Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫نظرية الحق تابع‬

‫ثانيا‪ -‬الحالة‪:‬‬

‫يقصد بالحالة مجموعة األوصاف التي إذا توافرت في شخص حددت مركزه القانوني‪ ،‬فجعلته صالحا‬
‫الكتساب نوع من الحقوق أو تحمل نوع من الواجبات ما كان ليكتسبها أو يتحملها ما لم تتوافر به هذه‬
‫األوصاف‪ ،‬وتتمثل في عالقة الفرد بالدولة‪ ،‬وهو ما اصطلح على تسمية بالحالة السياسية أو الجنسية‪ ،‬وفي‬
‫عالقته بدين معين وهو ما اصطلح على تسميته بالحالة الدينية‪ ،‬وفي عالقته باألسرة التي ينتمي إليها وهو‬
‫ما يسمى بالحالة العائلية‪.‬‬

‫‪-1‬الحالة السياسية ( الجنسية )‪ :‬ويقصد بالجنسية الرابطة التي تربط الفرد بالدولة التي ينتمي‬

‫إليها‪ ،‬والتي بم وجبها يصبح من رعايا هذه الدولة‪ ،‬وفرضا من شعبها‪ .‬والجنسية تؤثر في تحديد المركز‬

‫القانوني للفرد أي فيما يثبت له من حقوق وما يتحمله من واجبات‪ ،‬حيث تفرق الدول في الحقوق والواجبات‬

‫بين الوطنيين واألجانب‪.‬‬

‫وتنقسم الجنسية في القانون الجزائري إلى جنسية أصلية وجنسية مكتسبة‪.‬‬

‫أ‪-‬الجنسية األصلية ‪ :‬وهي التي تثبت للشخص بمجرد ميالده‪ ،‬وهي تمنح على أساس ما يعرف‬

‫بحق الدم أو على أساس ما يعرف بحق اإلقليم‪.‬‬

‫‪-‬حق الدم‪ :‬ويقصد بحق الدم ثبوت الجنسية الجزائرية لكل من يولد من أب جزائري أو أم جزائرية‬

‫ولو وقع الميالد خارج اإلقليم الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬حق اإلقليم‪ :‬ويقصد به منح الجنسية لكل من يولد على إقليم الدولة بغض النظر عن جنسية أبيه‪،‬‬

‫وتمنح الجنسية الجزائرية بناءا على حق اإلقليم لكل من ولد على األرض الجزائرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب‪-‬الجنسية المكتسبة ‪ :‬وهي الجنسية التي تثبت للشخص في وقت الحق على ميالده واستنادا‬

‫لسبب يط أر بعد هذا الميالد‪ ،‬وبديهي أن من تثبت له هذه الجنسية يكون حامال لجنسية دولة أخرى أو معدوم‬

‫الجنسية أو مجهوله‪ .‬وتمنح بعض التشريعات جنسيتها إما بالزواج أو باإلقامة‪.‬‬

‫ويالحظ أن القانون الجزائري ال يسوي في المعاملة بين الجنسية األصلية والجنسية المكتسبة‪ ،‬حيث‬

‫ال يتمتع هذا األخير بالحقوق السياسية إال بعد مدة زمنية من تاريخ كسبه الجنسية‪ ،‬كما ال يجوز انتخابه أو‬

‫تعيينه في الوظائف السامية‪.‬‬

‫‪ -2‬الحالة الدينية للشخص‪ :‬األصل أن الحالة الدينية للشخص وانتماءه إلى ديانة معينة ال يؤثر‬

‫في تحديد مركزه القانوني‪ ،‬ألن المبدأ هو أن جميع األفراد على اختالف ديانتهم يتمتعون بنفس الحقوق‬

‫ويتحملون نفس الواجبات‪ ،‬غير أن في مجال عالقات األحوال الشخصية يترتب على اإلنتماء الشخص‬

‫لديانة معينة اختالف ما يتمتع به من حقوق وما يتحمل به من واجبات‪ .‬ولما كانت األديان تختلف في‬

‫تنظيمها لعالقات األحوال الشخصية‪ ،‬فقد ترتب على ذلك اختالف المركز القانوني لألفراد تبعا للعقيدة الدينية‬

‫التي ينتمون إليها‪ ،‬وعلى ذلك نجد أن من حق الزوج الم سلم أن يتزوج أكثر من واحدة ويطلق بإرادته‬

‫المنفردة‪ ،‬وليس لغير المسلم أن يتزوج أكثر من مرة أو يطلق‪ ،‬وكذلك حق الميراث يحرم منه الغير مسلم‬

‫من المسلم‪ ،‬ويتوارث المسلمين بعضهم لبعض‪ ،‬فاختالف الدين في الشريعة اإلسالمية يعد مانع من موانع‬

‫اإلرث‪.‬‬

‫‪ -1‬الحالة العائلية‪ :‬ويقصد بالحالة العائلية الصفة التي تحدد مركز الشخص بالنسبة لألسرة التي ينتمي‬
‫إليها‪ ،‬كونه زوجا أو زوجة أو ابنا أو أبا أو أخا‪ ،...‬واألسرة هنا تؤخذ بمعناها الواسع باعتبارها‬
‫مجموعة من األشخاص الذين يجمعهم أصل مشترك‪ ،‬وفي هذا المعنى تنص المادة ‪ 32‬قانون‬
‫مدني "تتكون أسرة الشخص من ذوي قرباه ويعتبر من ذوي القربى كل ما يجمعهم اصل واحد"‪،‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 33‬قانون مدني "القرابة المباشرة هي الصلة ما بين األصول والفروع‪ .‬وقرابة‬

‫‪2‬‬
‫الحواشي هي الرابطة ما بين أشخاص يجمعهم أصل واحد دون أن يكون أحدهم فرعا لآلخر"‪ ،‬كما‬
‫تنص المادة ‪ 35‬قانون مدني "يعتبر اقارب أحد الزوجين في نفس القرابة والدرجة بالنسبة للزوج‬
‫اآلخر"‪.‬‬

‫ويتضح من النصوص أعاله أن القانون الجزائري يعرف نوعين من القرابة‪ :‬قرابة النسب‪ ،‬وقرابة‬
‫المصاهرة‪.‬‬

‫أ‪-‬نوعا القرابة‪:‬‬

‫أ‪-1-‬قرابة النسب ‪ :‬وهي الصلة التي تقوم بين مجموعة من األشخاص يجمعهم أصل مشترك‬
‫واحد‪ ،‬أو هي الصلة التي تقوم بين الشخص وبين من يجمعهم به أصل مشترك سواء من ناحية أبيه أو‬
‫من ناحية أمه‪ ،‬وتقسم إلى قرابة مباشرة وقرابة حواشي (غير مباشرة)‪.‬‬

‫أ‪ -1-1-‬القرابة المباشرة‪ :‬وهي القرابة التي تقوم على الصلة بين األصول والفروع‪ ،‬واألصل هو‬

‫من نزل منه الفرع‪ ،‬كاألب والجد وان علوا‪ ،‬والفرع هو من نزل من األصل كاالبن وابن االبن وان نزلوا‪.‬‬

‫فقرابة الشخص آلبيه وجده ألبيه وألمه وجده ألمه مهما علوا هي قرابة مباشرة‪ ،‬وقرابة الشخص البنه ولبنته‬

‫والبنائهما مهما نزلوا هي قرابة مباشرة‪.‬‬

‫أ‪ -2-1-‬قرابة الحواشي (غير مباشرة)‪ :‬وهي القرابة التي تقوم بين األشخاص يجمعهم أصل‬

‫مشترك واحد دون أن يكون أحدهم أصال أو فرعا باآلخر (المادة ‪ 33‬قانون مدني)‪ .‬ومثالها قرابة األخ‬

‫ألخيه‪ ،‬ليس أحدهما فرعا آلخر‪ ،‬وإن جمعها أصل مشترك وهو األب‪ ،‬وقرابة الشخص البن عمه فهي‬

‫قرابة حواشي فابن العم ليس فرعا البن عمه‪ ،‬لكن يجمع بين أبناء العمومة أصل مشترك واحد وهو الجد‪.‬‬

‫وكذلك قرابة الشخص ألعمامه وعماته وأخواله وخاالته‪.‬‬

‫أ‪ -2-‬قرابة المصاهرة‪ :‬وهي القرابة التي تنشأ من الزواج وتقوم بين أحد الزوجين وأفراد عائلة‬

‫الزوج اآلخر وتحسب على أساس أن الزوجين هما أساس األصل المشترك مثل‪ :‬يعتبر والد الزوجة قريب‬

‫لزوج ابنته قرابة مصاهرة من الدرجة األولى‪ .‬وأخ الزوج يعتبر بمثابة أخ الزوجة‪ ...‬والقرابة هنا مقصورة‬
‫‪3‬‬
‫على كل من الزوجين وأقارب الزوج اآلخر‪ ،‬أما أقارب أحد الزوجين وأقارب الزوج اآلخر فال تقوم بينهما‬

‫قرابة كشقيق الزوج وشقيق الزوجة‪ .‬أب الزوج وأب الزوجة‪.‬‬

‫ب‪-‬كيفية حساب درجة القرابة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 34‬على ما يلي‪" :‬يراعى في ترتيب درجة القرابة المباشرة‪ ،‬اعتبار كل فرع درجة عند‬

‫الصعود لألصل ما عدا هذا األصل‪ ،‬وعند ترتيب درجة الحواشي تعد الدرجات صعودا من الفرع لألصل‬

‫المشترك‪ ،‬ثم نزوال منه إلى الفرع اآلخر‪ ،‬وكل فرع فيما عدا األصل المشترك يعتبر درجة"‪.‬‬

‫يتضح من هذا النص أنه لحساب درجة القرابة بين شخصين تجمع بينهما قرابة مباشرة يجب‬

‫درجة قرابة الحواشي‪ ،‬يستبعد‬ ‫استبعاد األصل واعتبار كل فرع درجة‪ .‬ونفس الطريقة تتبع في حساب‬

‫األصل المشترك ويعتبر كل فرع درجة وتطبيقا لذلك قرابة الشخص لجده هي الدرجة الثانية‪ ،‬حيث يستبعد‬

‫الجد باعتباره أصل ويكون االبن درجة وأبيه درجة‪ ،‬مثال آخر قرابة الشخص البن عمه يكون من الدرجة‬

