Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 1

‫وأما سبيكمان فيرجع بنظريته أن االضطراب األمن في العالم إلى عدم المساواة في توزيع القوى العسكرية بين األقطار

التي تعيش في‬


‫مجموعة دولية وليس في ظل سلطة دولية‪ ،‬وقد أتاح عدم وجود هذه السلطة الدولية نوع من الحرية للدول في عالقاتها الخارجية‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى التنافس بينها في مجال بناء القوة‪ .‬وعلى صعيد الموقف الدولي قسم سبيكمان الكرة‬
‫‪).‬األرضية إلى قسمين هما‪ :‬بيليس و سميث‪82-70:2004،‬‬
‫‪.‬القسم الشرقي ويضم كل من قارة أوروبا وآسيا وأفريقيا واستراليا‬
‫‪.‬القسم الغربي ويتألف من األمريكيتين الشمالية والجنوبية‬
‫وقد قدر سبيكمان عدم صمود القسم الغربي من العالم أمام القسم الشرقي في حالة قيام حرب عالمية بينهما‪ ،‬لذلك نصح الواليات المتحدة‬
‫األمريكية بأن تبذل كل ما في وسعها بالطرق الدبلوماسية لعرقلة أي نوع من التعاون أو التقارب بين آسيا وأوروبا والذي قد يؤدي إلى‬
‫تدعيم قوة الجبهة الشرقية‪ .‬ولم يكتف بذلك فقط وإنما دعاها إلى توجيه سياستها نحو‬
‫التحكم في دول منطقة القاره‪ ،‬وقد خرج سبيكمان بنظرية جديدة لتوزيع القوي في العالم سماها‬
‫ويقصد بحافة األرض الهالل الداخلي والذي يطوق قلب العالم‪ .‬لقد اعتبر سبيكمان حافة األرض وهي ‪ (Rim Land‬األرض أو الريمالند‬
‫المنطقة الساحلية التي تفصل بين قلب العالم والبحار والمحيطات من أهم مناطق العالم من الناحية اإلستراتيجية ويشمل اقليم الحافة معظم‬
‫قارة أوروبا باستثناء روسيا األوروبية وآسيا الصغرى والجزيرة العربية والعراق وإيران وأفغانستان والهند وجنوب شرق آسيا والصين‬
‫وكوريا‪ .‬اعتبر هذه المناطق مناطق التقاء أو مناطق التصادم بين القوى البرية ممثلة في قلب العالم والقوى البحرية ممثلة في الدول‬
‫األوروبية وألمانيا ‪ ،‬وقام سبيكمان بتعديل نظرية ماكندر في اإلستراتيجية الدولية لتصبح‬
‫على النحو التالي‪)Hoffman, 2002:115( :‬‬
‫‪.‬من يتحكم في إقليم الحافة يسيطر على أوراسيا‬
‫‪.‬من يتحكم في أوراسيا يسيطر على العالم‬
‫وقد ركزت هذه النظريات على أهمية الجغرافيا السياسية في الصراع الدولي ودور القوة في العالقات الدولية وكذلك الوقوف على مصالح‬
‫الدول اإلستراتيجية التي هي أساس هذه‬
‫‪.‬الدراسة‬
‫يشير مصطلح جيوبولتيكا‪ .‬وهو ثمرة لعلمي الجغرافيا والسياسة ويعتمد عليهما اعتمادًا كبيرًا وبخاصة الجغرافيا السياسية‪ .‬ويعد رودلف‬
‫كلين أول من استخدم مصطلح الجيوبولتيكا‪ ،‬وعرفها بأنها البيئة الطبيعية للدولة والسلوك السياسي‪ ،‬في حين عرفها كارل هوسهوفر بأنها‬
‫دراسة عالقات األرض ذات المغزى السياسي‪ ،‬إذ ترسم المظاهر الطبيعية لسطح األرض اإلطار للجيوبوتيكا الذي تتحرك فيه األحداث‬
‫‪. ( ,Hoffman (117:2002‬السياسة‬
‫وتختص‬
‫وتختص الجيوبولتيكا بدراسة الدولة من الوجهة السياسية‪ ،‬وتدرس العالقات الداخلية والخارجية بين األرض وسكانها‪ ،‬وتبحث السياسة‬
‫العالمية من وجهة نظر قومية ‪ ،‬وأن الضرورة ال تعرف قانونًا‪ ،‬وتستخدم التاريخ القومي والعالمي لخدمة هذه األغراض‪ .‬أي أن‬
‫الجيوبولتيكا علم سياسي يستمد جذوره من علم الجغرافيا وحقائقه المتشعبة‪ ،‬ويعمل على اإلفادة منها لخدمة خطط سياسية معينة يتبناها‬
‫‪ Decision Makers‬وصانع القرار في الدولة ‪ Policy Makers،‬صانعو السياسة‬
‫مع بدايات القرن الحادي والعشرين‪ ،‬شهد النظام العالمي تحوالت في ميزان القوى الدولي‪ ،‬وبزوغ قوى دولية جديدة تتنافس على المكانة‬
‫الدولية‪ ،‬ومن أهم محاور تلك المنافسة‬
‫الدولية السيطرة على مصادر الطاقة‪ ،‬وتأمين إمداداتها في ظل ندرتها‪ ،‬وتزايد الطلب عليها خالل السنوات القادمة‪ .‬ولذا أصبح أمن‬
‫الطاقة" أحد محددات السياسة الخارجية والدفاعية للدول‪ ،‬السيما القوى الصناعية‪ ،‬فالصراع المستقبلي بين القوى المهيمنة حاليًا على قمة‬
‫النظام الدولي وتلك الصاعدة سيكون محوره الطاقة ومصادرها وإمداداتها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬سيزيد الصراع الدولي على مناطق الوفرة في‬
‫الطاقة‪ ،‬ابتداء من منطقة الخليج‪ ،‬مرورًا بآسيا الوسطى وبحر‬
‫قزوين وأمريكا الالتينية وصوًال إلى القارة اإلفريقية‪( .‬عبد العاطي‪)2:2011،‬‬

You might also like