Professional Documents
Culture Documents
2تتمة محاضرات نظرية الحق
2تتمة محاضرات نظرية الحق
ثانيا -الحالة:
يقصد بالحالة مجموعة األوصاف التي إذا توافرت في شخص حددت مركزه القانوني ،فجعلته صالحا
الكتساب نوع من الحقوق أو تحمل نوع من الواجبات ما كان ليكتسبها أو يتحملها ما لم تتوافر به هذه
األوصاف ،وتتمثل في عالقة الفرد بالدولة ،وهو ما اصطلح على تسمية بالحالة السياسية أو الجنسية ،وفي
عالقته بدين معين وهو ما اصطلح على تسميته بالحالة الدينية ،وفي عالقته باألسرة التي ينتمي إليها وهو
ما يسمى بالحالة العائلية.
-1الحالة السياسية ( الجنسية ) :ويقصد بالجنسية الرابطة التي تربط الفرد بالدولة التي ينتمي
إليها ،والتي بم وجبها يصبح من رعايا هذه الدولة ،وفرضا من شعبها .والجنسية تؤثر في تحديد المركز
القانوني للفرد أي فيما يثبت له من حقوق وما يتحمله من واجبات ،حيث تفرق الدول في الحقوق والواجبات
أ-الجنسية األصلية :وهي التي تثبت للشخص بمجرد ميالده ،وهي تمنح على أساس ما يعرف
-حق الدم :ويقصد بحق الدم ثبوت الجنسية الجزائرية لكل من يولد من أب جزائري أو أم جزائرية
-حق اإلقليم :ويقصد به منح الجنسية لكل من يولد على إقليم الدولة بغض النظر عن جنسية أبيه،
وتمنح الجنسية الجزائرية بناءا على حق اإلقليم لكل من ولد على األرض الجزائرية.
1
ب-الجنسية المكتسبة :وهي الجنسية التي تثبت للشخص في وقت الحق على ميالده واستنادا
لسبب يط أر بعد هذا الميالد ،وبديهي أن من تثبت له هذه الجنسية يكون حامال لجنسية دولة أخرى أو معدوم
ويالحظ أن القانون الجزائري ال يسوي في المعاملة بين الجنسية األصلية والجنسية المكتسبة ،حيث
ال يتمتع هذا األخير بالحقوق السياسية إال بعد مدة زمنية من تاريخ كسبه الجنسية ،كما ال يجوز انتخابه أو
-2الحالة الدينية للشخص :األصل أن الحالة الدينية للشخص وانتماءه إلى ديانة معينة ال يؤثر
في تحديد مركزه القانوني ،ألن المبدأ هو أن جميع األفراد على اختالف ديانتهم يتمتعون بنفس الحقوق
ويتحملون نفس الواجبات ،غير أن في مجال عالقات األحوال الشخصية يترتب على اإلنتماء الشخص
لديانة معينة اختالف ما يتمتع به من حقوق وما يتحمل به من واجبات .ولما كانت األديان تختلف في
تنظيمها لعالقات األحوال الشخصية ،فقد ترتب على ذلك اختالف المركز القانوني لألفراد تبعا للعقيدة الدينية
التي ينتمون إليها ،وعلى ذلك نجد أن من حق الزوج الم سلم أن يتزوج أكثر من واحدة ويطلق بإرادته
المنفردة ،وليس لغير المسلم أن يتزوج أكثر من مرة أو يطلق ،وكذلك حق الميراث يحرم منه الغير مسلم
من المسلم ،ويتوارث المسلمين بعضهم لبعض ،فاختالف الدين في الشريعة اإلسالمية يعد مانع من موانع
اإلرث.
-1الحالة العائلية :ويقصد بالحالة العائلية الصفة التي تحدد مركز الشخص بالنسبة لألسرة التي ينتمي
إليها ،كونه زوجا أو زوجة أو ابنا أو أبا أو أخا ،...واألسرة هنا تؤخذ بمعناها الواسع باعتبارها
مجموعة من األشخاص الذين يجمعهم أصل مشترك ،وفي هذا المعنى تنص المادة 32قانون
مدني "تتكون أسرة الشخص من ذوي قرباه ويعتبر من ذوي القربى كل ما يجمعهم اصل واحد"،
كما تنص المادة 33قانون مدني "القرابة المباشرة هي الصلة ما بين األصول والفروع .وقرابة
2
الحواشي هي الرابطة ما بين أشخاص يجمعهم أصل واحد دون أن يكون أحدهم فرعا لآلخر" ،كما
تنص المادة 35قانون مدني "يعتبر اقارب أحد الزوجين في نفس القرابة والدرجة بالنسبة للزوج
اآلخر".
ويتضح من النصوص أعاله أن القانون الجزائري يعرف نوعين من القرابة :قرابة النسب ،وقرابة
المصاهرة.
أ-نوعا القرابة:
أ-1-قرابة النسب :وهي الصلة التي تقوم بين مجموعة من األشخاص يجمعهم أصل مشترك
واحد ،أو هي الصلة التي تقوم بين الشخص وبين من يجمعهم به أصل مشترك سواء من ناحية أبيه أو
من ناحية أمه ،وتقسم إلى قرابة مباشرة وقرابة حواشي (غير مباشرة).
أ -1-1-القرابة المباشرة :وهي القرابة التي تقوم على الصلة بين األصول والفروع ،واألصل هو
من نزل منه الفرع ،كاألب والجد وان علوا ،والفرع هو من نزل من األصل كاالبن وابن االبن وان نزلوا.
فقرابة الشخص آلبيه وجده ألبيه وألمه وجده ألمه مهما علوا هي قرابة مباشرة ،وقرابة الشخص البنه ولبنته
أ -2-1-قرابة الحواشي (غير مباشرة) :وهي القرابة التي تقوم بين األشخاص يجمعهم أصل
مشترك واحد دون أن يكون أحدهم أصال أو فرعا باآلخر (المادة 33قانون مدني) .ومثالها قرابة األخ
ألخيه ،ليس أحدهما فرعا آلخر ،وإن جمعها أصل مشترك وهو األب ،وقرابة الشخص البن عمه فهي
قرابة حواشي فابن العم ليس فرعا البن عمه ،لكن يجمع بين أبناء العمومة أصل مشترك واحد وهو الجد.
أ -2-قرابة المصاهرة :وهي القرابة التي تنشأ من الزواج وتقوم بين أحد الزوجين وأفراد عائلة
الزوج اآلخر وتحسب على أساس أن الزوجين هما أساس األصل المشترك مثل :يعتبر والد الزوجة قريب
لزوج ابنته قرابة مصاهرة من الدرجة األولى .وأخ الزوج يعتبر بمثابة أخ الزوجة ...والقرابة هنا مقصورة
3
على كل من الزوجين وأقارب الزوج اآلخر ،أما أقارب أحد الزوجين وأقارب الزوج اآلخر فال تقوم بينهما
تنص المادة 34على ما يلي" :يراعى في ترتيب درجة القرابة المباشرة ،اعتبار كل فرع درجة عند
الصعود لألصل ما عدا هذا األصل ،وعند ترتيب درجة الحواشي تعد الدرجات صعودا من الفرع لألصل
المشترك ،ثم نزوال منه إلى الفرع اآلخر ،وكل فرع فيما عدا األصل المشترك يعتبر درجة".
يتضح من هذا النص أنه لحساب درجة القرابة بين شخصين تجمع بينهما قرابة مباشرة يجب
درجة قرابة الحواشي ،يستبعد استبعاد األصل واعتبار كل فرع درجة .ونفس الطريقة تتبع في حساب
األصل المشترك ويعتبر كل فرع درجة وتطبيقا لذلك قرابة الشخص لجده هي الدرجة الثانية ،حيث يستبعد
الجد باعتباره أصل ويكون االبن درجة وأبيه درجة ،مثال آخر قرابة الشخص البن عمه يكون من الدرجة
الرابعة حيث يستبعد األصل المشترك وهو الجد ويبقى بعد ذلك أربعة فروع ،فرع للشخص المحسوب درجة
قرابته و فرع ألبيه صعودا ثم فرع لعمه وفرع البن عمه نزوال فيكون المجموع أربعة درجات.