‫الرابعة حيث يستبعد األصل المشترك وهو الجد ويبقى بعد ذلك أربعة فروع‪ ،‬فرع للشخص المحسوب درجة‬

‫قرابته و فرع ألبيه صعودا ثم فرع لعمه وفرع البن عمه نزوال فيكون المجموع أربعة درجات‪.‬‬

‫أهمية القرابة‪ :‬يرتب القانون آثار معينة على القرابة نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬تكون القرابة ودرجاتها المرجع في تحديد المستحقين لإلرث من المتوفي وفي تحديد أنصبتهم‬

‫في هذا اإلرث‪.‬‬

‫‪-2‬تكون القرابة أحيانا مانعا من موانع الزوج‪ ،‬حيث تحرم الشريعة اإلسالمية الزواج بين بعض‬

‫األشخاص الذين تجمعهم درجة معينة من القرابة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-3‬يمنح القانون أحيانا مزية معينة لمن يكون قريب لدرجة معينة‪ ،‬كالتعويض عن األلم المعنوي‬

‫الناجم عن موت المصاب‪.‬‬

‫‪-4‬تؤدي القرابة أحيانا إلى إسقاط بعض حقوق الغير من ذلك المادة ‪ 798‬من القانون المدني‬

‫التي تسقط حق الغير في أخذ العقار المبيع بالشفعة إذا وقع البيع بين األصول والفروع أو بين الزوجين أو‬

‫بين األقارب لغاية الدرجة الرابعة‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪-5‬تؤثر القرابة على بعض إجراءات التقاضي‪ ،‬حيث توجز رد الخير إذا كان قريبا أو صه ار إلى‬

‫درجة معينة ألحد الخصوم‪ ،‬وأيضا يمنع القاضي ويكون غير صالح للنظر للدعوى وتمنعه من الفصل فيها‬

‫إذا ربطته لحد الخصوم درجة قرابة له أو لزوجه‪.‬‬

‫وبالنسبة إلثبات القرابة‪ ،‬فال صعوبة في إثباتها إذا كانت قرابة مصاهرة‪ ،‬ألن هذه القرابة تنشأ من‬

‫الزواج وهو عقد تطلب القانون توثيقه‪ ،‬أي أنه يثبت بوثيقة رسمية‪.‬‬

‫أما إثبات قرابة النسب فهو الذي يثير صعوبة‪ ،‬وطبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية فإن ثبوت نسب‬

‫الولد ألبيه يتم بثالثة طرق‪ :‬وهي الفراش‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬والبينة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬األهلية‪ :‬هي من الخصائص المميزة لإلنسان ألنه يتوقف على توفرها معرفة مدى ما يمكن‬

‫أن يتمتع به من حقوق وما يمكن أن يلتزم به من واجبات‪ .‬ويقصد بها القدرة أو الصالحية لغة أما في مجال‬

‫القانون فيعرفونها بأنها صالحية الشخص ألن تتقرر أو عليه حقوق وألن يباشر بنفسه األعمال القانونية‬

‫والقضائية المتعلقة بهذه الحقوق‪.‬‬

‫وتقسم األهلية إلى نوعين‪ :‬أهلية وجوب‪ ،‬وأهلية أداء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-1‬أهلية الوجوب‪ :‬وتعرف بأنها صالحية الشخص لالكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات أي‬

‫صالحية الشخص ألن يكون طرفا في الحق سواء كان إيجابيا أو سلبيا (صاحب الحق أو ملتزم)‪ ،‬وبالتالي‬

‫تثبت لكل شخص منذ والدته حيا‪ ،‬وتثبت للجنين استثناء‪ ،‬وعليه فأهلية الوجوب مدارها الحياة‪ ،‬فكل إنسان‬

‫حي له أهلية وجوب وإن اختلفت في مدارها فمرد ذلك الحالة العائلية أو السياسية أو الدينية‪.‬‬

‫‪ -2‬أهلية األداء‪ :‬وتعرف بصالحية الشخص للقيام بنفسه (التعبير بإرادته) بالتصرفات واألعمال‬

‫القانونية‪ ،‬وهي تتوافر لكل شخص لديه قدرة من التمييز واإلدراك وحرية اإلرادة‪.‬‬

‫ولما كانت أهلية األداء هي القدرة على التعبير عن اإلرادة أي القدرة على القيام بالتصرفات القانونية‬

‫بنفسه‪ ،‬فإن هذه األهلية تتحدد بالتصرفات القانونية وحدها‪.‬‬

‫‪-1-2‬أحكام أهلية األداء‪:‬‬

‫‪-1-1-2‬تدرج األهلية بحسب السن‪:‬‬

‫قسم المشرع حياة اإلنسان‪ ،‬فيما يتعلق بأهلية األداء‪ ،‬إلى ثالثة مراحل‪:‬‬

‫‪-1‬المرحلة األولى‪ :‬الصبي غير المميز(عديم األهلية )‪ :‬وهي تبدأ من الميالد حتى سن التمييز‬

‫وهو ‪ 13‬سنة‪ ،‬وفي هذه المرحلة يكون الشخص فاقد التمييز وبالتالي فاقد أهلية األداء‪ ،‬ولذلك يسمى‬

‫عديم األهلية‪ ،‬ويترتب على ذلك أال يكون لهذا الصغير غير المميز حق التصرف في ماله‪ ،‬وتكون جميع‬

‫تصرفاته باطلة بطالنا مطلقا‪ ،‬ويكون ل كل ذي مصلحة أن يتمسك به‪ ،‬وللمحكمة أن تقضي به من نفسها‪،‬‬

‫على أنه "ال يكون أهال‬ ‫‪1‬‬


‫كما ال يمكن أن ترد عليه اإليجاز‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 42‬قانون مدني‬

‫‪ -1‬المعدل بالقانون رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية لسنة ‪2005‬‬

‫‪6‬‬
‫لمباشرة حقوقه المدنية من كان فاقد التميز لصغر في السن أو عته أو جنون‪ .‬يعتبر غير مميز من لم يبلغ‬

‫ثالث عشر سنة"‪ ،‬وكذا المادة ‪ 82‬قانون األسرة‪.‬‬

‫‪-2‬المرحلة الثانية‪ :‬الصبي المميز (ناقص األهلية)‪ :‬وهي المرحلة التي تبدأ من سن التمييز ثالثة‬

‫عشر سنة إلى سن الرشد دون ‪ 19‬سنة‪ ،‬وتكون فيها أهلية الشخص ناقصة‪ ،‬وذلك لنقصان تمييزه وإدراكه‪،‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 43‬قانون مدني بقولها "كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد وكل من بلغ سن‬

‫الرشد وكان سفيها أو ذا غفلة‪ ،‬يكون ناقص األهلية وفقا لما يقرره القانون"‪ ،‬وتتحدد أهلية الشخص في هذه‬

‫المرحلة على مقتضى قاعدة عامة ترد عليها عدة استثناءات‪.‬‬

‫القاعدة العامة‪ :‬يفرق القانون في حكم تصرفات ناقص األهلية بين ثالثة أنواع من التصرفات‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت التصرفات نافعة نفعا محضا‪ ،‬بأن كان من التبرعات التي يترتب عليها اغتناء دون‬

‫مقابل كقبول هبة أو وصية (بوصفه موهوب‪ ،‬أو موصى له)‪ ،‬تقع صحيحة مرتبة آلثارها القانوني‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت التصرفات ضارة له ض ار ار محضا كالهبة الصادرة عن ناقص األهلية لغيره أو الوصية‬

‫بوصفه موصى‪ ،‬وكذا االبراء من الدين بالنسبة للدائن‪ ،‬وتسمى هذه األعمال بأعمال التبرع‪ .‬تعتبر‬

‫باطلة بطالن مطلق‪،‬‬

‫‪ -‬إذا كانت التصرفات دائرة بين النفع والضرر‪ ،‬كعقود المعاوضة‪ ،‬بيع أو إيجار أو مقايضة‪،‬‬

‫فتكون هذه التصرفات قابلة لإلبطال (بطالن نسبي) لمصلحة ناقص األهلية‪ ،‬إال إذا أقرها الولي أو الوصي‬

‫أو القيم أو ناقص األهلية بعد بلوغه ‪ 19‬سنة كاملة ومثال ذلك التصرفات كعقد البيع‪ ،‬اإليجار والمقايضة‪.‬‬

‫االستثناءات‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫هناك استثناءات عديدة ترد على القاعدة العامة‪ ،‬حيث يتقرر فيها لناقص األهلية أهلية أداء كاملة‬

‫بنصوص القانون‪.‬‬

‫‪-‬حالة القاصر المؤذون له باإلدارة‪ ،‬المادة ‪ 84‬قانون األسرة‪ ،‬حيث تمنح للقاصر القيام باألعمال‬

‫التي تحفظ المال الذي سلم إليه واستغالله عن طريق تأجيره‪ ،‬وبالتالي ال يملك التصرف في هذا المال وقد‬

‫أعطى القانون للولي الحق في أن يسحب هذا اإلذن أو يحد منه‪.‬‬

‫‪-‬حالة القاصر المؤذون له بالتجارة وفقا للمادة ‪ 05‬من القانون التجاري‪ ،‬يجوز لكل من بلغ ‪18‬‬

‫سنة مؤذون له من مجلس العائلة إبرام تصرفات قانونية وتحديدا ممارسة األعمال التجارية‪ ،‬ويعبر عنها‬

‫بترشيد القاصر‪.‬‬

‫‪-‬اإلذن للقاصر الذي له مال في الزواج‪.‬‬

‫‪-‬اإلذن للقاصر بالتصرف في األموال المخصصة ألغراض نفقته‪.‬‬

‫‪-‬اإلذن للقاصر بإبرام عقد عمل المادة ‪ 15‬من قانون العمل‪.‬‬

‫‪-‬اإلذن للقاصر في التصرف في ما يكسبه عن عمله‪.‬‬

‫‪-‬اإلذن للقاصر بااليصاء‪.‬‬

‫‪-3‬المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة بلوغ سن الرشد (كمال االهلية)‬

‫وتبدأ من بلوغ الشخص سن الرشد وهي ‪ 19‬سنة ميالدية كاملة‪ ،‬وتنتهي بالوفاة وقد نصت المادة‬

‫‪ 40‬قانون مدني بقولها "كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية‪ ،‬ولم يحجر عليه‪ ،‬يكون كامل األهلية‬

