Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫الفصل الرابع‬

‫اإلدراك‬
‫واإلعزاء‬
‫األهداف التعليمية للفصل‬
‫‪ ‬توضيح مفهوم اإلدراك‪.‬‬
‫‪ ‬وصف مراحل العملية اإلدراكية‪.‬‬
‫‪ ‬بيان األخطاء اإلدراكية الشائعة‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح مفهوم اإلعزاء‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح األخطاء اإلعزائية الشائعة‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪.‬‬
‫ماهية اإلدراك‬

‫اإلدراك هو‪:‬‬
‫• "العملية التي يتم بمقتضاها فهم األشياء واألحداث‬
‫واألشخاص الموجودين في العالم المحيط بنا‪ ،‬وذلك‬
‫إلعطاء معنى وتفسير لما تستقبله حواسنا من مثيرات"‪.‬‬
‫• المثير ‪Stimuli‬هو أي شىء يقع في المحيط الذي يعيش‬
‫فيه اإلنسان وتستقبله حواسه‪.‬‬
‫مراحل العملية اإلدراكية‪:‬‬
‫يمر الفرد بعدة مراحل خالل العملية اإلدراكية إلى أن يصل لتفسير ما يراه أو يتعرض له‬
‫من أحداث ومثيرات من حوله‪ .‬وتتمثل هذه المراحل فيما يلى‪-:‬‬
‫‪ -1 ‬التعرض للمثيرات البيئية‪.‬‬
‫‪ -2 ‬االنتباه‪.‬‬
‫‪ -3 ‬االنتقاء اإلدراكي‪.‬‬
‫‪ -4 ‬التنظيم اإلدراكي‪.‬‬
‫‪ -5 ‬التفسير‪.‬‬
‫‪ -6 ‬االستجابة السلوكية‬

‫‪4‬‬
‫مراحل العملية اإلدراكية‬
‫)‪(1‬‬
‫المثيرات البيئية‬
‫)‪(2‬‬
‫االنتباه‬
‫)‪3‬‬
‫(‬

‫االنتقاء اإلدراكي‬
‫)‪(4‬‬
‫التنظيم اإلدراكي‬
‫)‪(5‬‬
‫التفسير‬
‫)‪(6‬‬
‫االستجابة السلوكية‬

‫الفصل الرابع‬ ‫‪5‬‬ ‫السلوك التنظيمي‬


‫‪ -1‬المثيرات البيئية‪:‬‬
‫• أن العملية اإلدراكية تبدأ بتعرض الفرد للمثيرات البيئية من حوله‪.‬‬
‫• وتأخذ المثيرات البيئية شكل‪ :‬أحداث‪ ،‬وأشياء‪ ،‬وأصوات وأشخاص أو اي‬
‫شىء آخر يقع في المحيط الذي يعيش فيه الفرد‪.‬‬
‫• تعتبر تلقي هذه المثيرات من خالل حواس الفرد هي الخطوة الحقيقية األولى‬
‫في العملية اإلدراكية‪.‬‬
‫‪ -2‬االنتباه‪:‬‬
‫• يجب األخذ في االعتبار أنه ليس كل ما يقع في دائرة حواس الفرد يدركه‪ .‬فقد‬
‫تستقبل حواسنا الكثير من األشياء واألصوات عند المشي في الشارع أو التواجد في‬
‫أماكن مزدحمة بالناس‪ ،‬ولكننا ال ننتبه إال لبعض هذه المثيرات‪.‬‬
‫• ويقصد باالنتباه ‪« :Attention‬هو عملية يقوم الفرد من خاللها إراديا أو ال إراديا‬
‫بتركيز حواسه الستقبال مثيرات معينة»‪.‬‬
‫• ويمثل االنتباه "بوابة" تمر من خاللها المعلومات التي نريد أن ننقلها إلى المخ‬
‫والنظام المعرفي بغرض فهمها وتفسيرها‪ .‬وبالتالى يمثل االنتباه بذلك مرحلة هامة‬
‫في العملية اإلدراكية‪.‬‬
‫‪ -3‬االنتقاء اإلدراكي‬