أهمية القرابة :يرتب القانون آثار معينة على القرابة نجملها فيما يلي:
-1تكون القرابة ودرجاتها المرجع في تحديد المستحقين لإلرث من المتوفي وفي تحديد أنصبتهم
-2تكون القرابة أحيانا مانعا من موانع الزوج ،حيث تحرم الشريعة اإلسالمية الزواج بين بعض
4
-3يمنح القانون أحيانا مزية معينة لمن يكون قريب لدرجة معينة ،كالتعويض عن األلم المعنوي
-4تؤدي القرابة أحيانا إلى إسقاط بعض حقوق الغير من ذلك المادة 798من القانون المدني
التي تسقط حق الغير في أخذ العقار المبيع بالشفعة إذا وقع البيع بين األصول والفروع أو بين الزوجين أو
-5تؤثر القرابة على بعض إجراءات التقاضي ،حيث توجز رد الخير إذا كان قريبا أو صه ار إلى
درجة معينة ألحد الخصوم ،وأيضا يمنع القاضي ويكون غير صالح للنظر للدعوى وتمنعه من الفصل فيها
وبالنسبة إلثبات القرابة ،فال صعوبة في إثباتها إذا كانت قرابة مصاهرة ،ألن هذه القرابة تنشأ من
الزواج وهو عقد تطلب القانون توثيقه ،أي أنه يثبت بوثيقة رسمية.
أما إثبات قرابة النسب فهو الذي يثير صعوبة ،وطبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية فإن ثبوت نسب
ثالثا -األهلية :هي من الخصائص المميزة لإلنسان ألنه يتوقف على توفرها معرفة مدى ما يمكن
أن يتمتع به من حقوق وما يمكن أن يلتزم به من واجبات .ويقصد بها القدرة أو الصالحية لغة أما في مجال
القانون فيعرفونها بأنها صالحية الشخص ألن تتقرر أو عليه حقوق وألن يباشر بنفسه األعمال القانونية
5
-1أهلية الوجوب :وتعرف بأنها صالحية الشخص لالكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات أي
صالحية الشخص ألن يكون طرفا في الحق سواء كان إيجابيا أو سلبيا (صاحب الحق أو ملتزم) ،وبالتالي
تثبت لكل شخص منذ والدته حيا ،وتثبت للجنين استثناء ،وعليه فأهلية الوجوب مدارها الحياة ،فكل إنسان
حي له أهلية وجوب وإن اختلفت في مدارها فمرد ذلك الحالة العائلية أو السياسية أو الدينية.
-2أهلية األداء :وتعرف بصالحية الشخص للقيام بنفسه (التعبير بإرادته) بالتصرفات واألعمال
القانونية ،وهي تتوافر لكل شخص لديه قدرة من التمييز واإلدراك وحرية اإلرادة.
ولما كانت أهلية األداء هي القدرة على التعبير عن اإلرادة أي القدرة على القيام بالتصرفات القانونية
قسم المشرع حياة اإلنسان ،فيما يتعلق بأهلية األداء ،إلى ثالثة مراحل:
-1المرحلة األولى :الصبي غير المميز(عديم األهلية ) :وهي تبدأ من الميالد حتى سن التمييز
وهو 13سنة ،وفي هذه المرحلة يكون الشخص فاقد التمييز وبالتالي فاقد أهلية األداء ،ولذلك يسمى
عديم األهلية ،ويترتب على ذلك أال يكون لهذا الصغير غير المميز حق التصرف في ماله ،وتكون جميع
تصرفاته باطلة بطالنا مطلقا ،ويكون ل كل ذي مصلحة أن يتمسك به ،وللمحكمة أن تقضي به من نفسها،
6
لمباشرة حقوقه المدنية من كان فاقد التميز لصغر في السن أو عته أو جنون .يعتبر غير مميز من لم يبلغ
-2المرحلة الثانية :الصبي المميز (ناقص األهلية) :وهي المرحلة التي تبدأ من سن التمييز ثالثة
عشر سنة إلى سن الرشد دون 19سنة ،وتكون فيها أهلية الشخص ناقصة ،وذلك لنقصان تمييزه وإدراكه،
وقد نصت المادة 43قانون مدني بقولها "كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد وكل من بلغ سن
الرشد وكان سفيها أو ذا غفلة ،يكون ناقص األهلية وفقا لما يقرره القانون" ،وتتحدد أهلية الشخص في هذه
القاعدة العامة :يفرق القانون في حكم تصرفات ناقص األهلية بين ثالثة أنواع من التصرفات:
-إذا كانت التصرفات نافعة نفعا محضا ،بأن كان من التبرعات التي يترتب عليها اغتناء دون
مقابل كقبول هبة أو وصية (بوصفه موهوب ،أو موصى له) ،تقع صحيحة مرتبة آلثارها القانوني.
-إذا كانت التصرفات ضارة له ض ار ار محضا كالهبة الصادرة عن ناقص األهلية لغيره أو الوصية
بوصفه موصى ،وكذا االبراء من الدين بالنسبة للدائن ،وتسمى هذه األعمال بأعمال التبرع .تعتبر
-إذا كانت التصرفات دائرة بين النفع والضرر ،كعقود المعاوضة ،بيع أو إيجار أو مقايضة،
فتكون هذه التصرفات قابلة لإلبطال (بطالن نسبي) لمصلحة ناقص األهلية ،إال إذا أقرها الولي أو الوصي
أو القيم أو ناقص األهلية بعد بلوغه 19سنة كاملة ومثال ذلك التصرفات كعقد البيع ،اإليجار والمقايضة.
االستثناءات:
7
هناك استثناءات عديدة ترد على القاعدة العامة ،حيث يتقرر فيها لناقص األهلية أهلية أداء كاملة
بنصوص القانون.
-حالة القاصر المؤذون له باإلدارة ،المادة 84قانون األسرة ،حيث تمنح للقاصر القيام باألعمال
التي تحفظ المال الذي سلم إليه واستغالله عن طريق تأجيره ،وبالتالي ال يملك التصرف في هذا المال وقد
-حالة القاصر المؤذون له بالتجارة وفقا للمادة 05من القانون التجاري ،يجوز لكل من بلغ 18
سنة مؤذون له من مجلس العائلة إبرام تصرفات قانونية وتحديدا ممارسة األعمال التجارية ،ويعبر عنها
بترشيد القاصر.
وتبدأ من بلوغ الشخص سن الرشد وهي 19سنة ميالدية كاملة ،وتنتهي بالوفاة وقد نصت المادة
40قانون مدني بقولها "كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية ،ولم يحجر عليه ،يكون كامل األهلية
8
لمباشرة حقوقه المدنية .وسن الرشد تسعة عشر ( 19سنة) سنة كاملة" وكذلك المادة 86قانون أسرة،
وعليه يعتبر كامل األهلية كل من بلغ سن 19سنة كاملة ولم يحجر عليه ،أي متمتع بقواه العقلية ،وتعتبر
كل تصرفاته صحيحة و يعتد بها ،ما لم يعترض عارض من عوارض األهلية أو مانع من موانعها.
-2-1-2عوارض أهلية:
تمهيد :لما كانت أهلية األداء هي قدرة الشخص على التعبير عن إرادته تعبي ار منتجا آلثاره القانونية
في حق نفسه وأن نطاق األهلية يتحدد بالتصرفات القانونية وانه ال يقدر في بعض األحيان أن يقوم بنفسه
بالتصرفات القانونية الخاصة إما بانعدام أهلية األداء عنده في بعض الحاالت أو لنقصها ،إما لوجود مانع
من موانع هذه األهلية وفي مثل هذه الحاالت يتولى الغير القيام بالتصرفات القانونية بدال منه ولحسابه،
هذا الغير هو من تثبت له الوالية بصفة عامة على أموال الشخص في حالة انعدام األهلية أو نقصها أو
وجود مانع من موانعها وعليه سنتن اول عوارض األهلية وموانعها ،وهي أنه على الرغم من بلوغ الشخص
سن الرشد 19سنة كاملة فقد يعترض الشخص عارض يؤثر في قوة تفكيره وتمييزه ،وفي حسن تدبيره لألمور
أ -العوارض المعدمة للتمييز :وهي عوارض تصيب التدبير وهي كل من الجنون والعته.
