Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار‬

‫النظري للمخاطر‬
‫المالية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يخلط الكثير بين المخاطرة والمضاربة والمقامرة‪ ،‬إال أن إدارة االستثمار تفرق بين هذه المفاهيم‬
‫توخيا لدقة المقاصد وتمييز المستثمر الحقيقي عن المتداول العرضي الذي ال يعتمد على‬
‫منهجية نظامية‪.‬‬
‫فالمضاربة هي قبول أخطار تجارية معتبرة لتحقيق عائد يتناسب وهذه األخطار‪ ،‬أما‬
‫الخطر فهو يتناسب مع مقدار العائد المحقق من ورائه أي مدى كفاية عالوة المخاطر ليتحكم‬
‫في القرار االستثماري‪ ،‬أما فيما يتعلق بالمقامرة فهي المراهنة على نتيجة غير مؤكدة أو مبهمة‬
‫فهي تفتقد مفهوم العائد المتناسب في حين تجسد المخاطرة فرص تباين النتائج المتوقعة من‬
‫االستثمار‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق لمفهوم المخاطر المالية بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪-1-1‬العائد‪:‬‬
‫يمثل العائد الهدف الرئيسي من عملية االستثمار في المحافظ المالية بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬لذا‬
‫البد من إعطاء فكرة عن العوائد من حيث مفهومها و طرق قياسها‪.‬‬
‫‪ -1-1-1‬تعريف العائد‪:‬‬
‫يعرف العائد على أنه‪" :‬أي نوع من أنواع االستثمار بمثابة التعويض أو المكافأة التي يطمح‬
‫إليها المستثمر مقابل المخاطرة بموارده أو أمواله ويختلف شكل العائد باختالف األداة‬
‫االستثمارية‪ ،‬فإذا كان االستثمار ماليا في األسهم والسندات‪ ،‬يصبح العائد على شكل توزيعات‬
‫أربا ح فيما لو كانت أداة االستثمار سهما عاديا أو كان االستثمار في سهم ممتازا‪ ،‬وقد يكون‬
‫العائد على شكل فوائد إذا كان االستثمار في السندات بأنواعها‪ ،‬ويمكن أن يكون العائد على‬
‫شكل أرباح رأسمالية و التي تنتج عن بيع السهم وأو السند بمبلغ يزيد عن قيمته السوقية عند‬
‫الشراء"‪.‬‬
‫كما يعرف العائد بأنه‪ " :‬عبارة عن المقابل الذي يطمح المستثمر إلى الحصول عليه في‬
‫المستقبل نظير استثماراه ألمواله ‪ ،‬فالمستثمر يسعى دائما إلى استثمار أمواله وذلك بهدف‬
‫الحصول على العائد وتنمية ثروته وتعظيم أمالكه"‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول بأن العائد هو الهدف الرئيسي من االستثمار ألن االحتفاظ باألموال‬
‫دون استثمارها يتضمن تكلفة الفرصة البديلة والتي تتمثل في العائد الذي كان من الممكن‬
‫تحقيقه‪ ،‬وبالتالي فالعائد هو الغاية التي يسعى المستثمر إلى تحقيقها محاوال تعظيم ثروته بقدر‬
‫ما يستطيع والتخفيف من حدة المخاطر المصاحبة للعائد قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬أشكال العوائد‪:‬‬
‫تأخذ عوائد االستثمار ثالثة أشكال وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توزيعات األرباح‪ :‬إذا كان األصل يمثل حق من حقوق الملكية كاألسهم‪ ،‬لذا فحامل السهم‬
‫شريك في الشركة المصدرة للسهم‪.‬‬
‫ب‪-‬الفوائد‪ :‬إذا كان األصل سند يعطي لصاحبه الحق في الحصول على فائدة‪.‬‬
