعار األسهم بالنسبة لشركة من
الشركات دليل قاطع على عدم نجاحها أو على ضعف مركزها المالي؛ وهو ما قد يؤدي إلى إجراء بعض التعديالت في
.قيادتها أو في سياستها أمال في تحسين مركزها
يتطلب سوق المال توافر عدد من المقومات األساسية لكي يصبح سوقا فعاال قادرا على تحقيق األهداف التي يقام من أجلها
:هذه المقومات يمكن حصرها فيما يلي
اعتناق فلسفة اقتصادية لبيرالية قائمة على الثقة في قدرات قوى السوق على تحريك النشاط االقتصادي في ظل1-
اعتبارات الكفاءة االقتصادية والسلوك الرشيد لكل من المنتج والمستهلك ،المصدر والمستورد وغيرها من األفراد والهيئات
القائمة بالنشاط االقتصادي ،أن رأس المال الخاص يلعب دوره الريادي في تجميع المدخرات الخاصة وإعادة تخصيصها
.على وجوه النشاط االقتصادي التي تحقق أعلى معدل عائد ممكن في ظل أدنى مستوى ممكن من المخاطر
ضرورة وجود حجم كافي من المدخرات بشقيها الوطني واألجنبي المعروضة وفي الوقت نفسه يقابلها طلب كاف عليها2-
حتى اليوجد فائض في الطلب دون أن يناظره العرض المتاح من المدخرات التي تتكفل بتغطيته ,أو فائضا في العرض
.اليوجد الطلب القادر على توظيفه في وجوه االستثمارات المالية المختلفة
وجود فرص استثمارية كافية وقادرة على اجتذاب رؤوس األموال قصيرة وطويلة األجل المعروضة والباحثة في الوقت3-
.نفسه عن فرص جذابة لالستثمار
ايجاد االطارات التشريعية والتنظيمية الفعالة من خالل مرونتها وقدرتها على التطور والتكيف المستمر مع المتغيرات4-
االقتصادية القومية والدولية ،فتوافر هذه التشريعات كافية وقادرة وتساعد كثيرا في تسهيل المعامالت وتحركات رؤوس
.األموال من ناحية وفي الوقت نفسه توفر الحماية واألمان لكافة أطراف التعامل في السوق المالي من ناحية أخرى
توافر المؤسسات المصرفية والمالية الفعالة والمتنوعة حتى تؤدي دورها المطلوب في تجميع المدخرات الوطنية5-
واألجنبية من ناحية واستحداث وتوليد الفرص االستثمارية وتجهيزها في شكل مشروعات استثمارية والترويج لها من ناحية
.أخرى
فهذة المؤسسات المالية أوالمصرفية تلعب دورا بارزا في عملية التوسط بين المدخرات والمنضمين اليجاد التالقي المطلوب
.بين عرض المدخرات والطلب عليها وعرض فرص االستثمار والطلب عليها
وجود محفظة أوراق مالية جيدة ومتنوعة تحتوي على العديد من المزايا المتنوعة حتى تكون قادرة على جذب المتعاملين6-
.في السوق المالي وفي الوقت نفسه تتضح أمامهم فرص كبيرة لألختيار من بينها
كما أنه من االمالحظ قد شاع مصطلح "التدويل" في األوراق المالية الدولية بعد ح ع ،2ويرجع إلى االجراءات الضخمة
التي تم اتباعها في الدول الصناعية المتقدمة الرئيسية لتحرير حركة رؤوس األموال من القيود المفرروضة عليها والدور
الكبير الذي لعبته ثورة المعلومات مما جعل األسواق المالية الدولية أشبه بقرية مالية واحدة مترابطة األطراف وقادرة على
إيجاد الفرص االستثمارية المتنوعة والجذابة أمام راغبي االستثمار في أرجاء المعمورة باالضافة إلى فتح الباب أمام البنوك
التجارية والمتخصصة العالمية لتجد الغرض المناسب لتوضيف أموالها التي تراكمت لديها على وجه خاص في الفترة