‫• يعرف االنتقاء اإلدراكي ‪ « :Perceptual Selection‬بأنه العملية التي يتم من‬


‫خاللها فرز المثيرات التي يتعرض لها الفرد بغرض التعامل مع المثيرات األكثر‬
‫أهمية وتجاهل األقل أهمية»‪.‬‬
‫‪ -3‬االنتقاء اإلدراكي‬
‫• ويعتمد االنتقاء اإلدراكي على ثالثة مجموعات من العوامل يمكن توضيحها فى‬
‫الشكل التالى‪-:‬‬
‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬

‫عوامل تتعلق بالبناء االجتماعي للواقع‬


‫عوامل تتعلق بخصائص المثيرات‬
‫الذي يعيش فيه الفرد‬

‫عوامل تتعلق بخصائص الفرد ذاته‬


‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬
‫أوالا‪ :‬عوامل تتعلق بخصائص المثيرات‪:‬‬

‫• وهي مجموعة من العوامل التي إذا توافر واحد منها أو أكثر في مثير ما‪ ،‬كان هذا‬
‫المثير أكثر مدعاة من غيره على جذب انتباه الفرد‪ .‬وتتمثل هذه العوامل في اآلتي‪-:‬‬
‫)‪ (1‬الحجم ‪ :Size‬كلما زاد حجم المثير زاد احتمال إدراكه أكثر من غيره‪.‬‬
‫)‪ (2‬الشدة ‪ :Intensity‬كلما زادت شدة المثير زاد احتمال انتقاءه أكثر من غيره‪،‬‬
‫فالكلمات المكتوبة بخط "غامق "‪Bold‬تجذب االنتباه أكثر من غيرها‪.‬‬
‫)‪ (3‬التباين ‪ :Contrast‬كلما تباين الشىء عن المجال المحيط به كان أكثر مدعاة‬
‫لالنتقاء اإلدراكي‪ .‬فاللون األحمر يدرك بشكل أفضل مع خلفية بيضاء أو زرقاء‪.‬‬
‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬
‫أوالا‪ :‬عوامل تتعلق بخصائص المثيرات‪:‬‬

‫(‪ )4‬الحركة ‪ :Motion‬فاألشياء المتحركة تكون عرضه أكثر من األشياء الثابتة لالنتقاء‬
‫اإلدراكي‪ .‬فاللوحات اإلعالنية المتحركة تجذب االنتباه وتثير االهتمام أكثر من الملصقات‬
‫الساكنة‪.‬‬
‫(‪ )5‬التكرار ‪ :Repetition‬فاألشياء المتكررة تدرك بشكل أكبر من تلك التي تظهر لمرة‬
‫واحدة فقط‪.‬‬
‫(‪ )6‬الجده واأللفة ‪ :Novelty and Familiarity‬فاألشياء الجديدة في مكان مألوف‬
‫واألشياء المألوفة في مكان جديد تجذب االنتباه أكثر من غيرها‪.‬‬
‫)‪ (7‬مصداقية المصدر ‪ :Source Credibility‬فاألشياء التي تصدر من مصادر أقل‬
‫مصداقية تكون أقل عرضة لإلدراك‪.‬‬
‫)‪ (8‬التزاحم اإلدراكي ‪ :Perceptual Overload‬يحدث عندما يتلقى الفرد العديد من‬
‫المثيرات في نفس الوقت مما يجعل من الصعب عليه تتبعها وإعطاء االهتمام الالزم‬
‫لكل منها‪.‬‬
‫حدد ماهى خصائص المثير التي تؤثر على االنتقاء االدراكى في‬
‫الصور التالية‬
‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬
‫ثانيا ا‪ :‬عوامل تتعلق بخصائص الفرد ذاته‪:‬‬