‫ت‪ -‬األرباح الرأسمالية‪ :‬تنتج عن إعادة بيع األصول المالية أي هو الفرق بين سعري الشراء‬
‫والبيع‪.‬‬
‫‪ -3-1-1‬أنواع العوائد‪ :‬هناك عدة أنواع للعوائد وتتمثل في‪:‬‬
‫العائد الفعلي ( المحقق )‪ :‬يمثل العائد الذي يحققه المستثمر فعال نتيجة المتالكه أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫بيعه ألداة من أدوات االستثمار‪ ،‬ويتكون معدل العائد الفعلي من العوائد االيرادية أو العوائد‬
‫الرأسمالية أو يكون مزيجا منهما‪ ،‬وتحظى العوائد الرأسمالية اهتماما لدى المستثمرين ألنها‬
‫تعتبر مصادر دخل جارية بخالف الدخل الناتج عن هذه االستثمارات‪ ،‬كما أنها غير خاضعة‬
‫للضريبة إال في حالة يحققها أي أن المستثمر ال يدفع الضرائب عن االستثمار إذا ارتفعت‬
‫قيمته السوقية إال في حالة البيع‪.‬‬
‫ويسمى أحيانا بالعائد التاريخي أو العائد لفترة واحدة‪ ،‬حيث يقيس العائد المحقق فعال‬
‫خالل الفترة الزمنية التي تم فيها امتالك األصل قبل بيعه‪ ،‬أو هو الربح أو الخسارة الناتجين‬
‫عن استثمار معين لفترة محددة من الزمن‪ ،‬محسوبا من خالل الصيغة التالية‪:‬‬
‫) ‪𝐷𝑡 +(𝑃𝑡 −𝑃𝑡−1‬‬
‫=𝑅‬
‫‪𝑃𝑡−1‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫𝑅‪ :‬معدل العائد التاريخي؛‬
‫𝑡𝐷‪ :‬التوزيعات خالل الفترة ‪t‬؛‬
‫𝑡𝑃‪ :‬السعر في نهاية الفترة ؛‬
‫‪:𝑃𝑡−1‬السعر في بداية الفترة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قرر أحد المستثمرين شراء أسهم شركة ما بمبلغ ‪ 02‬دج للسهم‪ ،‬وقام ببيعه بعد سنة‬
‫بمبلغ ‪ 02‬دج‪ ،‬وقد حصل المستثمر على مبلغ ‪ 2,0‬دج عن قيمة األرباح الموزعة في نهاية‬
‫السنة‪.‬‬
‫المطلوب‪ :‬حساب مقدار العائد المحقق من عملية شراء وبيع السهم؟‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪=0,04=4%‬‬
‫)‪0,8+(21−20‬‬
‫=𝑅‬
‫‪20‬‬

‫ب‪ -‬العائد المتوقع‪ :‬هو العائد الذي يتوقع الحصول عليه مستقبال عند استثمار أمواله في‬
‫مشروع معين‪ ،‬لذلك يسمى بالعائد المتوقع ألن الحصول عليه سيتم في المستقبل‪ ،‬ويتم قياس‬
‫العوائد المتوقعة بعد الحصول على البيانات التاريخية المتعلقة بالعوائد‪ ،‬وعلى أساسها يمكنه‬
‫الحصول على توزيع احتمالية لهذه العوائد وكل هذا مرتبط بالحالة االقتصادية‪ ،‬وعلى أساسها‬
‫يمكن التنبؤ بالعائد المتوقع عن طريق المعادلة التالية‪:‬‬
‫𝑖𝑃 𝑖𝑅 ‪𝐸 (𝑅 ) = ∑𝑛𝑖=1‬‬
‫تمثل‪:‬‬
‫) 𝑅( 𝐸‪:‬العائد المتوقع؛‬
‫𝑖𝑅‪ :‬العائد التاريخي؛‬
‫𝑖𝑃‪ :‬احتمال حدوث العائد ‪Ri‬؛‬
‫‪ :n‬عدد االستثمارات‪.‬‬

‫مثال رقم (‪ :)11‬إذا كان لدينا ‪ 3‬أسهم احتماالت وقوع عوائدها كما هو مبين في الجدول‬
‫التالي‪:‬‬
‫االحتمال‬ ‫العائد‬ ‫األسهم‬
‫‪20%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪50%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪C‬‬
‫المطلوب‪ :‬حساب مقدار العائد المتوقع من عملية االستثمار؟‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪𝐸 (𝑅 ) = ∑𝑛𝑡=1 𝑅𝑖 𝑃𝑖 = 0,2(15%)+0,5(22%)+0.3(5%)=9,5%‬‬
‫ت‪ -‬العائد المطلوب‪ :‬وهو العائد الذي يرغب المستثمر في الحصول عليه وبما يتالءم مع‬