أ-1-الجنون :هو مرض عقلي يفقده تمييزه ،فال يعتد بأقوال صاحبه وأفعاله ،وقد نصت المادة 42
قانون مدني على أن الجنون يعدم األهلية ويكون شأن صاحبه شأن الصبي غير المميز ،وعليه فحكم
تصرفات المجنون هي ذاتها حكم تصرفات عديم األهلي .والجنون هو سبب من أسباب الحجر حيث تعين
9
أ-2-العته :وهو عارض معدم للتمييز هو العته وأفة تصيب العقل فتؤدي إلى اختالله ،حيث تجعل
الشخص قليل الفهم ،فاسد التدبير مختلط الكالم ،وقد ساوى المشرع بين المجنون والمعتوه في الحكم ،واعتبر
كل منهما عديم التمييز ،أي عديم األهلية وفقا لنص المادة 42فقرة ، 2وبالتالي حكم تصرفاته نفس حكم
تصرفات عديم األهلية ( دون سن 13سنة) ،ويحجر على الشخص بحكم من المحكمة وفقا لإلجراءات
التي بينها القانون وفي حالة انتهاء حالة الجنون والعته فإن الحجر يرفع بقرار من المحكمة.
ب-1-السفيه :هو من يبذر المال ويبدده في غير موضعه ،وعلى غير مقتضى العقل والشرع فهو
يبدد ماله بصورة منافية للصواب ،وذلك بالمبالغة واإلفراط والخروج عن المألوف في النفقات ،والسفه ينقص
من أهلية الشخص ويجعله في الحكم ناقص األهلية ،وبالتالي حكم تصرفاته حكم تصرفات ناقص األهلية
ب-2-ذو الغفلة :هو الذي ال يحسن التمييز بين ما هو مربح له أو ما يسبب له الخسارة ويسهل
خداعه في معامالته ويغبن ،وذا الغفلة في حاجة إلى حماية القانون ،لذلك تحجر المحكمة عليه بناءا على
طلب وذلك وفقا لإلجراءات التي يقررها القانون في هذا الصدد ،وبنفس الطريقة يرفع الحجر ،ويعتبر ناقص
األهلية وحكم تصرفاته نفس حكم تصرفات السفيه ،وذلك وفقا المادة 43قانون مدني.
-3-1-2موانع األهلية :قد يكون الشخص كامل األهلية ،ولكن توجد ظروف معينة مادية أو
طبيعية أو قانونية يترب على وجودها عدم تمكن الشخص من مباشرة التصرفات القانونية ،أو عدم تمكنه
من مباشرتها منفردا ،ولهذا يتدخل القانون فيقرر تعيين شخص آخر يباشر عنه هذه التصرفات أو يقوم إلى
10
أ -المانع المادي (الغيبة):الغائب رغم اكتماله أهليته ال يمكنه مباشرة شؤونه بنفسه بسبب غيابه،
فتعين له المحكمة وكيال يباشر عنه التصرفات القانونية الى حين زوال المانع .ويشمل اصطالح الغيبة كل
ب -المانع الطبيعي (العاهة المزدوجة) :يترتب على وجود المانع الطبيعي عدم استطاعة الشخص
مباشرة التصرفات القانونية بنفسه ،حيث يخشى من انفراده بالتصرف فيعين له مساعدا قضائيا يساعده في
إبرام التصرفات التي تحتاج إلى مساعدة .والمانع الطبيعي اجتماع عاهتين أو أكثر كأن يكون الشخص
أصم أبكم أو أعمى أصم في آن واحد .وعليه كل من تقررت له المساعدة فال يجوز له ابرام التصرف دون
ج -المانع القانوني (الحكم بعقوبة جنائية) :المحكوم عليه بعقوبة جنائية ال يستطيع مباشرة وإدارة
أعماله والتصرف فيها (أموال ممتلكات) ،طالما بقي تنفيذ العقوبة مستمرة ،فيعين له قيم لمباشرة أعماله
رابعا :الذمة المالية :هي مجموع ما لشخص من حقوق وما عليه من التزامات ذات قيمة مالية
فالحقوق تمثل الجانب اإليجابي وااللتزامات تمثل الجانب السلبي ،ولكل شخص طبيعي ذمة مالية حتى ولو
لم تكن له حقوق ،ولم تكن عليه التزامات ألن العبرة بالصالحية في اكتساب الحقوق وتحمل االلتزام ،وليس
أن تكون له فعال حقوق أو عليه فعال التزامات مثل الطفل والمفلس رغم انعدام االلتزامات على األول وانعدام
الحقوق للثاني إال أن لهما ذمة مالية .وهي أشبه ما تكون بوعاء يحتوي على الحقوق والديون ذات الطابع
المالي ولكن ال يختلط بها ،يترتب على ذلك أن الذمة ال تتأثر بما يط أر على هذه الحقوق من زيادة أو
نقصان.
11
خامسا :الموطن :يعتبر الموطن المكان الذي تكون للشخص صلة به ،بحيث يعتبر موجود بصفة
دائمة حكما ،ولذا توجه إليه اإلخطارات والتبليغات القضائية فيه حتى ولو لم تبلغ إليه فعال.
-موطن عام ،وموطن خاص .فالموطن العام :هو المكان الذي يتحدد على أساس المكان الذي
يقيم فيه الشخص عادة ،ألن صاحبه يخاطب فيه بخصوص كل شؤونه القانونية بشكل عام ،والموطن العام
قد يكون اختياريا ويقصد به المكان الذي يقيم فيه الشخص عدة ،وهو الموطن الذي ال تشترط فيه اإلقامة
المستمرة ،ويوصف الموطن على هذا النحو حتى ولو تخللت اإلقامة فترى التغيب ،ويترتب على هذا الوصف
للموطن العام اختياري جواز تعدد موطن الشخص بتحقيق إقامته العادية في أكثر من مكان.
كما قد يكون الموطن العام إلزاميا ،فاألصل أن الشخص حر في اختيار المكان الذي يعتبر وفقا
للقانون موطنه العام ،غير أن القانون قد فرض على بعض األشخاص موطنا معينا يعتبر الزاميا ،وهم
األشخاص الذين خصصهم القانون بالموطن اإللزامي بموجب المادة 38من قانون مدني موطن القاصر
والمحجور عليهم والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا غير أنه يكون للقاصر المرشد
موطن خاص بالنسبة للتصرفات التي يعتبره القانون أهال لمباشرتها .وعليه فاألصل كما سبق القول أن
الموطن العام اختياري وهو عبارة عن المحل الذي يوجد فيه سكن الشخص الرئيسي ،غير أن القاصر
والمحجور عليه والمفقود والغائب يعتبر إلزاميا موطنهم موطن من ينوب عنهم قانونا.
12
-قد يكون الموطن الخاص هو موطن األعمال تجارة أو حرفة ،فيكون مكان ممارسة هذه التجارة
أو الحرفة موطن بالنسبة إلى إدارة األعمال المتعلقة بها ،وعليه يقتصر على النشاط المحدد الذي يعتبر
-قد يختار األشخاص موطن لتنفيذ تصرف قانوني معين فيعد موطن مختار كموطن المتقاضون
عندما يختاروا مكاتب محاميهم ،وقد نصت على ذلك المادة 39قانون مدني بقولها "يجوز اختيار موطن
خاص لتنفيذ عمل قانوني معين .يجب إثبات اختيار الموطن كتابة" ،وعليه فالموطن المختار يعد موطن
أهمية الموطن:
-توجب المادة 282قانون مدني بقولها "إذا كان محل االلتزام شيء معينا بالذات ،وجب تسليمه
في المكان الذي كان موجودا فيه وقت نشوء االلتزام ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك،"...