‫• تتأثر عملية االنتقاء اإلدراكي بالعديد من الخصائص الذاتية للفرد‪.‬‬

‫• وتشكل هذه العوامل ما يسمى المجموعة اإلدراكية ‪Perceptual set‬‬


‫والتى تحدد توقعات الفرد بشأن ما يستقبله من خالل حواسه بناء على‬
‫خبرات وتجارب الفرد السابقة‪ .‬وتتمثل هذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬
‫ثانيا ا‪ :‬عوامل تتعلق بخصائص الفرد ذاته‪:‬‬

‫)‪ (1‬الشخصية ‪ :personality‬هناك عالقة قوية بين أبعاد شخصية الفرد وكيفية إدراكه‬
‫للمثيرات من حوله‪ .‬وبالرغم من أن شخصية الفرد غالبا ما تتشكل من خالل مدركاته‪،‬‬
‫إال أنها تؤثر أيضا فيما يدركه وكيفية إدراكه له‪ .‬وغالبا ما تتأثر عملية االنتقاء‬
‫اإلدراكي لدى الفرد بخصائص شخصيته‪.‬‬
‫)‪ (2‬التعلم والخبرات السابقة‪ :‬يتأثر االنتقاء اإلدراكي للفرد بخبراته السابقة وما تعلمه الفرد‬
‫من هذه الخبرات‪ .‬فإذا زار شخصين مبنى جديد‪ ،‬وكان أحدهما مهندس معماري‪،‬‬
‫واآلخر سمسار عقارات مثال فإن كل منهما سوف يالحظ أمور مختلفة تماما عن اآلخر‬
‫عن نفس المبنى‪.‬‬
‫)‪ (3‬الدوافع ‪ :Motives‬ان حاجات ورغبات الفرد في لحظة معينة تؤثر على مدركاته‪.‬‬
‫وبصفة عامة فإن األفراد غالبا ما يدركون األشياء التي يعتقدون أنها سوف تساعدهم‬
‫في إشباع حاجاتهم‪ .‬فالفرد الذي يبحث عن وظيفة سوف ينجذب بشدة لباب "وظائف‬
‫شاغرة" في الجرائد اليومية أكثر من غيره‪.‬‬
‫ماهى العوامل الخاصة بخصائص الفرد‬
‫عوامل االنتقاء اإلدراكي‬
‫ثالثا ا‪ :‬عوامل تتعلق بالبناء االجتماعي للواقع الذي يعيش فيه‬
‫الفرد‪:‬‬
‫• غالبا ما يكون األفراد غير متأكدين مما يرونه أو يسمعونه أو تتلقاه حواسهم‪ .‬ولذلك فهم‬
‫عادة ما يسألون اآلخرين عما يرونه أو يسمعونه لتأكيد أو نفي ما تتلقاه حواسهم‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫الكثير منا قد يسأل اآلخرين من حوله "هل سمعتم هذا الصوت؟ أو هل شممتم رائحة شيء‬
‫يحترق مثال؟ أو هل المكان برد قليال في هذه القاعة؟ ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫• والنقطة األساسية هي أن ما تتلقاه مدركات الفرد يرجع جزئيا إلى ما يدركه اآلخرون‪.‬‬
‫وقد تشارك اآلخرين الضحك على جملة قالها شخص معين ثم تسألهم بعد ذلك (ماذا‬
‫قال؟)‪.‬‬
‫• ولذلك فإن الناس كمجموعة يبنوا ألنفسهم واقع معين يتعايشون فيه وتتشكل مدركاتهم بناء‬
‫على هذا الواقع المصطنع‪.‬‬
‫‪ -4‬التنظيم اإلدراكي‪:‬‬
‫• يمثل التنظيم اإلدراكي ‪Perceptual Organization‬العملية التي يتم من خاللها‬
‫تجميع المثيرات التي تم انتقاءها في مجموعات لها معنى أو مغزى أو قيمة ذهنية‬
‫معينة لدى الفرد‪.‬‬
‫• وغالبا ما يتم التجميع اإلدراكي للمثيرات وفقا ألحد المبادىء الخمسة التالية‪-:‬‬
‫(‪ )1‬مبدأ التشابه ‪ :Similarity‬يشير هذا المبدأ إلى أنه كلما تشابهت مجموعة من‬
‫األشياء كلما زاد االتجاه نحو إدراكها باعتبارها مجموعة أو كيان واحد‪.‬‬
‫‪+ + + + + + +‬‬
‫‪- - - - - - -‬‬
‫‪$ $ $ $ $ $ $‬‬
‫‪ -4‬التنظيم اإلدراكي‪:‬‬