1990-1947نتيجة لظاهرة تراكم الفوائض البترودوالرية ،و التطور الكبير الذي شهدته أسواق العمالت األروبية يضاف
إلى ذلك النجاح الذي حققته البنوك المركزية للدول الصناعية المتقدمة في السيطرة على الظاهرة التضخمية في حقبة
الثمانينات وبتالي فتح الطريق أمام هذه الدول النتهاج سياسات مرنة ألسعار الفائدة مكنتها من تخفيض معدالت الفائدة بها
ساهم بدوره في زيادة الطلب على األوراق المالية ذات أسعار الفائدة الثابتة (السندات الدولية) ولقد أحدث هذا التطور رواجا
كبيرا في مجال االستثمارات المالية الدولية وهيأ السبيل أمام حركات رؤوس األموال عبر الحدود الدولية باالضافة إلى
.الدور الكبيرالذي لعبته سياسة تخفيض وإزالة القيود بين األسواق الدولية
المبحث الثاني:اإلستثمار في األسواق المالية الدولية
تصدر األوراق المالية إما مقومة بعمالت حقيقية متداولة في دولة من الدول وهذا هو الغالب إما بوحدات نقدية "حسابية" أو
"مركبة" ال تتداول بالفعل وإنما تستخدم فقط كوحدات للقياس ،وذلك لما لها من مزايا العمالت الحقيقية لتجنب ما قد يطرأ
على العملة من تقلبات قد تضر بمصلحة المتعاملين في السوق المالية ويتم التعامل بها في هذه األسواق على وفق مؤشرات
:يتم على ضوئها تحديد التوجهات التي يمارسها المستثمرون والمضاربون والمحللون الماليون في األسواق المالية ...وهي
المؤشرات االقتصادية :تتأثر حركة أسعار األسهم والسندات في السوق المالية بالمؤشرات االقتصادية التي تعكس *
بدورها مدى صحة التكهنات والتوقعات في السوق ,مثل حالة اإلعالن عن ميزانية مالية ضخمة أو نهج استثماري طموح,
والذي يعني توقع ارتفاع األسعار بشكل عام ,كما أن القيام بضخ أموال إضافية للسوق من شأنه أن ينعكس على حالة
وأوضاع األوراق المالية في البورصة في البلدان السائرة في طريق النمو وهكذا في اعتماد إحصاءات اإلنتاج الصناعي أو
.الناتج القومي أو الدخل القابل للتصرف كمؤشرات في أسواق البورصة في الدول المتقدمة
المؤشرات النقدية والمالية :وهي من أهم المؤشرات لمعرفة اتجاهات األسعار في السوق المالية إذ إن ارتفاع أسعار *
الفائدة يؤدي إلى توجه المستثمرين نحو اإليداع في المصارف ,والقيام ببيع أسهمهم في السوق فيزداد المعروض منها
وتنخفض أسعارها في حين تتجه األموال نحو السوق المالية في حالة هبوط أسعار الفائدة في المصارف أو تحويلها إلى
سوق السندات .كما أن زيادة عرض النقد سواء أكان في اقتصاديات الدول السائرة في طريق النمو أو المتطورة تؤدي إلى
ارتفاع أسعار األسهم وبعكسه فأن انخفاض معدالت نمو عرض النقد سوف يعمل على انخفاض أسعار األسهم ,وعليه فأن
تدخل البنوك المركزية في توسيع عرض النقد أو تقليصه ينعكس على تحول أسعار الفائدة نحو االرتفاع أو االنخفاض ومن
.ثم التأثير على اتجاهات األسعار في السوق المالية تبعًا لذلك
حجم التداول في البورصة :إن عدد األسهم والسندات المتداولة في السوق المالية يحدد قوة السوق وتوقعات صعوده أو *
هبوطه بالمستقبل إذ إن كثافة حجم التداول تعني تفاؤل المستثمرين وإقبالهم على االستثمار في السوق وما يتبعه من ارتفاع