يستخلص من نص المادة 282أن األصل في استيفاء الديون كلها مستحقا في موطن المدين (أما في
االلتزامات األخرى فيكون الوفاء في المكان الذي يكون فيه مركز المؤسسة إذا كان االلتزام متعلقا بهذه
المؤسسة).
-من ناحية األوراق القضائية :المطلوب إعالنها حيث نص القانون على أن يكون تسليمها للشخص
13
-بالنسبة للتقاضي :األصل في االختصاص للمحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه،
تمهيد :هناك من أهداف ما يعجز اإلنسان بمفرده عن تحقيقها ،لذلك أقر المشرع لمجموعات من
األموال واألشخاص بالشخصية القانونية لتحقيق هذه األغراض أو األهداف .ويمكن تعريف الشخص
المعنوي بأنه الشخصية القانونية التي يقررها القانون لمجموعة من األشخاص ومجموعة من األموال قصد
تحقيق غايات وأهداف معينة ،والقانون يعترف لهذه الشخصية المعنوية بكل مقومات الشخصية القانونية،
من ذمة مالية ،اسم موطن ،حق التقاضي ،أمام المحاكم ،أهلية ،وكمثال الشريكات ،الجمعيات ،المرافق
ال تبدأ الشخصية المعنوية لجماعة أو هيئة معينة ،إال بموافقة القانون واعتراف السلطة المختصة
للدولة بهذه الشخصية المعنوي ،وعليه يتخذ االعتراف صورتين عام و خاص.
االعتراف العام :ويتحقق بوضع المشرع ابتداءا شروط عامة إذا توافرت في أي جماعة من األشخاص
أو مجموعة من األموال اكتسبت هذه الجماعة أو تلك المجموعة الشخصية المعنوية بقوة القانون دون حاجة
إلى ترخيص أو إذن خاص من جانب المشرع ،حتى تكون هذه الجماعة أو المجموعة وهذا االعتراف يعتبر
14
غير مباشر ينشأ عن تنظيم تشريعي سابق لنماذج معينة من جماعات األشخاص أو مجموعات األموال،
ومثال ذلك البلديات التي يعترف لها بالشخصية المعنوية بقرار من وزير الداخلية باقتراح والي الوالية.
االعتراف الخاص :وهو الذي يستلزم ترخيص أو إذن خاص من المشرع بقيام الشخصية المعنوية
لكل جماعة من األشخاص أو مجموعة من األموال عند تكوين كل منها على حدى على خالف االعتراف
العام فاالعتراف الخاص هو اعتراف مباشر وفردي ولذلك يعرف باسم نظام اإلذن أو الترخيص ،ويتضح
أن االعتراف ال خاص أكثر تشدد من طريقة االعتراف العام باعتبار هذا األخير أكثر سعة ،كما أن االعتراف
الخاص يتطلب مراعاة ما يلزم من بحث وتدقيق في شأن بعض األشخاص المعنوية ذات األهمية مثل
الجمعيات.
نفرق كون الشخص المعنوي خاص أو عام ينتهي الشخص المعنوي الخاص بإحدى األسباب
التالية:
-الحل :وهو إما حل اختياري (حل اتفاقي بين المؤسسين) أو بالحل اإلجباري ،وهو إما حل قضائي
عن طريق القضاء ،أو حل قانوني بقوة القانون.
-كذلك تنتهي بانتهاء الغرض الذي أنشئت من أجله ،أو بتحقيق هذا الغرض ،كذلك ينتهي بانتهاء
األجل الذي حدد له في سند التأسيس ،وهو يعد حل بقوة القانون.
الفرع الثاني :مميزات الشخص المعنوي :تنص المادة 50قانون مدني "يتمتع الشخص االعتباري
بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان ،وذلك في الحدود التي يقررها القانون ،ويكون لها
خصوصا ذمة مالية ،أهلية ،في الحدود التي يعينها عقد إنشاءها أو التي يقررها القانون .موطن وهو المكان
الذي يوجد فيه مركز إدارتها ،الشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في الجزائر يعتبر
مركزها ،في نظر القانون الداخلي في الجزائري ،نائب يعبر عن إرادته حق التقاضي".
15
يستخلص من نص المادة أعاله أن للشخص المعنوي اسم ،وموطن ،وجنسية وأهلية ذمة مالية.
أوال :االسم :للشخص المعنوي اسم يميزه عن الشخص الطبيعي ،ويترتب على إغفاله عدم االعتراف
بالشخصية القانونية له ،وقد يكون هذا االسم هو اسم أحد الشركاء أو كل الشركاء أو بعض الشركاء (مع
مراعاة ما يشترطه القانون من شروط بالنسبة للشركات التجارية) ،ويكون االسم مشتق من الغرض التي
يكسب الشخص المعنوي نفس الحماية القانونية للشخص الطبيعي على اسمه خاصة في حالة
إعتداء عليه.
ثانيا :الموطن :للشخص المعنوي موطن مستقل عن موطن مؤسسيه أو أعضائه و الموطن (هو
المقر الذي يعتد به لمخاطبة الشخص المعنوي فيما يتعلق بنشاطه القانوني) واستثناء أوردت المادة 50أن
موطن الشخص االعتباري يتحدد بالمحل الذي يوجد فيه مركز إدارته الرئيسي لنشاطه القانوني والمالي
واإلداري فهو ليس بالضرورة نفس مركز االستغالل فأحيانا يكون مركز االستغالل بعيد عن مركز اإلدارة
ثالثا :الجنسية :ويقصد بها رابطة التبعية السياسية التي تربط بين الشخص المعنوي ودولة ما،
وجنسية الشخص المعنوي ليست بالضرورة جنسية األشخاص المكونين له ،فقد تكون جنسية معنوية جزائرية
رابعا :األهلية :للشخص المعنوي أهلية وجوب وأهلية أداء ،ألن أهلية الوجوب هي صالحية الشخص
الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،وألن الشخص االعتباري له نفس ما للشخص الطبيعي من صالحية
مجردة ألنه صالح من حيث المبدأ ألن يكون صاحب حق أو على عاتقه التزام ،لكن ممكن االختالف بين
16
الشخص الطبيعي والشخص المعنوي في مدى هذه الصالحية أي الصالحية الواقعية من حيث نطاق وقدر
ما يستند إلى كل منها من حقوق والتزامات ،نظ ار لالختالف في التكوين والغرض وهو الذي يؤدي إلى
التفاوت بينهما من حيث أهلية الوجوب .وللشخص االعتباري حقوق والتزامات كالشخص الطبيعي ،فإذا كان
األصل بالنسبة لألشخاص الطبيعة هو التساوي في أهلية الوجوب فعلى خالف ذلك يكون األصل بالنسبة
لألشخاص االعتبارية هو االختالف والتفاوت في أهلية الوجوب فليس هناك أهلية وجوب واحدة لألشخاص
االعتبارية ومرد ذلك إلى تفاوت أغراض األشخاص االعتبارية تفاوتا كبي ار وتنوعها ،ضمن أنماط مختلفة
-قيود أهلية وجوب الشخص المعنوي :هناك نوعين من القيود ترد على أهلية وجوب الشخص
-الحقوق وااللتزامات التي هي مالزمة لطبيعة اإلنسان ،باختالف هذا األخير عن الشخص المعنوي
في طبيعة تكوينه وهذه الحقوق تتمثل في حقوق مالزمة لصفة اإلنسان ،وبالتالي استبعادها بالنسبة للشخص
المعنوي ،ومن ذلك التي تتعلق بالسن ،أو الجنس ،أو القاربة ،كالحقوق وااللتزامات الناشئة عن الزواج،
وكذلك حق النسب والطالق والتزام بالنفقة ،كذلك الواجبات المتصلة بالكيان الجسدي لإلنسان كواجب الخدمة