‫(‪ )2‬مبدأ التقارب المكاني ‪ :Proximity‬فوجود مثير بالقرب من مثيرات أخرى‬
‫يمكن أن يؤدي إلى إدراك هذه المثيرات بأنها مجموعة واحدة أو ذات عالقة ببعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ -4‬التنظيم اإلدراكي‪:‬‬
‫(‪ )3‬مبدأ اإلغالق ‪ :Closure‬يشير هذا المبدأ إلى اتجاه الفرد الستكمال أي نقص في‬
‫المعلومات التي تصله حتى يكون لها معنى مقبول‪ .‬وهذا يعني أن الفرد قد يدرك‬
‫الشىء ككل رغم وجود نقص في بعض أجزائه أو مكوناته‪.‬‬
‫‪ -4‬التنظيم اإلدراكي‪:‬‬
‫(‪ )4‬مبدأ االستمرارية ‪ :Continuity‬يشير هذا المبدأ إلى اتجاه الفرد إلدراك األشياء‬
‫في شكل أنماط مستمرة‪ ،‬رغم حدوثها في أزمنة منفصلة‪ .‬وتعتمد فكرة الرسوم‬
‫المتحركة المستخدمة في صناعة السينما على هذا المبدأ‬
‫‪ -4‬التنظيم اإلدراكي‪:‬‬
‫‪ -5‬مفهوم الشكل – الخلفية‬
‫يعتمد مفهوم الشكل – الخلفية ‪Figure – Ground‬على إمكانية إدراك األشياء بأحد‬
‫طريقتين‪-:‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬تعتمد على التركيز على الشكل ذاته‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬تعتمد على التركيز على الخلفية المحيطة بالشكل‪.‬‬
‫‪ -5‬التفسير‪:‬‬
‫• يتضح من المراحل السابقة لإلدراك أن الفرد يعيش في عالم مليء بالمثيرات من‬
‫حوله‪ .‬ولكن قليل من هذه المثيرات يتلقاه الفرد بحواسه‪ ،‬ومن تلك التي يتلقاها‬
‫بحواسه‪ ،‬قليل منها يتم اختياره واالنتباه إليه‪ ،‬والمثيرات التي يتم اختيارها يقوم‬
‫الفرد بتجميعها وتنظيمها بطريقة معينة لكي يعطي لها معنى أو مفهوم محدد‪.‬‬
‫• وبالتالي فإن الخطوة التالية في اإلدراك هي إعطاء تفسير لما أدركه الفرد‬
‫والوصول إلى معنى محدد بشأنه‪.‬‬
‫• وهنا يقوم الفرد بالعملية اإلعزائية ‪ ،Attribution‬كما أنه غالبا ما يكون عرضة‬
‫في هذه المرحلة إلى ارتكاب العديد من األخطاء اإلدراكية ‪.Perceptual Errors‬‬
‫‪ -6‬االستجابة السلوكية‪:‬‬
‫• يقود التفسير الذي يعطيه الفرد لما يدركه من مثيرات من حوله إلى القيام باستجابة‬
‫سلوكية تناسب هذا التفسير‪ .‬وقد تكون االستجابة السلوكية ظاهرة وصريحة أو‬
‫كامنة وضمنية‪.‬‬
‫)‪ (1‬االستجابات الكامنة والضمنية‪ :‬مثل‪ /‬االتجاهات النفسية والمشاعر والدوافع التي‬
‫تتكون داخليا لدى الفرد نتيجة لتفسيره لمدركاته بطريقة معينة‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫االستجابة إيجابية أو سلبية‪ .‬وقد يلجأ الفرد إلى االستجابة الكامنة أو الضمنية‬
‫نظرا لعدم القدرة أو لعدم توافر الظروف التي تمكنه من القيام باستجابات‬
‫صريحة أو ظاهرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬االستجابات الظاهرة والصريحة ‪ :‬فهي تعكس ردود أفعال ملموسة ومالحظة‬
‫يقوم بها الفرد نتيجة للتفسير الذي أعطاه لما أدركه من مثيرات‬
‫األخطاء اإلدراكية الشائعة‪:‬‬
‫• تحدث العديد من األخطاء اإلدراكية الشائعة في مرحلة التفسير ويمكن توضيحها فى‬
‫الدفاع‬
‫الشكل التالى‪:‬‬
‫أثر‬ ‫اإلدراكي‬
‫اإلنطباع‬ ‫التنميط‬
‫األول‬