في األسعار نتيجة لذلك .أما إذا حققت السوق تقدمًا أو عرضًا ولم يرافقه تداول كثيف ,فعندها تبقى األسعار على حالها أو
تتجه نحو االنخفاض بسبب الجمود النسبي للمشاركة ,وبالتالي توجه المستثمرين نحو تصفية استثماراتهم حيث تستمر
األسعار باتجاهات النزول .ومن هنا يتبين لنا بأن كثافة التداول وزيادة األسعار هي التي تولد الطلب والتي يعقبها حصول
الزيادات المتتالية بعد ذلك ...فالطلب إذًا ليس وحده الذي يؤدي إلى زيادة األسعار في األسواق المالية ...وهكذا فأن لهذه
السوق خصائص تختلف عما هي عليه في األسواق االستثمارية وأسواق السلع االستهالكية وهي التي تعكس فاعلية آلية
:العملية االستثمارية في تلك األسواق ,والمتمثلة بما يأتي
الطابع الفردي لهذه األسواق مما يجعل المستثمر يواجه أطرافًا قوية في جانب اإلصدار والتسويق ممثلة بالهيئات العامة *
.والشركات الكبرى وهي التي لها القدرة على الخوض في السوق الدولية
إنه من الصعب على المستثمر أن يلم إلمامًا كافيًا باألوضاع السائدة في األسواق بصفة عامة وكذلك بأوضاع الهيئات *
التي يستثمر أوراقها وكثيرًا ما يعتمد المستثمر في هذا الشأن إما على بضعة معلومات عامة وإما على نصائح وإرشادات
المتاجرين باألوراق المالية .هذا إذا ما علمنا بأن غالبية المستثمرين يلتجئون إلى خدمات المتخصصين نظرًا لما يفرضه
.هؤالء من شروط ومن رسوم قلما ترتبط بنوعية األداء وفعاليته
يحتاج حملة األوراق المالية وخاصة حملة السندات إلى تشديد حمايتهم ليس من المخاطر في السوق العادية والناجمة عن *
تغير سعر الفائدة أو أسعار الصرف أو ائتمان األوراق المالية ,وإنما المخاطر الناجمة عن تخلف المدينين (وخاصة في
سوق السندات) عن أداء التزاماتهم ,والمتمثلة في صعوبة الحصول على العمالت األجنبية عند التسديد أو التأخر عن دفع
.الفوائد واألقساط ,أو فرض الرقابة على الصرف أو فرض الضرائب ,كالضرائب على التحويالت وغير ذلك
لقد أصبح االقتصاد العالمي ,إزاء األهمية المتزايدة لرأس المال في صناعة الخدمات المالية بمكوناتها المصرفية وغير
المصرفية ,أداة تحركها مؤشرات ورموز البورصات العالمية (داوجونز ،ناسدك ،نيكاي ،داكس ،كيك )...والتي تؤدي إلى
نقل الثروة العينية من يد مستثمر إلى آخر دون عوائق أو حتى عبر الحدود الجغرافية حيث الحركة المستمرة لرؤوس
األموال الباحثة عن الربح أمام فوائضها المتراكمة وتوفير ضمانات ألصحاب هذه األموال وتنويعها من خالل اآلليات التي
توفرها األدوات المالية والتحكم في األسواق المختلفة .فعلى سبيل المثال أشارت تقارير البنك الدولي إلى أن حجم التعامل
على الصعيد العالمي بلغ لسوق (اليورو -دوالر) حوالي ( )300مليار دوالر في يوم العمل الواحد ،أي ما يقارب ()75
تريلون دوالر في السنة في حين لم يتجاوز حجم التجارة في قطاع السلع والخدمات ( )3تريلون دوالر حتى أضحت خطرًا
يهدد اقتصاديات العالم؛ فقد أثبتت تجارب عقد التسعينات من القرن الماضي أن هذه الحركة للكميات الهائلة من رؤوس
األموال كثيرًا ما أدت إلى حدوث أزمات وصدمات مالية مكلفة (في المكسيك ،النمور اآلسيوية ،البرازيل ،روسيا)...
