Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 59

■■■■■ ■■■ ■■■■■■■ ■■■■■

■■■■■■■ ■■■■■■
Visit to download the full and correct content document:
https://ebookstep.com/download/ebook-36177896/
More products digital (pdf, epub, mobi) instant
download maybe you interests ...

■■■■■■■■■ 84 ■■■■■■■ ■■■■■■ ■■■ ■■■■■■ ■■■■■■■■


Edition ■■■■■ ■■■■ ■■■■■■■■■■■■■■■■■■ ■■■■■ ■■■■

https://ebookstep.com/download/ebook-38373982/

Bioquímica de Laguna y Piña 8a ed 8th Edition Federico


Martínez Montes Juan Pablo Pardo Vázquez Héctor Riveros
Rosas

https://ebookstep.com/product/bioquimica-de-laguna-y-
pina-8a-ed-8th-edition-federico-martinez-montes-juan-pablo-pardo-
vazquez-hector-riveros-rosas/

Pratique Grammaire B1 1st Edition Evelyne Sirejols

https://ebookstep.com/product/pratique-grammaire-b1-1st-edition-
evelyne-sirejols/

A medida B1 guía didáctica 1st Edition Anaya

https://ebookstep.com/product/a-medida-b1-guia-didactica-1st-
edition-anaya/
Die Staatskonkurs Aufgaben im Jahre Die Aufgaben in den
Jahren 1885 bis 88 für die Rechstpraktikanten in der
Pfalz

https://ebookstep.com/product/die-staatskonkurs-aufgaben-im-
jahre-die-aufgaben-in-den-jahren-1885-bis-88-fur-die-
rechstpraktikanten-in-der-pfalz/

Lo straniero A2 B1 Primi Racconti 1st Edition Marco


Dominici

https://ebookstep.com/product/lo-straniero-a2-b1-primi-
racconti-1st-edition-marco-dominici/

L eredità B1 B2 Primi Racconti 1st Edition Luisa Brisi

https://ebookstep.com/product/l-eredita-b1-b2-primi-racconti-1st-
edition-luisa-brisi/

Deutsch intensiv Wortschatz B1 Das Training 1st


Edition Arwen Schnack

https://ebookstep.com/product/deutsch-intensiv-wortschatz-b1-das-
training-1st-edition-arwen-schnack/

■■■■■■■■■■ ■■■■ ■■■ ■■■■■■■■■■■ B1 B2 3rd Edition ■


■■■■■■■■■

https://ebookstep.com/download/ebook-29840068/
1
2
3
‫‪‬‬
‫مقدمة في سفر الجامعة‬
‫‪ ‬مفتاح السفر ‪-:‬‬
‫‪ o‬هو كلمة باطل (‪ )hebel‬بالعبرية حيث أنها تكررت في السفر ‪ 73‬مرة من بداية السفر (‪ )2 :1‬إلى نهايته‬
‫(‪.)8 :12‬‬
‫‪ o‬وكأن مفهوم السفر نبذ الحياة األرضية أي شهوات العالم‪ ،‬ليس ألن العالم سيئ في ذاته لكن مفهومنا نحن‬
‫البشري هو الذي انحرف‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة السفر ‪-:‬‬
‫‪ -‬يجد البعض في هذا السفر بعض صعوبات لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬الشعور باليأس ‪ ...‬لكن فالحقيقة سليمان يكتب السفر بطريقة واقعية كما يحس اإلنسان العادي (الطبيعي)‬
‫الغير روحي لهذا يتكلم‪" :‬الذهاب لبيت الحزن خير من الذهاب لبيت الوليمة" (جا‪ )2 :3‬والموت يحدث‬
‫لإلنسان كما للبهيمة (جا‪.)11 :7‬‬
‫‪ ‬غياب نغمة الفرح والشكر والتسبيح فيه فقد يكون ذلك لتغلب حزن التوبة لسليمان على أخطائه ‪.‬‬
‫‪ ‬ركز السفر على الجانب السلبي دون أن يتجاهل الجانب اإليجابي مثل التطلع إلى شئون الحياة كعطية إلهية‪.‬‬
‫‪ ‬ركز على الموت لكي يرفع كل إنسان إلى الحياة ما بعد الموت‪.‬‬
‫‪ ‬عنوان السفر (الجامعة)‪:‬‬
‫‪ -‬كلمة الجامعة تعني في العبرية كهوليث من الفعل العبري كاهال أي يجتمع‪ ،‬بمعنى إنسان يجمع أقواال حكيمة أي‬
‫يجمع الناس لمخاطبتهم بأقوال حكيمة‪ ،‬وهي كلمة تخص معنى وغرض السفر كله إذ علم سليمان بأخطائه وهي‬
‫كثرة عدد النساء والزوجات األجنبيات الالتي جعلته ينحرف عن عبادة هللا حيث يقدم الترجوم قصة أشبه‬
‫بأسطورة هو أنه جال كتائه يبكي على غباوته‪ ،‬وكتب قصة توبته في السفر وجمع الشعب إليه ووعظهم بكلمات‬
‫هذا السفر‪.‬‬
‫‪ ‬كاتب السفر (واضعه)‪:‬‬
‫‪ -‬هو سليمان الحكيم وأنه سفر توبته بسبب ارتباطه كما قلنا بالنساء األجنبيات وغير ذلك مثل كثرة الفضة‬
‫والخيل‪ ،‬فهو واضع الكلمات لكن ربما الذي كتبه هو آخر لكن الكلمات هي كلماته وإن اختلفت في األسلوب‬
‫الختالف حال سليمان وكونه كتبه في نهاية حياته وفي حالة ندم وتوبة‪.‬‬
‫‪ ‬بعض االعتراضات على أن سليمان هو كاتب السفر والرد عليها ‪:‬‬
‫اسم كهوليث غريبا على شخصية سليمان لكن يرد على ذلك أنه قال أنه كان ملكا في أورشليم (‪)12 :1‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأيضا قصة الترجوم السابق ذكرها‪.‬‬
‫عبارة "كنت ملكا في أورشليم" ألنه في نهاية حياته ترك كرسي الملك وهام يبشر بتوبته وأن مالكا كان بدل‬ ‫‪-2‬‬
‫منه على كرسي الملك شبهه ‪( :‬الترجوم)‪ ،‬أما كلمة كنت فهي في العبرية لم تكن في الماضي فقط لكنها تعني‬
‫كنت وال أزال‪.‬‬
‫تحدث في السفر على ملوكا سابقين له بينما يقول المعترضون أن داود فقط هو الذي كان قبله لكن يرد على‬ ‫‪-7‬‬
‫ذلك بأن شاول الملك المرفوض كان ملكا على إسرائيل المملكة الشمالية ‪ 3‬سنوات قبل أن يملك داود عليها‪.‬‬
‫يعترض البعض عن الجو المحيط بالسفر بأن به قهر وطغيان (‪ 7 ،1 :4‬؛ ‪ 8 :5‬؛ ‪ 11 :3‬؛ ‪ 1 :8‬؛ ‪:11‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ )3 ،6‬رغم أن عهد سليمان كان عهد رخاء ‪ ...‬هذا صحيح لكن سليمان أثقل بالضرائب على الشعب ولم‬

‫‪4‬‬
‫يستطع الشعب حمل النير بدليل مجيئهم لرحبعام ابنه و قولهم له خفف علينا النير فهناك كان ظلم وتثقيل على‬
‫الشعب يبدوا أنه قدم توبة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬كتب السفر حوالي ‪ 141‬ق‪.‬م‪ .‬في أواخر حياة سليمان ‪.‬‬
‫‪ ‬كلمات تعتبر مفاتيح السفر‪-:‬‬
‫‪ ‬باطل ‪-:‬‬
‫‪ -‬أتت من الفعل العبري (‪ )hebel‬وتكررت في السفر ‪ 73‬مرة من أول السفر (‪ )2 :1‬إلى نهايته (‪ )8 :12‬أي‬
‫يدعو السفر إلى بطالن الحياة الزمنية وبقاء الحياة األبدية ‪.‬‬
‫‪ ‬تحت الشمس ‪-:‬‬
‫‪ -‬تكررت ‪ 21‬مرة وتعني عبودية الزمن والعالم ونعاني من ضربة الشمس بالنهار وحر التجارب وبالليل من‬
‫الظلمة وضربة القمر (مز‪.)1 :21‬‬
‫‪ ‬تحت السماء ‪-:‬‬
‫‪ -‬تكررت ‪ 7‬مرات أي يعيش اإلنسان في األرض متمرغا في شهوات األرض لكن الذي يحيا فوق في السماء أو‬
‫فوق السماء حيث هللا يوجد في سماء السموات (سماء الملكوت)‪.‬‬
‫‪ ‬على األرض ‪-:‬‬
‫‪ -‬تكررت ‪ 3‬مرات ومعناها من يعلوا فوق األرض أي من يدوس على األرض‪ ،‬واألرض تشير إلى الجسد‬
‫وشهواته لذا في معجزة الخمس خبزات والسمكتين جلس الشعب فوق العشب والعشب يشير إلى الجسد الذي‬
‫يذبل (مت ‪.)11 :14‬‬
‫‪ ‬باطل األباطيل ‪ :‬تكررت ‪ 7‬مرات ‪.‬‬
‫‪ ‬قبض الريح ‪ :‬أي من يتمسك بالعالم فهو أشبه بمن يمسك بالرياح فال يستطيع‪.‬‬
‫‪ ‬ناجيت قلبي ‪ :‬تعني فحص قلوبنا ليس بذاتنا لكن خالل عمل الروح القدس‪.‬‬
‫‪ ‬سمات السفر ‪-:‬‬
‫‪ ‬هي واحدة تتفرع من كل السمات للسفر هي أن كل شيء خارج هللا ال يشبع اإلنسان سواء كانت هذه األشياء‬
‫ملذات أو سلطان أو تعب أو جهد بدون نعمة هللا ال تكون شيئا‪( .‬جا‪.)4 -1 :12‬‬
‫‪ ‬ال يمكن للشعب وال الغني وال النجاح وال الرخاء ليرد للبشر السعادة بل السعادة في الحكمة اإللهية وفهم‬
‫مقاصد هللا وليست الحكمة البشرية (جا‪. ) 17 :5 - 1‬‬
‫‪ ‬الممتلكات األرضية ال تشبع اإلنسان بل أحيانا تقف ضد اإلنسان وضد هللا (جا‪.)12 :6 -14 :5‬‬
‫‪ ‬ال يعرف اإلنسان ما هو األفضل له إما بسبب الجهل أو عدم التفكير في الحياة الروحية أو في عالقاته باهلل‬
‫وغالبا يفكر اإلنسان فيما ال يفيده (جا‪.)11 ،11 -1 :3‬‬
‫‪ ‬يقدم السفر إجابات لمواضيع متعددة بطريقة عملية ثم يركز على الحل العملي لكل هذه المواضيع وهو التوبة‬
‫‪ ‬يفسر السفر اللعنة التي كانت بسبب الخطية‪.‬‬
‫‪ ‬ال تنفع المجهودات البشرية دون النعمة وال النعمة دون جهاد‪.‬‬
‫‪ ‬إلى من يوجه السفر ‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للسن ‪ :‬سن الشباب من المراهقة إلى ‪75‬سنة‪.‬‬
‫‪ ‬نوعية الموجه إليهم ‪ :‬إلى كل األمم مع حمل نكهة يهودية حقيقية حيث يذكر هللا باسم ألوهيم وليس يهوه‬
‫(جا‪ 11 ،1 :11‬؛ ‪.)3 -1 :12‬‬
‫عالةقة السفر بسفر امأماا والنييد ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -1‬سفر األمثال يمثل الجسد أو النسك الجسدي‪.‬‬
‫سفر الجامعة يمثل النفس أو النسك السلوكي ‪.‬‬
‫سفر النشيد يمثل الروح أو النسك الروحي‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا ما قاله القديس بفنوتيوس في مناظرات يوحنا كاسيان ‪:‬‬
‫‪ ‬التي تمثلها عبارة هللا إلبراهيم اترك أرضك (جسدك) وعشيرتك أي عاداتك (عادات النفس) أما أرض أبيك‬
‫(ترك أبينا األول أي الشيطان ونرجع إلى هللا) وهذا مثلما قيل في مز‪ " 45‬انسي شعبك وبيت أبيك ألن‬
‫العريس اشتهى حسنك‪".‬‬
‫‪ -2‬سفر األمثال يمثل النسك الجسدي وترك الشر والمظاهر الخارجية‪.‬‬
‫سفر الجامعة يمثل النسك السلوكي باشتهاء الفضائل‪.‬‬
‫سفر النشيد يمثل النسك الروحي بمثل لقاء النفس بعريسها ‪.‬‬
‫‪ -‬فلهذا يمثل سفر األمثال الدار الخارجية وسفر الجامعة يمثل القدس‪ ،‬أما سفر النشيد يمثل قدس األقداس‪ ،‬ففي‬
‫الدار الخارجية نتوب حيث يقودنا فيه سفر األمثال ثم ندخل القدس لنقدم ذبيحة الصالة على مذبح البخور‬
‫ونستضيء بنور كلمة هللا التي تمثلها المنارة ونتغذى بسر اإلفخارستيا‪ ،‬أما سفر النشيد يمثل لقاء العروس‬
‫الكنيسة مع عريسها عند مجيئه الثاني‪.‬‬
‫‪ -7‬يمثل عالقة الثالث أسفار (األمثال والجامعة والنشيد) ثالثة أنواع التفسير للكتاب‪ :‬التفسير الحرفي (سفر‬
‫األمثال) النوع الثاني التفسير السلوكي وهو سفر الجامعة ثم التفسير الروحي وهو سفر النشيد‪.‬‬
‫‪ ‬هللا في سفر الجامعة ‪-:‬‬
‫‪ -‬ذكر اسم هللا في هذا السفر باسم الخالق ألوهيم ‪ 41‬مرة ألن هدف السفر فناء هذه الحياة لكي نرتبط باهلل‬
‫نتخطى المعوقات‪.‬‬
‫‪ ‬صفات هللا في هذا السفر ‪-:‬‬
‫‪ -1‬هللا الخالق ‪:‬‬
‫إذ نعرف هللا من خالل رؤيتنا للخليقة المنظورة‪ ،‬ولكن أيضا للخليقة الغير منظورة فنمجده إذ هو خالقها ‪،‬‬
‫فإننا ال نستطيع أن نعرف كل شيء ألننا كما نحاول أن نمسك الرياح هكذا من يحاول أن يعرف كل شيء عن‬
‫خليقة هللا (‪ ،)5 :11‬وال نعرف كيف تكونت العظام في بطن الحبلى (‪ )5 :11‬وإن كان العالم توصل لرؤية‬
‫ذلك ومعرفة أسبابه لكن كيف تتكون وتسري بها الحياة ؟ لم يستطع أي بشر إلى الوصول أبدا‪.‬‬

‫‪ -2‬هللا الكلي القدرة ‪:‬‬


‫هللا كلي القدرة إذ اإلنسان على صورته ومثاله لكنه يعجز على إدراك قدرة هللا أو عمله‪ ،‬حتى عمل اإلنسان ال‬
‫يستطيع أن يدركه إال بواسطة اإلنسان سواء هذا اإلنسان حكيم أو جاهل‪.‬‬
‫‪ -7‬هللا ضابط الكل ‪:‬‬
‫هللا كامل في عمله مع كل الخليقة في وقتها ومكانها وطريقة عمله التي تفوق فكر اإلنسان فهو ال يفلت منه‬
‫شيء ال يضبطه أو عمال ما ال يعرفه فهو الذي يصحح إعوجاج الطبيعة أو حتى فساد اإلنسان (جا‪.)1 :1‬‬
‫‪ -4‬هللا كلي الحكمة ‪:‬‬
‫فاهلل وحده هو عارف أمور كل الخليقة وأمور حياتنا الماضية والحاضرة والمستقبلة (جا‪5 :7‬؛ ‪12 :6‬؛ ‪:2‬‬
‫‪.)14 ،11‬‬
‫‪ -5‬هللا المعطي ‪:‬‬
‫فهو يعطينا كل شيء ‪ :‬مثل الحياة (جا‪ )15 :8‬وهو يأخذ الروح (جا‪ )3 :12‬والغنى (جا‪ )12 :5‬والفرح‬
‫(جا‪ ، )1 :5‬كل ما في حياة اإلنسان هو يعطيه حتى األكل والشرب والتعب (جا‪.)24 :2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -6‬هللا القدوس ‪-:‬‬
‫هللا قدوس هذه طبيعته لكن يريد أن اإلنسان الذي خلقه يحمل هذه الصفة (القداسة) لهذا هللا يقبل ذبيحة الحكيم‬
‫وليس الجاهل الذي ال يبالي بشره‪ ،‬بل يحذر السفر من الذهاب إلى بيت هللا بدون حكمة (جا‪.)1 :5‬‬
‫ثم يختم اآلن عن القداسة بحفظ وصايا هللا (جا‪.)17 :12‬‬
‫‪ -3‬هللا المهتم باإلنسان ‪-:‬‬
‫لم يحتمل الجامعة دموع المظلومين (جا‪ )1 :4‬بل غبط األموات والذين لم يولدوا‪ ،‬ليس ألن األمور تسير بال‬
‫ضابط ال بل هللا يحفظ الحكماء ويعطيهم تجارب لكي يقومهم ويحفظهم (جا‪17 ،12 :8‬؛ ‪.)26 :3‬‬
‫‪ -8‬هللا الديان ‪-:‬‬
‫هللا يدين البشر سواء أبرار أو أشرار سواء أعمال ظاهرة أم خفية فإنه يحضر كل عمل إلى الدينونة (جا‪:11‬‬
‫‪1‬؛ ‪.)14 :12‬‬
‫‪ ‬العالم في سفر الجامعة ‪-:‬‬
‫‪ " -‬باطل األباطيل الكل باطل " (‪ ) 2 :1‬هذا هو صورة العالم بدون هللا أما العالم بوجود هللا نرى فيه الكل لصالح‬
‫اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ ‬الحياة في سفر الجامعة ‪-:‬‬
‫يرد فيها الحياة المعتمدة على هللا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫علينا أن نطلب الحكمة ال الغنى (جا‪.)17 :4‬‬ ‫‪‬‬
‫نعمل بروح الجامعة (جا‪.)12 ،1 :4‬‬ ‫‪‬‬
‫نكون إيجابيين ونجاهد بقدر الطاقة المعطاة لنا (جا‪.)11 :1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عطايا هللا لنا في الحياة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الحكمة ‪ :‬فهي أفضل من الجهل مثل النور أفضل من الظلمة (جا‪ )17 :2‬وأكثر نفعا من أدوات الحرب‬
‫(جا‪ ،)18 :1‬الحكمة خير من القوة (جا‪.)16 :1‬‬
‫‪ -2‬السمعة الطيبة ‪ " :‬الصيت الحسن خير من الدهن الطيب " (جا‪.)1 :3‬‬
‫‪ -7‬طول األناة ‪" :‬طول األناة خير من تكبر الروح" (جا‪. )1 :3‬‬
‫‪ -4‬الزواج ‪ :‬ذكر محبة المرأة الواحدة التي يتزوجها اإلنسان في شبابه (جا‪. )1 :1‬‬
‫‪ -5‬فعل الخير دون النظر إلى مكافأة ‪" :‬إلق خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد حين" (جا‪. )1 :11‬‬
‫‪ -6‬االنتفاع بنور الشمس ‪" :‬النور حلو وخير للعين أن تنظر الشمس" (جا‪.)3 :11‬‬
‫‪ -3‬االنتفاع بالشباب ‪:‬‬
‫‪ ‬الفرح بالشباب بشرط أن يسير في طريقك قلبك الذي يسلك نحو هللا (جا‪.) 1 :11‬‬
‫‪ ‬الحياة بدون هللا ليس لها معنى‪ ،‬فالتعب والجهاد ليس لهم معنى بدون هللا (جا‪ )11 -7 :1‬وال الحكمة البشرية‬
‫والمعرفة الزمنية (جا‪ )18 -17 :1‬وال الضحك (جا‪ )2 :2‬وال الملذات الجسدية (جا‪ ) 2 :2‬وال الغنى‬
‫والكرامة (جا‪ )11 -4 :2‬وال الظلم واألنانية (جا‪ ) 4 -1 :4‬وال التراخي والكسل (جا‪ )5 :4‬وال السلطة (جا‪:4‬‬
‫‪ 17‬؛ ‪ )13 :1‬وال شكليات العبادة (جا‪ )1 :5‬تساوي معرفة هللا ‪.‬‬
‫‪‬اإلنسان في سفر الجامعة ‪:‬‬
‫‪ ‬خلق هللا اإلنسان مستقيما (جا‪ )21 :3‬فعليه أن يخف هللا ويحفظ وصاياه (جا‪.)18 :5‬‬
‫‪ ‬مع كل عطايا هللا لإلنسان فقد أخطأ اإلنسان وفقد كرامته وصار بعيدا عن الحكمة اإللهية (جا‪.) 27 :3‬‬
‫‪ ‬يوجد في هذه الحياة الصديق والشرير والصالح والطالح والطاهر والدنس (جا‪ ،)2 :1‬لكن ال يوجد حتى‬
‫صديق بال خطية (جا‪.) 21 :3‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬تكلم السفر عن نظم إجتماعية كأنها طباقات !!‬
‫فهناك ملوك أو رؤساء وعبيد (جا‪.) 16 :11‬‬
‫هناك ظالمون ومظلومون (جا‪ 1 :4‬؛ ‪.) 3 :5‬‬
‫وهناك أغنياء وطبقة كادحة (جا‪.) 11 :5‬‬
‫لكن الحكمة ليست إرثا لألغنياء (جا‪ 17 :4‬؛ ‪.) 15 :1‬‬
‫‪ ‬يقنع البعض بما يعطيهم هللا والبعض يثيرون ألن رغبتهم طموحة جدا (جا‪17 :1‬؛ ‪7 -1 :2‬؛ ‪.) 11 :7‬‬
‫‪ ‬الخضوع أحيانا أفضل من مواجه الحكام الطغاة (جا‪.) 3 -4 :11‬‬
‫‪ ‬الحكمة في سفر الجامعة ‪:‬‬
‫تكررت كلمة حكمة ‪ 44‬مرة في السفر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هللا هو له الحكمة الحقيقية ويهبها للبشر (جا‪.)26 :2‬‬ ‫‪‬‬
‫الحكمة تجعل اإلنسان فرحا وهي ليست معلومات إنما حياة (جا‪.)14 -12 :12‬‬ ‫‪‬‬
‫الحكمة تحول اإلنسان من صلب إلى حاني (جا‪.)1 :8‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أةقسام السفر ‪:‬‬
‫‪ -1‬بطالن العالم من (ص‪ – 1‬ص‪.)4‬‬
‫‪ -2‬التطبيق العملي من (ص‪ – 5‬ص‪.)12‬‬