‫األخطاء‬ ‫أثر التوقع‬


‫اإلسقاط‬
‫اإلدراكية‬

‫أثر‬ ‫أثر تعميم‬


‫التباين‬ ‫الصفات‬
‫السببية‬
‫األخطاء اإلدراكية الشائعة‪:‬‬
‫)‪ (1‬الدفاع اإلدراكي ‪ :Perceptual Defense‬يعني عدم قدرة الفرد على إدراك ما يشكل‬
‫تهديد بالنسبة له‪ .‬فالفرد ضعيف األداء قد ال يكون قادر على إدراك ما هو واضح‬
‫للجميع من سوء أدائه‪.‬‬
‫)‪ (2‬التنميط ‪ :Stereotyping‬يعني إطالق صفات أو خصائص معينة على الفرد نتيجة‬
‫النتمائه إلى جماعة معينة‪ .‬فقد تطلق صفة الكرم أو البخل أو الشجاعة على قاطني‬
‫منطقة جغرافية معينة‪ ،‬ولكن من الخطأ اإلدراكي أن يوصف كل فرد ينتمي إلى هذه‬
‫المنطقة بالصفة التي تحملها الجماعة ككل‪.‬‬
‫)‪ (3‬أثر التوقع ‪ :Expectancy Effect‬يعني هذا الخطأ أن التوقعات بشأن سلوك شخص‬
‫آخر يمكن أن تسبب ظهور السلوك المتوقع عندما يتم إبالغ هذا الشخص بما نتوقعه‬
‫منه‪ ،‬أو يتم إبالغ اآلخرين عن هذه التوقعات‪(.‬السمعة الجيدة التي تسبق وصول المدير‬
‫الجديد تجعل اآلخرين يفسرون تصرفاته العادية بأنها دليل على حسن أخالقه وكفاءته)‬
‫األخطاء اإلدراكية الشائعة‪:‬‬
‫(‪ )4‬أثر تعميم الصفات ‪ :Halo Effect‬تعني إذا أظهر شخص ما صفة إيجابية معينة فإن‬
‫هذا يدفع اآلخرين إلى وصفه بطريقة إيجابية ليس فقط فيما يتعلق بهذه الصفة ولكن أيضا‬
‫فيما يتعلق بصفات أخرى‪ .‬والعكس لو ظهرت صفة سلبية يتم تعميمها على باقى صفات‬
‫الفرد ‪.‬‬
‫(‪ )5‬السببية ‪ :Causality‬تعني اتجاه الفرد إلى رؤية األحداث المتتابعة بأنها مرتبطة‬
‫ببعضها البعض رغم أنها في الحقيقة ال توجد عالقة بينها‪ .‬فقد يفسر المدير أن التأخير عن‬
‫مواعيد العمل وضعف األداء هما عامالن مرتبطان لدى الفرد نتيجة إلهماله في العمل‪ ،‬رغم‬
‫عدم وجود عالقة حقيقية بين التأخير وضعف األداء‪.‬‬
‫(‪ )6‬أثر التباين ‪ :Contrast Effect‬يشير إلى أن األفراد ال يدركون األشياء في تفردها‪،‬‬
‫ولكن يدركونها بالمقارنة مع األشياء المحيطة بها أو المتزامنة معها‪ .‬ففي مقابالت التوظف‬
‫مثال قد يدرك شخص ما بأنه جيد ليس لسبب إال ألنه قد أتى دوره بعد شخص كان ضعيف‬
‫نسبيا والعكس ‪.‬‬
‫األخطاء اإلدراكية الشائعة‪:‬‬
‫(‪ )7‬اإلسقاط ‪ :Projection‬يعني أن الفرد غالبا ما يسقط خصائصه وصفاته الشخصية‬
‫على اآلخرين‪ .‬فالشخص الذي يتصف بالصدق واألمانة غالبا ما يرى اآلخرين صادقين‬
‫وأمناء رغم أنهم في الحقيقة قد يكونون غير ذلك‪ .‬ويقول المثل العربي "كل شخص يرى‬
‫اآلخرين بعين طبعه" و "كل إناء بما فيه ينضح"‪.‬‬
‫(‪ )8‬أثر اإلنطباع األول ‪ :First Impression Effect‬يعني تأثر الفرد باإلنطباع الذي‬
‫يتكون لديه مبكرا في اللحظات األولى من التعرض للمثير‪ ،‬واستمرار أثر هذا االنطباع في‬
‫مراحل الحقة من التعامل مع المثير رغم عدم صحة هذا االنطباع‪.‬‬
‫مثال‪ :‬فقد يتكون لدى المدير انطباع أولي عن الموظف الجديد بأنه منظم ودقيق كما يوحي‬
‫بذلك مظهره الخارجي‪ .‬ويظل المدير يتعامل مع الموظف من هذا المنطلق حتى يثبت للمدير‬
‫أن الموظف له خصائص عكس ذلك‪.‬‬
‫اإلعزاء ‪Attribution:‬‬
‫مفهوم اإلعزاء‪:‬‬