:والمتمثلة في
.المخاطر الناجمة عن التقلبات الفجائية لالستثمارات في األسواق المالية الدولية وخاصة قصيرة األجل منها -
.مخاطر التعرض للمضاربات في السوق -
.مخاطر هروب األموال الوطنية -
.مخاطر دخول األموال القذرة (غسيل األموال) -
.إضعاف السيطرة على السياسات الوطنية في مجاالت السياسة النقدية والمالية -
وهكذا استأثرت القوى العظمى لالستثمار بثروات العالم وأسواقه ساعدها في ذلك ازدهار شبكات االتصال ونقل المعلومات
التي يوفرها التقدم التقني الهائل في ربط األسواق المالية العالمية مما يسمح للمستثمرين االستجابة للتطورات التي تحدث في
األسواق بصفة آنية وفورية .وبسبب ظاهرة التضخم النقدي الذي يعتبر من الخصائص الهيكلية للحياة االقتصادية الحديثة
في شتى دول العالم والذي أدى بدوره إلى ارتفاع التكاليف الالزمة لالستثمار إلى جانب حاجة رؤوس األموال إلى توسيع
نشاطاتها وعدم قدرة االدخارات من الجانب اآلخر لتلبية حجم االستثمارات المطلوبة ,فليس هناك من سبيل سوى األسواق
المالية للحصول على األموال الالزمة لمواجهة ذلك الطلب لتنفيذ االستثمارات ,يتم بواسطتها إجراء الصفقات من خالل قيام
المستثمرين ببيع حصصهم أو زيادتها بالشراء ...وهكذا نشطت السوق المالية كأداة مالية جديدة ,وما رافق ذلك من دعوات
إللغاء التنظيمات القانونية والتشريعية التي تقف في سبيل ترويج اقتصاديات السوق ,وممارسة العمليات المصرفية والمالية
على نطاق واسع ومن ثم التسريع في حركة تدفق رؤوس األموال عبر الحدود ,مما خلق اتساعًا في نطاق التعامل باألوراق
المالية بأنواعها المختلفة ،لتتحول أجزاء من حجم رؤوس األموال المتداولة إلى المضاربة عالميًا في أسواق العمالت
والبورصات واألوراق المالية واألسهم والسندات والبيوع المكشوفة؛ األمر الذي جعل التعامل في األسواق المالية الدولية
يتطلب المراجعة المستمرة للمفاهيم واآلثار ال بل والستراتيجيات المتبعة فغالبًا ما يتم التعامل في هذه األسواق ضمن عملية
مقصودة تحركها القوى الرأسمالية لتحقيق مصالحها بما في ذلك تحرير التجارة وفتح األسواق الدولية أمام االنتقال الحر
للسلع والخدمات وذلك عن طريق الالعبين األساسيين في هذه األسواق الدولية التي تقود عمليات االستثمار وإجراءات
.البيوع والسمسرة والمضاربات المالية
على أثر االزدهار االقتصادي في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية برزت ظاهرة انتشار ما يسمى بالشركات متعددة
.الجنسية أو الشركات عبر الوطنية (أغلب هذه الشركات أمريكي ،أو أوربي ،ياباني)
تسعى الشركات الكبرى إلى دعم السوق العالمية الحرة والترويج لها حيث يكون الفاعل األكبر وبأقوى صورة الشركات-
متعددة الجنسية العمالقة والالعبون الكبار في أسواق المال الدولية .من هنا يتضح فن اللعبة في األسواق المالية الدولية من
:خالل هذه الشركات وعلى الشكل اآلتي
تصاعد اتجاهات وحركات رؤوس األموال الغربية والشركات من هذا النوع بمساعدة شبكة االتصاالت والمعلومات1. ,
يوضح مصادر القوة الهائلة التي تتيح لالحتكارات العمالقة اختراق األسواق العالمية بما فيها أسواق األوراق المالية عن
طريق تحركات وأنشطة وتفاعالت لزيادة قدرتها على المناورة في التعامل بهذه األسواق باتباع أسلوب تشجيع المضاربة
في البورصات على األسهم والسندات من أجل تشغيل الكتل المالية الهائلة المتحركة من األموال ذات األصول المصرفية
والتي تفوق في قيمتها مجموع قيمة التجارة العالمية بما ال يقل عن ثالثين مرة (من السلع والخدمات المنظورة وغير
المنظورة) وهذا يعني أنه إذا كان مجموع قيمة التجارة السلعية على مستوى العالم هو ثالثة تريليون دوالر (كما بينا) فأن
حجم االستثمارات المطروحة في مجال البورصات واألسهم والسندات ،وفي النقود اإللكترونية أو بطاقات االئتمان التي
يتعاملون بها في تلك األسواق ال يقل عن ( )100تريليون دوالر والتي تكون بدورها بعيدة عن سيطرة أغنى البنوك
.المركزية في العالم
إن تحركات وأنشطة االحتكارات التجارية والصناعية والمعلوماتية واإلعالمية الغربية ذات القدرات المفزعة كانت تتم 2-
(Transborderفي اتجاه محاولة تجاوز أو عبور الحدود وتطال السيادة الوطنية للدول والمجتمعات وفيما يعرف بـ
وقد كان مجال تلك األنشطة والتحركات ينطلق من إقامة فروع للشركات العمالقة المتعددة الجنسيات لممارسة )trends
مثل تلك األعمال وبالطريقة التي تمليها هذه الشركات ,لتسهيل مهمات تحركات القوى األعظم للهيمنة على اقتصاديات العالم
عن طريق الشركات الكبرى كأحد األساليب المهمة للسيطرة على تدفقات رؤوس األموال واالستثمارات ,والتحكم في
مسارات أسواق البورصة في العالم بما فيها أسواق األسهم والسندات؛ إذ إنها والحالة هذه تعتبر المستفيد من هذه األسواق
وخاصة ما يتعلق منها برؤوس األموال المستثمرة بالعمليات المالية التي تعكسها آلية العمل في أسواق المال الدولية والتي
.تتجلى بأقوى صورة في الشركات عابرة الجنسيات العمالقة والالعبين في األسواق المالية الدولية
يختلف السوق المالي الدولي عن السوق المالي المحلي كون أن األول ليس له حدود وطنية،لذلك عملياته أوسع والمتدخلون
.في هذا السوق من مختلف الجنسيات
.المطلب األول :أهم المراكز المالية الدولية ومؤشراتها
–السوق المالي األمريكي – بورصة نيويورك 1.