‫‪‬‬

‫اإلصحاح األول‬
‫شهادات من الحياة والطبيعة‬
‫‪ ‬تعريف بكاتب السفر ‪:‬‬
‫الجامعة ‪ :‬وهي كلمة كهوليث وتعني الذي جمعه هللا بعدما تشتت نفسه كخروف ضال على الجبال بالتوبة‬ ‫‪‬‬
‫والدخول إلى الكنيسة الجامعة المقدسة ‪.‬‬
‫‪ ‬وجعلها مؤنثة ليبكت نفسه على زواجه من النساء األجنبيات خالفا للشريعة والالتي جعلن سليمان يتعبد‬
‫آللهتهن بجانب هللا ‪.‬‬
‫هو سليمان ألنه يقول ابن داود لكن أخفى اسمه ألنه فقد السالم مع هللا والناس بسبب خطيته إذ اسمه يعني‬ ‫‪‬‬
‫سالم‪.‬‬
‫ابن داود ‪ :‬إصرار منه على ذكر داود لسببين ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قداسة داود الذي قال عنه هللا وجدت قلب داود حسب قلبي‪.‬‬
‫‪ ‬توبة داود التي حمست كثيرين على التوبة والقيامة‪.‬‬
‫في أورشليم ‪ :‬أي هللا جعله في هذه المدينة المقدسة مدينة الهيكل والصلوات وهو ال يستحقها !!‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬موضوع السفر ‪( :‬باط امأباطي الك باط ) ‪-:‬‬
‫‪8‬‬
‫كلمة باطل األساس ية في موضوع السفر تعني بالعبرية ‪ hebel‬أي نسمة كما في (إش‪ )17 :53‬أو بخار‪ ،‬كأن‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسان مثل البخار كما قال معلمنا يعقوب الرسول "بخار يظهر قليال ثم يضمحل" هذا هو العالم بدون هللا ‪.‬‬
‫فالعالم جيد وليس فيه شيء رديء لكن الرديء هو فساد ذهن اإلنسان الذي به يتقدس أو يتدنس !! يرى‬ ‫‪-‬‬
‫القديسين بعمل الروح القدس داخلهم كل شيء لمجد هللا لكن يرى األشرار أن العالم به أشياء دنسة‪.‬‬
‫باطل تعني أيضا شيء له مظهر منظور وليس جوهر‪ ،‬لكن الشيء الحقيقي الذي من هللا هو الذي يكون له‬ ‫‪-‬‬
‫جوهر و هي األشياء التي تدوم فهي باقية خالدة ‪.‬‬
‫بطالن تعني فناء لمجد العالم وللكائنين عليه من ناحية الجسد فأين العظماء والقادة والجبابرة في الحروب‬ ‫‪-‬‬
‫والملوك كلهم ذهبوا فأين هم؟! فهل هذا هو الذي نتعلق به !!‬
‫ربنا يسوع هو المشبع للنفس به تتعلق النفس وترتفع فوق الشمس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهو الصديق واألخ والزوج والزوجة واألب واألم وكل شيء لنا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو خادم لنا ألنه قال جئت ألخدِم ال ألُخدَم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أسهل خروج األبرار لميراثهم األبدي وما أصعب محبو العالم الذين ال يريدون أن يخرجوا منه لكنهم يخرجوا‬ ‫‪-‬‬
‫دون إرادتهم‪.‬‬
‫العالم بذاته صالح ألن هللا كلي الصالح ال يخلق شيء غير صالح لكن تعلقنا به كما تعلق سليمان به هو الباطل‬ ‫‪-‬‬
‫ألنه لم يتعلق بخالق العالم‪.‬‬
‫فينصحنا القديس أوغسطينوس بأن نحول العالم إلى سماء فمال العالم عندما نعطيه للفقراء يكون لنا كنزا في‬ ‫‪-‬‬
‫السماء‪.‬‬
‫هكذا راحتنا هي في حياتنا الداخلية وليس في النظر إلى خارجنا أو األشياء الخارجية تشبعنا لكن شبعنا هو‬ ‫‪-‬‬
‫ينبوعنا وينبوعنا هو من شبعنا من الروح القدس داخلنا‪.‬‬
‫تحت الشمس ‪ :‬أي تحت التجارب واأللم من شمس وتجارب العالم لكن االتحاد بشمس البر يجعلنا نعلو فوق‬ ‫‪-‬‬
‫شمس العالم‪.‬‬
‫التعب الباطل هو التعب دون هللا دون إدخال هللا في حياتنا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬يهادة الطبيعة ‪:‬‬
‫‪ ‬دور يمضي ودور يجئ واألرض قائمة إلى األبد ‪:‬‬
‫‪ -‬الدور المقصود به الجيل من اإلنسان أو من بني البشر ‪ ،‬األرض قائمة يأتي عليها جيل تمتع بخيراتها التي‬
‫منحها هللا لها ولهذا الجيل ثم ينتهي ويأتي آخر‪ ،‬لذا على اإلنسان أن يحذر أنه ال يدوم فإنه ماضي فلماذا يتشبث‬
‫باألرضيات والسلطة والمال! فأنه سوف يتركها بغير إرادته كما فعل بالغني الغبي حينما أراد أن يوسع مخازنه‬
‫ويبني غيرها فجاءه صوت ‪ " :‬اليوم تؤخذ نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون !!"‬
‫‪ ‬ملحوظة ‪ :‬األرض قائم ة إلى األبد ليس بمعنى أنها تدوم إلى ماال نهاية لكن معلمنا بطرس يقول أنها تحترق‬
‫عناصرها‪.‬‬
‫‪ ‬تغير طبيعي لكل الكائنات ‪:‬‬
‫خلقت الكائنات ألجل اإلنسان وكلها غير دائمة فيليق باإلنسان الذي يتوق إلى الخلود أن ال يتعلق بما هو متغير‬ ‫‪-‬‬
‫بل بما هو ثابت والثابت هو هللا ‪.‬‬
‫وأعطى الجامعة أمثلة للكائنات التي تتغير ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرض تدور حول الشمس الثابتة فيحدث الشروق يعقبه الغروب أي ليس كل الحياة شروق وال كلها غروب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المياه تتبخر إلى سحب ثم تسقط أمطار وتتجمع لتصير أنهارا واألنهار تصب في المحيطات ومياه المحيطات‬ ‫‪‬‬
‫تحدث معها نفس الشيء تتبخر لتصبح سحب ثم تسقط مطرا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬هكذا حياة اإلنسان تشرق بميالدها ويصبح في قمة حيويته في شبابه ثم تبدأ شمس حياته تغرب شيئا فشيئا‬
‫حتى تغرب كليا‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا حياة اإلنسان مثل المياه تصعد إلى فوق كبخار !!‬
‫‪ ‬عدم الشبع ‪:‬‬
‫شبع اإلنسان ليس من خارجه خالل الحواس التي ال تشبع لكن الشبع هو من هللا ذاته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فاألذن ال تكف عن السمع حتى لو سمعت أحاديث كثيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العين ال تكف عن النظر حتى لو شاهدت العالم كله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أعطى اإلنسان كل ما على األرض من أكل وشرب يعود جائعا عطشا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما الشبع فهو بعمل الروح القدس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬ليس من جديد في الخليقة ‪:‬‬
‫‪ -‬تظل طبيعة الكائنات كما هي عبر القرون كما طبيعة اإلنسان وإن كانت الظروف الخارجية تتطور أو تختلف أو‬
‫اإلمكانيات تصبح متطورة لكن طبيعة اإلنسان هي هي ال تتغير ال يشبعها سوى ارتباطها بربنا يسوع هو الذي‬
‫يجدد داخل اإلنسان بروحه القدوس وليس الجديد هو الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬النسيان هو سمة كل عصر ‪:‬‬
‫‪ -‬كل جيل ي نسى األجيال السابقة‪ ،‬ليس من يذكر األولين فال يعود أحد يذكرهم حتى وإن حاولوا أن يخلدوا ذكراهم‬
‫لكنهم سينساهم الناس‪.‬‬

‫‪ ‬بطالن الحكمة البيرية ‪:‬‬


‫‪ ‬وجهت قلبي للسؤال ‪:‬‬
‫هنا يؤكد نوعين من الحكمة ‪ :‬الحكمة البشرية التي بها يوجه السؤال إلى قلبه وليس تواجد هلل في فكره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحكمة تطلب هللا لتسترشد به‪.‬‬
‫الحكمة البشرية حتى وإن كشفت عن ضعف وخطأ اإلنسان لكنها تؤدي به إلى اليأس أما الحكمة اإللهية التي‬ ‫‪-‬‬
‫بإرشاد هللا وروحه عندما تكشف ضعفات اإلنسان يكون لها رجاء‪.‬‬
‫الحكمة التي تعتمد على علم العالم ليست كلها خطأ مثل الفلسفة وباقي العلوم لكنها باإليمان تتنقى وتصبح‬ ‫‪-‬‬
‫مفيدة لإلنسان الذي تكون الحكمة اإللهية هي له‪ ،‬أما الذي يعتمد على العلم فقط فقد ينحرف إلى أفكار غير‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫الحكمة اإللهية تحتاج أن يتقدس اإلنسان بروح هللا كما قال سليمان في سفر الحكمة أنها تحل في النفوس البارة‬ ‫‪-‬‬
‫وتحتاج إلى اإلتضاع أما حكمة العالم مصدرها الكبرياء‪.‬‬
‫‪ ‬رأيت كل األعمال التي عملت ‪ ......‬وإذا الكل باطل وقبض الريح ‪:‬‬
‫‪ -‬إذ صارت الحكمة البشرية كريح أي فراغ ال قيمة له فإن اإلنسان الفارغ من الحكمة اإللهية يطلب حكمة هذا‬
‫العالم لتشبع نفسه فيجد الحكمة البشرية فراغا كبيرا يحاول أن يأخذ كل شيء من العالم ليقتنيه فإذا به كريح‬
‫باطلة‪.‬‬
‫‪ ‬الذي يزداد علما يزداد غما ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬هذا المبدأ هو حكمة العالم تفرح قليال عند اكتشافها لكنها لزمن يسير إذ يحس اإلنسان أنه عطشان أكثر حتى‬
‫يتحقق له ما يطلبه وهكذا بال نهاية‪ ،‬ففترة فرح قليل يعقبها حزن يزداد كلما عرفنا أكثر ألننا نكتشف أنه يوجد‬
‫علما أكثر نزداد حزنا حتى نأخذ !‬
‫‪ -‬شبهه القديس إغريغوريوس النزينزي مثل البرق الذي يظهر قليال ليعلن أن اإلنسان في ظلمة لكن تعود الظلمة‪،‬‬
‫ومثل الذين يسحبون من الماء وهم عطشى ‪ ...‬هذه هي خبرة حكماء العالم وعلمائه‪.‬‬
‫‪ -‬أما الحكمة التي من هللا فهي تمأل كيان اإلنسان كاملة في ذاتها تعطي البسيط فهما في قلبه وليس فقط ذو العلم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫الثاني‪:‬‬ ‫اإلصحاح‬

‫بطالن مباهج العالم‬


‫‪ -1‬بطالن السعي وراء الملذات ‪:‬‬
‫إذ امتحن سليمان الحكيم بالفرح بطريقتين ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬بشرب الخمر‪.‬‬
‫‪ ‬بالضحك‪.‬‬
‫لكن لم يجد الفرح ألن شرب الخمر يلهي اإلنسان لكنه يعطيه فرح زائف لفترة بال تعقل فيذهب بعقل اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما الفرح الحقيقي هو الفرح الداخلي الذي ال يكون إال خالل معرفة هللا أما تجريب سليمان للخمر فكانت تجربة‬ ‫‪-‬‬
‫فاشلة للحصول على الفرح‪.‬‬
‫أما الضحك فقال عن نفسه كالمجن ون يضحك وقلبه مليء بالكآبة فماذا ينتفع ؟! ال شيء‪ .‬هكذا فرح العالم يؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى حزن أما الفرح بالرب يؤدي إلى نمو روحي ‪.‬‬
‫لهذا فرح اإلنسان بالملذات إلى حين‪ ،‬هكذا خلق هللا اإلنسان مستقيم القامة ليعرف أن ينظر إلى السماء لتكون‬ ‫‪-‬‬
‫مصدر فرحه ألنها فيها يوجد مع هللا‪ ،‬ولهذا يختلف اإلنسان عن الحيوان الذي ينظر إلى األرض ألن لذته في‬
‫األكل وينظر إلى بطنه لكي تمتلئ‪ ،‬هكذا جرب سليمان الفرح العالمي بالخمر والضحك واألكل فكان كل هذا غير‬
‫نافع‪.‬‬
‫‪ -2‬بطالن السعي وراء الاروات ‪:‬‬
‫‪ ‬تشمل بناء البيوت وكثرة الذهب والفضة والعبيد ‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫بدأ سليمان ببناء بيت الرب وهذا حسن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم بدأ يبني لنفسه بيتا ثم سورا في أورشليم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم بنا مخازن لنفسه وحصونا في مجدو وحاصور وجازر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم أكثر الذهب والفضة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكن الحكيم الحقيقي هو ليس الذي يبني بيتا لراحة الجسد بل يبني لنفسه بيتا لراحة الروح هكذا يصير جسدنا‬ ‫‪-‬‬
‫مبنى ليستريح فيه الرب كما كان يستريح في بيت لعازر ومريم ومرثا‪.‬‬
‫هكذا الحكيم يبني بيوتا في السماء إذ يفتح قلبه للفقراء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يصير قلبه مذبح وسط نفسه يقدم عليه محرقات الرحمة وتذبح عليه ثيران الكبرياء بسكين الوداعة وتقتل عليه‬ ‫‪-‬‬
‫كباش الغضب وماعز الشهوات‪.‬‬
‫عندما ينتهي اإلنسان من محبة القنية يشتعل فيه حب الرحيل من العالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صار سليمان كما يقال سيدا للفنون أي يتمرغ في الفنون الباطلة بالملذات الجسدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬غرست لنفسي كروما ‪ ....‬جنات وفراديس وغرست أشجار من كل نوع ‪:‬‬
‫محبة اللذة والغنى لم تقف عند سليمان في البناء لكن في الزراعة من فراديس وجنات وكروم وشجر من كل‬
‫األنواع لكنه لم يشبع‪ ،‬لكن هللا غرس لإلنسان جنة عدن لكي يشبع نفسه وجسده وعندما يطيع الوصية كان‬
‫يعطيه أن يأكل من شجرة الحياة‪ ،‬لهذا لما فقد اإلنسان هذا بأكله من شجرة معرفة الخير والشر جاء ربنا‬
‫يسوع وصلب على خشبة لكي يعود يأكل اإلنسان من شجرة الحياة التي تشبع نفسه وجسده وروحه هكذا‬
‫أعطانا عربونا أن نأكل من سر التناول لكي نشبع روحيا ونفسيا‪.‬‬
‫‪ ‬عملت لنفسي برك مياه لتسقي الجنات ‪:‬‬
‫لكن هللا أعطانا ينبوع الروح القدس مثل مياه داخلنا ينبع ماءا حيا بالمعمودية‪.‬‬
‫‪ ‬اقتنى لنفسه عبيدا وجواري ‪ ...‬وبقرا وغنما وفضة وذهبا وخصوصيات الملوك ‪:‬‬
‫اقتنى لنفسه ما يخص جسده وما هو أعلى مستوى من الرفاهية التي تختلف عنه وعن سائر الشعب وحتى‬ ‫‪-‬‬
‫سائر الملوك فكان أغنى ملك على األرض وجعل الفضة كالحجارة في أورشليم واألرز مثل الجميز (‪1‬مل‪:11‬‬
‫‪ )23‬لكنه لم يقتني نفسه !‬
‫لكن ربنا يسوع اقتنانا له عر وسا واقتنيناه لنا عريس بالصليب "أنا لحبيبي وحبيبي لي" وهذا أغلى ما نقتنيه!!‬ ‫‪-‬‬
‫أما الذهب والفضة فعوض عنهم نقتني الحياة السماوية التي يرمز لها الذهب ونقتني كلمة هللا التي هي مثل‬ ‫‪-‬‬
‫فضة مصفاة سبعة أضعاف‪.‬‬
‫أما الغنى فهو شر لألشرار ألنهم ينفقوه بطريقة خاطئة وبر لألبرار إذ يعتبروه عطية لكي يخدموا بها هللا فيكون‬ ‫‪-‬‬
‫الغنى عوض أن يكون لعنة يكون بركة‪ ،‬فالخطأ في الشهوة الداخلية للمال وليس المال ذاته‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ ‬الحياة الصاخبة والحياة اإلباحية ‪:‬‬
‫جرب سليمان حياة الملذات والحياة اإلباحية إذ كان له مغنين ومغنيات وهنا تشابه مع ملوك العالم وله‬ ‫‪o‬‬
‫سيدة وسيدات‪.‬‬
‫بل أيضا كل ما رأته عيناه لم يمسكه عنهما‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الملذات تسحب اإلنسان عن راحته وشركته مع ربنا يسوع ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫العقل الذي يهرب من ملذات العالم تكون السماء هي التي ينظر إليها ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫يعطينا هللا غذاء روحيا هو خبز الحياة النازل من السماء جسد ودم ربنا يسوع ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫هللا يعطينا شراب وطعام روحي يجعل اإلنسان يثبت عيناه في هللا وليس شيء آخر يمأل اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫اإلنسان الذي له ملذات كثيرة هو عبد لهذه الملذات الكثيرة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ o‬الطريق الملوكي هو الطريق المعتدل فال نمأل بطننا ك ثيرا لئال يحاربنا الزنا وال نمسك كثيرا لئال نصير‬
‫ألعوبة في يد الشيطان نتيجة لضعف الجسد ‪.‬‬
‫‪ o‬لكن بعدما اختبر سليمان كل هذا قال باطل األباطيل الكل باطل أي بمقارنة هذه األشياء باألشياء الروحية أو‬
‫بالسماويات تعتبر باطلة‪.‬‬
‫‪ o‬واعتبر أنه ال منفعة تحت الشمس فهو يريد هللا الذي يرفعه من تحت الشمس إلى فوق الشمس أي‬
‫بواسطة خالقها ربنا يسوع‪.‬‬
‫‪ -3‬بطالن السعي وراء الحكمة البيرية ‪:‬‬
‫(مقارنة بين الحكمة والجهل)‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة نور والجهل ظلمة ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة العالمية هي نور لكن في حدود النفع مع الحكمة السماوية النازلة من عند أبي األنوار أما الجهل‬
‫هو ظلمة‪.‬‬
‫‪ ‬الجاهل مثل الغني الطماع هو في ظلمة رغم أنه معه ذهب وفضة فهو ال يرى من حوله لكن يريد المزيد‬
‫وهو في الظلمة يعيش ‪.‬‬
‫‪ ‬فلهذا نأخذ من حكمة العالم قدر ما يفيدنا ثم نتعلم من الحكمة السماوية والتي هي ربنا يسوع ‪.‬‬
‫‪ ‬بين الحكمة والبر وبين الشر والجهالة ‪:‬‬
‫‪ -‬الحكمة نور للعقل والقلب والجهالة ظلمة العقل والقلب‪.‬‬
‫‪ -‬فالحكيم عيناه في رأسه ليس رأسه الجسدية بل رأسه الروحية ربنا يسوع كل تركيزه هو فيه‪ ،‬والسماويات‬
‫تمتص كل تفكيره أما الجاهل فعيناه مطموستان في الظلمة ال يرى فيتخبط ويعثر ألن النور ليس فيه‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة بين الحكمة البشرية والحكمة الروحية ‪:‬‬
‫الحكمة البشرية نافعة إلى حين لكن الحكمة الروحية هي تبقى إلى األبد ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الحكمة البشرية ال ترفعنا فوق الزمن بينما الحكمة الروحية ترتفع بنا إلى ما فوق الزمن‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الحكمة البشرية مهما كان اإلنسان حكيما بحكمة بشرية فإنها ال تبقى إلى األبد فإن من طبيعة البشر نسيان‬ ‫‪-7‬‬
‫األعمال حتى الصالحة فلهذا أي عمل بشري يُنسى أما األعمال التي بالحكمة الروحية ال تُنسى بل تنتقل من‬
‫جيل إلى جيل‪.‬‬
‫الحكمة البشرية ال تورث من جيل إلى جيل ألنه قد يجمع إنسان ثروة بحكمة بشرية والذي يرثها يضيعها‬ ‫‪-4‬‬
‫أما من يرث حكمة روحي ة فال تضيع بل تكون بركة من جيل إلى جيل مثلما ورث زكريا الكاهن وأليصابات‬
‫بركتهما إلى يوحنا المعمدان ‪.‬‬
‫الحكمة البشرية ال تضمن المستقبل بل تنظر إليه بيأس أما الحكمة الروحية فتتحد بالذي ال يموت الباقي إلى‬ ‫‪-5‬‬
‫األبد ربنا يسوع فيكون معها رجاء فيما بعد الزمن في الحياة األبدية‪.‬‬
‫‪ -4‬بطالن السعي وراء التعب ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة البشرية تجد في التعب أنه غير مفيد ألنه قد يأخذ تعبها آخر ولهذا تيأس فلهذا ال تكلل النفس‬
‫بسبب تعبها الجسدي أو ألجل الجسد‪ ،‬أما الحكمة الروحية فإنها تتعب على رجاء نيل األكاليل ولهذا يكون‬
‫تعب على رجاء ‪.‬‬
‫‪ ‬الحكيم بالحكمة البشرية يهتم بما حوله من صحة وجمال واآلخرين وينسى نفسه أما الحكمة الروحية تهتم‬
‫بخالص نفسه وهي أهم الفضائل أن يزين نفسه بالفضائل ال بما حوله‪.‬‬
‫‪ -5‬خيرات هللا من أك ويرب ليست باطلة في ذاتها ب هي من يد هللا وأيضا التعب مأنه‬
‫من يد هللا ‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫يأتي سليمان الحكي م بكمال مفهومه حتى ال يفهم البعض خطأ بأن عطايا هللا باطلة فيتكلم عن األكل والشرب‬
‫والتعب أيضا أنهم ليسوا باطل من أنفسهم بل الذي يبطلهم هو فساد ذهن البشر واإلنهماك في األكل والشرب‬
‫والتعب‪ ،‬لكن عندما ندخل يد هللا فيهم ونأخذهم أو نعملهم بشكر تكون لنا اللذة الحقيقية‪ .‬جيد لإلنسان أن يأكل‬
‫ويشرب ويتعب لكن إن أحس بيد هللا معه كانت خير تعزية ولذة روحية في حياته‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الثالث‪:‬‬ ‫اإلصحاح‬
‫لكل شيء تحت الزمان وقت‬
‫‪ ‬لك أمر تحت السماء وةقت ‪:‬‬
‫ثالث أمثلة ‪( :‬كمقدمة)‪:‬‬
‫‪ .1‬بين العهد القديم والجديد (اللؤلؤة الكثيرة الثمن) ‪:‬‬
‫هناك وقت يجمع فيه اإلنسان الآللئ الحسنة وهذا يمثل العهد القديم واألنبياء وهذا هو التعليم اإلبتدائي الذي‬
‫بال شك له قيمة لكن هناك تعليم أعلى هذا الذي يمثل اللؤلؤة الكثيرة الثمن أي كلمات ربنا يسوع في العهد‬
‫الجديد‪.‬‬
‫‪ .2‬التعليم عن هللا حسب المستوى وحسب الوقت ‪:‬‬
‫يتكلم الق ديس إغريغوريوس النزينزي أننا نقدم التعليم من هللا ليس كل وقت بل نختار الوقت المناسب وأيضا‬
‫نقدمه حسب مستوى المستمعين إليه فلهذا لكل وقت يقدم تعليم مثلما ال يستطيع إنسان أن يقطف زهرة في‬
‫الشتاء أو يلبس الرجال مالبس النساء هكذا نقدم التعليم في زمانه‪.‬‬
‫‪ .7‬الهروب من التجربة ‪:‬‬
‫علل القديس إغريغوريوس النزينزي هروب القديس أثناسيوس بأن هناك وقت للسالم نوجد فيه وهناك وقت‬
‫للتجارب أو الضيقات إذا أمكن أن نهرب لكي ال نكون عثرة ألحد‪ ،‬مثلما هرب اآلباء الرهبان من البربر حتى‬
‫يقتلوا من البربر وتعد لهم خطية وهذا هو وقت الحرب والضيق ومثلما أوصى ربنا يسوع الذين في اليهودية‬
‫أن يهربوا إلى الجبال‪.‬‬
‫‪ ‬أمالة ةقدمها سليمان الحكيم على أن لك أمر تحت اليمس وةقت ‪:‬‬
‫‪ .1‬للوالدة وقت وللموت وقت ‪:‬‬
‫‪ ‬أي أن هللا حدد وقت لميالدنا ووقت إلنتقالنا من هذا العالم ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ال نهمل حياتنا ألنها وزنة حيث أن الموت يأتي في ميعاده وليس قبل الوقت مثلما عمل ربنا يسوع هو‬
‫عالم بساعة صلبه وموته جسديا فلما كانوا يحاولوا أن يلقوه من على جبل مثلما حدث في كفر ناحوم أو‬
‫الناصرة كان يجتاز بينهم ألن ساعته لم تأتي بعد التي حددها هو‪ ،‬هكذا ساعتنا حددها هللا لكي نموت لكن ال‬
‫نهملها أو نعمل أي شيء يُعجل من هذا العمل ألن إرادة هللا هي التي تصنع هكذا القديس أثناسيوس ألنه‬
‫عرف أن ساعته سوف تأتي لكن ليس بموته على يد األريوسيين‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ ‬هذا يعني المعم ودية حيث يتم العكس يموت اإلنسان العتيق ويولد من الماء والروح في نفس الوقت فتكون‬
‫المعمودية في نفس الوقت قبر لنا ورحم لنا !!‬
‫‪ .2‬للغرس وقت ولقلع المغروس وقت ‪:‬‬
‫أي هناك وقت للبناء وهناك وقت للهدم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قامت إمبراطوريات هذا عددها في العالم وتسلطت على بالد كثيرة وفي لحظات انهارت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هكذا اإلنسان يزرع في تربة هذا العالم لكن له وقت للقلع منها ليرث الحياة األبدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولغرس األفكار الطاهرة وقت ولقلع األفكار الشريرة وقت حيث يتم نزعها بالصالة الدائمة وزرع أفكار هللا‬ ‫‪‬‬
‫داخل النفس‪.‬‬
‫‪ .7‬للقتل وقت وللشفاء وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬يتم ذلك في المعمودية حيث يموت اإلنسان العتيق ويولد الجديد فيشفى اإلنسان من الخطية الجدية والخطايا قبل‬
‫المعمودية ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يعني الخلط بين القتل أي الحزم والحنو كما فعل السامري الصالح وضع على الجروح التي لإلنسان النازل‬
‫من أورشليم خمر وزيت‪.‬‬
‫‪ .4‬للهدم وقت وللبناء وقت ‪:‬‬
‫ال يقف سليمان الحكيم على الجانب السلبي بالهدم فقط لكن معه البناء هكذا هي حياتنا الروحية ال تقوم على‬ ‫‪‬‬
‫هدم الشر لكن أيضا بناء الفضائل‪.‬‬
‫هكذا في المعمودية ينهدم اإلنسان العتيق ليبنى اإلنسان الجديد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أيضا الكبرياء الذي كان سببا في وقوع الجنس البشري كله في الخطية يهزم أو يهدم باإلتضاع الذي يبني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أيضا البناء العظيم ال يبنى إن لم يحفر له أساس عميق في األرض ثم يرتفع البناء الشامخ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشجرة المثمرة ال تعلوا في الهواء إن لم تدفن بذرتها في األرض ويتعمق جذرها لترفع إلى السماء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .5‬للبكاء وقت وللضحك وقت ‪:‬‬
‫(للنوح وقت وللرقص وقت)‪:‬‬
‫البكاء هو التوبة في هذا العالم وادي الدموع وهي حمل الصليب مع ربنا يسوع والضحك هو زمان الحياة‬ ‫‪-‬‬
‫األبدية بعد مجئ ربنا يسوع الثاني والدينونة وهو زمن حياة القيامة والفرح الذي ليس فيه حزن‪.‬‬