‫• يعرف اإلعزاء بأنه‪« :‬الطريقة التي يقوم الفرد من خاللها بفهم مسببات سلوك اآلخرين وأيضا‬
‫سلوكه الذاتي»‪.‬‬
‫أهمية اإلعزاء‪:‬‬

‫• يلعب اإلعزاء دور هام في العملية اإلدراكية خاصة في مرحلة "التفسير"‪ .‬والفرد قد ال يقوم‬
‫باإلعزاء بطريقة إرادية في جميع الحاالت‪ ،‬بل قد يقوم به بطريقة ال إرادية‪.‬‬
‫• ومن أكثر الحاالت شيوعا التي يقوم فيها الفرد باإلعزاء بطريقة إرادية هي عندما يطلب منه‬
‫صراحة تفسير سلوك شخص آخر‪ ،‬أو عندما يحدث شيء غير متوقع من شخص ما‪ ،‬أو عندما‬
‫يتعرض الفرد لخبرات فشل ‪ ،‬أو عدم السيطرة على األحداث المحيطة به‪.‬‬
‫اإلعزاء ‪Attribution:‬‬
‫• ويمكن توضيح نموذج وصف العملية اإلعزائية فى الشكل التالى‪-:‬‬

‫آثار‬ ‫اإلعزاء‬ ‫محددات‬


‫العملية اإلعزائية‬ ‫العملية اإلعزائية‬
‫‪‬سلوك‬ ‫• األسباب المدركة للسلوك‬ ‫‪‬معلومات‬
‫‪‬مشاعر‬ ‫‪ o‬داخلية‬ ‫‪‬معتقدات‬
‫‪‬توقعات‬ ‫‪ o‬خارجية‬ ‫‪‬دوافع‬