تعتبر نيويورك حاليا أهم سوق أو مركز مالي دولي ،و يرجع ذلك إلى الحجم الكبير لرؤوس األموال المتداولة فيها ،و أهمية
الضغط و التأثير الذي تمارسه بورصة وول ستريت على بقية المراكز المالية الدولية في العالم ،و مما زاد من أهمية السوق
،...المالي األمريكي أيضا ،الوضع المتميز للدوالر في النظام النقدي الدولي
لقد ظهرت نيويورك كمركز مالي دولي بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث تم في عام 1954م إصدار قرضين بالدوالر
.1استفادت منهما بلجيكا و استراليا ،بمبلغ 55مليون دوالر
و تطورت بورصة نيويورك في هذه الفترة ،حيث وصلت في منتصف الستينات االستثمارات الطويلة األجل في السندات
.األجنبية مبلغ 5.7مليار دوالر و كانت موجهة في ألغلبها إلى البنوك األجنبية األوروبية
في عام 1962م ،بلغ إجمالي السندات المصدرة من قبل السوق المالي األمريكي رقما قياسيا ب 1146مليون دوالر ،و
.يتجاوز هذا المبلغ مجموع القروض األجنبية المصدرة في إنجلترا ،سويسرا ،ألمانيا ،هولندا و النمسا ،كلها مجتمعة
في 1972م ،بلغ حجم التداول في سوق األوراق المالية لنيويورك حوالي 71.2مليار إسترليني ،و هذا يفوق مجموع
.التداول في (لندن ،طوكيو ،زيوريخ)مجتمعة
وخالل الفترة ( )1987-1981بلغت رؤوس األموال األجنبية الموظفة في األسواق المالية األمريكية حوالي 920مليار
دوالر ،...القسم األعظم منها استثمر في السندات الحكومية األمريكية -ليساهم و بشكل فعال في تغطية عجز الموازنة العامة
.المستمر
و قد أصبحت البورصات األمريكية أهم األسواق في العالم ،حيث تمثل قيمة مجموع أدوات اإلستثمار المالية المسجلة في
السوق المالي األمريكي من %30إلى %60من قيمة الرسملة في البورصات العالمية ،سواء بالنسبة لألسهم أو بالنسبة
.للسندات
تعتبر لندن أهم مركز مالي أوروبي,كما تحتل المركز الثاني بعد نيويورك في العالم .و يعود نشاط بورصة لندن إلى القرن
السابع عشر(ق ،) 17حيث بدأت الحكومة البريطانية و بعض الشركات التجارية الكبرى بتجميع رؤوس األموال من خالل
بيع األسهم و السندات .و مع تزايد حجم االستثمارات المالية ،ظهر نوع من المتعاملين يؤدي دور الوساطة بين بائعي و
.مشتري األوراق المالية
.و انتقل تجار األوراق المالية -بعد أن كانوا يجتمعون في مقاهي لندن -إلى مبنى خاص من أجل ممارسة نشاطهم
حيث وصلت االستثمارات الخارجية 1،و بدأت لندن تكتسب أهميتها كمركز مالي دولي خالل القرن التاسع عشر(ق)19
البريطانية إلى حدودها القصوى .و بعد الحرب العالمية األولى تأثرت شهرة السوق المالي البريطاني بسبب المنافسة الكبيرة
.من طرف بورصة نيويورك ،إضافة إلى األثر السلبي لألزمة اإلقتصادية لعام 1929م على دور لندن
..بعد الحرب العالمية الثانية ،تمكنت لندن من العودة إلى الساحة المالية الدولية من خالل تقديمها للقروض باألورو -دوالر
وتؤدي بورصة لندن دورين رئيسيين ،فهي تمثل مصدرًا لرؤوس األموال بالنسبة للبريطانيين واألجانب ،كما أنها تعتبر
.مركزًا عالميا للتعامل باألوراق المالية
وقد شهدت اإليرادات البريطانية الصافية من الخدمات المالية خالل النصف الثاني من القرن العشرين ،ويمثل الجدول التالي