‫‪ .6‬لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت ‪:‬‬


‫الحجارة تشير إلى األمم الذين عبدوا األوثان وقد تفرقوا عن هللا بعبادتهم الوثنية لكنهم لما آمنوا بالمسيحية‬ ‫‪-‬‬
‫تجمعوا وصاروا بناء حيا كنيسة هللا الجامعة الرسولية ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول "مبنيين على أساس‬
‫الرسل واألنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف‪.)21 ،21 :2‬‬
‫لهذا صار األمم أبناء إبراهيم إذ قيل عنه أنه أب لجمهور كثير ألنهم كثيرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحجارة أيضا تفرق في الحقل لطمره أي إفساده وتجمع إلصالحه هكذا كان حقل العالم مطمورا بالوثنية‬ ‫‪-‬‬
‫واإلنسان مطمور بالخطايا فصار باإليمان والمعمودية هيكل مقدس وحقل يثمر ‪. 111 ، 61 ، 71‬‬
‫والحجارة أيضا تقام ل لعهود وتذكار األحداث مثلما أمر الرب يشوع ابن نون أن يضع ‪ 12‬حجر في نهر األردن‬ ‫‪-‬‬
‫تذكار لحادثة عبور نهر األردن ووقوفه ندا واحدا من أعلى كما وضع ‪ 12‬حجر لنفس الحادثة خارج النهر‪.‬‬
‫والحجارة تقام كأقواس للنصر وتهدم في الهزيمة هكذا عندما ننتصر روحيا نقيم قوسا للنصر وعندما ننهزم‬ ‫‪-‬‬
‫يهدم قوس نصرنا‪.‬‬
‫‪ .3‬للمعانقة وقت ولإلنفصال عن المعانقة وقت ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬المعانقة وقت ‪ :‬هي تعني الحياة الزوجية والتي قدسها ربنا يسوع بحضوره في عرس قانا الجليل وهي أحد‬
‫أسرار كنيستنا األرثوذكسية وكانت الزيجة عند اليهود مقدسة ألن من النسل يجئ المسيا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفصال عن ا لمعانقة ‪ :‬هي حياة البتولية والتكريس للرب سواء تكريس أو رهبنة‪ ،‬وهي تعني أيضا انفصال‬
‫أحد الزوجين عن اآلخر بالموت فهناك ال تكون زيجة بل يحيون كمالئكة هللا (مت‪ ،)11‬وهي تعني أوقات‬
‫األصوام التي حددتها الكنيسة فال تكون بها عالقات زوجية كوصية معلمنا بولس ليكن لهم الزواج كأنه ليس‬
‫لهم وإن كان معلمنا بولس فضل البتولية لكن قال أن لكل واحد موهبته أي هذه (البتولية) ليست للجميع‪.‬‬
‫‪ .8‬للصيانة وقت وللطرح وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬الصيانة لألشياء التي يستعملها اإلنسان ليحافظ عليها لكن متى فسدت أو ظهر ما هو أفضل تطرح أي يستغنى‬
‫عنها اإلنسان ويتخلص منها‪.‬‬
‫‪ -‬أيضا حياتنا األرضية نصونها ونحافظ على كل ما يعطينا هللا من نعم روحية وجسدية لكنها تطرح عند موتنا‬
‫لننال حياة أبدية أفضل من هذه الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا نحن في العهد القديم لنا آللئ حسنة كثيرة لكن متى ظهر العهد الجديد نلتصق به ويصاحبه ربنا يسوع‬
‫الذي فدانا ونشتهي اللؤلؤة الكثيرة الثمن‪.‬‬
‫‪ .1‬للتمزيق وقت وللخياطة وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬التمزيق دائما مصاحب لحاالت الحزن في معظم البالد الشرقية والخياطة مصاحبة لألفراح حيث يعملوا ويخيطوا‬
‫أثواب جديدة للعروس أو العريس‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا روحيا يرمز التمزيق إلى التخلص من العادات الشريرة والخياطة تمثل االلتصاق بالعادات الحسنة وربنا‬
‫يسوع والفضائل‪.‬‬
‫‪ .11‬للصمت وقت وللكالم وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬وقت الصمت يعني وقت التأمل وهو وقت التأمل في جوهر هللا مثال أما وقت الكالم فهو وقت الشهادة عن أعمال‬
‫هللا والشهادة للرب بالخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد نوعان من الصمت ونوعان من الكالم ‪ ،‬نوعا الصمت هو الصمت المقدس الذي فيه نناجي هللا مثلما صلى‬
‫نحميا قبلما يكلم الملك ومثلما صلت سوسنة العفيفة في محنتها ومثلما أمر معلمنا بولس أن تصمت النساء في‬
‫الكنائس‪ ،‬وصمت غير مقدس هو انشغال النفس بالعالم والتفكير في العالميات وفي الشر أو اإلنتقام‬
‫‪ -‬أما نوعا الكالم فهو الكالم الحسن الذي نكسب به الناس مثلما كسبت أبيجايل داود ومنعته من سفك دم زوجها‬
‫نابال ومثلما كلم اللص اليمين ربنا يسوع وكسب الفردوس ومثلما قيل في الكتاب المقدس بكالمك تتبرر‬
‫وبكالمك تدان هذا الذي صار للعشار الذي قال‪" :‬اللهم ارحمني أنا الخاطئ" فذهب مبررا عن الفريسي الذي‬
‫افتخر بأعماله على العشار‪ ،‬أما النوع الثاني هو الكالم الرديء الذي به ندين اآلخرين أو نسبهم أو نغضب‬
‫عليهم أو غيره‪.‬‬
‫‪ .11‬للحب وقت وللبغضة وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬الحب يحمل الوداعة أما الحزم فهو كمثل من يبغض اآلخرين هكذا المداواة التي فيها مزج بين الحب والحزم‪.‬‬
‫‪ -‬هكذا أظهر ربنا يسوع للشاب الغني لما قال له عن حفظ الوصايا منذ صغره فأحبه لكن عندما قال له أذهب بع‬
‫كل أموالك صار حزينا فصار له ربنا يسوع كمن يبغضه ألنه أظهر له أصل المرض وهو التعلق بالماديات‪.‬‬
‫‪ .12‬للحرب وقت وللمصالحة وقت ‪:‬‬
‫‪ -‬هكذا دائما كانت البالد قديما يتحارب الملوك وبعد هذا يتصالحوا‪.‬‬
‫‪ -‬هكذا نحن أيضا عندما نكون حازمين ضد إنسان بسبب روحي فنكون كمن يحاربه هكذا حاربت الكنيسة‬
‫الهرطقات لكنها كانت تأن لكي يرجع الهراطقة ‪.‬‬
‫‪ -‬وضرب أكبر هرطقات في الكنيسة الجامعة من قام ضدها مثال يحتذى به وهي األريوسيين والنسطوريين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬فاألريوسية قاومها القديس أثناسيوس لكنه كان في باطنه ال يحمل أي بغض ألريوس أو لألريوسيين إذ احتمل‬
‫النفي ‪ 4‬مرات وهكذا القديس كيرلس الكبير قاوم نسطور وأعطى له ‪ 12‬حرم‪.‬‬
‫‪ -‬لكنه في أحد رسائله لما سؤل قال أنه ال يوجد إنسان يحبه مثل نسطور‪.‬‬
‫‪ ‬زرع هللا فينا امأبدية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع هللا وصنع كل شيء خيرا وجميال ليس فيه عيب لكن كل شيء كما تكلم فيما سبق سليمان الحكيم وقت أن‬
‫يستخدم اإلنسان شيء بحكمة في وقته فيكون له خير لكن هللا فوق الزمن فعلى اإلنسان الذي يريد أن يرتبط‬
‫باهلل أن يحمل الخير الذي هو يسمو فوق الزمن فإن األعمال الصالحة هي إك ليل البار في الحياة األبدية وهي‬
‫مكافأته‪.‬‬
‫‪ -‬لكن في هذه الحياة على اإلنسان أن يدرك أن وراء كل خير يد هللا التي تبدأ وتنهي مع اإلنسان فيعيش حياته‬
‫شاكرا صاحب النعم‪.‬‬
‫‪ -‬لكن أي شر في العالم أو عدم خير هو نابع من اإلنسان ومن ظلمه ألخيه فاهلل رغم هذا يتدخل في وقت معين‬
‫لينقذ المظلوم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح الرابع‪:‬‬

‫شهادة المجتمع‬
‫‪ -1‬الظلم والتجرد من اإلنسانية ‪:‬‬
‫حسب الجامعة أن السقط أو الجنين أفضل من اإلنسان الذي يرى الظلم في هذه الحياة‪ ،‬لم يكن الجامعة متشائما‬ ‫‪‬‬
‫لكنه كان رقيق المشاعر‪.‬‬
‫فماذا يكون عندما يصرخ المظلومون فيئن الجامعة من صراخهم لهذا قال خير لإلنسان أن يموت على أن يرى‬ ‫‪‬‬
‫العمل الرديء من الظلم وصراخ المظلومين‪.‬‬
‫وحتى إن اقتنى من هذه الحياة غنى فيعيش معذبا لكي يحفظ ما اقتناه وال يتمتع به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن إن احتمل اإلنسان ومات مع ربنا يسوع يكون أفضل من الكل فيكون موته عن العالم يجعله يحتمل كل‬ ‫‪‬‬
‫شيء حتى إن ظُلم‪.‬‬
‫‪ -2‬الراحة الباطلة والحسد والكس والراحة الحقة ‪-:‬‬
‫‪ ‬الراحة الباطلة ‪ :‬هي نوعين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬إنسان يطلب الراحة نتيجة لظلمه من اآلخرين وإحباطهم له طالبا الراحة خيرا من الظلم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬هي راحة ظالمة تقوم على ظلم اآلخرين وعلى عمل اآلخرين وعلى حساب تعب اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ ‬الحسد ‪:‬‬
‫‪ ‬هو من أشر الخطايا ألنه كمثل لدغ عقرب أو ثعبان أو شيطان إذ يحزن اإلنسان بسبب خير اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ ‬بل تهزل صحته ويكون ذا وجه شاحب ‪.‬‬
‫‪ ‬بل يكون كل فكره منصب على الغيرة من اآلخرين وكيف يكون مثلهم عن طريق ظلم لبعض الناس‪.‬‬
‫‪ ‬هو مثل شرارة تفقد اإلنسان معنى الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬بل يصير حكمه على األشياء غير متزن فيرى الخير شر والشر خير‪.‬‬
‫‪ ‬الكسل ‪ :‬الكسالن يأكل لحمه وهو طاوي يديه ‪...‬‬
‫‪ ‬أي يفضل أن يجوع على أن يعمل فيكون في شرين شر أنه ال يعمل وشر أنه في فراغ داخلي روحيا‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫وهذا مبدأ خاطئ ألن من ال يعمل ال يأكل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لهذا معلمنا بولس ضرب مثاال رغم أنه كارز من حقه أن يأكل على حساب رعيته ألنه يكرز لهم لكنه كان‬ ‫‪‬‬
‫يعمل ليال نهارا كي ال يثقل على أحد‪.‬‬
‫بل أن سليمان نفسه ضرب مثال أن اإلنسان الكسالن ينزل إلى مستوى الحشرات بل بعض الحشرات كالنمل‬ ‫‪‬‬
‫أفضل منه ألنها منظمة‪.‬‬
‫وعلى اإلنسان أن يعطي كل وقت وقته وقت للصالة ووقت للعمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الراحة الحقة ‪:‬‬
‫‪ ‬الراحة القليلة مع العمل الهادئ خير من عدم الراحة وجني نتاج كثير لكن مع اضطراب وقلق كثير‪.‬‬
‫‪ ‬فاإلنسان الذي يعمل عمل هادئ أو يعطي نفسه قسط متزن من الراحة خير من الذي يعمل بجهد كبير بال‬
‫راحة فيكون في حالة اضطراب وتدخل إليه خط ايا كثيرة مع سماع أحاديث وحسد وحقد ونميمة وغضب‪.‬‬
‫‪ -3‬بين امأنانية والصداةقة ‪:‬‬
‫‪ ‬الظالم ليس له أخ أو ابن وال شبع ‪:‬‬
‫‪ ‬هنا يشير الحكيم إلى الغني المنعزل عن كل شيء حوله يظلم ليقتني كل شيء وال يعرف أخ أو ابن أو صديق‬
‫إال نفسه فذاته هي منبع اهتمامه فيكون بال مشاركة وال أحد يعينه ‪.‬‬
‫‪ ‬بينما يكون أصحاب الحياة المشتركة معا بسبب ثقتهم بعضهم البعض يخفون من ضغط العواصف عليهم‬
‫ويتقدمون ويكون لهم تسلية وفرحا ‪.‬‬

‫‪ ‬اثنين خير من واحد ألنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه ‪:‬‬