‫نموذج العملية اإلعزائية‬


‫اإلعزاء ‪Attribution:‬‬
‫• ويتضح من الشكل السابق المسببات التي يعطيها الفرد للسلوك المدرك يعتبر نتيجة للعديد من المحددات‬
‫هي‪-:‬‬
‫‪ (1‬حجم المعلومات المتوافرة لدى الفرد بشأن اآلخرين والموقف وكيفية تنظيم هذه المعلومات في ذهن‬
‫الفرد‪.‬‬
‫‪ (2‬معتقدات الفرد بشأن ما الذي يمكن أن يفعله اآلخرون في المواقف المشابهة أو المماثلة‪.‬‬
‫‪ (3‬الدوافع الذاتية لدى الفرد‪.‬‬
‫وبناءا على المعلومات والمعتقدات والدوافع يقوم الفرد بالتمييز بين المسببات الداخلية والخارجية للسلوك‬
‫• ويمثل حجر الزاوية في العملية اإلعزائية هو كيف يحدد الفرد ما إذا كانت مسببات السلوك ترجع‬
‫لعوامل داخلية (الشخصية‪/‬الدوافع‪/‬القدرات) أم عوامل خارجية (الظروف‪/‬الموقف‪/‬الصدفة)‪.‬‬
‫‪ -1‬األخطاء اإلعزائية‪:‬‬
‫• أن عملية إعزاء سلوك اآلخرين لعوامل داخلية أو عوامل خارجية غالبا ما يكون عرضة للعديد من األخطاء اإلعزائية‬
‫ومن أهم هذه األخطاء ما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬الخطأ األساسي لإلعزاء ‪ :Fundamental Attribution Error‬يشير إلى اتجاه األفراد إلى المبالغة في تقدير‬
‫أثر العوامل الداخلية‪ ،‬وتقليل أهمية أثر الموقف والعوامل الخارجية في تفسير سلوك اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -2‬أثر القائم بالسلوك – مالحظ السلوك ‪ :Actor-Observer Effect‬يشير إلى أنه غالبا ما يتجه األفراد إلى تبرير‬
‫سلوكهم باعتباره استجابة لظروف الموقف‪ ،‬وتبرير سلوك اآلخرين باعتباره ناتج عن خصائص داخلية ثابتة لديهم‪.‬‬
‫‪ -3‬التحيز في خدمة الذات ‪ :Self-Serving Bias‬ويعني هذا الخطأ اتجاه الفرد إلى استغالل أي فرصة إلظهار ذاته‬
‫بصورة طيبة‪ .‬فاألفراد دائما على استعداد لمدح الذات في حالة النجاح وتقديم المبررات في حالة الفشل‪.‬‬
‫التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪:‬‬
‫• يتجه العنصر البشري في المنظمات إلى إصدار الكثير من األحكام وصنع العديد‬
‫من القرارات التي غالبا ما تكون عرضه للتحيز أو الخطأ اإلدراكي‪ .‬ومن أهم‬
‫المجاالت التي يكون فيها المديرون عرضه لألخطاء والتحيزات اإلدراكية‬
‫واإلعزائية هي‪-:‬‬
‫‪ ‬مقابالت التوظف‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم األداء‪.‬‬
‫‪ ‬صنع القرارات‬
‫التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مقابالت التوظف‪:‬‬

‫• تحدد مقابالت التوظف إلى حد كبير من سيتم تعيينه في المنظمة‪ ،‬ومن سيتم رفض تعيينه‬
‫فيها‪ .‬كما أن قرار توظيف شخص معين من عدمه غالبا ما يعتمد على نواتج سلسلة من‬
‫اإلجراءات مثل فحص بيانات طلب التوظف‪ ،‬واختبارات األداء أو االختبارات المهنية‪،‬‬
‫وخطابات التوصية ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬
‫• ورغم أهمية مقابالت التوظف في صنع القرار إال أنها ال تخلو من تحيزات إرادية أو‬
‫تحيزات ال إرادية ناتجة عن األخطاء اإلدراكية واإلعزائية للقائم (القائمين) بإجراء‬
‫المقابلة‪.‬‬
‫• ويمكن توضيح أهم األخطاء اإلدراكية الشائعة في مقابالت التوظف فى الشكل التالى‪:‬‬
‫التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪:‬‬
‫األخطاء اإلدراكية لمقابالت‬
‫التوظف‬