الوطنية وحق السالمة الجسمية أو البدنية والحقوق الناشئة عن القرابة (كحق اإلرث) ،وغيرها من الحقوق
-مبدأ التخصص :إذا كان األصل أن الشخص الطبيعي صالح ألن يكون صاحب حقوق و
التزامات دون تقييد فالشخص االعتباري على خالف ذلك تتخصص صالحيته دون تعميم ،فال يصلح إال
لممارسة الحقوق وااللتزامات المتعلقة بغرضه دون غيرهما ،مما يجاوز هذا الغرض .وهو االختالف الجوهري
ألهلية وجوب الشخص االعتباري عن أهلية وجوب الشخص الطبيعي باعتبار هذا األخير ذا قيمة اجتماعية
17
ال ينحصر وجوده في غرض معين وبالتالي األصل إن كل األغراض مباحة دون حصر أو تحديد مادامت
ال تخالف حكم القانون (األصل في النشاط اإلنساني اإلباحة) ،أما الشخص االعتباري فاألصل أن وجوده
بهدف معين ،وبالتالي تتحدد حياته بحدود هذا الغرض ،لذلك يخضع الشخص االعتباري لمبدأ التخصص
فإنه يجب أن يراعي تخصصها فيما إذا كان تخصصا قانونيا أو نظاميا ،فمثال الشركة تتخصص في أقسام
الربح أما الجمعية تتخصص بغرض غير الحصول على ربح مادي ،أما التخصص النظامي وهو يحدد عن
طريق نص في نظام الشخص االعتباري موضوع أكثر تحديدا داخل نطاق المنتوجات ،أو التخصص جمعية
أهلية األداء :إذا كان مفهوم أهلية األداء بالنسبة للشخص الطبيعي مشروط بتوافر كمال األهلية،
واإلدراك والحرية لممارسة التصرف القانوني بنفسه ولحسابه ،فإن أهلية األداء بالنسبة للشخص االعتباري
فيكون القصد منها تحديد مجال النشاط اإلداري المعترف به للشخص االعتباري ولتحقيق أغراضه دون شرط
اإلرادة ألن بحكم طبيعته ال يتصور له إرادة ،بل يكون لها نائب يعبر عن إرادتها ،والسؤال الذي يطرح هنا
هو ما مدى مسؤولية الشخص االعتباري من الناحية المدنية والجنائية ،طالما له من يمثله من األشخاص
أ -المسؤولية المدنية :مسؤولية الشخص المعنوي محل خالف فقهي كبير ما دامت المسؤولية
ناجمة عن فعل شخصي ،والشخص االعتباري تصرفاته وأعماله جميعها صادرة عن ممثليه ،غير أن هذه
األعمال والتصرفات تكون باسم ولحساب الشخص المعنوي وبالتالي تنصرف أثارها جميعا إلى الشخص
االعتباري المسؤولية عن األخطاء التي يرتكبها ممثلوه رغم أن هذه األخطاء لم تصدر مباشرة عن الشخص
االعتباري باستحالة قيامه بذلك مما تصدر عن ممثليه وأثارها ال تنصرف إليهم لذلك يسأل الشخص
االعتباري في حدود األخطاء التي ارتكبت نتيجة نشاط أو تصرفات باسمه ولحسابه.
18
المسؤولية الجنائية ،أغلب التشريعات الحديثة ترفض مسؤولية الشخص االعتباري عن أفعال ممثليه
جنائيا بما أن من شروط المسؤولية الجنائية هو توافر اإلرادة وال إرادة للشخص االعتباري وأنه في حالة
مساءلة هذا األخير جنائيا عن أفعال ارتكبها ممثلوه يعد خرقا لمبدأ شخصية العقاب ،كما أن أغلب العقوبات
ال تتناسب وطبيعتها كعقوبات جسمانية و بدنية ( السجن ،اإلعدام ،)...،غير أن أساس مسؤولية الشخص
المعنوي جنائيا مما يرتكبه ممثلوه من جرائم بمناسبة ممارستهم لنشاط الشخص المعنوي ،يسمح بإسناد
مسؤوليته الجنائية كمسؤوليته المدنية .أما الع قوبات التي يتحملها هذا الشخص ،فالبد أن تتفق مع طبيعته
خامسا :الذمة المالية :طالما للشخص االعتباري وجود مستقل عن أعضائه ،فله حقوق والتزامات
خاصة به ،ال تختلط بحقوقهم والتزاماتهم ،وبالتالي له ذمة مالية مستقلة عن ذمة كل منهم ،ويترتب على
ذلك أن ديون الشخص المعنوي تكون مضمونة بحقوقه وحدها وهذه الحقوق ال تضمن ديون أعضائه أو
منشئيه ،فال يجوز لدائن الشخص االعتباري التنفيذ بديونهم على األموال الخاصة ألعضائه أو منشئيه ،وال
استثناء بعض األحكام الخاصة لبعض الشركات الخاصة مثل شركات التضامن.
تنقسم الحقوق المرتبطة بالذمة المالية من حيث محلها إلى حقوق ترد على أشياء وهي الحقوق
العينية والذهنية ،وحقوق ترد على أعمال وهي الحقوق الشخصية ،والحقوق التي محلها عمل أو مضمونها
19
عمل فقد يكون عمل إيجابي أي القيام بعمل وقد يكون عمل سلبي أي االمتناع عن عمل ومثال عن العمل
اإليجابي كقيام برسم لوحه ومثال عن عمل سلبي كتعهد العب كرة القدم بعدم مزاولة اللعبة التي يمارسها
لحساب نادي أخر .ويدرس موضوع الحق الذي يرد على األعمال ضمن مواضيع نظرية االلتزامات ،ويشترط
في العمل حتى يكون محل الحق توافر ثالثة شروط رئيسية:
-وهي أن يكون العمل ممكن ،ويكون غير مستحيل استحالة مطلقة ،كما يشترط فيه التعيين أو
القابلية للتعيين ،وكذلك المشروعية أي من األعمال التي يجوز التعامل فيها غير مخالفة لنظام العام،
أما بالنسبة لألشياء يجب تميزها عن األموال ،فهذه األخيرة تطلق على الحقوق المرتبطة بالذمة
المالية بغض النظر عن نوعها ،أما األشياء فهي محل هذه الحقوق المباشرة أو غير المباشرة فقد فرق
المشرع الجزائري بين األشياء واألموال ولعل أهمية هذا التمييز أن األشياء ليست كلها صالحة ألن تكون
محال للحقوق المرتبطة بالذمة المالية فقد نصت المادة 682على أنه "كل شيء غير خارج عن التعامل
بطبيعته أو بحكم القانون يصلح ألن يكون محال للحقوق المالية .واألشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها
هي التي ال يستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها وأما الخارجة بحكم القانون فهي التي يجيز القانون أن تكون
وعليه ال تكون األشياء محال للحقوق المرتبطة بالذمة المالية إال إذا كانت غير خارجة عن التعامل
بطبيعتها واألشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها هي التي ال تستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها كالهواء
والشمس ،وأما الخارجة عن التعامل بحكم القانون فهي التي يمنع القانون أن تكون محال لحقوق مالية كبيع
20
-تقسيم األشياء إلى عقارات ومنقوالت.
يعد هذا التقسيم من التقسيمات الرئيسية لألشياء ،وقد قسم المشرع في المادتين 684 ،683األشياء
إلى عقارات ومنقوالت واضعا تعريفا عاما للعقار محددا أنواع العقارات ،وتاركا المنقول ما ال ينطبق عليه
-1العقارات :وهي األشياء الثابتة المستقرة في مكانها غير قابلة للنقل منه إلى مكان آخر دون
تلف والعقارات أما بحسب طبيعتها وإما عقارات أو أموال عقارية أو منقوالت بحسب تخصيصها.