‫هنا دعوة الجامعة لحياة الشركة والصحبة المقدسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فلهذا كان األنبا باخوميوس يفرض في قوانينه أن ال يكون أحد من الرهبان يمفرده في القالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويقول التلمود حيث ال صحبة يكون الموت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والصحبة المقدسة سواء مع القديسين أو المالئكة تنقي اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما قدم ل نا تاريخ الكنيسة أمثلة مثل صحبة القديس إغريغوريوس النزينزني مع القديس باسيليوس الكبير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما إن الصداقة يكون فيها قوة من حيث المواهب فتشترك أنت في موهبة غيرك ويشترك غيرك في موهبتك‬ ‫‪-‬‬
‫فتكون النتيجة أقوى من الموهبة الواحدة المفردة‪.‬‬
‫وأيضا المعنى تأكيد لوجود أب روحي يسند اإلنسان في طريقه الروحي حتى ال يحيد أو يتطرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬أما قوله إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء ‪:‬‬
‫‪ ‬تعني المسافرين في الصحراء حيث يبيتا في الصحراء فكل يدفئ اآلخر ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يعني الحياة األسرية التي فيها دفء عائلي‪.‬‬
‫‪ ‬وقوله إن غلب أحد يقف أمامه اثنان والخيط المثلوث ال ينقطع ‪:‬‬
‫‪ -‬أي كان إلنسان صديق وتعرض هو لعدو فيقف أمامه االثنان‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان له صديقان فيقف الثالثة أمام واحد فيغلبوه‪.‬‬
‫‪ -‬الخيط المثلوث أي ذو ثالث جدائل ال ينقطع هكذا الصحبة بين ثالثة ولكن يوجد معاني أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الخيط المثلوث هو عمل اآلب واالبن والروح القدس في الكنيسة فهو دائم إلى األبد‪.‬‬
‫‪ ‬الخيط المثلوث هو وجود هللا في األسرة المكونة من األب واألم واالبن‪.‬‬
‫‪ -4‬بطالن السعي وراء المجد الباط ‪:‬‬
‫‪ ‬فقير وحكيم خير من ملك جاهل ال يعرف أن يحذر ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫إذ وجد سليمان نفسه غني وطلب الحكمة فأعطاها له هللا لكن غناه وزوجاته جعلوا الحكيم ينحرف فما فائدة‬
‫الغنى ! قد يوجد من رعاياه فقير لكن حكيم يعرف أن يحذر من الخطايا التي وقع فيها سليمان ‪.‬‬
‫‪ ‬ربما ينقل سجين إلى الملك وربما يطرد ملك من العرش ‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى ‪ :‬سجين إلى الملك مثلما خرج يوسف من السجن إلى العرش في مصر‪.‬‬
‫ومثل الرسل الذين خرجوا باليهود وحرفية الناموس إلى الحرية المسيحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومثل الشهيد الذي يخرج من سجن العالم إلى الحياة األبدية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومثل اإلنسان الذي يخرج من بطن أمه كما في سجن إلى العالم‪ ،‬وقد يقصد سليمان بها نفسه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية ‪ :‬هو طرد ملك من العرش مثلما طرد نبوخذنصر ‪ 3‬سنين وكان يعيش مع الحيوانات بسبب‬
‫غروره وكبريائه حيث أنه تفاخر أنه صنع بابل وكل مجدها ‪.‬‬
‫فالقصد أنه ال يوجد ما هو ثابت في مجد العالم لكن علينا أن نبحث عن المجد الثابت وهو أمجاد ملكوت‬ ‫‪-‬‬
‫السموات‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اإلصحاح الخامس‪:‬‬

‫الحب في العبادة والسلوك‬


‫‪" ‬لتكن كلماتك قليلة ألن الحلم يأتي من كثرة الشغل وقول الجهل من كثرة الكالم"‪:‬‬
‫‪ -‬الكلمات القليلة في بيت هللا أو عامة هي تأتي من اإلنسان الحليم أي المتأني وهذا يأتي من كثرة العمل سواء‬
‫الجسدي أو الروحي أما أقوال الجهال هي من كثرة كالمهم تجعلهم بال حكمة‪.‬‬
‫‪ ‬ال تستعجل فمك وال يسرع قلبك إلى نطق كالم قدام هللا ألن هللا في السموات وأنت على األرض ‪:‬‬
‫‪ ‬أي أمام هللا حتى لو كان صديقا لنا ال تتعجل بفكر قليل ثم لسانك بسرعة قدام هللا أي ال تصلي وأنت في بيت‬
‫الرب أو صالتك الخاصة سريعا ألنك تخاطب هللا الذي في السموات وليس إنسانا على األرض فوقار هللا مهوبا‬
‫فهو الخالق وهو السماوي ونحن خلقته وعمل يديه ترابيين ال ننسى نحن أمام َم ْن نتكلم ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا يعطينا أن إطالة فترة الصالة دون تصنع بحب واشتياق إليه تفرح قلب هللا كما كان يفعل القديسون مثل‬
‫القديس أرسانيوس ‪.‬‬

‫‪ ‬حاجتك في الصالة إلى تقوى ال إلى ثرثرة ‪:‬‬


‫‪ -‬أي الصالة تقدم فيها توبة ونخاف هللا ألننا أبناؤه أو نخافه ألنه هو الديان أما كثرة الثرثرة تعني فراغ داخلي‬
‫فنجعل الروح هي التي تصلي باللسان الجسدي وهي التي تجعل الجسد ينحني ويركع دون تعب‪.‬‬
‫‪ -‬وهنا الث رثرة ال تعني الصالة الطويلة بل التي بال هدف وبال روح وعمق‪ ،‬لكن نشكر هللا الذي حفظ لنا تقليد‬
‫الكنيسة منذ العصر الرسولي لنصلي كما كانوا هم يصلون فربنا يسوع أطال في صالته الوداعية في (يو‪)13‬‬
‫وصلى نفس الكالم ثالث مرات في بستان جثسيماني "إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس" وليلة رسامة الرسل‬
‫ال‪ 12‬قضى الليل كله يصلي‪.‬‬
‫‪ ‬الجدية واإليفاء بالنذور‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫النذر هو ما يكرسه اإلنسان إليفاء هللا فالحكيم هو الذي يعد بالنذر ويوفيه أما الجهال فهم يتسرعوا في‬ ‫‪‬‬
‫الوعد وال يوفوا أو يأجلوا فخير لهم أن ال ينذروا من أن ينذروا وال يوفوا وهنا دليل على الجهل أي التسرع‬
‫في الكالم‪.‬‬
‫واآلباء ينظروا إلى النذر أنه هو الصالة التي نعد بها هللا لنتصل به ونجحد العالم بمعنى هو نذر اإلنسان‬ ‫‪‬‬
‫بجحد العالم وأباطيله‪.‬‬
‫المالك الذي نقول قدامه سهو هو الكاهن فال نتسرع في الكالم قدام وكالء هللا بنذر أو غيره ونتكلم ونقول ال‬ ‫‪‬‬
‫نقصد أي أنه سهو فال يليق اختالق األعذار‪.‬‬
‫ثم أعطى الجامعة سبب الجهل وهو كثرة األحالم أي االوهام وعدم الواقعية واألفعال الباطلة التي سماها‬ ‫‪‬‬
‫أباطيل وكثرة الكالم أي الكالم الكثير الذي ال يحمل مخافة هللا ‪.‬‬

‫‪ ‬إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فال ترتع من األمر ألن فوق العالي عالي يالحظ واألعلى‬
‫فوقهما ‪:‬‬
‫‪ -‬أي ال يتعجب اإلنسان إذا رأى ظلم الفقير فال يخاف من ا ألمر ألنه فوق العالي أي الملك أو المسئولين العالميين‬
‫أعلى منهم هو هللا فهو رب األرباب وملك الملوك هو الذي يدبر األمور فوق هؤالء ‪.‬‬
‫‪ ‬منفعة األرض للكل ‪ ،‬الملك مخدوم من الحقل ‪:‬‬
‫‪ -‬ومعنى هذا أن الفقراء وإن كانوا أرضا لكن الكل يستفاد منها أي إن كانوا أرضيين لكن لنا رجاء فيهم خالل‬
‫نفعهم لآلخرين فمن األرض يأكل الملك ومن األرض تأكل بهائم الحقل ومنها يأكل اإلنسان فنحن في حاجة إلى‬
‫الكل‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا هم عندما نحبهم ونعطيهم من أموالنا ينفعونا في يوم الرب في الحياة األبدية‪.‬‬
‫‪ ‬الغنى المضر ‪:‬‬
‫‪ ‬حب الفضة غير مشبع ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلنسان الممتلئ باهلل ال يحب كثرة ممتلكات العالم بل هو غني‪ ،‬لذلك يقول معلمنا بولس "الغنى مع القناعة هي‬
‫تجارة عظيمة" (في‪ )18 :4‬وإنسان هللا يكون قنوعا‪.‬‬
‫‪ ‬أما الذي يحب الغنى والثروات والفضة يكون مثل الهاوية التي توسع نفسها (حب‪. )5 :2‬‬
‫‪ ‬ويكون محب الغنى مثل دودة العلوقة التي تكثر في المستنقعات تشرب الماء وتلتصق بالحيوانات تمتص دمها‬
‫هكذا يكون حب الغنى يمتص كل ما هو جيد في اإلنسان دون أن يكون اإلنسان مستفيد من شيء روحي‪.‬‬
‫‪ ‬ال منفعة لوفرة الغني ‪:‬‬
‫‪ -‬إذ الغني كلما ازداد ثراء كلما ازدادت مسئولياته وكلما انشغل بها بعيدا عن هللا وازدادت فيه محبة الطمع‬
‫وشهوة الزيادة فيما له‪ ،‬وقد يكون العاملين معه في حالة سعادة يستفيدون إذ هم قنعاء ويكسبوا الحياة األبدية‬
‫فلهذا يجب للغني أن يهتم بهم ليستفيد هو روحيا وأبديا‪.‬‬
‫‪ -‬فلهذا يجب أن يكون الغني سيد للذهب وليس عبدا فالحب يعطي حرية أما األنانية تعطي عبودية‪.‬‬
‫‪ ‬حب الغنى يفقدنا الراحة‪:-‬‬
‫‪ -‬الغني يطير من عينيه النوم بسبب طمعه أو بسبب خوفه على أمواله وقلقه فال ينعم براحة أبدا وكأنه ال يملكه‪،‬‬
‫فلهذا كما أن الميت ال يفيده المال هكذا الغني ال يفيده ماله بل يضره‪ ،‬بينما العاملين معه أو الفقراء والبسطاء‬
‫كثرة الشغل وتعب الجسد يعطيهم لذة عند نومهم رغم أنهم أقل ماال لكن يكون لهم النوم لذة وتكون حياتهم في‬
‫بساطة ويرثوا ملكوت السموات ويكون لهم فرح‪.‬‬
‫‪ -‬فإن كان جهاد العمل يعطي فرح فكم يكون الجهاد ألجل خالص النفس يعطي فرحا جما‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ ‬ثروة مصونة لصاحبها لضرورة ‪:-‬‬
‫‪ ‬قال الجامعة ‪" :‬يوجد شر خبيث رأيته تحت الشمس ثروة مصونة لصاحبها لضرره"‪.‬‬
‫‪ ‬الثروة والغنى الذي يصونها صاحبها هي مضرة له ألنه يبذل قصارى جهده في الحفاظ عليها وقد يجره‬
‫هذا إلى زيادتها وشهوة الطمع والبعد عن هللا وعبادة المال‪.‬‬
‫‪ ‬بينما وجد قديسين لم يربكهم المال مثل أبونا إبراهيم ويوسف الصديق‪.‬‬

‫‪ ‬الغنى زائل نحن نتركه وهو يتركنا ‪:‬‬


‫‪ -‬إذ المال عندما نولد عريانين هكذا نعود إلى األرض عريانين "عريان خرجت من بطن أمي وعريان أعود إلى‬
‫األرض"‪.‬‬
‫‪ -‬ويتركنا المال أيضا إذ قد يخسر الغني أمواله في مشروع في لحظات ويصير فقيرا فيكون المال له كمثل طائر‬
‫صعب المنال‪.‬‬
‫‪ -‬بل يعيش الغني بسبب المال بخيال مغتما فاقدا معنى الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬فرح وشكر بعطايا هللا ‪:‬‬
‫‪ -‬يلخص الجامعة هذا اإلصحاح في النتيجة التي ينبغي على اإلنسان أن يفهمها بعد أن أدرك أن كل ملذات العالم‬
‫باطلة ‪...‬‬
‫‪ ‬أن يأكل اإلنسان ويشرب ويمارس عمله كعطية إلهية‪.‬‬
‫‪ ‬يحسب المال والغني هبات إلهية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يمارس حياته اليومية بفرح فاهلل ملهي قلبه بالفرح‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اإلصحاح السادس‪:‬‬

‫إفساد عطايا هللا‬


‫‪ .1‬اروة يتمتع بها غريب ‪-:‬‬
‫‪ -‬تكلم أوال عن شر منتشر بين كثير من الناس يبدو أنه ألجل حكمته كان كثيرين من األمم يأتون ليسمعوا حكمته‬
‫فرأى نوع من الشر منتشر وهو البخل وهذا إحدى عالمات موت النفس وابتعادها عن هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم تكلم عن الغني الذي وجد له هللا خيرات كثيرة جدا لكن غريب هو الذي يأكل من ثروته وال يستطيع أن يتمتع‬
‫بها ‪:‬‬
‫‪ ‬فاهلل أعطى لكل إنسان مواهب وخيرات حتى األرضية كثيرة جدا فيجب على اإلنسان أن يشكر عليها هللا‬
‫وأن يطلب معونة لكي يدبرها حسنا وبحكمة‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ألجل عدم قداسته وألجل ولعه بهذه الخيرات ال يتمتع بها وكثيرا ما نجد األشرار لهم مواهب وثراء‬
‫فاحش سواء من ميراث أو من جهاد لكن يفتقدون للحكمة وهلل بل يفقدون طعم الحياة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬يأتي غريب ربما يكون يقتحم ما كنزه الغني أو يخسر هو ماله أو يتبد ماله بسبب الخطية التي هي‬
‫الغريب فينهار كيان اإلنسان كله نفسيا وروحيا وماديا !!‬
‫‪ .2‬الغنى واليعور بالعوز وليس للغني دفن والسقط أفض من الغنى ‪-:‬‬
‫‪ o‬غريب جدا أن يكون الغني غير مكتفي بما عنده إذ الشعور بالعوز يالزمه هذا ليس يسده المال لكن هناك‬
‫فراغ داخلي ال يستطيع سوى هللا أن يماله‪.‬‬
‫‪ o‬وأيضا في موته يقال عنه "ليس له دفن" وهي من أفظع العقوبات التي يراها اإلنسان أن يُترك اإلنسان بال‬
‫أحد يدفنه مثله مثل حمار يدفن (إر‪ ،)11 :22‬وربما يقصد به أنه وإن عاش سنوات طويلة حتى يظن أنه ال‬
‫يموت لكنه ال يستفيد من هذا العمر الطويل بل عندما يموت يُترك بال دفن حتى يقتسم وارثيه ماله !!‬
‫‪ o‬بل يكون السقط أفضل منه أو مثله ألن السقط يأتي من الرحم في الظالم ليذهب إلى القبر في الظالم من ظلمة‬
‫إلى ظلمة ب ال صيت وفائدة من كده وتعبه كمثل شجرة بها ثمار ال يأكل منها أحد فتفسد ثمارها وهي عليها‪،‬‬
‫هكذا يعيش اإلنسان في ظلمة العقل بسبب أمواله ويذهب إلى ظلمة القبر‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلكتفاء بعطايا هللا ‪-:‬‬
‫‪ ‬كل تعب اإلنسان لفمه أما النفس ال تمتلئ ‪:‬‬
‫أي إن كان اإلنسان فقير أو غني فإن أقصى شيء يحتاجه هو سد حاجة جسده وجوعه فإن كان غنيا يكون ذلك‬
‫زائد عليه أن يشكر هللا عليه لكن نفسه ال تمتلئ بالماديات إنما باهلل باريها‪.‬‬
‫‪ ‬ألنه ماذا يبقى للحكيم أكثر من الجاهل ؟ ماذا للفقير العارف السلوك أمام األحياء ؟‬
‫يستوي الحكيم مع الجاهل في األمالك وقد يكون الجاهل له ملكية أكثر وقد يكون الفقير الحكيم أقل قنية من باقي‬
‫األحياء لكن ماذا تعطيه القنية والمقتنيات ؟! هل تجعله حكيما ؟! فإن الحكمة كهبة للفقير تعطيه أن يستعد‬
‫للحياة األبدية وقد تجعل المقتنيات صاحبها بعيدا عن هللا فماذا استفاد من غناه!!‬

‫‪ ‬رؤية العيون خير من شهوة النفس ‪:‬‬


‫أي اإلكتفاء بما هو عندنا ونراه خير من اشتهاء ما هو ليس عندنا ونطمع فيما للغير فالذي عنده قوت‬
‫وكسوة فليكتف بهما لكن شهوة النفس في الغنى تجعله يخطئ ويتكبر وقبض الريح !!‬
‫‪ ‬هل يستطيع اإلنسان أن يخاصم من هو أقوى منه ؟‬
‫فإن كان اإلنسان ال يستطيع أن يخاصم اإلنسان الذي مثله وهو أقوى منه فهل يستطيع أن يقاوم إرادة هللا‬
‫!! هل تقول الفأس لصاحبها لماذا صنعتني هكذا !!‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح السابع‪:‬‬

‫االستعداد لألبدية‬
‫‪ -1‬الصيت خير من الدهن الطيب ويوم الممات خير من يوم الوالدة ‪:‬‬
‫‪ -‬الصيت أي الحياة الروحية العملية والسلوكية التي يتركها اإلنسان كشهادة حية عنه وعن عالقته باهلل خير من‬
‫الطيب الجيد أي من الحياة في ملذات هذا العالم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬وعن الروحيين فحياتهم كلها يستعدوا ليوم الممات حيث يولدوا من جديد لحياة أبدية أفضل من يوم الميالد‬
‫األرضي الذي يعقبه أتعاب ال حصر لها لكن اإلنسان الروحي يشكر هللا على هبة ميالده في هذه الحياة على‬
‫عكس اإلنسان العالمي يحتفل بيوم ميالده ويخاف من يوم مماته‪.‬‬
‫‪ -2‬الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة ‪:‬‬
‫‪ ‬بيت النوح يقصد به ‪:‬‬
‫‪ o‬مشاركة الحزانى حزنهم‪.‬‬
‫‪ o‬الحزن على الخطايا‪.‬‬
‫‪ o‬تذكر يوم الدينونة باستمرار يجعل النفس مستعدة للرحيل‪.‬‬
‫‪ o‬يقصد به األديرة كبيوت للحزن على الخطايا‪.‬‬
‫‪ ‬بيت الوليمة ‪:‬‬
‫‪ ‬هو العالم وملذاته التي تبعد النفس عن عريسها ‪.‬‬
‫‪ ‬وهو أيضا الفرح الذي بعد الحزن على الخطايا‪.‬‬
‫‪ ‬وهو استقبال يوم الموت بفرح نتيجة لحياة االستعداد‪.‬‬
‫‪ ‬الحزن خير من الضحك ألنه بكآبة الوجه يصلح القلب ‪:‬‬
‫يدعونا الح كيم للحزن وكآبة القلب في مخدعنا ألن هذا يعطينا حياة التوبة واالستعداد الدائم‪ ،‬أما أمام الناس‬
‫فنكون فرحين الوجه وهذا ينتج من ثمر الحزن وكآبة الوجه في مخدعنا ألنه يؤدي إلى سالمنا الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬سمع االنتهار من الحكيم خير لإلنسان من سماع غناء الجهال ألنه كصوت الشوك تحت القدر‬
‫هكذا ضحك الجهال هذا أيضا باطل ‪:‬‬
‫‪ -‬الحكيم هو الذي يسمع االنتهار ممن هو أحكم منه فيحزن على عدم كماله ويفرح ألن هذا يقوده إلى هللا أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬أما سماع غناء الجهال ‪ :‬قد يعني الغناء فعال أو كلمات التملق التي تكون أشبه بصوت شوك يحترق تحت القدر‬
‫تقشعر منه النفس هكذا يجب على اإلنسان الروحي االنتباه‪.‬‬
‫‪ ‬الظلم يحمق القلب والعطية تفسد القلب ‪:‬‬
‫‪ ‬القسوة مع كثرة الظلم مهما كان اإلنسان حكيم تجعل القلب مظلما والقسوة والظلم من أمراض القلب‬
‫الروحية إن أصابت إنسان أظلم قلبه ومرض فيحتاج إلى شفاء‪.‬‬
‫‪ ‬العطية تفسد القلب أي المواهب أو األشياء المادية الموهوبة لنا من هللا إن لن نستخدمها في طريقها‬
‫الصحيح تكون علة انحرافنا عن الطريق الملوكي وانغماسنا في الملذات‪.‬‬
‫‪ -3‬الحذر خير من االندفاع ‪:‬‬
‫‪ ‬نهاية أمر خير من بدايته ‪:‬‬
‫ننظر دائما إلى النهاية كمبدأ روحي وال يهمنا البدايات فقد تكون بداية فاترة متعثرة لكن النهاية قوية مبهجة‪،‬‬
‫فقد بدأ معلمنا بولس وهو يقود المسيحيين للتعذيب وانتهى بأنه كارز العالم وحمل اسم المسيح للعالم الوثني‬
‫كله‪ ،‬وبدأ مار مرقس ضعيفا أصابته المالريا في الرحلة األولي لمع لمنا بولس ثم ما لبث أن كرز في مصر‬
‫والخمس مدن الغربية وفي نهاية حياة معلمنا بولس قال عنه احضر مرقس معك ألنه نافع لي للخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬طول الروح خير من تكبر الروح ‪:‬‬
‫طول الروح دليل االتضاع والتوبة واحتمال اآلخرين أما تكبر الروح فهو أم جميع الباليا من الخطايا ويقود إلى‬
‫شرور كثيرة‪.‬‬
‫‪ ‬ال تسرع بروحك إلى الغضب ألن الغضب يستقر في حضن الجهال ‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الغضب هو ابن الجهالة يستقر في حضن الجهال كابن له ويؤثر على حكم اإلنسان وتمييزه ويعمي بصيرته‬
‫الروحية ويؤثر على ضبط النفس الروحي ويؤدي إلى انحدار المستوى الروحي وخطايا كثيرة‪.‬‬