‫مستوى المخاطر التي سيتعرض لها األصل أو أداة االستثمار‪ ،‬فهو يمثل أدنى عائد يعوض‬
‫المستثمر عن عملية تأجيل االستهالك ودرجة المخاطر المصاحبة لالستثمار‪ ،‬وسوف يقبل‬
‫المستثمر في االستثمار بنوع من أنواع االستثمار المقترحة أمامه إذا كان معدل العائد المتوقع‬
‫أعلى من العائد المطلوب‪ ،‬أما إذا كان معدل العائد المتوقع أقل من أو يساوي معدل العائد‬
‫المطلوب من األصل فإن المستثمر في هذه الحالة يرفضه‪.‬‬
‫ج‪-‬العائد غير المتوقع‪ :‬وهو العائد الذي لم يستطيع المستثمر تقديره ألنه ينشأ أساسا عن‬
‫تغيرات مفاجئة لم تكن بالحسبان كاستقالة المدير التنفيذي للشركة وهذه المفاجآت سوف تط أر‬
‫في المستقبل‪ ،‬وبالتالي فإن العائد الفعلي يتضمن جزأين اثنينهما العائد المتوقع والعائد غير‬
‫المتوقع‬
‫ح‪-‬العائد اإلضافي‪ :‬هو عبارة عن الفارق بين معدل العائد المحقق على األصول الخالية من‬
‫المخاطر والعائد المحقق على األصول الخطرة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مفاهيم أساسية للمخاطر‪:‬‬
‫سيتم التعرف على المخاطر بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬مفهوم االخطر‪:‬‬
‫هو إمكانية حدوث شيء خطير وغير مرغوب فيه‪ ،‬وهو في نفس الوقت يعبر عن الحالة التي‬
‫تتضمن احتمال االنحراف عن الطريق الذي يوصل إلى نتيجة متوقعة أو مأمولة‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬أنواع الخطر‪:‬‬
‫يقسم الخطر إلى عدة أنواع تم تقسيمها حسب عدة معايير‪:‬‬

‫أ‪ -‬حسب إمكانية تحقيق األرباح‪ :‬يمكن تقسيمه إلى‪:‬‬


‫‪ ‬المخاطر المضاربية‪ :‬وهي المواقف التي تحمل إمكانية حدوث إما خسارة أو مكسبا‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطر البحتة‪ :‬هي مخاطر تكون فيها الخسارة هي النتيجة الوحيدة الممكنة وليس‬
‫هناك أي إمكانية تحقيق ربح‪ ،‬وترتبط هذه المخاطر بأحداث أو عوامل خارجة عن سيطرة‬
‫الطرف المعرض للخطر‪.‬‬
‫ب‪ -‬مخاطر ستاتيكية وديناميكية‪ :‬تتضمن المخاطر الديناميكية المخاطر الناشئة عن‬
‫تغيرات في االقتصاد سواء تعلق األمر عن عوامل مرتبطة بالبيئة الخارجية‪ ،‬أو تعلق األمر‬
‫بتغيرات في البيئة الداخلية نتيجة ق اررات خاطئة إلدارة المؤسسة‪ ،‬وعلى خالف المخاطر‬
‫الديناميكية ال تكون المخاطر الديناميكية ال تكون المخاطر الستاتيكية مصدر للكسب بالنسبة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وتتضمن هذه المخاطر إما تدمير األصل أو حدوث تغيير ملكيته نتيجة لعدم النزاهة‬
‫أو اإلخفاق اإلنساني‪ ،‬وتميل للحدوث بدرجة من االنتظام بمرور الوقت ونتيجة لذلك قابلة‬
‫للتنبؤ بوجه عام‪.‬‬
‫ت‪-‬حسب طبيعة الخسارة‪ :‬وتقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬مخاطر األعمال‪ :‬ناتجة عن طبيعة أعمال المؤسسة ونصل بعوامل تؤثر في منتجات‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر مالية‪ :‬مصدرها الخسائر المحتملة في األسواق المالية نتيجة تقلبات المتغيرات‬