.تطور هذا التطور خالل الفترة 1970م1980-م
وتشير اإلحصائيات والدراسات أَّن عدد األوراق المالية المسجلة في بورصة لندن يزيد عن 6000سهم ،تقدر بنسبة %50
من إجمالي األوراق المالية المسجلة في األسواق المالية األوروبية ،منها 2000سهم لشركات دولية وأوروبية ،وبالنسبة
للسندات فسوق لندن المالي يعتبر من أول األسواق األوروبية ،وأكبرها في هذا المجال ،ذلك ألن معظم السندات الصادرة
.في السوق المالي الدولي مسجلة في سوق لندن
يتميز سوق لندن المالي بنظام خاص متعلق بوسائل وطرق تنفيذ العمليات ،فهو ليس سوق للمزاد العلني كبقية األسواق
المالية الدولية ،وإَّنما يتعامل بالتفاوض والمساومة .والسمسار في بورصة لندن يقتصر دوره على الوساطة بين العميل
والجوبرز الذي يشبه تاجر الجملة في األسواق السلعية ،إذ أَّن الجوبر ال يتعامل مع الجمهور ولكنه يقوم ببيع وشراء
.األوراق المالية لحسابه ،وإن كان يعمل باسم وتحت مسؤولية أحد سماسرة األوراق المالية
و الجوبرز هم مجموعة من األعضاء في سوق لندن المالي ،حيث يقومون بوظيفة "صانعي األسواق" ،ويبلغ عددهم ثالثة
.عشر( )13تاجرًا يتعاملون مع سماسرة األوراق المالية
:و يتميز أيضًا سوق لندن المالي بعدد من الخصائص ،هي
الخبرة في مجال المعامالت المالية؛-
استقرار سوق العمالت األجنبية؛-
.الضرائب المنخفضة على أرباح األوراق المالية-
.كما ينقسم سوق لندن المالي إلى سوق األسهم ،سوق السندات ،سوق العقود المستقبلية وسوق العمالت األجنبية
:بورصة باريس وبورصة طوكيو 3.
:بورصة باريس 1-
قبل الحرب العالمية األولى لعبت فرنسا دورًا هاما في السوق المالي الدولي ،ألَّن األحجام الكبيرة لتراكم رأس المال
ومحدودية استعماله في المجاالت اإلنتاجية داخل فرنسا ساعدت البنوك الفرنسية على تبوء مركزها في تمويل عمليات
.التجارة الدولية وتقديم قروض للدول األخرى
و بدأ السوق المالي الفرنسي يكتسب أكثر أهمية خالل النصف الثاني من القرن العشرين ،ويعود ذلك إلى ارتفاع معدالت
.1النمو اإلقتصادي وتراكم رأس المال داخل فرنسا
وهذا رغم أَّن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حَّد ت من توسع نشاطها المالي ،مثل القيود المفروضة على
االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها
.الشركات الفرنسية من الخارج
وهذا رغم أَّن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حَّد ت من توسع نشاطها المالي ،مثل القيود المفروضة على
االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها
.الشركات الفرنسية من الخارج
و في السوق المالي الفرنسي يتم أغلب التعامل بالسندات ،وتقوم الحكومة بوضع شروط ومعايير تسجيل األوراق المالية
.األجنبية وطريقة تداولها في السوق .ولهذا تعرف األسواق المالية الفرنسية بأنها حكومية اإلدارة والقرار
:بورصة طوكيو 2-
يحتل السوق المالي الياباني المركز الثالث بعد سوق المالي ألمريكا والسوق المالي لبريطانيا ،وتم إنشاء أول األسواق المالية
في اليابان عام 1878م ،وهما سوق "طوكيو" وسوق " أوساكا " .و قد لعب السوق المالي الياباني دورا هاما في عملية
تمويل الصناعة الناتجة عن موجة التطور االقتصادي في اليابان خالل القرنين التاسع عشر والعشرين ،مما جعل الحكومة