أ -العقارات بطبيعتها :نصت المادة 683في فقرتها األولى" :كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه
ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار وكل ما عدى ذلك من شيء فهو منقول."...
وعليه كل شيء مستقر في حيزه ثابت فيه ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار كاألرض بكل
أنواعها الطبيعية بغض النظر عن مالكها ،أما ما يقتطع من األرض وينفصل عنها كالمعادن فيفقد صفة
العقار بعد االنفصال وال يعتبر عقا ار ككنوز المخبأة في األرض كذلك يدخل في عداد العقا ارت المباني
والمنشآت المتصلة باألرض اتصاال ثابتا وبكل أنواعها كالجسور وأعمدة اإلنارة...الخ ،وتخرج من هذا المفهوم
األبنية الغير متصلة والمستقرة في األرض كاألكشاك كذلك يأخذ حكم العقارات بالطبيعة النباتات مادامت
21
ب -العقار بالتخصيص :تنص المادة 583فقرة ..." 2غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في
عقار يملكه رصدا على خدمة هذا العقار أو استغالله يعتبر عقار بالتخصيص".
ويستخلص من نص المادة أن العقار بالتخصيص هو شيء منقول بطبيعته لكن يأخذ حكم العقار
-أن يخصص هذا المنقول لخدمة العقار أي وجود عالقة تخصيص فعال بين المنقول والعقار
كتثبت آلة ري في األراضي أو آلة لرفع المياه للطوابق العلوية أو مقاعد للدراسة ،ويشترط أن يكون
-كون العقار والمنقول مملوكين لشخص واحد والحكمة من هذا الشرط حق يخضع المنقول والعقار
لنظام قانوني واحد وال ينفصال رغم إرادة وال تتحقق هذه الغاية إال إذا كان المالك واحد ،وعليه إذا وضع
-2المنقوالت :عرفت 683قانون مدني المنقوالت بأنه كل ما ليس عقا ار فهو منقول و ذلك بعبارة
(وكل ما عدى ذلك من شيء فهو منقول) ،ويستخلص من ذلك أن كل شيء ال تتوافر فيه صفة العقار هو
منقول بطبيعته ،وعليه فالمنقوالت أما بطبيعتها وقد توجد منقوالت بالمآل.
أ -المنقوالت بالطبيعة :وهي األشياء القابلة للحركة و النقل من مكان إلى آخر دون تلف سواء
كان تحرك ذلك الشيء تحركا ذاتيا كالحيوان ،أو كان ذلك التحرك بقوة آلية كالجماد ،سيارة ،سفينة....الخ.
ب -المنقوالت بحسب المآل :هي عقارات بطبيعتها ولكن تأخذ حكم المنقول اعتبا ار لمآلها القريب
أو ما ستؤول إليه كالمزروعات قبل تمام نضجها وفصلها عن أصلها الثابت وكذا المعادن ،ويشترط لثبوت
صفة المنقول بالمآل انصراف إرادة المتعاقدين إلى هذه الصفة فالبناء قد يباع مع التزام المشتري بهدمه فهو
22
منقول بالمآل أي بالنظر إلى ما سوف يؤول إليه في المستقبل القريب ،كما يجب أن تنصرف إرادة المتعاقدين
إلى تحول يقيني وفي وقت قريب وليس مجرد احتمال ،ويترتب على ثبوت صفة المنقول بالمآل للعقار أخذه
حكم المنقول فيما يرد عليه من المعامالت وأحكام بعض المنقوالت بطبيعتها كالسفن والطائرات ألهميتها
التي تفوق أحيانا أهمية العقارات أخضعها المشرع ألحكام العقارات كالتوثيق والشهر.
وتبدو أهمية هذا التقسيم من عدة نقاط أهمها نقل الملكية ،الشفعة ،الحيازة ،االختصاص القضائي،
إجراءات التنفيذ الجبري ،القيود الواردة على التملك ،والحقوق التي ترد على العقارات.
أ -انتقال الملكية :تنتقل الملكية في المنقوالت بمجرد التعاقد ،بينما ال تنتقل الملكية في العقارات إلى
بعد إتمام إجراءات التسجيل ،مع األخذ بعين االعتبار ملكية المنقوالت المعينة بالنوع تنتقل بالفرز.
ب-الشفعة :تقتصر الشفعة باعتبارها أحد أسباب كسب الحقوق العينية األصلية على العقارات.
ج -الحيازة :الحيازة في المنقول هي سند الحائز حسن النية في اثبات ملكيته ،أما في العقارات فإن
الحيازة ال تكفي في اكتساب الحق ،وإنما البد من استمرارها مدة معينة ،عشرة سنوات وفقا للمادة 828قانون
مدني .
د -االختصاص القضائي :ينعقد االختصاص القضائي بحسب األصل للمحكمة التي يقع في دائرتها
موطن المدعي عليه ،لكن إذا تعلق موضوع النزاع بعقار فإن المحكمة التي يقع في دائرتها العقار محل
23
و-إجراءات التنفيذ الجبري :إجراءات التنفيذ الجبري على المنقول هي أكثر يس ار من اجراءات التنفيذ
على العقارات.
هـ -القيود الواردة على التملك :قد يضع المشرع قيودا على تملك العقارات نظ ار ألهميتها االقتصادية،
س-الحقوق التي ال ترد إال على العقارات :كحق السكنى ،وحق االرتفاق ،والرهن الرسمي ،وحق
االختصاص.
تنقسم األشياء إلى أشياء مثلية وهي التي يقوم بعضها مقام بعض عند الوفاء والتي تقدر عادة في
التعامل بين الناس بالعدد أو المقياس أو الكيل أو الوزن ،وقد نصت على ذلك المادة 686قانون مدني،
أما األشياء القيمية فهي األشياء ما عدى األشياء المثلية فمعيار التفرقة بين األشياء المثلية واألشياء القيمية
(المعينة بالذات) ،هو التماثل أو عدم التماثل بين أفراد النوع الواحد من هذه األشياء كالنقود والقماش
والسوائل ،وقد تتحول األشياء المثلية وفقا لقصد المتعاقدين إلى أشياء قيمية ،فإذا أفرز شيء مثلي وعين
بذاته يصبح شيئا قيميا ،ويم كن أن يتحول شيء قيمي إلى شيء مثلي إذا أمكن قيام غيرها مكانها كما في
-في انتقال الملكية حيث تنتقل الملكية مباشرة بمجرد إبرام العقد في األشياء القيمية ،أما في األشياء
24
-الوفاء ،إذا تعلق الوفاء بشيء قيمي فإنه ال يقع قانونا إال بالوفاء بذات الشيء وال يجبر الدائن
على قبول الشيء غيره ،أما إذا تعلق الوفاء بشيء من المثليات فتبرء ذمة المدين بالوفاء بأي شيء بذات
النوع والمقدار.
-من حيث المقاصة :ال تقع المقاصة القانونية إال بين دينين موضوع كل منهما أشياء متماثلة
كالنقود .بشرط أن يتحد الدينان في النوع والجودة.
المطلب الثالث :تقسيم األشياء إلى قابلة لالستهالك وغير قابلة لالستهالك:
األشياء القابلة لالستهالك هي التي ينحصر استعمالها بحسب ما أعدت له الستهالكها أو إنفاقها
المادة 685ق م .واالستهالك يكون مبدئيا ماديا يفني فيه الشيء باالستعمال األول ،وقد يكون قانونيا كما
في إنفاق النقود الذي يعتبر استهالكا بالنسبة لصاحبها المتخلي عنها مقابل منفعة أو بدونها.
أما األشياء غير قابلة لالستهالك فهي األشياء ذات االنتفاع المتكرر والتي ال تستهلك بمجرد
استعمالها األول وإن كانت تستهلك على المدى الطويل و تأخذ األشياء صفة القابلية أو عدم القابلية
لالستهالك بطبيعتها وكذلك بإرادة صاحبها مثل :كإعارة نقود لعرضها ثم ردها.