‫خطأ التنميط‬ ‫خطأ اإلنطباع األول‬

‫خطأ التباين في مدركات‬


‫خطأ التباين اإلدراكي‬ ‫أعضاء اللجنة القائمة‬
‫بإجراء المقابلة‬
‫التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪:‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬تقييم األداء‪:‬‬

‫• يعتبر تقييم األداء من أكثر مجاالت العمل اإلداري عرضة لألخطاء اإلدراكية واإلعزائية‪ .‬ورغم‬
‫توجه معظم المنظمات إلى استخدام معايير موضوعية لتقييم األداء‪ ،‬والبعد قدر اإلمكان عن‬
‫المعايير الحكمية‪.‬‬
‫• ومن أكثر األخطاء اإلدراكية شيوعا في عمليات تقييم األداء هي‪:‬‬
‫‪ (1‬التساهل‪ :‬قد يميل بعض المدراء إلى التساهل في التقييم وذلك من خالل إعطاء جميع مرؤوسيهم‬
‫تقديرات مرتفعة في تقييم األداء‬
‫‪ (2‬التشدد‪ :‬قد يميل آخرون إلى التشدد في التقييم وذلك بإعطاء جميع المرؤوسين تقديرات‬
‫منخفضة‪.‬‬
‫‪ (3‬النزعة الوسطية‪ :‬وقد يميل البعض إلى النزعة الوسطية من خالل إعطاء تقديرات متوسطة‬
‫لجميع المرؤوسين‪.‬‬
‫• ويوجد في كل هذه الحاالت تجاهل واضح للفروق الفردية بين المرؤوسين‪ .‬ولذلك تلجأ بعض‬
‫المنظمات إلى استخدام طريقة "التوزيع اإلجباري" في تقييم األداء‪.‬‬
‫التطبيقات اإلدارية لإلدراك واإلعزاء‪:‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬صنع القرارات‪:‬‬

‫• تمثل أدوار صنع القرارات أكثر أدوار العمل اإلدراي استهالكا لوقت المدير‪ .‬وتتخذ‬
‫القرارات اإلدارية في المنظمات إما بصورة فردية أو بصورة جماعية‪ ،‬وكالهما عرضة‬
‫للعديد من التحيزات اإلدراكية‪ .‬ومن أكثر مداخل صنع القرارات الفردية شيوعا مدخل‬
‫الرشد‪.‬‬
‫• ويعتمد هذا المدخل على قيام المدير بعدد من الخطوات المتتابعة للتوصل إلى القرار‬
‫األمثل لحل مشكلة معينة‪ .‬وتعتبر كل خطوة من خطوات صنع القرار عرضة لألخطاء‬
‫والتحيزات اإلدراكية من قبل المدير‪.‬‬
‫• أما فيما يتعلق بالقرارات الجماعية‪ ،‬فإن مجال التحيز والخطأ اإلدراكي عادة ما يكون‬
‫أوسع وذلك نظرا لتباين مدركات المديرين الذين يشاركون في صنع القرار‪ ،‬خاصة إذا‬
‫اختلفت الخلفية العلمية والوظيفية لكل منهم‪.‬‬
‫• ولذلك فإن التعرف على المشكلة وتحديد نوعية البيانات المطلوبة لحلها وتحديد البدائل‬
‫وتقييمها كلها عرضة لالختالفات اإلدراكية في عمليات صنع القرارات‪.‬‬

You might also like