‫المالية‪ ،‬ويزداد الخطر إذا صاحبه نظام استدانة على تمويل قائم على واقعة مالية‪.‬‬
‫‪ -3-1‬الخطر المالي‪:‬‬
‫هو خطر مرتبط مباشرة بالسوق وتغيراتها نتيجة التقلبات السعرية‪ ،‬وفيما يلي سيتم التطرق‬
‫ألهم النقاط المتعلقة به‪:‬‬
‫تعريف الخطر المالي‪:‬‬ ‫‪-1-2-1‬‬
‫يعرف الخطر المالي بأنه‪ ":‬درجة عدم التأكد وذبذبة العوائد من حيث االرتفاع‬ ‫‪-2-2-1‬‬
‫واالنخفاض وخصوصا إذا كان االنخفاض سيصل إلى مرحلة الخسائر"‪.‬‬
‫كما يعرف كذلك بأنه‪ ":‬احتمال فشل المستثمر في تحقيق العائد المتوقع على االستثمار‪،‬‬
‫ويمكن قياسه بمقدار االنحراف المعياري للتدفقات النقدية الفعلية عن التدفقات النقدية المتوقعة‬
‫من خالل معرفة درجة التشتت عن متوسط العوائد"‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد التعاريف إال أنها تتفق جميعها على فكرة أن المخاطرة هي شعور‬
‫بعدم تحقيق الهدف المرجو‪ ،‬وأن جميع المستثمرين يفضلون عدم تحمل أية مخاطرة إال أنهم‬
‫في الوقت نفسه مستعدون لقبول مخاطر أعلى مقابل توقعهم الحصول على عائد أعلى‪ ،‬لذلك‬
‫عند اتخاذ المستثمر ألي قرار استثماري فهو يجري مبادلة بين العائد والمخاطر فقد يتحمل‬
‫مخاطر أكبر مقابل عائد أكبر‪ ،‬ويفضل البعض االلتزام بمبدأ الحيطة والحذر فيبحثون عن‬
‫استثمارات ذات مخاطر أقل حتى ولو كانت عوائدها قليلة‪.‬‬
‫‪-2-3-1‬أنواع الخطر المالي‪:‬‬
‫تقسم المخاطر المالية إلى نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخطر المنتظم‪ :‬تسمى كذلك بمخاطر السوق و التي تؤثر في جميع االستثمارات‪ ،‬و من‬
‫الصعوبة تجنبها حتى بالتنويع مثل التضخم‪ ،‬الحروب‪ ،‬الكساد‪ ،‬ارتفاع األسعار‪ ،‬ومعدالت‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫كما تعرف كذلك بأنها ذلك الجزء من المخاطر التي يتعرض لها األصل االستثماري والتي‬
‫تسببها عوامل تؤثر على السوق ككل لذا يطلق عليها مصطلح مخاطر السوق‪ ،‬وهي المخاطر‬
‫التي ال يمكن إزالتها أو التقليل منها بالتنويع ألنها تتعلق بالسوق بأكمله وال تتعلق بشركة معينة‬
‫أو صناعة معينة فهي تؤثر على جميع الشركات وفي نفس الوقت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطر غير المنتظم‪ :‬هي مخاطر تتعرض لها شركات بعينها نتيجة ظروف خاصة‪ ،‬مثل‬
‫المخاطر المالية‪ ،‬أو المخاطرة القطاعية‪ ،‬هذه المخاطرة يمكن تجاوزها باللجوء إلى تقنية تنويع‬
‫األصول الداخلة في تكوين المحفظة المالية‪ ،‬ولهذا النوع من المخاطرة مصادر خاصة بها‬
‫كالظروف الصناعية‪ ،‬سوء اإلدارة‪ ،‬الدورات التجارية الخاصة ‪...‬الخ‪ ،‬وبالتالي يمكننا القول‬
‫بأنها مخاطر متبقية عن المخاطر المنتظمة وغير مفسرة من خالل حركة السوق‪ ،‬لذلك ال نجد‬
‫هذا النوع من المخاطر في السوق ككل كما أنها ال توجد في محفظة استثمارية منوعة تنويعا‬
‫جيدا‪.‬‬
‫إن مجموع كال من المخاطر المنتظمة والمخاطر غير المنتظمة يشكل المخاطر الكلية‬
‫للمحفظة االستثمارية‪ ،‬وعليه يمكننا كتابة‪:‬‬
‫المخاطر الكلية= المخاطر المنتظمة ‪ +‬المخاطر غير المنتظمة‬

You might also like