وتبدو أهمية هذا التقسيم أن بعض الحقوق العينية ال ترد إال على أشياء غير قابلة لالستهالك
كحق االستعمال وحق االنتفاع ،وكذلك بعض الحقوق الشخصية كعقد اإليجار وعقد االعارة ،وعقد الوديعة.
رغم تعدد مصادر الحقوق وتنوعها تصنف عموما إلى طائفتين هما :الوقائع القانونية ،والتصرفات
القانونية وقبل تناول المصدرين البد من التفرقة بينهما ويمكن التمييز بين الوقائع القانونية والتصرفات
25
-1األول أن اإلرادة في التصرف القانوني هي ذات هذا التصرف وجوهره ،ولذلك يجب وصفه بأنه
إرادة محضة بينما في الواقعة القانونية قد توجد اإلرادة كما في األفعال االختيارية وقد ال توجد كما في
الوقائع الطبيعية و إذا وجدت اإلرادة تكون متميزة عن ذات هذه الواقعة و جوهرها ،فجوهر التصرف القانوني
هو اإلرادة المحضى أما جوهر الواقعة القانونية هو العمل المادي حتى و لو كان تمت بإرادة.
-2من حيث األثر القانوني :المترتب على كل من التصرف القانوني و الواقعة القانونية فاألثر
القانوني المترتب عن التصرف القانوني تكون اإلرادة قد اتجهت إلى إحداثه أما في الواقعة القانونية ال شان
لإلرادة في ترتيب األثر القانوني و إنما يترتب لمجرد وجود العمل المادي (يسري بوجود اإلرادة أو عدمها).
تمثل الوقائع القانونية في أحداث مادية تأخذ وضع فعلي كالميالد و الوفاة أو الفعل الضار و يترتب
عنها إنشاء الحقوق أو تحويلها أو انقضائها و تصنف إلى نوعين رئيسين :وقائع ال إرادية و أخرى إرادية.
-1الوقائع الالإرادية :و يطلق عليها الوقائع الطبيعية و هي وقائع خارجة عن إرادة اإلنسان فهي
تحدث دون أن يكون لإلنسان دخال في حدوثها فالموت واقعة قانونية غير إرادية (استثناء االنتحار) ،و
كذلك الميالد ،و بالتالي يترتب عن حدوثها نشوء حقوق كالحق في اكتساب شخصية قانونية و حمل اسم
الع ائلة و حق النفقة بالنسبة لواقعة الميالد و حق اإلرث بالسنية لواقعة الوفاة و تلحق بالوقائع الطبيعية
الفيضانات و الزالزل و العواصف فإذا بلغت هذه الحوادث حدا تجعل وفاء المدين بالتزامه مستحيال رتب
عليه القانون انقضاء االلتزام (انقضاء الحق) و ينفسخ العقد بقوة القانون.
26
-2الوقائع اإل رادية :و هي التي تقع بفعل اإلنسان و باختياره و إرادته و رغم ذلك تظل متميزة
تماما عن التصرفات القانونية ففي التصرف القانوني يراد التصرف و نتائجه في حين ال يمكن القول بإرادة
النتائج القانونية المترتبة عن الواقعة ولو كانت إرادية و الوقائع اإلرادية نوعان:
أ -الوقائع غير المقصودة نتائجها :كاألفعال الضارة فمن يصدم بسيارته أثناء سيره في الطريق
العام شخص آخر كان يعبر ذلك الطريق يلتزم بتعويض المتضرر و لو أن هذا األثر القانوني لم يكون
ب-الوقائع المقصود نتائجها :كاألفعال النافعة كاإلثراء بال سبب حيث يتحقق بإثراء شخص على
حساب الغير و مثال ذلك البناء على أرض الغير الذي يكون لمالك األرض الذي يستفيد بدون سبب على
حساب من أقامه فينشأ حق في التعويض للمفتقر في مواجهة المثري ،والفضالة :من حيث يتولى شخص
دون توكيله و ال حصوله على سلطة القانون القيام بعمل لمصلحة و لحساب شخص آخر كإصالح منزل
شخص غائب مهدد بالسقوط فيترتب على هذا العمل النافع حق للفضولي في التعويض كما لحقه سبب
قيامه بعمل الفضالة .والحيازة ،حيث يترتب عليها تملك واضع اليد للشيء المباح (حق الملكية).
و هي تعبير عن إرادة متجهة إلحداث أثر قانوني معين فيترتب على هذا األثر ما بقوة القانون و
هكذا ال يقتصر التصرف القانوني على إنشاء الحق بل يكون القصد منه أيضا تعديله أو نقله أو إنهائه ففي
عقد البيع مثال تتجه إرادة البائع نحو التزامه بنقل المبيع إلى المشتري و كسب الحق في الثمن و تتجه إرادة
27
المشتري نحو التزامه بالثمن و كسبه الحق في ملكية المبيع و كل هذه اآلثار و ما يتبعها تحدث نتيجة
اتجاه إرادتي البائع و المشتري نحوها و توافقهما عليها و تصنف التصرفات القانونية عدة تصنيفات أهمها:
يكون تصرف من جانب واحد حينما يكون أثره القانوني ناتج عن التعبير عن إرادة شخص واحد
يسمى تصرف بإرادة منفردة و من أمثلة ذلك الوصية ( ،تحتاج إلرادة منفردة للموصي) وكذلك اإلقرار
-أما التصرف من جانبين فال بد من توفر إرادتين على أحداث األثر القانوني و من أمثلة ذلك
-أما التصرف الجماعي حيث تساهم في أحداث آثاره مجموعة من األشخاص يجتمعون حول
تصنف كذلك إلى تصرف فيما بين األحياء و تصرف مضاف إلى ما بعد الموت.
-تصرفات فيما بين األحياء و تصرف مضاف إلى ما بعد :األصل في التصرفات أن تكون فيما
بين األحياء لكن القانون قبل بصفة استثنائية التصرفات المضافة إلى ما بعد الموت التي يعلق نفاذها و
ترتبها آلثارها على تحقق الموت تنحصر بنصا معين مثل الوصية.
28
-تصرفات بعوض و تصرفات على سبيل التبرع :التصرف بعوض أو بمقابل هو الذي يأخذ فيه
المتصرف مقابال لما يعطيه كالبيع و اإليجار يطلق عليها عقود المعاوضة ،أما التصرف على سبيل التبرع
أو بدون مقابل فهو الذي ال يتلقى فيه المتصرف مقابل لما يعطيه كما في عقد الهبة و تسمى عقود التبرع.
-تصرف منشئ للحق و تصرف كاشف له :يقصد بالتصرف المنشئ و هي الصورة الغالبة حيث
ينشأ الحق لشخص من األشخاص ابتداءا بخلق حق جديد أما التصرف الكاشف فهو الذي يقتصر على
كشف حق و يزيل ما كان يعتريه من غموض و مثال ذلك الصلح هو عقد يحسم خالف أو نزاع قائم أو
مالحظة :تقسم العقود بصفة خاصة فتعرف بعدة تصنيفات فمن حيث التكوين تقسم إلى عقود
رضائية و شكلية و عينية من حيث اآلثار تقسم إلى عقود ملزمة لجانبين و عقود ملزمة لجانب واحد و من
حيث عامل الزمن تقسم إلى عقود فورية و عقود زمنية و تقسم إلى عقود محددة و عقود احتمالية.