‫‪8‬‬
‫لمباشرة حقوقه المدنية‪ .‬وسن الرشد تسعة عشر (‪ 19‬سنة) سنة كاملة" وكذلك المادة ‪ 86‬قانون أسرة‪،‬‬

‫وعليه يعتبر كامل األهلية كل من بلغ سن ‪ 19‬سنة كاملة ولم يحجر عليه‪ ،‬أي متمتع بقواه العقلية‪ ،‬وتعتبر‬

‫كل تصرفاته صحيحة و يعتد بها‪ ،‬ما لم يعترض عارض من عوارض األهلية أو مانع من موانعها‪.‬‬

‫‪-2-1-2‬عوارض أهلية‪:‬‬

‫تمهيد‪ :‬لما كانت أهلية األداء هي قدرة الشخص على التعبير عن إرادته تعبي ار منتجا آلثاره القانونية‬

‫في حق نفسه وأن نطاق األهلية يتحدد بالتصرفات القانونية وانه ال يقدر في بعض األحيان أن يقوم بنفسه‬

‫بالتصرفات القانونية الخاصة إما بانعدام أهلية األداء عنده في بعض الحاالت أو لنقصها‪ ،‬إما لوجود مانع‬

‫من موانع هذه األهلية وفي مثل هذه الحاالت يتولى الغير القيام بالتصرفات القانونية بدال منه ولحسابه‪،‬‬

‫هذا الغير هو من تثبت له الوالية بصفة عامة على أموال الشخص في حالة انعدام األهلية أو نقصها أو‬

‫وجود مانع من موانعها وعليه سنتن اول عوارض األهلية وموانعها‪ ،‬وهي أنه على الرغم من بلوغ الشخص‬

‫سن الرشد ‪ 19‬سنة كاملة فقد يعترض الشخص عارض يؤثر في قوة تفكيره وتمييزه‪ ،‬وفي حسن تدبيره لألمور‬

‫فيكون هذا العارض سببا في الحجر عليه والحد من أهليته‪.‬‬

‫أ‪ -‬العوارض المعدمة للتمييز‪ :‬وهي عوارض تصيب التدبير وهي كل من الجنون والعته‪.‬‬

‫أ‪-1-‬الجنون‪ :‬هو مرض عقلي يفقده تمييزه‪ ،‬فال يعتد بأقوال صاحبه وأفعاله‪ ،‬وقد نصت المادة ‪42‬‬

‫قانون مدني على أن الجنون يعدم األهلية ويكون شأن صاحبه شأن الصبي غير المميز‪ ،‬وعليه فحكم‬

‫تصرفات المجنون هي ذاتها حكم تصرفات عديم األهلي‪ .‬والجنون هو سبب من أسباب الحجر حيث تعين‬

‫المحكمة قيم إلدارة أموال المجنون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪-2-‬العته‪ :‬وهو عارض معدم للتمييز هو العته وأفة تصيب العقل فتؤدي إلى اختالله‪ ،‬حيث تجعل‬

‫الشخص قليل الفهم‪ ،‬فاسد التدبير مختلط الكالم‪ ،‬وقد ساوى المشرع بين المجنون والمعتوه في الحكم‪ ،‬واعتبر‬

‫كل منهما عديم التمييز‪ ،‬أي عديم األهلية وفقا لنص المادة ‪ 42‬فقرة ‪ ، 2‬وبالتالي حكم تصرفاته نفس حكم‬

‫تصرفات عديم األهلية ( دون سن ‪ 13‬سنة)‪ ،‬ويحجر على الشخص بحكم من المحكمة وفقا لإلجراءات‬

‫التي بينها القانون وفي حالة انتهاء حالة الجنون والعته فإن الحجر يرفع بقرار من المحكمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬العوارض المنقصة لألهلية(عوارض تصيب التدبير)‬

‫ب‪-1-‬السفيه‪ :‬هو من يبذر المال ويبدده في غير موضعه‪ ،‬وعلى غير مقتضى العقل والشرع فهو‬

‫يبدد ماله بصورة منافية للصواب‪ ،‬وذلك بالمبالغة واإلفراط والخروج عن المألوف في النفقات‪ ،‬والسفه ينقص‬

‫من أهلية الشخص ويجعله في الحكم ناقص األهلية‪ ،‬وبالتالي حكم تصرفاته حكم تصرفات ناقص األهلية‬

‫وفقا للمادة ‪ 43‬قانون مدني‪.‬‬

‫ب‪-2-‬ذو الغفلة‪ :‬هو الذي ال يحسن التمييز بين ما هو مربح له أو ما يسبب له الخسارة ويسهل‬

‫خداعه في معامالته ويغبن‪ ،‬وذا الغفلة في حاجة إلى حماية القانون‪ ،‬لذلك تحجر المحكمة عليه بناءا على‬

‫طلب وذلك وفقا لإلجراءات التي يقررها القانون في هذا الصدد‪ ،‬وبنفس الطريقة يرفع الحجر‪ ،‬ويعتبر ناقص‬

‫األهلية وحكم تصرفاته نفس حكم تصرفات السفيه‪ ،‬وذلك وفقا المادة ‪ 43‬قانون مدني‪.‬‬

‫‪-3-1-2‬موانع األهلية‪ :‬قد يكون الشخص كامل األهلية‪ ،‬ولكن توجد ظروف معينة مادية أو‬

‫طبيعية أو قانونية يترب على وجودها عدم تمكن الشخص من مباشرة التصرفات القانونية‪ ،‬أو عدم تمكنه‬

‫من مباشرتها منفردا‪ ،‬ولهذا يتدخل القانون فيقرر تعيين شخص آخر يباشر عنه هذه التصرفات أو يقوم إلى‬

‫جانبه عند مباشرتها‪ ،‬وهي الغيبة‪ ،‬والعاهة المزدوجة‪ ،‬والعقوبة الجنائية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أ‪ -‬المانع المادي (الغيبة)‪:‬الغائب رغم اكتماله أهليته ال يمكنه مباشرة شؤونه بنفسه بسبب غيابه‪،‬‬

‫فتعين له المحكمة وكيال يباشر عنه التصرفات القانونية الى حين زوال المانع‪ .‬ويشمل اصطالح الغيبة كل‬

‫من المفقود والغائب‪.‬‬

‫ب‪ -‬المانع الطبيعي (العاهة المزدوجة)‪ :‬يترتب على وجود المانع الطبيعي عدم استطاعة الشخص‬

‫مباشرة التصرفات القانونية بنفسه‪ ،‬حيث يخشى من انفراده بالتصرف فيعين له مساعدا قضائيا يساعده في‬

‫إبرام التصرفات التي تحتاج إلى مساعدة‪ .‬والمانع الطبيعي اجتماع عاهتين أو أكثر كأن يكون الشخص‬

‫أصم أبكم أو أعمى أصم في آن واحد‪ .‬وعليه كل من تقررت له المساعدة فال يجوز له ابرام التصرف دون‬

‫المساعد القضائي وإال كان قابل لإلبطال‪.‬‬

‫ج‪ -‬المانع القانوني (الحكم بعقوبة جنائية)‪ :‬المحكوم عليه بعقوبة جنائية ال يستطيع مباشرة وإدارة‬

‫أعماله والتصرف فيها (أموال ممتلكات)‪ ،‬طالما بقي تنفيذ العقوبة مستمرة‪ ،‬فيعين له قيم لمباشرة أعماله‬

‫وتصرفاته مع الرجوع في بعض التصرفات إلى المحكمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الذمة المالية‪ :‬هي مجموع ما لشخص من حقوق وما عليه من التزامات ذات قيمة مالية‬

‫فالحقوق تمثل الجانب اإليجابي وااللتزامات تمثل الجانب السلبي‪ ،‬ولكل شخص طبيعي ذمة مالية حتى ولو‬

‫لم تكن له حقوق‪ ،‬ولم تكن عليه التزامات ألن العبرة بالصالحية في اكتساب الحقوق وتحمل االلتزام‪ ،‬وليس‬

‫أن تكون له فعال حقوق أو عليه فعال التزامات مثل الطفل والمفلس رغم انعدام االلتزامات على األول وانعدام‬

‫الحقوق للثاني إال أن لهما ذمة مالية‪ .‬وهي أشبه ما تكون بوعاء يحتوي على الحقوق والديون ذات الطابع‬

‫المالي ولكن ال يختلط بها‪ ،‬يترتب على ذلك أن الذمة ال تتأثر بما يط أر على هذه الحقوق من زيادة أو‬

‫نقصان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خامسا‪ :‬الموطن‪ :‬يعتبر الموطن المكان الذي تكون للشخص صلة به‪ ،‬بحيث يعتبر موجود بصفة‬

‫دائمة حكما‪ ،‬ولذا توجه إليه اإلخطارات والتبليغات القضائية فيه حتى ولو لم تبلغ إليه فعال‪.‬‬

‫وغالبا ما يجمع بين الموطن والسكن في آن واحد‪.‬‬

‫أنواع الموطن‪ :‬الموطن نوعان‪:‬‬

‫‪ -‬موطن عام‪ ،‬وموطن خاص‪ .‬فالموطن العام‪ :‬هو المكان الذي يتحدد على أساس المكان الذي‬

‫يقيم فيه الشخص عادة‪ ،‬ألن صاحبه يخاطب فيه بخصوص كل شؤونه القانونية بشكل عام‪ ،‬والموطن العام‬

‫قد يكون اختياريا ويقصد به المكان الذي يقيم فيه الشخص عدة‪ ،‬وهو الموطن الذي ال تشترط فيه اإلقامة‬

‫المستمرة‪ ،‬ويوصف الموطن على هذا النحو حتى ولو تخللت اإلقامة فترى التغيب‪ ،‬ويترتب على هذا الوصف‬

‫للموطن العام اختياري جواز تعدد موطن الشخص بتحقيق إقامته العادية في أكثر من مكان‪.‬‬

‫كما قد يكون الموطن العام إلزاميا‪ ،‬فاألصل أن الشخص حر في اختيار المكان الذي يعتبر وفقا‬

‫للقانون موطنه العام‪ ،‬غير أن القانون قد فرض على بعض األشخاص موطنا معينا يعتبر الزاميا‪ ،‬وهم‬

‫األشخاص الذين خصصهم القانون بالموطن اإللزامي بموجب المادة ‪ 38‬من قانون مدني موطن القاصر‬