‫‪ ‬ال تقل لماذا كانت األيام األولى خير من هذه ؟ ألنه ليس عن حكمة تسأل عن هذا ‪:‬‬
‫أي ال يحزن على األيام األولى وعمل هللا معه فيها بل الذي عمل مع اإلنسان في الماضي يعمل معه في الحاضر‬
‫حتى لو كان عاجزا فاهلل قادر أن يعمل‪ ،‬فإنه على اإلنسان أن يشعر بأن األيام الحالية هي أفضل ألنها نعمة لكي‬
‫يتوب وينمو روحيا‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكمة أفض من الميراث ومن الفضة ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة صالحة مثل الميراث بل أفضل لناظري الشمس ‪:‬‬
‫‪ -‬إذ كان الميراث يعوزه الحكمة في استخدامه ليس بتقطير وال بإسراف فإن كان الفقراء قنوعين فاألغنياء عندما‬
‫يستخدموا ميراثهم في كسب الفقراء يكسبوا ألنفسهم ملكوت السموات‪.‬‬
‫‪ -‬والحكمة أفضل لناظري الشمس إذ يرى الحكيم ما وراء الشمس المادية شمس البر ربنا يسوع كنور وحياة له‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الذي في ظل الحكمة هو في ظل الفضة وفضل المعرفة هو أن الحكمة تحيي أصحابها‬
‫‪ -‬إذا كانت الفضة تفيد صاحبها في استخدامها الصحيح إذ يقتنى بها أصدقاء لملكوت السموات من الفقراء لكنها‬
‫ظل ال تفيده في الحياة األبدية إال من خالل أعمال البر‪ ،‬لكن الحكمة تحيي صاحبها ألن بها يقتني اإلنسان أقنوم‬
‫الحكمة ذاته ربنا يسوع المسيح الذي له الحياة في ذاته (يو‪.)5‬‬
‫‪ -5‬معامالت هللا مع البير بواسطة النعم اإللهية والتأديب وةقصر العمر وإطالته ‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يتعامل مع اإلنسان بواسطة النعم اإللهية لكي يشكر ويحيد عن الشر ويتوب أما إذا لم يدرك فإنه يتعامل معه‬
‫بالتأديب عسى أن يتوب‪ ،‬وقد يمزج األسلوبين معا بهدف إصالح اإلنسان لكن ال يستطيع اإلنسان دون هللا أن‬
‫يصلح إعوجاجه ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يتعامل هللا بما رآه الجامعة أيام بطل أي عدم حكمته وبعده عن هللا‪ ،‬إن إنسان بار يموت سريعا كمثل ثمرة‬
‫تنضج فإن ظلت على الشجرة تفسد فبهذا يحفظ البار من شر قادم‪ ،‬وأيضا رأى أشرار يطول عمرهم لكي‬
‫يعطيهم هللا فرصة للتوبة فإن تابوا تحقق الغ رض وإن لم يتوبوا فيدانوا على طول أناة هللا وإطالة عمرهم وعدم‬
‫توبتهم ‪.‬‬
‫‪ -6‬االعتدا أفض من اإلفراط يمينا ويسارا ‪:‬‬
‫‪ ‬ال تكن بارا بالزيادة ‪:‬‬
‫تعني ال نكون في الفضائل بارين بالزيادة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فال نكون صائمين بالزيادة لكي نظهر صومنا للناس أو حتى نخور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال نكون صائمين باعتبار األطعمة دنسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال نتعفف بالزيادة لنعتبر أن الزواج دنس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن نضع نقاوة قلبنا في كفة وقوة جسدنا في كفة ونوازن بينهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال نتخذ من بخلنا وسيلة أنها حكمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والتبذير أنه سخاء في العطاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال الخدمة على حساب حياتنا الشخصية مع هللا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال العزلة مع هللا على حساب محبتنا لآلخرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬نصائح أخري في االعتدال للجامعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬استخدام روح الوداعة ال التسلط فالتسلط حياة ال يوجد بها هللا‪ ،‬ال يسكن هللا في محب الرئاسة وال تسكن‬
‫أنت معه (القديس يوحنا سابا)‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتراف بالخطية ‪ :‬أي شعور اإلنسان مهما كانت مكانته الروحية أو مستواه الروحي أنه يخطئ فمن من‬
‫القديسين ال يخطئ أو يسهو ؟ حتى لو أعطي رؤيا السماء أفال ينجذب لألرض حتى لو للحظات لهذا ال‬
‫نكون أشداء في إدانة أخوتنا بل رحومين "السهوات من يشعر بها" (مز‪.)21 :11‬‬
‫‪ -7‬اال نشغال بكالم الغير ضدنا ‪ :‬فإن هذا يشتت فكرنا بعيد عن هللا ويجعلنا ندين اآلخرين أو نغتاظ منهم أو‬
‫نتصرف تصرف اندفاعيا بعيد عن روح الحكمة‪ ،‬وكل هذا يبعدنا عن هللا "ال تضع قلبك على الكالم الذي‬
‫يقال لئال تسمع عبدك يسبك" ألننا نحن أيضا نتكلم ضد اآلخرين فلهذا يجب أن نكون حكماء‪.‬‬
‫‪ -7‬البحث عن الحكمة وندرة وجودها بين البير واختراع البير للير عكس خلقتهم‬
‫المستقيمة‪:‬‬
‫بحث سليمان الحكيم عن الحكمة السماوية ودرس وصلى وطلب من هللا أما هي فهي بعيدة جدا ألنها سماوية‬ ‫‪-‬‬
‫وعميقة جدا ألننا خلقنا على صورة هللا ومثاله والذي خلقنا هو أقنوم الحكمة ذاتها فكيف الوصول إليه؟؟‬
‫بحث اآلباء الكاملين على كمال الحكمة لكنهم وجدوا أنها مثل البحر كلما قربنا منها نكتشف بعدها عنا وعمقها‬ ‫‪-‬‬
‫أيضا هكذا يعيش اآلباء في جهاد بغير انقطاع‪.‬‬
‫إذ يبحث سليمان عن الحكمة فوجدها بين كل ألف من الرجال واحدا وال توجد إال ندرة بين النساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذ وجد في المرأة األجنبية (الزانية) اآلتي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬أنها تصطاد اإلنسان بشباكها‪.‬‬
‫‪ -2‬فمها معسول لكنها مليئة بالخطية المرة‪.‬‬
‫‪ -7‬عنيفة رغم تظاهرها بالوداعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬كاذبة غير صادقة‪.‬‬
‫لكن ليس معنى هذا أن الرجال أفضل من النساء لكن الجميع زاغوا وفسدوا لكن هللا خلق اإلنسان مستقيما لكن‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسان هو الذي اخترع الشرور‪.‬‬
‫واإلنسان يقصد به الرجل والمرأة التي أُخذت من الرجل وهي مساوية له في الفضائل وكل شيء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح الثامن ‪:‬‬

‫الملوك وحكمهم سواء العادل أو الجائر‬


‫وكيفية التعامل معهم‬
‫‪ -1‬الحكمة وتقدم اإلنسان على أةقربائه تجعله نافعا لهم‪ ،‬وجهه مستنير بالفرح تغير من‬
‫مالمح اإلنسان نفسه ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة تعطي اإلنسان تقدما على أقربائه ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ الحكمة بعيدة كل البعد وعميقة كل العمق‪.‬‬
‫‪ ‬فالحكمة السماوية هي الحكمة الحقيقية فوق كل حكمة البشر المحدودة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬ونالحظ أنه في سفر الحكمة لسلي مان الحكيم وسفر األمثال أن الحكمة متجسدة ألنه يتنبأ عن أقنوم الحكمة‬
‫ربنا يسوع المسيح هذا الذي يجعل كل إنسان حكيما إذ هو رأس الحكمة ‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة تجعل اإلنسان يفسر األمور ونافعا ألخوته ‪:‬‬
‫‪ -‬هذه الحكمة تجعل من اإلنسان ذو حكمة فائقة هبة من هللا في النظر إلى ما وراء األحداث فيكون هو َمرشد من‬
‫هللا وأيضا يرشد غيره بحكمته العلوية الصائبة‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة تغير صالبة وجهه (وجه اإلنسان) ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة العلوية هي التي تغير قلب اإلنسان فال تستطيع أي حكمة بشرية على األرض أن تغير قلب اإلنسان‬
‫فالحكمة العلوية بها اتضاع وتشرق على وجه صاحبها‪ ،‬أما الحكمة البشرية فطريقها الكبرياء وإثارة‬
‫الشهوات والغضب الغير مقدس والخبث والطرق الغير مستقيمة‪.‬‬
‫‪ ‬ويقارن القديس يوحنا ذهبي الفم بين جمال الحكمة التي تزين وتشرق على وجه المرأة وبين الزينة الجسدية‬
‫التي تتحلى بها المرأة هكذا فرق بين الحكمة العلوية والحكمة األرضية‪.‬‬
‫‪ -2‬الحكمة بين طاعة الرؤساء والظروف الطارئة وظلم الحكام ‪:‬‬
‫‪ ‬الحكمة وطاعة الرؤساء ‪:‬‬
‫من أجل يمين الرب ‪ :‬نحن نطيع الملك من أجل تعهدنا أمام هللا بذلك لكن هذا ال يتعارض مع محبتنا ووالئنا هلل‬ ‫‪‬‬
‫لهذا قال ربنا يسوع‪" :‬أعطي ما لقيصر لقيصر وما هلل هلل"‪.‬‬
‫واعتبر معلمنا بولس أن السالطين مرتبة بإرادة هللا حتى لو كان الملك شريرا فإذا من يقاوم السلطان كأنه‬ ‫‪‬‬
‫يقاوم إرادة هللا (رو‪.)2 ،1 :7‬‬
‫ال تتعجل في شيء من ناحية السلطان أو الملك حتى يتدخل هللا‪ ،‬فال نثور سريعا ضد قراراته وال نتعجل في‬ ‫‪‬‬
‫الذهاب من أمامه كما فعل شعب إسرائيل مع رحبعام عن دما أخذ بمشورة الشباب فقالوا إلى خيامك يا إسرائيل‬
‫وانقسمت المملكة‪.‬‬
‫ال تقف في أمر شاق ألنه يفعل كل ما شاء أي ال تقاوم الملك بل انتظر تدخل هللا في كل شيء وطالما تحفظ‬ ‫‪‬‬
‫وصايا هللا عمليا ال تخف شيئا‪.‬‬
‫عندما يوجد الملك فال يستطيع أحد أن يقول له ماذا تفعل وهو ال يطيق أحد يخالف أوامره‪ ،‬فألجل سالمنا أن‬ ‫‪‬‬
‫ال نخالفه ألجل سالم أنفسنا أي السالم الداخلي الذي يعطي بنيانا للروح‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة في الظروف الطارئة ‪:‬‬
‫‪ ‬الشر ال ينجي أصحابه ‪ :‬أي عندما تحيط بنا ظروف متعبة فالمشقة ليست خارجيا وال تستطيع أن تؤثر علينا‬
‫إن كنا نعمل البر لكن إن كنا نعمل الشر فهذا عدم خيرنا وظلمتنا‪.‬‬
‫‪ ‬فلكل شيء تحت السماء وقت حتى في الضيقات ألنه ينقذ محبيه منها فإما تكون لتنقية أو لتأديب فعلينا أن‬
‫نثق في هللا الذي يعمل كل شيء لصالحنا ويعرف أكثر منا‪.‬‬
‫‪ ‬ال يعلم اإلنسان يوم موته وال يستطيع أن يتخلى عن الحرب وال ينجيه الشر ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يستطيع اإلنسان التنبؤ بيوم موته فيستعد‪ ،‬لهذا كانت حياة االستعداد بالتوبة دائمة‪.‬‬
‫‪ -‬وال يستطيع أو ليس له سلطان أن يمسك الروح حتى تظل بالجسد إلى أن يتوب‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك ال يستطيع أن يتخلى عن الدفاع في الجيش الحربي للبالد متى طلب منه ألنه إلزامي‪ ،‬هكذا ال يستطيع‬
‫اإلنس ان أن يتخلى عن أرض الموقعة الروحية لئال يسخر به أعداؤه فحتمية الجهاد ضرورية حتى النفس‬
‫األخير‪.‬‬
‫‪ -3‬الحكمة والحكم المتسلط ودفن اإلنسان ومعه كرامته ‪:‬‬
‫‪ ‬إنسان يتسلط على إنسان لضرر نفسه ‪:‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬أي عندما يكون الملك متسلط وخالل تسلطه يؤذي اآلخرين فإن كان تسلطه أو أذى اآلخرين قد يفيدهم لكنه هو‬
‫لن ينجى إذ هو يضر نفسه ألن النفس تتعكر بكره اآلخرين أو ضررهم‪.‬‬
‫‪ ‬دفن األشرار ومعهم كرامتهم وأيضا المتعظمين مثل القضاة أو الكهنة ‪:‬‬
‫‪ o‬يدفن األشرار حتى لو كان لهم بعض الكرامة في العالم لكن لن يعود أحد يذكرهم بالخير وينسوا ألنهم‬
‫استوفوا أجرهم‪.‬‬
‫‪ o‬من يدخل المكان المقدس قد يكون القاضي حيث يحل هللا بين القضاة ألن قاضي إسرائيل أو الكاهن حيث‬
‫يدخل إلى القدس‪ ،‬لكن إن كان حتى هؤالء فيهم ظلم كقضاة أو كهنة فهم يدفنون ومعهم كرامتهم إذ استوفوا‬
‫أجرهم بدخولهم القدس بكرامة لكن لن يعود لهم ذكر أو كرامة فيما بعد ألنهم يحكمون بالجور‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكمة ومجازاة امأيرار ومكافأة امأبرار في حينه ‪:‬‬
‫إذ مجازاة األشرار ال تجرى سريعا ألن هللا ينتظر توبتهم لكن إن استغل األشرار لطف هللا ولم يتوبوا فحتما تأتي‬ ‫‪-‬‬
‫دينونتهم في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وقد تطول أيام الشرير رغم عدم مخافته هلل لكن متقيه يخافونه فتكون أيام الشرير كالعشب مهما طالت إذ ليس‬ ‫‪-‬‬
‫بر وال قداسة فتنتهي سريعا حتى لو طالت سنينه‪.‬‬
‫لكن متقي هللا حتى وإن ماتوا تظل سيرتهم إلى األبد !!‬ ‫‪-‬‬
‫قد يُرى في العالم تجارب تحيط األبرار يستحقها األشرار وأيضا خيرات وهبات لألشرار يستحقها األبرار لكن‬ ‫‪-‬‬
‫يأتي يوم الدينونة يوم عدل هللا حيث توضع كل األمور في نصابها‪.‬‬
‫لكن أهم ما يميز األبرار الفرح الداخلي أما األشرار فبؤسهم الداخلي حتى لو كان الخارج عكس ذلك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكن يؤكد الحكيم أنه هيهات بيننا وبين حكمة هللا المستورة فمن يحاول يتعرف عليها أو يدركها كما فعل الحكيم‬ ‫‪-‬‬
‫يطير منه النوم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح التاسع ‪:‬‬

‫الحكمة وليمة العرس‬


‫‪ -1‬عجز اإلنسان عن معرفة مقاصد الرب ‪:‬‬
‫ينبهنا سليمان الحكيم أن اإلنسان يعجز عن معرفة مقاصد الرب أي أنه يعرف هل هللا يحبه أم ال ؟ وهل هللا‬ ‫‪‬‬
‫يبغض أحد ؟!‬
‫فاإلنسان الطبيعي تؤثر عليه الظروف الخارجية وتصيبه بحالة ارتباك وكأن هللا يريد أن ينتقم منه بسبب‬ ‫‪‬‬
‫خطاياه ‪.‬‬
‫لكن هللا يشرق شمسه على األبرار واألشرار وأعمال األبرار هي في يد هللا ويقتاد الكل إلى التوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن اإلنسان إن اجتنب قليال عن المؤثرات الخارجية وكان في حالة سكون يناجي هللا في داخله فهو يعرف‬ ‫‪‬‬
‫مشيئة هللا ألنها تعلن ألنقياء القلب‪ ،‬ألنه بالسكون والتوبة يتنقى القلب لهذا قال ربنا يسوع "طوبى ألنقياء‬
‫القلب ألنهم يعاينون هللا" وتهلل بالروح وشكر اآلب ألنه أعلن مشيئته لألطفال الصغار (في الشر) ولم‬
‫يعلنها للحكماء في نظر أعينهم وأعين العالم‪.‬‬
‫‪ -2‬هللا يقدم لنا فرص للتوبة ‪:‬‬
‫‪ ‬الكلب الحي أفضل من األسد الميت ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬أي إذا كان اإلنسان يحيا في ضعفاته ويعتبره اآلخرين مثل كلب كما دعا اليهود األمم مثل الكنعانية عندما‬
‫خاطبها ربنا يسوع لكنه مدح إيمانها أنه غير موجود في كل إسرائيل‪.‬‬
‫‪ ‬لكن هذا اإلنسان الذي في نظر اآلخرين ككلب يتوب فيكون أفضل من األسد الميت‪.‬‬
‫‪ ‬األسد الميت أي الذي يغتر ببره فيسقط ولهذا نرى أبرارا كثيرين حل محلهم خطاة كثيرين بتوبتهم ولهذا أصبح‬
‫الكلب الحي الذي يتحد بربنا يسوع القائم من األموات أفضل من المعتمد على ذاته ببره‪.‬‬
‫‪ ‬األحياء يعلمون ميعاد موتهم أما الموتى ال يعلمون شيء إذ هم موتى وليس لهم أجر ‪:‬‬
‫‪ -‬أي اإلنسان الحي الحذر يستعد لميعاد موته بالتوبة المستمرة أما الموتى الذين ماتوا في خطاياهم وماتوا جسديا‬
‫بالفعل فهم ال يعرفوا شيئا وال يترجون شيئا أو أجرا ألنهم ماتوا في خطاياهم‪.‬‬
‫‪ -3‬العم للعرس امأبد ‪:‬‬
‫‪ -‬يشتمل هذا الجزء على مشتمالت فرح العرس األبدي وهي ‪:‬‬
‫( خبز و خمر ‪ -‬لباس أبيض ودهن زيت ‪ -‬زوجة ‪ -‬عمل جاد )‪.‬‬
‫‪ -1‬الخبز والخمر ‪ :‬هما عالمات الفرح من يأكل ويشرب بشكر‪ ،‬أما عالمات الحزن هي الصوم والمسوح في‬
‫العهد القديم‪ ،‬لكن من يأكل خبز ويشرب خمر يكون فرحا هكذا اتخذت الكنيسة من هذه المواد كما أسسها‬
‫ربنا يسوع سر التناول وهو سر الفرح حتى وسط جميع األحزان‪ ،‬فقد كان قديما في طقس الكنيسة األفراح‬
‫والصالة على الموتى يصحبها قداس إلهي !!‬
‫‪ -2‬اللباس األبيض ‪ :‬عالمة النقاوة وهو إذ خلقنا هللا على صورته ومثاله ‪ -‬في الروح ‪ -‬لكن لما خالفنا وصيته‬
‫سقطنا وتشوهت الصورة ولم يعد مخلص فنزل االبن الوحيد وتجسد وفدانا وأعطانا سر المعمودية الذي هو‬
‫على مثال موته وقيامته‪ ،‬ورجع لنا الثوب األبيض فلهذا يجب لحفظ فرحنا أن نداوم على التوبة بألم ودموع‬
‫لكي نحظى بالفرح السماوي‪ ،‬ومع هذا اللباس األبيض دهن زيت إشارة للمسحة المقدسة أي سر الميرون‬
‫الذي به يسكن فينا الروح القدس بالنعمة‪.‬‬
‫‪ -7‬الزوجة ‪ :‬هي سر فرح العائلة لكن يوصينا معلمنا بولس أن الذين لديهم زوجات كأن ليس لهم هكذا يدفعنا‬
‫إلى االتحاد كلنا بالعريس السماوي ربنا يسوع‪ ،‬والزوجة هنا تشير إلى الكنيسة ألنها عروس ربنا يسوع كما‬
‫شوهدت في سفر الرؤيا متزينة بكل أذرة التاجر وتبررات القديسين‪ ،‬هكذا دعوة للعذارى والمتزوجات أنهن‬
‫يمشين في طريق العريس ويدخلن إلى حجاله‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل الجاد ‪ :‬فالعمل والجهاد في هذه الحياة هو أساسي فكلما تعب اإلنسان في جهاده الروحي كلما نال بركة‬
‫وفرح سماوي ولهذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ‪" :‬ليس إنسان يتعب بكل قدرته وتتركه نعمة هللا أبدا"‪.‬‬

