‫أبو بكر الصديق‬

‫ولد أبو بكر الصديق ‪ ،‬رضي هللا عنه ‪ ،‬في السنة الثانية أو الثالثة من‬

‫عام الفيل وهو أصغر من النبي ﷺ بنحو سنتين ‪ .‬وقد كان محبوبا‬

‫في الجاهلية ‪ ،‬ألنه كان رجال أمينا ‪ ،‬كريما ‪ ،‬طيب األخالق ‪ ،‬حسن‬

‫السلوك ‪ ،‬فهو لم يشرب خمرا في حياته ولم يسجد لصنم أبدا ‪.‬‬

‫دعا النبي ﷺ الناس إلى اإلسالم ‪ ،‬فتردد الكثيرون إال أبا بكر‬

‫الصديق ‪ ،‬فقد أسلم دون تردد ‪ ،‬وكان أول من أسلم من الرجال‬

‫وكانت السيدة خديجة أول من أسلم من النساء ‪ ،‬أما أول من أسلم‬

‫من الصبيان ‪ ،‬فهو علي بن أبي طالب ‪ ،‬رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫كنى النبي ﷺ أبا بكر بالصديق ‪ ،‬ألنه صدقه ‪ ،‬عندما أخبره بقصة‬

‫اإلسراء به ليال من المسجد الحرام في مكة ‪ ،‬إلى المسجد األقصى‬

‫في بيت المقدس ‪ ،‬حيث قال تعالى ‪ (( :‬سبحان الذي أسرى بعبده‬

‫ليال من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى الذي باركنا حوله لنريه‬

‫من آياتنا ‪. )) ...‬‬

 ‫جاهد أبو بكر في اإلسالم بماله فاشترى بعض من كانت تستعبدهم‬

‫قريش ‪ ،‬وتعذبهم وأعتقهم مثل بالل بن رباح ‪ ،‬كما جاهد في اإلسالم‬

‫بنفسه ‪ ،‬فقد هاجر مع الرسول ﷺ إلى المدينة وكان الكفار يبحثون‬

‫عنهما في كل مكان لقتلهما ‪.‬‬

‫كان أبو بكر رفيق النبي ﷺ في السلم وفي الحرب وعندما مات النبي‬

‫ﷺ ‪ ،‬اضطرب الكثيرون ولم يصدقوا أن النبي قد مات ‪ ،‬فخرج إليهم‬

‫أبو بكر وقال لهم ‪ « :‬من كان يعبد محمدا ‪ ،‬فإن محمدا قد مات ‪،‬‬

‫ومن كان يعبد هللا ‪ ،‬فإن هللا حي ال يموت ‪» .‬‬

‫اختار الصحابة أبا بكر خليفة ‪ ،‬بعد الرسول ﷺ ‪ ،‬فكان خليفة عادال ‪،‬‬

‫أعاد المرتدين إلى اإلسالم ‪ ،‬وجمع القرآن الكريم ‪ ،‬وبدأ فتح الشام‬

‫والعراق في خالفته ‪.‬‬