اليابانية تهتم بتطوير وتحديث األسواق المالية اليابانية مستفيدة من الخبرة األمريكية في هذا المجال ،إلى أن أصبحت
.بورصة طوكيو من أكبر منافسي بورصة نيويورك في النصف الثاني من القرن العشرين
:و من أهم خصائص السوق المالي اليابان
تنوع أدوات اإلستثمار المتداولة فيه وانخفاض المخاطر؛ -
االنفتاح الكبير على تسجيل وتداول األوراق المالية للشركات األجنبية؛ -
تطور نظم المعلومات والقدرة على االتصال المستمر باألسواق المالية الدولية؛ -
.االتسام بالسيولة العالية -
بورصة القاهرة :تحتل المـرتية األولى عـربيًا ,بما لديها من تجارب في هذا الميدان بإعتبارها أقدم بورصة عربية 4. -
.وتعتبر إلى جانب البورصة الفلسطينية أهم وأنشط البورصات العربية
أهم المؤشرات المستخدمة في المراكز المالية الدولية*
يتم قياس حركة واتجاه أسعار األسهم في أسواق األوراق المالية من خالل جملة من المؤشرات ،ويضم كل مؤشر مجموعة
.من الشركات التي تعكس حركة السوق ودرجة كفاءته ومعدل زيادة أو انخفاض أسعار األسهم
و أهم المؤشرات التي تميز المراكز المالية الدولية ،مؤشر داو جونز ومؤشر ستاندارد أند بورز ،500في السوق المالي
األمريكي ،ومؤشر فايننشل تايمز في السوق المالي البريطاني ،ومؤشر نيكاي في السوق المالي الياباني ،إضافة إلى مؤشر
، ...كاك 40في السوق المالي الفرنسي
الواليات المتحدة األمريكية
في عام 1887طور تشارلز داو إثنين من اوسع المؤشرات إستخداما هما مؤشر للشركات الصناعية ,و مؤشر صناعات
السكك الحديدية والذي يتضمن 20من اكبر هذه المؤسسات في الواليات المتحدة األمريكية.والذان يعرفان اآلن بمؤشر داو
.جونز الصناعي ومؤشر داو جونز للنقل
يعتبر مؤشر داو جونز من أقدم وأشهر المؤشرات المستخدمة في األسواق المالية،إذ نشر ألول مرة في صحيفة وول
.ويشمل هذا المؤشر ثالثة مؤشرات فرعية ومؤشر رئيسي يمثل السوق المالي كليًا .ستريت في 3يوليو 1884
يحتوي على خمسمائة ورقة مالية تمثل %80من القيمة السوقية لألسهم (S&P 500):ستاندرد أند بور • 500
المتداولة في بورصة نيويورك ( )400شركة صناعية 40 ،شركة منافع عامة 20 ،شركة نقل 40 ،شركة في مجال المال
.3والبنوك والتأمين
S&P 100 ، S&P 400.وهناك •
انجلترا
.يجمع هذا المؤشر ثالثين من األوراق المالية األكثر أهمية في بورصة لندن • FT-30:
.المؤشر األكثر شهرة ،ويحتوي على 100ورقة مالية تمثل %70من إجمالي رسملة البورصة • FTSE-100:
يتكون من 40ورقة مالية للشركات األكثر أهمية في بورصة CAC40:فرنسا مؤشر
.باريس
يحتوي على 30ورقة مالية تمثل 70%من رسملة البورصة DAX:ألمانيا مؤشر
.يحتوي على 225ورقة مالية تمثل حوالي 70%من رسملة بورصة طوكيو Nikkei:اليابان مؤشر
.المطلب الثاني :سوق الدوالرات األوروبية
تعود أسباب ظهور هذه الدوالرات األوروبية إلى فترة الخمسينيات ،حيث عمدت بعض الدول نتيجة للظروف التي خلفتها
الحرب الباردة بين المعسكرين إلى إيداع موجوداتها من الدوالرات في بنوك أوروبا الغربية لتجنب قيام الو.م.أ بتجميدها
.فيما لو كانت موظفة في داخلها
مفهوم الدوالر األوروبي :الدوالر األوروبي هو نفسه الدوالر األمريكي المتواجد بشكل ودائع في بنوك خارج الواليات