‫والمحجور عليهم والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا غير أنه يكون للقاصر المرشد‬

‫موطن خاص بالنسبة للتصرفات التي يعتبره القانون أهال لمباشرتها‪ .‬وعليه فاألصل كما سبق القول أن‬

‫الموطن العام اختياري وهو عبارة عن المحل الذي يوجد فيه سكن الشخص الرئيسي‪ ،‬غير أن القاصر‬

‫والمحجور عليه والمفقود والغائب يعتبر إلزاميا موطنهم موطن من ينوب عنهم قانونا‪.‬‬

‫الموطن الخاص‪:‬له ثالثة حاالت‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬قد يكون الموطن الخاص هو موطن األعمال تجارة أو حرفة‪ ،‬فيكون مكان ممارسة هذه التجارة‬

‫أو الحرفة موطن بالنسبة إلى إدارة األعمال المتعلقة بها‪ ،‬وعليه يقتصر على النشاط المحدد الذي يعتبر‬

‫الموطن الخاص بالنسبة إليه‪ ،‬دون أن يمتد إلى أنشطة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬قد يختار األشخاص موطن لتنفيذ تصرف قانوني معين فيعد موطن مختار كموطن المتقاضون‬

‫عندما يختاروا مكاتب محاميهم‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 39‬قانون مدني بقولها "يجوز اختيار موطن‬

‫خاص لتنفيذ عمل قانوني معين‪ .‬يجب إثبات اختيار الموطن كتابة"‪ ،‬وعليه فالموطن المختار يعد موطن‬

‫تنفيذ بالنسبة لكل ما يتعلق بهذا التصرف‪.‬‬

‫‪-‬وقد يكون موطن خاص موطن القاصر المؤذون له بإدارة أمواله‪.‬‬

‫أهمية الموطن‪:‬‬

‫تكمن أهمية الموطن من نواحي عديدة‪:‬‬

‫‪-‬توجب المادة ‪ 282‬قانون مدني بقولها "إذا كان محل االلتزام شيء معينا بالذات‪ ،‬وجب تسليمه‬

‫في المكان الذي كان موجودا فيه وقت نشوء االلتزام ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك‪،"...‬‬

‫يستخلص من نص المادة ‪ 282‬أن األصل في استيفاء الديون كلها مستحقا في موطن المدين (أما في‬

‫االلتزامات األخرى فيكون الوفاء في المكان الذي يكون فيه مركز المؤسسة إذا كان االلتزام متعلقا بهذه‬

‫المؤسسة)‪.‬‬

‫‪-‬من ناحية األوراق القضائية‪ :‬المطلوب إعالنها حيث نص القانون على أن يكون تسليمها للشخص‬

‫المعلن إليه نفسه أو في موطنه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للتقاضي‪ :‬األصل في االختصاص للمحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه‪،‬‬

‫وبالنسبة للتركات موطن المتوفى‪ ،‬وبالنسبة لإلفالس موطن التاجر المفلس‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشخص المعنوي‬

‫تمهيد‪ :‬هناك من أهداف ما يعجز اإلنسان بمفرده عن تحقيقها‪ ،‬لذلك أقر المشرع لمجموعات من‬

‫األموال واألشخاص بالشخصية القانونية لتحقيق هذه األغراض أو األهداف‪ .‬ويمكن تعريف الشخص‬

‫المعنوي بأنه الشخصية القانونية التي يقررها القانون لمجموعة من األشخاص ومجموعة من األموال قصد‬

‫تحقيق غايات وأهداف معينة‪ ،‬والقانون يعترف لهذه الشخصية المعنوية بكل مقومات الشخصية القانونية‪،‬‬

‫من ذمة مالية‪ ،‬اسم موطن‪ ،‬حق التقاضي‪ ،‬أمام المحاكم‪ ،‬أهلية‪ ،‬وكمثال الشريكات‪ ،‬الجمعيات‪ ،‬المرافق‬

‫العامة‪ ،‬جامعات‪ ،‬مستشفيات‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بداية ونهاية الشخص المعنوي‬

‫أوال‪ :‬بداية الشخص المعنوي‪:‬‬

‫ال تبدأ الشخصية المعنوية لجماعة أو هيئة معينة‪ ،‬إال بموافقة القانون واعتراف السلطة المختصة‬

‫للدولة بهذه الشخصية المعنوي‪ ،‬وعليه يتخذ االعتراف صورتين عام و خاص‪.‬‬

‫االعتراف العام‪ :‬ويتحقق بوضع المشرع ابتداءا شروط عامة إذا توافرت في أي جماعة من األشخاص‬

‫أو مجموعة من األموال اكتسبت هذه الجماعة أو تلك المجموعة الشخصية المعنوية بقوة القانون دون حاجة‬

‫إلى ترخيص أو إذن خاص من جانب المشرع‪ ،‬حتى تكون هذه الجماعة أو المجموعة وهذا االعتراف يعتبر‬

‫‪14‬‬
‫غير مباشر ينشأ عن تنظيم تشريعي سابق لنماذج معينة من جماعات األشخاص أو مجموعات األموال‪،‬‬

‫ومثال ذلك البلديات التي يعترف لها بالشخصية المعنوية بقرار من وزير الداخلية باقتراح والي الوالية‪.‬‬

‫االعتراف الخاص‪ :‬وهو الذي يستلزم ترخيص أو إذن خاص من المشرع بقيام الشخصية المعنوية‬

‫لكل جماعة من األشخاص أو مجموعة من األموال عند تكوين كل منها على حدى على خالف االعتراف‬

‫العام فاالعتراف الخاص هو اعتراف مباشر وفردي ولذلك يعرف باسم نظام اإلذن أو الترخيص‪ ،‬ويتضح‬

‫أن االعتراف ال خاص أكثر تشدد من طريقة االعتراف العام باعتبار هذا األخير أكثر سعة‪ ،‬كما أن االعتراف‬

‫الخاص يتطلب مراعاة ما يلزم من بحث وتدقيق في شأن بعض األشخاص المعنوية ذات األهمية مثل‬

‫الجمعيات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نهاية الشخص المعنوي (تحديدا الخاص)‬

‫نفرق كون الشخص المعنوي خاص أو عام ينتهي الشخص المعنوي الخاص بإحدى األسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪-‬الحل‪ :‬وهو إما حل اختياري (حل اتفاقي بين المؤسسين) أو بالحل اإلجباري‪ ،‬وهو إما حل قضائي‬
‫عن طريق القضاء‪ ،‬أو حل قانوني بقوة القانون‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك تنتهي بانتهاء الغرض الذي أنشئت من أجله‪ ،‬أو بتحقيق هذا الغرض‪ ،‬كذلك ينتهي بانتهاء‬
‫األجل الذي حدد له في سند التأسيس‪ ،‬وهو يعد حل بقوة القانون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مميزات الشخص المعنوي‪ :‬تنص المادة ‪ 50‬قانون مدني "يتمتع الشخص االعتباري‬

‫بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان‪ ،‬وذلك في الحدود التي يقررها القانون‪ ،‬ويكون لها‬

‫خصوصا ذمة مالية‪ ،‬أهلية‪ ،‬في الحدود التي يعينها عقد إنشاءها أو التي يقررها القانون‪ .‬موطن وهو المكان‬

‫الذي يوجد فيه مركز إدارتها‪ ،‬الشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في الجزائر يعتبر‬

‫مركزها‪ ،‬في نظر القانون الداخلي في الجزائري‪ ،‬نائب يعبر عن إرادته حق التقاضي"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫يستخلص من نص المادة أعاله أن للشخص المعنوي اسم‪ ،‬وموطن‪ ،‬وجنسية وأهلية ذمة مالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االسم‪ :‬للشخص المعنوي اسم يميزه عن الشخص الطبيعي‪ ،‬ويترتب على إغفاله عدم االعتراف‬

‫بالشخصية القانونية له‪ ،‬وقد يكون هذا االسم هو اسم أحد الشركاء أو كل الشركاء أو بعض الشركاء (مع‬

‫مراعاة ما يشترطه القانون من شروط بالنسبة للشركات التجارية)‪ ،‬ويكون االسم مشتق من الغرض التي‬

‫أنشئ من أجله الشخص المعنوي‪ ،‬مثل صيدال‪ ،‬سونلغاز‪.‬‬

‫يكسب الشخص المعنوي نفس الحماية القانونية للشخص الطبيعي على اسمه خاصة في حالة‬

‫إعتداء عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموطن‪ :‬للشخص المعنوي موطن مستقل عن موطن مؤسسيه أو أعضائه و الموطن (هو‬

‫المقر الذي يعتد به لمخاطبة الشخص المعنوي فيما يتعلق بنشاطه القانوني) واستثناء أوردت المادة ‪ 50‬أن‬

‫موطن الشخص االعتباري يتحدد بالمحل الذي يوجد فيه مركز إدارته الرئيسي لنشاطه القانوني والمالي‬

‫واإلداري فهو ليس بالضرورة نفس مركز االستغالل فأحيانا يكون مركز االستغالل بعيد عن مركز اإلدارة‬

‫الرئيسي المالي واإلداري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجنسية‪ :‬ويقصد بها رابطة التبعية السياسية التي تربط بين الشخص المعنوي ودولة ما‪،‬‬

‫وجنسية الشخص المعنوي ليست بالضرورة جنسية األشخاص المكونين له‪ ،‬فقد تكون جنسية معنوية جزائرية‬

‫وأعضائها من مختلف الجنسيات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األهلية‪ :‬للشخص المعنوي أهلية وجوب وأهلية أداء‪ ،‬ألن أهلية الوجوب هي صالحية الشخص‬

‫الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬وألن الشخص االعتباري له نفس ما للشخص الطبيعي من صالحية‬

‫مجردة ألنه صالح من حيث المبدأ ألن يكون صاحب حق أو على عاتقه التزام‪ ،‬لكن ممكن االختالف بين‬

‫‪16‬‬
‫الشخص الطبيعي والشخص المعنوي في مدى هذه الصالحية أي الصالحية الواقعية من حيث نطاق وقدر‬

‫ما يستند إلى كل منها من حقوق والتزامات‪ ،‬نظ ار لالختالف في التكوين والغرض وهو الذي يؤدي إلى‬