‫‪ -4‬ال نفع للعم بدون النعمة ‪:‬‬


‫‪ ‬السعي ليس للخفيف ‪:‬‬
‫‪ ‬يتكلم الحكيم أننا حتى لو كنا خفاف الحركة ال نستطيع يمفردنا أن نصل إلى ما نسعى إليه سواء في حياتنا‬
‫الروحية أو الجسدية لكن نعمة هللا هي التي تكلل جهادنا بالنجاح‪ ،‬مهما حاول بني البشر للسعي بدون عمل‬
‫نعمة هللا لن يصلوا بل هم بهذا يبتعدوا عن نعمة هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬هكذا هرب أمام يوناثان وغالمه جيشا بأكمله وهكذا حارب شمشون الفلسطينيين بلحى حمار بمفرده ألن نعمة‬
‫هللا حالة فيه‪.‬‬
‫‪ ‬وال الحرب لألقوياء ‪:‬‬
‫‪ ‬أي القوة ليست هي مقياس الحروب الروحية في النصرة بل عمل نعمة هللا‪ ،‬فقد ينتصر إنسان ضعيف بنعمة هللا‬
‫ويفشل قوي بدون نعمة هللا فانتصر داود الفتى الصغير بمقالعه على القوي جليات بقوته وجبروته‪ ،‬هكذا في‬

‫‪28‬‬
‫أقوال اآلباء ورؤاهم كان الشيطان يخاف من المتضعين والضعفاء أكثر من األقوياء ألن االتكال على الرب خير‬
‫من االتكال على بني البشر ‪.‬‬
‫‪ ‬وال الخبز للحكماء وال الغنى للنهماء ‪:‬‬
‫‪ ‬ليس حكماء هذا العالم وأغنياؤه هم النه مين أو الذين يتمتعون بالخبز فإن هللا يعطي الكل وقد يعطي فقير خبزا‬
‫أكثر من حكيم التكاله ليس على حكمته البشرية فقط بل على هللا‪ ،‬هكذا أعطانا ربنا يسوع مثل طيور السماء‬
‫والقمح‪ ،‬هم يشبعون (الطيور) رغم عدم وجود حكمة لديهم ومخازن لكنهم يقوتهم خالقهم‪ ،‬والقمح األصفر له‬
‫مجد وشكل جميل هو وزهور الحقل أفضل من كل مجد سليمان ألن هللا يعمل به بل قد يوجد فقير أحكم من‬
‫الحكيم ويكون فقيرا أكثر من األغنياء ‪.‬‬
‫‪ ‬وال النعم لذوي المعرفة ‪:‬‬
‫‪ -‬أي المعرفة ا لروحية فال يعطي نعمته لذوي المعرفة فقط كما ادعى الغنوسيون بل للكل بعمل روحه القدوس فينا‬
‫إذ قال في (إر‪ ) 72 :71‬إن هللا يجعل ناموسه في داخلهم فيعرفون الرب من كبيرهم إلى صغيرهم‪ ،‬هكذا صارت‬
‫المعرفة الروحية للقديسين مثل األنبا أنطونيوس واألنبا أرسانيوس عندما رفض األنبا أرسانيوس حكمة‬
‫الرومان ابتدأ أن يتعلم حكمة البسطاء في البرية‪.‬‬
‫‪ -5‬الحكمة واالستعداد وةقصة رج مسكين في المدينة ‪:‬‬
‫‪ -‬إذ يحثنا الحكيم على االستعداد ألي ظر ف طارئ بالحكمة السماوية التي تنجي فإن كان العصفور يحلق في‬
‫السماء ال يقدر الصياد على صيده أما إذا إلتجأ إلى األشجار أو مشى على األرض فيُصطاد هكذا نفوسنا ينبغي‬
‫أن تكون في كل وقت ‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الرجل المسكين ‪ :‬إذ قال الحكيم مدينة صغيرة بها قليل من الناس حاصرها ملك عظيم وبنا عليها أبراج‬
‫الحصار لكن كان يوجد إنسان فقير حكيم نجى المدينة لكن لم تعد المدينة تفتكر الرجل الحكيم بل نسته ‪.‬‬
‫‪ -‬هكذا اإلنسان حاصره إبليس وإذ هو ذا إمكانيات من الطاقات والعقل وغيره وحاول سبيه وحصاره القتناصه في‬
‫مملكة الشر لكن تجسد ابن هللا الذي هو الفقير الحكيم وصلب وأنقذ البشرية لكن لم يعد أحد من اليهود وال‬
‫البشر غير المؤمنين يفتكروا في ذاك الفقير الحكيم الذي أنقذهم !! واخترعوا اختراعات تبعدهم عنه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح العاشر ‪:‬‬

‫وصايا وتحذيرات روحية‬


‫‪ -1‬الجهالة والحكمة ‪:‬‬
‫‪ ‬جهالة قليلة ‪:‬‬
‫‪ -‬جهالة قليلة ‪ :‬يقدم الحكيم مثاال هو العطار الذي لديه أن يصنع عطرا فائق القيمة والرائحة فإنه إن سقطت فيه‬
‫ذبابة يضيع كل عمله هكذا‪ ،‬قد يضيع عمل سنين كثيرة في الجهاد الروحي ذا الرائحة العطرة لكل الناس بجهالة‬
‫قليلة أو بعمل الشيطان وحروبه ألنه هو قيل عنه بعل زبوب أي إله المزابل ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يجاه د إنسان طوال حياته ويكون بركة لكثيرين ثم تأتي عليه خطية تضيع كل سنين جهاده وتعبه‪.‬‬
‫‪ ‬قلب الحكيم يمينه وقلب الجاهل عن يساره ‪:‬‬
‫‪ -‬قلب الحكيم في الطريق اليميني الطريق الملوكي الروحي والفضائل والطريق اإليجابي‪ ،‬أما الجاهل ففي طريق‬
‫اليسار أي الخطايا والسلبية ‪.‬‬
‫‪ -‬وقلب الحكيم في السمويات وقلب الجاهل في األرضيات مرتبك‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬أيضا إذا مشى الجاهل في الطريق ينقص فهمه ويقول لكل واحد إنه جاهل ‪:‬‬
‫‪ -‬إن أُخذ النص الحرفي نجد أن الجاهل يمشي في الطرق منشغل بمن حوله وغير ضابط للسانه ولنفسه فكثرة‬
‫الكالم تجعله يعترف بجهله بسهولة لكل أحد ‪.‬‬
‫‪ -‬وإن أُخذ النص بالمعنى الروحي أن طريق الجاهل في تصرفاته وسلوكياته وكل من يتعامل معه يحكي بما في‬
‫قلبه من جهل ويكتشف ذلك كل أحد حتى دون أن يتكلم فعندما يمشي في الطريق مالمحه وطريقته يحس الناس‬
‫الذين في الطريق بجهله حتى مالمحه تحكي هذا‪.‬‬
‫‪ -2‬الهدوء والسكون الروحي يقي من المتسلط والمتسلطين ‪:‬‬
‫‪ ‬إن صعدت عليك روح المتسلط فال تترك مكانك ألن الهدوء يسكن خطايا كثيرة ‪:‬‬
‫‪ -‬المتسلط قد يكون الشيطان وقد يكون الملك فإن غضب عليك الملك وربما يقصد سليمان نفسه فال تترك دورك‬
‫اإليجابي أو عملك بل كن هادئا تتقي شر الملك‪.‬‬
‫‪ -‬المتسلط عندما يقصد به الشيطان عندما يصعد علينا بحروبه الفكرية أو الحسية أو بروح غضب‪ ،‬أما السكون‬
‫اإللهي والذي يشمل التوبة ورفض وقطع األفكار والصور الفكرية وصالة يسوع تسكن النفس في الجزء‬
‫اإلنفعالي وتجعل صالة يسوع الجزء الراغب في النفس يتجه نحو هللا والعقل واإلدراك يكون متركزا في هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬وعمل رئيس هذا العالم أي الشيطان هو عدم العدل‪ ،‬فلهذا نجد المتسلطين أو غير الفهماء الجهال يتبوأون‬
‫مراكز هامة ويركبون الخيل ألن الناس عملوا لهم كرامة عالمية‪ ،‬أما الحكماء الحقيقيين يمشون على أرجلهم‬
‫مثل العبيد لكن سيأتي يوم يوم الدينونة الذي فيه تبدأ األبدية ويعطى كل واحد حسب أعماله وحكمته الحقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬من يحفر هوة يقع فيها ومن ينقض جدارا تلدغه حية ‪:‬‬
‫‪ -‬من يحفر هوة يقع فيها ‪ .....‬مثل ‪:‬‬
‫‪ o‬الشيطان افتكر أنه بالصليب يهلك ربنا يسوع لكنه هلك هو به ‪.‬‬
‫‪ o‬هامان أعد صليب ليصلب مردخاي عليه فصلب عليه هو‪.‬‬
‫‪ o‬اخترع ‪ Guillotine‬المقصلة وكان هو أول من أعدم بها‪.‬‬
‫‪ -‬من يهدم سور(جدار) تلدغه حية ‪ :‬أي من يهدم سور للمؤمن يحتمي به أي يهدم حياة اآلخرين روحيا تلدغه‬
‫الحية أي الخطية أي الحسد والبغض وبالتالي الهالك‪.‬‬
‫‪ ‬من يقلع حجارة يُوجع بها‪ ،‬ومن يشقق حطبا يكون في خطر منه‪ .‬إن َك َّل الحديد ولم يُسنن هو‬
‫حدَّه فليزد القوة" ‪:‬‬
‫‪ -‬من يقلع حجارة يوجع بها أي من أراد خلع حجارة يقصد هدم المبنى تأتي على رأسه وتقتله أي إذا هاج عدو‬
‫الخير على الكنيسة كبناء روحي على الصخر يسقط هو تحته فإن حاول أن يخدع أو يخلع أو يطلق سهامه على‬
‫أحد المؤمنين ويقلعهم من جسم الكنيسة يعلم أن نهايته قريبة وبحيرة النار والكبريت تنتظره‪.‬‬
‫‪ -‬من يشقق حطبا بآلة حديدية غير مسننة يضطر أن يضرب بقوة فتطير اآللة وقد تقطع رأسه هكذا من يقاوم‬
‫الرؤساء بعنف يسقط تحت القانون لكن للتعديل منهم يلزم روح الوداعة‪.‬‬

‫‪ -3‬عواةقب اللسان الجاه ‪:‬‬


‫‪ ‬إن لدغت الحية بال رقية فال منفعة للراقي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن لدغت الحية إنسانا بال عالج لسمومها فما منفعة الطبيب طالما سرى سم الحية داخل اإلنسان والراقي لم‬
‫يستطع إذ لم يجد رقية أي عالج فيكون الطبيب غير نافع في ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬عادة أهل الصعيد عندما يكون في منزلهم ثعبان يأتوا بواحد يعرف أن يخرج هذه الثعابين عن طريق التزمير‬
‫للحية فتخرج وترقص وحينئذ ينزع عنها أسنانها فال تستطيع أن تؤذي طفل صغير‪.‬‬
‫‪ -‬الحية هي الشيطان بكل سمومه فإن الكاهن أو هو اإلنسان الحكيم روحيا الذي يرقى سموم الغضب والخطية‬
‫بروح الحب والوداعة مثلما عمل السامري الصالح سكب زيتا وخمرا أي مزج بين الحزم والمحبة‪.‬‬
‫‪ -‬وسموم اللسان تجعله مندفعا يعمل أعماال بال فطنة وال تفكير تقوده قوته الطبيعية فيكون خارج المدينة إذ ال‬
‫يستطيع أن يرى الطريق إلى أورشليم السمائية ‪.‬‬
‫‪ ‬أثار الجاهل وكلماته ‪:‬‬
‫كلمات فم الحكيم نعمة وسبب هدوء وسكون ألمواج الغضب‪ ،‬وشفتا الجاهل نقمة يضر بها نفسه أوال ويضر بها‬ ‫‪-‬‬
‫اآلخرين فال يرث ملكوت السموات وال يستطيع أن يجد المدينة أورشليم السمائية‪.‬‬
‫الجاهل يبدأ فمه بالجهل كالميا ثم إذ صارت كلماته كالحمم النارية تثور فيه شهوات الغضب والعنف ويغطي هذا‬ ‫‪-‬‬
‫العنف على كل ما فيه ويصبح كالبركان !!‬
‫الجاهل تلصق به الجهالة في حياته وكلماته حتى بعد موته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والنهاية ال يعرف إلى الوصول إلى أورشليم السمائية أي ال يعرف اإلنسان الطرق التي يعرفها الجميع !!‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -4‬بين المدينتين وملكيها وةقوادها ‪:‬‬
‫‪ ‬المدينة األولى وصفاتها (مملكة الشيطان) ‪:‬‬
‫‪ -‬ملكها ولد أي متهور وليس ناضجا فكريا أو روحيا‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساؤها الذين يتطبعون بطباع ملكها يأكلون في الصباح أي ال يصومون أي يهتمون بالملذات وهذه التي بها‬
‫يجذب الشيطان البشر‪.‬‬
‫‪ ‬المدينة المقدسة مملكة النور (مملكة ربنا يسوع) ‪:‬‬
‫‪ -‬إن ملكها ابن الشرفاء أي ملكها من ناحية الجسد أو الناسوت (ربنا يسوع) ابن الشرفاء ليس في الغنى إنما في‬
‫اإليمان ابن إبراهيم وإسحق ويعقوب وهو إلها متجسدا !!‬
‫‪ -‬رؤساؤها أي تابعوه يأكلون في الوقت عند وقت معين ضابطين ألنفسهم وحتى عندما يأكلون يكون للقوة‬
‫الجسدية والروحية وليس للذة التي تطيح بصاحبها‪.‬‬
‫‪ -5‬تحذير من الكس وسب اآلخرين ‪:‬‬
‫‪ ‬تحذير من الكسل ‪ :‬يشمل حدثين ‪:‬‬
‫‪ ‬يجعل سقف البيت ينكسر واليدين تدلى ‪:‬‬
‫‪ -‬الكسل يجعل اإلنسان عاجز متدلي اليدين حتى ينهار سقف بيت حياته الروحية وال يهتم‪ ،‬هكذا فهم الرسل‬
‫فمعلمنا بطرس صعد على السطح فرأى رؤيا المآلة المليئة بجميع دبابات األرض ليعلن له هللا عن قبول األمم‬
‫وهذا كان سابق إليمان وعماد كرنيليوس في (أع‪ ، )11‬وربنا يسوع في عالمات المجيء قال من صعد على‬
‫السطح ال يعود ينزل ليأخذ شيء من بيته أي الذي صعد وجاهد ووصل لمستوى عالي ال ينحدر عنه ألنه ال‬
‫يضمن ما قد يصيبه‪.‬‬
‫‪ ‬الكسول نشيط في اللهو والوالئم ألن له فضة كثيرة ‪:‬‬
‫‪ -‬فالكسول نشيط في العمل السلبي الذي يهدم حياته الروحية بينما يعتقد أن عمله الروحي السابق يكفي لسنين‬
‫لكن هللا يهمه حال اإلنسان في وقته الحالي فالفضة التي يعتمد عليها الشخص الكسول هي كلمات هللا وعمله‬
‫الروحي السابق لكن لن يفيد اإلنسان قداسة سابقة لكن حالته الراهنة‪.‬‬
‫‪ ‬الحذر من سب اآلخرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحذر من سب الملك حتى لو في الفكر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -2‬الحذر من سب الغني في مضجعنا‪.‬‬
‫ألن طير السماء ينقل الصوت وذوي الجناح يخبر باألمر‪.‬‬
‫‪ -‬الحذر من سب من هم أعلى منا روحيا هكذا كلما كان خطأنا ضد من هو أعلى يكون جرمنا أكبر حتى لو السب‬
‫في الفكر‪ ،‬و يعلمنا أن هللا سيجازي كل واحد حسب أعماله وفكره أيضا (إش‪.)66‬‬
‫‪ -‬الطير يقصد به في حالة الملك الواشين أما في المعنى الروحي أن هللا يعلم خطايانا حتى إن لم تظهر للناس لكن‬
‫إن أصروا عليها يكشفها أمام الناس حتى لو لم نرد ذلك حيث تأتي عفوا ألن كل إناء ينضح بما فيه لهذا ينبغي‬
‫أن نجعل إناءنا جيد للكرامة بالعمل الروحي الدءوب ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح الحادي عشر ‪:‬‬

‫الجهاد المملوء حبا‬


‫‪ -1‬ال نك في المحبة العملية ‪:‬‬
‫‪" ‬ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" ‪:‬‬
‫‪ ‬الخبز هو العطايا والسخاء في العطاء من األعواز لآلخرين‪ ،‬والمياه هي حياتنا التي تصير مثل مركبة تحمل‬
‫عطاءنا إلى السماء‪.‬‬
‫‪ ‬الخبز الذي على المياه هو دموع التوبة اليومية التي تؤهلنا للخبز السماوي جسد ودم عمانوئيل‪.‬‬
‫‪ ‬الخبز هو حياة الجهاد التي ترد إلينا بالسالم والراحة‪.‬‬
‫"أعط نصيبا لسبعة ولثمانية أيضا" ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تشير ال‪ 8 ، 3‬أن نعطي باستمرار فإن أعطينا ‪ 3‬ال نعتذر لثامن بل نعطيه فإننا قد نعتاز غدا ‪.‬‬
‫‪ 3 ‬رمز الجهاد ألجل جهاد الطعام األرضي‪ ،‬أما ‪ 8‬رمز جهادنا للحياة األبدية ‪.‬‬
‫‪ 3 ‬رمز النبوات والوعود الزمنية في العهد القديم‪ ،‬أما ‪ 8‬رمز البركات الروحية للعهد الجديد‪.‬‬

‫‪" ‬إذا امتألت السحب مطرا تريقه على األرض" ‪:‬‬


‫‪ -‬السحب هي النفوس العالية والروحية مثلما قيل عن والدة اإلله السحابة الخفيفة ‪ ،‬فعندما تمتلئ السحابة تعطي‬
‫كل ما لها من مطر على األرض لتثمر هكذا كانت والدة اإلله حملت ربنا يسوع الذي بذل نفسه عنا ونحن بعد‬
‫خطاة هكذا يكون اإلنسان يعطي كل ما يمتلكه لآلخرين‪.‬‬
‫‪" ‬إذا وقعت الشجرة نحو الجنوب أو نحو الشمال ففي الموضع حيث تقع الشجرة هناك تكون" ‪:‬‬
‫الشجرة هي اإلنسان الروحي الحامل للثمار حيثما يقع يكون م ثمرا فإن وقع ناحية الشمال حيث الريح الشمالية‬ ‫‪-‬‬
‫الباردة أي في وسط بارد روحيا يلهبه وإن وقع في الجنوب أي في وسط ملتهب روحيا يلهبه أكثر ‪.‬‬
‫سحب ال يحصد" ‪:‬‬
‫‪" ‬من يرصد الريح ال يزرع ومن يُراقب ال ُ‬
‫‪ -‬إن الذي يزرع بالدموع يحصد بإبتهاج الذي يخاف أن يزرع زرع روحي خوفا من رياح التجارب والحروب‬
‫الروحية أو ينتظر أن تتحسن حالته الروحية لن يجد وقت أبدا للعمل الروحي‪ ،‬فلهذا ال يثمر وكثير من الحكماء‬
‫في أعين أنفسهم يعتبرون ذلك حكمة لكن على اإلنسان أن يجاهد مهما كان في الطريق مصاعب مثل األصدقاء‬
‫األربعة حاملي المفلوج في كفر ناحوم ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪" ‬كما أنك لست تعلم ما هي طريق الريح وال كيف العظام في بطن الحبلى‪ ،‬كذلك ال نعلم أعمال هللا‬
‫الذي يصنع الجميع" ‪:‬‬
‫‪ ‬طالبنا الحكيم بالعمل واالتكال على هللا وليس باالتكال على ذواتنا وعلى حساباتنا ألنه أعظم في فكره عن كل‬
‫بني البشر كما تعلو السموات عن األرض كذلك فكر هللا عن بني البشر‪.‬‬
‫‪ ‬إذ نحس بالرياح في هبوبها لكن لسنا نعلم بدقة كيفية سيرها أو منشأها‪ ،‬وهذا الجزء استخدمه ربنا يسوع في‬
‫حديثه مع نيقوديموس في (يو‪.)7‬‬
‫‪ ‬كذلك بعدما توصل العلم إلى ما توصل عرف نمو الجنين في بطن أمه لكن لم يعرف مصدر نموه ومن أين تأتي‬
‫إليه روح الحياة التي تجعله ينمو بهذا الشكل‪.‬‬
‫ترخ يدك‪ ،‬ألنك ال تعلم أيهما ينمو‪ ،‬هذا أو ذاك أو أن‬
‫ِ‬ ‫‪" ‬في الصباح ازرع زرعك‪ ،‬وفي المساء ال‬
‫يكون كالهما جيدين سواء" ‪:‬‬
‫‪ -‬الزرع هو الجهاد الروحي وعمل المحبة وحمل الصليب ‪.‬‬
‫‪ -‬أما الصباح والمساء أي في شبابنا وشيخوختنا أو في أفراحنا وآالمنا أو في حملنا للصليب وفي مجدنا هكذا‬
‫نعمل دائما بال انقطاع ‪.‬‬
‫‪ -2‬النور والفرح والغم المرتبط بالير ‪:‬‬
‫‪ ‬النور حلو ‪ ،‬وخير للعينين أن تنظر الشمس ‪:‬‬
‫‪ ‬النور حلو وخير للعينين إذ بالعين اليمنى ترى نور ربنا يسوع الروحي في القلب وباليسرى ترى النور الطبيعي‬
‫وهو الشمس فتمجد خالقها ربنا يسوع ‪.‬‬
‫‪ ‬إشراق النور الروحي وهو اتحاد النفس باهلل حتى تصل إلى درجة الثيؤريا الروحية يلزمها تطهير الفكر أو‬
‫اإلدراك وتطهير العقل في جزءه الحسي من الصور والخياالت واألفكار‪ ،‬وتطهير النفس من االنفعاالت الخاطئة‬
‫فعندما تتطهر النفس بواسطة التوبة والدموع والتوجع على الخطايا تبدأ أن ترى نور هللا داخلها وتتدرج في‬
‫النمو في هذا حتى ال تريد أن تخرج من الحب والعشرة في ذلك النور السماوي ‪.‬‬
‫(من كتاب الطب النفسي عند اآلباء إليروثيئوس مطران اليونان)‪.‬‬
‫‪ ‬الفرح ‪:‬‬
‫‪ -‬يتكلم الحكيم عن الفرح في كل أيام حياتنا وباألخص في فترة الشباب ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا يتكلم عن الفرح هكذا ؟ ألن الفرح الروحي يرتبط بحياة البر الداخلي وهو قوت النفس الداخلية الذي عليه‬
‫تنمو هكذا وصف القديس األنبا أنطونيوس الفرح‪ ،‬وعلى العكس أن الحزن يقتل ويحطم الحياة الداخلية لنا‪.‬‬
‫‪ ‬الغم المرتبط بالشر ‪" :‬فانزع الغم من قلبك وابعد الشر عن لحمك" ‪:‬‬
‫‪ -‬دائما الحزن مرتبط بالشر فيحذرنا الحكيم لماذا نحيا في حزن فلنبعد عنا الشر فيبعد عنا الحزن ولنفرح بالرب‪،‬‬
‫فالحزن هو أجرة الخطية باإلضافة للموت ألن أجرة الخطية موت‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اإلصحاح الثاني عشر ‪:‬‬