.المتحدة األمريكية
و يعني في األصل الودائع بالدوالر في بنوك أوروبا بضمها " "Eurodollarالبد من معرفة تعبير اصطالحي آخر هو
فروع لبنوك أمريكية في أوروبا أيضا ،و مؤخرا يطلق على الدوالرات األوروبية ودائع بالدوالرات في العالم خارج
.الواليات المتحدة بتعميم أكبر
:خصائص سوق األورو -دوالر
إن عمليات اإليداع لدى البنوك باألورو -دوالر قد أدت إلى ظهور سوق مالي دولي جديد يختلف تماما عن األسواق الوطنية
:2وتتم عملياته بالدوالرات من خالل وساطة البنوك المنتشرة خارج الو.م.أ وأهم خصائص هذا السوق
إن سوق األورو دوالر كجزء من السوق المالي الدولي ليس له حدود وطنية معينة ولذلك فإنه ال يخضع لرقابة أية دولة 1-
أو نظام ،فسلطات الرقابة في دولة ما عاجزة على التأثير على نشاط هذا السوق بشكل فعال وإمكانياتها محدودة في هذا
.المجال بما لديها من العمالت األجنبية
.يقوم هذا السوق على أسا س عمليات اإليداع واإلقراض ،ولذلك يعتبر سوقا لألموال المقرضة 2-
إن الحجم الكبير جدا والمتزايد لعمليات سوق األورو دوالر يؤثر بشكل كبير على األوضاع النقدية واإلئتمانية للنظام 3-
.الرأسمالي بكامله
.إنتماء الدائنين والمدينين في هذا السوق إلى دول مختلفة 4-
.يتمتع هذا السوق بإستقاللية نسبية وسياسة خاصة ألسعار الفائدة تختلف تماما عن المعدالت المعمول بها دوليا 5-
:يتألف سوق األورو دوالر من قسمين من العمليات 6-
.عمليات ما بين البنوك :تتخذ شكل الودائع الجارية واآلجلة بمعدالت فائدة معينة -
.عمليات ما بين البنوك والمتعاملين اآلخرين :عندما تقدم البنوك قروضا لمتعامليها -
:أسباب تطور سوق األورو دوالر
:يعود ظهور وتطور سوق األورو دوالر لعدة أسباب أهمها
التحديد الصارم لمعدالت الفائدة الدائنة التي تدفعها بنوك الو.م.أ لمودعيها من قبل البنوك المركزية أو ما يسمى بقاعدة -
مما أدى إلى قيام عدد كبير من أصحاب الودائع بالدوالرات من غير المقيمين وبعض المقيمين بتوظيف""Q" ،ك" أو
.أموالهم خارج الو.م.أ للتهرب من أحكام القاعدة المشار إليها سابقا،وبالتالي الحصول على معدالت فائدة أعلى في أوروبا
.العجز المزمن في ميزان المدفوعات األمريكي وأيضا طريقة تمويل هذا العجز -
الحذر المفروض على البنوك البريطانية منذ سنة 1957بإستعمال الجنيه اإلسترليني كعملة أجنبية لعمليات -
التحويل ،وإجراء المعامالت النقدية بين الدول خارج منطقة اإلسترليني قد أجبر البنوك في لندن على إحالل الدوالر مكان
.اإلسترليني وبالتالي الحصول على كل الدوالرات الالزمة من خارج إنجلترا
ضريبة مساوات الفائدة في الو.م.أ أدت إلى إنخفاض الطلب على القروض من قبل غير المقيمين األمريكيين ( بسبب -
.إرتفاع تكلفة هذه القروض) مما أرغم هؤالء إلى اللجوء خارج الو.م.أ للحصول على التمويل الالزم
شركات التأمين األوروبية والتي تعمل لصالح الو.م.أ وجدت أنه من صالحها اإلبقاء على إحتياطاتها من الدوالر في سوق -
.الدوالر األوروبي الذي يحقق لهم ربحية وعوائد مالية كبيرة
تجدر اإلشارة إلى أن سوق األورو دوالر قد نشأ في سوق العمالت األجنبية األوروبية حيث يضم هذا األخير عدة أسواق
للعمالت