‫التفاوت بينهما من حيث أهلية الوجوب‪ .‬وللشخص االعتباري حقوق والتزامات كالشخص الطبيعي‪ ،‬فإذا كان‬

‫األصل بالنسبة لألشخاص الطبيعة هو التساوي في أهلية الوجوب فعلى خالف ذلك يكون األصل بالنسبة‬

‫لألشخاص االعتبارية هو االختالف والتفاوت في أهلية الوجوب فليس هناك أهلية وجوب واحدة لألشخاص‬

‫االعتبارية ومرد ذلك إلى تفاوت أغراض األشخاص االعتبارية تفاوتا كبي ار وتنوعها‪ ،‬ضمن أنماط مختلفة‬

‫وبالتالي يجعل االختالف بينها في مدى الحقوق وااللتزامات‪.‬‬

‫‪ -‬قيود أهلية وجوب الشخص المعنوي‪ :‬هناك نوعين من القيود ترد على أهلية وجوب الشخص‬

‫االعتباري و ال ترد على أهلية وجوب الشخص الطبيعي‪:‬‬

‫‪ -‬الحقوق وااللتزامات التي هي مالزمة لطبيعة اإلنسان‪ ،‬باختالف هذا األخير عن الشخص المعنوي‬

‫في طبيعة تكوينه وهذه الحقوق تتمثل في حقوق مالزمة لصفة اإلنسان‪ ،‬وبالتالي استبعادها بالنسبة للشخص‬

‫المعنوي‪ ،‬ومن ذلك التي تتعلق بالسن‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو القاربة‪ ،‬كالحقوق وااللتزامات الناشئة عن الزواج‪،‬‬

‫وكذلك حق النسب والطالق والتزام بالنفقة‪ ،‬كذلك الواجبات المتصلة بالكيان الجسدي لإلنسان كواجب الخدمة‬

‫الوطنية وحق السالمة الجسمية أو البدنية والحقوق الناشئة عن القرابة (كحق اإلرث)‪ ،‬وغيرها من الحقوق‬

‫التي هي مالزمة لطبيعة الشخص الطبيعي والقيد اآلخر هو‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ التخصص‪ :‬إذا كان األصل أن الشخص الطبيعي صالح ألن يكون صاحب حقوق و‬

‫التزامات دون تقييد فالشخص االعتباري على خالف ذلك تتخصص صالحيته دون تعميم‪ ،‬فال يصلح إال‬

‫لممارسة الحقوق وااللتزامات المتعلقة بغرضه دون غيرهما‪ ،‬مما يجاوز هذا الغرض‪ .‬وهو االختالف الجوهري‬

‫ألهلية وجوب الشخص االعتباري عن أهلية وجوب الشخص الطبيعي باعتبار هذا األخير ذا قيمة اجتماعية‬

‫‪17‬‬
‫ال ينحصر وجوده في غرض معين وبالتالي األصل إن كل األغراض مباحة دون حصر أو تحديد مادامت‬

‫ال تخالف حكم القانون (األصل في النشاط اإلنساني اإلباحة)‪ ،‬أما الشخص االعتباري فاألصل أن وجوده‬

‫بهدف معين‪ ،‬وبالتالي تتحدد حياته بحدود هذا الغرض‪ ،‬لذلك يخضع الشخص االعتباري لمبدأ التخصص‬

‫فإنه يجب أن يراعي تخصصها فيما إذا كان تخصصا قانونيا أو نظاميا‪ ،‬فمثال الشركة تتخصص في أقسام‬

‫الربح أما الجمعية تتخصص بغرض غير الحصول على ربح مادي‪ ،‬أما التخصص النظامي وهو يحدد عن‬

‫طريق نص في نظام الشخص االعتباري موضوع أكثر تحديدا داخل نطاق المنتوجات‪ ،‬أو التخصص جمعية‬

‫إلحياء التراث القديم‪.‬‬

‫أهلية األداء‪ :‬إذا كان مفهوم أهلية األداء بالنسبة للشخص الطبيعي مشروط بتوافر كمال األهلية‪،‬‬

‫واإلدراك والحرية لممارسة التصرف القانوني بنفسه ولحسابه‪ ،‬فإن أهلية األداء بالنسبة للشخص االعتباري‬

‫فيكون القصد منها تحديد مجال النشاط اإلداري المعترف به للشخص االعتباري ولتحقيق أغراضه دون شرط‬

‫اإلرادة ألن بحكم طبيعته ال يتصور له إرادة‪ ،‬بل يكون لها نائب يعبر عن إرادتها‪ ،‬والسؤال الذي يطرح هنا‬

‫هو ما مدى مسؤولية الشخص االعتباري من الناحية المدنية والجنائية‪ ،‬طالما له من يمثله من األشخاص‬

‫الطبيعيين الذي يقومون بالنشاط لحسابه‪.‬‬

‫أ‪ -‬المسؤولية المدنية‪ :‬مسؤولية الشخص المعنوي محل خالف فقهي كبير ما دامت المسؤولية‬

‫ناجمة عن فعل شخصي‪ ،‬والشخص االعتباري تصرفاته وأعماله جميعها صادرة عن ممثليه‪ ،‬غير أن هذه‬

‫األعمال والتصرفات تكون باسم ولحساب الشخص المعنوي وبالتالي تنصرف أثارها جميعا إلى الشخص‬

‫االعتباري المسؤولية عن األخطاء التي يرتكبها ممثلوه رغم أن هذه األخطاء لم تصدر مباشرة عن الشخص‬

‫االعتباري باستحالة قيامه بذلك مما تصدر عن ممثليه وأثارها ال تنصرف إليهم لذلك يسأل الشخص‬

‫االعتباري في حدود األخطاء التي ارتكبت نتيجة نشاط أو تصرفات باسمه ولحسابه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المسؤولية الجنائية‪ ،‬أغلب التشريعات الحديثة ترفض مسؤولية الشخص االعتباري عن أفعال ممثليه‬

‫جنائيا بما أن من شروط المسؤولية الجنائية هو توافر اإلرادة وال إرادة للشخص االعتباري وأنه في حالة‬

‫مساءلة هذا األخير جنائيا عن أفعال ارتكبها ممثلوه يعد خرقا لمبدأ شخصية العقاب‪ ،‬كما أن أغلب العقوبات‬

‫ال تتناسب وطبيعتها كعقوبات جسمانية و بدنية ( السجن‪ ،‬اإلعدام‪ ،)...،‬غير أن أساس مسؤولية الشخص‬

‫المعنوي جنائيا مما يرتكبه ممثلوه من جرائم بمناسبة ممارستهم لنشاط الشخص المعنوي‪ ،‬يسمح بإسناد‬

‫مسؤوليته الجنائية كمسؤوليته المدنية‪ .‬أما الع قوبات التي يتحملها هذا الشخص‪ ،‬فالبد أن تتفق مع طبيعته‬

‫كعقوبة المصادرة‪ ،‬الحل واإلغالق‪...،‬الخ ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الذمة المالية‪ :‬طالما للشخص االعتباري وجود مستقل عن أعضائه‪ ،‬فله حقوق والتزامات‬

‫خاصة به‪ ،‬ال تختلط بحقوقهم والتزاماتهم‪ ،‬وبالتالي له ذمة مالية مستقلة عن ذمة كل منهم‪ ،‬ويترتب على‬

‫ذلك أن ديون الشخص المعنوي تكون مضمونة بحقوقه وحدها وهذه الحقوق ال تضمن ديون أعضائه أو‬

‫منشئيه‪ ،‬فال يجوز لدائن الشخص االعتباري التنفيذ بديونهم على األموال الخاصة ألعضائه أو منشئيه‪ ،‬وال‬

‫للدائن األعضاء التنفيذ بديونهم على أموال الشخص االعتباري‪.‬‬

‫استثناء بعض األحكام الخاصة لبعض الشركات الخاصة مثل شركات التضامن‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬محل الحق‬

‫تعريف محل الحق‪:‬‬

‫تنقسم الحقوق المرتبطة بالذمة المالية من حيث محلها إلى حقوق ترد على أشياء وهي الحقوق‬

‫العينية والذهنية‪ ،‬وحقوق ترد على أعمال وهي الحقوق الشخصية‪ ،‬والحقوق التي محلها عمل أو مضمونها‬
‫‪19‬‬
‫عمل فقد يكون عمل إيجابي أي القيام بعمل وقد يكون عمل سلبي أي االمتناع عن عمل ومثال عن العمل‬

‫اإليجابي كقيام برسم لوحه ومثال عن عمل سلبي كتعهد العب كرة القدم بعدم مزاولة اللعبة التي يمارسها‬

‫لحساب نادي أخر‪ .‬ويدرس موضوع الحق الذي يرد على األعمال ضمن مواضيع نظرية االلتزامات‪ ،‬ويشترط‬

‫في العمل حتى يكون محل الحق توافر ثالثة شروط رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬وهي أن يكون العمل ممكن‪ ،‬ويكون غير مستحيل استحالة مطلقة‪ ،‬كما يشترط فيه التعيين أو‬

‫القابلية للتعيين‪ ،‬وكذلك المشروعية أي من األعمال التي يجوز التعامل فيها غير مخالفة لنظام العام‪،‬‬

‫واآلداب ( سيتم التفصيل في ذلك السنة المقبلة في مقياس االلتزامات)‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألشياء يجب تميزها عن األموال‪ ،‬فهذه األخيرة تطلق على الحقوق المرتبطة بالذمة‬

‫المالية بغض النظر عن نوعها‪ ،‬أما األشياء فهي محل هذه الحقوق المباشرة أو غير المباشرة فقد فرق‬

‫المشرع الجزائري بين األشياء واألموال ولعل أهمية هذا التمييز أن األشياء ليست كلها صالحة ألن تكون‬

‫محال للحقوق المرتبطة بالذمة المالية فقد نصت المادة ‪ 682‬على أنه "كل شيء غير خارج عن التعامل‬

‫بطبيعته أو بحكم القانون يصلح ألن يكون محال للحقوق المالية‪ .‬واألشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها‬

‫هي التي ال يستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها وأما الخارجة بحكم القانون فهي التي يجيز القانون أن تكون‬

‫محال لحقوق المالية"‪.‬‬

‫وعليه ال تكون األشياء محال للحقوق المرتبطة بالذمة المالية إال إذا كانت غير خارجة عن التعامل‬

‫بطبيعتها واألشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها هي التي ال تستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها كالهواء‬