‫الشيخوخة والحفاظ على الجهاد للنفس األخير‬


‫‪ ‬ةقب أن تأتي أيام الير أو تجيء السنون إذ تقو ليس لي فيها سرور ‪:‬‬
‫‪ -‬يقصد هنا بالسرور في أيام الشباب هي الحياة المرحة البسيطة مع الرب ألنها قد تضيع بسبب إتيان الموت أو‬
‫الشيخوخة تدب في اإلنسان فتضيع أيام السرور الروحي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬الشر هنا في أيام الشيخوخة أي المتاعب الجسدية التي تحرم اإلنسان من السرور الذي كان يعيش فيه في أيام‬
‫شبابه مع هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬متاعب الييخوخة ‪:‬‬
‫‪" -1‬تظلم الشمس والنور والقمر والنجوم" ‪:‬‬
‫‪ ‬الشمس تظلم أي يعجز البصر عن الرؤية والقمر والنجوم أي تصبح األشياء المنيرة كأن ستار الظالم أسدل‬
‫عليها وقد يعني فقدان اإلنسان بهجة الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬وروحيا يفقد اإلنسان بسبب الشيخوخة الروحية قوة إيمانه مثلما في أيام شبابه ويفقد شركته مع الكنيسة القمر‬
‫الذي يأخذ نوره من هللا شمس البر ويفقد شركته مع القديسين الذين هم كالنجوم في السماء‪.‬‬
‫‪" -2‬وترجع السحب بعد المطر" ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ يرمز بالسحب إلى التجارب التي تسقط على اإلنسان كالمطر لتعود مرة ثانية فثالثة فتضعف اإلنسان من‬
‫كثرتها وشدتها وييأس اإلنسان في سن الشيخوخة أو الشيخوخة الروحية من كثرة التجارب فيسقط ويقوم على‬
‫التوالي بما يضعف صحته الروحية‪.‬‬
‫‪" -7‬في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت وتتلوى رجال القوة" ‪:‬‬
‫‪ ‬في الشيخوخة يصاب اإلنسان بضعف في الجهاز العصبي والهيكل العظ مي فيصعب عليه الحركة وتيأس نفسه‪،‬‬
‫هكذا في الشيخوخة الروحية ينهار اإلنسان أمام شدة التجارب ويصبح كأنه بيت بال أساس أو جيش بال قوة‪.‬‬

‫‪" -4‬وتبطل الطواحن ألنها قلَّت" ‪:‬‬


‫‪ ‬في الشيخوخة تسقط األسنان فال يعود يتمتع اإلنسان بكثير من األطعمة‪ ،‬هكذا الشيخوخة الروحية ال توجد‬
‫طواحن للنفس لكي تتغذى على كالم هللا وكالم الكتب المقدسة إذ يبتعد عنها اإلنسان ليجد نفسه في فراغ‬
‫وضعف روحي شديدين‪.‬‬
‫‪" -5‬وتغلق األبواب في السوق" ‪:‬‬
‫‪ ‬في الشيخوخة يعجز اإلنسان عن الخروج حتى ليشتري حاجته الضرورية من طعام وكأن السوق مغلق‪ ،‬هكذا‬
‫في الشيخوخة الروحية وكأن تغلق أبواب من النفس من ناحية محبة هللا ومحبة اآلخرين فتفقد النفس أهم عامل‬
‫يساعدها على نقائها‪.‬‬
‫‪" -6‬ويقوم لصوت العصفور" ‪:‬‬
‫‪ ‬يفقد الشيوخ التمتع حتى بنوم مريح فزقزقة عصفور نتيجة لقلق الشيخوخة تجعل اإلنسان يقوم من نومه نتيجة‬
‫لعدم الراحة الداخلية والسالم الذي فقده من قلبه‪.‬‬
‫‪" -3‬وتُحط كل بنات الغناء" ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ في الشيخوخة سواء الجسدية أو الروحية يفقد اإلنسان حياة الفرح والتسبيح ومشاركة اآلخرين أفراحهم‬
‫فتصبح الكآبة كامنة في النفس‪.‬‬
‫‪" -8‬وأيضا يخافون من العالي" ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ في الشيخوخة الروحية والجسدية ال يستطيع اإلنسان أن يرتفع إلى أدوار عالية لئال يسقط ويكون في حالة‬
‫استكانة بما هو فيه فال يعود ينمو روحيا وبالتالي يهبط روحيا‪.‬‬
‫‪" -1‬وفي الطريق أهوال" ‪:‬‬
‫‪ ‬في الشيخوخة الروحية يخاف المرء من الطريق الروحي الضيق فيعيش في حالة خمول خوفا على نفسه من‬
‫ضيق الطريق لكنه ينسى أن الطريق الضيق هو الذي يصل اإلنسان بالحياة األبدية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪" -11‬اللوز يزهر" ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ الشيوخ يمأل رأسهم الشعر األبيض وإذ به يفقد الحيوية فيصير مثل شجرة اللوز ذات البياض لكن مع ذلك‬
‫يفقد كل نوع من الحياة الروحية بآي شكل‪.‬‬
‫‪" -11‬والجندب يستثقل" ‪:‬‬
‫‪ ‬الجندب طعام خفيف سهل الهضم فالشيخوخة الروحية تجعل اإلنسان يستثقل أي نوع من الجهاد أو التداريب‬
‫الروحية‪.‬‬
‫‪" -12‬والشهوة تبطل" ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ يفقد اإلنسان في الشيخوخة كل رغبة للسرور ألنه في شيخوخة روحية يفقد فيها سالمه الداخلي‪.‬‬
‫‪ -17‬حياة في التراب ‪:‬‬
‫‪ ‬إذ يشبه الحكيم موت الشيوخ مثل خيط فضي ينقطع أي رباط النفس بالجسد أو كوز ذهبي يسحق أو جرة‬
‫تنكسر أو بكرة تتحطم فيصبح الشيخ الذي ينتظر الموت أن حياته ليس لها نفع ألنه يعود إلى حيث أُخذ إلى‬
‫التراب !!‬
‫‪ ‬لكن كيف يسلك اإلنسان تحت ك الظروف ؟‬
‫‪ " ‬فلنسمع ختام األمر كله‪ :‬اِتَّ ِ‬
‫ق هللا‪ ،‬وأحفظ وصاياه‪ ،‬ألن هذا هو اإلنسان كله‪ .‬ألن هللا يُحضر كل‬
‫عمل إلى الدينونة‪ ،‬على كل خفي إن كان خيرا أو شرا" ‪:‬‬
‫‪ ‬ختام كل شيء هو مخافة هللا وهي تحويل التشتت بما هو خارج عن النفس إلى التركيز في كل ما هو إلهي‬
‫(والمخافة نوعين الخوف من الدينونة والعقاب‪ ،‬والثانية الخوف من جرح مشاعر هللا المحب‪ .‬األولى في بداية‬
‫الحياة الروحية والثانية في إكتمالها)‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ الوصية هو العمل بها إذ نجد هللا فيها يعطينا قوة على تنفيذها مهما صادفتنا عوائق‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المراجع‬
‫تفسير سفر الجامعة للقمص تادرس يعقوب ملطي‬

‫‪35‬‬
Another random document with
no related content on Scribd:
imperialism. But he is also given a glimpse of a people who retain a
regard for the rights and dignity of the individual, a people who have
turned away from violence and shown a remarkable capacity for
achieving change without sacrificing stability, for combining growth
with order.

THE UNITED STATES: A SELF-PORTRAIT


De Forest, in Playing the Mischief, describes Congressman Sykes
Drummond as a “Robert-the-Devil” type. This complete cynic makes
an interesting comment on the conditions around him: “A John Bull
told me yesterday that there is no such thing known in England as a
municipal ring or a thieving mayor. That is what any American of the
present day would set down as a fairy story.” If the political novel has
any validity as a commentary on national characteristics, one
conclusion is inescapable: many Americans become criminals when
they accept public office. Drummond’s comment is borne out by the
two groups of novels. In the English novel individuals such as Hamer
Shawcross and Chester Nimmo sell out to the opposition. Nimmo
even engages in commercial activities too closely related to his
official duties to be quite proper. But there is a complete absence of
the corruption portrayed at all levels of government in the American
political novel.
Crawford attempted to differentiate the English from the American
early in An American Politician. The novel’s political naïveté renders
any of its judgments suspect, but in this Crawford appears to come
close to the truth. His opinion is that
English people ... love to associate with persons of rank and power from a
disinterested love of these things themselves, whereas in most other
countries the society of notable and influential persons is chiefly sought
from the most cynical motives of personal advantage.... But politics in
England and politics in America, so far as the main points are concerned,
are as different as it is possible for any two social functions to be. Roughly,
Government and the doings of Government are centripetal in England,
and centrifugal in America. In England the will of the people assists the
working of Providence, whereas in America, devout persons pray that
Providence may on occasion modify the will of the people. In England men
believe in the Queen, the Royal Family, the Established Church, and
Belgravia first, and in themselves afterwards. Americans believe in
themselves devoutly, and a man who could “establish” upon them a
church, a royalty, or a peerage, would be a very clever fellow.
His diagnosis of cynicism and self-interest as leading American
characteristics is echoed in the other novels. Good politicians do
appear, but for every Lincoln there are ten Boss Tweeds. Henry
Adams’ Democracy also contains passages in which American
political life is compared unfavorably with that of England. Madeleine
Lee attends an immensely boring White House reception. Not only
are the guests dull, but to her the President and his wife appear as
automatons aping royalty.

Forces of Corruption
Complete responsibility for corruption does not always rest with the
politician. Some office holders, like Honest John Vane, sincerely try
to stay clean. The corrupt politician usually has a collaborator in the
person of the man who buys him. In Garland’s A Spoil of Office
Bradley Talcott’s illusions are shattered in the legislature and in
Congress. Looking around him he finds that “to rob the
commonwealth was a joke.” State legislatures are often described as
assemblages of brigands. The “Woodchuck Session” of the
legislature in Coniston is arrant banditry, and the ones in The Plum
Tree and Mr. Crewe’s Career are only a little less obvious. The
industrialist is usually co-villain with his politician hireling. When he
does not appear in person, he is represented by his middleman, the
professional lobbyist. The lobbyist’s unscrupulous use of his trusting
wife is the subject of Frances Hodgson Burnett’s Through One
Administration (1914). Jacob Pike, in Playing the Mischief, regards
the institution with pride:
From his point of view, it was a kind of public life; it was more completely
“inside politics” than even electioneering or legislation; it was, as he
believed, the very germ and main-spring of statesmanship. A leading
lobbyist knew exactly how the world is governed, and for what purpose....
This whole aspect of the American governmental process in the
novel is a very unsavory one. The industrialists are predatory robber
barons who purchase dishonest politicians in order to obtain special
privilege. In The Charterhouse of Parma the Contessa dissuades
Fabrizio from going to America by explaining to him “the cult of the
god Dollar.” In several of his novels Sinclair declares that American
foreign policy has been determined by the industrial interests. He
portrays Dollar Diplomacy with a vengeance. In Oil! he contends that
the United States joined with Britain and France to fight the
Bolsheviks not because of political ideology, but because “the
creditor nations meant to make an example of Soviet Russia, and
establish the rule that a government which repudiated its debts
would be put out of business.” He also tells the reader that the same
oil interests which backed Harding had turned in and out of office a
succession of Mexican governments to suit their own commercial
purposes. And it is not hard to see in Nostromo the influence of the
American tycoon Holroyd at work when the American cruiser
Powhatan appears to salute the Occidental flag and “put an end to
the Costaguana-Sulaco War.”
If the perverters of power are not demagogues with messianic
complexes, they may be gangsters who rule by ballots when bribery
fails. These subjects in the novel did not go out of vogue with the
Muckraking Era or with Prohibition. A new rash of novels about
gangsters in politics has appeared in recent years. The gunman who
is concerned about investing his money may be replacing the one
who writes his name with machine gun bullets, but his influence in
politics is the same.

The American Idealist


The reverse side of this particular coin shows the idealist at work. He
may come out of the political wringer with his ideals mangled and his
illusions full of holes, but still he retains something of the impulse
which created the Declaration of Independence and the Constitution.
Millard Carroll in The Grand Design is such a one, but he emerges
as an old man at the end of his ordeal. Nick Burr in Ellen Glasgow’s
The Voice of the People (1900) is another, but his end is violent
death. In recent years this idealistic aspect of the American political
character has often found expression in heroes who engage in the
direct struggle for liberty. Both Robert Jordan and Glenn Spotswood
spill their blood on Spanish earth fighting against Franco. Were it not
for the crusading district attorneys of books such as Ashes and
Caesar’s Angel, the implication would be that the American girds on
his armor abroad but avoids conflict in his own back yard. Even so,
something of this impression may remain with the reader.

Responsibility at Home and Abroad


The pattern in which a nation allows its liberties to be subverted and
destroyed is a familiar one. It is often thought that certain peoples,
like the Germans and Russians, are more susceptible to
authoritarianism than others. One stereotype of the American—
descendant of Minute Men, the man who hates cops, the fan who
cherishes his right to boo the umpire—has contributed to the
impression that this submissiveness to authority has never been a
part of the American character. Lewis’s It Can’t Happen Here, Dos
Passos’s District of Columbia, and the novels about dictators in
southern states raise some doubts about the validity of this
fundamental assumption. Each of these novelists seems to feel that
the American citizen could well wake up one morning to find his
rights gone as did the German citizen of the early thirties. Lewis
dramatizes this catastrophe on a national scale, while Dos Passos,
Warren, and Langley present it on the state level. Dos Passos, all
through his trilogy, writes such frequent exhortations to vigilance that
there is little doubt that he too has worries on this score. In Stranger
Come Home Shirer centers his fire on McCarthyism, but he also
goes back into history to recall the passage of the Alien and Sedition
Acts and the domestic anti-German violence of World War I. The
popular press and magazines may represent the American as one
who hearkens to the great voices on each Fourth of July and
understands what he is doing when he raises his banner on Flag
Day. The novelist often has serious doubts that he does.
Europeans have called the United States immature in world affairs.
At least one of the novels in this group examines this accusation,
and two others consider the same theme of irresponsibility on the
national level. In both A Fool’s Errand and Bricks Without Straw
Tourgée accused the federal government of irresponsibility. There is
a close parallel between this case and the one Europeans have
made. Pursuing an ideal, at least in part, the United States musters
its enormous industrial and economic potential, puts its great
strength into the field, and wins military victory. After talking a great
deal about what should be done, it sets up committees which write
many reports. Then the nation promptly forgets the problems of
victory and happily returns to consideration of the tariff question or
who is going to win the World Series. In the latter of his two books,
Tourgée writes that the Northern statesmen and political writers
seemed always to assume that the destruction of slavery would cure
all the ills of the Negro. With a typical flourish, he adds:
The Nation gave the jewel of liberty into the hands of the [Negroes], armed
them with the weapons of self-government, and said: “Ye are many;
protect what ye have received.” Then it took away its hand, turned away
its eyes, closed its ears to every cry of protest or of agony, and said: “We
will not aid you nor protect you. Though you are ignorant, from you we will
demand works of wisdom. Though you are weak, great things shall be
required at your hands.” Like the ancient taskmaster, the Nation said:
“There shall no straw be given you, yet shall ye deliver the tale of bricks.”
Nearly seventy years later, in The Crack in the Column, Weller said
virtually the same thing. But this time both the problem and the
stakes were global.
The picture of American politics which emerges from the political
novel is an unflattering one. Although the “smoke-filled room” may be
a cliché in the newspapers, it is a fact in the novel. The deck of
candidates is shuffled, cut, and dealt—often from the bottom. The
national conventions are a combination of circus spectacle and
cynical chicanery. And after campaigns financed by funds from
special interest groups, the people’s chosen representatives get
down to the serious business of paying off their debts while lining
their pockets. The crusaders for liberty and justice who appear can
be set off against these political liabilities. But the electorate in
whose behalf they struggle often seems unaware of the importance
of the fight. Inheritors of a tradition of dissent and individual freedom,
they are fair game for demagogues. They are also easy marks for
the revolutionaries who, for perverted purposes, exploit their sincere
but naïve desire for social and economic reform. Although the
Republic somehow seems to weather periods of internecine violence
and reversion to authoritarian rule, its citizens have a bad case of
myopia in the field of foreign affairs. There are indications, though,
that the corrective lenses bought in two world wars are beginning to
bring distant events into focus. The American novelist’s view of his
own political arena agrees surprisingly well with many foreign
estimates of it. The American seems like an immature giant who
tolerates much rough behavior but rushes into conflict when he feels
that his basic security is threatened. Now the giant seems to be
settling down. Still likely to make violent moves, he is acquiring some
of the political sophistication that was, perhaps, too early expected of
him.

ITALY: A SELF-PORTRAIT
After a quarrel with Jean Colbert, Tony Maggiore in Caesar’s Angel
berates her friend Al Piazza: “You talk so big about it making no
difference between American and Italian girls. You ever hear a good
Italian girl open her mouth about politics? You hear her insulting the
men?” This assertion is contradicted by Stella in Silone’s A Handful
of Blackberries, but even were it completely true, it would be one of
the minor differences between American and Italian political behavior
patterns. Immensely different historical antecedents separate the two
peoples. The Italian, with a background of autocratic rule except for
comparatively short intervals, has played his political role on a far
different stage from that of the American. But there is more to it than
just politics. The economic bases which help to form political groups
have produced in Italy a stratification in which the layers are more
widely separated than any in America. The migrant fruit pickers, the
dust-blown Okies, the exploited miners in America seem well off
beside the systematically persecuted peasants and submerged city
lumpenproletariat of Italy. The Italians at the other end of the scale
are just as far from the norm. Gould, Fisk, and Vanderbilt may have
owned railroads, but Prince Torlonia owns immense ranges of the
Roman and Tuscan countryside, together with 35,000 acres of the
Fucino basin worked by eleven thousand farmers. But this great gulf
between classes is only one of the factors which appear responsible
for Italy’s political ills.
Silone concentrates mainly upon the peasantry in his novels. His
heart is close to them, and his description is sympathetic. But he
does more than set forth their sufferings. His books also diagnose
the cause of their problems and suggest solutions. Many of his
peasants appear like credulous, superstitious children. The four-day
thunder and lightning storm which nearly sweeps Pietrasecca off its
mountain in Bread and Wine is blamed upon two lovers who have
gone to live in a house considered damned. Don Paolo watches the
gathering of a crowd which is swept into such a hysteria by its roar of
“CHAY DOO! CHAY DOO! CHAY DOO!” that it forgets to listen to the
oracular radio voice it has come to hear. Silone pities them: “a
people whose wisdom was summed up in a few proverbs passed
down from generation to generation, had been literally submerged
and overwhelmed by propaganda.” Don Paolo also blames this
ignorance upon the Church in Italy. Like his teacher Don Benedetto,
who was said to have called the reigning pontiff “Pope Pontius XI,”
Don Paolo feels that Italy needs
A Christianity denuded of all mythology, of all theology, of all Church
control; a Christianity that neither abdicates in the face of Mammon, nor
proposes concordats with Pontius Pilate, nor offers easy careers to the
ambitious, but rather leads to prison....
Silone’s hero is equally dissatisfied with a religious vocation which
withdraws from life. He talks with the beautiful and spiritual Christina,
who devoutly waits to enter the convent:
Do you not think that this divorce between a spirituality which retires into
contemplation and a mass of people dominated by animal instincts is the
source of all our ills? Do you not think that every living creature ought to
live and struggle among his fellow-creatures rather than shut himself up in
an ivory tower?
Although A Handful of Blackberries contains more scenes set in
Rome than the other two Silone novels discussed here, a better view
of the Italian city dweller is given by Taddei and Moravia. Taddei’s
The Pine Tree and the Mole is built about citizens of Livorno who are
as widely separated by wealth and position as are Silone’s Old
Zaccaria and the Tarocchi family. The circle of lawyers and politicians
who exchange wives and party labels are a different breed of men
from the jailbirds, pimps, and informers at the opposite extreme of
Livorno’s social structure. But both groups are equally adrift, both
caught in the same wave of post-World War I exhaustion and
economic derangement which sent so many Italians in search of the
answer that Mussolini seemed to provide. Taddei emphasizes
poverty and depression as the main factors which prepared the way
for the Fascist regime, but one senses something else, particularly
among his representatives of the educated class. They seem to be
seeking some sort of order, a stabilizing force in their political life.
Taddei says that the Italian Socialist Party seemed to offer the
solution. But the Socialists failed because
overwhelmed by the favorable-seeming course of events and overlooking
the most important phase of the matter, they lacked the time to think of
many things and, instead, viewed the period with optimistic eyes;
everything appeared to them to depend upon the number of adherents
that any particular event brought into their ranks. Political expediency thus
became, in a manner of speaking, epidemic, and the deepening crisis in
all its amplitude became apparent in the form of a spiritual crisis that was
its reflection.
Marcello Clerici in The Conformist finds his solution in Fascism.
Taddei’s hero turns at last to the same source of strength which
Silone singles out—the land and its people. They both feel, rather
like Orwell, that the masses are the ultimate source of their country’s
salvation. Old Lazzaro, shouting defiance at the Communists,
epitomizes these people: “There’ll always be someone that refuses
to sell his soul for a handful of beans and a piece of cheese.” In this
he is like Conrad’s Giorgio Viola, “the Garibaldino,” an old expatriate
whose divinities are Garibaldi and Liberty.
This small group of Italian novelists portray their countrymen as
members of widely separated economic and social classes. There
are the well-to-do who seem to seek order and get it with a
vengeance. And there are the poor of the cities and villages who are
the victims of this order, squeezed by poverty, by powerful
landowners, and harnessed by a church which renders more than is
his to Caesar, a church which brings politics into the confessional
and divorces religion from everyday life. Something of the spirit of
Garibaldi still lives, however, nourished by the deprived ones who
are close to the soil. Perhaps this is a modern political parable in
which the last shall be first.