-إن نشوء الحق أو تعديله أو تحديد أوصافه أو نقله أو انقضائه أي وجود أي اثر قانوني يقتضي
عند المنازعة إثبات مصدره المباشر أي إثبات الواقعة القانونية أو التصرف القانوني و طالما مختلفان في
الجوهر فبالضرورة اختالفهما في وسائل اإلثبات فاألصل هو اشتراط إثبات التصرفات القانونية بالكتابة
باعتباره إرادة محضة و إمكان إثبات الوقائع القانونية بأي طريقة من طرف اإلثبات و لو بمجرد شهادة
مبدئيا يقع عبئ اإلثبات على المدعي وهذا المبدأ المنصوص عليه في مجال الحقوق الشخصية و
المطبق كمبدأ عام نص المادة 323على الدائن إثبات االلتزام و على المدين إثبات التخلص منه و بمقتضى
29
هذه المادة أن عبء اإلثبات يكون دائما على الخصم الذي يدعي خالف الظاهر فينتقل من خصم إلى آخر
في الدعوى .مثال إذا أدعى أنه (أ) دائن (ب) بملغ من النقود و أدعى هذا األخير أنه سدد مبلغ الدين و
بالتالي يتم تطبيق نص المادة و نظ ار لما تتميز به هذه القاعدة في توزيع عبء اإلثبات فإن المشرع خرج
في بعض الحاالت حيث أعفى أحد األطراف من إثبات ما يدعيه الطرف اآلخر حيث تنص المادة 337
(القرينة القانونية تغني من تقررت لمصلحته عن أية طريقة أخرى من طرق اإلثبات على أنه يجوز نقض
هذه القرينة بالدليل العكسي ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك) و نص المادة 499خير مثال الوفاء بقسط
من األجرة يعتبر قرينة على الوفاء باألقساط السابقة حتى يقوم الدليل على عكس ذلك .و تطبيقا لهذا
النص فإنه إذا إدعى المؤجر أن المستأجر لم يف بقسط سابق من األجرة فليس على هذا األخير إقامة
الدليل على الوفاء و إنما عبء اإلثبات يعود بمقتضى القرينة المشار إليها في المادة 499إلى المؤجر
عبء اإلثبات مسألة أساسية تتمثل في معرفة كيفية إقامة الدليل و تختلف القوانين و األنظمة من
حيث مدى األخذ بوسائل اإلثبات تقييدا أو حرية فهناك من المذاهب ما تقيد في وسائل اإلثبات فيتم تعيين
مسبقا اإلثبات بوسائل معينة و ال يقبل إثباتا خارج هذه الوسائل أما البعض اآلخر فيأخذ بمذهب اإلثبات
الحر حيث تكون للقاضي سلطة تقديرية واسعة إلصدار حكمه وفق اقتناعه الشخصي و ال يأخذ المشرع
الجزائري بشكل مطلق بأحد المذهبين فتختلف وسائل اإلثبات بين التقيد و الحرية حسب المواد المراد إثباتها
حيث يغلب نظام اإلثبات المقيد في المسائل الجنائية و القانون اإلداري و نظام اإلثبات الحر في المسائل
التجارية.
30
يتميز اإلثبات في المواد المدنية ،فالقانون المدني يميز بين نوعين من المصادر الواقعة القانونية و
التصرف القانوني فيما يخص الوقائع القانونية يالحظ نظام اإلثبات الحر هو الغالب فكل الوسائل مقبولة
لإلثبات و على خالف ذلك يسود التصرف القانوني نظام اإلثبات المقيد فعلى األطراف تهيئة وسيلة إثبات
التصرف الذي يقومون به مسبقا .كما يتطلبه القانون مع وجود استثناءات و سنتناول وسائل اإلثبات بصفة
عامة و هي :الكتابة ،البينة ،القرائن ،اإلقرار ،اليمين ،القرائن القانونية ،معاينة الخبراء.
-1الكتابة :تعتبر الكتابة أهم وسيلة لإلثبات وقد نص عليها المشرع في نص المادة ( 333في
غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على 100.000دج أو كان غيره محدد القيمة
فال يجوز اإلثبات بالشهود في وجوده أو انقضائه و ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك) و يشترط
-شروط الكتابة :أن تكون في محرر رسمي أو محرر عرفي فالكتابة الرسمية نصت عليها المادة
( 324بقولها العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم
لديه أو ما تلقاه من ذوي الشأن و ذلك طبقا لألشكال القانونية و في حدود سلطته و اختصاصه) و مثال
ذلك األوراق الرسمية كالعقود الرسمية التي تتم أمام الموثق و ألن الكتابة تتم أمام جهة رسمية مما يخولها
أما المحرر العرفي :فهو من وضع أفراد عاديين يتولى تحريره و توقيعه أشخاص عاديين دون تدخل
جهة رسمية (موظف عام) فالخاصية األساسية للورقة الرسمية تفتقدها الورقة العرفية إذا تنعدم الرسمية في
إنشائها و ما لجوء األشخاص اليها كوسيلة اثبات لسهولتها من الناحية العملية كما أن التوقيع هو الشكلية
األساسية الالزمة لصحتها و تعتبر الورقة العرفية صادرة من من وقعها ما لم ينكر صراحة ما هو منسوب
31
البينة :البينة هي شهادة الشهود و هي أقدم طرق اإلثبات بعد المعاينة و قد حصر المشرع مجال
جوازها فيما لم يتطلب فيه شرط الكتابة و قد أعطى في قبولها و استبعادها سلطة تقديرية واسعة للقاضي و
القرائن القضائية :إن القرائن القضائية كالقرائن القانونية تتمثل في استنباط أمر مجهول من آخر
القرائن القانونية :فهي من استنباط المشرع و تدخل ضمن الطرق المعفية من اإلثبات كما في نص
المادة .496
و يقوم القاضي باالستنباط حسب ظروف كل دعوى و بديهي أنه ال يجوز له ذلك إال حين يجوز
اإلثبات بالقرائن إال في األحوال التي يجيز فيها القانون اإلثبات بالبينة.
األقرار :تنص المادة ( 341اإلقرار هو اعتراف الخصم أمام القضاء بواقعة قانونية مدعى بها عليه
و ذلك أثناء السير في الدعوى المتعلقة بهذه الواقعة) و اإلقرار بهذا المعنى هو حجة قاطعة على المقر و
ال يتج أز على المقر على صاحبه فإما أن يأخذ به كل أو يترك كله و قد نصت على ذلك المادة .342
اليمين :يعتبر اليمين عمال دينيا و مدنيا معا يتخذ فيه الحالف (باهلل) شاهدا على صحة تأكيداته
حول حقيقة واقعة معينة و يستلزم عقابه إذا حنث أو نكث و هذا الدليل يلجأ إليه الخصم إذا عجز عن
32
إثبات حقه فيحتكم إلى ذمة خصمه لحسم النزاع فيوجه إليه اليمين الحاسم فإذا حلف من وجهت إليه اليمين
خسر المدعى دعواه و إن نكل عن اليمين أي اعرض حكم للمدعى بما يدعيه ما لم يردها من وجهت إليه
على خصمه و يجب التمييز بين اليمين الحاسمة ذات الحجة القاطعة بين الطرفين و اليمين المتممة التي
يوجدها القاضي تلقائيا إلى أي من الخصمين قصد الحصول على عنصر اقتناع إضافي في الدعوى و
في الخصومة الجنائية تتحمل النيابة العامة عبء اإلثبات حيث تقع في الخصومة الجنائية ما
يعرف بقرينة البراءة التي يقع على النيابة العامة طوال الخصومة إثبات عكسها ،و لقد نص عليها الدستور
في المادة 45من ناحية أخرى تتميز الخصومة الجنائية بمبدأ حرية اإلثبات باعتبار الجريمة واقعة قانونية
أما اإلثبات في المواد اإلدارية يتميز عموما في حرية اإلثبات و يتمتع القاضي في النزاع اإلداري
من سلطة التحقيق و الرقابة و يقع عبء اإلثبات على عاتق المتقاضين باعتبارهم دائما مدعين لمواجهة
اإلدارة.
أما اإلثبات في المواد التجارية فيسوده مبدأ حرية إثبات تدعيما لخصائص التجارة ،السرعة ،االئتمان
و بالتالي يجوز اإلثبات بكل الوسائل بما في ذلك شهادة الشهود و دفاتر التجار.
انتهى
بالتوفيق و النجاح
33
34