‫والشمس‪ ،‬وأما الخارجة عن التعامل بحكم القانون فهي التي يمنع القانون أن تكون محال لحقوق مالية كبيع‬

‫األسلحة وأمالك الدولة‪ .‬ولألشياء عدة تقسيمات أهمها‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬تقسيم األشياء إلى عقارات ومنقوالت‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم األشياء قابلة لالستهالك وغير قابلة لالستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬تقسم األشياء إلى قيمية وأشياء مثلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقسيم األشياء إلى عقارات ومنقوالت‬

‫يعد هذا التقسيم من التقسيمات الرئيسية لألشياء‪ ،‬وقد قسم المشرع في المادتين ‪ 684 ،683‬األشياء‬

‫إلى عقارات ومنقوالت واضعا تعريفا عاما للعقار محددا أنواع العقارات‪ ،‬وتاركا المنقول ما ال ينطبق عليه‬

‫هذا التعريف كونه منقوال‪.‬‬

‫‪ -1‬العقارات‪ :‬وهي األشياء الثابتة المستقرة في مكانها غير قابلة للنقل منه إلى مكان آخر دون‬

‫تلف والعقارات أما بحسب طبيعتها وإما عقارات أو أموال عقارية أو منقوالت بحسب تخصيصها‪.‬‬

‫أ‪ -‬العقارات بطبيعتها‪ :‬نصت المادة ‪ 683‬في فقرتها األولى‪" :‬كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه‬

‫ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار وكل ما عدى ذلك من شيء فهو منقول‪."...‬‬

‫وعليه كل شيء مستقر في حيزه ثابت فيه ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار كاألرض بكل‬

‫أنواعها الطبيعية بغض النظر عن مالكها‪ ،‬أما ما يقتطع من األرض وينفصل عنها كالمعادن فيفقد صفة‬

‫العقار بعد االنفصال وال يعتبر عقا ار ككنوز المخبأة في األرض كذلك يدخل في عداد العقا ارت المباني‬

‫والمنشآت المتصلة باألرض اتصاال ثابتا وبكل أنواعها كالجسور وأعمدة اإلنارة‪...‬الخ‪ ،‬وتخرج من هذا المفهوم‬

‫األبنية الغير متصلة والمستقرة في األرض كاألكشاك كذلك يأخذ حكم العقارات بالطبيعة النباتات مادامت‬

‫متصلة أو ثابتة في األرض (المزروعة في األوعية)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪ -‬العقار بالتخصيص‪ :‬تنص المادة ‪ 583‬فقرة ‪..." 2‬غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في‬

‫عقار يملكه رصدا على خدمة هذا العقار أو استغالله يعتبر عقار بالتخصيص"‪.‬‬

‫ويستخلص من نص المادة أن العقار بالتخصيص هو شيء منقول بطبيعته لكن يأخذ حكم العقار‬

‫بطبيعة بتوافر الشروط التالية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يخصص هذا المنقول لخدمة العقار أي وجود عالقة تخصيص فعال بين المنقول والعقار‬

‫كتثبت آلة ري في األراضي أو آلة لرفع المياه للطوابق العلوية أو مقاعد للدراسة‪ ،‬ويشترط أن يكون‬

‫التخصيص مستمر وعينيا‪.‬‬

‫‪ -‬كون العقار والمنقول مملوكين لشخص واحد والحكمة من هذا الشرط حق يخضع المنقول والعقار‬

‫لنظام قانوني واحد وال ينفصال رغم إرادة وال تتحقق هذه الغاية إال إذا كان المالك واحد‪ ،‬وعليه إذا وضع‬

‫مستأجر ببيت آالت كهربائية كآلة تهوئة ال تعد العقار بالتخصيص‪.‬‬

‫‪ -2‬المنقوالت‪ :‬عرفت ‪ 683‬قانون مدني المنقوالت بأنه كل ما ليس عقا ار فهو منقول و ذلك بعبارة‬

‫(وكل ما عدى ذلك من شيء فهو منقول)‪ ،‬ويستخلص من ذلك أن كل شيء ال تتوافر فيه صفة العقار هو‬

‫منقول بطبيعته‪ ،‬وعليه فالمنقوالت أما بطبيعتها وقد توجد منقوالت بالمآل‪.‬‬

‫أ‪ -‬المنقوالت بالطبيعة‪ :‬وهي األشياء القابلة للحركة و النقل من مكان إلى آخر دون تلف سواء‬

‫كان تحرك ذلك الشيء تحركا ذاتيا كالحيوان‪ ،‬أو كان ذلك التحرك بقوة آلية كالجماد‪ ،‬سيارة‪ ،‬سفينة‪....‬الخ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنقوالت بحسب المآل‪ :‬هي عقارات بطبيعتها ولكن تأخذ حكم المنقول اعتبا ار لمآلها القريب‬

‫أو ما ستؤول إليه كالمزروعات قبل تمام نضجها وفصلها عن أصلها الثابت وكذا المعادن‪ ،‬ويشترط لثبوت‬

‫صفة المنقول بالمآل انصراف إرادة المتعاقدين إلى هذه الصفة فالبناء قد يباع مع التزام المشتري بهدمه فهو‬
‫‪22‬‬
‫منقول بالمآل أي بالنظر إلى ما سوف يؤول إليه في المستقبل القريب‪ ،‬كما يجب أن تنصرف إرادة المتعاقدين‬

‫إلى تحول يقيني وفي وقت قريب وليس مجرد احتمال‪ ،‬ويترتب على ثبوت صفة المنقول بالمآل للعقار أخذه‬

‫حكم المنقول فيما يرد عليه من المعامالت وأحكام بعض المنقوالت بطبيعتها كالسفن والطائرات ألهميتها‬

‫التي تفوق أحيانا أهمية العقارات أخضعها المشرع ألحكام العقارات كالتوثيق والشهر‪.‬‬

‫أهمية تقسيم األشياء إلى عقارات ومنقوالت‪:‬‬

‫وتبدو أهمية هذا التقسيم من عدة نقاط أهمها نقل الملكية‪ ،‬الشفعة‪ ،‬الحيازة‪ ،‬االختصاص القضائي‪،‬‬

‫إجراءات التنفيذ الجبري‪ ،‬القيود الواردة على التملك‪ ،‬والحقوق التي ترد على العقارات‪.‬‬

‫أ‪ -‬انتقال الملكية‪ :‬تنتقل الملكية في المنقوالت بمجرد التعاقد‪ ،‬بينما ال تنتقل الملكية في العقارات إلى‬

‫بعد إتمام إجراءات التسجيل‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار ملكية المنقوالت المعينة بالنوع تنتقل بالفرز‪.‬‬

‫ب‪-‬الشفعة‪ :‬تقتصر الشفعة باعتبارها أحد أسباب كسب الحقوق العينية األصلية على العقارات‪.‬‬

‫ج‪ -‬الحيازة‪ :‬الحيازة في المنقول هي سند الحائز حسن النية في اثبات ملكيته‪ ،‬أما في العقارات فإن‬

‫الحيازة ال تكفي في اكتساب الحق‪ ،‬وإنما البد من استمرارها مدة معينة ‪،‬عشرة سنوات وفقا للمادة ‪ 828‬قانون‬

‫مدني ‪.‬‬

‫د‪ -‬االختصاص القضائي‪ :‬ينعقد االختصاص القضائي بحسب األصل للمحكمة التي يقع في دائرتها‬

‫موطن المدعي عليه‪ ،‬لكن إذا تعلق موضوع النزاع بعقار فإن المحكمة التي يقع في دائرتها العقار محل‬

‫النزاع تصبح هي المحكمة المختصة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫و‪-‬إجراءات التنفيذ الجبري‪ :‬إجراءات التنفيذ الجبري على المنقول هي أكثر يس ار من اجراءات التنفيذ‬

‫على العقارات‪.‬‬

‫هـ‪ -‬القيود الواردة على التملك‪ :‬قد يضع المشرع قيودا على تملك العقارات نظ ار ألهميتها االقتصادية‪،‬‬

‫وارتباط تلك األهمية بسيادة الدولة (كمنع األجانب من تملك العقارات)‪.‬‬

‫س‪-‬الحقوق التي ال ترد إال على العقارات‪ :‬كحق السكنى‪ ،‬وحق االرتفاق‪ ،‬والرهن الرسمي‪ ،‬وحق‬

‫االختصاص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيم األشياء إلى أشياء مثلية و أشياء قيمية‪.‬‬

‫تنقسم األشياء إلى أشياء مثلية وهي التي يقوم بعضها مقام بعض عند الوفاء والتي تقدر عادة في‬

‫التعامل بين الناس بالعدد أو المقياس أو الكيل أو الوزن‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 686‬قانون مدني‪،‬‬

‫أما األشياء القيمية فهي األشياء ما عدى األشياء المثلية فمعيار التفرقة بين األشياء المثلية واألشياء القيمية‬

‫(المعينة بالذات)‪ ،‬هو التماثل أو عدم التماثل بين أفراد النوع الواحد من هذه األشياء كالنقود والقماش‬

‫والسوائل‪ ،‬وقد تتحول األشياء المثلية وفقا لقصد المتعاقدين إلى أشياء قيمية‪ ،‬فإذا أفرز شيء مثلي وعين‬

‫بذاته يصبح شيئا قيميا‪ ،‬ويم كن أن يتحول شيء قيمي إلى شيء مثلي إذا أمكن قيام غيرها مكانها كما في‬

‫حالة تجزئة تتضمن قطع متساوية‪.‬‬

‫ولهذا التقسيم أهمية تظهر خاصة‪:‬‬

‫‪ -‬في انتقال الملكية حيث تنتقل الملكية مباشرة بمجرد إبرام العقد في األشياء القيمية‪ ،‬أما في األشياء‬

‫المثلية فال تنتقل الملكية إال بعد فرزها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬الوفاء‪ ،‬إذا تعلق الوفاء بشيء قيمي فإنه ال يقع قانونا إال بالوفاء بذات الشيء وال يجبر الدائن‬

‫على قبول الشيء غيره‪ ،‬أما إذا تعلق الوفاء بشيء من المثليات فتبرء ذمة المدين بالوفاء بأي شيء بذات‬