SPAIN: AN AMERICAN PORTRAIT


Robert Jordan’s love of Spain is not an abstract emotion. He has a
deep feeling for its people, but he is still able to see their faults.
Throughout For Whom the Bell Tolls he makes conscious estimates
of their national character. He says they are a truly thoughtful and
considerate people who are not merely formally polite as are the
French. But they are also treacherous:
Of course they turned on you. They turned on you often but they always
turned on everyone. They turned on themselves, too. If you had three
together, two would unite against one, and then the two would start to
betray each other. Not always, but often enough for you to take enough
cases and start to draw it as a conclusion.
These characteristics cut across party lines. The Rebel slaughter
which left Jordan’s Maria orphaned and violated had an equally
brutal counterpart in the Republican massacre supervised by the
guerrilla chief Pablo in which twenty Fascists were beaten between
two lines of men and then flung over a cliff. Jordan thinks that killing
“is their extra sacrament.” Loving them, he tries to understand them:
There is no finer and no worse people in the world. No kinder people and
no crueler.... Forgiveness is a Christian idea and Spain has never been a
Christian country. It has always had its own special idol worship within the
Church.... The people had grown away from the Church because the
Church was in the government and the government had always been
rotten. This was the only country that the reformation never reached. They
were paying for the Inquisition now, all right.
Occasionally one finds a Spaniard who seems almost a moderate,
like Frankie Perez in Adventures of a Young Man, but the most
persistent impression is one of a people who have a history of
misrule and violence, and who tragically turn to these very weapons
as the instruments of release from their consequences.

GREECE: AN AMERICAN PORTRAIT


George Weller’s Greeks in The Crack in the Column appear
surprisingly like Latins: “Each Greek is a volcano, and when he may
erupt no man knows, not even his friends who must quake with him,
not even himself.” In the number and complexity of their political
parties they resemble the French, yet in one way they seem to retain
something of the Greeks of antiquity viewing Imperial Rome. Small
and impoverished in the shadow of newly-risen giants, they cherish
their role as inheritors and transmitters of a great culture. At the
book’s end, Nitsa, like Molly Bloom in Joyce’s Ulysses, retires with
her reflections:
The whole world is philhellene, as proved by the retreating Germans
leaving a wreath on the Tomb of Ignotos before they roared north to die in
the ambushes of the Slavs. But most self-surrendering of the philhellenes
are the Americans. These young antiques deserve the most utter respect,
the kindest care.

FRANCE: A COMPOSITE PORTRAIT


The novels by Frenchmen in this study reveal relatively little about
national character and behavior. Stendhal deals with Italians and
Malraux primarily with Chinese. However, the ambitious Ferral, head
of the Franco-Asiatic Consortium in Man’s Fate may be revealing.
He hopes to make enough money in China to return home and buy
the leading French news-gathering and publicity syndicate. With this
power he hopes to regain office and “pit the combined forces of the
cabinet and a bought public opinion against the Parliament.” In
Malraux’s words one catches, under their cynicism, echoes of the
declining power reflecting upon vanished days of affluence:
The threat of bankruptcy brings to financial groups an intense national
consciousness. When their enterprises in distant corners of the world are
suddenly threatened with disaster they remember with mingled pride and
gratitude the heritage of civilization which their country has given them
and which they in turn have helped to pass on to colonial peoples.
In Presidential Agent Sinclair presents the French as a people who
have installed a rotten government to manage their affairs, a
government eager to join with Britain in obtaining temporary
surcease from German threats to its financial holdings by
hypocritically sacrificing Czechoslovakia. They had decided upon “a
compromise with Hitler as the cheapest form of insurance.” M. Denis
admits the resultant loss of power in Central Europe, but consoles
himself with the thought that “we still have North Africa and the
colonies, and we are safe behind our Maginot Line. Above all, we
don’t have to make any more concessions to revolution at home.”
In The Age of Longing Hydie Anderson reports Feyda Nikitin’s
deadly activities to Jules Commanche of the French Home Security
Department. A scholar and hero of the Resistance, he is one of a
new type, but there are not enough of them to fill “the sclerotic veins
of French bureaucracy with fresh blood.” Their effect amounts
merely to “the injection of a stimulant into a moribund body.” In The
Reprieve Sartre had presented France as unaware and unready
before the Nazis, already bled white from great wars. After another
conflict, the patient is almost in extremis. Playing the recurrent part
of American pupil to European teacher, Hydie listens to
Commanche’s bitter lecture:
Our last message to the world was those three words which are on our
stamps and coins. Since then, we no longer have anything to give to the
spirit, only to the senses—our novelists, our poets, our painters, all belong
to an essentially sensualist world, the world of Flaubert, and Baudelaire
and Manet, not to the world of Descartes, Rousseau and St. Just. For
several centuries we were the inspiration of Europe; now we are in the
position of a blood donor dying of anemia. We can’t hope for a new
Jeanne d’Arc, not even for a young First Consul, not even for a Charlotte
Corday....
He has told Hydie that the French Revolution substituted its slogan
for the Holy Trinity, that the scalpel which excised autocracy from the
body politic also removed its soul. The French thus seem to be
suffering from a malady which, in somewhat different form, infects
the Spaniards, Italians, and Greeks. Their splinter parties, their
disorganization, their pervasive political cynicism are a legacy of
centuries of conflict, inequities, and colonial misrule. But beyond this
there is exhaustion, a vitality sapped by past efforts and a sadness
increased by awareness of faded glories.

RUSSIA: A COMPOSITE PORTRAIT


Assessing Russian national character or behavior from the novels
presents a greater problem than that found in any other national
literature. One must first separate Russian Communism from the
Russian people. In the same way one must distinguish the old
Russian from the new. And this dichotomy has to be made after the
Revolution as well as before it. Turgenev’s fathers are hardly more
different from their sons than are Koestler’s Old Guard from the
Neanderthalers they have sired. When Rubashov’s old comrade
Ivanov is shot, Gletkin replaces him as interrogator. Rubashov looks
at the shaven skull, appraising the huge ominous figure in the stiff
heavy uniform: “You consequential brute in the uniform we created—
barbarian of the new age which is now starting.”
The pattern of Russian political behavior which emerges from the
novel is filled with more violence, more misery, more oppression than
that of any other national group. The dying Stepan Verhovensky
described Russia in The Possessed as a “great invalid” inhabited by
devils and plagued with impurities, sores, and foul contagions. This
Czarist Russia is a land in which “harmless ... higher liberalism” is
possible, but it is also a country in which serfs live in incredible
poverty and aristocrats live in oriental splendor. Within this social
structure, whose opposite ends are separated by an even greater
distance than the rich and poor of Italy, the forces of destruction are
already at work. The basic situation reveals opposed characteristics:
authoritarianism on the ruling level, immense capacity for dumb
suffering in the submerged masses, and an intense drive toward a
reorientation of the social structure on the part of the militant
intellectuals. These factors, on a smaller scale, are to be found in
other literatures. But Dostoyevsky also portrays a conflict peculiar to
Russia. It is the struggle between those culturally oriented toward the
West and the Slavophiles who reject its influence. A Slavophile
himself, Dostoyevsky seems to speak through Shatov, who says that
the Russians are “the only ‘god-bearing’ people on earth, destined to
regenerate and save the world in the name of a new God, and to
whom are given the keys of life and of the new world....” This
extreme national consciousness pervades these novels, whether it is
expressed in terms of a messianic mission or a deep sympathy for a
people with a tragic history.
Conrad, in Under Western Eyes, made a definite effort to assess the
Russian character. He felt, though, that this was an extremely
difficult task in which the language barrier was the least of the
obstacles which stood in the way of understanding. He describes
Russians as great players with words, manipulators of abstract
ideas. He feels that in other areas their behavior, like that of Nathalia
Haldin, is sometimes almost incomprehensible. His narrator says:
I knew her well enough to have discovered her scorn for all the practical
forms of political liberty known to the Western world. I suppose one must
be a Russian to understand Russian simplicity, a terrible, corroding
simplicity in which mystic phrases clothe a naïve and hopeless cynicism. I
think sometimes that the psychological secret of the profound difference of
that people consists in this that they detest life, the irremediable life of the
earth as it is, whereas we Westerners cherish it with perhaps an equal
exaggeration of its sentimental value.
Nathalia tells the old teacher that “the shadow of autocracy” hangs
over each Russian, much as does its more substantial modern
counterpart, the Soviet MVD. Razumov is another Slavophile who
believes that Russia is sacred. But later Conrad returns to the
subject of Russian incomprehensibility when he says that Western
ears “are not attuned to certain tones of cynicism and cruelty of
moral negation, and even of moral distress already silenced at our
end of Europe.”
Koestler’s two novels considered here describe Russia after the
deluge. The bloodbaths have changed the names and faces, but the
same moral negation is there. More accurately, there is not even a
negation, for there is no positive assertion of moral values to negate.
The doctrine that history has no conscience had removed for the
Soviets the need for moral reference points. As a result, they had
sailed without the ethical ballast that Rubashov, at the end of his life,
decided was essential. In his judgment this was the fatal break in the
logical chain which caused the betrayal of the revolution which
Mailer mourned in Barbary Shore. In this case, perhaps, history is
character. The span of events covered by these novels might even
be graphed. The line would form itself into two low plateaus
separated by a single tremendous peak. This eminence would
represent the ill-fated revolt against tyranny. On either side would be
the depths in which a people was submerged with not quite passive
suffering under a rigid, repressive rule made possible by a long
historical pattern and the mass conditioning to obedience which it
produced.

UNION OF SOUTH AFRICA: A SELF-PORTRAIT


The Boers of South Africa are presented, especially in Paton’s
novels, as a simple and stern people who are also good fighters and
good haters. Subduing part of a continent and making it their own,
they regard themselves as the elect among the children of men quite
as much as do the Slavophiles. Yet these Afrikaners suffer from a
curious case of schizophrenia. Singled out by the Almighty, they are
nonetheless so fearful of the colored population that they repress
them as harshly as any European nation ever did its colonial
peoples. Early in Too Late the Phalarope Paton epitomizes this
national group:
they had trekked from the British Government with its officials and its
missionaries and its laws that made a black man as good as his master,
and had trekked into a continent, dangerous and trackless, where wild
beasts and savage men, and grim waterless plains, had given way before
their fierce will to be separate and survive. Then out of the harsh world of
rock and stone they had come to the grass country, all green and smiling,
and had given to it the names of peace and thankfulness. They had built
their homes and their churches; and as God had chosen them for a
people, so did they choose him for their God, cherishing their
separateness that was now his Will. They set their conquered enemies
apart, ruling them with unsmiling justice, declaring “no equality in Church
or State,” and making the iron law that no white man might touch a black
woman, nor might any white woman be touched by a black man.
This is a patriarchal society, ruled by men such as Jakob Van
Vlaanderen, a political leader who privately calls the members of
Parliament “his span of oxen.” Fiercely nationalistic, they hate the
British, and as they fought them so they fight any force, even a
sociological one, which threatens their hard-won supremacy. In the
Union of South Africa there are willing British subjects and British
sympathizers, but they have not been represented by a group of
novels as fine as these of Paton’s. This is perhaps due to the fact
that they do not form so homogeneous a cultural and ethnic group as
do the Boers and their descendants. For another thing, the political
star of the Boers has been in the ascendant in the past few decades,
while that of the pro-British has seemed about to set as it did in
India.

GERMANY: A SELF-PORTRAIT
When Sinclair’s Lanny Budd goes to the week-long Nazi Party orgy
at Nüremberg, he sees before him a people who have surrendered
personal responsibility to a father image quite as fully as did Silone’s
simple peasants. A people smarting from humiliating defeat had
accepted the dream of a thousand year Reich. And it had been sold
to them by a man as possessed as any of Dostoyevsky’s characters.
Roderich Stamm in Heaven Pays No Dividends is oblivious to much
of the transition that takes place in Germany during the late twenties
and early thirties. Through his father’s conversations, however, he
senses some of the problems soon to be expressed in political
action: “They contained the whole uncertainty of our age. There was
something intangible and threatening in the air. It had all started with
the world crisis and the huge unemployment figures, and then the
Nazis had come, and then the Communists.” These forces and the
movements which they precipitate are too strong for a republic
barely fifteen years old. A people used to authoritarian rule reverts to
it. When war comes Roderich realizes “we were all involved,
because all of us had capitulated before HIM during all these years.
We had all given HIM permission to start a war at HIS discretion,
when HE decided it was necessary.” One is justified in distrusting
stereotypes as inaccurate generalizations. But in this case the
stereotype is borne out and emphasized in the novel.
Many areas of these national portraits are only roughed in, with the
fine-line detail missing. In other places there are gaps. This is partly
because some of the groups of novels are small. It is also due to the
fact that the novelist does not exhaustively examine voting trends,
statistically analyze attitudinal changes, or plot the frequency of
government realignments. Sinclair frequently approaches this
method and Dos Passos gives some of the raw data upon which
such estimates can be made. But generally the novelist tends to
proceed from individuals to groups, extrapolating group behavior
from individual behavior. This is the method used by Koestler and
Conrad. While it does not have the statistical validity of the political
scientist’s work, it has advantages which complement it. The
novelist, with his artistic insight and his ability to shape his material
as he wishes, can highlight his concept of a particular national
character with drama and human interest to make this hard-to-define
quality come memorably alive on the printed page.
chapter five
The Novelist as Analyst of Group
Political Behavior
The economic criterion is one of two means used by the political
novel for classifying groups. The other index identifies groups by
means of overt political behavior—party membership, acceptance of
discipline, performance of specific acts. These two means of
classification are not parallel but complementary. The first, in a
sense, serves as a background for the second. Although the first is
economic, its validity lies in the fact that party lines tend to follow
economic ones, that modern political theory, particularly that of
revolution, has been based increasingly upon economic facts as well
as political ones. The approach of this chapter differs from that of the
previous one in tracing behavior patterns which cut across national
lines.

ECONOMIC GROUPS

The Lumpenproletariat
In trying to use these indices of group behavior it is no longer
possible to deal in general terms such as “the poor.” Though
“proletariat” may be precise enough for Marxism, even this term is
too inclusive for close analysis of the material in these novels.
Several gradations are possible within this least fortunate group on
the economic scale. Professor Ambrogio Donini’s introduction to the
Italian edition of The Pine Tree and the Mole identifies the lowest
group in that novel as members of the lumpenproletariat. These
people are not the workers whose taking of the factories Taddei
fleetingly mentions. They are the lowest stratum of Livorno’s life, the
drifters and criminals from whom the Fascists recruited members for
their Black Shirt squads. It is their motivation as much as their
behavior which differentiates them from the workers. While groups of
militant workers are usually presented as trying to better the lot of
their whole group, these members of the lumpenproletariat seem to
be entrepreneurs. Rubachiuchi becomes an agent provocateur for
the Fascists not to help the poverty-stricken, but simply to help
himself. After he infiltrates an anarchist group, he aids in its
destruction, not because he is personally opposed to anarchism, but
because this is the job his employers are paying him to do. Very
often in these novels one encounters Communists trying to destroy
Socialists ostensibly because Socialism is thought to be a palliative
rather than a solution to the worker’s problems. But these
underworld figures do not have even this theoretical justification.
Although this group is not nearly so numerous in the novel as many
others, its representatives occasionally appear. In Fontamara,
Peppino Goriano returns to Fontamara after thirty-five years, some
of them spent in a “political career” in Rome. A good man, he had
been forced by starvation to become an agent provocateur for the
police. He had earned five lire a day plus a twenty-five lire bonus
each time a job resulted in his going to the hospital. For a brief time
he had been a hero after a picture of him helping to wreck a
Communist newspaper office had appeared in a newspaper. But the
“Hero of Porta Pia” lost the honest job he had finally found when it
was decided that “fascism could no longer shelter in its bosom such
delinquents as had been convicted several times for theft.” Pablo in
For Whom the Bell Tolls is a study in deterioration. A cruel but
effective anti-Fascist at the beginning of the war, he is found by
Robert Jordan to be a sotted semi-bandit who opposes Jordan’s
blowing of the bridge. Having lost control of the band to his woman
Pilar, Pablo tries unsuccessfully to forestall the demolition by stealing
part of Jordan’s equipment. Although he leads the retreat after the
bridge is blown, Pablo is no longer one of the “illusioned ones.” He is
a guerrilla who retains only his violence and a dominating desire for
survival. Old Zaccaria in A Handful of Blackberries is a bandit first
and a partisan second. He had received a decoration for a crippling
encounter with a German patrol, but the source of the battle was a
truckload of cheese which he intended for the black market rather
than a desire to free Italy. These characters are not nearly such low
forms of life as some of the members of Taddei’s lumpenproletariat,
but they are a part of that group to be found on the fringes of most
political conflicts, individuals motivated by desire for personal gain
rather than by principle.

Peasants
Almost as submerged in the economic structure is the peasant class.
Here too there are extra-national similarities. The paisans of Silone
and Taddei and the muzhiks of Turgenev and Dostoyevsky have
characteristics in common. Ground down by oppression and
exploitation, they engage in political action only as a result of outside
stimulation rather than as a result of spontaneous desire among
themselves. Often they may be too devitalized even to do that. When
Bazarov in Fathers and Sons tells the peasants that they are the
hope of Russia, he does not suspect “that in their eyes he was all the
while something of the nature of a buffooning clown.” In a more
subtle way Don Paolo tries to awaken the peasants of Pietrasecca in
Bread and Wine. He has a little success with parables, but a direct
attack upon issues produces nothing. When he goes to Fossa he
asks the lawyer Zabaglione about peasant participation in the now
disbanded Socialist Leagues. Zabaglione tells him:
What Socialism meant to most of them was a chance to work and eat till
their stomachs were full, to work and sleep in peace, without having to be
afraid of the morrow. In the league premises at Fossa, next to the bearded
portrait of Karl Marx, there was a picture of Christ in a red shirt. On
Saturday nights the peasants came to the league to sing “Up, brothers!
Brothers, arise!” and on Sunday morning they went to Mass to say
“Amen.” The permanent occupation of a Socialist leader was writing
recommendations.
The American representatives of this class seem much the same.
Garland’s A Spoil of Office follows the abortive political careers of
the Grange and the Farmer’s Alliance. Bradley Talcott sees this latter
movement as “the most pathetic, tragic, and desperate revolt against
oppression and wrong ever made by the American farmer.” His
guiding star Ida puts it even more simply: “While our great politicians
split hairs on the tariff, people starve. The time has come for
rebellion.” Conditions in Iowa have changed eighty years later, but in
the deep South they are almost as bad. William Russell’s A Wind Is
Rising (1950) focuses on Negro tenant farmers charged 500 per cent
interest by the landowners and cheated of part of the cotton crop
they succeed in raising.
Whether he is Prince Torlonia or a Russian noble, the large
landholder is most often seen in the novel as the embodiment of the
forces which keep the peasant class in subjection. Men like Nikolai
Kirsanov in Fathers and Sons may attempt to improve conditions,
but the predominant pattern is one of exploitation which eventually
produces violence. At the end of A Handful of Blackberries the
peasants kill a bailiff when they invade the Tarocchi pasture lands
they believe to be rightfully theirs. Debased and deprived, lacking
political awareness, and incited by members of other classes, the
peasant group turns to violence. In some areas of the world,
particularly the United States and England, a steady economic
evolution has tended to eliminate large segments of this group. The
Russian peasant appears still to be a peasant, even though he may
be a Stakhanovite worker in a large kolkhoz. But where the class still
exists in a society in which violent protest is still possible, the pattern
appears unchanged.

Labor
Commenting on one of the causes of the failure of the farmers’
movements of the seventies, Garland said: “They had made the

You might also like