‫النوع والمقدار‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث المقاصة‪ :‬ال تقع المقاصة القانونية إال بين دينين موضوع كل منهما أشياء متماثلة‬
‫كالنقود‪ .‬بشرط أن يتحد الدينان في النوع والجودة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيم األشياء إلى قابلة لالستهالك وغير قابلة لالستهالك‪:‬‬

‫األشياء القابلة لالستهالك هي التي ينحصر استعمالها بحسب ما أعدت له الستهالكها أو إنفاقها‬

‫المادة ‪ 685‬ق م ‪ .‬واالستهالك يكون مبدئيا ماديا يفني فيه الشيء باالستعمال األول‪ ،‬وقد يكون قانونيا كما‬

‫في إنفاق النقود الذي يعتبر استهالكا بالنسبة لصاحبها المتخلي عنها مقابل منفعة أو بدونها‪.‬‬

‫أما األشياء غير قابلة لالستهالك فهي األشياء ذات االنتفاع المتكرر والتي ال تستهلك بمجرد‬

‫استعمالها األول وإن كانت تستهلك على المدى الطويل و تأخذ األشياء صفة القابلية أو عدم القابلية‬

‫لالستهالك بطبيعتها وكذلك بإرادة صاحبها مثل‪ :‬كإعارة نقود لعرضها ثم ردها‪.‬‬

‫وتبدو أهمية هذا التقسيم أن بعض الحقوق العينية ال ترد إال على أشياء غير قابلة لالستهالك‬

‫كحق االستعمال وحق االنتفاع‪ ،‬وكذلك بعض الحقوق الشخصية كعقد اإليجار وعقد االعارة‪ ،‬وعقد الوديعة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر الحق‬

‫رغم تعدد مصادر الحقوق وتنوعها تصنف عموما إلى طائفتين هما‪ :‬الوقائع القانونية‪ ،‬والتصرفات‬

‫القانونية وقبل تناول المصدرين البد من التفرقة بينهما ويمكن التمييز بين الوقائع القانونية والتصرفات‬

‫القانونية بأمرين رئيسين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -1‬األول أن اإلرادة في التصرف القانوني هي ذات هذا التصرف وجوهره‪ ،‬ولذلك يجب وصفه بأنه‬

‫إرادة محضة بينما في الواقعة القانونية قد توجد اإلرادة كما في األفعال االختيارية وقد ال توجد كما في‬

‫الوقائع الطبيعية و إذا وجدت اإلرادة تكون متميزة عن ذات هذه الواقعة و جوهرها‪ ،‬فجوهر التصرف القانوني‬

‫هو اإلرادة المحضى أما جوهر الواقعة القانونية هو العمل المادي حتى و لو كان تمت بإرادة‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث األثر القانوني‪ :‬المترتب على كل من التصرف القانوني و الواقعة القانونية فاألثر‬

‫القانوني المترتب عن التصرف القانوني تكون اإلرادة قد اتجهت إلى إحداثه أما في الواقعة القانونية ال شان‬

‫لإلرادة في ترتيب األثر القانوني و إنما يترتب لمجرد وجود العمل المادي (يسري بوجود اإلرادة أو عدمها)‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬الوقائع القانونية‬

‫تمثل الوقائع القانونية في أحداث مادية تأخذ وضع فعلي كالميالد و الوفاة أو الفعل الضار و يترتب‬

‫عنها إنشاء الحقوق أو تحويلها أو انقضائها و تصنف إلى نوعين رئيسين‪ :‬وقائع ال إرادية و أخرى إرادية‪.‬‬

‫‪ -1‬الوقائع الالإرادية‪ :‬و يطلق عليها الوقائع الطبيعية و هي وقائع خارجة عن إرادة اإلنسان فهي‬

‫تحدث دون أن يكون لإلنسان دخال في حدوثها فالموت واقعة قانونية غير إرادية (استثناء االنتحار)‪ ،‬و‬

‫كذلك الميالد‪ ،‬و بالتالي يترتب عن حدوثها نشوء حقوق كالحق في اكتساب شخصية قانونية و حمل اسم‬

‫الع ائلة و حق النفقة بالنسبة لواقعة الميالد و حق اإلرث بالسنية لواقعة الوفاة و تلحق بالوقائع الطبيعية‬

‫الفيضانات و الزالزل و العواصف فإذا بلغت هذه الحوادث حدا تجعل وفاء المدين بالتزامه مستحيال رتب‬

‫عليه القانون انقضاء االلتزام (انقضاء الحق) و ينفسخ العقد بقوة القانون‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -2‬الوقائع اإل رادية‪ :‬و هي التي تقع بفعل اإلنسان و باختياره و إرادته و رغم ذلك تظل متميزة‬

‫تماما عن التصرفات القانونية ففي التصرف القانوني يراد التصرف و نتائجه في حين ال يمكن القول بإرادة‬

‫النتائج القانونية المترتبة عن الواقعة ولو كانت إرادية و الوقائع اإلرادية نوعان‪:‬‬

‫‪ -‬وقائع مادية لم يقصد بها نتائجها القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬وقائع قصدت بها نتائجها القانونية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الوقائع غير المقصودة نتائجها‪ :‬كاألفعال الضارة فمن يصدم بسيارته أثناء سيره في الطريق‬

‫العام شخص آخر كان يعبر ذلك الطريق يلتزم بتعويض المتضرر و لو أن هذا األثر القانوني لم يكون‬

‫مقصودا منه ارتكاب الفعل الضار‪.‬‬

‫ب‪-‬الوقائع المقصود نتائجها‪ :‬كاألفعال النافعة كاإلثراء بال سبب حيث يتحقق بإثراء شخص على‬

‫حساب الغير و مثال ذلك البناء على أرض الغير الذي يكون لمالك األرض الذي يستفيد بدون سبب على‬

‫حساب من أقامه فينشأ حق في التعويض للمفتقر في مواجهة المثري‪ ،‬والفضالة‪ :‬من حيث يتولى شخص‬

‫دون توكيله و ال حصوله على سلطة القانون القيام بعمل لمصلحة و لحساب شخص آخر كإصالح منزل‬

‫شخص غائب مهدد بالسقوط فيترتب على هذا العمل النافع حق للفضولي في التعويض كما لحقه سبب‬

‫قيامه بعمل الفضالة‪ .‬والحيازة‪ ،‬حيث يترتب عليها تملك واضع اليد للشيء المباح (حق الملكية)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التصرفات القانونية‬

‫و هي تعبير عن إرادة متجهة إلحداث أثر قانوني معين فيترتب على هذا األثر ما بقوة القانون و‬

‫هكذا ال يقتصر التصرف القانوني على إنشاء الحق بل يكون القصد منه أيضا تعديله أو نقله أو إنهائه ففي‬

‫عقد البيع مثال تتجه إرادة البائع نحو التزامه بنقل المبيع إلى المشتري و كسب الحق في الثمن و تتجه إرادة‬

‫‪27‬‬
‫المشتري نحو التزامه بالثمن و كسبه الحق في ملكية المبيع و كل هذه اآلثار و ما يتبعها تحدث نتيجة‬

‫اتجاه إرادتي البائع و المشتري نحوها و توافقهما عليها و تصنف التصرفات القانونية عدة تصنيفات أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬تصرف قانوني من جانب واحد‬

‫‪ -2‬تصرف قانوني من جانبين‬

‫‪ -3‬تصرف قانوني من جماعة‪.‬‬

‫يكون تصرف من جانب واحد حينما يكون أثره القانوني ناتج عن التعبير عن إرادة شخص واحد‬

‫يسمى تصرف بإرادة منفردة و من أمثلة ذلك الوصية ‪( ،‬تحتاج إلرادة منفردة للموصي) وكذلك اإلقرار‬

‫(االعتراف) تحتاج إرادة المقر كذلك التنازل عن الحق العيني‪.‬‬

‫‪ -‬أما التصرف من جانبين فال بد من توفر إرادتين على أحداث األثر القانوني و من أمثلة ذلك‬

‫العقود كعقد البيع وعقد اإليجار و الهبة‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬أما التصرف الجماعي حيث تساهم في أحداث آثاره مجموعة من األشخاص يجتمعون حول‬

‫مصالح أو أعمال مشتركة كالشركات و االتفاقيات الجماعية للعمل‪،‬‬

‫تصنف كذلك إلى تصرف فيما بين األحياء و تصرف مضاف إلى ما بعد الموت‪.‬‬

‫‪ -‬تصرفات فيما بين األحياء و تصرف مضاف إلى ما بعد‪ :‬األصل في التصرفات أن تكون فيما‬

‫بين األحياء لكن القانون قبل بصفة استثنائية التصرفات المضافة إلى ما بعد الموت التي يعلق نفاذها و‬

‫ترتبها آلثارها على تحقق الموت تنحصر بنصا معين مثل الوصية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬تصرفات بعوض و تصرفات على سبيل التبرع‪ :‬التصرف بعوض أو بمقابل هو الذي يأخذ فيه‬

‫المتصرف مقابال لما يعطيه كالبيع و اإليجار يطلق عليها عقود المعاوضة‪ ،‬أما التصرف على سبيل التبرع‬

‫أو بدون مقابل فهو الذي ال يتلقى فيه المتصرف مقابل لما يعطيه كما في عقد الهبة و تسمى عقود التبرع‪.‬‬

‫‪ -‬تصرف منشئ للحق و تصرف كاشف له‪ :‬يقصد بالتصرف المنشئ و هي الصورة الغالبة حيث‬

‫ينشأ الحق لشخص من األشخاص ابتداءا بخلق حق جديد أما التصرف الكاشف فهو الذي يقتصر على‬

‫كشف حق و يزيل ما كان يعتريه من غموض و مثال ذلك الصلح هو عقد يحسم خالف أو نزاع قائم أو‬

‫يتوقيان به نزاعا محتمال فهو تصرف كاشف لحق كل من المتصالحين‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تقسم العقود بصفة خاصة فتعرف بعدة تصنيفات فمن حيث التكوين تقسم إلى عقود‬

‫رضائية و شكلية و عينية من حيث اآلثار تقسم إلى عقود ملزمة لجانبين و عقود ملزمة لجانب واحد و من‬

‫حيث عامل الزمن تقسم إلى عقود فورية و عقود زمنية و تقسم إلى عقود محددة و عقود احتمالية‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الحماية القانونية للحق‬

‫‪ -‬إن نشوء الحق أو تعديله أو تحديد أوصافه أو نقله أو انقضائه أي وجود أي اثر قانوني يقتضي‬

‫عند المنازعة إثبات مصدره المباشر أي إثبات الواقعة القانونية أو التصرف القانوني و طالما مختلفان في‬

‫الجوهر فبالضرورة اختالفهما في وسائل اإلثبات فاألصل هو اشتراط إثبات التصرفات القانونية بالكتابة‬

‫باعتباره إرادة محضة و إمكان إثبات الوقائع القانونية بأي طريقة من طرف اإلثبات و لو بمجرد شهادة‬

‫شهود أو القرائن القضائية أو المعاينة‪...‬الخ‪.‬‬

‫مبدئيا يقع عبئ اإلثبات على المدعي وهذا المبدأ المنصوص عليه في مجال الحقوق الشخصية و‬

‫المطبق كمبدأ عام نص المادة ‪ 323‬على الدائن إثبات االلتزام و على المدين إثبات التخلص منه و بمقتضى‬

‫‪29‬‬
‫هذه المادة أن عبء اإلثبات يكون دائما على الخصم الذي يدعي خالف الظاهر فينتقل من خصم إلى آخر‬

‫في الدعوى‪ .‬مثال إذا أدعى أنه (أ) دائن (ب) بملغ من النقود و أدعى هذا األخير أنه سدد مبلغ الدين و‬

‫بالتالي يتم تطبيق نص المادة و نظ ار لما تتميز به هذه القاعدة في توزيع عبء اإلثبات فإن المشرع خرج‬

‫في بعض الحاالت حيث أعفى أحد األطراف من إثبات ما يدعيه الطرف اآلخر حيث تنص المادة ‪337‬‬

‫(القرينة القانونية تغني من تقررت لمصلحته عن أية طريقة أخرى من طرق اإلثبات على أنه يجوز نقض‬

‫هذه القرينة بالدليل العكسي ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك) و نص المادة ‪ 499‬خير مثال الوفاء بقسط‬

‫من األجرة يعتبر قرينة على الوفاء باألقساط السابقة حتى يقوم الدليل على عكس ذلك‪ .‬و تطبيقا لهذا‬

‫النص فإنه إذا إدعى المؤجر أن المستأجر لم يف بقسط سابق من األجرة فليس على هذا األخير إقامة‬

‫الدليل على الوفاء و إنما عبء اإلثبات يعود بمقتضى القرينة المشار إليها في المادة ‪ 499‬إلى المؤجر‬

‫الذي يقوم عليه إثبات الحق ‪.‬‬

‫عبء اإلثبات مسألة أساسية تتمثل في معرفة كيفية إقامة الدليل و تختلف القوانين و األنظمة من‬

‫حيث مدى األخذ بوسائل اإلثبات تقييدا أو حرية فهناك من المذاهب ما تقيد في وسائل اإلثبات فيتم تعيين‬

‫مسبقا اإلثبات بوسائل معينة و ال يقبل إثباتا خارج هذه الوسائل أما البعض اآلخر فيأخذ بمذهب اإلثبات‬

‫الحر حيث تكون للقاضي سلطة تقديرية واسعة إلصدار حكمه وفق اقتناعه الشخصي و ال يأخذ المشرع‬

‫الجزائري بشكل مطلق بأحد المذهبين فتختلف وسائل اإلثبات بين التقيد و الحرية حسب المواد المراد إثباتها‬

‫حيث يغلب نظام اإلثبات المقيد في المسائل الجنائية و القانون اإلداري و نظام اإلثبات الحر في المسائل‬

‫التجارية‪.‬‬

‫اإلثبات في المواد المدنية‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫يتميز اإلثبات في المواد المدنية‪ ،‬فالقانون المدني يميز بين نوعين من المصادر الواقعة القانونية و‬

‫التصرف القانوني فيما يخص الوقائع القانونية يالحظ نظام اإلثبات الحر هو الغالب فكل الوسائل مقبولة‬

‫لإلثبات و على خالف ذلك يسود التصرف القانوني نظام اإلثبات المقيد فعلى األطراف تهيئة وسيلة إثبات‬

‫التصرف الذي يقومون به مسبقا‪ .‬كما يتطلبه القانون مع وجود استثناءات و سنتناول وسائل اإلثبات بصفة‬

‫عامة و هي‪ :‬الكتابة‪ ،‬البينة‪ ،‬القرائن‪ ،‬اإلقرار‪ ،‬اليمين‪ ،‬القرائن القانونية‪ ،‬معاينة الخبراء‪.‬‬

‫‪ -1‬الكتابة‪ :‬تعتبر الكتابة أهم وسيلة لإلثبات وقد نص عليها المشرع في نص المادة ‪( 333‬في‬

‫غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على ‪ 100.000‬دج أو كان غيره محدد القيمة‬

‫فال يجوز اإلثبات بالشهود في وجوده أو انقضائه و ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك) و يشترط‬

‫‪ -‬شروط الكتابة‪ :‬أن تكون في محرر رسمي أو محرر عرفي فالكتابة الرسمية نصت عليها المادة‬

‫‪( 324‬بقولها العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم‬

‫لديه أو ما تلقاه من ذوي الشأن و ذلك طبقا لألشكال القانونية و في حدود سلطته و اختصاصه) و مثال‬

‫ذلك األوراق الرسمية كالعقود الرسمية التي تتم أمام الموثق و ألن الكتابة تتم أمام جهة رسمية مما يخولها‬

‫حجية خاصة في اإلثبات ما لم يطعن فيها بالتزوير‪.‬‬

‫أما المحرر العرفي‪ :‬فهو من وضع أفراد عاديين يتولى تحريره و توقيعه أشخاص عاديين دون تدخل‬

‫جهة رسمية (موظف عام) فالخاصية األساسية للورقة الرسمية تفتقدها الورقة العرفية إذا تنعدم الرسمية في‬

‫إنشائها و ما لجوء األشخاص اليها كوسيلة اثبات لسهولتها من الناحية العملية كما أن التوقيع هو الشكلية‬

‫األساسية الالزمة لصحتها و تعتبر الورقة العرفية صادرة من من وقعها ما لم ينكر صراحة ما هو منسوب‬

‫إليه من خط أو إمضاء او بصمة من المادة ‪.327‬‬

‫‪31‬‬
‫البينة‪ :‬البينة هي شهادة الشهود و هي أقدم طرق اإلثبات بعد المعاينة و قد حصر المشرع مجال‬

‫جوازها فيما لم يتطلب فيه شرط الكتابة و قد أعطى في قبولها و استبعادها سلطة تقديرية واسعة للقاضي و‬

‫قد نصت على ذلك المادة ‪.336 ،335‬‬

‫القرائن و هي قضائية و قانونية‬

‫القرائن القضائية‪ :‬إن القرائن القضائية كالقرائن القانونية تتمثل في استنباط أمر مجهول من آخر‬

‫معلوم و لكن هذا االستنباط يقوم به القاضي‪.‬‬

‫القرائن القانونية‪ :‬فهي من استنباط المشرع و تدخل ضمن الطرق المعفية من اإلثبات كما في نص‬

‫المادة ‪.496‬‬

‫و يقوم القاضي باالستنباط حسب ظروف كل دعوى و بديهي أنه ال يجوز له ذلك إال حين يجوز‬

‫اإلثبات بالقرائن إال في األحوال التي يجيز فيها القانون اإلثبات بالبينة‪.‬‬

‫األقرار‪ :‬تنص المادة ‪ ( 341‬اإلقرار هو اعتراف الخصم أمام القضاء بواقعة قانونية مدعى بها عليه‬

‫و ذلك أثناء السير في الدعوى المتعلقة بهذه الواقعة) و اإلقرار بهذا المعنى هو حجة قاطعة على المقر و‬

‫ال يتج أز على المقر على صاحبه فإما أن يأخذ به كل أو يترك كله و قد نصت على ذلك المادة ‪.342‬‬

‫اليمين‪ :‬يعتبر اليمين عمال دينيا و مدنيا معا يتخذ فيه الحالف (باهلل) شاهدا على صحة تأكيداته‬

‫حول حقيقة واقعة معينة و يستلزم عقابه إذا حنث أو نكث و هذا الدليل يلجأ إليه الخصم إذا عجز عن‬

‫‪32‬‬
‫إثبات حقه فيحتكم إلى ذمة خصمه لحسم النزاع فيوجه إليه اليمين الحاسم فإذا حلف من وجهت إليه اليمين‬

‫خسر المدعى دعواه و إن نكل عن اليمين أي اعرض حكم للمدعى بما يدعيه ما لم يردها من وجهت إليه‬

‫على خصمه و يجب التمييز بين اليمين الحاسمة ذات الحجة القاطعة بين الطرفين و اليمين المتممة التي‬

‫يوجدها القاضي تلقائيا إلى أي من الخصمين قصد الحصول على عنصر اقتناع إضافي في الدعوى و‬

‫هي ذات حجية ال تقل من حجية شهادة الشهود‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلثبات في المواد األخرى‪ :‬كالمواد الجنائية و اإلدارية و التجارية‪.‬‬

‫في الخصومة الجنائية تتحمل النيابة العامة عبء اإلثبات حيث تقع في الخصومة الجنائية ما‬

‫يعرف بقرينة البراءة التي يقع على النيابة العامة طوال الخصومة إثبات عكسها‪ ،‬و لقد نص عليها الدستور‬

‫في المادة ‪ 45‬من ناحية أخرى تتميز الخصومة الجنائية بمبدأ حرية اإلثبات باعتبار الجريمة واقعة قانونية‬

‫و بالتالي حرية اإلثبات‪.‬‬

‫أما اإلثبات في المواد اإلدارية يتميز عموما في حرية اإلثبات و يتمتع القاضي في النزاع اإلداري‬

‫من سلطة التحقيق و الرقابة و يقع عبء اإلثبات على عاتق المتقاضين باعتبارهم دائما مدعين لمواجهة‬

‫اإلدارة‪.‬‬

‫أما اإلثبات في المواد التجارية فيسوده مبدأ حرية إثبات تدعيما لخصائص التجارة‪ ،‬السرعة‪ ،‬االئتمان‬

‫و بالتالي يجوز اإلثبات بكل الوسائل بما في ذلك شهادة الشهود و دفاتر التجار‪.‬‬

‫انتهى‬

‫بالتوفيق و النجاح‬

‫‪33‬‬
34

You might also like